المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 22 كانون الأول/2012

إنجيل القدّيس يوحنّا 07/37-44/إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ. وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ

في آخِرِ أَيَّامِ العِيدِ وأَعْظَمِهَا (عيد المظال!)، وَقَفَ يَسُوعُ وهَتَفَ قَائِلاً: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ. وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ». قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ المُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوه. فَٱلرُّوحُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُعْطِيَ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّد. وسَمِعَ أُنَاسٌ مِنَ الجَمْعِ كَلامَهُ هذَا، فَأَخَذُوا يَقُولُون: «حَقًّا، هذَا هُوَ النَّبِيّ». وآخَرُونَ كَانُوا يَقُولُون: «هذَا هُوَ المَسِيح». لكِنَّ بَعْضَهُم كَانَ يَقُول: «وهَلْ يَأْتِي المَسِيحُ مِنَ الجَلِيل؟ أَمَا قَالَ الكِتَاب: يَأْتِي المَسِيحُ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، ومِنْ بَيْتَ لَحْمَ قَرْيَةِ دَاوُد؟». فَحَدَثَ شِقَاقٌ في الجَمْعِ بِسَبَبِهِ. وكَانَ بَعْضٌ مِنْهُم يُريدُ القَبْضَ عَلَيْه، ولكِنَّ أَحَدًا لَمْ يُلْقِ عَلَيْهِ يَدًا.

 

عناوين النشرة

*انفجار طير حرفا حرك الجمر من تحت الرماد واستياء في جنوب لبنان من انتشار مخازن أسلحة "حزب الله" وإيران

*النائب السابق صلاح حنين : لا قيمة للدعوى ضدّ صقر ورفع الحصانة غير ممكن 

*دبكا الاسرائيلي: الأسد نشر صواريخ "اسكندر" الروسية على حدود سـوريا

*شربل: تقرير الـ FBI عن اغتيال الحسن في عهدة التمييزية

*السويداء: ألاف العسكريين الدروز رفضوا الإلتحاق بجيش الأسد

*الجيش تسلم 6 طوافات عسكرية هبة من الولايات المتحدة/السفارة الأميركية: لتأمين حدود لبنان والدفاع عن سيادته

*جعجع استقبل والد الشهيد الحسن مع وفد من العائلة

*جعجع: سيحاولون تعطيل الانتخابات وسنحاول منعهم وتزوير كبير طرح مشروع "اللقاء الارثوذكسـي"

*قانون الانتخاب نحـو الستين درّ وتعديلات ترضي عون ولا تغيظ المعارضة

*سليمان : قرار اسرائيل بناء 2600 مستوطنة يكشف نية العدو برفض المساعي لاحلال السلام

*الاحرار: للاتفاق على حكومة جديدة واتمام الانتخابات في مواعيدها

*عون التقى وفد هيئة دعم المقاومة الاسلامية

*قاووق في تكريم زاده:ايران العمق الاستراتيجي في مواجهة اسرائيل

*الراعي استقبل قضاة المحاكم المارونية والعاملين فيها: الحقيقة هي أساس تبنى عليه العدالة والإنصاف يلطفها لئلا تصبح ظلما

*بدء الانتخابات الطالبية في الجامعة الانطونية

*العثور على رجل وفتاة مقتولين بالسكاكين في طرابلس

*هؤلاء هُم المهدَّدون بالإغتيال/اسعد بشارة/ جريدة الجمهورية

*حزب الله» يكتشف أن ترسيم الحدود كان في مصلحته/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*النازحون قضية إنسانية أم مؤامرة كونية ضدّ «حزب الله»/شارل جبور/ جريدة الجمهورية

*لجنة التحقيق الدولية تعلن قتال حزب الله وعراقيين شيعة إلى جانب النظام السوري/خبير مقرب من الحزب: «الاتهام» يغطي وجود السلفيين

*حزب الله يعيش اليوم حالة غير مسبوقة من التوتر

*مسلسل الفضائح في حزب الله:ضبط معمم مزور دولارات وآخرين يمارسون اللواط  

*سقوط القناع عن جماعة الاخوان المسلمين

*اللقاء الوطني الاسلامي استنكر استقبال محمد الشعار: نرفض الاتهامات بحق طرابلس بأنها تتحول الى إمارة إسلامية

*ماضي تسلم تقرير الFBI في قضية اغتيال الحسن

*يوسف: هناك صفقة مشبوهة في موضوع المولدات ورست على وكيل يتبع مرجعيات سياسية معينة

*القوات اللبنانية تقاطع الإنتخابات الطالبية في الأنطونية

*المكتب الإعلامي لميقاتي نفى الكلام عن اتصالات مزعومة بالسر مع قيادات في 14 اذار

*الوفاء للمقاومة: إلاحجام عن الحوار غير مبرر منفذ الخروج من الأزمة يتمثل بالعودة الى مرتكزات الوفاق

*نواف الموسوي: اتهام سوري بالاعداد لاغتيال احدى الشخصيات أكاذيب

*لقطع الطريق على "المنشقين": الحزب سيطرَ على معسكرات "جبريل" في لبنان؟/قوى حزبية تضع يدها على المواقع لتوظيفها سياسياً بعد الحسم

*حسن نصر الله عتبان على القاعدة/رضوان السيد/الشرق الأوسط

*طهران: «حزب الله» سيُظهر رداً مؤثراً إذا شعر بأن سورية تحتاج إليه

*عبد اللهيان: "حزب الله"سيردّ اذا احتاجت سوريا اليه

*"اللقاء الوطني الإسلامي": لإحالته على القضاء

*واشنطن بوست: ادعاءات غير مؤكدة تدُرّب حزب الله على استخدام الكيماويّ

*إسرائيل مستعدة لسيناريوات انهيار الأسد: «حزب الله» يجهز طائرات بلا طيار بالمتفجرات

*فتفت وضاهر والجوزو وعلوش يتحدثون الى"المستقبل" عن خلفيات المخطط/شهادة السعيد تعرّي نظام.. "الإفتاء بالقتل"

*أحمد الحريري: نصر الله مرشد فاشل وميقاتي يلعب بنار طرابلس

*حكومة حزب الله الإرهابية تفتح الحدود لوزير الأسد وتقفلها أمام شعب بأسره/كارلا خطار/المستقبل

*نكبتان../ علي نون/المستقبل

*يا حبيبي.. النصيحة لك /مصطفى علوش/المستقبل

*الفصل الأخير في دمشق: كيف ستكون نهاية نظام الأسد العاجز؟/الشفاف/جيفري وايت

*المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية: أتخوف من هدم دولة القانون.. والمشهد الآن ليس له حل

*القس جريش لـ«الشرق الأوسط»: تعديل المواد الخلافية حال إقرار الدستور أمر غير مقنع

*إيران تقترح ترؤس الأسد الحكومة الانتقالية والمعارضة تعتبره محاولة لإعادة التموضع

*النشار لـ «الشرق الأوسط»: الإبراهيمي سيبلغ الرئيس السوري بالتوافق الأميركي ـ الروسي حول مبادرته التي تستند إلى مبادرة جنيف

*حرص الرئيس بشار على مصالح الشعب!/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*النائب العام المصري يتراجع عن استقالته.. والرئاسة تنفي تدخلها في قراره

*إسلاميون يحتشدون اليوم بالإسكندرية.. والمعارضة تكثف دعوتها لرفض الدستور

*منشق سوري يؤكد نقل الأسلحة الكيماوية السورية/ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط

*واشنطن تراهن على التغيير الميداني.. لا على تبدّل الموقف الروسي/ثريا شاهين/المستقبل

*عناصر "حزب الله" يراقبون خارطة انتشار اللاجئين الجدد ونظام الأسد يخطط لسحق المخيمات الفلسطينية بعد تأييدها للثورة/حميد غريافي/السياسة

*حرب المتوسط: من سوريا إلى "لبنان إيران"!/محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

 

تفاصيل النشرة

 

انفجار طير حرفا حرك الجمر من تحت الرماد واستياء في جنوب لبنان من انتشار مخازن أسلحة "حزب الله" وإيران

"السياسة" - خاص: أعربت فعاليات لبنانية في مدن وقرى الجنوب, عن قلقها من سلسلة الإنفجارات التي شهدها الجنوب خلال الأشهر القليلة الماضية في عدد من مخازن الأسلحة التابعة ل¯"حزب الله" والتي تنتشر أغلبها بين بيوت سكنية. وذكرت الفعاليات في تصريحات ل¯"السياسة", أنها تخشى من الآثار السلبية التي قد تولدها مثل هذه الانفجارات على مسيرة الحياة الطبيعية في مدن وقرى الجنوب التي ما زالت تلملم آثار الخراب والتدمير والقتل التي تعرضت لها إبان حرب العام 2006. ووجهت الفعاليات المذكورة انتقاداتها الى "حزب الله" الذي يصر على تحويل مدن وقرى الجنوب الى مستودعات لأسلحته ولمنصات اطلاق صواريخه, والى ايران بشكل خاص, حيث تبين ان الانفجار الذي وقع في قرية طير حرفا نجم عن انفجار صواريخ ايرانية الصنع اثناء قيام الكوادر العسكرية التابعة للحزب بالتعاون مع الكوادر العسكرية التابعة ل¯"الحرس الثوري" الايراني بمحاولة ملائمة هذه الصواريخ لكي يتم اطلاقها من طائرات من دون طيار على شاكلة الطائرة أيوب التي نجح "حزب الله" بإطلاقها قبل أشهر, والتحليق بها فوق اجواء اسرائيل قبل أن يسقطها الجيش الاسرائيلي. ونقلت الفعاليات المطلعة على مجريات الامور داخل قيادة "حزب الله" عن كوادر جنوبية في الحزب, إستياءها من الضغوط التي تمارسها ايران على قيادة الحزب لتسخين الجبهة الجنوبية, مشيرة الى أن قيادة الحزب ورغم ولائها المطلق لإيران نجحت حتى الآن في امتصاص ضغط طهران, وتغليب المواقف الداعمة بفصل الساحة الجنوبية وعدم التفريط بها لصالح توجيه الأنظار عما يجري في سورية, الأمر الذي تسعى طهران إليه بكل ما تملك. وختمت الفعاليات بالطلب من قيادة "حزب الله" بأن تقوم بنشر اسمي الكادرين الذين قضيا في هذا الانفجار, حرصاً على مشاعر عائلاتهم التي لم تتلق حتى الآن خبر مقتلهما, إذ قام الحزب فور وقوع الانفجار بتطويق المكان ومنع اي كان سواء من الجيش اللبناني او قوات "اليونيفيل" او الصحافيين اللبنانيين والاجانب من الوصول الى المكان, حتى يتمكن من إخراج جثتي الكادرين بشكل سري.

 

النائب السابق صلاح حنين : لا قيمة للدعوى ضدّ صقر ورفع الحصانة غير ممكن 

وكالات/أكّد النائب السابق صلاح حنين "أن الدعوى التي تقدّم بها المحامي رشاد سلامة ضدّ عضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر امام النيابة العامة التمييزية بوكالته عن النظام السوري، بتهمة تزويد المعارضة السورية بالسلاح غير مجدية، خصوصاً أن صقر لازال يتمتع بالحصانة النيابية"، لافتاً الى "أنه حتى اليوم، لم نسمع أن هذه الدعوى تقدّمت من مدعي عام سوري الى مدعي عام لبناني، وبالتالي، لم تسلك القنوات القانونية، وهي بمثابة زوبعة في فنجان". وقال لـ"المركزية" "إن هذه الدعوى لا قيمة لها، خصوصاً أن الأنتربول الدّولي اعتبرها مسألة سياسية"، مشيراً الى "أن المجتمع الدّولي يرى أن النظام الحالي في سوريا غير شرعي وغير معترف به في ظلّ الاعتراف الدولي بالإئتلاف الوطني السوري"، معتبراً "أن هذا النظام فقد صفته الشرعية، والانتربول لم يأخذ هذه الشكوى بعين الاعتبار هذا على الصعيد الدولي، أما على الصعيد المحلي فهي لم تجرِ وفق الطرق القانونية والقضائية لغاية الآن". ورأى حنين "أن هذه الشكوى تحتاج الى رفع الحصانة عن النائب عقاب صقر، وهذا الامر لا يمكن حصوله، لأن أعضاء المجلس النيابي سينقسمون أثناء التصويت على هذا القرار في حال حصوله"، موضحاً "أن هذه الشكوى ستأخذ طريق الـ22 شخصية سياسية وإعلامية لبنانية التي اتخذ بحقّها هكذا إجراء، لكن قضيتهم وقفت عند هذا الحدّ"، مؤكداً "أن جميع هذه الشكاوى لا قيمة لها، ولن يكون لها أي تداعيات لا على الصعيد الداخلي ولا الخارجي". وشدّد على "أن الدستور ينصّ على أنه لا يمكن رفع دعوى على نائب في البرلمان اللبناني إذا كان يتمتع بالحصانة النيابية، وبالتالي، لا يستطيع القضاء تناول هذه القضية، وعلينا، بدايةً، أن نرى إذا كانت هذه القضية ستجري وفق الأصول القانونية"، مضيفاً "أنه في حال سلكت هذه الشكوى الإجراءات القانونية، فالتصويت في المجلس النيابي لرفع الحصانة عن صقر لن يتم، وهاتان المرحلتان لن تسلكهما هذه الدعوى برأيي".

 

"دبكا" الاسرائيلي: الأسد نشر صواريخ "اسكندر" الروسية على حدود سـوريا

المركزية- كشف موقع "دبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي أن الرئيس السوري بشار الأسد حصل على صواريخ "إسكندر" من روسيا تم نشرها على طول الحدود السورية مع تركيا وإسرائيل والأردن. وأشار الموقع إلى أن الصواريخ الروسية جاءت ردا على وصول صواريخ "باتريوت" الاميركية والهولندية والألمانية إلى تركيا لنشرها على طول الحدود مع سوريا. وأوضح الموقع ان 3 سفن قتالية روسية دخلت إلى ميناء طرطوس وكل سفينة تحمل 300 مقاتل من القوات البحرية. وأشار الى أن السفن تحمل هذه المرة شحنة غيرت كل الموازين الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ليس فقط الحرب في سوريا لكنها غيرت استراتيجيتها أيضًا بين إسرائيل وسوريا وكل خططها الهجومية ضد النوويالإيراني.

 

شربل: تقرير الـ FBI عن اغتيال الحسن في عهدة التمييزية

المركزية ـ أكد وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، "ان النزوح السوري والفلسطيني في الوقت ذاته الى لبنان، بات يشكل مشكلة إنسانية وأمنية مفروضة علينا، لا سيما "أن الأعداد المتدفقة لا يمكن للدولة اللبنانية ان تستوعبها"، مشيرا الى "أن الحكومة قد خصصت اجتماعا الأسبوع المقبل لبحث هذا الأمر". ولفت الى أن "المشكلة الأمنية التي يسببها هؤلاء النازحون أنهم من توجهات سورية مختلفة ما يسبب اضطرابات أمنية، كما ان الجريمة قد تنشط في هذا الإطار، إضافة الى عدم توافر المساعدات الإنسانية لكل هذا العدد ما يشجع على جرائم السرقة". وعن تقرير المخابرات الأميركية الـ"FBI" في قضية إغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، أوضح شربل أن "المضمون بات في تصرف النيابة العامة التمييزية"، مشيرا الى "أن التقرير يشبه تقارير الأجهزة الأمنية اللبنانية ولا شيء أكثر".  وعن التهديدات التي يتلقاها بعض الشخصيات السياسية، أعلن أن "الأجهزة الأمنية تنسق مع جميع الشخصيات التي ترى انها في حاجة الى حماية أمنية أكبر".

 

السويداء: ألاف العسكريين الدروز رفضوا الإلتحاق بجيش الأسد

حيدر الطفيلي /خاص بـ"الشفّاف"- البقاع /نقل قادمون من مدينة السويداء السورية الى البقاع امتناعَ عناصر الجيش من الطائفة الدرزية عن الالتحاق بمراكز أو مواقع الجيش النظامي. وأشار هؤلاء الى رفض ثمانية آلاف عسكري يحملون رتبا مختلفة تنفيذ مذكرات رسمية اصدرتها قيادة الجيش النظامي تأمرهم فيها الالتحاق بمراكز قتالية في غير محافظة سورية، ولم يتجاوب مع تلك المذكرات سوى 168 عسكريا فقط. وتسود حال من الغضب في اوساط اهالي السويداء، وبالتحديد في صفوف العسكريين منهم، او الخاضعين لشروط التعبئة العامة، بعدما عمد النظام الى تطبيق برنامج خبيث يهدف الى توريط ابناء الطائفة الدرزية في صراعات دموية مع مكونات ثانية من الطوائف المكونة للنسيج الاجتماعي السوري. ويروي هؤلاء ان المخابرات السورية قتلت ما لا يقل عن 700 شاب درزي منذ بدء الانتفاضة السورية، حيث كانت تعمد الى تصفيتهم في مركز عملهم او مواقعهم، ومن ثم تنقلهم الى قراهم في محافظة السويداء في مواكب تشييع ضخمة تسبغ عليها أبعاداً مذهبية لاستجرار غضب الطائفة الدرزية ضد الثوار. ويبدو ان وعي الشارع الدرزي، ومن ورائه قيادته السياسية والروحية، حال دون نجاح برنامج النظام , لا بل انه اعطى نتائج عكسية تماما، نتائج تتقاطع بمعظمها مع احلام الشعب السوري في الحرية والديمقراطية. ويلفت هؤلاء الى دور بارز اضطلعت به منتهى الاطرش والفنان السوري سميح شقير، وذلك من خلال شبكة تواصل على مدار الساعة تصدت لبرنامج النظام، وادارت عمل التنسيقيات في مدينة السويداء والقرى التابعة لها، وتمكنت ايضا من توفير الحد الادنى من وسائل الصمود، ومساعدة آلاف النازحين من احياء العاصمة السورية، وخاصة من "حي التضامن" الى السويداء. واشاروا الى ان حال السويداء اليوم ما كان ليبلغ هذا المستوى من المواجهة من النظام الاسدي لولا تكامل دور القيادة الروحية المحلية مع دور الاطرش ومساعي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على هذا الصعيد.

 

الجيش تسلم 6 طوافات عسكرية هبة من الولايات المتحدة/السفارة الأميركية: لتأمين حدود لبنان والدفاع عن سيادته

المركزية ـ تسلم الجيش اللبناني 6 طوافات عسكرية "Huey II" وقطع الغيار العائدة اليها، كهبة من الحكومة الاميركية، وهي جزء من مساعدات عسكرية بقيمة 58 مليون دولار، وتعتبر اكبر رزمة مساعدات احادية في تاريخ العلاقات اللبنانية الاميركية العسكرية المشتركة، كما وانها اول شحنة من الطائرات المروحية الى لبنان خلال 15 عاما. وتم التسليم خلال احتفال اقيم في قيادة القوات الجوية في مطار بيروت حضره ممثل قائد الجيش رئيس الاركان عمر سلمان إضافة الى قائد القوات الجوية غسان شاهين، السفيرة الأميركية مورا كونيللي، وقائد القوات الجوية في القيادة المركزية الاميركية الجنرال ديفيد غولدفاين الذي اكد في كلمته "التعاون العسكري المستمر بين البلدين"، وشدد على "دعم الولايات المتحدة لمبادرات لبنان لتنفيذ التزاماته بموجب قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701"، معتبرا ان "تسليم المروحيات يساهم في تقوية قدرات الجيش اللبناني للدفاع عن حدوده وسيادته واستقلاله". سلمان: من جهته، لفت سلمان الى ان "هذه الهبة المضافة الى سلسلة من المساعدات العسكرية هي لتعزيز قدرات الجيش ودعما له وتشديدا على اهمية المساعدة الاميركية للجيش اللبناني"، واشار الى ان "اهمية المساعدة لا تكمن في قيمتها المادية فحسب بل في قيمتها المعنوية التي تعبر عن العلاقة التاريخية بين الشعبين والجيشين اللبناني والاميركي. كما تؤكد هذه المساعدة ثقة الحكومة الاميركية بالجيش اللبناني وتشدد على نيتها المضي قدما في برنامج المساعدات للجيش، ليكون قادرا على المواجهة والحفاظ على امن الوطن، وتم تسليم درع تقديرية للجنرال الاميركي بعد قراءة كتاب شكر من قائد الجيش".

السفارة الاميركية: وفي هذا الإطار، اعلنت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت انه "في الأشهر الستةالماضية، وفرت الولايات المتحدة حوالي 140,37 مليون دولار أميركي من العتاد والمساعدات للجيش اللبناني تضمنت مروحيات، مركب حربي، آليات، بنادق، ذخيرة، معدات، وتجهيزات طبية. ويقوم مكتب التعاون الدفاعي في السفارة الأميركية بتنسيق هذه المساعدات وذلك ضمن جهود الولايات المتحدة لتقوية قدرات الجيش اللبناني مدركةً أهميته كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة لتأمين حدود لبنان والدفاع عن سيادة واستقلال الدولة".

واشارت الى "رزمة المساعدات العسكرية بقيمة 58 مليون دولار لتوفير ست مروحيات Huey II إضافة إلى قطع غيار لها ولأسطول الجيش اللبناني الحالي من مروحيات Huey I هي أكبر رزمة مساعدات أحادية في تاريخ العلاقات اللبنانية - الأميركية العسكرية المشتركة. فالمروحيات تزيد من قدرات الدعم الجوي لدى الجيش بشكل كبير لتوفير الدعم الجوي القريب للقوات البرية، ولتوفير قدرات البحث والإنقاذ، ولتأمين الحدود بشكل أفضل.

كما وفرت الولايات المتحدة جهاز "مشبه للتحليق" وأنشأت مبنىً خاصاً له في قاعدة رياق الجوية لتوفير تدريب أفضل للطيارين.

كما استلم الجيش أيضا خمس قاطرات صهاريج لتزويد الطائرات بالوقود". واعلنت انه "في هذا الشهر، استلم الجيش أيضا مركبا حربيا لمراقبة السواحل قيمته 29,8 مليون دولار وطوله 42 متراً صُنِِِِع في الولايات المتحدة.

وسيساهم المركب في تمكين البحرية اللبنانية من تسيير دوريات على فترات طويلة قبالة الساحل كما سيعزز قدراتها على حماية حدود لبنان البحرية". ولفتت الى انه "لتعزيز قدرات الجيش العملانية في المساهمة في الحفاظ على الهدوء والاستقرار في لبنان، وفرت الولايات المتحدة أكثر من ألف بندقية "M16A4"، و 24 رشاشا عيار "12.7 ملم"، وثمانين قاذفة قنابل من طراز "M203A2"، و 38 مليون طلقة من الذخيرة، و960 هاتفا ميدانيا، و30 صندوق عدة حظيرة مدفعية لتشغيل مدافع ميدان M198 "هاويتزر"، وعدة مراقبة مدفعية، بالإضافة إلى جهازي تدريب مراقِب مدفعية. ولتعزيز عمليات التحرك والقدرة على التجاوب السريع للأزمات، سلمت الولايات المتحدة 48 آلية همفي "HMMWV" مصفحة وغير مصفحة، و31 آلية همفي "HMMWV" مصفحة وغير مصفحة لنقل العتاد والأفراد، وعشر رافعات.

 

جعجع استقبل والد الشهيد الحسن مع وفد من العائلة

وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والد اللواء الشهيد وسام الحسن السيد عدنان الحسن مع وفد من العائلة، شكروه على مواساتهم بمصابهم الأليم، وهنأوه بالسلامة لنجاته من محاولة الاغتيال التي تعرض لها في معراب، في حضور النائب الدكتور فادي كرم.

 

جعجع: سيحاولون تعطيل الانتخابات وسنحاول منعهم وتزوير كبير طرح مشروع "اللقاء الارثوذكسـي"

المركزية- اكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "اكبر عملية تزوير وغش هي حين يطرح الفريق الآخر مشروع "اللقاء الأرثوذكسي"، فمن يؤيد هذا المشروع فعلاً لا يذهب ويُقدم مشروع قانون آخر هو مشروع قانون النسبية بثلاث عشرة دائرة مفصّل على قياسه لهدف واحد تمكين "حزب الله" وحلفائه من الفوز بالانتخابات النيابية"، لافتاً الى ان "الفريق الآخر سيحاول تعطيل الانتخابات بقدر ما يستطيع ولكننا سنحاول جاهدين لتحصل هذه الانتخابات في موعدها الدستوري". وانتقد ما يُسميه الفريق الآخر بالإصلاح والتغيير، فسأل "ايعقل ان ترسل وزارة الطاقة دفتر شروط لمناقصة ليتبيّن لاحقاً ان المناقصة اخذت بقيمة اكبر من القيمة المرصودة اصلاً في الموازنة؟، وحتى اذا افترضنا ان هناك خطأً او قلة انتباه وليس اشياء اخرى، فهذا ثمنه تأخير لعام ونصف والشركة التي ربحت المناقصة تستطيع مقاضاة الدولة اللبنانية وستربح الدعوى ضدها وبالتالي ستكلّف الدولة اللبنانية عشرات او مئات ملايين الدولارات من جيوب المواطنين". كلام جعجع جاء خلال عشاء ميلادي من تنظيم جهاز الاعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" في معراب في حضور: النائب ستريدا جعجع، امين عام الحزب فادي سعد، منسق منطقة بيروت عماد واكيم وحشد من الاعلاميين. وكانت مناسبة شكر فيها الصحافيين والاعلاميين على تعبهم وعملهم وعايدهم بعيدي الميلاد ورأس السنة.

