المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 03 كانون الأول/2012

إنجيل القدّيس لوقا 01/39-45/زيارة مريم لبيت زكريا واليصابات

في تِلْكَ الأَيَّام (بعد البشارة بيسوع)، قَامَتْ مَرْيَمُ وَذَهَبَتْ مُسْرِعَةً إِلى الجَبَل، إِلى مَدِينَةٍ في يَهُوذَا. ودَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا، وسَلَّمَتْ عَلَى إِليصَابَات.  ولَمَّا سَمِعَتْ إِلِيصَابَاتُ سَلامَ مَرْيَم، ٱرْتَكَضَ الجَنِينُ في بَطْنِها، وَٱمْتَلأَتْ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. فَهَتَفَتْ بِأَعْلَى صَوتِها وقَالَتْ: «مُبارَكَةٌ أَنْتِ في النِّسَاء، وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! ومِنْ أَيْنَ لي هذَا، أَنْ تَأْتِيَ إِليَّ أُمُّ ربِّي؟ فَهَا مُنْذُ وَقَعَ صَوْتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ، ٱرْتَكَضَ الجَنِينُ ٱبْتِهَاجًا في بَطْنِي! فَطُوبَى لِلَّتي آمَنَتْ أَنَّهُ سَيَتِمُّ ما قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبّ!».

نشيد مريم/لوقا 46-56

فقالت مريم: تعظم نفسي الرب وتبتهـج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلي، أنا خادمته الوضيعة! جميع الأجيال ستهنئني لأن القدير صنع لي عظائم. قدوس اسمه ورحمته من جيل إلى جيل للذين يخافونه. أظهر شدة ساعده فبدد المتكبرين في قلوبهم. لأنزل الجبابرة عن عروشهم ورفع المتضعين. أشبع الجياع من خيراته وصرف الأغنياء فارغين. أعان عبده إسرائيل فتذكر رحمته، كما وعد آباءنا، لإبراهيم ونسله إلى الأبد. وأقامت مريم عند أليصابات نحو ثلاثة أشهر، ثم رجعت إلى بيتها.

 

عناوين النشرة

*مقالة لعماد موسى وتعليق للياس بجاني

*التعليق/المظلوم في زغرتا كتير منيح، ولكن نيافة كثير الكلام أين/الياس بجاني/02 كانون الأول/12

*المقالة/دين ودنيا وعسكر/عماد موسى/لبنان الآن/02كانون الأول/12

"*14 آذار" و"المستقبل" يحييان ذكرى أربعين اللواء الحسن ورفيقه في طرابلس 

*الجيش نعى الرقيب الاول انترانيكيان

*المحكمة الدستورية في مصر تؤجل نظر دعاوى بطلان مجلس الشورى

*جعجع في عشاء قطاع المحامين في القوات: اين الدولة في معادلة شعب وجيش ومقاومة؟

*سيكون تفاوضا على رؤوسنا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*هل يفعلها ويستخدم الكيماوي؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*المصريون يرفضون حكم جماعات الإسلام السياسي/علي سالم/الشرق الوسط

*بين نداءَي بكركي وبعبدا للحوار/المحامي الدكتور أنطوان أ. سعد/الجمهورية

*سعيد لـ"السياسة": سلاح "حزب الله" تحت إمرة إيران وطالب بوضع الحدود في عهدة الجيش 

*ملف القتلى الطرابلسيين

*هدوء حذر في طرابلس/المرعبي لـ"السياسة": نحمل مسؤولية مقتل اللبنانيين الـ21 لنصر الله

*مفرج أولم لصفير في بشمزين في حضور فاعليات

*رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني: الطائف الطريق الوحيد للخروج من الازمة مشروع فؤاد بطرس يعطي الجميع حق المساواة في التمثيل

*القوات أعلنت فوز لائحتها بانتخابات المعالجين الفيزيائيين

*زيارة ثانية لباسيل إلى اميركا في شهرين وعون يسعى إلى إقناع واشنطن بالتحالف مع تياره

*لحكومة إنقاذ لا تكنوقراط.، أمين الجميّل لـ"الأخبار": لإجراء الإنتخابات في موعدها وإن في ظلّ القانون الحالي والبطريرك لم يقل أي قانون يريد بل تمسّك بالمواعيد الدستورية

*كتلة جنبلاط تفاتح "٨ آذار" بقانون انتخابي جديد و ربما التحالف

*مجدلاني: لن تشارك في أي جلسة للجان النيابية اذا كانت الحكومة مشاركة فيها

*أفعال "حزب الله" و"حركة أمل" في السفارات.. وشربل يعرقل انتخاب المغترب/خالد موسى/موقع 14 آذار

*الأسير: نصرالله يريد قتلي كما قَتَل الحريري والحسن/علي الحسيني/جريدة الجمهورية

*إثارة احتمال التمديد للمجلس كشف عن ورقة في غير أوانها وموقف الراعي يُحرجه بعد سقف مرتفع من قانون الستين/روزانا بومنصف/النهار

*بعد استهدافه الضباط النمساويين العاملين في الجولان باريس تحذر من "تحرش" حلفاء الأسد بقوات "يونيفيل" في لبنان/حميد غريافي/السياسة

*حذاري يا مرسي... ثم حذار/أشرف عبد القادر/السياسة

*الاخوانجية والسلطة/خالد عبدالعزيز السعد/السياسة

*الاعتراف بالائتلاف لنزع الصفة التمثيلية عن الحكومة السورية/ثريا شاهين/المستقبل

*عون من عكار: اختصار الوطن بدوائر صغيرة وفردية يفككه الطريقة الوحيدة لضرب الإستقرار هي بتدخل عسكري خارجي

*الأسير حيا غزة وأهل الشام وحلب وهاجم بري ونصرالله ووزارة الدفاع ومخابرات الجيش وبعض القضاء

 

تفاصيل النشرة

 

مقالة لعماد موسى وتعليق للياس بجاني

التعليق/المظلوم في زغرتا كتير منيح، ولكن نيافة كثير الكلام أين/الياس بجاني/02 كانون الأول/12

الياس بجاني/قرأت بين سطور خينا العماد أن رجال الدين والعسكر لا يصلحون للسياسة ولا يُصلحون فيها بل يُفسدون ويدمرون وانا معه، أما إن كان قصده تشجيع هؤلاء على دخول عالم السياسة فأنا أعارضه كما عارضت أوروبا حكم الكنيسة السياسي وثارت عليها. أعجبتني فكرة ترشيح المطران مظلوم الذي لم أرى في إطلالاته الإعلامية رجل دين، بل وئاما وقنديلاً وعونا ورعداً وقاووقاً معتمراًُ قلنوسة مطران وهو بفخر بطل من أبطال مقولة شعبين في بلد واحد في آخر أيام وزمن رعاتها الأسديين التي ذكرنا فيها نيافة الراعي السنة الماضية أمام وفد سوري. قد فات عمادنا مؤهلات صاحب النيافة التي تؤهله لتولي رئاسة الجمهورية وكيف لا وهو لا يدع يوماً واحداً يمر دون زيارة أو إطلالة إعلامية وموقف وتصريح يحتاجان فوراً لتصحيح ولهجوم على الإعلام الذي يعاديه ودائماً يجتزئ له ومنه ويقتطع مقابل آجر من الحاقدين والمأجورين ونحن منهم ولكن ليس بينهم لا الشيخ أمين ولا ابنه السامي كونهما مع نيافته ع عماها ووراء الأبواب كونه جار وخط أحمر وما بيحب الحكيم. ع فكرة مبارح حضرت مقابلة الإسطفان الدويهي ع ال ام تي في فبهرت من فراسته الوطنية وعمق تحليلاته العبقرية وكتير عجبتني سكسوكته، ربنا يحميه من الطامعين لحرمان مجلس النواب من كثرة تشريعاتها. يلا ايام محل وبؤس وتعتير وهيك ايام ما بيلبقلها غير هيك نواب وحكام ورجال دين وسياسة ومن دهنو سقيلوا. في الخلاصة ولأن حالنا غنمي وتعيس فنحن نستحق هؤلاء التعساء والرعاة، وسامحونا

المقالة/دين ودنيا وعسكر/عماد موسى/لبنان الآن/02كانون الأول/12

http://www.nowlebanon.com/Arabic/NewsArticleDetails.aspx?ID=462528

مِن أصحاب الرأي مَن يعارض تعاطي رجال الدين وأبناء المؤسسة العسكرية والمدراء العامين في الدولة اللبنانية في السياسة. ومنهم مَن لا يجد مانعاً يحول دون انخراط كل مكونات المجتمع في العمل السياسي، إن لم يكن ترشيحاً فاقتراعاً. وإن لم يكن لا هذا ولا ذاك فليُصبّ نشاطهم في ترشيد العمل السياسي الوطني.

في تاريخ لبنان الحديث وصل من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية أربعة، ومشّط أربعة وأربعون ذقونهم وبينهم جنرالات الشعبة الثانية، وارتضى بعضهم بالنيابة والوزارة على مضض.

ويضم مجلس النواب الحالي لواء أورثوذكسيا وعقيدﺍ أرمنيا في صف 14 آذار ولواء كاثوليكيا مع العماد عون  وعميدا علمانيا في صفوف  كتلة الوفاء للمقاومة الأسلامية. وما بين عمداء اليوم وعقداء الأمس عرف المجلس نائبين من رتب عسكرية متواضعة: معروف سعد ووجيه البعريني. وشتّان ما بين زعامة إبن صيدا وزعامة إبن عكار.

ومن يجول في تاريخ المجالس يستوقفه دخول الشيخ محمد الجسر إلى الندوة البرلمانية ووصوله إلى رئاسة مجلس النواب اللبناني من 18 تشرين الأول 1927 حتى 10 أيار 1932 كما ترشّحه لرئاسة الجمهورية في عز الصراع بين قطبي السياسة المارونية آنذاك: إميل إده وبشارة الخوري. وبعد الجسر لعب مفتي طرابلس عبد الحميد كرامي دوراً رائداً، نائباً ووزيراً ورئيس حكومة. 

وشكّل دخول النائب الأب سمعان دويهي بجبته الندوة  البرلمانية في دورة الـ 1964 علامة فارقة في الحياة السياسية وبقي الدويهي نائباً حرّاً مستقلاً حتى وفاته العام 1988 وقد ورث عنه إسطفان "سكسوكته" ومقعده فقط لا غير. وجميعنا يذكر كيف دلف الداعية فتحي يكن إلى القاعة العامة في أولى جلسات برلمان الـ 1992 متأبطاً سجادة الصلاة، ومن ينسى خطبته في جموع إعتصام المعارضة الشهير في رياض الصلح في كانون الأول 2006.

وفي بداية الحرب اللبنانية إحتضنت دار الإفتاء الحركة الوطنية واحتضن الكسليك الجبهة اللبنانية، ومع تنامي دور حزب الله وحركة أمل بات المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وتحديداً في عهد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رجعاً لصدى خطاب الثنائي الشيعي، الوكيل الحصري لآمال الشيعة وتطلعاتهم في لبنان الممانع .

ومن يمكنه أن يُسقط  الدور المحوري والتأسيسي الذي لعبه المطران يوسف بشارة بتكليف من البطريرك صفير باحتضان ورئاسة لقاء قرنة شهوان؟ ونجاح "قرنة شهوان" في استقطاب القوى المسيحية المناهضة لسورية دفع بالسوريين لإنشاء تجمّع هجين حمل إسم خلية حمد رأسه مفتي طرابلس والشمال الدكتور طه الصابونجي وضمّ التجمّع هامات تاريخية كشاكر البرجاوي ود. ناصر قنديل وسواهم ممن لست أذكرهم. واليوم، يواصل القادة الدينيون توجيه البوصلة السياسية، وإرشاد النواب إلى دورهم المفترض، وتأنيب المتقاعسين منهم، وإبداء الآراء السديدة في قوانين الإنتخاب وتفصيل الدوائر وقضايا الأمن والنأي والإستراتيجيات التحريرية والدفاعية والإلهية. وكم سيسعدني أن تضم كتلة المردة الفستقية المقبلة المعقودة رئاستها للزعيم الشاب طوني سليمان طوني سليمان بك فرنجيه النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم كبديل لسليم بك كرم. سمير يخلف سليماً. وكم سترتعد فرائص النواب المسالمين مع حلول سماحة نائب مرشد الثورة الإسلامية في لبنان الشيخ نعيم قاسم بديلاً من الحاج محمد رعد وربما يقعد على كرسي الرئيس نبيه بري. وكم سيكون المشهد الإنتخابي حماسياً مع رئاسة مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو لائحة 14 آذار في  دائرة الشوف لمواجهة لائحة الأسير ـ فضل شاكر واللائحة الوسطية برئاسة عقل الدروز وقلبهم وليد بك جنبلاط.

 

"14 آذار" و"المستقبل" يحييان ذكرى أربعين اللواء الحسن ورفيقه في طرابلس 

موقع 14 آذار/أحيا "تيار المستقبل" وقوى الرابع عشر من آذار ذكرى أربعين اللواء الشهيد وسام الحسن ورفيقه أحمد صهيوني في مهرجان حاشد أقيم في معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي- طرابلس.

وتقدم الحضور الامين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، والنواب عمار حوري، احمد فتفت، سمير الجسر، قاسم عبد العزيز، محمد كبارة، نهاد المشنوق، محمد الحجار، نقولا غصن، كاظم الخير، امين وهبي، جمال الجراح، خضر حبيب، فادي كرم، انطوان سعد، سامر سعادة، خالد ضاهر، جان اوغاسبيان، نضال طعمة، رياض رحال، خالد زهرمان، معين المرعبي، شانت جنجيان، وبدر ونوس، وجورج حرب ممثلاً النائب بطرس حرب، وبيار زهرا ممثلاً انطوان زهرا، والنواب السابقون مصطفى علوش، طلال المرعبي، الياس عطالله، ومصطفى هاشم، والوزيران السابقان نايلة معوض،ومحمد رحال، واعضاء المكتب السياسي والتنفيذي في "تيار المستقبل"، ومفتي عكار الشيخ اسامة الرفاعي، وعميد "حزب الكتلة الوطنية" كارلوس اده، ورئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض، عائلة الشهيد الحسن ووالده، ووفد رفيع من قوى الامن الداخلي، ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء نادر غزال، إضافة إلى رجال دين وشخصيات سياسية واعلامية واجتماعية وثقافية وحشود من كل مناطق الشمال إكتظت بهم القاعة وخارجها. استهل المهرجان بآي من الذكر الحكيم تلاها مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي، فالنشيد الوطني ، ثم فيلم وثائقي عن صاحب الذكرى.

البصبوص

والقى ممثل المدير العام لقوى لاامن الداخلي اللواء اشرف ريفي العميد ابراهيم البصبوص كلمة نقل في مستهلها تعازي اللواء ريفي واعتذاره عن الحضور لاسباب امنية متوجها للشهيد اللواء الحسن بالقول "إن استشهادك خسرت قوى الامن الداخلي رجلا جمع في شخصه كل صفات القائد العظيم الوطني العبقري الفذ الطموح الاستراتيجي اللامع المخلص الصادق الوفي كنت المسؤول الامني البارع الذي سجل له التاريخ الانجازات الامنية الباهرة التي وفرت على لبنان واللنانيين الدماء والويلات والخراب ".

وأوضح أن "اربعين يوما مضت والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي ببشرها وحجرها تتشوق لرؤيتك ضباطها وعناصرها اشتاقوا اليك اشتاقوا الى معلمهم ورفيقهم واخيهم اشتاقوا الى توجبهاتك الحكيمة وكلماتك الرصينة والى صوتك العزب والى ثغرك الباسم لن تفيك كل كلمات الرثاء فانت اكبر من ذلك يعرفك الكبير والصغير تعرفك كل ذرة تراب وكل نسمة هواء في بلدك الغالي نم قرير العين فالوطن سيبقى بخير انه أمانة في أعناقنا، وأعناق زملائك الذين علمتهم المهنية والاحتراف وزرعت فيهم المل والرجاء، نعاهدك أن تبقى شعبة المعلومات التي أسستها واستشهدت من أجلها شامخة، فاعلة وحاضرة لحماية الوطن والحفاظ على وحدته واستقلاله وتقديم الغالي والرخيص في سبيل حفظ أمن المواطنين كما نعاهدك ونعاهد الجميع أننا سنستمر في متابعة التحقيقات حول عملية اغتيالك مهما كلفنا ذلك من تضحيات في سبيل الوصول الى الحقيقة مثلما تابعنا واياك التحقيقات في عملية اغتيال رفيقك الرئيس الشهيد رفيق الحريري .

وختم: "لوالديك ولزوجتك ولولديك ولرفاقك ومحبيك اقول أننا في قوى الأمن الداخلي كلنا أوفياء لدم وسام ولروح وسام . كلنا وسام".

كلمة العائلة

بعدها كلمة العائلة القاها شقيقه سراج الحسن تقدم في مستهلها بالشكر والامتنان باسم العائلة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان والى أخ العائلة الرئيس الشيخ سعد الحريري وقادة المؤسسات العسكرية وعلى رأسهم اللواء أشرف ريفي وكل القادة والفاعليات السياسية والدينية والمدنية".

وأكد "أن العائلة لن تنسى أهل الشهامة وتابع:نحن في عائلتي لا نقدم القرابين لا للأصنام ولا للأوثان نحن نقدم شهداء للأوطان ، شهداء لنصرة الحق، شهداء مرضاة لوجهه الكريم نقدم أفضل ما لدينا زينة الشباب وسام، ومن حقنا أن نعرف ما فعلتم بدمائه الزكية أين هي نتائج التحقيقات فلقد سمعنا من تحت الطاولة من يقول " سوف ننتظر الوقت المناسب" وسمعنا أيضاً من يقول " سوف نتريث خوفاً على السلم الأهلي" ونحن نقول " لماذا لم ينتظر القاتل المجرم الوقت المناسب؟

وسأل أيضاً: " لماذا لم يحرص هو على السلم الأهلي؟" بالله عليكم ماذا كان يفعل وسام سوى الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي وصيغة العيش المشترك؟ فهل جزاء الأبطال التنكر لدمائهم الزكية ؟ أيريدون أن ينصروا الباطل على الحق والظالم على المظلوم؟ والقاتل على المقتول؟ أيريدون ان يرفعوا راية الشيطان وينكسوا راية الرحمن؟

أضاف: لقد طفح الكيل ونحن نريد أن نعرف من قتل فلذة أكبادنا وسام ؟ فبكاء الثكلى ليس كبكاء المستأجرة! نريد أن نسأل كل وزير على حدة والحكومة مجتمعة لماذا لم تحال القضية على المحكمة الدولية؟ أو يريدون أن يقولوا كما قال السفهاء منهم " مين هيدا وسام الحسن؟" نحن لن نتهم أحد ولكن هم اتهموا أنفسهم ففينا حياء والحياء نصف الدين اما هم فقد صدق فيهم قول المصطفى " ان لم تستح افعل ما تشاء" .

المشنوق

ثم كانت كلمة للنائب نهاد المشنوق الذي قال: هناك دعوتان رائجتان للحوار هذه الأيام: واحدة في سوريا على جثث 40 ألف شهيداً حتى الآن والعودة الى نظام الاستبداد والقهر والظلم . وواحدة في لبنان على دم اللواء وسام الحسن. في الدعوتين قاسم مشترك هو الاستسلام للقاتل وعدم مواجهته والتسليم له أمراً ناهياً، وهذا لن يحدث مهما كان الثمن. لا يا فخامة الرئيس لا تضعنا في زاوية الحوار، لن نعود اليها الا بعد استقالة حكومة الاغتيالات هذه وتحت عنوان واحد وهو " أن لا سلاح الا بأمرة الدولة" غير ذلك وهم وكذب لا نريده ولا نسعى اليه.

وتوجه في كلمته الى الرئيس ميقاتي مقتبساً من كلام الراحل السيد محمد حسين فضل الله : " ان مشكلة البعض أنه ليست لديه نية في تغذية نفوس الناس وعقولها بقيم الاسلام من غير ملعقة المقاومة " أما نحن فنقول لم يبق في ملعقة المقاومة غير السم " الايراني" فهل هذا ما يريده الشيعة الذين تمثلهم يا دولة الرئيس ؟؟!! يا دولة الرئيس الجواب عندك وأنت المؤتمن على التشريع نصاً وروحاً والساكن عميقاً في لبنانيتك أنظر حولك جيداً وستجد أن الوقت ليس ملعباً لدماء الشهداء اذا لم يعد هناك من زوايا لتدويرها ، أنت تعرف ما هو الملح والضروري والمعجل المكرر في الوطن، وليس في جلسات صغيرة كانت أم كبيرة، خيارك الوحيد أن تبادر الى فتح الستارة على مشهد وطني جديد تكون فيه المبادر الى حكومة حيادية ، تحقق الاحتياط الاستراتيجي كما كنت دائماً لطائفة يريدها غيرك مخطوفة أو مقتولة ولوطن مأزوم .

ولوليد جنبلاط قال: لم نعد نعرف على أية ضفة ننتظر جثة عدونا، هذا اذا وجدنا النهر الذي تتحدث عنه ، نهرنا الوحيد هو نهر الحق والكرامة والعدالة وليس لهذا النهر ضفاف الاستكانة وواقعية مطلقة بحجة البحث عن الاستقرار لا أنت تجده ولا نحن نراه في سياسة الغاء وطني وتصفية جسدية ، نعم نحن نقاوم المشروع الايراني لأنه ليس فيه الا الانقسام الوطني والعربي والاسلامي، لكننا نفعل ذلك وحدنا وبالصدور العارية اذ أننا لانجد العرب الذين تريد منعهم عن محاربة ايران .

وتابع: "يا دولة الرئيس نجيب ميقاتي كفاك وسطية نصف الكلمة ونصف الرأي ونصف الموقف لا وسطية بين المجرم والضحية ، أين الحقيقة والكذب؟؟ أين الصواب والخطأ؟؟ . ما زلت منتحلاً الصفة تتكبر على موت وسام، وموتنا المستمر وتشيح بسمعك عن فحيح الفتنة التي بت شريكاً فيها منذ اليوم الأول لرئاستك حكومة " سماحة المملوك" ألم تقل أنت أن طائفتي مستهدفة ؟؟ وان اغتيال وسام يرتبط بملف التفجيرات "محور السم ". وسأل: ماذا فعلت بالتحقيق الدولي لجريمة اغتيال صديقك وسام ورفيقه احمد صهيوني؟ أين صارت محاكمة قتلة الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه؟؟ ماذا حدث لشجاعة القاضي الذي يتمهل في اصدار القرار الاتهامي في قضية سيادية كادت لولا لطف الله وبطولة ضباط وأفراد شعبة المعلومات أن تحدث فتنة في شمالك العزيز؟ ألم تتعب بعد بين وسطية القرار بين اللا والنعم؟؟؟ وسطية نصف الكلمة ونصف موقف ونصف الوطنية ونصف الكرامة ونصف العدالة . وذكّر بأن "الأوادم يا دولة الرئيس هم أهل طرابلس الذين يسألونك اليوم عما ارتكبه بحقك جمهور رفيق الحريري حتى لا يلقى منك الا الغدر؟؟؟ في لحظة انقضاض السلاح على أصواته وحريته وكرامته واضعاً صناديق الموت بديلاً لصناديق الاقتراع التي أتت بك نائباً؟

وتوجه الى السيد حسن نصرالله بالقول: ببساطة واختصار ووضوح نحن لا نرى في نصك السياسي غير الاهانة والظلم والقهر باعتبارك الوحيد القادر على هذه الفضائل في لبنان وفي سوريا وتصر على أن التاريخ لا يكتب الا باصبعك المرفوع علينا وأن الدولة هي المربع الأمني لسلاحك ولكل الجرائم والكبائر التي ترتكب باسم هذا السلاح . لو كان العدل الوطني والانصاف القومي ةالالتزام الديني عناوين هذا السلاح فعلاً لا قولاً لكانت صور اللواء الشهيد وسام الحسن منتشرة في الضاحية الجنوبية وجتى آخر قرية في الجنوب.

أضاف: "لكن الحقيقة يا سماحة السيد أنك استكبرت على قول كلمة عدل في حق وسام الحسن لأنه كشف عن الشبكة السورية الحليفة للمنظر الأول لحلف الأقليات في لبنان . بهدوء نقول لك: لقد عادت فلسطين الى أهلها الأحرار وصار للشعوب العربية حق كتابة تاريخها بيدها، ونحن بدورنا لن نترك لاصبعك المسلح الحق الحصري والوحيد لكتابة تاريخ لبنان. لقد جعلت من الدم قاعدة للتفاهم بينك وبين الغالبية العظمى من اللبنانيين منذ اغتيال الشهيد رفيق الحريري واخترت نصرة الطغاة القتلى على الشعب السوري.

