المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 04 كانون الأول/2012

إنجيل القدّيس متّى 08/05-11/الإيمان يقرب الإنسان من ابيه الله

في ذلك الزّمان: دخَلَ يسوع كَفَرْناحوم، فدَنا مِنه قائِدُ مائةٍ يَتَوَسَّلُ إِلَيه فيَقول: «يا رَبّ، إِنَّ عَبدي مُلقىً على الفِراشِ في بَيْتي مُقعَدًا يُعاني أَشَدَّ الآلام». فقال لَه: «أَأَذْهَبُ أَنا لأَشفِيَه؟». فأَجابَ قائدُ المِائة: «يا رَبّ، لَستُ أَهْلاً لأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفِي، ولكِن يَكْفِي أَن تَقولَ كَلِمَةً فيَبرَأَ عَبدي. فأَنا مَرؤُوسٌ ولي جُندٌ بِإِمرَتي، أَقولُ لِهذا: اِذهَبْ! فيَذهَب، ولِلآخَر: تَعالَ! فيأتي، ولِعَبدي اِفعَلْ هذا! فيَفعَلُه». فلَمَّا سَمِعَ يسوعُ كَلامَه، أُعْجِبَ بِه وقالَ لِلَّذينَ يَتبَعونَه: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: لَم أَجِدْ مِثلَ هذا الإِيمانِ في أَحَدٍ مِنَ إِسرائيل. أقولُ لَكم: سَوفَ يَأتي أُناسٌ كَثيرونَ مِنَ المَشرِقِ والمَغرِب، فَيُجالِسونَ إِبراهيمَ وَإِسحقَ ويَعقوب على المائِدةِ في مَلَكوتِ السَّمَوات،

 

عناوين النشرة
*
وباء الرعاة والطاقم السياسي والمسؤولين في لبنان ونار جهنم/الياس بجاني

*الضمير هو صوت الله فينا/الياس بجاني

*النيابة العامة تباشر غدا تحقيقاتها في قضية بيع العقارات في بلدة الدامور

*تشييع الرقيب اول الشهيد انترانيكيان في برج حمود

*أهالي بسوس طالبوا بكشف قاتلي بيار الفغالي

*اهالي بسوس قطعوا الطريق احتجاجا على مقتل بيار الفغالي

*مقتل 10 اشخاص بحي مسيحي في نيجيريا

*الراعي يستقبل رئيس مجلس النواب القبرصي

*سليمان تسلم قرار تعليق قانون ترقية مفتشين في الأمن العام المطعون به

*بري عرض العلاقات الثنائية مع نظيره القبرصي : متفاهمون على النفط والغاز ولا خلاف على المنطقة الاقتصادية

*رفضاً لأداء "حزب الله" و"أمل" داخل الطائفة الشيعية/تأسيس "الحركة الإمامية الجعفرية" في بعلبك ـ الهرمل

*رسالة من تجمع الشيعة المستقلون إلى أخوتنا وأحبائنا في الطائفة السنية الكريمة وبالأخص منهم جيل الشباب.

*شارك في حفل غداء لحركة "قرار بعلبك ـ الهرمل"/الرئيس حسين الحسيني: الاستئثار بالسلطة لا ينتج دولة

*عقاب صقر : هذا صوتي و مستعد للتخلي عن حصانتي

*ميقاتي اتصل بمونتاني وطلب التدخل لاسترجاع جثامين اللبنانيين من سوريا ومعرفة مصير الآخرين

*النائب مصباح الأحدب خلال اعتصام في طرابلس لأهالي شبان قضوا في تلكلخ: لوضع حد للمستكبر بالسلاح وإلا مزيد من المشاحنات في الداخل

*السنيورة استقبل الاحدب

*اهالي ضحايا كمين تلكلخ ازالوا الخيمة في جوار مسجد النور

*أنباء متضاربة عن عدد قتلى كمين تلكلخ اللبنانيين والتلفزيون السوري يعرض صورا لجثثهم

*جميل السيد: مستعد للتدخل لحل تداعيات حادث تلكلخ في حال تكليفي

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: عدم استقالة ميقاتي تشجيع على الاغتيال

*للفوز في الإنتخابات... خطاب ميشال معوض نموذجاً/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*فتنة مذهبيّة لبنانية على الأرض السورية/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*الراعي في موقفه من الإنتخابات: أقرب إلى سليمان من عون/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*شمعون: الوطن في "وعكة صحية".. ولا علاجات جذرية في لبنان   

*جعجع: عدم نشر الجيش على الحدود جريمة كبرى قانون الستين لم يعد يعطي الواقع اللبناني الحالي حقه

*الجميل استقبل وفدا من الحزب التقدمي: متفقون على ضرورة الحفاظ على الكيان والميثاق

*سامي الجميل التقى ادّه

*ماروني: ظاهرة الأسير ردّة فعل

*الجراح: ليضغط بري على حلفائه للابتعاد عن خطابات التهديد

*ماروني "إننا لسنا مع مقاطعة الحوار ولا مع مقاطعة رئيس الجمهورية

*الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير: الحكومة تتغير عندما تستنفد قواها

*الشعب يريد إسقاط الإجرام.. وعون في الانتخابات/كارلا خطار/لمستقبل

*"أي تأخير للانتخابات سيكون غير دستوري"/نواب "المستقبل": مقتل شباب لبنانيين في سوريا عملية مشبوهة

*"المقاطعة مستمرة حتى إسقاط الحكومة"/ريا الحسن: ميقاتي بعيد عن "النأي" ويختبئ وراء "الوسطية"

*نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: 14 آذار لا تريد الحوار

*رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك: سلاح المقاومة لن يكون الا لحفظ الوطن

*الأسير: نصرالله وبري يتاجران بالشيعة ويجعلان صورتي فزاعة

*اقتراح صيغة مركبة للخروج من المأزق السياسي ترعاها حكومة حيادية بيانها «إعلان بعبدا»

*دائرة بعبدا نموذج للغبن المسيحي والدرزي في التمثيل/معركة حامية لاثبات الوجود تحسمها أصوات الشيعية السياسية/بيار عطاالله /النهار

*الثنائيّة السنيّة/محمد سلام

*مصر: القضاء يقاطع الاستفتاء.. و«الدستورية» تعلق أعمالها/الزحف نحو القصر في «ثلاثاء الإنذار الأخير».. وتزايد الدعوات للعصيان المدني > الرئاسة تطالب بتغليب المصالح العليا

*مصر: ديكتاتورية بمن حضر/أياد أبوشقرا/الشرق الأوسط

*مرسي يستعيد سلفه: دستورنا.. أو يأتي السلفيّون/وسام سعادة/المستقبل

*مصر في منحنى الخطر/مأمون فندي/الشرق الأوسط

*الإخوان وترويع القضاة والإعلام/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*إيران ترفض إجراء حوار ثنائي مع واشنطن.. وتؤكد: خلافاتنا استراتيجية ولا تفاوض بشأنها

*طهران تعزز تعاونها مع بيونغ يانغ وتضع خبراء في منشأة عسكرية كورية شمالية

*حالة من «الحول السياسي»!/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*أردوغان وبوتين وسوريا!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*التدخل في سورية على الأبواب؟/طوني فرنسيس/الحياة

*الخرطوشة" الأخيرة: الكيماوي/مارون حبش/موقع 14 آذار

*المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل في ذمة الله وينقل جثمانه إلى قره قوش في العراق لاجراء مراسم الجنازة والدفن

*الجبهة اللبنانية": لن نسمح بالتمديد والنسبية كارثية على التمثيل المسيحي

 

تفاصيل النشرة

 

وباء الرعاة والطاقم السياسي والمسؤولين في لبنان ونار جهنم

الياس بجاني/يا رب أعد الحياة إلى ضمائرهم هؤلاء الميتة وأخرجهم من التجارب الشيطانية والغرائزية الواقعين برضاهم ومعرفتهم الكاملتين في حفرها الملوثة بالدم والفضائح وبنهم عبادة تراب الأرض. يا إلهي هؤلاء كفروا بوطن الأرز وداسوا على كل هو قيم ومبادئ ولم يتركوا معصية إلا وأقترفوها. هؤلاء لا يخافونك وليس في وجدانهم أي حس وهم ويعيثون في وطنك المقدس الفساد والإجرام وكل الموبؤات ويأكلون لقمة عيش الفقراء ولا يشبعون وكأنهم جراد ووباء وهم بالفعل هكذا. يا رب أنت يهوا رب الإنتقام عاقبهم بعدلك وكف شرهم عن أهلنا لأنهم يدرون ماذا يفعلون، وان لم يتوبوا ويؤدون الكفارات فشرع لهم أبواب جهنم على مصراعيها حيث نارها ودودها بانتظارهم وهناك يكون البكاء وصريف الأسنان. خلص يا رب لبنان وأهله من نجاستهم وخساستهم وهرطقاتهم وكقرهم وفجورهم والإستكبار فأنت سميع ومجيب.

 

الضمير هو صوت الله فينا

الياس بجاني/لأننا أولاد الله الذي يحبنا ويريدنا أن نعود إلى مساكنه السماوية يوم تنتهي رحلة حياتنا الأرضية، هو لم يتركنا لنكون فريسة سهلة لتجارب الشيطان، لذلك بقي في داخلنا من خلال الضمير الذي ينبهنا باستمرار لصوابية أو خطأ تصرفاتنا وأفعالنا وأفكارنا. لنستحق رضى والدنا الله ولنكون من الذين يخافونه ويلتزمون بتعاليمه علينا أن نبقي صوته فينا، الذي هو الضمير حياً وفاعلاً ومطاعاً. من يخدر ضميره يبتعد عن الله ويبعد الله عنه فيقع في تجارب الشيطان وفخاخه. إن الخجل هو من علامات قوة ونشاط الضمير فعندما نحس بالخجل ذلك يعني أن ضميرنا حي وقد أدركنا الخطأ أو الخطيئة التي اقترفنا وأحسسنا بالذنب من خلال شعورنا بالخجل. في لبناننا الحبيب نقول: "إن لم تستحي فأفعل ما تشاء"، أي إن كان ضميرك ميتاً فأنت ذئب مفترس لا رادع لأفعالك الإبليسية. في أسفل آيات من الآنجيل تبين أهمية الضمير مع شرح مختصر لكل آية

لا يوجد كتاب يشهد بوجود الضمير في الإنسان مثل الكتاب المقدس. ولنفحصْ بعض أشهر الأمثلة على ذلك. وإذا ركَّزنا أولاً على أمثلة سلبية، نجد أن السلوك غير اللائق يُثير في الإنسان الخجل والخوف والمعاناة ومشاعر الذنب، بل وحتى اليأس. فمثلاً آدم وحواء، عندما أكلا من الثمرة المُحرَّمة، شعرا بالخجل وحاولا أن يختبئا من الله (تك 3: 7-10(.K وقايين، بعد أن قتل أخاه هابيل حسداً، بدأ بعد ذلك يشعر بالخوف على حياته (تك 4: 8-1(.، والملك شاول، بعد أن اضطهد داود البريء، بكى في خجله، عندما وجد أن داود بدلاً من الانتقام منه بالشر، حفظ حياته (1صم 26). والكَتَبَة والفرِّيسيون، بعد أن جاءوا بالمرأة الزانية إلى المسيح، تفرَّقوا بخجل عندما شعروا بخطاياهم التي وبَّخهم عليها الرب (يو 8: 2-11). وأحياناً تصير أوجاع الضمير غير محتملة لدرجة أن الإنسان يُفضِّل أن يُنهي حياته بالانتحار. وأوضح الأمثلة على ذلك نجدها في يهوذا الإسخريوطي (مت 27: 5). وبصفة عامة، فإنَّ جميع الخطاة والمؤمنين وغير المؤمنين، يشعرون بالمسئولية عن سلوكهم. وهكذا تتحقَّق نبوَّة المسيح عن الخطاة أنهم في نهاية العالم، عندما يرون اقتراب دينونة الله، «يبتدئون يقولون للجبال: اسقطي علينا، وللآكام: غطِّينا» (لو 23: 30؛ رؤ 6: 16). ويحدث أحياناً، أنَّ الإنسان - وهو في اضطراب وفي دوامة ألم شديد، أو مغمور بالخوف - يبدو أنه لا يُصغي ل الضمير؛ ولكنه فيما بعد يشعر بتبكيت الضمير بقوة مُضاعفة! عندما صار إخوة يوسف الصدِّيق في ضيقة، تذكَّروا خطية بيعهم لأخيهم وتسليمه للعبودية، وأدركوا أنهم يُعاقبون على قسوتهم (تك 42: 21). ووداود النبي، أدرك خطية زناه بعد أن وبَّخه عليها ناثان النبي (2صم 12: 13). والرسول بطرس المندفع، أنكر المسيح تحت ضغط الشعور بالخوف، ولكنه لما سمع صياح الديك تذكَّر نبوة المسيح عنه وبكى بكاءً مُرّاً. واللص اليمين، أدرك، وهو مُعلَّقٌ على صليبه بجوار الرب قبل موته فقط، أن آلامه كانت جزاءً عادلاً لجرائمه (لو 23: 41). وزكَّا العشَّار، بعد أن تأثَّر بحب المسيح، تذكَّر إساءاته للناس التي ارتكبها بجشعه، وقرر أن يُصحح أخطاءه التي ارتكبها (لو 19: 8). ومن الناحية الأخرى، عندما يكون الإنسان على دراية ببراءته، فإن ضميره الصافي يُقوِّي رجاءه في الله. فمثلاً، عندما كان أيوب البار يتألم، عَلِمَ أن سبب ذلك لم يكن هو ارتكابه لأيَّة خطايا؛ بل إن ذلك كان في خطة الله وكان يترجَّى رحمة الله (أي 27: 6). والرسول بولس، الذي تكرَّست حياته لله ولخلاص البشر، لم يَخَفْ من الموت، بل إنه رغب أن يستريح من أتعاب جسده ويُكافَأ بوجوده مع المسيح إلى الأبد (في 1: 23). وبالنسبة للخاطئ، لا يوجد ارتياح وسعادة أعظم من أن ينال المغفرة وسلام الضمير. والإنجيل غنيٌّ بأمثلة التوبة. فالمرأة الخاطئة، عندما نالت مغفرة خطاياها، اعترفت بفضل المسيح وغسلت قدميه بدموعها وجفَّفتهما بشعر رأسها (لو 7: 38).

 

النيابة العامة تباشر غدا تحقيقاتها في قضية بيع العقارات في بلدة الدامور

وطنية - وضعت النيابة العامة المالية بشخص النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم يدها على ملف كتمان الثمن والتهرب من الرسوم الضريبية في قضية بيع العقارات في بلدة الدامور . وسيباشر القاضي ابراهيم تحقيقاته غدا.

 

تشييع الرقيب اول الشهيد انترانيكيان في برج حمود

وطنية - شيعت قيادة الجيش واهالي برج حمود، الرقيب اول الشهيد صمصون انترانيكيان، الذي استشهد يوم امس خلال قيامه بمهمة حفظ امن في مدينة جونيه. واقيمت الصلاة على راحة نفسه الطاهرة في كنيسة السيدة للارمن الارثوذكس، في حضور حشد من المواطنين ورفاق السلاح.  والقى ممثل العماد قائد الجيش العقيد الركن جورج فارس كلمة، نوه فيها بمسيرة الشهيد ووفائه للمؤسسة، وتفانيه في ادائه الواجب العسكري.

 

أهالي بسوس طالبوا بكشف قاتلي بيار الفغالي

الأحد 02 كانون الأول 2012 وطنية - استنكر أهالي بسوس الجريمة التي ذهب ضحيتها ابن بلدتهم بيار شفيق الفغالي، ودعوا الى ملاحقة القاتل والكشف عنه ومعاقبته. وجاء في بيان أصدروه اليوم: "لقد هزت الجريمة المروعة، التي راح ضحيتها الشاب بيار شفيق الفغالي، جميع الضمائر وأصحاب الشعور الانساني، ولاسيما بلدة بسوس ببلديتها وأهاليها وجميع فاعلياتها. لقد كان الفقيد، وهو ابن بلدتنا، رمزا حيا للشرف والمروءة والاستقامة. وان استنكارنا وشجبنا لهذا العمل الاجرامي لا يحقق النتيجة العملية الا اذا جرى كشف هذه الجريمة التي تمت في وضح النهار وداخل المدن، واذا نال أصحابها العقوبة الشديدة التي يستحقونها. ان غليان النفوس لا يهدأ الا عند رؤية الذين تعمدوا الالم والقسوة على جسد الفقيد ويتموا الاولاد وبددوا ما جناه بعرق الجبين، معلقين على أعواد المشانق".

 

اهالي بسوس قطعوا الطريق احتجاجا على مقتل بيار الفغالي

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام "ان اهالي بسوس تجمعوا عند مفرق بسوس عاليه منتظرين وصول جثة المواطن بيار الفغالي الذي قتل يوم السبت الماضي، بعدما تسلمتها عائلته عند العاشرة والنصف.

وقد عمد الاهالي الى قطع الطريق لبعض الوقت احتجاجا على مقتل بيار. يذكر ان مراسم الجنازة والدفن ستقام عند الثالثة والنصف في كنيسة بسوس.

 

مقتل 10 اشخاص بحي مسيحي في نيجيريا

كانو (نيجيريا) - ا ف ب/قتل عشرة اشخاص ذبحا بايدي اسلاميين مفترضين قاموا بمهاجمة منازل الضحايا مساء السبت في حي مسيحي في مدينة شيبوك شمال نيجيريا، بحسب ما علم من مسؤولين محليين. وقال احد المسؤولين "وصل مهاجمون ودخلوا منازل معلومة لديهم في حي تقطنه غالبية من المسيحيين في المدينة وذبحوا عشرة اشخاص مثل الخرفان". وتساءل مسؤول محلي آخر "من غير عناصر بوكو حرام يمكن ان يقتحموا منازل ويذبحون عشرة اشخاص؟"، مضيفاً "لقد كانوا مسلحين ولكنهم قرروا تقطيع ضحاياهم بالسكاكين".

 

الراعي يستقبل رئيس مجلس النواب القبرصي

وطنية - يستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في هذه الاثناء، رئيس مجلس النواب القبرصي ياناكيس اوميرو، في بيت عنيا - حريصا، على هامش افتتح مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك مؤتمرهم الثاني.

 

سليمان تسلم قرار تعليق قانون ترقية مفتشين في الأمن العام المطعون به

وطنية - تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نسخة من قرار المجلس الدستوري حمل الرقم 1/2012 القاضي بتعليق مفعول القانون الرقم 244 تاريخ 13/11/2012 المطعون في دستوريته والمتعلق بترقية مفتشين في المديرية العامة للأمن العام من حملة الاجازة في الحقوق الى رتبة ملازم أول.

 

بري عرض العلاقات الثنائية مع نظيره القبرصي : متفاهمون على النفط والغاز ولا خلاف على المنطقة الاقتصادية

وطنية - أجرى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري محادثات مع نظيره القبرصي ياناكيس اوميرو اليوم، تناولت تطوير العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين على الصعد كافة، وملف النفط والغاز الذي عبر الرئيسان عن "التفاهم والتعاون بشأنه بين لبنان وقبرص". وكان بري اجتمع مع نظيره القبرصي والوفد المرافق في مكتبه في مقر عين التينة عند الأولى والربع من بعد ظهر اليوم، في حضور السفير القبرصي هومير مافروماتيس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبداللطيف الزين، النائب علي بزي، الامين العام للشؤون الخارجية في المجلس بلال شرارة والمستشار الإعلامي علي حمدان. قبل الإجتماع أقيم لرئيس مجلس النواب القبرصي استقبال رسمي واستعرض الرئيس بري معه سرية التشريفات في شرطة المجلس.

مؤتمر صحافي مشترك

بعد اللقاء، عقد بري واوميرو مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله بري مرحبا بنظيره القبرصي وقال: "أود أن أرحب برئيس مجلس النواب القبرصي الصديق ياناكيس اوميرو الذي سنحت لي الفرصةأن اجتمع وإياه مرتين هذا العام، مرة عندما زرت قبرص والمرة الثانية الآن. ان العلاقات بين لبنان وقبرص ليست علاقات طارئة أو مستحدثة، هي علاقات قديمة قدم التاريخ الذي كان قائما بين الممالك اللبنانية، إن صح التعبير، وأعني بذلك خاصة صور وصيدا وبيبلوس وغيرها من المناطق وبين الجزيرة القبرصية، ومرورا بالتاريخ الحديث لبنان كان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال قبرص وإقامة علاقات معها. وقد أقام علاقات قنصلية مع قبرص عام 1941، وعلاقات دبلوماسية عام 1960". أضاف: "أثناء الإعتداء الإسرائيلي عام 2006 احتضنت قبرص عشرات آلاف اللبنانيين، وكانت كالأم الرؤوم بالنسبة لهم، وهي مشتركة بقوة رمزية في قوات "اليونيفيل" في الجنوب، ان هذه الزيارة بنظرنا ونظرا للعلاقات البرلمانية القائمة بيننا لها عدة أهداف، يمكن تلخيصها بالجملة التالية: للبنان بوابة على أوروبا، وبالأحرى أن أقرب بلد بالنسبة له الى أوروبا هي قبرص، وهي الآن رئيسة الإتحاد الأوروربي، ولبنان هو البوابة لقبرص على العالم العربي، بالإضافة الى الإكتشاف النفطي والغاز الموجود في البحر المشترك بيننا وبين جوارنا مع قبرص، ولدينا تفاهم بين البلدين، ولا مشكلة مع قبرص في هذا الإطار، ولكن لدينا مشكلة بالأطماع الإسرائيلية مع هذا الموضوع. وكنت قد أثرت أثناء زيارتي الى قبرص استعداد لبنان لأن يمد قبرص بالمياه العذبة الموجودة في البحر اللبناني، أما على الصعيد الدولي فقد كانت قبرص دائما الى جانب الحقوق العربية والحقوق الفلسطينية، وهي تحتضن جسرا إنسانيا لبنانيا يكفي أن أقول انه يوجد أكثر من ستة آلاف شخص في قبرص من الطائفة المارونية منذ قديم الزمن ويمارسون طقوسهم الكنسية باللغة العربية".

وختم: "أخيرا من الأمور المهمة التي بحثتها مع الصديق دولة الرئيس هي إيجاد تعاون سياحي بين البلدين وأيضا في ما يتعلق بمحاولات مشتركة في البحر لنرى ماذا يوجد من سفن وبواخر غرقت سواء في الحرب العالمية أو قديما من البواخر الفينيقية والتي لها أهمية سياحية وأثرية كبيرة جدا".

الرئيس القبرصي

من جهته، قال رئيس مجلس النواب القبرصي: "بداية أود أن أعبر عن شكري الجزيل لدولة الرئيس بري الصديق على الدعوة التي وجهها لي لزيارة لبنان ردا على زيارة دولته لقبرص في شباط الماضي، وقدأشار دولة الرئيس الى نقطة مهمة جدا، ان كلا الشعبين خلقا سياسات جديدة ونهضة كبيرة جدا في المنطقة، وبسبب هذاالتعاون بين بلدينا منذ القدم علينا أن نبذل كل الجهود لتطوير العلاقات بين البلدين والحكومتين والشعبين في المجالات كافة. فالقرابة بين البلدين هي العنصر الأول، أما العنصرالثاني والمهم هو ان كلا البلدين يناضلان من أجل المبادىء نفسها وهي مبادىء الحرية والعدالة، وكلاهما يؤيدان القانون الدولي وحل المشاكل العالمية على أساس القانون الدولي". اضاف: "كما قال دولةالرئيس بري فقد كان هناك حديث مثمر جدا بيننا مثلما كان مثمرا جدا أيضا مع فخامة الرئيس سليمان ودولة الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية (عدنان منصور) والبلدان مستعدان للتعاون من اجل استغلال الغاز الموجود في البحر بين البلدين، واسمحوا لي أن أقول ان قبرص قدمت اقتراحا للبنان منذ آذار الماضي، وهذا الإقتراح هو اقتراح للتعاون بين البلدين للاستغلال المشترك للغاز الموجود بينهما، وعلينا أن نتعاون لكي نستفيد من استغلال الثروات الطبيعية في البحر بين البلدين، مثل الغاز أو المياه العذبة، كما قال دولة الرئيس بري قبل قليل، وذكر هذا الموضوع خلال زيارته لقبرص، وذلك من أجل تطوير التعاون والحرية والعدالة في البلدين". أضاف: "أود أيضا أن أعبر عن شكري الجزيل لحكومة لبنان وشعبه ومجلس النواب، لموقف لبنان المؤيد للقضية القبرصية ولمحاولات قبرص من أجل الحرية والعدالة والاستقلال، واستبعاد المستوطنين الأجانب، ومن أجل إعادة توحيد الجزيرة، كما أود أن أؤكد مرة أخرى موقف قبرص المؤيد لحقوق الشعوب العربية، وخصوصا حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرة القائمة في حدود آمنة، والى جانب دولة إسرائيل، كما أود أن أرحب بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي قبل الطلب الفلسطيني وأصبحت دولة بصفة مراقب في الجمعية، وطبعا فإن قبرص قد صوتت مثل لبنان لمصلحة هذا القرار وهذا الطلب".

حوار

سئل بري عن التعاون بين البلدين في ملف النفط والغاز، فأجاب: "الحقيقة ان هذه الزيارة هي تتمة لزيارتي التي قمت بها لقبرص في أواخر شباط وأول آذار هذا العام. ليس هناك أي مشكلة على الإطلاق بين لبنان وقبرص حول الإستثمار والحدود المشتركة والآبار المشتركة بيننا، ولا يزال هناك مشكلة لدينا بالنسبة الى الموضوع الإسرائيلي، ولكن أتمنى مرة أخرى قبل نهاية هذا العام، كما وعد معالي وزير الطاقة، أن تبدأ المناقصات أو المزايدات، وبالتالي يبدأ فعليا التحرك في سبيل استخراج الغاز أو النفط، وأن لا يكرر لبنان خطأ مشروع الليطاني الذي استمر أكثر من خمسين عاما حتى بدأ التحقيق فيه. يجب أن نباشر فورا، ولبنان بأمس الحاجة الى هذا الأمر اقتصاديا، باعتباره جزءا من سيادته على المنطقة". وسئل رئيس مجلس النواب القبرصي عن عرض الرئيس بري في زيارته لقبرص، كتزويدها مياها عدبة موجودة في البحر اللبناني، فأجاب: "قدم دولة الرئيس بري خلال زيارته لقبرص اقتراحا مهما جدا، وقد أبلغته الى الوزارات القبرصية المختصة، ولكن أود أن أقول لكم انه الى حد ما، فإن قبرص حلت مشكلة قلة المياه، أولا لأن أمطارا كثيرة سقطت خلال السنوات الأخيرة، وثانيا لأن برنامج بناء سدود المياه انتهى، وثالثا أقمنا مصانع كثيرة لاستغلال مياه البحر. صحيح ان استغلال هذه المياه مكلف جدا، ولكن كان علينا أن نقوم بذلك".

وردا على سؤال عن ترسيم حدود المنطقة الخاصة والإتفاق مع قبرص، وتأثير اتفاق قبرص مع إسرائيل في هذا الشأن، قال بري: "قبرص تقف الى جانب لبنان في هذا الموضوع".

وسئل بري: هل سيعتمد مجلس النواب الإتفاقية بين قبرص ولبنان حول المنطقة الإقتصادية الخالصة؟

أجاب: "ليست هناك مشكلة في هذا الموضوع، في الإتفاقية التي عقدت بين لبنان وقبرص لا خلاف على الإطلاق على حدود لبنان، سبب التأخير هو حول النقطة التي حدد فيها الموضوع بيننا وبين فلسطين".

