المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 13 كانون الأول/2012

 

إنجيل القدّيس يوحنّا 10/09-16/أَنا هُوَ ٱلباب. إِن دَخَلَ بي أَحَدٌ يَخلُصُ، وَيَدخُلُ وَيَخرُجُ وَيَجِدُ مَرعًى

قالَ ٱلرَّبُّ: «أَنا هُوَ ٱلباب. إِن دَخَلَ بي أَحَدٌ يَخلُصُ، وَيَدخُلُ وَيَخرُجُ وَيَجِدُ مَرعًى. ٱلسّارِقُ لا يَأتي إِلاّ لِيَسرِقَ وَيَذبَحَ وَيُهلِك. أَمّا أَنا فَقَد أَتَيتُ لِتَكونَ لَهُمُ ٱلحَياةُ، وَتَكونَ لَهُم بِوَفرَة. أَنا ٱلرّاعي ٱلصّالِح. أَلرّاعي ٱلصّالِحُ يَبذُلُ نَفسَهُ عَنِ ٱلخِراف. أَمّا ٱلأَجيرُ ٱلَّذي لَيسَ بِراعٍ وَلَيسَتِ ٱلخِرافُ لَهُ، فَيَرى ٱلذِّئبَ مُقبِلاً، فَيَترُكُ ٱلخِرافَ وَيَهرُب. فَيَخطَفُ ٱلذِّئبُ ٱلخِرافَ وَيُبَدِّدُها. وَإِنَّما يَهرُبُ ٱلأَجيرُ، لِأَنَّهُ أَجيرٌ وَلا يُهِمُّهُ أَمرُ ٱلخِراف. أَنا ٱلرّاعي ٱلصّالِحُ، وَأَعرِفُ خِرافي، وَخِرافي تَعرِفُني، كَما أَنَّ ٱلآبَ يَعرِفُني وَأَنا أَعرِفُ ٱلآبَ وَأَبذُلُ نَفسي عَنِ ٱلخِراف. وَلي خِرافٌ أُخَرُ لَيسَت مِن هَذِهِ ٱلحَظيرَةِ. فَهَذِهِ أَيضًا يَنبَغي أَن آتي بِها وَسَتَسمَعُ صَوتي، وَتكونُ رَعِيَّةٌ واحِدَةٌ وَراعٍ واحِد».

 

 

في المعلوم "والمعلومات"

محمد سلام، الأربعاء/الوكالة الاتحادية للأنباء

صار سَمِجاً الصراع الدائر رَدحاً وسِجالاً بين حكومة حزب السِلاح - بشار الأسد وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي حيال مسألة داتا الاتصالات ومضامين الاتصالات.

 صار سَمِجاً لأن الحكومة تتعمّد تضليل الشعب بِتَلَحّفها "عِفّة وخصوصية" المواطنين اللبنانيين سبيلاً لإجبار شُعبَة المعلومات على تحديد أرقام بِذاتِها تطلب تسلّم كامل داتا الاتصالات المتعلقة بها أو كامل رسائلها النصيّة.

 وقد يتساءل بريء: وهل الحفاظ على خصوصية المواطن اللبناني جريمة؟

 وقد يتساءل ساذج: أليس كشف مضمون التخابر اعتداء على خصوصية الشعب اللبناني؟

 الجواب عن السؤالين هو: نعم. كشف الخصوصية جريمة قانونية.

 ولكن ما تريده الحكومة السمجة هو تحديداً كشف خصوصية تحقيقات شعبة المعلومات. لذلك تصرّ على مبدأ تحديد الأرقام المشتبه بها والمطلوب كشف خصوصياتها ومراقبة داتا اتصالاتها.

 كشف جميع الداتا في بلد مثل فرنسا هو قانونياً ومنطقياً وأخلاقياً عمل منافٍ للقانون وتعدٍ على خصوصيات المواطنين الفرنسيين. لذلك يعمد الأمن الفرنسي إلى طلب موافقة القضاء على كشف داتا أرقام هاتفية محددة، كي يتم تعقب المشتبه بهم.

 *- هذا صحيح وقانوني وأخلاقي ليس في فرنسا فقط، بل أي بلد "طبيعي" في العالم.

*- ولكنه في لبنان ... غير صحيح.

*- لماذا؟

*- لأن لبنان بلد غير طبيعي.

*- ولماذا لبنان بلد غير طبيعي؟

= لأن عدو لبنان هو داخل لبنان. ولأن عدو لبنان شريك في حكومة "لبنان"، وبالتالي فإن شعبة المعلومات إذا طلبت كامل الداتا لأرقام محدّدة تشتبه بأصحابها، فمعنى ذلك أن الجهة التي تدعم وتدير وتحمي المجرم ستعلم أن شعبة المعلومات تلاحقه، وبالتالي فإن ذلك سيكشف سريّة التحقيق، ويسهّل على الجُناة تضليل التحقيق وتهريب المشتبه بهم وحمايتهم ومنع توقيفهم ... "حتى بعد 300 سنة."

*- أتذكرون أن حزب السلاح اعترض على لجنة التحقيق الدولية عندما طلبت سجلاً بأسماء طلبة الجامعات في كل لبنان؟

*- لماذا اعترض الحزب الذي يأوي قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ... وغيرهم؟

*- لأنه أراد أن يعرف بالتحديد الطالب أو الطلبة الذين تشتبه بهم لجنة التحقيق الدولية.

*- ولماذا طلبت لجنة التحقيق الدولية كل الأسماء، وحصلت على كل الأسماء؟

*- لأنها حرصت على ألا يعلم حزب السلاح بسريّة تحقيقها وبأسماء من تشتبه بهم ... كي لا يخفيهم، أقله.

= لذلك نجحت لجنة التحقيق الدولية في التوصل إلى اتهام أربعة أشخاص من "كادرات" حزب السلاح بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

*- أتذكرون أيضاً قصة الرادار الإلكتروني الذي كان يلتقط صور السيارات المسرعة "في كل لبنان"؟ أتعلمون لماذا أوقف العمل به؟

*- لأن حزب السلاح اعتبر أنه يشكل تهديداً أمنياً لسيارات المسماة "مقاومة."

*- أتذكرون قصة تلك "العيادة النسائية" في منطقة الأوزاعي جنوبي بيروت حيث تعرض المحققون الدوليون لاعتداء وسُرق منهم حاسوبهم؟

*- لماذا تعرض المحققون لاعتداء في تلك العيادة تحديداً؟

*- لأنهم إضطروا إلى "إبلاغ" السلطات اللبنانية مسبقاً بأنهم يشتبهون بإسم في أرشيف تلك العيادة تحديداً. فعلم حزب السلاح، فحرّك "نسوانه" وسرق الحاسوب تحت شعار أن الاطلاع على أرشيف عيادة نسائية هو مسألة "تمس الشرف والأعراض".

= واليوم صار اطلاع شعبة المعلومات على كامل الداتا لعدد كبير من الأرقام يمس شرف الحكومة التي تحمي القتلة بتعمّدها "حشر" شعبة المعلومات في "تحديد" الأرقام المشتبه بها؟

محاضرات الحكومة في الحرص على "عفاف" خصوصية اللبنانيين تصبّ، استنتاجاً، في الحرص على ... "شرف" القتلة، تماماً كما كان حرص حزب السلاح المزعوم على "أعراض" مريضات تلك العيادة النسائية في الأوزاعي.

فأي أعراض تحمي حكومة ... الداتا؟

 

جبل محسن

شارل جبور/الجمهورية

 لم تهتز طرابلس أمنياً إلّا على وقع اندلاع الثورة السورية، ويستحيل أن يستتب الوضع الأمني داخلها إلّا بعد أن تحسم الثورة الوضع على النظام. فالترابط بين الوضعين غير قابل للفصل إلّا في حال انهيار البعث أو تدجين طرابلس، هذه المحاولة التي باءت بالفشل واستعيض عنها بابتزاز متواصل للمدينة وأهلها. لا شك في أنّ للجغرافيا دورا أساسيا في الأزمة الطرابلسية نظراً للحدود المشتركة، فضلاً عن التماس بين البيئتين السنية والعلوية، زائد الدينامية التي يتمتع بها أهل طرابلس تأييداً للثورة السورية. فالاشتباك بين جبل محسن وباب التبانة يقابله مثلاً توتر في صيدا بين مناصري الشيخ أحمد الأسير و"حزب الله"، غير أن سقف هذه التوترات أو الاشتباكات ما زال محدودا ومضبوطا على رغم المحاولات السورية تفجير الأوضاع اللبنانية من البوابة الطرابلسية. فالأمين العام للحزب العربي الديموقراطي علي عيد يشكل جزءاً لا يتجزأ من المنظومة السورية على غرار "حزب الله" الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من المنظومة الإيرانية، وإذا كان من غير الجائز وضع كل الشيعة في خانة الحزب، فإنه من غير الجائز أيضا وضع كل العلويين في خانة النظام السوري وأدواته في لبنان، هذا النظام الذي أثبتت الوقائع أنه مصرّ على التفجير والاستفزاز ورفع منسوب التوتر المذهبي وصولاً إلى دفع الإسلاميين لارتكاب مجزرة في "الجبل" تبريراً لمجازره في سوريا وتسليطاً للضوء على خطورة الواقع الإسلامي.

ومن يستعرض الوقائع منذ بداية الثورة والاتهامات التي طالت مرجعيات طرابلس بالتدخّل في الوضع السوري، مروراً بافتعال قضية شادي المولوي وحادثة الكويخات وتفجيرات ميشال سماحة التي كانت معدّة لهذه المنطقة، وصولاً إلى تجزئة تسليم جثث الإسلاميين لإبقاء النفوس مشحونة ومعبأة، والمعلومات الجدية والخطيرة عن محاولة اغتيال مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، يتبيّن له أن المخطط السوري يرمي إلى إلى إشعال الفتنة المذهبية، واستطراداً تفجير الوضع في لبنان. فهل كان أحد ليتصوّر طبيعة ردّة الفعل لو نجح النظام السوري في اغتيال المفتي الشعار؟ وهل كان أحد في وارد التجاوب مع الدعوات "السخيفة للتعقل والتعالي عن الجراح ودرء الفتنة والتحلّي بالصبر وعدم الانزلاق إلى المخطط المرسوم من قبل هذا النظام"، خصوصاً أن خطورة هذا الاغتيال، لو حصل لا سمح الله، تكمن في أنه يأتي بعد اغتيال الشهيد وسام الحسن وما أحدثه من استنفار مذهبي وشعور وطني عام، بمعزل عن صوابيته أو صحته، بأنّ الاستمرار بقواعد اللعبة المتبعة منذ العام 2005 سيقود حتماً إلى اغتيال كل القادة وتجديد الوصاية على لبنان؟

ومن الواضح، انطلاقاً مما تقدم، أن النظام السوري وأمام استحالة تفجير الوضع بين السنة والشيعة يسعى لتفجيره بين السنة والعلويين، وهذا ما يفسر الاستهداف المتواصل لطرابلس. ومن هنا تبرز أهمية انتشار الجيش بشكل فعلي وتوفير الغطاء السياسي له لعدم الانسحاب مع تجدد الاشتباكات في كل مرة، خصوصا أن خطورة الانتكاسة هذه المرة لن تكون كما سبقها، في ظل النفوس المشحونة وتبدّل المعطيات السورية وشعور النظام بأن الوقت بدأ يداهمه. واللافت أن رفعت عيد راح يردد مؤخرا بأنه لن يرضى "الّا بسلّة شروط كاملة للطائفة العلوية، ونحن نريد ان نشارك في كلّ مفاصل الدولة، وأن يكون لنا وزير ونائب وسفير وحتى مقعد في هيئة إدارة النفط". ولكن، من يبحث عن ضمانات داخل الدولة لمرحلة ما بعد سقوط النظام، عليه أن يدرك أن ضمانته الأساسية تكمن في التواصل مع أبناء بلده وشعبه ومنطقته، وعدم إشعارهم بأنه جسم غريب داخل الدولة والوطن، فضلاً عن أن مَن يُبقي جبل محسن بؤرة أمنية يستخدمها النظام السوري لافتعال حرب أهلية هو أبعد ما يكون عن المطالبة بضمانات لا يمكن توفيرها قبل أن يعود من سوريا إلى لبنان، ويعترف فعلاً لا قولاً بالدولة اللبنانية لا بالنظام السوري.

 

الراعي بدأ زيارة راعوية للدكوانة:لا يحقّ لنا التراجع عن مسيرة أجدادنا

النهار http://newspaper.annahar.com/article.php?t=mahaly&p=12&d=24933

في الدكوانة/وبعد الظهر، بدأ الراعي زيارته للدكوانة، حيث دشن مركز الحوار المسيحي - الاسلامي. وكان في استقباله رئيس اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي - الاسلامي المطران عصام درويش، والسفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا والمطارنة بولس صياح ويوسف بشارة وسمير زيدان وطانيوس الخوري وجوزف معوض. وشارك في استقبال الراعي قائمقام المتن مارلين حداد ورئيس بلدية الدكوانة انطوان شختورة وعدد كبير من الاهالي.

وبارك الراعي مركز الحوار وأقام صلاة للمناسبة. ثم توجه الى ساحة الدكوانة حيث اقيم له استقبال شعبي حاشد على وقع الأناشيد والترانيم وأصوات المفرقعات ونحرت له الخراف. وأضاء شجرة الميلاد في الساحة، ليدخل بعدها مبنى الفندقية.

 

عناوين النشرة

في المعلوم "والمعلومات/محمد سلام

جبل محسن/شارل جبور/الجمهورية

*غباء تيار عون وصبيانية موقعه الألكتروني وجهل المعتر جاد ابو جودة/الياس بجاني

*قداس في الذكرى السابعة لاستشهاد جبران تويني عودة: كيف ننسى اندفاعه في قول الحقيقة ولو على حساب حياته؟

*الحريري في ذكرى جبران تويني: نستعيد حماسته في الربيع العربي

*رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض معاذ الخطيب  يدعو "حزب الله" لسحب مقاتليه من سوريا.. وإيران لسحب خبرائها

*الجيش السوري فجر منزلا في مشاريع القاع داخل الاراضي السورية

*قذائف من الجانب السوري على قرى حدودية في عكار

*مكتب الانتربول تلقى عبر الانترنت مذكرات توقيف سورية بحق الحريري وصقر ولؤي المقداد

*ابو غيدا قرر دعوة مملوك وعدنان الى جلسة في 14 كانون المقبل

*صقر: مذكرات التوقيف السورية دليل على ان التسجيلات المزورة كانت مفبركة ومعدة

*الحريري: الأسد هو من سيمثل أمام العدالة على الجرائم التي ارتكبها بحق اللبنانيين

*مروان حمادة: مذكرات التوقيف إلى مزبلة التاريخ لتنضم إلى المذكرات التي شرّف بها النظام جنبلاط وخشّان وأنا

*رشاد سلامة وكيلا قانونيا للنظام السوري في لبنان

*نهاد المشنوق: الحكومة مسؤولة عن أي خطر يصيب من ذكر في لائحة المهددين

*إلغاء استدعاء مملوك وعدنان وشعبان مقابل إلغاء الاستنابات بحق شخصيات من 14 آذار/حميد غريافي: السياسة

*مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار مهدد لانه الأوفر حظاً لخلافة قباني وميقاتي طلب من ريفي اقامة نقطة أمنية عند مدخل منزله

*تجاهل السلسلة والمذكرات السورية، مجلس الوزراء رفض تسليم الأجهزة محتويات الداتا

*المستقبل: الشعار حاجة ضرورية لتعزيز التوازن ودعم الاستقرار في طرابلس

*لن نشارك في "اللجان" لان من يمارس السياسة لا يقتل الاخرين"/جعجع: اذناب النظام السوري في لبنان سيسقطون قريباً والمنطقة تسير في الاتجاه الذي نتمناه

*المطارنة الموارنة: للالتزام ببيان بعبدا ولا أمن بالتراضي/لبنان أمام استحقاقات تحتاج للتشريع

*سامي الجميل: اطلاق خطة حقوق الانســان مخالف للاصول القانونية والدستورية

*واشنطن تضع «جبهة النصرة» على قائمة الإرهاب بعد قيامها بـ600 هجوم في سوريا/الادارة الأميركية تعتبرها واجهة لـ«القاعدة في العراق».. وتؤكد: لا مكان للمتطرفين في مستقبل سوريا

*سوريا.. أميركا والإرهاب/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الراعي بدأ زيارة راعوية للدكوانة:لا يحقّ لنا التراجع عن مسيرة أجدادنا

*اوباما سيستقبل الراعي بعد فترة جفاء بين الأدارة الأميركية وبكركي

*وفي العام السابع التقت روحا جبران وغسان/ عمر حرقوص/المستقبل

*في خطوة تثبت أن التسجيلات المزوّرة كانت جزءاً من خطة مسبقة/النظام السوري يصدر "مذكرات توقيف" بحق الحريري وصقر ولؤي المقداد

*اقترح 30 مليوناً مساعدة لعائلة موظف سوري في السفارة اللبنانية/منصور يعوّض "الشبيحة" من جيوب اللبنانيين

*المكتب الاعلامي لمنصور ردا على صحيفة المستقبل: الموظف في السفارة بدمشق ذبحه مسلحون وساعدنا عائلته

*انفراجات اضطرارية في لبنان تدارُكاً لـ... الأسوأ

*حزب الله: المقاطعة لا تُسقط الحكومة

*طرابلس، جنوب آخر/راشد فايد /النهار

*هدنة طرابلس، هل تكون نهائيّة/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*الحكومة ماتت مئة مرة فكفى مكابرة/علي حماده/النهار

*ونطق "نيرون" بعل محسن رفعت عيد/كارلا خطار/المستقبل

*انطوان اندراوس لـ "السياسة": الكرسي عنده أهم من طرابلس 

*ميقاتي: سأستقيل عندما أشعر بالخطر ولبنان ما زال في "مهب العاصفة"

*"8 آذار" تهدد بنسف الانتخابات إذا تقرر إجراؤها بالقانون القديم

*ضاهر لـ"السياسة": "8 آذار" تغطي فريقاً إجرامياً

*دستور العثماني أقرّ بما لا يُقرّه "الإخوان" من مساواة بين المصريين/ وسام سعادة/المستقبل

*تكتل التغيير والإصلاح بحث شؤونا انمائية عون : من المعيب ان يخضع القضاء للضغوطات

*الشعبي الناصري نفى حصول إشكال بين أنصاره وجماعة الأسير

*السنيورة استقبل وفدا من مشايخ دار الفتوى شكره على جهوده مع الامارات لمساعدة العلماء المسلمين

*جبهة النصرة والمشكلة الطائفية/ غسان المفلح /السياسة

*تأليف وتلحين الأخبار/عماد الدين أديب//الشرق الأوسط

*نادي القضاة يرفض الإشراف على استفتاء الدستور.. وتصويت المغتربين بالخارج يبدأ اليوم/الرئاسة واللجنة العليا للانتخابات تسابقان الزمن.. و«الإداري» يقضي بعدم اختصاصه بوقف الاستفتاء

*تهاني الجبالي المستشارة في المحكمة الدستورية المصرية أكدت أن إجراءات رئيس الجمهورية الأخيرة خروج على الشرعية/إعلان مرسي الأخير جريمة وانقلاب دستوري

*في المعلوم والمعلومات /محمد سلام، الأربعاء/الوكالة الاتحادية للأنباء

*الوطن السعودية: المعارضة السورية رفضت تلميحات روسية في شأن مصير الأسد

*جبل محسن/شارل جبور/الجمهورية

*حزب الله» ينتظر هدايا «بابا نويل»/علي الحسيني/جريدة الجمهورية

*أميركا تعترف بالائتلاف الوطني السوري وأوباما لا يستبعد احتمال تقديم الأسلحة

*دراسة وثائقية لفايز قزي: "حزب الله" أقنعة لبنانية لولاية إيرانية

 

تفاصيل النشرة

 

غباء تيار عون وصبيانية موقعه الألكتروني وجهل المعتر جاد ابو جودة

الياس بجاني/صحافي من القلي والتعتير، هو جاد أبو جودة. هذا المخلوق التعيس باستمرار ينشر مقالاتي بشكل انتقائي على موقع عون يلي كتير مبهدل متل صحابو واسيادون ولكن من دون ذكر اسمي لأنو الظاهر عندو هو روبعو حساسيي من الأسم يلي بيفضحون. ما نشره هذا الجاد الذي لا يجيد غير الخنوع والركوع والإنبطاح اليوم هو تعليقي الذي ايدت فيه عقاب صقر وأيدت فيه تسليح الثوار من أي كان. لمعرفة صبيانية هذا التعيس والبائس في اسفل الرابط لمقالتي على موقعي وهو الأصلي، وأيضاً رابد المقالة نفسها على موقعهم ولكن كما قلت دون ذكر اسمي وبتفسيرات تتطابق مع عقله وفكره التعيسين.

الرابط على موقع عون المربوط عند محور الشر

http://www.tayyar.org/Tayyar/News/PoliticalNews/ar-LB/sami-gemayel-pb-2626389326.htm

الرابط على موقعي

http://www.10452lccc.com/elias%20arabic11/elias.saqer6.12.12.htm

رابط المقالة بالصوت على موقعي

http://www.clhrf.com/elias.editorials12/elias.saqer06.12.12.wma

في النهاية هذا الغبي يساهم في توزيع مقالتي وتعميم ما أطالب به وكيف لا وهو من تيار عون!!

 

 

قداس في الذكرى السابعة لاستشهاد جبران تويني عودة: كيف ننسى اندفاعه في قول الحقيقة ولو على حساب حياته؟

وطنية - أقيم في الأولى بعد ظهر اليوم، في كنيسة القديس ديمتريوس في الأشرفية، قداس إلهي في الذكرى السابعة لاستشهاد النائب جبران تويني، ترأسه متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة وعاونه لفيف من الكهنة. وحضر، إضافة الى النائبة نايلة تويني وشقيقتها ميشيل وأرملة الشهيد سهام عسيلي تويني وأفراد العائلة، ممثل رئيسي الجمهورية والحكومة الوزير نقولا نحاس، ممثل رئيس مجلس النواب النائب نهاد المشنوق، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب جان اوغاسبيان، وزير الإتصالات نقولا صحناوي، النواب: نديم الجميل، ميشال فرعون، عاطف مجدلاني، نبيل دي فريج، روبير غانم، سيرج طورسركيسيان، تمام سلام، زياد القادري، محمد قباني، غسان مخيبر، مروان حماده، فؤاد السعد، ممثل قائد الجيش العميد اسامة عطشان، الوزراء السابقون: محمد رحال، جوزف الهاشم، نايلة معوض، السيدة جويس امين الجميل، نقيب الصحافة محمد بعلبكي، المستشار الرئاسي سابقا رفيق شلالا، عضوا المكتب السياسي في "تيار المستقبل" علي حماده وراشد فايد، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد وعدد من أعضاء الأمانة، الإعلامية مي شدياق، أسرة جريدة "النهار" وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والفكرية والديبلوماسية والعسكرية والروحية والإعلامية.

عودة

وألقى المطران عودة عظة قال فيها: "الحق الحق أقول لكم، إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير". (يو 12: 24). جبران أراد أن يكون حبة قمح ارتضت أن تموت لتأتي بثمر كثير. أراد جبران أن يموت ذبيحة، حبا لوطنه، وأن يتمثل بصورة سيده الذي قال: "إن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين". (متى 20: 28).

هذا الطابع الإختياري في موت جبران يذكرنا بالطابع الإختياري في موت سيده الرب يسوع المسيح. هذا رأيناه عندما أتى يهوذا ليسلم يسوع إلى رؤساء الكهنة والفريسيين، وجاء بمشاعل ومصابيح وسلاح إلى المكان الذي كان فيه يسوع مع تلاميذه. "فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون؟ أجابوه يسوع الناصري. قال لهم يسوع أنا هو". (يو 18: 4-5) فسألهم أيضا من تطلبون؟ فقالوا يسوع الناصري. أجاب يسوع قد قلت لكم إني أنا هو". (يو 18: 7-8).

يسوع الرب كان يعلم أنه ذاهب إلى الموت، ولكنه لم يتردد لحظة في الإقدام نحو غايته. جبران كان عالما أنه مهدد بالموت ولكنه لم يتورع لحظة عن التوجه إلى حيث يجب أن يذهب من أجل خلاص وطنه وفدائه. هذا الشاب أراد أن يكون نموذجا لشباب بلاده ومثالا في المحبة والتضحية والصدق والعطاء حتى الشهادة. أراد أن يعلم شعب لبنان الشهادة لوطنهم، فكان أن علمهم باستشهاده، وجعل من جسده فدية من أجل خلاص الشعب والأرض والضمير. كيف ننسى اندفاعه في قول الحقيقة ولو على حساب حياته؟ كيف ننسى عناده في الحق وفي صدق التعبير عما يؤمن به ولو كان يخالف آراء الآخرين أو يختلف عنها؟.

حرارة الشباب التي كانت تجري في عروقه، بالإضافة إلى صدقه، جعلته نورا لشباب بلاده، واستشهاده كان صدمة كبيرة لهؤلاء الشباب الطامحين إلى العيش في وطن يحكمه السلام والعدل، وتسوده المحبة والأخوة، ويعمه العمران والإزدهار. سبع سنوات مرت على استشهاد جبران ويبقى السؤال: ماذا تغير في هذا الوطن الذي أحبه جبران؟ وهل افتدت دماء جبران ورفيقيه، ودماء جميع رفاقه الشهداء، هذا الوطن وأبناءه؟ هل ارتوت أرضنا أم هي بحاجة بعد إلى دماء زكية تراق لتشرق شمس الحق والحرية والعدالة والسلام والمحبة والأخوة والاحترام المتبادل؟"

وأضاف: "يحز في نفسي أننا لم نتقدم خطوة إلى الأمام، كي لا أقول اننا تراجعنا. الأمن ما زال غير كامل، ودليلنا الانفجار الذي هز أخيرا منطقة الأشرفية وأودى بحياة الشهيد اللواء وسام الحسن ومرافقه وسيدة، وخلف دمارا ومشردين وأسى كبيرا. الحوار ما زال شبه مقطوع بين أبناء العائلة اللبنانية، بين أبناء البلد، وكل طرف يتهم الطرف الآخر، وانعكاسات الخلافات المستفحلة لا تطول إلا المواطنين الأبرياء الذين يلهثون وراء لقمة عيشهم وصون عيالهم. الاحتقان الطائفي ما زال يهدد حياتنا اليومية، وشبح الإغتيالات ما زال يرعبنا. أما وضعنا الإقتصادي فمن سيئ إلى أسوأ، وعوض أن ينكب المسؤولون على معالجته والعمل على الخروج من الأزمة التي يعانيها الجميع، نراهم مجبرين على معالجة الأمور الطارئة من اضطرابات واعتصامات وقطع طرق وتمرد في السجون وعمليات خطف وسرقات وتعديات وتزوير أدوية وجرائم قتل وغيرها، مما يزيد صعوبة حياتنا ويضاعف اليأس والإحباط". وسأل: "هل هذا هو اللبنان الذي دفع إبننا جبران دمه من أجله؟ هل هذا هو الوطن الذي بشر به الشابات والشبان الذين أحبوه وأعجبوا باندفاعه وتأثروا بأفكاره؟

هل هذا هو الوطن الذي حلمنا به جميعا وما زلنا نحلم؟ ألم يحن الوقت، وقت الخروج من قوقعة الأنانية، وقت دوس المصلحة وقتل الشر الذي ينهش النفوس، وصلب الحقد الذي يحول دون لقاء الآخر ومحبته والتحاور معه من أجل خير الجميع؟. ألم نع بعد أننا خسرنا الكثير الكثير، وأننا قد نصل إلى النقطة التي قد نخسر فيها أنفسنا والوطن، ولا يعود ينفع الندم؟".

وختم: "جبران أطلق قسما دعا فيه الجميع، مسيحيين ومسلمين، إلى الاتحاد من أجل الحفاظ على لبنان العظيم. فلنتكاتف يا أحبة، يا أيها المواطنون، شبانا وشيبا، مسؤولين ومواطنين، من أجل صون لبناننا، ولتكن المحبة المتبادلة مبدأنا، والصدق ديدننا، ومحبة الوطن والإخلاص له وحده هدفنا، ووضع مصلحته قبل كل مصلحة غايتنا. هكذا نكون أمناء لدم جبران ودماء كل شهداء هذا الوطن وأمناء للهبة الإلهية العظيمة، الهبة التي ائتمننا الله عليها: وطننا لبنان".

تويني

وألقت ميشيل تويني كلمة العائلة، وقالت: "يصعب الكلام عنك تماما كمثل السنة الاولى لاغتيالك.

جميل ان يكون الانسان عرفك في حياتك، فكيف اذا كان عارفك من قرب هو انا، ابنتك.

خسارتك باكرا صعبة، وافتقاد الافادة من تجربتك وحيويتك كبيرة.

فكم جميل لو مررنا أكثر وتعلمنا أكثر في مدرستك لنتلقن منك أجمل الدروس.

صعب أيضا أن تمر 7 سنوات وان يبقى حرا طليقا من تآمر عليك وعلى وطننا، وكل من خطط ونفذ الجرائم الارهابية.

لكن المعزي أننا نعلم ان هروبهم من عدالة الارض مدة من الزمن، لا يعفيهم من عدالة السماء.

وصعب أيضا ان يجد الواحد منا نفسه امام تحدي متابعة رسالتك وان يكون على قدر مسؤوليتك".

وأضافت: "في المقابل، نفرح عندما نشعر بأننا ابناء الحرية والثورة والجنون وكسر القيود.

اليوم خسرنا ايضا جدي غسان تويني، فاكتملت العائلة في السماء حيث الاجتماع أحلى من هموم الارض ومصائب الدهر. هناك يحلو اللقاء مع ناديا ومكرم ونايلة.

ولكن على ألم الفراق، جميل ان نكون هنا اولادك وعائلتك وعائلة "النهار" وجمعية "نهار الشباب" و"مؤسسة جبران تويني" مؤتمنين على الرسالة التي آمنت بها، وفي سلم اولوياتها، الحرية، الحرية للانسان وللبنان".

وتابعت: "صعب عيشنا في وطن يفتقد الامان والاستقرار وفيه يستشهد رجال الدولة والامن والصحافيون والمواطنون لانهم يحلمون بوطن مختلف.

لكننا سنعمل لنشهد يوما على قيامة لبنان المرتوي بدمائكم، دماء الشرفاء".

ورأت أنه "أمام التحديات التي يمر بها الوطن والمنطقة تكبر الصعوبة ونفتقد الاصوات والمواقف الجريئة. لكن عزاءنا أن الحرية صارت عدوى متنقلة كما كنت تأمل، على أمل ان تحقق اهدافا سامية لكل الشعوب العربية.

وأخيرا تقترب الاعياد ونحن نفتقد ضمة الوالد وقبلة الجد اكثر فأكثر، لكننا نستمر بالاحتفال بولادة المسيح كما كنت دائما تحب ان تحتفل، لانه يزرع فينا الامل، ويعطينا العزاء، ويدفعنا الى تجاوز ازماتنا، فنحن نتغذى بالايمان، بالعنفوان، بالحرية".

وختمت: "بعد 7 سنوات أقول لك: كلما مر الوقت أجدك حاضرا أكثر.

صل لاجلنا ولاجل العائلة، ولاجل "النهار" ولأجل الوطن، ولأجل كنيستنا الارثوذكسية التي افتقدت ايضا كبيرا من احبارها، وهي اليوم على ابواب انتخاب بطريرك جديد، نصلي له منذ اليوم ليرعى شعبه بأمان.

ونختم بعبارة من الانجيل:

من آمن بي وان مات فسيحيا".