وأردف :انتهت الأيام التي نبوس فيها يد الاجرام وندعو عليها بالكسر، من الآن سنكسر اليد التي تمتد على كرامتنا وأمننا واستقرارنا داخل لبنان وخارجه .

وختم: عهداً يا رفيق عقلي أن لا حوار على دمك ولا تراجع عن لبنان أولاً، عهداً يا وسام أن لا تنازل كي لا نخسر أنفسنا بعدما خسرناك. نحملك يا وسام الوطن الصعب جميعاً سلامنا الى كبير الشهداء رفيق الحريري ورفاقه البرار من كل لبنان.

الجسر

واعتلى المنصة عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر الذي قال: "لا تبكهِ فاليومَ بدءُ حياتِهِ إن الشهيدَ يعيشُ يومَ مماتِهِ أيها الإخوة و الأخوات في قيادات و قوى الرابع عشر من آذار... أيها الإخوة و الأخوات في قيادات و قوى تيار المستقبل... أيها الأبناء الأعزاء ياجماهير طرابلس يا جماهير عكار يا جماهير الضنية يا جماهير المنية يا جماهير الكورة يا جماهير زغرتا يا جماهير البترون يا جماهير بشري يا جماهير لبنان أيها الضيوف الكرام، اضاف: " أربعون يوماً مرت على رحيل البطل وسام... أربعون يوماً مرت على إستشهاده... أربعون يوماً مرت على الذي إغتسل بدمه و بدموع الناس. أربعون يوماً مرت على الذي كُفِّنَ بالحب الكبير و بالحزن العميق". وأكد ان "أربعين يوماً مرت على الذي ووري الثرى جنباً الى الرفيق الذي منه تعلم، والرفيق الذي عنه أخذ الحكمة ، و الرفيق الذي إستقى منه التواضع، و الرفيق الذي نهل من معينه الحزم، و الرفيق الذي إقتدى به في سرعة القرار و الإنجاز... الى جانب رفيق الحريري سيد شهداء العصر و دُرّةِ شهداءالإستقلال الثاني ووري في الثرى الى جانب الشهيد البطل رفيق الحريري لينطلق الى الرفيق الأعلى رب العزة و رب الكون... الى عند من لا يضيع عنده مثقال ذرة من خير ... الى الذي بشّر الشهداء بأن موعدهم الجنة و بأنهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر". وأشار إلى ان "أربعين يوماً مرت على إبن الدوحة الحَسَنية العائلة الكريمة، التي جادت على الوطن بالرجال الرجال من عسكريين و قضاة و موظفين و إداريين... و التي نسجت مع جوارها في الكورة الخضراء حباً و تواصلاً ووطنية، إيماناً و إحتساباً في سبيل الله و في سبيل الوطن الذي أحبوه و عشقوه...و حيث كان دائماً لوسام من ذلك نصيب".

وتابع: "قتلوه... قتلوه نعم... قتلوه نعم، لأنه عمل للوطن و لرب الوطن و لم يعمل للعبيد من دعاة الممانعة. قتلوه نعم، لأنه عمل على تطوير جهاز أمني ليكون غطاء للوطن و هم يريدون الجهازَ مُسخّراً و البَلد مكشوفاً . قتلوه نعم، لأنه شكّل لكل اللبنانيين وللأحرار منهم بخاصة ضمانةً أمنية تسهر على إستقرارهم و على أمنهم و هم يريدون بلداً مكشوفاً يعيشُ أبناؤه و أحرارُه في ذعرٍ مستدام. قتلوه نعم، لأنه كشف أكثر من ثلاثين خلية تجسس إسرائليةو المطلوب أن يبقى الأمر مستوراً و لو طاولت يد الغدر الإسرائيلية البلد في وجوده و إستمراره. نعم قتلوه، لأنه كشف الجرائم المنظمة بين خطف للبنانيين و لعرب وبين سرقات لمجرمين يقايضون الناس على أموالهم و يعيثون في الأرض فساداً و المطلوب إستشراء الفوضى و قضمِ البلد".

واعتبر أنهم "قتلوه نعم، لأنه تجرأ على كشف جريمة سماحة-مملوك و حال دون نقل الفتنة و الصراع الى لبنان في حين أن المطلوب هو إغراق لبنان في آتون الحروب الطائفية و المذهبية. قتلوه نعم، لأنه بات يعرف الكثير والمطلوب أن يبقى الناس صم بكم عمي لا يفقهون. قتلوه نعم، لأنهم ظنوا أنهم بقتله يرعبون الأحرار ويخرسون الثوار و يسدلون الستارة على فصل من فصول التاريخ مليء بالصمود و العنفوان و العزةِ والكرامة.لكنهم نسوا، نسوا أن يد الغدر لم و لن تنال من عزيمتنا". وأكد ان اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فجر الثورة واخرج نظام الوصاية من لبنان وإغتيال كل الأحرار من باسل فليحان و سمير قصير و جورج حاوي و جبران تويني و بيار الجميل ووليد عيدو و أنطوان غانم كما محاولة إغتيال مروان حمادة و مي شدياق و الياس المر...أبقى القضية على جزوتها وقوّى اللحمة بين السياديين من أهل لبنان و زادهم إصراراً على إصرار في المضي في مشروع الدولة الذي لا بديل عنه والذي يشكل الضمانة الوحيدة لكل اللبنانيين من كل الطوائف، من كل المذاهب، من كل الأطياف، من كل المناطق". واسترسل: "قتلوه نعم، ولكن لن يكون إغتيال اللواء البطل وسام الحسن مختلفاً ... بل أنه دم جديد في مسيرة الكرامة والسيادة و العزة و العنفوان.

وتوجه إلى القتلة بالقول: "لا لن ترهبونا بالقتل و الموت... فالموت عندنا حق و الموت عندنا أجل و الأجل لا يُستعجل و لا يُستأخر و الشهادة هي الطريق الأضمن لجنة الخلد".

وتابع: "لقد ظلموه فقتلوه، و نسي القتلة المجرمون حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: " الظلم ظلمات يوم القيامة " حديث شريف رواه البخاري و نسي القتلة المجرمون قول الله عز وجل:"إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" ونسي القتلة المجرمون قول الله :"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ". وختم: "أيها الأخوة ، لن نقول إلا ما يرضي ربُنا... و بعد الحمد لله دائماً و أبداً نقول : "إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" و أختم ببيتين من الشعر: مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضةٌ غداةَ ثوى الا اشتهت أنها قبرُ

عليك سلامُ الله و قفاً فإنني رأيتُ الكريمَ الحرَّ ليس لهُ عمرُ".

الرفاعي

والقى مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي كلمة ، فقال: "بما يتناسب مع المقم اختصاراً اشارة والماحاً، يقول الحق تبارك وتعالى "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً". أضاف: "لقد ارتقى الشهيد تاركاً وراءه آثاراً كريمة مباركة، علا بدمائه على كل المظالم والظالمين، امّن لغيره الحياة كسبب قام به والحامي هو الله، سهر لراحة الجميع، وتعب لراحة الجميع، وتفقد احوال الجميع، وقام على قيام دولة ترعى وتحمي الجميع، لكن فريقا ابى الا ان يكون ظالما، الا ان يكون جبارا متغطرسا، الا ان يتذرع بفعل ممانعة موهومة كاذبة ليغتال سلمنا وامننا وقوتنا واخائنا ووحدتنا، فكان فعله ان يغتال العلم الكبير في امن لبنان والمنطقة اللواء وسام الحسن رحمه الله". وتابع: "قدم لهم الكثير فكانوا في دائرة العقوق ائمة. قدم لهم الكثير فكشف شبكات الاجرام والعمالة فكافؤوه بالتنكر لصنيعه لأن الانسان الذي يمارس زوراً وبهتاناً فعل ممانعة موهومة على شعبه واهله اذا ما فُضح امره فإنه يتحول الى ثعبان تتلظى. ان الافاعي وان لانت ملامسها عند التقلب فيها انيابها العصب". وخاطب الرفاعي صاحب الذكرى: "وسام يصدق فيك كلام الناصر صلاح الدين عندما قال ان الممالك تحمي ملوكها فأنا احمي الملك لا يحميني. لقد حمى الممالك وحمى قادة البلد وحمى امن البلد وقام على رعاية البلد فتنكر له البعض، لأنه وضع يده على مدعي السماحة ليكون عبدا عند بعض مماليك الارض لانهم سعوا في احداث فتنة وبلبلة داخلية لا يعلم الا الله تعالى متى تنتهي، فكانت المكافأة عند مدعي السماحة وكم من انسان قتل معنى السماحة في كثير من الميادين كانت المكافأة له ان يُقتل، لان غير الشريف يتضرر من الاشراف ولان العميل يتضرر من الشرفاء، ولان المرتبط بالآخرين يتضرر من الوطنيين الصادقين"..

ومضى في القول: "أقول لكم ايها السادة، اننا بحاجة مع الحدث الاليم، ان نعلي صوتنا، ان نري قوتنا، ان نري وحدتنا، ان نري الغير اننا لسنا عبيداً ولسنا ضعفاء، واذا كنا نتفيأ ظلال كربلاء فنقول لاولئك الذين اتشحوا بسواد قلوبهم وسواد افعالهم وسواد ضمائرهم وسواد الدماء التي يسفكونها في لبنان ويسفكونها في سوريا الثورة، اجبّار في سوريا خوار امام العملاء؟ هناك يظنون الواجب الجهادي ويغفلون بل يتغافلون عمدا عن عمالة من يعيش معهم ويتهمون الآخرين". ورأى انه " اذا كنا نتغنى بما وقع للامام الحسين عليه سلام الله وهو المظلوم مع اهل بيته، عجباً كيف للتابع ان يرضى ان يكون مخالفا لسيده، ان يكون مخالفا لامامه، ان يقف مع الظالم ضد المظلوم، وان يقف مع شبيحة الاسد ضد اطفال حمص وحماه وحلب ودمشق. اذا كان فعلا صادقا فليقف مع المظلوم لا ان يكون درعا للظالم ومددا للظالم، فإن رضي كذلك فإنهم وما يعبدون من دون الله حطب جهنم هم لها واردون". واكد مفتي عكار: "نحن حريصون على امننا، على استقرارنا، ولكننا ايضا لا نقبل امنا بالتراضي، وبصراحة لا نقبل امنا بالصدقة، لا نقبل ان نكون رعايا عند الآخرين، لا نقبل ان نكون عبيدا عند الاخرين. نحن قوم اذا الشر ابدى ناجبيه لنا طرنا اليه زرافات ووحدانا لا يسألون اخاهم حين يندبون في النائبات على ما قال برهانا، ولذلك نحن واياكم مع مشروع الدولة التي تؤمن الهيبة. ما تجرأ المتجرؤون على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء الوطن، وعلى اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن ومن معه، وعلى اغتيال فضيلة الشيخ احمد عبد الواحد ومن معه، الا لأن هيبة الدولة بالحق والعدل سقطت، ولذلك نحن مطالبون على ان نبحث على ابقاء الهيبة وتأسيس الهيبة واعادة الهيبة". وقال: "اختصر على سبيل الاشارة، سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان خادما له، في احدى المرات رأى نفسه في اجمة كلها سباع ولم يكن معه سلاح، ماذا يقول؟ فقال لبعضه اي لبعض هذه السباع يا ابا حارثة انا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني انا محسوب على النبي عليه الصلاة والسلام، فأقبل السبع يهز ذيله ومشى بجواره كلما اخطأ الطريق جنّبه حتى علم انه نجا فهمهم السبع قال سفينة فعلمت انه يودعني، ما معنى هذا؟ انه الانتساب الى محضن آمن، انه الانتساب الى قوة حامية، انه انتساب الى رفعة هيبة عالية، ولذلك اطاعه السبع، وما اسد سوريا الا مثيل هذا السبع، ولذلك قال الامام البوصيري يكرس هذا المعنى في الانتساب والانتماء الى الهيبة، الى القوة، الى الحاضنة، ومن تكن برسول الله نصرته ان تلقه الاسد في آجامه تجمي/ هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هول من الاهوال مقتحم. وزاد: "لذلك عندما ينتسب احد الى قوى الامن الى مؤسسات الدولة يجب ان يشعر بالامن والاستقرار والطمأنينة، وان تقوم الدولة على رعاية المجتمع. ويا عجبا يتسترون على القاتل والمجرم والظالم تحت شعار خوفاً على البلد من الفتنة". وسأل: " من الذي احدث الفتنة؟ المقتول هو الذي احدث الفتنة؟ المظلوم هو الذي احدث الفتنة؟ المضطهد هو الذي احدث الفتنة؟ اذا كانت الفتنة عندكم لا توأد الا بقتل الآخرين فلنكن شركاء بكل صراحة في هذه الفتنة، فإن الموت واحد لا يستثني، وان الرصاص يخترق كل الاجساد فليس هناك جسد عصي على القتل. اما اذا اردتم منع الفتنة على الوجه الحقيقي سلموا المتهمين بحسب نص القانون، سلموا المتورطين والذين عاثوا فسادا والذين وقعت عليهم الادلة بأنهم قتلة فإما ان يبرأهم القضاء واما ان يدينهم القضاء وعند ذلك نعترف بهيبة الدولة وبهيبة المؤسسة وان الفريق الآخر لا يريد فعلا فتنة في هذا البلد".

وواصل القول: "نقول لوحدة الصف وجمع الكلمة بما اشار اليه سيدنا علي رضي الله تعالى عنه، عندما وقع النزاع بينه وبين معاوية واراد الغير ان يهجم عليهم ارسل رسالة قال بلغني انك تريد نقض العهد، اما انك ان فعلت لاضعن يدي في يد ابن عمي ولنتأينك بجيش لا قبل لك به.هذا تعليم سياسي راق ان الامة اذا دهمها داهم وجب ان تتوحد وان تتماسك، لذلك ندعو كل الشرفاء في البلد ان يتعاضدوا ويتناصروا ويتحدوا من اجل الوقوف امام ما حصل وما قد يحصل لنا جميعاً". وختم الرفاعي: "اخيراً، اقول لاهل الشهيد واقول لشهداء سوريا واقول لكل الثوار واقول لكل الشرفاء: لا تخافوا الموت فإن الموت انما يخاف ممن قصده. لا تخافوا الموت فإن الاعمار بيد الله، لا تخافواالموت فكفى بالاجل حارسا للانسان، لا تخافوا الموت فإنه طريق العبور الى الخلود وهيهات هيهات ان يخاف الانسان من طريق عبور الى رضى الله عز وجل".

فتفت

بدوره، أكد عضو كتلة "المستقبل احمد فتفت أن "وسام الحسن ستبقى شعلة في قلوبنا وعقولنا وعقول جميع اللبنانيين لانك رمز للتضحية والعطاء والوفاء، هذا الوفاء الذي قدمته لروح الشهيد رفيق الحريري، انه لا يوازي اي شيء، قتلوك وسام الحسن لانك كشفت جريمة علي المملوك حتى تصل الى بشار الاسد، وسام الحسن قتلوك لانك كشفت عملاء اسرائيل وخافوا منك عندما كشفت علي المملوك". وسأل: "ماذا فعلت بالممانعة ؟ مرغتها بهذه الارض وعندما كشفت العملاء الاسرائيليين تبين للجميع من هو اشرف الناس"، معتبراً أن "وسام الحسن اشرف الحسن وانت المقاومة الحقيقية؟ انت الذي كشفت عملاء اسرائيل في لبنان، انت الذي حميت لبنان وليس هم المقاومة المزورة هذه المقاومة التي تحولت من مقاومة بوجه اسرائيل الى ميليشيا تسعى الى السلطة، ميليشيا فرخت على جوانبها وفي داخلها مافيات متعددة، مافيا المطار ، مافيا المرافئ، مافيا الدواء، وربما فيها بعض التمويل لحزب يدعي انه حزب الله والاحرى به ان يكون حزب "اللاة"".

أضاف: "شقيق وزير يهرب الدواء وربما يمول الحزب واكثر، وشقيق نائب يصنع "الكابتاغون" والادوية المخدرة، ربما لتمويل الحزب واكثر، هذه هي مقاومة؟ هذه هي مافيا، مافيا الاتصالات التي حمت وزير الاتصالات وارتكباته لسبب واحد، انها تريد للاتصال الغير الشرعي ان يبقى ممولا ايضا لحزب المافيا، هذه هي الحقيقة التي نعيشها وفق ذلك وبعد ذلك يدعونا الى الحوار.عن اي حوار نتحدث، عن اي حوار نتحدث، حوار الكذب والنفاق؟ وتابع: "منذ 6 سنوات ونصف ونحن نستمع الى الكذب والنفاق، يوافقون على المحكمة الدولية ثم يتراجعون، يوافقون على ترسيم الحدود مع سوريا ثم يتراجعون يوافقون على نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ثم ينسون، يوافقون على تنظيم السلاح داخل المخيمات ويتجاهلون، بقيت نقطة واحدة للحوار وليس لنا في جدول اعمال الحوار الا نقطة واحدة هي الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله، لن نرضى ان نناقش في الحوار اي شيء آخر وساشرح لماذا، ولكن حتى هذا الحوار لكي يستقيم يجب ان تستعاد الثقة، وهل هم مستعدون لكي تستعاد الثقة؟؟

وذكّر بأننا "لبينا رغم معرفتنا بالكذب والنفاق دعوة فخامة الرئيس احتراما لموقعه وشخصه وعدنا الى الحوار في حزيران وصدر اعلان بعبدا ، بعد اسابيع قليلة اعترفوا بارسال المقاتلين الى سوريا ثم ادهى واخطر تبين انهم غير مهتمين باستراتيجية لبنان ارسلوا طائرة ايوب الايرانية لمصلحة الاستراتيجية الايرانية، هذا حزب ايراني التكوين والتفكير والتدريب والتسليح والعقيدة هذا حزب يريد ان يفرض على لبنان وصاية ايرانية، ان يحول لبنان الى قاعدة ايرانية متقدمة".

واعتبر أنهم "يقدسون المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري يحمون محمود الحايك تحت عنوان انه امني بحزب الله لا يجوز ان يذهب الى التحقيق ويخاف القضاء للاسف، كان لدينا قضاء جالس وواقف اصبح لدينا قضاء خائف"، متوجها للقضاة بالقول: "هذا لم يعد مقبولاً لمن لم يتجرأ على اتخاذ قرار فليتنح، نعم وعدونا انه بمضاعفة معاشات القضاة سيتحسن القضاء فتراجع الى الوراء، لانه خائف من حزب ولاية الفقيه من حزب الميليشيا من حزب المافيا". ورأى أن "هذه الحقيقة اصبحت واضحة ثم يستغربون بل يشمئزون كيف لنا ان نوجه اتهامات ، بعد كل هذا ولا تريدوننا ان نتهمكم، تحمون القتلة وتمنعون التحقيق وتقدسون المتهمين ولا يجوز لنا ان نتهمكم ؟ نعم نحن نتهمكم، انتم من اتهمتم انفسكم". وجزم بأن "مَن يحمي القتلة فهو قاتل ومن يمنع المحاكمة عن الشهداء فهو قاتل ومجرم هذه حقيقة هذا البلد، ونحن لا نخاف ان نقول الحقيقة". ونعلم ايضا ان لديكم حلفاء بعضم مثل الجنرال عون، ماذا قال في الآونة الخيرة، نسى كل فضائح الكهرباء والإتصالات والمازوت الاحمر، وهدد ان لديه ملفات سيظهرها، جنرال اظهر ملفاتك فليس لديك شيء الا ملفات فضائح صهرك وقريبك، اظهر ملفاتك اننا نتحداك ان تظهر ما لديك من ملفات انها ملفات فارغة تستعملها بهدف شعبوي انتخابي". وأوضح أن اللبنانيين "امام مرحلة خطرة جدا مرحلة محاولة القضاء على استقالة لبنان مجددا فرض الوصاية مجددا يجب ان ندرك تماما ان استشهاد وسيام الحسن قد فتح المعركة لاستقلال لبنان الثالث فتح المعركة لكي نقول ان السلاح لن يبقى وان الوصاية الايرانية مرفوضة في لبنان، نحن لا نخاف الا الله، نعم نحن نعرف انكم قتلتم الكثيرين وانكم جرحتم الشعب السوري وتهددون بالكثير والويلات في لبنان ولكن لم تتركوا لنا الا خيار واحد سنجابهكم بحضارية وسلم وبمقاومة مدنية قادرة على ان تقول لا". وختم بالقول: "كما انتصرنا على فلول جيش الاسد في لبنان، سننتصر على قتلة السلاح سننتصر على من حول المقاومة الى مافيا ، سننتصر على الوصاية الايرانية، عاش وسام الحسن عشتم وعاش لبنان".

كبارة

ثم كانت كلمة لعضو "كتلة المستقبل" النائب محمد كبارة الذي قال: "في ذكرى الأربعين لاستشهاد الوسام ورفيقه الشهيد المؤهل احمد صهيوني، نسألُ الله تعالى تقبّل شهادة الأخوة الذين رَوَوا بِدِمائِهم الزكية أرض سوريا الطاهرة بعدما استفزّهم تورط حزب السلاح في قتل شيوخ ونساء وأطفال الشعب السوري الأعزل المُضطهد. أضاف: "من هنا، من أرض لبنان، نوجه تحية تأييد إلى ثورة الشعب السوري العظيم على نظام الطاغية الأسد المتهاوي، الذي صار أسيرا حتى في دمشق، فيما يتقدم الثوار باتجاه مطارها الدولي. الأسد إلى سقوط وشيك بإذن الله، وسوريا جديدة ستولد من شهادة الثوار الأحرار الذين يقتلعون آخر قلاع الطغاة في هذا الشرق. والشهادةُ، أيها الأُخوة، تُمَجِّدُ الشهادة كما القَتلُ يُظَهّرُ الخيانة". وذكّر بأن "وسام لبنان استشهد لأنه ضَرَبَ آلةَ القتل، لأنه كشف مخطط سماحة-المملوك الإرهابي. ولكن القتلَ مُستَمِرٌ، والحكومةَ التي تُمَثّل القاتل وتشاركه، أيضاً مستمرة.  إسقاطُ الحكومة هو حَقٌ نُمارِسُهُ. بل هو واجبٌ جِهادي نؤديه. لِنَقُلها بِصَراحةٍ ووضوحٍ ومن دون إِلتباسٍ أو تمويه: قَضِيَتُنا هي وقفُ القَتل والإقتصاص من القَتَلَة، معتبراً أن "إسقاطُ الحكومة هو تفصيلٌ صغيرٌ في مسار الإقتصاصِ من القَتَلَة وليكن مَعلوماً ومفهوماً وواضحاً للجميع: بعد إسقاط هذه الحكومة لن نشارك في أي حكومة مع القتلة لأننا لا نريد أن نكون شركاء القتلة".

أضاف: "نعم، أيها الأحبة في كل لبنان. من طرابلس، عاصمة اللبنانيين السنّة، أقول لكم بوضوح: لن نكتفي بإخراجِ من يحمي القتلة من الحكومة فقط، بل لن نشاركهم في أي حكومة مقبلة. زمن تسوية الدوحة التي أنجزت على وقع هزيمة السابع من أيار قد ولّى إلى غير رجعة. هذا وعدٌ سيكون، بإذن الله، صادقاً".