وبعد المؤتمر الصحافي، أقام بري مأدبة غداء تكريما لرئيس مجلس النواب القبرصي والوفد المرافق، حضرها كل من وزير الخارجية عدنان منصور، رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبداللطيف الزين، رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية- القبرصية النائب نبيل دي فريج وأعضاء اللجنتين النواب: علي بزي، ياسين جابر، محمد قباني، خالد زهرمان، خضر حبيب، انطوان سعد وهنري حلو، سفيرة الإتحاد الأوروبي انجيلينا ايخهورست، سفير قبرص هومير مافروماتيس، المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، الأمين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة، المدير العام لشؤون الرئاسة في المجلس علي حمد والمستشار الإعلامي علي حمدان.

 

رفضاً لأداء "حزب الله" و"أمل" داخل الطائفة الشيعية/تأسيس "الحركة الإمامية الجعفرية" في بعلبك ـ الهرمل

بعلبك ـ "المستقبل"/بعيداً عن الحركات العلمانية (الشيعية) التي تدعو الى اقامة الدولة والمؤسسات وبسط سلطتها على الاراضي اللبنانية كافة، وفي مقابل احتكار المراكز النيابية من قبل الثنائي الشيعي في منطقة بعلبك ـ الهرمل، أصر البعض في هذه المنطقة على تأسيس "حركة امامية جعفرية" تؤكد في أول بند من مبادئها "ان لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه"، لكنها ترفض في المقابل احتكار المراكز الرسمية في مجلسي الوزراء والنواب بأفراد حزبية وحركية، والا يكون هناك تمثيل صحيح للشعب الذي فُرض عليه انتخاب هؤلاء النواب من خلال قرارات وفتاوى حزبية.

يأتي اصرار بعض وجهاء العائلات العشائرية الشيعية في البقاع الشمالي على اتخاذ تلك الخطوة رفضاً للاداء الذي يقوم به الثنائي الشيعي تجاه أبناء بعلبك ـ الهرمل الذين لم يتوانوا عن الدفاع عن لبنان وقدموا الكثير من الشهداء لتحقيق هذا الامر. فجاء الاعلان بصفة غير رسمية عن "الحركة الامامية الجعفرية"، التي تدعو في وثيقتها الى "الجهاد ضد المعتدين على أهل البيت في لبنان والعالم العربي والاسلامي ومقاتلتهم من أي مكان أتوا".

تنطلق الحركة من مبادئ متناقضة منها التزامها ان لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ومقاومة أي احتلال لوطننا مروراً بالدفاع عن مراقد أهل البيت لأنها أقدس المقدسات لديها وصولاً الى السعي مع الدولة للتخلص من الفقر والحرمان. "الحركة الامامية الجعفرية" هكذا ارتأت تلك المجموعة تسميتها، وهي أول حركة دينية اسلامية (شيعية) سيتم اعلانها قبل نهاية العام الجاري. وحصلت "المستقبل" على نسخة من وثيقتها ومما جاء فيها:

"عندما قلنا أول حركة دينية في لبنان لم نقصد أي سوء في ما يتعلق بحزب الله وحركة امل حالياً، ونحن نشهد لقادة الحركة والحزب أنهم يحفظون الطائفة سياسياً وأنهم أوجدوا مكاناً لها على خارطة العالم. اما مسألة طرح السلاح وتسليمه كما يطالب البعض فإننا مستعدون لمقاتلة حزب الله اذا فكر بذلك حالياً بل وبكل وضوح أقله حتى نعلم مصير المنطقة والعالم العربي والاسلامي وبعدها نقبل بذلك الطرح".

يعتبر أحد مؤسسي الحركة ان الهدف من وراء اعلانها، حتى لو اعتقد البعض أنها متطرفة، يعود الى بعض الامور التي لها علاقة بالدين والمتاجرة به من قبل بعض القادة لتحقيق مآربهم الشخصية.

الوثيقة التي تحمّل هؤلاء القادة المسؤولية كاملة عما وصلت اليه الطائفة الشيعية في لبنان، تطالبهم بالنقاش والحوار مع الناس وليس مع جماعاتهم. هناك الكثير من الحلول خصوصاً وان الحركة ترى أن هؤلاء القادة يعتمدون مبدأ أن التوظيف لهم والجامعات لهم والقيادة الحزبية والدينية لهم والمدراء العامون لهم والسفراء والقضاة وكل شيء لهم حتى اصبح اكبر طموح لدى ابن الطائفة في المنطقة الدخول في المؤسسة العسكرية او التفرغ للحزب.

اما في ما يختص بالدولة وطريقة تعاملها مع ابناء البقاع عموماً والشيعة منهم خصوصاً فتسأل الوثيقة: هل يوجد مرجع من اي طائفة كان في البقاع؟ وهل يوجد من يمثل تلك المنطقة على طاولة الحوار؟ وهل يوجد من يمثل البقاع الشمالي وليس الاحزاب في المجلس النيابي او في مجلس الوزراء؟ ألم تستطع الدولة ان تجد لنا المرجعية التي نشكو حالنا اليها بغض النظر عن هويتها الدينية؟. واكدت الوثيقة احترامها لرئيس الجمهورية، مشيرة الى انها "لا ترضى بأن يكون أهل المنطقة فشة خلق لأحد". وعزت انشاء الحركة الى "الاهداف والمعالم الواضحة التي تخدم الشيعة وأهل البيت في مصالحهم وخصوصاً في منطقة البقاع الشمالي، وكي تدفع عنها أموراً كثيرة مثل التعامل معها وكأنها أرقام وليست بشراً".

 

رسالة من تجمع الشيعة المستقلون إلى أخوتنا وأحبائنا في الطائفة السنية الكريمة وبالأخص منهم جيل الشباب.

بسم الله ناصر المستضعفين وعلى رسوله الصلاة والسلام وعلى أهل بيته وأصحابه الطيبين الطاهرين

أما بعد إننا في تجمع الشيعة المستقلون والذي يضم شباب من الطائفة الشيعية نعتذر على الملأ وأمام الجميع لكم عن وقوف الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله ضد الشعب السوري في ثورته المباركة ونعتذر عن كل خطابات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله المستخفة بثورة الشعب السوري البطل ونعتذر عن إرسال حزب الله المقاتلين إلى سوريا لقتل الأطفال والنساء والأطفال. إننا في تجمع الشيعة المستقلون إذ نكرر إعتذارنا للطائفة السنية الكريمة وعموم الشعب اللبناني نشدد على أننا مع ثورة الشعب السوري البطل إنطلاقا من المبادىء التي تربينا عليها وإنطلاقا من ثورة الإمام الحسين عليه السلام ومن تعاليم الأنبياء وندعوا كل من يريد التحدث عن الموقف الشيعي الأ يحاول أن يشمل عموم الشيعة فهناك من الطائفة الشيعية من لا يقبل أن يقف مع الظالم في وجه المظلوم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته تجمع الشيعة المستقلون

بيروت في 3-12-2012

 

شارك في حفل غداء لحركة "قرار بعلبك ـ الهرمل"/الرئيس حسين الحسيني: الاستئثار بالسلطة لا ينتج دولة

بعلبك ـ "المستقبل"/اكد الرئيس حسين الحسيني ان "اتفاق الطائف هو خارطة الطريق الوحيدة للخروج من الازمة التي نعيشها والوصول الى الدولة المدنية"، مشيراً الى ان "الاستئثار بالسلطة لا ينتج دولة". وتخوف من "عدم حصول الانتخابات النيابية في حال لم يقر قانون جديد للانتخابات، علماً ان هناك مشروعاً جاهزاً يعطي الجميع حق المساواة في التمثيل الصحيح وبالامكان اعتماده كقانون انتخابات جديد وهو مشروع فؤاد بطرس".

واشار الحسيني خلال مشاركته في حفل غداء أقامته حركة "قرار بعلبك ـ الهرمل" في كازينو بعلبك أمس، الى وجود ما يقارب الـ 144 مليار دولار ودائع في المصارف اللبنانية غير قابلة للتوظيف، قائلاً: "لو ان هناك سلطة قضائية مستقلة لكان بالامكان استثمار تلك الودائع". واعتبر انه "يجب رفع شعار "الشعب يريد تطبيق النظام" لأننا نعيش في اللانظام".

ورأى رئيس الحركة عباس محمد ياغي ان "اجراء انتخابات نيابية حرة ونزيهة في موعدها تؤدي الى ايصال مجلس نيابي يعبّر بالفعل عن ارادة اللبنانيين تنبثق عنه حكومة تأخذ على عاتقها انهاء حالة التشرذم والانقسام هو مطلب في غاية الاهمية"، لافتاً الى ان "القلق يقض مضاجع اللبنانيين ويتنازعهم البقاء في الوطن او الهجرة، فلقد عانى شعبنا الكثير من الويلات والمتاعب ويحق له العيش كسائر شعوب العالم المتحضر".

وأكد أن "الحكومة المنبثقة عن الشرعية الشعبية الصحيحة والحرة يجب ان تحتكر لوحدها حصرية السلاح والدفاع عن الوطن"، معتبراً ان "تذرع البعض بعدم قدرة الجيش على التصدي هو كلام مردود على أصحابه فليضعوا سلاحهم في خدمة الدولة ولينخرطوا في مسيرتها وعندها سنرى أن الجيش لوحده قادر على حماية لبنان أرضاً وشعباً". وقال: "اذا كنا متفقين في الرؤية وان لا حل الا بقيام الدولة المدنية التي تتسع للجميع فعلينا التعاون والعمل كل من موقعه لتحقيق هدفنا لأن في قيام الدولة قيام للوطن". حضر حفل الغداء مفتي بعلبك ـ الهرمل الشيخ خالد صلح، مفتي بعلبك الجعفري الشيخ خليل شقير، راعي أبرشية بعلبك ـ الهرمل للروم الملكيين المطران الياس رحال، الاباتي حنا رحمة ممثلاً راعي أبرشية بعلبك ـ دير الاحمر المطران سمعان عطالله، مطران زحلة عصام درويش، رئيس بلدية بعلبك السابق غالب ياغي، منسق بعلبك في "تيار المستقبل" حسين صلح، أعضاء الهيئة التأسيسية في حركة "قرار بعلبك ـ الهرمل"، وفاعليات المجتمع المدني في بعلبك والمنطقة.

 

عقاب صقر : هذا صوتي و مستعد للتخلي عن حصانتي

اعترف النائب اللبناني عقاب صقر بصحة التسجيلات التي بثت بصوته عبر إحدى محطات التلفزة ونشرت مضمونها صحيفة لبنانية، معلنا أنه «فخور بما قام ويقوم به من أجل مصلحة لبنان أولا»، ومبديا استعداده للخضوع لما يقرره القضاء ورفع الحصانة النيابية عنه. وكانت التسجيلات الصوتية، التي نشرتها صحيفة «الأخبار» اللبنانية وبثتها محطة «أو تي في» التي يملكها العماد ميشال عون أثارت الكثير من التساؤلات في لبنان، حول حقيقة الدور الذي يلعبه النائب اللبناني صقر المبتعد عن لبنان منذ نحو سنتين، والمتهم من قبل الكثير من السياسيين (ووسائل الإعلام) بتمويل وتسليح المعارضة السورية. وتظهر هذه التسجيلات حوارات بين صقر ومعارضين سوريين يطلبون منه تزويدهم بالسلاح، بالإضافة إلى تسجيل له يقدم فيه تقريرا لمن يفترض به أن يكون رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري. ومنذ أن بدأت التسجيلات، انطلقت في بيروت حملة من قبل معارضي تيار «المستقبل» رأت في هذه التسجيلات «إدانة بالجرم المشهود» لصقر والحريري، الذي كان أعلن في وقت سابق أنه هو من كلف صقر القيام بالمساعدة للشعب السوري. وتعالت بعض الأصوات مطالبة بنزع حصانته ومحاكمته، حتى إن دعوى قضائية رفعت ضده، بينما سارع البعض في تيار «المستقبل» إلى التشديد على أن صقر «ليس عضوا في التيار». وعلمت «الشرق الأوسط» أن صقر «مستاء جدا» من الحملة التي تشن عليه، بالإضافة إلى بعض «التصريحات» التي صدرت على قاعدة «وقعت الواقعة فلتكثر السكاكين»، كما أسر إلى بعض معارفه. وعلم أيضا أن اتصالات مكثفة تجري في أروقة تيار «المستقبل» لتحديد كيفية التعاطي مع هذا الموضوع الحساس جدا. وبينما تردد أن مصدر هذه التسجيلات عملية تنصت إلكترونية، قالت مصادر مطلعة على الملف لـ«الشرق الأوسط» إن هذه التسجيلات أخذت من جهاز كومبيوتر سجلت عليه. وقد اتصلت «الشرق الأوسط» بالنائب صقر، الذي أجاب بعد عدة محاولات عن مدى دقة هذه التسجيلات وما أشيع عن أنها «مفبركة»، فقال صقر: «نعم هذا صوتي، وهذه كلماتي. أنا لم أعتد أن أنكر أو أتنكر لصوتي أو لكلامي، ولست خجلا من شيء مما فعلته وأفعله. وأنا كما كنت دوما تحت القانون، وأقبل بالخضوع الكامل لأحكام القانون. وإذا كان البعض يريد نزع الحصانة (النيابية) فأنا لا أختبئ وراء حصانتي، ولكني أسأل: (هل يجرؤ المتهمون الآخرون بالتورط في سوريا أن ينزعوا حصانة أحدهم وأنزع حصانتي ونخضع لمحاكمة؟)». واستغرب صقر الانتقادات التي وجهت لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قال إنني حر بما أقوم به، معتبرا أن كلام ميقاتي في ظاهره «أني حر بما أقوم به»، وفي باطنه حماية لفريقه السياسي الذي يعرف جيدا أنه إذا فتح الملف لن يكون لمصلحتهم ولا لمصلحة حكومته، متسائلا عن السبب في العتب على ميقاتي، وقد قدم لهم خدمة جليلة. وأضاف: «أنا أقول، وسأذكر بكلامي هذا في وقت لاحق، بأني أتحداهم أن يقبلوا بنزع الحصانة عني وعن أي واحد من الطرف الآخر. ما أفعله في سوريا يجسد قناعتي المطلقة وهو من مصلحة لبنان أولا. وأتحمل شخصيا (وشخصيا فقط) جميع المسؤوليات عما أقوم به». وقال: «وإن كنت مدعوا للمساءلة فأنا جاهز، وليأخذ القضاء مجراه حتى النهاية، ومن دون أي عائق». وردا على سؤال عن الدعوة له للاعتذار عما فعله، قال صقر: «إن كنت مدينا باعتذار، وأشدد على كلمة (إن كنت)، لأي أحد في لبنان أو سوريا، فلن أتأخر عن الاعتذار للشعبين اللبناني والسوري». وقال صقر: «لدي الكثير مما سأقوله قريبا وسأتحدث بصراحة، وبعدها ليتحمل كل طرف مسؤوليته؛ لأني أعرف أن ما يجري هو استغلال رخيص لحدث ما، هدفه الاغتيال السياسي الذي يمهد للاغتيال الجسدي.. لذلك سوف أرد قريبا على أصحاب هذا المنطق». وردا على سؤال عن حقيقة ما يقال عن تدخله في الأزمة السورية، وحجم هذا التدخل استنادا إلى هذه التسجيلات، قال صقر: «سأشرح كل الأمور وبشكل واضح. وليسجلوا كل ما سأقوله لأنه سيكون على الهواء مباشرة». وأضاف: «سأفعل هذا انطلاقا من حرصي على لبنان أولا، ومن قناعتي بنبل وقدسية هذه الثورة السورية، وهذا الشعب السوري العظيم الذي لم يظلم شعبا وتكالبت عليه هكذا عدد من الدول دفعة واحدة، اللهم إلا إذا استثنينا الشعب الفلسطيني، على مدى التاريخ». وعن الدور الذي لعبه الحريري في هذا المجال، قال صقر: «الرئيس الحريري قالها صراحة في بيان واضح، وأنا أؤكد عليه اليوم. هو كلفني بالمساعدة الإنسانية والسياسية والإعلامية للشعب السوري، لا أكثر ولا أقل. وهذه الحملة التي تطلق علي الآن هدفها طمس هذا الدور وتشويهه وتحريفه».

 

ميقاتي اتصل بمونتاني وطلب التدخل لاسترجاع جثامين اللبنانيين من سوريا ومعرفة مصير الآخرين

وطنية - أجرى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إتصالا بممثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان جورج مونتاني، وطلب منه تدخل الصليب الاحمر الدولي لدى السلطات المعنية في سوريا لاسترجاع جثامين اللبنانيين الذي قضوا في سوريا اخيرا والاستحصال على معلومات عن مصير الآخرين.

 

النائب مصباح الأحدب خلال اعتصام في طرابلس لأهالي شبان قضوا في تلكلخ: لوضع حد للمستكبر بالسلاح وإلا مزيد من المشاحنات في الداخل

وطنية - نفذ أهالي الشبان الذين قضوا في عملية تلكلخ في سوريا وأنصارهم اعتصاما بمشاركة النائب مصباح الأحدب، في ساحة التل، في طرابلس، للمطالبة ب"استرداد جثث أبنائهم ومعرفة مصير المفقودين".

ورفع المشاركون الرايات السوداء ولافات دعت الدولة إلى "التدخل وإحضار الجثامين قبل فوات الأوان". ورددوا هتافات منددة ب"النظام السوري".

وحذر إمام مسجد النور الشيخ محمد ابراهيم في كلمة "المسؤولين في الدولة من السكوت والصمت تجاه هذه القضية"، مطالبا ب"العمل على كشف مصير هؤلاء الشباب"، وقال: "نحذر من أنهم سيتخذون خطوات تصعيدية في حال التلكؤ في كشف مصير ابنائهم".

ديب

ودعا مالك الحج ديب، وهو شقيق أحد الشبان الذين شاركوا في عملية تلكلخ، "المسؤولين إلى العمل بجد لكشف مصير الشبان"، معلنا عن "اعتصام سيقام يوم غد في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في طرابلس، احتجاجا على تقاعس المسؤولين عن كشف مصير أبنائهم".

الأحدب

من جهته، قال الأحدب: "أتينا اليوم لنتضامن معكم لأن الذين استشهدوا في سوريا اليوم هم من ابناء طرابلس، وقاموا بردة فعل يقوم بها أي شخص عندما يرى أن سياسة النأي بالنفس غير موجودة في لبنان. لا نستطيع أن نقبل بأن تكون السياسة الرسمية للبنان سياسة نأي بالنفس، وأن يكون هناك، في المقابل، من يذهب ويعتبر أنه جاهد دفاعا عن نظام يقصف بطائرات الميغ أهله وأهلنا".

أضاف: "نحن أولاد طرابلس، لدينا علاقات عائلية مع أولاد حمص وحلب وحماه وكل سوريا، وما نتمناه أن يكون النأي بالنفس حقيقيا، ولكن إذا أرادوا النأي بالنفس، فهذا لا ينطبق على فريق ويستثنى منه فريق آخر. نحن اولاد طرابلس مسلمون، ونفتخر بإسلامنا، قد لا أكون اسلاميا مثل الشيخ الذي انتقد السياسيين والعلماء الذين لم يهتموا بهذه القضية، فالجميع يعلم عندما كنا ندافع، بوجود النظام السوري الظالم، عن الملتحين المسجونين، أحدا لم يساندنا".

وتابع: "كلنا في طرابلس يد واحدة، الاسلامي وغير الاسلامي، لأننا لا نقبل بمناصرة الظلم، وما يجري في سوريا ظلم، وإن أردتم تحييد لبنان فنحن معكم، ولكن لا نقبل بأن يبقى فريق لبناني يفتخر بأنه يحارب مع النظام السوري، فما جرى اليوم سيكبر غدا وبعده، والجميع سيناضل ويقاوم حينها".

وختم: "نتمنى على الدولة ان تضع حدا للمستكبر بالسلاح، واذا استطاعت أن تمنع هؤلاء من دعم النظام السوري، فنحن معها، واذا لم تستطع فلينتظروا المزيد من المشاحنات في الداخل، فالذين استشهدوا هم اولادنا، وننتظر عودة جثامينهم. كما ننتظر عودة من فقد، ونقول للسياسيين في طرابلس وغيرها، والذين لهم علاقات جيدة مع النظام السوري، اذهبوا وعودوا الينا بالمفقودين وجثامين الشهداء".

 

السنيورة استقبل الاحدب

وطنية - استقبل رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في مكتبه في بلس ظهر اليوم، النائب السابق مصباح الاحدب، وتركز البحث على الاوضاع الراهنة من مختلف جوانبها.

 

اهالي ضحايا كمين تلكلخ ازالوا الخيمة في جوار مسجد النور

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس محمد سيف ان اهالي الضحايا الذين سقطوا في كمين تلكلخ في سوريا، ازالوا الخيمة التي نصبوها قبل يومين بجوار مسجد النوار في حي المنكوبين شمال طرابلس، من اجل اعطاء فرصة للدولة اللبنانية لتلبية طلباتهم. وقال امام وخطيب المسجد الشيخ محمد ابراهيم: "نحن نعطي الفرص للدولة ونطالبها بالعمل لمعرفة مصير 17 شابا من ابنائنا فقدناهم ولابد من احضارهم احياء كانوا ام امواتا، وان كانوا اسرى فليخبرونا". وتساءل عن "صمت الدولة وعما تسبب بهذا الكمين". اضاف مندوب الوكالة انه يتم التحضير للاعتصام الذي دعا اليه الاهالي في ساحة التل "ساحة جمال عبد الناصر".

 

أنباء متضاربة عن عدد قتلى كمين تلكلخ اللبنانيين والتلفزيون السوري يعرض صورا لجثثهم

مصدر ميداني لـ «الشرق الأوسط»: المجموعة دخلت سوريا قبل شهرين

بيروت: نذير رضا /تفاعلت قضية اللبنانيين الذين قتلوا في تلكلخ بعد تسللهم إلى سوريا للقتال إلى جانب الجيش السوري الحر، إذ أعلن التلفزيون السوري أن 21 لبنانيا سقطوا بين قتيل وجريح، وبث أمس صورا لهم إلى جانب صور بطاقات هوياتهم، بينما بقيت الأنباء في بيروت متضاربة حول عددهم وجنسياتهم. وأعلن التلفزيون السوري الرسمي، أن 21 لبنانيا قضوا بين قتيل وجريح في كمين نصبه الجيش السوري بين قريتي تلسارين وبيت قارين في منطقة تلكلخ بحمص السورية القريبة من الحدود اللبنانية. وقال إن القتلى والمصابين «كانوا يحاولون التسلسل من منطقة وادي خالد الحدودية إلى سوريا»، كما بث صورا لعدد من الجثث مرفقة بهويات لبنانية.

لكن مصدرا ميدانيا من الحدود اللبنانية - السورية، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المجموعة التي وقعت في كمين «خلال عملية أمنية محكمة» للجيش السوري النظامي «لم تدخل إلى الأراضي السورية في الأمس القريب»، مشيرا إلى أن المجموعة «دخلت إلى سوريا قبل أكثر من شهرين، وجرى اكتشافها مؤخرا». وقال المصدر إن «الحدود اللبنانية - السورية مغلقة بشكل محكم، بعد انتشار الجيش اللبناني على الحدود قبل أكثر من شهرين، بحيث لا يمكن دخول أي شخص إلى داخل الأراضي السورية». من ناحية ثانية، أكدت مصادر باب التبانة لـ«الشرق الأوسط» أن المجموعة «خرجت من المنطقة قبل فترة، حيث لم يشهد أي من هؤلاء في طرابلس أو باب التبانة خلال الفترة القريبة الماضية». وأكدت المصادر مقتل أربعة أشخاص لبنانيين «أحدهم من آل سرور، والآخر من آل زريقة، والثالث من آل علم الدين والرابع من آل الآغا، بينما المفقود هو من آل الأيوبي، ولم يعرف عن مصيره أي شيء». وأكدت المصادر أنه «لا أحد يعرف عن المجموعة أي شيء، ولا عن عددها أو هوية أفرادها»، مشيرة إلى أن الصور التي بثها التلفزيون السوري «غير واضحة، مما جعل إمكانية تمييزها أو معرفة هوياتها مستحيلة، وهي مختلفة عن الصور التي وصلت إلى أهالي المنطقة عن جثث المفقودين». ورجحت المصادر أن يكون بعض القتلى «سوريين»، إذ «لم يعلن أي شخص عن فقدان أحد أفراد عائلته». وأكدت المصادر أن هؤلاء الأربعة «معروفون بالتزامهم الديني الإسلامي، لكنهم لا ينتمون إلى أي حزب لبناني». إلى ذلك، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن عددا من شبان منطقة المنكوبين في طرابلس المحاذية لمنطقة جبل محسن قاموا مساء أول من أمس بنصب خيمة كبيرة على طريق فرعية بالقرب من مسجد النور، احتجاجا على الأخبار المتوافرة عن سقوط لبنانيين من طرابلس وجوارها في منطقة تلكلخ في سوريا، من دون تحديد مصيرهم إن كانوا قتلى أو أسرى أو جرحى. وأكد الشبان «استمرار نصب الخيمة لمدة يومين»، مطالبين الدولة بـ«التدخل وتحديد مصير الشبان الذين لا يتجاوز أعمار أحدهم العشرين عاما»، مهددين «بنقل هذه الخيمة إلى الطريق الدولي في منطقة البداوي التي تربط طرابلس بعكار والحدود السورية». في هذا الوقت، نشرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية تقريرا من بيروت أشارت فيه إلى أن «جبهة النصرة» هي التنظيم الجهادي الذي ينظم عمليات انتحارية ضد النظام السوري، مستخدما «جهاديين» سوريين وآخرين تطوعوا من بلدان عدة، إسلامية وأوروبية. والتقت الصحيفة أحد قادة التنظيم، والذي يطلق على نفسه اسم ياسر الصباحي في مدينة طرابلس في شمال لبنان، وأوضح أنهم «يعتمدون العمليات الانتحارية حين يريدون مهاجمة هدف كبير، كسرب من الدبابات مثلا أو قاعدة محصنة».

 

جميل السيد: مستعد للتدخل لحل تداعيات حادث تلكلخ في حال تكليفي

وطنية - تمنى المدير العام للأمن العام السابق اللواء الركن جميل السيد على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "الذي دعا الأفرقاء إلى طاولة الحوار في السابع من كانون الثاني، أن تنحصر مواضيعها بالأمن والقضاء، خصوصا وأن هذين الموضوعين يؤمنان إجماعا وطنيا شاملا ويحافظان على ركائز البلد في ظل الأزمات الخطيرة التي تتهدده والتطورات السريعة التي تشهدها المنطقة، ولأن الظروف لا تسمح بمعالجة الإستراتيجية الدفاعية والمحكمة الدولية بانتظار جلاء الوضع في سوريا". واعتبر في تصريح، أن "المواطنين اللبنانيين الذين قتلوا أو خطفوا بعد تسللهم من الشمال إلى منطقة تلكلخ السورية، هم شبان غرر بهم من قبل قيادات سياسية"، مبديا استعداده "للتدخل لدى القيادة السورية لحل هذا الموضوع الوطني والإنساني، في حال كلف من قبل فخامة الرئيس سليمان الحريص كل الحرص على سلامة المواطنين اللبنانيين أينما وجدوا".

وأشار الى أن "هناك تسجيلات أخرى لم تبث بعد، تبين مدى تورط النائب عقاب صقر في موضوع تسليح بعض فصائل المعارضة السورية وتقديم كل الدعم لها بتكليف من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وهي تتحدث عن تفاصيل مفصلة وجدية إلى حد بعيد بدليل الإتصالات التي أجراها المعنيون لمعرفة ما يوجد من جديد في هذا الموضوع".