وفي الختام تقبلت العائلة التعازي في صالون الكنيسة.

 

الحريري في ذكرى جبران تويني: نستعيد حماسته في الربيع العربي

المركزية - توجّه الرئيس سعد الحريري، بمناسبة الذكرى السابعة لاستشهاد جبران تويني، "بتحية خاصة إلى أسرة "النهار" والصديقة نايلة تويني وشقيقاتها وسائر أفراد عائلة الشهيد جبران تويني وأتقدم منهم بمشاعر التضامن"، مؤكّداً "أن "تيار المستقبل" وسائر قوى "14 آذار"، لن تتوقف عن استلهام روح الشهيد جبران تويني وروح المعلم غسان تويني وروح "النهار" التي نتطلع لأن تبقى منارة متقدمة من منارات الحرية والديمقراطية في لبنان والوطن العربي". وقال في بيانٍ صادر عنه "اليوم يفتقد اللبنانيون والعرب كلمات جبران المدوّية في نصرة الحرية ويتهيبون غياب هذا الشاب الذي كان سبّاقاً في إضاءة مشاعل التمرد على أنظمة القمع والاستبداد ويستعيدون مواقفه وحماسته في سبيل تحفيز مظاهر الربيع العربي لا سيما في سوريا الشقيقة"، لافتاً الى "أن في مثل هذا اليوم المشؤوم اغتال نظام القتل والإجرام النائب الصديق جبران تويني، ظنا منه أن هذا الاغتيال سيوقف مسيرة السيادة والاستقلال والحرية التي أشعلها جبران بقسمه الشهير في ساحة الحرية يوم الرابع عشر من آذار المشهود".

 

رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض معاذ الخطيب  يدعو "حزب الله" لسحب مقاتليه من سوريا.. وإيران لسحب خبرائها

أكد رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض معاذ الخطيب أن "كل بنادق الثوار السوريين هدفها إسقاط النظام المجرم"، مشددًا على أن "ما نريده هو مجتمع آمن أساسه العدل في الحقوق والواجبات واحترام حقوق الانسان". وطالب الخطيب خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أصدقاء سوريا في مراكش في المغرب، "حزب الله" بـ"سحب مقاتله من سوريا إن وجدوا، مطالباً ايضاً إيران بسحب خبرائها من سوريا. ولفت إلى ان "المخلصين لشعبنا يعملون بجدية من أجل قضيتنا، وآن الاوان للمجتمع الدولي بان يتخذ خطوة حاسمة تجاه النظام"، مطالبا المجتمع بـ"القيام بواجباته تجاه الشعب السوري. وجدد الخطيب دعوته إلى "الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري كممثل رسمي ووحيد للشعب السوري وتقديم الدعم المالي والإغاثي العاجل للشعب السوري ، مطالباً السفارات كافة بالإستجابة لحاجات السوريين وانشاء صندوق مالي لإعادة الاعمار". وحمل روسيا كافة المسؤولية في حال لجأ النظام السوري إلى استخدام السلاح الكيماوي، مطالباً اياه بـ"رفع الغطاء السياسي والامتناع عن دعم النظام". ووجه رسالة إلى العلويين في سوريا، قائلاً: "نمد يدنا لكم، فمدوا يدكم لنا وابدأوا العصيان المدني ضد النظام".

 

الجيش السوري فجر منزلا في مشاريع القاع داخل الاراضي السورية

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في الهرمل جمال الساحلي "ان الجيش السوري فجر منزلا يعود للمواطن اللبناني محمود عز الدين يقع عند الساتر الترابي الحدودي المحاذي لمشاريع القاع داخل الاراضي السورية".

وعلم ان حرس الحدود كان يقيم نقطة مراقبة فوق المنزل المذكور وقام بتفجيره بعد اخلائه، ولم تسجل خسائر بشرية.

 

قذائف من الجانب السوري على قرى حدودية في عكار

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار منذر المرعبي، ان عددا من القذائف مصدرها الجانب السوري، سقط ليلا في خراج بلدات حدودية في عكار قريبة من النهر الكبير، ومنها بلدات الدبابية والنورة وحكر جنين، وسقطت احداها في بلدة منجز على منزل ريمون سليمان واقتصرت الاضرار على سور المنزل .

 

مكتب الانتربول تلقى عبر الانترنت مذكرات توقيف سورية بحق الحريري وصقر ولؤي المقداد

وطنية - تلقى مكتب الانتربول في قوى الأمن الداخلي عبر الانترنت، من السلطات القضائية السورية مذكرات توقيف بحق الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر والناطق باسم "الجيش السوري الحر" لؤي المقداد، بجرم تسليح هذا الجيش. وسيحيل مكتب الانتربول المذكرات الى النيابة العامة التمييزية.

 

ابو غيدا قرر دعوة مملوك وعدنان الى جلسة في 14 كانون المقبل

وطنية - قرر قاضي التحقيق العسكري الاول رياض أبو غيدا دعوة المدعى عليهما علي مملوك وعدنان الى جلسة في 14 كانون الثاني للاستماع الى افادتمها في قضية الوزير السابق ميشال سماحة، وقرر التريث بعدم دعوة مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان.

 

صقر: مذكرات التوقيف السورية دليل على ان التسجيلات المزورة كانت مفبركة ومعدة

وطنية - صدر عن النائب عقاب صقر بيان جاء فيه:" صدور مذكرات التوقيف اليوم من قبل سلطة الاسد استنادا الى التسجيلات المزورة والمثبت تزويرها بالدليل القاطع، لا يترك اي مجال للشك بأن العملية كانت مفبركة ومعدة من الفها الى يائها على ايدي اجهزة المخابرات نفسها التي اعتادت ان ترسم مخططات الاغتيال. ومن توهم اننا بالغنا في توصيف هذا المخطط تأكد له اليوم صحة ما قيل في هذه العملية الارهابية الرخيصة التي استخدم فيها عون وادواته الاعلامية، اضافة الى صحيفة معروفة بتبعيتها الى الاسد وزبانيته. واعتبر هذه المذكرة من هبل هذا العصر وسفاحه وساما على صدري ومدعاة شرف وفخار، فقد تمت اضافتي الى لائحة الشرف التي تضم عددا من المطلوبين الى نظام الاجرام، والتي تم تنفيذ الحكم الاول منها بحق الشهيد اللواء وسام الحسن بسبعين كلغ من المواد الشديدة الانفجار. اما بالنسبة لتبليغ الانتربول العربي فهذا البلاغ شكل حافزا لي للقيام بجولة عربية بلا اي تأشيرة لأن بلاغ الاسد اعطاني جواز مرور عربي فوق العادة، بينما يقبع هو مع جلاديه تحت الارض فارين من عدالة الشعب السوري وسواعد الثوار. ان مسعى الاسد وزمرته الى محاولة تصوير التسجيلات التي زورها مع شبيحته في لبنان على انها قضية موازية لقضية مملوك وسماحة، هي مجرد محاولة بائسة تدل على يأسه ودنو يوم حسابه. كما تثبت في الوقت عينه انه يوم يقترن الاجرام الفالت من عقاله بالغباء المطلق يولد هذا النوع من الانظمة وتلك النماذج من الاذيال المشوهة. اخيرا اتوجه الى القضاء اللبناني الذي احترمه لاؤكد له مجددا ان اي محاولة للضغط من اجل تمييع هذه القضية او المماطلة فيها سيكون لها عواقب وخيمة لكونها لا ترتبط باعلام مزور، بل بعملية اغتيالات ارهابية رأسها متوار تحت الارض في سوريا وذيلها يتفاخر بتحريك رأسه فوق ارض لبنان".

 

الحريري: الأسد هو من سيمثل أمام العدالة على الجرائم التي ارتكبها بحق اللبنانيين

 تعليقاً على ما سُمي بمذكرات التوقيف السورية، صرح الرئيس سعد الحريري قائلاً: من سخرية القدر أن يتحول الوحش إلى إنسان، ينطق بالعدل ويصدر الأحكام. وبشار الأسد وحش كامل المواصفات، فقد صلاحيته الأخلاقية والإنسانية والسياسية، وهو مطلوب إلى عدالة الشعب السوري التي سيمثل أمامها عاجلا أم آجلا. كما سيمثل بالتأكيد أمام العدالة اللبنانية وهو الذي شارك عن سابق إصرار وتصميم في عمليات الاغتيال والإرهاب وإرسال المتفجرات لإثارة الفتن بين اللبنانيين. مذكرات التوقيف مردودة لصاحبها بشار الأسد الذي تنتظره أقفاص العدالة لمحاكمته بتهم سفك الدماء في لبنان وفلسطين والعراق وقتل الأطفال وإبادة الشعب السوري

 

مروان حمادة: مذكرات التوقيف إلى مزبلة التاريخ لتنضم إلى المذكرات التي شرّف بها النظام جنبلاط وخشّان وأنا

قال النائب مروان حمادة، تعليقا على مذكرات التوقيف السورية الجديدة: لم تفاجئنا مذكرات التوقيف الوهمية الصادرة عمّا يسمى بالقضاء السوري، وهي تزيد وساما حسناً على صدرالرئيس سعد الحريري والزميل عقاب صقر والسيد لؤي المقداد، وهذه المذكرات ستذهب إلى مزبلة التاريخ وتنضم إلى المذكرات التي سبق للقضاء السوري ان شرّف بها وليد جنبلاط وفارس خشان وأنا، لتطاول لاحقا وزراء ونوابا ومدعي عام التمييز وقادة الامن الداخلي وروادا في الصحافة وفي الحياة السياسية اللبنانية. واضاف: "ان المذكرة الوحيدة التي سينفذها الشعب السوري في وقت قريب هي مذكرة الإطاحة ببشار الاسد وزمرته واحالتهم جميعا الى محكمة الشعب في سوريا وربما الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. فعلى بشار ان يختار باكرا بين مصير حسني مبارك او معمر القذافي او سافو ميلوسوفيتش، ومن يعتقد ان لهذه المذكرات اي وقع قضائي في لبنان او في العالم العربي او في العالم فلينظر الى سابقاتها والى بُطلانها المطلق عند الانتربول وكل اجهزة الأمن العالمية". وقال حمادة: "وبالعودة الى السياسة بعد الشأن القضائي لا بد من ان نلفت كل مَن لا يزال يراهن على بشار الاسد ـ وقد سمعنا احدهم يتطاول بالامس على رئيس الجمهورية وعلى قادة البلاد ـ ان يبحث منذ الآن عن مهنة غير السياسة وعن هوية غير لبنان وعن انتماء غير العروبة".

رشاد سلامة وكيلا قانونيا للنظام السوري في لبنان

كلّف النظام السوري المحامي رشاد سلامة الادعاء على رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري والنائب عقاب صقر و"مسؤول النشاطات السياسية والإعلامية في الجيش السوري الحر"، لؤي المقداد، أمام القضاء اللبناني بجرم تسليح المعارضة السورية والاشتراك بقتل سوريين مدنيين وعسكريين". وقال  سلامة انه تلقى اتصالات من السلطات الرسمية السورية المعنية من أجل البحث في موضوع تقديم دعوى قضائية باسم الحكومة السورية ضد عضو «كتلة المستقبل» النائب عقاب صقر أمام النائب العام التمييزي اللبناني القاضي حاتم ماضي، بسبب تورط صقر في إدخال السلاح الى سوريا، وذلك في ضوء قرار اتخذته الحكومة السورية جاء مكملا لقرار مجلس الشعب السوري. لكنه أوضح ان الامر لم يتبلور بعد، وكل ما هناك انه يحصل تشاور في الموضوع ويفترض أن تتبلور الصورة في اليومين المقبلين للتأكد مما اذا كان الامر سيصبح رسمياً ويتخذ مساره حسب الأصول القانونية. وأشار الى وجود اتصالات مع محامين لبنانيين آخرين للغاية ذاتها.

 

نهاد المشنوق: الحكومة مسؤولة عن أي خطر يصيب من ذكر في لائحة المهددين

أشار عضو "كتلة المستقبل" النائب نهاد المشنوق إلى أن "رؤساء الاجهزة الامنية يعلمون بأن الامن مسألة استباقية وليس لاحقة للاغتيال، وبالتالي فإن الحكومة تتحمل مسؤولية أي خطر قد يصيب اي نائب او شخصية سياسية ذكر اسمه في لائحة المهددين بالقتل التي استلمها وزير الداخلية وابلغ الرئيس نجيب ميقاتي عنها". وقال، في حديث إلى قناة "المستقبل"، إن "رؤساء الاجهزة الامنية يعرفون ماهية الاجراءات الواجب إتخاذها، وهي تأخرت 15 يوما، والتأخير دليل تلكوء من قبل الحكومة". واعلن المشنوق أن "لدينا ثقة بمساعي وزير الداخلية مروان شربل وب جدية عمله، ونحن نعلم ان التلكوء جاء من رئيس الحكومة، وباستطاعة الوزير شربل اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لحماية موقعه وصدقيته بحماية الشخصيات الواردة في اللائحة". واكد أن "مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر يقوم بواجبه كاملا، اما كيفية تسليم مذكرتي التوقيف بحق اللواء علي المملوك والضابط عدنان فمسألة اجرائية تتم عبّر القنوات الديبلوماسية. والحكومة تتحمل مسؤولية النتائج السياسية للمطالعة الاتهامية التي تقدم بها المدعي العام العسكري، ويجب بحثها في مجلس الوزراء لجهة اتهام رئيس مكتب الامن الوطني السوري ومساعده، ومستشارة بشار الاسد للاستماع إلى شهادتها". وختم: "هذا يفرض على الحكومة واجب البحث في العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، واقل ما يمكن ان تفعله هو اتخاذ قرار سياسي بسحب السفير اللبناني وطرد السفير السوري، والتعبير عن احترامها لكرامة المواطنين وحمايتهم من الاغتيال".

 

إلغاء استدعاء مملوك وعدنان وشعبان مقابل إلغاء الاستنابات بحق شخصيات من "14 آذار" 

الأسد يفاوض عبر حلفائه لمقايضة المذكرات اللبنانية بالسورية

حميد غريافي: السياسة

كشفت أوساط قيادية في قوى "14 آذار", أمس, عن أن ثلاثة من كبار حلفاء النظام السوري في لبنان هم سليمان فرنجية ووئام وهاب ونبيه بري بدأوا فور صدور مذكرات استجواب من القضاء العسكري بحق رئيس جهاز الامن القومي السوري اللواء علي مملوك ومساعده العقيد عدنان ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان, المتهمين بالضلوع في مؤامرة ميشال سماحة, التفاوض مع بعض الجهات الحكومية السياسية والاستخباراتية لحل قضية هذه الاستدعاءات الثلاثة التي قد تتحول بعد اسابيع, في حال رفض المتهمين تلبيتها, إلى مذكرات جلب من الشرطة الدولية (الانتربول) لتعقبهم واعتقالهم وتسليمهم الى القضاء اللبناني في حال مغادرة اي منهم اراضي بلده, وذلك عن طريق مقايضة هذه الاستدعاءات بمذكرات الاستجواب التي كان القضاء السوري سطرها بحق ما بين 25 و33 شخصية سياسية وامنية وعسكرية وحزبية واعلامية لبنانية وعربية, استناداً إلى دعوى قضائية اقامها المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد بحجة مايعرف ب¯"شهود الزور" في ملف المحكمة الدولية.

وقال احد قادة "14 آذار" في لندن ل¯"السياسة" ان حد معاوني بري فاتح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي, غير البعيد عن مثل هذه المناورات السورية لقربه من الاسد شخصياً, بالبحث جدياً بطلب من القيادة في دمشق, لطرح سيناريو إلغاء مذكرات الاستجواب السورية بحق الشخصيات اللبنانية التي تنتمي إلى قوى "14 آذار", مقابل إلغاء مذكرات استجواب مملوك وشعبان وعدنان.

وكشف المصدر أن فرنجية ووهاب اللذين أبلغا قيادات في "حزب الله" بالطلب السوري, جمدا عرضهما بعدما اعلنت لهما تلك القيادات ان نجاح عملية التبادل والمقايضة المقترحة يكسر حدة رفض الحزب تسليم المطلوبين الاربعة بتهمة اغتيال الرئيس رفيق الحرير ومطلوب خامس الى القضاء اللبناني بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب, فضلاً عن عشرات المطلوبين الآخرين لدورهم في جرائم الاغتيال الأخرى, التي كان آخرها اغتيال رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن, إضافة الى لوائح تسلمتها قيادات الاستخبارات العسكرية اللبنانية وبعض احزاب "14 آذار" و"حزب الله" نفسه, باسماء عناصر ورؤساء كوادر من الحزب شاركوا في قتل مواطنين سوريين مدنيين ولبنانيين وعدد من عناصر "الجيش السوري الحر".

 

مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار مهدد لانه الأوفر حظاً لخلافة قباني وميقاتي طلب من ريفي اقامة نقطة أمنية عند مدخل منزله

طلب الرئيس نجيب ميقاتي من المدير العام للامن الداخلي اللواء اشرف ريفي اقامة نقطة امنية عند مدخل منزل مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار في طرابلس، وأوضحت مصادر ميقاتي «ان كل الضمانات اعطيت للشعار وهو من يقرر توقيت عودته الى حيث يريد ومتى اراد». وتربط مصادر بين التهديدات التي تلقاها الشعار وانتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى وما يدور من نقاش حول ما اذا سيكون المفتي المقبل من خارج بيروت ام من داخلها  وهنا تتعمق الاشارات في شأن ما يمكن ان يتعرض له الشعار، وهو المرشح الاوفر حظا اذا تقرر ان يكون المفتي من خارج بيروت، واللائحة التي يتقدمها الشعار تضم كلا من الشيخ خلدون عريمط الامين العام للمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى وهو من بلدة كفرملكي العكارية والشيخ سليم سوسان مفتي صيدا. وفي الحال الثانية واذا انتصر دعاة بقاء المفتي من بيروت فيتقدم لائحة المرشحين رئيس المحاكم الشرعية الشيخ عبد اللطيف دريان، ويليه كل من المدير العام لازهر لبنان الشيخ يوسف ادريس والقاضي محمد عساف والقاضي عبدالرحمن الحلو.  الأنباء الكويتية

 

تجاهل السلسلة والمذكرات السورية، مجلس الوزراء رفض تسليم الأجهزة محتويات الداتا

المركزية- رفض مجلس الوزراء الطلبات المقدمة من الأجهزة الأمنية المتصلة بالمعلومات عن محتويات الداتا والمعلومات كافة المتوافرة عن المشتركين في بعض الخدمات وتكليف وزيري الداخلية والاتصالات متابعة الأمر وحصر تزويد الأجهزة بالمعلومات التي قد تحتاجها بالأرقام المشبوهة وفقاً للأصول.ولم يتناول المجلس موضوع السلسلة المادة الدائمة على طاولته كما اعتبرها وزير العمل سليم جريصاتي في انتظار وصول ملاحظات المجلس الأعلى للتنظيم المدني على موضوع زيادة عامل الاستثمار الذي طرحه رئيسه كبند من بنود التمويل. ووافق المجلس على مشاريع ادارية ومالية في جلسة عادية عقدها في العاشرة قبل ظهر اليوم في في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبغياب كل من الوزراء: وائل ابو فاعور، وليد الداعوق وغازي العريضي بداعي السفر، وفايز غصن.

بعد الجلسة أوضح الوزير سليم جريصاتي أن كلام رئيس الجمهورية اقتصر على استمرار استتباب الامن في طرابلس نتيجة التدابير الامنية والميدانية الاخيرة التي ينفذها الجيش في المحاور التي شهدت أحداث عنف، عاقداً الامل على تحصين أجواء الهدوء السائدة.

ثم انتقل مجلس الوزراء الى دراسة جدول الاعمال المتضمن شؤوناً مالية ووظيفية وعقارية فضلاً عن أمور متفرقة ومشاريع اتفاقات، واتخذ القرارات اللازمة بشأنها لاسيما:

1- الموافقة على مشروع قانون يرمي الى إعفاء المعوقين من رسوم جوازات السفر الشخصية العائدة اليهم ورسوم سمة الدخول والاقامة وتجديد اقامة وإجازة عمل وتجديد إجازة عمل والموافقة المسبقة وشهادات الايداع اللازمة عند استقدام واستخدام العاملين في الخدمة المنزلية لدى المعوقين او ذويهم في حال مشاركتهم السكن.

2- الموافقة على طلب وزارة الشباب والرياضة البدء بعملية تأهيل ملعب طرابلس وتكليف مجلس الانماء والاعمار بتمويل الاعمال الترميمية وتنفيذها.

3- عدم الموافقة على اقتراح قانون يرمي الى وضع مديرية الدفاع المدني تحت سلطة وزير البيئة.

4- الموافقة على مشروع مرسوم بتعديل نظام التعويضات العائلية والمساعدات للموظفين والموظفات وجميع المتقاعدين في الادارات العامة بدوام كامل والجامعة اللبنانية والمتعاقدين والمتعاملين بدوام كامل مع وزارة الاعلام.

5- عدم الموافقة على الطلبات المتعلقة بالمعلومات عن محتويات الداتا Data Session والمعلومات كافة المتوافرة عن المشتركين في بعض الخدمات وتكليف وزيري الداخلية والاتصالات بمتابعة هذا الامر وحصر تزويد الاجهزة الامنية بالمعلومات التي قد تحتاجها بالارقام المشبوهة وفقاً للاصول المرعية.

6- إقرار الاستراتيجية الوطنية لوقاية وحماية الاطفال من جميع اشكال العنف وسوء المعاملة والاهمال.

7- الموافقة على طلب مجلس الانماء والاعمار تفويض رئيسه التوقيع على اتفاقيتي الاستصناع والوكالة العائدتين لمشروع تطوير البنية التحتية في مدينة صيدا.

وتحدد موعد الجلسة القادمة الاربعاء القادم عند الساعة العاشرة صباحاً في السراي الحكومي.

حوار:

وسئل الوزير جريصاتي: هل تطرقتم الى موضوع سلسلة الرتب والرواتب؟ فقال: قلت في الجلسة السابقة عند تلاوتي البيان، ان موضوع سلسلة الرتب والرواتب هي المادة الدائمة على طاولة مجلس الوزراء وهو لا يزال بانتظار ملاحظات المجلس الاعلى للتنظيم المدني على ايضاحات دولة رئيس الحكومة بموضوع زيادة عامل الاستثمار".

* هل بحثتم في مسألة مذكرات التوقيف السورية؟

- لم نبحث.

* إذا قال فرع المعلومات ان هناك مئة ألف مشبوه، هل تعطون مضمون الداتا للمئة ألف رقم؟

- قلنا وفق الاصول المرعية، والاصول المرعية لا تلحظ شمولية في إعطاء المعلومات.

* الوزير غازي العريضي يغيب للمرة الثانية عن الجلسة ؟ وقيل أنه معترض على عدم اخذ رأيه في الامور التي تتصل بوزارته بشأن تمويل السلسلة؟.

- لا معلومات بهذا الخصوص وداعي الغياب اليوم هو السفر.

وكان الرئيس سليمـان عرض قبيل الجلسة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للاوضاع العامة والتطورات الراهنة.

عائلة الشهيد الحاج: واستقبل الرئيس سليمان عائلة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج وسلّمها وسام الارز الوطني من رتبة ضابط أكبر منحه للواء الشهيد في الذكرى الخامسة لاستشهاده وتقديراً لعطاءاته.

 

المستقبل: الشعار حاجة ضرورية لتعزيز التوازن ودعم الاستقرار في طرابلس

وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الاسبوعي بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الاوضاع.

وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب عاصم عراجي، جاء فيه:

"أولا- تتوجه الكتلة إلى اللبنانيين جميعا والى الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية خصوصا بأصدق تعازيها لفقدان رجل الاعتدال والحوار، غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، في وقت نحن بأشد الحاجة فيه الى حكمته وسعة أفقه اللتان كانتا دائما تدفعان باتجاه الانفتاح وتقبل الرأي الآخر وتعزيز الوحدة الداخلية الوطنية والعيش المشترك.

ثانيا- تؤكد الكتلة عشية الذكرى السابعة لاستشهاد الزميل جبران تويني، مضيها وثباتها على المعاني والقيم التي حملها الشهيد واستشهد من أجلها، معاهدة اللبنانيين على متابعة المسيرة من أجل قيام الدولة العادلة السيدة والمستقلة على أرض لبنان الديموقراطي الحر التي رواها الشهيد ورفاقه في ثورة الأرز بدمائهم الزكية الطاهرة.

ثالثا- أطلع الرئيس السنيورة أعضاء الكتلة على أجواء اجتماعه ونتائجه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ، والمواضيع التي تركز البحث عليها، وكان الاجتماع مناسبة لتأكيد موقف تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار، أهمية استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذية تعمل على تخفيف حدة الاحتقان وإحداث صدمة إيجابية تنعكس إيجابا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتمهد لإقرار قانون الانتخابات الجديد وإجرائها في موعدها في أجواء إيجابية وحيادية، وتسمح بالتالي للبلاد بالعبور الى منطقة أكثر أمنا واستقرارا.

وقد شدد الرئيس السنيورة على إيضاح موقف التيار وتكتل قوى 14 آذار ازاء مقاطعة الحوار، بأن الامتناع عن المشاركة في الحوار ليس رفضا لمبدأ الحوار، بل هو حض على قيام حوار منتج، منوها بدور رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكم بين الاطراف، وهو الموقع الذي يمكنه من الاضطلاع دور توفيقي إزاء الملفات المطروحة. وبطبيعة الحال، كان هناك توافق على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، مع انفتاح تيار المستقبل على مناقشة صيغ مشاريع قوانين انتخاب تؤمن عدالة التمثيل وحرية الاختيار للمواطنين، بعيدا عن سطوة السلاح والمسلحين، وتحافظ وتعزز صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين.

رابعا- توقفت الكتلة عند فصول المسرحية الدموية التي تشهدها تكرارا مدينة طرابلس في منطقة باب التبانة وبعل محسن. والكتلة مع إبداء ترحيبها بالخطوات الامنية التي تنفذ في هذه المرحلة، تبدي استغرابها الشديد لقرار مجلس الدفاع الاعلى إعادة نشر الجيش اللبناني تطبيقا لخطة أمنية وضعت، إذ إنه من المفترض أن الجيش كان وما زال موجودا في المنطقتين نتيجة للخطة الامنية السابقة التي أعلن عنها قبل اسابيع قليلة، مما يطرح السؤال عن سبب انسحاب الجيش من مناطق التوتر أساسا، ولماذا عودة الحديث اليوم عن إعادة الانتشار في طرابلس. فهل كان هناك من داع للانسحاب اصلا، ولاسيما في ظل هذه الاوضاع المتوترة؟

إن الكتلة التي سبق أن طالبت منذ اليوم الاول لاختلال الامن في المدينة بالعمل على تحقيق مدينة طرابلس منزوعة السلاح تحمل الحكومة الحالية والمسؤولين فيها مسؤولية كل قطرة دم تراق في عاصمة الشمال نتيجة الاهمال والتردد ازاء تنفيذ خطة امنية رادعة، خاصة وان اطرافا ممثلة في الحكومة تقوم بتمويل وتسليح وتوجيه المسلحين في المدينة وبالتالي استمرار خروقاتهم للوضع الأمني في المدينة.

إزاء ذلك كله، فإن كتلة المستقبل تكرر موقفها الداعي الى أن تصبح مدينة طرابلس مدينة منزوعة السلاح من ضمن توجه لأن يشمل هذا الإجراء كافة المناطق اللبنانية ولكي تعود الدولة صاحبة السلطة الحصرية والوحيدة في لبنان. وفي هذا المجال يهم الكتلة ان تبدي استنكارها للتهديدات التي طالت مفتي طرابلس مالك الشعار، هذه الشخصية الوطنية المعتدلة والجامعة بدورها وممارستها، وحيث يشكل المفتي الشعار حاجة ضرورية لتعزيز التوازن في المدينة ولدعم استقرارها من مختلف النواحي. من جهة اخرى، فإن الكتلة تندد بالاستغلال المقصود وغير الإنساني من قبل النظام السوري لحادثة مقتل مجموعة من الشباب في بلدة تلكلخ السورية وإصراره على تسليم جثامين القتلى على دفعات وذلك لإبقاء مدينة طرابلس ومنطقة الشمال منشغلين بهذه الحادثة الأليمة وتداعياتها بهدف ابقاء فتيل التحريض والتوتير مشتعلا.

خامسا- استعرضت الكتلة التخبط الحكومي ازاء موضوع سلسلة الرتب والرواتب والمخاطر المترتبة على هذا التخبط والتسرع والارتجالية، والذي من شأنه ان يهدد الاستقرار ولقمة عيش اللبنانيين عبر اللجوء الى قرارات شعبوية وانتخابية وغير مدروسة وغير متبصرة تسهم في زيادة الارتباك والعجز المالي. والكتلة في هذا المجال تحذر الحكومة من أي قرارات يمكن أن ترهق كاهل المواطنين واصحاب الدخل المحدود وتزيد من حدة التراجع في معدلات النمو ومما يفاقم من حالة الركود الخانقة التي تسببت بها سياسة هذه الحكومة. سادسا- تعتبر الكتلة ان ما كشفه النائب عقاب صقر في مؤتمره الصحافي في اسطنبول عن اقدام وسائل اعلام على بث مقاطع مبتورة من كلامه بهدف تشويه الحقائق واتهامه بالمشاركة في تهريب السلاح إلى سوريا، يستدعي متابعة تحرك القضاء وكذلك تحرك المجلس الوطني للاعلام بشكل مباشر للتحقيق في هذا التشويه والتزوير للحقائق وملاحقة كل من أسهم في هذا التزوير الذي توخى المحرضون عليه التسبب بالفتنة في البلاد. سابعا- تنوه الكتلة بالخطوة المسؤولة التي اقدم عليها مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بطلب استجواب اللواء علي مملوك ومساعده العقيد عدنان المدعى عليهما في ما أسند إليهما من تهم والاستماع إلى السيدة بثينة شعبان كشاهدة، في ما خص جريمة ميشال سماحة. واعتبرت الكتلة ان الحكومة والاجهزة الرسمية يجب ان تتصرف ازاء هؤلاء الأشخاص انطلاقا من الوقائع الجرمية الصلبة التي أظهرها التحقيق بحقهم، وبالتالي متابعة هذه المسألة حتى كشف كل خفاياها وجميع الضالعين فيها. من جهة أخرى، فإن الحكومة مطالبة بتأمين الحماية والوقاية لشخصيات مهددة بالاغتيال من قوى الرابع عشر من آذار والحكومة، وفي هذا الصدد تتحمل كامل المسؤولية نتيجة سياسة الاهمال والتهرب من التزاماتها بحمايتهم. ثامنا- تتساءل الكتلة عما آلت إليه جهود الحكومة بالنسبة الى تشغيل مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات في منطقة عكار، وترى الكتلة، وحسب ما أشار إليه أكثر من مسؤول في الحكومة، انه يقتضي الالتزام ببرنامج زمني لإنجاز الدراسات ومن ثم تلزيم وتنفيذ الأشغال الضرورية واعداد الجهاز البشري المطلوب لتشغيل هذا المطار في أقرب وقت ممكن. إن هذا المطار وكما تبين من أكثر من دراسة أجريت بشأنه أنه يشكل ضرورة وطنية تتكامل مع مطار رفيق الحريري في بيروت فضلا عن كونه حاجة إنمائية لمحافظة عكار والشمال".

