المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 15 كانون الأول/2012

 

انجيل القدّيس مرقس 09/33-41/التواضع

"في ذَلِكَ ٱلزَّمان، جاءَ يَسوعُ وَتَلاميذُهُ إِلى كَفَرناحوم. وَلَمّا صارَ في ٱلبَيتِ، سَأَلَهُم: فيمَ كُنتُم تَتَباحَثونَ في ٱلطَّريق؟ فَصَمَتوا، لِأَنَّهُم كانوا يَتَباحَثونَ في ٱلطَّريقِ في مَن هُوَ ٱلأَعظَمُ بَينَهُم. فَجَلَسَ وَدَعا ٱلِٱثنَي عَشَرَ وَقالَ لَهُم: إِن أَرادَ أَحَدٌ أَن يَكونَ ٱلأَوَّلَ فَعَلَيهِ أَن يَكونَ آخِرَ ٱلكُلِّ وَخادِمًا لِلكُلّ.ثُمَّ أَخَذَ صَبِيًّا وَأَقامَهُ في وَسطِهِم وَٱحتَضَنَهُ وَقالَ لَهُم: مَن قَبِلَ واحِدًا مِن هَؤُلاءِ ٱلصِّبيانِ بِٱسمي فَإيّايَ يَقبَلُ، وَمَن قَبِلَني فَلا يَقبَلُني أَنا بَلِ ٱلَّذي أَرسَلَني. فَأَجابَهُ يوحَنّا قائِلاً: يا مُعَلِّمُ، إِنّا رَأَينا واحِدًا يُخرِجُ ٱلشَّياطينَ بِٱسمِكَ وَهُوَ لا يَتبَعُنا، فَمَنَعناهُ لِأَنَّهُ لا يَتبَعُنا. فَقالَ يَسوع: لا تَمنَعوهُ، إِذ لَيسَ أَحَدٌ يَصنَعُ آيَةً بِٱسمي وَيَقدِرَ سَريعًا أَن يَقولَ فِيَّ سوءًا. فَإِنَّ مَن لَيسَ عَلَيكُم هُوَ مَعَكُم. وَمَن سَقاكُم كأسَ ماءٍ بِٱسمي لِأَنَّكُم لِلمَسيحِ، فَٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ أَجرَهُ لا يَضيع".

 

 

عناوين النشرة

*مسامير ودبابيس بجانية/أوهام واغنام

*خربها الإسلاميون/حسان حيدر/الحياة

*ليبرمان أعلن استقالته عقب اتهامه باساءة الائتمان

*الانتربول رفض التعاون مع سورية وأعلن أنه «لن يتم الاحتفاظ بمذكرات التوقيف في قاعدة بياناتنا/المواجهة» القضائية مع دمشقواجهة للأزمة في لبنان

*عقاب صقر: صفعة الانتربول للاسد مدوية لم ترض أتباعه في لبنان فأمعنوا بالتزوير

*ميقاتي تبلغ من ابراهيم ان عملية تسليم جثامين ضحايا تلكلخ ستتم بعد اجراءات التعرف عليهم

*اهالي القتلى والمفقودين في تلكلخ امهلوا السلطة اللبنانية حتى صباح الاثنين لتسليم الجثامين او نحضر ابناءنا بأنفسنا

*الطاقة الذرية تتوقع اتفاقا مع ايران عن النووي الشهر المقبل

*بعد أن اعتبرت «مصير البلدين واحداً/طهران: ليعلم أوباما أن أي سياسة خاطئة ضد سورية ستنعكس على البحرين

*طهران طالبت واشنطن بإطلاق أستاذ جامعي إيراني معتقل/قائد «الباسيج»: من أسوأ المنكرات الوقوف في وجه الولي الفقيه

*عائلة لبنانية تعود من إسرائيل

*المجلس العدلي تابع محاكمة المتهمين بتفجير عين علق فهد طلب من الموقوفين والمحامين حضور الجلسات

*وكيل الأسد و"فنيش الدواء المزوّر": الكتائبي رشاد سلامة "بيري ميسون"

*"الكتائب" و"التجدد" و"الكتلة الوطنية" إلى أمانة 14 آذار مجددا نظرا لـ"دقة المرحلة"

*السنيورة في مؤتمر صحافي: اقتراح ميقاتي حول الحكومة ليس جديدا والمذكرات السورية لا قيمة لها

*الاحرار جدد مطالبته برحيل الحكومة:الوطن يحصد اليوم نتيجة تهورها في مقاربة السلسلة

*قائمقام بطريرك الارثوذكس دعا لانتخاب خلف لهزيم الاثنين

*رشاد سلامة لموقع "النهار": غداً او الاثنين ساقدم الدعوى ضد عقاب صقر

*مصادر عين التينة لـ "النهار": لقاء بري بنواب المعارضة خلال اقل من 36 ساعة  

*مروان حمادة لـ"النهار": التفصيل يقاس بالمحظور

*الاعدام لقاتل ميريام الاشقر

*سائق فان يحاول اغتصاب طفلتين من ذوي الاحتياجات الخاصة

*احباط محاولة فرار موقوفين من فتح الاسلام من سجن روميه

*نديم الجميل التقى عسيري: النظام السوري وصل الى نهايته

*بين فبركة التسليح والمذكرات إستعاد «المستقبل» الصدارة/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*ما تطلبه شعبة المعلومات عن الـ sms جزء قليل مما يملكه "حزب الله"/الحكومة تمنع اللبنانيين من معرفة قتلة وسام الحسن/فاطمة حوحو/المستقبل

*حرب: رفض تسليم "الداتا"خيار يحمي المجرمين

*قرار الحكومة حجب «الداتا» يُحاصر التحقيق باغتيال الحسن/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*ميقاتي "يسلخ" لبنان عن الاعتراف العربي والدولي بالائتلاف السوري/كارلا خطار/المستقبل

*ميقاتي: للاتفاق على قانون للانتخاب وبعدها تستقيل الحكومة

*عون امام متعاقدي اللبنانية: السياسة تفسد كل شيء وكثير من التعيينات عالق

*الخارجية الأميركية تشيد بالتصريحات الروسية بفقدان الأسد لسيطرته على البلاد ووجهت نداء للمساندين للأسد أن يدركوا خطورة الموقف وأن يرفضوا أوامره

*مخاوف أميركية مما بعد الأسد/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*على ماذا يختلف المصريون؟/رضوان السيد/الشرق الأوسط

*حالة من التشاؤم تعم إيران في ظل احتدام الصراع على السلطة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

*طرابلس محافظة سورية!/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

*الأسد يلعب «صولد»... حتى انهيار الحكم المركزي/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*استقالة الحكومة والحوار والأزمة الاقتصادية.. "سالكة" إلى العام المقبل/ثريا شاهين/المستقبل

*ربع الساعة الأخير/علي نون/المستقبل

*النائب أكرم شهّيب يرفع الصوت: أعطونا العيسمي و"خذوا" علي/صلاح تقي الدين/المستقبل

*أبادي يزور مطرانية الكاثوليك ويعد درويش بمساعدات/"حزب الله" يستعين بإيران لرأب الصدع بين حلفائه في زحلة

*"اليتيم" البائس/حسان الرفاعي/المستقبل

*شارك واللباد في ندوة مركز عصام فارس/المشنوق: النصر في مصر سيكون للحرية الجامعة

*عون تابع مع زوار الرابية شؤونا اغترابية ومطالب الموظفين

 

تفاصيل النشرة

 

مسامير ودبابيس بجانية

أوهام  الحكام العرب وغنمية الشعوب

الياس بجاني/14 كانون الأول/12/الوضع مأساوي في الدول العربية كافة ولا أمل في تغيير سهل وسريع. محزن أن كل الذين سموها ثورات من ال 52 حتىحالة كفر حزب الله في لبنان الذي يحمل هرطقة المقاومة وكذبة التحرير، كلها أي الثورات باعت وبعدها عم تبيع الشعوب اوهام وبتسوّق بوقاحة ممنهجة لثقافة الجهل والغنمية وكره الآخر وأبلسته. كلون من طينة واحدة عسكر وامراء وملوك وعقائديين واسلاميين وقوميين. من 70 سنة وهني بيبيعوا الأوهام وبالآخر ما بيحصدوا غير الهزائم مش بس بوج الإسرائيلي ولكن في داخل انفسهم  ومع شعوبهم. حكام الدول العربية تحولوا إلى فريق منافق ودجال وتاجر بارواح ولقمة عيش الناس وهم بالواقع الملموس لا يجيدون غير قهر شعوبهم وازلالهم وأبلسة من لا يركع منهم ويقبل العبودية. لنأخذ مثلا نظام الأسد المجرم فكل السلاح الذي خزنه من 40 سني وكلف بلايين الدولارات على حساب تقدم بلده استعملو نظام الأسد كله ضد شعبو. صواريخ سكود وطيارات ومدافع وبراميل بارود وكيماوي ع الطريق وتفنن بكل وسائل التعذيب ضد الأحرار من شعبو، سلخ جلد، تقبيع جناجر، بقر بطون، تشويه أجساد وتعذيب غير مسبوق في التاريخ. المثل الثاني عبد الناصر ومعو صدام والقذافي وصالح وعرفات وكل القاديين من الخمسينات حتى منتصف الثمانينات هودي أخطر لأنهم فعلا خلو الناس تعيش الوهم وترجع ع القرون الحجرية. وهلق اجانا الإيراني عم يلعب نفس الدور في لبنان والعراق والبحرين وسوريا ودول الخليج واليمن. هودي المجرمين جماعة الملالي بلبنان، جماعة حزب الله شو عملو وشو عم يعملو؟ اعادوا لبنان 200 سني للوراء، ضربوا الدولة، عهروا القضاء،، خصوا الجيش والقوى الأمنية، ارهبوا الناس، نشروا الفسق وكل انواع الفساد وتجاجروا بكل الممنوعات حتى في تزوير الأدوية والحبل ع الجرار. رجعوا لبنان لشريعة الغاب وكل يوم عندون بدويلتون جريمة على خلفية مد الإيد ورفض الأخر. باختصار هودي ثوار سرطانيين وثورتون هي للفتك بالناس. أما الملوك والأمراء فهم من اوجد السلفيين والأصوليين ليلهوا الشعوب عن كفرهم ولكن السحر في النهاية انقلب على الساحر. أما الإخوان الذين استلموا مصر فهؤلاء كارثة لأنهم يعيشون في عقلية وثقافة القرون الحجرية. بعد كل هذا البؤس هل نيئس ونستسلم؟ لا بالطبع لأن الأمل هو دائما السلاح الأقوى ولكن مع الأمل يجب أن تأتي الأعمال وها هو الشعب المصري ببطولة يقاوم هيمنة الأخوان والشعب السوري بطريقه إلى الانتصار وفي لبنان انشاء الله نهاية الدور الإيراني لم تعد بعيدة.

 

خربها الإسلاميون

حسان حيدر/الحياة

الذين اعتقدوا أن وصول الإسلام السياسي إلى السلطة في عدد من الدول العربية سيعني تغييراً جذرياً في طريقة الحكم ونهج التعامل مع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالمقارنة بالأنظمة الفردية والقمعية التي كانت قائمة فيها، وأولئك الذين رغبوا في أن تُمنح الحركات الإسلامية بقيادة «الإخوان المسلمين» فرصة للتعبير عن ذاتها وإثبات اختلاف برامجها، أصيبوا لا بد بخيبة أمل كبيرة بعد الأداء الفاشل الذي بدأت به هذه الحركات عهدها في كل من مصر وتونس وليبيا... ولاحقاً بالتأكيد في فلسطين وسورية، حيث تطمح الأطراف نفسها إلى الإمساك بالقرار. ففي مصر حيث انشأ «الإخوان» ميليشيا لا تختلف عن تلك التي ختمت عهد مبارك ولعبت دوراً في محاولة إخماد الثورة، يتخذ الرئيس الإسلامي قرارات لا تميزه كثيراً عن خلفه المسجون بسبب ديكتاتوريته، ويصدر مراسيم باسم «الأكثرية» التي يرى أن «الأقلية» يجب أن تخضع لها، في فهم كاريكاتوري للمبادئ الديموقراطية، وبعيداً من المشاركة التي قامت الانتفاضة الشعبية من اجلها. حتى أن مرسي تفوق على «الرواد» الإيرانيين في سرعة الانقلاب على رفاق الثورة، والكشف مبكراً جداً عن نوايا تنظيمه في الاستئثار والتفرد وإقصاء المعارضين، وباشر فور توليه سلطاته في «أخونة» تدريجية للدولة عبر فتح معارك منفصلة مع الجيش والقضاء والإدارة، ليست المواجهة الحالية حول الدستور والسلطات الرئاسية المطلقة آخر حلقاتها.

ويترافق ذلك كله مع حال من الترهيب يفرضها «الإخوان»، المتهمون بـ «سرقة» الثورة، على المواطنين العاديين لتغيير السلوكات الاجتماعية. ويكشف تحقيق أجراه تلفزيون «بي بي سي» ويبثه قريباً، أن تفشي ظاهرة معاكسة النساء في شوارع القاهرة والمدن المصرية الكبرى هو نتيجة سياسة مقصودة يعتمدها الاسلاميون لـ «تأديب» المصريات ودفعهن إلى ارتداء الحجاب. أما في تونس التي أطلقت شرارة «الربيع العربي»، فتكشف الاشتباكات بين أجهزة الأمن والعمال وسقوط مئات الجرحى، أن البلاد تدار بعد الثورة بالعقلية القمعية نفسها للنظام السابق، وأنها لا تزال بعيدة عن الاستقرار بعدما باشرت الحكومة الإسلامية عهدها بإصدار القوانين المقيدة للحريات، ورفض الإصغاء إلى مطالب النقابات. بل إن «حركة النهضة» الإسلامية الحاكمة شكلت ميليشيا باسم «الرابطة الوطنية لحماية الثورة» تستخدمها لـ «فرض الأمن» ومهاجمة المعارضين، وكان مقر «الاتحاد العام للشغل» عرضة لاعتداء من عناصرها دفعه إلى الدعوة للإضراب العام، فيما يهدد الرئيس منصف المرزوقي بالاستقالة بسبب تجاهل الحكومة لتوصياته. ولا يزال الوضع في ليبيا التي تحولت إلى مخزن السلاح الرئيسي للحركات الإسلامية العربية، رهينة الصراع بين التيارات الإسلامية ذاتها وبينها وبين تلك الليبرالية، بحيث تتكرر الخضات الأمنية في العاصمة طرابلس وباقي المناطق مع انتشار الميليشيات المسلحة الخارجة عن أي ضابط. ولا يشذ إسلاميو غزة الفلسطينيون عن القاعدة، حيث يستخدم العدوان الإسرائيلي المتكرر على القطاع ذريعة لمنع انتقاد سلطة «حماس» التي حولته إلى سجن كبير فارضة قيوداً على حرية الرأي واللباس. ويحول احتضان «الإخوان» في سورية لتنظيمات متطرفة، في إطار الانتفاضة على نظام الأسد، دون إقدام الدول الغربية على مد الثوار بالسلاح مخافة وصوله إلى من قد يستخدمه لاحقاً ضدها. لقد قيل الكثير مع بداية الثورات العربية عن ضرورة التخلي عن «الأحكام المسبقة» إزاء الإسلاميين، وأهمية إتاحة الفرصة لهم لكسر الصورة النمطية التي رسمتها لهم أنظمة حاربوها، لكن هؤلاء اثبتوا بعد زمن قصير صحة معظم ما قيل عنهم، وأنهم من القماشة نفسها للديكتاتوريات البائدة، ولو بألوان مختلفة.

 

ليبرمان أعلن استقالته عقب اتهامه باساءة الائتمان

وطنية - أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، اليوم، استقالته من منصبه بعد يوم من اتهامه "باساءة الائتمان" قبل خمسة اسابيع من الانتخابات التشريعية في اسرائيل. وقال في بيان: "لست ملزما قانونيا تقديم استقالتي ولكنني قررت التخلي عن مهماتي وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء".

 

الانتربول رفض التعاون مع سورية وأعلن أنه «لن يتم الاحتفاظ بمذكرات التوقيف في قاعدة بياناتنا/المواجهة» القضائية مع دمشقواجهة للأزمة في لبنان

بيروت – الراي/عزّزت المعطيات الناشئة عن المواجهة القضائية اللبنانية - السورية بفعل حرب مذكرات التوقيف التي صدرت عن كل من القضاءين اللبناني والسوري، أجواء التوتر السياسي الداخلي في لبنان بما زاد عاملاً من عوامل استبعاد اي تحريك عملي لكسر جدار الأزمة السياسية التي يختصرها عنوان تغيير الحكومة واستطراداً التوافق على القانون الذي سيحكم الانتخابات النيابية اواخر الربيع المقبل.

وفي حين بدت الدولة برمّتها كأنها حيّدت نفسها عن ايّ ردّ فعل تجاه إقدام دمشق على إصدار مذكرات توقيف بحق الرئيس سعد الحريري والنائب في كتلته عقاب صقر بالاضافة الى لؤي المقداد الناطق باسم «الجيش السوري الحر»، قالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ «الراي» ان الهجوم المضادّ الذي شنّه الحريري وأقطاب آخرون في قوى 14 آذار على الرئيس بشار الاسد مباشرةً أظهر بما لا يقبل جدلاً ان المرحلة المقبلة ستشهد تعقيدات كبيرة جداً يصعب معها توصل أفرقاء النزاع في لبنان الى حلول او تسويات في شأن مجموعة الملفات الاساسية المطروحة والتي يأتي في مقدمها قانون الانتخابات والوضع الحكومي.

واشارت هذه المصادر الى ان من شأن هذه المواجهة الآخذة في التصاعد سواء على خلفية مذكرات التوقيف او على خلفية رفض فريق الاكثرية تغيير الحكومة وربط الامر بإقرار قانون جديد للانتخابات ان تطيل أمد الازمة وإبقائها مفتوحة على مختلف الاحتمالات السلبية الامنية والاقتصادية وسط أوضاع لم تعد معها الحكومة تملك اي قدرة على وقف التدهور العام الذي تشهده البلاد. ولفتت المصادر انها باتت تشكك اكثر فأكثر في نجاح المحاولة النيابية المبذولة لتحييد ملف قانون الانتخاب عن الصراع والسعي الى فتح ثغرة في البحث في هذا العنوان. ذلك ان موافقة قوى 14 آذار على معاودة عقد اجتماعات للجنة الفرعية المعنية بقانون الانتخاب لم يقترن بعد باتفاق مع رئيس البرلمان نبيه بري على موعد محدد لعقد اجتماع لهذه اللجنة. وحتى في حال التوصل الى اتفاق كهذا فان لا شيء يوحي بمعطيات ايجابية من شأنها الدفع نحو اتفاق او تفاهم على اي قانون جديد. علماً ان وفداً من نواب المعارضة زار بري امس واعلن النائب مروان حمادة بعد اللقاء: «اننا أخذنا يومين أو ثلاثة من أجل العودة إلى بعض المحاضر ولتأمين إستمرارية هذا المسعى الخير وهو العودة إلى التواصل من أجل الإعداد إلى قانون حديث للانتخابات النيابية»، موضحاً أن «اجتماع هذه اللجنة لا يزال يحتاج إلى البحث في تفصيل أو اثنين يعمل عليهما بري ونحن سنبحث بهما قبل العودة النهائية إلى اجتماعات اللجنة». ولم يكن أدلّ على المعطيات السلبية في هذا الملف من مضي وزير الداخلية مروان شربل في الاعمال التحضيرية للانتخابات على اساس القانون الحالي، اي قانون 1960 لكونه ملزَماَ بالمهل القانونية التي تفرض بداية هذه التحضيرات قبل ستة اشهر من موعد الانتخابات علماً ان بداية هذه المهل هي في 20 ديسمبر الجاري.

وتقول المصادر نفسها انه في ضوء المعطيات التي يعرفها الجميع عن وصول الازمة السورية الى ذروة مفترق مصيري من جهة وانعدام وجود اي افق توافقي وأي جسر حواري فعّال في لبنان من جهة اخرى، فان الازمة السياسية في بيروت تبدو مندفعة اكثر فاكثر نحو مزيد من الانسداد وهو امر يُتوقع ان يظهر بكل قوة في الشهر الاول من السنة الجديدة بما يضع جميع القوى السياسية والحكومة والحكم ومجلس النواب امام خيارات صعبة لن يكون اقلها تعاظم احتمال تأجيل الانتخابات النيابية ولو ردد الجميع رفض تأجيلها والتشديد على اجرائها في موعدها.

كما ان هذا الاحتمال سيقترن بواقع اهتراء متدرّج يبرز معه تآكل قدرة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على معالجة الازمات المتصاعدة، والتي تشكل المواجهة المفتوحة بينها وبين الحركة النقابية حول ملف سلسلة الرتب والرواتب العنوان الابرز لهذا التآكل. في موازاة ذلك، بقي ملف مذكرات التوقيف السورية بحق الحريري وصقر والمقداد محور اهتمام بالغ في بيروت ولا سيما انه اعتُبر مترابطاً مع قضية الوزير السابق ميشال سماحة ورداً سياسياً على استدعاء القضاء اللبناني مدير مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك ومدير مكتبه العقيد عدنان لجلسة امامه في 14 يناير المقبل للاستماع الى افادتيهما كمدعى عليهما في قضية سماحة، مع التريث في دعوة مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان كشاهدة. وكان بارزاً في هذا السياق ردّ «الإنتربول» السريع على المذكرات السورية التي أُرسلت عبره «للبحث واعتقال وتسليم» الحريري وصقر والمقداد، اذ اعلن في تعميم وجّهه اول من امس لمكاتب الانتربول في الدول العربية أنّ المذكرات السورية «لن يتم الاحتفاظ بها في قاعدة بيانات الانتربول، ولن يكون التعاون في هذه القضية من خلال قنوات المنظمة متماشياً مع النظام التأسيسي وقوانين الانتربول»، معلناً «نرجو أخذ العلم أنه بعد انتهاء مراجعة هذه القضية، ونظراً لطبيعة الاتهامات ووضعية الأشخاص المطلوبين والوضع الحالي في سورية، تم التوصل إلى خلاصة مفادها أن تسجيل المعلومات الواردة في الرسالة لن يكون متماشياً مع النظام التأسيسي للانتربول، وخاصة استناداً للمادة الثالثة منه والتي تنص على أنه «يمنع منعاً باتاً على المنظمة أن تتدخل بأي نشاطات ذات طابع سياسي، عسكري، ديني أو عرقي».

وفي حين اشارت تقارير الى ان الانتربول أرسل نسخة من هذا التعميم إلى مدّعي عام التمييز اللبناني القاضي حاتم ماضي الذي لم يكن حتى امس تسلّم مذكرات التوقيف السورية، نُقل عن مصادر في منظمة الشرطة الدولية «أنّ الكلام عن تعميم (سورية) عبر مجلس وزراء الداخلية العرب أو ما يعرف بإدارة الأمن الجنائي - فرع الشرطة الجنائية العربية والدولية، غيرُ صحيح «لأنّ عضويّة سورية قد جُمِّدت في كلّ المؤسّسات التابعة أو العاملة تحت رعاية الجامعة العربية منذ اشهر عدّة، ولا صفة لسورية أو أيّ موقع فيها منذ ذلك التاريخ». وفي هذه الاثناء اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل أن «مذكرات التوقيف السورية موقف سوريالي وبات من الواضح أن سورية فقدت أعصابها، ولم تعد مواقفها تمت للواقع وكأن النظام السوري يعيش في غير زمن، وهو غير مدرك لما يحل به فيحاول أن يغطي السماوات بالأبواب». وأكد «التضامن الكامل مع الرئيس الحريري في ما يتعلق بموضوع المذكرات»، مشيرا إلى أن «الرئيس الحريري لا يبالي كثيرا لهذا الموضوع لأنه بات من الواضح أن أيام النظام السوري باتت معدودة». وفي السياق نفسه، وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «ما حصل مع الرئيس الحريري والنائب صقر» بانه «لا يعدو كونه حلقة في مسلسل هدر دماء اللبنانيين وخصوصًا قيادات 14 آذار منذ العام 2005 وصولاً إلى اللواء وسام الحسن». 