واعتبر جعجع ان "من واجب الاعلامي ان يكون موضوعياً والا يتنكر للحقيقة، لكن الصحافي هو مواطن كغيره قبل كلّ شيء ويجب ان يكون لديه موقف من الحوادث لأن الانسان الذي لا يملك موقفاً ليس موجوداً، وان يكون صاحب موقف لا يعني ان يُغيّر او يبدّل في الوقائع والحقائق كما تفعل بعض وسائل الاعلام في لبنان". وشدد على اهمية ان "يكون الاعلامي ملتزماً بشيء ما، ليس بالضرورة ان يكون ملتزماً بحزب او قيادي معيّن بل يجب ان يكون ملتزماً بوجود دولة او لا، لا يمكنه ان يكون حيادياً او وسطياً، فماذا تعني الوسطية؟، هل يعني ان ننزع نصف سلاح "حزب الله" ونترك نصفه الآخر؟، او هل نرسم نصف الحدود اللبنانية؟، او نتكلم عن نصف فساد في الحكومة؟، فالأشياء لا تحتمل الوسطية في بعض الأحيان، يجب ان يكون الصحافي معتدلاً دائماً ولكن يجب ان يشهد للحقيقة في الوقت نفسه ".وعلّق جعجع على ما عنونته إحدى الصحف "خطة غربية لتهجير المسيحيين من الشرق"، سائلاً "ما هو الدليل على هذه الخطة؟، وكيف تمّ التعبير عنها؟ فما نعرفه هو العكس، والأكيد ان اجتماعات كبيرة وبالأخص على مستوى الأحزاب المسيحية في اوروبا تدعو الى ترسيخ وجود المسيحيين في الشرق وكيفية العمل على مساعدتهم لتخطي الصعاب التي يواجهونها نظراً لأنهم يُشكّلون غنى لهذا الشرق. ولكن ذلك هو بهدف ابقاء المسيحيين تحت الضغط النفسي عبر تخويفهم بالسلاح نفسه الذي كان يستخدمه نظام الأسد منذ 35 عاماً حتى اليوم بان الغرب سيتركهم ويريد تهجيرهم وبان السلفيين والقاعدة سيأتون الى الحكم."

وتطرق جعجع الى موضوع الانتخابات، فقال "أكبر عملية تزوير وغش هي حين يطرح الفريق الآخر مشروع "اللقاء الأرثوذكسي"، مذكراً بانه "حصلت مناقشات كثيرة في لقاءات بكركي حتى اقتنع "التيار الوطني الحر" بهذ القانون، وعلى الأثر شُكّلت لجنة لطرح المشروع على الأفرقاء كافة في البلد الذين رفضوا جميعهم هذا الطرح فاتفقنا على محاولة ايجاد صيغة بديلة، وبالتالي من يتبجح بـ "اللقاء الأرثوذكسي" لا يذهب ويُقدم مشروع قانون آخر هو مشروع قانون النسبية بثلاث عشرة دائرة مفصّل لهدف واحد هو تمكين "حزب الله" وحلفائه من الفوز بالانتخابات النيابية".

اضاف "يجاهر احدهم من الفريق الآخر بأنه يضمن ان يسير حلفاؤه بمشروع "اللقاء الأرثوذكسي"، فاذا صح هذا الأمر تفضلوا واسحبوا قانون الحكومة الحالي وارجعوه الى الحكومة واطرحوا مشروع "اللقاء الارثوذكسي"، لنذهب الى المجلس النيابي لإقراره، ولكنهم يطرحون مشروع "اللقاء الأرثوذكسي" ليقولوا انهم ابطال اذ يعتقدون انه يُدغدغ احلام بعض المسيحيين ومن جهة اخرى بهدف عرقلة البحث في اي قانون انتخابي آخر"، مشيراً الى "وجود قانون آخر هو قانون الدوائر الصغرى الذي يؤمّن صحة التمثيل في شكل افضل ويملك تأييد ما بين 55 الى 60 نائباً، فليسير الفريق الآخر به ليُقر في المجلس النيابي".

ولفت جعجع الى ان الفريق الآخر يريد ان يسير الجميع بالمشروع الذي ارسلته الحكومة الى المجلس النيابي وإما لا انتخابات، وقد سمعنا رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون كيف طمأن اللبنانيين منذ ايام بأنه لن يحصل اي شيء في حال عدم حصول انتخابات"، مؤكداً ان "الفريق الآخر سيحاول تعطيل الانتخابات بقدر ما يستطيع ولكننا سنحاول جاهدين أن تحصل الانتخابات في موعدها".

وانتقد جعجع ما يُسميه الفريق الآخر بالإصلاح والتغيير، فقال "في الخطة العامة للكهرباء التي اقرها مجلس النواب توجد محطة كهرباء ملحوظة في دير عمار، فوضعت وزارة الطاقة دفتر شروط وطرحتها للمناقصة، واستغرق تحضير دفتر الشروط اشهراً طويلة، وكل هذا وقت ضائع، فأُجريت المناقصة وقدمت الشركات عروضها على اساس هذا الدفتر وفُضت العروض، ومن ثم تبيّن ان شركة إسبانية هي من قدم العرض الأفضل، فتنبهوا حينها ان العرض قيمته اكبر من المبلغ المرصود لمحطة دير عمار، فهل يوجد اصلاح وتغيير في تاريخ لبنان منذ عهد المتصرفية الى اليوم يقوم بمناقصة على هذا الشكل؟، ايعقل ان ترسل وزارة دفتر شروط لمناقصة ليتبيّن لاحقاً ان المناقصة يمكن ان تؤخذ بقيمة اكبر بكثير من القيمة المرصودة اصلاً في الموازنة؟، لنفترض ان هناك خطأ او قلة انتباه ولس اشياء اخرى، فهذا ثمنه تأخير لعام ونصف والشركة التي ربحت المناقصة تستطيع مقاضاة الدولة اللبنانية وستربح الدعوى ضدها وبالتالي ستكلف الدولة اللبنانية عشرات او مئات ملايين الدولارات من جيوب المواطنين". وختم جعجع " للأسف تحصل امور عدة سواء على المستويات السيادية، الوطنية او السياسة الخارجية، او الاقتصادية والمالية والاجتماعية، اقل ما يقال فيها انها فضائح، الى جانب عدم وجود حياة سياسية فعلية من خلال اعتماد البعض لغة الاغتيالات وسنكمل المواجهة الى حين قيام دولة فعلية في لبنان".

 

قانون الانتخاب نحـو الستين درّ وتعديلات ترضي عون ولا تغيظ المعارضة

المركزية- في انتظار ابلاغ قوى 14 آذار موقفها من طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري نفخ الروح في اللجنة النيابية المصغرة الخاصة بقانون الانتخاب المنبثقة من اللجان المشتركة، والمرتقب مطلع الاسبوع بعد اجتماع يعقد نهاية الاسبوع، فإن مصير قانون الانتخاب يبقى معلقاً طالما ان القوى السياسية على مواقفها من مشاريع القوانين المطروحة على بساط البحث، فالمعارضة ترفض رفضاً قاطعاً الركون الى المشروع النسبي المعروض على المشرحة النيابية في ظل وجود السلاح، والى جانبها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط المتمسك بقانون الستين في ما لا يتوانى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون عن اعلان رفضه لقانون الستين كما هو مطروح. الا ان تصلب عون لا يبدو وفق مصادر مطلعة ثابتاً وغير قابل للخرق كاشفة لـ"المركزية" عن مساع يبذلها "حزب الله" لاقناعه بالسير به معدلاً وفق ما يلبي مطالبه ويبدد هواجسه. وعزت المصادر ميول قوى 8 آذار نحو المشروع النسبي لكونه يشكل الطريق الامثل لتأمين فوزها في الانتخابات او على الأقل منع 14 اذار من التحكم باللعبة السياسية بإمساكها بالأكثرية، أكدت في المقابل ان أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله أبلغ جنبلاط انه مستعد للسير بقانون 1960 ويحاول اقناع العماد عون بالمضي فيه مقابل بعض المكاسب السياسية التي تلبي طموحات الحزب في المرحلة المقبلة. واي يكن القانون، أوضحت المصادر ان قرار إجراء الانتخابات متخذ داخلياً وخارجياً ولا عودة عنه الا في حال حصول طارئ أمني على نطاق واسع لا سمح الله، وان الحظ الأوفر لقانون الستين باعتبار ان الوقت لم يعد كافياً للتوافق على قانون جديد يحتاج الى صولات وجولات من المشاورات السياسية، بعدما توافرت العناوين العريضة من الوفاق السياسي في شأنه مع تعديلات بحيث يكون قانون أفضل الممكن في الظرف الراهن. وفي هذا المجال، قال احد المشاركين في لجنة بكركي الانتخابية عن ان ممثل التيار الوطني الحر في اللجنة النائب الان عون كان يناقش باندفاع مشروع القانون على اساس الدوائر الصغرى بمعدل 48 الى 50 دائرة الا انه وبسحر ساحر انتقل فجأة مع موجة التيار الى المشروع النسبي في وقت كان نواب من التيار يقدمون مشروع يتبنى طرح اللقاء الارثوذكسي. وإزاء هذا الواقع دعت مصادر في قوى 14 آذار العماد عون الى حسم خياره بين القوانين الثلاث الموزعة بين نوابه ووزرائه وبينه شخصياً. وأوضحت المصادر ان أبرز التعديلات المقترحة على قانون الستين تتصل بنقل مقاعد من دوائر أخرى في طرابلس وبعلبك واعادة توزيع بعض الدوائر في بيروت.

 

سليمان : قرار اسرائيل بناء 2600 مستوطنة يكشف نية العدو برفض المساعي لاحلال السلام

sوطنية - دان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قرار اسرائيل بناء 2600 وحدة استيطانية جديدة على رغم معارضة المجتمع الدولي"، معتبرا ان هذه السياسة تكشف يوما بعد يوم نية العدو برفض المساعي الدولية القائمة لاحلال السلام في المنطقة والاعتراف بحقوق الفلسطينيين وفي طليعتها حقهم في اقامة دولتهم المستقلة وحق العودة الى ارضهم وارزاقهم". وجدد سليمان "دعوة المجتمع الدولي وتحديدا الدول الفاعلة والمؤثرة وفي طليعتها الولايات المتحدة الى ممارسة الضغط على اسرائيل لوقف هذه الخطوة والاقتناع نهائيا بفكرة الانخراط في عملية السلام على أساس مرجعية مؤتمر مدريد ومبادرة بيروت العربية للسلام".

النائب سلام

وفي نشاطه، عرض الرئيس سليمان مع النائب تمام سلام للتطورات الراهنة واهمية الحفاظ على الاستقرار الامني والاقتصادي وتجنيب لبنان تداعيات ما يحصل من حوله.

وقال سلام في بيان وزعه مكتبه الاعلامي بعد الزيارة: "لقائي مع فخامة رئيس الجمهورية هو بداية للتهنئة بالاعياد المجيدة وكانت مناسبة للتداول في الامور العامة وابرزها هو ما له علاقة بضرورة تدعيم نظامنا الديموقراطي الذي يوفر لنا واحة كبيرة من الحرية والسيادة". اضاف:"ان الديموقراطية التي ننعم بها هي فعل ايمان وممارسة وتطبيق وليس فقط قوانين ودستور وميثاق . ومن ابرز عناصر ومقومات الممارسة هو الاستحقاق الانتخابي الدوري الذي يرفد الوطن بممثليه الشرعيين من خلال قيام المواطن بدوره التنفيذي كل اربع سنوات لانتخاب نوابه . ولا شك ان قانون الانتخابات الاكثر عدالة ومساواة في تأمين التمثيل الصحيح هو ما نطمح اليه جميعا.

اضاف سلام : ولكن في جو الانقسام السياسي الحاد يبدو ان التوصل الى قانون انتخابي جديد ليس بالامر المسهل والمتوفر مرحليا، خصوصا اننا اقتربنا كثيرا من موعد الاستحقاق وما يجب تحضيره ضمن مهلة معينة من مستلزماته وحاجاته التقنية واللوجستية. لذلك فان الكلام الذي يتردد على لسان البعض حول امكانية التمديد لمجلس النواب الحالي وتأجيل الاستحقاق الانتخابي هو في نظري مضر ومؤذ على المستوى الوطني.

وقال:"فاي عبث بموضوع الاستحقاق الانتخابي هو بمثابة استعداء وضرر مباشر الى نظامنا الديموقراطي العريق.ان سلب الموطن حقا من حقوقه الدستورية لأن القانون لا يناسب هذه الجهة السياسية او تلك ويمكن ان يقلص من عدد نوابها في هذه المرحلة ، هو بمثابة اعتداء على الدولة ودستورها وشرعيتها". واضاف سلام :"من هنا فان تأييد الموقف الذي اعلن عنه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بتمسكه باجراء الانتخابات في موعدها هو عين الصواب وخصوصا ان هذا الموقف يأتي ممن ائتمن على الدستور واقسم اليمين بالدفاع عنه.فمهما توصلت اليه القوى السياسية من اتفاق او خلاف حول قانون جديد للانتخابات فان الحريص والغيور على مصلحة الوطن والمواطن عليه ان يؤكد ويعمل بدون تردد في دعم تحقيق استحقاق الانتخابات العامة في موعدها تعزيزا للمسيرة الديموقراطية والعراقة الديمقراطية التي تميز بها لبنان واصبحت جزءا لا يتجزأ من وجوده وكينونته وسرمديته.وبالتالي فإنني أحذر القوى السياسية من التلاعب بموعد الاستحقاق الديموقراطي الاهم ومحاولة الالتفاف على الدستور خدمة لمصالحها ونفوذها على حساب المواطن والوطن".

الوزير السابق محمد شطح

وتناول الرئيس سليمان مع الوزير السابق محمد شطح الاوضاع العامة لا سيما الاقتصادية منها وعدداً من الافكار والاقتراحات الآيلة الى تحسين الوضع.

المجلس الوطني للبحوث العلمية

واستقبل رئيس الجمهورية وفد المجلس الوطني للبحوث العلمية برئاسة الدكتور جورج طعمة الذي اطلعه على نشاط المجلس وعلى المنح والمساعدات التي يقدمها للباحثين وطلاب الدكتوراه وامكان زيادة مساعدة الدولة للمجلس لزيادة هذه المنح، كما قدم اليه نموذجا عن الطابع التذكاري لمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس المجلس.

اتحاد العشائر العربية للانماء

وزار بعبدا وفد جمعية ابناء العشائر العربية للانماء برئاسة السيد جاسم العسكر الذي عرض للرئيس سليمان عددا من المطالب الانمائية الاساسية في المناطق التي تقطنها هذه

العشائر.

 

الاحرار: للاتفاق على حكومة جديدة واتمام الانتخابات في مواعيدها

وطنية - لاحظ حزب الوطنيين الأحرار، في بيان اليوم، ان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، "تعمد في إطلالاته الاخيرة تقديم اقتراحات لتغطية الامر الواقع الذي فرضه بانقلابه على حكومة الوحدة الوطنية في انتهاك موصوف لاتفاق الدوحة، وسيطرته على الحكومة الحالية التي جاءت بها القمصان السود"، معتبرا انه "بعد كلامه على مؤتمر تأسيسي مما يعد خروجا على اتفاق الطائف وعلى الدستور المنبثق منه، جاء اقتراحه إطارا للحوار بين اللبنانيين، وهو الذي سبق له ان عطل الحوار بذريعة شهود الزور التي سحبت من التداول بعد قيام الحكومة الانقلابية، والذي يرفض بحث موضوع سلاحه اي البند الوحيد المتبقي على جدول أعمال الهيئة الوطنية للحوار". واكد "ان هذه المناورات مكتوب لها الفشل وهي لا تنطلي على اللبنانيين الذين يذكرون تماما، رغم رهان الفريق الآخر على قصور في الذاكرة لديهم، ممارسات قوى 8 آذار منذ اعتكاف وزرائهم في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الذي تزامن مع اغتيال النائب الشهيد جبران تويني، ثم استقالتهم بعد اغتيال النائب والوزير الشهيد بيار الجميل، ثم احتلالهم وسط العاصمة وشل المؤسسات وصولا إلى أحداث 7 أيار وما تلاها من لجوء إلى استعمال السلاح والاستقواء به. وجوابنا الوحيد على هذه الاقتراحات هو الدعوة إلى العودة إلى منطق الدولة على حساب الدويلة والتزام الدستور والقوانين والأعراف الديمقراطية". وأكد حزب الوطنيين الاحرار "ان افتعال مشكلة حول مكان اجتماع اللجنة النيابية المولجة درس مشاريع قوانين الانتخاب من قبل قوى 8 آذار يهدف إلى فرض المعادلة الآتية: إما تمكينها من إمرار القانون الذي يؤمّن لها أكثرية نيابية وحكومة على صورة الحكومة الحالية، وإما ضرب الاستحقاق والإبقاء على الحكومة الإنقلابية التي هي بحاجة اليها في ضوء الاستحقاقات القائمة والمتغيرات الاقليمية خصوصا على الجبهة السورية. وهذا امر نرفضه جملة وتفصيلا كونه مرادفا لاستسلام غير مشروط لقوى 8 آذار ولمشروع الهيمنة على الوطن برعاية إيرانية". ورأى الحزب "ان الحل هو في رحيل الحكومة الانقلابية والاتفاق على تشكيل حكومة جديدة من خارج فريقي 8 و 14 آذار والتوافق على قانون انتخاب لإتمام الاستحقاق الانتخابي في مواعيده الدستورية". ولفت إلى "محاذير نزوح اعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان هربا مما يتعرضون له في مخيم اليرموك من قصف جوي وبري من قبل جيش النظام السوري. ونرى أنه كان من واجب الحكومة عقد جلسة خاصة للبحث في هذه المشكلة الشائكة، في ظل مؤشرات عن وصول عناصر مسلحة تابعة لفصائل مؤيدة لنظام دمشق. ناهيك عن استمرار الوضع الشاذ في المعسكرات التي تسيطر عليها هذه الفصائل في الناعمة كما في منطقة الحدود الشرقية". ودان استهداف مخيم اليرموك والقاطنين فيه، ودعا الجامعة العربية ومنظمة الامم المتحدة إلى التحرك سريعا لوقفه وإلى مؤازرة لبنان ليستطيع التعامل مع موضوع النزوح من سوريا الذي يشكل عبئا لا طاقة له لتحمله منفردا.

 

عون التقى وفد هيئة دعم المقاومة الاسلامية

وطنية- التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ظهراليوم في دارته في الرابية، وفدا من هيئة دعم المقاومة الإسلامية، وقد تحدث باسمها المسؤول الإعلامي احمد زين الدين، وقال:"ان الزيارة تندرج ضمن إطار المعايدة لمناسبة حلول الأعياد المجيدة، كما تطرق الحديث الى الأوضاع المستجدة على الساحة المحلية والإقليمية".

 

قاووق في تكريم زاده:ايران العمق الاستراتيجي في مواجهة اسرائيل

وطنية - كرمت المؤسسة الاسلامية للتربية والتعليم المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان محمد حسين رئيس زاده لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، في حفل عشاء أقامته، في مطعم الفانتزي وورد، في حضور نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، القائم بأعمال السفارة الايرانية مهدي شوشتري، المدير العام للمؤسسة الاسلامية للتربية والتعليم الشيخ مصطفى قصير، الملحق الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية حسن صحتيان، ممثلي مؤسسات "أمل" التربوية، جمعية التعليم الديني الاسلامي ولجنة امداد الامام الخميني، أعضاء مجلس ادارة ومدراء مدارس المؤسسة الاسلامية للتربية والتعليم.

افتتح الحفل بآيات بينات من القرآن الكريم، ثم كلمة للشيخ مصطفى قصير شكر فيها المستشار الثقافي على كل المساهمات التي قام بها سواء المشاركة بمشاريع ثقافية من مسابقات وبرامج مطالعة أو بمشروع تعليم اللغة الفارسية في المدارس.

وفي ختام كلمته قدم تذكار خاص يوثق بالصورة مشاركات المستشار في أنشطة المؤسسة. من جهته تمنى زاده للمؤسسة مزيدا من العطاء وللمقاومة مزيدا من الانتصار، وقال: "في خلال هذه السنوات الخمسة كان من الفخر والشرف أن أكون بخدمتكم، وإن الداعي لقبول المهمة في لبنان شوقي وحبي لحركة المقاومة الاسلامية و"حزب الله" وخصوصا السيد حسن نصر الله، واذا قمت بعمل في خدمة هذه المقاومة الباسلة أعتبره ذخرا ليوم لا عمل فيه".

والقى الشيخ نبيل قاووق كلمة وصف فيها سنوات عمل المستشار الثقافي قائلا "نجتمع لنشهد لك بأن حضورك الى لبنان كان مبعث خير وبركة للبنان وايران، ولنشهد على خمس سنوات من العطاء ونتاجات اتسمت بالتعاون والمبادرة والجدية والمتابعة وتكللت بالنجاح والتوفيق، رأينا في الخمس سنوات، أولا الحرص من الجمهورية الاسلامية في ايران على دعم المقاومة وشعب المقاومة. وقد نجحت المستشارية الثقافية الايرانية في لبنان في تقريب الصلة أكثر فأكثر بين شعب المقاومة، ونجحت بتشكيل جسر تواصل ثقافي". وأضاف "إن الجمهورية الاسلامية الايرانية هي أول وأكثر دولة تدعم المقاومة ولا تزال تدعمها في لبنان وفلسطين وهي العمق الاستراتيجي والقوي للعرب في مواجهة اسرائيل، وبالرغم من كل الضغوط والتهديدات نجحت ايران في أن تكون القلعة القوية في مواجهة أميركا ومشاريعها في المنطقة". وشكر قاووق العطاءات في مختلف الميادين الجهادية والثقافية والمادية التي تقدمها الجمهورية الاسلامية الايرانية للمقاومة وشعب المقاومة.

 

الراعي استقبل قضاة المحاكم المارونية والعاملين فيها: الحقيقة هي أساس تبنى عليه العدالة والإنصاف يلطفها لئلا تصبح ظلما

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في بكركي، قضاة المحاكم المارونية والعاملين فيها برئاسة المطران المشرف على العدالة حنا علوان ورئيس المحكمة الابتدائية الموحدة المونسنيور نبيه معوض، في حضور المطرانين رولان ابو جوده والياس نصار، للتهنئة بعيدي الميلاد ورأس السنة.

الخوري عون

وألقى الخوري ايلي عون كلمة باسم الوفد قال فيها: "شرفني سيادة المطران منصور حبيقة المشرف على محاكمنا المارونية السامي الاحترام اذ كلفني ان انقل اليكم باسم جميع قضاة محكمتنا وموظفيها أصدق التمنيات في مناسبة عيدي الميلاد وراس السنة، راجيا من الرب يسوع ولادة متجددة له في قلوبكم حيث يجد دائما مغارة معدة لاستقباله خير اعداد فيقيم فيها ويستقر الى الابد، ونتمنى ايضا لغبطتكم سنة مباركة عسى ان تكون سنة خير للوطن وتجديد للكنيسة ملؤها السعادة في القلوب والسلام في الضمائر. ويسرنا ان نجدد لكم مشاعر التقدير والابتهاج مع الخضوع البنوي في مناسبة تنصيبكم كاردينالا في الكنيسة الجامعة".

واضاف: "في سنواتنا البعيدة، كنتم، يا صاحب الغبطة، ترافقوننا في زيارات مماثلة الى هذا الصرح البهيج وكنتم آنذاك في عداد قضاة محكمتنا. وقد أشع نجمكم لامعا وساطعا في عالم القانون والعدالة، وفي ما بعد اصبحتم ترأسون وفود محاكمنا بصفتكم مشرفا عاما على المحاكم المارونية ولاحقا مشرفا على توزيع العدالة ضمن الاراضي البطريركية الى ان اصبحنا نزوركم كالمرجع الاعلى لكنيستنا المارونية".