 

لن نشارك في "اللجان" لان من يمارس السياسة لا يقتل الاخرين"/جعجع: اذناب النظام السوري في لبنان سيسقطون قريباً والمنطقة تسير في الاتجاه الذي نتمناه

المركزية- اشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى"فريق يريد وضع يده بالقوة على البلد، لا بالانتخابات ولا بالعمل الديموقراطي، وللأسف ان البعض، من اجل حفنة من المقاعد النيابية والوزارية، يسير مع هذا الفريق ويُغطّي اعماله". واعلن اننا "لن نشارك في اي حوار، ولن نشارك في اجتماعات اللجان النيابية ولا في اي اجتماعات اخرى، فمن يريد ممارسة السياسة لا يقتل الآخرين"، مجدداً التاكيد ان "طريقة الفريق الآخر في العمل السياسي اعتماد لغة الاغتيال".  كلام جعجع جاء امام وفد من بلدة "بريح" زاره في معراب، فاكد ان "ملف المهجرين في هذه البلدة سيصل الى خواتيمه السعيدة بتضافر جهود الجميع وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من دون مزايدات وبطولات من احد". وكرر القول ان "قوى "14 آذار" تخوض مواجهة كبيرة، فنحن نمارس السياسة بالأدوات السياسية مئة بالمئة، ومنذ ثماني سنوات اي منذ خروج الجيش السوري من لبنان حتى اليوم، لم يضرب احد منا الفريق الآخر ضربة كف واحدة، بينما في المقابل لا يستخدم الفريق الآخر سوى الوسائل غير الشرعية ويعتمد الاغتيالات السياسية كلغة اساسية منذ العام 2005 الى الآن وفي الوقت عينه يدعونا الى الحوار"، متسائلاً "اهي صدفة ان تطال عمليات الاغتيال او محاولات الاغتيال قيادات من قوى "14 آذار" فقط؟ ابداً، إنها مقصودة وعن سابق تصوّر وتصميم".

ولفت الى ان "هذا الفريق الذي يريد وضع يده على البلد يلجأ الى اغتيال القيادات ومن ثم ممارسة الإرهاب على الشعب تحت مبدأ "تضرب الراعي فتتفرق الرعية"، ولكن في نهاية المطاف سنكمل مسيرتنا لنصل الى لبنان الذي نريده". اضاف "الاحداث في لبنان والمنطقة تسير في الاتجاه الذي نتمناه ونحن على مفترق مهم، ولكن لا يزال امامنا مراحل لنجتازها، في حين ان الفريق الآخر لا يزال للأسف يعتمد اسلوب الاغتيالات وآخرها اغتيال اللواء وسام الحسن، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحدّ، فكما ترون كل قيادات ونواب "14 آذار" يتخذون اقصى الاحتياطات، حتى إننا لا نتفق على مواعيد عبر الهاتف بل عبر الرسائل، كما اننا لا نشارك في اجتماعات علنية ولا ننظم مهرجانات، ليس لأننا خائفون بل لأننا نريد ان نربح معركتنا". وتابع "الشر موجودٌ امامنا، فمنذ ستة اشهر الى الآن وقعت محاولتا اغتيال في معراب وبدارو، وللأسف نجحت عملية اغتيال اللواء الحسن، لن نتركهم ينجحون مرة اخرى، فهذه هي طريقتهم في العمل السياسي، ومن هذا المنطلق رفضنا الذهاب الى اي حوار ولن نشارك في اجتماعات اللجان النيابية ولا في اي اجتماعات اخرى، فمن يريد ممارسة السياسة لا يقتل الآخرين".

وفي الشأن السوري، لاحظ جعجع ان "الأوضاع تتسارع والنظام سيسقط قريباً، واذناب هذا النظام في لبنان لن يبقى امامهم سوى السقوط ايضاً، ان البعض منهم يملك السلاح وستكون المواجهة معه اصعب ولكننا سنكملها الى النهاية عبر اعتماد اسلوب العمل السياسي، ولن يستطيعوا النيل منا مهما حاولوا". وبناء على ذلك، طمأن جعجع المسيحيين "باعتبار ان بعض القيادات "الغضنفرية" التي تحالفت مع السوريين تقوم بتخويفهم من تبعات سقوط نظام الأسد، ولأنها تريد ان تُبرر تحالفها مع السوريين منذ 30 عاماً، كانت دوماً توهم المسيحيين بانهم اصبحوا اقلية وضعفاء".

وانتقد كلاماً ورد على لسان احد السياسيين المسيحيين اعتبر فيه ان "النظام السوري هو نظامٌ علماني"، فسأل "كيف يكون نظام الأسد علمانياً في حين ان 100% من مراكز الدولة الأساسية هي بيد طائفة واحدة فقط؟، كيف يكون هذا النظام علمانياً ووصل عدد القتلى بتقديري الى ما يفوق المئة الف؟، كيف يكون هذا النظام علمانياً وجيشه يقصف المدنيين بالطيران والمدفعية والدبابات ولا يُبقي لا حجراً ولا بشراً"؟.

اضاف "صحيح ان الجيش السوري غادر لبنان منذ العام 2005 ولكن ملائكته لا زالت حاضرة هنا، فمن ارسل برأيكم ميشال سماحة لتنفيذ هذا المخطط الارهابي والخطير؟، فالبعض من اجل مصالحه الشخصية تمسك بنظام الأسد على حساب مصالح بلده وشعبه". وختم جعجع "المسيحيون هم في صلب الربيع العربي وموقفنا واضح في هذا الخصوص، نحن ندعم حق الشعوب بتقرير مصيرها والعيش بحرية، فهذا ما يحصل في مصر وسوريا الآن، والربيع العربي سيزهر في نهاية المطاف حرية وديموقراطية، فمن هو ليس في صلب التاريخ والأحداث، مصيره ان يبقى على قارعة الطريق".

 

المطارنة الموارنة: للالتزام ببيان بعبدا ولا أمن بالتراضي/لبنان أمام استحقاقات تحتاج للتشريع

المركزية- اعتبر مجلس المطارنة الموارنة أن لبنان يقف أمام استحقاقات تحتاج إلى تشريع، أهمها قانون جديد للانتخابات، داعيا الى تأليف حكومة جديدة تشرف على الانتخابات المقبلة، وأن يكون نقاش تحت القبة البرلمانية لأنه كلما ابتعد اللبنانيون عن نقاش قضاياهم تحت قبة البرلمان ازداد خطر التوتر في الشارع.

عقد مجلس المطارنة الموارنة اجتماعه الشهري الدوري برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة الكاردينال مار نصرالله صفير والمطارنة، وتم البحث في شؤون وطنية وكنسية.

وبعد انتهاء الاجتماع صدر بيان اذاعه الاب رفيق الورشا، جاء فيه:

"1 - تداول الآباء في مشاركتهم الأسبوع الفائت في المؤتمر الثاني لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك وأساقفته، وفي الدورة السادسة والأربعين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. وهم يدعون أبناءهم وبناتهم إلى تقبل المقررات والتوصيات التي صدرت عنهما، بغية تطبيق الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط – شركة وشهادة"، ووضع خطة لعيش سنة الإيمان في أبرشياتهم ورهبانياتهم. ويجددون تعازيهم لكنيسة الروم الأرثوذكس الأنطاكية بغياب المثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم. ويشاركون أبناءها الصلاة كي يلهم الروح رعاتها في اختيار خلف له يقود الكنيسة في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها المنطقة.

2 - يعتبر الآباء أن فصل الأزمة السياسية القائمة في البلاد عن سيرِ المؤسسات الدستورية هو أمر واجب، وخصوصا المجلس النيابي، ذلك أن لبنان يقف أمام استحقاقات تحتاج إلى تشريع، أهمها قانون جديد للانتخابات، وأمام حاجة ملحة لتطوير في التشريعات، على أن تتألف حكومة جديدة تشرف على الانتخابات المقبلة. وكل ذلك لا يكون من دون نقاش تحت القبة البرلمانية، لأنه كلما ابتعد اللبنانيون عن نقاش قضاياهم تحت قبة البرلمان ازداد خطر التوتر في الشارع.

3 - إن الحديث عن تعثر في التوصل إلى قانون جديد للانتخاب، أو عن تأجيل للمهلِ الدستورية، يثير توجس الآباء. فمن أهم صفات الدولة الديموقراطية تجديد السلطة التشريعية، والإلتزام بالمهل التي يفرضها الدستور، وهذه علامة لاستقرار النظام السياسي. إن قانون الانتخاب يقتضي أن يتمكن المواطنون، على تنوع انتماءاتهم الدينية، من انتخاب ممثليهم الفعليين تحت قبة البرلمان باحترام القاعدة التي أرساها الدستور في مقدمته بأن لبنان: واحد أرضا وشعبا ومؤسسات وأن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك.

4 - تناول الآباء الوضع الاقتصادي والمعيشي، وخصوصا حقوق العمال والموظفين والمطالب النقابية، وتقديرات الهيئات الاقتصادية، بالإضافة إلى الفضائح المتكررة في مواضيع الأمن الغذائي والصحي، وقضايا الفساد المستشري والرشوة، وهدر المال العام. وهم يناشدون السلطة السياسية الإسراع في اتخاذ خطوات إصلاحية لتعزيز الإنتاجية والنمو الاقتصادي والإنفاق في الاستثمار المجدي، والحد من الفساد والإهدار واستباحة القوانين، والمحافظة على الاستقرار الضريبي، وتوفير الأجواء الملائمة لاستقطاب السياحة والاستثمارات. وهذه مقتضيات أساسية لحل الأزمة المعيشية والأجور والرواتب، بحيث لا تفقد قيمتها بسبب التضخم، ولا يحصل التورط بالإنفاق غير المدروس، والانزلاق نحو العجز والانكماش وتزايد البطالة وارتفاع الدين العام.

5 - توقف الآباء على الوضع الأمني في البلاد وهاجس التهديد بالاغتيالات، واتساع انتشار السلاح، وظاهرة المربعات الأمنية، وأحداث طرابلس الدامية، وهذا ما يظهر خروجا صريحا عن منطق الدولة، وكأن أطرافا لبنانية لم تتعظ من التجارب الماضية فبدت تستسهل الانزلاق إلى حال ما قبل الدولة، بدل التمسك بالقانون. لذا يذكر الآباء السلطة السياسية بأن الأمن بالتراضي أو بالتفاوض يضرب هيبة الدولة. وإذ يثمنون عاليا الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني، وسائر القوى الأمنية، وتضحياتهما، يهيبون بالمسؤولين منحهم غطاء سياسيا كاملا، كي يعالجوا المسألة الأمنية بالحزم اللازم، بدون مراعاة أي طرف أو ظرف شاذ خارج على القانون.

6- يناشد الآباء المسؤولين السياسيين العمل ببيان بعبدا الداعي إلى تحييد لبنان عن الدخول في المحاور الإقليمية وتطبيق سياسة النأي بالنفس فعليا وعمليا، ليتمكن من القيام بما له من دور في تعزيز السلام والعدالة والاستقرار في المنطقة بحكم ميثاقه الوطني وخصوصيته. وفي المناسبة يقدر الآباء ما تقوم به العائلات والمؤسسات التربوية والاستشفائية، المدنية والكنسية، وكاريتاس لبنان وسواها من المنظمات الخيرية، في استقبال النازحين السوريين وتقديم المساعدات المتنوعة لهم.

7 – يحتفل العالم قريبا بعيد ميلاد السيد المسيح بالجسد وبإطلالة سنة جديدة، فيما ترزح المنطقة التي ولد فيها تحت دوامة الحروب والإقتتال والدمار. وإذ يدعو الآباء أبناءهم الى الإستعداد لهذين العيدين بالصلاة والتقشف والتوبة، وبمد يد المساعدة للمحتاجين، فإنهم يتمنون لهم ولجميع اللبنانيين أعيادا مباركة، سائلين رب السلام أن يحل السلام الحقيقي في وطننا وفي منطقة الشرق الأوسط والعالم".

 

سامي الجميل: اطلاق خطة حقوق الانســان مخالف للاصول القانونية والدستورية

المركزية- اكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل ان "إطلاق الخطّة الوطنيّة لحقوق الإنسان في المجلس النيابي الإثنين الماضي، مخالف للنّظام الداخلي وللأصول القانونية والدستورية، فلجنة حقوق الإنسان النيابيّة لم تجتمع لمناقشة النسخة النهائيّة من الخطة، ولم تصوّت عليها ليتمّ تبنّيها". أصدر الجميل بيانا جاء فيه:

"شهد المجلس النيابي الإثنين الماضي حفل إطلاق الخطّة الوطنيّة لحقوق الإنسان، وهذا حدثٌ كان يُفترض أن يكون واحدًا من أهم الإنجازات التي تتحقّق، فترفع مكانة لبنان بين الدول الراقية؛ إلا أنّنا، على ما يبدو، امتهنّا حرق المراحل واختزال الناس والاستخفاف بالاصول الى درجة غير مسبوقة.

من هنا يهمّنا أن نوضح ما يلي :

1-إن مقرّر لجنة حقوق الانسان النيابيّة النائب غسان مخيبر وضع مسودّة الخطّة بتصرّفنا قبل أيّام قليلة لدراستها وإبداء الملاحظات في شأنها، وهي موضع بحث ودراسة معمقة من جوانبها العملية والقانونية كافة نظرًا للأهمية القصوى التي ترتديها في نظرنا.

لكننا فوجئنا بدعوة لإطلاق الخطّة في حفل يقام في المجلس النيابي في حضور شخصيات لبنانية وأجنبيّة لتشهد على الحدث في اليوم العالميّ لحقوق الانسان.

كل ذلك ولم نبلّغ ملاحظاتنا ولم نطّلع على فحوى المسوّدة النهائيّة للخطة التي تعتريها شوائب خطيرة، لا سيما في ما يتعلق باستقلاليّة القضاء والإخفاء القسري والتوقيف والسجون وحقوق اللاجئين الفلسطينيين.

2- يهمنا ان نؤكد أنّ إطلاق الخطة مخالف للنّظام الداخلي وللأصول القانونية والدستورية. فلجنة حقوق الإنسان النيابيّة لم تجتمع لمناقشة النسخة النهائيّة من الخطة، ولم تصوّت عليها ليتمّ تبنّيها أوّلا من قبل لجنة حقوق الإنسان لتصبح مشروع خطّة، ويتمّ رفعها ثانيًا إلى الهيئة العامة لإقرارها، وحينها فقط يمكن اعتبارها أوّل خطة لحقوق الإنسان في لبنان. فيصار الى اعتمادها والإعلان عنها وتوزيعها على جميع الأطراف المعنيّة من سفراء وحقوقيّين ومؤسسات حقوق إنسان.

لكن يبدو أن البعض في لبنان تعود قلب الأمور رأسًا على عقب، ففضّل- وأدركه اليوم العالميّ لحقوق الانسان على غفلة منه- الاحتفال، على التمسك بالأصول. وقدّم للمدعوين الأجانب واللبنانيين نموذجًا، ويا للأسف، غير حضاري، ومشهدًا احتفاليًّا غير مكتمل غاب عنه رئيس المجلس نفسه.

3- سمعنا من رئيس اللجنة ومقرّرها في الكلمات التي ألقياها خلال الاحتفال المذكور ما يشير الى اعتبار الخطة مكمّلا للدستور. وهذا أمر غير قانوني طبعًا. إذ إن الخطّة لم تقرَّ في لجنة حقوق الإنسان النيابية، ولم تعتمدها الهيئة العامة للمجلس.

4- انطلاقًا ممّا تقدّم، ندعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اتّخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة هذا الملفّ إلى مساره الصحيح، وإلزام الجميع باحترام الأصول البرلمانية والقانونية في المناقشة والتصويت على كل ما يصدر عن مجلس النواب اللبناني".

 

واشنطن تضع «جبهة النصرة» على قائمة الإرهاب بعد قيامها بـ600 هجوم في سوريا/الادارة الأميركية تعتبرها واجهة لـ«القاعدة في العراق».. وتؤكد: لا مكان للمتطرفين في مستقبل سوريا

واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»

ضمن مساعيها لعزل العناصر المتطرفة في صفوف المعارضة السورية، أعلنت الولايات المتحدة أمس إدراج جبهة النصرة السورية الإسلامية المتشددة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية لارتباطها بتنظيم القاعدة، معتبرة أنها «واجهة للقاعدة في العراق». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية وضع جبهة النصرة على اللائحة السوداء للمنظمات التي تعتبرها واشنطن إرهابية وتمنع التعامل معها. وبعد هذا الإعلان بدقائق، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على قادة الجبهة، كما فرضت عقوبات على اثنين من قادة الميليشيات المسلحة الموالية للنظام السوري «الشبيحة». وقال مسؤول أميركي مطلع على الملف السوري أمس: «لا مكان للمتطرفين في مستقبل سوريا، وعلينا أن نعزلهم». ولكن حرص المسؤول الذي تكلم مع عدد من الصحافيين في دائرة اتصال هاتفي على التأكيد بأن «النظام السوري هو المسؤول عن العنف في سوريا بعد أن عامل المظاهرات السلمية بوحشية.. وقراراتنا لا تعني أننا غيرنا رأينا تجاه نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد». وأضاف: «لقد قلنا منذ زمن بأن للسوريين حق الدفاع عن النفس، ولكن ذلك ليس عذرا للتطرف».

وتستهدف عقوبات وزارة الخزانة اثنين من قادة جبهة النصرة وهم موسى ميسر علي عبد الله الجبوري، وأنس حسن الخطاب، وتجميد أي أصول لهما في الولايات المتحدة، كما استهدفت اثنين من قادة الشبيحة وهم أيمن جابر ومحمد جابر. وقال بيان وزارة الخزانة إن الشبيحة يعملون بوصفهم ذراع الحكومة السورية وأجهزتها الأمنية ويعملون جنبا إلى جنب مع أجهزة المخابرات. وهناك وعي أميركي بأن تجميد الأصول الخاصة بالجماعات المتطرفة لا يترجم إلى تأثير كبير على عملها ولكن الهدف هو التوعية الأوسع وإعلان موقف سياسي تجاه طرف معين. وأوضح المسؤول الأميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه: «هذه الإجراءات نتيجة لقلقنا المتصاعد من العنف في سوريا.. هناك تداعيات عملية للقرارات مثل جعل عبورها حدود دول أخرى أمرا أصعب». ولكن في الوقت نفسه قال مسؤول آخر إن الهدف أيضا «ضمن الإعداد لوقت الانتقال السياسي الذي يقترب وللتأكيد على أن لا يمكن لجبهة النصرة أن تكون جزءا منه». واتهمت الولايات المتحدة أمس الشبيحة بالتواطؤ في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا وقمع المتظاهرين وقتل المدنيين السوريين الذين اعتقلوا بطريقة تعسفية، كما اتهم بيان وزارة الخزانة الأميركية إيران بتمويل وتدريب وتسليح تلك الميليشيات.

وقال بيان صادر عن الخارجية الأميركية إن جبهة النصرة السورية قامت خلال عام 2011 بما يقرب من 600 هجمة تتراوح بين هجمات انتحارية، وتفجيرات في المدن السورية الرئيسية بما في ذلك دمشق وحلب وحماه ودرعا وحمص وإدلب ودير الزور، التي أدت إلى قتل عدد كبير من السوريين الأبرياء. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان أمس «إن هناك ما يكفي من المعلومات القائمة على الحقائق لاعتبار أن تنظيم القاعدة في العراق يستخدم أسماء مستعارة، وأن جبهة النصرة هي اسم مستعار لتنظيم القاعدة في العراق، وقد سعت جبهة النصرة إلى تصوير نفسها على أنها جزء من المعارضة السورية المشروعة، بينما هي في الواقع محاولة من تنظيم القاعدة لخطف نضال الشعب السوري لأغراض خبيثة» وأوضحت أن أمير تنظيم القاعدة في العراق «أبو دعاء» يسيطر على كل من تنظيم القاعدة وجبهة النصرة ويقوم بتوجيه أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني وإعطاء الأوامر للقيام بالعمليات في سوريا. وأوضح بيان الخارجية الأميركية أن جبهة النصرة لها رؤية عنيقة وطائفية تختلف مع تطلعات الشعب السوري، والغالبية الكبيرة من المعارضة السورية التي تسعى لإقامة سوريا حرة ديمقراطية، وإقامة حكومة تحترم الوحدة الوطنية وكرامة وحقوق الإنسان المتساوية بموجب القانون بغض النظر عن الدين أو العرق أو النوع. وأكد البيان أن التطرف والفكر الإرهابي لا مكان له في سوريا ما بعد الأسد، وطالب السوريين بالتحدث علنا ضد تنظيم القاعدة والعناصر المتطرفة الآخرين. وانتقد البيان نظام الأسد باختياره استخدام القوة ضد شعبه وخلق ظروف تجتذب المتطرفين من تنظيم القاعدة الذين يسعون إلى استغلال الحرب الأهلية لأغراضهم الخاصة. ويأتي إقدام واشنطن على تلك الخطوة قبل يوم من اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا المقرر عقده اليوم في مدينة مراكش بالمغرب. وبالطبع فإن ممثلي جبهة النصرة غير مدعوين للمشاركة في الاجتماع ومن المتوقع أن تدفع وفود أميركية وأوروبية الدول المشاركة على قطع أي دعم لجبهة النصرة. وبموجب القرار الأميركي فإنه يمكن للسلطات أن تجمد أي أرصدة تخص جبهة النصرة وأعضاءها كما يحظر على الأميركيين تقديم أي دعم مالي لها. وتدعو جبهة النصرة إلى إقامة دولة إسلامية متشددة في سوريا. وهي تنظيم جهادي لا يعرف الكثير عنه لأن عناصره يرفضون التحدث إلى الصحافة أو إلى السكان في سوريا. ولم تكن الجبهة معروفة قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في مارس (آذار) 2011 واتهمت في فترة ما بأنها من صنع الاستخبارات السورية. وتبنت الجبهة معظم العمليات الانتحارية التي شهدها هذا البلد ولا سيما في حلب ودمشق ودير الزور.

وقال مسؤولون أميركيون إن الهدف من تلك الخطوة هو عزل الجماعات المتطرفة في سوريا، وإعطاء دفعة للجماعات السياسية المعارضة وتحالف المعارضة السورية. ويقدر مسؤولون أميركيون أن أعضاء جبهة النصرة السورية يمثلون ما يقرب من 9% من قوات المعارضة في سوريا.

 

سوريا.. أميركا والإرهاب

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لا شك أن كل محب لسوريا الدولة، وكل متعاطف مع الثورة السورية، يدرك خطورة تفشي الإرهاب، والمجاميع الإرهابية، هناك، بل إن العقلاء حذروا، ومنذ بدء الثورة السورية، من ذلك الخطر. لكن اللافت اليوم أن واشنطن تعلن وضع «جبهة النصرة» المقاتلة في سوريا على لائحتها السوداء. وقد يقول قائل: ما الغريب في هذا؟ الغريب بالطبع أن واشنطن تضع مجموعة مقاتلة على لائحة الاتهام قبل أن تعترف أساسا بالمجموعة الأهم اعترافا رسميا وهي الائتلاف السوري. وبالطبع يتردد أن أميركا تنوي الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري في اجتماع المغرب، لكن الملاحظة هنا أنه كان من الأولى بواشنطن أن تعترف بالائتلاف السوري الشرعي أولا، وكان الأولى أيضا، وهذا ما طالب به العقلاء منذ اندلاع الثورة السورية، أن تبادر واشنطن للاقتراب من المعارضة السورية أكثر، وتحديدا الجيش الحر. فكلما كان هناك تنظيم واضح متماسك للثورة، قل منسوب الإرهاب والإرهابيين في سوريا. فمع تواصل جرائم النظام الأسدي الوحشية، يجب أن لا نستغرب تطرف حتى المعتدل، فمقتل ما يزيد على أربعين ألف سوري من شأنه أن يفقد العاقل صوابه.

ولذا فقد كان من الأحرى بواشنطن أن تبادر سريعا، وكما فعل العرب، والأوروبيون، بالاعتراف بالائتلاف الوطني السوري كممثل وحيد للشعب السوري، فمن شأن ذلك أن يقطع الطريق على الإرهاب، والإرهابيين، اليوم، وحتى بعد سقوط الأسد، وبالطبع فإنه لا ضامن لعدم ظهور مجاميع إرهابية بعد سقوط الأسد، لكن على الأقل ستكون الكتلة السورية العقلانية هي صاحبة اليد العليا، كونها الأقوى والمعترف بها، ليتسنى لها دحر هؤلاء الإرهابيين.

فتأخر واشنطن في اتخاذ الحلول الناجعة في سوريا هو الذي سيدفع إلى زيادة الإرهابيين، وهو ما يعقد الأمور، خاصة أن واشنطن أظهرت قلقا كبيرا على الأقليات في سوريا، وفي الوقت الذي كانت الأكثرية هي التي تعاني من جحيم الأسد، والقضية هنا ليست قضية أقلية مقابل أكثرية، بل هي قصة عدم وضوح الرؤيا الأميركية في هذا الملف بمنطقتنا، حيث التناقض الصارخ بين مواقف واشنطن في العراق، مثلا، في قصة الأقلية والأكثرية، ومواقفها كذلك تجاه الدستور المصري المطروح، ورغم اعتراض الأقليات، وشريحة لا يستهان بها من المجتمع المدني المصري. فما تحتاجه المنطقة، ومن جميع القوى الدولية المؤثرة بما فيها أميركا، هو المساعدة على ترسيخ الاستقرار، ووفق شروط منصفة، وعادلة، لكل المنطقة، وهي شروط مستحقة، وليست بدعة، مثل حفظ الحقوق للجميع، وحماية الدولة، لأن انفراط عقد دول المنطقة ستكون له عواقب وخيمة على أمن المنطقة، والمجتمع الدولي، وكذلك نصرة المظلوم، والحالة السورية تمثل أكبر نموذج صارخ للتقاعس الأميركي، حيث لا يعقل أن يقتل الأسد شعبه وأميركا تتحدث عن حماية الأقليات، وتقوم بإدراج مجموعة إرهابية سورية على القائمة السوداء قبل أن تعترف أساسا اعترافا كاملا بالائتلاف الوطني السوري. ولكي لا يفسر الأمر هنا على أنه نصرة لما يسمى بجبهة النصرة، فإن المقصود وبلغة واضحة هو أن الأجدى بالأميركيين أن يعترفوا أولا اعترافا كاملا بالائتلاف الوطني السوري؛ فالاعتراف بالعقلاء يقلل من مخاطر الأشرار، وأيا كانوا.

 

اوباما سيستقبل الراعي بعد فترة جفاء بين الأدارة الأميركية وبكركي

ذكرت صحيفة الأنباء الكويتية أنه من المتوقع ان يلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض على هامش جولته الرعوية الجديدة في الولايات المتحدة، وهذا اللقاء سيكون الاول للراعي مع اوباما بعدما حالت اشكالات وأوضاع ومواقف سابقة دون حصول مثل هذا اللقاء

 

وفي العام السابع التقت روحا جبران وغسان

 عمر حرقوص/المستقبل

همد بركان غسان تويني بعد ست سنوات ونصف سنة على رحيل جبران، كان يوم الاستشهاد يقف جبلاً لا يأبه للموت ينظر بعينيه، الذابلتين من البكاء سراً، الى الناس ويحكي عن العطاء وعن امكانية العيش والصفح، كلماته عن ابنه ابكت الجميع، الا هو، تركها لمكان آخر حيث يلتقي جبران في مكان ما يضمه الى قلبه ويحكي له حبه وألمه والانحناءة التي كسرت الجبل بعد العبوة التي سمع صداها رغم انه كان بعيدا عنها.

سبع سنوات وديك النهار يتلمس سبيله رغم الخسارة التي كادت تقضي على أحلام بعيدة بناها جبران الجد قبل ثمانين عاماً وطوّرها غسان بحلم جديد ليضع اللبنة الجديدة فيها جبران الحفيد الذي قضى بعيدا عن المبنى وقريباً من مجرى نهر شتوي توقفت مياهه مع الدماء الحمراء التي سرت فيه حين فجّر الوحش في ذلك اليوم الصورة الجميلة لآخر أحلام غسان. قبل اشهر ستة استقبل جبران والده، وانتظر ان يستمع منه لأخبار الصغيرتين ولأخبار الكبيرتين أيضاً، كعادة تعلمها من والده لم يبك حين رآه ولكن غسان بكى هذه المرة كأنه لم يبك في العمر مرة. كان غسان هناك ينتظر صديقه البطريرك هزيم ليلتقيا سوياً مع جبران، ثلاثي صنع اختلافاً في هذا المكان، ثلاثي يحلم بصنع معجزة في ذلك المكان. معجزة جبران هي في الكتابة وفي تطوير العمل الصحافي وفي السياسة وتحرير لبنان، هو كطفل صغير أو رجل كبير جداً لا يأخذه الهرم. قبل سبعة أعوام سار باتجاه المدينة، كان يدرك ان القاتل يقف خلف الباب تحداه بهدوئه ليكون بين الناس هنا، ولكن القاتل وكعادته منذ محاولة اغتيال مروان حمادة لا يكل كعهده بالاغتيالات كلها.

دخل جبران في الموت ورحل الى مكان آخر، ولكن روحه ما زالت تنتظر معرفة حقيقة الاغتيال وتوقيف القاتل ومحاكمته وانزال العدالة به، والتاريخ يذكر كيف قام الانقلابيون بمحاولة منع الحكومة من الذهاب الى طلب انشاء محكمة خاصة للاغتيالات، فالمقتلة التي لم تتوقف أتت لتنهي أشياء جميلة في حياة اللبنانيين، وقد لا يكون آخر شهدائها اللواء وسام الحسن.

الأيام الطويلة التي مرّت على استشهاد جبران تويني، لم تكن بالهينة على اللبنانيين، فمحاولات الاغتيال زادت بشكل كبير ولولا الاهتمام الزائد لكانت المقتلة أنهت حياة الكثيرين، من نواب وقياديين في 14 آذار.

تقدم التحقيق الدولي والمحكمة الدولية ببطء خلال هذه السنوات، وخسر اللبنانيون العديد من الشهداء، حيث سقطوا صرعى العبوات المجهزة والمتنقلة بين بيوت الناس وأحيائهم بانتظار فرصة صغيرة، فرصة كمثل التي قتلت بيار الجميل ووسام الحسن وانطوان غانم وجورج حاوي.

يوم استشهد جبران وقدمت الحكومة أوراق المحكمة الدولية إلى الأمم المتحدة خرج وزراء الأقلية من مجلس الوزراء لمنع هذه المحكمة من الإنشاء، لم ينته القتل ولم يتوقف. سقط الشهداء واحتلت الأقلية وسط بيروت بحثاً عن سبب لمنع قيام الدولة، واكتملت صورة الهجوم على العدالة في السابع من أيار عام 2008 حيث صار للسلاح المفترض وجوده لمقاومة العدو الإسرائيلي فرصة ليكون السبب في جر البلد إلى الحروب الأهلية، وصارت لعنوان هذا السلاح فروع أخرى، للتخويف كالقمصان السود، وللتهديد بتدمير البلد من جديد تحت مسميات "أيوب" والدفاع عن القرى السورية التي يسكن لبنانيون بعضها.

خلال انتفاضة الاستقلال كانت النقاشات تدور في إحدى الخيم في ساحة الشهداء، في ليلة الثامن والعشرين من شباط، ليلة اسقاط حكومة الرئيس عمر كرامي، سأل أحد الشبان ان كان السلاح هو الحل للمشاكل في لبنان، كان جواب الشبان الجالسين في برد تلك الليلة ان السلاح في الداخل لا يستعمله إلا المهزومون، وان تجارب الحروب الأهلية علّمت اللبنانيين أن لا يعودوا إلى الحروب مهما كان الثمن ومهما كانت الخسائر.

في تلك الليلة كان جبران، وغيره من مناضلي ثورة الأرز يقومون بنقل الطعام للمعتصمين المحاصرين بقرار من حكومة "الوصاية" عبر مبنى "النهار" وعبر سيارات بعض النواب. كان جبران بابتسامته التي تسبق سلامه يروي مع الناس أجمل افتتاحية كتبت في استقلال لبنان.