واسترسل: "لن نقبل بالقتلة لصوصاً في الإدارة. يسرقون عائدات المرافئ، يسرقون وقود الشعب اللبناني، يسرقون كهرباء الشعب اللبناني، يزورون الأدوية، يستوردون الغذاء الفاسد، وأخيراً، وليس آخراً، يزورون شهادات الصيدلة. ولن نكتفي بإخراجِ من يحمي القتلة من الحكومةِ، بل نريد أيضاً مُحاكَمَتهم ومُعاقبتهم بموجبِ القانون. هكذا تتحقق العدالة، ولا يتحقق الاستقرار إلا بالعدالة وإنزال القصاص بالقاتل. لا نريدُ استقراراً بالذل، ولا نريدُ استقراراً بالخضوع، ولا نريد استقراراً من دون عدالة.  وسأل: "أين مذكرات التوقيف في جريمة سماحة-المملوك؟ أين مذكرات التوقيف في محاولة اغتيال الوزير بطرس حرب؟ أين المتهمين بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ أين المتهمين الأربعة بجريمة منطقة التعمير في صيدا؟ أين التحقيق في اغتيال الوسام؟لن نشارك من يحمي القتلة. هذا وعد أمام الله والشعب. وليقل من يشاء إننا نتكبّر". وأكد أننا "نتكبّر على من تَجبّر على اللبنانيين بسلاحه. التكبُّر على التجبّر هو واجب ديني وأخلاقي. نعم نحن نتكبّر على من تجبّر، وسنبقى نتكبّر على من يتجبّر ونصرخ من أعماق إيماننا ووجداننا: "اللهُ أكبر على من طغى وتجبَر... ألله أكبر على من طغى وتجبّر ... ألله أكبر على من طغى وتجبّر." وختم: "السلام لمن أراد السلام للبنان، والقصاص جزاء من تجبّر على الإنسان. عشتم، عاش لبنان".
الحريري
وفي ختام الكلمات، قال الامين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري: "أيها اللواء الشهيد، أيها الوسام الحبيب، نقسم بالله العظيم، أننا لن نهدأ، قبل أن نجد المجرمين فوق أعواد المشانق، يا أهلنا في الشمال، أيها المؤمنون، الصامدون، الثابتون. هذا اليوم هو يوم للوفاء، وليس يوماً للبكاء.إنه يوم الوفاء للواء الشهيد وسام الحسن ورفيقه الشهيد احمد صهيوني". ولاحظ أن "طرابلس اليوم تتزين بوشاح البطولة والشهادة، من عكار إلى الضنية والمنية وباب التبانة والميناء. طرابلس اليوم، تجتمع لترفع صورة الوسام الحبيب، وتشطب من حسابها ألاعيب النجيب. لقد جئنا إليكم، كي يسمع البعيد قبل القريب، إننا قوم أشداء، لا نهاب الموت، ولا ننحني للمجرمين والقتلة، ولا نستسلم لمؤامرات المتآمرين". وتابع: "جئنا إليكم، يا أهلنا في طرابلس، يا فرسان الشمال. أيها الأحبة من عكار والكورة والقلمون وزغرتا والبترون. جئنا لنقسم أمامكم...إننا في تيار المستقبل لن يهدأ لنا بال، قبل إنزال القصاص العادل، بقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهيد وسام الحسن".

واسترسل: "جئنا لنجدد العهد، بأن دماء الشيخين الشهيدين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب، لن تذهب هدراً، وأن المسؤول عن الجريمة، يجب أن يخضع للعقاب. جئنا، نحمل إليكم، تحيات ومحبة ووفاء الرئيس سعد رفيق الحريري". وأكد أن "الريس" سعد يقول لكم، أنه سيبقى الأمين على مسيرة رفيق الحريري، وهو لن يستكين قبل أن تترسخ قواعد العدالة في لبنان.، لافتاً إلى ان "الرئيس سعد الحريري، يقول لكم، أن لبنان سيكون بخير باذن الله، وأن مسلسل القتل والإرهاب والاغتيال، لن يتمكن منا، وأن التاريخ لن يرحم أي جهة أو شخص يتولى التغطية على الجريمة".

وأشار إلى أن "حبيبكم سعد الحريري يؤكد لكم، أن الثورة السورية ستنتصر، وأن نظام بشار الأسد آيل الى السقوط. لن تستطيع أي قوة في الكون، أن تحمي هذا النظام، بعد اليوم، لا روسيا، ولا ايران، ولا المرتزقة من هنا وهناك، سيكون في مقدورها، أن تبعث الحياة في نظام، لم يشبع من دماء شعبه، وأرواح الأطفال والنساء والأبرياء".

ووجه تحية "إلى أبطال الجيش السوري الحر، وإلى كل ثوار سوريا. تحية إلى الشعب السوري البطل الذي يكتب بدمائه يومياً مستقبل الحرية في سوريا. والتحية، كل التحية، لروح الشهيد وسام الحسن، الذي كشف جرائم بشار في لبنان، وآخرها فضيحة المتفجرات التي أعدها الثنائي مملوك - سماحة، لإشعال الفتنة بين اللبنانيين".

واعتبر أن "أدوات بشار في لبنان، كثيرة، أيها الأخوة والأخوات، وسماحة ليس آخر الأدوات. هناك أدوات، تتولى مسؤوليات سياسية، وهي تبوأت رئاسة الحكومة بأمر مباشر من بشار".

وذكّر بأن "بشار الأسد، كان يتباهى أمام القطريين والأتراك والفرنسيين، أنه خلع سعد الحريري من رئاسة الحكومة. والشعب السوري سيتباهى قريبا باذن الله بانه خلع بشار الاسد"، مشيراً إلى أن "بشار الأسد، هو الذي سمى نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة.هذه حقيقة، لا جدال فيها، ونحن عندما نطالب باسقاط الحكومة، إنما نطالب باسقاط حكومة رعاها وطالب بتشكيلها بشار الأسد".

في ذكرى الأربعين، أيها اللواء الشهيد، أيها الوسام الحبيب، نقسم بالله العظيم، أننا لن نهدأ، قبل أن نجد المجرمين فوق أعواد المشانق. إنه قسم الوفاء لدمائك الطاهرة، وقسم الوفاء لدماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ورفاقه شهداء انتفاضة الحرية والاستقلال. واسترسل: "في اربعين استشهادك... يا شهيد لبنان نقسم لك بالله العظيم... اننا كما اخرجنا جيش النظام السوري المحتل في العام 2005 مرتعبا ...خائباً ثمنا لدماء الشهيد البطل الرئيس رفيق الحريري ورفاقه سوف يكون ثمن دمائك الغالية يا حبيبنا وسام سحقهم في الانتخابات النيابية المقبلة".

وأوضح "انهم يملكون قوة الجريمة والمتفجرات... ونحن نملك قوة الحق وشعلة الديمقراطية الله معنا... لأننا كنا دائما في موقع المعتدى عليهم... والله سبحانه وتعالى لا يقف مع القتلة... ولا مع حلفاء القتلة". أضاف: "سنهزمهم يا حبيبنا وسام... وبالوسائل الديمقراطية، وتحديداً في صناديق الإقتراع، حتى يتعلموا ان قتل ابطالنا ليست رحلة استجمام، بل هو جريمة نكراء ... لن نسكت عنها، مهما عصفت التحديات. وأن قتل الابرياء في 7 ايار وما قبل... وما بعد 7 ايار ليست "أياما مجيدة"... كما يدّعون... بل هي جرح عميق وعميق جداً".

وتابع" كان في ودنا، أن ننتظر "جثة القاتل" حتى تطفوعلى ضفة النهر، لكنهم مجرمون لا يتوقفون عن القتل... انهم يقتلون ثم يكْذبون...ثم يقتلون ثم يكْذبون... فهل ننتظر موتنا ونحن نراقب النهر ؟

وقال: "يا أبطال الشمال، ليتهم في "حزب الله" استخدموا طائرة "ايوب" واخَواتها لمراقبة ميشال سماحة وهو ينقل المتفجرات بسيارته من دمشق الى الأراضي اللبنانية لقتل الناس...ليتهم استعانوا بطائرة "أيوب" للتجسس على شبكات تجار الأدوية المزورة ومصنعّي حبوب الكبتاغون المخدرة وشبكات تهريب البضائع من المرافئ اللبنانية.. وذاك السوس الذي ينخر عظام البيئة الحاضنة للممانعة والمقاومة".

وسأل: " لكن ماذا يفعل اللبنانيون مع حزب منشغل في البحث عن الفريق الذي تكبّر عليه؟ حزبٌ... هدفه تسويق ايران كدولة صديقة ونموذجا يحتذى به؟ اهذا هو النموذج الذي تريد للبنانيين ان يحتذوا به... يا حزب الله ؟ أم نموذج حليفك الجنرال ميشال عون الذي لا يفوّت فرصة الا ويطال فيها الطائفة السنيّة خدمة لمشغله بشار الأسد... هذا الجنرال ... الذي يمسك بيده اليمنى محور الممانعة والمقاومة وباليد اليسرى محور عمالة فايز كرم... لربما... لربما تريدنا يا "حزب الله" مؤازرة حكومتك، حكومة الأسد التي افلست لبنان اقتصاديا".

واسترسل: "فها هو وزير مالية حكومتكم يعلن ان الأرقام الاقتصادية صارت سلبية، وان الاستثمار العربي كله لن يعود الى لبنان الا اذا تغيرت الحكومة... حكومة وعود وثرثرة... لا أكثر ولا أقل".

واعتبر ان "وزير طاقتكم لا يقوى على جلب الكهرباء...انما على اقامة المؤتمرات الصحافية والبحث عن العمولات...وزير اتصالاتكم يعلن انه في صدد تجربة تكنولوجيا متطورة فيما شبكة الهاتف الخليوي تَحتضِر بل تلفظ انفاسها الأخيرة... رئيس وزرائكم يطلق الوعود بزيادة سلسلة الرتب والرواتب... فينتهي به الأمر الى ابتلاع وعوده... ثرثرة...ثرثرة ...حكومة لا تجيد سوى اطلاق الوعود والثرثرة".

وخاطب الحريري الفلسكطينيين: "أما انتم يا شعب فلسطين العظيم، فلكم من ثورة الأرز أكبر تحية.. تحية لانتصاركم العسكري المذهل في قطاع غزة...تحية لانتصاركم الديبلوماسي التاريخي الرائع في الأمم المتحدة... تحية لموقفكم الشاجب من نظام بشار الأسد الذي لم يطلق رصاصة واحدة على جبهة الجولان... انما يمعن في ابادة شعبه".

وختم: "عاشت فلسطين عربية... حرة... سيدة... مستقلة عاشت الثورة السورية عاشت طرابلس مدينة المؤمنين والفرسان الأبطال عاش شمال لبنان واحراره عاشت ثورة الأرز... وعاش لبنان حرا سيدا مستقلا".

 

الجيش نعى الرقيب الاول انترانيكيان

وطنية - نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، الرقيب الاول صمصون انترانيكيان الذي استشهد فجر اليوم خلال قيامه بمهمة حفظ امن واستقرار في مدينة جونية، وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 7/4/1971 برج حمود - قضاء المتن.

- تطوع في الجيش بتاريخ 1/12/1991.

- حائز اوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.

- متأهل وله ولد واحد.

يقام المأتم بتاريخ 3/12/2012 الساعة 14,30 في كنيسة السيدة للارمن الارثوذكس - برج حمود.

تقبل التعازي قبل الدفن وبعده وبتاريخي 4 و5/12/2012 ابتداء من الساعة 11,00 ولغاية الساعة 19,00 في صالون الكنيسة المذكورة اعلاه.

 

المحكمة الدستورية في مصر تؤجل نظر دعاوى بطلان مجلس الشورى

وطنية - القاهرة -ارجأت المحكمة الدستورية العليا في مصر اليوم الاحد نظر دعاوى بطلان مجلس الشورى والجمعية التأسيسية، بسبب عدم تمكن القضاة من دخول المحكمة التي حاصرها مئات الاسلاميين منذ مساء امس، على حد قول محام. ولم يحدد سبب التأجيل او موعدا جديدا لانعقاد المحكمة التي حاصرها منذ مساء السبت مئات من المتظاهرين الاسلاميين للضغط عليها من اجل منعها من اصدار حكمين محتملين ببطلان القانونين اللذين شكل على اساسهما مجلس الشورى والجمعية التأسيسية. لكن احد المحامين الذين خرجوا من المحكمة قال للصحافيين ان "سكرتير الجلسة ابلغ المحامين بتأجيلها لعدم استطاعة القضاة دخول المحكمة". ورفع المتظاهرون الاسلاميون الذي تجمعوا امام المحكمة لافتة كتب عليها "وما الحكم الا لله"، كما رفعوا صور الرئيس المصري. ويأتي تأجيل جلسة المحكمة الدستورية العليا، التي يتهمها الاسلاميون بتعطيل مؤسسات الدولة المنتخبة في ظل تصعيد جديد للازمة السياسية الاسوأ منذ تولي الرئيس المصري محمد مرسي السلطة بعد ان دعا مساء السبت الى استفتاء في 15 الشهر الجاري على الدستور الذي ترفضه كل القوى والاحزاب غير الاسلامية.

 

جعجع في عشاء قطاع المحامين في القوات: اين الدولة في معادلة شعب وجيش ومقاومة؟

وطنية - اقام قطاع المحامين في حزب القوات اللبنانية حفل عشاء في حضور رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، النائبين ستريدا جعجع وجورج عدوان، نقيب المحامين في بيروت نهاد جبر، نقيب المحامين في الشمال ميشال الخوري، النقباء السابقين، وأعضاء مجلسي النقابة، رئيس حزب السلام روجيه إده، وأمين عام حزب القوات المهندس عماد واكيم،

وقال جعجع في كلمة القاها: "لطالما أخذت نقابتا المحامين في بيروت أو في طرابلس المبادرة في المواجهة حين تتأزم الأوضاع، أي حين تتحول المسألة الى سيادية أو وطنية أو تتعلق بالحريات ولاسيما حين تقمع الأصوات وتحل الأحزاب، كانت نقابات المحامين خزان الحرية باعتبار ان المحامي في تربيته يحمل القانون وفلسفته التي تتمحور حول مفاهيم الحرية".

وأضاف: "أما الآن، أنا أطمح لدور أكبر لنقابة المحامين، وأدرك جيدا الصعوبات التي تواجهها، فعلى النقابة اتخاذ موقف مع الحق دون إرضاء أي من الأطراف سواء 14 آذار أو 8 آذار، لأن نقابة المحامين يجب أن تكون حامية القانون والنظام في أي بلد الى جانب اهتماماتها المهنية".

وتطرق الى العمل السياسي في لبنان، فاعتبر "ان المواجهة التي نخوضها في لبنان ليست مواجهة حزبية سياسية بالمعنى التقليدي إنما هي مواجهة وطنية بكل معنى الكلمة بين نظرتين مختلفتين للبنان، فما نقوم به اليوم لا علاقة له بالأحزاب بل يتعلق بمصيرنا جميعا ومصير أبنائنا في هذا البلد، ان الموضوع محوري وجوهري والمواجهة الحالية هي وجودية بين مشروعين كبيرين"، منتقدا "الذين يحاولون التخفيف من حدة الموضوع والتحجج بالاستقرار والهدوء، فهذا كله صحيح ولكن على الانسان أن يحدد خياره في الأمور الوجودية وان يكون لديه موقف في القضايا الأساسية التي تتعلق في صلب وجوده".

ودعا "جميع اللبنانيين الى الالتمام حول قضية الحرية والحفاظ على لبنان من أي موقع كان، اذ لا يجب ان نستمر في فكر أصحاب النظرية الأخرى، فبعد حكم عام ونصف العام تشاهدون ما وصل اليه لبنان سواء على المستوى السيادي، والسياسة الخارجية، وحركته الاقتصادية... ففي عز أيام الحرب، لم يقاطع السواح العرب لبنان بينما الآن يفضلون عدم زيارته، فضلا عن فضائح هذه الحكومة التي لا تنتهي بدءا من المازوت الأحمر، وليس انتهاء بفضائح بواخر الكهرباء... اذا كنتم تريدون لبنان على هذا الشكل يمكنكم أن تكونوا مع الفريق الآخر، ولكن اذا كنتم تريدون لبنان آخر يجب أن تسهموا في القضية لنصل الى لبنان الذي نريده، وهو لبنان الذي لا لبس فيه ولا إشراكا ولا لغطا بل شعب لبناني موجود في بلد ذات حدود مرسومة لأن بلدا بدون حدود هو بلد دون سيادة واستقلال".

وشدد على أنه "ممنوع على أحد المس بالسيادة الوطنية لبلدنا، واذا أردنا أن نعيش أحرارا، وان يكون لدينا استقرار فعلي، علينا أن نتخذ قرارا بقيام دولة في لبنان، واذا أردنا هذا الأمر لا يجب أن نسير بمعادلة شعب، جيش ومقاومة، فأين الدولة في هذه المعادلة؟ أين يوجد مثل هذه التركيبات تحت عين الشمس في كل دول العالم؟". وأكد "ان جماعة الدولة لا يمكنهم الادعاء بأنهم أبناء دولة بينما تصرفاتهم الأخرى تدل على أنهم لا يعيشون في دولة، اذ لا يمكن أن تقول أنا من أبناء الدولة وترسل طائرة أيوب وتخوض حروبات وتحديات على حسابك من دون أي اعتبار للمؤسسات الدستورية التي يجب أن يتخذ فيها القرار". وأشار الى "ان الخيارات واضحة جدا، فالدولة تعني المؤسسات اي سلطة الشعب الذي ينتخب مجلسا نيابيا يسمي بدوره رئيسا للحكومة ويعطي حكومته الثقة، فتتشكل حكومة تتصرف باسم الشعب اللبناني وكل ما عدا ذلك هو كناية عن فساد بفساد". وختم جعجع متمنيا من الجميع "أن يخوض الى جانبنا غمار هذه القضية التي، في كافة الأحوال، ستصل الى أهدافها اذ ان التاريخ له اتجاه محدد سيوصل هذه القضية الى نهايتها السعيدة".

توما

بدوره، ألقى رئيس مصلحة المهن القانونية في الحزب المحامي روبير توما كلمة قال فيها: "ورقة إقتراع سعوا لتحويلها ورقة لنعي شهداءنا، حبر للكتابة سعوا ليكون حبرا أحمر يكتب بالدم، صندوق إقتراع سعوا لتحويله إلى صندوق خشبي دائم ليرفع على الأكتاف، إلا أنهم ما نجحوا".  وأضاف: "عشية كل إستحقاق هذا الواقع هو هو منذ العام 1990، إلا أن النقابة كانت نقيضة ذلك، مع بداية عهد الوصاية، جرت إنتخابات النقابة، في ظل التعيينات النيابية تمت إنتخابات النقابة، وكان التفجير للإعتقال السياسي وحصلت الإنتخابات، كما في ظل التمديد الأول، والتعيين الثاني والتمديد الثاني و 7 آب ومحاولة الإغتيال الأولى في العام 2004 والإغتيال الأول والثاني والثالث والخمس وعشرون تفجيرا منذ العام 2005 فكانت في كل مرة تتم إنتخابات النقابة، وكانت محاولتا الإغتيال والإغتيال الأخير وتمت الإنتخابات. هكذا وطيلة الحقبة السابقة كانت النقابة دائما وما زالت ملاذا للحرية وللكلمة". وتابع: "من الجامعات تخرجنا ومن مجتمعات متنوعة ثقافيا وإجتماعيا وطبقيا، إلى النقابة إنتسبنا، فكانت تحكمها الديموقراطية وكانت منبرا للكلمة الحرة، وأثبتت أن الإنتخابات هي الوسيلة الفضلى لإختيار من يمثل هذه الكوكبة المتنوعة من المحامين، وأصبحت نفس الحرية وشكلت تلك السنوات هذا التراكم كما سائر نقابات المهن الحرة الدعائم الأولى لربيع لبنان. إلا أنه بعد الربيع اللبناني حاولوا ويحاولون طبع صورة مخالفة عن لبنان، صورة الترهيب، أجنحة عسكرية من هنا، وقتل وخطف من هناك، وبإسم الحق المزعوم تعديات على الممتلكات العامة والخاصة، وسرقات وإحتيالات وتهريب مخدرات وأدوية. إلا أن هذه الصورة لا سيما لغة الترهيب لم تدق أبوابنا لأن ليس لها مسار بين صفوفنا، وإذا كان دمنا ليس أغلى من الحرية، والموت ينتظرنا في كل لحظة و في كل محطة، إلا أنه ليس رخيصا ليراق على يد بعض القتلة الماجورين يتحكمون بحياتنا ويهددون أرواحنا، ذلك أن الموت ما إنتصر يوما على القيامة".

ولفت الى أنه "بقي الصندوق صندوق إقتراع وصوت الكلمة هي حرية، والحبر هو للتاريخ المشرف، وورود الربيع ما أينعت إلا لتتفتح ويفوح عبقها وتتغلب على رائحة الموت والبارود، ودون أن تتحول إلى أكاليل على أضرحة شهدائنا. وهذا ما ترجمناه وسنظهره كل مرة في الإنتخابات النقابية والنيابية لنحافظ على هذه الثقافة، حيث أنه في زمن السلم تبقى الوسيلة الوحيدة والفضلى للمواجهة، وقد حققناه لأننا في السياسية نقف إلى جانب الحق". وختم توما داعيا الى "البقاء إلى جانب الحق داخل النقابة أيضا، فإن النجاح مسؤولية تقع على المنتخبين، ليكونوا صوت الذين صوتوا لهم، ونقابيين في ممارساتهم يفعلوا دور النقابات ويحدثوها مع تطلعات المنتسبين إليها، وينقوا صفوفها من الطارئين عليها والمخلين بآدابها وسمعتها، لتكون نقابات رائدة مرتكزا لدولة قوية سيادية سقفها سقف القانون وحدها حد المؤسسات".

 

سيكون تفاوضا على رؤوسنا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية أن بلادها مستعدة لإجراء محادثات ثنائية مع إيران، بشأن البرنامج النووي، إذا كانت طهران «مستعدة دائما للمشاركة»، وهذا الاستعداد الأميركي الآن يناقض النفي الأميركي للموضوع نفسه عشية الانتخابات الرئاسية، فعلامَ سيكون التفاوض؟ السيدة كلينتون تصف إيران بأنها أصعب قضية تعاملت معها كوزيرة للخارجية «بسبب الأخطار التي يمثلها سلوكها بالفعل، والخطر الأكبر الذي ستشكله إيران المسلحة نوويا». وهذا كلام صحيح، لكن أحد أبرز أسباب خطورة إيران، وصعوبتها، هو التراخي الأميركي مع طهران، وخصوصا في فترة الرئيس الأميركي الحالي، فليس المطلوب هو ضرب إيران عسكريا، وإنما بالتراخي الأميركي حيال ملالي طهران، وهو تراخٍ لا يمكن وصفه بالبراغماتية، حتى وإن كان الرئيس أوباما يراعي مصالح بلاده، فتسليم العراق، مثلا، لإيران على طبق من ذهب، أمر غير معقول، وخطأ سياسي فادح. والبراغماتية لا تعني أيضا أن يستمر الرئيس أوباما بسياسة اليد الممدودة تجاه إيران طوال 4 سنوات، ليشرع الآن، أي هذا العام، بفرض عقوبات على طهران! فإشكالية الإدارة الأميركية الحالية، وهو ما استوعبه تجار السجاد جيدا، أي الإيرانيون، أن واشنطن لا تحاول تغيير ما تغير، بل إنها سريعة التعايش مع الأمر الواقع، ولو كان انقلابا، مثل ما يحدث في مصر الآن! وإشكالية الإدارة الأميركية الحالية أنها تجاهلت أهم نصيحة سياسية، وهي نصيحة الرئيس الأميركي السابق روزفلت: «تكلم بهدوء، واحمل عصا»، وهذا ما تفهمه إيران جيدا، وبالطبع لم تستوعبه الإدارة الأميركية الحالية.

وقبل الإجابة عن سؤال: علامَ سيكون التفاوض؟ فلا بد من تأمل ما نقلته وكالة «رويترز» حول تصريحات السيدة كلينتون عن استعداد أميركا للتفاوض المباشر مع إيران، حيث تقول الوكالة إنه قد يكون من بين خيارات التفاوض المباشر، بين واشنطن وطهران «أن يضع كل طرف على الطاولة الطلبات والمكافآت الممكنة بشكل أكبر من الاجتماعات السابقة، في محاولة للخروج من المأزق»! ومن المهم التنبه هنا لعبارة «الطلبات، والمكافآت» لأنها دقيقة جدا، فمن أهم الطلبات والمكافآت التي تريدها إيران أن يكون لها دور في المنطقة، وعلى حساب أمننا، ومصالحنا، وهو ما عرضه بكل وضوح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وبعدة تصريحات، وآخرها زيارته الأخيرة لنيويورك، حيث قال إن هناك من الأمور ما يمكن أن يتعاون فيه الإيرانيون مع الأميركيين، وأشار لأمن الخليج العربي! وبالطبع سبق للإيرانيين أن تحدثوا عن أفغانستان، وباكستان، فليس بالأمر سر، ولذا فإن طهران تنشط في كل المنطقة بهدف تعزيز فرصها التفاوضية، بينما المعنيون العرب مشغولون بعدة جبهات مفتوحة، وبأيادٍ إيرانية! ولذا فإن الإجابة البسيطة عن السؤال المطروح هي أن إيران وأميركا ستتفاوضان على رؤوسنا، أي المنطقة، وبالطبع الخليج، فهذا أمر واضح محسوم، للأسف. هذا هو الهدف الإيراني الاستراتيجي، فإما سلاح نووي تفرض به نفوذها، أو تفاوض يؤدي إلى بسط ذلك النفوذ، بينما السلوك الأميركي متراخٍ، ولا يكترث إلا بأمن إسرائيل، ويريد، أي الأميركيون، المضي للأمام بأقل الخسائر، وهي نظرة قاصرة ستدفع أميركا ثمنها عاجلا أو آجلا. فهل يتنبه العرب، وتحديدا الخليجيين لذلك؟

 

هل يفعلها ويستخدم الكيماوي؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

طبعا لم يكن من قبيل صيانة أو خلل فني عندما عُطلت شبكة الهاتف والإنترنت، ثم أوقفت حركة المطار وأغلقت الطرق المؤدية له، فكلها جزء من الحرب في دمشق. لقد دخلنا الأيام الصعبة والخطرة جدا في حرب إسقاط بشار الأسد، فمنذ أمس بدأت حملة توعية موجهة للشعب السوري في حال استخدمت قوات الأسد الأسلحة الفتاكة، كيماوية وبيولوجية. نحن هنا نتحدث عن احتمالات ارتكاب مذابح مروعة بعد أن بلغ الثوار مراحل متقدمة في هجومهم، وهم الآن يدقون أبواب دمشق. هذه ليست حربا نفسية، ولا مجرد خواطر قلقة، نحن نعرف أن النظام مجرم وأحمق معا، لكن عسى ألا يرتكب أعظم حماقة في نهاياته.