 

عقاب صقر: صفعة الانتربول للاسد مدوية لم ترض أتباعه في لبنان فأمعنوا بالتزوير

وطنية - صدر عن النائب عقاب صقر البيان الاتي: "يبدو ان الصفعة التي تلقاها الاسد ونظامه من قبل الانتربول الدولي كانت مدوية شكلت لهذا النظام المتهاوي وبعض أتباعه من اللبنانيين نكسة اضافية.

فها هو الانتربول الذي نسجوا الاكاذيب العريضة حول ملاحقته لمن ذكروهم في فضيحتهم المفبركة، يؤكد برسالة رسمية ان مذكرات الاعتقال التي أرسلها نظام "المهاجرين" ساقطة من مدونة الانتربول الدولي كحال السقوط الدولي والداخلي الذي يعيشه صاحب المذكرات ونظامه. رسالة الانتربول للاسد واضحة، وفحواها ان مذكراتك الدونكيشوتية لم تعد تساوي ثمن الحبر الذي تصرفه لتدبيجها، واستنادك الى مزورات مطبخ التضليل اللبناني لم يعد ينفع في زمن السقوط المدوي لمنظومة المخادعة، وايامك المعدودات في الحكم، بحسب اقرب داعميك، تسابق عدد اوراق آخر المذكرات التي ستكتبها قبل ان تتحول سيرتك الى مجرد مذكرات مخزية ترمى على هامش كتاب التاريخ الحديث لسوريا الحرة. طبعا لم يرض أتباع الاسد في لبنان بل لم يكتف بعضهم بانكشاف تزويرهم ولا بصفعة الانتربول، فأمعنوا بالتزوير، وها هي ادوات ميشال عون ل"البروباغاندا" وعلى رأسها قناته التلفزيونية ترتكب مزيدا من أعمال التزوير وتمارس فن الاجتزاء، وآخر ثمارها ما نسبته بالامس من كلام ملفق ومزور الى وكالة "رويترز"، حيث زعمت ان "رويترز" تؤكد نقلا عن معارض سوري ان النائب عقاب صقر يزود المعارضة بالاسلحة. وبالعودة الى "رويترز" تبين ان الخبر صادر من لبنان وليس من سوريا، ويفتتح الخبر بالنقل عن "الوكالة العربية السورية للانباء"، وقد ورد فيه معلومة منقولة عن احاديث خاصة تجريها، كما يتضح من السياق، المعارضة اللبنانية من دون ذكر اي مصدر او مرجع او اسم، ويتناول قيام صقر مع بعض السياسيين بتسهيل نقل اسلحة الى المعارضة السورية.

وهذا النص الصادر عن رويترز حرفيا:"وتقول المعارضة في أحاديث خاصة ان بعض الساسة اللبنانيين بينهم صقر العضو بكتلة المستقبل التي يتزعمها الحريري والمقيم في تركيا منذ اشهر يقومون بتسهيل امداد معارضي الاسد بالاسلحة من الخارج". فلا يقبل من امي جاهل بالمنطق قبل علم اللغة العربية ان يفهم من سياق النص انه منقول عن المعارضة السورية، اذ كيف يعقل ان ينسب الكلام الى المعارضة السورية وتختتم الفقرة بجملة تسهيل الامداد الى معارضي الاسد. الا اذا كانت المعارضة السورية مصابة، كجوقة التزوير بانفصام الشخصية وهذيان الفبركة اليومية. في كل الاحوال لا يسعنا امام هذه المهزلة المتجددة الا ان نؤكد انه يمكن ان تخفي عن الناس اي شيء الا السذاجة فهي تشع من صاحبها اشعاعا لتكشف اشعاعا اخر وهو التزوير. واذا ما اتحفتنا هذه الجوقة بمزيد من هكذا اشعاعات، فمن يدري ربما سندرج في كتب العلوم ذات يوم ان الشمس تشرق من الرابية، التي بات الغروب السياسي لساكنها قريب لاقترانه بغروب جماعة "المهاجرين" من كل القيم الانسانية".

 

ميقاتي تبلغ من ابراهيم ان عملية تسليم جثامين ضحايا تلكلخ ستتم بعد اجراءات التعرف عليهم

وطنية - إستقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في السرايا الحكومية اليوم وإطلع منه على الاتصالات التي يجريها في شأن إستعادة جثامين اللبنانيين الذين سقطوا في بلدة تلكلخ السورية. وأبلغ اللواء إبراهيم الرئيس ميقاتي أن عملية تسليمهم ستتم بعد إستكمال إجراءات التعرف عليهم .

 

اهالي القتلى والمفقودين في تلكلخ امهلوا السلطة اللبنانية حتى صباح الاثنين لتسليم الجثامين او نحضر ابناءنا بأنفسنا

وطنية - نفذ أهالي القتلى والمفقودين في تلكلخ اعتصاما بعد صلاة الجمعة داخل باحة مسجد المنصوري الكبير في طربلس احتجاجا على عدم تسليم السلطات السورية باقي الجثث والمفقودين. وأعلن المتحدث باسم الاهالي الشيخ محمد ابراهيم "اننا لن نترك الساح حتى تسليم كل الجثث والكشف عن مصير الباقين وتسليم الأحياء". وتابع: قلنا للسلطة أنه لا يمكننا الصبر بعد الآن فالجثث في البراري منذ 15 يوما تتحلل"، وأعلن انه "صباح الاثنين سينزل أهالي التبانة والبداوي والقبة وعكار ومجدل عنجر الى الشارع وسنحضر أبناءنا بأنفسنا". واضاف: "جثث أبنائنا تتحلل وهي مرمية في الشوارع والجثث التي استلمناها كانت مشوهة ولم توضع في البراد، ووزارة الصحة لم تقم بواجبها بالكشف على هذه الجثث ومعرفة متى قتلوا وكيف، والدولة تطلب من الصليب الأحمر الإهتمام بالقضية في حين أن السفير السوري قابع عندنا". واعتبر ان "هذه السلطة مع بعض الفئات دون الآخرين، تخلت عن أبنائها إلا أننا تحركنا ونزلنا إلى الشارع"، مشيرا الى "بعض التحركات التي ما كانت لتكون لولا أن الدولة عودتنا الا تتحرك إلا إذا نزل المستضعفون إلى الشارع خصوصا إذا كانوا من "طرابلس الشام".

وانتقد وجود السفير السوري "الذي لا يزال في سفارته ويزور السياسيين في حين أن أقل ما يجب القيام به هو طرده من لبنان ويجب ألا يعود إلا مع جثث أبنائنا والمعتقلين". وقال: "نمهل السلطة حتى صباح الاثنين، إن لم تصل الجثث فنحن لن نستطيع ضبط الشارع. وإن لم تكن الجثامين في لبنان صبيحة الإثنين فأهل طرابلس سينزلون إلى الشارع كما سنتواصل مع أهل عكار للتضامن معنا. طرابلس مع المستضعفين من أهل الثورة في سوريا لأن الله مع المظلوم ونحن أعلنا هذا الأمر منذ البداية، لذا لا تحاولوا الضغط علينا من أجل حرفنا عن مسارنا وإلا فليس مرحب بكم في طرابلس". بعد الاعتصام، جاب المعتصمون في شوارع طرابلس حاملين الرايات السوداء واليافطات المنددة بالنظام السوري، ووصلت المسيرة الى ساحة عبد الحميد كرامي وتوقفت حوالى نصف الساعة، اكد خلالها المشاركون ان الاعتصام تحذيري ولتذكير الدولة اللبنانية بضرورة تحقيق مطالبهم قبل الاثنين المقبل.

 

الطاقة الذرية تتوقع اتفاقا مع ايران عن النووي الشهر المقبل

وطنية - اعلن كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هيرمان ناكيرتس اليوم اثر محادثات في طهران انه "يتوقع التوصل الى اتفاق مع ايران في كانون الثاني حول المسائل العالقة في شأن برنامجها النووي المثير للجدل".

وصرح امام صحافيين في مطار فيينا: "لقد اتفقنا على اللقاء مجددا في 16 كانون الثاني العام المقبل حيث من المتوقع ان نضع اللمسات الاخيرة على طريقة التعامل المنظمة والبدء في تطبيقها بعد ذلك بفترة قصيرة".

 

بعد أن اعتبرت «مصير البلدين واحداً/طهران: ليعلم أوباما أن أي سياسة خاطئة ضد سورية ستنعكس على البحرين

 الراي/طهران - من أحمد أمين

انتقد مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان موقف الرئيس الاميركي باراك اوباما من الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية، معتبرا هذا الموقف بانه «داعم للفوضى في سورية».

وقال عبد اللهيان في تصريح لوكالة «فارس» للانباء شبه الرسمية القريبة من الحرس الثوري: «ليس بوسع احد ان يفرض من الخارج ارادته على الشعب السوري الواعي والمقاوم». واوضح ان «تصريحات اوباما الاخيرة جاءت متسرعة، وانها تمثل خطأً استراتيجياً لكونها تقدم الدعم لاولئك الذين ينتهجون ديبلوماسية دامية ضد سورية». كما انتقد بشدة ما سماه «استمرار سياسة القتل والقمع التي ينتهجها النظام البحريني ضد شعبه ودعم اميركا وبعض الجهات الاخرى لانتهاكات حقوق الانسان في البحرين». ولفت الى «ان على الرئيس الاميركي أن يعلم بأن مصير سورية والبحرين واحد، وأن اي سياسة خاطئة ضد سورية ستنعكس على المنطقة باسرها بما فيها البحرين»، مبينا أن «ايران تعتقد بأن السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية والبحرين يتمثل في وقف العنف واجراء حوار وطني شامل وإقامة انتخابات في اجواء هادئة في البلدين». الى ذلك، انتقد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي «المعايير المزدوجة» التي تستخدمها الدول الغربية في التعامل مع احداث سورية والبحرين، وقال لدى استقباله لفيفاً من اعضاء «الهيئة المؤسسة والمجلس المركزي للجمعية العلمية الدولية للخبراء والمحللين السياسيين» في طهران «ان الغرب يحاول في الوقت الحاضر فرض معاييره المستمدة غالبا من ثقافته وحضارته وسياساته التي تتناقض في كثير من القضايا مع سائر الثقافات، على الآخرين».

وتابع «ان الغربيين على الدوام ليسوا اوفياء لمبادئهم، حيث يتجاهلون هذه المبادئ والسياسات عندما تكون مصالحهم مهددة». وعرض رئيس الديبلوماسية الايرانية الى «نماذج من تعامل الغرب المزدوج»، موضحا «في حين ان الغربيين كانوا يدعمون حكام بعض الانظمة السابقة مثل تونس ومصر الى آخر ايامهم، فانه بمجرد ان انتصرت الشعوب، ادعوا انهم الى جانب الشعوب. هذا الادعاء هو في الحقيقة محاولة لمصادرة الثورات وتسويقها من اجل مصالحهم». واعتبر صالحي «التطورات في البحرين وسورية، بانهما نموذجان آخران على النظرة المزدوجة للغرب»، وقال «ان الغربيين يتجاهلون الاحتجاجات السلمية في البحرين، وفي سورية عندما رأوا ان الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية الواسعة لم تحدث في العاصمة، مهدوا الارضية لارسال الاجانب وتزويدهم بالاسلحة بهدف تدمير البنى التحتية في هذا البلد، وخلافا للقوانين والمبادئ التي وضعوها بأنفسهم، يحاولون اطاحة الحكومة القانونية في سورية». وتابع: «في الازمة السورية خرقت الدول الغربية بشكل سافر جميع القيم والقوانين التي وضعتها واستخدمتها في الاعوام الماضية كأداة ضغط ضد الدول الاخرى، مثل تغيير الحكومة عبر اسلوب غير ديموقراطي، وارسال مرتزقة الى بلد مستقل ودعمهم تسليحيا، واتخاذ اجراءات معادية احادية الجانب ضد دولة عضو في الامم المتحدة، بالرغم من ان منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن لم يصدّقا على القرارات الغربية».

وشدد وزير الخارجية في الوقت نفسه على «ضرورة البت بالمطالب الشعبية وتنفيذ الاصلاحات في سورية، واهمية اجراء الحوار الوطني السوري بأسرع وقت بديلا عن العنف واستخدام السلاح». واضاف: «يجب ان نسعى من خلال التحليل الصائب للقضايا وبعيدا عن الايحاءات الغربية، الى تكريس منطق الحوار ونبذ العنف بأسرع وقت ممكن، وكذلك توعية الشعوب اكثر على التدخلات الخارجية والسياسات المزدوجة للدول الغربية ودعاياتها الكاذبة التي تحاول التغطية على سياساتهم الاستعمارية السابقة في اطر جديدة».

 

طهران طالبت واشنطن بإطلاق أستاذ جامعي إيراني معتقل/قائد «الباسيج»: من أسوأ المنكرات الوقوف في وجه الولي الفقيه

طهران - «الراي

أكد قائد ميليشيا «الباسيج» في ايران العميد محمد رضا نقدي، ان «من اسوأ المنكرات هي الوقوف بوجه الولي الفقيه (آية الله السيد علي خامنئي)». وقال ان «المنكرات العقيدية والسياسية والاقتصادية، هي من ضمن المنكرات الرائجة في المجتمع الايراني ولم يتم الالتفات اليها». وتتهم الاكثرية الاصولية الحاكمة الرئيس محمود احمدي نجاد بالوقوف في وجه القائد الأعلى علي خامنئي، بسبب بعض المواقف والتصريحات، والاهم من ذلك اسناده مناصب رفيعة لقريبين منه، رغم انهم لايحظون بتأييد خامنئي. وترى هذه الاوساط، ان «نجاد بدأ منذ مطلع عهده الرئاسي الثاني (عام 2009) بالانحراف عن الشعارات الثورية التي نادى بها في حملاته الانتخابية والتي مهدت امامه سبيل الفوز بمنصب الرئاسة»، متهمة اياه «بالتبعية التامة لايحاءات صديقه القديم مدير مكتبه السابق ومستشاره الحالي اسفنديار رحيم مشائي». الى ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الايرانية، امس، بيانا طالبت فيه الادارة الاميركية بالافراج فورا عن الاستاذ الايراني المعتقل في الولايات المتحدة، مجتبى عطاردي، مؤكدة لمناسبة مرور عام على اعتقاله انه «احد الاساتذة المعروفين على الصعيد العالمي في جامعة شريف الصناعية في طهران، و اعتقل من قبل الشرطة الاميركية لأسباب واتهامات واهية». وحمّل البيان، «مسؤولية رعاية كل حقوق عطاردي وضمان سلامته على عاتق الادارة الاميركية»، واكد انه «نظرا لشخصية عطاردي العلمية العالمية، ووضعه الصحي وبراءته، ينبغي الاخذ في الاعتبار اتخاذ الاجراءات اللازمة للافراج الفوري عنه وعودته الى احضان عائلته والشعب الايراني العظيم». في المقابل (ا ف ب)، وصل وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى طهران امس، لإجراء جولة جديدة من المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني على امل الحصول على ترخيص بالدخول الى موقع بارشين العسكري بعد اشهر من المفاوضات غير المثمرة.

ومن المقرر ان يلتقي الوفد الذي يحقق حول غايات البرنامج النووي الايراني ويرأسه البلجيكي هرمان ناكيرتس، ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية في مقر المنظمة الايرانية للطاقة.

  

عائلة لبنانية تعود من إسرائيل

بيروت – الراي/نقلت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عائلة لبنانية من داخل الاراضي الاسرائيلية التي كانت دخلتها مع عشرات العائلات بعد انسحاب العام الفين من جنوب لبنان خوفاً من الملاحقة القضائية لأفراد ميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» التي كانت تتعامل مع اسرائيل. وفي التفاصيل ان «الأحمر الدولي» نقل عبر بوابة الناقورة الحدودية عائلة جان مخول ابو راشد المكونة من زوجته نورما وأولاده الياس وجورجيو وشربل (من بلدة قمحة - قضاء حاصبيا) حيث تم تسليمهم الى السلطات اللنبانية المختصة لاجراء المقتضى القانوني.

 

المجلس العدلي تابع محاكمة المتهمين بتفجير عين علق فهد طلب من الموقوفين والمحامين حضور الجلسات

وطنية - عقد المجلس العدلي جلسة الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم برئاسة القاضي جان فهد وعضوية القضاة انطوني عيسى الخوري، جوزف سماحة، بركان سعد، وناهدة خداج، في حضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي بلال وزني، لمتابعة محاكمة المتهمين مصطفى سيو، كمال النعسان وياسر الشقيري والأظناء حسين الزيات وعريفة فارس والفارين من وجه العدالة والمحاكمين غيابيا شاكر العبسي ومبارك النعسان، في جريمة الاعتداء على أمن الدولة الداخلي وتفجير حافلتي الركاب في عين علق، مما أدى الى قتل وجرح عدد من الاشخاص في شباط. وخصصت الجلسة للاستماع الى افادات الشهود الرائد شئيم عراجي، الرائد روجيه عيد، النقيب محمد ضاهر، النقيب ربيع فقيه، الملازم اول حسين احمد والمؤهل ميلاد شلهوب. وتم سوق ياسر الشقيري لتمنعه عن حضور الجلسة على مسؤوليته كما ورد في افادة آمر السجن. ولم يحضر احد من وكلاء الدفاع عن المتهمين باستثناء المحامية منال حمية وكيلة الظنين حسين الزيات. كما انه لم يحضر الرائد عراجي بسبب مهمة امنية والملازم اول حسين احمد بمعذرة طبية. وقرر المجلس تسطير كتاب الى نقابة المحامين لتكليف محامين للدفاع عن ياسر الشقيري وابلاغ المحامي يوسف لحود وكيل الموقوف مصطفى سيو موعد الجلسة المقبلة في 22 شباط 2013. وقرر المجلس تكرار دعوة الشاهدين الغائبين وتكرار سوق ياسر الشقيري وإرجاء الجلسة الى 22 شباط 2013.

بعد انتهاء الجلسة، احتج كمال النعسان على التأخير في المحاكمات فرد القاضي فهد: "نحن جاهزون وعليكم وعلى محاميكم حضور الجلسات".

 

وكيل الأسد و"فنيش الدواء المزوّر": الكتائبي رشاد سلامة "بيري ميسون"

نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سابقاً، "العوني" حديثاً وحتى إشعارٍ آخر، قال لموقع "العهد" الالكتروني إنه تلقّى من سوريا طلبا رسميا عبر قنواتها الدبلوماسية في لبنان (السفير "علي عبد الكريم" هو.. "القنوات"!) بأن يكون وكيلا ممثلا لها للادعاء على الحريري وصقر، مشيرا الى مجموعة اتصالات تجريها دمشق مع محامين آخرين في القضية نفسها." والأهم أن سلامة "لفت الى أنه مصرّ على خياراته السياسية والقومية والعروبية التي جعلته ربّما وكيلا لهذا الطلب"! خُيِّلَ لنا أن روح غير المغفور له "ميشال عفلق" قد تقمّصت في الأستاذ رشاد سلامة الذي نرشّحه لدور "بيري ميسون" الشهير! لكن، هل "الخيارات السياسية" ضرورية لممارسة "المهنة"؟

"بيري ميسون" لم يكن "قومياً عروبياً" ولا حتى "إلهياً"!المركزية – دخلت قضية المذكرات السورية في حق الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر والناطق باسم الجيش السوري الحر لؤي مقداد التي لم تتبلغها اي جهة قضائية لبنانية، مفصلا جديدا، في ضوء معلومات استقتها "المركزية" من مصادر واسعة الاطلاع اكدت ان المحامي رشاد سلامة قبل مهمة توكيله باسم الدولة السورية للتقدم بالشكوى ضد كل من شارك في تمويل الثورة السورية بالاسلحة.

وقالت المصادر ان سلامة بدأ تحضير اوراق الدعاوى ليتقدم بها امام القضاء المختص في القريب العاجل متجاهلا او متحاشيا أياً من الاسماء المتداولة كالرئيس الحريري والنائب صقر والناطق باسم الجيش السوري الحر الذين اتهمتهم سوريا بتهريب الاسلحة الى الثورة السورية للعمل ضد النظام السوري.

وللغاية، اوضحت المصادر ان سلامة سيعتمد في شكواه العبارة القانونية التي تشير الى ان الدعوى ستقام ضد "كل من يظهره التحقيق عاملا او شريكا او متدخلا او محرضا" في تمويل وتسليح الجيش السوري الحر وسعيا وراء تكوين ملف شامل يعزز الشكوى بما يحتاجه من وثائق ومعلومات امام القضاء المختص. وفي المعلومات، ان سلامة لن يدلي بأي تصريح في هذه المرحلة، وهو رفض ذلك امس، ومنذ ان انتشر خبر توكيله على رغم حجم الطلبات التي تقدمت بها مؤسسات محلية تلفزيونية واذاعية ومكتوبة، قبل الحصول على اذن بذلك من نقابة المحامين التي تحدد اصول التعاطي مع هذه الحالات.

وقالت مصادر قانونية لـ "المركزية" ان الدعوى التي سيرفعها سلامة لا تعني انها الاجراء الوحيد الذي يقود الملف الى ما يمكن ان تتخذه القضية من ابعاد قانونية وقضائية. فالنيابة العامة التمييزية كلفت من يجمع كل الوثائق المتصلة بهذه القضية من اشرطة التسجيلات الهاتفية بين النائب صقر ومحدثيه وما قيل بأنها مخابرة هاتفية بينه وبين لؤي المقداد من الجيش السوري الحر او تلك التي قيل انها ما بينه وبين الرئيس الحريري وصولا الى المؤتمر الصحافي الذي عقده في تركيا الى المقابلات التلفزيونية المتعددة التي ظهر من خلالها صقر على الشاشات المحلية والعربية.

واضافت ان كل الاجراءات القضائية، سواء تلك الناجمة عن دعوى سلامة او التحرك الذي تقوده النيابة العامة التمييزية اذا ما قررت رفع الدعوى سيصب في النتيجة في مجلس النواب طلبا لرفع الحصانة اذا ما طلب ذلك عن نواب شملتهم او ستشملهم هذه الدعاوى حيث سيقرر المجلس النيابي بتصويته على رفع الحصانة او عدمـه.

اما في شأن المذكرات فأكدت مصادر في مكتب الانتربول في بيروت لـ "المركزية" المعلومات الواردة عن رفض الانتربول الاحتفاظ بالمذكرات السورية في قاعدة بياناته وعدم التعاون في هذه القضية من خلال قنوات المنظمة لعدم تماشيه مع النظام التأسيسي وقوانين الانتربول، استنادا الى المادة الثالثة من هذا النظام التي تنص على "انه يمنع منعا باتا على المنظمة التدخل في اي نشاطات ذات طابع سياسي، عسكري، ديني او عرقي".

وشددت على ان مكتب الشؤون القانونية في الامانة العامة ارتأى ان من غير الجائز الاخذ بالمذكرات لان طابعها سياسي.

مذكرات من دون قيمة: من جهتها اوضحت مصادر قانونية عليمة لـ "المركزية" ان المذكرات غير قائمة بالنسبة الى لبنان ما دامت لم ترسل وفق الاطر القانونية المتوافق عليها بين البلدين اضافة الى ان عضوية سوريا في الجامعة العربية معلقة منذ اكثر من سنة ولا يمكن لها، والحال هذه، مخاطبة الانتربول العربي وخلاصة القول ان المذكرات سياسية ولا قيمة قانونية لها، وتاليا فإن لبنان لم يتبلغ اي مستند رسمي في هذا الشأن ولن يتحرك، الا اذا تقدمت سوريا بدعوى في هذا المجال.