في شباط 2005، وخلال الأيام الأولى لانتفاضة الاستقلال كان مبنى "النهار" قبلة المنتفضين، في ساحة الشهداء خيم مفتوحة على البحر، وعلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث يمكن لمن يعتلي منصة الخطابات رؤية القادمين للمشاركة في الانتفاضة من جهة منطقة بشارة الخوري أو من جهة بيت "الكتائب" المركزي في الصيفي أو حتى من جهة مبنى "النهار" ومن جانبي جسر الرينغ.

الصورة الأوضح من تلك المنطقة لرؤية الحشود اليومية المشاركة في ثورة الأرز، كانت من مكتب الشهيد جبران تويني في مبنى جريدة "النهار". حيث كانت تعقد الكثير من اللقاءات للبحث في النشاطات والأعمال التي ترفع مستوى التواصل اليومي لانتفاضة الشعب اللبناني. كان مكتب جبران وغرفة الاجتماعات الجانبية في كثير من اللحظات تخرقهما أصوات المؤمنين بالحرية والسيادة والاستقلال، بدلاً من الاجتماعات المتخصصة بتحرير الجريدة. كان الوقت للوطن قبل الأعمال الخاصة وهي واحدة من صفات جبران تويني طوال حياته. في أحد اللقاءات في مكتبه وضع جبران عملاً موسيقياً كان ألّف في العام 1989 دعماً لرافضي الاحتلال السوري للبنان. هذا النشيد عزف مرة واحدة في أحد المسارح الفرنسية، أراد جبران المساهمة بما استطاع في هذه الانتفاضة ليكون الاستقلال ناجزاً، وأراد أن يعطي للسياديين تاريخه الذي بقي دوماً متمسكاً به كجزء من مستقبل وطنه.

مرّت انتفاضة الاستقلال كما تمناها كل من ناضل من أجلها، هادئة في شعاراتها وصاخبة في الحضور الجماهيري الذي تعدى مئات الآلاف." نجح الصوت وودّى" وكان ابن النهار جبران تويني واحداً ممن بنوا مرحلة جديدة في حياة اللبنانيين. مرحلة سياسية توّجت بالانتخابات النيابية التي سمحت ببناء أكثرية شعبية أوصلت أبناء الاستقلال الثاني إلى المجلس النيابي.

مرحلة الاستقلال الجديد ومنع الاغتيال السياسي كان يجب أن لا تتوقف، ولذلك اختار جمهور 14 آذار البقاء في حماية مشروع الدولة ومتابعة ملف المحكمة الدولية، فالحاجة إلى المحكمة لم تكن فقط من أجل الشهداء بل أيضاً من أجل المستقبل وحماية اللبنانيين من المجرم وعمليات الاغتيال التي يقوم بها. الأعوام السبعة لم تنته، والانقلاب كان وقتها انسحاباً من الحكومة وتحول اليوم الى قبضة عسكرية تهدد ما تشاء، ومشهد الاغتيالات صار اقرب الى التناول، فمن استطاع كشف شبكة سماحة - مملوك اغتيل في وضح النهار وبشكل اتضح معه ان اي رأس جهاز أمني يحمي اللبنانيين من المجازر وعمليات القتل سيكون عرضة للاغتيال. تستمر المحكمة الخاصة من اجل لبنان في عملها، وهي بالتأكيد لن تتوقف، ولكن يبقى السؤال متى سيكون للمحاكمات وجلب الرؤوس المجرمة قدرة على وقف الاغتيال؟. في 12 كانون الاول 2005 استشهد جبران تويني وكان سبقه الشهيدان سمير قصير وجورج حاوي. وكانت محاولة اغتيال الوزير الياس المرّ والاعلامية مي شدياق. حدث التفجير في يوم مشمس تخلله الكثير من الشائعات المفبركة من حلفاء "شكراً سوريا الأسد" حول رحيل جبران تويني من لبنان وهروبه، عاد الرجل من سفره إلى منزله مقتنعاً بالبقاء مع ناسه في بيروت وكل المناطق اللبنانية، ليكون إلى جانب العاملين في الجريدة بحثاً عن الحقيقة وبحثاً عن وطن حرّ ومستقل. في ذلك اليوم المشمس تمّ تفجير سيارة جبران في طريقه من برمانا إلى مبنى النهار، كأنما كان عليه أن يعود من سفره الذي يشبه المنفى بعد حملة الشائعات المقصودة ليُقتل وتتناثر روحه في السماء والأرض ليزيد من صلابة ناسه ايماناً بوطنهم.

 

في خطوة تثبت أن التسجيلات المزوّرة كانت جزءاً من خطة مسبقة/النظام السوري يصدر "مذكرات توقيف" بحق الحريري وصقر ولؤي المقداد

المستقبل/مضى النظام السوري وأجهزته الأمنية بسياسة الهروب الى الأمام، وقبل أن يتسلّم مذكرات التبليغ اللبنانية لاستدعاء مدير مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك والعقيد عدنان، ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان لاستجوابهم في ملف ميشال سماحة بجرم إدخال متفجرات الى لبنان والقيام بأعمال إرهابية لإحداث فتنة طائفية ومذهبية، حاول القيام بخطوة التفافية تفتقد الى المسوّغ القانوني، بإصداره مذكرات توقيف غيابية بحق الرئيس سعد الحريري وعضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر والناطق الإعلامي باسم "الجيش السوري الحر" لؤي المقداد، بمزاعم "مدّ الإرهابيين بالمال والسلاح"، مؤكداً من خلال هذه الخطوة أن سيناريو التسجيلات المزورة للنائب عقاب صقر كان جزءاً من خطة معدة سلفاً لهذا الغرض. وكان مكتب "الشرطة الجنائية العربية والدولية" التابع لمجلس وزراء الداخلية العرب، الذي يتخذ من دمشق مقراً له، والذي يستخدمه النظام السوري بشكل دائم لإبلاغ مجلس وزراء الداخلية العرب (الذي لم يعد يعترف بالنظام السوري) بهذا النوع من المذكرات، وهو نفسه الذي أرسل مذكرات التوقيف بحق 33 شخصية وزارية ونيابية وأمنية وإعلامية من فريق الرئيس الحريري في العام 2010، أرسل ظهر أمس بواسطة البريد الإلكتروني الـ((email المذكرات الثلاث الى مكاتب الأنتربول العربي بما فيها مكتب لبنان.

صقر: مدعاة شرف

واستدعت هذه المذكرات رداً من النائب عقاب صقر، الذي أصدر بياناً قال فيه: "إن صدور مذكرات التوقيف اليوم (أمس) من قبل سلطة الأسد استناداً الى التسجيلات المزورة والمثبت تزويرها بالدليل القاطع، لا يترك أي مجال للشك بأن العملية كانت مفبركة ومعدة من ألفها إلى يائها على أيدي أجهزة المخابرات نفسها التي اعتادت أن ترسم مخططات الاغتيال" . أضاف: "من توهم أننا بالغنا في توصيف هذا المخطط تأكد له اليوم صحة ما قيل في هذه العملية الإرهابية الرخيصة التي استخدم فيها عون وأدواته الإعلامية إضافة الى صحيفة معروفة بتبعيتها إلى الأسد وزبانيته".

واعتبر أن "هذه المذكرات من هبل هذا العصر وسفاحه، هي وسام على صدري ومدعاة شرف وفخار فقد تمت اضافتي الى لائحة الشرف التي تضم عدداً من المطلوبين الى نظام الاجرام، والتي تم تنفيذ الحكم الاول منها بحق الشهيد اللواء وسام الحسن بسبعين كلغ من المواد الشديدة الانفجار، أما بالنسبة لتبليغ الانتربول العربي فهذا البلاغ شكل حافزاً لي للقيام بجولة عربية بلا أي تأشيرة لأن بلاغ الأسد أعطاني جواز مرور عربي فوق العادة، بينما يقبع هو مع جلاديه تحت الأرض فارين من عدالة الشعب السوري وسواعد الثوار". ورأى ان "مسعى الأسد وزمرته إلى محاولة تصوير التسجيلات التي زورها مع شبيحته في لبنان على أنها قضية موازية لقضية مملوك وسماحة، هي مجرد محاولة بائسة تدل على يأسه ودنو يوم حسابه. كما تثبت في الوقت عينه أنه يوم يقترن الإجرام الفالت من عقاله بالغباء المطلق يولد هذا النوع من الأنظمة وتلك النماذج من الأذيال المشوهة".

وختم صقر بالقول: "أتوجه إلى القضاء اللبناني الذي احترمه لأؤكد له مجدداً أن أي محاولة للضغط من أجل تمييع هذه القضية أو المماطلة فيها سيكون لها عواقب وخيمة لكونها لا ترتبط بإعلام مزوِّر ومزوَّر بل بعملية اغتيالات إرهابية رأسها متوارٍ تحت الأرض في سوريا وذيلها يتفاخر بتحريك رأسه فوق أرض لبنان".

المقداد: الأسد ونظامه ساقطان

ردّ الناطق باسم "الجيش السوري الحر" لؤي المقداد على إصدار النظام السوري مذكرات توقيف بحقه وبحق الرئيس سعد الحريري وعضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر متوجهاً إلى الرئيس السوري بشار الأسد بالقول: "أنت ونظامك وقضاؤك ومذكراتك ساقطون يا مجرم، والانتربول العربي الذي أرسلت إليه مذكراتك غداً سيردّها لك لأنّه لا يعترف بنظامك أساساً كعضو في الجامعة العربية". المقداد، وعلى موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، تابع حديثه إلى الأسد قائلاً: "لا تنسَ أنّه يوجد بحقك مذكرة اعتقال من 24 مليون سوري وسينفذها الشعب السوري بيده"، مشيراً إلى أنّها المرّة الأولى التي يسمع فيها عن "مجرم وقاتل للأطفال يصدر مذكرة توقيف".

حمادة: وسام حسن على صدر الحريري

وعلّق النائب مروان حمادة أيضاً على المذكرات، فأكد لـ"المستقبل"، أن "هذه المذكرات التي تشكل وساماً حسناً على صدر الرئيس سعد الحريري والزميل عقاب صقر والسيد لؤي المقداد، ستنضم إلى سابقاتها في مزبلة التاريخ، في الوقت الذي يعد الشعب السوري مذكرة وجاهية بإقالة بشار الأسد وإحالته مخفوراً أمام محكمة الشعب، وإن رحمه إلى محكمة الجزاء الدولية".

حبيش: قرب تهاوي النظام

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش أن العقلية التي جعلت الشعب السوري يثور على نظامه، هي العقلية عينها التي اتخذت قراراً أحمق بإصدار مذكرات التوقيف بحق الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر ولؤي المقداد، وهي العقلية عينها التي أوصلت هذا النظام إلى طرده من عضوية جامعة الدول العربية". وقال لقناة "المستقبل": "مَن سيأبه لهكذا نظام يقتل ويذبح ويقصف شعبه يومياً ويصدر هكذا مذكرات؟".

أضاف: "إنه لشرف لكل شخص موجود في المقلب الآخر لهكذا نظام يقوم بأبشع الجرائم بحق شعبه وبحق الانسانية". وتابع: "النظام السوري لا يحترم أي قانون، أو أي منطق، أو أي شخص، وهدفه الأساس قتل كل من يعارضه، وهذا ما نراه يومياً من مجازر بحق الشعب السوري الذي يقف بوجه النظام القاتل". وأوضح أن "مجلس وزراء الداخلية العرب، الذي أبلغ بالمذكرات السورية، لا يعترف بالنظام السوري ككل وبكل ما ينتج عنه". وشدد على أن هذه "المذكرات لا قيمة لها كلياً وليبلّوها ويشربوا ميّتها" وهي أوسمة تعلّق على صدر كل من يقف ضد النظام السوري". وختم حبيش: "مذكرات التوقيف تؤكد أن النظام السوري سيتهاوى قريباً".

            

اقترح 30 مليوناً مساعدة لعائلة موظف سوري في السفارة اللبنانية/منصور يعوّض "الشبيحة" من جيوب اللبنانيين

المستقبل/فاطمة حوحو/وزير خارجية حكومة النأي بالنفس، عدنان منصور، "لا يزيح حتى لا يخربط الزيح"، عن خط دعم النظام السوري والنطق باسمه وكأن ما من شيء تغير في لبنان بعد الـ2005، وكأن التضحيات وقرابين الشعب اللبناني التي قدمها على طريق الحقيقة والحرية والاستقلال لم تكن، وكأن الشهداء الذين سقطوا على درب التخلص من عصر الوصاية ليسوا لبنانيين والوزير غير معني بهم، فهو في المؤتمرات العربية والدولية يلعب دور "محامي الشيطان" عن رئيس نظام "البعث"، قاتل الأطفال والنساء والشيوخ والذي لا يكلّ ولا يملّ من رسم مخططات الفتنة لإشعال المعارك بين أهل بلده وفي البلدان المجاورة. عدنان منصور حفظ درس قائده جيداً، واجتهد في تطبيق الدروس التي تلقاها ويتلقاها تارة من خلال "دسيبلين" الممانعة البعثية وطوراً من خلال الدروس الإضافية التي يتلقاها عند حزب "المقاومة الإلهية" ومدربها الميداني الحرس الثوري الإيراني. والدلائل على نجاح التلميذ الشاطر الوزير الخارج عن إرادة جزء كبير من اللبنانيين، ما ننشره هنا عن صاحب "القلب الكبير" الذي يدافع عن "الشبيحة"، لا بل يتكرّم عليهم بطلب مساعدة من مال اللبنانيين، في حين ينأى بنفسه عن تقديم الخبز والحليب لأطفال سوريا النازحين الذين يموتون من البرد والجوع في لبنان وينام بعضهم في العراء. فالوزير منصور تقدم في كتاب الى الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء بتاريخ 15/10/2012 يطلب فيه تقديم مساعدة مالية بقيمة 30 مليون ليرة لبنانية (فقط لا غير) الى عائلة "موظف" سوري يدعى باسل عامر يعمل ناطوراً وخادماً في دار سكن سفير لبنان في دمشق تم خطفه وقتله على يد مسلحين كما تم خطف وقتل شرطيين مولجين بحماية الدار.

وقد تم رفع الكتاب من قبل وزير المالية محمد الصفدي الى مجلس الوزراء بتاريخ 19/10/2012 والذي أوضح فيه بأنه يعود لمجلس الوزراء "تقرير ما يراه مناسباً في موضوع إعطاء المساعدة الاجتماعية الى الموظف السوري المقصود". وأكد الصفدي أنه في حال كان قرار مجلس الوزراء إيجاباً يمكن تأمين الاعتماد عن طريق النقل من احتياطي سلفة الخزينة المعطاة لوزارة المالية بموجب المرسوم 8345 تاريخ 15/6/2012.

هكذا يتبيّن حرص منصور على دعم "شبيحة" النظام السوري وهو لم يعد يدعم بالكلام، بل يسعى الى تقديم أوراق اعتماده عند "البشاريين" كمدافع في الصفوف الأولى عن سلطتهم ومصالحهم وإن كانت متعارضة مع مصلحة سيادة لبنان ومصلحته ومصلحة شعبه. فالوزير الذي نأى بنفسه ممثلاً عن حكومته عن الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري، ليس غريباً عنه أن ينأى بنفسه عن حماية لبنان من الاعتداءات السورية أو مساعدة النازحين السوريين أو إنقاذ الجرحى الذين يعبرون الحدود، ولم يخطئ النائب وليد جنبلاط حين دعاه الى عدم التنظير في الأزمة السورية أو حين طلب منه النائب مروان حمادة الصمت. لكن اليوم وبعد هذه الفضيحة الجديدة، يفترض بالوزير منصور الاتعاظ من وزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف الذي ظل يبشر بالقضاء على "العلوج"، فيما كانت بغداد تسقط بيد الأميركيين ونظام صدام حسين ينهار، مع تذكيره بأن مصلحة لبنان تأتي أولاً وليس مصلحة النظام السوري و"شبيحته".

 

المكتب الاعلامي لمنصور ردا على صحيفة المستقبل: الموظف في السفارة بدمشق ذبحه مسلحون وساعدنا عائلته

وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي لوزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور ما يلي: "صدر في صحيفة "المستقبل" بعددها الصادر بتاريخ 12/12/2012، وفي الصفحة الثالثة، مقال بعنوان "منصور يعوض الشبيحة من جيوب اللبنانيين". يهم المكتب الإعلامي لوزير الخارجية والمغتربين تأكيد النقاط التالية:

1- إن الموظف في دار سكن السفارة اللبنانية في دمشق، ذبح من قبل مسلحين أثناء قيامه بواجبه الوظيفي، مما إستدعى مبادرة إنسانية تجاه عائلته، وهذا أمر يجب القيام به حيال أي موظف يتعرض لاي حادث أثناء القيام بعمله خلال الدوام الرسمي، بغض النظر عن مكان وقوع الحادث.

2- كي لا يلتبس الامر على القراء، ويصبح الموضوع مادة للجدل السياسي، فإن مجلس الوزراء قرر مساعدة الموظف المذكور دون تحفظ من أي وزير، وهذا ما تجنبت كاتبة المقال الحديث عنه قصدا أو عن غير معرفة ما يصدر من قرارات مجلس الوزراء.

3- من المستغرب رد الفعل هذا على إلتفاتة إنسانية بحتة حيال عائلة الموظف المغدور، ومحاولة إستخدامها في البازار والسجال السياسي الرخيص. علما أن مواقف وزير الخارجية كلها مشتقة من موقف الحكومة اللبنانية (النأي بالنفس).

4- نأسف شديد الأسف، لهذا المستوى من اللامهنية واللامسؤولية، مع قضية إنسانية محضة، كنا نتمنى أن يتم التعاطي معها بروح من المسؤولية والإنسانية ولو من باب السير على غرار مساعدات الحليب في أكثر من مكان".

 

انفراجات اضطرارية في لبنان تدارُكاً لـ... الأسوأ

بيروت ـ «الراي/رغم عودة المواجهة بين الحكومة اللبنانية والهيئات النقابية والتعليمية الى صدارة الاهتمامات على خلفية مشكلة سلسلة الرتب والرواتب التي ترفض الحكومة إقرارها قبل توفير مصادر التمويل بما يجنّب الخزينة والوضع الاقتصادي خطر الانهيار والتي استدعت اعلان اضراب عام جديد لموظفي القطاع العام والتربوي اليوم، حرصت مصادر سياسية واسعة الاطلاع امس، على إبراز اهمية تطوريْن حصلا في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة: الاول يتعلق بالخطة الامنية الجديدة في مدينة طرابلس والثاني يتعلق بالتحركات السياسية والنيابية للبحث في القانون الذي سيحكم الانتخابات النيابية اواخر الربيع المقبل.

ومع ان لا رابط مباشراً بين هذين الموضوعين، لفت في تقويم المصادر ومعطياتها حيالهما تأكيدها عبر «الراي» انه يمكن إدراج الانتشار العسكري الجديد في طرابلس وظهور معالم مرونة بين قوى «14 آذار» ورئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن احياء اللجنة النيابية المصغرة لقانون الانتخاب في اطار انفراجات أمنية وسياسية ولو محدودة في هذا الظرف منعاً لتوغّل الوضع الداخلي نحو مراحل أشدّ تأزماً.

وأشارت المصادر نفسها الى ان الجدية اللافتة التي اتسمت بها خطة انتشار الجيش في طرابلس هذه المرة والتي فاجأت غالبية الاوساط الداخلية، كشفت وجود قرار سياسي للدولة بالدرجة الاولى بإظهار مستوى من الحزم لم يكن متوافراً سابقاً. وعزت ذلك الى بلوغ الوضع في طرابلس حداً من الخطورة غير المسبوقة شكل انذاراً ضخماً بوجوب التصرف بطريقة مغايرة هذه المرة قبل ان تتحوّل معارك طرابلس فتيلاً يفجّر الامن والاستقرار على مستوى لبنان كله. حتى ان المخاوف على الحكومة بلغت ذروتها وتمثلت في عودة رئيسها نجيب ميقاتي السبت، الى بيروت ملغياً زيارة لمدينة «كان» الفرنسية حيث كان مقرراً ان يشارك في مؤتمر عن «الحوكمة».

وتضيف المصادر ان ملامح الجدية في الخطة التي بوشر تنفيذها قبل ثلاثة ايام برزت ايضاً في اعطاء الضوء الاخضر للجيش للقيام بكل ما يقتضيه الامر، وجرى تعزيزه للمرة الاولى بثلاثة ألوية تدليلاً على مستوى القرار السياسي والعسكري في لجم التسيّب ووضع حد للقتال في المدينة التي عاشت امس، ولليوم الثاني على التوالي هدوءاً كاملاً وسط ارتياح لاجراءات الجيش. ومع ان الحكم على هذه التجربة لا يزال مرهوناً بانتظار مراحلها المقبلة، فان المصادر نفسها تعتقد ان الشكوك المبرَّرة في مدى صمود الهدنة لا تلغي اهمية القرار الجدي الذي اتُخذ في محاولة لوضع حد جذري للمعارك والقتال في عاصمة الشمال التي لفت امس انتقال رئيس الحكومة اليها.

اما في ما يتعلق بالشق السياسي من المشهد الداخلي، فتقول المصادر ان الموافقة التي اعلنها نواب «14 آذار» على العودة الى لجنة التواصل النيابية في شأن قانون الانتخاب وتحييد هذا الموضوع عن قرار المقاطعة اكتسب بعداً مهماً لجهة فتح مسرب سياسي - نيابي ولو محدود بين قوى «14 آذار» ورئيس مجلس النواب وسط الانسداد السياسي الذي تشهده البلاد وتَقطُّع كل جسور الحوار الفعلية سواء في ما يتعلق بموضوع تغيير الحكومة او في ما يعود الى قانون الانتخاب.

وتقول المصادر انه على رغم ضآلة الحظوظ والفرص الواقعية في ان تؤدي هذه الخطوة الى انفراج واسع على صعيد التوافق الصعب حول قانون الانتخاب، غير انها تشكل خطوة اخرى في اطار تخفيف التشنج السياسي واطلاق مبادرات ولو شكلية في اطار المعادلات الجارية لتجاوز الازمة. وتعتقد المصادر ان الاسبوعين الفاصلين عن نهاية السنة قد يشهدان اجتماعاً اولياً للجنة التواصل النيابي في شأن قانون الانتخاب مما يمكن معه رسم الاتجاهات التي سيسلكها المأزق السياسي في البلاد في مطالع السنة الجديدة على مستوى مصير الحكومة التي تتمسك «14 آذار» باستقالتها، علما ان الشكوك كبيرة جداً حول توافر فرص واقعية لبلورة حلول توفق بين التوصل الى قانون انتخابي توافقي وتغيير الحكومة، اقله في اللحظة الحالية.

وكان بارزاً في هذا السياق اعلان ميقاتي من طرابلس انه «عندما أشعر بأي خطر فإن استقالتي لن تكون مشكلة، يجب حماية البلد من المخاطر حولنا»، موضحاً «يوم قبلتُ ان اقوم بهذا المنصب لم اقبل الا من اجل الحفاظ على لبنان والواقع اللبناني، واستقالتي ستكون عندما اجد ان وجودي ليس له اي معنى»، مضيفا: «حتى لو استقالت الحكومة فنحن امام مشكل انتخابي، فلماذا لا يكون لدينا عملية متكاملة للاتفاق على قانون انتخاب ويحال على مجلس النواب مع حكومة جديدة ومع وزراء غير مرشحين للانتخابات؟». واذ رأى «اننا ما زلنا في مهب العاصفة، وان لم نحصن البلد فسيكون مفتوحا امام المخاطر»، قال: «يجب الا نرمي المسؤوليات على بعضنا، وعلينا ان نشبك ايدينا بأيدي بعضنا لان الوضع عاصف جداً. وعندما نكون كلنا متفقين فلا يهمنا ما يحصل هنا وهناك، وتكون الافادة للبلد اكثر بكثير على ان نحول البلد (مصائب قوم عند قوم فوائد)».

وفي موضوع احداث طرابلس، أكد رئيس الحكومة «ان الجيش سيبقى للمحافظة على الأمن في المدينة»، معلناً انه على اتصال مع مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار الذي تلقى تحذيرات من نيات لاغتياله استوجبت بقاءه خارج لبنان «واكدنا له دعمنا»، موضحاً رداً على الكلام عن لائحة من 12 نائباً من تيار «المستقبل» و3 من كوادر التيار مهدَّدة بالاغتيال انه لم يستلم اي لائحة لاشخاص مستهدفين «لكنني دعيت لاجتماع امني لبحث هذا الموضوع»، علماً ان هذا الاجتماع سيعقد مساء اليوم ويحضره قادة الاجهزة الامنية.

في موازاة ذلك، اعتبر مسؤول العلاقات السياسية في الحزب «العربي الديموقراطي» رفعت عيد (من جبل محسن) في مؤتمر صحافي عقده امس، ان «آخر جولة من القتال في طرابلس كانت من اعنف الجولات»، موضحاً انه «كان خارج لبنان عندما بدأت هذه الجولة وسمعنا بكمين تلكلخ وفي اليوم الثاني بدأت الاشاعات بموضوع الخطف وبدأ القنص فاضطررت الى العودة الى لبنان»، معلناً ان مشكلته «ليست مع اهل التبانة بل مع السياسيين الذين يتحملون دم الذين سقطوا في تلكلخ وفي طرابلس». ورأى عيد ان «المفاجأة كانت ان السياسيين قالوا انه فقط يمونون على 40 في المئة من المقاتلين، وبالتالي من هم الـ 60 في المئة الآخرين؟»، معتبراً ان «هؤلاء من الجيش السوري الحر الذي بات يملك القرار في طرابلس لا تيار المستقبل». واذ اعلن «اننا لن نقبل بأي مصالحة إلا بسلة كاملة تعطي العلويين كل حقوقهم، فمن حقنا اختيار نوابنا ووزير بالحكومة»، اكد «اننا جاهزون لتسليم سلاحنا لكن نريد ضمانات»، لافتاً الى ان «بواخر اسلحة لتيار المستقبل تأتي الى طرابلس لتهريبها الى سورية ونحن نشتري ما نستطيع منها».

 

حزب الله: المقاطعة لا تُسقط الحكومة

 بيروت ـ «الراي/اعلن نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم الشيخ أن «الحوار هو الحل الوحيد المناسب للوصول إلى قواسم مشتركة، وآن للجميع أن يدركوا أن لبنان للجميع وليس لفئة من دون أخرى، ولا تستغني جهاته وطوائفه عن بعضها للنهوض بالبلد»، مشدداً على أن «الحوار مطلوب لإزالة الحواجز المصطنعة، وفضح المستغلين للخلافات السياسية، ومنع الأجانب من استخدام لبنان معبراً أو صندوق بريد، وابعاد شبح الفتنة»، مؤكداً ان المطلوب ايضاً «ان ننظم الخلاف بالحد الأدنى، ونحتكم إلى الدستور، فلا يدخل الانتهازيون بلعبة الشارع الفوضوي، أو السلاح الميليشيوي، ليأخذوا البلد إلى ما لا يُحمد عقباه». ولفت قاسم الى «اننا سبق ان حذرنا مراراً من توريط لبنان بالأزمة السورية، فالآثار وخيمة على لبنان، وهذا ما لاحظناه من انعكاس حادثة تلكلخ الأخيرة، فطرابلس تعاني الكثير، وتدفع الثمن قتلى وجرحى من دون هدف يخدم لبنان واللبنانيين، والله أعلم كم هي الجهات المستفيدة من هذه الأحداث الأليمة ما عدا أهل البلد، وما ساعد على هذا الأمر هو التحريض العبثي والفتنوي الذي لا يستند إلى أي معيار أخلاقي وإنساني».

وأكد «الحرص على دور الدولة»، داعياً إلى «العمل الجاد لإنجاز قانون انتخابي عصري وعادل ومحل توافق وتفاهم الأفرقاء، وبما أن الجميع يلعن قانون الستين، والجميع يريد إجراء الانتخابات في موعدها، فالحل بعدم التراخي والتسويف وبالعمل لإنجاز قانون انتخاب جديد كي لا يقع البلد في الفراغ». وأضاف: «المقاطعة لا تُسقط حكومة تؤمن الاستقرار السياسي، ولا تحقق الحصول على السلطة وتضرّ بالبلد وتعوق عجلة الدولة، ومن يريد بناء الدولة يمكنه المعارضة السياسية ومحاسبة الحكومة وفق الأصول، ويبقى الحل الأنسب للبنان في هذه المرحلة بقاء حكومته والعمل على إنجاز قانون انتخاب جديد».

 

طرابلس، جنوب آخر

راشد فايد /النهار

 كان ضرورياً أن تسقط 17 ضحية إضافية، وعشرات الجرحى، كي يهدأ خط "ماجينو" في طرابلس، كأن قدرة الدولة لم تكن لتبعث لولا أضاحي جديدة على مذبح النظام الأسدي المتصدع، وأصابعه المحلية. بعد 14 جولة اشتباكات، غيرت الدولة قواعد اللعبة: تحولت من حارس متاريس إلى مزيل لها. خطوة مفاجئة، لا يخفف منها أن جلسة للمجلس الأعلى للدفاع سبقتها، وأن تأييداً سياسياً، مهّد لها. فلقد كان منتظراً أن يدخل الجيش كل المواقع، في بعل محسن وباب التبانة، والمحيط، منذ الجولة الأولى، فلماذا تأخر كل هذا الوقت، لتطبيق علاج لا بدّ منه، ولا بديل؟ وماذا تغير، في حال البلاد والعباد، بين 13 أيار الفائت، يوم اجتمع المجلس لبحث الوضع في طرابلس، ويوم الأحد الأخير؟ هل توافرت "إمكانات" جديدة للقوى المسلحة الشرعية، أم هو توافر الإرادة، ومعها المصلحة السياسية؟ أتاحت "الجولات" المتعاقبة تحويل طرابلس إلى "مستنقع" دولي – إقليمي – محلي، تسبح فيه الغايات والمكاسب السياسية، وحتى المنافع الشخصية، ما استتر منها وما ظهر، وجعلت دماء الطرابلسيين مياها يصطاد فيها كل طرف ما يشتهي، منفذاً للنظام السوري إلى تفجير المنطقة، وتبريراً للترويج لفتنة سنية – شيعية، لطالما كرر الأمين العام الأشهر التلويح بها، من دون أن تقع، فيما يكرر خصومه أن السلاح المتزايد في المدينة، يتسرّب إليها بعناية من حلفائه وأعوانه. المتقاتلون في طرابلس ضحايا، كما القتلى، ولو توهموا البطولة، والدفاع عن حق الطائفة، أو المدينة. يتساوى في المصيبة من يرفع صور "سلالة" الأسد، وزعم "أن جبل النار يحمي بشار" ومن يستعجل سقوطه. ففوق الطرفين من يستغل صبيانية سياسية لديهما، يغذيها تخلف اقتصادي تربى في أحضان دولة الاستقلال التي تعاملت مع الجنوب باعتباره جزءاً من الحيوية الاقتصادية لفلسطين قبل الاغتصاب الصهيوني، وأرْدَته في أحداق الجوع بعد ولادة اسرائيل، فيما تعاملت مع الشمال كامتداد حيوي لسوريا، تأتي الاشتراكية إليها فتطاله سيئاتها، من دون حسناتها، إن توافرت. لكن الجنوب كوفئ بمجلس عوّض تدمير الاعتداءات الاسرائيلية، واليوم يرعاه القرار 1701 فيضيف السلم إلى عمران فاق الحاجة، بشهادة أبنائه، فيما الشمال يعتدي عليه الزمان وعاتياته ويغيب عنه السلم الأهلي والإعمار وقبلها فرص العمل، ولا يأتيه المال إلا ممن يريد جعله قندهار.  عام 1963، أنشئ معرض رشيد كرامي الدولي جزءاً من الامتداد العمراني الضخم، وقد صمّمه المهندس البرازيلي العصري المشهور أوسكار نيماير الذي توفي قبل أيام. سبق المعرض مصممه إلى الموت، لكنه بقي جثة مسجّاة عند مدخل المدينة، تذكّر بأن الدولة مرّت من هناك يوماً، و"فكّرت" أن تمر مرة أخرى بمشروع المنطقة الحرة فيه، قبل سبات جديد.