الأسلحة الفتاكة من دلالات النهاية مع تقهقر قوات النظام، حيث صار انهياره وشيكا. إنها سلاحه الأخير الذي يريد به الانتقام وإلحاق أكبر أذى ممكن بخصومه، ويعتقد أنه قد يوقفهم ويضطر العالم إلى التدخل وعقد صفقة سياسية تنقذه! سيمارس الادعاءات والأكاذيب نفسها التي ادعاها مع المجازر التي ارتكبتها قواته خلال الأشهر الماضية، محملا المسؤولية للمعارضة.

سبق أن فعلها صدام حسين في الثمانينات وقتل آلافا من المدنيين في حلبجة الكردية العراقية، وكانت صور الموتى بشعة.. الآباء مع أطفالهم على أبواب بيوتهم وفي الشوارع، في لحظات الهرب والرعب، حيث كانت قوات صدام المحصنة بالأقنعة ترش الأهالي بالمبيدات الكيماوية وتفنيهم كالذباب. في سوريا، وخلال عام ونصف العام، لم ينكر النظام امتلاكه مخزونا هائلا من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، بل اعترف بها عندما هُدد بأن التدخل الدولي أكيد في حال كان ينوي استخدامها أو تسليمها لأطراف أخرى، مثل حزب الله. ظهر نائب وزير الخارجية السوري وقتها، وأعلن تعهد حكومته بأنها لن تستخدم هذه الأسلحة أو تنقلها. وحدثت نشاطات عديدة لاحقة من بينها رصد قوافل تنقلها، وتوزيع أقنعة واقية على عدد من مراكز القوات السورية، وأنباء عن استخدامات غاز محدودة.

ولإدراكنا خطورة الاحتمالات التي تواجه آلافا من الأبرياء حال التعرض لمذابح كيماوية وبيولوجية مهم تحميل المجتمع الدولي مسؤولية التدخل السريع وردع النظام قبل أن يفعلها وتصبح القضية مجرد قضية أخرى يحقق فيها مفتشو الأمم المتحدة، وفصل آخر من التاريخ البشع. هذه مسؤولية دولية لا يمكن التهرب منها، خاصة بعد ما عاناه الشعب السوري من استبداد النظام به قتلا وتنكيلا، ولم يحظ بأدنى حد من الاهتمام حتى اللفظي في الأمم المتحدة، مستندا إلى الحماية الروسية والصينية له، والتخاذل العربي والغربي.

 

المصريون يرفضون حكم جماعات الإسلام السياسي

علي سالم/الشرق الوسط

عندما تقرأ هذه الكلمات تكون الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور قد انتهت من كتابته، وعلى الأرجح سيكون رئيس الجمهورية قد وافق عليه منذ دقائق، ثم عرضه على الشعب المصري للاستفتاء العام، وبذلك يتخلص النظام - كما يتصور ويأمل - بسرعة من المأزق الذي أوقع نفسه فيه، والمسمى بالتعديلات الدستورية التي أعطى نفسه فيها كل الصلاحيات المعروفة في عالم السياسة وغير المعروفة، ولكن الاستفتاء نفسه لن يحل المشكلة، فربما يقول الشعب «لا» كبيرة، وهو الأمر الذي يمكن وصفه بأنه في علم الغيب. ربما يقول الشعب «نعم»، وربما لأول مرة في تاريخ الاستفتاءات يقول «لا»، وهو ما أتوقعه في هذا المناخ السائد الذي تسوده انفعالات الرفض بوجه عام.

المشهد في مصر الآن ليس من صنع الوعي، ولذلك يستحيل فهمه على ضوء قواعد العقل والمنطق، إنها حالة غضب قوية وعامة تنتظم تقريبا المصريين جميعا، وفي حالات الغضب العام نجد أنفسنا مباشرة وبغير حواجز في مواجهة اللاوعي الجمعي، إنه ذلك المخزن القديم المهجور داخل العقل الذي يخزن البشر فيه وبطريقة لا واعية كل أحداث تواريخهم، بكل ما فيها من تجارب وآمال وإحباطات. إنه شبيه بدفتر الأحوال الموجود في قسم الشرطة أو في مستشفى عام. ولذلك فهو أكثر صدقا من الوعي الذي يمكن تزييفه أو خداعه. وبما أنه دفتر أحوال، وبما أن تخصص الكتاب الأساسي هو فهم الأحوال، أو على الأقل محاولة ذلك، فاسمح لي أن أبلغك بما فهمته من قراءة المشهد في مصر الآن.

المصريون لا يعترضون فقط على التعديلات الدستورية التي استولى بها رئيس الدولة على كل الصلاحيات السياسية والإدارية المخولة للسلطات الثلاث، والتي حصنها بحصون لا تتمتع بها أصلا هذه السلطات. بل هم انتفضوا بكل ما لديهم من قوة وعزم ليرفضوا حكم جماعات الإسلام السياسي بعد أن تأكد لديهم ما كانوا يتجاهلونه من قبل، وهو أن هذا النوع من الحكم عازم على تغيير حياتهم إلى الأسوأ، وأنه حكم لا يحتكم لأصول الحكم كما يعرفها العصر الحديث، بل هو حكم أسطوري عاجز عن تبني حقائق العصر؛ لذلك يهرب منها إلى حكاية الأساطير التي لا تطعم جائعا أو تستر عاريا. كانت الطبقة الوسطى بالتحديد هي أول من شعر بهذا التهديد، لذلك رأينا في الميدان، ميدان التحرير، وجوها من المستورين لم نرها من قبل. هؤلاء خرجوا إلى الميدان بعد أن تأكدوا أن ركوب الأساطير سيذهب بهم إلى إيران، أو السودان على أفضل تقدير. وأنهم على وشك أن يفقدوا كل مكاسبهم المدنية التي تحتمها الحضارة، والتي حققوها منذ عصر محمد علي باشا، لقد اكتشفوا أن حكم جماعات الإسلام السياسي يهددهم بتغيير أسلوب حياتهم الذي ألفوه.

ولكن التعديلات الدستورية لم تكن هي القنبلة التي فجرت الغضب في نفوس المصريين، بل هي ما نسميه «المفجر»، وهو عادة يكون صغيرا للغاية بالنسبة لحجم القنبلة. كما أن حكاية الدستور نفسه والإسراع أو الإبطاء في الانتهاء من كتابته، أو مدى مطابقة مواده لحقوق الإنسان والمجتمع، فكل ذلك لا أهمية له بالنسبة للاوعي جمعي يتفجر بالغضب، ولو أن وزارات العدل في العالم المتقدم كله أرسلت مندوبا عنها لصنع دستور تحول مواده البشر إلى ملائكة، والمجتمع المصري إلى جنة صغيرة على الأرض، لما أفلح ذلك كله في إقناع المصريين بالرضا به. هم سيرفضون الدستور بكل عدله وظلمه، بكل جماله وقبحه، لأن هذا الرفض هو وسيلتهم للتعبير عن موقفهم، وهو أنهم يرفضون بكل ما لديهم من قوة وعزم أن تحكمهم تيارات الإسلام السياسي. وفي اللحظة التي تقرأ فيها هذه الكلمات تكون العجلة قد دارت في مصر لمواجهة هذا الدستور باحتجاجات قوية عامة شاملة تطلب فيها من الناس أن يقولوا: «لأ»..

هناك قرارات لجماعات الكتاب والمفكرين بأن تمتنع الصحافة الخاصة عن الصدور يوم الثلاثاء القادم احتجاجا على الدستور، ويوم الأربعاء هناك قرار آخر أصدره المسؤولون عن المحطات التلفزيونية الخاصة بتسويد الشاشات في ذلك اليوم. هكذا تكون حملة «قل لأ للدستور» قد بدأت حتى قبل أن يوقع رئيس الدولة على الدستور، بل قبل أن تصدره الهيئة التأسيسية. إذا شاء لك الحظ أن تكون في طائرة في طريقها إلى مطار القاهرة الدولي، وبعد دخول المجال الجوي مباشرة ستستمع لصيحة هائلة تشق طبقات الجو العليا، الصيحة تقول «قل لأ للدستور»، وليس بعيدا أن تستمع لصوت الكابتن يقول: قائد الطائرة فلان الفلاني يرحب بكم ويطلب منكم أن تقولوا «لأ» للدستور.. نحن نشكركم للطيران على شركتنا، ونشكركم للوقوف مع المصريين.. قل لأ للدستور..

وإذا كنت قادما في سفينة فربما تسمع نفس الصيحة محمولة على الأمواج قبل ميناء الإسكندرية بأميال.

كل الجماعات المحتجة في مصر، وهي الأغلبية ستتفرغ لهذه الحملة، ستكثر الإذاعات وبرامج المنوعات من إذاعة كل الأغاني التي تحتوي على كلمة لأ، وأشهرها بالطبع، «لأ يا حلو لأ.. لأ ما لكش حق».

ولحل مشكلة الأمية، أتوقع أن كل أبناء القرى والنجوع والكفور من الشباب المحتج الغاضب سيعود إلى مسقط رأسه لكي يطلب من الناس أن تقول لأ. ولن تكون مهمته صعبة؛ فالناس جاهزة تماما لاتخاذ هذا الموقف بعد شهور طويلة من زيادة مساحات الفقر والمرض، وانعدام القدرة على رؤية الضوء في نهاية النفق، لدرجة الإحساس العام بأننا قد دخلنا نفقا لا نهاية له ولا خروج منه.

لقد دخلنا في مصر مرحلة الغلط والزلط التي تعرفها الناس جميعا، وهي تلك القاعدة التي تقول «حبيبك يبلع لك الزلط، وعدوك يتمنى لك الغلط»، وعلى ضوء هذه القاعدة أقول: لن يبلع المصريون حتى الملبن والبسبوسة لجماعة الإخوان المسلمين الحاكمة بعد أن تحول إلى حالة عداء لهم فرضها الغضب، وبالتالي سيكون سعيدا بكل أغلاطهم السياسية يغذي بها مراحل غضبه.

وللإنصاف، كل الإشارات التي أخافت المصريين لم تكن كلها من صنع «الإخوان»، ولكن تم تحميلها عليهم. عدد كبير جدا من نجوم المتشددين سكنوا حصونا في بعض الفضائيات والمنابر وأخذوا يتهمون كل خصومهم - يعني كل الآخرين - بأنهم ضد الشريعة وضد الإسلام، وبأنهم كفار ملاحدة، ثم حوادث مخجلة احتلت الصفحات الأولى عن سلوك بعضهم. طبعا لا داعي للتفاصيل لأن حضرتك تعرفها جميعا، ربنا أمر بالستر. كل هذه الحوادث التي تدفع على الكراهية والاحتقار، تم تحميلها على ملف جماعة الإخوان، لسبب بسيط هو أن عقول البشر تميل للتعميم، وتبحث دائما عند كل واقعة، عن مسؤول أكثر قوة وشهرة تحمله مسؤولية ما حدث.. وقى الله مصر شر مقاديره.

 

بين نداءَي بكركي وبعبدا للحوار!

المحامي الدكتور أنطوان أ. سعد/الجمهورية

إذا كان الكاردينال الجديد للبنان ليس كالكاردينال الذي سبقه، إذ لكلٍّ منهما أسلوبه ونظرته المختلفة الى القضايا والمعوقات السياسية اللبنانية (فنظرة الأوّل لإصلاح قانون الإنتخاب كانت من خلال الدوائر الصغرى، أمّا الثاني فلا يملك رأياً في هذا المجال لكنّه مدرك أنّ الخلل يكمن في قانون 1960)، ناهيك عن الأسلوب المختلف ربّما في إدارة الشؤون الكنسيّة ضمن التسليم بالمسار التاريخي الواحد للكنيسة المارونية. وإذا كان فخامة الرئيس سليمان ليس كما سلفه منحازاً إلى ما اصطلـح على تسميته "المقاومة" و"الخط السوري"، بل ساعياً إلى الحفاظ على مؤسّسات الدولة ودستورها، مؤازراً القوى المسلّحة الشرعية والقضاء اللبناني، مشجّعاً على الحوار مطلقاً نداءً هنا وموقفاً هناك، وهو كما بكركي يرغبان في استمرار الحوار بين اللبنانيّين سبيلاً لضمان الإستقرار والحفاظ على الأمن، وسعياً الى حلّ بعض القضايا العالقة وفي طليعتها الإستراتيجية الدفاعية التي لم يفهمها محور "الضاحية ـ دمشق ـ طهران" إلّا إستراتيجية للمماطلة والهروب إلى الأمام من خلال التلطّي تحت شعار "الجيش والمقاومة والشعب".

هذا الشعار الذي لم تتمكّن المقاومات في العالم من إستنباطه، وقد طُرح يوم باتت صورة المقاومة متعارضة مع تلك التي نشأت عليها. أمّا مقارنة هذه الجماعة المسلّحة بالمقاومة في غزّة فهذا قمّة التضليل، لأنّ المقاومة في غزّة ليست رديفة أو موازية للقوى الشرعية، إذ إنّ من يقاوم في غزّة هي السلطات الرسمية عينها. فحركة "حماس" تتولّى زمام الحكم في غزّة وتتولّى مقاومة إسرائيل في الوقت عينه، وليس لديها إدارة سياسية منفصلة عن الجيش المنفصل بدوره عن المقاومة، بل كلّ هذه الأجهزة أو الأجنحة تتبع "حماس" وهي السلطة الوحيدة في غزّة.

كلّ ذلك ولم ينفكّ زعماء هذه الجماعة المسلّحة عن القول "أنظروا ماذا تفعل المقاومة في غزّة"!!! وهذا قمّة التضليل أيضاً، إذ يجب على السلطات الرسمية في لبنان أن ترشد هذه الجماعة المسلّحة إلى فعالية السلطات الشرعية في غزّة، التي تقاوم إسرائيل بما يجعل فعل المقاومة منوطاً بالسلطات الرسمية وليس فعلاً منفصلاً عنها، فالمقاومة في غزّة ليس لها ارتباط خارجيّ وماليّ وعسكريّ وأيدولوجيّ مستقل عن "حماس" التي تتولّى السلطات هناك، لكن التماثل قد يصحّ إذا فكّر "حزب الله" في لبنان أن يجمع هاتين الصفتين بحزبه (مقاومة وسلطات رسمية).

وبين هذه وتلك، لا تزال بكركي وبعبدا تنشدان الحوار الذي لم يُفضِِ إلى أيّ تقدّم منذ أن بدأت أولى جلساته عام 2006، حتى إنّ حوار الدوحة بات حبراً على ورق، لا بل إنّ الوحدة الوطنية باتت صورة فاقعة في ظلّ التناقضات اللبنانية. فلو تأكّد الجميع من أنّ الحوار، أقلّه سيمنع الاغتيال، لكان سبيلاً لا بدّ منه، وهو في الحقيقة خروج على الدستور والمؤسّسات، لأنّ الإطار الصحيح للحوار هو المجلس النيابي أو الحكومة، لكنّ بدعة الحوار في لبنان استُنبِطت لأنّ جماعة في لبنان تملك سلاحاً ويَخشى من يَخشى أن يصبح هذا السلاح لغة الحوار التي يعتمدها محور "الضاحية ـ دمشق ـ طهران" مثلما فعل عام 2008. لذلك يعتبر هذا المحور أنّه الجهة التي يجب أن تتكبّر على المتحاورين لئلّا تضطرّ إلى أن تحاور بطريقة أُخرى.

وفي خضمّ كلّ هذا تستمرّ "حكومة العجز الذي يسبق الموت"، أو حكومة تمثيل حزب الله في بلغاريا وفي فرنسا في تمييع المشكلات وتقزيمها، وهي التي استطاعت، تحايلاً هنا والتفافاً هناك أن تستمرّ، لأنّ المعارضة الحاليّة ربّما لم تعتدْ بعد على فعل المعارضة (باستثناء بعض الأشخاص فيها) إلّا في العناوين الكبيرة، من دون التمكّن من كشف الأخطاء اليومية للحكومة، فيما أنّ مجرّد قبول المعارضة بحكومة وُلدت كثمرة للسلاح واستمرّت تغطّي المطلوبين للعدالة الدولية، يعني أنّها تعايشت مع هذا الواقع. لذا نجدها لم تقنع من يجب أن تقنعه لكي تطيح بهذه الحكومة. فيما الوسطيّون في لبنان أعجز أيضاً من أن يرفضوا الجلوس مع حمَلة السلاح المطلوبين للعدالة الدولية منعاً لاستفزازهم، ولئلّا يترجموا غضبهم 7 أيّار جديداً قد لا ينحصر إطاره الجغرافي فقط في بيروت والجبل.

 

سعيد لـ"السياسة": سلاح "حزب الله" تحت إمرة إيران وطالب بوضع الحدود في عهدة الجيش 

بيروت ـ"السياسة": أكد منسق "الأمانة العامة لقوى 14 آذار" النائب السابق فارس سعيد لـ"السياسة" تضامن الأمانة العامة لـ"14 آذار" مع خطوة النائب بطرس حرب, ودعوته لعقد اجتماع لرؤساء اللجان النيابية التابعة لـ"14 آذار" في منزله من أجل توضيح وجهة نظرهم في مقاطعة المجلس. ووصف هذه الخطوة بـ"الجيدة", مؤكداً أن أهم ما ورد فيها مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه بري بوضع رئاسة المجلس بمنأى عن الأحداث الداخلية, إذ لا يمكن أن يتصرف رئيس الجمهورية ميشال سليمان كحكم ورئيس المجلس يتصرف كطرف, لذلك فإن المطلوب من رئيس المجلس العمل على أن تبقى رئاسة المجلس بمنأى عما يجري. وأشار سعيد إلى أن من يهدد باستخدام سلاحه ضد إسرائيل ويقول إن مداه يصل إلى إيلات ومن يرسل المقاتلين للقتال إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا يستطيع أن يتعهد بعدم توجيه سلاحه إلى الداخل, أو أن يقول تعالوا لنجلس معاً ونبحث في ستراتيجية هذا السلاح بعدما أصبح واضحاً أن إمرة هذا السلاح ليست بيد "حزب الله" إنما هي بإمرة إيران.

وبشأن ما قيل عن مقتل 21 إسلامياً من طرابلس والشمال في كمين نصب لهم في بلدة تلكلخ على يد الجيش النظامي السوري, بما يؤكد اتهام "14 آذار" إرسال مقاتلين إلى سورية للقتال إلى جانب المعارضة ما قد يبرر لـ"حزب الله" قتاله إلى جانب النظام, قال سعيد "نحن كفريق " 14 آذار" موقفنا واضح جداً, نطالب بوضع الحدود اللبنانية-السورية وبالأخص حدود الدولة اللبنانية بعهدة الجيش اللبناني والقوات الدولية بموجب القرار 1701, فعندما تصبح الحدود تحت مسؤولية الجيش اللبناني والقوات الدولية بموجب القرار 1701 فإنها تضع حداً لهذا الكلام". وأضاف "نحن كفريق "14 آذار" نتضامن مع الشعب السوري في انتفاضة ضد نظام بشار الأسد سياسياً وإنسانياً فقط, ونحن ضد إرسال المقاتلين إلى سورية من أية جهة كانت واليوم وبعد هذه الحادثة الأليمة تكرر "14 آذار" مطالبتها بوضع الحدود اللبنانية-السورية تحت إمرة القرار 1701".

 

ملف القتلى الطرابلسيين

التلفزيون السوري: 21 لبنانيا بين قتيل وجريح أثناء محاولتهم التسلل الى سوريا بكمين تلكلخ ويبث صوراً لعدد من جثث "المتسللين" وهويات لبنانية.

 

هدوء حذر في طرابلس/المرعبي لـ"السياسة": نحمل مسؤولية مقتل اللبنانيين الـ21 لنصر الله

بيروت - "السياسة": خيم الهدوء الحذر في طرابلس, أمس, في ظل حالة ترقب قلقة عاشها الأهالي لمعرفة حقيقة الأخبار بشأن اللبنانيين الذين توجهوا إلى سورية لمناصرة المعارضة السورية وقيل إنهم سقطوا بين قتيل وجريح في كمين للجيش السوري النظامي, دون تأكيدات رسمية لبنانية بهذا الشأن. ويتحدر الشبان من أحياء عدة في مدينة طرابلس وعُرف منهم يوسف أبوعريضة, وعبد الحكيم الناصر, وإبراهيم بلال, وخضر الغول, وعلي وزياد الحاج ديب, ورشيد سرور, وسمير مهنا, وعبد الرحمن الأيوبي, ومحمد الرفاعي, ومحمد نبهان, ومحمد المير وحسن سرور.

وفي ظل هذه الأجواء عزز الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية لمنع أي توتر بين باب التبانة وجبل محسن, بعد تسجيل ظهور مسلح في المنطقتين ليل الجمعة-السبت, حيث سارعت قوى الجيش إلى تعزيز وجودها ووجهت إنذارات واضحة للفريقين بأنها ستتصدى للمسلحين ولن تتهاون معهم. وفي هذا السياق, أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي, أن "المعلومات بشأن ما جرى متضاربة", مضيفاً "هؤلاء الذي دخلوا سورية مستاؤون نتيجة المجازر التي يقدم عليها النظام السوري, خصوصاً أن "حزب الله" يساعد النظام لارتكاب هذه المجازر, فكان قرارهم بالتوجه إلى سورية".

وأشار إلى أن "هناك معلومات غير مؤكدة أنهم دخلوا من دون سلاح ولم تتبناهم أي جهة حزبية, ما يعني أنها عملية فردية", لافتاً إلى أن "هناك تضارب بشأن أعداد الذين دخلوا, وعلم أنهم دخلوا عبر باصات وأن السائق تركهم في مكان ما وهرب, حيث انهمر عليهم النار من كل الجوانب, فهناك شباب منهم قيل إنهم استشهدوا لكنهم عادوا واتصلوا بأهاليهم ليؤكدوا لهم أنهم أحياء وفي مكان آمن".

واستغرب كيف دخل هؤلاء إلى الأراضي السورية, "لأنه من الصعب, لا بل من المستحيل الوصول إلى سورية بفعل الألغام التي وضعها نظام الأسد, وهذا دليل على أننا لا نستطيع أن نساعد السوريين عسكرياً ولا إنسانياً ودليل على أننا ليس لدينا القدرة على ذلك". ولاحظ المرعبي أن "ما جرى يؤكد ما سبق وطالبنا به بنشر قوات دولية على طول الحدود الشرقية الشمالية لمساعدة الجيش اللبناني في ضبط الحدود, لأن تلكؤ الجيش في الانتشار يورط لبنان بالأزمة السورية". وأشار إلى "ضرورة الانتشار لمنع الخروق كافة, لأن "حزب الله" يدخل مقاتليه وآلياته ومعداته إلى سورية لمشاركة المجرم وهو يورط لبنان بأتون الأزمة السورية, ما استدعى من البعض القيام بالواجب الإنساني والأخلاقي تجاه المقهور والمظلوم". واعتبر أن "خطاب (الأمين العام ل¯"حزب الله") السيد حسن نصر الله واعترافاته, إضافة إلى رؤية قتلى "حزب الله" يعودون من سورية أدى إلى ردود فعل كالتي حصلت", محملاً المسؤولية كاملة ل¯"نصر الله وحزبه". واستبعد المرعبي أن "يعم الفلتان الأمني طرابلس بفعل الحادثة", قائلاً إن "الشهادة شرف لكل واحد منا, خصوصاً إذا استشهد من أجل الدفاع عن ناس ليس لهم إلا الله".