سلامة يطلب تحديد جلسة لتسليم موكله محمود فنيش الى القضاء

المركزية- تقدم المحامي رشاد سلامة بوكالته عن عائلة وتاجر الأدوية عبد اللطيف فنيش المعروف بمحمود فنيش شقيق وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية عن حزب الله محمد فنيش المتهم بتزوير معاملات وأذونات وزير الصحة لاستيراد أدوية غير معتمدة في لبنان بكتاب امام قاضي التحقيق الأول في بعبدا جان فرنيني. يطلب فيه تحديد موعد جلسة قريبة لمثول موكله امام القضاء بعدما أصرت عائلته على تسليمه الى القضاء قور تحديد الجلسة. ومن المتوقع ان يحدد القاضي فرنيني جلسة قريبة بعدما قرر النظر شخصيا في هذا الملف.

برافو!: رشاد سلامة "وكيل الأسد" ضد الحريري وصقر أمام المحاكم اللبنانية!

 

"الكتائب" و"التجدد" و"الكتلة الوطنية" إلى أمانة 14 آذار مجددا نظرا لـ"دقة المرحلة"

نهارنت/ستعود أحزاب "الكتائب اللبنانية" و"التجدد الديمقراطي" و"الكتلة الوطنية" إلى الإجتماع في أمانة 14 آذار ابتداء من الأسبوع المقبل نظرا لدقة المرحلة ووضع "خارطة طريق لانقاذ لبنان بعد سقوط النظام السوري".

واكدت مصادر مطلعة لوكالة الأنباء "المركزية" ان "حزب الكتائب أبلغ المعنيين في الامانة ان ممثلا عنه سيشارك في الاجتماع المقبل، تماما كما سيشارك ممثلان عن حزب الكتلة الوطنية وحركة التجدد الديموقـراطي".

وكانت قد علقت تلك الأحزاب عضويتها لفترة طويلة في الأمانة على خلفية المطالبة باعادة النظر في صيغتها التنظيمية من أجل تفعيلها وتزخيم عملها لتضطلع بدور التنسيق الفاعل بين مكونات هذه القوى.

وشرحت المصادر ان "حال تعليق العضوية والمآخذ انتهت والواقع التنظيمي بات ثانويا أمام فداحة الوضع السياسي ودقة المرحلة التي تستوجب توحيد الصف والرؤية". كما كشفت ان منسق الأمانة فارس سعيد "اعاد الاتصال بجميع اطراف 14 آذار ومن ضمنها القوى المدنية لتوحيد القراءة السياسية وعقدت اجتماعات مع مسؤولين في حركة التجدد والكتلة الوطنية ووصلت النقاشات الى حدود التسابق في القراءة السياسية للمرحلة بما تتضمن من استحقاقات داخلية". ولفتت المصادر إلى أنه سيتم بحث "الانتخابات النيابية والهواجس الطائفية والمذهبية، وخارجية تتمثل بالاستعداد لما بعد سقوط النظام السوري". وتحدثت المصادر عن "حركة وطنية على مستوى 14 آذار مسؤولة عن المبادرة الى توحيد القراءة السياسية وطرح خارطة طريق لانقاذ لبنان ليكون سقوط النظام السوري مناسبة لترسيخ السلم الاهلي لا لاعادة انتاج حرب داخلية". ومنذ شهر زار سعيد بكفيا والتقى منسق اللجنة المركزية في "الكتائب" النائب سامي الجميل. وأفادت صحيفة "الجمهورية" ان سعيد زار بكفيا الثلاثاء الفائت واجتمع مع رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ونائبه سجعان قزي.

 

السنيورة في مؤتمر صحافي: اقتراح ميقاتي حول الحكومة ليس جديدا والمذكرات السورية لا قيمة لها

وطنية - اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة خلال ندوة صحافية عقدها في مكتبه في الهلالية في صيدا، ان "اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة لم يحمل شيئا جديدا لانه تطرق الى هذا الموضوع في احاديث سابقة وكذلك فقد تطرق ايضا في حديث سابق حول موضوع ان يكون ذلك من ضمن سلة متكاملة بما فيها موضوع الموافقة على الانتخابات واعتقد ان هذا الامر لا يشكل اختراقا لوضع متجمد وغير متحرك بل على العكس يضيف شروطا جديدة وبالتالي هو ربما يعكس بذلك اراء فرقاء معينين يرغبون في اضافة تعقيدات اضافية على الموضوع وبالتالي لا اعتقد ان هذا امرا جديدا ولا يخطو خطوة الى الامام باتجاه الحل، الحل كما اراه وهو كما رأيناه قبل سنة وتحدثنا بشأنه في اكثر من مناسبة وايضا مع دولة الرئيس ميقاتي وايضا تقدمت به قوى 14 اذار في اكثر من مناسبة وفي ايار من هذا العام وبعد ذلك في ايلول من خلال عرائض قدمت الى فخامة رئيس الجمهورية وهو ان الامور بحاجة الى احداث صدمة ايجابية تتركز باستقالة الحكومة وهذا هو الامر الذي يتم".

اضاف: "اعتقد ان الرئيس ميقاتي باصراره على الاستمرار يضيع فرصا على نفسه وعلى لبنان بهذا التردي في الاوضاع على مختلف المستويات ولا سيما على المستويات الاقتصادية والمالية المستجدة بشكل متزايد بسبب سوء الاداء الذي نشهده بالتالي هو يضيع فرصا حقيقية على لبنان من الممكن للبنان ان يخرج من هذا المأزق الذي تستوظفه الحكومة بأدائها على لبنان وبالتالي يصبح من الصعب على لبنان الخروج من هذا المأزق".

وتابع: "اقول ان الرئيس الميقاتي كمن يبيع الثلج في هذه الآونة ولا يدرك هذا الشخص الذي يبيع الثلج ان الثلج يذوب واذا ذاب نصبح في وضع مختلف عما كان عليه عندما بدا عملية بيع الثلج فالرئيس ميقاتي يشابه بهذا الامر بائع الثلج وهو يخسر الفرص التي يمكن ان تعود على لبنان اذا تمت الاستقالة وايضا بالنسبة له، اعتقد انه من الافضل التوقف عن وضع شروط جديدة حول موضوع الحكومة. طبيعي الحكومة عندما تستقيل الدستور واضح ليس هناك من فراغ يمكن البدء بمحاولة الخروج من المأزق وبالتالي لا يمكن اللجوء الى تبريرات اكان ذلك في موضوع الفراغ او عدم وجود فراغ او كان ذلك في موضوع فيما يتعلق بالاستقرار وبالتالي كل هذه الحجج لا تستقيم واعتقد ان ما قدمه الرئيس ميقاتي مؤخرا من اقتراحات ليست جديدة ولا تؤدي الى احداث اختراق في الوضع القائم".

احداث طرابلس

وحول احداث طرابلس الأخيرة وانتشار الجيش اللبناني فيها وكلام الرئيس ميقاتي بهذا الخصوص قال: "هذا المطلب الذي قامت الحكومة مؤخرا ودعمت الجيش وعملت الانتشار هذا امر جيد ويجب ان نعززه وندفع اليه لكن نحن سمعنا على مدى الاشهر الطويلة الماضية اكثر من 15 مرة دخل الجيش وانتشر ومن ثم نسمع اننا نطالب بانتشاره من جديد وهذا الامر غير مفهوم عند اللبنانيين وعند ابناء مدينة طرابلس لان هذا الجرح النازف الذي يستعمله البعض لاحداث الفتنة من جهة ولاحداث مزيد من القلق ومن التوتر واستخدامه لكل غرض غير مشروع".

اضاف: "سمعت من الرئيس ميقاتي ايضا كلاما غريبا عجيبا لا استطيع ان افهمه عندما قال انه لو لم ينتشر الجيش بقوة في طرابلس لكانت قامت الامارة. فعن اي امارة يتحدث؟ ماذا يعني بذلك؟ من وقف ضد انتشار الجيش؟ تيار المستقبل او غيره كان ينادي بانتشار الجيش في مدينة طرابلس منذ اشهر طويلة وكان ينادي بجعل طرابلس مدينة خالية من السلاح وبأن يكون الجيش قادرا على ان يفرض الامن بكل صرامة لماذا كل هذا التأخير والتلكؤ والاقدام والتراجع؟ ثم ماذا عن موضوع الامارة؟ من الذي يريد ان يقوم بموضوع الامارة هناك؟ هل هو محاولة لتقديم ما يسمى تبريرات للموقف السوري الذي لطالما كان يقول ان مدينة طرابلس هي مركز للمتطرفين والمتشددين وبالتالي هذا الامر كان يعطي النظام السوري تبريرات لكي يصرف الانتباه عما يجري في سوريا ويركز الانتباه على ما يجري في طرابلس ويحاول ان يقول ان النظام السوري هو محور هجمة تتم من لبنان على سوريا من قبل جماعة متشددين وها هو اليوم الرئيس ميقاتي يقدم التبريرات التي يحتاجها النظام السوري من اجل ان يقول ان طرابلس هي مدينة التشدد ومدينة الذين يؤمنون بالعنف والارهابيين، وهذا غير مقبول".

وتابع: "هل هذا هو السبب ام انه ايضا يريد ان يعطي صورة لبعض الدول الاوروبية وغيرها انه هو الذي يحارب المتشددين وبالتالي هو الذي وقف حائلا دون امارة مزعومة في لبنان وبأنه هو الذي يقوم بعمل مشكور، على حساب من؟ على حساب ابناء مدينة طرابلس؟ على حساب اللبنانيين؟ على حساب ان يظهر ان هناك مجموعة من المتشددين والمتطرفين في طرابلس تشوه سمعتها من اجل ان نكسب كسبا سياسيا وخلق قصة غير مقبولة. كما سمعت ايضا شيئا وكأن الرئيس ميقاتي يساعد الاشخاص الذين يشاركون في عملية اطلاق النار فقد سمعت احدا من آل المصري ممن يلوذ به في هذا الشأن، الحقيقة انا شديد الاستغراب مما سمعته في هذا الشأن وشديد الاسى بأن يصار الى النيل من مدينة طرابلس واتهامها بأمر معين هي براء منه وهي فعليا لا تعبر هذه الافكار عن روح مدينة طرابلس وعن حقيقتها بأنها مدينة اعتدال وليس مدينة تطرف، وان افترضنا انه كان هناك مجموعات قليلة ممن يمكن ان يكونوا متطرفين هل نصل بهذا الى حدود ان هناك من يريد ان يقيم امارة في طرابلس هذا امر مستغرب في الحقيقة".

وقال: "اعود واقول لقد آن الاوان ان يتم فرض الامن على الجميع في مدينة طرابلس والطرابلسيين كفروا بهذا الانتشار والعودة عنه للجيش، آن الاوان ان ينتشر الجيش بشكل كامل وان يفرض الامن على الجميع واي شخص يطلق النار يجب ان لا يحظى بغطاء من اي شخص كان لا المصري ولا غير المصري ولا اي شخص، لا يجوز الاستمرار بالتلاعب بحياة الناس واذا استعرضنا على مدى الاشهر الماضية كم بريء سقط قتيلا او جرح او تعرض منزله للدمار او للحريق بسبب هذا التلهي وهذه الالعاب التي يقوم بها البعض هناك، آن الاوان وكفى، لم يعد مقبولا ان تستمر هذه الامور بهذا الشكل ولا يمكن ان نستعملها مادة من اجل تبييض صفحة او محاولة اظهار نفسه بأنه يقوم بعمل بأن يتهم الاخرين او يتهم مدينة طرابلس بأنها مدينة التشدد".

المذكرات السورية

وردا على سؤال حول المذكرات التي صدرت عن القضاء السوري بحق الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر ولؤي المقداد قال: "أعتقد أن هذا الأمر لا يفسر الا من جهة ان النظام السوري يحاول أن يظهر ان هناك قضية ومسألة يشغل الناس بها ويحاول ان يقوم بها عن طريق ان يكلف بهذه الدعوى في المحاكم اللبنانية. هذه القضية فعليا لا اساس لها من الصحة من حيث المبدأ والأمر الثاني يجب أن نعلم ان هذا النظام في سوريا عمليا فقد شرعيته العربية والدولية، من خلال المواقف التي وقفتها دول الجامعة العربية من جهة وال130 دولة التي عبرت عن اعترافها بالمعارضة السورية وايضا بالموقف الذي وقفه الانتربول مؤخرا بالنسبة لهذا الموضوع. واعتقد ان هذا الأمر يجب أن لا نعطيه اي اهمية على الاطلاق وليس لها اي قيمة لا قانونية ولا سياسية، وبالتالي لا هي في الأصل حقيقة ولا هذا الأسلوب الذي اعتمده النظام السوري يؤدي الى اي نتيجة".

السلسلة

وعن تعاطي الحكومة مع موضوع سلسلة الرتب والرواتب قال السنيورة: "من ضمن الأشياء التي لفتت انتباهي البارحة وانا اسمع الرئيس ميقاتي عندما كان يعطي تبريرات لماذا قامت الحكومة بهذا المشروع الذي وضعته، بالقول بأنها عندما وافقت الحكومة على هذا المشروع كان ذلك في منتصف هذا العام وكانت الظروف الاقتصادية ملائمة للقيام بهذا المشروع وأنه بعد ذلك تردت الأوضاع الاقتصادية بحيث انه يعيد النظر في هذا الشأن. فليسمح لي الرئيس ميقاتي ان هذا الكلام غير دقيق".

اضاف: "بداية اقول ان الحكومة اقدمت على عدة امور اوصلتها الى حيث وصلت اليه بالرغم من كل الملاحظات التي ابديت مباشرة للرئيس ميقاتي وداخل مجلس النواب وهو يعلم هذا الأمر، وفي اوقات بعيدة في مطلع هذا العام. ليس هذا فقط، بل ان الظروف الاقتصادية التي يعلمها الرئيس ميقاتي وتعلمها الحكومة تمام العلم بأنها ليست وليدة الأشهر القليلة الماضية أي ان الأوضاع الاقتصادية تردت خلال الأشهر القليلة الماضية وبالتالي اصبحت تمنع الحكومة من السير في موضوع سلسلة الرواتب الجديدة، بل ان الأوضاع الاقتصادية والمالية هي في ترد مستمر منذ مطلع العام 2011، عندما اتت هذه الحكومة وجرى تكليف الرئيس ميقاتي في كانون الثاني 2011 اصبحت المؤشرات الاقتصادية والمالية كلها تنبىء بهذا التدهور الجاري. كما ان الظروف العالمية خلال 2011 و2012 كانت تنذر بأن هناك تطورات، ليس ذلك فقط، بل انا سمعت من مندوبي الأساتذة كلاما واضحا وصريحا اننا ما كنا نطالب بسلسلة جديدة ولكن طالبنا عندما شهدنا ان هناك عطاء كبيرا قامت به الحكومة بداية مع سلسلة القضاء والقضاة وبعد ذلك سلسلة الأساتذة الجامعيين".

وتابع: "ما قامت به الحكومة هو اثبات ودليل على تبصرها وعدم درايتها في ادارة الشأن العام وفي التعرف على النتائج التي يمكن ان تترتب على اي خطوة يمكن ان تتخذها واذا كانت غير مدروسة ستؤدي الى تداعيات خطيرة وهذا ما جرى تنبيه الحكومة اليه عدة مرات في هذا الشأن. فأعتقد بأن القول ان هذه السلسلة كانت مقبولة وبامكان الاقتصاد اللبناني ان يتحملها والأوضاع المالية ان تتحملها حتى منتصف العام الحالي وان ما جرى من تطورات بعد ذلك اصبحت لا تتلاءم مع هذه التطورات، هذا الكلام غير دقيق، واعتقد ان على الحكومة ان تتبصر اكثر فأكثر في الظروف والأوضاع وتنظر الى الأمر بعين تستطيع من جهة ان تقوم بما يستطيع الاقتصاد تحمله والأوضاع المالية وايضا بما يؤدي الى انصاف عادل لمختلف شرائح العاملين في القطاع العام وليس فقط من خلال عمليات بهلوانية - اكروباتيك - ان نؤجل ونقسط. اعتقد هذه كلها امور لا تتلاءم مع ابسط القواعد المالية والادارة الصحيحة للشأن العام وللأوضاع الاقتصادية في البلاد".

استقبالات

وكان السنيورة التقى مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي ووفدا من منسقية تيار المستقبل في الجنوب برئاسة منسق عام المنطقة ناصر حمود ووفودا من هيئات اهلية واجتماعية من صيدا والجوار.

 

الاحرار جدد مطالبته برحيل الحكومة:الوطن يحصد اليوم نتيجة تهورها في مقاربة السلسلة

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. وبعد الاجتماع اصدر بيانا اعتبر فيه "ان مذكرات التوقيف السورية في حق الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر بمثابة اعتداء على الحقيقة وعلى السيادة اللبنانية وهي لاغية وكأنها لم تكن"، لافتا إلى ان "النائب صقر كان بين حقيقة الأمر في مؤتمره الصحافي، وخلاصته انتفاء اي تورط في الأحداث السورية وخصوصا ما يتعلق منها بالسلاح والمسلحين". اضاف: "كل ما في الأمر مبادرته لإطلاق المعتقلين اللبنانيين في اعزاز وتقديم المساعدات الغذائية الى الشعب السوري، وإذا كان ثمة متورط فيها فهو حزب الله الذي اضطرت قيادته إلى الاعتراف بعد ان كثر عدد الضحايا في صفوفه الذين وصفتهم البيانات المتتالية انهم قضوا اثناء تأدية واجبهم الجهادي"، معتبرا ان "المسؤولية القانونية والسياسية يتحملها حزب الله المطالب اليوم بسحب عناصره من سوريا والإحجام عن التدخل في مجريات أحداثها". واستغرب "ادعاء الحكومة غيرتها على حياة اللبنانيين الخاصة وفق التبرير الذي قدمته لرفضها تسليم داتا الرسائل النصية القصيرة التي طلبتها الأجهزة الأمنية المولجة التحقيق في جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، إنها تتعمد البراءة وكأنها تجهل أن خصوصيات الشعب اللبناني مكشوفة لأجهزة حزب الله بدءا بشبكة اتصالاته التي لا يزال يوسعها بإسم المقاومة لتطال كل المناطق اللبنانية، وصولا إلى استخباراته التي تحظى برعاية رسمية تحت مسمى المقاومة نفسه تطبيقا لبدعة ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة".

واشار الى انه على "الحكومة ان تتحمل مسؤولية تعثر التحقيقات الذي يشجع آلة القتل الإرهابية على المضي في استهداف قادة قوى 14 آذار وشخصياتها، مما يلامس التواطؤ معها، ان هذا التصرف يضاف إلى سجل الحكومة الحافل بالفساد والتقصير والكيدية وافتعال الأزمات منذ ولادتها تحت وطأة استعمال القوة والضغط والذي يؤكد صوابية المطالبة برحيلها اليوم قبل الغد".

ورأى البيان "ان الوطن يحصد اليوم نتيجة تهور الحكومة وارتجالها في مقاربة سلسلة الرتب والرواتب بعد ان أمضت قرابة السنتين في المفاوضات بصددها". وسأل من جديد: "لماذا لم تكشف الحكومة من قبل انعكاسات السلسلة على الأوضاع الإقتصادية والنقدية؟ ولماذا كانت تقطع الوعود للمعنيين بالسلسلة؟ وكيف يمكن القبول بأن تتحمل فئات من المواطنين هي في أمس الحاجة الى تحسين أوضاعها تبعات عشوائية الحكومة؟ ومرة جديدة ولسبب وجيه يضاف إلى الأسباب الأخرى التي سبقت الإشارة اليها ندعو الحكومة الى الرحيل، والى الإتيان بحكومة من خارج فريقي 14 و 8 آذار ومن غير المرشحين، لتسهيل الاتفاق على قانون انتخاب يؤمن صحة التمثيل وللاشراف على الانتخابات، شرط تولي الأكثرية التي تفرزها صناديق الإقتراع تشكيل حكومة أكثرية، وانصراف الأقلية إلى ممارسة المعارضة الديمقراطية البناءة". واضاف: "صادفت هذا الأسبوع ذكرى استشهاد النائب الصديق جبران تويني وسط استمرار الاغتيالات ومحاولات الإغتيال كما بات معروفا"، مذكرا ان "اغتياله تم صبيحة اليوم الذي تلا عودته من باريس تماما كما حصل للواء الشهيد وسام الحسن، وفي ذلك مؤشر واضح الى الطرف الذي تولى المراقبة لحظة الوصول إلى مطار رفيق الحريري الدولي وحتى تنفيذه الجريمة"، واشار الى "عدم تقدم التحقيق منذ سبع سنوات وحتى اللحظة، إلا أن الآمال تبقى معلقة على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي نطالب برفع كل قضايا الاغتيالات اليها لكشف المجرمين ووضع حد لأعمالهم وإحقاق الحق".

 

قائمقام بطريرك الارثوذكس دعا لانتخاب خلف لهزيم الاثنين

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام ان قائمقام بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المطران سابا اسبر دعا المجمع المقدس لانتخاب خلف البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم في دير البلمند الإثنين المقبل.

 

رشاد سلامة لموقع "النهار": غداً او الاثنين ساقدم الدعوى ضد عقاب صقر

كشف المحامي رشاد سلامة لموقع "النهار" انه يعد ملف الدعوى التي سيرفعها ضد النائب عقاب صقر ومن يظهره التحقيق شريكاً او محرضاً ، بعد ان وكلته الجمهورية العربية السورية بتقديمها

سلامة اشار الى ان الدعوى منفصلة تماماً عن مذكرات التوقيف التي اصدرها القضاء السوري بحق صقر والرئيس سعد الحريري واضاف :"الدعوى ستقدم الى النيابة العامة التمييزية وان المدعي العام حاتم ماضي سينظر فيها ويمكن ان يحيلها عبر وزير العدل الى مجلس النواب لطلب رفع الحصانة عن صقر

 

مصادر عين التينة لـ "النهار": لقاء بري بنواب المعارضة خلال اقل من 36 ساعة 

"النهار/خلال الساعات القليلة المقبلة يتعين ان يرد رئيس مجلس النواب نبيه بري على طلب نواب 14 آذار ويحدد موعدا للأجتماع بهم للمرة الثانية خلال أقل من عشرة أيام. حسب مصادر الرئاسة الثانية في عين التينة فأن موعد اللقاء سيكون خلال ال  36 ساعة  المقبلة كحد أقصى. المصادر نفسها ترفض الدخول في توقعات مسبقة عن اللقاء ونتائجه المحتملة رغم اصرارها بأن قناة التواصل المتجددة هذه بين رئيس السلطة التشريعية وقوى المعارضة تكاد تكون قناة التواصل والتلاقي الأخيرة بين الموالاة والمعارضة خصوصا وان كل الأبواب الأخرى بما فيها باب طاولة الحوار موصدة بإحكام مما يرفع منسوب الإحتقان الداخلي ومع ذلك فإن مصادر بري لا تكتم شعورا بالإرتياح والترحيب لدى رئيس المجلس، تدفعه الى البناء على اللقاء وبالتالي اعتباره خطوة ايجابية في طريق العودة الى تفعيل العمل في مجلس النواب لا سيما في مرحلة الأستحقاقات المهمة وفي مقدمها استحقاق وضع قانون انتخاب جديد يمكن ان يمرر هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي في نظر الجميع واحدا من السبل الممكن سلوكها للخروج من المراوحة الحالية القاتلة. المصادر عينها تشير الى ان بري هو بغاية الشوق للوقوف على ما يحمله وفد نواب المعارضة اليه لا سيما وان ما سمعه من تصريحات بعد اجتماعهم في منزل النائب بطرس حرب هو بالنسبة اليه "اشارة مشجعة" ومعطى "يتسم بالأيجابية". وعليه ما زالت المصادر عينها لا تعير اهمية للسجال الدائر أخيرا في وسائل الأعلام حول "من يستنجد" بمن "ومن المستفيد من هذه اللقاءات" لا سيما وان الموضوع أكبر من ذلك بكثير فهو اعادة تفعيل عمل المؤسسات الرسمية في مقدمها مجلس النواب  وفق قول بري في لقاء الأربعاء الأخير.