 

هدنة طرابلس، هل تكون نهائيّة؟

عبد الوهاب بدرخان/النهار

هدنة جديدة في طرابلس. من يصدّق انها يمكن ان تدوم. إذا كان كل من له اسم ووجه وصوت، ويعيش في المدينة ويعرفها، يشكو من الاقتتال ويتساءل عمن هم المتقاتلون ولماذا يتقاتلون ويصادرون امن المدينة ويسممون اجواءها ويعطلون اهلها، فكيف لبقية اللبنانيين ان يعرفوا ويفهموا. طوال الشهور الماضية لم يستطع احد الاجابة عن هذا السؤال: لماذا القتال في طرابلس؟ من رتّبه وألح عليه، ومن ينفخ في النار، ومن يستفيد منها، وبماذا يوظفها؟ اذا كانت الجهة المعنية من طرابلس نفسها وتستهدف منطقة جبل محسن لأن قاطنيها علويون، ينتمون مذهبيا الى ما ينتمي اليه القتلة والشبيحة والمجرمون الموالون للنظام السوري، فهذا لا يشكل سببا للاعتداء عليهم او المبادرة الى مقاتلتهم. فالسوريون انفسهم، داخل سوريا لا يستهدفون العلويين لمجرد انهم علويون. واذا كان من في جبل محسن هو الذي يستفز ويبادر الى اطلاق النار استدراجا للنار، ولأن من هم في باب التبانة سنّة يتعاطفون مع الشعب السوري الثائر، فهذا منتهى التهوّر والعبث. هذه مشكلة كان على الجيش اللبناني ان يحسمها منذ الطلقة الأولى، طالما ان مجتمع طرابلس طلب منه ان يتدخل، فلماذا تأخر، ولماذا يُعطى الى اللبنانيين انطباع بأن الجيش لا يجرؤ على دخول مناطق، او ان هناك مناطق محرمة عليه.  فعندما تتوافر له التغطية السياسية، ويكون قادرا على التعامل بسواسية مع الجميع، عليه ان يتدخل بقوة وحزم، فلا فائدة من مهادنة الميليشيات.

نعلم جميعاً ان مناطق "حزب الله" محرّمة على الجيش، ليس فقط في الضاحية الجنوبية وانما ايضا في معظم الجنوب. ونعلم ان "المقاومة" عندما كانت مقاومة، فرضت ذلك. اما عندما اصبحت دولة فوق الدولة، وجيشا فوق الجيش، فخلقت اوضاعا شاذة لم تُعرف الا في عهد الوصاية البائد، الذي لا يريد اللبنانيون اتباع النظام السوري الخلاص منه او من تبعيتهم له، لأنهم بفضله استقووا على الدولة والجيش وعلى مواطنيهم.

لا ندري اذا كانت نظرية ابقاء طرابلس بؤرة نازفة كأفضل سبيل لتصريف مخاطر الفتنة، والحؤول دون امتدادها الى مناطق اخرى، لا تزال صحيحة ومجدية عند من روجها. هذه نظرية بائسة تفترض ان شباب باب التبانة يقاتلون لئلا تتحول مغامرات الشيخ احمد الأسير، او حراك مجموعات اخرى هنا وهناك، الى فتنة سنية – شيعية. وتفترض ايضا ان ما يحصل في طرابلس فتنة مقبولة. هذا منطق اعرج. فهل اذا توقف القتال في طرابلس ستتعاظم احتمالات التفجير في مناطق اخرى؟

 

الحكومة ماتت مئة مرة فكفى مكابرة

علي حماده/النهار

كانت جولة القتال الاخيرة في طرابلس والتي امتدت لتشمل معظم احياء عاصمة الشمال دليلا جديدا يضاف الى مجموعة ادلة على ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ماتت ليس مرة بل مئة مرة ومرة. وبالطبع عندما نتحدث عن حكومة ميقاتي نعني حكومة الثنائي "حزب الله" والنظام في سوريا، فمرجعيتاها الحقيقيتان تقعان ما بين حارة حريك (ايران) والقصر الجمهوري في دمشق. نقول انها حكومتهما ونعتبر ان من يسمون "الوسطيين" انما يؤدّون دور شهود الزور على احدى اكبر الحالات الحكومية شذوذاً في تاريخ لبنان الحديث. وهنا نستثني من الوسطيين الرئيس ميقاتي لأننا نعتبره نتاجاً حياً لسياسة بشار الاسد في لبنان. ففي ٢٠٠٥ وصفناه بـ"رجل بشار" في لبنان، واليوم بعد مرور سبع سنوات لم يتغير شيء. بقي ميقاتي "رجل بشار" واليه سيعود في نهاية المطاف. سيشعر ميقاتي بأننا نحاول الانتقاص منه بوصفنا إياه "رجل بشار" في لبنان، فهو الذي يجوب ارجاء الارض مُقسماً انه قطع كل علاقة بمرجعيته في دمشق. فمن الرياض، الى واشنطن، فباريس ولندن يطوف شارحا بالتفاصيل المملة كيف انه لم تعد له أي علاقة مالية ولا سياسية بالرئيس السوري. لكن هذا ليس موضوعنا اليوم.

موضوعنا اليوم يتعلق بالحكومة وبمكابرة اهل الحكومة على اختلاف مشاربهم رافضين الاعتراف بأن حكومتهم ماتت وصار بقاؤها عنوانا لمزيد من القلاقل والنزاعات والتوترات في البلاد. وليس ادل على ذلك من وجود اربعة وزراء طرابلسيين بينهم رئيس الحكومة نفسه، يقفون متفرجين متورطين في شكل أو آخر، في حين تشتعل مدينتهم للمرة الرابعة عشرة خلال اقل من عام، ولا حلول جدية تقدم عليها حكومة قال فيها اصحابها انها حصّلت للسنّة وللشمال وطرابلس حقوقاً لم يكن يحلم بها احد. اكثر من ذلك، يستمر بعض من في الحكومة في تمويل شلل مسلحين هنا وهناك. يدفعون المال، ويؤمنون حماية سياسية لفريق الموالين للنظام في سوريا، وفي المقابل يوزعون مالا وسلاحا على مجموعات أخرى في المدينة، ويشجعون مجموعات متطرفة تعمل بحرية وفي وضح النهار. ولن نتحدث عن مجموعات تقيم علاقات حميمة مع اجهزة امن رسمية، واخرى في قلب المدينة يمولها "حزب الله". امام هذا كله تبدو عاصمة الشمال اشبه ببرج بابل حيث يختلط فيها الحابل بالنابل. لقد فشلت الحكومة في الشمال، وفشلت في صيدا حيث الجمر تحت الرماد، وفشلت في الاقتصاد، وفي الموقف من الثورة السورية، وفشلت في حماية المؤسسات من اكبر عملية سطو سياسي وامني يقوم بها "حزب الله"، كما انها زادت من شدة الاحتقان المذهبي لكونها عكست وتعكس صيغة طغيان فريق على آخر في البلاد. إن المكابرة غير مفيدة. وما تمسككم بحكومة كهذه سوى استثمار في حرب اهلية مقبلة سوف تحرق البلاد من اقصاها الى اقصاها. كفى مكابرة ومحاولة زرع اوهام في عقول اللبنانيين انكم لا تشكلون ائتلافا بين فاشية دينية، وهامشيين، وانتهازيين.

 

ونطق "نيرون" بعل محسن رفعت عيد

كارلا خطار/المستقبل

سكت بشار الأسد وتكلّم رفعت علي عيد. وإن لم يسكت الأسد تماماً حيث تبقى طائراته تدكّ المدن السورية لتبيد كل الشعب السوري وتقمع الصوت الحرّ، فهناك في الصورة والمضمون والأسلوب من يمثّله خير تمثيل ويتحدث باسمه ليعبّر عن إنسانيته تجاه طرابلس وتأييده لدخول الجيش الى المدينة, واصفاً آخر جولة "من القتال في طرابلس بأعنف الجولات".. إنه مسؤول العلاقات السياسية في الحزب "العربي الديموقراطي" رفعت عيد.

فقد قطع عيد رحلته إلى الولايات المتحدة الأميركية لكي يشرف شخصياً على جولة القتال تلك ويطبع بصمته الأسدية على عاصمة الشمال اللبنانية... خلط عيد الأحداث، فحينا يُظهر غيرةً على أبناء طرابلس وشهداء تلكلخ مستذكراً اللواء الشهيد وسام الحسن الذي "كان يمسك الموضوع" ثم يعود ليتّهم تيار "المستقبل" بـ"استهداف أولاداً هذه المرة", ومحمّلاً التيار مسؤولية "الذين سقطوا في تلكلخ"، غير مكترث بالأطفال الذين يقضون بنار النظام السوري. في مؤتمره الصحافي، "حار ودار" رفعت عيد حتى يتّهم التيار بكل الأحداث التي وقعت هناك وباستقدام "بواخر من الأسلحة لتهريبها الى سوريا ونحن نشتري ما نستطيع منها". فالحرب التي يشنّها بشار الأسد على شعبه الحرّ، ينقلها عيد الى طرابلس ليقاتل "الجيش السوري الحرّ الذي بات يملك القرار لا تيار "المستقبل"." من جهة أخرى، وقع عيد في فخّ تلفيقاته.. وبدا أنه لم يحسم أمره في ما خصّ تهريب السلاح من لبنان الى سوريا والعكس، ففي حين يتّهم مع فريقه "المستقبل" بدعم الثوار في سوريا وإمدادهم بالسلاح، يؤكد أن "الطلقات" تدخل أيضاً من سوريا الى طرابلس.. وهذا جزء من التزوير.

والخلاصة أن رفعت عيد يريد أن يحفظ رأسه وأن يضمن لبشّار الأسد وإيران مقعداً في لبنان، وإن كان ذلك لا يتلاءم وقانون الانتخاب، مهدّداً بإشعال طرابلس والشرق الأوسط بكامله إذا سقط النظام. وهي ليست المرة الأولى التي يطالب فيها بدور رسمي، من منطلق أنه بات مقتنعاً بسقوط الأسد، فقد أعلن مطالبه صراحة خلال زيارته رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون... وهذه هي الضمانات التي يقصدها وحقوق الطائفة العلوية ليسلّم سلاحه. أما في ما خصّ كلام عيد عن بعض أنوع الحيوانات وأسمائها وحيرته بين الكلب والأسد، فربّما لأنه لم يشعر يوماً بأنه يتعايش مع البشر طالما أنه ينفّذ ما يأمره به ملك غابته، وفي هذا الإطار الأمثلة كلها واضحة في كتاب "كليلة ودمنة" حيث يحكي ابن المقفّع عن أكثر الحيوانات الأليفة التي تعاني ظلم ملك الغابة وهو الأرنب فيقول الكاتب "الأرنب يحتال على الأسد ويريه صورته في الماء فيقفز الأسد ليقاتل نفسه".

ربّما رحلة عيد الى أميركا وصخب الحياة الليلية هناك، أنسته أن لبنان ليس مَوطن من يقطنون فيه ويحملون الجنسية اللبنانية وينادون بالأسد "ملكاً" عليهم.. ولا بدّ أنه شعر بأنه مقصّر في أداء واجبه في القتال في اليومين اللذين تغيّب فيهما ما قد يستدعي عقاباً له من الأسد. بواسطة رفعت عيد، لا يزال بشار الأسد مصرّاً على ترهيب اللبنانيين عموماً وأبناء طرابلس خصوصاً... من خلال كل أنواع الأسلحة التي عرضها عيد أمام شاشات الإعلام ومن "ورائه" صورة الأسد، ومن خلال لغة التهديد بإشعال وطنهم في حال سقوط النظام. تعلُّق رفعت عيد وفريقه بالأسد ووفاؤهم له وغيرتهم عليه لن تكون بعد اليوم مشكلة، لأن ساعة المفترس اقتربت ولن يكون للممانعين والمخادعين والمزوّرين بعده طول بقاء!

"تهريب السلاح هو كذبة كبيرة" يقول عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت, ويتابع: "الجيش اللبناني يسيطر على المرفأ، وبإمكان جهاز مخابرات الجيش غير المقرّب من تيار "المستقبل" أن يتأكد من ذلك". ويلفت إلى أننا "طالبنا بنزع سلاح المدينة والوحيد المعترض كان رفعت عيد، فإذا كان مستعداً لنزع سلاحه نحن سندعم الجيش في سحب السلاح من المدينة بكاملها، ونتحداه أن يسلّم سلاحه للجيش، لكن كل ما يقول من افتراءات يهدف الى تبرير سلاحه". لكن ماذا إذا كان يربط تسليم سلاحه بضمانات نيابية وحقوق معيّنة؟ يردّ فتفت: "وهل يكون التمثيل بقوة السلاح؟ القانون الذي يقرّه مجلس النواب وحده يحدد ممثلي الشعب، فإذا ترشح وانتخبه اللبنانيون سيكون نائباً، عدا ذلك فإن القانون لا يسمح بتغيير النواب". وعن اتّهام تيار "المستقبل" بما حدث في طرابلس، يأسف فتفت "لوصول الخطاب السياسي إلى هذا الدرك من قلة الأخلاق"، ويتابع: "لا بدّ أن رفعت عيد يذكر الجهود التي بذلها الرئيس سعد الحريري بين العامين 2008 و2009 لتهدئة الأمور في المدينة، وقد دفع الأموال من جيبه الخاص وتحديداً له ولجماعته لإنقاذ الوضع وتلافي القتال... حينها لم يكن الجيش السوري الحرّ موجوداً أساساً". مضيفاً: "يعلم أيضاً رفعت عيد أن الوضع في طرابلس تراجع بعد دخول "حزب الله" الى بيروت في العام 2008 وبالتالي فإن عيد أشعل طرابلس بناء على طلب من الحزب الذي سلّحه ودرّبه وقد اعترف مراراً أنه حليف للحزب وللأسد". ويخلص فتفت إلى أن عيد "يحاول اختلاق الاتهامات ليقول إننا نمدّ الجيش السوري الحرّ بالسلاح ثم يقول بأن الأخير يرسل لنا السلاح.." ويعلّق ساخراً: "طالما أننا نحضر بواخر من الأسلحة فلمَ نحن بحاجة الى سلاح الجيش السوري الحرّ". ويختم فتفت: "رفعت عيد قرر ألا يكون لبنانياً بل تابعاً لبشار الأسد، هذا خياره وعليه أن يتحمّل مسؤولية ذلك".

من جهته، ينطلق رئيس تحرير موقع "القوات اللبنانية" طوني أبي نجم من البداية قائلا: "أولاً يجب أن نقرّ أننا بحاجة الى التعاطي مع أشخاص متوازنين في لبنان، لأن ما نسمعه في الآونة الأخيرة لا يشير الى توازن في الخطاب السياسي". أما في ما خصّ مؤتمر عيد، فيلفت أبي نجم "إلى أننا نريد أن نفهم الاتّهام بالتحديد، فمن جهة يقول إن 3 ملايين طلقة دخلت من سوريا الى لبنان إضافة الى كل أنواع السلاح، وفي المقابل يقول إن بواخر السلاح تصل الى تيار "المستقبل". ويتساءل: "إذا كان بإمكان المعارضة السورية أن ترسل لنا 3 ملايين طلقة وجميع أنواع الأسلحة فلمَ تكون تلك المعارضة بحاجة الى سلاحنا؟!". ويعقّب: "بحسب المثل اللبناني "الحكي ما عليه جمرك"، وها هو عيد يطلق الاتهامات المتناقضة و"ما حدا بيقلّو وينك" وكأنه يطلّ على الشاشة ليروّج لنفسه". ويتابع: "وكأن الدستور اللبناني غائب حتى يأتي رفعت عيد مطالباً بإمارة علوية في جبل محسن وإرسال موفدين عنه إلى الدولة اللبنانية". ويشرح أبي نجم في ما خصّ التمثيل الرسمي: "القانون لا يسمح بأن يتمثّل رفعت عيد إلا إذا اعتمدت الدائرة الفردية في القانون وهذا يتعارض مع فريقه، فهل علينا أن نفصّل قانوناً على قياسه؟". ويشدّد على أن "المطلوب من عيد أن يكون متوازناً قبل كل شيء لأنه أراد في حديثه عن القتال في طرابلس أن يصوّر نفسه كأنه لم يقم بأي شيء، في حين أن القذائف كانت تنهال على شارع عزمي وغيره.. فهل سقطت من "الباراشوت" أم من جبل محسن على كل أحياء طرابلس؟". متسائلاً عن الجهة التي تمدّهم بالسلاح! وفي الشكل، ينتقد أبي نجم ظهور عيد قائلاً: "لا يقبل أن يطلّ على الشاشة إلا من أمام صورة لبشار الأسد أو حافظ الأسد.. وهذا لا يحتاج الى اجتهاد، واضح من هم "معلموه" ومن يرسل له السلاح ومن يمدّه بكل الحاجيات ومن كان يضمن بقاءه خارجاً عن القانون وعن كل مؤسسات الدولة اللبنانية". ويختم: "المشكلة عند عيد أنه يشعر بانهيار كل النظام ومن الطبيعي أن مصيره سيكون مرتبطاً به. صحيح أن العلويين جزء لا يتجزأ من اللبنانيين إنما سيلقى كل البعثيين وأزلام النظام الأسدي المصير عينه".

 

انطوان اندراوس لـ "السياسة": الكرسي عنده أهم من طرابلس 

ميقاتي: سأستقيل عندما أشعر بالخطر ولبنان ما زال في "مهب العاصفة"

 بيروت - "السياسة" والمركزية: هل يكتب النجاح هذه المرة للجهود الأمنية والعسكرية التي انطلقت بزخم استثنائي عقب جلسة المجلس الأعلى للدفاع الخاصة بالأمن في طرابلس, وهل ان حركة الزيارات المكوكية للوزراء والرؤساء في المدينة ستفلح في ضبط زمام الأمور في عاصمة الشمال حيث الرقص السياسي على فوهة البركان الإقليمي المتفجر؟ كل المعطيات والترتيبات المتخذة منذ الاحد الفائت توحي بانسحاب مفاعيل الحسم على الجبهة الميدانية الطرابلسية التي خمدت بسحر ساحر في ضوء انتشار الجيش في عمق المدينة والقرار السياسي برفع الغطاء عن مفتعلي الحوادث. وامس, عاين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الوضع في طرابلس ميدانياً, حيث جال على بعض الاماكن, واطلع على الاجراءات التي اتخذها الجيش, ثم تحدث للاعلام من منزله فأوضح ان لا خيار لطرابلس الا الدولة والجيش الذي يصنع خطى الاستقرار في المدينة.  وحذر من أن لبنان ما زال في "مهب العاصفة", وأنه سيكون "مفتوحاً على المخاطر" إذا لم نحصنه, داعياً إلى عدم رمي المسؤوليات على بعضنا, وأن "نشبك أيدينا بأيدي بعضنا لأن الوضع عاصف جداً". وأضاف "عندما أشعر بأي خطر فإن استقالتي لن تكون مشكلة, يجب حماية البلد من المخاطر حولنا". وفي معرض حديثه عن الوضع الحكومي, أكد الحاجة الى عملية متكاملة للاتفاق على قانون انتخابات يحال الى المجلس النيابي مع حكومة جديدة ووزراء غير مرشحين للانتخابات. واضاف "يوم قبلت أن أقوم بهذا المنصب, لم أقبل إلا من أجل الحفاظ على لبنان والواقع اللبناني, واستقالتي ستكون عندما أجد أن وجودي ليس له أي معنى".

في المقابل, قلل نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس من أهمية الإجراءات الأمنية التي يقوم بها الجيش في طرابلس, واصفاً ما يجري بأنه "تقطيع وقت لكي يستمر النظام السوري في إشعال الفتنة وقتل اللبنانيين, وللأسف فإن الرئيس نجيب ميقاتي غائب عن الوعي, لأن الكرسي (كرسي الحكم) عنده أهم من مدينته طرابلس". وتعليقاً على المعلومات عن محاولات لإعادة التواصل بين "حزب الله" وتيار "المستقبل", قال اندراوس ل¯"السياسة" ان التجارب مع الحزب لا تطمئن أبداً بإمكانية نجاح مثل هكذا خطوة, "لأنهم يسيطرون على السلاح ويهيمنون على كل شيء في الدولة, ولذلك فإن أي اجتماع معهم لن يوصل إلى مكان".  واضاف: "وليد جنبلاط عقد معهم الكثير من الاجتماعات واللقاءات, ماذا كانت النتيجة?", مؤكداً أن "تيار المستقبل مستعد للانفتاح على "حزب الله" أو غيره إذا كانت هناك قواسم مشتركة تضع لبنان أولاً قبل سورية وإيران, وليس العكس".

 

"8 آذار" تهدد بنسف الانتخابات إذا تقرر إجراؤها بالقانون القديم

بيروت - "السياسة": أكد مصدر سياسي مطلع أن رفض قوى "8 آذار" إجراء الانتخابات النيابية المقررة الصيف المقبل على أساس "قانون الستين" الذي اعتمد العام 2009, كان متوقعاً منذ فترة, لأنها جيداً المزاج الشعبي غير المؤيد لطروحاتها السياسية والاقتصادية, كاشفاً أن مشروع قانون الانتخابات على أساس النسبية الذي أقرته الحكومة وأحالته إلى المجلس النيابي, جاء اثر دراسات إحصائية أعدها خبراء من هذه القوى.

وقال المصدر ل¯"السياسة" أنه على غرار دورتي 2005 و2009, فإن قوى "8 آذار" ستخسر الانتخابات أياً يكن القانون, وهي ليست واثقة من الفوز بقانون النسبية, لأن الدراسات التي أجرتها مختلف القوى السياسية, اظهرت أنه حتى مع هذا القانون فإن أفضل ما يمكن أن تفعله أحزاب "8 آذار" هو التعادل مع قوى "14 آذار", ولكنها لا تضمن شيئاً. وبحسب المصدر فإن الشيء الوحيد الذي يدركه حلفاء النظام السوري هو أن خسارتهم مضمونة على أساس القانون الحالي, لذلك اندفع ثلاثي الحكومة, "حزب الله" و"حركة أمل" وتكتل "التغيير والإصلاح", إلى مغامرة مجهولة, مراهناً على دعم رئيسي الجمهورية والحكومة, كل لأسبابه, قانون النسبية. في قراءة سريعة للمناطق الانتخابية, يتوقع الخبراء, وتؤكد استطلاعات الرأي, أن قوى "14 آذار" ستكتسح المقاعد المسيحية بمعظمها, حسب النظام الأكثري. كما أن التمثيل في المناطق الإسلامية لن يتغير كثيراً من حيث فوز "تيار المستقبل" في مناطقه, وثنائية "حزب الله"-"أمل" في مناطقها. إلا أن اعتماد النسبية, سيؤمن للعماد ميشال عون تعويضاً مقبولاً لتراجع شعبيته, فإذا حصل على نسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة, فإنه سيضمن النسبة نفسها من المقاعد المسيحية. وفي ظل تعذر إنجاز قانون جديد, وارتفاع أسهم الإبقاء على القانون الحالي الذي سيبعد "8 آذار" عن مختلف مؤسسات الحكم, جاء التهديد مباشراً وصريحاً, بنسف الانتخابات, كورقة ابتزاز ومساومة للحصول على ترتيب مسبق, مشابهاً لاتفاق الدوحة يُبقي هذا الفريق على الساحة البرلمانية والحكومية.

 

ضاهر لـ"السياسة": "8 آذار" تغطي فريقاً إجرامياً

 بيروت - "السياسة":شكل طلب القاضي صقر صقر من قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا استدعاء كل من الأمنيين السوريين, اللواء علي مملوك والعقيد عدنان للتحقيق معهما بتهمة الإخلال بالأمن والعمل على نقل الفتنة إلى لبنان, واستدعاء المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان بصفة شاهد, موقفاً قضائياً متقدماً للنيابة العامة اللبنانية في ملف سماحة-مملوك. وفي هذا السياق قال عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر ل¯"السياسة" إن "خطوة القاضي صقر صقر مهمة جداً, في الوقت الذي تشهد مدينة طرابلس فصولاً من المؤامرة التي جرى التخطيط لها بعناية في الغرف السوداء السورية التي يشرف عليها مباشرة اللواء علي مملوك, المقرب جداً من رأس النظام الإجرامي في سورية بشار الأسد من أجل نقل الفتنة إلى لبنان". وأضاف إن "تخريب لبنان يأتي في أولويات النظام الإجرامية, وبالتالي فإن اللواء مملوك والعقيد عدنان هما المسؤولان المباشران عن إرسال المتفجرات مع سماحة لضرب الاستقرار وزرع الفتنة في لبنان". واستبعد ضاهر أن يستجيب النظام السوري لطلب صقر, لأن في ذلك إدانة مباشرة له ولأعماله الإرهابية التي ينفذها في لبنان بمساعدة أعوان له في "حزب الله" وبعض الأحزاب الأخرى, مستغرباً عدم تسليم "حزب الله" للمتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والمتهم بمحاولة اغتيال النائب حرب. واضاف "هناك فريق إجرامي سوري-لبناني مشترك يعمل بإمرة النظام السوري وهو مغطى من فريق "8 آذار", وإن القاضي صقر تصرف بموجب الأدلة التي بين يديه وقد أصبحت معروفة من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي, ما يثبت تورط علي مملوك والعقيد عدنان بالقيام بأعمال إرهابية في عكار, وفي غيرها من المناطق اللبنانية بعد أن كان سماحة على تواصل دائم معهما, وبالأخص عندما اعترف أن مملوك أبلغه بأن الشخص الكبير ويقصد بشار الأسد على علمٍ بما يقوم به". وبشأن الوضع في طرابلس, رد ضاهر المشكلة في لبنان إلى سلاح "حزب الله" المتفلت من عقاله والمعتدي على الدولة والساعي لزرع العصابات والمجموعات في كل المناطق اللبنانية. وسأل: "كيف تستقيم الأوضاع في البلد ولا يستطيع الجيش والقوى الأمنية مصادرة مخازن السلاح, لأن هناك من يأتي ويقول إنها ملك المقاومة, وعندما يعتقل أي شخص مخل بالأمن يفرج عنه قبل محاكمته لأنه من رجال المقاومة?"

 

دستور العثماني أقرّ بما لا يُقرّه "الإخوان" من مساواة بين المصريين!

 وسام سعادة/المستقبل

كانت السيدة الأولى "المخلوعة" سوزان مبارك "ترعى" أنشطة هادفة إلى محو الأميّة في مصر. بقيت نسبة الأميّة مرتفعة في أرض الكنانة. لم تنفع الأنشطة "السوزانية". كانت إطاراً مساعداً على استشراء الأميّة في الثقافة المكتوبة أيضاً. لكن، أقلّه كانت سوزان مبارك هي من لا يزال يكثر الحديث عن قضية اعتبرت ذات مرّة من أهمّ التحديات أمام الدول المستقلة عن الاستعمار، والتي تعد بإعادة تركيب مجتمعاتها في ضوء "الإصلاح الزراعي" وتداعياته. حصيلة القرن الماضي كانت فشلاً ذريعاً لكل الجهود المبذولة والوعود المقطوعة من طرف نظام الضباط الأحرار وجمال عبد الناصر لأجل تجفيف بحيرة الأميّة، وهي بحيرة لم يكن للقرن التاسع الغربي أن يكرّس مبدأ "الاقتراع العام" إلا على قاعدة نجاحه في تجفيفها بشكل تدريجي. أساساً فكرة "الاقتراع العام" من طريق "التصويت السرّي" كانت تسوية بين فكرتين اثنتين. التصويت السرّي الفردي كان القصد منه حصر المقترعين بمن يعرفون القراءة والكتابة، بدلاً من التصويت العلنيّ الشفويّ الذي سيكون بشكل أو بآخر تصويتاً جماعياً.

لكن هذا الفشل في معالجة قضية الأميّة في مصر، من جمال عبد الناصر حتى سوزان مبارك، سرعان ما وجد حلّه عند الأخوان المسلمين، وعلى أساس هذا الحلّ تراهم يتشوّقون لابتلاع البيضة والتقشيرة في يوم الاستفتاء المزمع. ما يقترحونه، من خلال عملية "سلقهم للدستور" في ظلام الليل، وظلامية مبادئ منه وأحكام به، ومن خلال استعجال طرحه للاستفتاء العام، هو توزيع شهادة تفقّه دستوري على الشعب، بما في ذلك نسبة الأميّة الكلية المرتفعة نسبياً. نحن أمام محنة ذهنية بامتياز. ثلث المقترعين سيبصم بدلاً من أن يوقع، إنما هو لا يستفتى في سؤال أو سؤالين، بل في ديباجة و مادة دفعة واحدة! المنطق الأبسط يقول إنه كلما كانت نسبة الأمية أعلى في شعب كلما كان الاحتكام إليه ينبغي أن تسبقه رويّة في صياغة المقترح. لكن بدلاً من ذلك يقترح الأخوان حلاً تاريخياً لقضية الأمية المزمنة في مصر: توزيع شهادة تفقه بالقانون الدستوري على كل المصريين. هكذا يرسي محمد مرسي القسمة: الأخوان ولاة الأمر، ولهم حراسة الشريعة، ولفقراء الشعب المصري جائزة تقديرية، شهادة دكتوراه فخرية في القانون الدستوريّ، أي من خلال موافقتهم على مسودة تسحب منهم السيادة الشعبية.

هذه الشعبوية المخادعة هي في الحقيقة نقيض إلغائي لمقولة "الشعب مصدر السلطات". تخلع على الشعب ما ليس له، من تفقه بالدساتير، إنما لتسلبه ما له، بل لتسلبه كينونته كشعب مصري يتساوى أبناؤه أمام القانون، ويتكرّس فيه مبدأ المواطنية، صنو فكرة الوطنية. المسودة الأخوانية للدستور أخطر قطوع يمرّ به الربيع العربي إلى الآن، ويحاذر أن تكون له تداعيات كارثية على مستوى الإقليم.

المؤسف ذهنياً في المقابل، أن تسمع بعض الأخوان يباهون على الفضائيات بأنه دستور "يضاهي" الدستور الفرنسي في حرياته وحقوقه المدنية والسياسية. وهو ما قاله وليد المعلم كذلك الأمر عند أعداد الدستور المتوج لإصلاحات الإرهابي بشار الأسد. أي مضاهاة، ومسودة الدستور الأخوانية، لا تزال تنص في المادة على نسبة لا تقل عن الخمسين في المئة لـ"العمال والفلاحين"؟ هذا نقص لأسس الديموقراطية التمثيلية، عودة الى مقولات بالية تطعن في الديموقراطية الليبرالية باسم "ديموقراطية شعبية". عمال وفلاحون زائد أخوان؟؟ كملت!!

لكن الأخطر هو إعراض الدستور عن كل ما يتعلّق بالمساواة القانونية بين المصريين في المواطنية، وفي الحقوق والواجبات.

فعن أي ربيع ونهوض سنتحدّث بعد ذلك، إن كان الدستور المقرّ في مصر عام ، ينص في المادة : "المصريون لدى القانون سواء. وهم متساوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفي ما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الأصل أو اللغة أو الدين. وإليهم وحدهم يعهد بالوظائف العامة مدنية كانت أو عسكرية ولا يولى الأجانب هذه الوظائف إلا في أحوال استثنائية يعينها القانون".