 

مفرج أولم لصفير في بشمزين في حضور فاعليات

وطنية - أقام رئيس الحركة الاجتماعية جون مفرج مأدبة غداء على شرف الكاردينال نصرالله صفير، في دارته في بشمزين. شارك فيها الى البطريرك صفير والمطران فرنسيس البيسري نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، قائمقام الكورة كاترين كفوري انجول، مستشار الرئيس امين الجميل ايلي قرداحي، رئيس الرابطة المارونية السابق حارس شهاب، عضو المجلس الاسلامي المسيحي لوران ناكوزي، السفير جورج ابو جودة، نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة سهيل مطر، جان حواط، راشد صبري حمادة، جان خوري، رئيس المجلس البلدي فوزي مفرج وشخصيات. بداية، القى مفرج كلمة تحدث فيها عن العلاقة القديمة والعريقة التي كانت وما تزال تربط البطاركة بآل مفرج. ونوه بصفير وبمواقفه الوطنية "يوم كان الاحتلال رابضا على صدورنا، يوم كان الرجال لا يجرؤون على قول الحق، يوم كان البعض يزحف الى عنجر والشام من اجل التماس منصب او خدمة". وأسف لما "ورطنا به بعض السياسيين الذين كان عليهم استكمال مهمة الحفاظ على دور هذا البلد وحريته واستقلاله"، مشددا على ان "ما يجري اليوم، ليس ما كان يريده البطريرك صفير، ولا يرتقي الى مستوى المجد الذي حققه، لان لبنان البطريرك صفير يجب ان يكون لبناننا جميعا". واعتبر ان "الصراعات الرخيصة على المواقع والمراكز، والانحرافات التي يورطنا فيها هؤلاء لمصالح خاصة وحسابات انانية ضيقة لا تمثلنا ولا تشبهنا"، مثنيا على "الدور الرائد الذي يقوم به البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يقود السفينة بحكمة وصلابة ويحرص على دور بكركي الوطني، وهو خير خلف لخير سلف". وفي حديث الى الاعلاميين شكر صفير لمفرج وعائلته حسن ضيافتهم، وتمنى لهم كل خير وتوفيق، متمنيا للبنان والشرق ان "يكونا افضل مما هما عليه اليوم، وحمدا لله ان وضع لبنان ما زال افضل من وضع جيرانه". وردا على سؤال عن رأيه بدعوة البعض لاسقاط الحكومة لفت الى ان "الحكومة تتغير كل مدة، طبعا عندما تستنفد كل قواها".

 

رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني: الطائف الطريق الوحيد للخروج من الازمة مشروع فؤاد بطرس يعطي الجميع حق المساواة في التمثيل

وطنية - شدد رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، على "ان اتفاق الطائف هو خارطة الطريق الوحيدة للخروج من الازمة التي نعيشها والوصول الى الدولة المدنية، وان الاستئثار بالسلطة لا ينتج دولة". وأعرب خلال حفل غداء اقامته "حركة قرار بعلبك الهرمل" في كازينو بعلبك، عن تخوفه "من عدم حصول الانتخابات النيابية في حال لم يقر قانون جديد للانتخابات، علما ان هناك مشروعا جاهزا يعطي الجميع حق المساواة في التمثيل الصحيح، وبالامكان اعتماده كقانون انتخابات جديد وهو مشروع فؤاد بطرس". وقال أن هناك "ما يقارب ال 144 مليار دولار ودائع في المصارف اللبنانية غير قابلة للتوظيف، ولو ان هناك سلطة قضائية مستقلة لكان بالإمكان استثمار تلك الودائع". ورأى انه يجب "رفع شعار "الشعب يريد تطبيق النظام" لأننا نعيش في اللا نظام".

ياغي

بدوره، اعتبر رئيس الحركة عباس محمد ياغي ان "اجراء انتخابات نيابية حرة ونزيهة في موعدها، تؤدي الى ايصال مجلس نيابي يعبر بالفعل عن ارادة اللبنانيين، تنبثق منه حكومة تأخذ على عاتقها انهاء حالة التشرذم والانقسام، هو مطلب في غاية الاهمية". وقال: "لزاما علينا دعوة الجميع للعمل على قيام الدولة بجميع مؤسساتها لأن لا وطن دون دولة. علينا ان نعمل على قيام الدولة المدنية القادرة على بسط سلطاتها على كافة اراضيها دون منازع وتطبيق القانون على الجميع". وقد حضر حفل الغداء الى الحسيني، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح، مفتي بعلبك الجعفري الشيخ خليل شقير، راعي ابرشية بعلبك الهرمل للروم الملكيين المطران الياس رحال، الاباتي حنا رحمة ممثلا راعي ابرشية بعلبك دير الاحمر المارونية المطران سمعان عطالله، مطران زحلة عصام درويش، رئيس بلدية بعلبك السابق غالب ياغي، منسق بعلبك في تيار المستقبل حسين صلح، اعضاء الهيئة التأسيسية في حركة قرار بعلبك، فاعليات المجتمع المدني في بعلبك والمنطقة.

 

القوات أعلنت فوز لائحتها بانتخابات المعالجين الفيزيائيين

وطنية - أعلن المكتب الإعلامي ل"القوات اللبنانية"، في بيان بعد ظهر اليوم، أن اللائحة المدعومة من "القوات" وحلفائها، حققت "فوزا ساحقا في انتخابات نقابة المعالجين الفيزيائيين"، وأن الفائزين بمقاعد المجلس النقابي هم: فادي فايز حنا، كارلو سعد، غالب عبيد ومحمد أبو حيدر، فيما فاز في المجلس التأديبي: أنطوان خوري وزياد اسماعيل.

 

الراعي دعا الى تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد الى انتخابات نيابية من خلال قانون جديد يتلاءم مع مبدأ حسن التمثيل

وطنية - دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى "تشكيل حكومة جديدة بالتزامن مع قانون انتخابي جديد، حيث تتحمل هذه الحكومة المسؤولية أمام الاوضاع الداخلية والاقليمية الراهنة وتعالج الازمة الاقتصادية والاجتماعية، وتقود البلاد الى اجراء الانتخابات النيابية من خلال القانون الجديد الذي يتلاءم مع مبدأ حسن التمثيل في المجلس النيابي".

كما هنأ "الفلسطينيين قيادة وشعبا بنيلهم حقهم بدولة مراقبة غير عضو في الامم المتحدة، ضاما صوته الى الكرسي الرسولي بإنشاء دولتين فلسطينية واسرائيلية من أجل السلام في المنطقة".

جاء كلام الراعي في عظة قداس الشكر الذي رأسه في كابيلا القيامة في الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه لفيف من الاساقفة والكهنة، وخدمت القداس جوقة البطريركية المارونية بقيادة الاب ايلي كسرواني، في حضورالسفيرين الايطالي جيوسيبي مورابيتو والبابوي غابريال كاتشيا،الوزيرين السابقين ميشال ساسين وبشارة مرهج، النائبة السابقة نايلة معوض، قنصل مولدوفيا ايلي نصار، محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر، قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور فادي يرق، رئيس مجلس ادارة مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، العديد من الفاعليات ورؤساء الهيئات النقابية والتربوية والاقتصادية والاعلامية والأمنية والاجتماعية.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "طوبى لتلك التي آمنت أن ما قيل لها من الرب سيتم". وهنا نصها: "تحيي الكنيسة اليوم ذكرى زيارة سيدتنا مريم العذراء لإليصابات حالا بعد بشارة الملاك لها بأنَ منها يولد ابن الله بقوة الروح القدس، فآمنت وأجابت بتكريس ذاتها خادمة للرب، وبعد إعلامها بحبل أليصابات العاقرة والعجوز منذ ستة أشهر. في حدث الزيارة هذا، إمتدحتْ أليصابات إيمانَ مريم قائلة: "طوبى لتلك التي آمنت أنَ ما قيل لها من الرب سيتم"(لو1: 45)، وظهر عمل الروح، وواقع الاجنة ككائنات بشرية منذ اللحظة الأولى لتكوينها في حشا الأم".

أضاف: "إننا نرحب بكم جميعا إيها الحاضرون، وقد أتيتم من مختلف المناطق اللبنانية، لتحيوا معنا قداس الشكر لله على رتبة الكردينالية التي تتخذ معانيها من إنجيل اليوم. فكما لم تكن البشارة لمريم، بأنها ستكون أم الإله المتجسد لخلاص البشر، مجرد شرفٍ شخصي، بل دعوة للخدمة المزدوجة، خدمة تصميم الله الخلاصي وخدمة وضيعة لأليصابات الحامل، هكذا رتبة الكردينالية لا تقف عند حدود التكريم لي كبطريرك ولكنيستنا ولشعب لبنان، ولكنها بخاصة دعوة إلى مزيد من المحبة للمسيح وللكنيسة والخدمة بوجهيها. وأود معكم الإعراب عن الشكر والامتنان لقداسة البابا بندكتوس السادس عشر على هذه الإلتفاتة الكريمة، التي أتت بنتيجة زيارته للبنان في أيلول الماضي حيث رأى أهمية الكنيسة وحيويَتها، وحقيقة الشعب اللبناني في عيشه المشترك بين المسيحيين والمسلمين ووحدته الاجتماعية وحرارته الإنسانية وسخاء الضيافة وحفاوة الاستقبال. فأراد الأب الأقدس أن تكون رتبة الكردينالية للبطريرك دفعا وقوة جديدة للكنيسة وللبنان في رسالتيهما، في خط الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة"، الذي سلمنا إياه أثناء زيارته التاريخية، وأرفقه بنداء السلام في الشرق الأوسط، إنطلاقا من لبنان".

وتابع: "إني أذكر في قداس الشكر كلَ اللبنانيين المقيمن والمنتشرين الذين ذكَرونا بصلواتهم وتهانيهم، والذين توافدوا إلى روما للمشاركة في الاحتفال بمنح رتبة الكردينالية وما تلاها من احتفالات. أسأل الله للجميع فيضَ الخير والنعم الروحية والزمنية".

وقال: " ماذا تعني رتبة الكردينالية؟ إنها انضمام إلى مجمع الكرادلة الذي يعبر، من خلال أعضائه، عن كاثوليكية الكنيسة الجامعة، إذ يتكون من أشخاص يأتون من مختلف بلدان العالم، لهم خبرتهم وثقافتهم ونظرتهم، ويشكلون معا وجه الكنيسة المنفتحة على جميع الشعوب. حدد قداسة البابا بندكتوس مجمع الكرادلة، في عظة منح الرتبة صباح السبت 24 تشرين الثاني، بأنه "تنوع وجوه يعبر عن وجه الكنيسة الجامعة، التي هي كنيسة جميع الشعوب، وبالتالي تعبر عن نفسها في تنوع ثقافات القارات. إنها كنيسة العنصرة التي ترفع تعدد أصواتها نشيدا وحيدا متناغما للاله الحي".

أضاف: "الكرادلة يعاونون رأس الكنيسة الجامعة في المسائل العامة الكبيرة الأهمية، إما إفراديا من خلال المهام المتنوعة التي يقومون بها، في أبرشياتهم أو كنائسهم الخاصة، أو في الدائرة الرومانية، وإما جماعيا عندما يدعوهم الحبر الأعظم للاجتماع من أجل درس قضية معينة تعني الكنيسة الجامعة. إنهم يقدمون له مساهمتهم في شؤون الكنيسة الجامعة الأكثر خطورة (الدستور الرسولي "الراعي الصاالح - Pastor bonas"، الفقرتان 6و9). ومن صلاحيات مجمع الكرادلة عند شغور كرسي روما، إدارة شؤونه العامة وانتخاب بابا جديد، وقد تحدد عدد الناخبين بـ 120 تحت سن 80 سنة".

وقال: "أما بالنسبة إلى البطريرك فتعطيه رتبة الكردينالية قوة معنوية إضافية ليقوم برسالته الراعوية مع أساقفة كنيسته وبطاركة الكنائس الشرقية الأخرى، والمطارنة والكهنة والرهبان والراهبات وسائر المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط والانتشار، وبمؤازرة مؤسسات الكنيسة التربوية والاجتماعية والاستشفائية والإنمائية. وتشكل الكردينالية علامة لحضور الكنيسة الجامعة في كنائسنا المحلية. فلا يمكن اعتبار هذه الأخيرة كنائس صغيرة وأبناءها وبناتها المسيحيين أقليات، بل هي جسد المسيح السري الحاضر في بلدان الشرق الأوسط وسواه من بلدان الانتشار، وهي قوية بنعمة المسيح القائم من الموت والمنتصر على الخطيئة والشر، وبفعل الروح القدس".

وتابع: "في المقابلة العامة التي أجراها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر مع الوفود التي رافقت الكرادلة الستة الجدد، صباح الاثنين 26 تشرين الثاني المنصرم، وجه كلمة الى الوفد اللبناني، ربط فيها بين رتبة الكردينالية للبطريرك والارشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة". ما يعني التزامه مع الكنائس والمسيحيين بتعزيز الشركة والشهادة. مشيرا إلى أنَ شارات الكردينالية الحمراء علامة للقيام بالرسالة حتى الاستشهاد من دون أي تراجع أمام المصاعب والرفض والاضطهاد، وأنَ الخاتم علامة عهد الحب بينه وبين المسيح والكنيسة.

غدا الاثنين، وعلى مدى ثلاثة أيام، يعقد مؤتمر بطاركة ومطارنة الشرق الكاثوليك، في بيت عنيا حريصا، لدراسة مضمون هذا الارشاد الرسولي، ووضع خطة مشتركة لتطبيقه، في دائراته الثلاث: الشركة الداخلية ضمن كل كنيسة كاثوليكية وداخل الكنائس، الشركة مع الكنائس الارثوذكسية الرسولية ومع الجماعات الكنسية الحديثة بتعزيز الوحدة معها بحوار المحبة والحقيقة، واحترام تقاليدها العريقة والغنية، من أجل توطيد مصداقية إعلان الانجيل والشهادة المسيحية، الشركة مع الأديان الأخرى ولا سيما مع المسلمين، بالارتكاز على الروابط الروحية والتاريخية المشتركة، والعمل على توطيد وحدة العائلة البشرية، وفقا لإرادة الله، فيتعاون المسيحيون والمسلمون وسواهم من الأديان الأخرى على صنع السلام في منطقة الشرق الأوسط، وتوفير عيش كريم مزدهر لسكانها يعزز نموهم الانساني والثقافي والاقتصادي.

هذه الشركة في دائراتها الثلاث هي من أجل الشهادة للمحبة، التي ترافق إعلان الانجيل في ما يختص بالخلاص ومعرفة الحقيقة، وبكرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، وحرية العبادة والمعتقد، وبحقوق المسيحيين بحكم المواطنة في المشاركة في حياة أوطانهم والمساهمة في بنائها. والشهادة بأعمال المحبة تجاه الله والانسانية من خلال مؤسسات الكنيسة المتنوعة، من مدارس وجامعات ومستشفيات ومؤسسات إجتماعية وخيرية وإنمائية(الفقرة 19و25و26).

ثم تلي هذا المؤتمر لمدة ثلاثة أيام أيضا دورة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وللغاية نفسها من خلال ما يتخذ من تدابير وتوصيات. إننا نتكل على صلواتكم التي ترافقنا طيلة هذا الاسبوع".

وقال: "إننا نلتزم بإحياء الشركة والشهادة في لبنان، عاملين مع كل مكوناته الكنسية والدينية، الاجتماعية والسياسية، من أجل بناء وحدتنا الداخلية، على أساس الاحترام والثقة المتبادلين، والاخلاص للوطن وللشعب اللبناني الذي يعاني الكثير من الانقسام السياسي، وبالتالي من شلل الحياة العامة، وثقل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة. لا يحق للسياسيين الذين نذروا، في الأساس، نفوسهم لخدمة الخير العام، أن يتسببوا بغيابه وتعطيله بسبب إنقساماتهم السياسية. وإننا لنتعاون مع كل ذوي الإرادات الحسنة على الخروج من هذه الانقسامات بالحوار والتشاور والتفاهم وبالمصالحة الوطنية، بدءا من وضع قانون جديد للانتخابات، ملائم لمبدأ حسن التمثيل في المجلس النيابي، وحرية المواطن في الإدلاء بصوته وتحريره من المال السياسي، ومبدأي المناصفة والعيش المشترك السليم والهادىء، بالتزامن مع تشكيل حكومة جديدة تتحمل المسؤولية أمام الأوضاع الداخلية والاقليمية الراهنة، وتعالج الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وتقود البلاد الى إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري".

أضاف: " في المناسبة، نود أن نهنئ إخواننا الفلسطينيين قيادة وشعبا، بنيلهم حقهم بدولة مراقبة غير عضو في الامم المتحدة، بتصويت الجمعية العمومية لمنظمة الامم المتحدة الخميس الماضي. وإذ نضم صوتنا إلى صوت الكرسي الرسولي الذي أصدر تعليقه من حاضرة الفاتيكان في 30 تشرين الثاني، نتمنى أن يأتي هذا الانجاز كخطوة أولى نحو الحل النهائي لمسألة وجود دولتين: فلسطين وإسرائيل وفقا لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة عدد 181، الصادر في 29 تشرين الثاني 1947، أي تماما قبل خمس وستين سنة. "فالسلام في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط مرتبط بهذا الحق. ولقد آن الأوان بأن يعطى الشعب الفلسطيني حق التنعم، مثل غيره، بوطن سيد ومستقل ليعيش فيه بكرامة ويتحرك بحرية".

ويذكر الكرسي الرسولي في تعليقه بالموقف المشارك الذي عبر عنه مع منظمة تحرير فلسطين في الاتفاق الاساسي المبرَم في 15 شباط 2000، أي الاعتراف بواقع خاص، مضمون دوليا لمدينة القدس، بهدف حفظ حرية الدين والمعتقد، والاعتراف بهوية القدس وميزتها كمدينة مقدسة، واحترام الاماكن المقدسة فيها، وتأمين الدخول إليها".

وتابع: "طوبى لتلك التي آمنت أن ما قيل لها من الرب سيتم"(لو1: 45). هكذا حَيَتْ أليصابات زيارة مريم العذراء لها، ممتدحة إيمانها بالله وقدرته. هذا الإيمان العطية المجانية من الله الذي مَن قَبِلَه قَبِلَ سر الله ووحيه وحقيقته في عقله، وجسَده أفعالا بإرادته، وبادلَ الله المحبة من كل قلبه. إننا نلتمس هذه الهبة الالهية في سنة الإيمان، لكي نستطيع أن نستلهم القيَم الالهية لحياتنا ومسلكنا وممارسة مسؤولياتنا في العائلة والمجتمع والدولة".

وقال: "إلى جانب إيمان مريم، تجلت في حدث الزيارة حقيقتان: الأولى، فعل الروح القدس في حياة المؤمنين والكنيسة. عندما دخلت مريم بيت أليصابات، ويسوع الرب جنين في بطنها وفي ساعاته الأولى لتكوينه، فاض الروح القدس في البيت وامتلأت أليصابات من أنواره وتنبأت أن مريم مباركة بين النساء، وأنها أم الإله، وأن ثمرة بطنها يسوع مباركة، وأنها المثال في الإيمان. حيث المسيح، هناك الروح القدس الذي يعلمنا كل شيء ويقودنا إلى الحقيقة كما قال عنه الرب يسوع في إنجيل يوحنا.

الحقيقة الثانية، واقع الجنين منذ اللحظة الأولى لتكوينه في حشا أمه ككائن بشري، له فرادته ودوره في تاريخ البشر وتاريخ الخلاص. الاعتداء عليه جريمة وخطيئة عظيمة كالاعتداء على أي شخص بشري. كل جنين معروف من الله ومراد منه. يوحنا وعد به الله قبل أن يتكون في حشا أمه أليصابات. ويسوع، إبن الله المتأنس من مريم البتول، بنت الناصرة، هو في عمق تصميم الله المكتوم منذ الأجيال. هذا ما دل عليه تحرك الجنين في حشا الأم ابتهاجا بالحضور الإلهي".

وختم: " في حدث البشارة، وعلى ضوء الحقائق الثلاث المذكورة، نلتمس نعمة الايمان، وأنوار الروح القدس، لكي نعيش في محبة الله واحترام كل حياة بشرية تتكون في حشا أم، وكل شخص بشري مهما اختلف عنا في دينه وثقافته وجنسه وعرقه ورأيه. ونلتمس من المسيح الرب بشفاعة أمنا وسيدتنا مريم العذراء أن على مثالها نجعل من حياتنا اليومية وعلى مدى تاريخها، زيارة تكون في أساس علاقاتنا مع جميع الناس، زيارة تعطي وتفرح وتسعد، في كل ما نقول ونفعل، في العائلة والمجتمع، وفي الكنيسة والدولة. وعندها يحق لنا أن نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

هذا، وتابع البطريرك الراعي استقبال المهنئين بعد القداس في صالون الصرح الكبير ومن أبرزهم: محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر، مدير مركز الابحاث البلدية والقروية جوزف محفوظ، عميد المزارعين في زغرتا - الزاوية ابراهيم محفوظ ووفود شعبية من المناطق كافة.

ومن المهنئين أيضا:الزميلان جورج قرداحي وشربل زوين، وفد من الكنيسة القبطية الارثوذكسية في لبنان برئاسة رئيس الطائفة الاب رويس الاورشليمي، رئيس حزب البيئة العالمي ضوميط كامل.

 

يقدم تياره على انه يمثل مسيحيي المشرق ويفضل التعامل مع واشنطن في الغاز اكثر من موسكو وطهران

زيارة ثانية لباسيل إلى اميركا في شهرين وعون يسعى إلى إقناع واشنطن بالتحالف مع تياره

كتب حسين عبد الحسين في صحيفة "الراي" الكويتية:

للمرة الثانية في اقل من شهرين، يزور الولايات المتحدة جبران باسيل، وزير الموارد المائية والكهربائية اللبناني وصهر النائب ميشال عون، حليف «حزب الله»، في جولة تشمل مدن الجنوب والغرب، بعد جولة سابقة له في سبتمبر شملت مدنا في الشمال الشرقي للبلاد.  وتشمل جولة باسيل هذه المرة لقاءات مع الجالية اللبنانية في مدن ميامي وتامبا، في ولاية فلوريدا، وفي مدينة هيوستن في تكساس، وفي سان دييغو في كاليفورنيا، حيث يعمد خلال هذه اللقاءات الى حشد تأييد المغتربين اللبنانيين للانتخابات البرلمانية المقررة الصيف المقبل. كما يحاول باسيل جمع التبرعات لحملة حزبه «التيار الوطني الحر» الانتخابية. وكان باسيل قد قال في مناسبات جمعته مع بعض افراد الجالية ان حزبه يحاول ان يضم باقي الاحزاب اللبنانية الى تحالفه مع «حزب الله». كما حذر المسؤول اللبناني من حتمية صعود التيارات الاسلامية المتشددة، خصوصا في سورية، وتأثير ذلك السلبي، على حد تعبيره، على مسيحيي سورية ولبنان.

زيارات باسيل ومواقفه اثارت اعتراضات لبنانيين اميركيين، تصدرهم «تحالف الاميركيين اللبنانيين» القريب من «حزب القوات اللبنانية»، الذي اعرب في بيان عن «قلقه العميق» تجاه الزيارة، معتبرا ان باسيل هو قيادي بارز في «الحركة العونية، ابرز حليف لـ"حزب الله" في لبنان».  وقال البيان ان «باسيل يعتبر من مهندسي تحالف حركته مع حزب الله، وايران ونظام (الرئيس السوري بشار) الاسد، وهو لا شك احد ابرز المدافعين عنهم في لبنان». وحذر البيان من «عواقب» الزيارة، وحض المسؤولين الاميركيين على مقاطعة باسيل وعدم عقد اي لقاءات رسمية معه.

على انه يبدو ان للمسؤولين الاميركيين رأيا آخر يقضي باستضافة الوزير اللبناني، كما يبدو ان لباسيل وحزبه وجهات نظر مختلفة امام الاميركيين خلف الابواب الموصدة وبعيدا عن انظار الجالية اللبنانية والاعلام. «الراي» علمت من مسؤولين اميركيين ان باسيل، وقياديين آخرين من حزبه زاروا واشنطن اخيرا. وقال هؤلاء المسؤولون ان «العونيين يعملون على اقناع الولايات المتحدة ان مصالحها تكمن في التحالف مع عون وتياره»، وان الاسباب الموجبة لهذا التحالف تتضمن:

- اولا: امكانية حصول شركات الغاز الاميركية على حقوق تنقيب واستخراج كميات من الغاز التي يتوقع اكتشافها في المياه الاقليمية اللبنانية وقريبا من الساحل اللبناني.