 

مروان حمادة لـ"النهار": التفصيل يقاس بالمحظور

النهار/على هامش اجتماع وفد "14 آذار" مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أوضح النائب مروان حمادة لموقع "النهار" أن التفصيل الذي يتوقف على عودة اجتماعات اللجنة الفرعية لمناقشة قانون انتخاب جديد " ليس تفصيلاً وليس صغيراً لأنه يقاس بالمحظور الأمني الذي يحول دون حضور عدد من النواب في 14 آذار اجتماعات تعقد في أماكن وتواقيت محددة". وقال: "يبدو أن الرئيس بري يريد أيضاً العودة الى محاضر اللجان المشتركة لتوضيح عمل اللجنة الفرعية والتأكد من أنها اما فرعية واما للتواصل واما للاتصالات". الى ذلك علم موقع "النهار" انه تم صرف النظر مؤقتاً عن اجتماعات اللجان المشتركة ريثما يتيح التقدم في موضوع اللجنة الفرعية والبحث في قانون الانتخاب.

 

الاعدام لقاتل ميريام الاشقر

وطنية - أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي فيصل حيدر حكما قضى بإنزال عقوبة الاعدام في حق السوري فتحي جبر السلاطين لإقدامه، عمدا على قتل ميريام الاشقر.

وجاء في نص الحكم:

"أولا: في القانون

حيث من الثابت في الملف ان المتهم فتحي سلاطين رغب في ممارسة الجنس مع المغدورة ميريام الأشقر بعد أن شاهدها تصلي داخل كنيسة الدير، فحاول التودد اليها عند عودتها وعندما رفضت عاجلها بطعنة سكين أدت الى سقوطها وتلاشيها وفقدانها القدرة على الحركة، عندها عمد الى سرقة مجوهراتها وجهازها الخلوي وجرها بيديها وكانت تنزف وتتألم وتتعذب لأنها كانت لا تزال مدركة لما يجري من حولها، وبعد أن سحبها بيديها كي تصبح قريبة من غرفته نزع لها ثيابها لتصبح عارية وخلع سرواله وحاول اغتصابها، الى ان ظروفا خارجة عن إرادته حالت دون إتمامه جرم الإغتصاب، عندها عاد من جديد ليجرها لمسافة طويلة وهي تنزف وكان يعلم جيدا أنها لا تزال واعية ومدركة لما ارتكبه، وخوفا من إفتضاح أمره وتهربا من ملاحقته بجرمي السرقة ومحاولة الإغتصاب وخوفا من ردة فعل الضحية، كما ذكر المتهم في التحقيقات الأولية، قرر أن يزهق روحها فذبحها وقطع لها زلعوم الإمعاء وزلعوم الهواء فأسلمت الروح بعد أن تعذبت لفترة من الوقت، وبعد أن تعرضت لأعمال شرسة منها جرها وسحبها وتعريتها ومحاولة اغتصابها وهي ترى وتسمع وتدرك ما يحصل لكنها عاجزة عن المقاومة.

وحيث ان فعل المتهم فتحي سلاطين لجهة إقدامه على قتل المغدورة ميريام الأشقر وفقا لما ذكر أعلاه يشكل الجناية المنصوص والمعاقب عليها بمقتضى المادة 549/ فقرة (2) وفقرة (4) وفقرة (8) منها، كما ان فعله لجهة إقدامه على محاولة اغتصاب المغدورة يشكل الجناية المنصوص والمعاقب عليها بمقتضى المادة 503/200 من قانون العقوبات وفعله لجهة إقدامه على استعمال سكين ممنوع لطعن المغدورة يشكل الجنحة الواردة في المادة 73 من قانون الأسلحة. وحيث من الثابت في الملف ان المتهم فتحي سلاطين اقدم على طعن المغدورة بهدف اغتصابها ولكن عندما وجد ان الجو مؤات وان السرقة ممكنة أقدم على الإستيلاء على مجوهراتها بهدف السرقة وفقا لما ذكر في التحقيقات الاستنطاقية، وبالتالي فان اعمال العنف والتهديد بالسكين التي ارتكبها هدفت الى الاغتصاب وليس الى السرقة التي قرر اللجوء اليها لاحقا، مما يجعل فعله لجهة السرقة منطيقا على احكام المادة /636/ من قانون العقوبات وليس على احكام المادة 639/640 من قانون العقوبات مما يوجب ادانته بمقتضاها.

وحيث ترى المحكمة وفي ضوء ما ذكر اعلاه الزام المتهم فتحي سلاطين بأن يدفع للمدعين ورثة ميريام الاشقر مبلغا قدره اربعماية مليون ليرة لبنانية تعويضا عن الاضرار اللاحقة بهم.

لهذه الاسباب: وبعد الاستماع الى مطالبة النيابية العامة ووكلاء الدفاع تحكم المحكمة بالاجماع:

اولا : بتجريم المتهم فتحي جبر سلاطين بالجناية المنصوص عليها في المادة /549/ فقرة (2) وفقرة (4) وفقرة (8) من قانون العقوبات معطوفة على المادة /43/ من قانون العقوبات وانزال عقوبة الاعدام بحقه.

ثانيا: بتجريم المتهم فتحي جبر سلاطين بالجناية المنصوص عليها في المادة 503/200 من قانون العقوبات وانزال عقوبة الاشغال الشاقة المؤقتة بحقه مدة خمس سنوات.

ثالثا: بإدانة المدعى عليه فتحي جبر سلاطين بمقتضى المادة /626/ من قانون العقوبات وبحبسه سندا لها مدة ثلاث سنوات وبتغريمه بمبلغ اربعماية الف ليرة لبنانية.

رابعا: بإدانة المدعى عليه فتحي جبر سلاطين بمقتضى المادة /73/ من قانون الاسلحة وبحبسه سندا لها مدة ستة اشهر وبتغريمه بمبلغ ماية الف ليرة لبنانية.

خامسا: بإدغام العقوبات المذكورة أعلاه على ان تطبق بحق المتهم فتحي جبر سلاطين العقوبة الاشد الواردة في البند اولا وهي عقوبة الاعدام.

سادسا: بالزام المتهم فتحي جبر سلاطين بأن يدفع للمدعين ورثة ميريام الاشقر مبلغا قدره اربعماية مليون ليرة لبنانية تعويضا عن الاضرار اللاحقة بهم.

سابعا: بمصادرة السكين المضبوط.

ثامنا: بتدريك المتهم الرسوم والمصاريف كافة".

 

سائق فان يحاول اغتصاب طفلتين من ذوي الاحتياجات الخاصة

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام ان عددا من اهالي حولا ومركبة قطعوا طريق حولا - ميس الجبل بالاطارات المشتعلة مساء اليوم في محيط مخفر حولا، احتجاجا على محاولة المدعو علي محمد.ز.(مواليد مركبا 1954) اغتصاب الطفلتين سارة م. من حولا(مواليد العام 2000) ومريم ح. د. من مركبة(مواليد 1998) وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد حاول علي اغتصاب الفتاتين في خلال نقلهما من المدرسة الى منزل ذويهما. وعلى الفور، تمكنت القوى الامنية من توقيف علي ونقله الى مخفر حولا حيث تجمع عدد من شبان البلدتين وحاولوا الدخول عنوة الى المخفر حيث منعتهم القوى الامنية من جيش وقوى امن الداخلي.

وافاد مندوبنا ان المدعى عليه وهو سائق فان لنقل الطلاب لم يعترف حتى الان بما نسب اليه. وقد تم نقل المدعى عليه الى احد مخافر قوى الامن الداخلي في المنطقة حفاظا على سلامته ولاستكمال التحقيق معه، على ان يسلم صباح غد الى النيابة العامة في النبطيه لاجراء المقتضى.

 

احباط محاولة فرار موقوفين من فتح الاسلام من سجن روميه

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام الياس شاهين ان قيادة سرية السجون في سجن رومية احبطت محاولة فرار جماعية كان ينوي ما يقارب العشرين موقوفا من فتح الإسلام تنفيذها ليل امس.

وفي التفاصيل، ان عددا من هؤلاء السجناء عمدوا في أوقات سابقة على نشر عدد من القضبان الحديدية في مكتبة السجن وكانوا يحاولون استحداث ثغرة في المشغل المقفل التابع للسجن الذين كانوا أحرقوا في عمليات شغب سابقة. واثر تبلغ السلطات القضائية توجه الى مبنى السجن مفوض الحكومة المعاون داني الزعني لإجراء التحقيقات اللازمة مع المنفذين والمخططين لإجراء المقتضى القانوني في حقهم، واثراكتشاف العملية نفذت عناصر الحماية المولجة في سجن روميه المركزي انتشارا في كافة مباني السجن لضبط الوضع ومنع حصول أي عمليات تمرد أو شغب.

 

نديم الجميل التقى عسيري: النظام السوري وصل الى نهايته

وطنية - التقى عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميل السفير السعودي علي عواض عسيري، وجرى البحث في اوضاع لبنان والمنطقة. وقال الجميل بعد اللقاء ، بحسب بيان لمكتبه الاعلامي: "ان النظام السوري وصل الى نهايته والمطلوب خروج "حزب الله" من المحور السوري - الايراني قبل فوات الاوان".

 

بين فبركة التسليح والمذكرات إستعاد «المستقبل» الصدارة

شارل جبور/جريدة الجمهورية

نجح تيار «المستقبل» في أقلّ من أسبوع في استعادة المشهدية التي آلَ جزء منها إلى الإسلاميين نتيجة انكفائه و«14 آذار» النسبي عن الفعل السياسي ربطاً بالأزمة السورية واعتماد السياسة الانتظارية. قدّم النظام السوري لتيار «المستقبل» خدمة لا يحلم بها «مَحت» بأسبوع واحد كل المآخذ التي سجلت عليه منذ أحداث 7 أيار والـ»س.س.» وخروج الرئيس سعد الحريري من البلد. لقد ظنّ النظام أن فبركة أشرطة تدلّ على تورطه التسليحي في الأزمة السورية يحرجه حيال الغرب وحلفائه المسيحيين وقاعدته، ويبرّر في المقابل تورّط «حزب الله» في مؤازرته. ولكنّ «العقل» البعثي لم يتنبّه إلى أن صوَر المجازر اليومية التي يقوم بها جعلت المزاج العام السني وغيره أقرب إلى تسليح الثوار لتسريع إنهاء المأساة الحاصلة والدفع نحو سوريا الجديدة من مواصلة السياسة الانتظارية التي تؤخّر ولا تقدم.  وما ينطبق على رواية التسليح انسحب على مسألة المذكرات التي تتصل بالقضية التي سبقتها، والتي جاءت كردّ فِعل على «تجرؤ» القضاء اللبناني على استدعاء اللواء علي مملوك والعقيد عدنان للتحقيق معهما في قضية متفجرات الوزير السابق ميشال سماحة، بعدما كان الاعتقاد أنّ اغتيال الشهيد وسام الحسن كفيل بجعل الجسم القضائي ومَن هم خلفه يتغاضون عن الدور السوري في هذا الملف. وفي هذا السياق لا يمكن سوى تثمين هذه الخطوة التي، ولو أنها لن تصِل إلى أي نتيجة عملية، إنما تدلّ على رفض أي لفلفة لقضية كانت تهدف إلى تفجير الوضع اللبناني. فبين اتهام «المستقبل» بتسليح الثوار والمذكرات، أعاد النظام السوري إظهار أنّ هدفه كان وما زال قطع رأس التيار الأزرق، وأن الحرب التي بدأت على هذا التيار مع اغتيال الشهيد رفيق الحريري ما زالت مستمرة، نظراً لموقفه المتماسِك من الأزمة السورية ورفض المساومة في القضايا المحلية، الأمر الذي فرض إعادة الالتفاف حوله ربطاً بدوره المحوري والحاجة إلى مركزية قوته للحؤول دون الفرطعة داخل البيئة السنية وتلافي أيّ تسوية يدفع الشعب اللبناني ثمنها من سيادته واستقلاله. وقد أظهرت التطورات منذ لحظة إبعاد الحريري عن لبنان أنّ «حزب الله» لا يأخذ في الاعتبار خطورة ضرب خط الاعتدال لحساب التشدد داخل البيئة السنية، بل شجّع على هذا الأمر عن سابق تصور وتصميم بُغية خلق واقع يشبهه بالتمذهب والتسلح تبريراً لتسلحه وتمذهبه. وهذا الكلام لا يقصد منه الانتقاص من أهداف القوى الإسلامية التي توسّع حضورها بفعل واقع الغبن والهيمنة والتسلط والاستكبار، فضلاً عن أن خطابها لم يخرج عن الثوابت الوطنية. إنما هذا الواقع لا ينفي مرامي الحزب بالعسكرة التي يبقى أقوى طرف فيها، وإضعاف «المستقبل» الذي يبقى الطرف الأقوى بتمثيله السياسي والنيابي، وذلك بغية دفع الأخير للتسليم بشروط الحزب عندما تحين لحظة التسويات. وفي موازاة كل ذلك لا بدّ من تسجيل نقطتين: أولاها، استقبال الحريري للائتلاف السوري المعارض، الأمر الذي أظهره فاعلا في سياسات فوق لبنانية لا تتعارض مع سياسة «لبنان أولا» و»الدولة أولا»، إنما تصبّ في خدمة تعزيز هذه السياسة. وبالتالي، أكّد أن القدرة التي يتمتع بها على الوصل دولياً والشبك عربياً هي غير متوافرة لدى القوى الإسلامية.

وثانيها، عجز القوى الإسلامية عن تنظيم صفوفها وإنتاج قيادات تجسد خطها، فضلاً عن أنّ دورها لم يحدث أيّ تغيير نوعي، إذ انها انتظمت في نهاية المطاف تحت السقف السياسي شأنها في ذلك شأن القوى الأخرى.

مع السقوط الوشيك للنظام السوري في ظلّ تقدم المعارضة الحاسم على الأرض وتطور الموقف الدولي، وتحديداً الأميركي، وعدم استبعاد موسكو انتصار المعارضة السورية، استعاد تيار «المستقبل» بريقه السياسي، هذا البريق الذي يجب أن ينسحب على 14 آذار تعزيزاً للثوابت الوطنية وتلافياً لأي أبعاد مذهبية.

 

ما تطلبه شعبة المعلومات عن الـ sms جزء قليل مما يملكه "حزب الله"/الحكومة تمنع اللبنانيين من معرفة قتلة وسام الحسن

فاطمة حوحو/المستقبل

صدمة أخرى تلقاها اللبنانيون اول من امس، على يد حكومة "النأي بالنفس" التي تصفعهم تارة على الخد الايمن ليستفيقوا من حلم سلسلة الرتب والرواتب، وتارة أخرى على الايسر ليستفيقوا من حلم آخر وهو كشف المجرمين في جرائم الاغتيال والعيش بأمان. صدمة مدوية، رغم أن التوقعات كانت تشير اساسا الى أن حكومة "حزب الله" لن ترفع الغطاء عن المجرمين الضالعين في اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن أو أولئك الذين حاولوا اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ومن بعده النائب بطرس حرب. لذلك لم يستغرب اللبنانيون قرار حكومة نجيب ميقاتي عدم الموافقة على طلبات إعطاء بيانات "الداتا" كما طلبت شعبة المعلومات وتكليف وزيري الاتصالات والداخلية متابعة الموضوع وحصر تزويد الأجهزة الأمنية بالمعلومات التي تحتاجها بشأن الأرقام المشبوهة. شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كانت قد تقدّمت بطلب إعطاء مضمون الـ"S.M.S" بعدما توصلت التحقيقات في جريمة اغتيال اللواء الحسن الى أن الفاعلين استخدموا نظام الرسائل عبر الأجهزة الخلوية لا الاتصالات الهاتفية والكشف عن مضمونها. لكن تجاوب وزارة الاتصالات لم يحصل، حيث حاول الوزير نقولا صحناوي تشويه الغاية من هذا الطلب بحجة كشف الخصوصيات، لا بل تحدث أيضاً عن طلب لمراقبة "الفايسبوك" وهو ما نفته مصادر أمنية مطلعة لـ"المستقبل"، بعد ان كان رئيس الهيئة القضائية المستقلة لمراقبة قانونية اعتراض المخابرات الهاتفية رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر نفى بدوره لـ"المستقبل" في 5 كانون الاول 2012 ان يكون ورد للهيئة اي طلب من شعبة المعلومات حول "داتا" التواصل الاجتماعي الـ"الفايسبوك".

اضافت المصادر: "إن شعبة المعلومات طلبت مضمون الـS.M.S في بيروت ولبنان لفترة شهرين قبل اغتيال الحسن ويوم واحد بعد اغتياله، أي أن الطلب محصور بهذه الفترة، وقد جرى تقديم الطلب وفق هذه المدة الى مجلس الوزراء، بعدما تبين أن حركة داتا الاتصالات لم تكن كافية لكشف المجرمين رغم التوصل الى تقدم في التحقيقات"، موضحة أن "الفاعلين استخدموا الـ"S.M.S" لأنهم كانوا مدركين إمكانية معرفة حركة الاتصالات".

ورأت أن "مبرر مجلس الوزراء بعدم إعطاء الداتا هو أن الطلب يكشف عن خصوصية المواطنين وهو ضد الحرية الشخصية"، وتابعت: "هذا صحيح بالشكل، وبالمبدأ نحن ضد المس بالحريات، لكن في دول أخرى وبعد التطور التكنولوجي الهائل، وحيث لا تجري اغتيالات تستخدم حركة "الداتا" والـ"S.M.S" لكشف المجرمين". وأشارت الى أن "كل دولة لديها "سيرفر" تستطيع من خلاله مراقبة حركة "الداتا" و"حزب الله" في لبنان يحصل من شركتي الاتصالات في لبنان على كل المعلومات التي يريدها وما يطلبه فرع المعلومات هو معرفة جزء مما يعرفه "حزب الله" في موضوع محدد، وهو معرفة من اغتال اللواء الحسن، ولا يهم شعبة المعلومات المسائل الشخصية للناس، لذلك فإن التذرع بهذه المسألة مردود". وقد أبدى وزير الداخلية مروان شربل تفهمه لطلب شعبة المعلومات، فيما شن صحناوي حملة إعلامية واسعة للدفاع عن قرار "حزب الله" بحجب الداتا عن الأجهزة الأمنية، مقابل تعويمه لغايات انتخابية في الأشرفية والتغطية على صفقات الوزارة المشبوهة.

لكن، لا بد من الإشارة الى أن الشركات الخاصة تمتلك هذه المعلومات في حين لا يسمح لشعبة المعلومات الحصول على جزء من معلومات ضرورية تحت حجة الحرية الشخصية وتُمنع من معرفة من اغتال رئيسها،

مع العلم أن الكثير من الجرائم تم كشفها عبر تزويد الشعبة بحركة "الداتا"، كما أن الرائد الشهيد وسام عيد وعبر مراقبة حركة الاتصالات كان قد كشف علاقة المتهمين الأربعة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

والواقع ان الرئيس نجيب ميقاتي وعد بمتابعة قضية اغتيال اللواء الحسن وكشف الفاعلين، إلا أنه تبيّن عملياً ومن خلال القرار الذي صدر عن مجلس الوزراء بالأمس عكس ذلك، لا سيما وأن الوزيرين المحسوبين عليه نقولا نحاس وأحمد كرامي كانا من أكثر المتحمسين لعدم إعطاء داتا الـ"S.M.S" رغم علمهما بأن هذا المطلب ليس للتسلية وكشف خصوصيات الناس كما يروّج له "التيار العوني" الناطق باسم "حزب الله"، وإنما من أجل كشف الجريمة التي قال إنه سيلاحقها الى "الآخر". ويبدو أن ما تردد عن أن اغتيال الحسن هو محاولة لضرب استقلالية شعبة المعلومات صحيح إذ إن حكومة "النأي بالنفس" لا تستطيع أن تنأى بنفسها عن قوى وأنظمة القتل في المنطقة، وأن اللبنانيين الذين ناضلوا ودفعوا خيرة أبنائهم ودمائهم من أجل استقلال لبنان وبناء الدولة هم اليوم مربكون أمام حكومة تريد تسليم البلد لنظام يتهاوى.

ويقول النائب شانت جنجنيان "إن الحكومة ليس لديها إرادة حرة وهي تعتمد سياسة النأي بالنفس في الداخل كما في الخارج، وهذا ما يفسر مواقف قوى 14 آذار منها كونها حكومة متواطئة بشكل مباشر أو غير مباشر لأنها لا تريد التعاون مع الأجهزة الأمنية وبلغة القضاء والقانون من يغطي على الجريمة يكون جزءاً منها". ويلفت الى ان "أي تقصير من الحكومة مع تجاوبها مع الجهات الأمنية يستوجب محاسبتها من قبل الشعب اللبناني على مواقفها المتواطئة وعلى تغطيتها الاغتيالات وعلى أسلوب وطريقة عملها، سائلاً "كيف يحق لـ"حزب الله" كل شيء ولا يحق لشعبة المعلومات الحصول على المعلومات؟". ويشدد جنجيان على أن "الحكومة لم تحافظ على كيان لبنان ورئيسها ضعيف لم يستطع تنفيذ أي مسألة مما ورد في البيان الوزاري، وجاءت كل قراراتها مناقضة تماماً". مضيفاً: "الحكومة ضربت هيبة لبنان ونحمّلها مسؤولية الفراغ الحاصل في المؤسسات لا بل تفكيك المؤسسات. ونذكّر الوزراء الذين ينظّرون اليوم عن الحريات الشخصية بأن الدهر يومان يوم لك ويوم عليك، فلا شيء ثابت في الحياة وامتثالهم لأوامر "حزب الله" لن يثبتهم في كراسيهم الى الأبد، وعلى أي حال نأمل أن تنتهي هذه الأيام "البائسة" بسرعة". مع اتساع موجة التهديد بالاغتيالات ووضع أسماء جديدة على اللائحة، أكد أحد الوزراء أن الدولة لا تستطيع أن تؤمن حماية لهؤلاء الأشخاص سوى بنسبة 50%، إذاً فإن عليهم أن يؤمنوا الـ50% ليحافظوا على سلامتهم، وبذلك لا بد من تزويد شعبة المعلومات بكل ما يلزم لتأمين حمايتهم. وهنا يقول النائب نبيل دي فريج: "الرئيس ميقاتي وعد أنه إذا ما أحيلت جريمة اللواء الحسن الى المحكمة الدولية فسيقدم استقالته، وهو لم يوافق على إحالتها، فلماذا لم يقدم الاستقالة؟، وهو حالياً وبحجة غير صحيحة لا يريد تقديم المعلومات لمعرفة المجرمين". وشدد على أن "لدى حزب الله أجهزة تنصت وهو وضع يده على وزارة الاتصالات من خلال "التيار العوني" الذي يسلّمه كل المعلومات التي يريدها ويوظفها في أمور مشبوهة، بينما يقدم لهذا التيار ما يريده من مناقصات وصفقات ويحصل على ما يريده أمنياً". ويوضح دي فريج "أن ما يتردد عن طلب داتا "الفايسبوك" مضحك، لأن "الفايسبوك" شركة عالمية ونحتاج الى "باسوورد" و"يوزرنيم" وعلى أي حال فإن الرد على صحناوي وترويجاته جاء من قبل الناس عبر موافقتهم على كشف ما يرد على "الفايسبوك" مقابل معرفة من اغتال الحسن". ها هي حكومة ميقاتي تتخلى من جديد عن مسؤوليتها بإرادتها وقرارها هو تشجيع على الاغتيال من جديد، واللبنانيون مع هذا القرار يعرفون أنهم مستهدفون وغير محميين، ومع ذلك يتابعون معركتهم من أجل الحياة والحفاظ على ما بنوه بعد ثورة الأرز على أمل أن يعود الإبن الضال الى رشده.