وتابع: "في هذه الزيارة المعهودة والتي ننتظرها بفارغ الصبر عاما بعد عام، لم نحضر اليوم الى هذا الصرح كي نحمل اليكم شؤون محاكمنا وشجونها بل جئنا نعلن امامكم عن سعينا الدؤوب الى تطبيق العدالة واحقاق الحق ببركة دعائكم، آملين عبر كل اعمالنا ان نحمل معكم شعلة الرسالة التي اعلنتموها شعارا لحبريتكم شركة ومحبة، فنحقق تلك الشراكة الفعلية بين القانون والعدل، من جهة، والرحمة والمحبة، من جهة اخرى، فنناصر صاحب الحق وننهض المظلوم مستنيرين بأنوار محبة الله التي افاضها علينا في الرب يسوع الذي اختارنا وائتمننا على وزناته كي نرفع بها ظلام الخطيئة من القلوب وظلم الانسان عن اخيه الانسان، فالرب اوكل الينا تلك المسؤولية ونحن نقوم بها باسمه القدوس، فلا عجب اذا ان تتوج احكامنا بعبارة "باسم الرب يسوع".

وقال: "اننا اذ نعيش في هذه الايام الاستعدادات لأجواء عيد الميلاد، نتقدم من غبطتكم بالتهنئة في مناسبة الاعياد الميلادية المباركة، كما نتقدم من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبي، واصحاب السيادة السامي احترامهم المطارنة رولان ابو جوده وشكرالله حرب وحنا علوان ومنصور حبيقة بالتهنئة بعيد ميلاد السيد المسيح وبالسنة الجديدة".

وختم: "جعل طفل المغارة هذه الاعياد مواسم خير وبركات على الجميع وادامكم، يا صاحب الغبطة والنيافة، على رأس كنيستنا ووطننا منارة تهدي التائهين الى طريق الخلاص".

الراعي

ورد البطريرك الراعي بكلمة قال فيها: "يسرنا أن نستقبلكم في مستهل السنة القضائية 2012 - 2013، وفي مناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة. وقد أتيتم أنتم القضاة ومحامي العدل والوثاق والمسجلين والمحامين والموظفين، وعلى رأسكم صاحبا السيادة المطرانان حنا علوان المشرف العام على توزيع العدالة في محاكم كنيستنا ومنصور حبيقة المشرف على محكمتينا الابتدائية الموحدة والاستئنافية. وفيما أشكر لكم زيارتكم، أود الإعراب لحضرة القاضي إيلي عون عن شكري على الكلمة اللطيفة التي ألقاها باسمكم، وضمنها أخلص المشاعر والتهاني والتمنيات بالأعياد المجيدة. فإني أبادلكم إياها ملتمسا لكم من المسيح الرب كل خير ونعمة ونجاح. ونرجو معا أن يكون الميلاد ميلادنا نحن إنسانا جديدا بالمسيح، وأن تكون السنة الجديدة سنة سلام في لبنان وبلدان الشرق الأوسط".

واضاف: "إن عملكم القضائي يندرج في إطار "سنة الإيمان"، وتطبيق الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"، وسينودس الأساقفة حول الإعلان الجديد للانجيل في عالم طالت فيه المسافة الفاصلة بين الإنجيل والحياة اليومية، وبين الثقافة الانجيلية وتيارات الاستهلاكية والنسبية والعلمنة السلبية. فأنتم تخدمون العدالة باسم الكنيسة التي تعهد إليكم بالسلطة القضائية، محتفظة بالسلطة التشريعية والإجرائية والإدارية. هذه السلطات تسلمتها الكنيسة من المسيح الرب بسلطان الولاية على ابنائها. ولهذا السبب تصدرون أحكامكم متوجة "باسم الله تعالى"، لأن سلطة الكنيسة القضائية تتحدر من طبيعتها ومن مؤسسها الإلهي، لا من تفويض من المجتع المدني، وتمارسها في محاكمها بحق خاص واستئثاري". وتابع: "إن خدمة العدالة عمل خطير أمام الله والضمير، وتقتضي التحلي بروح المسؤولية والفطنة وحسن التمييز والحرية الداخلية ومخافة الله. أما الفصل في النزاعات فيرتكز على حقيقة الواقعات والعدالة والإنصاف. ومعلوم أن الحقيقة هي الأساس الذي تبنى عليه العدالة والإنصاف يلطفها لئلا تصبح ظلما، كما تنبه قاعدة الشرع الروماني القديم: "الإفراط في العدالة إفراط في الظلم" -

summa iniuria" "Summum ius. هذه الثلاثة الحقيقة والعدالة والإنصاف مجتمعة هي بمثابة الروح لكل أعمال المحامين والقضاة، وتأتي القوانين وأصول المحاكمات، بما فيها من أعمال وبينات ومستندات، لتصون هذه الروح وتضمن تطبيقها في الأحكام". وقال: "إن الحكم في الدعاوى القضائية قول يفصل به القاضي النزاع القائم أمامه، مطبقا القانون، المكتمل بالتعليم والاجتهاد، على الوقائع الموضوعية الراهنة، ويعلن العدالة في هذه الحالة. ولأن الحكم عمل خطير للغاية، بسبب نتائجه القانونية والروحية والاجتماعية والانسانية، فيحتاج القاضي إلى دفاع المحامين وملاحظات محامي الوثاق والعدل، لكي يتمكن من القيام بأفعال ثلاثة مترابطة ومتكاملة هي: تحليل أعمال الدعوى والبينات من أجل الإجابة على الإرتيابات المحددة، نقد الأعمال وقيمتها الثبوتية وصدقيتها، للبلوغ إلى حقيقة الأمور، فتكوين اليقين الأدبي الذي يمكنه من إصدار حكمه".

واضاف: "هذا كله لأن الزواج الصحيح كعقد قانوني، هو عهد مقدس يندرج في عهد الله مع شعبه، عهد الحب والأمانة، ويعني أن الزوجين بقبول الدعوة إلى الزواج وعقده، إنما يدخلان في عهد عمودي مع الله الذي أسسه ونظمه بشرائع وجعله بالمسيح سرا مقدسا، يكون حاضرا بواسطته في حياة الزوجين، ويقدسهما ويعضدهما ويثبتهما بنعمته. ما يلزم الزوجين الخضوع لإرادة الله وللشرائع الإلهية والطبيعية والكنسية، في ممارسة الحياة الزوجية وتحديد مصيرها. كما أن الزواج عهد أفقي بين الزوجين يلتزم بموجبه الواحد توفير خير الآخر وإسعاده واحترامه والتعاون معه. ويلتزم الإثنان إنشاء شركة حياة وحب، مميزة بالأمانة والوحدة، مدى الحياة. وهو عهد مع تاريخ الجنس البشري، قائم على نقل الحياة البشرية كثمرة لاتحاد الحب بينهما، وعلى تربيتها بكل أبعادها. ولهذا تعلم الكنيسة أن الزواج، مثل الكهنوت، هو لخدمة الشركة".

وتابع: "في ضوء هذه الأسس والمبادئ اللاهوتية التي منها تشتق القواعد القانونية، يندرج عملكم، أيها القضاة والمحامون والموظفون القضائيون، وتتم مقاربة الدعاوى الزواجية، وبت النزاع إيجابا أو نفيا، بعيدا عن أي تأثير خارجي أو ميل شخصي. بهذا ندرك ضرورة التحضير للزواج على المدى البعيد والقريب، في مراكز إعداد خاصة، في كل أبرشية، وفقا للبرنامج الموحد الذي عممته اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة. وينبغي أن يتناول التحضير كل المواضيع المقترحة، وأن يكون إلزاميا للجميع قبل عقده. كما ندرك ضرورة مواكبة الأزواج والعائلات من كاهن الرعية ومطران الأبرشية في صعوباتهم وخلافاتهم، للخروج منها بالتفاهم والتوافق والمصالحة، ولا سيما عبر مراكز الإصغاء في كل أبرشية. إننا نشجع ايضا مساعي المصالحات في إطار محاكمنا، في اي مرحلة من مراحل المحاكمة، وبالتعاون أيضا مع اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة".

وقال: "إننا، إذ نقدر كل التقدير خدمتكم القضائية، ونشكركم عليها، نرجو أن تتجلى عدالة الله عبر خدمتكم الواعية والسريعة، تضميدا للجراح التي يصاب بها الأزواج والأولاد بسبب النزاعات، ولا سيما إذا طالت بسبب المماطلة في الحكم. ونحن، من جهتنا، نعمل مع سيادة المطران المشرف العام على توزيع العدالة ومع سيادة المطران المشرف على محكمتينا في لبنان، ومع رئيسيها، من أجل المزيد من التفرغ، والتقيد بقانون المحكمتين، وأصول المحاكمات، آملين أن يأتي عملكم تمجيدا لله، وتأمينا لخير النفوس، بفيض من نعم ابن الله المتجسد.

مع تجديد أطيب التهاني والتمنيات بالميلاد ورأس السنة الجديدة.

ولد المسيح، هللويا!".

وفد الحزب الديموقراطي اللبناني

ثم استقبل البطريرك الماروني وفدا من الحزب الديموقراطي اللبناني ضم وزير الدولة مروان خير الدين، نائب رئيس الحزب النائب السابق مروان ابو فاضل، الامين العام وليد بركات، رئيس المجلس السياسي نسيب الجوهري وعضو المكتب السياسي مالك ارسلان. وقدم الوفد "التهاني الى غبطته بالكاردينالية، وبحلول الاعياد المجيدة باسم رئيس الحزب الامير طلال ارسلان"، كما قال النائب السابق ابو فاضل الذي اشار الى انها "كانت مناسبة لتداول الامور والشؤون المطروحة حاليا ومنها قانون الانتخاب الذي نطالب به على اساس النسبية والذي يشكل نقلة مهمة بالبلد بدل بقاء قانون الستين الذي ولد الازمات الداخلية بين اللبنانيين".

وأكد الوفد "ضرورة استئناف الحوار بين اللبنانيين من اجل انقاذ البلد مما يتخبط فيه".

قنبر وابي غصن

واستقبل الراعي مدير قناة "آسيا" الفضائية انتفاض قنبر وعائلته يرافقه طوني بجاني وطوني بطرس في زيارة تهنئة بالأعياد، اكد بعدها قنبر "تقدير الشعب العراقي لمواقف صاحب الغبطة المتوازنة في المنطقة وسط الأزمة الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وخصوصا العراق وسوريا"، ناقلا "تحيات النائب العراقي الدكتور احمد شلبي الى الكاردينال"، متمنيا "ان يقوم غبطته بزيارة ثانية للعراق وتحديدا لبغداد". واعتبر "ان صوت البطريرك الراعي هو صوت الشجاعة والحكمة المتوازن والمطلوب دائما لتثبيت التقارب بين المسلمين والمسيحيين في الشرق الأوسط وفي كل البلدان العربية لتحسين وجه الشرق الأوسط بعدما طغى عليه التعسف والتطرف والراديكالية".

وكان الراعي التقى صباح اليوم المدير العام ل "انتركونتيننتال بنك" كمال أبي غصن مهنئا بالاعياد.

 

بدء الانتخابات الطالبية في الجامعة الانطونية

وطنية - بدأت انتخابات الهيئةالطالبية في الجامعة الأنطونية للسنة الأكاديمية الحالية في حرم الجامعة، ويشرف عليها الأمين العام للجامعة الأب جو بو جودة وينتخب الطلاب 11 ممثلا يشكلون أعضاء الهيئة الطالبية. وتجري الانتخابات في خمس كليات وثلاثة معاهد في الجامعة وتتوزع كالآتي: مندوبان عن كلية هندسة المعلومات والاتصالات، مندوبان عن كلية ادارة الأعمال (واحد للفرع الانكليزي، وآخر للفرع الفرنسي)، مندوب عن كلية الاعلان ووسائل الاعلام، مندوب عن كلية العلوم اللاهوتية والدراسات الرعائية، مندوبان عن فرعي العلوم التمريضية والعلاج الفيزيائي في كلية الصحة العامة، مندوب عن معهد علوم مختبرات طب الأسنان، مندوب عن معهد التربية البدنية ومندوب عن المعهد العالي للموسيقى.

 

العثور على رجل وفتاة مقتولين بالسكاكين في طرابلس

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس عبد الكريم فياض، انه عثر على المواطن وسيم المل وفتاة لم تعرف هويتها مقتولين بالسكاكين في داخل سيارة في محل لتصليح السيارات في شارع الارز - القبة في طرابلس. وقد حضر الى المكان المحامي العام في الشمال طارق بيطار وقائد سرية طرابلس في قوى الامن الداخلي العميد بسام الايوبي وعناصر من الاجهزة الامنية. وفتح التحقيق بالحادث.

 

هؤلاء هُم المهدَّدون بالإغتيال

اسعد بشارة/ جريدة الجمهورية

منذ ما قبل استشهاد اللواء وسام الحسن، ورسائل الاغتيال تتوالى من دمشق. ساهمت الثورة السورية في اختراق النظام مخابراتياً بأكثر من مصدر، فكانت النتيجة بدء تسرّب كثير من المخططات التي أُعدَّت لتصفية هذه الشخصية أو تلك، بمساعدة عملانية من قوى لبنانية «على قاعدة الاخوّة والتعاون والتنسيق». اغتيال الحسن حقق نصف الهدف أما النجاح باغتيال ريفي فسيحقق النصف الآخر

من الضروري التذكير، بما فعله اللواء الحسن قبل استشهاده. فقد وردته معلومات دقيقة عن مراقبته هو واللواء أشرف ريفي في شوارع الأشرفية، فسرّبها الى وسائل الاعلام لكي يحبط خطة الاغتيال في مهدها عن طريق ايصال رسالة الى المخططين بأنّ خططهم قد كُشِفت. يومها شنّت قوى 8 آذار حملة على ريفي والحسن، وكالعادة إتُهما بأنهما يخترعان أوهاماً، ويسوّقان لاغتيال مزعوم، بهدف استثماره سياسياً.

هي الحملة نفسها التي شُنت بنحو أو بآخر عندما إتُخذ قرار بتعزيز إجراءات الأمن حول مقرّ قوى الأمن الداخلي في وقت سابق بعد ورود معلومات عن نيّة لاقتحامه.

لم يكتف الحسن بإحباط محاولة اغتياله إلى حين، فقد وردته معلومات من دمشق عن خطة لاغتيال النائب سامي الجميل، تأكدت من مصادر عدة، أحدها ميلاد كفوري (وهو الاقل أهميّة بينها)، وتم تنبيه الجميل الى ضرورة التزام أقصى درجات التنبه والحذر. بعد أن اغتيل الحسن في شوارع الأشرفية حيث تمّت مراقبته لفترة طويلة، وبعد أن فشلت كل محاولاته في حماية نفسه، سواء بكشف خطط الاغتيال والمراقبة، او باتخاذ احتياطات أمنية استثنائية، عاود المخططون تفعيل جهدهم لمتابعة اختيار من يستطيعون الوصول اليهم في بنك الأهداف. اللافت أن هؤلاء لا يردعهم انكشافهم، هم يتابعون تنفيذ عملياتهم كأنّ شيئاً لم يكن. لم يغير انكشاف شبكة الاتصالات في اغتيال الرئيس رفيق الحريري مسار مخطط الاغتيالات، الذي استؤنف باصطياد الرائد وسام عيد، كذلك لم يغير انكشاف خطة مملوك وسماحة في المخطط، فاغتيل وسام الحسن، وعلى الارجح لن يغيّر اغتيال الحسن من المخطط، ولهذا فإن حياة الذين وضعوا في بنك الاهداف، ستكون في خطر شديد، من الآن وإلى ان يبصر اتفاقُ دوحةٍ جديدٍ النور... في نوعية الاهداف التي يتم التخطيط لاصطيادها، لائحة من الذين لا يمكن التفاجؤ باختيارهم للتصفية. في المعلومات أن توجيهات صدرت لآلة تلازم المسارين، بالعمل على إزاحة شخصيات عدة يحقق اغتيالها اهدافاً كبيرة. محاولة اغتيال بطرس حرب كانت مثالاً لاغتيال يهدف الى فوز رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في البترون، ويستمرّ حرب هدفاً للاغتيال. في هذه اللائحة: نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائبان ميشال فرعون وخالد الضاهر، وكل منهم مؤثر في دائرته الانتخابية، وغياب أي منهم يمكن أن يقلب المشهد الانتخابي رأساً على عقب. في هذه اللائحة أيضاً، رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وعلى رغم مسالمته واستمراره في الحكومة فإن النظام السوري يبغي الانتقام منه وإزاحته.

في هذه اللائحة، الهدف الدائم للاغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي يسعى من فشلوا في اغتياله، الى تعويض الفشل بتكرار المحاولة، لتأكدهم من أن إزاحته تعني انكسار عمود فقري في 14 آذار.

وفي هذه اللائحة، سامي الجميل، الذي يريدون من وراء اغتياله شل حزب الكتائب، وإباحة المتن الشمالي لانتصار عون. وفيها، بعد النجاح باغتيال وسام الحسن، اللواء أشرف ريفي الذي يريدون إذا استطاعوا اغتياله أن يقضوا على رأس الهرمية الأمنية التي عملت منذ العام 2005 وحتى اليوم. اغتيال الحسن حقق نصف الهدف أما النجاح باغتيال ريفي فسيحقق النصف الآخر.

ما يتم تداوله اليوم من معطيات حول توقّع حصول اغتيالات جديدة، هو نفسه ما حصل عليه الحسن قبل اغتياله، هذه المخاوف لا تؤكّدها فقط صدقية المصادر والأقنية التي تكشف بعضاً مما يتم التخطيط له، بل يؤكدها اغتيال الحسن، ويعزز من ارتفاع خطورتها، مسلسل الاغتيالات الذي بدأ العام 2004 ولم يتوقف. ربما يسعى من وراء هذه الاغتيالات الى استباق التغيير الآتي في سوريا، بقطع الطريق على التغيير الآتي في لبنان، بوسائل أثبتت كل الاغتيالات التي نفذت، عدم نجاعتها.

 

حزب الله» يكتشف أن ترسيم الحدود كان في مصلحته

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

وأخيراً «إستحقَّها» «حزب الله». فلتان الحدود خطِر، وتدفُّقُ اللاجئين والجهاديين السوريين والفلسطينيين يكاد يخلط الأوراق. إنه الندم الأول لـ «الحزب»: «ليتَنا سمِعْنا» من 14 آذار وضبطْنا الحدود قبل اليوم!...

ماذا سيفعل «حزب الله» مع الترسانة الفلسطينية في الناعمة وقوسايا؟ في تقدير الأمم المتحدة أن 100 ألف فلسطيني من أصل 150 الفاً غادروا مخيم اليرموك. وقال أمس ممثل حركة "فتح" في سوريا إن فشل الجهود "لإخلاء المخيم من المسلحين في مهلة 24 ساعة سيؤدي إلى تدمير المخيم بكامله". هذا يعني أن فلسطينيي اليرموك جميعاً سيغادرونه في الساعات والأيام القليلة المقبلة، وفي شكل طارئ وجماعي. لكن العدد الحقيقي للفلسطينيين في المخيم ليس 150 الفاً، حسب تقدّيرات الأمم المتحدة، بل هو وفقاً لتقديرات فلسطينية من داخل اليرموك يقارب الـ300 ألف. وفي الجوار السكني السوري المتداخل مع المخيم، هناك أكثر من 200 ألف سوري. والبعض يعتقد أن العدد الحقيقي للسوريين هناك يفوق عدد الفلسطينيين. وهؤلاء الفلسطينيون والسوريون ينزحون معاً. والحدود اللبنانية هي الأقرب والأسهل منالاً لهؤلاء، عدا عن أنّ الفوضى على نقاط الحدود الشرعية وغير الشرعية لا مثيل لها في الأردن، البلد الثاني الذي يمكن أن يتوجه إليه نازحو اليرموك. فهناك، ما زال طيف "أيلول الأسود" 1970، الذي نفّذه الملك الراحل حسين جاثماً في الذاكرة. أما في لبنان... فلا ذاكرة! ...وهكذا، وأخيراً، "إكتشف" الفريق الحليف للنظام السوري أن فلتان الحدود خطِر فعلاً. لكن وزير الطاقة جبران باسيل نسي أن فريقه السياسي هو الذي يرفض ترسيم الحدود، وهو يبرّر فلتانها. وهو قفز من فوق كل هذه الحقائق ليطالب، دفعة واحدة، بإقفال هذه الحدود! فالأمواج من النازحين السوريين والفلسطينيين بدأت تنذر بخلط أوراق في الداخل. وتبيَّن لحلفاء النظام أن هناك هواجس حقيقية من بروز كتلة سكانية ناقمة عليهم بدأت تنمو في مناطق شمالية وبقاعية، هي أساساً معادية لهم وللنظام. كذلك تبيّن لهؤلاء أن هناك هواجس حقيقية من إنقلاب السحر الفلسطيني في لبنان على الساحر الدمشقي. فالقادمون من اليرموك سيرفدون الكتلة السنية المعادية للنظام وحلفائه، وسيرفدون المخيمات أيضاً، من عين الحلوة إلى البداوي وسواهما. ولكن الأخطر من ذلك، ربما يكون الدعم الذي سيقدمه هؤلاء إلى الحضور الفلسطيني خارج المخيمات. مثلاً التحصينات الهائلة والترسانة والأَنفاق التي أشرف النظام نفسه على حفرها في الناعمة وتلالها لتكون له ولحلفائه متراساً متقدماً يهدِّد فيه خصومه اللبنانيين. ومثلاً، المربع الأمني الفلسطيني في البقعة المتداخلة فوق الأرض وتحتها في قوسايا والحدود اللبنانية - السورية. فالفلسطينيون الذين باتت قياداتهم جميعاً خارج القبضة السورية، ما عدا قلائل لا يمثلون أحداً، تحوَّلوا اليوم أعداءً للنظام السوري في سوريا ولبنان. فماذا سيفعل "حزب الله" من معقله في الضاحية مع تلال الناعمة؟ وماذا سيفعل، هو والنظام، بقوسايا؟ وبعين الحلوة ومحيطها المتجانس معها، أو سواها كثير في الشمال والبقاع والعاصمة؟ أن يطالب اليوم "حزب الله" وحلفاؤه بإقفال الحدود، فذلك مستحيل عملياً لدواعٍ سياسية وإنسانية. وأما أن يطالبوا بضبط الحدود، فالأرجح أنهم تأخّروا كثيراً.

وعلى طاولة الحوار قرار فريق 14 آذار بقي يصارع لتنفيذه، فيما بقي النظام و"حزب الله" يماطلان لعدم تنفيذه، وهو يقضي بترسيم الحدود. وهذا القرار أيضاً فاته القطار. وربما إنقلبت الأدوار اليوم.

فبعض الذين كانوا يريدون جدياً ترسيم الحدود وضبطها ربما لم تعُد لهم مصلحة في ذلك اليوم. ومَن يفكِّر جيداً يدرك ذلك. وأما السلاح الفلسطيني في داخل المخيمات، وفي خارجها خصوصاً، فكان النظام وحلفاؤه مستعدين لمنع أي محاولة لنزعه، أياً كان الثمن، لأنه كان السحر الذي يتّكل عليه الساحر! حتى اليوم، قد لا تكون هناك مشكلة لدى النظام ما دام لبنان هو الذي ستهدده النار. لكن حلفاءه اللبنانيين يراجعون حساباتهم... متأخرين كثيراً. وبدأ "حزب الله" يكتشف أن ترسيم الحدود وضبط المعابر ذهاباً وإياباً على الحدود هو مصلحة له أيضاً، وقبل أيّ كان. وبدأ "الحزب" يندم على المناورة لعدم حسم ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها: هو يندم أمنياً، ويندم سياسياً... ومذهبياً، والبقية تأتي مع تطوّر النزاع في سوريا. فما من خطأ إلاّ ويَستتبِع خطأ أكبر منه. وغالباً ما يدفع صاحب الخطأ ثمنه أولاً.

 

النازحون قضية إنسانية أم مؤامرة كونية ضدّ «حزب الله»

شارل جبور/ جريدة الجمهورية

هناك فارق كبير بين مقاربة ملفّ النازحين انطلاقاً من كونه يشكّل تحدّياً إنسانياً واقتصادياً وأمنياً تقتضي معالجته، وبين فبركة سيناريوهات مؤامراتية مفادها أنّ هذا النزوح مبرمج لوضعه في مواجهة «حزب الله» تمهيداً لنزع سلاحه. لا يمكن تفسير مطالبة وزير في الحكومة اللبنانية بإقفال الحدود إلّا كونها تلبية لخدمة مزدوجة (ريشار سمّور)

الهواجس التي يطرحها ملف اللاجئين السوريين والفلسطينيين سببها الرئيس غياب السيادة الوطنية ومصادرة "حزب الله" للقرار السياسي اللبناني وإصراره على إبقاء الحدود سائبة، الأمر الذي حال دون تشييد مخيّمات على الحدود ضمن بقع جغرافية محدّدة على غرار تركيا، وبالتالي حصرهم في إطار محدّد بدلاً من انفلاشهم على مساحة الجغرافية اللبنانية.