وفي موضوع المحكمة الدولية، رأى السيد أن "هناك أكثر من 13 ألف دليل وأكثر من 500 شاهد يبرهن -وإلى حد بعيد- أن لا أدلة جدية ولا شهود حقيقيين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، معتبرا أن "ما يجري هو مجرد ضغوطات على المحكمة والدفاع للوصول إلى الغاية المنشودة". وإذ لفت الى انه في موضوع شهود الزور "اعتبر رئيس المحكمة الدولية أن ليس من اختصاص المحكمة النظر فيه إلا بطلب من الحكومة اللبنانية"، أكد السيد أنه كان "طلب أدلة تتعلق بخمسة وعشرين شخصا، لكن الأدلة التي سلمت له تستثني تسعة أشخاص ومنهم صحافي معروف بميوله السياسية ومقيم في باريس في هذه المرحلة"، معتبرا أن "موضوع شهود الزور قد مات سياسيا لكنه لم يمت قضائيا بل يتغذى". وفي مجال آخر، اعتبر السيد أن "المعارضة اخطأت وإلى حد كبير بحق الشهداء الذين سقطوا من العام 2005 وصولا إلى اليوم مع استشهاد اللواء وسام الحسن"، لذلك دعاها إلى "عدم استثمار الدماء سياسيا، فهل يجوز أن يكون ثمن اغتيال الرئيس الحريري انسحاب القوات السورية من لبنان وإنشاء المحكمة الدولية، وثمن اغتيال اللواء الحسن إسقاط الحكومة والمطالبة بنزع سلاح حزب الله؟"، مشددا على أن "المطالبة بالأثمان السياسية تجعل المجرم يستشرس في إجرامه لأن المعنيين لا يطالبون بالحقيقة التي أصبحت الضحية الكبرى بعد كل جريمة". وختم قائلا: "أليس من المعيب أن تقيم المعارضة مهرجانات لإسقاط الحكومة في حين أن ملف التحقيق في جريمة اغتيال اللواء الحسن ما زال شبه فارغ؟".

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: عدم استقالة ميقاتي تشجيع على الاغتيال

المستقبل/رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، في عدم استقالة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "تشجيع على الاغتيال"، معتبراً أنه "فضّل الموقع الشخصي والمصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية، وأظهر أنه من أكثر رؤساء الحكومات انصياعاً للوصاية". وشدد في حديث الى تلفزيون "المستقبل" أمس، على ان "المصالحة الوطنية وحدها قادرة على القيام بلبنان وإخراجه من الازمات التي تعصف به"، مؤكدا أن "حزب الله يقف حتى الآن في وجه قيام هذه المصالحة". ولفت الى أن "سلاح حزب الله لم يقدم خدمة للبنان عموماً وللشيعة خصوصاً، الا نشر الفوضى وحماية الفساد والانتهازية، كما أحدث انقساماً غير مسبوق بين مختلف فئات الشعب اللبناني"، مطالباً الحزب بـ "مراجعة سياساته وان يمتلك شجاعة الاقدام على المصالحة الوطنية كي يخرج نفسه من العزلة ويخرج البلد من مأزقه". ووصف المبادرة الجنبلاطية بأنها "انتقادية اكثر مما هي مبادرة سياسية"، معتبراً أنه لو أراد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لهذه المبادرة أن تكون سياسية وجدية "لكان استقال من الحكومة أو طالب بتغييرها، ولكان طلب من حزب الله الموافقة العلنية على اتفاق بعبدا". وقال: "الحكومة ليست سوى جثة سياسية سيسقطها النقابيّان نعمة محفوض وحنا غريب. وعدم استقالة ميقاتي من الحكومة تشجيع على الاغتيال. وعندما اغتيل الشهيد وسام الحسن أعلن ان طائفته مستهدفة ونسأله اليوم ماذا فعل ليرفع الاستهداف عنها؟. ميقاتي الذي اعتبر انه قام بانجازين الاول تمويل المحكمة الدولية والثاني حماية رموز 14 آذار من الاغتيال ماذا فعل بعد اغتيال اللواء الحسن؟ لقد فضّل الموقع الشخصي والمصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية وأظهر انه من أكثر رؤساء الحكومات انصياعاً للوصاية". واعتبر ان "كل حديث عن فراغ هو تضليلي، فالدستور يغطي الفراغ، لكن فريق 8 آذار بقيادة حزب الله وبتغطية منه يعطل الدستور والبلد"، محملاً فريق 8 آذار "مسؤولية الانهيار الاقتصادي وعدم إقرار موازنة منذ ثمانية أعوام". ورأى أن مجلس النواب مسؤول عن تجميد كل المشاريع المفيدة للبلد.

 

للفوز في الإنتخابات... خطاب ميشال معوض نموذجاً

شارل جبور/جريدة الجمهورية

أهمية كلمة رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، في الذكرى الثالثة والعشرين لاستشهاد الرئيس رينه معوض ورفاقه، تكمن في إعلائها ثوابت 14 آذار وتسميتها الأشياء بأسمائها، هذا الأسلوب الذي يعيد وحده استنهاض الرأي العام الاستقلالي ويطوي معه خيبات الأمل من قياداته.

«المعركة هي معركة أكثرية في وجه مشروع إيران» (ريشار سمور)

-تميّز معوض بخروجه عن المألوف أو السقف المرسوم والأفكار المكررة، وطرح بجرأة ما يُثار في الكواليس والغرف المقفلة ويتداوله الرأي العام على نطاق واسع، ومن أبرز هذه الأفكار:

أولا: إذا كان لا يختلف اثنان أنّ سبب كل أزمات اللبنانيين ومآسيهم هو النظام السوري، إلّا أن الدور الإقليمي لهذا النظام تعطّل بعد اندلاع الثورة، وبالتالي مواصلة بعض قوى 14 آذار التصويب حصراً عليه عن قصد أو غير قصد يشكّل تعمية للواقع السياسي وتبرئة للدور الإيراني الذي كان يَتلطّى خلف البعث السوري بغية إخضاع لبنان وخطف القرار العربي.

فالثورة السورية بهذا المعنى كشفت المشروع الإيراني على حقيقته، وفتحت الباب لانطلاق المواجهة معه. هذه المواجهة التي كان يصعب فتحها قبل خروج الجيش السوري من لبنان، ومن ثم انهيار النظام البعثي.

ثانياً: حذّر معوض، ولو بطريقة غير مباشرة، من أي تسوية على شاكلة «اتفاق الدوحة» أو مصالحة على طريقة الـ"سين سين»، قاطعاً الطريق على أيّ مساكنة مع «حزب الله» قبل وقف آلة القتل وتسليم سلاحه والتزامه بالدستور وخضوعه للدولة ومؤسساتها.

فالتجربة دَلّت على أن هذا الحزب يستحيل أن يتراجع عن مخططه الهادف إلى الإطباق على لبنان وتجديد الوصاية عليه، وأيّ تساهل معه يعني المساهمة في إعطائه لبنان على طبق من ذهب.

وبالتالي، فإنّ القوى السيادية محكومة بخيار أوحد هو فكّ الارتباط معه نهائياً إلى حين انخراطه في الدولة بشروط الدولة، ما يجعل رفض الحوار معه من باب تحصيل الحاصل.

ثالثاً: أكد معوض أن «قرارنا هو المواجهة من أجل لبنان والاستقرار والسلام، ولكننا لن نواجه المذهبية بالمذهبية والسلاح بالسلاح، بل بالميثاق والشراكة المسيحية - الاسلامية».

فالشراكة التي أخرجت سوريا من لبنان هي وحدها الكفيلة بإخراج إيران بعيداً عن منطق التمذهب والتسلح، وهي دعوة للمسيحيين بعدم الانكفاء عن هذه المواجهة، لأن انكفاءهم ينقل المواجهة من إطارها الوطني إلى المذهبي ويفوّت على اللبنانيين فرصة دَحر الوصاية الإيرانية.

رابعاً: تمكّن معوض من التوفيق بين ضرورة الحصول على الأكثرية النيابية من دون وسطيين وبين الدعوة لحماية هؤلاء الوسطيين الذين يصطلح دورهم فقط بعد الفوز بأكثرية واضحة من دونهم، خصوصا أن الحالة الوسطية أو الاستقلالية مطلوبة وبإلحاح، شريطة أن يكون محركها ضميرها الوطني لا السلاح المصوّب إلى رأسها، وهذا الكلام موجّه بالدرجة الأولى إلى الحالة الجنبلاطية.

وفي موازاة هذه المسألة، ثمّة إعلان صريح عن حتمية ممارسة قوى 14 آذار الحكم من خلال تشكيل حكومة سيادية بعيدا عن حكومات التعطيل المسمّاة وحدة وطنية.

خامساً: أعاد معوض الاعتبار للمعادلة التي أطلقها فريق أمانة 14 آذار عشية انتخابات العام 2009 بأنّ المعركة ليست معركة أحجام داخل 14 آذار، إنما معركة حجم الحركة الاستقلالية على مستوى الوطن، وذلك بقوله: «المعركة هي معركة أكثرية في وجه مشروع إيران وليست معركة أحجام داخل 14 آذار». فالمواجهة مصيرية والأولوية هي لانتصار المشروع السياسي على أي اعتبار آخر.

إنّ أهمّ ما في خطاب معوض ليس تكرار الثوابت من حصرية السلاح داخل الدولة إلى تأييد الربيع العربي، إنما الإعلان بشكل واضح أنّ تحقيق هذه الثوابت يتطلب وضع آلية وخطة وسقف سياسي، من دونها سيبقى «حزب الله» مهيمناً على القرار الوطني اللبناني.

 

فتنة مذهبيّة لبنانية على الأرض السورية

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

التحذيرات من وقوع الفتنة المذهبية في لبنان أصبحت من الماضي. لبنانياً، الفتنة وقَعَت، وهي حيّة... وتُرزق، ولكن على الأرض السورية. وإلّا فماذا يُسمّى سقوط «الشهداء» للشيعة والسنّة اللبنانيين على ضفّتَي القتال الدائر في سوريا؟ عندما عادت جثامين المقاتلين من "حزب الله" إلى لبنان لتشييعهم في قراهم، بقي "الحزب" لأيام عدة حذراً في الكلام. هو لا يريد تأكيد مشاركته في أعمال عسكرية داخل الأراضي السورية، لكن استمرار سقوط المقاتلين لمدة طويلة، واستمرار استقبال الجثامين في القرى، بين الأهل والأقارب، لا يمكن أن يبقى طويلاً طيّ الكتمان. ولذلك، خرج "الحزب" بالتسوية: هؤلاء المجاهدون سقطوا في الدفاع عن لبنانيين شاءت مقتضيات الجغرافيا المحاذية للحدود أن يكونوا حيث هم. في المقلب الآخر، لم يكن هناك أيّ كلام على مشاركة سنّية في القتال إلى جانب المعارضة. وعلى الأقلّ، لم تكن حتى التنظيمات الإسلامية السنّية تبوح بدور لها في المعارك الأهلية السورية. وفي اليوم الذي أثير فيه الجدل حول طبيعة الدعم الذي يقدّمه النائب عقاب صقر إلى "الجيش السوري الحرّ"، أو إلى المعارضة السورية، فوجئ الجميع بالكشف عن سقوط مقاتلين إسلاميّين لبنانيين وخطف آخرين، وهؤلاء كانوا في طريقهم إلى الانخراط في القتال إلى جانب المعارضة، قرب تل كلخ. سارع تيار "المستقبل" إلى نفي علاقته بالمقاتلين، لكن اللافت أن قادة التيار ونوابه بدوا متفهمين لمشاركة هؤلاء في القتال ضدّ نظام الرئيس بشار الأسد، وأطلقوا على القتلى صفة "شهداء". وهكذا يصبح ممكناً القول إن دخول مقاتلين إسلاميين سُنّة من لبنان إلى سوريا بات يحظى على الأقل بالتفهُّم من جانب المعتدلين السنّة، ومنهم "المستقبل". وتصبح المعادلة كالآتي: مجاهدون شيعة يحظون بتفهُّم من قادة الطائفة، يقابلهم مجاهدون سنّة يحظون بالتفهُّم من قادة الطائفة. ويتقاتلون في سوريا، بالنيابة عن القوى المعتدلة هنا وهناك... وبرضاها أو شبه رضاها، في حمص وجوار بعلبك - الهرمل كما في تل كلخ وجوار عكار وطرابلس.

العائدون ببذور الفتنة

عملياً، القتال المذهبي انطلق لبنانياً، لكنّ مارد الفتنة ما زال في القمقم السوري. وما من أحد كان يتصوَّر أن قتالاً مذهبياً لبنانياً، بالواسطة، سيقع في سوريا. ولو كان حتى اليوم في إطار ضيق نسبياً، فهو مرشح للاتساع مع الوقت. وأساساً قلائل هم الذين توقّعوا اندلاع الحرب المذهبية يوماً في سوريا. وإذا كان القلائل هم الذين يخشون انتقال الشرارة لاحقاً عبر الحدود إلى لبنان، فذلك لا ينفي احتمالاته. فالمقاتلون العائدون من جهادهم في سوريا يمكن أن ينقلوا معهم بذور التوتر المذهبي إلى لبنان، حيث الأرض خصبة. ويجب الاحتفاظ بعربون تقدير للممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز الذي ختم ولايته في بيروت بتحذير مُبكر، في صيف 2011، صدم فيه الجميع، من إمكان انتقال الشرارة المذهبية السورية إلى لبنان. لكن هذا التحذير أطاحته القوى اللبنانية المنخرطة في معارك سوريا الأهلية، وعلى أساس مذهبي. فهي تجاهلت التحذير لواحد من سببين:

- إمّا لأنها تضع مصالحها الإقليمية فوق المصلحة اللبنانية، وهي تخوض في سوريا معركة حياة أو موت للمحور الإستراتيجي - المذهبي الذي تنتمي إليه. - وإمّا لأنها تمتلك ثقة في القدرة على الحسم والانتصار سريعاً، بحيث يصعب على الخصوم أن يرفعوا رؤوسهم ويواجهوا، أي قبل أن تتكوّن العناصر الكفيلة بإشعال الفتنة المذهبية. أيّاً تكن الصورة، فالدم اللبناني بفئتَيه الشيعية والسنّية قد أُريقَ وسيراقُ في المواجهة المذهبية، على أرض سوريا. سوريا التي لطالما لعبت على الخشبة اللبنانية "تراجيديا" الدم، شيعياً وسنياً ومسيحياً. والبقية تأتي... في سوريا، وربما في لبنان.

 

الراعي في موقفه من الإنتخابات: أقرب إلى سليمان من عون

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

لم يكن غريباً ما قاله العماد ميشال عون لوفد الحزب التقدّمي الاشتراكي لجهة رفضه الضمنيّ وقبوله العلني بالقانون الأرثوذكسي، فهذا الموقف لا يعدو كونه استمراراً لمناورات، ثَبُت أنّها لا تهدف إلى تحسين التمثيل المسيحي في الانتخابات بل إلى استعمال القانون الانتخابي مادةً دعائية للفوز في الانتخابات، بغضّ النظر عن صحّة التمثيل المسيحي، وغيره من الشعارات.

يمكن وصف العماد عون بأنّه وقع في فخّ نصبَه لخصومه. فبغضّ النظر عن قانون الستّين الذي أعاد الحقّ إلى أصحابه، عندما أعلن أُبُوّته له من الدوحة، فإنّ الإرباك الذي الذي يعيشه عون هذه الأيام ناتج عن استعمال خصومه، أي مسيحيّي "14 آذار" الأسلوب نفسه الذي استعمله هو معهم.

إتّفق هؤلاء الخصوم بجهد جهيد، فارتأوا بعد تشكيل لجنة نوّاب ثلاثية من "الكتائب" و"القوات" و"المستقبل"، تقديم قانون الدوائر الصغرى الذي يرفع التمثيل المسيحي إلى 55 نائباً وما فوق.

فإذا بعون يتراجع عن مبدأ إعادة الحقّ لأصحابه، من خلال إصراره على تمرير قانون النسبية الذي شوّهته تقسيمات الدوائر، ليعود بعدها إلى تقديم اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي إلى مجلس النوّاب بعدما أنكره في الأمس قبل صياح الديك.

وقد بدا بعد هذا الإنكار أنّ عون سيفشل فشلاً ذريعاً هذه المرّة، في تكرار ما فعله في العام 2005 عندما وفّر له التحالف الرباعي منصّة لاتّهام خصومه، بأنّهم يفرّطون بحقوق المسيحيّين. هنا لا بدّ من التوقّف عند النغمة العونية التي تتّهم مسيحيّي "14 آذار" بالتبعية لتيار "المستقبل"، للقول إنّها فقدت قدرتها على الإقناع، خصوصاً بعدما تمكّن مسيحيّو "14 آذار" من فرض توازنٍ أدّى إلى الاتّفاق على الدوائر الصغرى، وهو ما لم يكن متوافراً لو لم تقف "القوات" و"الكتائب" موقفاً حازماً أدّى الى موافقة تيار "المستقبل" على قانون الدوائر الصغرى.

لا يبدو هذه المرّة أنّ العماد عون سيستطيع الإفادة من التحريض السياسي الذي يتقنه جيّداً، وتثميره في الصناديق، فالقانون الأرثوذكسي الذي أنكره، وراءه، وقانون الدوائر الصغرى الذي يؤمّن التمثيل المسيحي الأفضل أمامه، وأيّ حملات دعائية غير مدروسة لتكفير الخصوم لن تنجح، لأنّ هؤلاء قادرون على ممارسة الفعل ذاته، لتعرية تلكّؤ عون في الموافقة على قانون يعيد الحقّ إلى أصحابه.

وما يضيف الى أزمات الجنرال أزمة جديدة، المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التي ذهبت إلى حدّ المطالبة بحكومة جديدة تدير الانتخابات، بأيّ قانون حتى لو كان قانون الستين.

هذه المواقف أظهرت أنّ عون لا يسير في اتّجاه واحد مع الكنيسة، في موضوع الانتخابات. فالنقاش على طاولة بكركي في شأن القانون الأفضل للمسيحيّين لم يكن غامضاً. المحاضر تتحدّث عن مطالبة بقانون الدوائر الصغرى كأحد المطالب المسيحية الرئيسة، ولهذا من الصعب على عون، كما على راعي ذاك الحوار، أن يتنصّل ممّا قيل على الطاولة وممّا تمّ التعهّد به، في ظلّ وجود قانون الدوائر الصغرى الذي وافق عليه تيار "المستقبل" أثناء زيارة الرئيس فؤاد السنيورة إلى بكركي. الأزمة الأخرى التي تطرحها المواقف الأخيرة للبطريرك الراعي بالنسبة إلى عون، هي أنّها باتت تقترب أكثر من مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يرفض رفضاً باتّاً تأجيل الانتخابات، حتى ولو أجريت بقانون الستّين، وتشير المعطيات الى تنسيق حصل بين البطريرك والرئيس سبق المواقف الأخيرة للراعي. خيارات ثلاثة تبقى أمام عون بعد استنفاد الحملات الدعائية على خصومه المسيحيّين: إمّا البقاء على معارضة قانون الدوائر الصغرى، وهو ما يعرّيه مسيحيّاً أمام الكنيسة والرأي العام، أو اللجوء إلى تبنّي القانون الأرثوذكسي، وهو ما يُدخل حلفاءَه في امتحان صعب، أو الاندفاع نحو خيار تأجيل الانتخابات بداعي انعدام الأمن. يبقى الخيار الثالث الأقرب الى الواقع، خصوصاً أنّ حلفاء الجنرال لديهم القدرة على تعطيل الانتخابات، وهم لن يسمحوا بفوز قوى "14 آذار" التي تستطيع أن تستعيد الأكثرية إذا ما أجريت الانتخابات على أساس معظم صيغ القانون المتداولة.

 

شمعون: الوطن في "وعكة صحية".. ولا علاجات جذرية في لبنان   

أكد رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون أن "الوطن الآن في وعكة صحية، لا سيما مع حكومة مقصرة على جميع الصعد، إضافة إلى وضع أمني واقتصادي وسياسي سيء". ولفت، في حديث لإذاعة "صوت لبنان"، إلى أن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل "لا يمكنه أن يدخل إلى مناطق عدة يسيطر عليها حزب الله فيما حزب الله موجود في الحكومة، مشيرًا الى أنه "لا يمكن ان ننسى أن هناك جهازاً أمنياً لا يملك الخبرة الكافية للقيام بدوره على اكمل وجه". واستطرد قائلاً: "لا يوجد علاجات جذرية في لبنان، وما نمر به هو حالة احتضار وفي انتظار ما سيحصل في الأزمة السورية"، معتبراً أن الجيش "ليس القوة الوحيدة على الأرض في لبنان بل هناك جيوش وإلا لتمكن من ضبط الوضع الأمني، فقبل كل شيء يجب أن يخرج النظام السوري من لبنان كما حلفاؤه وفي أسرع وقت". أما عن الحدود اللبنانية السورية فأشار شمعون إلى أنه "يجب ضبطها، كما يجب نشر قوات دولية على طول الحدود". واعتبر أن "النظام السوري ساقط لا محالة وحزب الله يعلم بهذا الأمر وبالتالي لا أظن أن حزب الله قد يقوم بأي عمل يخسره مع كل ما انجزه من انتصارات"، مراهنا على "حكمة" حزب الله عندما يكون له مصلحة في ذلك "فهو ما زال يتمسك بولاية الفقيه ويعمل لها لو لم يعلنها لغاية الآن". وعن موضوع طاولة الحوار، اعتبر شمعون أنه "لا لزوم للجلوس الى طاولة الحوار في حال كان البحث بسلاح حزب الله مرفوض، فبيت القصيد هو سلاح حزب الله". وعن مبادرة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، ذكر شمعون بأنه سمى جنبلاط بـ"مرشد الجمهورية، ففي كل مدة يرشدنا الى ما يجب أن نفعله في لبنان". ودعا الى تأليف حكومة محايدة من تقنيين وإختصاصيين "يعملون على إجراء إنتخابات برلمانية نزيهة في لبنان"، معلناً أنه مع الدائرة الفردية لكنها تتطلب وقتا طويلا. وختم حديثه معتبرا أنه "من الآن ولغاية أول الربيع، اذا سقط الحكم في سوريا فان حلفاء سوريا سوف تنكسر شوكتهم في لبنان".

 

جعجع: عدم نشر الجيش على الحدود جريمة كبرى قانون الستين لم يعد يعطي الواقع اللبناني الحالي حقه

وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "لا نية لدى فريق 14 آذار بالتخلي عن مواجهتها الحالية للواقع الظالم القائم، وان المقاطعة اعتمدت لمواجهة هذا الواقع"، موضحا أن "قرار المشاركة في اجتماعات اللجنة الفرعية التي تدرس مشاريع قوانين الانتخابات هي من منطلق الرهان الأساسي والعميق على الانتخابات للخروج من الواقع الراهن".

وقال جعجع في حديث الى اذاعة لبنان الحر "إن الانتخابات النيابية تحتاج حتى تحصل الى قانون انتخابي جديد"، مجددا القول "إن قانون الستين لم يعد يعطي الواقع اللبناني الحالي حقه"، مشيرا الى أن "هذه اللجنة يمكن اعتبارها سياسية لآنها تجمع مختلف الافرقاء للبحث في قوانين الانتخاب الجديدة الممكنة". وأعرب عن اعتقاده بأن "غاية الفريق الآخر الوصول الى قانون انتخابي يمكنه - وتحديدا لحزب الله- من الامساك بالسلطة أكثر من الوصول الى تصحيح صحة التمثيل"، مشددا على أنه "في الوقت نفسه علينا وضع كل الجهد والوقت والتعب الممكن للتوصل الى قانون انتخاب جديد محق".

وانتقد جعجع بعض مواقف 8 آذار، سائلا: "كيف إن قانون لبنان دائرة واحدة يؤمن صحة التمثيل، وهل من الواقعي طرح لبنان دائرة واحدة في الوقت الراهن".

وأردف: "ألا نرى ما يحصل من صيدا الى طرابلس ومن عرسال وبعلبك وصولا الى الضاحية الجنوبية فنطرح لبنان دائرة واحدة"، مشيرا الى أن طروحات كهذه تزيد انطباعه على أن "الفريق الاخر يريد فقط قانونا انتخابيا يوصله الى السلطة أكثر من التوصل الى صحة تمثيل". وقال رئيس حزب القوات ردا على كلام عون عن أن الدوائر الصغرى تفتيت للبنان "أذكره بمؤتمر المسيحيين المشرقيين الذي عقد في ال 2007 والذي كان التيار الوطني الحر في صلبه، وفي 3 كانون الأول 2007 صدرت عنه وثيقة عليه الرجوع اليها لأنه يبدو أنه نسيها". وأوضح أن "الوثيقة تنص ضمن بنودها على ضرورة تغيير قانون الانتخابات واعتماد قانون الدوائر الصغرى تحديدا كما سماها للوصول الى صحة التمثيل".

وسأل: "كيف يكون لديهم رأي وينتقلون الى آخر لسبب وحيد وهو أن الدوائر الصغرى ليست من مصلحة حزب الله؟".

واضاف:"هل نبحث عن قانون انتخابي لخدمة مصالح حزب الله فقط أم لتأمين صحة التمثيل؟". مشددا على أن "القانون الوحيد الذي يؤمن صحة التمثيل من بين القوانين المطروحة هو قانون الدوائر الصغرى وإلا فليتقدم أي فريق بأي قانون يؤمن صحة التمثيل أكثر منه". ولفت الى أن "مشروع قانون الحكومة لا يختلف إلا بشكل طفيف عن قانون الستين".

أما بالنسبة لموضوع شبان طرابلس، فأسف جعجع لمقتل شبان لبنانيين من طرابلس أو غيرها من المناطق في سوريا. وقال:"بقدر ما نؤيد الشعب السوري في سعيه للحصول على حريته بقدر ما نحن لسنا مع تدخل عسكري لبناني من أي جهة وبأي شكل في الأزمة السورية".

وشدد على أن "الجهة التي عليها مسؤولية ترجمة مواقف كل الأفرقاء اللبنانيين وخصوصا حكومة ما يسمى سياسة النأي بالنفس، الاجتماع بشكل فوري وعاجل اليوم قبل الغد وضبط الحدود اللبنانية شمالا وشرقا بشكل كلي"، موضحا ان "القرار الدولي 1701 يتيح للحكومة اللبنانية الاستعانة بقوات دولية عند الضرورة لأن الجيش اللبناني ليس كافيا لوحده لضبط الحدود".

وأكد "أن هناك تقصيرا كبيرا في هذا المجال"، معتبرا ان "عدم اتخاذ الحكومة قرارا حتى الساعة بنشر الجيش على طول الحدود، هو جريمة كبرى في حق لبنان".

واستبعد جعجع أن تتخذ الحكومة قرارا كهذا "لأن حزب الله يريد أن تظل الحدود الشرقية "فالتة" ليستطيع متابعة تحركاته عليها من دون حسيب أو رقيب".

 

الجميل استقبل وفدا من الحزب التقدمي: متفقون على ضرورة الحفاظ على الكيان والميثاق

وطنية - استقبل رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل ظهر اليوم في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وفدا من الحزب التقدمي الإشتراكي برئاسة الوزير غازي العريض وعضوية الوزيرين وائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو، وأمين السر العام للحزب ظافر ناصر. وحضر عن حزب الكتائب نائبا الرئيس شاكر عون وسجعان قزي، والأمين العام ميشال الخوري، النائب فادي الهبر، رئيس مجلس الإعلام جورج يزبك ورئيس اقليم الشوف الكتائبي جوزف عيد.

الجميل

وقال الجميل بعد اللقاء: "كانت فرصة لتداول مواضيع الساعة التي هي هاجس الحزبين، الكتائب والاشتراكي. وبحثنا في انتشال لبنان من المستنقع الذي يتخبط فيه حاليا في ضوء المبادرة التي تقدم بها وليد بك جنبلاط والتي تتضمن مجموعة افكار التقينا مع الحزب الإشتراكي على معظمها، وتتضمن الحياد الإيجابي وعدم التورط في أحداث الجوار، ومعالجة المواضيع الإقتصادية والإجتماعية".

وذكر "بالوضع الإجتماعي الخانق الذي يشكل أولوية لدى الحزبين، ويقتضي معالجة سريعة وتعاونا على كل الصعد من أجل حشد أكبر دعم للبنان من الدول الشقيقة والصديقة. وكانت وجهات النظر متطابقة، واتفقنا على ضرورة التواصل، ولا خيار لنا سوى التواصل، وليس مفروضا أن يحصل أي طلاق وانقطاع أيا تكن الخلافات السياسية، وكلنا متفقون على ضرورة الحفاظ على الكيان والميثاق والمؤسسات الدستورية والأمل ببناء مستقبل افضل".