 

حرب: رفض تسليم "الداتا"خيار يحمي المجرمين

المستقبل/أكد النائب بطرس حرب، أن "رفض الحكومة إعطاء "الداتا"، هو خيار يحمي المجرمين ويكشف البلد أمنيا، تحت شعار الحفاظ على الخصوصية، وبالتالي يمكنهم تطيير اي شخصية يريدونها، من دون ان يردعهم احد". ولفت الى أن "الأيام ستثبت أن "14 آذار" متمسكة بالانتخاب وتعديل قانون الستين، و"8 آذار" متمسكة بعدم إجراء الانتخاب لتبقى في السلطة". وأوضح في حديث الى إذاعي، أن "طلب الداتا تضمن فقط اعطاء الرسائل النصية، التي جرى التبادل بها في منطقتين محددتين، وفي فترة زمنية محددة، وليس لفترة مفتوحة". وقال "اننا متمسكون بإسقاط الحكومة، وبألا تتوقف العملية الدستورية والديموقراطية في البلاد، وإذا كان موقفنا سيعطل اقرار قانون جديد للانتخاب سنشارك، لاننا من اصحاب طلب تغيير قانون الستين، واجراء الإنتخابات في موعدها، خصوصا وأننا نسمع في الساعات الاخيرة، أصواتا من 8 آذار، تتحدث عن احتمال تأجيل الانتخاب، بحجة عدم الاتفاق على قانون جديد". ولفت الى أنه "ستتم المشاركة في اجتماع لجنة التواصل النيابية، التي انبثقت عن اللجان المشتركة، وسنبلغ الرئيس نبيه بري بالامر، واذا اعطى الاجتماع النتيجة المرجوة، نحن مستعدون لاتخاذ الموقف الذي يسهل مناقشة قانون الانتخاب، ليقر قانون جديد للانتخاب".

 

قرار الحكومة حجب «الداتا» يُحاصر التحقيق باغتيال الحسن

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

من يعتقد أنّ تسليم داتا الاتصالات الى الأجهزة الأمنية، وتحديداً فرع المعلومات، هو «بنت ساعته»، فهو واهم جداً. ومن يعتقد أن الامتناع عن تسليم هذه الداتا هو نتيجة حرص وزراء الاتصالات المتعاقبين الذين، وللمصادفة، انتموا جميعاً إلى «التيار الوطني الحر»، هو أيضاً واهم. القرار بعدم تسليم الداتا هو قرار "حزب الله" وليس قرار وزراء التيار. وفي الوقت نفسه فإنّ القرار بتسليم الداتا كاملة إلى الحزب، هو أيضاً للحزب الذي يحقّ له وفق مقتضيات حماية المقاومة أن يتسلم هذه الداتا، وأن يحللها، وأن يتعقب العملاء، ويحيل هؤلاء الى المراجع المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

بالعودة الى الوراء قليلاً، تحضر ممارسات وزير الاتصالات سابقاً جبران باسيل الذي افتتح المسلسل: حجز الداتا ومنع فرع المعلومات حصراً من الحصول عليها وتقديمها إلى "حزب الله". ممارسات أنتجَت عمى موقتاً في أبصار القوى الأمنية أدى إلى تنفيذ عملية استهداف الجيش بتفجير باص أسقط شهداء. لم يقتنع باسيل يومها بتسليم الداتا إلّا بعدما ضغطت قيادة الجيش وأرسلت مع قيادة قوى الأمن الداخلي إلى رئيس الجمهورية تطلب الإفراج عن الداتا للسير بالتحقيقات. بعد باسيل، جاء دور الوزير شربل نحاس الذي كرّر ما فعله السلف. وأدّى المنع الى عرقلة التحقيقات لفترة طويلة في ملفات خطيرة، كملف خطف الأستونيين. ولم تكن أزمة سنترال بدارو إلّا نتيجة ما سببه منع الداتا. في عهد الوزير نقولا صحناوي سَلف السلف، استمرت الممارسات ذاتها. توجيه من الرابية مُرسل بتوجيه من الضاحية يقضي بضرورة منع فرع المعلومات تحديداً من الحصول على الداتا، واستمرار في الوقت نفسه بإعطائها إلى "حزب الله" على قاعدة أن الحزب مؤتمن على خصوصيات اللبنانيين، أكثر من فرع المعلومات.

فرضَ اغتيال وسام الحسن انكفاءً ظرفياً، تمثّل في تقديم التسهيلات للتحقيق. وتبيّن فيما بعد أنّ هذا التسهيل يشبه مناورة تعليق جلسات مجلس الوزراء، مناورة يعقبها مناورة. ليس سراً أنّ التحقيق في اغتيال الحسن يشبه التفتيش عن رأس إبرة في كومة كبيرة من القش. فالعملية تشبه إلى حد بعيد عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، من حيث دقة التخطيط والتنفيذ. لكن ما يختلف هذه المرة هو أن المنفذين تفادوا كل الثغرات التي أدت في اغتيال الحريري إلى كشف رؤوس الخيوط. ملف الاتصالات هو أحد هذه الثغرات. وإذا كان مرجحاً ألّا يكون المنفذون قد استعملوا الخلوي لتنسيق تنفيذ العملية، لعدم انكشاف الأرقام وترابطها كما في اغتيال الحريري، فإن وسائل أخرى اتّبِعَت لتأمين الاتصال بين أفراد المجموعة، سواء قبل وضع السيارة المفخخة، أو بعدها، أو أثناء مراقبة الحسن، أو لحظة التنفيذ.

هذه الوسائل هي بالضبط ما يسعى فرع المعلومات إلى كشفها، وهذه هي أسباب طلب الداتا المتعلقة بنصوص الرسائل، التي يمكن أن يشتبه التحقيق بها. ربما تكون هي الأسباب نفسها التي حَدت بالحكومة التي فيها أكثرية مقررة، والتي يرأسها من دخل الى السباق الحكومي بانقلاب مُعدّ مسبقاً مع "حزب الله"، إلى رفض تسليم الداتا بداعي حفظ خصوصية اللبنانيين، هذا مع العلم أنه لا ضمانات يمكن أن تمنع التلاعب بهذه الخصوصية سواء عبر شركات الخلوي نفسها، او عبر الداتا التي تسلّم بشكل غير شرعي إلى قوى حزبية. مع حجب الداتا عن فرع المعلومات، تكون حكومة "حزب الله" قد قطعت شوطاً لا بأس به في محاصرة التحقيق باغتيال الحسن، ويكون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد تحمّل مسؤولية لا لبس بها في قضية الاغتيالات، إذ لم يكتفِ بالتقاعس عندما تسلّم ملفاً عن أخطار حقيقية تستهدف شخصيات من "14 آذار"، بل ذهب بعيداً بالسماح بأن يمرّ عبر هذه الحكومة قرار سيكون له أبلغ الضرر على مسار التحقيق باغتيال اللواء الحسن.

 

ميقاتي "يسلخ" لبنان عن الاعتراف العربي والدولي بالائتلاف السوري

كارلا خطار/المستقبل

لبنان ليس ضمن الدول الـ 130 العربية والغربية التي اعترفت بالإئتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية ممثلاً وحيداً للشعب السوري. أي أن لبنان، أو بطريقة أوضح حكومة لبنان، لا تؤيد مطالب الشعوب وتقمع إرادتهم وتقف الى جانب الأنظمة الديكتاتورية والحكام المجرمين والقتلة.. ويكون بالتالي رئيسها نجيب ميقاتي ألحق بلبنان الخزي والعار والعيب التاريخي. حكومة نجيب ميقاتي أفقدت لبنان وجهه العربي وبالتالي أخرجته من محيطه الذي يتناغم معه متنكرا لجهود "المعلّم" شارل مالك، العربي الوحيد الذي شارك في صياغة وإعداد الإعلان العالمي لشرعة حقوق الإنسان.. ليكون نجيب ميقاتي بدوره، العربي الوحيد الذي لا يعترف بوجود حقوق للإنسان، ويطبع لبنان بصيت الإستبداد والظلم. حكومة السلاح التي يرأسها نجيب ميقاتي شوّهت صورة لبنان الذي لطالما كان معقلا للأقليات والهاربين من غطرسة أنظمتهم، والدليل أن الحكومة ارتضت أن تسلّم بعض هؤلاء المعارضين الى نظام بشار المتوحّش. حكومة السلاح لم تحترم إرادة اللبنانيين والنواب الذين أجمعوا في مشاوراتهم مع رئيس الجمهورية على تسمية سعد الحريري رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية، فكيف بها أن تأبه لما يريده شعب خارج حدودها، طالما أنها تدير أذنها لنظامي القهر الأسدي والإيراني وتأتمر بأوامرهما. يلبس لبنان منذ سنة ونصف السنة وجها ليس له، أو بالأحرى قناعا أسود يخيف السياح والعرب وحتى المواطنين حيث ذاعت السرقة والفساد وانتشر الإجرام. حكومة ميقاتي تنأى بنفسها عن الحرية والديموقراطية، تحمي المجرمين في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب، وتغطي أعمال "حزب الله" الإرهابية في سوريا وتتكتم على أسراره الإقليمية، وتسمح لسفير النظام السوري بالتمادي في التحريض على شعبها والتدخل في شؤونها.. القمع لا تؤيده الحكومة في سوريا فقط، إنما تمارسه في لبنان رغما عن إرادة الشعب الذي لم يختر نجيب ميقاتي رئيسا لحكومته، ويريد أن يطرد سفير النظام السوري من أرضه ويستعيد سيادته ممّن انقلبوا عليها. إن كانت الحكومة خانعة راضية، فإن الشعب اللبناني يريد أن يوصل صوته الى العالم وتحديدا الى كل الدول التي لم تعد تعترف بشرعية النظام، ليقول إنه أيضا عانى لثلاثة عقود غدْرَ ذاك النظام وأنه لم يعترف به يوما. يد الشعب اللبناني بريئة من أفعال هذه الحكومة وكفّه بيضاء من سلاحها الأسود..

أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري الى أن "هذه الحكومة تنأى بنفسها عن الإجماع العربي وتنأى بنفسها عن الإجماع الدولي وكذلك عن الإنحياز لقضايا الشعوب ومطالبتهم بالحرية والكرامة"، وأوضح "اختارت هذه الحكومة أن تنحاز الى النظام المجرم فاتحة المجال له عبر منبر وزارة الخارجية اللبنانية وعبر المنابر الدولية ليستعمل لبنان كمطية يطلق منه أكاذيبه وافتراءاته".

وتابع "لعلّ الأبشع من ذلك كلّه، أن تقف حكومة لبنان صامتة، خرساء لا تعلّق على مذكرات النظام السوري بحقّ رئيس وزراء لبنان السابق وبحقّ شخصيات وطنية"، مضيفاً "أكثر من ذلك، فالحكومة تقف وقفة المتفرّج لا حول لها ولا قوة من حيث الشكل، أما من حيث المضمون فهي متواطئة في هذا الإتجاه".

وختم حوري "واضح أن "حزب الله" في الحكومة يقول "الامر لي"، أما باقي مكوّناتها فخاضعة للحزب إما بالترغيب وإما بالترهيب". من جهته، رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" طوني أبو خاطر أن "لبنان موئل الحريات، لكن كلنا نعلم أن هذه الحكومة أتت بتكليف وتفويض سوري بامتياز، لإسقاط الرئيس الحريري وهو على أبواب البيت الأبيض الأميركي من أجل قضية لم يعد أحد يذكرها اليوم". وشرح أن "هذه الحكومة أتت لتقوم بدور معيّن ومرسوم لها، وقد برز هذا الدور أثناء الثورة السورية"، وتابع "ليس علينا أن نتفاجأ من أداء الحكومة اليوم التي غيّرت وجه لبنان، لذا ينادي نواب قوى 14 آذار بتغييرها"، مشدّدا على أن "هذه الحكومة ليست وطنية ولا تؤدي الدور المفترض بها ان تلعبه". لكن كيف سيستعيد لبنان صيته الذائع بالحرية؟ أجاب أبو خاطر "لبنان سيتغيّر، فقد مرّ بمراحل صعبة ودقيقة بين العامين 1975 والعام 1990، وهذه المرحلة عابرة".. وتابع "لا بدّ للحقيقة أن تظهر، علما أن النظام السوري لا يزال موجودا في لبنان، وهو من سبّب لنا المتاعب في المرحلة الماضية وتصرّف وكأن لبنان مقاطعة تابعة له أو مقتنى خاص لأشخاص معيّنين وليس لدولة خاصة به". وختم "علينا أن نصمد وأن نتمسّك بالثوابت الوطنية"، مشبّها لبنان بـ"البورصة التي تهبط سريعا ثم تعلو أسرع ونحن اليوم في قعر البئر".

 

ميقاتي: للاتفاق على قانون للانتخاب وبعدها تستقيل الحكومة

وطنية - جدد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي طرح "عقد طاولة حوار بمشاركة كل الاطراف المعنية للاتفاق على قانون الانتخابات النيابية وبعدها تستقيل الحكومة، ثم تتشكل حكومة جديدة مهمتها الاشراف على الانتخابات النيابية وتضم أشخاصا غير مرشحين للانتخابات". وقال في حديث الى "قناة العربية" ضمن برنامج "إستديو بيروت" مع الزميلة جيزيل خوري يذاع مساء اليوم: "أنا مع تشكيل حكومة جديدة ولكنني لن أترك البلد في الفراغ، فهذا الأمر غير وارد". وردا على سؤال قال: "الحكومة تؤمن الاستقرار نسبيا في البلد، ولو لم تكن موجودة لكنا شهدنا الفوضى ، ولكان من الصعب معالجة الملفات التي طرحت أمامنا، لا سيما الأمنية منها في طرابلس وصيدا والضاحية الجنوبية ". وعن الانتخابات النيابية قال: "كائنا من يكون رئيس الحكومة في فترة الانتخابات، عليه العمل في الموعد المحدد قبل نهاية شهر حزيران، على إجراء الانتخابات النيابية، لأن هذا الموعد دستوري".

وعما إذا كان مرشحا للانتخابات قال: "من الطبيعي ان اترشح للانتخابات فأنا أتعاطى الشأن العام". وعما يحكى عن وجود لائحة بشخصيات مهددة بالاغتيال، أجاب: "لقد عقدنا إجتماعا أمنيا بالأمس أبلغنا في خلاله وزير الداخلية أن مسؤولا في تيار المستقبل سلمه لائحة باسماء شخصيات من هذا الفريق قال إنهم تلقوا تهديدات وطلب لهم الحماية. ناقشنا هذا الموضوع وإتخذنا الاجراءات المناسبة، علما أن هذا الموضوع لا يعالج بالسجالات والاتهامات وتحميل الحكومة المسؤولية بل بالتعاون بين الجميع. هناك سلسلة من الاجراءات تم إتخاذها، وهم عليهم أخذ الحذر ومسؤوليتنا كدولة أن نتخذ الاجراءات المناسبة".

وعن موضوع داتا الاتصالات وقرار مجلس الوزراء في هذا الشأن، قال: "إنطلق قرار مجلس الوزراء في هذا الشأن من مسألتين أساسيتين هما الحرية المصانة بالدستور اللبناني والقانون الخاص بتعقب حركة الاتصالات، ولذلك نص القرار على إعطاء كامل المعلومات في شأن أية أرقام يتم الاشتباه بها من دون أي تردد". وعن موضوع أحداث طرابلس قال: "هذه الأحداث، في جزء كبير منها، هي إنعكاس لما يجري في سوريا إضافة الى تراكمات الخلافات القديمة التي لا تزال قائمة. نحن نبذل كل ما نستطيع لمعالجة الأحداث سواء بالاتصالات السياسية او بالاجراءات الأمنية التي يتخذها الجيش، ولكن المعالجة تتطلب اساسا الجلوس الى طاولة واحدة وإجراء المصالحة الحقيقية بين المتخاصمين". وعن موضوع سلسلة الرتب والرواتب قال: "عندما اجتمعنا مع هيئة التنسيق النقابية في شهر حزيران الفائت أعطيناهم الوعود ولكن الوضع الاقتصادي تغير والظروف مختلفة، لذلك نحن نعيد درس الموضوع على قاعدة التوفيق بين حق الموظفين والعمال وبين الوضع المالي". وردا على سؤال عن علاقته بالمملكة العربية السعودية وبغيرها من الدول العربية، قال: "رغم كل ما يقال فاننا لا نخرج من جلدنا. إنتماؤنا عربي وهوانا عربي، وإذا حاول احد إخراجنا من الباب فسنعود من الشباك، ورغم كل ذلك فنحن أيضا لدينا عتب على الدول العربية، لأن لبنان لا يترك لوحده".

 

عون امام متعاقدي اللبنانية: السياسة تفسد كل شيء وكثير من التعيينات عالق

وطنية - التقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وفدا من اساتذة الجامعة اللبنانية المتعاقدين المرشحين للتفرغ، في حضور رئيس مجلس التربية والتعليم في "التيار الوطني الحر" الدكتور ادونيس عكرة ومنسق الاساتذة الجامعيين في التيار في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب. بعد كلمة ترحيب من عكرة طرح الدكتور هيثم عز الدين مشكلة تفرغ المتعاقدين في الجامعة اللبنانية العالقة منذ عشرة اشهر في الحكومة. معتبرا ان "الاساتذة سئموا الاعتصامات والاضرابات ولهم الحق بالمطالبة بحقوقهم"، مشيرا الى ان "الملف لا يزال في مجلس الوزراء"، طالبا من عون ان "يكون هدية لهم بمناسبة عيد الميلاد".

عون

من جهته قال عون: "مشكلتكم ليس حديثة ونحن وافقنا عليها وقد تحدثنا بهذا الموضوع في اكثر من جلسة مع رئيس الجامعة الذي نقدره ونقدر عمله ولكن مع الاسف اوقفت المداخلات السياسية هذا الملف، وهكذا دواليك كل شيء في لبنان تفسده السياسة. هذه ليست خصلة السياسة بل السياسيين لان السياسة بمعانيها الاساسية هي ادارة شؤون الناس وهي عمل نبيل". واضاف: "السياسة لدينا تفسد وليس فقط قضيتكم عالقة بل كثير من التعيينات عالقة لا نعرف لماذا؟ لانها لا توضع على طاولة مجلس الوزراء والرئيس يجب ان يقوم بوضع بنود مجلس الوزراء، وتحصل هناك اخطاء، وعندما نتحدث عنها يجيبون لا تمسوا صلاحيات الرئيس، وانتم تعرفون انه عندما يمر اي مرسوم خاطىء لمرة واحدة فمن الصعب ان نعيد تصحيحه خاصة اذا كانت تمس انسانا يحتكر صلاحية معينة". وتابع: "اليوم نتمنى ان نكون قد تخطينا هذه الامور وانتم تطلبون ان تكون هدية الميلاد، ونحن سنستجيب لكم وستكون هديتكم بمناسبة عيد الميلاد". واردف: "قيل ان الملف عالق بسبب الطائفية لكن زملاءكم في الدورة السابقة البالغ عددهم 686 ها هم اليوم اصبحوا متفرغين، في البدء قالوا ان العماد عون سيعارض الموضوع لان 36% منهم فقط من الطائفة المسيحية والبقية من الطائفية الاسلامية اما نحن فلن نظلم اي صاحب حق، على العكس كانت المفاجأة في مجلس الوزراء عندما وافقنا على المشروع وها هم تثبتوا نحن دائما نساعد اصحاب الحقوق، امس التقينا بأشخاص من طرابلس لا نعرفهم بل وافقوا على كل الكلام الذي قلناه حول موضوع مستوردي السيارة المستعملة في لبنان. هناك الكثير من الاشخاص لا يريدون رؤية الواقع يعيشون في الهواء في طبقتهم فقط".

وقال: "اليوم مسؤوليتكم ان تخلقوا جيلا افضل من جيلنا، انتم مربون ونتمنى ان يتخرجوا من تحت ايديكم، وتكون حبات القمح قد زادت اكثر في لبنان، اما الخيار الصعب فهو التحرير، وهذا من اهدافنا التي وضعناها في التيار الوطني الحر عندما كنا في فرنسا. تساءلنا ماذا علينا ان نطلب من الشباب الجامعي، فهذا كان همنا الاساسي، في الهدف الاول طلبنا منهم ان يعملوا على تحرير الارض بالرغم من ان كل الناس كانت تحاول تيئيسهم، اذ كانوا يقولون لهم ان الجنرال يحلم والسوريون لن يخرجوا من لبنان، وارادوا ان يقتلوا الحلم عند الشباب. اما نحن فكنا نعرف ان هذا الحلم مبدئي، اما الهدف الثاني فهو الاصعب اي التحرر، واصعب ما في الهدف هو عقدة الطائفية".

اضاف: "نعود الى التقاليد المهترئة، هناك امور غير مقبولة مثلا سياسي يعطي لابنه ليس فقط الارث المالي بل ايضا الارث الانتخابي والناخبين، ثم ان الناس لا يفتشون عن شخصية النائب او ماذا يفعل في شؤون الناس، في الانظمة، في العمل البرلماني، في المواقف بل يرونه كديكور في احتفالاتهم، آمل ان تساهموا في مسيرة التحرر. وهناك امر ثالث ان كل شخص منكم له تأثير في مجتمعه وعمله وعائلته وبلدته لذا يجب تعليم التمرس الديمقراطي، نريد ان يتعلم الجيل الجديد فن الاصغاء الى بعضه البعض على ان ننمي فيهم الحس النقدي لا ان يسمعوا ويصدقوا الكذب، مثلا اقرأ في صحيفة ان هناك اجتماعا سريا ما بين عون وبري وتدور الاحاديث حول هذه المواضيع وتدور الاشاعات، اذا كان هذا الاجتماع سريا فكيف عرفوا بالاحاديث؟ هنا اهمية الحس النقدي والوعي".

وتابع: "اما التمرس بالديمقراطية فيطال امكانية الاصغاء، اذ يجب ان نستمع حتى الى الشخص الذي لا يعجبنا، يجب على كل فرد في التيار الوطني الحر ان يصغي الى الذي ليس من فريقنا. مثلا اخبرتني شركة احصاء لماذا منذ 2005 يهاجمونني؟ هل تعرفون لماذا؟ على مواقفي؟ من المؤسف هاجموني في الامور الشخصية، ويقولون انه هاجم الصحافة وهو "معصب" كيف هذا؟ هل تعرفون ان "التعصيب" حالة مرضية، اما الغضب فهو حالة صحية، يجب ان تعلموا الجيل الطالع ان يغضب خاصة عندما يرى الشواذ، الغضب افضل من ان يقوم الانسان بجرائم عندما يكبت غضبه او يمد يده على غيره، مثلا هناك مسؤول يتحدث وهو بدون تهذيب فكيف يجب الرد عليه، نشكره". واردف: "يقولون لي انني ضد الطائفة السنية! كيف وبماذا هاجمت الطائفة السنية الكريمة؟ عندما اقول لرئيس الحكومة ان طرابلس وعكار ليستا جزءا من سوريا كي تنأى بنفسك عن مشاكلهما، لا تستطيع ذلك فهناك سلاح ومشاكل، اذا سكتنا يقولون اننا مسرورون لانهم يقاتلون بعضهم واذا تحدثنا عن الموضوع يقولون انه يحرضهم على بعضهم. يجب ان يكون لدى الناس الحس النقدي، عندما كنت في الجيش كان معي جيش من كل الطوائف مسيحيين ومسلمين، يقولون انت تهاجم رئيس الحكومة، طبعا من تريدون ان اهاجم رئيس جمهورية كوريا؟، فهو رئيس حكومة بلدي وانتقد الحكومة على اخطائها في صرف المال وفي عملها. في التيار الوطني الحر لدينا منتسبون كثر من الطائفة السنية، هناك ثلاث لجان في اقضية لبنانية يترأسها شخص سني، ليس الناس سيئين بل الوضع السياسي الاعلامي هو السيىء ومن عاش معي في الجيش يعرفني ويعرف كيف افكر. انتم مربون والمطلوب منكم ان تنشئوا جيلا منفتحا".