فما بين الانتهاكات السورية المتكرّرة للحدود اللبنانية على خلفية انتقامية للنظام من السوريين الهاربين من بطشه وعنفه، وبين امتثال "حزب الله" لرغبة حليفه السوري برفض نشر الجيش اللبناني على الحدود، كما حاجة الحزب لإبقاء هذه الحدود ممرّاً لسلاحه ومقاتليه، أدخل ملف النازحين في فوضى ما بعدها فوضى، وهو مرشّح للتفاقم في ظلّ العجز الحكومي الفاضح والمقاربة القاصرة لهذا الملف الانساني بالدرجة الأولى.

ومن هنا فإنّ التمييز ضروري بين الفشل في إدارة هذا الملف الحسّاس للأسباب المنوّه عنها أعلاه، وبين ألّا يقود هذا الفشل أو التذرّع به لإقفال الحدود أمام النازحين في خطوة منافية لدور لبنان التاريخي ولطبيعة الشعب اللبناني "المضياف" للشعوب المقهورة والمتعاطف مع القضايا الانسانية، والأهم أنّ إقدامه على أيّ خطوة مماثلة تجعله في حلّ من التزاماته الدولية وتساهم في قتل الشعب السوري وتضعه في مصاف الدول الإرهابية.

وفي هذا السياق لا يمكن تفسير مطالبة وزير في الحكومة اللبنانية بإقفال الحدود أمام النازحين إلّا كونها تلبية لخدمة مزدوجة: النظام الذي يريد ابتزاز المعارضة وأخذ الشعب السوري رهينة، و"حزب الله" الذي هو أساساً كناية عن تركيبة أمنية مطعّمة سياسيّا، ويضع الهواجس الأمنية على رأس سلّم أولوياته، وتحديداً في المرحلة الأخيرة التي شهدت خروج "حماس" من محور الممانعة وتشهد بداية سقوط حليفه السوري، ويخشى من أن يشكّل التدفق السوري والفلسطيني المعبّأ أصلاً نتيجة أوضاعه والاحتقان السائد حالة عسكرية قتالية في مواجهته، خصوصاً في ظلّ الانتماء السنّي للنازحين وصعود التيارات الإسلامية والتعبئة المتواصلة.

ولكنّ هذه الهواجس المبنية على تخيّلات وهمية، فضلاً عن الفبركة السياسية - الإعلامية المؤامراتية التي كلّف بها الحزب حليفه المسيحي للتصدّي لها حرصاً منه على الابتعاد قدر الإمكان عن الاحتكاك السنّي - الشيعي، تفتقد إلى الصدقية للأسباب الآتية:

أوّلاً، النازحون في معظمهم كي لا نقول جميعهم، هم من الفئة التي تريد "السترة" والحفاظ على أرواحها هرباً من آلة القتل.

ثانياً، الفئة المقاتلة تعتبر أنّ من أولوياتها مواجهة النظام السوري والتصدّي له وإسقاطه لا "الهروب" إلى لبنان أو غيره.

ثالثاً، القيادة الفلسطينية تعتمد سياسة النأي بالنفس الفعلية عن المشاكل الداخلية التي تحيط بالبلاد التي يتواجد الفلسطينيون فيها، لأنّ أولوية هذه القيادة الحفاظ على أمن شعبها وسلامته ومنع أيّ كان من استخدامه أكياس رمل لغاياته ومصالحه، ويكفي في هذا الإطار الإشارة إلى حماس حليفة النظام سابقاً والتي رفضت التحوّل إلى شبّيحة من شبّيحته.

فكلّ الكلام عن دخول فلسطيني مسلّح وغير مضبوط إلى لبنان هدفه واحد أوحد هو إبقاء وإحياء النعرة اللبنانية حيال الفلسطينيّين لحرف الأنظار عن المشكلة الأساسية المتمثّلة بالنظام السوري، والمعضلة الأكبر التي تتجسّد بسلاح "حزب الله". فالقضية الفلسطينية عادت مع "ابو عمار" إلى فلسطين وأيّ كلام آخر هو للاستهلاك والتعمية عن الهيمنة الإيرانية.

رابعاً، المجتمعان العربي والدولي ليسا بوارد إعادة لبنان ساحة، لا بل همّهما يتركّز على تحييده عن الأزمة السورية وإبقاء حرارة ساحته باردة لا ساخنة.

 

لجنة التحقيق الدولية تعلن قتال حزب الله وعراقيين شيعة إلى جانب النظام السوري/خبير مقرب من الحزب: «الاتهام» يغطي وجود السلفيين

بيروت: نذير رضا /الشرق الأوسط

في أول اتهام دولي رسمي لحزب الله بأنه يشارك في القتال الدائر في سوريا إلى جانب النظام، أعلنت أمس لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلفة من قبل الأمم المتحدة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والمجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا، أن أعضاء في «حزب الله يقاتلون أيضا إلى جانب الحكومة السورية»، كما قالت إن مقاتلين من الشيعة العراقيين دخلوا إلى سوريا بهدف القتال.

وجاء هذا الإعلان في التقرير الذي أكدت فيه اللجنة أن «الصراع السوري، وبعد عامين، أصبح صراعا طائفيا بامتياز»، موضحا أن «الأقليات المسيحية والدرزية والتركمانية والكردية واللاجئين الفلسطينيين كذلك في البلاد، قد تم جرهم إلى الصراع». وفي وقت رفضت فيه مصادر نيابية في حزب الله التعليق على «الاتهام»، رأى الخبير الاستراتيجي المقرب من حزب الله د. أمين حطيط أن «إقحام الحزب من قبل هيئات دولية في النزاع السوري يأتي بهدف التغطية على دخول 65 ألف مقاتل أجنبي من السلفيين والتكفيريين إلى سوريا للقتال إلى جانب المعارضة»، وأوضح أن هذا الرقم من المقاتلين الذين ينتمون إلى 14 جنسية أجنبية «بات مسلما به لدى الأجهزة الدولية»، معتبرا أن إقحام الحزب في هذا التقرير «يأتي للقول إن المقاتلين الأجانب في سوريا يقاتلون مع كلا الطرفين». وشدد حطيط على أن «المتابعين لسلوك حزب الله يدركون أن الحزب لا يشارك لثلاثة أسباب: أولها رفض الحزب القتال السوري الداخلي، وإشراك بضع مئات من مقاتلين في المعركة لن يبدل شيئا في الميزان العسكري في ميدان ينخرط فيه نصف مليون مقاتل بين معارضين ونظاميين، والسبب الثالث يعود إلى معرفة الحزب بأن القتال في سوريا هو فخ للمقاومة، وبالتالي لن يقع في الفخ». وأوضح أن «حزب الله ناشد تنظيم القاعدة، رغم الخلاف العقائدي بينهما، عدم الوقوع في الفخ، فكيف يقع هو فيه».

ورأى حطيط أن التقرير الأممي «غير موضوعي»، معتبرا أنه «نوع من الاستجابة للإملاءات الغربية». ولفت إلى أن «القتال في سوريا لا ينسجم مع القناعات الحقيقية وسلوكيات الحزب، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي لانزلاقه إلى الفتنة، وبالتالي يؤذي المقاومة». وأصدرت لجنة التحقيق الدولية تقريرا مفصلا أمس عن الأحداث القائمة في الفترة ما بين 28 سبتمبر (أيلول) الماضي ولغاية 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أكدت فيه أن سوريا تشهد حربا طائفية بامتياز. ولفت التقرير إلى أن التحقيقات «أكدت دخول مجموعات من العراقيين الشيعة سوريا للقتال»، محذرا من «تحول الصراع في سوريا إلى درجة ترغم مجتمعات بأكملها للخروج من البلد أو التعرض للقتل داخل البلاد بما يعني أنها تواجه تهديدا وجوديا»، مشددا على ضرورة «اللجوء إلى التفاوض والتوصل إلى تسوية سياسة، الأمر الأكثر إلحاحا من أي وقت مضى».

وأكد التقرير أن أنماط انتهاكات حقوق الإنسان كما تحددها المواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني «ما زالت مستمرة دون هوادة، خصوصا في ظل انتشار الكيانات المسلحة سواء المؤيدة للحكومة أو تلك المناهضة لها». وذكر أن مستوى العنف «زاد بشكل درامي داخل المدن الكبرى وحولها خصوصا دمشق وحلب، حيث تقدمت المجموعات المسلحة إلى أحياء قريبة من مراكز تلك المدن»، مشيرا إلى أنه «مع زيادة حدة التوتر في مختلف المناطق السورية، فإن ذلك قد أدى إلى اشتباكات مسلحة بين جماعات مسلحة مختلفة على طول خطوط الانقسام الطائفي، خاصة حين تحاول المجموعات المسلحة السيطرة على مناطق تسكنها أغلبية من الأقليات الموالية للحكومة، لا سيما من العلويين والمسيحيين».

 

حزب الله يعيش اليوم حالة غير مسبوقة من التوتر

الشراع/لاحظ مستقلون شيعة لبنانيون ان حزب الله يعيش اليوم حالة غير مسبوقة من التوتر، وان هذه الحالة انعكست على تعاطيه السلبـي معهم، حيث زادت عمليات التضييق عليهم وعلى تحركاتهم.

ورد هؤلاء السبب إلى تنامي الشعور لدى الحزب وقيادته بأن خيار الوقوف مع النظام السوري كان خياراً غير صائب، وان التطورات في سوريا ذاهبة باتجاه أقل ما يمكن أن يقال فيه انه ليس في مصلحة حزب الله

 

مسلسل الفضائح في حزب الله:ضبط معمم مزور دولارات وآخرين يمارسون اللواط  

الشراع/بعد اكتشاف فضيحة تصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة في حوزات تابعة لحزب الله وتورط شقيق أحد نواب الحزب فيها، وبعد فضيحة الدواء والتزوير الذي ضبط فيه عبد اللطيف فنيش شقيق وزير حزب الله محمد فنيش.. وبعد سلسلة من الفضائح يتم تداولها عبر خدمة الرسائل على الهواتف الخلوية وتتحدث عن تورط نواب حاليين وسابقين ومسؤولين أمنيين في فضائح من كل نوع، أوقف حزب الله شيخاًَ من صفوفه يدعى خليل. ح وهو بالمناسبة قارىء مجالس عزاء أيضاً. وسبب توقيفه هو قطع الطريق على إمكان قيام الاجهزة اللبنانية المعنية بالقبض عليه بعد انفضاح أمره كمزور دولارات. وقد مضى على توقيف هذا الشيخ بعض الوقت، ويجري التحقيق معه لمعرفة شركائه. وقد تبين ان هذا الشيخ كان يقوم بإيداع أموال من يرغب من أصحاب المدخرات مقابل فوائد عالية كان يدفعها من الدولارات التي يزورها، مما يشير إلى تضرر شريحة غير صغيرة من الناس بارتكاباته. ولا يتوقف مسلسل الفضائح عند هذا الحد بعد ضبط مدير احدى الحوزات الدينية في الحزب بقضايا شذوذ جنسي وممارسة اللواط. وهناك تكتم شديد على هذه القضية، علماً ان سلسلة حوادث مشابهة سبقتها اذ سبق للحزب ان ضبط س. م وهو معمم بالتهمة نفسها، كما سبق للحزب ان أقفل حوزة في احدى بلدات الجنوب الكبرى بعد شيوع اخبار عن انحراف مديرها الاخلاقي وممارسته اللواط.

وقد شكا احد المسؤولين في الحزب من تفاقم حالة الفساد التي تكاد تشمل كل شيء.   

 

سقوط القناع عن جماعة الاخوان المسلمين

الشراع/تعيش مصر إرهاصات تطورات سياسية لن يكون بعدها كما قبلها، ولا سيما بعد سقوط القناع عن جماعة الاخوان المسلمين، الذين أظهروا وجههم التسلطي والاستبدادي والدموي الحقيقي، والشعب ثار مرة جديدة وهو الذي رفض الممارسات الشبيهة للنظام السابق. اما في سوريا فخطوة مهمة خطتها الثورة بعد اعتراف اكثر من مئة دولة بالائتلاف ممثلاً شرعياً للشعب السوري كما حصل ابان أحداث ليبيا وكانت الخطوة الاولى باتجاه السقوط الحتمي لنظام القذافي

 

اللقاء الوطني الاسلامي استنكر استقبال محمد الشعار: نرفض الاتهامات بحق طرابلس بأنها تتحول الى إمارة إسلامية

وطنية - عقد "اللقاء الوطني الاسلامي" إجتماعا في منزل النائب محمد كبارة، في حضور النائب خالد الضاهر، المحامي حسن الخيال ممثلا "الجماعة الاسلامية"، والمشايخ سالم الرافعي، كنعان ناجي، بلال بارودي وزكريا المصري. وأصدر المجتمعون بيانا استنكروا فيه "استقبال وزير داخلية النظام المجرم في سوريا محمد الشعار الذي كان إحدى أدوات النظام السوري في طرابلس، والذي إرتكب المجازر وفي مقدمها مجزرة باب التبانة عام 1986 التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء من أبنائنا". واعتبروا "أن استقبال الشعار في لبنان، يؤكد بما لا يدعو للشك أن الحكومة التي ادعت سياسة النأي بالنفس، غارقة حتى أذنيها في العمالة والخضوع والتبعية للنظام السوري، وعليها سريعا أن تبقي الشعار تحت الحراسة القضائية وأن تحوله الى القضاء المختص بجرم إرتكاب مجازر ضد الانسانية في طرابلس، وعمليات الاغتيال التي نفذها هذا النظام وأدواته". ورفضوا "جملة وتفصيلا الاتهامات الصادرة بحق طرابلس بأنها تتحول الى إمارة إسلامية، وإن هذا المخطط أحبطه الجيش اللبناني، ونؤكد أن كل الأطراف ولا سيما الاسلامية منها ليست في وارد أي تفكير من هذا النوع، وتعتبر أن ما يصدر بحق المدينة هو تشويه لسمعتها وصورتها بمخطط من النظام السوري وملحقاته في لبنان، ليتم استهداف المدينة تحت هذا العنوان أمنيا واقتصاديا وسياسيا"، مؤكدين "أن طرابلس كانت ولا تزال ملتزمة الدولة وسقف القانون والتعايش الكامل بين جميع أبنائها". وطالبوا الحكومة "بالاسراع في التعويض ماليا ومعنويا على المتضررين من الأحداث الأخيرة". وسألوا: "كيف يتم تأمين الأموال بسرعة مذهلة لسائر المناطق اللبنانية عند حصول أي حدث، بينما تحرم طرابلس أبسط مقومات العيش ويتم تجاهل أضرار أهلها الصابرين؟"

 

ماضي تسلم تقرير الFBI في قضية اغتيال الحسن

وطنية - زار، اليوم، وفد من مكتب التحقيقات الفيدرالية الاميركية FBI المدعي العام التمييزي القاضي حاتم ماضي، وسلمه التقرير الذي اعده في قضية اغتيال اللواء وسام الحسن في 19 تشرين الاول 2012 ضمن مهمة توفير المساعدة التقنية الى السلطات اللبنانية واجراء التحليلات اللازمة. يشار الى أنه سيعمد الى ترجمة هذا التقرير واحالته الى الجهات المختصة في قوى الامن الداخلي والى القاضي الذي يحقق بالقضية.

 

يوسف: هناك صفقة مشبوهة في موضوع المولدات ورست على وكيل يتبع مرجعيات سياسية معينة

وطنية - انتقد النائب غازي يوسف في حديث إلى قناة "المستقبل" "إعادة وزير الطاقة والنفط جبران باسيل لمناقصة معمل دير عمار الكهربائي التي رست على شركة اسبانية"، وقال: "إن الوزير باسيل يقول إن هناك شركات أخرى كانت قد تقدمت إلى المناقصة، وباستطاعتها انتاج نحو 450 ميغاواطا بكلفة 500 مليون دولار، إلا أن شركتين لم تربحا المناقصة الأولى وكيلها شريك باسيل شربل حبيب، والأخرى وكيلها انطوان حداد، وهو عوني، أي أن باسيل قدم لنا شركات عونية لم تربح. ولذلك، يريد الغاء المناقصة". أضاف: "لقد اشترى الوزير باسيل مولدات بقوة 260 ميغاواطا بكلفة مليون و350 ألف دولار للميغاواط الواحد، وهي اسعار تفوق الاسعار العالمية، اي انه دفع 350 مليون دولار في حين كان بإمكانه ان يدفع 260 مليون دولار. لذلك، هناك صفقة مشبوهة تمت في موضوع المولدات، والتي رست على شخص وكيل في لبنان يتبع مرجعيات سياسية معينة، وفيها ارباح بما لا يقل عن 90 مليون دولار وزعت بينه وبين من رست عليه المناقصة".

 

القوات اللبنانية تقاطع الإنتخابات الطالبية في الأنطونية

وطنية - أعلنت مصلحة الطلاب في حزب "القوات اللبنانية" في بيان مقاطعتها الانتخابات الطلابية في الجامعة الأنطونية بعبدا - الحدث التي ستتم يوم الجمعة في 21 كانون الأول 2012، حيث بات صوت الطالب المسيحي مهمش، ولأسباب عديدة أهمها:

مرور ثلاث سنوات على تقديم قانون انتخابي جديد، يضمن التمثيل الصحيح لجميع الفرقاء والذي لم يتم الإطلاع عليه من المسؤولين في الجامعة.

تمثل القوات اللبنانية 65% من الأصوات المسيحية في الجامعة، وبناء على القانون الحالي لا تتمثل هذه القاعدة تمثيلا صحيحا في الهيئة الطلابية.

الصب الشيعي الكثيف والمتمثل بالتسجيل المنظم لطلاب حزب الله في الجامعة، حيث وصل عدد طلاب الشيعة في الجامعة الأنطونية إلى ما يوازي 40% من مجموع طلابها. وبما إننا طلاب قضية ووطن، نرفض الظلم ونأبى الخضوع لسلطة غير سلطة الدولة، نطلب من جميع الطلاب الذين يؤمنون بالخط السيادي وقيام الدولة مقاطعة هذه الإنتخابات، وندعو طلاب القوات اللبنانية الإلتزام بهذا القرار.

 

المكتب الإعلامي لميقاتي نفى الكلام عن اتصالات مزعومة بالسر مع قيادات في 14 اذار

وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بيان جاء فيه: "عرضت المؤسسة اللبنانية للارسال في نشرتها، مساء اليوم، تقريرا عن إتصالات بعيدة عن الاعلام يقوم بها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مع قيادات في قوى 14 آذار. يهم المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي التأكيد أن الموقف المعلن والواضح للرئيس ميقاتي هو دعوة جميع الأطراف الى الحوار، من دون شروط مسبقة، للاتفاق على حل متلازم يقوم على الاتفاق على قانون جديد للانتخاب وتشكيل حكومة جديدة. وبالتالي، فإن كل كلام عن اتصالات مزعومة في السر مع أي فريق يندرج في سياق إما التحليلات الصحافية أو الدس".

 

الوفاء للمقاومة: إلاحجام عن الحوار غير مبرر منفذ الخروج من الأزمة يتمثل بالعودة الى مرتكزات الوفاق

وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" إجتماعا بعد ظهر اليوم، في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها، هنأت في مستهله "المسيحيين في لبنان والشرق العربي خصوصا واللبنانيين المقيمين والمغتربين عموما بمناسبة ميلاد السيد المسيح وإطلالة السنة الميلادية الجديدة"، متمنية ان "تحمل هذه المناسبة العطرة بشائر المحبة والتسامح والوفاق والاستقرار في وطننا والمنطقة".

ثم بحثت الكتلة في "القضايا والمسائل محل الاهتمام المحلي والاقليمي"، واصدرت بيانا اعتبرت فيه ان "حالة التصدع والانقسام التي تتفشى اعراضها بين اللبنانيين باتت تشكل خطرا على إستقرار البلاد نتيجة إهتزاز الثوابت والمرتكزات التي استند اليها الوفاق الوطني. وزاد من حدتها وتناميها إحجام البعض عن الحوار مع البعض الآخر ومقاطعته للمؤسسة الدستورية الأم الناظمة للقوانين والتي من صلاحيتها مراقبة أداء الحكومات ومحاسبتها".

اضافت: "إن هذا السلوك أيا تكن دوافع ورهانات أصحابه، هو سلوك عبثي غير مبرر، يهدد العقد الاجتماعي والسياسي بين اللبنانيين ويهدم بنية الدولة ويعطل مصالح المواطنين ويخرب الاستقرار العام في البلاد".

ولفتت الى "ان إستخفاف البعض بجدية مخاطر العدوانية الاسرائيلية الاستراتيجية ضد لبنان كيانا ومجتمعا ودورا، هو التفسير الموضوعي والعملي لأداء هذا البعض واضطراب الأولويات لديه وانزلاقه الى التيه والضياع سعيا الى إسترداد هيمنة وتفرد بالسلطة تارة أو استنهاضا غرائزيا لفئوية مكابرة تارة أخرى، او ملاقاة لأوهام بائسة طورا ثالثا، أو رهانا على خيارات ومسارات خاطئة ثبت عقمها وتفريطها بمصالح الأمة وقضاياها على مدى اكثر من نصف قرن من الزمن". واكدت ان "ادارة الظهر عمليا لمخاطر العدو الإسرائيلي من قبل بعض اللبنانيين تستولد لدى هذا البعض تلقائيا أداء مضطربا يهدد المصالح العليا للبلاد ويضر بالإنجازات الوطنية التي حققتها أجيال متعاقبة من اللبنانيين الذين إنتزعوا بفعل تضحياتهم وصدق وطنيتهم احترامهم لدى الرأي العام الدولي واحترام وطنهم وسيادته وحقوقه". ورأت ان "المنفذ الطبيعي للخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد راهنا يتمثل بعودة الجميع الى مرتكزات الوفاق الوطني التي أنهت الحرب الأهلية في البلاد وإلى الاقرار النظري والعملي بأولوية مواجهة مخاطر العدو الاسرائيلي وأطماعه الاستراتيجية في لبنان، وترتيب بنية الدولة والمجتمع وبرامجهما وفق هذه الأولوية من أجل حماية السيادة الوطنية وإرساء قاعدة معيارية لتصويب أداء الحكومات والقوى السياسية في البلاد". وجددت الدعوة "على الرغم من إقتراب الموعد الدستوري للانتخابات النيابية الى الاستفادة من الوقت المتبقي للاتفاق على قراءة موحدة لوثيقة الوفاق الوطني، يصاغ في ضوئها قانون إنتخابي ملائم وجديد أيا تكن نتائجه، فإنها ستأتي كمحصلة تنافسية تحت سقف خيار وطني واحد، بدل ان تأتي تصادمية لحساب خيار فئوي على حساب الخيار الوطني التوافقي". واكدت ان "الاهتمام بالقضايا الوطنية الكبرى، يستوجب من الجميع ايضا إيلاء الوضع المعيشي والحياتي للمواطنين العناية اللازمة من قبل السلطة والمعارضة على حد سواء، وهذا ما يوفر مساحة عملية واسعة لتلاقي مختلف الجهود بعيدا عن المزايدات أو التوظيف لأوجاع المواطنين في صندوق المكاسب السياسية الفئوية. إن المعارضة الوطنية في كل بلد معنية كما السلطة تماما، من موقعها الاعتراضي بتوفير مستلزمات العيش الكريم الفرص الانتاجية والبرامج العلاجية لمشاكل المواطنين دون تمييز بينهم وبين انتماءاتهم ومناطقهم".

 

نواف الموسوي: اتهام سوري بالاعداد لاغتيال احدى الشخصيات أكاذيب

وطنية - علق مكتب النائب نواف الموسوي على إتهام شخص سوري بالإعداد لإغتيال إحدى الشخصيات ببيان قال فيه: "إن الاتهامات المسوقة على لسان احد الاشخاص على وسيلة إعلامية هي تخرصات وأكاذيب واتهامات باطلة، لا تمت الى الحقيقة بصلة. ولولا مقتضيات الرد، لكانت هذه الترهات أشد غباء وسخافة من ان يهتمَّ بها، ولما فيها من برهان على حجم الجنون والاعتباط الذي يراود هؤلاء الاشخاص الذين لفظتهم حوادث الزمان على قارعة الإعلام. على اي حال، فسقطات اللسان دليل على سقوط الاوهام الآخذة في التبدد".