ويقول المسؤولون الاميركيون ان باسيل لوح لهم بأن موسكو والشركات الروسية كما طهران وشركات ايرانية مهتمة بالاستثمار في قطاع الغاز اللبناني، ولكنه «يفضل التعامل مع الاميركيين».

- ثانيا: يقدم باسيل نفسه وتياره على انه يمثل مسيحيي المشرق في المساحة الممتدة من العراق الى الساحل اللبناني، مرورا بشمال سورية. ويقول باسيل ان الدور المسيحي سيكون مفصليا في المرحلة الحالية والمرحلة المقبلة، وان «المسيحيين سيلعبون دور الحكم للفصل والمواءمة بين المجموعتين الكبريين المتصارعتين في المنطقة، اي السنة والشيعة».

ثالثا، يعتبر باسيل نفسه انه يمثل تيار الاعتدال في المنطقة عموما، وانه تجمعه بالولايات المتحدة مصلحة مشتركة تكمن في «محاربة الاصولية السنية المتطرفة التي تنتشر من العراق الى سورية ولبنان».

ويقول المسؤولون الاميركيون انه في لقاءاته معهم، غالبا ما يكيل باسيل كل انواع الاتهامات لرئيس حكومة لبنان السابق سعد الحريري وللمملكة العربية السعودية وقطر. ويقول باسيل ان «الحريري والرياض والدوحة يسعون الى دعم المجموعات السنية المتطرفة، خصوصا في سورية، وتسليحها».

وفي هذا السياق، اقترح باسيل تقديم «دلائل»، على شكل تسجيلات صوتية تثبت ان الحريري يسعى مع مستشاريه الى تسليح «جبهة النصرة»، وهي فصيل من «الجيش السوري الحر» يعتقد البعض ان لديه ارتباطات مع تنظيم «القاعدة». زيارتا باسيل وغيره من مستشاري عون الى الولايات المتحدة تتسارع وتيرتها، ويمكن اضافتها الى مجهود مماثل تقوم به شخصيات لبنانية اخرى، على غرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في استمالة واشنطن لناحيتها وبعيدا عن الحريري وتحالف 14 اذار. وكان ميقاتي نجح، قبل نحو عام، في تجنيد ابرز اميركية تعمل في مجال اللوبي وكانت عملت في الماضي لمصلحة رئيس الحكومة المغدور رفيق الحريري، وثم لمصلحة نجله سعد، لتنتقل فيما بعد لجهة ميقاتي. كذلك يحاول سياسيون لبنانيون آخرون مقربون من «حزب الله» مضاعفة نشاطهم السياسي في العاصمة الاميركية، وفي اقامة جمعيات وبرامج بحثية سياسية مع جامعات لاستمالة اكاديميين وباحثين اميركيين ولبنانيين لجهتهم. لكن واشنطن تبدو، حتى الآن على الاقل، اقرب الى الحريري و«14 اذار»، وهو ما بدا جليا في الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس الحكومة السابق ورئيس كتلة الحريري البرلمانية فؤاد السنيورة، منتصف الشهر الماضي، حيث شملت لقاءاته كبار المسؤولين في البيت الابيض و«مجلس الامن القومي» ووزارة الخارجية. على ان تفوق «14 اذار» الطفيف داخل واشنطن قد لا يدوم، خصوصا في ظل النشاط المضاعف الذي يقوم به التحالف المناوئ لقلب الصورة.

المصدر: الراي الكويتية

 

لحكومة إنقاذ لا تكنوقراط.، أمين الجميّل لـ"الأخبار": لإجراء الإنتخابات في موعدها وإن في ظلّ القانون الحالي والبطريرك لم يقل أي قانون يريد بل تمسّك بالمواعيد الدستورية

كتب نقولا ناصيف في صحيفة "الأخبار":

يدافع الرئيس أمين الجميّل عن حكومة الإنقاذ، ويُبرز حججاً للإصرار عليها. لم تكن تجربتها مخيّبة في عهده رغم الصعوبات والصدمات التي واجهتها، ووفرة العراقيل السورية. لا يحبّذ حكومة حيادية لحقبة سياسية غير مترفة يُلازم فيها اتخاذ القرارات من فوق تطبيقها من تحت للرئيس أمين الجميّل مع تأليف الحكومة تجربة مزدوجة. عرف حكومة تكنوقراط في مطلع عهده ترأسها عام 1982 الرئيس الراحل شفيق الوزّان، وحكومة إنقاذ عام 1984 ترأسها الرئيس الراحل رشيد كرامي. كلتاهما كانت محاولة غير مكتملة. الأولى كان رئيسها السياسي الوحيد بين وزراء أقرب إلى خبراء غير متورّطين في النزاع الداخلي، وذوي سمعة ناجحة في مهنهم. والثانية سوبر سياسية من رأسها حتى أخمص قدميها يُمسك وزراؤها بالشارع واحتكم معظمهم إلى السلاح واحدهم في وجه الآخر.

 

أُرغمت الأولى على الاستقالة، وكادت تسقط الثانية باغتيال رئيسها لولا تعويمها بحلّ أثار جدلاً دستورياً متشعّباً ومتناقضاً حيال قانونيتها، قبل أن تتداركه المادة 69 من دستور الطائف في الحالات الست لاعتبار الحكومة مستقيلة. اتخذت الأولى خيارات وقرارات وأصدرت مراسيم اشتراعية نقضتها كلّها الثانية. ما افتقرت إليه حكومة التكنوقراط في السيطرة على الشارع، كانت الثانية أقدر على الإمساك به. أراد الجميّل استهلال عهده بحكومة إنقاذ فتعثّر مسعاه، وذهب ـــ على نحو تجربة سلفه الرئيس الياس سركيس في أولى حكومات عهده عام 1976 أيضاً ـــ إلى حكومة تكنوقراط تحت وطأة العقبات والعراقيل. إلا أن الرئيسين المتعاقبين احتاجا سريعاً، متأثرين بتطورات متلاحقة، إلى العودة إلى خيار حكومة سياسيين.

يكاد رئيس حزب الكتائب يكون وحده بين حلفائه في قوى 14 آذار، باستثناء النائب بطرس حرب زميله منذ برلمان 1972، يدرك الفرق بين تجربتي الحكومتين الحيادية والسياسية ومدى جدوى كل منهما مع مرحلة سياسية غير ملائمة لها. خَبِرَ الأولى قوياً في السنة ونصف السنة الأولى من ولايته، والثانية في ظلّ تناقض التفاهم والانقسام في أربع سنوات ونصف سنة من ولايته. أوجدت التجربة الثانية تكافؤاً بين موازين القوى، إلا أنها مكّنت الرئيس والوزراء من اتخاذ قرارات أساسية وجبه تحدّيات كبيرة.

ولأنه أدرك التجربتين معاً، قد يكون ذلك سبب تمايز الجميّل اليوم عن حلفائه في المعارضة بتمسّكه بحكومة سياسية ذات صفة إنقاذية، فيما يطالب الباقون بحكومة حيادية.

للرئيس السابق أكثر من حجّة تحمله على تعزيز وجهة نظره.

يقول: "بالتأكيد أتمسّك بحكومة إنقاذ نظراً إلى الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والديبلوماسية والاجتماعية التي يقتضي أن يتحمّل القادة اللبنانيون مسؤوليتها في هذا الظرف بالذات. لا أعتقد أن حكومة تكنوقراط، أو وزيراً تكنوقراطياً يمكنه تغطية الجيش وقوى الأمن الداخلي في أحداث كالتي شهدتها طرابلس وعكّار وبيروت وصيدا وسواها، ولا كذلك الأزمات الاقتصادية، ولا الاستحقاقات الديبلوماسية الناجمة عن هذا الحراك والاضطراب اليوم، غير المألوف، الذي يضرب المنطقة والأنظمة العربية خصوصاً".

يضيف الجميّل: "أعتقد بأن حكومة سياسية مصغّرة ـــ وليست بالضرورة من الأقطاب، بل من أشخاص يمثلون القواعد الشعبية ـــ في إمكانها تحمّل مسؤولياتها وإلزام البلاد شعباً ومؤسسات تنفيذ قرارات ضرورية تحفظ سلامة الوطن والدولة وكرامة العباد. كانت الحكومة الثانية في عهدي التي ترأسها الرئيس رشيد كرامي أول حكومة إنقاذ وطني في سني الحرب منذ عام 1975. ورغم كل الشوائب تمكّنت من تجاوز مطبّات وأخطار كبيرة. عندما تعذّر اجتماعها في قصر بعبدا لأسباب شتى، ليس أقلّها التدخّل السوري في شؤوننا اللبنانية ومنع اللبنانيين من التلاقي، عوّضت اجتماعاتها تلك بالمراسيم الجوّالة، وكان للرئيس الراحل رينه معوّض دور إيجابي وبنّاء في ذلك الوقت لإدارة المراسيم الجوّالة وتقريب وجهات النظر حيال توقيعها بهدف تسيير شؤون الدولة. كان لهذه المراسيم فعلها على الأرض، وصدقيتها لصدورها عن قيادات تمثل ثقلاً سياسياً مهماً أو تمثل الشارع وذات قواعد شعبية قوية، كالرئيس كميل شمعون والرئيس عادل عسيران والرئيس رشيد كرامي والرئيس سليم الحص أو كالوزراء وليد جنبلاط ونبيه برّي وجوزف سكاف وعبد الله الراسي، عند استشهاد الرئيس كرامي ـ وكان اغتياله آنذاك بمثابة زلزال يضرب البلاد ـ تجاوزت الحكومة والبلد قطوعاً خطيراً عندما ترأس الرئيس سليم الحص الحكومة خلفاً للرئيس كرامي. حمت الاستقرار وضبط النفس والمؤسسات الرسمية التي ظلّت تعمل بانتظام. حققت حكومة الإنقاذ قسطاً كبيراً من كل ذلك حتى نهاية ولايتي. كانت القرارات التي كنا نتخذها على طاولة مجلس الوزراء، ثم المراسيم الجوّالة بعدما فرضت سوريا مقاطعة رئيس الجمهورية، تطبّق على الأرض بلا عوائق لكونها صادرة عن قيادات مؤثرة على الأرض، ومسؤولة عن قراراتها، وقادرة على فرض تطبيقها، في حين أن حكومة التكنوقراط عندما تجرأت على اتخاذ قرارات لم تكن لديها القدرة على تنفيذها".

وكيف يُقوّم تجربة حكومة التكنوقراط التي شهدتها المرحلة الأولى من عهده، يقول الرئيس السابق للجمهورية: "كانت حكومة انتقالية لفترة وجيزة تعطّل دورها عند أول انتكاسة. كان من الممكن أن تنجح نجاحاَ كاملاً لولا تقاطع المخططين السوري والإسرائيلي لتعطيل الكيان اللبناني برمته، ووطأة الاستحقاقات الداخلية والخارجية عليها. ورغم الضغوط السورية، العسكرية والسياسية، تمكّنت حكومة الإنقاذ في ما بعد، على علاتها، من المحافظة على حدّ أدنى من الصدقية للدولة. في ظلّ الخلافات الداخلية ظلّ رئيس الدولة يُستقبل في عواصم العالم وأوروبا وفي أميركا بهذه الصفة، ويُنظر إلى لبنان على أنه دولة مستقلة ذات شرعية مستمرة، وصاحبة مؤسسات تعمل. طبعاً كان العرب والغرب يعرفان مقدار خلافاتنا وانقساماتنا، لكنهما كانا يعرفان أكثر وطأة النفوذ والتدخّل السوري وتقاطعه مع التواطؤ الإسرائيلي. كان الخارج يُفاجأ أحياناً بمدى التطابق في الرأي بيني وبين الرئيس كرامي، ثم الرئيس الحص، في القضايا المصيرية والمهمة للبنان، على وفرة خلافات أفرقاء الحكومة من المسائل الداخلية، بل إن أهم ما حققناه في تلك المرحلة كان اتفاقنا عام 1987 على موقف موحّد وقوي للبنان من المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، الذي طُرح في ذلك الحين. تقدّمت أنا والرئيس كرامي ـ وكان وزيراً للخارجية أيضاً ـ بمذكرة مشتركة للأمم المتحدة. كان على لبنان أن يقول موقفه من المشاركة في المؤتمر الدولي، ودوره فيه في نطاق الصراع العربي ـــ الإسرائيلي".

يُلاحظ الجميّل كذلك أن الحكومة السياسية في الظروف الراهنة "ضرورة وطنية من أجل ان يبقى لبنان كياناً محاوراً للعرب والغرب. أعتقد أن علينا أن ننظر في النصف المليء من الكأس، لا النصف الفارغ عندما نقرّر مواجهة الاستحقاقات. في عهدي كان أكثر من نصف الكأس مليئاً في حكومة الإنقاذ الوطني. ورغم كل سيئات حكومة الإنقاذ، تظلّ حسناتها تفوقها. كل ذلك يجعلني واثقاً من جدوى اللجوء إلى هذا الخيار". يُصرّ على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وإن في ظلّ القانون النافذ حالياً، ويضع موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في سياق احترام المواعيد الدستورية للاستحقاقات. يقول: "لم يقل البطريرك أي قانون يريد، وليس لديه قانون محدّد، ويتمسّك بالمواعيد الدستورية واحترامها. أما الباقي، فهو مسؤولية القيادات السياسية، وهي متعدّدة الطرف. هناك الحكومة والقادة الذين يماطلون في إقرار قانون جديد. لذلك كان موقف حزب الكتائب إعطاء قانون الانتخاب أولوية قصوى من الآن حتى موعد الانتخابات. سنحضر كل جلسة لمجلس النواب بندها الوحيد قانون الانتخاب، منعاً لفرض قانون 2008 على اللبنانيين في الانتخابات المقبلة. وإلا لا حول ولا قوة. بالنسبة إلينا مواعيد الاستحقاقات فوق كل اعتبار، سواء كانت نيابية أو رئاسية، والخروج عليها يمثل خطراً على ديمومة المؤسسات الدستورية والاستقرار السياسي والصدقية الدولية للبنان. لا يعقل أن الدول التي لم تذهب عقوداً طويلة إلى الانتخابات باتت اليوم على خط الديموقراطية، بينما لبنان ـــ وكان قدوة ديموقراطية ـــ يتراجع الآن ويفوّت على نفسه استحقاقات بمثل هذه الأهمية".

وهل يوافق على إجراء الانتخابات في ظلّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بينما يقاطعها حلفاؤه، يجيب الجميّل: "تنظيم الانتخابات تدبير إجرائي تقوم به الإدارة الحكومية، أي وزارة الداخلية، بالتعاون مع الأجهزة المختصة، وليس قراراً سياسياً استنسابياً للحكومة. هذه الآلية تنطلق تلقائياً عند أوان الاستحقاق في معزل عن أي قرار حكومي".

وحينما يُقال له هل رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط كان على حقّ عندما أصر على قانون 2008، يُجيب الجميّل: "ليست أول مرة يكون فيها وليد بك بيضة القبّان سلباً أو إيجاباً".

المصدر: الأخبار

 

كتلة جنبلاط تفاتح "٨ آذار" بقانون انتخابي جديد و ربما التحالف

الكلمو اولاين/خلال مؤتمره الصحافي الأخير، تجنّب وليد جنبلاط الردّ على أي سؤال يتّصل بالانتخابات النيابية المقبلة. لا قال كلمته من القانون الانتخابي، ولا من التحالفات ولا من موعد الاستحقاق.

لم يكن هروب الزعيم الدرزي من مواجهة هذه المحطة، خوفاً من زركه في خانة موقف لا يريده لنفسه، بل لأنه مدرك في قرارة نفسه، أن خارطة طريق الاستحقاق النيابي، غامضة، وشائكة، ولا يمكن التكهن بمصيرها منذ اليوم. وإلا ما الذي يفسر الإرباك الحاصل على الساحة المحلية؟ اسألوا وزير الداخلية مروان شربل عن بورصة مواقفه "المتقلبة" بين امكانية تأجيل تقني للاستحقاق وبين إصراره على دعوة الهيئات الناخبة في موعدها... ولكم الإجابة!

تكفي جردة بسيطة للمواقف اللبنانية، موالية ومعارضة، وحتى تلك الوسطية، لقطع الشك باليقين، والتأكد أنّ معظم اللاعبين، عيونهم مغمضة، وغير قادرين على تلمس طريق الانتخابات: هل ستجري في مواعيدها؟ ما هو القانون الذي سيحكمها؟ واستطراداً، من يجرؤ على اتخاذ قرار التأجيل؟  ولكن هناك من يقول إنّ ثمة ورقة مستورة ينام عليها البيك الدرزي. البعض يعتقد أن سيد المختارة يحسبها على طريقته البراغماتية: الخسارة ممنوعة مهما كلّف الأمر، ولا بدّ بالتالي من تحصين البيت الجنبلاطي بكلّ وسائل الحماية كي تمر العاصفة بأقل الأضرار الممكنة. كل الرسائل المشفرة التي أطلقت من المختارة، تشي بأنّ زعيمها، مصرّ على موقعه "الوسطي": لا يريد أن يضع "حزب الله" في ظهره وأن يحيله إلى صفّ الخصومة من جديد، ولا يعينه في المقابل أن يعّوم قوى 14 آّذار من جديد... سببان رئسيان يشغلان جرس الإنذار الجنبلاطي: الأزمة السورية التي دخلت باعترافه نفقاً مظلماً قد لا تخرج منه في وقت قريب، والخوف على السلم الأهلي اللبناني، في حال اختلال الميزان الداخلي لصالح فريق دون آخر. يعلم جيداً، أنّ رهان القوى اللبنانية على استثمار الأزمة السورية لن يجلب إلا الويلات. ولكن لسياسة النأي بالنفس، التي يعتمدها "أبو تيمور" سلبياتها. صحيح أّنها تبعده عن نيران الاشتباك الداخلي، لكنها في المقابل تزيد من المسافة الفاصلة بينه وبين حلفائه السابقين في 14 آّذار، الأمر الذي يتجنّبه، لأنه يترك خطاً للرجعة. فاحتمال التحالف مع المعارضة قائم، وقد يكون منفذه الأخير... ولكن هذا لا يعني أبداً أنّ الرجل شطب كل سيناريوهات التفاهم مع قوى الثامن من آذار. وفي هذا السياق، تتحدث معلومات مفادها أنّ "جبهة النضال الوطني" فاتحت، وللمرة الأولى شركاءها في الحكومة، وتحديداً "حزب الله" بحديث عن قانون انتخابي بديل لـ"قانون الستين" الذي يفترض خضوعه لتعديل دستوري، يتناول مسألة مشاركة المغتربين، ما يعني مروره حكماً بمشرحة البرلمان. وعلى هذا الأساس، تعتبر "جبهة النضال" أنّه لا مانع من مناقشة أفكار بديلة للقانون الحالي، شرط أن تشكل مخرجاً لعنق الزجاجة الذي بلغه الوضع اللبناني. ومن هنا أيضاً، إصرار وليد جنبلاط على إجراء الانتخابات في موعدها، لا سيما أنّ المجتمع الدولي، والأوروبي تحديداً، يرفض القفز فوق المواعيد الدستورية مهما كانت الأسباب، ولا يمكنه المسايرة في هذا الشأن، بمعزل عن كلّ الاعتبارات التي قد تُعدّد. ولهذا أيضاً صحّح البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أولوياته، محيلاً أولوية إجراء الانتخابات، ولو على حساب تعديل القانون، إلى المرتبة الأولى. وعلى هذا الأساس، هناك من يقول إنّ احتمال خوض وليد جنبلاط الاستحقاق النيابي إلى جانب قوى الثامن من آذار، لم يعد ضرباً من ضروب الخيال. السيناريوهات التنفيذية صارت على طاولة النقاش الضيق. التفاهم مع ميشال عون سيريحه من "شوكة" الصوت السني العالقة في حلقه في إقليم الخروب، وسيثبت زعامته في الجبل بمعزل عن سعد الحريري. فيما مقعده البقاعي سيقى محفوظاً إذا ركب قطار التحالف مع قوى الثامن من آذار.

 

مجدلاني: لن تشارك في أي جلسة للجان النيابية اذا كانت الحكومة مشاركة فيها

 اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عاطف مجدلاني "أن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لمقرر لجنة الادارة والعدل لعقد جلسة للجنة يجعل منه فريقا في الازمة السياسية"، لافتا الى أن "قوى "14آذار" "تطالب بري بعدم السماح لأحد باخذه الى مكان لا يريده". مجدلاني وفي حديث تلفزيوني، أشار الى أن قوى"14 آذار" لن تشارك في أي جلسة للجان النيابية لمناقشة ودراسة قانون الانتخاب اذا كانت الحكومة مشاركة فيها". وعبر عن احترام واعتزاز قوى "14آذار" لبري، مطالبا "ايه بأن يكون رئيس للمجلس خارج الاصطفاف السياسي لأنه لديه القدرة على الحفاظ على المجلس".

 

أفعال "حزب الله" و"حركة أمل" في السفارات.. وشربل يعرقل انتخاب المغترب!

خالد موسى/موقع 14 آذار

يراقب المغترب اللبناني المقيم خارج البلاد عن كثب ما ستؤول اليه الأوضاع في البلاد، خصوصاً السجال الدائر بشأن قانون الانتخاب ومصير المغتربين فيه. ويتطلع المغترب الى حقه في المشاركة بهذه الانتخابات التي ستحدد مصير لبنان في المرحلة المقبلة. اذ لا يمكن ابداً للدولة اللبنانية تجاهل هذا الحق الذي يعني عدد كبير من المغتربين اللبنانين الموجودين في بلاد الاغتراب والذين يشكلون "سفراء "لبنان في الخارج، بعدما تقاعس وزير خارجيتهم عن القيام بمهامه المنوطة به وأصبح " المتحدث الرسمي والسفير الخاص للنظام السوري" في الخارج.

هذا الحق الذي اقر عام 2008، وحمل المادة رقم 104 من القانون 25 المنظم للانتخابات النيابية حق المغتربين في المشاركة في انتخابات العام 2013. ولكن وللأسف يتم عرقلة احقاق هذا الحق من قبل بعض الموظفين المأجورين لـ"حزب الله" وـ"حركة أمل" في السفارات اللبنانية في الخارج، حيث يقومون بتخويف الناس ومضايقتهم اثناء عملية التسجيل الحاصلة في السفارات من اجل احصاء عدد المغتربين الذين يحق لهم التصويت في الخارج، ظناً منهم ان قيامهم بذلك سيمنع المغتربين من التصويت في الانتخابات النيابية القادمة.

اندراوس: "حزب الله" وعون لا يريدان حصول الانتخابات في موعدها!

في هذا السياق، اعتبر نائب رئيس تيار "المستقبل" لشؤون الاغتراب النائب السابق انطوان اندراوس في حديث خاص لـ"موقع 14 آذار"، أن " موضوع انتخاب المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة يتم عرقلته، وآخر هذا التصرف كان اصدار وزير الداخلية والبلديات مروان شربل مذكرة دعا فيها المغتربين الذين يريدون التسجيل في السفارات للمشاركة في الانتخابات أن يكون لديهم جواز سفر و اخراج قيد وبطاقة هوية، يعني لا يوجد عرقلة اكثر من ذلك". وأضاف :" أصلاً المغترب الذي يقيم منذ فترة طويلة في اميركا من المفترض أن يكون معه هوية أو اخراج قيد ولكن هناك الكثير أصبحوا مجنسين ولا يحملون جوازات سفر لبنانية، وربما لا يحملون معهم بطاقة هوية، لأن هناك أناس لم يصدروا بطاقات هوية، وفي حال أردنا أن نصدر له اخراج قيد يجب ان يكون هناك مختار، لذلك لا يوجد عرقلة أكثر من ذلك"، أضاف: "طالبنا منذ البداية انه يجب أن يكون مع المغترب إما هوية أو اخراج قيد ووليس ضرورياً أن يحمل جواز سفر، وهذه آخر عرقلة تدخل الى الخط والهدف منها منع المغتربين من التصويت في الانتخابات القادمة". وبشأن التحضيرات التي تتم لتمكن المغتربين من التصويت في الانتخابات النيابية المقبلة، شدد اندراوس على أن "التحضيرات بدأت منذ فترة طويلة ونحن كنا قد طالبنا المغتربين بضرورة الذهاب والتسجيل في السفارات ولكن المغترب غير مقتنع بالموضوع وبالفكرة، ولم يذهب للتسجيل في السفارات لأن هناك مضيقات وخوفاً من قبل المغتربين جراء موظفو السفارات، خصوصاً في السفارات التي يعمل بها موظفون من "حركة أمل" و"حزب الله"، ويقولوا لهم لا تسجلو لأنه في حال سجلتم سيذهب منكم حق التصويت في حال قيامكم بالتصويت في الخارج، ويعني ذلك ان الموظفين وغيرهم يقومون باعطاء المغتربين الححج لعدم التسجيل وهم يعتبرون ان في نهاية الأمر الناس لن تسجل في الخارج وبالتالي ستقوم التيارات والأحزاب بالاتيان بالمغتربين الى لبنان ودفع مبالغ طائلة من اجل ذلك".