 

الخارجية الأميركية تشيد بالتصريحات الروسية بفقدان الأسد لسيطرته على البلاد

وجهت نداء للمساندين للأسد أن يدركوا خطورة الموقف وأن يرفضوا أوامره

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط

أشادت الخارجية الأميركية بالتصريحات الروسية بأن الرئيس السوري بشار الأسد يفقد سيطرته على البلاد، واعتبرت واشنطن تلك التصريحات هي «صحوة» من النظام الروسي وطالبته باتخاذ خطوات أخرى بالاعتراف بائتلاف المعارضة السورية، والتوقف عن مساندة نظام الأسد ماليا وعسكريا والتحرك لتنفيذ اتفاق جنيف وبدء عملية انتقال سياسية في سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «هذه صحوة من النظام الروسي، والسؤال المهم الآن هل ستساعد روسيا المجتمع الدولي ليأخذ اتفاق جنيف ويبدأ في تنفيذه ويساعد أن تجري عملية الانتقال السياسي بشكل سلس وديمقراطي». وحول الخطوات التي ترغب واشنطن في أن تتخذها روسيا قالت نولاند: «يمكنهم (الروس) سحب مساندتهم المالية والعسكرية لنظام الأسد ويمكنهم إطلاق مزيد من تلك التصريحات بأن أيام الأسد معدودة، ويمكنهم مساعدتنا في تحديد الناس داخل سوريا الراغبين في العمل لتحقيق الانتقال السياسي، والاعتراف بائتلاف المعارضة السوري». وأضافت نولاند: «اسألوا روسيا من تعتقد أنه يمثل الشعب السوري، وقد قلنا للروس إنه كلما زاد أمد الأزمة كلما أدى إلى مزيد من الدمار والقتلي، ونريد منهم الاعتراف بائتلاف المعارضة السوري». ووجهت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية نداء للمساندين للأسد بأن يدركوا خطورة الموقف وأن يرفضوا أوامر الأسد ويقولوا إنه حان الوقت لبناء سوريا جديدة، وشددت على ضرورة الفصل بين القوى التي تمثل الشعب السوري والقوى الإسلامية المتشددة مثل جبهة النصرة. وقالت: «نرى أن تتوحد المعارضة السورية وراء القيم الديمقراطية، وأن تعتمد رؤية مستقبلية لسوريا تقوم على احترام حقوق الإنسان، ولكن لجبهة النصرة رؤية مختلفة، ولذا نطالب أي شخص يحارب باسم الشعب السوري أن يعزل هؤلاء المتشددين». وأضافت: «رسالتنا للشعب السوري أن ينفصل عن جبهة النصرة وللمجتمع الدولي الذي يقدم المساعدات للشعب السوري أن يدرك التفرقة بينهما».

 

مخاوف أميركية مما بعد الأسد

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

من الواضح أن أي دعم سياسي لائتلاف المعارضة السورية في الخارج ليس سوى ورقة ضغط دولية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وفي يقيني أن من يريد تغيير خارطة الوطن في سوريا ودعم القوى الشعبية الرافضة، عليه أن يدعم هذه القوى بالمال والسلاح المناسبين كي يتمكنوا من إسقاط هذا النظام. أما فكرة الإدانات الدولية، وتحريك المجتمع الدولي، وجمعيات حقوق الإنسان، ومخاطبة القوى السياسية الفاعلة في العالم، فهي في حد ذاتها مسألة هامة لكنها ليست هي الحل الحاسم إزاء نظام الأسد. نظام الدكتور بشار الأسد لا يحاور معارضيه أو حتى يعتقلهم أو يتحفظ عليهم لكنه يقوم بقصف مدنهم بالسلاح الجوي، وتدمير قواهم بمدفعية الميدان الثقيلة ويستخدم المدنيين العزل كدروع بشرية. نظام الدكتور بشار الأسد أدى إلى نزوح داخلي تعدى المليون مواطن، ونزوح في الأردن وتركيا والعراق ولبنان ومصر تجاوز النصف مليون. إذن أسلوب الرد يجب أن يتجاوز الحلول السياسية التقليدية القائمة على المناظرات والاختلافات والنظريات والمصالح السياسية. وهناك قوى تستشهد بعد قتال على الأرض، وهناك قوى تختلف بعد حوار في الخارج! والأزمة التي أتصورها حينما تهدأ المعارك ويسقط النظام الأسدي هي الإجابة على السؤال الكبير: من سوف يحكم سوريا؟ ومن يحدد قواعد اللعبة المقبلة؟ هل ستكون المعارضة التي تعيش في الخارج أم هي فصائل المقاومة المتواجدة على الأرض الممسكة بالسلاح؟ التخوف، من أن نعود إلى النموذج الليبي الذي حدث فيه انشقاق قوى بين قوى المعارضة السياسية وقوى وأطياف مقاتلة حملت السلاح ضد نظام القذافي وحتى الآن لم تسلمه إلى السلطة الجديدة وما زالت تريد الاستمرار عبر فوهة البندقية المقاتلة. وتتحدث عدة تقارير أميركية عن قلقها من معرفة حقيقة توجهات فصائل المقامة المسلحة السورية وأصولها الفكرية وإلى أي حد تنتمي إلى الفكر الجهادي السلفي. وتزداد المخاوف الأميركية عن ضعف سيطرة معارضة الخارج على القوى المقاتلة في الداخل مما يجعل مرحلة ما بعد الأسد هي معركة جديدة بحد ذاتها قد لا تؤدي إلى استقرار قريب.

 

على ماذا يختلف المصريون؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط

علي أكبر ولايتي، وزير الخارجية الإيراني الأسبق، ومستشار الخامنئي حاليا، يرى أنّ الخلاف بين المصريين إنما هو خلافٌ بين الإسلام والقومية العربية! وأدلتُه على ذلك عجيبة بعض الشيء، إنما يمكن التعبير عنها على النحو التالي: إنّ الثورة الإيرانية هي رائدة الثورات الإسلامية، وقد كان أعداؤها الداخليون من القوميين الإيرانيين؛ ولذا فإنّ الثورات الإسلامية في البلدان العربية إنما تسير على خطى الجمهورية الإسلامية، فيكون أعداؤها حُكْما من القوميين العرب! والواقع أنّ أحدا من أهل الإسلام السياسي في مصر لا يتهم معارضي الرئيس محمد مرسي والدستور بأنهم عروبيون، وإنما يتهمونهم بأنهم علمانيون أو ليبراليون أو كارهون للإسلام والمسلمين! أما المعارضون أنفسهم فيذكرون نقاطا محدَّدة هي: الإعلان الدستوري، والاستفتاء على الدستور غير التوافقي. وفي الإعلان يقول البعض إنه ليس من حقّ الرئيس إصداره. بينما تقول كثرة كاثرة إنه يعطي الرئيس صلاحيات استثنائية هائلة، ويُعطّل عمل القضاء والقُضاة بتحصين قراراته وجعْلها فوق الطعن والرقابة. وهو إنما فعل ذلك للإبقاء على مجلس الشورى، واللجنة التأسيسية للدستور. وقد انتهى الغرض من وراء الإبقاء على اللجنة التأسيسية عندما قدّمت الدستور للرئيس، ولذلك أُلغي الإعلان وبقيت آثاره وصدر إعلانٌ جديدٌ أهمُّ ما فيه الإبقاء على موعد الاستفتاء. والمعارضون ضدّ مواد كثيرة في الدستور، وضدّ الاستفتاء عليه بهذه الطريقة.

ولا يتفق الإخوان والسلفيون في تشخيص الأزمة. أمّا السلفيون فيرون أنّ المعارضين من العلمانيين والأقباط وغيرهم إنما يريدون تضييع الفُرصة على المصريين في اشتراع دستورٍ يقول بتطبيق الشريعة، ويجعل من مصر دولة إسلامية. ولذا فبالإضافة إلى التشهير العنيف بالخصوم، عمدوا إلى محاصرة مقر المحكمة الدستورية لمنعها من الاجتماع وإمكان حلّ مجلس الشورى واللجنة التأسيسية من قبل. كما أنهم يحاصرون مدينة الإنتاج الإعلامي، احتجاجا على القنوات التلفزيونية الخاصة التي تؤيّد المعارضة.

أما الإخوان فيرون أنهم إنما يدافعون عن الشرعية، لأنّ الرئيس مرسي رئيسٌ منتخَب، وإنْ بأكثرية غير كبيرة. وهو في الإعلان وغيره إنما يمارس حقّه وصلاحياته لمنع الاضطراب والفوضى، وهو في تطلُّب الاستفتاء إنما يعود للشعب الذي هو مصدر السلطات. وهكذا فإنّ السلفيين يعتبرون أنّ الشرعية قائمة في الشريعة التي أكّد عليها مشروع الدستور في عدة نقاطٍ ومجالات. في حين يُسِرُّ الإخوان خطابا ويستعلنون بآخر. فالخطاب المستتر يقول بالشريعة وتطبيقها وضرورة حصول ذلك الآن. أما الخطاب الظاهر فهو يتركّزُ على شرعية الرئيس الحاصلة بالانتخاب الحُرّ، وعلى حقّه في اللجوء للشعب للاستفتاء على أي دستور، لأنّ الشعب مصدر السلطات. أمّا الذين يمارسون العنف ضد أنصار الرئيس فهم من الفلول والقتلة المحترفين.

الواقع أنّ هذه الأسباب الظاهرة لا تفي المشهدَ حقَّه، ولا تُعلّلُ هذا التوتُّر الفظيع والمتصاعد، ومن جانب المعارضة قبل جانب السلطة. ولذا لا بُدَّ من الرجوع بعض الشيء إلى الوراء. فبعد سقوط مبارك قامت ثُنائية بين الإخوان والعسكر استمرت لعدة أشهُر. وخلالها جرى الاستفتاء على الإعلان الدستوري الأول، ثم جرت انتخابات مجلسَي الشعب والشورى. وكما صوَّر الإخوان الأمر في الإعلان على أنه إعلان إسلام مصر أو علمانيتها، كذلك مضوا إلى انتخابات مجلسَي الشعب والشورى. بشعارات الإسلام هو الحلّ، وتطبيق الشريعة. ويومها بدأ الاستقطاب بينهم وبين العسكر فرشَّحوا اثنين منهم لرئاسة الجمهورية، ورشح العسكر اثنين، وأُحرج الثوريون فصوَّتوا لمرشح الإخوان، فانخدم بذلك الإخوان الذين سيطروا على الرئاسة والبرلمان ومجلس الشورى ورئاسة الحكومة. فكان لا بد من انتهاز الفرصة النادرة والتي لن تتكرر: بإقرار الدستور في الاستفتاء بحيث تخلد صلاحيات رئيس الجمهورية. وما فكّر الرئيس ومحازبوه ولو للحظة واحدة أنّ المعارضين السياسيين يمكن أن يتحدوهم بسبب الاختلاف الكبير فيما بينهم. أما القضاة فيمكن ضبطهم بطريقتين في الوقت نفسِه: إرعابهم من طريق عزل النائب العام والطحشة عليهم باتهامهم بأنهم من فلول الرئيس مبارك! ومن ناحية ثانية طمأنتهم إلى أنّ هذه التحصينات والتعطيلات قصيرة المدى، وستنتهي بانتهاء الاستفتاء وظهور نتائجه!

يعلم الإخوان أنّ السلطة ليست محسومة لهم، فما حصل الرئيس مرسي على أكثر من مليون صوت في مواجهة أحمد شفيق. ولذا فالمطلوب الإسراع ما دامت الدولة كلّها باليد الآن، وتثبيت صلاحيات الرئيس بالدستور. والجيش مشغول بسيناء وغزة، ومحرمات الأميركيين. والأميركيون راضون وقد ازدادوا رضا بدور مرسي والإخوان في ضبط الوضع بغزة. وإذا استتبّ لهم أمر الدستور، ثم أمر مجلس الشعب بعده، يحكم الإخوان مصر حكم المماليك، لسنواتٍ وسنواتٍ قادمة!

إنّ الصراع إذن هو صراعٌ على السلطة هجمت فيه قوى الرئيس مرسي لاستكمال السيطرة. واستعانت في ذلك بإعطاء الجيش والسلفيين ما يناسب كلا منهم في الفترة الراهنة. وقد أدرك القضاة أنه مقضي عليهم فثاروا وهاجوا وقاطعوا. في حين ثارت المعارضة السياسية موقنة أن العزلَ السياسي يوشك أن يقضي عليها في عدة أشهر! وهكذا فإنّ هذا الصراع هو صراعٌ على السلطة، ولدى الرئيس فرصة (يستطيع استخدامها) في المواعيد وتقديماتها وتأجيلاتها. ومع ذلك، أي مع اتساع هامش المناورة لديه؛ فإنّ الجبهة من ورائه متشددة، وهو سيطيعها ولا يستطيع التراجع في المدى المنظور على الأقلّ. أمّا معارضوه السياسيون فهم في وضْعٍ صعب، ولا يملكون هامشا معتبرا، ولذا فلن يتنازلوا - بعد أن حشدتهم اللحظة الراهنة - وسيظلون يأملون أن ينكسر مرسي تحت وطأة الضغط فيعودون للتنفُّس إن كان ذلك ممكنا.

وما دام الأمر كذلك؛ فإنّ الاستفتاء سوف يحصل، لكنه لن يكونَ أكثر من محطة على درب النزاع، وهو نزاعٌ على السلطة وليس بين القوميين العرب والمصريين المسلمين(!)، ولا حتى بين العلمانيين والإسلاميين! وإذا كان الجيش قد أعطى نفسه الآن دورا اجتماعيا وتواصليا؛ فالسؤال بعد شهرٍ أو شهرين: ماذا سيكون دوره؟! لا يتمنى أحدٌ لمصر أن يضطر الجيش للتدخل من جديد فهو إن عاد هذه المرة فستطول المرحلة الانتقالية على يديه، وقد تمتد إلى عقودٍ لتصبح هي الحالة الطبيعية التي عرفت مصر مثيلة لها منذ الخمسينات من القرن العشرين المنقضي. ولذا يبقى الأمل في المجتمع المدني القوي ونزوعه السلمي الذي يعمل على إرغام الطرفين على التنازل والعودة لحكم القضاء والقانون ولا شيء غيرهما. فليس بوسع أحدٍ التصور أنّ الإخوان والسلفيين (الذين اكتشفوا أهمية الاستفتاءات الشعبية فجأة!) سيتنازلون لخصومهم أو يشاركونهم، ما داموا يعتبرون سرا وعلنا أحيانا أنهم إنما ينفّذون حكم الله في الأرض! أما المدنيون فلو تنازلوا (عن ماذا؟!) فلن يستطيعوا العودة للشارع إلى الأبد. ولذا يكون على الطرفين (بضغطٍ من الجيش ربما) العودة للاحتكام إلى القضاء الذي استخدمه الإخوان والعسكر في مراحل الثورة الأولى ثم تنكّروا له – إلى أن تستوي العملية السياسية على سُوقها. فلا بديل لحكم القضاء الآن غير الشارع المنقسم أو... الجيش، وكلا الأمرين غير مُجْدٍ، وإنما يعبِّران عن مأزقٍ ذكره الدكتور حسن حنفي في صورة ثنائية قاتلة: قريش أو الجيش!

 

حالة من التشاؤم تعم إيران في ظل احتدام الصراع على السلطة

أمير طاهري/الشرق الأوسط

على غرار كل الأنظمة التي ظلت في متاهات آيديولوجية، يواجه النظام الخميني، مجددا، أحد تناقضاته المحورية، المتمثل في سؤال: هل هو جمهورية، بعبارة أخرى، نظام سياسي قائم على إرادة الشعب كما تعبر عنها الانتخابات، أم «إمامة» يزعم فيها «المرشد الأعلى» أنه يحمل تفويضا إلهيا؟ تجلى ذلك التناقض في معارك الرسائل الشهر الماضي بين الرئيس محمود أحمدي نجاد والأخوين لاريجاني، اللذين يشغلان منصبي رئيس مجلس الشورى الإسلامي، بديل البرلمان، ورئيس القضاء. من الواضح أن الأخوين يسعيان للفوز بمنصب الرئاسة، جنبا إلى جنب مع علي أردشير، عضو مجلس الشورى الإسلامي، كمرشح رئاسي آخر. لكنهما على يقين من أنهما ما لم يبعدا المرشحين المؤهلين، فلن تكون أمامهما سوى فرصة ضئيلة للفوز. في المرة الأخيرة التي خاض فيها علي أردشير سباق الترشح للرئاسة، جمع قرابة نسبة 4 في المائة من الأصوات.

من الواضح أن الأخوين قد بدآ حيلهما الخداعية بما هو أكثر من محاولة الحصول على دعم «المرشد الأعلى» علي خامنئي. بمفردهما، لم يكونا ليحظيان بقاعدة الدعم الكافية لتقديم هذا الطلب شديد الوقاحة بالترشح لأعلى المناصب المنتخبة في الدولة. إن الأخوين يشنان هجوما على جبهتين: من جهة، يحاولان الحط من شأن أحمدي نجاد مع استعداده لترك منصبه خلال ستة أشهر. لقد حشد علي أردشير أصدقاءه في مجلس الشورى الإسلامي لتمرير قوانين تتخطى الحكومة، بتحويل جزء من المسؤوليات إلى السلطة التنفيذية. أما أخوه الآخر، صادق، وهو ملا، فقد رفض إشراف الرئيس على السلطة القضائية. إذا ما تم إرساء هذا الإجراء كممارسة ممنهجة، فإن من شأن هذه الخطوات أن تقلص سلطات الرئاسة بشكل هائل. ومن جهة ثانية، يحاول الأخوان أن يجعلا من المستحيل بالنسبة لكثير من المرشحين المحتملين خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في شهر يونيو (حزيران).

يتطلب تعديل مقترح للقانون المنظم للانتخابات الرئاسية وضع شروط جديدة بشكل خاص لعرقلة منافسين بعينهم. فعلى سبيل المثال، هناك شرط ينص على أنه يجب ألا تزيد أعمار المرشحين على 75 عاما، وبالتالي سيتم استبعاد الرئيس السابق هاشمي رافسنجاني الذي يرغب في خوض السباق.

ويتمثل شرط آخر في أن ضرورة أن يحمل المرشح المتوقع درجة الماجستير من إحدى الجامعات. وهذا الشرط بالتبعية سوف يقصي مرشحا محتملا آخر، هو الرئيس السابق محمد خاتمي، الذي يحمل درجة البكالوريوس في الكيمياء، ووزير الداخلية السابق عبد الله نوري الذي تدرب كرجل دين مبتدئ. فضلا عن ذلك، فإن من شأن التعديلات المقترحة أن تضع حدا لسيطرة الحكومة على الانتخابات عبر وزارة الداخلية.

وتلك السيطرة يمكن أن تمكن حزب أحمدي نجاد من «ترتيب» انتصار لمرشحه، بفرض نجاحه في جعله يجتاز المعوقات التي وضعها الأخوان لاريجاني كحجر عثرة في طريقه. ومع إجراء الانتخابات من قبل لجنة تتألف من رجال تم تعيينهم من قبل الأخوين لاريجاني وخامنئي، سيتمكن الثلاثي من الدفع بمرشحهم إلى نقطة النهاية.

ويتمثل أهم الشروط الجديدة في ضرورة حصول المرشحين على تصديق من 100 «قائد سياسي وديني رفيع المستوى» قبل إرسال طلب خوضهم الانتخابات الرئاسية إلى مجلس صيانة الدستور المؤلف من 12 عضوا لاتخاذ قرار أخير بشأنه. ليس من الواضح كيف سيتم اختيار «القادة السياسيين والدينيين رفيعي المستوى» المفترضين. غير أن الأخوين لاريجاني قد لمحا إلى أن القرار متروك لمجلس الشورى الإسلامي والسلطة القضائية، الهيئتين اللتين يفرضان سيطرتهما عليهما. ويعني هذا أن الأخوين يمكن أن يصوتا بالرفض على المرشحين الذين دفع بهم حزب أحمدي نجاد. لم يخف خامنئي رغبته في تقليل مكانة الرئيس إلى مجرد مستشار لـ«المرشد الأعلى». بالنسبة له، تعتبر إيران «إمامة» وليس جمهورية، وهو النظام الذي ابتكره «الملاحدة» الغربيون في القرن الثامن عشر. لقد لمح خامنئي إلى أنه ربما يتم إلغاء منصب الرئاسة لصالح نظام يقوم فيه «المرشد الأعلى» بتعيين رئيس وزراء يتولى إدارة الشؤون التنفيذية. ومع تبقي أقل من ستة أشهر على تركه منصبه، يبدو أن أحمدي نجاد قد قرر خوض المعركة من أجل الحفاظ على ما تبقى من مكانته كرئيس. لقد نشر نصوص الخطابات التي كتبها للأخوين لاريجاني وأيضا لخامنئي، مذكرا الثلاثة أن الرئيس، المنتخب من الشعب، يتمتع بشرعية لم يكن أي من المسؤولين الآخرين، بمن فيهم «المرشد الأعلى» غير المنتخب، ليطالب بأحقيته فيها.

لقد ميز أحمدي نجاد نفسه بوصفه وصيا على الدستور، وأيضا، صدق أو لا تصدق، الصوت الديمقراطي للشعب.

لا يترك أسلوب خطابات أحمدي نجاد سوى مساحة محدودة من الشك بشأن عزمه تفادي أن يزج به في غيابات النسيان من دون قتال. من الواضح جليا أيضا أنه يرغب في أن يكون حزبه حاضرا في الانتخابات المقبلة من خلال مرشح جدير بالثقة، حتى وإن كان ذلك يعني تحدي «المرشد الأعلى». وبعيدا عن المنافسات الشخصية، المتأصلة في معظم الأنظمة السياسية، يعاني نظام الخميني من أزمة هوية عميقة. إنه نظام استبدادي له مطامح ديكتاتورية واضحة. ومع ذلك، ففي الوقت نفسه، له سمات ديمقراطية. والنتيجة هي نسر ذو رأسين عاجز عن التحليق عاليا في أي اتجاه. إذا ما زاد النظام جرعته الاستبدادية بحرمان الرئاسة من أي سلطة ضئيلة متبقية، فربما تكون النتيجة خسارة كبيرة للدعم بين النخبة الضيقة قوية الإرادة من البيروقراطيين والتكنوقراطيين والأجهزة العسكرية والأمنية التي تبقي النظام عائما. على الجانب الآخر، في حالة ما إذا منح النظام مزيدا من الحرية لإظهار سماته الديمقراطية، فربما يشجع ذلك الأغلبية الصامتة التي لم يتودد إليها النظام الخميني مطلقا، على تحدي جوهر وجود النظام. وتأتي الجولة الأخيرة في الصراع الدائر على السلطة من أجل تشكيل المسار المستقبلي لإيران في وقت تتعمق فيه الأزمة الاقتصادية ويستمر فيه التهديد باندلاع نزاع عسكري مع الولايات المتحدة و/أو إسرائيل. في الوقت نفسه، يتغير المشهد السياسي في الشرق الأوسط بصور يمكن أن تزيد من عزلة الجمهورية الإسلامية. قد يعني التغيير في سوريا نهاية الفرع اللبناني لحزب الله وهيمنة إيران في لبنان. في الوقت نفسه، على الرغم من جهود رئيس الوزراء نوري المالكي، تعتبر العلاقات مع إيران على حافة الهاوية. إذن، فليس من المفاجئ أن تعم إيران هذه الأيام حالة من التشاؤم الشديد.