 

لقطع الطريق على "المنشقين": الحزب سيطرَ على معسكرات "جبريل" في لبنان؟/قوى حزبية تضع يدها على المواقع لتوظيفها سياسياً بعد الحسم

الشفاف/المركزية- لم تقتصر تداعيات الأزمة السورية بتشعباتها الواسعة على الواقعين السياسي والأمني في الداخل اللبناني فحسب بل تعدتها الى ما هو أبعد وأكثر تعقيداً طارحة مقاربات جديدة لملفات بالغة الحساسية أبرزها مصير المعسكرات الفلسطينية في بعض المناطق اللبنانية وتحديداً في الناعمة وقوسايا والحلوة.

ويتخذ هذا الملف بعداً اضافياً في ضوء حركة الانفصال التي حصلت داخل الجبهة الشعبية – القيادة العامة وإعلان الجبهة الشعبية – القيادة الحرة وهي عنوان الانفصاليين الذين انتفضوا على احمد جبريل الذي تربطه بالقيادة السورية علاقة وطيدة ما اضطره الى مغادرة مخيم اليرموك مع ابنه والتوجه الى مدينة طرطوس، وفق ما أشارت المعلومات المتوافرة في هذا الصدد. وقالت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان أحزاباً لبنانية موالية لإيران وضعت يدها على مواقع الجبهة في لبنان خشية وقوعها تحت سيطرة المنشقين عن جبريل، الذين يقاتلون الى جانب المعارضة السورية وقد لجأ عدد لا بأس به من بينهم الى لبنان.

واعتبرت ان ملف المعسكرات الفلسطينية في لبنان معقد على نحو يصعب حله بالقدرات اللبنانية وحدها وربما يتطلب اجتماعاً لبنانياً – فلسطينياً – سورياً تبدو آفاقه مقفلة، أقله في الظرف الراهن بفعل الأزمة السورية وعدم وضوح الرؤية في ما قد تؤول اليه التطورات على هذا المستوى. وأشارت الى ان بعض المسؤولين اللبنانيين كان آثار موضوع المعسكرات التابعة للجبهة الشعبية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته الى لبنان واتفق آنذاك على عقد لقاء ثلاثي لبناني سوري فلسطيني للبحث في الملف غير ان طبيعة العلاقات المتوترة بين عباس والرئيس السوري بشار الأسد حالت دون انعقاده. وأبدت المصادر خشيتها من أن يكون وضع اليد الحزبية على هذه المعسكرات مقدمة لاستخدامها ملفاً ضاغطاً في الصراع السياسي اللبناني يضاف الى ملف سلاح "حزب الله" وورقة توظف لتحصيل مكاسب سياسية داخلية إذا ما انهار نظام الرئيس الأسد.

الى ذلك ابلغت مصادر فلسطينية "المركزية" ان ثمة انزعاجاً سياسياً وشعبياً كبيرين من استهداف المخيمات الفلسطينية في سوريا وتحديداً مخيم اليرموك الذي يعتبر عاصمة اللجوء في سوريا، لكنها أشارت الى أن لا تحركات احتجاجية راهناً حفاظاً على الوحدة الفلسطينية. وأكد ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة لـ"المركزية" الحرص على عدم زج المخيمات في الخلافات اللبنانية وما يجري في المنطقة، قائلاً "نحن ضد الفتنة المذهبية ونعمل على وأدها ومنعها ونحن حريصون على أمن واستقرار لبنان والمخيمات الفلسطينية"، مؤكدا الوصول الى اتفاق لتحييد مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا عن الاشتباكات هناك من خلال خروج الجيش السوري الحر منه والجيش النظامي السوري من محيطه على ان تتولى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية امن المخيم.

من جهته أكد قائد كتائب شهداء الأقصى عضو قيادة قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء منير المقدح على ضرورة تحييد المخيمات الفلسطينية في سوريا عن الأزمة. وأكد اهمية التكاتف بين الفصائل الفلسطينية والاسراع في تشكيل مرجعية موحدة لها في لبنان للحفاظ على السلم الأهلي داخل المخيمات وضمان أمن الجوار مشيراً الى ان هذه المرجعية باتت حاجة ملحة للفلسطينيين في ظل استمرار نزوح أهلنا من مخيمات سوريا وتراجع دور الأونروا في تقديم خدماتها.

 

حسن نصر الله عتبان على القاعدة

رضوان السيد/الشرق الأوسط

كان حديث الأمين العام لحزب الله قبل أربعة أيامٍ شديد التوتر، إنما الأبرز فيه أنه شديد الغرابة. فقد أخبر الثوار السوريين أنهم لن ينتصروا وقال: إنه متأكدٌ من ذلك، وكرر تأكيداته عدة مرات. ولا ندري إن كان يطمْئن بذلك، نفسَه والإيرانيين أم بشار الأسد. وما كان ليتردد - كما قال - في استمرار دعم الأسد، لأنّ ما يواجهه هو مؤامرة أجنبية. ومع غرابة كلّ هذه الأقوال، يظلُّ الأشد غرابة في كلامه خطابه لـ«القاعدة»، وهو يزعم كما يزعم الأميركيون أنها تتدخل في سوريا من خلال جبهة النُصرة وكتائب أُخرى. فقد عاتبهم نصر الله على تدخلهم ضد الأسد، فتكون النتيجة أن يقتل بعضهم بعضا! فمن هم هؤلاء الذين يقتل بعضهم بعضا؟!

لقد بدأت القصة الأخيرة هذه قبل أسبوع عندما عقد نائب وزير الخارجية الروسي اجتماعا للدبلوماسيين الروس كالعادة كلَّ عام. وما كان من المفروض أن يخرج شيء من هذا الاجتماع إلى الإعلام، ولذلك قال المسؤول الروسي من دون تحرُّج إنّ الأسد يفقد السيطرة على الأرض، وقد يسقط قريبا، ولذلك يفكر الروس بإجلاء رعاياهم من سوريا! وهبّت نتيجة خروج هذا الكلام للإعلام عاصفة لم تهدأ بعد. فقد رحبت الجهات الغربية بإدراك موسكو أخيرا أنّ الأسد ذاهب. في حين أقبل الروس على القول إنهم لم يغيّروا موقفهم. لكنّ الجزع ساور الإيرانيين وحزب الله بالذات. فانصرف الإيرانيون للتهديد بحربٍ عالمية، وقال أحدهم إنّ «بشار» خالد(!). وإنّ إيران بذلت وستبذل الغالي والرخيص لحفظ حليفها مهما كلف الأمر. و«مهما كلف الأمر» هذه تعني عدة أشياء؛ فقد تعني إرسال عساكر إيرانيين (بلغ بهم أحدهم السبعين ألفا!)، وقد تعني إرسال المزيد من العراقيين واللبنانيين من حزب الله إلى سوريا للقتال مع الأسد حتى الرمق الأخير! إنما ما الذي يفيده ذلك بالنسبة لمستقبل العلاقات بين نصر الله والفرقاء السياسيين الآخرين في لبنان، وعلى الخصوص فريق المسلمين السنة؟ وكيف سيستفيد نصر الله من هذا الموقف الانتحاري بالإصرار على البقاء إلى جانب الأسد حتى النهاية؟ وكيف سيتعامل مع الثوار؟ أو لنقل كيف سيتعاملون هم معه بعد ذهاب الأسد بالنظر إلى ما تعامل به معهم خلال نحو العامين؟!

ومن حقّ نصر الله بالطبع العتب على «القاعدة»، وهذا حقّ الأسد أيضا! فمنذ ضرب الأميركيين لـ«القاعدة» بأفغانستان عام 2001-2002 تفرقوا شذر مذر، ووصلت منهم مجموعاتٌ إلى إيران، وبعد 2003 إلى سوريا. واستخدمت إيران الذين وصلوا إليها للتساوُم مع الأميركيين، ومع البلدان التي أتَوا منها أصلا. ومنذ عام 2004 بدأ إعداد «القاعديين» والجهاديين في سوريا وإرسالهم للعراق بحجة مكافحة الأميركيين. وقد تكون هؤلاء من ثلاثة عناصر أو أصول: عراقيين وسوريين، وجنسيات عربية أُخرى. وما اقتصرت البعثات الجهادية على إزعاج الأميركيين في العراق، بل شملت أعمالهم إثارة النزاع الطائفي فيه، وتنفيذ تفجيرات بالأردن لزعزعة الأمن فيه. ووقتَها أيضا، أي في حدود عام 2004-2005 جرى الاتفاق بين «القاعديين» وحزب الله (بواسطة إيرانية) على أن لا تكونَ لهم نشاطاتٌ على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، باعتبار أنّ ذلك من اختصاص واحتكار حزب الله الذي يقوم بالجهاد بكفاءة على تلك الجبهة.

وعلى أثر مقتل الرئيس الحريري على أيدي السوريين والحزب عام 2005 وخروج الجيش السوري من لبنان، اعتبر الطرفان (وما يزالان) شمال لبنان وطرابلس بالذات بيئة للجهاد، لنشر السمْعة بالإرهاب، وتفرقة كلمة أهل السنة. وبالفعل فقد كوَّن الطرفان: آصف شوكت من المخابرات السورية، والقيادات الأمنية بالحزب، ما صار يُعرف بـ«فتح الإسلام»، وأكثر هؤلاء من عناصر فلسطينية، ومعهم قِلّة من اللبنانيين والعرب، وضباط سوريين للضبط والربط والقيادة. وقد تجمع أكثرهم أولا في مخيم برج البراجنة في ديار حزب الله، قبل أن يُرسَلوا إلى مخيم نهر البارد. وكانت الخطة ضَرْب قوى الأمن الداخلي بحيث تنسحب من المنطقة، ولا يتدخل الجيش بحجة الخوف من الانقسام (كما حصل عند احتلال بيروت عام 2008)، فتقوم «الإمارة الإسلامية» التي ظلُّوا حتى اندلاع القتال يبحثون عن لبناني لكي يضعوها تحت اسمه وليس تحت اسم شاكر العبسي!

وقبل أن تقرر الحكومة اللبنانية إدخال الجيش للقتال ضد الإرهاب السوري بخمسة أيام، أصدر حسن نصر الله «فتواه» باعتبار مخيم نهر البارد خطا أحمر، فأعرض أكثر الضباط الشيعة ومسيحيي عون عن المشاركة، ليقع عبءُ القتال على الضباط السنة وبعض المسيحيين، فتفشل خطة «الإمارة»، وينهار وضع آصف شوكت لدى نظام الأسد مؤقتا، وتتغير القيادات الأمنية العاملة في الشمال من الحزب! وفي العام نفسه (2007) يُقتل الزرقاوي في العراق، ويزداد عدد الشبان المساكين الضائعين والواقعين تحت تصرف إيران والنظام السوري وحزب الله.. وحتى الأميركيون، يستخدمونهم كيفما شاءوا في سائر ساحات «الجهاد» باستثناء إسرائيل من جبهة لبنان، والجنود الأميركيين بالعراق، الذين جرت معهم ترتيباتٌ أُخرى، بعد حرب عام 2006. والانتصار عليهم ما بين الباسيفيكي والأطلسي كما هو معروف!

يعتب الأمين العام لحزب الله على «القاعديين» والجهاديين لأنهم قرروا قبل عام، القتال في سوريا ضد نظام الأسد. وهو يقول لهم إنكم بمقاتلة الأسد إنما تقاتلون بعضكم بعضا، فالأطراف الثلاثة: النظام السوري، والإيراني-حزب الله، و«قاعدة» الظواهري (المقيم بإيران فيما يبدو)، متحالفة منذ عام 2002-2003 بحجة مصارعة الأميركيين، وإنما بالحقيقة - وبسبب الضعف الذي أصاب الجهاديين بسبب فقدهم لقواعدهم بأفغانستان وحاجتهم إلى الأمن بعد أن فقدوا الجغرافيا والملاذ الآمن - فإنهم يخدمون إيران (والنظام السوري) في كل مكانٍ بما في ذلك غزة وسيناء واليمن ولبنان والأردن وباكستان!

لقد تأثّر المحور الإيراني كثيرا بالتزعزُع الذي حصل لأنصارهم بغزة حيث انقسمت عليهم حماس، فانصرفوا للاستعانة بمخزون الجهاديين المنتشرين بين غزة وسيناء والسودان. وعاد نصر الله للتمدُّح بنزاهة إيران وأنها لا تريد غير الجهاد ومساعدة المجاهدين منذ ثلاثين عاما وفي كل مكان! إنما الذي أراه أنّ خالد مشعل (وربما إسماعيل هنية) والآخرين الذين يريدون الدولة الفلسطينية المستقلة والمصالحة مع إخوانهم بالفعل، هم الآن في خطرٍ شديدٍ، لأنّ إيران لا تقبل أن تنتهي بضاعتُها في فلسطين هكذا وبهذه السهولة بعد الاستثمار الطويل!

بيد أنّ الأصعب على إيران ونصر الله حقا وصدقا هو سقوط النظام السوري، وتزعْزُع السيطرة على لبنان. ولذا يهدّد الإيرانيون بإرسال جيشهم للقتال بسوريا بعد أن خذلهم المالكي، وما استطاع إرسال المزيد لمقاتلة السوريين. فسقوط الأسد يعني سقوط المحور الذي بَنَوهُ، ووجَّهوا من خلاله مصالحهم ورسائلهم إلى جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تجارة المخدرات وغسل الأموال بين كولومبيا وأفريقيا ولبنان! ولهذا فإنّ الذي أراه أنّ أفلامهم في سوريا ولبنان ما انتهت بعد. وأحسب أنهم - بخلاف ما اعتقدنا من قبل - سيدخلون في عمليات التقسيم الطائفي أو محاولاته بين اللاذقية والهرمل. فهم لم يروا مانعا من قبل في إنشاء إمارة إسلامية بشمال لبنان. وهم يقيمون تنظيمات طائفية مسلّحة في كل مكانٍ قدروا عليه في ديار العرب.

لا يستطيع الأقلويون والانشقاقيون أن ينهضوا بمشروع الأُمة وقضاياها، وإن حملوا الرايات لذلك، وسواء أكانوا من «القاعدة» أم من حزب الله أم من الجهاديين أم الإباديين. وكما عتب نصر الله على «القاعديين» الذين تخلَّوا عن الأسد عندما تسلّم الشعب السوري الزمام، سيعتب على الحماسيين وربما على تنظيم الجهاد الإسلامي، لأنهم آثروا الانضمام لشعبهم على التقلب على أشواك إيران وجمرها وحرائقها.

 

طهران: «حزب الله» سيُظهر رداً مؤثراً إذا شعر بأن سورية تحتاج إليه

| بيروت - «الراي/أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ان «حزب الله» يحمي الشعب والحكومة في سورية ويدعم الإصلاحات التي تقدم بها الرئيس بشار الأسد»، مشيراً الى ان «الحزب يدعم الحل السياسي في سورية ويحارب كل الحركات الإرهابية ومنها تلك التي تنتقل من مناطق سورية إلى لبنان». واوضح في تصريحات لـ «روسيا اليوم»، ان «الحزب لم يتدخل أبدا في سورية، لكن يبدو أنه إذا شعر في لحظة معينة بأن الشعب السوري بحاجة إلى حمايته ودعمه وأن سورية بحاجة إليه لبقائها ضمن محور المقاومة فهو وبكل تأكيد سيظهر ردة فعل تكون مؤثرة وفاعلة». ولفت إلى أن «روسيا أيدت بالكامل خطة طهران ذات البنود الستة لحل الأزمة السورية والتي ترى أنها يجب أن تكون تحت إشراف الأمم المتحدة»، اعتبر أن «الحكومة السورية تسيطر وفي شكل جيد على كل نقاط البلد»، مشيراً الى أنه «من خلال العمليات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية والرد الموجود من القوات النظامية فلا دليل على وجود ثورة أو سعي نحو الديموقراطية»، مؤكداً ان «هدف هذه المجموعات بإسقاط النظام قد أخفق وفشلوا في إخراج سورية من محور المقاومة». في سياق مواز، اعتبر السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن أبادي أنَّ بلاده «منذ اليوم الأول (للأزمة السورية) بذلت جهوداً لوقف العنف وتلبية المطالب الاصلاحية»، مشيراً الى أنَّ «غالبية المطالبين بالإصلاح يطالبون به في ظل حكم الرئيس السوري بشار الأسد».

 

عبد اللهيان: "حزب الله"سيردّ اذا احتاجت سوريا اليه

المستقبل/أشار نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى أن "حزب الله يحمي الشعب والحكومة في سوريا ويدعم الإصلاحات التي تقدم بها الرئيس السوري بشار الأسد"، مؤكداً أن "الحزب يدعم الحل السياسي في سوريا ويحارب كل الحركات الإرهابية ومنها تلك التي تنتقل من مناطق سورية إلى لبنان". ولفت في تصريحات أمس، إلى أن "الحزب لم يتدخل أبداً في سوريا، لكن يبدو أنه إذا شعر في لحظة معينة أن الشعب السوري في حاجة إلى حمايته ودعمه وأن سوريا في حاجة إليه لبقائها ضمن محور المقاومة فهو وبكل تأكيد سيظهر رد فعل يكون مؤثراً وفاعلاً". وأعلن أن "روسيا أيدت بالكامل خطة طهران ذات البنود الستة لحل الأزمة السورية والتي ترى أنها يجب أن تكون تحت إشراف الأمم المتحدة"، معتبراً ان "الحكومة السورية تسيطر وفي شكل جيد على كل نقاط البلد"، وأشار "ومن خلال العمليات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية والرد الموجود من القوات النظامية فلا دليل على وجود ثورة أو سعي نحو الديموقراطية، وهدف هذه المجموعات بإسقاط النظام أخفق وفشلوا في إخراج سوريا من محور المقاومة".

 

"اللقاء الوطني الإسلامي": لإحالته على القضاء

 المستقبل/استنكر "اللقاء الوطني الاسلامي" استقبال "وزير داخلية النظام المجرم في سوريا محمد الشعار الذي كان إحدى أدوات النظام السوري في طرابلس، والذي إرتكب المجازر وفي مقدمها مجزرة باب التبانة في العام 1986 التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء من أبنائنا"، معتبراً أن استقباله في لبنان "يؤكد بما لا يدعو للشك أن الحكومة التي ادعت سياسة النأي بالنفس، غارقة حتى أذنيها في العمالة والخضوع والتبعية للنظام السوري، وعليها سريعاً أن تبقي الشعار تحت الحراسة القضائية وأن تحوله الى القضاء المختص بجرم إرتكاب مجازر ضد الانسانية في طرابلس، وعمليات الاغتيال التي نفذها هذا النظام وأدواته". ورفض في بيان بعد إجتماع في منزل النائب محمد كبارة امس، في حضور النائب خالد ضاهر، حسن الخيال ممثلاً "الجماعة الاسلامية"، والمشايخ سالم الرافعي، كنعان ناجي، بلال بارودي وزكريا المصري، "جملة وتفصيلاً الاتهامات الصادرة بحق طرابلس بأنها تتحول الى إمارة إسلامية، وأن هذا المخطط أحبطه الجيش اللبناني"، مؤكداً أن "كل الأطراف ولا سيما الاسلامية منها ليست في وارد أي تفكير من هذا النوع، وتعتبر أن ما يصدر بحق المدينة هو تشويه لسمعتها وصورتها بمخطط من النظام السوري وملحقاته في لبنان، ليتم استهداف المدينة تحت هذا العنوان أمنياً واقتصادياً وسياسياً". وشدد على أن "طرابلس كانت ولا تزال ملتزمة الدولة وسقف القانون والتعايش الكامل بين جميع أبنائها"، مطالباً الحكومة بـ "الاسراع في التعويض مالياً ومعنوياً على المتضررين من الأحداث الأخيرة". وسأل: "كيف يتم تأمين الأموال بسرعة مذهلة لسائر المناطق اللبنانية عند حصول أي حدث، بينما تحرم طرابلس أبسط مقومات العيش ويتم تجاهل أضرار أهلها الصابرين؟".

 

واشنطن بوست: ادعاءات غير مؤكدة تدُرّب حزب الله على استخدام الكيماويّ

بيروت - الراي/ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» - الأميركية أن هناك أدلة جديدة تشير إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد طوّر مركبات خاصة العام الماضي لنقل وخلط الأسلحة الكيماوية «كما أن هناك ادعاءات غير مؤكدة تفيد أن (حزب الله) قد تم تدريبه منذ 11 شهراً على كيفية استخدام الأسلحة وفق تقارير صادرة من داخل مرفقين سوريين للأسلحة الكيماوية». ولفتت الصحيفة إلى «أن هذه المعلومات قدّمها مصدر سوري خلال مكالمة هاتفية مفصلة معتمداً على معلومات استخباراتية زوده بها منشقّ سوري كان يعمل داخل شبكة الأسلحة الكيماوية»، مشيرة إلى أن المصدر السوري تحدث من إحدى الدول العربية وقد نُظمت المحادثة عن طريق فريق الدعم السوري الجناح السياسي للجيش السوري الحر في واشنطن. وأضافت: «إن هذه المعلومات تعدّ بمثابة تنبيه للولايات المتحدة بشأن خطر استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية، الأمر الذي قد يشجع أميركا على تقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية». وحذرت «واشنطن بوست» من فكرة أن هذه المعلومات قد لا تعدو كونها مجرد ادعاءات، مشيرةً إلى «أنها سعت للتأكد من هذه المعلومات من خلال مصادر مطلعة ومستقلة أكدت بعض هذه التفاصيل». وأضافت: «ان اثنين من الضباط السوريين رفيعي المستوى نقلا 100 كيلوغرام من مواد تستخدم في الأسلحة الكيماوية من قاعدة عسكرية سرية في يناير المنصرم في قرية الناصرية التي تقع في محافظة ريف دمشق إلى جهة في شمال شرق العاصمة، وفقاً للمصدر السوري». ووفق المصدر فإن هذه المواد تم نقلها بعد ذلك في اتجاه لبنان وعقب ذلك وصل رجلان يتحدثان باللهجة اللبنانية إلى قاعدة الناصرية، وتم تدريبهما على كيفية المزج بين المواد الكيماوية وتفعيلها فضلاً عن احتياطات السلامة المناسبة في التعامل معها، مشيراً إلى أن اشاعات انتقال الأسلحة الكيماوية السورية باتت تنتشر في الآونة الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن المسؤولين الأميركيين لا يبدو أنهم يملكون أي دليل على أنه تم نقل أي أسلحة كيماوية إلى أي مكان خارج سورية.

 

إسرائيل مستعدة لسيناريوات انهيار الأسد: «حزب الله» يجهز طائرات بلا طيار بالمتفجرات

القدس - الراي/اكد قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال أمير ايشيل ان سلاح الجو يستعد لكافة السيناريوات المتعلقة باحتمال انهيار النظام السوري، وعبر عن خشيته من الجهود المستمرة لمحاولة اختراق الأجواء الإسرائيلية بواسطة طائرات من دون طيار. وقال ايشيل في مؤتمر صحافي عقده سلاح الجو في قاعدة تل نوف العسكرية ان «سلاح الجو يستعد لكافة السيناريوات المتعلقة باحتمال انهيار النظام السوري. لاسيما وان هذا النظام يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية». وأكد ان القرار «بهذا الشأن متروك للمستوى السياسي. مع الأخذ بنظر الاعتبار الحدود المشتركة الجانبين وعلامات الاستفهام حول الفترة ما بعد انهيار نظام الأسد».

ورجح إيشيل ان تتواصل المحاولات لاجتياز المجال الجوي الإسرائيلي بواسطة طائرات من دون طيار ونماذج الطائرات. وقال ان سلاح الجو يستعد لمواجهة ذلك منذ فترة طويلة. واوضح ان «احد اهم الدروس المستفادة من عملية اختراق حزب الله للأجواء الإسرائيلية قبل أشهر هو البقاء في حالة يقظة منقطعة النظير، ما أدى الى تحسين خدمات الدفاع الجوي».وأشار الى ان «إسرائيل لن تكون نائمة في ظل التهديد الذي يمثله حزب الله مع ترسانة ضخمة من الصواريخ». وقدر ايشيل ان «حزب الله» سيكثف من جهوده الأخيرة، مشيرا الى انه يعمل الآن على تزويد الطائرات من دون طيار بالمتفجرات حتى تكون جاهزة لمهاجمة أهداف إسرائيلية وفق المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية. وأوضح ان قيادة الجيش الإسرائيلي تتخوف من ان «الطائرات من دون طيار التي يملكها حزب الله قادرة على حمل عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات ما يعني أنها ستنفجر داخل إسرائيل». وأشار ايشيل الى أهمية وجود عمل عسكري أو سياسي يؤدي في نهاية المطاف الى تفكيك ترسانة الأسلحة التي يملكها «حزب الله» في جنوب لبنان.

وقال: ان انفجار مخزن الصواريخ الذي شهدته قرية طير حرفا قبل أيام في جنوب لبنان «يشرعن المخاوف الإسرائيلية من حزب الله وقدراته وضرورة التخلص منها»، متسائلاً «لماذا يصمت المجتمع الدولي عن هذا الموضوع؟». واضاف تعليقا على الانفجار: «من ينم مع الصواريخ في بيته فعليه أن يعلم أن هذا أمر خطير وما يحصل يحصل».