وختم: "تداولنا مجموعة افكار يمكن ان تؤدي الى مبادرة مشتركة بين الاشتراكي والتقدمي، أكان على الصعيد الداخلي أم الخارجي، والمطلوب الخروج بنتائج عملانية لحفظ البلد من المخاطر".

العريضي

وأكد العريضي أهمية التواصل بين اللبنانيين، "وهذا هو جوهر المبادرة التي انطلقت من خلفية أن الوضع في البلد لم يعد مقبولا في ظل هذه القطيعة والتشنج والمأزق السياسي الكبير الذي يحيط بنا، ولا بد من الحوار بين اللبنانيين لرسم خريطة طريق للخروج من هذا المآزق. طرحنا كل الأفكار، وأكد الرئيس الجميل أن ثمة اتفاقا على معظمها تقريبا، وهو يؤيد هذا التوجه، وهذا أمر أساسي ومهم، وليس مطلوبا أن يكون التوافق تاما على كل شيء. نحن في بلد ديموقراطي متنوع، لكن من المفيد جدا عندما نتفق على مسائل معينة أن نذهب الى عمل مشترك لتطبيقها، وعندما نختلف على أمور معينة أن نعرف كيف نحترم الآخر، وكيف ننظم الخلاف لأننا معنيون جميعا بحماية البلد، وهذا ما نتلاقى به في الجوهر مع رئيس حزب الكتائب الرئيس الجميل الذي هو على تواصل دائم بوليد بك وسيستمر هذا التواصل على اكثر من صعيد".

وأشار ردا على سؤال الى إصرار الاشتراكي على الإستمرار في هذه الحركة، وأول تجلياتها حصل بالأمس في لقاء شبابي دعت اليه منظمة الشباب التقدمي، وحضر كل شباب الاحزاب والقوى السياسية اللبنانية التي تختلف وتقاطع بعضها وتتهم بعضها، واحيانا يصل مستوى الخطاب السياسي الى درجات عالية من الحدة والتشنج، واذا كنا لا نستطيع أن نحل الخلاف، فعلى الاقل يمكن ان نلتقي حول هموم وقضايا مشتركة لها علاقة بجامعاتنا وحياتنا الطالبية وبمجموعة من المسائل التي تعنينا، هذه هي الروحية التي وجدناها بين الشباب، وكان للقاء الصدى، وهذا يحفزنا على المزيد من العمل، وسنستمر مع الأخوة في حزب الكتائب بهذا المسار، وسيكون عملا مشتركا على أكثر من صعيد، وسيظهر ذلك في الأيام المقبلة".

سئل: هل لمستم أن هناك تجاوبا في شكل عام حول مبادرتكم؟

أجاب: "التجاوب من ناحية المبدأ هو تجاوب عام خلافا لما خرج به البعض، الآن يجب أن نعمل معا للتوصل الى قواسم مشتركة وبلورة أفكار من شأنها تأمين الخروج من المأزق الذي نعيشه على كل المستويات السياسة والإقتصادية والإجتماعية، والذي لا يقل خطورة عن الواقع السياسي في البلاد. ونحن سنلتقي كل القوى السياسية في البلد والهيئات النقابية والقطاعات المعنية بالشأن الاقتصادي والإجتماعي".

سئل: هل لا يزال وليد بك يخشى الفتنة؟

أجاب: "هذا هاجس دائم، الى أن تطمئن النفوس الى أن الفتنة قد طردت من ديارنا، وهذه مسؤوليتنا بشكل أساسي، وعندما نقحم أنفسنا في مسائل لن تعود إلا بالسلبية على البلد، وعندما نغرق في متاهات الخطاب السياسي المتشنج وفي حسابات مذهبية تنعكس في الخطابات السياسية، لا يستطيع احد ان يقول ان لبنان في منأى عن التأثر بمناخ فتنة نأمل الا نصل اليها".

سئل: الحوار مقطوع الآن بين الأطراف السياسيين، هل تقومون انتم الآن بهذا الحوار؟

أجاب: "لا نقوم بالحوار نيابة عن أحد. فخامة الرئيس ميشال سليمان هو المبادر الأول، وقد دعا الى طاولة حوار، وثمة موقف سياسي لدى فريق لا يريد الذهاب الى الحوار، نحترم حقه، لكن هذا لا يسقط ضرورة الحوار بأساليب ووسائل مختلفة، واذا نجحنا في أن نحدث ثغرة معينة وان يتلاقى الناس ثلاثيا أو رباعيا أو جماعيا، فهذا أمر جيد يصب في المصلحة اللبنانية".

 

سامي الجميل التقى ادّه

المركزية- التقى منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في مكتبه في بكفيا، عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده وجرى عرض لآخر المستجدات على الساحتين الداخلية والاقليمية.

 

ماروني: ظاهرة الأسير ردّة فعل

المركزية - أكّد النائب ايلي ماروني، بمناسبة إحياء الذكرى الأربعين لاستشهاد اللواء وسام الحسن، "أنه يجب الحفاظ على دماء شهدائنا، وآخرهم الشهيد الحسن من خلال الإصرار على وحدة موقفنا وعلى مواجهة هذه الحكومة التي أربكت الوطن على كل الصعد السياسية والإقتصادية والأمنية، وهذه الحكومة هي صنيعة سوريا وحزب الله"، داعياً الى "السعي الحثيث ووضع خريطة طريق لتحقيق الأهداف، وأولها إسقاط الحكومة".

 

الجراح: ليضغط بري على حلفائه للابتعاد عن خطابات التهديد

المركزية- حمّل عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح "الحكومة مسؤولية ذهاب شباب لبنانيين للقتال في سوريا"، مطالبا الحكومة بنشر الجيش على الحدود لا سيما في الشمال لمنع دخول السلاح والمسلحين من الجانبين"، داعيا" لمتابعة قضية الشباب اللبنانيين الذين بثّ التلفزيون الرسمي صورا لجثثهم من اجل معرفة مصيرهم وإعادة رفاتهم في حال مقتلهم إلى اهاليهم".

واوضح في حديث اذاعي ان "النائب عقاب صقر سيردّ بنفسه على ما يثار حول دعمه الثورة السورية ميدانيا"، وقال "النائب صقر اعلم بما يحاك له من محاولات اغتيال سياسي"، مستغربا "اتّهام "تيار المستقبل" بالانخراط في الوضع في سوريا في حين ان الثابت والمعلن ان "حزب الله" يرسل مقاتلين بمهمات جهادية لحماية لبنانيين داخل الأراضي السورية دعما لنظام الأسد".

وشاطر الرئيس نبيه بري تخوفه من الوضع الحالي، داعيا إياه إلى "الضغط على حلفائه للابتعاد عن خطابات التخوين والتهديد مجددا "دعوة الحكومة للاستقالة لافساح المجال لحكومة إنقاذ حيادية لتهدئة الأوضاع في لبنان".

 

ماروني "إننا لسنا مع مقاطعة الحوار ولا مع مقاطعة رئيس الجمهورية

في حديثٍ إذاعي، قال ماروني "إننا لسنا مع مقاطعة الحوار ولا مع مقاطعة رئيس الجمهورية بقدر ما نمتنع عن المشاركة في الحوار لأنه غير مجد ولا يؤدي الى أي نتيجة، وكلنا لمسنا على مدى السنوات الماضية مدى تعنت حزب الله من أجل الحفاظ على سلاحه وعدم تقديم أي استراتيجية دفاعية"، محذراً من "أن سلاح حزب الله سيؤدي الى حالات مشابهة في هذا الوطن فنعود الى مزرعة السلاح"، مشيراً الى "أن ظاهرة أحمد الأسير هي نتيجة وجود السلاح بيد حزب الله والتي جاءت كردة فعل على أصولية حزب الله، وهذا ما كنت أحذر منه". وشّدد على ضرورة "أن يتحرر القضاء من القيود السياسية ومن المحاصصة"، داعياً الى "تطهيره من الفاسدين".

وعن مبادرة جنبلاط، شكر ماروني "كل المحاولات التي تهدف الى خرق الجدار وتعمل على تلاقي كل اللبنانيين، ونأمل العودة الى صلب القضية، وهي سلاح حزب الله"، داعياً الى استقالة الحكومة.

وحول موقف البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الذي دعا الى استقالة الحكومة وإيجاد قانون انتخابي جديد، اعتبر "أن كل الأفرقاء وكل الجهات تدعو الى استقالة الحكومة، ولديها اقتناع بضرورة رحيلها، وعلى الرئيس ميقاتي اتخاذ القرار والموقف الوطني".

 

الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير: الحكومة تتغير عندما تستنفد قواها

المستقبل/تمنى الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير للبنان والشرق ان "يكونا أفضل مما هما عليه اليوم"، لافتاً الى ان "الحكومة تتغير كل مدة، عندما تستنفد قواها كافة". كلام صفير جاء خلال غداء أقامه رئيس "الحركة الاجتماعية" جون مفرج على شرفه في دارته في بشمزين أمس، شارك فيه الى المطران فرنسيس البيسري، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، قائمقام الكورة كاترين كفوري انجول، مستشار الرئيس امين الجميل ايلي قرداحي، رئيس الرابطة المارونية السابق حارس شهاب، عضو المجلس الاسلامي ـ المسيحي لوران ناكوزي، السفير جورج ابو جودة، نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة سهيل مطر، جان حواط، راشد صبري حمادة، جان خوري، رئيس المجلس البلدي فوزي مفرج وشخصيات. وشكر صفير في حديث الى الاعلاميين لمفرج وعائلته حسن ضيافتهم، متمنياً لهم كل خير وتوفيق. وقال: "نتمنى للبنان والشرق ان يكونا افضل مما هما عليه اليوم، وحمداً لله ان وضع لبنان لا يزال افضل من وضع جيرانه". وعن رأيه بدعوة البعض الى اسقاط الحكومة، قال: "الحكومة تتغير كل مدة، طبعاً عندما تستنفد كل قواها". وكان مفرج ألقى كلمة تحدث فيها عن العلاقة القديمة والعريقة التي كانت ولا تزال تربط البطاركة بآل مفرج. ونوه بصفير وبمواقفه الوطنية "يوم كان الاحتلال رابضاً على صدورنا، يوم كان الرجال لا يجرؤون على قول الحق، يوم كان البعض يزحف الى عنجر والشام من اجل التماس منصب او خدمة". وأسف لما "ورطنا به بعض السياسيين الذين كان عليهم استكمال مهمة الحفاظ على دور هذا البلد وحريته واستقلاله"، مشدداً على ان "ما يجري اليوم، ليس ما كان يريده البطريرك صفير، ولا يرتقي الى مستوى المجد الذي حققه، لأن لبنان البطريرك صفير يجب ان يكون لبناننا جميعا". واعتبر ان "الصراعات الرخيصة على المواقع والمراكز، والانحرافات التي يورطنا فيها هؤلاء لمصالح خاصة وحسابات انانية ضيقة لا تمثلنا ولا تشبهنا"، مثنياً على "الدور الرائد الذي يقوم به البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي الذي يقود السفينة بحكمة وصلابة ويحرص على دور بكركي الوطني، وهو خير خلف لخير سلف".

 

الشعب يريد إسقاط الإجرام.. وعون في الانتخابات

كارلا خطار/لمستقبل

اعتادت دارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن تستقبل المواطنين والنقابيين والإعلاميين، وصحيح أن العشاء بالأمس، الذي جمع محامي "القوات" بعد فوز لائحة 14 آذار في انتخابات النقابة في الشمال برئاسة النقيب ميشال الخوري، كان نقابياً بامتياز، إلا أن قاعة العشاء الواسعة ضمّت إعلاميين من مختلف وسائل الإعلام. وكان العشاء فرصة ومناسبة، أطلق فيها جعجع العديد من المواقف السياسية التي لا تزال تحمل في عنوانها العريض "الشعب يريد إسقاط الإجرام".

وهذا الشعار لا يزال يلازم الجدار الخلفي للقاعة، بعد أن رفعه "الحكيم" إثر اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن ويتصدّر الشعار صورة لسلاح أسود رُسم زناده على شكل "لا"، في إشارة الى رفض السلاح. وبدا "الحكيم" في العشاء "عاشقاً" للحوار الذي لم ينقطع يوماً بينه وبين كل الجمهور اللبناني. بعدما أنهى كلمته، جال جعجع على طاولات المحامين يتحاور معهم ويلتقط الصور بكل ترحاب، بعدما توجّه إليهم في بداية كلمته معتبراً أن "الفضل في لبنان الديموقراطي والرائد في الحريات يعود الى نقابة المحامين"، وتابع جعجع: "ليس المطلوب من النقابة أن تكون منتمية الى 8 أو 14 آذار، إنما المطلوب منها الدفاع عن الحريات، وقد أثبت المحامون ذلك طيلة الفترة الماضية من تاريخ لبنان وتحديداً فترة الوصاية، حين دافع المحامون بمختلف انتماءاتهم عن اللبنانيين والمعتقلين والمظلومين". ولفت جعجع خلال تنقّله بين طاولات المحامين إلى أن "العمل النقابي على المستوى الضيق مهمّ جداً، أما بمفهومه الواسع فهو أشمل وهو الصورة الأفضل لبيروت أم الشرائع". وكانت لجعجع "جلسة" كالعادة مع الإعلاميين المدعوّين من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب بغض النظر عن السياسة والاتجاهات. سؤال افتتاحي يوجهه دائماً للجسم الإعلامي "كيف الشغل يا شباب؟". وتنهال عليه الأسئلة بينما يراقب الجميع ويصغي بإمعان إلى ما يريده كل صحافي فتأتي الإجابة واضحة وصريحة، وإلا فتكون رهن الظروف المستقبلية. و"الحكيم" معروف بقراءته الواقعية للأحداث وتحليلاته المنطقية التي من خلالها يكتسب ثقة من جمهوره خصوصاً بعدما قرر مقاطعة طاولة الحوار الذي لم يفضِ الى أي نتيجة وقد ثبُت ذلك بالبراهين وعدم تنفيذ مقررات طاولة العام 2010.

في حواره "المقاطع" للسلاح والمؤيد لكل نقاش جديّ وشفاف مع الإعلاميين، شدد جعجع على أن "موقف قوى 14 آذار من إسقاط الحكومة هو موقف مبدئي" مشيراً إلى أن "موقف قوى 8 آذار من إسقاط حكومة الوحدة الوطنية كان مجرّد موقف على الرغم من أن تلك القوى كانت تعلم بأن ما قامت به لن يُسقط الحكومة". انتخابياً، أكّد جعجع أن "التحالف مع الوزير السابق ميشال المرّ بات محسوماً، كذلك التحالف مع حزب "الكتائب اللبنانية" بات أكيداً، وتابع: "في هذا الإطار "لو شو ما صار" مستحيل أن يختلف حزبا "القوات" و"الكتائب"." وردّاً على أسئلة الإعلاميين، لفت جعجع الى أن "وضع الانتخابات في كسروان أفضل من المتن، حيث تشهد كسروان تراجعاً في شعبية "التيار الوطني الحر" وهذا التراجع سيتوزّع على الأحزاب الموجودة في كسروان وبشكل رئيسي ستصبّ الأصوات في مصلحة "القوات اللبنانية"، مشيراً الى أن "الانتخابات والتحالفات في زحلة ما زالت في طور المحادثات".

وشدد جعجع في كلامه على أنه "لن يترشّح للانتخابات النيابية في أي دائرة". ولفت إلى أن "قوى 14 آذار تعيش مواجهة كبيرة ولا مجال للرضوخ". وعندما سُئل عن تململ الوضع الشعبي لجمهور قوى 14 آذار، لم ينكر ذلك قائلاً: "نحن نعي ذلك، لكننا متأكدون من أن هذا التململ لن يدفع بالناخبين الى التصويت لقوى 8 آذار في الانتخابات".

 

"أي تأخير للانتخابات سيكون غير دستوري"/نواب "المستقبل": مقتل شباب لبنانيين في سوريا عملية مشبوهة

المستقبل/شدد نواب كتلة "المستقبل" أمس، على "ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، لأن أي تأخير سيكون غير دستوري ولا يجوز"، مشيرين إلى أن "لا مشكلة لدى حزب الله في أي قانون انتخاب سيعتمد، لكنه يريد المحافظة على تلوينة فريقه لا سيما تكتل التغيير والإصلاح". وأكدوا أن مقاطعة الحكومة العاجزة مستمرة، كحق دستوري، وكشكل من أشكال المواجهة لتحقيق المطالب. ووصفوا مقتل مجموعة من الشباب اللبنانيين في سوريا بـ"العملية المشبوهة التي لم تتضح معالمها، وهدفها القول إن فريق 8 آذار ليس الوحيد الذي يقاتل في سوريا".

يوسف

أوضح عضو الكتلة النائب غازي يوسف في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، أن "قوى 14 آذار لا تقاطع مجلس النواب ولا الرئيس نبيه بري، إنما هي تقاطع اللجان النيابية التي تجتمع في حضور وزير يمثل الحكومة، انطلاقاً من مبدأ معارضة الحكومة"، معولاً على بري بـ"ألا يجمع مجلس النواب". وجدد المطالبة بـ"إسقاط الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذية حيادية تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة"، لافتاً إلى أن "قوى 14 آذار لعبت دور الرقيب كمعارضة فحاولت تصحيح بعض القوانين". وانتقد "سياسة النأي بالنفس وشعار الاستقرار" الذي "لم يترجم على أرض الواقع بل على العكس".

وشدد على "ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، لأن أي تأخير سيكون غير دستوري ولا يجوز"، معتبراً أن "لا مشكلة لدى حزب الله في أي قانون انتخاب سيعتمد، لكنه يريد المحافظة على تلوينة فريقه لا سيما تكتل التغيير والإصلاح". وتعليقاً على مقتل مجموعة من الشباب اللبنانيين في سوريا، قال: "العملية مشبوهة ولم تتضح معالمها، وتهدف إلى القول إن فريق 8 آذار ليس الوحيد الذي يقاتل في سوريا". ودان "أي تدخل على مستوى تسليح أي طرف في سوريا"، مشيراً إلى أنه "مع التدخل الإنساني الكامل لمساندة الشعب ومساعدته، ولكن التسليح يكون عبر دول خارجية غير لبنان".

ورأى أن "هناك عملية لتفليس البلد وتفريغه"، متهماً وزير الطاقة جبران باسيل بالقيام بـ"هدر كبير وبصفقات في ملف الكهرباء". وقال: "إن باسيل فاتح تجارة على حسابه عبر استيراده بنزين 92 أوكتان، وسنتابع ملفي الكهرباء والأدوية حتى النهاية، ولن نسكت عنهما، خصوصاً أن معظم شركات الأدوية المتهمة بالفساد مقربة من حزب الله".

طعمة

لفت عضو الكتلة النائب نضال طعمة في تصريح، إلى أن "الصورة لم تنجلِ بعد، في موضوع اللبنانيين الذين استهدفهم الكمين السوري في تلكلخ، وقال: "للذين يوظفون هذه الحادثة في البورصة السياسية، نقول لهم إن التداخل الطبيعي بين بنية المجتمعين اللبناني والسوري، يصعب معه كف الانفعال العاطفي والوجداني، لشبيبة لها قناعاتها الإيديولوجية. ونحن مرتاحون إلى تأكيد تيار المستقبل رفضه الرسمي لمنطق السلاح داخل لبنان وخارجه. ونراها مناسبة لنؤكد الخيارات الحضارية السلمية لحراكنا الوطني على كل المستويات، نرفض السلاح والتسلح، ولا نعترف بشرعية بندقية غير بندقية الجيش اللبناني والقوى الأمنية التابعة للدولة اللبنانية".

ودعا الشباب اللبناني إلى أن يصغي بعمق إلى الكلام المهم الذي أطلقه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ودعاهم فيه إلى عدم المراهنة على مغامرات عسكرية، مشيراً إلى "أننا نشد على يد فخامته في السعي إلى مساعدة الشباب على تخطي تهميشهم، وإعطائهم الدور وإشراكهم في الحياة العامة". أضاف: "لقد شكل حديث فخامة الرئيس عن ضرورة احترام المواعيد الدستورية في ما يخص قانون الانتخاب مؤشراً إيجابياً، بعدما سربت مراجع حكومية أحاديث عن إمكان التأجيل، إفساحاً في المجال للتوصل إلى قانون جديد وعصري. وهنا نقول للمراجع المسربة ولكل الحكومة، لو أن التوصل إلى قانون عصري عادل هو هدفكم لما تلكأتم في تقديم استقالاتكم، بعدما أثبتم فشلكم في كل شيء". وأكد أن "مقاطعتنا للحكومة العاجزة مستمرة، كحق دستوري لنا، وكشكل من أشكال المواجهة لتحقيق مطالبنا المعروفة".

المرعبي

قال عضو الكتلة النائب معين المرعبي في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة"، عن حادثة مقتل واختطاف عدد من اللبنانيين في تلكلخ: "إن ضمير الشباب المتحمس دفعه إلى القيام بهذا الموضوع. فعدد الشعب السوري هائل ولا يحتاج إلى مشاركة الشعب اللبناني، الذي لا يملك السلاح والذخيرة لمؤازرة السوريين". وأكد أنه "لا يوجد قرار مركزي من حزب أو تنظيم بالمشاركة في المواجهات في سوريا، في المقابل هناك قرار مركزي ايراني ـ سوري على مستوى عال، وحزب الله شارك في مجازر وارتكابات عدة"، معرباً عن فخره "بمساندة شعب مظلوم ترتكب في حقه مجازر يومية". وشدد على "أهمية إسقاط السلاح"، مشيراً إلى أنه "بعد إسقاط السلاح يمكن تشكيل الحكومة التي نريد حتى حكومة وحدة وطنية".

الجراح

كشف عضو الكتلة النائب جمال الجراح في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، أن هناك خطوات مرتقبة لقوى 14 آذار في مناطق لبنانية عدة للتعبير عن تضامنها مع الفلسطينيين بعد زيارة وفد من 14 آذار إلى قطاع غزة، قائلاً: "نحن لسنا من الفريق الذي يستعمل القضايا الوطنية العربية الكبرى للمزايدات".

علوش

أشار عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش في حديث تلفزيوني، إلى أن التحقيق في استشهاد اللواء وسام الحسن هو بيد القضاء، معتبراً أن "دقة الجريمة والمهنية السلبية التي تم بها الاغتيال تجعل من الصعب التحقيق بها". وشدد على أن "المجرم سيقع في النهاية"، معتبراً أن "جريمة اغتيال الحسن ليست منفردة، بل هي في سياق عام بدأ مع محاولة اغتيال النائب مروان حمادة". ولفت إلى أن "الشعب اللبناني سينال الحرية في نهاية المطاف وستكون متوازية مع حرية الشعب السوري". وعن الأنباء عن مقتل عدد من اللبنانيين في سوريا، رأى أن "من يدافع عن الشعب السوري هو شهيد"، لكنه اعتبر أن "جدوى الذهاب مسألة أخرى، لأن الشعب السوري ليس بحاجة إلى رجال بل الى دعم".

 

"المقاطعة مستمرة حتى إسقاط الحكومة"/ريا الحسن: ميقاتي بعيد عن "النأي" ويختبئ وراء "الوسطية"

المستقبل/أكدت الوزيرة السابقة ريا الحسن، أن "مقاطعة قوى 14 آذار لمجلس النواب مستمرة حتى إسقاط الحكومة"، معتبرة أن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "بعيد جداً عن النأي بالنفس، وهو يختبئ وراء شعار الوسطية، وليس وسطياً ولو كان كذلك لوقف على مسافة واحدة من الجميع". وأشارت في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" أمس، الى أن "أثر هذه الحكومة سلبي، خصوصاً إذا قارنا نسب النمو التي كانت موجودة في العام 2010 قبل ان تستلم الحكم"، موضحة ان "وزير المال بحكم موقعه يلاحظ تداعيات السياسة التي تنتهجها الحكومة وتأثيرها على الاقتصاد". وقالت: "إذا لم يكن لدينا إطار سياسي يحفز ثقة المستثمر فلن يكون هناك اقتصاد في البلد، ومن أهم الشروط لتحسين الاقتصاد أن يكون هناك استتقرار أمني وسياسي. والاغتيال الاخير الذي حصل يؤكد وجود مشكلة حقيقية في السياسة، وان الحكومة مرهونة لجهات خارجية وتلعب بمصير لبنان وتأخذنا الى الهاوية".

وإذ حمّلت ميقاتي المسؤولية السياسية عن مقتل اللواء الشهيد وسام الحسن، شددت على أن "اعتصامنا مستمر لإسقاط الحكومة"، معتبرة أن "سياسة النأي بالنفس الاضحوكة الكبيرة تجرنا الى الهاوية، ليس في السياسة فحسب، بل في مصيرنا كلبنانيين ولبنان". أضافت: "نريد إسقاط ميقاتي ليس كشخص بل ما يمثله، وهو لا يعنينا شيئاً سوى أن رأس الحكومة التي تضر بمصلحة البلد وتغطي تصرفات حزب فاعل في لبنان يجر البلد الى حرب كبيرة ويغطي ممارسات شنيعة". وأكدت "اننا لن نتراجع عن الاعتصامات السلمية، وقد لا نكون نحن السبب في اسقاط الحكومة بل قد يسقطها الشارع خصوصاً بعد الضغط الذي نراه في موضوع سلسلة الرتب والرواتب"، لافتة الى أن "الحكومة ستسقط، إما من خلال اعتصاماتنا، او عبر النقابات، او في حال أصبحت هناك متغيرات إقيليمية، ولم يعد سراً أن كل الاطراف السياسية تتحدث عن تغييرها، وهو آت لا محالة".

وأعربت عن اعتقادها أن ميقاتي أبقى على بعض رموز "تيار المستقبل" في المراكز كالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي، "خوفاً من الشارع السني، وهو يدرك جيداً انه في حال مس بهذين المركزين فسيغضب الشارع السني". ووصفت مبادرة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بأنها "مبادرة شخصية"، مؤكدة "نحن نرفض الحوار لبحث موضوع الحكومة، ومواقفنا واضحة وهي إسقاط الحكومة أولاً ومن ثم الحوار، لأن هذا مس بالدستور وبصلاحيات رئيس الجمهورية". واوضحت "أننا لسنا ضد الحوار، ولكن تبين لنا ان هذا الحوار تمثيلية، فهم يريدون الجلوس الى الطاولة لأخذ صورة فقط".

ونفت علمها بكيفية تعاطي الحكومة مع ملف النازحين السوريين وتعاطي الهيئة العليا للإغاثة، محمّلة الحكومة مسؤولية في هذا السياق "فلا مساعدات ملحوظة تقدم للنازحين، ومن حسن الحظ ان الشعب اللبناني والشعب السوري يهتمان ببعضهما البعض".

 

نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: 14 آذار لا تريد الحوار

المستقبل/اشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، الى أن فريق 14 آذار "لا يريد الحوار لأنه لا يريد الاتفاق على قانون انتخابي جديد، ويقطع الطريق عليه، ليصل الى اعتماد قانون الستين الذي له نتيجة واحدة، هي دفع لبنان الى ازمات جديدة ومسارات مجهولة"، محذراً من انه "لا يمكن ان نصل الى الانتخابات من دون الاتفاق على قانون يرضي جميع الاطراف ويطمئنهم ويضمن مناصفة حقيقية وشراكة فعلية للجميع".