دستور الذي عطّل عام أو جرت محاولة استبداله بمسخ لدستور قبل أن يعاد العمل به في العهد الملكي، يمثّل من هذه الناحية مستوى دستورياً وطنياً أكثر تقدماً بما لا يقاس من كل ما تلاه. لكن إذا كان افتقار هذا الدستور إلى التأصيل الديني هو ما كان يعيبه عليه حتى حزب الوفد، كونه دستوراً أعده حزب الأقلية من الدستوريين الأحرار، تلامذة رائد الليبرالية أحمد لطفي السيد، فماذا لو رجعنا عقوداً الى الوراء؟

المادة من الدستور العثماني لعام أقرت بأن "كل العثمانيين يتساوون أمام القانون. لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها تجاه بلدهم، دون تمييز يتعلق بالدين". هذا كان قبل عاماً، وفي ظل دولة على رأسها سلطان خليفة، في ظل دولة الخلافة. فعن أي ربيع، وعن أي مرجعية إسلامية يتحدّث الأخوان المسلمون المصريون؟ ما كان يمكن إقراره قبل عاماً في ظل الخليفة ولا يمكن إقراره في ظل الربيع العربي يعني أن هذا الربيع تجاوز في مصر مرحلة الخطر، إلى مرحلة ما فوق الخطر. وحين يحصل ذلك في مصر يحصل في الإقليم أيضاً. لا مناص من التشاؤم إذاً. يبقى أن التشاؤم غير اليأس.

 

تكتل التغيير والإصلاح بحث شؤونا انمائية عون : من المعيب ان يخضع القضاء للضغوطات

وطنية - عقد تكتل التغيير والإصلاح إجتماعه الأسبوعي في الرابية برئاسة العماد ميشال عون الذي تحدث الى الصحافيين عن أبرز المواضيع التي بحثت وكانت في معظمها شؤونا إنمائية، وقال:"أهلا وسهلا بكم في لقائنا الأسبوعي، عندما قبلنا بتمديد عقد الحصرية (المونوبول) لشركة طيران الشرق الأوسط، فقبولنا كان بشروط، وبعد تعهدات بإجراءات معينة منها إعادة النظر بالتعرفة وإنشاء خطوط جديدة، وخطوط متدنية الكلفة، (Low Cost)، وملء فراغات في الإدارة وغير ذلك.. حتى الآن، لم يصلنا أن شيئا تحقق، ولا نعرف أين أصبحوا. أعتبر حديثي الآن إشعارا لنعرف ماذا فعلوا حتى الآن وماذا سيحصل في المستقبل القريب.

من جهة أخرى، هناك موضوع متني محض يتعلق بالبولفار الدائري الذي أرادوا إنجازه منذ 46 عاما. حجزت الأملاك لمدة 46 عاما.المشروع سقط، وعليه يجب أن تتحرر الأملاك، ولكن، مديرية التنظيم المدني، من دون استشارة البلديات أو أي طرف آخر، تضع هذه المنطقة كلها قيد الدرس بالإضافة إلى 20 مترا من كل جهة، أي 40 مترا إضافيا... هذا احتيال على أصحاب الأملاك والمواطنين. من كان عليهم دين من أصحاب الأرض، صار دينهم مع الفوائد أكثر من ثمن الأرض التي سيعيدوها لهم. هذا التصرف التعسفي، وانعدام الوعي لمسؤولياتهم تجاه مواطنين يحجزون لهم أرضهم هو غير مقبول ولا يدل على روح مسؤولية، بالإضافة إلى أنه مخالفة كبيرة للقانون. نأمل ألا تتطور الأمور إلى أكثر مما هي عليه، وأن ترفع مديرية التنظيم المدني "إشارة الدرس" عن هذه الأراضي كي يتمكن أصحابها من التصرف بها، إذ على الأرجح من أورث قد توفي، ومن ورث قد يكون توفي أيضا، ولا نريد أن نصل عند أحفاد الأحفاد، هذا يكفي. بحثنا أيضا مشروع طريق النقاش -الرابية ومشكلة التخطيط. كان لهذا المشروع تخطيط، ولأسباب مجهولة، صار هناك تخطيط جديد. وبحسب المصالح، يقول البعض إن التخطيط القديم أفضل، ويقول البعض الآخر إن الجديد هو الأفضل. أنا أعتبر التخطيط القديم أفضل، لسبب بسيط هو أن التخطيط الأول أنجز من دون مداخلة من أحد. ولكن، عندما حصلت مداخلات، أصبح هناك تخطيط جديد، أي أنهم راعوا فيه المصالح الشخصية والفردية وليس المصلحة العامة. نحن في التكتل قررنا اليوم رفض التخطيط الجديد، ودعمنا للقديم. وإذا أراد أحد أن يعترض على الموضوع فليعترض عندي ويشرح لي بالمقارنة بين المشروعين لم يعتبر أن المشروع الجديد أفضل. عندها قد أتراجع ونعطيهم حقهم، ولكن يجب أن نحصل على شرح لم المشروع الجديد أفضل من القديم.

أما في ما يتعلق بمشروع جسر جل الديب، فلقد تظاهر أهل جل الديب من أجله، واليوم الحجة هي البلديات، هذه موافقة وتلك رافضة.. لكن، للدولة الحق أن تستملك وأن تقوم بالمشروع العام. لها الحق أن تأخذ قرارا في الموضوع، كما فعلت لمدة 46 عاما بالأراضي الذي ذكرتها آنفا. هذا المشروع الآن هو لينجز فوق الأوتوستراد، لدينا فنيون كفاية لينجز بسرعة، ولكن، ما يحتاج إلى شهر من العمل يستغرق معهم ثلاثين عاما.. ليس هناك حس بالمسؤولية، والمواطنون في منطقتي جل الديب وأنطلياس يعانون كثيرا في الدخول والخروج من منطقتهم، بالإضافة الى المصالح المعطلة في الأسواق والمحلات هناك.

اما بالنسبة الى مشروع طريق المتن السريع فلا تزال هناك وصلة بشلاما - المتين، ويبدو أنها منسية أيضا. إذا كان هناك خلاف، فالدولة مجبرة أن تفصل ولديها جميع الصلاحيات، لكن يبدو أن الهروب من التنفيذ، خصوصا في المناطق التي نتواجد فيها أصبح مدروسا وجزءا من سلوك الدولة. أصبح المواطن يتسول حقوقه ويترجى كما لو أن لا حقوق له، فيما المتن هو أكثر قطاع يدفع ضرائب للدولة بعد مدينة بيروت.

هناك أيضا مشروع مهم جدا هو مشروع مركز المعارض والمؤتمرات في الضبية. فهل بالضرورة أن يكون جميع المواطنين في زاوية واحدة من بيروت؟

ألم يعد لدينا مساحة في منطقة أخرى كيف تؤمن القليل من الإنفراج؟ هل من الضروري قضاء 6 ساعات في الازدحام للوصول الى معرضBiel في كل مناسبة؟. أليس من المفروض أن يكون في المنطقة هنا مشروع ثان؟ ألا يفترض أن يتم إحياء هذه المنطقة؟ نريد أن يجيبنا أحد من أصحاب القرار قي الحكم عن هذه التساؤلات!

في موضوع آخر، صدر في الجريدة الرسمية في 25 تشرين الثاني قانونا، أصبح نافذا بعد 18 يوما، وهو يتعلق بالسيارات المستعملة. هذا القانون يجبر السيارات المستعملة التي تدخل إلى لبنان أن تمر على كشف فني عند المعابر الشرعية التي تدخل عبرها. وصلت السيارات وليس هناك بعد معابر شرعية، وقد قيل إنه من المطلوب في القانون نفسه أن يتم وضع مرسوم تنظيمي كي ينفذ القانون، وليس هناك من مرسوم تنظيمي.

ورد في القانون أن المستوردين يجب أن يحصلوا على شهادة كشف فني من بلد المنشأ، وقد بدأ تنفيذ القانون بعد 18 يوما في بيروت!ولكن، ماذا بالنسبة للأشخاص الذين شحنوا بضاعتهم قبل وضع هذا القانون وهي لا تزال في البحر؟ وماذا بالنسبة للذين وقعوا العقود قبل القانون وتسلموا بضاعتهم بعده، وهي لا تزال نائمة حتى الآن على المرفأ؟ المسؤولون لا يتخذون قرارا والمواطنون يدفعون بدل وقوف، والسيارات تتضرر من ملوحة البحر.. ولا أحد يعرف متى يأخذون قرارا بالموضوع.

هذا الأمر يحتاج إلى قرار حاسم وفوري، وليس من المفروض إلحاق الضرر بحق المواطنين لأن الوزير أو المدير لا يجدان الوقت لمعالجته.

نأمل من القطاعات المختصة أن تتعاطى بجدية مع هذه المواضيع التي بحثناها اليوم وللحديث صلة، لأننا لن نتوقف عند هذا الحد. رفعنا القضايا اليوم وسنلاحقها.

يبقى هناك موضوع خراج بلدة المتين، ففي العام 1934 صدرت مراسيم تحدد خراجات بلدتي المتين وبتغرين. هاتان البلدتان متجاورتان، وتتمتعان بحسن الجوار والعلاقات الطيبة بين أهاليهما. ولكن، في ليلة ظلماء من العام 1978 أصدر وزير الداخلية في حينه قرارا بسلخ جزء من خراج بلدة المتين ليضمه إلى خراج بلدة بتغرين.

الجزء المسلوخ اقتطع خراج بلدة المتين إلى جزءين، أشبه بعملية السطو، ولكن المسروقات في هذه الحالة لا يمكن أخذها إلى المنزل، إنما سجلت بإسم بتغرين. لو كنت قاضيا ورفعت هذه القضية إلي، لكنت رددتها للوزير المختص الذي فصلها مرفقة بتهاني لأنه إستطاع أن يقر مرسوم الفصل. الموضوع ليس هنا، لقد مر على هذه القضية في القضاء 34 عاما، وبكل بساطة، لم تبت حتى الساعة. سبق وقلت إن "العدالة المتأخرة ليست بعدالة". مر 34 عاما على هذه القضية من دون أن يتم البت بها وتحديد لأي من البلدتين يعود الجزء المقتطع، مع العلم أن مراسيم الإنشاء موجودة، وكذلك مراسيم الحدود التي تحدد خراج كل من البلدتين. البعض يقول إن القضاء يتعرض للضغوطات، وانا أقول إنه من المعيب أن يرضخ القضاء للضغوطات. أنا أتكلم الآن أمام الإعلام، لأنه ليس من شيمي التوجه إلى قاض معين بطريقة سرية، وأهمس في أذنه كي يصدر حكما يعجبني في هذه الدعوى، أو يمنع حكما لا يعجبني في تلك الدعوى.! عندما تتخطى الأمور الحدود الطبيعية في القضاء أو في الجمهورية أو في الداخلية أو في البلدة أو في أي مكان، أعلن ذلك على الملأ، وأمام جميع الناس.

إذا، يجب أن يتم بت هذا الموضوع وعلى وجه السرعة، وليس لسبب إلا للمحافظة على كرامة القضاء، لأنه لا يجوز أن تكون القضية بهذه البساطة وتستمر في المحكمة لمدة 34 عاما.

لقد نتج من هذه القضية بعض المضاعفات، فاتهم رئيس بلدية المتين بعدة تهم لكي يتوصلوا إلى قرار ظني، صحيحا كان أو خاطئا، بهدف نهيه عن القضية. انطلاقا من هنا أحذر الجميع: لا يجوز اللعب بالنار بهذه الطريقة. كل ما نشأ عن هذا الموضوع هو مبني على باطل. لا أريد البحث إن كان هذا الإتهام محقا أو لا، مع العلم أنني أعلم أنه غير محق ومختلق. ولكن، كل ما بني على هذا الموضوع هو باطل، لأن هذا الموضوع بحد ذاته باطل، وما قاموا به باطل، ومن يدفع لإستمرار المحاكمات الباطلة هو باطل أيضا... كل ما يختص بهذا الموضوع هو باطل. نتأمل من القضاء أن يكون واعيا لهذه المشكلة، لأن سمعته على المحك، وبما أن وزارة العدل تعود لتكتل التغيير والإصلاح الآن، لا نحب أن نسمع بأمور سيئة عنها، والقاضي الذي لا يستطيع أن يحكم، فليتنح.

 

الشعبي الناصري نفى حصول إشكال بين أنصاره وجماعة الأسير

وطنية - نفى المكتب الإعلامي للتنظيم الشعبي الناصري حصول أي إشكال في مدينة صيدا بين أنصاره وجماعة الشيخ أحمد الأسير. وقال المكتب في بيان "أن حادثا مروريا حصل في عبرا على مقربة من مركز مكسيموس بين دراجة بأربع عجلات (ATV) يقودها محمد الأسير ابن الشيخ أحمد الأسير ومعه صديق وسيارة من نوع (BMW).ونتج عن الحادث إصابة صديق الأسير الذي نقل إلى المستشفى. وقد انتشرت إثر الحادث في وسائل الإعلام شائعات عن حصول اشتباكات مسلحة في المدينة، غير أننا تأكدنا أن الشائعات لا أساس لها من الصحة". وكانت وسائل الإعلام اشارت إلى حصول اشتباكات مسلحة في صيدا بين أنصار التنظيم وجماعة الأسير.

 

السنيورة استقبل وفدا من مشايخ دار الفتوى شكره على جهوده مع الامارات لمساعدة العلماء المسلمين

وطنية - استقبل الرئيس فؤاد السنيورة، مساء اليوم، في "بيت الوسط" وفدا كبيرا من مشايخ دار الفتوى والأوقاف الإسلامية وقضاة الشرع، في حضور مفتي المناطق محمد علي الجوزو، خليل الميس، احمد اللدن، حسن دلي، خالد الصلح وأسامة الرفاعي وعدد من أعضاء المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى.  وشكر الوفد الرئيس السنيورة على الجهود التي بذلها مع دولة الإمارات المتحدة من اجل مساعدة العلماء المسلمين والعاملين في دوائر الأوقاف الإسلامية والمساجد وفي إدارات دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، وذلك من خلال منحة قدمتها مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الخيرية.

السنيورة

وللمناسبة تحدث الرئيس السنيورة قال: "انها لسعادة غامرة بالنسبة لي ان التقي وإياكم لبحث هذا الأمر وأمور أخرى تهم المسلمين وكذلك العالمين في مؤسسة دار الفتوى والأوقاف الإسلامية، وأنا أشكركم على مبادرتكم في طلب الدعوة إلى هذا اللقاء، ولا سيما التمني الذي تقدم به السادة المفتون ورغبتهم في أن يوقعوا رسالة موجهة الى رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد ورئيس مؤسسة خليفة بن زايد الشيخ منصور بن زايد، للتعبير عن الشكر والامتنان لهذه المبادرة الطيبة والكريمة التي نعتبر بصدق أنكم انتم أصحاب الفضل فيها. وما قمنا به نحن هو عمل بسيط من اجل التواصل مع دولة الإمارات للحصول على هذا الدعم واعتقد ان الفضل في كل هذا الأمر يعود بداية لكم ولزملاء لكم ممن هم على هذه اللائحة وأيضا لدولة الإمارات العربية ولرئيس دولتها ولرئيس مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد".  أضاف: "لقد تلقينا الحوالة الثانية منذ يومين وسيصار إلى القيام بالإجراءات المصرفية اللازمة لصرف هذا الدعم الثاني خلال الايام المقبلة. والحمد الله فان الدفعة الأولى قد تم صرفها بشكل سليم وكفؤ ويحترم الواهب والمتلقي، والدفعة الثانية تشمل قرابة 1950 شخصا سيتم إتباع نفس الأسلوب المحترِم للجميع في صرفها. ونحن نسعى الآن ان شاء الله للقيام بكل الترتيبات اللازمة من اجل الموضوع المتعلق بإنجاز إقرار الضمان الصحي للعاملين في هذه المؤسسات الإسلامية وسيصار الى القيام به في أقرب فرصة".

ثم تلا الرئيس السنيورة الرسالتين الموقعتين من المفتين والموجهتين لكل من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد ورئيس مؤسسة خليفة الشيخ منصور بن زايد، وشكرهما على دعمهما. وتطرق الرئيس السنيورة الى الجهود التي تبذل من قبل الجميع من اجل رفع شأن المؤسسات الإسلامية في لبنان. وقال: "هذا الأمر يقتضي جهدا ودعما من قبل الجميع من أجل دعم وحدة المسلمين وليس للتفريق في ما بينهم، يجب علينا أن ندرك أننا جسم واحد ونريد ان نبقى كذلك وان نعمل حقيقة على إصلاح شؤوننا وشؤون مؤسساتنا، وان ندفع بما يعزز الثقة بنا من قبلنا ومن قبل جمهورنا وأيضا من قبل أشقائنا الحريصين على هذه المؤسسات والذين يريدون ويحرصون على بذل كل جهد ممكن من أجل دعم المؤسسات الإسلامية ورفع شأنها".

 

جبهة النصرة والمشكلة الطائفية

 غسان المفلح /السياسة

طالعنا الاستاذ ميشيل كيلو بمقالة له في "الشرق الاوسط" بعنوان" اخطاء قاتلة... الطائفية" ينتقد فيها طائفية المعارضة او بعضا منها... بغض النظر الآن إذا كان انتقاد الاستاذ ميشيل صحيحا كميا ونوعيا أم لا لكن هنالك إشكالية طائفية في سورية, علينا أن نجد تعبيراتها المؤسسية اولا والمتداولة شعبيا شفاهة ثانيا..اذا كانت الطائفية منتجاً سياسياً يعتمد على عوامل ذاتية كإرادة القوة والسلطة الأسدية, او موضوعية كوجود مجتمع متعدد الطوائف او كلاهما معا, فإننا في النهاية امام إشكالية حقيقية وعلينا العمل من اجل إيجاد الحلول المناسبة ومعالجتها, والتي لن تتم بين ليلة وضحاها بعد تغذية استمرت لعقود اربعة من قبل العصابة الأسدية, وعوامل اخرى, ساعدت على مزيد من تسميم اجواء المجتمع السوري بهذه الاشكالية, منها على سبيل المثال بعض التيارات الاسلامية التي لا ترى في مجتمعها السوري سوى نسخة عن دولة اسلامية, كما يتصورها كل تيار- علما انهم ليسوا على اتفاق على تصور واحد لهذه الدولة- لكن ليس لأنهم طائفيون بل لأنهم يمتلكون ايديولوجية سياسية محددة, بغض النظر عن مرجعيتها الدينية..وهذه التيارات حتى هذه اللحظة من عمر سورية وعمر الثورة لاتملك تأثيرا كبيرا على المجتمع السوري..المغالطة الوحيدة التي لايراها الاستاذ كيلو هي أن ردود الفعل التي نتجت لدى المجتمع السوري عن عقود اربعة من محاولات العصابة الأسدية مأسسة الطائفية في المجتمع السوري, يتعامل معها وكأن ردود الافعال هذه باتت مؤسسات محددة, وهذا أمر لانجده لدى المعارضة السورية عموما, بكل الاحوال نقد اي نزعة طائفية أمر يجب أن يتم, لكن الموضوع برأيي بالنسبة إلى الثورة السورية, يندرج في اطار محاولات جهات عديدة, اعادة الاعتبار للديكتاتورية, وهنا يأتي الموقف الاميركي من "جبهة النصرة" ووضعها على قائمة الارهاب, علما انه حتى اللحظة لم تصنف هذه الادارة العصابة الأسدية كقوة ارهابية! لسنا ضد تصنيف اي قوة بكونها قوة ارهابية إذا كانت كذلك فعلا. لم توضح الادارة الاميركية لماذا "جبهة النصرة" ارهابية? وماهي الاعمال التي قامت بها في هذا السياق? اخطر ما في موضوع هذا التصنيف  هو التالي وهو ما لم ينتبه له بعض من اطراف المعارضة السورية وراح بعضها يردد وراء التصنيف الاميركي الموضوع بالنسبة إلى الادارة الاميركية هو إيجاد صيغة سياسية تنص على أن الثورة السورية بات فيها قوى ارهابية تحتم على الادارة التعامل مع هذا الموضوع وفقا لهذا المعطى الجديد, وهو يعني فيما يعنيه أيضا تكريس أفغنة أو صوملة تعطي نتائجها في التداول السياسي الدولي- بحيث يمكن الحديث علنا عن طائف سوري على الطريقة اللبنانية في جنيف- انخفاض التعاطف مع الثورة, واطالة امد العصابة الأسدية, والضغط على قوى الثورة من أجل حل سياسي تراه في جنيف! وهنا ببساطة الادارة الأميركية تمارس ابتزازا واضحا.

كان للادارة الأميركية أن تنتظر حتى انهيار العصابة الأسدية وعندها يمكن ان تصنف بناء على تعامل القوى المسلحة على الارض مع الدولة الجديدة, أما قبل ذلك فالموضوع ليس سوى ابتزاز أو مزيد من الضغوط على قوى الثورة وبعض الدول من أجل خفض مساعداتها لقوى الثورة العسكرية.

جبهة النصرة ربما تكون حاملة لايديولوجيا تؤدي إلى تحولها لتنظيم ارهابي في المستقبل, لكن لا تقيم الامور بناء على ذلك, بل بناء على ما تتصرفه على الارض, وحتى اللحظة جبهة النصرة لم تستهدف مدنيين لا من الموالاة ولا من المعارضة. جبهة النصرة يمكن ان تعطي انطباعا على طائفية محددة كما يشير الاستاذ ميشيل كيلو على الطائفية في المعارضة..لكن ماذا يفعل الناس إذا كانت معظم قوى الثورة المقاتلة هي من الأكثرية السنية?

ثمة معطى يجب الانتباه له ايضا وهو تجربة الرئيس مرسي والاخوان المسلمين والدستور الجديد في مصر, إن قوى المجتمع المصري من الأكثرية السنية الساحقة هي من وقفت ضد اجراءات مرسي حتى اكثر من وقوف القوى التي تدعي أنها تمثل الحراك القبطي سياسيا...لهذا قلت في مقالة سابقة أن القوى التي يمكن أن تصنف لاحقا بأنها قوى طائفية أو ارهابية حتى!! هي مشكلة للمجتمع السوري, وليس للادارة الأميركية..لكي تقوم بابتزاز الثورة في هذه المرحلة من عمرها بينما القتل مستمر من قبل العصابة الأسدية..لأن الاعلام سيختصر الثورة بحدث جبهة النصرة هذه..وهذا ما يتيح لادارة اوباما مزيدا من المناورة لتغطية موقفها المتواطئ مع العصابة الأسدية. هذا لايمنع البدء بحوار جدي وحقيقي من قوى الثورة مع جبهة النصرة من أجل محاولة استيعابها ضمن تشكيلات المعارضة السورية ووفقا لبرامج هذه المعارضة وتصوراتها عن دولة سورية المستقبل... هنا يكمن جزء من مهمة المجلس الوطني والائتلاف الوطني.

 

تأليف وتلحين الأخبار!

عماد الدين أديب//الشرق الأوسط

لا أحد يعرف أو يحب الاعتذار العلني في عالمنا العربي.

لا سياسي يتورط في قرار خطأ ويراجع نفسه ثم يخرج على المرأى العام ويقول «آسف لقد أخطأت» ويقوم بتعديل موقفه حسب الوقائع الجديدة.

لا يوجد إعلامي يقدم برنامجا إخباريا أو «توك شو» ليكتشف أنه قدم معلومة غير دقيقة أو خاطئة ثم يقوم - بشجاعة - الذي يحترم عقله وعقل الجماهير التي يقدم لها الخدمة الإعلامية بالاعتذار وتقديم التصحيح المطلوب.

نادرا ما توجد صحيفة أو وسيلة إعلامية عربية تنشر خبرا كاذبا أو معلومة منقوصة ثم تقوم بتصويبه في المساحة نفسها، بحجم المتن نفسه الذي نشر به.

تنشر خبر الكاتبة الكاذب الذي يسيء للإنسان في مساحة كبرى بالصفحة الأولى أو في صدر النشرة ثم حينما يثبت كذبها تنشره على استحياء في صفحة داخلية في قاع صفحة غير مقروءة.

تقوم بسب وقذف شخصيات وتنتهك أعراض البعض تحت مظلة «حرية التعبير» ولا تعرف الخطوط الفاصلة بين حق الإبداع وحرية النقد وازدراء وتحقير الناس ووصفهم كذبا وبهتانا بما ليس فيهم.

يجب أن يعرف من يكتب، ومن يذيع عبر الميكرفون، أو على شاشة تلفزيون أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أن الكلمة أمانة في أعناق الجميع سوف يحاسبون عليها إن لم يكن أمام القضاء فإن الأمر المؤكد أنهم سوف يحاسبون عليها أمام الواحد القهار الذي لا يغفل ولا ينام. إن استباحة كرامات الناس أمام وسائل الإعلام، وتجريح الأبرياء دون سند أو حكم قضائي نهائي وبات، جريمة تتكرر ليل نهار في وسائلنا الإعلامية حتى أصبحت قاعدة ثابتة في حياتنا اليومية. ليس مقبولا بأي شكل من الأشكال أن تنقل وسائل إعلامية محترمة أخبارا مصنوعة من كتاب مجهولين ينتحلون أسماء وهمية على أنها حقائق ويتم تعميمها على الرأي العام.

في القنوات التلفزيونية العالمية المحترمة لا يتم نشر خبر إلا إذا توفرت فيه 3 شروط رئيسية:

1 - أن يكون منسوبا إلى مصدر معلوم.

2 - أن يكون هناك تسجيل صوتي أو مرئي أو وثيقة تدعم هذا الخبر.

3 - في حالات الأخبار المنسوبة إلى «مصادر مطلعة» دون أسماء يكون الخبر مؤكدا من مصدرين على الأقل شريطة أن لا يكونا تابعين لجهة واحدة!

إن الفقدان المتكرر لثقة الجماهير في وسائل الإعلام هو أكبر مصدر يهدد مستقبل حرية التعبير في العالم العربي.

لا حرية بلا مسؤولية.

 

نادي القضاة يرفض الإشراف على استفتاء الدستور.. وتصويت المغتربين بالخارج يبدأ اليوم/الرئاسة واللجنة العليا للانتخابات تسابقان الزمن.. و«الإداري» يقضي بعدم اختصاصه بوقف الاستفتاء

القاهرة: عالية قاسم وصلاح الدين شعبان /الشرق الأوسط

تصاعدت حالة الانقسام التي يشهدها الشارع المصري حول الاستفتاء على الدستور المصري الجديد، المقرر له يوم السبت المقبل، حيث أعلن رئيس نادي قضاة مصر المستشار أحمد الزند أن «قضاة مصر يرفضون بنسبة 90 في المائة الإشراف على الاستفتاء على مشروع الدستور»، في ضوء استطلاع مواقف رجال القضاء والنيابة العامة، ورؤية أندية القضاة بالأقاليم بهذا الشأن.

وقال الزند، في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس، إن رجال القضاء وأعضاء النيابة العامة قد عبروا عن وجهات نظرهم بهذا الشأن من خلال الجمعيات العمومية التي عقدتها أندية القضاة بالأقاليم في مختلف أنحاء مصر، وإنهم يرفضون المشاركة في الإشراف على الاستفتاء. وقررت غالبية أقاليم نادي القضاة بالمحافظات المصرية، أمس، عدم الإشراف على الاستفتاء الذي دعا له الرئيس محمد مرسي السبت المقبل.

في المقابل، أعلنت هيئة قضايا الدولة، موافقتها على القيام بالإشراف على الاستفتاء، مُناشِدة الجهات المعنية بتوفير الظروف الملائمة لتأمين عملية الاستفتاء، وأعلن نادي هيئة مستشاري قضايا الدولة، في مؤتمر صحافي، أمس، قبوله الإشراف على الاستفتاء، بعد أن كان قد قرر في وقت سابق تعليق الإشراف على استفتاء الدستور لحين إلغاء الإعلان الدستوري، مؤكدا أن الإشراف على الاستفتاء واجب لا يمكن التخلي عنه، وأوضح النادي أن موافقته على الإشراف «لا تعد جبرا لمن لا يرغب في الإشراف من بين القضاة»، مناشدا القوى الإسلامية فض اعتصامهم أمام المحكمة الدستورية العليا للسماح للقضاة بممارسة عملهم، وكذلك من أمام مدينة الإنتاج الإعلامي «وتغيير لهجة الخطاب إلى ما يجمع ولا يفرق».

وقال نائب رئيس هيئة قضايا الدولة المستشار أحمد خليفة، إن النادي أعلن عن مشاركة أعضائه حتى تسير عجلة الديمقراطية في البلاد، وأضاف أن اللجوء للصندوق هو الضمانة الحقيقية لإرساء الديمقراطية في البلاد، وأن القول بغير ذلك هو ردة على الديمقراطية.

وقال خليفة لـ«الشرق الأوسط»: «النادي يدعو جميع الجهات المعنية في البلاد، خاصة المجلس القومي لحقوق الإنسان والجهات المختصة، إلى سرعة طرح أفكار مشروع قانون التظاهر السلمي على أفراد المجتمع، وإبداء الرأي وفقا للأسس والقواعد المعمول بها في الدول الديمقراطية لاستبيان حقوق أفراد الشعب في التظاهر السلمي، وهو حق مقرر دستوريا ويبين حقوق الآخرين المتمثلة في عدم تعطيل المرافق العامة أو الخاصة، وللأسف، هذا ما شاهدناه خلال الأيام الماضية على الرغم من أن ذلك مجرّم بنص القانون».

واستطرد: «كما يناشد النادي كل أجهزة الدولة المختصة، سواء الشرطة أو أفراد القوات المسلحة، تأمين مراكز الاقتراع والتصدي لكل قوى الخارجين عن القانون حفاظا على أفراد الشعب في ممارسة حقهم الدستوري».

وفي غضون ذلك، أصدر النائب العام المستشار طلعت إبراهيم عبد الله بيانا، تم توزيعه أثناء انعقاد المؤتمر الصحافي لنادي القضاة للإعلان عن موقفهم من الاستفتاء على الدستور قال فيه: «إنني أدعوكم إلى العدول عن مقاطعة الإشراف على الاستفتاء على مشروع الدستور، وكذا تعليق العمل بالنيابات المختلفة، لما يترتب على المضي فيه من آثار جسيمة تضر بمصالح جمهور المتقاضين، ويحمله من العناء فوق ما يطيق، وليس هذا ما يستحقه منا شعب مصر العظيم الذي حملنا الله سبحانه وتعالي الدفاع عن حقوقه ورعاية مصالحه».

وكان رئيس نادي القضاة قد دعا، في وقت سابق، بعد الإعلان الدستوري الصادر يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى تعليق العمل بالمحاكم والنيابات في البلاد.

من جهة أخرى، قضت الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار عبد المجيد المقنن نائب رئيس مجلس الدولة بعدم اختصاصها ولائيا بنظر الطعون التي تطالب بوقف تنفيذ وإلغاء قرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، بدعوة الناخبين للاستفتاء على الدستور الجديد المقرر له السبت الموافق 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وأكدت المحكمة أن قرار دعوة الناخبين للاستفتاء من القرارات السيادية التي لا يجوز الطعن عليها أمام القضاء. وعقب إصدار الحكم ردد عدد من المحامين هتافات مؤيدة للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية.