 

فتفت وضاهر والجوزو وعلوش يتحدثون الى"المستقبل" عن خلفيات المخطط/شهادة السعيد تعرّي نظام.. "الإفتاء بالقتل"

نانسي فاخوري/المستقبل

ما كشفه الشيخ عبد الجليل السعيد عن تورط شيخين لبنانيين من دار الإفتاء في مخطط اغتيال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، تعزز أكثر بوقائع أدلى بها عدد من السياسيين، الذين كشفوا لـ"المستقبل" أن "بعض المشايخ في لبنان على تنسيق مع المخابرات السورية، وهؤلاء كانوا يوصلون رسائل لبعض السياسيين للترغيب تارة وللترهيب تارة أخرى"، سائلين: "هل يجوز أن تصبح دار الإفتاء داراً لجماعة القتلة والنظام السوري المجرم؟ وأن يبتعد المفتي عن أهله وعن تأييد أصحاب الحق المضطهدين وأن يساير القتلة والمتهمين بالقتل؟"، وشددوا على ضرورة أن "تسلم المعطيات في مسألة تورط الشيخين بطريقة موثقة إلى القضاء كي يتم التحقيق فيها". وأسفوا "لوجود معركة كبيرة على أرض لبنان لحساب الغير يُستغل فيها الدين استغلالاً بشعاً".

الجوزو: حسونة منافق

مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو رد على ما أعلنه الشيخ عبد الجليل السعيد من كلام لطالما سمعه على لسان مفتي سوريا الشيخ أحمد حسون "يا ريتهم يصفوا محمد علي الجوزو" ، مؤكداً أن "مفتي سوريا رجل باع دينه وضميره وقيمه وبلده، فهو أصبح ينتمي إلى ظاهرة النفاق القائم في سوريا". وأكد أن ""حسونة" ليس له وزن عندي ولا أقيم له أي احترام لأنه منافق".

أضاف: "الشيء الوحيد الذي علمه النظام السوري للبعض في لبنان عندما كان موجوداً هو النفاق، والأمر ينطبق على البعض في سوريا، فعلى الرغم من أن المفتي يعرف تماماً ماذا يعاني الشعب السوري من قتل وإجرام إلا أن ضميره مات، لذلك لم استغرب كلامه عني، وفي حال استشهدت، فسيكون ذلك في سبيل كلمة الحق في الدفاع عن الأبرياء الذين يُقتلون في سوريا". وأسف "لوجود معركة كبيرة على أرض لبنان لحساب الغير، يستغل فيها الدين استغلالاً بشعاً، فإيران تحاول استغلال الشيعة من خلال زرع الكراهية بين السنّة والشيعة، وليس فقط في لبنان بل في المنطقة العربية كلها، فهذا كله لا يمت إلى الدين بصلة فهي ليست سوى تجارة باسم الدين، وهذه الموجة هي لاستغلال الدين في القتل والإرهاب ونشر الفتن بين الناس ولبنان يقع تحت تأثير هذه الحالة".

وأشار إلى أن "محاولة استهداف الرموز الدينية تحدث فقط لأن سلاحهم الوحيد هو كلمة الحق وليس لأنهم يحملون السلاح ويحاربون".

وعن إمكان تورط شيخين لبنانيين في دار الإفتاء في مخطط اغتيال المفتي الشعار شدد على ضرورة "التحقيق في الموضوع، وعلى دار الإفتاء التخلص من هؤلاء في حال صحّت المعلومات". وأكد أن "تداعيات هذه المسألة في حال صحّت، هي الفتنة والخراب وهذا هدف النظام السوري. فهم يريدون أن يكون الجميع عملاء لهم وإلا يصفّونهم".

فتفت: على القضاء التدخّل

أشاد النائب أحمد فتفت، بالمفتي الشعار "نظراً إلى رمزيته في الطائفة السنّية، فهو مرجع ديني وسياسي أيضاً لما لعبه من أدوار هامة في المرحلة الأخيرة خصوصاً في عام 2008 وما تلاها، وهو بقي على تواصل مع الأطراف كافة، وسعى إلى المصالحة في المدينة". ورأى أن "جزءاً من الحملة القائمة هو استهداف المفتي الشعار لإشعال الفتنة في طرابلس وأيضاً لإسكات صوت واضح من خلال خياراته السياسية وتحديداً في موضوع السلاح وتصرفات "حزب الله" وغيرها، لذلك هناك أكثر من سبب لاستهدافه". وأشار إلى مسألة استهداف الرموز الدينية من قبل النظام السوري التي تأتي استكمالاً لاغتيالات بدأها منذ 20 سنة، ولم يستغرب ذلك "لأن النظام حاول في فترة من الفترات، السيطرة على دار الإفتاء وعلى المشايخ، وقد استعمل البعض منهم أثناء وجوده، وكان يهمش من لا ينصاع لأوامره. وبعد خروج السوري بدأت خيرة المشايخ التي تتمتع بروحية مستقلة وإقدام، بأخذ دورها الطبيعي، ومن الطبيعي أن يعاود ذلك النظام، وكما فعل في السابق حيث اغتال الشيخ صبحي الصالح والمفتي حسن خالد، الى لغة التهديد والقتل، فهذا التفكير الإجرامي الجهنمي، نفسه ما زال موجوداً". ورأى أن الحديث عن مصدر معلومات عن تورط شيخين لبنانيين من دار الإفتاء بمخطط اغتيال المفتي الشعار، مسألة خطيرة يجب أن يتم التحقيق فيها ويجب ألا يترك مثل هكذا خبر، ويجب أن تتوضح الأمور لأن الأمر يخلق بلبلة كبيرة لأنه عمل إجرامي كبير يصيب البلد بالفتنة، وعدا عن الناحية القانونية، هناك فتنة سياسية كبيرة، والإجرام هنا أكبر من الإجرام العادي وعلى أساسه يجب التعاطي مع هؤلاء الأشخاص بغض النظر عن صفتهم الدينية في حال صحّت المعلومات".

ضاهر: قتل الرموز الحرّة

أكد النائب خالد ضاهر أن "النظام السوري يريد الفتنة وضرب الاستقرار من وراء محاولة استهداف رموز، سواء أكانت دينية، أو قيادات سياسية". ولفت إلى أن هذا النظام "لم يعد يفرق بين الشعب اللبناني برمته، حتى وصل به الأمر إلى أن يأمر ميشال سماحة بتفجير المدنيين أيضاً، مسلمين ومسيحيين لزرع الفوضى في لبنان ولحرف أنظار العالم عن مشكلة حقيقية داخل سوريا".

ورأى أن "النظام السوري نظام أمني مخابراتي بامتياز حيث أن المخابرات تدخل في كل مفاصل المجتمع، والمؤسسة الدينية مهمة جداً له، لذلك يركز النظام على قتل الرموز الحرّة للإتيان بأنصاف الرجال، هؤلاء لا يهمهم الدين بقدر التعامل مع هذا النظام كجزء من منظومته الإجرامية".

وكشف أن "بعض المشايخ في لبنان على تنسيق مع المخابرات السورية، وهؤلاء كانوا يوصلون لي شخصياً رسائل للترغيب تارة وللترهيب تارة أخرى، مشيراً إلى أن "هناك في لبنان من يعمل ويقدم تقارير للمخابرات السورية"، آملاً "التغيير في موقف مفتي الجمهورية وعدم الإتيان بمجموعة من بعض المشايخ الذين يعملون مع النظام السوري"، وسأل: "هل يجوز أن تصبح دار الإفتاء داراً لجماعة القتلة والنظام السوري المجرم؟ وأن يبتعد المفتي عن أهله وعن تأييد أصحاب الحق المضطهدين وأن يساير القتلة والمتهمين بالقتل؟".

علوش: لا حرمة للدين

لفت النائب السابق مصطفى علوش أن "أي مخطط لاستهداف رموز دينية هو مقدمة لإشعال فتنة كبرى يسعى إليها النظام السوري على مدى السنوات الماضية، ولم يستطع التوصل إلى مبتغاه لغاية اليوم، رغم أنه استطاع اغتيال الشيخين في عكار وكادت الجريمة أن تؤدي إلى فتنة، إضافة إلى محاولة اغتيال الشيخ أسامة الرفاعي من خلال مخطط ميشال سماحة الذي فشل أيضاً". ولم يستغرب أن "يستكمل النظام المجرم مسيرته الإجرامية عبر محاولة اغتيال المفتي الشعار بغض النظر عن مواقفه المتوازنة والمعتدلة لأن الهدف ليس الشخص بل التداعيات من وراء اغتياله". وأوضح أن "النظام السوري يحاول استدراج لبنان لأنه الحلقة الأضعف ونظراً الى وجود عملاء فاعلين له والذين باستطاعتهم التحرّك على الأرض، ولو كان هذا النظام قادراً على استدراج الفتنة إلى العراق وتركيا والأردن لفعل ذلك". وشدد على ضرورة أن "تسلم المعطيات في مسألة تورط شيخين من دار الإفتاء في مخطط اغتيال المفتي الشعار، موثقة إلى القضاء كي يتم التحقيق فيها"، مؤكداً أن "النظام السوري زرع عملاءه أينما كان وفي كل المؤسسات، وهو يعتبر الدين ورجال الدين إحدى الوسائل لاستمراريته ولا يعطي أهمية لقداسة الدين ومواقع رجال الدين، فالنظام إذا ارتأى استخدامهم كعملاء يستخدمهم وإذا احتاج إلى قتلهم لنشر الفتن فلا يقصّر". وشدد على أن "هؤلاء ليسوا رجال دين بل عملاء للنظام السوري بلباس رجال دين، والمسألة ليس لها علاقة باللباس، وكثيرون ممن لبسوا العمامات الدينية من مختلف الأديان تم استخدامهم كقتلة في كثير من الأماكن، فلا حرمة للدين لدى هذا النظام المجرم".

 

أحمد الحريري: نصر الله مرشد فاشل وميقاتي يلعب بنار طرابلس

المستقبل/شن الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري هجوماً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، فدعا ميقاتي إلى الكف عن اللعب بنار طرابلس "بعدما بات شريكاً في محاولة تصويرها على أنها قندهار بحديثه عن الإمارة الاسلامية"، معتبراً أن أي حل في طرابلس لا يستقيم "طالما أن كل المشكلات في البلد تحصل برعايته". وطالب نصر الله بـ"المبادرة إلى تلبية دعوة قوى 14 آذار لتشكيل حكومة إنقاذية حيادية، بدلاً من الاستمرار في اللف والدوران، والإطلالة دائماً من موقع المرشد الفاشل لحكومة فاشلة"، متسائلاً: "كيف يقتنع اللبنانيون بأن حزب الله الذي يهدد أمنهم حريص على حصول الانتخابات، وهو أثبت أنه لم يحترم نتائجها ولن يحترمها في حال لم تكن كما يريد؟". وشدد على أن "تيار المستقبل منفتح على النقاش، للوصول إلى قانون انتخاب يراعي هواجس الجميع ويحقق صحة التمثيل، لكنه متمسّك أيضاً باحترام المواعيد الدستورية". وقال الحريري في حوار مع موقع "إيلاف" أمس: "لطالما كان لتيار المستقبل مبادرات من أجل وحدة طرابلس ومستقبلها، منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإلى اليوم. هذا شرف لا ندعيه، كما يدعيه غيرنا، لأن طرابلس وأهلها في قلب تيار المستقبل الذي يريد للمدينة كل خير، ولا سيما أنها مستهدفة باعتدالها. تيار المستقبل يبادر دائماً عبر نوابه وقياداته في المدينة، الى ردع شر النظام السوري عن طرابلس. لكن مسؤولية الدولة أن تبادر أولاً. أما الواضح فهو أن ثمة من يحاول يائساً تطويع طرابلس وكسر شوكتها وزجها في فتنة مشبوهة، خصوصاً في ظل هذه الحكومة المحكومة من قبل النظام السوري المأزوم والمصر عبر أدواته المسلحة على أن تبقى عاصمة الشمال على فوهة بركان يريد تفجيره بأي ثمن".

وأكد: "نحن على استعداد للجلوس مع جميع أبناء طربلس، كنا وسنبقى، لكن قبل أن نجلس مع ميقاتي عليه أن يكف عن اللعب بنار طرابلس، بعدما بات شريكاً في محاولة تصويرها على أنها قندهار بحديثه عن الإمارة الاسلامية، وبعدها لكل حادث حديث، علماً أن التجارب علمتنا أنه لا يمكننا الوثوق بميقاتي، الذي قد ينقلب على نفسه من أجل مصلحة ما، وهو الذي انقلب على ثقة طرابلس وأهلها من أجل كرسي رئاسة الحكومة"، معتبراً أنه "شريك اليوم في الهجمة المنظمة على طرابلس، طالما أنه ارتضى أن يكون شريكاً للمحور السوري ـ الإيراني في هجمته الشرسة على لبنان. وأي حل لا يستقيم برعاية ميقاتي، طالما أن كل المشكلات في البلد تحصل برعايته".

ووصف موقف ميقاتي حول المذكرات السورية التي صدرت بحق الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر بأنه "للاستهلاك الإعلامي، ليس إلا، فهو يحاول تلميع صورته التي تزداد تشوهاً يوماً بعد يوم"، موضحاً أنه "لو كان موقفه موقفاً جدياً لكانت الحكومة تبنته بدلاً من أن تنأى بنفسها عن المسألة وتدفن رأسها في الرمال. ولو كان موقف ميقاتي جدياً، لكان استدعى سفير النظام السوري وأبلغه رسالة احتجاج على هذه المذكرات الهزلية، ولكان رفض أن يستخدم هذا السفير وزارة الخارجية اللبنانية منصة للهجوم على رئيس حكومة سابق وزعيم أكبر تكتل نيابي. فمواقف الناس في أفعالها وليس في أقوالها، وقد اعتدنا على ميقاتي الذي يقول كثيراً ويفعل قليلاً جداً، ويستمر على رأس حكومة الانتقام التي تأخذ البلد نحو الانهيار، وتغطي القتلة، وتحمي المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وشدد على أن "حزب الله" هو "المتهم الرئيسي بإضاعة نتائج انتخابات 2009 بالانقلاب عليها بقوة السلاح غير الشرعي، وهو آخر من يحق له أن يتهمنا بتضييع الوقت"، متسائلاً: "كيف يقتنع اللبنانيون بأن حزب الله الذي يهدد أمنهم حريص على الانتخابات، بينما أثبت أنه لم يحترم نتائجها ولن يحترمها في حال لم تكن كما يريد؟ كيف يقتنع اللبنانيون أن حزب الله حريص على الانتخابات وهو الذي وضع عبر الحكومة قانوناً مفصلاً على مقاسه لإلغاء الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط؟ كيف يقتنع اللبنانيون أن حزب الله حريص على الانتخابات وهو سعى، عبر هذا القانون الإلغائي، إلى تعليب الاستحقاق الانتخابي كي يكون محطة ديموقراطية مزورة لتكريس نتائج انقلابه المسلح في العام 2010؟".

أضاف: "سلاح حزب الله الذي استباح الحياة السياسية والديموقراطية هو المشكلة، وليس قانون الانتخاب. فالقاصي والداني يعلم أن حزب الله يستعد للانتخابات على أساس قانون الستين، وإذا وجد أن باستطاعته أن يحقق الأكثرية، فقانون الستين الذي يهاجمونه اليوم سيصبح مقدساً. وإلا ما معنى هذا الاهتمام المنقطع النظير بزحلة، التي حسمت الاكثرية في العام 2009، عبر زيارات مسؤوليه التي تعززت بزيارة السفير الايراني غصنفر ركن أبادي؟". وأشار الى أن "تيار المستقبل منفتح على النقاش للوصول إلى قانون انتخاب يراعي هواجس الجميع ويحقق صحة التمثيل، لكننا في المقابل متمسكون باحترام المواعيد الدستورية، إن تم التوصل إلى قانون جديد أو تعذر ذلك، لأن الشعب اللبناني ملّ من الأعراف الجديدة التي يحاول حزب الله تكريسها على حساب الدستور والقانون والمؤسسات. وهذا الأمر برسم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي نرى فيه الضمان الوحيد لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري". وعن طرح نصر الله فكرة تشكيل فريق عمل وطني لمعالجة الأزمات الداخلية، رأى أنه "لا يمكن للبلد أن يعيش وفق مزاج نصر الله"، سائلاً: "ألم تكن حكومة الوحدة الوطنية التي أسقطها بقوة السلاح لتحقق هذا الغرض؟ فما الذي تغير؟ طالما أنه يريد فريق عمل وطنياً لمعالجة ما جرّته حكومته من فشل ذريع في الحكم، فلمَ يبقى متمسكًا ببقائها؟ يهاجم 14 آذار لأنها تطالب برحيلها، فلماذا لا يقدمها قربانًا للولوج إلى حل من ضمن المؤسسات وليس من خارجها، لتأليف حكومة محايدة تضم هذا الفريق الإنقاذي؟، لكن يبدو أن نصر الله لا يسمع جيداً". وذكره بأن "14 آذار لم تنفك تطالب بحكومة إنقاذية حيادية، فهل يعقل أنه لم يكن يسمع طوال أشهر؟"، مطالباً إياه بأن "يبادر إلى تلبية دعوتنا إلى حكومة إنقاذية حيادية، لا أن يستمر في اللف والدوران والقفز فوق دور المؤسسات وتقويضها، والإطلالة من موقع المرشد الذي أثبت أنه مرشد فاشل لحكومة فاشلة، يريد لفريق عمل أن يعالج الأزمات التي تسببت بها".

وجدد التأكيد "اننا لم نكن يوماً ضد الحوار مع أحد، وسياسة اليد المدودة نحن أهلها، لكن لا يمكن أن نستمر بمد اليد لمن يريد قطعها، خصوصاً أن حزب الله مستمر بحربه على تيار المستقبل الذي كان داعماً له عندما كان مقاومة حقيقية. لا نضع شروطًا، لكن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. من لا يريد الحوار هو من يتهم الآخرين بأنهم لا يريدونه. شروط الحوار هي الشروط التي تمليها الدولة على الجميع، ونحن في تيار المستقبل نلتزم بها، بينما حزب الله يضرب بها عرض الحائط". وأشار الى أن "من يقف إلى جانب الحق لا يخشى الخسارة"، مشدداً على "اننا ندعم الثورة السورية منذ يومها الأول، وهذا شرف ندعيه، لأن دعمنا للشعب السوري المظلوم واجب إنساني وأخلاقي". وقال: "أصلاً ليس لدينا ما نخسره، لأن دورنا ليس مرتبطاً برحيل نظام الأسد أو ببقائه، كما هي حال آخرين يهلوسون ولا ينامون ليلاً لشعورهم بقرب سقوط نظام بشار الأسد. وليس بخافٍ على أحد أن في سقوط الأسد مصلحة أكيدة من أجل بناء الدولة في لبنان، خصوصاً أن النظام هو المسؤول الأول والأخير عن كل الويلات التي ألمت بلبنان في السنين الماضية، والذي لم يكف حتى اليوم عن التعاطي مع لبنان على أنه خاصرة ضعيفة يتحكم بها، ويرسل لها المتفجرات ساعة يشاء، ويحرك فيها الفتنة ساعة يريد. في المقابل، نجد أن رهان الآخرين على بقائه رهان ضد لبنان، كما هي الحال مع حزب الله الذي ربط مصيره بمصير الأسد عندما تورط في القتال إلى جانبه ضد الشعب السوري المظلوم. أما الافتراض باحتمال حصول تسوية لإنقاذ الأسد فليست منطقية أبداً، لأن المنطق يقول إن أي تسوية أو حسم سيكون لإنقاذ الشعب السوري من قاتله، وليس العكس. فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، والخناق يضيق على هذا النظام الآيل إلى سقوط حتمي، بإذن الله".

 

حكومة حزب الله الإرهابية تفتح الحدود لوزير الأسد وتقفلها أمام شعب بأسره

كارلا خطار/المستقبل

ليس مفاجئاً لوزير وعد اللبنانيين بـ"إصلاح" الواقع الكهربائي في لبنان ولم يفِ، أن يقترح إقفال الحدود في وجه النازحين والهاربين الفلسطينيين من نظام الأسد القاتل... وإن كان التراجع أمام تحديات على المستوى الوطني بهذه البساطة، لما احتاج لبنان إلى حكومة ووزراء من المفترض أن يديروا شؤون البلاد والعباد. واضح إذاً أن وزير الطاقة والمياه والصهر العوني المدلّل جبران باسيل، لا يملك أي خطة لمواجهة أي مشكلة أو صعوبة أو تحدّ. فلو قاس الوزير قراراته على نفسه وعائلته لوجد أن أفكاره وحلوله غير مجدية، لا بل غير قابلة للنقاش، حيث أنها بعيدة كل البعد عن الشعور الإنساني. لأمثاله يتناسب القول "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب".

الحملة المبرمجة لإقفال الحدود ومحاصرة الشعب السوري واللاجئين الفلسطينيين استكملها اليوم وزير الخارجية عدنان منصور بدعوته الفجّة الصريحة إلى مواجهة النازحين وإقفال الحدود بوجههم وأكثر من ذلك إعادتهم إلى سوريا. ليتذكر معالي الصهر، مثلاً، حين هرب من منزله عند انقطاع الكهرباء يوم عيد مولد زوجته ولم يتمكن من الاحتفال معها... وليتذكّر الشعور "اليائس" الذي اختلجه حين وجد نفسه يخبر اللبنانيين مباشرة في مؤتمره عمّ عاناه في "مسيرة الهروب". وليتذكّر كيف فتحت الحدود السورية أمام ألوف اللبنانيين الذين نزحوا من لبنان الى سوريا في حرب تموز 2006. فكيف بالحري أن يهرب مواطنون من مصير محتّم بالموت على يد عصابات بشار الأسد الذي يدعمه مع عمّه وتيارهما في مواجهة إرادة الشعب السوري وحقّ اللاجئين الفلسطينيين في العيش بسلام؟

غير أن باسيل الذي ينادي بإقفال الحدود في وجه المظلومين، لم يفكّر مثلاً بأن إقفال الحدود وضبطها قد يشكّل ربّما عائقاً في وجه المقاتلين الممانعين والمجاهدين الذين يدخلون سوريا للقتال الى جانب النظام الأسدي، أم أنه يريد حدوداً مفتوحة في وجه الديكتاتوريين ومقفلة في احتضان الحالات الإنسانية؟ وهل تذكّر باسيل الحدود اليوم متناسياً صرخات قوى 14 آذار بنشر قوات دولية على الحدود مع سوريا لضبطها ومنع دخول المسلّحين والعابثين بالأمن؟ سكت الوزير عن الحقّ وتغاضى عن القانون حين كان يلزم حماية لبنان وتطبيق سياسة النأي بالنفس الفعلية. سكت عن الحدود المفتوحة منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة الى اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن مروراً بكل شهداء قوى 14 آذار... كلّهم استشهدوا لأن الحدود مشرّعة، فهل على فلسطينيي مخيّم اليرموك أن يقضوا في الداخل السوري لأن الحدود ستُقفل؟ وهل باسيل مستعدّ لإقفال الحدود تماماً، أي حتى أمام زيارات عمّه الى قصر المهاجرين؟ أم أن الواقع اليوم هدَم القصور وترك المهاجرين لمصيرهم؟

الواقع يضع باسيل اليوم أمام مسؤولياته. ويتطلّب منه أن يحضّر بعض "الخطط" ليطرحها في الجلسة التي ستخصص لبحث قضية النازحين، خصوصاً وأنه تلقى معارضة من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزراء الحزب "التقدمي الاشتراكي". وقصة الحدود مع الوزير الصهر طويلة، فحكومته لم تطبّق ترسيم الحدود، كما أن الحدود ألغيت "لاعتبارات إنسانية" حين وافق رئيس حكومته على دخول وزير داخلية بشار الأسد عبر المطار. وبفضل وقوفه مع تياره في صفّ الممانعة، ووجوده في حكومة تدّعي النأي بالنفس، ألغيت الحدود الجغرافية بين لبنان وسوريا. وخطة الوزير، أو فكرته، لأنها أبعد ما يكون عن الخطة، ربّما ناجمة عن خوف يتملّكه من أن تنقلب عليه الطاولة رأساً على عقب وتقفل طريق الممانعة أمام مصالحه، بعد سقوط نظام الأسد.. حينها سيقفل اللبنانيون كل الأبواب في وجهه وسيفقد باسيل فعالية العبارة السرية "افتح يا سمسم".. فلن يبقى أمامه سوى الهروب في بواخره التي يريد استقدامها الى لبنان! عن تحوّل أهداف النزوح من انسانية إلى سياسية، لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري إلى أن "كلام جبران باسيل يعكس انعدام الخبرة، وانعدام الانتماء الوطني خصوصاً وأنه يدعو الى التقوقع وإلى عزل لبنان دولياً وعربياً". ورأى أن "إقفال الحدود لا يحمي لبنان كما يعتقد الوزير، ولكن هذا الإقفال يعكس العقلية المقفلة والمتقوقعة لما يمثّله جبران باسيل".