ورأى خلال حفل تأبيني في بليدا الجنوبية أمس، ان "المدخل الضروري للخروج من الازمة هو الاتفاق على قانون انتخابي جديد"، وقال: "انهم يكابرون ويعاندون ويقطعون الطريق على الحوار، وبالتالي فإنهم يتحملون مسؤولية كل التداعيات لهذه السياسة الابتزازية والكيدية، التي ليس فيها شيء من مصلحة الوطن". أضاف: "انهم يجاهرون بنواياهم العدائية تجاه المقاومة، ويراهنون على الازمة السورية لقلب المعادلات في لبنان، وللوصول الى انتخابات تعطيهم الاكثرية وتنشئ معادلات جديدة تضمن لهم الامساك بالحكومة، وبرئاستي المجلس النيابي والجمهورية، وهذه المشاريع جنونية لا امل لها في ان تتحقق". ولفت الى أن "هناك من يطالب بأن نرجع الى الوراء ونسمح للوصاية الاميركية بأن تستكمل امساكها ببلدنا، ولبنان لن يعود الى الوراء، وهذا الفريق وعلى الرغم من سياسة التحريض والانفاق المالي المتدفق من الدول العربية، والضغوط في سوريا وخارجها، هو أعجز وأضعف من ان يهز معادلة الشعب والجيش والمقاومة، أو حرفاً واحداً من أحرف المقاومة"، معتبرا أن "استهداف فريق 14 آذار للمقاومة مدفوع الثمن عربياً. والانفاق العربي يزداد كلما اقتربنا من الانتخابات النيابية التي يريدون من خلالها ان يعبروا الى الامساك بالسلطة واستكمال استهداف المقاومة".

 

رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك: سلاح المقاومة لن يكون الا لحفظ الوطن

الإثنين 03 كانون الأول 2012 وطنية - دعا رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، خلال اسبوع الشهيد عباس احمد احمد، في بلدة حزرتا الذي حضره حشد من اهالي وفعاليات المنطقة يتقدمهم النائب السابق سليم عون، الى "الكف عن الرهان على تغيرات تحصل في سوريا وتجنب الدخول في الصراع هناك"، وشدد على "ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار ونتفاهم ونستفيد من كل امكانياتنا وقدراتنا، فسلاح المقاومة لن يكون الا لحفظ الوطن، ولبنان لا يقوم إلا على أكتاف الجميع، ونحن نريده بلدا عزيزا قويا ليس فيه اختراقات".

 

صيدا اجتازت قطوع تظاهرة "كفى استخفافاً بكرامتنا" وشربل تابع الوضع ميدانياً

الأسير: نصرالله وبري يتاجران بالشيعة ويجعلان صورتي فزاعة

صيدا ـ رأفت نعيم/المستقبل

اجتازت عاصمة الجنوب صيدا امس قطوع تظاهرة إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير التي مرت بسلام من دون أن تسجل اية حوادث او اشكالات تذكر. ووسط تدابير أمنية مشددة نفذتها وحدات معززة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي انتشرت في مختلف انحاء المدينة، انطلقت عند الثانية عشرة والنصف، التظاهرة التي دعا اليها الأسير تحت شعار "كفى استخفافاً بكرامتنا"، بعدما تجمع المشاركون الذين قدروا بأكثر من ألفي شخص في الباحة الخارجية لمسجد بلال بن رباح في عبرا، وانتظروا اشارة الأسير للإنطلاق يتقدمهم موكب ضم 8 سيارات جيب من نوع X5، ورفع المشاركون الرايات الاسلامية وأعلام الجيش السوري الحر. وأطلقت خلال التظاهرة هتافات وشعارات مناهضة لـ"حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد. وفيما كان لافتاً مشاركة "الجماعة الاسلامية" بحشد كبير من مناصريها وعدد من علمائها يتقدمهم الشيخ خالد العارفي، لوحظ أن عدداً كبيراً من المشاركين في التظاهرة حضروا من خارج صيدا بواسطة حافلات أقلتهم من مناطق اقليم الخروب والناعمة ومجدل عنجر وطرابلس، كما شارك عدد من النسوة .

وسلكت التظاهرة المسار المحدد لها بدءاً من عبرا مروراً بالشارع الرئيسي للهلالية، ثم انعطفت باتجاه محلة القياعة فالبولفار الشرقي للمدينة الذي أقفلته القوى الأمنية لبعض الوقت لتأمين مرور التظاهرة، ثم أعادت فتحه بعدما اجتازه المتظاهرون وصولاً الى المحطة الأخيرة عند مستديرة مرجان، حيث نفذ المشاركون اعتصاماً في الشارع المتفرع من المستديرة والذي تم اغلاقه وتحويل السير عنه.

بداية، ألقى والد الشهيد علي سمهون، أحد مرافقي الأسير الذي قتل في حادثة التعمير، كلمة طالب فيها القضاء اللبناني بالعدالة لابنه ورفيقه لبنان العزي وبالإقتصاص من القتلة.

ثم تحدث ممثل "هيئة العلماء المسلمين" الشيخ زكريا المصري، فوجه انتقاداً الى "حزب الله" من دون ان يسميه، قائلاً: "اتفاق الطائف ساوى بين ابناء الطوائف المختلفة في لبنان، لكن طائفة من هذه الطوائف التي احتفظت بسلاحها تحت غطاء المقاومة ضد اسرائيل في الجنوب تسلحت حتى اصبحت أقوى بسلاحها من الدولة، ثم صارت تمد يدها على حقوق الآخرين من الطوائف الأخرى، مستغلة ارتباطها بهذه الدولة ومتخذة من هذه الدولة وحكوماتها المختلفة غطاء لتصرفاتها العدوانية على الطوائف الأخرى".

الأسير

ومن على منصة في المكان، أطل الأسير مخاطباً مناصريه، واستهل كلمته بتوجيه التحية الى المجاهدين في غزة وفلسطين، مباركاً لهم بالنصر. كما حيا "أهل الشام وحلب المجاهدين" ، معزياً اهالي طرابلس الفيحاء بشهدائها الذين سقطوا في سوريا. وقال: "ان كنا قلنا سابقاً اننا لا نرى مصلحة لا لأخواننا في سوريا ولا لنا في لبنان في اي مشاركة ميدانية، هذه وجهة نظرنا وما زلنا عليها، فالآن نسمع من وسائل اعلام مأجورة واحزاب مرهونة للشياطين تسلط الضوء على استشهادهم من اجل ان ننسى ما فعل حسن نصر الله وشبيحته في سوريا. نقول ان الحق على من فتح الباب اولاً ومن تباهى من أول لحظة بأنه الى جانب الظالم المجرم بشار الأسد. نعم نقول ليس هناك مصلحة ولكن، شتان ما بين من يقف مع الظالم المجرم بشار وأخيه ومع من يقف مع حمزة الخطيب وطل الملوحي".

اضاف: "أتوجه بعجالة الى كل اللبنانيين من دون استثناء، كل المسيحيين شركائنا، وكل الشيعة شركائنا وكل الدروز شركائنا، من 14 و8 آذار بكلام صادق: نحن فعلاً نريد ان نعيش معكم جميعاً بسلام وامان، هذه قناعتنا، مهما حاولتم ان تشوهوا يا مجرمين، طبعاً ليس اللبنانيين، بل المجرمون المتخصصون بقلب الحقائق كأمثال جماعة حسن نصر الله. لن نغير قناعتنا، نحن نريد بصدق ان نعيش مع كل اللبنانيين بسلام وامان وانا استغرب لماذا يرى البعض ان هذا المقصد الشريف مستحيل، لماذا لا مجال في لبنان الصغير بحجمه الكبير بدوره ان نعيش معاً طوائف ومذاهب بسلام وامان؟".

وشن هجوماً عنيفاً على "حزب الله"، قائلاً: "من اجل مشروعه الخبيث اراد ان يهيمن على العباد والبلاد بسلاحه، ولكن الاحرار في لبنان من كل الطوائف والمذاهب يقولون له هيهات لن تنال من ارادتنا والله لو وصل رأسك الى السماء ".

أضاف: "نتوجه بعجالة الى الطائفة الشيعية التي نعتبرها شريكة لنا في هذا البلد، حاولوا ولا زالوا يحاولون ان يصوروا لكم احمد الاسير واخوانه وانصاره ومن يحمل توجهه، انه عدو الطائفة الشيعية وان لديه رغبة في قتل الشيعة وانه يريد ان يفجر في مسيرة عاشوراء ويريد ان يقتل وينتقم. بالله عليكم أخاطب ضميركم، اسمعوا لناصح أمين لا يتكلم معكم من باب الضعف ولا الجبن انما من باب قناعة صادقة والله على ما أقول شهيد رددتها وأرددها وسأبقى أرددها، نريد العيش معاً بسلام وامان شيعة وسنة مسلمين ومسيحيين".

واتهم نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري بأنهما "يتاجران بالشيعة"، سائلاً "هؤلاء الذين يشيطنون صورتي ويجعلون صورتي وصورة أمثالي فزاعة، تعرفون لماذا؟ ليتاجروا بكم ولتكونوا عندهم تبعا وامّعة، ولكن ارجعوا الى انصافكم والى عقولكم، فلماذا كانوا يريدون قتل بطرس حرب ولماذا قتلوا بيار الجميل وجبران تويني؟. هل هؤلاء أيضا هم من جماعة الأسير؟. انتبهوا يريدون ان يفعلوا بكم كما فعلوا بآل المقداد، خطابات عنترية وحماية بباطل من اجل مصالحهم، حيناً مشروع ولاية الفقيه الخميني، وحيناً من اجل ان يبقى احد مترئسا عليكم بحق او بباطل من اجل مصلحة خاصة".

أضاف: "سألوني عن هذا العنوان "كفى استخفافاً بكرامتنا"، وقالوا: هل مست كرامتكم؟، نعم والذي لم يشعر ويلمس بعد انه مست كرامتنا، نقول له نعم مست عندما صودرت المقاومة ومنعنا منها، وعندما احتلت مساجدنا وما زالت محتلة بعضها. مست كرامتنا عندما قتل رفيق الحريري الذي قال عنه حسن نصر الله صديقاً. مست كرامتنا عندما استهزئ بدمه وبآلاف مؤلفة نزلت من عرسال البقاع وعكار ووادي خالد وطرابلس لتقول مست كرامتنا بمقتل رفيق الحريري. مست كرامتنا عندما خوّنوا من يطالب بحقيقة جريمة مقتل رفيق الحريري. مست عندما فتحنا صدورنا وبيوتنا لأهلنا وشركائنا من الجنوب في حرب تموز وهذا واجبنا، ومست كرامتنا عندما خوّنوا رموز السنة السياسيين وضربوا عرض الحائط بقول المفتي وقالوا عنه شيخ الفتنة آنذاك".

وحمل بشدة على مخابرات الجيش وبعض القضاء اللبناني، كاشفاً عن تلقيه رسالة عبر احد المشايخ من مسؤول أمني مفادها "سلملي على أحمد الأسير وقريباً جداً بدنا نجيبو على وزارة الدفاع". وقال تعقيباً على ذلك: "لن تراني حياً في وزارة الدفاع لكن سنرسل لك بإذن الله من أحرار لبنان الشرفاء ومثلهم كثير في الجيش كي يطمئن عليك كيف ستلحق بسيدك بشار. اريد ان اطمئن عليك وعلى مستقبلك اما تكون معهم في مزبلة التاريخ واما في بيتك مذلولا مقهورا واما في السجن باذن الله".

وتابع: "مست كرامتنا عندما رفضتم مبادرة سعد الحريري وأهنتموه وقلتم عنه طالب كرسي وأسقطتم حكومته بطريقة مذلة مع انه تعالى على الجراح. نعم مست كرامتنا بذلك".

وعن مذكرات البحث والتحري التي صدرت بحق مناصريه، قال: "صدرت مذكرات بحث وتحر بحق من حملوا السلاح في الجنازة من عند صقر صقر، ضج الاعلام كله، وحتى الذين هم خصوم لنا في السياسة استغربوا. هناك قتل ودم وحزن، ووصلت الى حد اقتراح بعض المسؤولين صيدا منطقة عسكرية، وتصدر مذكرات بحث وتحر لأن عدداً من الاشخاص حمل سلاحاً في مسيرة بعد مقتل الأخوة والشاب المصري المغدور. "طلعت الصرخة"، استدرك صقر صقر و"طلع منها"، وحوّلوها الى المدعي العام في صيدا الذي أحب ان يعطي حسن نصر الله شهادة باسم الحاضرين انكم عرفتم من تختارون وتضعون عندنا مدعياً عاماً في صيدا ليس في موضوع الأسير فحسب، بل لديه "ثلاجة" يجمد فيها كل الملفات الخاصة بطائفتنا، اما غير ذلك فيكون رأس حربة وانا أعطيه علامة مائة على مائة بأنه مخلص وصادق لمشروعك يا حسن نصر الله ونبيه بري. عندما علموا ان هناك اعتصاماً أسرع المدعي العام وأصدر مذكرات بحث وتحري، وانظروا الاستخفاف بكرامتنا، جزء من الذين صدرت اسماؤهم شقيق فضل شاكر وابن شقيقه، وآخرون لم يكونوا موجودين معنا في حادثة التعمير. وصدرت مذكرة بشقيقي، نعم كان معي، لكن انظروا الى اين الاستخفاف بعقول الناس، ماذا تريدون، هل تريدوننا ان نستجيب للقضاء؟".

وسأل "لماذا اختارت 14 آذار ان تحول ملف اغتيال رفيق الحريري وبعض رجال السياسة الى المحكمة الدولية ولم تكتف بمحاكم لبنان؟ لأن لديها ثقة بالقضاء اللبناني!!. ماذا فعلتم بملف مقتل (الشيخ احمد) عبد الواحد ورفيقه؟ 300 الف ليرة دية دفعها الضابط الذي قتله عمداً".

وقال: "والله أثلجتم قلوبنا عندما سمعنا في قضائكم بالعميل الاسرائيلي العوني فايز كرم كيف خففتم عليه وأخليتم سبيله وأعطيتموه حقوقه المدنية. هذا هو القضاء، شادي المولوي سارعوا الى توقيف ارهابي فيه خطر على أمن نبيه بري ولبنان وتدخلت السي آي اي من اجله. محاولة اغتيال (النائب بطرس) حرب عرف من قام بها وعندما أراد تخليص صاحبه ليهرب الى الضاحية عند من يحمي "الشرفاء" في الضاحية قال لهم انا من مخابرات الجيش. لو كنت مكان قائد الجيش لأقمت الدنيا ولم أقعدها. كيف يدعي مجرم يريد قتل بطرس حرب أنه من مخابرات الجيش؟. محاولة اغتيال (النائب ميشال) عون في صيدا برصاصة والعالم كله وصاحب السيارة ورفاقه قالوا ان هذه الرصاصة من أشهر وفي الشمال الا المدعي العام قال "تكرم عينك فأنت حليف سيدي مولاي حسن نصر الله، هناك هناك محاولة اغتيال لك في صيدا".

وختم: "عندما استشهد الأخوان العزي وسمهون قلت نريد العدل والعدالة، ونحن نراهن على بعض القضاة، ولكن تبين لي يا حسن نصر الله ونبيه بري أنكما أحكمتما الاطباق على أغلب مرافق الدولة والقضاء، فهنيئاً لكما، لذلك ليس عندي ثقة بقضائكما ولذلك اقول لكما ولكل من نصحني ان ارفع دعوى في حادثة اطلاق النار علي في التعمير، كيف أرفع دعوى عند خصمي وعند من قرر قتلي ان يكون هو الخصم والحكم؟ ليس عندنا ثقة بقضائكم".

إجراءات أمنية

وكانت صيدا شهدت منذ الصباح انتشاراً امنياً كثيفاً لوحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي على مداخل المدينة ومختلف الطرق والمستديرات الرئيسية ولا سيما المناطق الحساسة مثل مستديرة القناية المؤدية الى حارة صيدا ومحيط مجمع الزهراء ومنطقة تعمير عين الحلوة. وأقام الجيش وقوى الأمن حواجز ثابتة ومتنقلة في عدد من التقاطعات الرئيسية، وسيّروا دوريات راجلة ومؤللة في شوارعها .

اجتماع أمني

وانتقل وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الى صيدا لمتابعة الوضع الأمني بالتزامن مع تظاهرة الأسير، ورأس فور وصوله اجتماعاً أمنياً لكبار الضباط في مكتب قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد طارق عبد الله، ثم انتقل الى مكتب محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر لمتابعة الوضع الميداني بالتواصل مع القادة الأمنيين المواكبين للتظاهرة على الأرض.

وقال شربل في تصريح للصحافيين: "جئت لأطلع على الاجراءات الأمنية المتخذة من قبل الأجهزة الأمنية ولأطمئن أهالي صيدا الى أن التظاهرة أخذت ضجة كبيرة ومنذ أسبوع يحكى عنها وكأنها آخر الدنيا في صيدا. مع الاجراءات الأمنية المتخذة والجدية في التعامل مع هذا الموضوع اعتقد ان هذا النهار يمر على خير وسلام طالما ان هناك شرطين حتى الآن لم يتبينا وهما السلاح الظاهر وحمل السلاح وقطع الطرق. وغير ذلك كل شخص يستطيع أن يعبر ديموقراطيا بشكل او بآخر واعتقد ان الأمور ماشية ولن يحدث شيء".

وشدد على ان "الاخلال بالأمن ممنوع، وانا شخصيا قلت واقول ممنوع الضغط على القضاء، الذي يقوم بواجباته ويعرف متى يصدر مذكرات توقيف واستنابات قضائية. الأجهزة الأمنية عليها أن تتابع التنفيذ بالاستنابات عندما تتحول اليها، والكل متفقون على هذا الموضوع، الاخلال بالأمن ممنوع ".

وعن توقيت تنفيذ الاستنابات القضائية في حادثة التعمير والتي شملت 13 شخصاً، أوضح أن "الجيش معه الأسماء ويقوم بالتفتيش ويتولى هذا الموضوع، واعتقد ان أي شخص بحقه مذكرة توقيف او اي استنابة سيتم توقيفه"، مؤكداً ان "الاستنابات القضائية التي صدرت أراحت الأجواء والأجهزة الأمنية ستنفذ لكن القصة ليست "كوني فكانت"، بل ستأخذ وقتاً لكن ستنفذ الاستنابات القضائية كلها. لا احد يغطي احداً، وانا كوزير داخلية لا احد راجعني والأجهزة الأمنية لا احد سألها ولا قال لها".

وعن رؤيته للوضع في صيدا، اشار الى انه "اذا بقي الوضع كما نراه اليوم فيكون مريحاً والفضل للأجهزة الأمنية، وايضاً للفاعليات السياسية في صيدا والتي لا تقبل ابدا ان يكون هناك اي اخلال بالأمن ضمن مدينة صيدا".

ووصف الوضع في طرابلس بأنه "حساس"، مشدداً على أن "الوضع في صيدا يختلف، فهو حساس ومائل الى الخطر أكثر، ولكن اعتقد ان كل السياسيين من مختلف الأفرقاء يشعرون بالوضع وهناك تفاهم ضمني وان يكن ليس في الاعلام على انه ممنوع ان يمر لبنان باختبار ثان كالذي مررنا به في الحرب في العامين 1973 و1974 وبقي عشرين سنة ولم نزل نعيش آثاره حتى الآن".

وفي حديث الى إذاعة "صوت لبنان ـ صوت الحرية والكرامة"، اشار شربل الى ان "من واجباته كوزير داخلية التحضير للانتخابات وكأنها ستحصل غداً، وعلى مجلس النواب الاجتماع لاقرار قانون انتخابي"، متوقعاً ان تكون جلسة مجلس الوزراء المقبلة في العاشر من الشهر الجاري "حاسمة في ما يتعلق بملف سلسلة الرتب والرواتب".

 

اقتراح صيغة مركبة للخروج من المأزق السياسي ترعاها حكومة حيادية بيانها «إعلان بعبدا»

بيروت - محمد شقير/الحياة

أكدت مصادر وزارية لبنانية أن الخلوة التي عقدها رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي على هامش استقبال المهنئين لمناسبة عيد الاستقلال شكلت مناسبة للبحث في مجموعة من الأفكار يمكن أن تدفع في اتجاه الخروج بالبلد من مأزق التأزم الذي يمر فيه حالياً. وقالت لـ «الحياة» إن أحداً من المشاركين في تقويم الوضع لم يعارض تشكيل حكومة جديدة، لكن هناك مَن ربط قيامها بالاتفاق على قانون الانتخاب الجديد ليأتي متلازماً مع تأليفها على ألا تضم بين أعضائها أي مرشح للانتخابات النيابية المقررة في الربيع المقبل.

ولفتت المصادر نفسها إلى أن التلازم بين قانون الانتخاب الجديد وقيام حكومة جديدة من شأنه أن يضغط للتوافق على القانون باعتباره المؤشر الذي يدعو اللبنانيين الى الاطمئنان الى ان الأفق السياسي لن يصل حتماً الى طريق مسدود وان التمديد للرئاسة الأولى أو للمجلس النيابي غير مطروح وان تداول السلطات ضروري ولا مبرر لاستحضار التجارب السابقة في هذا الخصوص التي فرضتها الحرب الأهلية.

وأوضحت المصادر أن ما يخشاه البعض من رحيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والمجيء بحكومة حيادية استثنائية يكمن في المخاوف من إحداث فراغ في السلطات بسبب تعذر إجراء الانتخابات النيابية التي تعيد إنتاج السلطة في لبنان. وقالت إن التوافق على تأليف حكومة جديدة من دون أن يسبقه تفاهم على قانون الانتخاب لن يكون أبعد من الهروب الى الأمام وصولاً الى إسقاط البلد في فراغ قاتل.

ورأت المصادر أن لا بد من الإفادة من موقف رئيس الجمهورية الرافض، بأي شكل، التمديد على المستويات كافة، والداعي الى إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري وبالتالي توظيفه من أجل الضغط على جميع الأطراف للاتفاق على قانون الانتخاب الجديد، لا سيما ان المجتمع الدولي سينظر بقلق الى مستقبل لبنان في حال تعذر على أي حكومة إجراء الانتخابات في ظل الحراك الذي تشهده المنطقة العربية.

وإذ اعترفت المصادر بصعوبة الاتفاق على العناوين الرئيسة لقانون الانتخاب الجديد، قالت في المقابل إن لا شيء مستحيلاً أمام التوافق عليه شرط أن يتحلى الجميع بالصبر وبانفتاح الفرقاء بعضهم على بعض، وإن هناك مجموعة من المشاريع الانتخابية التي يمكن دمجها في مشروع واحد لا يشكل استفزازاً لطرف معين بإشعاره بأنه المستهدف منه ولا يؤمن لآخر اجتياح المقاعد الانتخابية.

وأكدت هذه المصادر ان مقاطعة قوى 14 آذار أي نشاط في المجلس النيابي تشارك فيه الحكومة أوقعت البلد في معادلة يصعب على الجميع القفز فوقها. «وعلى رغم المآخذ على قرارها في هذا الخصوص، لا نرى أن الفرصة سانحة لإقرار قانون الانتخاب في ظل مقاطعتها البرلمان وهذا يتطلب منا استنباط قواسم مشتركة تبدأ بربط رحيل الحكومة بالتوافق أولاً على قانون الانتخاب لئلا نلقي على عاتق الحكومة العتيدة عبئاً يهدد مصيرها منذ اللحظة الأولى لولادتها».

ولفتت الى أن هناك مشاريع عدة لقانون الانتخاب الجديد من أبرزها المشروع الذي أحالته الحكومة على البرلمان وينص على اعتماد النظام النسبي، إضافة الى تقسيم لبنان الى دوائر صغرى، والمشروع الأرثوذكسي الذي يحبذ انتخاب كل طائفة نوابها والآخر الذي يدعو اليه رئيس المجلس بالتحالف مع «حزب الله» وآخرين ويقوم على جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس اعتماد النسبية.

وقالت المصادر إنه لا بد من استحضار القانون الذي أعدته لجنة سابقة برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس ويقوم على الجمع بين النظامين الأكثري والنسبي. واعتبرت ان عدم التوافق على قانون بديل للقانون الحالي المعروف بقانون الستين، سيؤدي حكماً الى إعادة الاعتبار للأخير كشر لا بد منه لإتمام الانتخابات في موعدها.

وأضافت أن ميقاتي، على رغم التزامه المشروع المحال من الحكومة على البرلمان، لا يمانع اعتماد قانون بطرس شرط التوافق عليه من قبل غالبية الأطراف، باعتبار أن لا قانون انتخاب يرضي الجميع وإنما المطلوب التفاهم على قانون يرضي غالبية اللبنانيين بكل أطيافهم وتياراتهم الطائفية والسياسية.

كما لاحظت المصادر أن بري، وإنْ كان يتبنى مشروع الحكومة، فإنه في المقابل حريص على مراعاة حليفه وليد جنبلاط لأن لا غنى عنه في التركيبة السياسية، بالإضافة الى التزامه ضرورة توفير شبكة الأمان لاستمرار التحالف معه.

وتابعت أن لا مشكلة، باعتبار ان المجلس النيابي سيد نفسه، في الجمع بين النظامين الأكثري والنسبي، وإنما في مراعاة جنبلاط وإشعاره بعدم وجود من يستهدفه، سواء من خلال تقسيم الدوائر الانتخابية أو عبر توفير الضمانات السياسية في بعض الدوائر لعدم إشعاره بأن هناك من يريد التقليل من حجمه في المعادلة السياسية.

لكن المصادر لم تستبعد وجود صعوبة أمام إقناع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون بوجوب تعديل موقفه، خصوصاً أنه، وإن كان يؤيد مشروع الحكومة الانتخابي، فإنه يميل قلباً وقالباً لمصلحة المشروع الأرثوذكسي، وهذا ما أبلغه أخيراً الى حلفائه، وخصوصاً في «حزب الله» وحركة «أمل»، على رغم انه كان ألمح لدى استقباله وفد «جبهة النضال الوطني» والحزب التقدمي الاشتراكي للوقوف على رأيه من المبادرة التي طرحها جنبلاط للخروج بلبنان من مأزقه السياسي بأنه اضطر الى تأييد هذا المشروع بسبب المزايدات القائمة حوله في الشارع المسيحي. واعتبرت المصادر ان الوضع الحالي في لبنان يختلف كلياً عما كان سائداً فيه عندما توافق النواب، وبرعاية مباشرة من المملكة العربية السعودية، على اتفاق الطائف في أيلول (سبتمبر) عام 1989، أو عندما انعقدت هيئة الحوار الوطني في أيار (مايو) 2008 برعاية من دولة قطر والأمين العام لجامعة الدول العربية في حينه عمرو موسى.

وعزت السبب الى أنه في المؤتمرين السابقين كانت الأزمة في لبنان بلغت ذروتها في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، أما اليوم فالرئيس سليمان موجود ولديه القدرة على إجراء مشاورات مع جميع الأطراف كبديل من استضافته مؤتمر الحوار لاعتذار 14 آذار عن عدم حضوره ما لم يسبقه رحيل الحكومة.

ورأت انه يعود لرئيس الجمهورية إجراء هذه المشاورات لتهيئة الظروف أمام إيجاد رابط بين إقرار قانون الانتخاب وتشكيل حكومة جديدة وإلا سيبقى البلد يدور في حلقة مفرغة، مؤكدة ان الحكومة العتيدة يجب ألا تضم أي مرشح للانتخابات، من رئيسها الى أعضائها، على غرار الحكومة التي رأسها ميقاتي عام 2005 وتولت اجراء الانتخابات النيابية بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

وأكدت صعوبة تشكيل حكومة حيادية بكل معنى الكلمة وأنه لا بد من حكومة يتمثل فيها جميع الأطراف بالواسطة. وقالت ان البيان الوزاري لهذه الحكومة يجب أن يبقى في حدود صفحتين أو ثلاث، على أن يقتصر على بندين أساسيين: الأول وضع قانون جديد للانتخاب يكون نسخة طبق الأصل عن التوافق الذي سيتوصل اليه الرئيس سليمان في مشاوراته مع القوى السياسية، والثاني يتعلق بالتزام الجميع «إعلان بعبدا» الذي صدر عن طاولة الحوار، باعتبار ان التقيد به يؤمن الاستقرار والهدوء لإجراء الانتخابات بعيداً من التوتر ورفع منسوب الخطاب السياسي.