وبشأن حصول الانتخابات النيابية في موعدها أو ستتأجل الى موعد آخر، رأى اندراوس أنه " من الواضح أن أجواء شربل وحتى أجواء "حزب الله" بدأت بالتحدث حول اذا ستجرى الانتخابات وفق قانون الستين لن يكون هناك انتخابات، حتى النائب ميشال عون تحدث عن ذلك وهذا يدل على أن خليفة "حزب الله" والنائب عون تدل على أنهما لا يريدان ان يكون هناك انتخابات نيابية في موعدها المحدد".

وعن تقيميه لعمل وزير الخارجية عدنان منصور، اعتبر اندرواس انه " لا يوجد وزير خارجية لبناني، بل هناك وزير خارجية سوري في لبنان وهو يدير الدفة ويفعل كل ما يستطيع لعرقلة موضوع انتخاب المغتربين"، متأسفاً على" المذكرة التي صدرت من قبل وزير الداخلية الذي لدينا ملء الثقة به وهذه المذكرة صدرت اما بتعليمات اعطيت له أو أنه قام بها من دون وعي، لأن هذه المذكرة لا تسمح بانتخاب المغتربين ومشاركتهم من الخارج، وهي عكس ارادة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يقوم بمسعى جدي لإشراك المغتربين في الانتخابات النيابية القادمة".

 

الأسير: نصرالله يريد قتلي كما قَتَل الحريري والحسن

علي الحسيني/جريدة الجمهورية

بعد اشتباك حي التعمير المسلّح بين أنصار الشيخ أحمد الأسير من جهة و«حزب الله» من جهة أخرى، على خلفية شعارات مذهبية رُفعت في صيدا، دخل إمام مسجد بلال بن رباح مرحلة صمت أو «ترقب»، كما أحبّ تسميتها، في انتظار بلورة التطورات السياسية والأمنية تحسّباً للمرحلة المقبلة، مرحلة «تعد بالكثير من المفاجآت الداخلية والخارجية»، بحسب قوله لـ«الجمهورية».

«دفنت شهداءنا في ملكهم»

يعود الأسير في بداية حديثه إلى لحظة ما بعد الاشتباك المسلّح بيومَين، فيقول: "لقد تعمّدنا في ذلك الوقت أن نعضّ على الجراح، لأننا متأكدون أنّ الساحة مليئة بالكذب.

وما أردته خلال تلك الفترة وخصوصاً بعد الدماء التي سقطت، أن أكتشف مدى الكذب الذي يتمتع به بعضهم، وللأسف صدقت رؤيتي"، لافتاً إلى أن "إعلانه عن فتح باب للتشاور في موضوع "كتائب المقاومة" التي ينوي إنشاءها ما زال قائماً، وأنا أعطي نفسي مزيداً من الوقت، فلا أريد التسرّع قبل استكمال المشاورات".

يصف الأسير "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله، بأنهم "خصوم سياسيون في نظري، لكنهم في المقابل يعتبرونني عدواً لهم"، ويقول: "صوتي يزعج نصرالله ويقلقه لأنه لم يرَ جانباً سهلاً أو طرياً من قبلي"، مؤكّداً أنّ "حمايتي الشخصية هي مسؤولية الدولة، لكن في حال عجزت عن قيامها بذلك، فعندها لكل حادث حديث. تصوّر أنّ بعضهم في الطائفة السنية يسألون كيف أن أحمد الأسير لم يزل على قيد الحياة حتى الآن؟" ويؤكد أنّ "نصرالله يريد قتلي للسبب نفسه الذي قتل من أجله الرئيس الشهيد رفيق الحريري واللواء الشهيد وسام الحسن ورجالات آخرين من لبنان، وهو الهيمنة التي ينتهجها نصرالله وحزبه، والتي تجعله يرتكب كل المحارم. فإما أن يعود نصرالله إلى عقله وضميره، وإما أن ينتفض اللبنانيون من كل الأطياف لأنّ الوضع الحالي لن يستمر على الإطلاق. ضجنا صبراً وألماً".

وينفي الأسير أن يكون وزير الداخلية مروان شربل "قد أسرّ إليه بأنه لن يتمكن من حمايته في حال قرّر "حزب الله" قتله"، جازماً بأنه لم يطلب حماية أحد، "فعمري في يد الله وليس في يد حسن نصرالله".

يتردّد في أوساط "حزب الله" أن "الأسير لم يكن يتصوّر أن تصل الأمور معنا إلى حدّ استعمال السلاح، لكن بعدما سقط له قتلى، أدرك أنّ الأمر جديّ وليس مزاحاً، وهو اليوم أصبح يعدّ حتى العشرة قبل الإقدام على أي خطوة". هنا يرد الأسير: "كنت أتوقّع أن أقتل بين اللحظة والأخرى، وهذا أمر لا يغيب عن بالي منذ أن قرّرت رفع صوتي في وجه الظلم، لكن ما لم أتوقعه هو أن يعمدوا إلى قتلي في هذه المرحلة. فنصرالله رجل ذكي جداً، وقتلي على يد شبّيحته وأنصاره سيجعله يخسر في أكثر من موقع، لكن لعلّ سرعة زوال النظام السوري وتهاويه قد دفعاه إلى اتخاذ قرار بتصفيتي".

ويرى الأسير أنّ "المشكلة مع "حزب الله" هي الخديعة التي انطوت علينا جميعاً كلبنانيين، تحت عنوان المقاومة التي استعملها هو والإيراني حصان طروادة لنشر مشروع "الخميني" في المنطقة، في ظل صمت الدول العربية. وما يقال عن دعم قطري لي عبر الفنان فضل شاكر كذب وافتراء وعار من الصحة، لأنّ فضل شاكر، كما غيره، هو من المناصرين لقضيتنا"، نافياً أي علاقة تجمعه بتيار "المستقبل"، "الذي لم يوقف تعدياته ضدنا ولم يوفّر مناسبة وإلا وتهجم علينا فيها".

ويتطرق الأسير إلى المذكّرات القضائية التي صدرت في حقّ 13 شخصاً بينهم 9 من أنصاره، فيقول: "طالبت بالعدل والعدالة فأجابوني على هذا الشكل. هذه الأمور سأتطرّق إليها في اعتصام الأحد الذي دعونا إليه تحت عنوان "كفى استخفافاً بكرامتنا". كرامة من؟ "كرامة اللبنانيين عموماً وأهل السنّة خصوصا"، ويضيف: "لقد دفنت شهداءنا في ملك هو للعموم، وهؤلاء الشهداء هم من العموم، ودفنهم في دوار الكرامة في ساحة الاعتصام جاء لأنهم أول شهداء يسقطون لنا تحت عنوان "انتفاضة الكرامة"، وأردت أن أرسّخ معنى هذه الشهادة". أما بالنسبة إلى ما يحكى عن دعم عضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر لثوار سوريا، فهو في نظر الأسير غير صحيح، فـ"أنا أعرف جماعة "المستقبل" جيداً وهم أبعد ما يكونون عن دعم الثورة بالسلاح.

ويبقى العلم عند الله"، منبّهاً إلى "تموضع جديد لـ"حزب الله" في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يبدو أنه انتهى، ومن يواجه اليوم في سوريا هو الإيراني و"حزب الله"، وذلك وفق معطيات مؤكدة". ويختم الأسير حديثه واعداً بموقف لافت خلال اعتصام الغد "سيكون حاسماً وحازماً".

 

إثارة احتمال التمديد للمجلس كشف عن ورقة في غير أوانها وموقف الراعي يُحرجه بعد سقف مرتفع من قانون الستين

روزانا بومنصف/النهار

كشفت خلال الاسبوع الماضي ورقتان في غير توقيتهما كان ينبغي ان تبقيا بعيداً من التداول أقله في المرحلة الراهنة وحتى بلورة بعض المواقف على نحو أثار انزعاج مراجع رسمية اضطرت الى خوض مسار طويل من التوضيحات. الورقة الاولى تمثلت بما اعلنه وزير الداخلية مروان شربل من الفاتيكان عن احتمال التمديد لمجلس النواب على نحو اضطر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان  الى توضيح المقصود بهذا الكلام وأبعاده من خلال الاشارة الى تمديد تقني محدود لا يمكن اعتباره تمديداً فعلياً على رغم ان هذا التمديد لا يجوز وفق خبراء قانونيين، أبرزهم النائب السابق حسن الرفاعي لا لشهر ولا لشهرين ولا حتى ليوم واحد وكذلك بالنسبة الى نقابة المحامين في بيروت التي التقت مع الرفاعي على هذه النقطة ايضاً. فيما اعتبر سياسيون كثر ان الوزير شربل احرج اركان الدولة بهذا الاعلان الذي استدرج جملة توضيحات وتأكيدات ان الانتخابات ستجرى في مواعيدها، مثلما يحرج الوزير شربل الدولة بالمقاربة التي يعتمدها  لحل الاشكالات الامنية التي حصلت في طرابلس قبل بعض الوقت او تلك التي حصلت في صيدا مع الشيخ احمد الاسير او تلك التي حصلت مع آل المقداد قبل أيام، نظراً الى اقتناع انه يحيي المعالجات على الطريقة العشائرية على حساب دور الدولة وقواها الامنية. وقد  فتح الباب عبر كلامه عن التمديد جدلاً داخلياً وقانونياً كانت السلطات في غنى عنه ما لم تضطر الى مواجهته مباشرة حين تصل الى هذا الاستحقاق.

والورقة الثانية تستند الى ما أعلنه البطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي غداة عودته من الفاتيكان وتسلمه الشارات الكاردينالية من ان الانتخابات يجب ان تجرى في موعدها حتى ولو  على  أساس قانون الستين باعتبار ان بين خيار عدم اجراء الانتخابات او اجرائها على اساس قانون الستين التي اعلنت بكركي رفضها الكلي له فان الخيار الثاني يظل أقل سوءاً بالنسبة الى لبنان. وقد اعتبرت  المصادر المعنية موقف البطريرك سابقاً لأوانه، نظراً الى ان الامر سيعيد فتح ابواب مغلقة وسط مساعي افرقاء الى المزايدة ورفع السقوف مجددا على غير ما قد تكون عليه الحال لو ان الأمر كشف بعد حين، لأن الجميع سيجد نفسه امام الامر الواقع. علماً أن هذه المصادر تدرج كلام البطريرك في اطار عاملين مهمين: الاول اطلاقه هذا الموقف على اثر عودته من الفاتيكان وما يكتسبه هذا الموقف من بعد بعيداً من التجاذبات الداخلية بين الافرقاء المسيحيين، وبين هؤلاء والافرقاء الآخرين. والاخر هو ترجمة النصيحة الدولية التي تقدمها عواصم الدول الغربية التي تهتم بلبنان من وجوب اجراء الانتخابات وعدم التوقف عند شروط يمكن ان تمنع اجراءها من بينها تلك التي وضعتها بكركي نفسها حول عدم جواز العودة الى قانون الستين تحت اي ظرف لئلا يصنف لبنان دولة فاشلة كون تأجيل الانتخاب سيحصل لأسباب خلافية سياسية وليس لأسباب قسرية، في الوقت الذي يجهد لبنان وتحاول حكومته تبرير بقائها بقدرتها على المحافظة على الاستقرار وتثبيته مما ينفي أقله حتى الآن الظروف المبررة او الأسباب  التخفيفية للتبشير مسبقاً بتأجيل الانتخابات او التذرع بعدم التوافق على قانون جديد للانتخابات، علماً ان هناك قانوناً يفترض العمل به في غياب الاتفاق او اقرار البديل أكان ذلك مزعجاً للبعض او لا يتوافق ومصالحه الحالية التي تبدلت عن ظروف الانتخابات عام 2008. وتركيز البطريرك على ضرورة اجراء الانتخابات حتى ولو على أساس قانون الستين يظهر مدى المسؤولية التي تضطلع بها بكركي في ضرورة تصويب الاتجاهات، علماً انه قد يكون  أمراً محرجاً لسيد بكركي في رأي  كثر، نظراً الى انه ذهب بعيداً في رفع السقف حول قانون الانتخاب العتيد بدلاً من ان يترك للقوى السياسية المارونية ان تضطلع بهذا الدور من دون التورط مباشرة في موقف تعين عليه التراجع عنه او القبول بما هو متاح في فترة أشهر قليلة، الامر الذي لا ينبغي على بكركي توريط نفسها فيه وفق ما يرى مسؤولون كثر في الطائفة المارونية والطوائف الاخرى على حد سواء.

تقول مصادر معنية ان الانتخابات يجب ان تجرى في موعدها وهي ستجرى في موعدها ما خلا التأجيل التقني المحتمل الذي اشار اليه رئيس الجمهورية والذي لا يرغب المسؤولون في ادراجه تحت عنوان التأجيل او التمديد لمجلس النواب، لأنه يفسح المجال امام تكهنات عدة. وأهمية اجراء الانتخابات في موعدها - علماً ان هذا الأمر لا ينبغي تبريره، كما لو انه يحتاج الى ذلك ، كما تقول المصادر المعنية - تكمن في كونها ضماناً لعدم تسهيل الفتنة أولاً لأن الانتخابات تمنع تحصن كل فريق وراء ادعاءات بامتلاك الشعبية الاكبر، خصوصاً بعدما جرى  الانقلاب على اكثرية 14 آذار من 8 آذار وتسقط بعض الاوهام في هذا الاطار.  ثم لأنه من غير الطبيعي ان تذهب دول العالم العربي الى ممارسة ما يتمتع به لبنان أصلاً فيما هو يمتنع عن القيام به اي الانتخابات. وهناك أسباب قسرية لعدم اجرائها في موعدها وفق ما تلتقي على تحديده مصادر سياسية وأخرى غير سياسية. وهذه الاسباب القسرية قد تكون في الثورات او الحروب التي تمنع اجراء الانتخابات في حين يعتبر البعض ان الوضع في لبنان قد يخشى عليه في هذه الحال، اما من تفجير او اغتيال كبير على غرار اغتيال اللواء وسام الحسن او ما ماثله في السابق، او اي حدث داخلي بالأهمية نفسها، واما من حدث كبير جداً في دمشق مثلاً يحصل تزامنا مع موعد الانتخابات. اما انتظار مآل التطورات السورية فلم يعد مفيداً ولا جائزاً، خصوصاً ان  ما تذهب اليه الازمة السورية قد اتضح على نحو كبير بحيث لا يمكن الرهان على مستجدات او نتائج هذه الازمة. ويستدل على ذلك من تراجع الكلام لدى القوى الحليفة للنظام في دمشق عن اي ادعاءات بالنصر القريب او بامكان انهاء النظام الحرب بعد أسابيع او أشهر مثلما كان يحصل قبل بعض الوقت، خصوصاً أن جملة معطيات برزت على الارض لم تعد تسمح بذلك ولا تسمح بالرهان على إمكان استعادة النظام قدرته للحكم، بل ثمة أمر بات محسوماً يتصل بانتهاء النظام بغض النظر عن الموقع الذي سيصبح فيه الرئيس السوري بشار الاسد، وتالياً فان لهذا الاعتبار أثره ايضاً. 

 

بعد استهدافه الضباط النمساويين العاملين في الجولان باريس تحذر من "تحرش" حلفاء الأسد بقوات "يونيفيل" في لبنان

حميد غريافي/السياسة

أكد مصدر حكومي فرنسي, أن بشار الأسد وقادة نظامه "أعلنوا الحرب على العالم كله" باستهدافهم سيارة لقوات حفظ السلام الدولية في الجولان, وإصابة اثنين من ركابها من النمساويين بجروح على طريق مطار دمشق الذي لم يعد صالحا لهبوط الطائرات وإقلاعها منه بعدما بات في متناول قذائف "الجيش السوري الحر" والقوى الثورية الاخرى.

وقال المصدر لـ"السياسة": "ان "شعور الاسد باقتراب نهايته في حكم سورية حمله على القيام بضربات عشوائية لديبلوماسيين في سفارات اجنبية اضطر معظمهم لمغادرة دمشق مع عائلاتهم بعدما تلقوا تهديدات مباشرة من عصابات النظام كما تعرضوا لعمليات قصف في سفاراتهم وقنصلياتهم ومنازلهم, وبعدما كان مجرمو النظام قتلوا عددا من الصحافيين الاجانب واختطفوا آخرين, ثم تحرشوا بالدول المحيطة بسورية عندما استهدفوا قرى تركية ولبنانية واردنية ومناطق اسرائيلية في الجولان بقذائف مدفعية ادى بعضها الى مقتل عدد من المدنيين وجرح اعداد اخرى, في محاولات فشلت كلها حتى الآن لاستجرار تدخل خارجي ضد النظام يحمل دولا كروسيا وايران على انخراط ربما كان عسكريا في بعض جوانبه الى جانب النظام المتدحرج نحو الهاوية".

واعرب المصدر عن اعتقاده ان محاولة الاسد وجماعته الدموية تحويل منطقة طرطوس التي مازالت محيدة حتى الآن بسبب وجود القاعدة البحرية الروسية الوحيدة فيها في مياه المتوسط, على اثر اعلان محافظ المدينة "تحويل مطارها الزراعي الى مطار مدني بعد اقفال مطار المزة المدني الاضخم في البلاد, تؤكد ان الاسد يحاول جر الروس علنا الى الصراع العسكري المباشر في الحرب الدائرة في البلاد عن طريق اسالة لعاب "الجيش السوري الحر" والمقاتلين الثوريين "لالتهام" هذا المطار الذي يستقبل عادة طائرات عسكرية روسية محملة بمواد حربية الى جيش البعث وقواتها البحرية المرابطة فيه".

ونقل المصدر عن مسؤول في "الائتلاف السوري الوطني" المعارض الجديد تأكيده "ان اربعة او خمسة مطارات مدنية وعسكرية اخرى في حلب ودير الزور واللاذقية مازالت بأيدي القوات النظامية القمعية, هي في طريقها الى السقوط بأيدي الثوار قبل نهاية هذا العام بعدما تلقوا صواريخ مضادة للطائرات من طرازي "سام -7" الروسي و"ستنغر" الاميركي المحمولين على الكتف, ونوعين آخرين اوروبيين, بعدما بات من المتوقع بدء الولايات المتحدة توريد مثل هذه الصواريخ الارض-جوية وقذائف متطورة مضادة للدبابات والمدرعات والآليات الى القوى المعارضة السورية الموثوقة ما فتح ابواب اوروبا امام ارسال مثل هذه الامدادات الى تلك القوى".

وقال المصدر ل¯"السياسة" انه "لمجرد نشر حلف شمال الاطلسي صواريخه المضادة للصواريخ والطائرات داخل الحدود التركية مع سورية, فإن منطقة حظر جوي سترتسم في المنطقة بعمق نحو 30 كيلومترا داخل الاراضي السورية, اذ ستمتنع المقاتلات السورية وطائرات الهيلكوبتر عن الاقتراب الى داخل تلك المسافة الحدودية خشية اسقاطها بصواريخ "باتريوت" الاكثر دقة وفاعلية من اي صواريخ مماثلة لها في الترسانة الصاروخية الروسية او الايرانية او الكورية الشمالية".

وأعرب المصدر الفرنسي عن خشيته من أن "يشجع استهداف عصابات النظام السوري قوات حفظ السلام في الجولان اول من امس, على اصدار الاسد تعليماته الى عملائه في "حزب الله" وفصائل فلسطينية متطرفة اخرى في لبنان, بفتح جبهة مماثلة مع قوات "يونيفيل" الدولية في الجنوب اللبناني لنشر الفوضى في تلك المنطقة الواقعة على حدود اسرائيل من اجل تحويل انظار العالم عن الجرائم والمجازر المرتكبة ضد الشعب السوري وعمليات الدمار الهائلة والنزوح والاعتقال والاخفاء الى لبنان, كما نجحت ايران قبل اسابيع عن طريق اطلاق صواريخها من غزة على الدولة العبرية في تحويل تلك الانظار عن المأساة السورية الى جبهة القطاع التي استمرت عدة ايام وسقط بفعلها 160 قتيلا و1200 جريح فلسطيني وتدمير احياء وشوارع بكاملها".

 

حذاري يا مرسي... ثم حذار

 أشرف عبد القادر/السياسة

الحَقُّ أَبلَج وَالسُيوف عَوار  فَحَذار مِن أَسَدِ العَرينِ حَذارِ "أبو تمام"

حذاري يا دكتور مرسي ... ثم حذاري, فإن محمد بديع يلعب بالدولة كخاتم في إصبعه, وأنت تلعب بالنار, النار التي وتأكل الإخوان المسلمين, وتأكل مصر معكم بعد أن تدفعوها الى حرب أهلية, لا قدر الله ولا كان..بعد أن رضيت عنك اميركا وإسرائيل لوساطتك المشكورة, بالهدنة التي تمت بين "حماس" وإسرائيل, والتي جنبت الشعب الفلسطيني مذبحة مروعة, ظننت, وبعض الظن إثم,أن رضا أميركا وإسرائيل عنك رأس مال سياسي, وضوء أخضر يسمح لك بتنصيب نفسك, ومن ورائك الفوهرر بديع, بالمناسبة كلمة "فوهرر" التي استخدمت لهتلر تعني بالعربية "مرشد" فرعون مصر, مع الاعتذار لجميع فراعنة مصر حتى المرحوم السادات, الذي قال صادقاً:"أنا وجمال آخر فراعنة مصر".وفعلاً, فمبارك لم يكن فرعوناً, بل كان مجرد ظل فرعون, وأنت لن تكون حتى مجرد ظل فرعون, فشباب مصر كسروا حاجز الخوف ولا يخافون الموت, وسيحاربونك حتى آخر شاب ,ليمنعونك من أن تكون فرعون,أو بمعنى آخر, دمية في يد الفوهرر"بديع",الذي هو ذاته ظل ضئيل للفوهرر الحقيقي.

سيدي الرئيس

لقد أخطأت خطأ فادحاً في حق نفسك وفي حق مصر, ولم تفهم روح العصر الذي تعيش فيه, الضوء الأخضر الأميركي والإسرائيلي سيتحول إلى ضوءا أحمر,وإلى قطع للمساعدات الاقتصادية, وإلى سحب لضمانات القروض الدولية, عندما يشن عليك المجتمع المدني الأميركي والعالمي حملة شعواء ضد إستبدادك بشعب مصر. العولمة وثورة الاتصالات المصاحبة لها,لا تسمحان,بعد اليوم, لأي مستبد في أي مكان كان أن يستبد بشعبه, والمستبدون اليوم قلة قليلة, لا يتجاوز عددهم  أصابع اليد الواحدة وهم:طاغية السودان,وطاغية إيران, وطاغية كوريا الشمالية وطاغية كوبا, وهم يترنحون الآن وسيسقطون قريباً فلا تكن واحداً منهم,لأنه كما قال طرفة بن العبد:

  ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً

 ويأتيك بالأخبار من لم تزود

سيدي الرئيس

شكرتك في مقالة سابقة لموقفك السليم, ولكني وحرصاً عليك, وحرصاً على مصر ونخبها وشعبها بمسلميه وأقباطه, أوجه لك هذه الرسالة, التي قد تظنها غاضبة, والله ما هي بغاضبة, ولكنها تقول الحقيقة سافرة, فليس أمامك اليوم للخروج من المأزق الذي ورطك فيه "مكتب الإرشاد", إلا التراجع عن قرارك الأخير, وعقد مصالحة وطنية شاملة وفورية, فأنت لست رئيساً للإخوان المسلمين فقط, بل رئيس لجميع المصريين, رجالاً ونساء, مسلمين وأقباط, ليبراليين وعلمانيين وماركسيين. فإما أن تصبح عمر بشير آخر,أو علي خامنئي آخر, وعندئذ ستكون نهايتك وهلاكك أنت وجماعتك, ومع الأسف مصر أيضاً,وإما أن تكون رجب طيب اردوغان. فأردوغان: هو الديمقراطية, هو إصلاح الإسلام, فقد ألغى في دستور 2006 عقوبة الإعدام, واعترف للمسلم بالحق في تغيير دينه, أردوغان هو الثورة الاقتصادية التي رفعت معدل التنمية في تركيا من 2 في المئة إلى 8 في المئة, وشيد 337 جامعة منذ 2003 حتى 2010 , وسيضيف إليها حتى سنة 2020 خمسمئة جامعة.