وعلّق حوري على معارضة فكرة باسيل قائلاً: "حسناً فعل بعض الوزراء حين تصدّوا لهذا الطرح". طالب الوزير بأن "يعمل بمقدار واحد بالمئة ممّا يتكلّم عنه، لأن أداءه في كل الوزارات التي تعاقب عليها كان يتّسم بالثرثرة السياسية ومن دون إنتاج فعلي، مطلقاً وعوداً لم ينفّذها ومتّهماً الآخرين متعامياً عن "حردبّته".

وهل تتوقعون أن يقدّم باسيل أي خطة في هذا الإطار؟ أجاب حوري "الوزير باسيل لا يملك أي خطة، لا في مشكلة الكهرباء ولا في أي وزارة استلمها، وحتى حين يوحي بأن هناك خططاً معيّنة يتبيّن لاحقاً أنها خاطئة وتحتاج إلى إعادة نظر". وشدد على أن "الجميع يعوّل على جهد الوزير وائل أبو فاعور الصادق والنشيط، وعلى تجاوب الدولة المهتمة بدعم لبنان لمواجهة هذه الاحتياجات".

من جهته، أشار عضو المجلس السياسي في حزب "الوطنيين الأحرار" فيليب معلوف الى أن "باسيل قدّم اقتراحاً بإقفال الحدود بالمطلق وليس فقط في وجه النازحين، حيث إن هدفه إقفال الحدود"، وردّ على الوزير قائلاً: "نحن نقول إنه إذا كان هدفه بالفعل إقفال الحدود، ذهاباً وإياباً وبما فيه في وجه سياسيي 8 آذار، فنحن نوافق". أضاف: "نحن بالفعل نطالب بإقفال الحدود لمنع سياسيي 8 آذار من سلوك طريق الشام السياسي". وتابع: "إنما إذا كان الهدف إقفال الطريق في وجه الحاجات الإنسانية فنحن ضدّها"، موضحاً: "نحن لا نعوّل على هذه الحكومة التي تنأى بنفسها عن أداء واجباتها الوطنية والسياسية في كل مجالاتها". وختم ساخراً: "ألم يلاحظ اللبنانيون البواخر التي "شعشعت" لبنان؟"، آملاً أن "يتم استقدام أسطول بدلاً منها كالأسطول الروسي لإجلاء مَن يجب إجلاؤهم وإراحة اللبنانيين منهم".

 

نكبتان..

 علي نون/المستقبل

يفتح الرئيس نجيب ميقاتي مستشفيات بيروت أمام وزير داخلية بشار الأسد "لدواعٍ إنسانية" (؟) فيما وزير الخارجية اللبناني المفترض في الحكومة يدعو الى إقفال الحدود في وجه النازحين السوريين والفلسطينيين لدواعٍ سياسية واضحة ومقيتة. ولو أمكنه، لفعلها ميقاتي كما هي. أي لاستطرد في دواعيه "الإنسانية" الى حدّ التماهي مع موقف الوزير الاستثنائي الذي تميّز مسلكه منذ اللحظات الأولى بتنفيذ التعليمات المباشرة الآتية إليه من "حزب الله" وليس أي تعليمات رسمية أخرى. وقصة النازحين في كل حال، هي قصّة أقدار وليس سياسات: وما كان لبنان بالأمس البعيد قادراً على النأي بنفسه عن نكبة العام 1948 واقفال حدوده في وجه النازحين اليه، وليس قادراً اليوم على اعتماد ذلك الخيار في وجه النازحين من نكبة السلطة الأسدية إليه... لكن المخزي راهناً، هو أن ممانعي الحكومة وليس غيرهم، أي وزراء ميشال عون ومعهم الوزير عدنان منصور هم الذين يتصدّرون تلك المناحة العنصرية بحجّة "قدرات لبنان الاستيعابية" والأعباء الاقتصادية والاجتماعية، وصولاً الى الدعوة الى ضبط الحدود. وكأن تعليق لبنان على حبل الممانعة بكل تعقيداته ومشاريعه وطموحاته الإلغائية والإفنائية، أبقى شيئاً من قدرات لبنان الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والسيادية؟! أو كأن الانخراط في المذبحة السورية، على طريقة نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، كفيل بأن يُبقي شيئاً من تلك القدرات في كل المناحي؟!

ليست نكبة السوريين والفلسطينيين مع سلطة الأسد "موضوعاً" مناسباً للاستخدام في المحاججة المحلية مع العدميين والاستئصاليين والفتنويين اللبنانيين والسوريين، فهي في ذاتها كافية وافية لإدانة هؤلاء في الحاضر والمستقبل وفي الأخلاق والسياسة سواء بسواء، لكنها في تصاعدها، تأتي لتشكّل رديفاً لنكبة أخرى تتراكم مكوّناتها باطّراد حرزان:

الولايات المتحدة لا تريد التورّط ميدانياً في القضية السورية. حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي لا يريدان التورّط، الصين كذلك. روسيا ترسل سفنها الحربية، لكن لإجلاء رعاياها في اللحظة المناسبة لا لكي تتورط... تركيا أيضاً تفعل كل شيء كي لا تتورّط ميدانياً ومباشرة. حتى إيران نفسها، تنفي تورطها أو نيتها التورّط الميداني المباشر... عظيم.

لكن لنائب وزير الخارجية الايراني وجهة نظر أخرى. فهو يرى أن قدرات "حزب الله" أهم وأكبر وأخطر من قدرات كل تلك الدول العظمى الكبيرة والمقتدرة، ومن بينها إيران بالتأكيد. وتبعاً لذلك، فهو يَعدِنا بأنه "في حال شعر الحزب في لحظة معيّنة أن الشعب السوري في حاجة الى حمايته ودعمه، وأن سوريا في حاجة إليه لبقائه ضمن محور الممانعة، فهو (أي "حزب الله") وبكل تأكيد سيظهر ردّ فعل يكون مؤثراً وفاعلاً"!

هذا ليس كلاماً في السياسة، بل هو كلام ربّ عمل مع موظّفين عنده. عدا عن أنه يذكّر بقصّة الجندي "آرتين" في الجيش! وأي نكبة؟!

 

يا حبيبي.. النصيحة لك

مصطفى علوش/المستقبل

"ومن البلية عذل من لا يرعوي عن جهله وخطاب من لا يفهم" (المتنبي)

 البهتان، وهو من المعاصي، وهو أن ينسب إنسان ما ارتكبه من أخطاء أو آثام لشخص آخر. وفي التفسير هو أن المتهم زوراً يبهته ما اتهم به فيعجز عن الرد من وقع المفاجأة وصدمتها.

البهتان مثلاً هو أن تعترف أنت أنك جندي في جيش أجنبي وتتهم الغير بخدمة الأجنبي.

البهتان هو أن يكون فريقك غارقاً بالفساد وتتهم الآخرين به.

البهتان هو أن تكون مسؤولاً عن إفقار البلاد وتدعو الآخرين إلى إنصاف الناس.

البهتان هو أن تنحر البشر والحجر في مغامراتك العسكرية وتتهم الآخرين بالتآمر ضدك.

البهتان هو أن تعمم الفوضى والسلاح وتتهم الآخرين بإشعال الفتن!.

بصراحة يا حبيبي، لم يعد يبهتنا ما تقوله فلقد سقط القناع منذ زمن طويل، فلم يعد ما تتهمنا به زوراً يقلقنا أو حتى يزعجنا ولا عتب عليك. وأظنك تعلم الآن أنه حتى من تسميه بجمهورك لم يعد يتأثر بهذه الأسطوانة القديمة المليئة بالخدوش. وأنت أيضاً أصبحت تعرف أن إطلالاتك المتكررة لم تعد منذ زمن طويل تدفع معظم من هم من جمهورك أو من غير جمهورك للتحلق حول الشاشات لمتابعتك، خصوصاً عندما تصادف مواقيت خطاباتك مع مسائل أكثر أهمية مثل مسلسل "فاطمة" التركي أو مسلسل "حريم السلطان" الذي يروي قصة أعداء الدولة الصفوية التي تحاول اليوم إعادتها إلى الحياة تحت لواء الولي الفقيه.

يا حبيبي لقد وصلت اللعبة إلى نهايتها وأنا أفهم المأزق الذي يقضّ مضجعك اليوم، فكثيرون من أصحاب العقائد المتحجرة ذات الخلفيات الأسطورية وصلوا قبلك إلى هذا الوضع عندما أدركوا استحالة الإنتصار، فكابروا لأنهم لم يتركوا لأنفسهم ولمن آمنوا بهم خيارات أخرى! كثيرون أيضاً يا حبيبي، ورغم فقدان الأمل، استمروا إلى النهاية أملاً في معجزة ما أو إنقاذ ما من عالم الغيب، مفترضين أن الغيب خصّهم بالعناية وميزهم دون سواهم، مع العلم أن دروس التاريخ أكدت أن المكابرة هي أخت الإنتحار.

لن ينفع اليوم يا حبيبي تغطية السموات بالقبوات، يعني يصح بك قول "مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد". أسهبت بالحديث عن سلسلة الرتب والرواتب وإدارة البلاد والإنتخابات والإقتصاد، ولو ترك لك الوقت لدخلت في شؤون رعاية الطفل ورعاية البيئة وثقوب الأوزون، وكلنا يعلم أن همك الوحيد اليوم هو هاجس سقوط بشار ومصير مشروع الولي الفقيه بعد سقوطه، أما الباقي فلم يكن يوماً محط اهتمامك وأنت القائل يوما"لو كان في لبنان مليون جائع لأعطيناهم البندقية بدل الخبز!".

تحدثت عن الإنتخابات وعن أن من سيربحها سيحكم، يبدو أن ذاكرتك اصبحت تخونك يا حبيبي، أو أنك تظن أن ذاكرتنا ضعيفة. أتذكر أنك قلت الشيء نفسه قبل انتخابات وعدت وهددت بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم تؤلف حكومة وحدة وطنية بعد الإنتخابات؟ وتريدنا اليوم أن نصدق ما تقوله وأنك لن تستنفر قمصانك السود، أو تنطلق في ايار آخر عندما نفوز بانتخابات .

نصحت سعد الحريري بالعودة إلى لبنان من مطار بيروت، شكراً يا حبيبي!

أوتظن أن الرئيس سعد الحريري لا يعرف أسماء المتهمين باغتيال والده، وإلى أي حزب ينتمون ومن قال إنهم قديسون ومن أكد أنهم تحت حمايته لثلاثمائة سنة؟ يا حبيبي إلى متى ستستمر بالاستكبار والاستخفاف بذكاء الناس؟ ومن تظنه سيستجيب لدعواتك المفخخة بأوزان لا تقدر من المواد المتفجرة؟

ونصحتنا أيضاً بألا ننتظر سقوط بشار لأنه وهْم، أؤكد لك يا حبيبي أن بشار سقط منذ أشهر، وما يحدث اليوم هو ترتيبات جنازة نظامه، الموهوم اليوم هو من يظن أنه باقٍ، "ويا خبر اليوم بمصاري، بكرا ببلاش!".

فنصيحتنا لك يا حبيبي أن تتوقف عن المراهنة على المعجزات التي لا تأتي إلا لأصحاب النفوس الطاهرة. إذهب اليوم إلى مبادرة شجاعة وإنسانية فيها من ومضة صحوة ضمير مبتورة عندما قلت يوماً "لو كنت أعلم". إذهب إلى تسوية وطنية، عرضت عليك تكراراً، بأن نخرج بلدنا من لعبة خدمة مصالح الدول الأجنبية فلا نكون "جنوداً" في مشاريعها، حتى نجنب البشر انتحاراً جديداً.

نصيحتي لك يا حبيبي، وأنت من يحتاج النصح لا من تنصحهم، إتقِ الله فلا تأخذك العزة بالإثم.

() عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل"

 

الفصل الأخير في دمشق: كيف ستكون نهاية نظام الأسد العاجز؟

الشفاف/جيفري وايت

سوف يزول المُلك سريعاً عن بشار الأسد على غرار أحداث مسرحية شكسبير "ريتشارد الثاني". وقد أدى فشل سياسات الرئيس السوري وعجز رجاله إلى وضع النظام على طريق سريع نحو الدمار.

ليس هناك شك في أن النظام قد قاتل بشراسة ضد التيارات الثورية القوية التي أثارها. لكن لجوءه للعنف من اليوم الأول للثورة تقريباً قد وضعه على مسار سيؤدي في النهاية إلى دماره. ولم يسعَ النظام إلى حل سلمي أو إلى التفاوض من أجل الوصول إلى حل كهذا، كما لم يكن يرغب به من الأساس. لقد راهن الأسد وزمرته على أن الهياكل الأمنية التي أنشأها والده، وعززها بشار نفسه سوف تسحق المعارضة. وقد ثبت أن هذه الهياكل غير كافية لأداء المهمة.

لقد أصبح نظام الأسد أمام قوات هائلة وقوية لا قِبل له بمواجهتها. فجيشه يتعرض للإنهاك في المعارك المستمرة مع الثوار. وقد بدأت قوات النظام تتصرف وكأنها على وشك الهزيمة. ويبدو أنها تفقد الإرادة للهجوم، بل حتى إرادة الدفاع إلى حد ما. وتكتسب عناصر المعارضة المسلحة قوة وزخماً بحصولها على الطاقة البشرية والأسلحة ولا سيما فيما يتعلق بعامل الإرادة الذي هو في غاية الأهمية. ورغم تزايد الخسائر التي يتعرض لها الثوار، إلا أنهم يظهرون مستعدين، وفي كثير من الحالات متحمسين للقتال. وقد بدأت قبضة النظام تضعف أو أنها قد تلاشت تحت ضغط الثوار في جميع أنحاء البلاد.

ويمكن النظر إلى هذا التراجع بشكل أكثر وضوحاً في اعتماد النظام المتزايد على العمليات الجوية وعمليات المدفعية، وعجزه عن الدفاع أو عن إنقاذ مواقع رئيسية تعرضت للحصار والهجوم. ويبدو أنه الآن عاجز عن تجميع قوات هائلة، على عكس ما كان عليه الحال في المراحل الأولى من الحرب عندما كان بإمكانه حشد عشرات الآلاف من القوات للقيام بعملية ما.

ويبدو أن الأسد محكوم عليه بالفشل، لكن السؤال هو متى وكيف سيتحقق ذلك؟ من غير المرجح أن يحدث هذا في شكل معركة كبيرة طاحنة، لكن سينتهي الأمر على الأغلب على غرار سقوط طرابلس وما آلت إليه الأمور مع الدكتاتور الليبي. أو ربما يأتي الأمر على غرار ما حدث عند تضييق الخناق البطيء حول ملجأ هتلر في برلين، وسوف يطوي النسيان أفراد عائلة الأسد وأشد الموالين والداعمين له، وأولئك الذين انتظروا مدة طويلة للهروب. ولن تسير الأمور بالضرورة في خط مستقيم. فمدّ المعركة لا يسير في اتجاه واحد فقط، بل أن النظام قد يحقق - هنا وهناك - بعض النجاحات في القتال.

هل بإمكان النظام فعل أي شيء لوقف أو عكس اتجاهه الهبوطي؟ يبدو من غير المحتمل أن يحدث ذلك. فقد يلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيميائية مع اقتراب الهزيمة وتنامي اليأس والإحباط. هل سيرفض نظام قام بالفعل بقتل عشرات الآلاف من المواطنين استخدام أسلحة الغاز للحيلولة دون هزيمته، حتى ولو لفترة ما فقط؟ إن اللجوء إلى الحرب الكيمائية ليس أمراً مؤكداً؛ وإذا كان المجتمع الدولي سيرد باستعمال القوة، فإن هذا سيعجّل على الأرجح نهاية النظام. ومع ذلك فقد يحاول الأسد استخدام تلك الأسلحة، معتمداً بأن فشل العالم في الرد باستعمال القوة في حالات أخرى صاعد فيها النظام بشكل كبير من وتيرة العنف ضد السكان المدنيين سوف يتكرر مرة ثانية.

جيفري وايت هو زميل للشؤون الدفاعية في معهد واشنطن وضابط كبير سابق لشؤون الاستخبارات الدفاعية.

فورين بوليسي

 

المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية: أتخوف من هدم دولة القانون.. والمشهد الآن ليس له حل

القس جريش لـ«الشرق الأوسط»: تعديل المواد الخلافية حال إقرار الدستور أمر غير مقنع

القاهرة: ماري وجدي /الشرق الأوسط

قال القس رفيق جريش، المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر، وممثلها في الجلسة الرابعة للحوار الوطني التي جرت أول من أمس (الأربعاء) في قصر الاتحادية الرئاسي برئاسة المستشار محمود مكي نائب الرئيس محمد مرسي: «توصلنا خلال الحوار إلى انتظار النتائج النهائية للاستفتاء على الدستور الجديد التي ستجرى الجولة الثانية له غدا (السبت)». وتابع: «إذا أسفرت نتيجة الاستفتاء بنعم، فسوف نقدم مقترحاتنا بشأن قانون انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان) والمواد المقترح تعديلها في مشروع الدستور، أما إذا أسفرت عن لا، ففي هذه الحالة سيتم تقديم مقترحات بشأن انتخاب الجمعية التأسيسية الجديدة»، موضحا أنه «في كلتا الحالتين، سوف تعرض المقترحات على مؤسسة الرئاسة في الاجتماع الموسع للجنة الحوار الوطني والمقرر له 27 ديسمبر (كانون الأول) الحالي».

وأضاف القس جريش في تصريحات مع «الشرق الأوسط»، أن «اقتراح تعديل المواد الخلافية في الدستور الجديد حال إقراره أمر غير مقنع، حيث إنه كان بالإمكان مناقشة هذا الأمر قبل كتابة مشروع الدستور، وقبل انسحاب ممثلي الكنائس والقوى الوطنية من الجمعية التأسيسية للدستور». واستطرد قائلا: «الكنيسة سوف تستمر في محاولة إيجاد حل حتى النهاية.. نحن الآن أمام مشكلة حدثت بالفعل وأمر واقع، فلا بد ألا نستسلم ونفقد الأمل والعزم في إيجاد حل لها». وكشف القس جريش عن أنه تطرق في اجتماع الحوار الوطني لمسألة حصار المحكمة الدستورية العليا، وأهمية الحفاظ على هيبة الدولة وصورتها، حتى لا نذوق مرارة هدم دولة القانون.

وعن مقاطعة قوى المعارضة لحوار الرئيس مرسي، قال جريش إن «المقاطعة ليست حلا»، مؤكدا أن الكثير من الحاضرين لا يقلون وطنية عن الغائبين، بل إنهم كانوا يتكلمون بصوت الثورة والثوار، وحضورهم كان لا بد منه من أجل تقديم اعتراضاتهم وإيصال صوتهم للرئاسة، فضلا عن أن حضورهم أكد لمؤسسة الرئاسة وجود إرادة سياسية قوية للتغيير.

وكان الرئيس محمد مرسي قد وجه دعوة للقوى السياسية في 6 ديسمبر، للاجتماع والحوار للتوصل إلى حلول عقب اندلاع احتجاجات على خلفية الإعلان الدستوري الصادر في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والدعوة للاستفتاء على الدستور، إلا أن قوى المعارضة أعلنت رفضها للحوار قبل إلغاء الاستفتاء على الدستور.

ولفت القس جريش إلى أنه أثناء الحوار مع مؤسسة الرئاسة كان هناك اعتراضات في نقاط كثيرة من جانب حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، لما تقوم الرئاسة بطرحه، وذلك عكس ما يتصوره البعض من الاتفاق الكامل بين الرئاسة والحزب، بل إنه أحيانا كانت الكنيسة وحزب الحرية والعدالة يتفقان في الكثير من النقاط والاعتراضات. وأعطى جريش مثالا لذلك بأن الرئاسة كانت متعجلة بعض الشيء في إصدار أسماء تعيينات مجلس الشورى، إلا أن حزب الحرية والعدالة أبدى اعتراضه على هذا الاستعجال، وطلب التريث في إعداد تلك الأسماء متفقا في ذلك مع الكنيسة. وعن الـ90 شخصا المقترح أسماؤهم للتعيين في مجلس الشورى، قال القس جريش: «لم تتم مناقشة ذلك في جلسة الحوار لأن الأسماء المرشحة تم إرسالها قبل الاجتماع للرئاسة»، مشيرا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية قدمت قائمة بأسماء عشرة أشخاص لاختيار اثنين من بينهم لعضوية مجلس الشورى، مؤكدا أنه لم يتم تقديم اسم رجل الأعمال رامي لكح ضمن القائمة، بل إنه مرشح من قبل حزبه. ورفض جريش الإفصاح عن الأسماء التي رشحتها الكنيسة، مؤكدا أن إعلانها أمر خاص بالرئاسة وليس له أن يفصح به.

وكانت مؤسسة الرئاسة قد وعدت ممثلي الكنائس المصرية الثلاث بتعيين ثمانية أعضاء بمجلس الشورى، أربعة أعضاء للكنيسة الأرثوذكسية، وعضوين للكنيسة الكاثوليكية، وعضوين للكنيسة الإنجيلية، وذلك في إطار الحوار الوطني الذي تم بين مؤسسة الرئاسة وعدد من ممثلي القوى الوطنية وممثلي الكنائس المصرية الثلاث يوم الجمعة الماضي. وتعليقا على النتائج الأولية للاستفتاء، قال جريش: «سواء كانت النتيجة نعم أم لا فإن الوضع سيكون غير مطمئن، لأنه في حالة الموافقة على الدستور الجديد فسنعيش في ظل دستور غير توافقي، وفي حالة رفض الدستور، فليس هناك ضمانات أن تشكيل الجمعية التأسيسية الجديدة سوف يكون أفضل من التشكيل الأول، أو إنها ستأتي بدستور أفضل ومُرض لجميع القوى والتيارات السياسية»، قائلا: «المشكلة التي نعيشها الآن في مصر ليس لها حل جذري، ولكننا علينا أن نتعامل مع الواقع بشجاعة، ونستمر في المحاولة».

 

إيران تقترح ترؤس الأسد الحكومة الانتقالية والمعارضة تعتبره محاولة لإعادة التموضع

النشار لـ «الشرق الأوسط»: الإبراهيمي سيبلغ الرئيس السوري بالتوافق الأميركي ـ الروسي حول مبادرته التي تستند إلى مبادرة جنيف

بيروت: كارولين عاكوم /الشرق الأوسط

وصف سمير النشار، عضو ائتلاف قوى الثورة والمجلس الوطني السوري، الاقتراح الإيراني بتولي الرئيس السوري بشار الأسد رئاسة الحكومة الانتقالية تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية، بأنه «ليس ذا معنى». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «يبدو واضحا أن إيران تحاول تحسين موقعها وموقع الأسد وأنه لا يزال لها دور في المعادلة بعد الاتفاق الروسي - الأميركي محاولة بذلك المحافظة على بقاء الأسد بعدما شعرت أنه تم التخلي عنه وأصبحت هي على الهامش»، مضيفا أن «إعادة التموضع هذه لن تجدي نفعا بعدما لم يعد الأسد عقبة أمام روسيا وهذا ما أظهرته التصريحات الأخيرة، كما أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي ينتظر تحديد موعد لقاء الأسد وإبلاغه بالتوافق الحاصل بين أميركا وروسيا بشأن مبادرته التي تستند إلى مبادرة جنيف، كما أنه سيلتقي وفد الائتلاف الوطني نهاية الأسبوع الحالي في القاهرة»، موضحا أن «الخلاف بين روسيا وأميركا كان حول إصرار الأولى على بقاء الأسد، بينما تعتبر أميركا أن دوره انتهى وعلى الحكومة الانتقالية أن تقود المرحلة الانتقالية، لكن الآن الوضع تغير والتصريحات المتتالية تعكس تغير المزاج الروسي والسلطة في سوريا». ورأى النشار أن هناك سباقا بين الحل العسكري والحل السياسي المتمثل بمبادرة الإبراهيمي، بمعزل عن أي مبادرات قد تطلقها إيران أو غيرها، لافتا إلى أنه جرى منذ أيام قليلة اجتماع في الأمم المتحدة ضم مندوبين من 20 دولة للتباحث بشأن تشكيل قوة سلام دولية مؤلفة من نحو 10 آلاف عنصر إلى سوريا، معتبرا أن كل هذه المستجدات والتطورات تصب في خانة التوافق الدولي للوصول إلى تسوية خوفا من الحسم العسكري. وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نقلت أمس، عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قوله إن الاقتراح الإيراني يتضمن انتخاب الشعب السوري البرلمان، قبل أن تشكل حكومة انتقالية على أساس المقاعد التي يحصل عليها كل حزب أو مجموعة تفوز في الانتخابات البرلمانية.