وأوضحت أن قانون الانتخاب الجديد يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تعليق العمل بالفقرة الواردة في مشروع الحكومة والرامية إلى إعطاء الحق للمغتربين بالاقتراع في أماكن إقامتهم في بلاد الاغتراب لاختيار 6 نواب عنهم. وقالت إن عدم تعديلها سيؤدي الى الطعن بنتائج الانتخابات أمام المجلس الدستوري.

وتابعت المصادر: «بما ان هناك استحالة أمام إتاحة الفرصة للمغتربين للاشتراك في الانتخابات لوجود عوائق عدة أبرزها عدم إقبالهم على تسجيل أسمائهم في البلدان المقيمين فيها، فلا بد من تعليق العمل بهذه الفقرة على أن تتعهد الحكومة بتطبيقها في انتخابات عام 2017».

وقالت: «إذا كانت هناك ضرورة لتأجيل الانتخابات لأسباب تقنية فإن لا شيء يمنع، شرط أن تبقى محصورة بفترة زمنية معينة وألا تتجاوز ثلاثة أشهر وهذا ليس بجديد على لبنان وكان سبق أن تقرر تأجيل الانتخابات في حكومة الرئيس ميقاتي عام 2005».

وأضافت أن أسباب التأجيل التقني لا تقتصر على التحضير اللوجستي لإجراء الانتخابات، إذ يستطيع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل تأمين كل التحضيرات والمستلزمات بما فيها إعداد لوائح الشطب، وإنما على أمرين مهمين الأول إعطاء فرصة للمشاورات التي سيجريها سليمان مع كل الأطراف للتوافق معها على قانون الانتخاب، وإلا فإن حرق المراحل لن يحقق المرجو منها، والثاني الإسراع في ملء الشواغر في وزارة الداخلية بدءاً بتعيين محافظين جدد لبيروت وجبل لبنان وبعلبك-الهرمل وعكار وصيدا الجنوب وأيضاً قائمقامين لعدد كبير من الأقضية، إضافة الى مديرين للأحوال الشخصية والشؤون السياسية.

لذلك تعتقد هذه المصادر أنه لا بد من دراسة الاقتراح الرامي الى الربط بين الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة لا سيما ان غياب قوى 14 آذار عن اجتماعات اللجان المشتركة في ظل حضور الحكومة سيؤدي الى إحداث «فراغ» يكون له طابع ميثاقي لغياب الغالبية العظمى من نواب الطائفة السنية، لا يستعاض عنه باجتماعات تقتصر على نواب من أجل البيت الواحد، خصوصاً أن بري ليس في وارد الدخول في مواجهة من هذا النوع، وهو يحرص على ميثاقية الجلسات النيابية التي تتطلب حضور ممثلين عن جميع الأطياف والتيارات.

 

دائرة بعبدا نموذج للغبن المسيحي والدرزي في التمثيل/معركة حامية لاثبات الوجود تحسمها أصوات الشيعية السياسية

بيار عطاالله /النهار

 يشكل قضاء بعبدا نموذجاً فاقعاً على الغبن اللاحق باصوات الناخبين المسيحيين والدروز الذين يأسرهم عدد هائل من اصوات الناخبين الشيعة في الضاحية الجنوبية التي تمثل دور بيضة القبان في الانتخابات النيابية اياً تكن نتائج صناديق اقتراع الدروز والمسيحيين الذين يشكلون إحدى اكبر الدوائر المسيحية عدداً، لكنهم يقفون عاجزين عن احداث فرق في ظل انحياز "الشيعية السياسية" الممسكة بزمام الامور في الضاحية الى جانب حليفها المسيحي المتمثل بـ "التيار الوطني الحر". انها معادلة معكوسة عما كانت في الستينيات عندما كان شرط ضمان الفوز بالمقعدين الشيعيين عن دائرة بعبدا الانتخابية التحالف مع الطرف المسيحي الاقوى لا سيما الرئيس كميل شمعون الذي كان الزعيم غير المتوج للدائرة الشاسعة مساحة والتي تمتد من ترشيش وحمانا في اعالي جبل الكنيسة وتنتهي عند رمال شاطئ الاوزاعي والجناح، لتضم ضمن حدودها الادارية مئات الالاف من اللبنانيين الذين يحشرون في حدود هذا القضاء التعددي في مشروع اكتظاظ عمراني يحمل معه كل عوامل النزاعات الطائفية والمذهبية والتنافس على كل شبر ارض، بدليل ما يجري في ملف شراء الاراضي والعقارات الذي يؤرق المناطق السكنية الدرزية والمسيحية نتيجة للانفجار الديموغرافي الشيعي السريع والمتوثب للتوسع الى ابعد من حدود منطقة ساحل بعبدا بعدما اصبحت شيعية صرف وكانت مختلطة ومسيحية الطابع.

لا امكان للنقاش في وضع الناخبين الشيعة في قضاء بعبدا في ظل امساك ثنائية "امل" و "حزب الله" بالارض وما عليها من بشر واصوات، اما الوضع الدرزي فمعقود لواء غالبيته الشعبية للحزب التقدمي الاشتراكي على رغم حضور العائلات والقوى السياسية المناهضة للجنبلاطيين في بلدات بعبدا الدرزية وقراها، لكن معركة اثبات الوجود لا بد منها للدرور على رغم الادراك والاحباط العميق الناتج من حقيقة ان ما يقرر النتيجة اصوات ساحل بعبدا "الشيعي". وما دام الحال كذلك تبقى المناطق المسيحية في بعبدا الميدان الوحيد لتظهير ملامح التمايز السياسي والرأي الآخر على امل تحقيق اختراق ما في قانون انتخاب يؤمن صحة التمثيل.

"دورة ثانية"

يمني نواب "التيار الوطني الحر" الفائزون خلال دورة 2009 انفسهم بدورة ثانية، لأسباب عدة في مقدمها ان التحالف الذي يجمعهم مع "حزب الله" لا يزال قائماً لا بل ازدادت عراه الى ابعد مما كان يتصور الجانبان عند توقيع  التفاهم، كيف لا وبعض النواب العونيين يزايد على مواقف نواب "حزب الله" في امور لا تخطر ببال. لكن ذلك لا يكفي للفوز واثبات الحضور في المنطقة، بل يقتضي تحصين ذلك بالعمل المتواصل كي يثبت هؤلاء النواب ان لهم قاعدة وجماهير ومؤيدين لخطهم السياسي. هكذا يقدم النائب العوني الابرز في بعبدا حكمت ديب لائحة طويلة بـ"الانجازات"، بدءاً بالاهم والوجودي وهو "ضبط الفلتان العقاري من خلال التصدي لتملك الاجانب (والمقصود الخليجيين) للاراضي في المنطقة بعدما تبين ان معدلات التملك تجاوزت النسب المسموح بها في القانون". اما عن تسرب الاراضي وانتقال ملكيتها الى الطوائف الاخرى والمقصود الشيعة، فيؤكد ديب تحقيق نجاحات في وقف هذا النزف بالتعاون مع رؤساء البلديات. ويشير الى تفاهمات بأراضي الساحل، ويؤكد ان ثمة كلاماً واضحاً وبدون قفازات مع "حزب الله" في هذا الموضوع، فنحن مع العيش المشترك ولكن موضوع شراء اراضي المسيحيين وهجرتهم غير مقبول، ولا بد من ردع المستثمرين والسماسرة الشيعة والمسيحيين الجشعين والا فلن يبقى مسيحيون للعيش معهم".

ويضيف ديب الى ما انجز مع رفاقه، ان قضاء بعبدا صرف عليه ما لا يقل عن 300 مليون دولار في مشاريع الطرق ومحولات الكهرباء والمياه اضافة الى مشاريع مفيدة عدة، ابرزها استملاك ارض في الوروار لجر مياه نهر الاولي الى المنطقة. ولا ينسى الاشارة الى سد القيسماني في فالوغا، ويشرح انه يغذي 35 بلدة بالمياه (...). ويخلص بعد جردته إلى القول "ان هناك عملاً كثيراً لا بد من انجازه في القضاء والاهمال كبير لأن لا النواب ولا الحكومات السابقة اهتموا بالمنطقة". 

على المقلب الاخر المنافس للعونيين مسيحياً، يقف ادمون غاريوس رئيس بلدية الشياح – عين الرمانة على اهبة الاستعداد للانتخابات على رغم علامات التساؤل الكبيرة التي يطرحها عن جدواه في حارة حريك والمريجة وكل ساحل بعبدا في ظل "هيمنة حزب الله واستمرار المربعات الامنية”. يعود غاريوس الى دفاتره ليثبت صحة اقواله مبرزاً ارقام نتائج اقلام الناخبين السنة في بئر حسن، والتي يفترض ان تقترع في غالبيتها لمرشحي 14 آذار والمتحالفين معهم، فإذا بها وللمفاجأة تعطي اصواتها للائحة 8 آذار. ويسأل غاريوس: "هل يمكن أي خبير او مسؤول انتخابي ان يتجاهل مدى تأثير حزب الله على الناخبين؟".

يرد غاريوس على لائحة انجازات ديب، بأن بيع الاراضي لم يتوقف بسبب من همة النواب العونيين ولا لرغبة عند المستثمرين والسماسرة في الحد من جشعهم، بل لأن ثمة حراكاً واسعاً في المجتمع المسيحي وعلى كل المستويات من اجل حفظ الاراضي والدفاع عنها سواء اكانت في تلة الصليب في كسروان ام في البقاع وجزين وبعبدا. وفي رأيه ان الازمة الاقتصادية ترخي بثقلها على جميع الفئات، وهذا ما حد من الهجمة على اراضي المسيحيين في بعبدا. اما عن المشاريع الانمائية فيقول ان ما يتحقق على الارض في بعبدا يعود لهمة البلديات النشطة والتي تتنافس في ما بينها على تقديم الافضل، في حين ان مشروع نقل مياه الاولي يعود الى 15 عاماً ولا فضل لأي كان فيه. ويختصر في موضوع الخدمات بأن "النواب العونيين ربما كانت نياتهم جيدة لكنهم لم يقدموا شيئاً الى المنطقة مقارنة بما قام به نواب كسروان والمتن الذي أفادوا من وجود وزارات خدمات في يد زملائهم العونيين لتقديم مشاريع الى تلك المناطق".

حرب الاحصاءات

تبدأ حرب الاحصاءات في بعبدا عند حدود المدن والبلدات والقرى المسيحية وتتوقف عندها ما دامت الامور محسومة لدى الشيعة وعلى رغم الـ 1500 صوت شيعي معارض التي نالها باسم السبع. ويعود النائب حكمت ديب الى استطلاع رأي بين يديه ليشير الى تقدم نقاطه مع رفاقه على المستوى المسيحي لتبلغ نسبة 54 في المئة زيادة عما كانت عليه العام 2009. ويقول: "لا حاجة الينا اذا فشلنا مسيحياً". ويشرح انه ورفاقه على اتصال يومي مع الناس سواء على المستوى المحلي ام على المستوى الوطني وان فريقه يهتم باستجابة طلبات الناخبين في منطقة تعاني حرماناً شديداً على رغم وجود اكبر مؤسسات الدولة فيها. ويختصر بأن الرأي العام يراقب ويحاسب ما نقوم به من نشاط تشريعي وحركة في مختلف اللجان مقارنة بالنواب الآخرين والنواب السابقين. 

في المقلب الآخر، يشرح ادمون غاريوس مستعيناً بالارقام ايضاً ان قوى 8 آذار حصلت على 48 في المئة من اصوات بعبدا المسيحية في دورة 2009 مقابل 52 في المئة لـ 14 اذار و المستقلين، ويعود الى نتائج استطلاع يبرزه ليؤكد ان هذه النسبة تحسنت في مناطق عدة منها الشياح وفرن الشباك وجرد بعبدا وحتى في الحدت وبعبدا التي يعتبرها "التيار العوني" معقلاً له. وفي رأيه ان اي انخفاض بنسبة 5 او 10 في المئة يعني حوالي خمسة الى عشرة الاف صوت الامر الذي يعني الكثير في نتائج الانتخابات النيابية. لكن كل ذلك شي واصوات الضاحية الشيعية شيء اخر بالنسبة اليه. يقول: "بعبدا اكبر خزان للاصوات المارونية والمسيحية بعد كسروان والمتن، وتصحيح التمثيل المسيحي وربما الدرزي يبدأ من خلال تصحيح وضع دائرة بعبدا الانتخابي التي لا يمكن الحديث عن تمثيل مسيحي عادل وصحيح فيها ما دام "حزب الله" يهيمن على الشيعة ويفرض عليهم منطق الحزب الواحد والرأي الواحد".

ويشير غاريوس الى "سابقة معبرة في دورة 2009 تمثلت في ارتفاع اعداد الناخبين الشيعة في شكل غير مسبوق وغير علمي وغير منطقي من 13 الف صوت في دورة 2005 الى 21 الف صوت و "الحبل على الجرار". ويقول ان نتائج صناديق اقلام القرى الشيعية في الكورة اثناء الانتخابات الفرعية الاخيرة، وهي صفر لمرشح قوى 14 آذار، تجعل كل المرشحين المسيحيين سواء في جبيل ام بعبدا يخشون ما يجري الاعداد له من فرض للنتائج بالقوة". اما عن النسبية ومشروع الحكومة لها فيرد غاريوس مستهجناً وسائلاً: "ما الذي يجمع بين الناخب في بسكنتا والناخب في الضاحية؟".

يرجح النائب حكمت ديب ان تبقى لائحة المرشحين المسيحيين على ما هي،  لكنه يعود الى ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون هو الذي يقرر في النتيجة. في حين يعتبر ادمون غاريوس ان اللائحة ستضمه الى جانب مروحة واسعة من الاسماء التي لم يتم حسمها، وستضم خليطاً من المستقلين والمرشحين الحزبيين من قوى 14 آذار. 

يبقى ان نشير ختاماً الى ان معدل ساعات تقنين الكهرباء في قضاء بعبدا يعد الاعلى في لبنان، وهو 450 ساعة شهرياً.

 

الثنائيّة السنيّة

محمد سلام

ظهّر الإعلام اللبناني يوم أمس الأحد، وربما من دون أن يدري، صورة ثنائية سنيّة دخلت المشهد السياسي بواقعية ميدانية لا يستطيع أحد إنكارها.

سيسجّل التاريخ أن يوم الأحد في الثاني من كانون الأول العام 2012 كان يوم تظهير ولادة الثنائية السنية في لبنان وبإمتياز.

مشهد سني واضح لا لبس فيه ظهر في صيدا، عاصمة الجنوب، من خلال المسيرة التي نظمها الشيخ أحمد الأسير، ومن خلال كل كلمة ألقيت فيها، وكل شعار رفع فيها، وكل صورة عرضت أثناءها.

مشهدٌ سنيٌ ثانٍ، وإن غيرِ مُعلن، ظهر في طرابلس، عاصمة اللبنانيين السُنّة، أثناء مهرجان ذكرى الأربعين للواء الشهيد وسام الحسن ومرافقه.

تميّز مهرجان طرابلس بأمرين: أولهما تذبذب هوية الداعي له. فقد صدرت أولى الدعوات إليه باسم قوى 14 آذار، لكن أمانتها العامة غابت، كما قوى 14 آذار الأخرى، عن المشاركة في كلماته.

مهرجان طرابلس أُطلِقَ باسم قوى 14 آذار لكنه التأم باسم "تيار المستقبل." المشاركة فيه اقتصرت على شخصيات مستقبلية، وعلى ممثل العائلة الحسنية الكريمة، وعلى سماحة مفتي عكار الشيخ الدكتور أسامة الرفاعي، الذي غاب مشهده عن أحدى شاشات التلفزة "الديمقراطية" في نشرة أخبارها المسائية.

مهرجان طرابلس، كما عُقِد، كان مستقبلي الهوية-سنّي المضمون. وبدا لافتاً أن أمين عام التيار الشيخ أحمد الحريري بدأ كلمته بالبسمله أي بإسم الله الرحمن الرحيم، فيما بدأ النائب محمد عبد اللطيف كباره بالبسملة والحمد وانتهى إلى إطلاق صيحة "الله أكبر على من طغى وتجبّر."

مهرجان طرابلس كان سنّي المضمون من دون إعلان، فيما مهرجان الشيخ الأسير في صيدا كان، ومن دون أي التباس، سنّي الهوية والهوى والمضمون في آن.

الثنائية السنّية ولِدت. ظهرت على سطح المشهد السياسي، فهل ما زال هناك من يعتقد بأن المارد السني لم يخرج من القمقم؟

المشهد السياسي اللبناني تغيّر كُلّهُ.

السؤال المطروح الآن ليس عما إذا كان معسكر الممانعة المسلّح يدرك هذا التغيير.

السؤال المطروح الآن هو: هل يدرك الوسطيون هذا التغيير. وهل تدرك قوى 14 آذار هذا التغيير؟

الحقيقة المستنتجة من هذا التغيير هي أنه لم يعد بمقدور أي من الوسطيين أو ال 14 آذاريين الدخول في تحالف إنتخابي، أو تقارب سياسي، مع معسكر الممانعة من دون أن يخسر ... كل جمهور السنّة، ومن دون استثناء، المعلن منه وغير المعلن، على حدٍ سواء.

الحقيقة الواقعية التي أسفر عنها هذا التغيير هي أن سور الثنائية السنيّة ليس سداً حصرياً في وجه الرئيس نجيب ميقاتي فقط.

(صوت لبنان (100،5 ))

 

مصر: القضاء يقاطع الاستفتاء.. و«الدستورية» تعلق أعمالها/الزحف نحو القصر في «ثلاثاء الإنذار الأخير».. وتزايد الدعوات للعصيان المدني > الرئاسة تطالب بتغليب المصالح العليا

 القاهرة: عبد الستار حتيتة ومحمد أحمد /الشرق الأوسط

دخلت الأزمة السياسية والدستورية في مصر، منحدرا جديدا، بتصعيد القضاة لموقفهم ضد الرئاسة، بإعلان مقاطعتهم الإشراف على الاستفتاء على الدستور، المقرر منتصف الشهر الحالي، فيما أعلنت المحكمة الدستورية العليا أمس، تعليق أعمالها لأجل غير مسمى، ردا على قيام متظاهرين من جماعة الإخوان المسلمين وقوى إسلامية أخرى، بحصار مقرها وتطويقه ومنع قضاة المحكمة من الدخول للنظر في قضايا مجدولة أمامها، من بينها دعاوى لإلغاء مجلس الشورى بدعوى عدم دستورية قانون انتخابه، وكذا إلغاء الجمعية التأسيسية لإعداد مشروع الدستور للسبب نفسه. وقرر نادي قضاة مصر بعد اجتماع مع رؤساء أندية القضاة بالأقاليم، مقاطعة الإشراف على الاستفتاء على الدستور الجديد، في وقت استمرت فيه الاجتماعات في أروقة بعض الأحزاب والقوى السياسية، والنوادي والنقابات، في محاولات لحل الأزمة أو التصعيد من كل طرف ضد الآخر. وأعلنت أطراف رئيسية في المعارضة المصرية أمس، الزحف غدا الثلاثاء إلى قصر الرئاسة، في مليونية أطلق عليها «الإنذار الأخير»، وسط تنامي الدعوات للعصيان المدني مما ينذر بمزيد من الانقسام والمواجهة بين الخصوم السياسيين في البلاد للمرة الأولى منذ عقود. وقامت آن باترسون، السفيرة الأميركية في القاهرة، بزيارة إلى مقر حزب الوفد عصر أمس، والتقت الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب وعددا من قياداته في اجتماع موسع، قبل اجتماع لقادة المعارضة في مقر الحزب نفسه. وتعد الصحف المعارضة والخاصة للاحتجاب غدا الثلاثاء, بينما قررت قنوات التلفزة الخاصة تسويد شاشاتها لإعلان الاحتجاج ضد قرارات مرسي الأخيرة، التي يقولون إنه منح فيها نفسه سلطات مطلقة «فرعونية ودكتاتورية». وفي هذه الأثناء دعا المتحدث باسم الرئاسة المصرية الدكتور ياسر علي أمس، إلى تغليب المصالح العليا للوطن.

 

مصر: ديكتاتورية بمن حضر

أياد أبوشقرا/الشرق الأوسط

* «الثقة تبدأ بالحقيقة... وتنتهي بالحقيقة». (سانتوش كالوار)

* كثرة من المصريين، وكذلك من متابعي الشأن المصري خارج مصر، كانوا يشعرون في قرارة أنفسهم بشيء من الشك في نيات الإخوان المسلمين وحلفائهم في «تيار» « الإسلام السياسي» العريض، غير أن إيمانهم بضرورة التغيير دفعهم إلى إقناع أنفسهم بتفضيل الدكتور محمد مرسي على الفريق أحمد شفيق في انتخابات الإعادة الرئاسية قبل بضعة أشهر. كان هناك اقتناع راسخ بأن تغييرا راديكاليا كان ضروريا لإنهاء حقبة حكم تحالف «العسكر - الأمن - المال الفاسد»، وبعده لا بد أن يحصل الفرز السياسي المحتوم بين الفصائل المتعددة التي انخرطت في «جبهة تغيير» عريضة فضفاضة جمعت مختلف ألوان الطيف السياسي المناوئ لحكم حسني مبارك ومن هم وراءه.

باعتقادي أن العقلاء توقّعوا حصول «الطلاق» بين مشروع «الإسلام السياسي» والآخرين بعد إنجاز التغيير. وهذا أمر استبعد أن يجادل فيه مُجادل في ضوء تعدّد، بل تناقض، الرؤى التي جمعت مناوئي مبارك ومن كان يمثّل. أما العامل الوحيد الذي ربما فاجأ هؤلاء هو السرعة التي انكشفت فيها استحالة التعايش مع «الإسلام السياسي». والأمر اللافت أن لا الرئيس مرسي يعتبر أنه تعجّل بدء احتكار السلطة ولا خصومه يرون أنهم أُخذوا على حين غرّة. الجانبان يدركان جيدا مكامن القوة والضعف في الطرف الآخر. لكن بينما كان مرسي يتحيّن الفرصة للانقضاض على خصومه المؤمنين بـ«الدولة المدنية» القائمة على احترام فصل السلطات - ولا سيما استقلال القضاء - وتداول السلطة واحترام التعددية والتنوع، كان خصومه يريدون منه ومن تياره فضح أنفسهم بأنفسهم، وكشف حقيقة مشروعه، بعدما «روّج» أمام الناخبين والمجتمع الدولي الانطباع بأنه ملتزم بـ«الدولة المدنية» وما تستند إليه.

ثمة من آمن طويلا وما زال يؤمن بأن مقتل «الإسلام السياسي» يكمن في تسلّمه السلطة، ولا حل ناجعا لمظلومية «الإسلاميين» إلا عبر تجربتهم في الحكم. ومن هؤلاء من يقول إن الخطأ الأفظع ارتُكب في الجزائر قرب نهاية العام 1991، عندما مُنع الإسلاميون من الحكم عبر صناديق الاقتراع، بعدما فازوا في الجولة الانتخابية الأولى. ويومذاك أيد المجتمع المدني الجزائري، ضمنيا، وكذلك أيد المجتمع الدولي حرمان الإسلاميين من تولي السلطة. ومن ثم، اعتبرت جهات عليا وأمنية في هرم النظام الجزائري أن «السكوت.. علامة الرضا»، فشنّت «حرب إرهاب» مستترة على التيارات الإسلامية سرعان ما ردت عليهم جماعات «إسلامية» بعمليات إرهابية دموية.. ألحقت ضررا فادحا بالجزائر، وشوهت النظرة العامة لمستقبل الديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي، وأهدت الإسلاميين ذريعة جديدة للترويج لـ«مظلوميتهم».

ربما، نعم ربما، لو كان قد سُمح للإسلاميين بحكم الجزائر في تلك الفترة، لما حصلت داخل البلاد وخارجها السلبيات المتراكمة التي حصلت بالفعل، وأبرزها:

أولا، نزيف الدم الفظيع والمجازر النقالة التي هزّت المجتمع الجزائري وهجّرت بعض أفضل كفاءاته.

ثانيا، إهدار فرصة امتحان «الإسلام السياسي» في «برامجه» الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

ثالثا، ازدياد نسبة التعاطف في العالمين العربي والإسلامي مع «الإسلام السياسي» المظلوم.

رابعا، تعزّز الاقتناع بأن قوى التسلط في العالم العربي، التي بنت «شرعيتها» السياسية على شعارات قومية ونضالية واشتراكية وليبرالية مزيفة، يمكن أن تتخلى عن السلطة عبر صناديق الاقتراع.

ربما، وأكرر ربما، كان المواطن العربي، يومذاك، قد أدرك أن «الإسلام السياسي» لا يقبل ولا يفهم ولا يستطيع ممارسة اللعبة الديمقراطية، ولا أن فكرة عنده عن «الدولة المدنية» على الرغم من كل الثرثرة التي سمعناها عنها وما زلنا نسمعها، وبالذات في دول «الربيع العربي».

على أي حال، كل ما سبق تاريخ ما عاد يقدّم أو يؤخر. وها هما تونس ومصر تمران بتجربتين طبيعيتين في ظاهرة ما سمي «ربيعا»، من حيث هي «بواكير» ثورة تأجل انتصارها، كما شاهدنا في «ربيع براغ» عام 1968 و«ربيع بكين» عام 1977. والواقع أن اختيار مسمى «الربيع العربي» مناسب تماما، لأن ما حدث خلال السنتين الفائتتين كان مجرد بواكير ثورة.. لا ثورة ناجزة. وكان على رأس إيجابياته، وقد تكون إيجابيته الوحيدة حتى الآن، سقوط عامل الخوف عند المواطن من بطش أنظمة تسلطية وقمعية فاسدة.

كثيرون مقتنعون، ومنهم كاتب هذه السطور، أن بقاء هذه الأنظمة ليس خيارا ولا يقدم أي مبرر مقنع للتعايش معها والدفاع عنها. وفي المقابل، لا بأس من خوض تجربة «اختبار نيات» مريرة مع قوى ادعت طويلا أنها مستعدة لقبول الشراكة مع آخرين. ثم إن وجود تيارات متشددة في معسكر «الإسلام السياسي» قد يحمل في ذاته بعض مسوغات التفاؤل، مع أنها قد تدفع «الإسلام السياسي» التقليدي - ممثلا بـ«الإخوان» في مصر و«النهضة» في تونس - نحو هاوية التطرف لكي يدافع عن صدق التزامه بأن «الإسلام هو الحل».

ما نراه في مصر في هذه اللحظات يجسّد خير تجسيد ما نتكلم عنه.

لقد حرصت كل مكونات «ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011» في مسعاها لتأمين أوسع حشد شعبي كفيل بإسقاط حسني مبارك وإنهاء نفوذ تحالف «العسكر - الأمن - المال الفاسد»، على تفادي الشعارات الحساسة والفئوية. ولذا تخلى القوميون واليساريون والليبراليون عن كلمة «علمانية» مستعيضين عنها بـ«مدنية» لوصف الدولة التي كانوا يأملون ببنائها، احتراما منهم لحساسية الإسلاميين من فكرة «العلمنة». وفي المقابل، وافق الإسلاميون على فكرة «مدنية» الدولة من حيث هي النقيض للدولة «العسكرية - الأمنية». وفي ظل هذا التلاقي السطحي الذي كان - عمليا - هروبا إلى الأمام، نجح الجزء الأول من «الثورة».

غير أن الاستحقاقات الصعبة، ومعها الانكشافات الخطرة، أخذت تظهر بمجرد نهاية ذلك الجزء. فالانتخابات الرئاسية والبرلمانية أجريت قبل نضج الفرز السياسي الصحيح. فدخل مرشح «الإسلام السياسي» (محمد مرسي) جولة الحسم من انتخابات الرئاسة مع أحد رجال العهد السابق (أحمد شفيق)، ونجح الإسلاميون - الأكثر تنظيما والأغنى تجربة من منافسيهم - بانتزاع الأغلبية البرلمانية. وفي أعقاب فوز مرسي في انتخابات الرئاسة بفارق ضئيل لا يصل إلى 2% من مجموع الأصوات، واستنادا إلى الأغلبية البرلمانية، شعر الإسلاميون أن ما كسبوه يشكّل تفويضا صلبا له من الديمومة ما يكفي للاستحواذ على كل مفاصل السلطة.