 

طرابلس محافظة سورية!

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

طرابلس هي التحدي الأكبر الذي تواجهه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. المعارك الضارية التي دارت لمدة أسبوع في ضواحيها الشمالية لا تشبه سابقاتها. هذه المرة العاصمة اللبنانية الثانية تنزلق بقوة نحو الهاوية السورية. التصريحات السياسية على الرغم من مواربتها ونفاقها، تشي بأن السياسيين يدركون خطورة اللعبة ومدى كارثيتها. قذائف الهون دكت قلب المدينة وأحياءها الراقية، ليهب المجتمع المدني مهددا بعصيان مدني إن لم تعد طرابلس إلى الخارطة اللبنانية، رافضين أن يعاملوا كـ«أولاد جارية» في ما يعيش «أولاد الست» حياتهم الرغيدة، وأعيادهم المجيدة. الخلافات والاشتباكات بين جبل محسن ذي الغالبية العلوية وباب التبانة السنية الطابع، تعود إلى ثمانينات القرن الماضي، لكنها اليوم باتت موضع استغلال بشع من طرفي النزاع في سوريا، ولكل طرف أدواته اللبنانية وأسلحته وأكاذيبه. ومع إحساس مقاتلي باب التبانة بأن النظام في سوريا صار آيلا إلى السقوط، وبعد تأجج الغضب من نصب كمين لعشرين شابا لبنانيا ذهبوا للقتال في سوريا، قضى غالبيتهم نحبه، اشتعلت المعارك الضارية في لبنان، وكأنما الانتقام من بشار الأسد ممكن في طرابلس عبر إخضاع حلفائه العلويين. قرر مقاتلو باب التبانة، يساندهم إسلاميون متشددون جاءوا لنصرتهم من مناطق شمالية أخرى، ومعهم سوريون معارضون أيضا، اقتحام جبل محسن، حليف النظام السوري، وشنوا أكثر من هجوم، في حرب دامت عدة أيام، لتسجيل أول انتصار على حزب الله وحلفائه. لكنه أمر ممنوع في لبنان - بحسب أحد مشايخ باب التبانه - لأن أي مذبحة تطال أي أقلية، لا تسكت عليها الطوائف الأخرى. لم يكتم المقاتلون رغبتهم في دخول الجبل وإنهاء ما يسمونه «عصابة آل عيد» والانتهاء منهم إلى الأبد. وهو ما يعني على الأرض مجازر طائفية علوية - سنية، لا يمكن لأحد احتمال عواقبها. تصدى الجيش اللبناني للهجمات المتكررة، فاصلا بين الطرفين. في المقابل شن مقاتلو جبل محسن حربا بالصواريخ على طرابلس، لتطال قذائف الهون قلب المدينة وتقتل كل نبض فيها، كما استشرسوا في استخدام القنص لشل الحياة في أي حي تطاله بنادقهم.

التورط حتى النخاع في الحرب السورية جعل باب التبانة تنقسم على نفسها. اجتماع مقاتلين سلفيين في أحد مساجدها ومبايعة أمير عليهم معروف بسلوكه الجهادي، يتولى قيادتهم العسكرية، مع التعهد باقتلاع الحزب الذي يقود جبل محسن، ودخول المعارضة السورية على الخط، دفع ببعض المشايخ ومنهم سلفيون، إلى رفض المعارك ومطالبة الحكومة بحبل نجاة، في أسرع وقت.

على هؤلاء المشايخ، وبعد أن أنهكت الأطراف اقتتالا، اعتمدت الحكومة في تدابيرها الاستثنائية التي أوقفت القتال. ثلاثة ألوية وما يقارب ستة آلاف جندي، قيل إنهم سيتولون أمن طرابلس والمناطق الساخنة. وهو عدد هائل لمن يعرف المساحة الصغيرة لمنطقتي جبل محسن وباب التبانة، لكن الزواريب المتفجرة فقرا وبؤسا، وعدد المقاتلين الجهاديين المستعدين للاستنفار في أي لحظة، يجعل المهمة صعبة. لذلك اعتبر الوزير فيصل كرامي أن التدابير المتخذة أشبه بـحبة «بنادول»، وقرر رئيس الوزراء نجيب ميقاتي استكمال المصالحة بين المنطقتين. وسمعنا للمرة الأولى زعيم جبل محسن رفعت عيد يقول إنه يقبل «تسليم السلاح مقابل ضمانات للطائفة العلوية».

لم يخف رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن «ما يحدث في طرابلس هو انعكاس لما يجري في سوريا»، وهذا هو ما يجعل بعض المقاتلين في باب التبانة يحجمون عن المشاركة في القتال، على اعتبار أن القضية لم تعد قضيتهم. وقال أحد أئمة المساجد النافذين إنه «بات على المقاتلين أن يخجلوا من توريط الأهالي بمعارك عبثية لا تعنيهم».

طرابلس تغرق في الوحل السوري. إذ لم يعد نادرا أن تسمع أبا يتحدث عن ابنه الذي ذهب للقتال في سوريا. كما لم يعد غريبا أن تلتقي بمعارضين سوريين في طرابلس يحدثونك عن رفضهم لبعض ممارسات الجيش اللبناني، دون أن ينتبهوا إلى أن كلامهم يثير حساسية أو إزعاجا لأحد. الحرب السورية بأبعادها الإقليمية، انتقلت إلى طرابلس. التسلح المتمادي لدى الطرفين، مع التجييش المذهبي، الذي يمتد من المدينة مرورا بعكار والضنية وصولا إلى سوريا، يشي بأن ثمة مساحة جغرافية كبيرة باتت مفخخة بالألغام المعدة للتفجير. طرابلس أنهت الجولة الرابعة عشرة من المعارك، والحكومة مصممة على أن تجعلها الأخيرة. وهو حزم يحتاج إجراءات تضرب عرض الحائط بكل المحسوبيات السياسية، والحسابات الانتخابية الضيقة والانتهازية. ثمة مقاتلون مطلوبون للعدالة، وآخرون يهربون السلاح، وغيرهم يخالفون القوانين في كل لحظة. الأجهزة الأمنية تعرف كل شاردة وواردة، هناك غض طرف واضح لتفادي صدامات مع فئات يدعمها هذا الطرف أو ذاك. الوضع على شفير هاوية. إما القبضة الحديدية أو حرب بلا هوادة لن تنتظر سقوط النظام في سوريا كي تشتعل. أما بعد سقوط النظام، فالانفجار لا يتهدد طرابلس وحدها. ولم يعد الجهاديون وبعض مشايخهم يتحفظون عن القول: «ليس هذا وقت القتال في سوريا، علينا أن نحفظ ذخيرتنا من الشباب لمعركتنا مع حزب الله، بعد سقوط بشار الأسد».

 

الأسد يلعب «صولد»... حتى انهيار الحكم المركزي

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

لم يَعد في طموحات الرئيس السوري بشّار الأسد الاحتفاظ بالسلطة كلها على سوريا كلها. ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة، كان واضحاً للجميع أن ذلك مستحيل. لكن الأسد بقيَ يرفض التسوية، وهو يتأخّر عنها يوماً بعد يوم.

موسكو: النظام السوري يفقد السيطرة على البلاد أكثر فأكثر

ارسلان: فلنساعد الشعب السوري على الخروج من أزمته

لو وافق الرئيس السوري على أيّ من التسويات التي طُرحت عليه باكراً، لكان احتفظ، لسنوات أخرى، ببعض السلطة على سوريا كلها. لكنه اليوم يحتفظ بالسلطة كلها على بعض سوريا. وإذا تأخَّر أكثر، فهو سيصل إلى الاحتفاظ ببعض السلطة على البعض القليل من سوريا. وهذا "البعض" هو الذي سيتمكن الأسد من البقاء فيه، بعد أن تتحوَّل سوريا مجموعة مناطق للنفوذ، على أساس مذهبي وعرقي. الرئيس السوري يلعب "صولد": إنه يريد الاستمرار في السيطرة على كامل السلطة في سوريا، وإلّا فالمواجهة حتى النهاية. قبل ذلك، كانت هناك نماذج مماثلة في مسيرة ما سمِّي "الربيع العربي". فمعظم القادة كانت أمامهم فرَص لإنجاز تسويات تتيح النزول الهادئ عن العرش. ولم ينجح في إبرام التسوية سوى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. أما الآخرون فقد تأخّروا بنسبٍ مختلفة عن التسوية، وبعضهم دفع الثمن غالياً.

وتوقّع كثيرون أن يستفيد الرئيس السوري من التجارب الأخيرة، فيُسارع إلى تسوية لا بدّ منها. لكنه حتى الآن يُظهِر خلاف ذلك. إلّا أن هناك فارقاً بين النموذجَين السوري والليبي، مثلاً، وهو أن المعارضة الليبية أسقطت العقيد معمر القذافي عن ليبيا بكاملها، فيما هناك شكوك حقيقية في حصول ذلك في سوريا. وهناك باحثون يتوقعون أن يتمكن الأسد من الاحتفاظ ببقعة جغرافية تتلقّى الدعم بالمال والرجال، وتُزوِّدها روسيا بالسلاح. بدءاً من تفجير مبنى الأمن القومي في الصيف الفائت، سيكون الخيار عندئذٍ احتماء الأسد والمجموعة الأقلية التي ينتمي إليها في هذه المنطقة. وفي ذلك، يأمل المحور الحليف للأسد، أي الهلال الذي يضمّ إيران وشيعة العراق و"حزب الله"، في أن يبقى له رأس مطلّ على البحر الأبيض المتوسط. فاللعبة بالنسبة إلى هذا المحور هي لعبة حياة أو موت، والسقوط الكامل للنظام على كامل سوريا يعني انهيار هذا المحور وعودة الإمبراطورية الإيرانية إلى حجمها كدولة في الأقصى الشرقي للشرق الأوسط. ... و«صولد» عند «حزب الله» ولذلك، يخوض حلفاء النظام في لبنان معركتهم بطريقة "الصولد" أيضاً. فالمعركة واحدة هنا وهناك. ويواجه "حزب الله" استحقاق التسوية حول السلاح بالمضيّ في المواجهة والرفض. وسيأتي اليوم الذي يضطر فيه إلى إبرام التسوية. ومن البديهي أنه لو قام بذلك في العام 2005، أو حتى اليوم، وهو في ذروة قوته، لكان ضَمِن لنفسه مكاناً عالياً في هذه التسوية.

ويواجه "الحزب" أيضاً استحقاق التجاوب مع المحكمة الدولية وسائر مستتبعات الملفات القضائية والأمنية، لكنه يرفض تسليم المتهمين أو المشتبه بهم. وسيأتي اليوم الذي يتجاوب فيه مع العدالة.

فالمجيء إلى التسويات باكراً وواقعياً وقطف ثمارها ليسا من شِيَم بعض العرب... من ياسر عرفات إلى صدام حسين وسائر الآخرين. ومن قرار تقسيم فلسطين إلى كامب ديفيد إلى اتفاق أوسلو مروراً بالقرارات 242 و425 إلى اليوم، تاريخ من الرفض العربي للتسويات، ثم مفاوضة لتحصيل ما هو أقلّ منها بكثير! فهل السقف المنتظر للأزمة في سوريا، أي الحرب الأهلية بلا هوادة حتى إسقاط الأسد عن مركز حكمه في دمشق، وتوزّع سوريا بين القوى المذهبية والعرقية سيؤمِّن المصلحة للأسد والمحور الذي ينتمي إليه، سورياً ولبنانياً وعراقياً وإيرانياً، أم التسوية المبكرة والتي يشرف الأسد شخصياً على تنفيذها، كما نصّت عليه المبادرة العربية - الدولية في صيغتها الأولى قبل أكثر من عام؟

 

استقالة الحكومة والحوار والأزمة الاقتصادية.. "سالكة" إلى العام المقبل

ثريا شاهين/المستقبل

ستنتقل الملفات العالقة في البلاد إلى السنة الجديدة 2013، لا سيما موضوع استقالة الحكومة الحالية، وإجراء المشاورات والاتصالات لبلورة هذا الملف، فضلاً عن مصير الحوار الوطني، ثم هناك الأزمات الاقتصادية والمعيشية.

المصادر القريبة من رئاسة الجمهورية تفيد أن الاتصالات التي يقوم بها الرئيس ميشال سليمان في شأن الحوار والحكومة تتواصل، وأنه يستقبل الجميع والشخصيات من كل الأفرقاء والبحث مستمر في المواضيع المطروحة. وهي اتصالات ومشاورات مع الجميع وفي اتجاه الجميع. عملياً دخلت البلاد في مرحلة الأعياد، وعلى الرغم من ذلك، المشاورات لم تنقطع. وأكدت المصادر، أن الأسبوع الأول من السنة الجديدة، وهو الأسبوع الذي يسبق انعقاد جلسة هيئة الحوار الوطني التي دعا الرئيس سليمان إلى أن تلتئم في السابع من كانون الثاني المقبل، سيكون حاسماً، نظراً إلى حركة الاتصالات التي سيشهدها والتي ستكون مكثّفة من أجل بلورة موضوع الحوار.

ولفتت المصادر، إلى أن فكرة وجود اقتصادي أو إداري كبير على رأس حكومة جديدة مطروحة، لكن في حال استقالة الحكومة. لكن لا استقالة قبل التفاهم على الخطوة التالية، والتي يمكن ان تتحدد في الحوار اللبناني. وأي استقالة قبل التفاهم على التفاصيل لن تكون واردة. وأشارت إلى أن الأولويات الآن أمام الحكومة هي إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وهناك اتصالات لإقرارها قبل الأعياد، وهذا الموضع بات ضاغطاً.

وتشير أوساط سياسية بارزة في قوى 14 آذار، وبعد لقاءات انعقدت مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، إلى انها وجدت أن جنبلاط يؤيد أي حوار، ومن الواضح انه يرى خطراً داهماً على البلد، ومن أجل تجنبه، يتوجب على مكونات المجتمع اللبناني أن تتلاقى من دون أن يحدد شكل التلاقي والحوار، إنما لديه أفكار حول التلاقي من بينها، الانفتاح على رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتخفيف من حدة التشنج ومع الدعوة إلى الحوار، ثمة إشارة إلى أن قرار "حزب الله" ليس في يده، ولا يملكه. و14 آذار كانت دائماً يدها ممدودة وهناك دائماً من كان يرفضها. وهي على الرغم من كل هذا منفتحة على الحوار، ولكن بعد استقالة الحكومة. والمطالبة باستقالتها، ليس فقط لأنها حكومة "حزب الله" وسوريا، إنما لأنها فشلت في حل قضايا الناس وخلق مناخ مؤاتٍ للنمو بعدما فشلت سياسياً وفي إرساء جو أمني يطمئن المواطن والسائح لا سيما العربي, ولبنان على حافة الانهيار باعتراف مكوناتها. ثم إنه ليس لدى 14 آذار ثقة بالطرف الآخر خصوصاً الحزب، حيث يستلزم الأمر صدقية لدى الحزب لتنفيذ ما تم الاتفاق حوله على طاولة الحوار، وتسليم المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتسليم المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب. والحوار في بعبدا له بند وحيد هو السلاح تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية. والمواضيع الأخرى يمكن أن تحل في حوارات ثنائية خارج طاولة حوار بعبدا.

ومن الواضح أن جنبلاط غير مستعد لإجراء تغيير جذري في مواقفه إلا عندما تحصل تغييرات إقليمية. لكنه يطرح المخاطر وأبرزها في توقعه استمرار الاغتيالات والخطر الأمني، ثم في التطرّف من الجهتين. وفهم أنه يقصد التطرّف من "حزب الله" ومن السلفيين. وتعتقد 14 آذار أن أي حوار أو انفتاح على الرئيس بري من الصعب أن يؤثر في مجرى الأمور، لأن الحزب، وفقاً للأوساط، يأخذ قراره من الحرس الثوري الإيراني، وبالتالي إن هذه القصة لن يكون لها مخرج، من هنا استمرار التعقيدات، لكن جنبلاط مدرك تماماً أن مبادرته محاولة لتحريك "المياه الراكدة".

وقالت أوساط قريبة من جنبلاط إن جولات الوفد المشكّل للتحرك من أجل الحوار، على القيادات لاقت تشجيعاً من الجميع لا سيما من الرؤساء الثلاثة.

حتى أولئك الذين كانت لديهم ملاحظات على الحوار شجّعوا هذا المسعى كجسر تواصل في هذه المرحلة، ولا يمكن أن يتحاور أي فريق وحده. هناك حاجة للنقاش ولعرض الهواجس والاعتراضات من أي فريق للفريق الآخر.

فقد يكون لدى 14 آذار هواجس متعلقة بالسلاح والمحكمة الخاصة بلبنان، و"طائرة أيوب" والشعب في سوريا. وقد تكون لدى 8 آذار هواجس متصلة بسلاح "حزب الله" لناحية ماذا يفترض أن تكون وظيفته وماذا يفعلون به. وأخرى متصلة بالوضع إذا ما سقط النظام في سوريا. وليس هناك من جهة مرتاحة من الهواجس. وحضّت جبهة "النضال الوطني" في تحركها مع كل الأفرقاء، على تخفيف الشروط والاعتراضات والاستجابة لمبادرة الجبهة لمساعدة رئيس الجمهورية على حثّ الأفرقاء على العودة إلى طاولة الحوار. وأكدت الأوساط، أن التحرك الذي تقوم به سيستمر مع كل الأفرقاء، ولن يتوقف إلاّ عندما يتم التوصل إلى بلورة صيغة تشكل مدخلاً لعودة طاولة الحوار، وليس من الضروري ان يتم الحوار عبر شكل الطاولة الحالي، ولا شيء يمنع ان يكون الحوار رباعياً أو ثلاثياً أو عبر شكل جديد مختلف. ومع الحرص على استقلالية التحرك، لا يمكن فرض أي أمر على أي فريق، وتتوقع الأوساط ان يعيد كل الأفرقاء حساباتهم، وعلى الأقل اعتماد الحوار لتمرير المرحلة لاتضاح مسار الأمور من حول لبنان. وستُستكمل الأسبوع المقبل اللقاءات مع بقية القيادات، وستتم إعادة تقويم التحرّك، وسيكون التقويم في عهدة رئيس الجمهورية.

 

ربع الساعة الأخير

علي نون/المستقبل

موقفان غريبان، رغم واقعيتهما، خرجا من الشرق والغرب وأجمعا على قرب نهاية سلطة بشار الأسد أو ما تبقّى منها. غرابة موقف الأمين العام لحلف الأطلسي أنديرس فوغ راسموسن تكمن في أنه الأوّل من نوعه على لسانه الحصيف، وهو الذي اشتهر بجملة وحيدة لم يكلّ من تردادها على مدى عشرين شهراً ومفادها "أنّ الناتو لن يتدخّل في سوريا"! فهمنا... الآن يخرج باستنتاج واضح يفيد أخيراً، أنّ الأسد "قريب من الانهيار والأمر مسألة وقت".

غير أنّ الأغرب جاء من الجهة المقابلة، من ميخائيل بوغدانوف، أحد نواب وزير الخارجية الروسي والمسؤول عن "ملف سوريا" فيها. إذ إنّه، للمرّة الأولى أيضاً، يعلن بوضوح شفّاف، أنّ النظام يفقد السيطرة باضطراد "ولا يمكننا استبعاد انتصار المعارضة". وبانتظار أن يخرج الوزير سيرغي لافروف وينفي هذا التصريح أو يصحّحه!! فإنّه في ذاته كلام واقعي ويتناسب مع جغرافية الحرب الدائرة في سوريا، خصوصاً وأنّ موسكو تعرف تفاصيلها ووقائعها وسيرورتها من خلال عيونها على الأرض، ومباشرة وليس بالواسطة، وبالمعاينة وليس بالتخمين. والغريب أكثر، هو أنّ التصريح صدر بهذا الوضوح عن بوغدانوف، فيما إدارته السياسية تخوض "مفاوضات شاقّة" في شأن مصير الأسد مع الأميركيين والأوروبيين، تختلط فيها التجارة الآنية بالمواقع الاستراتيجية. وتصريح كهذا، يفترض بحسبة الأرقام والأخذ والعطاء في السوق الدموية المفتوحة هذه، أن يحدّ من ساحات المناورة والمساومة ويجعل صاحبه في موقف تجاري ضعيف. لا يلغي ذلك، أنّ الموقف الروسي الجديد هذا، جاء بعد نحو أسبوع أو أكثر بقليل، على اجتماع دبلن بين وزيري الخارجية لافروف ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث العربي الأممي الأخضر الابراهيمي، وبعد نحو أسبوعين من زيارة فلاديمير بوتين إلى تركيا لإعادة تظهير الصورة العامّة القائلة إنّ العلاقة بين البلدين تخضع لمنطق التبادل التجاري بينهما البالغة قيمته نحو مئة مليار دولار وليس لمنطق أهل الممانعة الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً مضجراً عن عودة عصر القطبين في العالم, ومعه الحرب الباردة، وتبلور محور من بكين إلى موسكو إلى فنزويلا والهند والبرازيل... وأنّ ذلك المحور مستعد للقتال دفاعاً عن الأسد ونظامه حتى النهاية!... وما إلى ذلك من أحلام يقظة لا تليق بأحد ولا بولد ولا ببلد! غير أنّ التصريحين الروسي والأطلسي على وجاهتهما وواقعيتهما، لا يلغيان حقيقة أنّ ربع الساعة الأخير من عمر السلطة الأسدية قد يساوي في أكلافه الأرباع الثلاثة المنصرمة، لجهة الشراسة والدموية التي ستواجه بها قوات تلك السلطة مصيرها المحتوم!

 

النائب أكرم شهّيب يرفع الصوت: أعطونا العيسمي و"خذوا" علي

صلاح تقي الدين/المستقبل

منذ خطف المناضل السوري شبلي العيسمي من مدينة عاليه في أيار من العام 2011، وضع عضو جبهة "النضال الوطني" النائب أكرم شهيب نفسه في مواجهة "شخصية" مع النظام السوري، حتى أنه ليكاد يكون الوحيد من بين الفعاليات التي تصدر بيانات دورية أو تتناول فيها هذا الموضوع في مقابلات صحافية "جريئة"، إذ أنه على قناعة تامة بأن "أزلام" النظام الطاغية في دمشق أقدموا على خطف المناضل التسعيني من عقر داره ومن بين عائلته وسلّموه إلى "شبيحة" النظام في سوريا. لا تشير التحقيقات التي أجرتها القوى الأمنية اللبنانية حتى اليوم، إلى أي معطيات حسية يمكن استخدامها لدعم اتهامات النائب شهيب ضد نظام آلة القتل الوحشي، هذا النظام الذي لا يخشى ذبح أطفال ونساء وشيوخ شعبه، لن يتوانى عن خطف العيسمي الذي تجرأ على قول كلمة "كفى" بوجه هذا النظام الذي دمرّ تاريخاً وحضارةً تتميّز بها سوريا، على الرغم من ان العيسمي اعتزل العمل السياسي منذ أكثر من عقدين، لكنه لم يعتزل إنسانيته ولم يتخلَ عن جنسيته. والذي لم يقله شهيب حتى اليوم هو أن النظام أقدم على تصفية العيسمي خشية أن يكون مالكاً لأسرار أو معلومات قيّمة قد تفضح أساليب "البعث الأسدي" وإجرامه منذ أن وصل الأسد الأب إلى السلطة في مطلع سبعينيات القرن الماضي. لكن شهيّب يتجرأ على ممثل هذا النظام في لبنان دون كلل او ملل، وتراه يرصد أي تحرّك للسفير علي عبد الكريم علي يشتمّ منه رائحة "تخاذل لبناني رسمي"، ويذهب بعيداً في إصدار بيانات تضع النقاط على الحروف في انتقاد "الفوقية الوقحة" التي يتعامل بها علي في مقر وزارة خارجية "سوريا في لبنان" عقب كل اجتماع يضمه إلى "مسؤول الوزارة" عدنان منصور يبدو أنه يكون "لتبليغه أوامر المعلم في دمشق".