ومع حالة الانقسام في مواقف القضاة في الإشراف على الاستفتاء داخليا، يبدأ اليوم (الأربعاء) وحتى السبت المقبل عملية تصويت المصريين في الخارج على مشروع الدستور، وقالت وزارة الخارجية على صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي، أمس، إن بطاقات الاقتراع ستتاح على موقع اللجنة العليا للانتخابات عند انتصاف ليل الثلاثاء بتوقيت القاهرة، بما يمكّن من طبعها، وإن السفارات والقنصليات المشاركة في الاستفتاء ستبدأ في تلقي مظاريف الاقتراع بدءا من الثامنة صباح الأربعاء بتوقيت كل بعثة.

ويبلغ عدد الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم على مدى 4 أيام 586 ألف ناخب، وهو نفس عدد الناخبين في الانتخابات الأخيرة، حيث يمنع القانون إعادة فتح باب التسجيل بعد إعلان موعد الانتخاب أو الاستفتاء.

ويجري الاستفتاء على الدستور للمصريين بالخارج في 150 بعثة دبلوماسية تشكل السفارات المصرية حول العالم إضافة لـ11 قنصلية، وبحسب الوزارة، فسوف تكون سفارة مصر في ويلينغتون عاصمة نيوزيلندا أول بعثة دبلوماسية يدلي فيها المصريون بالخارج بأصواتهم، بينما ستكون قنصلية مصر في لوس أنجليس آخر بعثة يتم فيها الإدلاء بالأصوات، وتسجل المملكة العربية السعودية وجود أكبر كتلة تصويتية للمصريين بالخارج، وأعلن السفير عفيفي عبد الوهاب سفير مصر لدى السعودية أن السفارة المصرية بالرياض وقنصليتها العامة بجدة أتمتا الاستعدادات التنظيمية لعملية الاستفتاء على أول دستور لمصر بعد ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن عدد المصريين بالمملكة الذين يحق لهم التصويت في الاستفتاء هو 261924 ناخبا، وفقا لقاعدة البيانات التي أعدتها اللجنة العليا للانتخابات، ولن يضاف إليهم أشخاص جدد استنادا إلى قرار اللجنة العليا في هذا الصدد.

إلى ذلك، بدا واضحا أن هناك سباقا مع الزمن من جانب رئاسة الجمهورية واللجنة العليا للانتخابات لإجراء الاستفتاء في موعده، في ضوء إصرار مؤسسة الرئاسة على إجرائه على الرغم من استمرار معارضة الدستور ورفضه من جانب معظم القوى السياسية والمدنية الناشطة.

وأصدر الرئيس مرسي أمس قرارا يلغي السماح للناخب في الاستفتاء بأن يدلي بصوته في غير موطنه الانتخابي، وأوضحت رئاسة الجمهورية في بيان صدر صباح أمس أن القرار يهدف إلى «تحقيق المصلحة العامة حرصا على عبور مصر المرحلة الانتقالية الحالية والانطلاق لبناء مؤسساتها الدستورية.. وكذلك درءا لما قد يثيره ذلك من مطاعن حول نزاهة وسلامة عملية الاستفتاء، وما قد يترتب عليه من زيادة العبء على القضاة المشرفين على الاستفتاء». وقال البيان إن اللجنة العليا للانتخابات طلبت إلغاء نص الفقرة الثانية من المادة 32 من القانون رقم 73 لسنة 1956، وأشارت إلى أنه على الرغم من أن السماح للناخب في الاستفتاء بالإدلاء بصوته في غير موطنه الانتخابي قد يحقق مصلحة الناخب، إلا أنه قد يقابل ذلك إثارة الشكوك والطعون في عملية الاستفتاء، وفضلا عن ذلك، فإن إفراد كشف خاص بالوافدين يزيد من المهمة التي أنيطت برئيس اللجنة الانتخابية، إذ يتعين عليه أن يراقب عملية الانتخاب بالنسبة للناخبين المقيدين بمقر اللجنة التي يشرف عليها إلى جانب الوافدين.

واعترضت على هذا القرار مؤسسات حقوقية؛ فمن جانبها اعتبرت شبكة «مراقبون بلا حدود» بمؤسسة «عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان»، أن قصر التصويت في الاستفتاء على الدستور على اللجان الأصلية للناخبين يعني حرمان ما يزيد على 10 ملايين ناخب من التصويت في داخل مصر، وهم من يعملون ويقيمون في غير موطنهم الانتخابي، حيث يوجد غالبيتهم في محافظات القاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس وبورسعيد والبحر الأحمر وجنوب وشمال سيناء، وبالتالي إهدار أصواتهم لصعوبة سفرهم إلى لجانهم في محافظاتهم من أجل المشاركة في الاستفتاء.

وفي ذات السياق، تواصلت الاجتماعات واللقاءات داخل مقر رئاسة الجمهورية بين الرئيس محمد مرسي وعدد من السياسيين وممثلي القوى السياسية بالبلاد، حرصا على ترسيخ مناخ الحوار والتفاهم في هذه المرحلة، حيث استقبل الرئيس أمس بمقر الرئاسة الكاتب محمد حسنين هيكل، وذكرت مصادر الرئاسة أن اللقاء دار في إطار التعرف على مجموعة من الأفكار والمقترحات لدى مختلف أطياف المجتمع لتحقيق التوافق حول برنامج العمل الوطني على الصعيدين الاجتماعي والسياسي خلال المرحلة المقبلة.

 

تهاني الجبالي المستشارة في المحكمة الدستورية المصرية أكدت أن إجراءات رئيس الجمهورية الأخيرة خروج على الشرعية 

تهاني الجبالي لـ"السياسة ": إعلان مرسي الأخير جريمة وانقلاب دستوري

 نائبة رئيس المحكمة الدستورية العليا: يوم نظر دعوى بطلان مجلس الشورى هددوني قائلين: حياتك مقابل حضورك الجلسة

يريدون التضييق على المرأة وإرجاعها للخلف لكنها ستقاتل من أجل مكاسبها فهي نصف المجتمع ومربية نصفه الآخر

 القاهرة  - من فتحي حسين: السياسة

 قالت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا المصرية ان جماعة الاخوان المسلمين اختطفت الدستور المصري, وان الدستور الذي لا يبنى إلا على توافق وطني ومشاركة مجتمعية من جميع الطوائف المجتمعية وبعد ذلك يقام عرس للاستفتاء على الدستور, واكدت ان التوافق اذا لم يحدث فانه يقود لثورة جديدة تطيح بالنظام القائم, وتساءلت لماذا العجلة في كتابة الدستور والاستفتاء عليه بهذه الطريقة التي يقوم بها أعضاء الجمعية التأسيسية ذات الأغلبية الاسلامية? وقالت إن هناك دولا تكتب الدستور في ست سنوات على الأقل وأن الدساتير لا تكتبها الغلبة السياسية حتى لا تجور على حقوق الأقلية, ورأت أن الرئيس مرسي لا يعي أنه يحكم في دولة تنهار تدريجيا بسبب سياسة الاخوان المسلمين في ادارة شؤون البلاد وأن مرسي يجمع في يده الآن جميع السلطات التنفيذية, والتشريعية, وأيضا القضائية, بعد الاعلان الدستوري الذي أصدره في 22 نوفمبر الماضي, "لأنه يقضي بنفسه في القضايا مسبقا, وهذه المأساة تؤكد أن الدولة المصرية في خطر".

وابدت المستشارة تهاني الجبالي خشيتها من المستقبل معتبرة ان الدستور ملكا للشعب المصري وحده وليس لفصيل واحد, والمعروف ان المستشارة التي يطلق عليها المرأة الحديدية انها امرأة بألف رجل وحصلت على الكثير من الجوائز والأوسمة المحلية والدولية, كان معها هذا الحوار:

    كيف تقيمين سياسة جماعة "الاخوان" الحاكمة للبلاد في ادارة المشهد السياسي?

  أعتقد أن جماعة الاخوان المسلمين تحاول خطف الثورة من أصحابها ونسبتها الى نفسها فقط بل وتسعى الى السيطرة على جميع المؤسسات بما في ذلك المحكمة الدستورية العليا التي تمثل شوكة في حلق اعضاء الجماعة, ناهيك عن السير نحو "أخونة" مؤسسات الدولة المختلفة, يضاف الى ذلك ان الدستور الجديد, الذي يريد "الاخوان" طرحه للاستفتاء في منتصف الشهر الجاري, يقلل من قدرات الدستورية العليا, ويطرح التخلص من ثمانية من أعضائها "بما في ذلك أنا", هذا غير أن الدستور الذي لا يبنى على توافق يكون مقدمة لثورة جديدة, لكنني أتساءل: لماذا العجلة في اعداد دستور البلاد بهذا الشكل وهناك دول تعد دستورها في ست سنوات وتعمل بدستور مؤقت توافقي, بالاضافة الى أن الرئيس مرسي لا يعي أنه يحكم في دولة تنهار وأنه يجمع في يده الآن جميع السلطات التنفيذية, والتشريعية, وأيضا القضائية, لأنه يقضي بنفسه في القضايا مسبقا, وهذه المأساة تؤكد أن الدولة المصرية في خطر, فأنا أشعر بالاستياء لما وصلت اليه الأمور في الشارع والأمة بعد ثورة عظيمة خرجت منها لتكون في حال أفضل, وهؤلاء الآلاف الذين خرجوا الى الشوارع يؤكدون الانقسام الحادث في البلد بين الاسلاميين والقوى المدنية من المتظاهرين.

 عرقلة.. الدستورية

   ما رأيك في تعليق جلسات المحكمة الدستورية العليا الى اجل غير مسمى بعد محاصرتها أخيرا من قبل الاسلاميين?

   ليس لأجل غير مسمى ولكن الأمر يتعلق بايقاف قسري لعمل المحكمة الدستورية العليا, حيث إنه في اليوم الذي كان يستعد فيه الأعضاء ال¯19 للمحكمة لمناقشة شرعية الجمعية التأسيسية للدستور المصري, التي اتهمت بالفشل في تمثيل شرائح البلاد والتوافق بين طوائفها والقوى السياسية والوطنية, فان المؤيدين للرئيس محمد مرسي منعوا المستشارين من دخول مبنى المحكمة  وبشكل لم يسبق له مثيل في العالم, فنحن أمام عائق مادي وتهديدات تصل الى حد الاغتيال وحرق مبنى المحكمة الدستورية, وحصارها عطل مصالح المواطنين, فهناك 31 قضية أخرى كان من المفترض أن يتم النظر فيها في هذا اليوم, خلافا لدعاوى حل التأسيسية ومجلس الشورى.

  تتردد أقاويل عن رغبة البعض من قيادات "الاخوان" في حل المحكمة الدستورية العليا, ما رأيك?

  هذا كلام غير مقبول على الاطلاق, فمن يُقدم على حل المحكمة الدستورية يرتكب جريمة دستورية عظيمة وهو خارج عن الشرعية, لان المحكمة الدستورية منشأة بموجب نصوص دستورية, وأعضاؤها محصنون من العزل أو الفصل ولا يحق للرئيس مرسي أو غيره حل المحكمة أو عزل أعضائها, حيث إن المحكمة الدستورية احدى آليات الشعب المصري في الدفاع عن حقوقه, ويشهد لها صمودها أمام ثلاثة رؤساء جمهورية من قبل وحمايتها للكثير من القضايا الشائكة, مثل المواطنة والعدالة الاجتماعية والحريات العامة والمساواة وحقوق المرأة والأقليات,  الشعب هو من سيحمي المحكمة الدستورية وليس أحدا آخر, لأنها خط الدفاع الأول عن حقوقه وحريته, والمحكمة الدستورية مصنفة دوليا في المركز الثالث على مستوى العالم في استقلال القضاء وهذا يحسب لها, ونالت هذه المكانة الرفيعة بسبب استقلال أحكامها ودفاعها عن الحريات والعدالة الاجتماعية, وعلى من يتحدث عن المحكمة الدستورية أن يعلم تاريخها جيدا, وأنها سلمت دورها من جيل الى جيل, وهي مرفوعة الرأس ولديها اعتزاز بمكانتها دائما.

  هل يمكن الغاء المحكمة الدستورية العليا في الدستور الجديد?

  الدستور الجديد ملك للشعب المصري, وليس ملكاً للأغلبية الاسلامية التي تريد الاستحواذ والهيمنة على الجمعية التأسيسية, فلا توجد اي أغلبية في أي دولة في العالم تمس ثوابت الدولة, وعلى حزب الحرية والعدالة أن يحترم المؤسسات القائمة وعدم المساس بها.

 إلغاء الاعلان الدستوري

   وما رأيك في الاعلان الدستوري الأخير ووضع رئيس الجمهورية فيه?

  أختلف معه بالطبع, وأعارضه وأدعو الرئيس مرسي لالغائه, فقد سميته "الانقلاب الدستوري", بعد ان حظر اي اجراءات قانونية ضد قرارات الرئيس وضد الجمعية التأسيسية كما في مادتيه الثانية والخامسة, ومن ثم فان الرئيس مرسي احتكر السلطات كاملة في يده وحصن مجلس الشورى والجمعية التأسيسية من الحل والبطلان وهذا غير مقبول على الاطلاق أن رئيس الجمهورية أتى من مسار قانوني ودستوري من خلال انتخابات حرة, وهو أقسم اليمين الدستورية على أن يحترم القانون والدستور, فكيف له أن يقوم بإلغاء هذه الوثيقة بعد ذلك, فلا يجوز له قانونيا ولا دستوريا الغاؤها, ولا هو سلطة منشأة يمكنه أن يصدر اعلانات دستورية أخرى, فالرئيس أصبح يمتلك السلطات كاملة وذلك نوع من أنواع تركيز السلطة كاملة في يد فرد, لكن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة, وهو ما ثار الشعب المصري من أجله ضد مبارك, فجمع السلطات كاملة في يد الرئيس تحوله الى ديكتاتور.

  وما رأيك في الهجوم على القضاء المصري في الفترة الاخيرة?

  غير مقبول على الاطلاق هدم مؤسسات الدولة, فالهجوم على القضاء مستمر بكثرة منذ قدوم "الاخوان" المسلمين الى حكم البلاد وهذا ضد استقرار البلاد, فالرئيس محمد مرسي أعلن منذ انتخابه رئيسا في 24 يونيو الماضي الحرب على القضاء, وحاول في بادئ الأمر اعادة البرلمان المنحل وفقا لحكم المحكمة الدستورية العليا, ثم حاول أتباعه التخلص من النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود, في محاولة لازالة الحواجز التي تحول دون الاستيلاء على السلطة من قبل "الاخوان" المسلمين.

 سيطرة الاخوان

   وكيف تنظرين الى المستقبل في ظل السيطرة "الاخوانية" على مقاليد الأمور في البلاد?

  أخشى بالطبع على مستقبل دولة بحجم مصر وتاريخها, وأرى أنها في خطر شديد يحيق بها, خصوصاً وأن هناك تصعيد للعنف ضد مؤسسات الدولة وخصوصاً القضائية لا يمكن انكاره, حيث أن المتظاهرين ضد قرارات الرئيس احتشدوا من قبل وللمرة الأولى أمام قصر الاتحادية لشعورهم بالاحباط والخيانة, وظلوا يطالبون باسقاط النظام ورحيله من خلال الشعارات نفسها التي أدت الى سقوط الرئيس مبارك من قبل ولكن في المقابل حشد الاسلاميون أنصارهم بأعداد كبيرة من أجل منع هؤلاء من التظاهر أمام القصر, وحدث الصدام الدموي بين المتظاهرين والاسلاميين ما ادى الى سقوط ضحايا وخلق وضع لعام سيء لا نحب أن نراه في بلدنا,

  هناك اتهام موجه ضدك بأنك من فلول الحزب الوطني المنحل?

  هذا هراء وغير صحيح على الاطلاق, فنحن لا نعرف من هم الفلول, لقد أصبحنا كلنا فلول. فقد كنت دائما في معسكر المعارضة النزيهة وافتخر أنني امرأة وأتعرض لكل هذا النقد, وكل الهتافات والسباب ضدي اعتبرها وساماً على صدري والاتهامات المزيفة تتهاوى الى لا شيء "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" (صدق الله العظيم) وأعلم أن الشعب الذي قام بالثورة في 25 يناير ناضج, ولا يسير خلف الشائعات والأكاذيب, وأنه يعلم دوري النضالي منذ السبعينيات في مواجهة نظام الرئيس الراحل أنور السادات, ومن بعده نظام الرئيس مبارك حتى الآن.

 التهديد بالقتل

   هل تعرضت فعلا للتهديد بالقتل?

  نعم قد تلقيت مرارا تهديدات بالقتل, منها التهديد بقتلي على هاتفي النقال في صباح يوم نظر دعوى بطلان مجلس الشورى والجمعية التأسيسية لوضع الدستور,

وكان نصها بأن حياتي مقابل حضوري الجلسة, ورغم ذلك لم أخش التهديد وذهبت الى المحكمة ولكني استقليت سيارة أخرى غير سيارتي كنوع من المناورة وحدث ما كنت أتوقعه بصدام بسيط في سيارتي الحقيقية وفيها سائقي فقط, ولكني لم أستطع الدخول الى المحكمة, كما تعرضت شقتي لمحاولة سرقة أخيرا وتم القبض على المتهم الذي كان يحاول سرقة منزلي,

  ولماذا لم تحرر محضر ضد من هددك بالقتل?

  أولا أنا لم أعرف من الذي هددني بالقتل, ورفضت عمل محضر بهذا الأمر, لأنني أعلم جيدا بأنني أعيش في دولة فيها قانون, ولكنه لا يحكم فيها.

  وكيف تنظرين الى وضع المرأة في العالم العربي?

  المرأة نصف المجتمع, فهي الأم والأخت والزوجة والزميلة, وأن هذا النصف لن يسمح أبدا بأن يتم ارجاعه للخلف مرة أخرى, وهي ستقاتل من أجل التصدي لهذه المحاولات, وعندما يكون الحديث عن المرأة, فعلينا أن نستعد للقتال, خصوصاً وأن المرأة بصفة عامة لا تتنازل عن حقوقها سواء في مصر أو بالمنطقة العربية,

وخلال النضال الطويل للمرأة كان التطلع الى أن تنفتح المرأة على العالم الخارجي وليس أن تكون في غرفة مغلقة, فالمرأة نصف المجتمع وهي صانعة النصف الثاني.

  ما هي أبرز الأوسمة والجوائز التي حصلت عليها?

  حصلت على الكثير من الجوائز والدروع مثل درع الأمم المتحدة للعمل الاجتماعي, ودرع المعهد الديبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية, ووسام المحاماة التونسي, ووسام المحاماة-البحرين, ودرع العيد الخمسيني لاتحاد المحامين العرب

درع الدفاع عن حقوق الانسان- الهند, ووسام الماجدة-العراق, ودرع نقابة الصحافيين المصرية, ووسام الهابيتات- مكتبة الاسكندرية, ودرع جامعة القاهرة, ودرع جامعة عين شمس, ودرع الجامعة الأميركية بالقاهرة, والكثير من الأوسمة والدروع وشهادات التقدير من منظمات محلية وعربية ودولية في مجال الدفاع عن قضايا حقوق الانسان وقضايا حقوق المرأة والنشاط الاجتماعي والسياسي.

 الجبالي في سطور

   عملت المستشارة تهاني لفترة قصيرة كمديرة للشؤون القانونية بجامعة طنطا بمحافظة الغربية ثم قدمت استقالتها وتفرغت للعمل كمحامية حرة في العام 1987 وهي المهنة التي عملت بها حتى قرار تعيينها كقاضية, تم انتخابها عضواً في المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب, لتصبح بذلك أول سيدة مصرية وعربية تنتخب في هذا المستوى بالاتحاد منذ تأسيسه في العام 1944م.

 وبعدها تولت لجنة المرأة في الاتحاد نفسه لتمثل المرأة العربية وأيضا رئاسة لجنة مناهضة العنصرية والصهيونية بالاتحاد, بالاضافة الى عملها كمحاضرة أساسية في مركز التدريب وتكنولوجيا المعلومات التابع لاتحاد المحامين العرب, وخبيرة قانونية في منظمة الأمم المتحدة ومحكمة تجارية دولية ومحاضرة في المعهد العربي لحقوق الانسان في تونس وعضو اللجنة التشريعية والسياسية بالمجلس القومي للمرأة.

جاء تعينها كقاضية في المحكمة الدستورية في 22 يناير 2003 بقرار جمهوري ضمن هيئة المستشارين بالمحكمة الدستورية العليا, كأول قاضية مصرية, حتى العام 2007 حيث عينت الحكومة المصرية في ذلك العام 32 قاضية, ولكن لم تضيف أي قاضية أخرى في المحكمة الدستورية, ما أبقى القاضية تهاني صاحبة لأعلى منصب قضائي تحتله امرأة في مصر.وأثار قرار تعيينها جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والسياسية والقضائية, القضاة المعارضون لتعيينها اعتبرو عمل المرأة في القضاء أمر تمنعه الشريعة الاسلامية والقضاء, أما المؤيدون بتحفظ فقد فضلوا أن يبدأ عمل المرأة كقاضية في المحاكم الشخصية والابتدائية لا مباشرة في العمل بأعلى محكمة قضائية في البلاد, يذكر أن شيخ الأزهر قبل تعيينها وأشار الى أن تولي النساء منصب القضاء أمر مقبول من الناحية الشرعية, ثم تولت منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا وتعرضت لهجوم ضار من قبل جماعة "الاخوان" المسلمين بعد حكم حل وبطلان مجلس الشعب وبطلان الجمعية التأسيسية التي يسيطر على أغلبيتها تيار الاسلام السياسي أو "الاخوان" المسلمين, وخصوصاً بعد رفضها الشديد للاعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي وجمع من خلاله السلطات الثلاثة في يده.

 

الوطن السعودية: المعارضة السورية رفضت تلميحات روسية في شأن مصير الأسد

المركزية- ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية نقلا عن مصادر مطلعة داخل المعارضة السورية، أن "تلميحات روسية رفضت في شان مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وقطع الطريق أمامها". وقالت المصادر لـ"الوطن" إن "مسؤولا روسيا رفيع المستوى في وزارة الخارجية حاول بحث مصير الأسد مع تصاعد الأعمال العسكرية على الأرض في سوريا، وارتفاع وتيرة العمل السياسي من قبل المعارضة، إلا أن أطراف المعارضة قطعت الطريق أمامه، على اعتبار أن مصير الأسد بيد الشعب "الذي ذاق الأمرين من نظام الأسد، وبالتالي يملك الشعب حق إقرار مصيره". وأكدت المصادر أن التلميح أو الطلب الروسي لم يأت على شاكلة مبادرة أو ورقة سياسية لحل الأزمة، بل كانت خلال نقاش مع أحد أطراف المعارضة البارزين، ما يعطي دلالة واضحة على إصرار موسكو على الاحتفاظ بالأسد عبر دعم أطراف معارضة لنظامه وهو ما يسهم في تعقيد الخروج من "وحل الأزمة".

ويقتضي تعزيز العمل السياسي من قبل المعارضة تسمية حكومة انتقالية أو حكومة منفى من المنتظر أن يعلن عنها خلال الـ48 ساعةً المقبلة واعتبار تلك الحكومة ممثلا وحيدا للشعب السوري لشل النظام السوري في الخارج على أقل تقدير كما ترى بعض الأطراف.

 

حزب الله» ينتظر هدايا «بابا نويل»

علي الحسيني/جريدة الجمهورية

يبدو أنّ واقع الأحداث الحاصلة في لبنان، ينذر بتغيّرات جذرية قد تحصل خلال الأشهر القليلة المقبلة. فالعقبات الكثيرة التي تقف في وجه «حزب الله» صاحب الفضل الأكبر في تأليف الحكومة وفي وجه حلفائه، تجعل هؤلاء جميعاً «يقفون على أرض مترنّحة نتيجة انفلات الأوضاع الأمنية في مناطق عدّة، ولا سيّما منها طرابلس».

نصرالله يدعو إلى الديبلوماسية لأنّها تُبقي الحزب بعيداً من الأحداث الإقليمية

يقول مصدر في قوى "14 آذار"، إنّ المرحلة الآنيّة "هي أسوأ المراحل الحرِجة التي شهدها "حزب الله" وأعوانه منذ تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي "ذات الدمغة السورية والهوية الإيرانية. من جهة أولى، فإنّ الداعم الأوّل للحلف المتكسّر، أي النظام السوري، مهدّد بين لحظة وأخرى بالرحيل عن الحكم، إضافة إلى أنّ الحزب الذي كان يفتخر باصطياده عملاء إسرائيل وقتلهم، يجد نفسه اليوم مطوّقاً بأحكام جرائم متنوّعة يصل أقلّها إلى السجن المؤبّد، إن لم يكن الإعدام".

ويضيف المصدر الآذاري نفسه "إنّ حزب الله وحلفاءَه سيسعون خلال الأسابيع المقبلة إلى ضرب الوضع الأمني في عدّة مناطق داخل لبنان، خصوصاً تلك التي تقع على الحدود مع سوريا، وذلك عبر اختلاق مشكلات متنقّلة بغية إلهاء الناس عمّا يحصل في الداخل السوري"، ويلفت إلى "أنّ المقصود من الإلهاءات هذه، التعمية عن المجازر التي قد يرتكبها النظام السوري عند أطراف دمشق، حيث يُرجّح أن يستعمل فيها الغازات السامّة وبعض المواد القاتلة أو حتى مواد كيماوية، من دون أن يُسقط الحزب من حساباته استماتته في دعم جبل محسن في طرابلس بالسلاح والعناصر".

ويشدد المصدر على أنّ "المرحلة الحاليّة حرجة ومفصلية وحاسمة بالنسبة الى الحزب الذي على ما يبدو أنّه ذاهب خلال الشهرين المقبلين إلى فقدان أهمّ حليف له في المنطقة، وإنّ قيادته العسكرية تعكف هذه الأيّام على درس أنجح السبل للإبقاء على النظام الحاليّ في سوريا، حتى ولو اضطرّ الامر الى فتح جبهات عسكرية مع إسرائيل أو حتى في الداخل اللبناني"، ويقول: "إنّ المشهد بالنسبة الى مصير "حزب الله" لا يبدو ضبابيّاً طالما إنّه قرّر التضحية بآخر مقاتل لديه من أجل بقاء نظام بشّار الأسد".

ويكشف المصدر عن "وجود موقفين حادّين يطرحهما "حزب الله" في كواليسه، فبعض قادته يدعون باستمرار إلى الدخول رسميّاً على خط الاشتباك المسلّح في لبنان وسوريا، والبعض الآخر الذي ينتمي فكريّاً وسياسيّاً إلى الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، يدعو إلى الديبلوماسية كونها الوحيدة، في رأيه، التي تُبقي الحزب في منأى عن الاحداث الاقليمية غير المعروف أين سيحطّ رحالها".

ويضيف المصدر نفسه: "إنّ حزب الله هو أكثر استعداداً اليوم، للدخول في بازارات سياسية مع قوى "14 آذار" في حال وافقت الأخيرة على صفقة كهذه، ومن ضمن البازارات هذه، تجنّب تداعيات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وبقيّة الشهداء الأموات منهم والأحياء.

فالحزب يُدرك أنّ مجموعات من داخله قد اخترقت جهازه الأمني في هذه الجريمة وهي عملت لفترة طويلة تحت إمرة النظام السوري من دون العودة الى قيادتها الفعلية"، مؤكّداً أنّ "عدم نجاح الحزب في إيجاد أيّ تسوية، قد يجعله مستعدّاً لضرب الاستقرار الأمني بنحو قد تذهب معه الأوضاع نحو حرب مذهبية يعتبرها خلاصَه الوحيد بدل انهيار الحال التي بناها على مدار 30 عاماً".

في المحصلة، يبدو أنّ قوى "8 آذار" مُربكة، فكلّ الرياح تعاكسها وتأتي على غير ما تشتهي سفنها. فالوعود بحلّ الأزمة في سوريا قد ملّ الانتظار منها، والآمال المعلّقة على حسم النظام للمعارك الدائرة منذ سنتين تقريباً، تحوّلت أمنيات تشبه إلى حدّ ما حلم طفل بمشاهدة "بابا نويل" وهو يُخرجُ له هداياه من داخل الموقدة".

 

أميركا تعترف بالائتلاف الوطني السوري وأوباما لا يستبعد احتمال تقديم الأسلحة

في تطوّر ديبلوماسي لافت يمكن اعتباره مفترق طرق في سياسة الإدارة الأميركيّة إزاء الأزمة السوريّة، أعلن الرئيس باراك أوباما أن الولايات المتحدة تعترف بالائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلاً شرعياً للشعب السوري، في حين تشهد العاصمة البريطانية لندن مباحثات بشأن دعم المعارضة السورية. وهذا الموقف هو الأول لأوباما في ما يتعلّق بسوريا منذ إعادة انتخابه رئيساً.

وقال أوباما خلال مقابلة مع قناة "ABC" –الأميركية: "قررنا أن الائتلاف الوطني السوري المعارض أصبح يضم ما يكفي من المجموعات وهو يعكس ويمثل ما فيه الكفاية الشعب السوري كي نعتبره الممثل الشرعي للسوريين"، مذكراً أن هذا الاعتراف يعد خطوة كبيرة وهناك مسؤوليات ترافقه. وأضاف: "يجب التأكد من أن المعارضة تنظم نفسها بشكل فعال وتمثل كل الأطراف وتبدي التزاماً بعملية انتقال سياسي تحترم حقوق المرأة وحقوق الأقليات".

وتابع أوباما: "لا نشعر بالإرتياح تجاه كل الذين يشاركون على الأرض في القتال ضد (الرئيس بشار) الأسد، وبعضهم تبنى كما أعتقد أجندة متطرفة ومعادية لأميركا، وسنحرص على التفريق بين هذه العناصر"، وقد سمى أوباما جماعة "جبهة النصرة لأهل الشام" التي تتهمها واشنطن بالارتباط بـ"تنظيم القاعدة" في العراق.

من جهة أخرى، لم يتأخر الرد الروسي على الموقف الأميركي كثيراً فندد وزير خارجيتها سيرغي لافروف باعتراف الولايات المتحدة بالائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلاً شرعياً للشعب السوري، مشيراً إلى أن هذا يتنافى مع ما تم الاتفاق عليه ويدل على أن واشنطن اعتمدت خيار الحل العسكري للأزمة السورية. وقال: "أدهشني إعلان الرئيس الأميركي عن اعتراف الولايات المتحدة بالائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري"، مضيفا أن هذا يتناقض مع ما اتفقت عليه مجموعة العمل حول سوريا في اجتماعها في شهر حزيران الماضي في جنيف من أنه يجب أن يبدأ الحوار بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة.

وفي سياق متصل، أوضح مسؤول في إدارة أوباما أن هذا الاعتراف لا يتضمن مد المعارضة بالأسلحة، مشيراً إلى أنهم لا يفهمون كيف يمكن للأسلحة أن تروج لحل سياسي لذا لا يرون أن تزويد المعارضة بها فكرة جيدة. وأضاف: "إن الرئيس الأميركي لم يستبعد يوماً احتمال تقديم الأسلحة في المستقبل".

وتجدر الإشارة إلى أن تصريح أوباما أتى بعد ساعات من إعلان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني بأن الولايات المتحدة ما زالت ثابتة على موقفها وأنها لا تعتزم القيام بأي تدخل عسكري في سوريا. حيث قال كارني في مؤتمر صحافي إنهم يقدمون مساعدة إنسانية للشعب السوري، ويقدمون مساعدة غير قاتلة للمعارضة، "لكن موقفهم بشأن تقديم مساعدات قاتلة لم يتغير". فيما فرنسا تعلن عدم استعدادها لتسليح المعارضة السورية حالياً وستراقب الوضع مستقبلاً.