وبالفعل، ما إن استتب الأمر لمرسي حتى أزاح بقايا «العسكر» الذين احترموا انتخابه، ووفروا لمصر الانتقال السلس. وظهرت التناقضات داخل اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور، عندما سعى الإسلاميون لاستغلال فوزهم الانتخابي «الآني» في إعداد دستور «دائم» يعبر عن أفكارهم ومصالحهم، متجاهلين كليا هواجس الأقليات والقوى المؤمنة حقا بالمجتمع المدني. ثم بلغت الأمور ما بلغته خلال الأيام الماضية، عندما استغل مرسي «انتصاره» الدبلوماسي في صفقة الهدنة بقطاع غزة، وإطراء واشنطن على دوره، للانقضاض على استقلالية القضاء و«اختطاف» الدستور، وتجاهل شركائه في «ثورة يناير»، بذريعة حماية «الثورة»، من أبنائها والمشاركين فيها! أغلب الظن أن هذا هو الوجه الحقيقي لـ«الإسلام السياسي» عندما يحكم. هذا هو من دون «رتوش». وهذا هو موقفه من الرأي الآخر ومن دولة المؤسسات. إنها الحقيقة المرّة.. التي ستكون أسوأ هدية تهديها مصر لعالمها العربي، وبالأخص أقطاره التي يحاول «الإسلام السياسي» فيها إقناع شعوبها باستعداده لتقبل الشراكة والتعايش.

حمى الله مصر.

 

مرسي يستعيد سلفه: دستورنا.. أو يأتي السلفيّون!

وسام سعادة/المستقبل

تسرّع الليبراليّون والربيعيّون العرب في الاستبشار بمشهد الغضب الجماهيريّ والقضائي والسياسيّ المصريّ العارم بوجه الاعلان "الدستوريّ" الاستئثاريّ وعملية "سلق الدستور" من قبل جماعة الاخوان المسلمين. تسرّعوا، بمعنى انّه لم يهمّهم من كل هذا المشهد الا انقاذ سرديتهم المتفائلة بالربيع العربيّ في مساره العام، و"المتوقّعة" لـ"آلام مخاض" حيوية، طبيعية، ولو قاسية، انما لا تلبث ان تنقضي.  في الحقيقة، ان كان من درس أوّل لمجرى الأمور في مصر، فهو يتعلّق أساساً بضرورة الاقلاع عن هذه السردية النمطية. فالمسائل أعقد بكثير من مجرّد مطبّات هوائية تمرّ بها طائرة الربيع العربيّ، ونقاومها بـ"ربط الأحزمة".

فما يجري في مصر لم يعد فقط "شارع" في مقابل "شارع" كل واحد منهما يرشق الآخر بتهمة "سرقة الثورة" والقيام بـ"ثورة مضادة". ما يجري يرسّخ منطق القسمة الى "مجتمعين". أحدهما لن يستطيع حتى الاخوان المسلمون ضبط مساره الأيديولوجيّ التشدّدي، على طريق المناداة بـ"الشريعة الآن"، ثم "الحاكمية الآن". وثانيهما مهما بلغ ضيقه من حالة الاختناق النفسي التي يعيشها جراء وصول الاخوان الى الحكم، وجنوحهم الى الاستئثار، الا انه مجتمع ينافي "التيار الديني" انما من دون طرح نفسه كـ"تيار علماني" كما هي الحال مثلاً في تركيا، وبشكل أقل في تونس. وبدلاً من ان يخفف هذا حدة التصادم في مصر بين "مجتمعين"، انما يفتح لهذا التصادم أبعاداً خطيرة لمصلحة الاكثر تطرفاً عند كل مواجهة، هذا ان لم تجر المسارعة الى لملمة الوضع، بانضاج تسوية تهدوية تلغي الاعلان "الدستوري" بشكل أو بآخر، وتحضّر لانتخاب سلطة تمثيلية تشريعية ذات طابع تأسيسيّ، يمكنها ان تتولى متابعة كتابة الدستور تمهيداً لعرضه على الاقتراع العام. فتحت وطأة هذه الأزمة، ربما فضّل بعض المتحمّسين لـ"حكم الاخوان" نسيان ان الدساتير لا يمكن "سلقها" وادعاء الشرعية في الوقت نفسه، وان تنظيم تظاهرات حاشدة مؤيدة في وجه تلك الرافضة هو سبب اضافي لبطلان الأهلية التأسيسية، ولا ينفع ان تكون هذه الشرعية مرة تستحضر على انها "ثورية" ومرة على انها "دستورية"، فأصل البلاء هو هذا الخلط بين الشرعيتين الدستورية والثورية في الأنظمة التسلطية الانقلابية العربية التي نشأت بعد انكفاء المستعمر. وفي المقابل، لا ينفع ان يكون اخصام الاسلاميين يندّدون بتسييس "الغيب" من قبل الاخوان، فيما هم يعتمدون على "السحر"، وعلى شعار "الشعب يريد.." الذي أصبح كما التعويذة، او "شبيك لبيك". في النهاية، هناك استحقاقان انتخابيان، احدهما تشريعي وثانيهما رئاسي، فاز الاسلاميون بهما، الاول بنسبة عالية لكن المجلس ما لبث ان حلّ، والثاني بنسبة بسيطة، وبشقّ النفس، وبـ"مبرّر جمهوريّ" يتصل بمنع رموز النظام السابق من العودة، ومن رأس الهرم، مجدداً. وهذا اللفيف الربيعيّ الذي ضاق ذرعاً من استئثار الاخوان وتعريضهم بأسس كتابة الدساتير، هو لفيف لم يتجاوز ركام الايديولوجيا الشعبوية، بعناصرها القومية واليسارية او غير ذلك. فهذه الايديولوجيا لعبت دوراً سيئاً في أسر الثورة المصرية بالديماغوجيا.

ينصح مكيافيللي أميره ما معناه أن لا يندفع كثيراً لانهاء عدوّه عندما يكون مرتاباً من صديقه. لكن ما قامت به قوى الثورة من غير الاسلاميين كان العكس تماماً. طالبت اكثر من اللازم بملاحقة الفلول، بدلاً من ان ترث المساحة الاجتماعية والاهلية التي كانت للحزب الوطني، وهو لم يكن حزباً فاشياً او بعثياً لكي يقوم كل هذا السعار ضدّ كل من انتسب اليه. ظلّ التركيز على "الفلول" فترة اطول من اللازم (هوس تكريس خطوط تماس "العيب الاجتماعي" الجديد)، فلم تر "الثورة - فئة غير الاسلاميين" جنوح العسكر للاستئثار، وعندما عايشت ذلك صارت مهجوسة باسقاط سلطة العسكر بأي شكل، وعدم تقبّل اي دور لهم في المرحلة الانتقالية، وهو امر ستتضح خطورته. العسكر يسعون لاطالة المرحلة الانتقالية اكثر من اللازم، لكن حصر هذه المرحلة، وتأطير دورهم فيها، وكسبهم الى مصلحة التحول الديموقراطي، اي في مواجهة الاسلاميين، وفي مصلحة اعادة تحريك عجلة الاقتصاد، هو امر اكثر من ضروري. من فرط ما ردّد الشبان في التحرير "يسقط يسقط حكم العسكر" لم يروا تباشير "حكم المرشد". كان الواحد منهم يحاججك بأن الاخوان لن ينالوا شيئاً في الانتخابات التشريعية. وعشية الرئاسيات صار واحدهم يحاججك بأن تراجع الاخوان وصل الى حد ابعادهم عن اي سباق على الرئاسة. اليوم ايضاً، ثمة تقصير في النظر الى المشهد السياسي بتعقيداته وتقاطعاته، والكتل الاجتماعية التي يتحرّك تبعاً لها. الماركسي استقال من زمن بعيد من هذه المهمة التحليلية واكتفى بنظرية المؤامرة. القوميّ ما زال يراهن على نوستالجيا جمال عبد الناصر. الليبرالي المصريّ يحلم بدستور العشرينيات. لكن الواقع في مكان آخر. وللواقع علينا حق.

هذا الواقع يقول ان ثنائية اسلاميين وغير اسلاميين هي معطى اساسي مزمن يعمّم في كل المجتمعات ذات الاكثرية المسلمة والمتحولة في الاتجاه الدستوري والديموقراطي. هي ثنائية لا يمكن ان تعالج بتوهم ان "الاسلام السياسي" موضة، كما كانت الشيوعية في بلاد المسلمين موضة. شتان. الواقع يقول لنا ايضاً ان تحويل هذه الثنائية الى ثنائية مؤطرة دستورياً ووطنياً ليس بالأمر السهل، وهو يتطلّب من جانب غير الاسلاميين اجادة الجمع بين تملك قاعدة شعبية متينة وبين هجران الايديولوجيات الشعبوية، في اتجاه بلورة تيارات دستورية وليبرالية وتقدمية، متصالحة تماماً مع فكرة المساواة في المواطنية، دون ان تطرح المواطنية من موقع كوني مجرّد، بل في اطار تجديد الفكرة الوطنية، فكرة الدولة الأمة بمعناها الاكثر تماثلاً مع سيادة حكم القانون ومع المعنى الاكثر رحابة للتعددية واللامركزية. والحال ان كثيراً من المعارضين للاخوان في مصر قد برّروا التباس بعض مواقفهم في هذا الاطار بأنهم لا يريدون ان يقووا حجج الاخوان المتسترة بالدين، والمتجاوزة للاوطان. هذا بعض من المماحكة التي اوصلتنا الى المشكلة الراهنة. وطبعاً، في المقلب الآخر، يحاول الاخوان ان يروّجوا لمنطق اما ان تقبلوا ما نقدّمه نحن، واما ان يأتي السلفيون من بعدنا. هذا منطق لا يختلف كثيراً عن منطق حسني مبارك: "اذا رحلت سوف يأتي الاخوان من بعدي". والمشكلة ان من ينطق بمنطق كهذا لا يكذّب. حسني مبارك جعل من وصول الاخوان الى الحكم امراً واقعاً. محمد مرسي يخاطر بتسليمها الى .. أيمن الظواهري.

 

مصر في منحنى الخطر

مأمون فندي/الشرق الأوسط

مصر تقترب من حافة عتبة العنف، أو بشكل أكثر دقة ثورة مصر تبدأ منحنى الخطر، فهذا هو الشعب في ميدان التحرير وميادين الوطن الأخرى في الإسكندرية والسويس يطالب الرئيس مرسي بالتراجع عن إعلانه الدستوري الذي حوله إلى الفرعون الذي لا يُسأل عما يفعل، وبدلا من أن يستجيب الرئيس إلى هذه النداءات أو يتراجع صعّد وزاد في غطرسته وغطرسة جماعة الإخوان بأن دعا لجنة تأسيسية الدستور الإخوانية إلى إنهاء أعمالها بسرعة وتسليمه مسودة الدستور. ليس هذا فحسب، بل دعت جماعة الإخوان في اليوم ذاته الذي سلم فيه المستشار الإخواني الغرياني مسودة الدستور إلى مليونية الشريعة، في استعراض للقوة يمنح الرئيس الزخم الشعبي المطلوب لفرض الأمر الواقع وعدم التراجع.

ولم يخيب مرسي ظن جماعته، بل وخطب فيهم، وطلب الاستفتاء على الدستور الإخواني يوم 15 من هذا الشهر الميلادي، وهي خطوة تصعيد أخرى من «الإخوان» ضد معارضيهم. الرئيس خطب مرتين منذ الأزمة، وكلا الخطابين كان لأهله وعشيرته، سواء الذين تجمعوا لتأييده أمام قصر الرئاسة في «الاتحادية» منذ أيام، أو الذين جاءوا ليؤيدوه من المحافظات والأقاليم يوم السبت، يوم سبت الشريعة والنداء للاستفتاء على الدستور. وبهذا لم يدع مرسي مجالا للشك في أنه رئيس للتيار الديني فقط وليس لكل المصريين. فمن كان لديه شك في خطاب الرئيس الأول بأنه خطاب تفرقة وطن لا خطاب لم الشمل، خطاب للإسلاميين والمؤيدين فقط قسم الوطن إلى معسكرين، فإن هذا الشك أصبح يقينا في خطاب السبت الذي دعا فيه الرئيس إلى استفتاء شعبي على دستور مطعون في شرعية من وضعوه (فالجمعية التأسيسية أسسها برلمان باطل).. دستور مشوه ترفضه قطاعات عريضة من أبناء الشعب المصري.

كان واضحا للجميع أن الرئيس أعجبته كثرة جماعته، لذا لم يتردد في التصعيد. فمرسي لم يلق كلمته إلا بعد أن تجمعت حشود التيار الإسلامي أمام جامعة القاهرة. وما بين خطابه في «الاتحادية» وخطابه لأعضاء الجمعية التأسيسية، الذي كان بلا شك خطابا لحشد «الإخوان»، مر أسبوع احتشدت فيه قوى المعارضة في ميدان التحرير بمئات الآلاف، واعتصمت من حينها وحتى اليوم، ولم يعرها الرئيس أدنى اهتمام، ولم يتحدث إليها، ولم يلتفت إلى مطالبها. الرئيس مرسي يتحدث لـ«الإخوان» وللتيار الإسلامي فقط «واللي مايعجبهوش يخبط راسه في الحيط». هذا التحدي السافر لقطاعات عريضة من المجتمع المصري يأخذ الثورة بعيدا عن أحاديث الأسابيع الفائتة، تلك الأحاديث المتحضرة حول الدستور والقانون، ويأخذ الوطن إلى منحنى الخطر والتهاب المشاعر الذي يدفع بالثورة المصرية إلى حافة العنف المجتمعي الأوسع.

سلوك جماعة الإخوان المسلمين منذ الإعلان الدستوري الذي حصن الرئيس ضد أي حكم قضائي، وخطب الرئيس التي اقتصرت على جماعته، وسلق الدستور في ليلة واحدة، والدعوة للاستفتاء على دستور «الإخوان» بهذه العجلة، أمور لا يمكن تفسيرها إلا بسياسة فرض الأمر الواقع. لسان حال الرئيس وجماعته يقول إن المعارضة بالنسبة لـ«الإخوان» أيا كان حجمها ليست مهمة. «الإخوان» في السلطة الآن، وعلى المعارضة أن تنصاع إلى أوامرهم. هذا السلوك المتغطرس من الرئيس وجماعته لا يصب في أي صيغة من صيغ التصالح الوطني، وإنما يصب في توسيع هوة الشقاق بين «الإخوان» ودعاة الدولة الدينية من ناحية، ودعاة الدولة المدنية من ناحية أخرى. منذ قرر مرسي أن يلقي خطابه الثاني فقط لجماعته، ومنذ دعوته إلى الاستفتاء على الدستور، ونبرة العنف تزايدت في مدونات الشباب على «تويتر» و«فيس بوك»، كرد فعل لخطاب الرئيس، ورد فعل لجو العنف والتكفير الذي خلفته مليونية الشريعة. نغمة كانت مختفية لكنها الآن تحولت إلى لهجة جديدة فيها مسحة عنف تصاعدية لا تبشر بخير بالنسبة لمستقبل الدولة المصرية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني).

رغم أن الدائرة في مصر انقسمت إلى تيار ديني وتيار مدني، فإن المسكوت عنه في المشهد هو تلك الكتلة البشرية التي أُخذت وكأنها جماعة مسلم بها لا حول لها ولا قوة، وهي جماعة المسيحيين المصريين الذين يمثلون نسبة من 10 في المائة إلى 15 في المائة من تعداد السكان المصريين. لا ندري ماذا سيكون رد فعل هؤلاء، فرغم أن سلوكهم السياسي في الغالب وخلال العهود السابقة كان سلوكا تصالحيا، فإن مسيحيي مصر قد تغيروا بعد الثورة، ولا يمكن توقع رد فعلهم في قضية حاسمة مثل قضية الدستور، وهناك مؤشرات كما جاء في تقارير في هذه الصحيفة أن الكنيسة قد تقاطع الاستفتاء على دستور لا يمثل الأقباط.

في الأسبوعين القادمين سيتحول الصراع المتحضر بين القوى المختلفة في مصر إلى صراع عنيف، لكنه سيبدأ كصراع بالوكالة، مثل مناوشات بين ميليشيات «الإخوان» ومشجعي الأندية الكبرى المعروفين باسمهم الغربي «الألتراس» (ultras)، أو المتعصبين لأنديتهم الكروية. «الألتراس» لمن لم يشهد بدايات الثورة المصرية هم الذين هزموا جحافل داخلية حبيب العادلي.. «الألتراس»، وليس القوى الثورية، هم القوة التي حسمت مصير الثورة، وهزمت البوليس وقنابل الدخان والرصاص المطاطي. وظني أن «الألتراس» سيُستخدمون في المواجهة القادمة بين التيار الديني والتيار المدني، وستكون تلك هي شرارة العنف التي لا ندري إلى أين ستذهب.

في حواره مع «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي تحدث القيادي في الجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم عن سلسلة من الاغتيالات للرموز الفكرية والثقافية والليبرالية، ومن لا يعرف ناجح إبراهيم فإنه كان أمير الجماعة الإسلامية في أواخر السبعينات حتى اغتيال السادات 1981. ولم يكن ناجح إبراهيم أمير الجماعة الإسلامية فقط، بل كان أمير العنف في أسيوط وما حولها، وكونه يلمح إلى اغتيالات فهو بالتأكيد يشتم رائحة دم في الهواء.

ما أريد قوله أن سلوك الرئيس مرسي، الذي لم يترك مجالا للشك في أنه رئيس جماعة الإخوان المسلمين فقط أو رئيس التيار الديني إذا أردت أن تكون كريما في التوصيف، وتعنته وإصراره على عدم التراجع عن إعلان دستوري، جعل منه فرعونا يتضاءل أمامه أي ديكتاتور عرفه التاريخ المصري الحديث. هذا السلوك وهذا التعنت لن يولدا إلا مزيدا من التعنت من الناحية الأخرى. ليس من الوارد أن يرفع الشعب المصري الراية البيضاء ويذعن بهذه السهولة الشديدة لتملك جماعة الإخوان المسلمين من «زمارة» رقبة الوطن. لا أتصور أن المعركة ستحسم هكذا برفع الرايات البيضاء، لا بد من مقاومة. لكن كيف ستكون تلك المقاومة؟ وهل سنصل إلى حالة تقسم مصر إلى شيء يشبه حالة الانقسام الفلسطيني بين حماس وفتح، ونرى الجثث تلقى من فوق البنايات كما رأينا في غزة يوم انقلاب حماس على فتح.. أم سيكون انقساما أشبه بانقسام لبنان؟ هذا ما لا يمكن التنبؤ به. ما يمكن التنبؤ به بلا شك هو أن مصر دخلت منعطف العنف الذي نتمنى أن يكون له مخرج قريب، أما إذا لم يتوافر المخرج فسيكون هذا البلد الكبير الذي أصبح على حافة الإفلاس، والذي أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيقاطعه اقتصاديا - وقد تتبع دول أخرى الموقف الأوروبي - على حافة الهاوية. وإذا ما دخلت مصر وهي مفلسة وتحت حصار اقتصادي في صراع مجتمعي عنيف فإن أتون العنف قد يتصاعد لدرجة يصعب الخروج منها، وبتكلفة لا يطيقها حتى «الإخوان المسلمون» أنفسهم. فهل أدرك المصريون الثمن الذي سيدفعونه قبل أن يدفعهم العناد إلى حافة الجحيم؟

 

الإخوان وترويع القضاة والإعلام

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

من الشتائم والتهديد والإقصاء وصعودا إلى كسر قواعد العمل السياسي، صارت سمات تجربة الحكم الإخوانية رغم قصر عمرها. أكدوا كل ما كان يقال عن فاشيتهم، من خلال سعيهم إلى السيطرة على كل الحكم. وازدواجية خطابهم، ما يفعلونه غير ما يتعهدون به. ولامبالاة عجيبة في أوقات عصيبة، فالرئيس محمد مرسي تحدث لمجلة «تايم» قبل أيام بكلام معسول عن إعجابه بالغرب وأفلامه ومجتمعه، وعن تمسكه الجارف بمبادئ الانتخاب والدستور، وهيامه في السلام والصلح مع إسرائيل. في وقت كان رجاله يتفوهون كلاما بذيئا ضد مواطنيهم، شنوا حملات ضد الأحزاب المصرية المعارضة والإعلام الذي لا يصفق لهم. وسد متظاهرو الإخوان باب المحكمة الدستورية، بعد أسبوع واحد من خطاب مرسي، يوم الجمعة، ووصف فيه من يحاصرون وزارة الداخلية بالبلطجية! الأزمة في مصر أمام مفترق طرق، معظمها وعرة وبعضها خطرة جدا، ولا يمكن للبلاد أن تتجنب المستقبل المظلم إلا إن قرر الرئيس مرسي أن يكون رئيسا لكل المصريين، بالعدول عن مشروعه الدستوري الذي ألغى فيه دور القضاء ونصب نفسه فيه حكما أخيرا. أتباعه وأئمة مساجده يقولونها ويقارنونه بلا خجل، إنه الخليفة وللخليفة في الإسلام القول الفصل! هكذا جعل الإخوان العالم يحكم عليهم، إنهم ليسوا أهل ثقة وفي جوع شديد للحكم. ينسون أنهم حاولوا ثمانين عاما الوصول إلى الحكم بالقوة وفشلوا فشلا ذريعا، ولم يرضَ أحد من الزعماء السابقين منحهم فرصة حتى المشاركة، إلى أن هجم الشباب على ميدان التحرير في ثورة 25 يناير وأسقطوا حكم مبارك، وهم شاركوهم حلوى الانتصار وأذاقوهم مر الحكم!

الآن هم الرئاسة، وهم رئاسة الحكومة، رغم أنهم طمأنوا منافسيهم بألا يأخذوا المنصب، وهم مجلس الشورى، ولم تملأ المواقع المهمة جشعهم فقرروا كتابة الدستور على مقاييسهم، واستهدفوا القضاء لأن القضاة لم يوافقوهم على كل مطالبهم. استهدف أعضاء التأسيسية الذين كلفهم مرسي بكتابة الدستور (تسعون في المائة منهم إخوان وسلفيون) رد الجميل بمنح الرئيس سلطات مطلقة ومنها القضاء. الهدف من الهيمنة على القضاء لأنه الباب الذي سيمكنهم من خلاله إصدار الأحكام وتصديق قراراتهم، والسماح بتجاوزاتهم. ومن باب القضاء سيمكن للإخوان إدارة خلافات الانتخابات المستقبلية لصالحهم. ما حاول أن يفعله المخلوع حسني مبارك في ثلاثين عاما تجرأ وفعله الرئيس محمد مرسي في خطابه في ثلاثين دقيقة. عزل النائب العام وعين محله واحدا من جماعته، وقرر إقصاء القضاة الذين اعتبرهم مجرد موظفين، وضمن الدستور مادة تمنحه سلطة فوق سلطات القضاء!

أما بالنسبة للإعلام فإن المعركة أطول وأشق، لأنه لا ينفع فيها قرارات الرئيس ولا بنود الدستور. لهذا عزفت قوى الإخوان موسيقاها تهاجم الإعلام والإعلاميين وتصفهم بالكفرة والفجرة، وتهددهم بعقوبات لاحقة. ولأن الإخوان كانوا دائما في مقاعد المعارضة ربما لا يعلمون أن تطويع الإعلام أو منعه بات من المستحيل اليوم، وقد حاول المخلوع مبارك سنين تكميم أفواه خصومه وفشل، وفي الأخير استسلم. سيكتشف الإخوان أن معاداة الإعلام ومهاجمته ستكلفانهم كل ما جمعوه من تعاطف وشعبية.

 

إيران ترفض إجراء حوار ثنائي مع واشنطن.. وتؤكد: خلافاتنا استراتيجية ولا تفاوض بشأنها

طهران تعزز تعاونها مع بيونغ يانغ وتضع خبراء في منشأة عسكرية كورية شمالية

طهران - لندن: «الشرق الأوسط» /بعد يوم من نشر تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي أكدت خلالها استعداد واشنطن إجراء مفاوضات ثنائية مباشرة مع طهران حول الملف النووي الإيراني، اعتبر مساعد بارز للمرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي أن المقترح الأميركي يرمي «لإضعاف إرادة الإيرانيين»، ويمثل محاولة «لإرضاخ إيران أمام المطالب الأميركية». وأشار علي سعيدي، مساعد خامنئي وممثله لدى الحرس الثوري الإيراني، قوات النخبة الموالية للمرشد، في كلمة ألقاها أمام حشد من عناصر الحرس في مدينة قم، المقدسة لدى الإيرانيين، إلى تصريحات كلينتون واستعداد واشنطن للجلوس إلى طاولة الحوار مع إيران، وقال إن «هذه المواقف ترمي لإضعاف إرادة الشعب الإيراني»، حسب ما أوردته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية. وحسب «فارس»، فقد شدد سعيدي «على عدم جدوى أي مفاوضات تنعقد بمبادرة تطلقها أميركا»، معتبرا «الخلافات بين الجانبين ذات بعد استراتيجي لا يمكن التفاوض بشأنها». وأضاف أن «الولايات المتحدة تحاول فرض هيمنتها على العالم، ولن توقف هذه السياسة العدائية.. وأن الاقتراح الأميركي الداعي لفتح قنوات حوار مع إيران يرمي إلى إرضاخها أمام المطالب الأميركية». ووصف سعيدي الولايات المتحدة بـ«الاستكبار العالمي» الذي سيؤول إلى «الزوال»، وأن «أعداء» الشعب الإيراني «سيؤولون إلى المزيد من الضعف والانهيار». واعتبر العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل قد اتخذت «منحى تصعيديا»، وأن «الحظر شكل الخيار الأول للأنظمة السلطوية في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

وكانت كلينتون قالت إن بلادها مستعدة لإجراء محادثات ثنائية مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني إذا كانت طهران «مستعدة دائما»، وجاءت تصريحاتها بعد نفي وتردد أميركي بشأن إجراء مفاوضات ثنائية مباشرة مع إيران خصوصا خلال حملة الانتخابات الرئاسية التي انتهت بالتجديد للرئيس باراك أوباما. وأضافت، خلال خطاب ألقته أثناء دعوة عشاء في مركز «سابان» للشرق الأوسط في فندق «ويلارد» مساء الجمعة الماضية، بحضور مسؤولين إسرائيليين كبار، أن الرئيس أوباما «منذ البداية، قال إنه مستعد لمفاوضات ثنائية (مع إيران) ونحن حاولنا.. حتى الآن، لم يوافق الإيرانيون، ونحن مستعدون».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» كشفت قبيل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نقلا عن مسؤولين في إدارة أوباما، طلبوا عدم نشر أسمائهم أو وظائفهم، أن الولايات المتحدة وإيران «اتفقتا، للمرة الأولى، على مفاوضات ثنائية حول البرنامج النووي الإيراني»، وأن هذه المفاوضات «ستتم مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية»، وأن هذا الاتفاق «الذي لا مثيل له، تم الوصول إليه بعد محادثات سرية ومكثفة بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين». ونفى كل من البيت الأبيض وطهران تلك الأنباء. إلى ذلك، وفي خطوة من المرجح أن تزيد من اتساع الهوة بين واشنطن وطهران، ذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أمس، نقلا عن مصدر دبلوماسي غربي، أن إيران وضعت موظفين دفاعيين في كوريا الشمالية منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) لتعزيز التعاون على ما يبدو في مجال التطوير الصاروخي والنووي. وجاء هذا التقرير في الوقت الذي ذكرت فيه كوريا الشمالية (السبت) أنها ستقوم بثاني عملية إطلاق لصاروخ في 2012 بين العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي و22 من الشهر نفسه، قرب ذكرى مرور عام على وفاة والد الزعيم الشاب كيم جونغ أون. وقالت «كيودو» إن البعثة الإيرانية تتألف من أربعة خبراء من وزارة الدفاع الإيرانية وشركات قريبة منها. وقالت نقلا عن المصدر إنهم يقيمون في منشأة عسكرية تقع على بعد 85 كيلومترا من حدود كوريا الشمالية مع الصين. ووقعت الدولتان على اتفاقية للتعاون في العلوم والتكنولوجيا في وقت سابق من العام الحالي.