كثيرة هي الانتقادات التي وجهها شهيب لعلي، غير أن البيان الذي أصدره أمس واعتبر من خلاله أنه "آن لحكومتنا أن تنتفض على إذلال متعمد ومتكرر يمارسه خاطف موصوف ويمارسه نظامه الحاقد على الحجر والبشر والمنبوذ من شعبه ومن كل البشر. آن لها أن تطرد الذي حوّل السفارة إلى وكر حقد ومؤامرة" هو الأكثر حدّة ويعبّر فيه مباشرة عن رغبة تختلج قلوب كثير من اللبنانيين، لكن قلة هم الذين يتجرأون على الإفصاح عنها.

ويضيف في بيانه "من المعيب إبقاء ممثل نظام أيديه مغمسة بدماء أحرار لبنان تفجيراً واغتيالاً وزرع الفتن ولم يكن آخرها هدايا سماحة المملوك، ولن يكون آخرها اصدار مذكرات توقيف بحق رئيس حكومة سابق (في اشارة الى الرئيس سعد الحريري) ونائب حالي (في اشارة الى النائب عقاب صقر)". ويتابع "ليت حكومتنا تدرك أن من المعيب اتهام اللبنانيين من وزارة خارجيتهم، ومن المعيب استقبال خاطف شبلي العيسمي والأخوة من آل الجاسم وعشرات الأبرياء، ومن المعيب ابقاء ممثل نظام لم ينقطع منذ خرج مكرهاً من لبنان العام 2005 عن محاولات زرع الفتن وإرسال العبوات وعن ممارسات الإجرام والتآمر على لبنان دولة ومؤسسات ومواطنين".

واعتبر أنه "حسناً فعلت حكومة اليونان، عندما طردت سفيرة النظام السوري وأعطتها فرصة 10 أيام للمغادرة، لأنها تمثل نظاماً يستخدم طائرات الميغ والسوخوي ضد شعبه ولم يتورع عن استخدام صواريخ السكود في قتل شعب انتفض على الذل والعبودية ونادى بالحرية. حسناً فعلت حكومة اليونان دفاعاً عن بشر يقتلون صباح مساء رافضةً أي علاقة مع نظام مجرم ورموزه".

إذن، يوجّه شهيب صراحة إلى النظام الأسدي تهمة خطف العيسمي ويعتقد أن في ذلك ما يبرر له استمرار هجومه على "نظام القمع الوحشي في سوريا". لكن هذا الهجوم كلّف شهيّب بعضا،ً إن لم يكن "كلّ" حريته في التنقل وصلت في فترة إلى حد "النفي الاختياري" إلى أوروبا بعد انكشاف عملية ترصّد موصوفة لتحركاته بهدف اغتياله، قبل أن يعود "ملتحياً" ويقرر الاستمرار بين "ناسه وأهله والمضي في دعم أحرار سوريا للتخلّص من نظام جثم على قلوبهم وقلوبنا طوال 40 عاماً". مع كل المؤشرات التي تشي بقرب سقوط نظام الأسد في دمشق، ومع ما يعني ذلك من استعادة الشعب السوري الشقيق لحريته، هل تقبع في مكان ما مؤشرات تدل على أن شبلي العيسمي لا يزال حياً ويمكنه "التحررّ" من قبضة خاطفيه مع سقوطهم؟ وهل المطالبة بطرد سفير النظام "الخاطف" من لبنان قابلة للتحقق؟

في ظل وجود حكومة تنأى بنفسها "انتقائياً" تجاه الأحداث في سوريا، وفي ظل استمرار وجود "موظف في وزارة الخارجية تابع للنظام في سوريا، لا شيء واضحاً ولا معلومات أكيدة، لكن الأمل كبير بأن يكون العيسمي لا يزال حياً، وإقدام الحكومة على طرد سفير النظام من لبنان سيكون تلقائياً بمجرد سقوط نظام أولياء أمره وأوامره في دمشق".

 

أبادي يزور مطرانية الكاثوليك ويعد درويش بمساعدات/"حزب الله" يستعين بإيران لرأب الصدع بين حلفائه في زحلة

زحلة ـ أحمد كمون/يالمستقبل/بعد فشل عضو المجلس السياسي في "حزب الله" غالب أبو زينب في رأب الصدع بين من تبقى له من حلفائه الزحليين، استعانت قيادة الحزب بسفير ايران في لبنان غضنفر ركن أبادي، الذي زار امس مطران طائفة الروم الملكيين الكاثوليك عصام درويش في كاتدرائية سيدة النجاة ـ زحلة، حيث كان في استقباله الى الوزيرين سليم جريصاتي ونقولا فتوش، مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي ورئيس بلدية زحلة ـ المعلقة جوزف دياب المعلوف. وعقد لقاء دام زهاء ساعة، أعقبه غداء تكريمي لضيف درويش، شارك فيه الوكيل الشرعي للامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، وأبو زينب، ومسؤول "حزب الله" في البقاع الاوسط خضر زعيتر، ثم انضم اليه النائب السابق ايلي السكاف. وتحولت كاتدرائية سيدة النجاة الى ما يشبه ثكنة عسكرية، مع وصول فريق أمني تابع للسفارة الايرانية ومعه بالطبع أمنيون من "حزب الله"، فتشوا المبنى بكثير من الدقة، قبل ان يعطوا الاشارة للزائر الايراني بأن الكاتدرائية جاهزة لاستقباله. اللقاء تخللته مواقف لأبادي وجريصاتي ودرويش، الذي حياه السفير الايراني على "اتاحته الفرصة للقاء الجمع المبارك في منطقة عزيزة من لبنان، منطقة زحلة عروس البقاع التي تكتنز من الحضارة والثقافة ما يعود تاريخها الى ما قبل الميلاد، وهي تجسد رسالة العيش المشترك التي توصي بها جميع الاديان وخصوصاً المسيحية والاسلامية".

ورداً على سؤال حول علاقة زيارته بالاستحقاق الانتخابي، نفى ابادي اية علاقة على هذا الصعيد، وقال: "ليست سياسية، فايران وقفت دائماً الى جانب جميع اللبنانيين وتدعم الشعوب والمظلومين من كل المذاهب. وآمل ان تستطيع ايران تقديم المساعدات لتنفيذ بعض المشاريع الاجتماعية في لبنان". اما جريصاتي الذي أعرب عن اعتزازه بالمستوى "العلمي والثقافي" لأبادي، فنقل عن المطران درويش تلقيه "وعداً من ابادي عن استعداد ايران لتقديم كل مساعدة لازمة في المشاريع التي تنفذها المطرانية". واعلن ان "سعادة السفير وعدنا بمساعدة النازحين السوريين الى أرض البقاع لا سيما من قرى القصير والجوار".

بدوره، أعلن المطران درويش ان أبواب المطرانية "مشرّعة للجميع، وهي على مر العصور لعبت دوراً وطنياً واجتماعياً وكانت تسعى دائماً الى تقريب الناس بعضهم الى بعض، ونشر ثقافة الحوار وبنوع خاص الحوار بين المسلمين والمسيحيين". وثمّن "عمل الجمهورية الاسلامية الايرانية في كل ما تقوم به في لبنان، وخصوصاً العمل الاجتماعي". وسبقت زيارة ابادي للمطرانية، جولة في "مستشفى تل شيحا" مع المطران درويش وعده خلالها بتقديم مساعدات لتطوير بعض أقسامه.

 

"اليتيم" البائس

حسان الرفاعي/المستقبل

فرّ بن علي من تونس وعَلِقَ بعض أقارب زوجته ليلى طرابلسي لما عاثوا من فساد في البلاد... قبلهم أُعدِم صدام وكان سبق ذلك قَتْلُ ولدَيْه عدي وقصي وقد اشتهرا بشدة بطشهما الذي فاق بطش والدهما. بعدها بدأت محاكمة حسني مبارك ورأينا إلى جانبه في قفص الاتهام ولديه جمال وعلاء... أما أولاد معمر القذافي، فقد قُتِل من قُتِل منهم قبل أو بعد والدهم وفرّ الباقون... وفي سوريا، قَتَل الثوار صهر بشار، آصف شوكت، وعلى الأرجح شقيقه ماهر، أما أطفال بشار فستلاحقهم على مدى حياتهم لعنة الوالد والجدّ... بقي أن نقول انه مع سقوط بشار، ولا همّ إن حصل هذا السقوط على طريقة أي من زملائه الذين سبقوه أو وفق طريقة جديدة، سيترك أيتاماً كثراً... أيتام في غالبيتهم لبنانيون وهم يشكلون فئة تختلف وتتمايز عن فئة المأجورين والمرتزقة. فالأيتام هم أبناء بشار الذين ما انفكوا ولن ينفكوا يعلنون ولاءً ووفاءً وحباً له حتى بعد رحيله.

من ضمن هؤلاء الأيتام من استشعر باقتراب ساعة يتمه، فبدا عليه الاضطراب الشديد في النطق والتعبير والحركة وهو ظهر حديثاً في حلقة متلفزة غير قادرٍ على ضبط تجشوئه كما هي حاله في كل اطلالاته المتلفزة، أما النطق فكان بصوت نشاز كالذي يحلّ بالصبية مع بدء مراهقتهم ويزول مع بدء اكتمال بلوغهم. أما "يتيم" بشار فهو في العقد الرابع ولم يفارقه بعد صوت المراهقة! علّ في ذلك دليل على عدم نضج في الشخصية والتصرف.

عذراً من قارئ هذه الأسطر لأننا توقفنا عند ما يُسمى القشور! صحيح هذا الكلام، ولكن حينما يكون مضمون الإطلالة فارغاً لا يبقى سوى الشكل والمظهر والتفاهات... وقد شُدِه كثرٌ من الصحافيين والساسة بما نطق به هذا "اليتيم" من خلط بالتواريخ والأحداث ومن سخافة وابتذال في التحليل والتهجم والتطاول... لا بد لنا أن نستدرك لنقول بعد عرض عينات عن حالة وأداء هذا "اليتيم" البائس ان هذا الأخير يتحدّر من عائلة لبنانية عريقة عُرِفَ منها أصحاب العقل النَيِّر والحسّ الوطني الحميد والرجولة والشهامة... لذلك نرجو اعتبار هذا "اليتيم" كالشاة الجرباء التي لا بد من وجودها في كل جسم قويم!! هذه الشاة سَقْطَةٌ لا يجب التوقف عندها...

نعم، إن فئة أيتام بشار في لبنان هي ظاهرة مرضية من نوع "الفيروسات" التي ستزول آثارها المزعجة دون الحاجة إلى علاجات! إنها تزول مع بعض الصبر والوقت فلا داعي لإيلائها أي اكتراث....

()عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"

 

شارك واللباد في ندوة مركز عصام فارس/المشنوق: النصر في مصر سيكون للحرية الجامعة

المستقبل/رأى عضو كتلة "المستقبل النيابية" النائب نهاد المشنوق، "أن النصر في مصر سيكون للحرية الجامعة والحاضرة، حيث ان الدين لا يحتمل اقحامه في مسار الأكثرية والأقلية ولم يعد ممكناً أن يعود الإستبداد ديناً طبيعياً للسياسة في العالم العربي". وأكد رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في القاهرة مصطفى اللباد "أهمية الإصلاح الديني في الإسلام للدخول في عصر النهضة المنشودة والتقدم، عوضا عن تكريس ولاية فقيه سنيّة".

كلام المشنوق واللباد جاء في ندوة "ديموقراطية مصر بين الدور الإقليمي والتحديات الداخلية" التي نظمها مركز عصام فارس في مقره في سن الفيل، في حضور فعاليات.

بوحبيب

وتطرق مدير المركز السفير عبدالله بوحبيب الى "هواجس عودة السلطوية إلى مصر، خصوصا لما لها من تأثير على العالم العربي".

المشنوق

وأبدى المشنوق تفاؤله بأن "النصر في مصر سيكون للحرية الجامعة والحاضرة، بغض النظر عن نتائج الإستفتاء"، لافتاً إلى أنه "ليس مهماً من يحقق الربح المرحلي، لأن ليس هناك من انتصارات في المراحل الانتقالية".

واعتبر أن "حماية مرسي أتت من تنظيمه ولم يحظ بأي حماية معنوية في المجتمع، ما أدى إلى تعريته بسرعة اذ ان الدين لا يحتمل اقحامه في مسار الأكثرية والأقلية"، مشيراً إلى أن "مشاركة الإخوان في السلطة أفضل من خسارتهم لأنهم يجب أن يمروا في تجربة الحكم لكي تصبح أفكارهم أكثر اعتدالاً وقبولاً بموجبات الديموقراطية".

وتحدّث المشنوق عن "ثلاثة سيناريوهات تواجه مصر في المرحلة المقبلة، أوّلها إمكان انتصار مفاجئ للتيار المدني، وذلك يعِد بتطور هائل لمستقبل السياسة في العالم العربي، ويحقق بسرعة قياسية الآمال البعيدة لطموحات الثورات العربية". وأشار إلى "وجود سيناريو آخر يتمثّل بنجاح التحالف الإخواني والجيش وترتيب نظام حكم مديد يعيد إنتاج آليات التمييز والقمع ونظام الإستبداد، أي يعيد اغتراب الشعب عن السلطة والسياسة. وهذا السيناريو إن نجح سيكون مؤقتاً، إذ لم يعد ممكناً أن يعود الإستبداد ديناً طبيعياً للسياسة في العالم العربي".

وقال: "هناك افتراض أخير يتمثّل بثبات انقسام المجتمع بحدة لا حسم فيه، وقد يكون أسوأ من الإنقسام اللبناني بين 8 و14 آذار أو نظيراً له".

اللباد

وأعرب اللباد عن عدم تفاؤله بمسار الأحداث في مصر، مشيراً إلى أن "مسودة الدستور رجعية وأن هيبة الرئاسة سقطت خلال الإعتراضات الأخيرة". ورأى أن "هناك استعجالاً من "الاخوان المسلمين" للتمكن من السلطة وسعياً لإنتاج "ولاية فقيه سنية". ولفت إلى أن "صياغة المواد الواردة في مواد الدستور تولاها فريق واحد هو فريق السلفيين وأن العقل السياسي السني يحتاج إلى قراءة جديدة لا سيما في ظلّ الصعود السلفي".

وقال اللباد: "الإدارة الأميركية لها مصلحة في تحويل الربيع العربي إلى ربيع إسلامي، لأن الحركات الإسلامية ومنها الإخوان المسلمون يقدمون ما لا تستطيع تقديمه الأطراف السياسية الأخرى وقد برز ذلك في التعاطي مع حرب غزة الأخيرة".

 

عون تابع مع زوار الرابية شؤونا اغترابية ومطالب الموظفين

وطنية - استقبل رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في دارته في الرابية، ممثل المجلس الشيعي الاعلى في كندا السيد نبيل عباس الذي قال بعد اللقاء:"جئنا نشكر للعماد عون زيارته التاريخية الى كندا ومونتريال ومركزنا الإسلامي، والتي تركت البصمات الواضحة لمسيرة أبنائنا في كندا حيث الجميع يتوق للعيش الواحد والخلاص الوطني من المحنة التي يتخبط فيها الوطن. نتمنى أن يكون في بلادنا قانون عصري للانتخابات يقوم على أساسه مجلس نيابي جديد يوصل البلد الى بر الأمان. كما نتمنى دائما أن يشرفنا في اغترابنا رسل محبة ليجمعوا الناس على المثل والقيم الميثاقية بعيدا عن التفرقة والإنقسامات بين الناس. وقد وضعنا العماد عون في أجواء المتفوقين والنجاحات العديدة بين ابنائنا على الصعد الثقافية والإقتصادية والإجتماعية، وحتى أن تتوسع ايضا على الصعيد السياسي. نأمل من الله أن يساعد لبنان الوطن وأن يكون في مسيرة الى الأمام بالنجاح والتوفيق".

كذلك التقى عون وفدا من رابطة موظفي الإدارة العامة الذي اشار الى ان "الشغل الشاغل للموظفين والأساتذة هي سلسلة الرتب والرواتب والتطورات المحيطة بهذه القضية"، وقد أبدى عون تجاوبه لمطالبهم لا سيما للنهوض بالإدارة وزيادة إنتاجية الإدارة العامة". ولفت الوفد الى "ان العماد عون وعد بدعمهم والضغط من أجل إحالة السلسلة الى المجلس النيابي من أجل إقرارها".

 

النصرة: من سوريا إلى روسيا

محمد سلام/لبنان الآن

واشنطن تحذّر موسكو من إمكانية تصدير "جبهة النصرة" إلى روسيا إذا استمرت الأخيرة في دعمها نظام بشار الأسد.  فروسيا وسوريا لا تختلفان عن بعضهما البعض في شيء سوى في ترتيب أحرف إسميهما ... باللغة العربية.

 المستعربون في واشنطن  يدركون هذا التشابه البنيوي الذي يتجاوز إطار الانسجام اللغوي في تكوين الإسمين، وإن اختلف ترتيب حروفهما.  فروسيا-بوتين، أي روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، كما سوريا-الأسد تعاني مشاكل مع مكوناتها الطائفية، بدءا بالكنيسة الأرثوذوكسية، وصولاً إلى الشريحة المسلمة.  وسوريا-الأسد، بصدامها الدموي الحالي مع مكوناتها الطائفية والإثنية، تقدم لبوتين "نسخة أولية" عما يمكن أن ينزلق إليه المشهد الروسي يوماً، قد لا يكون بعيداً.  لذلك قرر صنّاع الاستراتيجيا في واشنطن مفاجأة العالم بإعلان إثنين من مكونات الصراع السوري تنظيمين إرهابيين هما: شبيحة الأسد، وجبهة النصرة. شبيحة الأسد، لمن لا يعلم، هم عصابات لصوص أعمال النظام، الذين يخطئ كثر بإطلاق صفة رجال الأعمال عليهم.  هؤلاء يوجد مثلهم في روسيا وإن على شكل تنظيمات شبيحة نائمة، تعمل لحساب "رجال أعمال" سلطة بوتين.  أما القرار الأميركي بتصنيف "جبهة النصرة" تنظيماً إرهابياً فقد بدا ملتبساً ليس للعرب فقط، بل أيضاً للأوروبيين ولغالبية الدول التي تؤيد ثورة الشعب السوري، والتي يفوق عددها المائة دولة.  الولايات المتحدة لم تقدم حججها المثبتة لتصنيف جبهة النصرة تنظيماً إرهابياً. فما اتهمتها بخطف أجنبي، أو تدمير معبد أو الاعتداء على هدف غير معني بالصراع الدائر على الأرض السورية. ويقول دبلوماسي غربي رفيع إن دولته "فاتحت واشنطن حيال تصنيف جبهة النصرة."

 وقال الدبلوماسي "للوكالة الاتحادية للأنباء" إن دولته "قاربت واشنطن حيال هذا الشأن عبر الأقنية الدبلوماسية، وقلنا لهم إن التحالف الدولي القائم لمحاربة الإرهاب يفترض أن يتم إبلاغنا، وغيرنا أيضاً، بما يتوفر لكم من معلومات عن الإرهابيين كي يتم التصدي لهم. فمواجهة الإرهاب معركة يشنها المجتمع الدولي مجتمعاً."

"بصراحة،" قال الدبلوماسي الغربي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه وهوية دولته، "لم نستلم جواباً بالمعنى الحقيقي للكلمة. لم يقولوا لنا إن جبهة النصرة إرهابية لأنها فعلت كذا وكذا وكذا. قالوا لنا إن بعض الإرهابيين جاءوا من العراق إلى سوريا، وإن بعضهم يقاتل في صفوف جبهة النصرة، ولكنهم لم يقدموا أمثلة على أعمال إرهابية قامت بها جبهة النصرة في سوريا، ولم يزودونا بوثائق تثبت أن الإرهابيين الذين جاءوا من العراق هم من قيادات جبهة النصرة." وشدد على أن الأميركيين أبلغوا دولته "صراحة أن الإعلان عن الصفة الإرهابية لجبهة النصرة يساهم في عدم إنزلاق سوريا إلى الإرهاب في المستقبل." وردّاً على سؤال عما إذا كانت واشنطن اعتمدت مبدأ "التصنيف الاحتياطي أو الاستباقي" لمنع تحول سوريا ما بعد الأسد إلى بيئة حاضنة للإرهاب، قال الدبلوماسي الغربي:

"هذه أول مرة أسمع فيها مصطلح التصنيف الاحتياطي أو الاستباقي. ربما ابتدعه الأميركيون لأنهم ينطلقون في تحليلاتهم من تجاربهم الماضية. هم أرسلوا المجاهدين العرب إلى أفغانستان. وهم ساهموا في إيجاد حركة طالبان والقاعدة، التي تحولت إرهاباً ... فقط بعدما ضربت أميركا." تَرجَمتُ له الحكمة الشعبية القديمة: المرء ينفخ على اللبن (البارد) لأن الحليب (الحار) كواه. إبتسم وقال لي: "الأميركيون ينفخون النصرة الحارة إلى موسكو الباردة كي  تدرك أن الحرارة تذيب الثلج."  سألته: هل تريد أن تقول لي أن أميركا صنّفت "جبهة النصرة" تنظيماً إرهابياً كي تقول لروسيا: هكذا سيكون مَشهَدكِ في المستقبل إن لم توقفي عرقلة احتضان الشعب السوري قبل أن يتحول بيئة حاضنة للإرهاب؟  أجابني بسؤال: "ومن أكثر خبرة من الأميركيين في الغباء الذي يولّد إرهاباً؟"

 وأضاف: "تجربتهم في خلق الإرهاب الأفغاني تؤهلهم لابتداع ما أسميته تصنيفاً إستباقياً، وتقديمه لروسيا على شكل محاضرة غير أكاديمية."

 السؤال، أضاف محدثي الدبلوماسي،، هو: "هل فهمت روسيا التحذير الاستباقي الذي تضمنته المحاضرة التصنيفية الأميركية؟"

 وأضاف موضحاً: "يبدو لي أن ما أراد الأميركيون قوله للروس هو: إذا طال بقاء الأسد بفضل مواقفكم المعرقلة فستتحول سوريا إلى بيئة حاضنة للإرهاب، عندها سيكون الثمن باهظاً على المجتمع الدولي بأسره، بدءاً بكم، لأنكم بنظر البيئة السورية ستتصدرون لائحة الأعداء." وأضاف: "أما عبارة Merry Christmas في الرسالة الأميركية لموسكو فاعتمدت صيغة تذكير بوتين بشبيحة السوق. سوقه طبعاً."

وخلص الدبلوماسي إلى أن "بوتين يجيد لغة السوق وآخر ما يريده هو صراع بين شبيحة سوقه ومكونات شعبه." فعلاً روسيا وسوريا تتشابهان إلى حد ... التطابق.