ومن جهتهم، قال مراقبون إن الاعتراف بالائتلاف يعني أن أميركا قد حسمت أمرها في مستوى تعاملها مع المعارضة السورية، بما يوحي بأنها تتعامل مع جيل ثان من المعارضة بعد أن سبق لها انتقادها بأنها متشرذمة، مشيرين إلى أن هذا القرار -الذي أعلن في برنامج تلفزيوني يحظى بشعبية كبيرة- يعبر عن دعم سياسي واضح، على الرغم من أنه لا يتضمن حتى الآن توضيحا كافيا بشأن اتخاذ ممثل للائتلاف في الولايات المتحدة. وأضافوا: "إن القرار سينعكس على اجتماع مراكش بمنح جرعة أمل للمعارضة، فهو قد ينطوي على دعم غير مباشر للدول العربية الداعمة للمعارضة التي سبق أن اشتكت من عدم وضوح موقف واشنطن من المعارضة السورية".

وتتزامن هذه التطورات مع حراك سياسي بلندن، حيث اجتمع الثلثاء قائد القوات المسلحة البريطانية الجنرال ديفد ريتشاردز مع مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا والأردن وتركيا وقطر والإمارات، لبحث سبل مساعدة المعارضين المسلحين في سوريا.

كما التقى ملك الأردن عبد الله الثاني برئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ووزير خارجيته وليام هيغ لبحث قضايا عدة وعلى رأسها النزاع في سوريا.

وقال هيغ بعد اللقاء إنه تمت مناقشة الأزمة السورية قبل انعقاد اجتماع أصدقاء سوريا في المغرب الأربعاء، "رحبنا بتشكيل الائتلاف الوطني السوري وجهوده في توفير بديل موثوق وشامل لنظام الأسد"، مشيداً بكرم الشعب الأردني في استضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين.

 

دراسة وثائقية لفايز قزي: "حزب الله" أقنعة لبنانية لولاية إيرانية

فايز قزي يمعن في الانخراط في العمل الحزبي والسياسي منذ السبعينيات وحتى اليوم. مجرب، ومفكر، وملتزم وموثق، وضليع في الظواهر السياسية الراسخة والمستجدة، وقارئ يعرف كيف يخزن الأحداث والأفكار. بعد كتابيه "قراءة سياسية لحزب الله، من نصرالله إلى ميشال عون (رياض الريس، 2009)"، و"من ميشيل عفلق إلى ميشيل عون، في علاقة مستحيلة (رياض الريس 2010)"، ها هو يعود إلى حزب الله من جوانب اخرى، في دراسة موثقة صدرت عن دار الريس حديثاً في كتاب بعنوان "حزب الله أقنعة لبنانية لولاية ايرانية"، يقرأ فيه خلف سطور المظاهر، والكلام، والحروب، لا سيما وثيقة الحزب وميشال عون، ليضعها على مشرحة المناقشة مع سائر الأقنعة التي يتنكر بها حزب ولاية الفقيه منها "الوطن والدولة والنظام: أقنعة سياسية واجتماعية واقتصادية، شارحاً أولاً الوطن (كذريعة) والدولة والنظام كصيغة مؤقتة بانتظار تحقق الشروط التاريخية والاجتماعية، ليتوقف عند المقاومة لألقاب ايرانية وسحن مموهة، فإلى العرب باعتباره بعضهم مجرد ممانع وان وهما. ثم يتناول فلسطين ومفاوضات التسوية، المقاومة الفلسطينية ومفاوضات التسوية، وفي مناقشة نظرية يتناول قزي "قراءة وكشف الوجوه العقيدية والايديولوجية الثابتة"، ما يركز بعدها على مذكرة "التفاهم" كقناع سياسي..

هنا مقدمة الكتاب.

ما كان لهذا لكتاب أن يجد طريقه إلى الطبع لولا التزامي في مقدمة الطبعة الثانية لكتابي "قراءة سياسية لحزب الله" بأنني سأكتب عن الوثيقة السياسية لحزب الله الصادرة سنة 2009 التي فاض حجمها عن ان تكون فصلاً جديداً مضافاً إلى الكتاب السابق.

وأعود لأتساءل مع القارئ مجدداً، وخصوصاً القارئ الذي لم تصلني تساؤلاته، وقبله ربما لأجيب على فضولي الذاتي والوجداني محاولاً معه كشف جوانبها.

لماذا أبذل جهداً إضافياً متأخراً لأكتب "من ميشال عفلق إلى ميشال عون تجارب في علاقة مستحيلة"؟.

ولماذا أتكبد عناء ومشقة "التحرش" بحزب الله الذي تتودد إليه شعوب وحكومات ومنظمات وشخصيات عربية وغربية؟ وأنا لست ملتزماً بحزب أو تنظيم معين، ولست بكاتب سياسي محترف ولا أحترف الكتابة والتاريخ؟!

ولست أيضاً من بين مَن يدّعي الثقافة الأكاديمية ولا طول الباع في العلوم الإنسانية والفلسفية، ولست ممن يؤمنون أو يبحثون عن صدارة "المجالس في الجوامع والسلام في الأسواق"، ولا تغريني مقولات: عرفناك من كتاب أو شاهدناك في برنامج تلفزيوني الخ. من كلمات الاطراء والمجاملات "البورجوازية" التي عممها "الذوق" اللبناني على كل الطبقات، فهذه شؤون لا أبحث عنها ولا تدفعني للكتابة، وإن كنت اعترف بأنها أحداث تغريني وتدفعني إلى المتابعة أحياناً خاصة ان القارئ اللبناني والعربي بات اليوم أندر من اكتشاف الكاتب. فهل يكفي تأثري بأدب روسو من أن "كل فرد مسؤول عن كل شيء أمام الكل" ولم يبقَ اليوم الكثير من عالم القراءة والكتابة، إذ تحوّل الكتاب والقراء معاً، إلى وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة التي سرقت زبائن الاعلام المكتوب والمرئي.

الجواب الذي يخالجني وأرغب بنقله إلى القارئ هنا، انني والكثيرين مثلي ممن اعتنقوا عقيدة سياسية وناضلوا من أجلها من خلال حزب منظم، حتى وإن اصبحوا خارج التنظيم، يبقى وجدانهم يناضل في حالات كثيرة، والكتابة لمن تمكن، هي احدى حالات التعبير عن هذا الوجدان. وأنا وكثيرون مثلي، ما كنا أصحاب الرأي القائل "إذهب أنت وربك فقاتلا"، بل كنا وما زلنا أصحاب عقيدة "إذا قيل من فتى.. قال ها أنا ذا"!.

نعم نحن معشر العقائديين الملتزمين، وقد قضينا العمر في العمل السياسي، لو توقفنا ربما سنشعر بنهاية العمر، لذا نستعين بالكتابة أحياناً لنقول اننا لا نزال أحياء ولو اجتراراً.

أما لماذا دونت بعض تجاربي المستحيلة في كتابي: "من ميشال عفلق إلى ميشال عون" سنة 1992، فسوف يجد القارئ جوابه مفصلاً في كتابي اللاحق الذي آمل أن يلتزم معي الناشر الصديق رياض الريس هذه المرة بالعنوان الذي اخترته له بنفسي وهو "من مواطن سابق إلى وطن مستحيل".

وأما لماذا أكتب اليوم تحت عنوان "حزب الله أقنعة لبنانية لولاية إيرانية"؟، فلذلك قصة وخلفيات.

القصة بدأت مع كتابي الأول عن هذا الحزب، حين كنت أجالس أحد أنسبائي المقربين وكنت المسبِّب بالتحاقه بحركة الجنرال عون في نهاية الثمانينات، شأن كثيرين غيره، ولكن عندما عدت والتقيته في ربيع 2006 ونهاية علاقتي بالجنرال عون التي سبقت بأيام وحصلت تحديداً في 27 شباط 2006، فاجأني نسيبي هذه المرة بجملة قصيرة ومفيدة دفعتني إلى الكتابة مجدداً، بعد ان وعدت نفسي أن أتوقف عند كتابة شبه سيرة سياسية وضعتها في كتاب "من ميشال عفلق الى ميشال عون"، إذ هالني ان يكون الجنرال عون قد زرع في أنصاره "قناعة" وصلت إلى حد أن يصارحني عنصر في تياره بالقول: "إذا كنت تركت عون، بعد أن نسّبتنا الى تياره بسبب علاقته المستجدة مع حسن نصرالله، فنحن لا نجد ذلك مبرراً، ونؤكد لك ونعلن انه اذا اختلف الرجلان في المستقبل فإننا سننحاز إلى نصرالله".

وجاءت هذه القصة لتمثل الشرارة التي أحيت عندي خلفيات كثيرة ورد بعضها في كتابي السابق وسأكتفي منها بالقليل الذي يساعد القارئ، سواء كان مؤيداً أو مخالفاً لأفكار الكتاب، في تعرف نواقص أو هفوات أو زلات استنتاجاتي التي خلصت إليها، وأنا أعلم ان بعضها شديد القسوة لا تشفع له الأعذار المخففة ولا المحللة ولا حتى الظروف الاستثنائية والخاصة.

من حق أحد الأصدقاء أن يكرر وهو يقرأ الكتاب بالعودة مرة جديدة لبث شكوكه بأنني كتبت لأقبض ثمناً كبيراً من السعودية، قدره بمليون دولار، عند صدور كتابي السابق. أما اليوم فلن ألومه إذا أخطأ التقدير ثانية، فهو على الاقل قرأ وعلّق وقدّر غالياً ثمن ما كتبت فشكراً له، وان ظلمني بظنه. واليوم اعترف واعلن انني عجزت حتى الآن عن ادخال كتابي المذكور إلى المملكة السعودية رغم محاولة صاحب دار النشر الصديق رياض الريس بوسائله المختلفة، ورغم محاولة الصديق غسان شربل رئيس تحرير جريدة الحياة السعودية دون جدوى، كما باءت محاولات احدى المكتبات الاساسية في السعودية لادخاله الى المملكة بالفشل أيضاً. ولا زلت حتى الآن أجهل السبب وإن كان الجواب غير الرسمي: "لأن غلاف الكتاب يشير الى علم حزب الله". والله أعلم!

وإذا كانت البداية منطلقة من حرصي على استرداد العونيين الذين جنحوا كما خوفي من انتشار التشيع الايراني عند الجنرال عون وتياره، فإنني اعلن ان مبرر هذه الانطلاقة وسببها الرئيسي هو انني ساهمت في خلق هذا الكيان السياسي العوني الذي أردته مع اصدقائي وطنياً. فتحول اليوم وبفعل انحرافات ومساومات عديدة بدءاً من مذكرة التفاهم، واللاجئين اللبنانيين الى اسرائيل، والمعتقلين في السجون السورية والتحالف مع رموز الفساد والاقطاع، وممارسة الديكتاتورية في قيادة الحزب وإدارته، والغرق في كسب وتوزيع المغانم المادية وغيرها الكثير الكثير أحفظه لكتابي الاخير "الوطن المستحيل".

ولأنني صاحب عقيدة، لا صاحب رأي فقط، فإنني أكتب ملتزماً بنصرة قناعاتي ضد كل انحراف، ولا اعتبر نفسي مجرد صديق لعون بالمعنى الوجداني والانساني بل أزعم وادّعي المشاركة في مشروع وطن ودولة وإن فشل ذلك المشروع حتى الآن. أنا لست طائفياً، لكن لديّ عقلاً وعذراً استمدهما من أبو العلاء المعري(1)، فأنا دافعت عن عون بصراحتة حين كان فعلاً يمثل قضيتي خلال حقبة استمرت منذ نيسان 1985 حتى شباط 2006. وما بدّلت في ذلك تبديلاً رغم كثرة المخاطر والاغراءات. إذن أنا لا أكتب من أجل التنظير، بل من أجل العمل، لا بل يدفعني إليه أيضاً انتمائي السياسي السابق إلى حزب البعث العربي القومي العلماني وقربي من المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وعلى الاخص فتح والجبهة الشعبية، وتحالفي الانتخابي سنة 1972 مع كمال جنبلاط وتعاطفي مع كل أفراد المقاومة الوطنية اللبنانية، وسكني في العراق عند بدء الحرب مع ايران 1980، وموقف عون خلال حرب وتهجير الجبل وساحل الشوف وشرق صيدا، وعدم الاعتراض على حليفه الذي اعتبر مخيم نهر البارد خطاً أحمر على جيش لبنان، وخلفية تحميل حزب الله مسؤوليات مبالغة في مواجهة هذه الحالات جميعاً وغيرها.

لقد جرّب اللبنانيون وسائل كثيرة واستهلكوا التجارب المتعددة بحثاً عن وطن حر ودولة مستقلة لجبلهم الصغير، الذي تقيه جباله غرباً تسونامي وغزو مياه المتوسط، والتقارب الحضاري شرقاً عواصف الصحاري ورمالها. واجهوا طمع الشرق وخبث الغرب فحملوا السلاح وقاتلوا في الداخل شركاءهم واشقاءهم وضيوفهم. كما قاتلوا عدوهم الخارجي. وطالبوا بالفدرالية والتقسيم. إنهم كانوا يغرقون.. فهل يلام مَن يشرف على الغرق إذا لجأ إلى التنفس تحت الماء؟!.

إن لبنان هو مجمع ومختبر الطوائف بمذاهب متعددة وكثيرة هاربة من الظلم والتسلط والعنف. ورغم ذلك، فقد جربت بعض طوائفه العنف والحرب المدمرة عام 1975 وانتهت إلى عدم جدوى ذلك. وكان يفترض أن يؤرخ مؤتمر الطائف 1989 نهاية تلك التجارب الفاشلة، إلى أن دخل حزب الله معترضاً هذا المسار بحجة مقاومة إسرائيل. لكن بعد خروج إسرائيل سنة 2000 من كل الأراضي التي احتلتها من لبنان وفقاً للقانون الدولي واعتراف الأمم المتحدة، راح الحزب يغذي الشعور لدى مواطنيه بأنهم "مسلمون منسيون"(2)، ويكدس السلاح الايراني في الجنوب والبقاع والضاحية ويبني مؤسسات عسكرية وأمنية وثقافية وتربوية واقتصادية ومالية وقضائية وعدلية وتمثيلية وسياسية.. وبات باستثناء تبعيته للفقيه ودولته الايرانية مكتفياً بذاته من كل شيء يحتاج إليه لاعلان الحكم الذاتي في مناطق تواجده الأساسية. فباتت هذه المناطق ولايات لبنانية شكلاً، تابعة ظاهرياً لسلطة لبنانية يقبلها ويوافق عليها الحزب ضمن وصايته الفعلية المطلقة عليها في كل شيء.

هذا الواقع الفعلي الذي أفرزه حزب الله في مناطقه لم يعد يحول دون اعلانه وإشهاره سوى "رغبته الذاتية" بفتوى الفقيه الايراني التي قد يعلن عنها في أي لحظة، وأرجو أن لا تتحقق قبل صدور هذا الكتاب ليبقى الجدل مفيداً حول قراءتي الخاصة هذه.

أما ما يمكن أن ينتج من استمرار هذا الواقع أو الانتقال إلى اعلانه فلن يكون في الحالتين، إلا نذير شؤم لتفتيت "الوحدة" اللبنانية وهي أصلاً لم تبلغ مستواها القانوني والدستوري. وعندئذ قد تكون الفدرالية اللبنانية بشكلها الخاص والفريد والمستحدث هو الحل الأنسب، خاصة إذا نتجت عن حوار هادئ وعاقل بعيداً عن التهويل والتهديد والعنف الذي يحتكره اليوم حزب الله وحلفاؤه بالتبعية.

أما شعار رفض الفدرالية والتقسيم الذي يتمسك الحزب باعلانه دائماً، فهو يعني حينئذ ويُخفي مشروع الهيمنة بالقوة على كل لبنان، "وقد كان شيعياً قبل أن يحتله الآخرون"، كما ينكشف في الأبحاث والقراءات الدقيقة والمفصلة في وثائق الحزب وخطابات وأبحاث مفكريه وكتابه ورجاله وقادته الكبار والصغار منهم.

من جهتي، تساءلت كثيراً لماذا أكتب عن حزب الله. واعترف بأنني لا أملك الجواب الحقيقي والشافي وان كنت أعلم لماذا يسألني أو يتساءل صديقي هذا وكل الآخرين.

لكنني أعترف بانتمائي لجيل عاش شبابه الذي لم يكن "تاريخه كاذباً" أبداً بل مبالغاً في الصدق. ولم يكن صاحب رأي فقط بل صاحب عقيدة. لكنه عانى تجارب انتكاسة مشروع الوحدة والحرية والاشتراكية واستمرار تعثر الثورة الفلسطينية وفشل الثورة الجزائرية ومشروعها لبناء الدولة القادرة والعادلة وبناء التقدم الاجتماعي. وقدري اليوم أن أشهد مع جيل النكسات تعثر الربيع العربي وشعاره المترنح أمام هجمة القوى الدينية وخطابها المتطرف فكرياً وعسكرياً.

أما الانتصارات الموهومة التي تفاخر بها ايران وحماس وحزب الله، كما الجماعات الاسلامية المتطرفة، فهي واحات سراب سرعان ما تبددها القراءة العاقلة والممارسة المستنيرة. فها هي إيران تختنق سياسياً بصراعات قادتها، وتختنق اقتصادياً بالبطالة والفساد والغلاء الفاحش لأسعار المواد المعاشية وهبوط سعر عملتها المستمر في مقابل اسعار العملات الأجنبية، وسوء الادارة.. وهذه حماس تتخبط في وضع مشلول، لا تستطيع ممارسة المقاومة المسلحة، كما لا تستطيع التأثير، سياسياً، على مجرى الأحداث في المسار الفلسطيني، ولا تحلم حتى بتوحيد فلسطين الدولة. لكأنها وُجدت لتكريس سقوط المشروع الفلسطيني. وها هو حزب الله الذي انكشف كلياً بعد "تحرر" الأرض سنة 2000 انه رافعة ايرانية وحركة ميليشيوية داخل لبنان يعمل على احتلال السلطة والدولة بقوة السلاح ليحولها إل ولاية ايرانية.

أما الاسلاميون فليسوا مسؤولين عن الانحطاط العربي بالطبع، ولكن لن يمكنهم النهوض بالعرب أيضاً. وإذا كنا نسجل لهم مواجهاتهم مع المحتلين أحياناً، فلا بد لنا ان نضع تلك المواجهات في سياقها التاريخي الملموس: انها جهادات في نقاط دفاع جزئي وفي جبهة مهزومة، "ما يجعل الخطاب الانتصاري، على وجاهته الميدانية هنا أو هناك، مضللاً وديماغوجياً".

إننا إذ لا ننكر البطولات والتضحيات، نتساءل عما إذا كان هناك مشروع وطني حقاً "للمقاومات" الإسلامية، سواء على المستويات المحلية أو على المستوى العربي العام. ولعل الإجابة عن هذا السؤال هي التي تبين أصالة وصدق الدور السياسي للمقاومات. فإذا كانت تحمل مشروعاً، فإنّ تلقيها المساعدة والدعم من قوى اقليمية لا يضيرها، لكن اذا لم تكن تملك مشروعاً وطنياً أو قومياً، فإنها ربما تنزلق إلى مواقع التبعية والأداة والارتزاق!. لأن التغطية الدينية تنطبق على الجهاد في سبيل الله وتسميته مقاومة تزويراً وباطلاً هو قناع مصنّع.

والمقاومة، بحد ذاتها، ليست مشروعاً بل أداة تحرير مؤقتة بطبيعتها. لكن، هل يمكن أن يتحقق تحرير بلا تحرر، أي بلا مشروع اجتماعي سياسي تقدمي؟!.

إنني لم أقرأ في الوثيقة السياسية مشروع الحزب هذا. لكنني قد قرأته في وثيقة المستضعفين سنة 1985، وقرأته تفصيلياً في كتاب الشيخ نعيم قاسم. وفي القراءتين تم التأكيد: "اننا أبناء أمة حزب الله، نعتبر انفسنا جزءاً من امة الإسلام في العالم التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دولة الاسلام المركزية في العالم".

لست وحدي مَن قرأ ذلك، بل كثيرون غيري، وهنا استعين بقراءة للكاتب الاردني اليساري ناهض حتر نشرته جريدة الاخبار في عددها تاريخ 26/1/2010:

"يمكننا القول اليوم ان "ممكنات" الصحوة الاسلامية قد تبددت. فالاسلام الجهادي تحول ثقله إلى مجموعات مقاتلة معزولة لا تحظى بالتأييد المجتمعي أو الجماهيري من المسلمين، بل تحتضنها عصبيات محلية في معارك تتمفصل على صراعات محلية. وهكذا، فإننا نشهد اتجاهاً لانتقال الاسلام السياسي كله، الدعوي والجهادي، في حساسيته الكبرى الفاعلة، إلى الغرب ليلعب وظيفة سياسية اقلوية".

ثم يضيف: "أما الاسلام السياسي الشيعي، فقد وقع في ما هو أسوأ. لقد فقد صدقيته، جوهرياً، بسبب ذلك التساكن السياسي بين نهج مقاوم وحدوي في لبنان ونهج متأمرك تقسيمي في العراق. وهو تساكن لا يمكن تبريره إلا بالارتباط بالمشروع القومي الايراني الذي يقتضي، من جهة، مواجهة دفاعية مع إسرائيل مكانها لبنان، وتترتب عليها سياسات ومواقف ممانعة ومقاومة، ومن جهة اخرى، يقتضي إضعاف العراق وتقسيمه ونهبه واغتصاب اراضيه وإلحاقه، مما يرتب سياسات ومواقف اخرى مضادة".

إلى أن يقول: "ليس من الواجب على حزب الله أن يتقدم بالشكر الجزيل لطهران على دعمها له ولمقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي بسبب علاقات التبعية. ومن هنا فلا يمكنه ادانة ممارسات إيران الاحتلالية في بلد شقيق، وهل كان السيد حسن نصرالله مضطراً لمنح رجل الاحتلال والتقسيم والفساد في العراق، عمار الحكيم(3)، مقابلة متلفزة لأغراض انتخابية؟ وكيف يمكن لمَن ترنّ في مسمعيه كلمات نصرالله الجهادية اللاهبة في الاونسكو، ان يبصر مشهد ذلك اللقاء الأخوي؟".

"... ماذا يمثل الحوثيون بحق السماء، لكي يتابع تلفزيون المقاومة اللبنانية اتنصاراتهم بفخر؟ هل الحوثيون تيار مقاوم؟ أهم دعاة وحدة ونهضة؟ ليسوا سوى تجمع قبلي متخلف، لكنه يستحق التأييد، بالطبع، بسبب التماثل التبعي لايران".

نشرت هذه المقاطع من المقال رغم ما فيه من مواقف لا تستحق التأييد عندي. إلا أن صاحب المقال لا يريد أن يقتنع ان حزب الله ما هو سوى أداة إيرانية ولا يريد أن يقرأ بعمق أكثر، التحالف الايراني الاميركي الممتد من افغانستان الى الثورة الاسلامية ضد الشاه في إيران، الى التحالف في العراق لاسقاط صدام حسين وتفكيك العراق وتسليمه لايران، ولا تحول "مقاومة" حزب الله عن دور المقاومة الموحدة ليلعب لصالح ايران كلياً وحليفها السوري جزئياً تحت راية جهاد الولي الفقيه.

بعد اكتمال "التحرير" 2000 بدأت تتلى التساؤلات والمشاريع القلقة والمقلقة معاً: ماذا يفعل حزب الله بترسانته العسكرية بعد هذا المنعطف وإلى أين وكيف يتحول!؟.

في حديث إلى جريدة النهار نشر في 23/3/2011 قال الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله: "ان السلاح كان يجب ألا يوجّه إلى الداخل إنما فقط بوجه العدو الإسرائيلي ليبقى على طهارته، وإن المقاومة انتهت منذ زمن بعيد وابرمت اتفاقات منذ سنة 1996 وتوجه السلاح إلى الداخل...".

وبعد حرب تموز 2006 انصرف الحزب إلى تكتيك جديد لخدمة أهدافه الاستراتيجية الثابتة في بناء الدولة الاسلامية والتمسك بقيادة الولي الفقيه الايراني المعصوم للتحضير لعودة الامام واكتمال ظهور الارادة الالهية التي تعطي النصر.

رفّع الحزب رجاله أبطالاً للوعد الصادق، وثبت جماهيره وأنصاره "أشرف الناس". فباتت مقاومة الحزب الاسلامية "فرقة ناجية" كاملة للتعبئة والاستعداد لتلبية "نداء الظهور" وتحقيق دولة العدل حتى دون فتح باب الانخراط في صفوفها المغلقة أصلاً على مواصفات حصرية محددة ونخبة مختارة. اما كل الآخرين خارج الفرقة الناجية والمختارة فهم رجس من عمال وعمل الشيطان ليجتنبوه.

وقد عكست خطب الأمين العام السيد حسن نصرالله بعد حرب تموز 2006، وبعض قادته المحليين "اللبنانيين" والمجنسين، هذه الصورة الانتقائية الطليعية، التي نقلت المقاومة من وسيلة كفاحية مختارة بين مجموعة وسائل مختلفة ومتوفرة، إلى المستوى التقديسي الذي يمنع كل نقد أو تعديل أو حتى اجتهاد. وهكذا بات كل العالم من حولها إما مع المقاومة المقدسة وسلاحها المقدس وخياراتها المقدسة، أو مع العدو والشيطان الأكبر الأميركي او السرطان الإسرائيلي، وبقي بعض السذج والمنافقين والمنتفعين ينافقون ويتهمون الآخرين بتعطيل "الحوار".

وهنا نكتشف كيف ان حزب الله يعيش تناقضاً صارخاً، فمشروعه الاساسي بمقاومة إسرائيل يتعرض للتجاذبات الاقليمية بين إيران وإسرائيل وبين إيران والأنظمة العربية، وهو في مطلق الأحوال "يتبع" النبض الايراني وأوامره كلياً، فيتحوّل مشروع المقاومة الاسلامية نحو مشاريع أخرى داخلية أو اقليمية وربما أبعد.

وتحوّلت "المقاومة الاسلامية" إلى جيش دائم لحزب الله ونشأت المؤسسات التعليمية والتجارية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والأمنية الرديفة لمؤسسات الدولة اللبنانية. وباتت ايران من خلال انتماء الحزب إليها عقائدياً وسياسياً وعملانياً تملك جيشاً تابعاً لقيادة حرسها الثوري، يختبئ وراء قناع المقاومة لاحتلال زال ولكن مطامعه باقية تقتضي الحماية منها استمرار "الوجود" لجيش الاحتلال الايراني المقنع والذي بلغ مهارة صانع الأقنعة حد إيهام الكثيرين بأنه "مقاومة" تشارك الجيش والشعب بل تتقدمهما في حماية الوطن.

وبعد أن تعطلت الدولة بالفراغ الدستوري في مركز رئاسة الجمهورية، وجرفها مؤتمر "الدوحة" أكثر بتكريس المشاركة وفق مفهوم توافقي مشوه أدى عملياً الى امتلاك حزب الله حق النقض Veto على جميع قرارات مجلس الوزراء، مكرساً سقوط الدستور اللبناني خاصة مقدمته التي تنص ان "نظام الحكم ديموقراطي برلماني" ونص المادة 65 التي تحدد الصيغة اتخاذ القرارات بالتوافقية أولاً ثم التصويت الأكثري البسيط ليتحول بعد تعذرها إلى صيغة أكثرية استثنائية بالثلثين في بعض القضايا الأساسية المحددة نصاً. فالصيغة هي التصويت بالمبدأ والتوافقية أول مراحل التصويت وصيغة من صيغه وليست أبداً نظاماً سياسياً. لكن الحزب حرف ذلك وأصر على تطبيق هذه النظرية حتى بعد انتخابات 2009 حيث فاز تحالف 14 آذار بأكثرية مقاعد المجلس النيابي ومُنع من تشكيل الحكومة إلا بعد ان حصل حزب الله وحلفاؤه على الثلث الضامن (10+1) ليعطل كلياً حكومة سعد الحريري الأولى الثلاثينية. واختار الحزب وحلفاؤه الوزارات المطلوبة وسموا أسماء وزرائهم دون ترك اي حق لرئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء في الاختيار والتقدير.

وهذا أيضاً مخالف لنص الدستور وروحه التي تعطي لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء صلاحية تشكيل الحكومة وتوقيع مراسيم تعيين الوزراء، ويبقى للكتل السياسية أن تعبر عن عدم رضاها خلال مناقشة بيان الثقة في المجلس وتسقط الحكومة، إذا تمكنت، بالأكثرية النيابية.

ولم يتمخض النقاش الذي استمر طويلاً في مجلس الوزراء ولجنة صياغة البيان الوزاري، إلا بولادة بيان وزاري مفخخ ابتدع هرطقة دستورية مضافة إلى "إنجازات" الدوحة عندما تبنت الحكومة في بيانها الوزاري بدعة سياسية كيانية جديدة باعتماد مثلث "الشعب والجيش والمقاومة". فبات لبنان مع هذا البيان الوزاري العجيب والجديد قائماً على كيانات ثلاثة، اثنان منها، الشعب والجيش، مشتركان بين كل مكوناته السياسية والطائفية، أما الثالثة وهي المقاومة فينفرد بها حزب الله ويتصرف بها تصرف المالك بملكه نيابة عن إيران، غير ملزم حتى بعنايتها للأب الصالح. كما ان العلاقة التي تربط المقاومة من جهة بالجيش وبالشعب من جهة ثانية هي غير محددة، ومتروكة ربما لميزان القوة الذي يحتم هيمنة المقاومة على الجيش والشعب، ويكرس مستقبلاً هيمنة هذه المقاومة المسلحة على الوطن كله، خاصة بعد فشل "طاولة الحوار" و"قادة الحوار" في وضع قواعد تضبط هذه العلاقة ولو تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية التوافقية. كما ان عدم وضع هذه القواعد لضبط العلاقة يجعل الشعب أو ربما الشعوب اللبنانية، وفق قراءات أدق وفي أفضل الحالات، منقسماً بين الجيش والمقاومة. وهذا يعرّض الكيان اللبناني حتماً إلى الانقسام بين شعب وجيش من جهة، وشعب ومقاومة من جهة ثانية، لنصبح على وطنين وربما أكثر. ويزعم حزب الله أنه ضد التقسيم والفدرلة؟!.

هذا الانقسام الذي قد يتحقق عبر حزب الله وبسببه بعد ان عجزت عنه إسرائيل و"حلفاؤها" الكتائب (وفق توصيف حزب الله)، سوف يكون المبرر والذريعة والمساعد لقيام الدولة اليهودية ما دامت تجربة التعايش اللبنانية قد فشلت وأفشلت معها كل الدعوات العربية لبناء مجتمع قومي يوحّد ويجمع الأقليات الاثنية والمذهبية والثقافية العربية في كيان سياسي واحد. وعندما تنفجر المنطقة فلن يرثها الاسلام الثوري الايراني أو الاخواني بل الدول العنصرية ليبدأ الزحف نحو إسرائيل لتقليدها والإفادة من تجربتها وطلب دعمها، فيتحقق حلم إسرائيل بطبعته الجديدة في الشرق الأوسط الجديد أو الكبير. هذه مساهمة بسيطة من مساهمات الولي الفقيه المخفية في خدمة الكيان الصهيوني المغتصب الذي يتظاهر بوصفه بالغدة السرطانية، ومن أجل اقتلاعها، لا بد من إلغاء الأوطان والقوميات والنظم المدنية، فنفيق غداً على دول دينية في طليعتها الدولة اليهودية.

الهوامش:

يقسم أبو العلاء الناس إلى قسمين: طائفيون بلا عقل، وعاقلون لا طائفة لهم.

عنوان كتاب صدر 1999 للباحثين غراهام فولو وراند فرانكي.

عمار الحكيم، أقرب السياسيين العراقيين إلى إيران، اغتيل في بغداد خلال حكم المالكي الأقرب إلى إيران.