ولكوريا الشمالية علاقات وثيقة مع إيران. وأظهرت وثائق دبلوماسية أميركية مسربة من عام 2010 أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن إيران حصلت على قطع لصواريخ ذاتية الدفع من كوريا الشمالية.

 

حالة من «الحول السياسي»!

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

لن يهدأ العالم العربي حتى يتم علاجه عقليا من تلك الهستيريا السياسية التي تنتاب النخب السياسية فيه! نحن بلا شك أمام أزمة فكرية تعود إلى خلل في العقل السياسي للنخب العربية، التي تؤكد الفكرة العدمية القائمة على مبدأ «ارفض أي شيء، كل شيء، لأن الثورة لا تتحقق مع الاستقرار». وأيضا نحن في أزمة بسبب فكرة أخرى مضادة تقوم على مبدأ أن «السلطة تعني الشرعية، والشرعية تعني حق استصدار القوانين، أي قوانين مهما كانت مفيدة أو ظالمة». فهم مغلوط من النخبة لحق المعارضة، وفهم مغلوط مضاد من الحكم في سوء استخدام حق إصدار القوانين. ماذا يحدث إذا كنت في نظام سياسي الحاكم فيه يسيء استخدام سلطاته، والمعارضة تسيء استخدام حقها في الاحتجاج؟ إنها بلا شك وصفة للفوضى والتدهور وانفجار الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه. نحن نواجه الآن الوصفة ذاتها في ليبيا وتونس وسوريا واليمن ومصر، وهذه الدول تشكل من الناحية العددية أكثر من ثلث تعداد سكان العالم العربي. إذا توقفنا عند إرهاصات لإشكاليات مقبلة بدأت في الأردن والكويت والمغرب والبحرين والجزائر فإننا أمام خارطة سياسية منذرة بالمخاطر وعدم الاستقرار السياسي. إن مرحلة التحول الديمقراطي التي كانت تحلم بها النخبة في عالمنا العربي تتحول تدريجيا إلى حالة من الكابوس السياسي الذي ينذر بمخاطر كبرى. قرارات خاطئة، وفهم خاطئ، وردود فعل خاطئة! لا يمكن أن تكون مخاطر ثورة أكثر من مخاطر استبداد!.. لا يمكن أن يكون العلاج أكثر ضررا على المريض من أسباب المرض! إنها حالة نادرة في تاريخ العالم، لها قواعدها التي سوف يتم تدريسها في الجامعات الكبرى. إنها حالة كيف تخطئ وأنت تحاول أن تصيب! وكيف تدمر وأنت تسعى إلى البناء! كيف ترفع شعار إسقاط النظام السياسي بينما أنت تعمل، بوعي أو من دون وعي، على إسقاط الدولة بكل مفاصلها؟ إنها حالة من «الحول السياسي».. بمعنى أنك تريد إسقاط «نظام» فتقوم بإسقاط «دولة»! هذا الوضع يهدد العالم العربي من صنعاء إلى عمان، ومن القاهرة إلى الدار البيضاء! إنها دعوة إلى علماء الاجتماع السياسي للإجابة عن السؤال الكبير: كيف نخطئ ونحن نرفع شعارات التصحيح؟

 

أردوغان وبوتين وسوريا!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

من المفترض أن يصل اليوم إلى إسطنبول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ حيث سيقوم بتوقيع عدة اتفاقيات اقتصادية بين البلدين، وبالتأكيد ملف الأزمة السورية سيكون حاضرا بقوة في لقاء رئيس الوزراء التركي والرئيس الروسي، فهل يمكن توقع، أو انتظار، تغير في الموقف الروسي حيال الثورة السورية؟ لا يوجد شيء أكيد، وكل ما لدينا هو التسريبات والمؤشرات. فمثلا، يقول السفير الروسي في أنقرة إن بلاده تريد تجاوز حادث اعتراض الطائرة السورية في تركيا في أكتوبر (تشرين الأول)، للاشتباه بنقلها أسلحة روسية للنظام الأسدي، وأضاف السفير الروسي أنه «كلما أسرعنا في تجاوز هذا الحادث المشؤوم كان ذلك أفضل»! والسؤال هنا بالطبع: أفضل بالنسبة لمن؟ هل أفضل لتركيا المتضررة من جراء الأزمة السورية، أمنيا واقتصاديا وسياسيا؟ أم أنه أفضل لموسكو التي ذهبت بعيدا في الانغماس بالدم السوري، ومن خلال دعم روسيا للأسد بالسلاح، والفيتو في مجلس الأمن؟ المصلحة التركية أن يكون الجار السوري آمنا هادئا، ولا يتحقق ذلك إلا بوقف الجرائم الأسدية، واحترام رغبة الشعب السوري الذي ذهب قرابة الأربعين ألفا منه ضحية للجرائم الأسدية. أما المصلحة الروسية من الوقوف مع قاتل شعبه، طاغية دمشق، فليست ظاهرة، وغير مفهومة، خصوصا أن المعارك الآن تدور في العاصمة السورية دمشق، وليس بأطراف المدن، حيث الواضح أن الثوار السوريين يريدون إسقاط النظام مباشرة، وليس إسقاط المدن، والواقع على الأرض يقول إن مصالح الروس من بقاء الأسد، وأيا كانت، فإنها باتت مهددة، خصوصا أن المعارك باتت بمحيط الطاغية. وإن كانت المسألة مسألة ثمن سياسي فإنه بكل تأكيد سيكون ثمنا بخسا الآن، خصوصا مع المتغيرات على الأرض، ولذا فإن المصالح الروسية غير مفهومة الآن، خصوصا أن روسيا قد أفرطت بالدفاع عن الأسد!

المصادر المعنية والمطلعة، على الملف السوري جيدا، تقول إن الروس يقولون إنهم الآن في مرحلة إعادة التقييم للموقف من سوريا، وبشار الأسد، وهذا ما لمح له الروس في عدة لقاءات في المنطقة، وهذا ما يطمح إلى تحقيقه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان؛ حيث أشار إلى رغبته في بذل جهود لإقناع الروس بتعديل موقفهم من سوريا، حيث يقول السيد أردوغان إن «بوتين يصل إلى تركيا الاثنين، سنبحث هذه المسألة بطريقة معمقة. روسيا تملك أوراقها»، ومضيفا: «إذا أعلنت روسيا موقفا أكثر إيجابية، فذلك سيدفع إيران بدورها إلى إعادة النظر في موقفها». الأطراف العربية المعنية بالملف السوري تقول إنها لم تعد مشغولة بالتصريحات والتلميحات الروسية، ولا حتى بالوعود، فبحسب ما سمعته من أحد النافذين بالملف السوري حول الموقف الروسي هو قوله: «تجاوزنا مرحلة الاعتداد بالأقوال، نحن الآن بمرحلة الأفعال»، فإذا اتخذ الروس موقفا واضحا صريحا، فحينها لكل حادث حديث، وبالطبع فإن سبب هذه اللغة، من المعنيين بالملف السوري، هو مجريات الأحداث على الأرض في سوريا، فهل ينجح السيد أردوغان في إيقاظ الدب الروسي من سباته، وإقناعه بأنه يخسر يوما وراء يوم، من موقفه المتعنت بسوريا؟ دعونا نرَ.

 

التدخل في سورية على الأبواب؟

طوني فرنسيس/الحياة

لم يحقق الأخضر الإبراهيمي اختراقاً في جدار الأزمة السورية المسدود. غاب منذ فترة عن الصورة تاركاً الصراع يأخذ مداه، فتصاعدت حدة المعارك على الأرض وسط تقدم ملحوظ لقوى المعارضة المسلحة التي نشطت على خط تنظيم صفوفها عبر «ائتلاف» كسب سريعاً اعترافاً دولياً وعربياً واسعاً. في الأثناء تحركت المعارضة «الداخلية» لتعقد مؤتمراً هزيلاً في طهران كان أشبه بندوة ينظمها النظام في دمشق، وذهبت «هيئة التنسيق» إلى موسكو لتستمع إلى خطاب روسي قديم ولتكرر أمام مضيفيها ما يحبون سماعه عن رفض للتدخل الخارجي وحرص على الحل «الداخلي». دخلت سورية في المأزق منذ أشهر عدة ولم تعد لمبادرات التسوية القائمة على حوار بين طرفي النزاع أية قيمة، المعارضة لا تقبل بأي حل مع وجود الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة والأسد يرفض الحل قبل القضاء على «العصابات المسلحة». واشتد القتال كي لا تلوح في الأفق إلا النتائج المترتبة عليه، فإما هزيمة للنظام، غير مستبعدة في المدى المنظور، وإما مزيد من الاهتراء الداخلي يزيد حدة عوارض الاحتراب الأهلي والفوضى الاجتماعية المسلحة، ويفاقم المخاوف بين طوائف ومذاهب المجتمع.

الحرب الأهلية تعبير يتردد بإلحاح شرقاً وغرباً، النظام يسعى إليها بحسب آراء معارضين ومحللين، وحلفاء له في طليعتهم موسكو بكروا في الحديث عن تمزق البلاد وضرورة حماية الأقليات.

بدا تضخيم المخاوف بشأن هذه الحرب أو الاقتتال شرطاً ضرورياً لانضاج فكرة يتم طرحها منذ الأشهر الأولى للصراع الذي اندلع في آذار (مارس) 2011، قوامها ضرورة التدخل العسكري الدولي، ليس لمساعدة الثوار في معركتهم مع السلطة، وإنما لوقف الحرب الأهلية ومنع امتدادها إلى دول الجوار. وإذا كان الشرط الأول (الأهلي) للتدخل العسكري الخارجي بلغ النضج أو هو في طريقه إلى النضوج، فان شرط المخاطر الإقليمية يتحرك بدوره مع احتدام التوتر على الحدود التركية السورية والتراشق السياسي العراقي التركي من جهة ومحاولات النظام السوري إثارة الفوضى في لبنان وفي الأردن من جهة ثانية.

يضاف إلى ذلك المناوشات في الجولان التي لم تصل إلى حد إثارة مخاوف إسرائيل من صدام مع القوات النظامية المنضبطة منذ 1974، قدر ما أثار قلقها نوايا المعارضة المسلحة التي تقضم الأراضي المواجهة لخط الجبهة. وربما كانت الردود الإسرائيلية بنيران محدودة على طلقات وصفتها بـ «الطائشة» امتحاناً لقوى الثورة السورية أكثر مما هي ردع لهجمات محتملة من جانب القوات النظامية.

المخاطر الإقليمية لتمدد النزاع وأثره خصوصاً على أمن إسرائيل، يمكن أن يدفع مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف عجز سابقاً عن اتخاذه في شأن سورية، وهو مثلما جمع منذ أسابيع الشرق والغرب حول قرار بمواجهة التطرف الإسلامي في شمال مالي فإنه سيجمع الروس والأميركيين في قرار تفرضه مصالح الأمن الإسرائيلي وضرورات «وقف التوتر الإقليمي» الذي يثيره استمرار الأزمة في سورية.

مع ذلك يخطئ من يظن أن خيار الوصول إلى تدخل دولي يضع اليد على سورية لم يكن مطروحاً منذ البداية. ليس كل شيء مكتوباً كما في الروايات لكن البناء على المواقف المتوقعة و «تزييتها» قليلاً سيقود حتما إلى نتائج مرغوبة. فإصرار الأسد على المواجهة بدل الاستجابة للمطالب الشعبية البسيطة جعله حصاناً رابحاً في خطة انهاك سورية التي يريدها كثيرون، واستعجال القوى الغربية التصويت باكراً في مجلس الأمن على قرارات تدين الأسد، مع علمها بأن الروس والصينيين لن يوافقوا وسيلجأون إلى استخدام حق النقض، لا يمكن اعتباره حرصاً على شعب سورية وانتفاضته من أجل الحرية والكرامة، قدر ما كان استعجالاً لشل المؤسسة الدولية الأقدر على الحسم ومن ثم الجلوس وراء الموقف الروسي والقول للمتألمين والضحايا: لا يمكننا فعل شيء. الفيتو قائم... إذن الشرعية الدولية عاجزة ومعطلة.

طالت الأزمة ودمرت سورية إلى حد كبير. ومن يسأل؟ الإيرانيون ليست سورية بالنسبة إليهم أكثر من رأس جسر. الروس أيضاً...

في نهاية الشهر العاشر من هذا العام (تشرين الأول/أكتوبر) التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خبراء «نادي فالداي» الذي تنظمه موسكو على غرار «دافوس» مصغر. خرج البروفسور التركي حسين باغجي وهو نائب مدير معهد الدراسات السياسية الخارجية في أنقرة من الاجتماع مع بوتين بانطباع أبلغه إلى وكالة «أنباء موسكو» الرسمية مفاده أن «روسيا عازمة على الحفاظ على علاقاتها المتميزة مع تركيا في المجال الاقتصادي في المقام الأول وإسرائيل على الصعيد السياسي، بالدرجة الأولى». قد لا تكون انطباعات الخبير التركي دقيقة إلى حد الكمال، لكنها إشارة إلى الاهتمامات التي تشغل الحليف الأول للنظام في سورية الذي حرص على زيارة إسرائيل في خضم الاشتباك السوري ليسمع من قادتها تقييمهم لمجريات الأحداث في الجارة الشمالية. وفي هذه الأيام يحل بوتين ضيفاً على تركيا غداة قرارها نصب صواريخ باتريوت على حدودها مع سورية ويستقبل في أنقرة مع افتتاح مركز القيادة البرية لحلف شمال الأطلسي في أزمير الذي باشر أعماله رسمياً يوم الجمعة (30/10/2012).

روائح التدخل العسكري تفوح غرباً لكنها انتشرت شرقاً قبل ذلك بوقت طويل. ففي حزيران (يونيو) الماضي نقلت الصحافة الروسية عن مصادر في وزارة الدفاع في موسكو أنه يجري إعداد خطة لاستخدام القوات المسلحة خارج البلاد. وأضافت أن سورية هي أحد البلدان المحتملة لقيام القوات الروسية بعملها في الخارج. وقال نيقولا بورديوجا الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتزعمها روسيا إن مشاركة قوات من المنظمة في عمليات حفظ السلام في سورية أمر وارد. وفي الواقع فان فرقة بسكوف للإنزال الجوي أجرت تدريبات مكثفة على عمليات التدخل في الخارج كما تستعد وحدات خاصة من الشيشان التي شاركت كتائبها في عمليات حفظ السلام في جنوب لبنان عامي 2006 و2007 ولعبت دوراً في الحرب مع جورجيا في 2008. واستعداداً للتدخل في سورية قامت مجموعة خاصة من لواء مشاة البحرية تابع لأسطول البحر الأسود بمناورات شملت زيارات لطرطوس...

نهاية الأسبوع الماضي أطلق الإبراهيمي صرخته أمام الأمم المتحدة مطالباً بـ «قوة حفظ سلام كبيرة وقوية». دعوة المبعوث الدولي الثاني هذه إشارة إلى فشل النظام في حربه على «العصابات» من جهة، وإلى نضوج مشروع التدخل العسكري الدولي من جهة ثانية، وهو سيحتاج قراراً من مجلس الأمن ستوافق عليه روسيا باعتبار أنه سيكون ممهوراً بطلب رسمي من حليفها بشار الأسد الذي سيدخل بلاده مرحلة توزع الحمايات العربية والأممية استعداداً ربما لطائف... سوري.

آخر تحديث: الأحد ٢ ديسمبر ٢٠١٢

 

الخرطوشة" الأخيرة: الكيماوي!

مارون حبش/موقع 14 آذار

تتجه الأنظار في هذه الأيام من الثورة السورية نحو دمشق، حيث انطلقت اشرس المعارك بين الجيش الحر وكتائب الأسد، وجذبت معركة مطار دمشق الدولي أنظار العالم لما فيها من نقاط قوى للمعارضة إذا حسمت لصالحهم، نظراً لأهمية المطار بالنسبة إلى النظام، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الحر معاركه في أرياف دمشق تحضيراً للمعركة الحاسمة التي على ما يبدو لن تطول كثيراً وقد تكون القاضية. وبات واضحاً لدى الجميع أن الجيش الحر يسيطر على قسم كبير من سوريا، وأن ليس هناك من قرار في اللجوء إلى اي وسيلة حوار يحاول صنعها النظام ليطيل فترة حكمه، خصوصاً بعدما شعر بالحرارة التي تقترب يومياً من القصر الجمهوري، ولعله سيذهب نحو الخيار الأخير والأخطر وهو استخدام السلاح الكيماوي. موقع "هآرتس" أشار إلى أن "أجهزة الاستخبارات الغربية رصدت إشارات مشبوهة تشير إلى نشاط في قواعد سورية مخصصة لتخزين الأسلحة الكيماوية"، أما صحيفة "نيويرك تايمز" فنقلت عن أحد كبار رجال الاستخبارات الأمريكية قوله "إن بعض النشاطات التي يقومون بها تشير إلى أنهم يعتزمون استخدام هذه الأسلحة، فهم لا يقومون بنقلها من مكان لآخر فقط، بل هناك نشاطات مختلفة". الأمر يذكرنا بانقطاع الاتصالات والانترنت عن سوريا لمدة ايام، وما زالت الانقطاع يستمر إلا أن هناك معلومات قالت أنه تحسن بعض الشيء، فهل كان يريد النظام الاقدام على تصرفات معينة في ظل هذا الانقطاع، وهل للاسلحة الكيماوية علاقة بالأمر؟ مصدر من الجيش الحر، ينشط في حلب لفت إلى ان "الهيئات الاغاثية (برفقة متخصصين) داخل سوريا بدأت منذ أيام بتوعية الأهالي وعناصر الجيش في حال تم استخدام هذا النوع من الأسلحة"، ولم يستبعد أن "يستخدم النظام الكيماوي لأن المعركة شارفت على نهايتها، ولم يعد هناك من نقاط قوة لدى النظام، فهو ابتعد عن الأسلوب البري الهجومي وتموضع في المراكز وعند الحواجز، وبات يستخدم الطيران الحربي الذي بدأ ينهار أمام صواريخ الجيش الحر، وليس لديه أي منفذ لتغيير موازين المعركة إلا باستخدام الكيماوي". قال: "النظام يعتقد أنه إذا استخدم السلاح الكيماوي قد يجبر المجتمع الدولي على الذهاب نحو الحوار أو مفاوضات أو تسوية معينة، لكنه صرف النظر بذلك عن التهديدات الأميركية بشأن استخدام هذا السلاح ما قد يعطي الحجة للأخيرة لتتدخل عسكرياً بحجة منع وصول السلاح إلى عناصر غير منضبطة ما قد يسكت روسيا عن الموضوع". وأوضح أن "هذا السلاح من الصعب استخدامه في دمشق او بين الأحياء السكنية، في الوقت الذي يستخدم فيه الجيش الحر حرب العصابات، يعني لا مخيمات له أو مراكز معينة، بل هو يختبىء في الشوارع والأبنية السكنية المدمر أجزاء منها، وهم من الأهالي، وسكان الأحياء يساندوهم، فإذا أراد استخدام هذا السلاح يكون بذلك قرر إبادة الشعب وليس القضاء على الجيش الحر، إلا أن لا نستبعد إقدامه على هذا العمل، الرئي اسلعراق يالسابق صدام حسين فعلها وقتل الكثير من الأبرياء". وأكد أن "الجيش الحر تحصن من هذا السلاح، وهو يراقب المخازن الكيماوية عن قرب، وستكون الأقنعة جاهزة لتوزيعها على عناصر الجيش الحر والشعب السوري المعارض، لكن لا مفر من خسارات محدودة"، مشدداً على أن "في أي لحظة سنسمع بها أن النظام استخدام الكيماوي يعني أنه سقط".

 

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل في ذمة الله وينقل جثمانه إلى قره قوش في العراق لاجراء مراسم الجنازة والدفن

وطنية - نعى بطريرك السريان الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، واباء السينودس السرياني الأنطاكي، وراعي أبرشية الموصل وتوابعها المطران مار يوحنا بطرس موشي، وعائلة الجميل، "المثلث الرحمات المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل رئيس أساقفة تكريت شرفا، والمعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي للسريان الكاثوليك في أوروبا، والمعاون البطريركي والنائب البطريركي العام على أبرشية بيروت البطريركية سابقا، المنتقل إلى رحمته تعالى في روما ـ إيطاليا، فجر يوم الإثنين.

ينقل جثمانه إلى مسقط رأسه في قره قوش (بغديدا) العراق حيث تجري مراسم الجنازة والدفن.

ويتقبل البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وأساقفة الكرسي البطريركي السرياني التعازي يومي الثلاثاء والأربعاء، في الكرسي البطريركي في بيروت - المتحف، شارع طريق الشام، من اللعاشرة صباحا حتى الواحدة ظهرا، ومن الرابعة حتى السابعة مساء.

يقام قداس وجناز لراحة نفسه في الخامسة من مساء الأحد 23/12/2012 في كاتدرائية سيدة البشارة - المتحف، بيروت.

نبذة عن حياة الراحل

ووزعت البطريركية نبذةعن الراحل وفيها: "ولد في قره قوش (العراق) في 18/11/1938

بعد دراسة سنتين في دير مار بهنام، دخل إكليريكية مار يوحنا الحبيب حيث تابع علومه الفلسفية واللاهوتية

سيم كاهنا في 7/6/1964 بوضع يد المطران مار قورلس عمانوئيل بني، وانضم في 15 أيلول من السنة نفسها إلى جمعية كهنة يسوع الملك

علم في إكليريكية مار يوحنا الحبيب إلى أن تولى إدارتها في أيلول 1972

انتسب إلى جامعة تولوز في فرنسا حيث حاز على شهادة الليسانس في علم النفس، ثم شهادة الماجستير في الفلسفة

عين أمينا للسر في البطريركية في عهد البطريرك مار اغناطيوس أنطوان الثاني حايك من 1977 حتى 1986

رقاه البطريرك حايك إلى الدرجة الخوراسقفية في شهر آب 1981 وأنعم عليه بلبس صليب الصدر والخاتم

سيم مطرانا رئيسا لأساقفة تكريت شرفا ومعاونا بطريركيا ثم نائبا بطريركيا عاما على أبرشية بيروت البطريركية في 9/11/1986، بوضع يد البطريرك حايك

عام 1996عينه البطريرك حايك معتمدا بطريركيا لدى الكرسي الرسولي في روما

إضافة إلى هذه المهمة، عينه قداسة البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني زائرا رسوليا للسريان الكاثوليك في أوروبا في 20/4/2002.

عام 1998، حاز على شهادة الدكتوراه في الحق القانوني الكنسي من جامعة اللاتران في روما

تولى مهمة رئيس تحرير المجلة البطريركية السريانية منذ إطلاقها عام 1998 حتى 2002

عينه قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر عضوا في مجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان في 27/10/2012

انتقل إلى بيت الآب السماوي فجر يوم الإثنين 3/12/2012، إثر إصابته بجلطة دماغية لم تمهله سوى بضعة أيام

اشتهر بصوته الرخيم وإتقانه الألحان السريانية .كان أديبا وكاتبا، له مؤلفات وترجمات عديدة نذكر منها:

ـ "تاريخ وسير" كهنة السريان الكاثوليك بطبعتين

ـ "السلاسل التاريخية" للأبرشيات السريانية من 1900 إلى 2003

ـ "الأحوال الشخصية لأهل الكتاب والسلطة البطريركية في الدولة العثمانية"، وهي أطروحة الدكتوراه في الحق القانوني الكنسي، باللغات العربية والفرنسية والإيطالية

ـ "تاريخ الأدب الآرامي"

ـ مقالات في التاريخ الكنسي واللاهوت والفلسفة والأدب نشرت في مجلات عديدة

الترجمات:

ـ "الحكمة" عربه عن الفرنسية

ـ "صلوات الفرض السرياني" بجزئين، الأول لأيام الأسبوع البسيطة، والثاني لأيام الآحاد والأعياد السيدية، وقد عربها عن السريانية

عين عضوا في لجان عدة، منها:

ـ اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس لشرق الأوسط

ـ لجنة السينودس من أجل لبنان، واللجنة السريانية "برو أورينتي"

ـ اللجنة السريانية المشتركة بين السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس".

 

الجبهة اللبنانية": لن نسمح بالتمديد والنسبية كارثية على التمثيل المسيحي

المركزية – أكّد "المجلس الوطني لثورة الأرز" (الجبهة اللبنانية) أنه لن يسمح باعتماد مبدأ التمديد، لافتاً الى "أن نتيجة الإنتخابات ستكون كارثية، على صحة التمثيل المسيحي، في حال اعتمد قانون النسبية". صدر بيان عن المجلس بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام، جاء فيه "نأسف لحالة اللغط الحاصلة في ما يتعلق بإقرار قانون الإنتخاب، ونلفت الى أنّ هناك كلاماً منسوباً الى القوى السياسية كافة التي تُمْسك بالسلطة وهي تهمس أنّ التمديد للمجلس إحتمال بات راجحاً"، مطالبين "بإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها الدستوري، ولن يسمحوا بالتمديد لأنه يُخالف قواعد الديموقراطية". ورأوا "أنّ الأجواء لم تكن سليمة منذ اللحظة الأولى لدعوة البطريرك بشارة الراعي الى دراسة مشروع قانون إنتخابي، وظهرت للعلن نيّة الأطراف المشاركة في اللقاءات إلى المماطلة والتلاعب بالقانون، وقد أشار عضويْ المجلس الوطني لثورة الأرز منذ اللقاء الأول في الديمان لهذا الأمر، فكان أن حوربا من قبل ممثلي كل من التيار العوني والقواتي والمردة، وكانت مرحلة إضاعة الوقت الذي فطر هؤلاء الساسة المسيحيون على إدمانها عند كل مفترق طرق ولم يحسبوا بدقة لما سيحصل من خراب على الواقع المسيحي عامة والماروني خاصةً ووصلوا الى الحائط المسدود وسيُلزمون بقانون يُراعي مصالح القوى الممسكة بالحياة السياسية في لبنان"، آسفين "أن يقف رئيس أحد التكتلات المسيحية بعد الإجتماع الدوري لتكتّله مؤخراً مُدعياً حماية المسيحيين ورافضاً لقانون الستين ومرجحًا القانون التي درسته الحكومة وأرسلته الى المجلس النيابي وترافق كلامه بتهديد مُبطّن لكل القوى ولم تسلم منه بكركي"، معتبرين "أن نتيجة الإنتخابات ستكون كارثية على صحة التمثيل المسيحي في حال اعتمد قانون النسبية". وعن الزيارة التي قام بها وفد 14 آذار الى غزّة، اعتبرها المجتمعون "حركة إستعراضية لا قيمة لها مرتبطة بالإشتباك وخلط الأوراق الحاصلة في المنطقة، وتنطوي على إنتهازية ومزايدة وتحد"، داعيةً إياهم الى "التروّي والتوقف عن المواقف والخطابات الفارغة من أي مضمون". واستنكروا "كل أنواع الهدر والسرقة في هذه الأيام ومنها قضية أموال بواخر الكهرباء"، رافضين "الأسلوب المُتّبع لناحية ما قاله الوزير المعني عازياً سبب تأجيل تسليم أول باخرتين من تركيا لعدم تسديد الحكومة ثمنها"، مشيرين الى أن "هذا التصريح يتناقض مع ما قالته وزارة المالية إذ أنها أرسلتْ الدفعة الأولى من كلفة الفواتير الى الوزارة والتي من المفترض أن تحوّل الى الشركة التركية".