ليس بالحجاب ولا بقصر الجلباب ولا بطول اللحية ستتقدم مصر وتزدهر,مشكلة مصر الأساسية اقتصادية, الشعب جائع وخزائن الدولة فارغة,وأنت بقراراتك الأخيرة منعت 50% من السياحة, وخوفت المستثمرين الأجانب من المجيء للإستثمار في مصر, وربما جمدت قروض البنك الدولي, فهل هذا ما تنتظره مصر منك ومن جماعتك?

سيدي الرئيس

اعمل لمصلحة مصر العليا وليس لمصلحة جماعة الإخوان المسلمين فقط,كن أردوغان مصر,ولم شمل جميع أبنائها ,بالمصالحة الوطنية الشاملة والفورية.

* كاتب مصري

 

الاخوانجية والسلطة

خالد عبدالعزيز السعد/السياسة

تشهد الساحات, والميادين المصرية تظاهرات مليونية غاضبة على الاعلان الدستوري الذي اتخذه الرئيس مرسي, وفيه من الصلاحيات ما يفوق التفرد في القرارات التشريعية والتنفيذية بل تعداها الى تعطيل القضاء, والمحاكم والنيابات العامة, وتحصين مجلس الشورى, وسلق دستور البلاد, والذي كتبته اغلبية من جماعة الاخوان المسلمين, ومؤيديهم فمن الطبيعي ان يحدث ذلك شرخا عميقا في المجتمع المصري, ويغضب المعارضين لهذا الاعلان الدستوري ومسودة الدستور, وحتى الخطاب الذي وجهه من التلفزيون كأنه يوجهه لجماعة الاخوان المسلمين, بينما الثوار الذين قادوا حركة التغيير في 25 يناير والذين دفعوا ثمنا غاليا لمواجهة النظام السابق ابعدوا تماما عن المشاركة في وضع الدستور او حتى ذكرهم في خطابه او اتخاذ اي قرار ينصف الطبقة الفقيرة أو حتى الاقباط, وهم من المكونات الاساسية في المجتمع المصري, فالمشهد الآن في مصر يدق نواقيس الخطر من اشتعال الساحات والميادين وتصعيد الغضب الشعبي والاحتقان الى درجة يستحيل السيطرة عليها اذا انفلتت الامور, وحدث الاصطدام بين الحركات الثورية, وحركة الاخوان المسلمين, والقوى الدينية المؤيدة لهم من الجهاديين والسلفيين والذيم لهم تاريخهم وتدريباتهم على العنف. فما قام به الرئيس مرسي من الاعلان الدستوري شق الشعب المصري بشكل عمودي وحاد بين من هم مع الاعلان الدستوري ومن هم ضده, والذين كانوا يأملون بحكم مدني ديمقراطي لا تطغى فيه قوة على أخرى واستنساخ نموذج اخر من الحكم الشمولي بطغيان الحركات الدينية من "الاخوان" ومؤيديهم وتهميش الحركات الاخرى وعزل الديانات الاخرى, فالقيادة مسووليات ورؤى ومشاريع وحالة تصالحية بين مكونات المجتمع تتخطى الرؤى الحزبية والفئوية الضيقة, والارتياب من القوى والحركات الثورية الاخرى التي فجرت ثورة 25 يناير, فالجياع لا تشبعهم اطباق الشعارات, والمشكلات المزمنة مثل الفقر والبطالة والتخلف وانعدام العدالة الاجتماعية وغياب الحريات والتنمية ومشكلات الصحة, والتعليم واهتراء العمران والبناء لدرجة وقوع الكوارث يوميا, ومصر رغم ضائقاتها المتراكمة وازماتها الاقتصادية والاجتماعية, فشعبها ليس فجا او نيئا كالعجينة الرخوة بحيث يمكن تشكيلها كل بضعة عقود, فهذا المجتمع المصري الذي يتجاوز تعداده الخمسة والثمانين مليون نسمة ويعيش على ما يقارب اربعة في المئة من مساحة بلاده, ويعاني من الامراض التقليدية التي يعاني منها العالم الثالث وله جيولوجيا طبقية, واجتماعية بالغة التعقيد, لا يمكن له ان يعبر من مرحلة سياسية الى مرحلة اخرى مضادة لها بيسر وسلامة وخصوصا اذا تم توظيف الدين سياسيا وتفردت جماعة الاخوان المسلمين ومؤيدوها بالسلطة, وأعماها هذا التفرد عن رؤية الواقع المزري, واشراك كل مكونات المجتمع المصري في التغيير وبخاصة ان مياه النيل العميقة كذبت الغطاس ورأت الملايين في الشوارع تستنكر ذلك الاستحواذ, والمحاكم تعتصم والنيابات تقاطع والاعلام يتضامن مع ثوار 25 يناير فلابد من صحوة لعبور هذه الازمة التي تفرخ ازمات على مدار الساعة, ومن مختلف الألوان والاشكال بالتخلي نهائيا عن فكرة احتكار السلطة لان اقصاء الاخر غير مأمون العواقب, واذا كانت شعارات 25 يناير تتردد الآن في الميادين مقابل شعارات اخرى مضادة لها فان المعنى الوحيد ان الازمة في تفاقم وان انفجارها وليس انفراجها هو الوشيك, وربما كان الاخوان المسلمون في الكويت يريدون من مقاطعة الانتخابات التي جرت امس ان يلتحموا باخوان مصر في العناد.

كاتب كويتي

 

الاعتراف بالائتلاف لنزع الصفة التمثيلية عن الحكومة السورية

ثريا شاهين/المستقبل

ماذا يعني الاعتراف العربي والدولي بالائتلاف الوطني السوري، وما هي انعكاسات ذلك على تطوّر الموقف في سوريا؟ خلال الأسبوعين الماضيين سجلت خطوة عربية دولية قضت بالاعتراف بهذا الائتلاف. وجاءت هذه الخطوة ضمن سلسلة من الخطوات التي تتخذ وستتخذ في إطار مسار طويل من العمل لدعم المعارضة السورية. وما يهم المجتمعين العربي والدولي، وفقاً لمصادر ديبلوماسية عربية بارزة، هو توحيد المعارضة تحت سقف واحد. وهذا مهم معنوياً وعلى الأرض. إذ جاء الاعتراف تنفيذاً لخطة طويلة المدى. وسعت بعض الدول العربية لأن يكون الاعتراف كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، ما يؤشر إلى نزع الصفة التمثيلية عن الحكومة السورية في أن تكون ممثلة الشعب. كما أن هذا الاعتراف في الوقت نفسه هو تأكيد على عدم الاعتراف به كدولة أي الاعتراف به كائتلاف وليس كحكومة. وهذا في حد ذاته ينتقص من الاعتراف بالنظام، ويفسح المجال أمام الاعتراف بحكومة تنبثق عن الائتلاف في وقت لاحق. والعرب سيتقدمون في اتجاه خطوات أخرى أكثر تصعيداً ضد النظام على المستوى السياسي. وقد يكون هناك ممثل للائتلاف لدى الجامعة العربية. والهدف الآخر للاعتراف، هو تأمين المساعدة الإنسانية والمالية، ثم التسليحية، لقلب موازين القوى. حيث إن درس التسليح لدى الدول الغربية قائم بجدية، لا سيما وأن المسألة السورية طويلة زمنياً، وحيث لا قرار دولياً بضربة عسكرية.

الدولة السورية، بحسب المصادر، ما زالت تحظى باعتراف دولي في الأمم المتحدة، وحيث تشارك سوريا بكل اللجان. والاعتراف بالائتلاف لا يعني اعترافاً به كحكومة منفى، ولم يتسلم سفراء الائتلاف أي سفارة لسوريا في الخارج، وإذا ما سمحت السلطات التي وافقت على اعتماد السفراء بتسلم هؤلاء السفارات السورية، سيكون هناك تخوف من معاملة بالمثل من السلطات السورية لسفارات هذه الدول.

لكن في المستقبل، قد يُصار إلى تسليم السفارات، للمعارضين. وهذا يتوقف على تطور الوقائع على الأرض ومدى تأثير الدعم العسكري لفرض مترتبات جديدة.

وتفيد المصادر، أن روسيا الاتحادية بالغت في موضوع دعمها للأسد، كما بالغت في المطالب التي قدمتها للغرب مقابل تغيير موقفها.

فهي قدمت مجموعة من المطالب الكبرى، أبرزها في ملفات النفط العالمي، وموضوع الشيشان، والغاز في العراق وخطر منافسته للغاز الروسي، وتخوفت من المدّ الإسلامي في سوريا.

وخلال لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، سمع العرب كلمات واعدة، لا تتعدى كونها امتصاصاً إعلامياً للنقمة. روسيا لن تغيّر موقفها، وتعتبر وفقاً لأوساط ديبلوماسية عربية، أن المسألة يحتاج فيها الغرب لموافقتها، في حين أنه لم يقدم لها شيئاً في المقابل في مرحلة ما بعد بشار الأسد. ولم يعرض عليها أي مقابل في مكان آخر. وتعتبر روسيا أن على الغرب أن يتحدث معها وهي قوة تصمد في وجهه وتضع "فيتو" في مجلس الأمن، والتخلي عن النظام مكلف كثيراً.. فهي تحتاج إلى مكتسبات كبيرة، وإلى جانبها حصة ما بعد الأسد.

الولايات المتحدة وبريطانيا يعتقدان وفقاً للأوساط، أن رأس الأسد لا يستدعي صفقة مع روسيا، فإن وضعه حالياً ليس جيداً، وأن استمرار الضغط عليه سيجعله ينهار تدريجياً. وبالتالي، ليس من حماسة أميركية لتغييره الآن.

ولا تزال واشنطن ومعها تل أبيب تهتمان لمسألة من سيخلفه. والغرب لذلك متروٍ في الموضوع، والعرب والسنّة تحديداً في سوريا هم الأكثر حماسة للتغيير. وإلا لكان الغرب سمح بالتسليح ضد قصف الطيران. والوضع في سوريا، لم يزعج أحداً إلا السوريين، أما العرب فهم بانتظار أن تحسم المعارضة الموقف على الأرض، وتركيا في غياب ضوء أخضر وقرار من "الناتو" لن تتدخل واستقرارها متوفر. وإيران طالما لا تزال تدعم الأسد فهو صامد. واشنطن تريد أن ترى الأسد قريباً من الاستسلام، لكن ليس ضرورياً أن يكون البديل محمد مرسي جديداً. وواشنطن ليست مستعدة أن تدفع ثمناً وأن تدخل في مفاوضات مع موسكو. إسرائيل تراقب تطور الأمور، وستضطر إلى القبول بواقع الحكم الجديد، وهي لا تستطيع أن تؤثر في مجرى الأحداث في سوريا.

وتؤكد الأوساط، إن إعادة إعمار سوريا تحتاج إلى 10 سنوات هذا إذا توقفت المعارك الآن.

 

عون من عكار: اختصار الوطن بدوائر صغيرة وفردية يفككه الطريقة الوحيدة لضرب الإستقرار هي بتدخل عسكري خارجي

وطنية - شدد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، على أنه "لا يمكن تسمية عكار ب الأطراف، ولا يمكن النأي بالنفس عن الأحداث التي تدور فيها لأنها في قلب لبنان النابض"، مشيرا إلى "أن الحكام في لبنان قسموه جغرافيا وفقا لدوائرهم الإنتخابية الصغيرة، وبقدر ما تكون الدائرة صغيرة، يصغر الوطن". وكرر تأييده لقانون إنتخابي يقوم على أساس لبنان دائرة واحدة مع اعتماد النسبية.

وإذ أثنى على العيش المشترك الذي تميزت به منطقة عكار، شدد على أن الأمن "ممسوك في عكار، بغض النظر عن التصريحات التي تصدر عن بعض السياسيين"، ورأى "أن الفارق بين موازين القوى الداخلية يحافظ على الإستقرار على كامل الأراضي اللبنانية"، وأن "الطريقة الوحيدة لضرب هذا الإستقرار هي بتدخل عسكري خارجي".

كلام عون جاء خلال مأدبة غداء لهيئة قضاء عكار في "التيار الوطني الحر" في "بيبلوس بالاس" في جبيل، حيث قال: "لا يمكنني أن أكون وإياكم وأن أتمكن من إخفاء عاطفتي وانفعالي. عكار بالنسبة لي أكثر من منطقة جغرافية في شمال لبنان، عكار هي جيش التضحيات الذي مات في سبيل لبنان. كان ولا يزال، كان ولا يزال بقربي، لأن من يحرسني اليوم طبعا هم، بالقسم الأكبر منهم، جنود كانوا معي من عكار. رافقت عكار منذ أن صار عندي مسؤولية قيادة؛ سواء من آمر فصيلة حتى قيادة الجيش".

أضاف: "لم يمر يوم من دون عناصر من عكار في الوحدة القتالية التي قدتها أنا. إذا عكار ليست قطعة أرض فقط، بل هي قطعة منا، عشنا فيها وعاشت فينا ولا تزال. لذلك الكلام عنها وتسميتها من قبل بعض الجاهلين لها بالأطراف غير مقبول، وهنا لا أهين أحدا لأن من لا يعرف عكار، لا يعرف أنها من قلب لبنان النابض وليست من الأطراف، وأقول ذلك لأنهم يتكلمون كثيرا في لبنان عن الأطراف. لبنان كله 200 كلم مربع في أطول بعد فيه. لا أطراف في لبنان، لبنان كله قلب واحد، فهناك مداخل شمالية، وهناك مداخل غربية، وهناك مداخل شرقية، وهناك مداخل جنوبية، لكن ليس هناك من أطراف؛ أنتم كلكم من القلب".

تابع: "مع الأسف، لا نظرة شمولية عند من حكموا لبنان. لا يرون المواطن إلا من خلال دائرتهم الصغيرة، وكلما صغرت الدائرة، كلما صغر الوطن. الوطن الآن أوطان، نحن الآن بين نهر ابراهيم وجسر المدفون. عندما نجتاز جنوبا نهر ابراهيم نصبح بينه وبين نهر الكلب، وعندما نجتاز نهر الكلب يصبح الوطن بين نهر الكلب ونهر بيروت، لأن هذه الدائرة الإنتخابية تعزل لبنان عن بعضه البعض. كنت أتمنى أن يكون لبنان دائرة واحدة ودافعت عن هذه الفكرة، ولكن الفكر الضيق وعدم الرؤيا دفعا بأصحابهما تصغيره إلى حجم الدائرة الفردية، أي أن يكون لدينا 128 حزبا، فيما كل بلدان العالم اليوم تتجه نحو التكتلات النيابية لتكون أكثر تأثيرا. عندما يكون نائب عكار أحد نواب لبنان الفعليين لأنه منتخب من الحدود الجنوبية إلى الحدود الشمالية، والعكس أيضا، عندما يكون نائب من الحدود الجنوبية هو أيضا نائب عن عكار، عندها يصبح لبنان وطنا. صور ليست خارج لبنان، ولا حلبا خارج لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة لشدرا ورميش. يجب أن تحصل كل هذه المناطق على نفس القدر من "المعزة".

وقال: "اختصار الوطن بدوائر صغيرة ودوائر فردية يفككه، ولذلك يجب أن يكون الوطن في ذهننا هو كل سنتيمتر إن كان على الحدود الشرقية أو الجنوبية أو الشمالية أو الغربية. أما عكار فقد كانت نموذجا في العيش المشترك في أيام الأحداث الدامية، فعلى الرغم من أنها تعرضت كغيرها من المناطق، لم تفقد أبدا العيش المشترك بين قراها، وبين سكانها، وبين طوائفها، وبين بعضها البعض، ونحن كنا نشجع دائما على طريقة الحياة هذه وننبه ألا تعكر، وكل من خدموا معنا في الجيش يعرفون ذلك، وأول ما قمنا به، عندما أتيحت لنا الفرصة بعد عودتنا من المنفى، كان توسيع رقعة التفاهم بين عكار والجوار، وأعتقد أن القسم الأكبر من الموجودين هنا ساهم باللقاء بين البقاع وعكار حيث تم فض مشكلة كبيرة، كان قد مر عليها فترة طويلة، في بلدة القموعة".

تابع: "لم أقم بزيارة عكار بسبب المشكلة الأمنية فقط، فالمشكلة الأمنية أستطيع تخطيها، ولكن تجولي فيها سيكون محدودا جدا بسبب الظروف الراهنة. وإذا لم أذهب لأتجول وأزور الجميع لا أكون قد قمت بالزيارة التي أحب، لأنه وكما تعلمون إذا كانت الأقضية لا تمثل لبنان ككل، فمن المؤكد أيضا أن رقعة صغيرة لا تمثل عكار بأكملها. وعكار هي دائما في فكرنا خصوصا في الأيام الصعبة".

أضاف عون: "في عشاء لهيئة قضاء كسروان، ذكرنا رئيس حكومتنا - ولا أقول ذلك من باب المعارضة وغير المعارضة - لقد قلنا يومها بصوت عال كي نذكر الجميع بأن عكار وطرابلس هما من لبنان؛ فنحن نستطيع أن ننأى بأنفسنا عما يحصل في سوريا، إلا أننا لا نستطيع أن ننأى بأنفسنا عن عكار وعن طرابلس. وفي الخامس من أيار أيضا، عندما أقام التيار الوطني الحر احتفالا بمناسبة الذكرى السابعة لعودتي إلى لبنان، وجهنا الكلام للحكومة وسألناها: "لماذا توجه كل من فيلتمان وليبرمان إلى عكار وتحديدا إلى منطقة وادي خالد؟" هما ذاهبان طبعا كي يعلنا عكار منطقة محايدة وعازلة، ولكن بما أنها مرفوضة علنيا ستفرض بالأمر الواقع، وأنتم حاليا تعرفون ما إذا كانت مفروضة أو غير مفروضة على هذا النحو".

تابع: "وبالإنتقال إلى الأمن في عكار، نستطيع القول إن الأمن في عكار موجود داخليا، باستثناء بعض الجرائم العادية. الأمن السياسي مفروض نتيجة لمعادلة داخلية، وما من أحد يجرؤ على كسر هذه المعادلة الداخلية؛ لذلك لا تخافوا على الأمن، إنما انتبهوا فقط من الجرائم العادية كسرقة المنازل ليس أكثر".

وقال: "هذ المعادلة تأتي على المستوى الوطني من القوى الداخلية الموجودة، فالقوة الأقوى تستطيع أن تفتعل الأحداث ولكنها لا تريد، فيما القوة الأضعف التي تريد خلق الأحداث لا تستطيع؛ وبنتيجة الفارق بين هاتين القوتين، ينعم لبنان بالإستقرار؛ ولا يمكن ضرب هذا الإستقرار إلا بتدخل من الخارج، ولا أعني بذلك تدخلا مع المواطنين، إنما تدخل عسكري من الخارج؛ ولذلك نحن حريصون على المحافظة على الإستقرار، وقد ضحينا في الكثير من الأحيان بالكثير من الأمور داخل الحكم، ما دفع الناس إلى التساؤل عن سبب سكوتنا وتضحياتنا، وسبب لنا الأذى السياسي، وكل ذلك بهدف المحافظة على الإستقرار لأنه أهم من مقومات الوطن".

وختم بالقول: "اليوم، نستطيع القول إن أداء الحكومة تحسن عن السابق، وبدأت بالقيام بالمشاريع الإنمائية، ولكن أتمنى أن تتم المحافظة على الإستقرار، وأتمنى أن تنتهي الأحداث القائمة في سوريا والتي تؤثر علينا تأثيرا كبيرا. نحن كنا دائما مع الحوار السوري-السوري لحل الخلاف القائم، لأنه سبق لنا وعشنا تجربة كبيرة وقاسية في السبعينيات، ولم تتوقف الأحداث الدامية إلا بلقاء حواري توصلنا من خلاله إلى حل؛ وقد يكون ذلك الحل جيدا أو لا، ولكنه أوصلنا إلى بسط الإستقرار في لبنان، وعلى أمل أن نتوصل إلى معالجة العيوب التي تشوبه".

الأسير حيا غزة وأهل الشام وحلب وهاجم بري ونصرالله ووزارة الدفاع ومخابرات الجيش وبعض القضاء

وطنية - نفذ إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير وانصاره، تظاهرة انطلقت عند الثانية عشرة والنصف بعيد ظهر اليوم، من امام مسجد بلال بن رباح في عبرا، وعبرت الهلالية ثم انعطفت باتجاه محلة القياعة قبل محطتها الاخيرة عند مستديرة مرجان، حيث نفذ المشاركون اعتصاما، وهم يحملون اللافتات والرايات الاسلامية واعلام المعارضة السورية.

وقد واكبت المسيرة تدابير أمنية مشددة اتخذتها وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي، إضافة إلى انتشار أمني كثيف في مختلف الطرق الرئيسية لمدينة صيدا وساحاتها العامة وعند مداخلها شرقا وجنوبا وشمالا. كما أقام الجيش وقوى الأمن حواجز ثابتة ومتنقلة، مع تسيير دوريات راجلة ومؤللة في عدد من شوارع المدينة الرئيسية.

الأسير

وألقى الأسير كلمة في المعتصمين، استهلها بتوجيه التحية "الى المجاهدين في غزة وفلسطين والمباركة لهم بالنصر"، كما حيا "أهل الشام وحلب المجاهدين". كذلك توجه الى أهالي طرابلس معزيا بأبنائها الذين سقطوا في سوريا، مردفا "وإن كنا قلنا سابقا أننا لا نرى مصلحة لا لإخواننا في سوريا ولا لنا في لبنان في أي مشاركة ميدانية، هذه وجهة نظرنا وما زلنا عليها".

ثم توجه "بعجالة الى كل اللبنانيين دون إستثناء، كل المسيحيين شركاءنا، وكل الشيعة شركاءنا، وكل الدروز شركاءنا، من 14 و8 آذار بكلام صادق: نحن فعلا نريد أن نعيش معكم جميعا بسلام وأمان، هذه قناعتنا (...) لن نغير قناعاتنا، نحن نريد بصدق أن نعيش مع كل اللبنانيين بسلام وأمان، وأنا أستغرب لماذا يرى البعض أن هذا المقصد الشريف مستحيل؟ لماذا لا مجال في لبنان الصغير بحجمة الكبير بدوره أن نعيش معا طوائف ومذاهب بسلام وأمان؟".

وحمل الأسير على رئيس مجلس النواب نبيه بري وعلى "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله وعلى وزارة الدفاع ومخابرات الجيش "وبعض القضاء اللبناني".

وقال: "سألوني عن هذا العنوان: "كفى إستخفافا بكرامتنا"، وقالوا: "هل مست كرامتكم؟"، نعم، والذي لم يشعر ويلمس بعد أنه مست كرامتنا، نقول له نعم مست عندما صودرت المقاومة ومنعنا منها، وعندما أحتلت مساجدنا وما زالت محتلة بعضها. مست كرامتنا عندما قتل رفيق الحريري، الذي قال عنه حسن نصرالله صديقا، مست كرامتنا عندما أستهزىء بدمه، وبآلاف مؤلفة نزلت من عرسال والبقاع وعكار ووادي خالد وطرابلس، لتقول "مست كرامتنا بمقتل رفيق الحريري"، مست كرامتنا عندما خونوا من يطالب بحقيقة جريمة مقتل رفيق الحريري. مست كرامتنا عندما فتحنا صدورنا وبيوتنا لأهلنا وشركائنا من الجنوب في حرب تموز، وهذا واجبنا. ومست كرامتنا عندما خونوا رموز السنة السياسيين وضربوا بعرض الحائط قول المفتي، وقالوا عنه شيخ الفتنة آنذاك. مست كرامتنا عندما زجوا ويزجون بشبابنا المتدين في السجون ظلما وعدوانا دون أدنى سبب".

وختم في هذا الإطار: "مست كرامتنا عندما رفضتم مبادرة سعد الحريري وأهنتموه، وقلتم عنه طالب كرسي، وأسقطتم حكومته بطريقة مذلة، مع أنه تعالى على الجراح... نعم مست كرامتنا بذلك".

العيلاني

وتعليقا على التظاهرة، إستغرب إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني، في بيان مساء اليوم، مشاركة "بعض مشايخ الجماعة الإسلامية في صيدا في التظاهرة"، وطالب مسؤولي الجماعة "بتوحيد موقفهم من ظاهرة الأسير". وسأل الأسير "عن النتيجة التي حققها من خلال تظاهرته هذه؟ علما أن غالبية المواقف التي أعلنها الأسير اليوم كان قد أعلنها سابقا"، مردفا "لكن النتيجة الواضحة التي رأيناها ورآها الجميع، هي أن تظاهرة الأسير شلت المدينة وتسببت بزحمة سير خانقة وانعكست سلبا على السوق التجارية في المدينة".