وأكد عبد اللهيان أن هذه الحكومة ستفتح الباب أمام تعديل الدستور، وستمهد الطريق لإجراء الانتخابات الرئاسية، مؤكدا ضرورة الفصل بين أطياف المعارضة السورية وإجراء حوار مع الجهات التي لم تستخدم السلاح كوسيلة للضغط على الحكومة. بدوره، جدد السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن آبادي، التأكيد على أن حل الأزمة السورية لا يمكن أن يكون إلا سياسيا عن طريق الحوار، بين مختلف الأطراف في سوريا.

وأكد السفير ركن آبادي - في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «فارس» الإيرانية - أن إيران بذلت جهدها منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا ولا تزال تبذل قصارى جهودها لوقف العنف وتلبية المطالب الإصلاحية التي ينادي بها الشعب السوري، مشددا على أن ما يحصل في سوريا مخطط أميركي - صهيوني لتخريب الأمن والاستقرار في هذا البلد في مقابل الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، وفقا لما تعهدت به الإدارة الأميركية.

وأوضح أن المبادرة التي أطلقتها إيران لحل الأزمة في سوريا تقوم على وقف كل أشكال العنف وسفك الدماء، وعودة الهدوء إلى سوريا، وإطلاق حوار وطني تشارك فيه كافة أطراف المعارضة السياسية السلمية، والحكومة السورية، توصلا إلى تشكيل «حكومة مصالحة وطنية» تعمل على إدارة البلد، وتمهد لإجراء الانتخابات البرلمانية على أن يقوم البرلمان المنتخب من قبل الشعب السوري بتشكيل حكومة جديدة تتولى عملية الإصلاحات بإشراف الرئيس بشار الأسد، والتمهيد للانتخابات الرئاسية في عام 2014. وشدد السفير ركن آبادي، على عدم إشراك من سماهم بالمجموعات الإرهابية التي تلطخت أيديها بدم الشعب السوري وارتكبت العمليات الإجرامية والإرهابية على حساب كل القيم الإنسانية، معتبرا أن الشعب السوري يرفض أي دور لهذه الجماعات في الحوار السياسي.

 

حرص الرئيس بشار على مصالح الشعب!

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

أعلنت مصادر إيرانية استبعادها سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد! وعبرت هذه المصادر عن تفاؤلها بإمكانية حدوث مصالحة وطنية عبر حوار وطني بين المعارضة ونظام الأسد!! لست أعرف نوع العشاء أو المشروب الذي تناوله المصدر الإيراني «المحترم» في الليلة التي أدلى فيها بهذه التصريحات العجيبة الغريبة التي يتزاوج فيها منطق الإنكار والتحايل على الواقع، ومنطق الكذب على النفس وعلى العالم. إنني أتفهم مسألة الارتباط العضوي في مصالح نظام «الملالي» في إيران ونظام حكم الأقلية الطائفية ذي القبضة الأمنية في سوريا. هذا «التزاوج» الذي أصبح مثل علاقات الأخوة في روايات «ماريو بوزو» الخاصة بعائلات المافيا، علاقات «يربطها ولا يمحوها إلا الدم»! لا يمكن أن نعيش في ظل منطقة يحكمها قانون «فليذهب مليون شهيد وجريح ونازح مقابل أن يبقى رجل واحد على سدة الحكم» ساعة زمن إضافية! إن هذا الثمن الأحمق، وهذا المنطق المجنون الذي يحكم سلوك حلفاء الأمس وشركاء اليوم هو أكبر عنصر تهديد للاستقرار في المنطقة. لا يمكن لأي نظام سياسي محترم، ينتهج سياسة تقوم على احترام النفس والشعب والعدالة، أن يحكم من خلال نظام «البودي غارد»، أي الحكم بقوة اليد الثقيلة لقوى سلطة الحكم. إن منطق فرض الحكم بالقوة قد ينجح مؤقتا لفترة زمنية محدودة، لكنه يشكل في الوقت ذاته عنصرا للاستفزاز الوطني ومكونا أساسيا لعنصر من عناصر انهيار أي نظام.

إن الحاكم الذي يفتقر إلى صيغة ذكية قادرة على «احتواء أحلام وطموحات شعبه» وقادرة على أن «تسوس» حالات الاعتراض والاحتجاج - «هالك لا محالة»!

أما المنطق الإيراني دائم الترديد بأن الحديث عن قرب سقوط النظام السوري هو دعاية مضادة مبالغ فيها، وأن النظام السوري متماسك من الداخل بشكل أكبر مما يعتقد البعض، فهو في الحقيقة محض هراء! وهذا الهراء لا يمكن أن يستمر في فرض شروره على عقولنا إلى الأبد. وفي يقيني أن أكبر مأزق لهذه المصادر الإيرانية سيكون عشية سقوط نظام الأسد بشكل أو بآخر حينما سيتعين عليها أن تصدر بيانا تقول فيه: «إنه حرصا من الزعيم السوري بشار الأسد وإدراكا منه للمسؤولية الوطنية، وحقنا لدماء الشعب السوري قرر الرحيل»!لاحظ عبارات «الحرص» و«الحقن» للدماء! أرجوكم صدقوني، سيصدر هذا البيان من مصدر إيراني، والأيام بيننا!!

 

النائب العام المصري يتراجع عن استقالته.. والرئاسة تنفي تدخلها في قراره

إسلاميون يحتشدون اليوم بالإسكندرية.. والمعارضة تكثف دعوتها لرفض الدستور

المستشار طلعت عبد الله / القاهرة: وليد عبد الرحمن مرسى مطروح (غرب مصر): أحمد آدم/الشرق الأوسط

فجر المستشار طلعت عبد الله النائب العام المصري مفاجأة أمس (الخميس)، بتراجعه عن استقالته التي تقدم بها لمجلس القضاء الأعلى مساء الاثنين الماضي، والتي كان محددا عرضها على المجلس الأحد المقبل لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها، فيما قال الدكتور ياسر علي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة في مصر، إن «تراجع النائب العام عن استقالته التي تقدم بها من قبل، أمر من أعمال القضاء وهو المختص بالبت فيه». وأوضح علي، في مؤتمر صحافي بمقر الرئاسة مساء أمس، أن «الرئاسة لا تتدخل في الموضوع، وأن الأمر متروك لمجلس القضاء الأعلى، الذي سيقرر ما يراه».

وبينما دعت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة للرئيس محمد مرسي لاحتشاد الجماهير غدا السبت للتصويت بـ«لا» على الدستور الجديد في المرحلة الثانية للاستفتاء، يحتشد الإسلاميون اليوم (الجمعة) في مليونية «الدفاع عن العلماء والمساجد» أمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية في مظاهرة دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين، قبيل المرحلة الثانية والأخيرة من الاستفتاء على الدستور.

بدوره قال الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي، خلال لقائه ضباط الأسلحة والذخيرة أمس (الخميس)، إنه «لا مزايدة على دور القوات المسلحة الوطني، وإنه كان لزاما عليها تأمين الاستفتاء على الدستور للحفاظ على حق المصريين في حرية التعبير»، مؤكدا على أهمية الحفاظ على السلام الاجتماعي لحماية الأمن القومي المصري.

ويتوجه ملايين الناخبين إلى صناديق الاقتراع اعتبارا من الساعة الثامنة من صباح غد السبت للإدلاء بأصواتهم في المرحلة الثانية والأخيرة من الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، والتي ستجري في 17 محافظة، ويبلغ تعداد من لهم حق التصويت في تلك المرحلة 25 مليونا و495 ألفا و237 ناخبا، حيث يدلون بأصواتهم أمام 6 آلاف و724 لجنة اقتراع فرعية. وقال مصدر قضائي مسؤول لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللجنة العليا المشرفة على الاستفتاء تمارس جهودا بغية إقناع الكثير من القضاة بالعدول عن اعتذارهم عن عدم الإشراف على الاستفتاء»، مضيفا أن «المرحلة الثانية من الاستفتاء شهدت تقديم اعتذارات للكثير من القضاة الذين كانوا قد وافقوا منذ البداية على الإشراف».

من جهتها، جددت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة للرئيس محمد مرسي، والتي تضم أحزاب الدستور، والوفد، والمصريين الأحرار، والمصري الديمقراطي، والتجمع، ومن خارجها حزب مصر القوية، دعوتها للشعب المصري لرفض مشروع الدستور خلال المرحلة الثانية من الاستفتاء. وذكر بيان للجبهة، نشره عمرو موسى، أحد أعضائها، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس، أنها تدعو جماهير شعب مصر إلى «مواصلة معركته، والنزول بكثافة إلى لجان الاستفتاء، والإصرار على التصويت، رجالا ونساء، وفضح أي محاولات لتزوير إرادتهم».

وأكدت الجبهة أن التصويت بـ«لا» إنما هو «موقف في مواجهة محاولات جماعة الإخوان المسلمين الاستحواذ على الوطن، والهيمنة على مقدراته».

في المقابل، واصلت الجمعية التأسيسية للدستور عقد لقاءاتها بمحافظات الجولة الثانية من خلال حملة «اعرف دستورك»، للترويج بالتصويت بنعم للدستور الجديد، وقال المستشار محمد ناجي دربالة، عضو الجمعية، إن «العالم كله ينتظر الدستور الجديد»، مضيفا: أن «جميع الجهات طالبت بمميزات لها في الدستور؛ إلا مؤسسة الرئاسة والرئيس مرسي الذي تقلصت صلاحياته بشكل كبير».

وعقب الاستقالة التي تقدم بها مساء الاثنين الماضي بعد الوقفة الاحتجاجية التي قام بها نحو 1500 من أعضاء النيابة العامة مطالبين إياه بتقديم استقالته «لأنه غير شرعي». أعلن المستشار طلعت عبد الله، النائب العام، أن أسباب العدول عن قرار الاستقالة من منصبه أنها جاءت في ظروف غامضة وغير عادية، وتحت إكراه من قبل أعضاء النيابة العامة، وأنه لا يقبل أن يسجل تاريخ مصر نجاح مجموعة من أعضاء النيابة بهذا الأسلوب الذي حدث في دار القضاء يوم الاثنين الماضي، بالضغط عليه لتقديم استقالته. وقال النائب العام في تصريحات له أمس (الخميس) من داخل مكتبه، إنه «لا يرضى أن يكون ذلك سنة متبعة بعد ذلك، وتطرق إلى الفقرة الثانية من المادة 70 في قانون السلطة القضائية، التي تقر بأن المجلس الأعلى للقضاء ليس صاحب السلطة أو الاختصاص في القبول من عدمه». وأكد النائب العام، أن «الورق برمته سواء الاستقالة أو العدول عنها، تم إرساله إلى وزير العدل المصري المستشار أحمد مكي، الذي يقرر قبول الاستقالة أو رفضها». من جانبه، رفض حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، التعليق على القرار، وقال قيادي بالحزب فضل عدم ذكر اسمه في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «عودة النائب العام قرار يخص القضاء وشأن داخلي يخصهم، وليس لـ(الإخوان) أي دخل في ذلك»، فيما دعا عدد من النشطاء المنتمين للتيارات الإسلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«توتير» إلى تنظيم مليونية تأييدا لدعم قرار النائب العام بالتراجع عن الاستقالة. وتعليقا على القرار، دعا نادي قضاة مصر برئاسة المستشار أحمد الزند، لاجتماع طارئ مساء أمس لبحث الموقف، وقال المستشار أشرف ندا رئيس محكمة استئناف القاهرة، إن «تراجع النائب العام عن استقالته يثبت عدم أحقيته بالمنصب»، مطالبا بإعادة التحقيق في جميع القضايا التي عمل عليها.

وأبدى الدكتور أيمن الصياد، عضو الهيئة الاستشارية السابق لرئيس مرسي، اندهاشه، وقال في حسابه على «تويتر»: «هل استقال النائب العام ثم هو الآن يتراجع عن الاستقالة؟ لا أكاد أصدق»، مضيفا: «إما أن الاستقالة كانت (تحت تهديد السلاح)، وهذا لا يمكن قبوله، أو أنها لم تكن كذلك، وجرى العدول عنها، وهذا أيضا لا يمكن قبوله، الحالتان كارثة».

وقال مصدر مسؤول بالنيابة العامة «إن تراجع النائب العام في استقالته غير مبرر، واستقالته التفاف على ما طالبنا به من قبل». وأضاف المصدر المسؤول نفسه لـ«الشرق الأوسط»: «أعضاء النيابة العامة سوف يصعدون في الأيام المقبلة». وتابع: «تم فض اعتصامنا أمام مكتب النائب العام بدار القضاء العالي، بعد وعد منه بالرحيل، وسوف نعود إلى الاعتصام من جديد». من ناحية أخرى، تحتشد جماعة الإخوان المسلمين في مظاهرة حاشدة بالإسكندرية (اليوم)، للرد على الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه في الإسكندرية، الجمعة الماضي، والتي انتهت بحصار الشيخ أحمد المحلاوي إمام مسجد القائد إبراهيم (المحسوب على التيار الإسلامي)، داخل المسجد لمدة 14 ساعة. وأعلنت الجماعة الإسلامية والتيار السلفي مشاركتهما في المليونية، حرصا على حرمة المساجد، وعدم الزج بها في الخلافات السياسية.

 

منشق سوري يؤكد نقل الأسلحة الكيماوية السورية

ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط

تشير التقارير الواردة من داخل منشأتين للأسلحة الكيماوية السورية إلى وجود أدلة جديدة على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قام بتطوير مركبات خاصة العام الماضي لنقل وتجهيز تلك الأسلحة مع مزاعم غير مؤكدة تفيد بأنه قد تم تدريب حلفاء لبنانيين، يفترض أنهم من حزب الله، على استخدام تلك الأسلحة منذ 11 شهرا. وفي اتصال هاتفي خلال عطلة نهاية الأسبوع، قدم مصدر سوري وصفا تفصيليا لما يتعلق بقضية الأسلحة الكيماوية السورية، معتمدا في ذلك على معلومات استخباراتية حصل عليها من منشق سوري كان يعمل داخل شبكة الأسلحة الكيماوية. وقد تحدث هذا المصدر من إحدى الدول العربية التي لجأ إليها، في حين تم الترتيب لهذا الاتصال الهاتفي من قبل فريق الدعم السوري التي يتخذ من واشنطن مقرا له ويمثل العناصر المعتدلة في الجيش السوري الحر المعارض.

وتنطوي هذه المعلومات على تحذير مفاده أن المصادر السورية تسعى لتنبيه الولايات المتحدة إلى المخاطر الكامنة للصراع السوري على أمل تشجيع واشنطن على تقديم دعم أكبر للمعارضة. وفي إطار السياق التاريخي للأحداث، ينبغي تذكير القارئ بالمنشق العراقي المعروف باسم «كيرفبول» الذي زعم أن العراق يمتلك أسلحة كيماوية قبل عقد من الزمان، وهي الادعاءات التي عززت التدخل العسكري، ولكن تبين فيما بعد أنها مجرد افتراءات. وحتى أتأكد من هذه الرواية، قمت بمراجعة هذه المعلومات مع عدد من المصادر المطلعة والمستقلة والتي أكدت بعضا من هذه التفاصيل. وبعد هذه التأكيدات، أود مناقشة هذه المعلومات مع القراء، حيث يشير المنشق السوري إلى أن اثنين من كبار الضباط السوريين قد قاموا في شهر يناير (كانون الثاني) بنقل نحو 100 كيلوغرام من المواد المستخدمة في صناعة الأسلحة الكيماوية من قاعدة عسكرية سرية في قرية الناصرية، نحو 50 إلى 60 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من العاصمة دمشق.

وقال المصدر السوري إن الضابطين قاما بوضع تلك المواد الكيماوية في سيارة مدنية وتوجها عبر جسر في اتجاه الطريق السريع المؤدي إلى لبنان. وبعد ذلك بيومين، وصل رجلان يتحدثان بلهجة لبنانية إلى قاعدة الناصرية وتلقيا تدريبات على كيفية إعداد وتركيب تلك المواد الكيماوية، وكذلك احتياطات السلامة المناسبة في كيفية التعامل معها.

وثمة إشاعات في منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة تشير إلى أن الأسلحة الكيماوية السورية قد انتقلت إلى مكان آخر، ولكن يبدو أن المسؤولين الأميركيين ليس لديهم أي أدلة على انتقال تلك الأسلحة إلى أماكن خارج الأراضي السورية.

وعلاوة على ذلك، قال المصدر السوري إنه قد تمت صناعة عربات خاصة لنقل وتركيب تلك المواد الكيماوية في إحدى الورش بحي دمر بالعاصمة دمشق، مضيفا أن هذه الورشة تعد جزءا من شبكة منشآت ومرافق الأبحاث السرية المعروفة باسم «البحوث». وقد بدأ بناء هذه المختبرات المتحركة عام 2011، أي بعد أشهر قليلة من اندلاع الثورة السورية التي بدأت تهدد نظام الأسد.

وفي ورشة دمر، حسب المصدر السوري، قام فنيون ببناء معمل متحرك يمكنه خلط وتنشيط ما يسمى «ثنائي عوامل الأسلحة الكيماوية»، وأنه يتم بناء هذه الخلاطات المتنقلة داخل سيارات من طراز «مرسيدس» أو «فولفو» والتي تبدو من الخارج وكأنها شاحنات تبريد، أما في الداخل فيوجد بها خزانات وأنابيب ومحرك لدفع الآلة التي تقوم بعملية الخلط.

وأشار المنشق السوري إلى أنه قد تم بناء ما يتراوح ما بين 10 و15 معملا متحركا، في حين قال مصدر مستقل، إن هذا العدد كبير، ولكنه أكد في نفس الوقت أن السوريين لديهم مختبرات متنقلة بالفعل.

وبناء على التقارير الواردة من هذا المنشق، اتصلت المعارضة السورية بمسؤولين لبنانيين وأعطتهم بيانات تفصيلية عن تلك المركبات منذ ستة أسابيع حتى يمكنهم مراقبة ما إذا كانت تلك المركبات قد عبرت الحدود اللبنانية أم لا وهي تحمل على متنها الأسلحة والمواد الكيماوية المشار إليها. ومنذ ذلك الحين، يبدو أنه لم تتم مشاهدة أي شيء بالقرب من الحدود.

وتقع منشأة الناصرية بالقرب من بلدة القلمون. ويتحدث الأشخاص الذين عملوا في هذه القاعدة في كثير من الأحيان عن الزيارات التي كان يقوم بها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، والذي يقود وحدة عسكرية تعرف باسم الحرس الجمهوري. ويعتقد أن ماهر الأسد هو القائد العسكري للحملة الوحشية الشرسة التي يشنها النظام على الثوار السوريين، والتي أدت إلى مصرع نحو 40.000 شخص خلال الـ20 شهرا الماضية.

وأكد مصدر مستقل أن منشأتي دمر والناصرية اللتين تحدث عنهما المنشق السوري تعدان في حقيقة الأمر، جزءا من شبكة الأسلحة الكيماوية السورية. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الذي تعنيه تلك التقارير؟ أولا، قد تكون الأسلحة الكيماوية السورية أكثر خطرا مما يعتقد البعض، لأنه قد يتم نقلها إلى أماكن أخرى. ثانيا، هناك مخاطر أخرى من وصولها إلى جماعات أخرى، مثل حزب الله اللبناني، وهو ما سيشكل تهديدا إرهابيا عالميا.

تؤكد هذه المعلومات الجديدة أن الحرب في سوريا قد تكون نواة لصراع أوسع وأكثر خطورة، وهو ما يجعلنا نحذر من أنه يجب التعامل مع هذه القضية بشكل عاجل وبعناية كبيرة.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

واشنطن تراهن على التغيير الميداني.. لا على تبدّل الموقف الروسي

 ثريا شاهين/المستقبل

تتجه الأنظار إلى المرحلة الجديدة من التحرك الذي يقوم به الموفد الدولي والعربي لحل الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي، في ضوء لقائه في دبلن مع ممثلين عن وزارتي الخارجية في كل من الولايات المتحدة وروسيا.

وتفيد مصادر ديبلوماسية، انه حصل في دبلن اتفاق أميركي روسي على تكليف الإبراهيمي إعادة الاتصال بالأفرقاء المهتمين بالوضع السوري، وإعادة استئناف جولاته المكوكية بين القاهرة، التي هي مركز الائتلاف الوطني السوري، ودمشق مركز النظام السوري. ويهدف التحرك إلى ايجاد صيغة حل سياسي على أساس وثيقة جنيف. وسيعاود الإبراهيمي مجدداً اتصالاته لا سيما وأن واشنطن لمست من الروس عدم تغيير في الموقف، وفي الوقت نفسه وجود رغبة روسية لايجاد حل سياسي، على أساس أنه من دون ذلك لن يتم التوصل إلى أي نتيجة. وتنقل المصادر عن مقربين من أجواء لقاء دبلن ان تصريحات بوغدانوف أسيء فهمها وتم التسرّع في الحكم من خلالها على الموقف الروسي، وحيث عادت وزارة الخارجية الروسية إلى نفيها، وأكدت عدم تبدل هذا الموقف منذ بداية الثورة. وتشير المصادر إلى انه قد يتم انتصار جهة على أخرى في سوريا، لكن ذلك لن يحقق الهدوء والسلام، بل سيولّد مشاعر الانتقام. لذلك ان الحوار بين السوريين للوصول إلى حل سياسي هو الذي يفيد سوريا. وتعتبر موسكو أنه إذا ما استغرقت المعارضة 20 شهراً لكسب ما كسبته، فمن الممكن ان تستغرق 20 شهراً آخر لتحقيق مكاسب أخرى.

أي ان موسكو تعتبر ان لا دلائل على ان النظام يعاني وهناً، وهو لا يزال قائماً، سواء سياسياً أو إدارياً، على الرغم من حالات الانشقاق التي تحصل دائماً في أي ظرف مماثل في أي بلد عموماً. كما تلفت إلى ان موسكو تعتبر ان أجواء "جبهة النصرة" التي هي باتت تسيطر تقريباً على أطراف من المعارضة المسلحة هي التي تقوم بإعلان الاستنتاجات حول اقتراب رحيل النظام وتضع تواريخ لذلك. ولا تدخل موسكو في الحديث عما يحصل على الأرض لأنها تريد ان تفهم الوقائع الميدانية. لذلك هي طالبت مجدداً الأميركيين والأمم المتحدة بعودة فريق المراقبين الدوليين المستقلين إلى سوريا وإعادة العمل بآلية المراقبة، بهدف معرفة ما يحصل على الارض فعلياً وكيف تتطور الأمور، ومن يقوم بالخروق والاعتداء والقتل والمجازر. وحتى لو حصل انتصار من قبل الجيش السوري النظامي على الارض، بحسب ما يعتقد الروس، فإن مشاعر الانتقام ستتعاظم والعكس صحيح إذا ما انتصر الجيش الحر، هذا ما يؤدي إلى ان تستمر الأزمة. وبالتالي، دوامة العنف ستستمر، إذا لم يجلس الجميع على طاولة الحوار، لبحث مشروع سياسي. الولايات المتحدة طلبت في دبلن من الروس، دعم المعارضة، ودعم تشكيل جبهة سياسية دولية ضد النظام، والمطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. ثمة اهتمام أميركي بأن يكون الحل سياسياً، فحصلت، بحسب المصادر، العودة إلى وثيقة جنيف لناحية السعي مجدداً إلى حل سياسي، ولا يمكن اعتبار الأمر تراجعاً أميركياً، لان واشنطن لم تقل يوماً انها ستتدخل عسكرياً.

المشكلة التي لا تزال تواجه الحل السياسي المطروح، هي في الدعوة إلى حكومة انتقالية برضى الأطراف، وما إذا سيكون الأسد من ضمنها أم لا. وسيبقى الأمر خاضعاً للتواصل الديبلوماسي الأميركي الروسي، ولو أن هناك اعتقاداً أميركياً بعدم تغيير روسيا موقفها. واشنطن مع ان يغادر الأسد منصبه وان لا يشمله أي تشكيل لحكومة، لا سيما وأن المعارضة لن تقبل بوجوده فيها. أما روسيا فهي مع أن لا يغادر منصبه فوراً، وفقاً لمصادر غربية.

إلاّ أن موسكو، وبحسب ما تنقله المصادر الديبلوماسية عن قريبين منها، لن تتوهم ان هناك تغييراً دراماتيكياً سيحصل في سوريا. مع انها مستاءة من الهجمات التي يشنها الثوّار وهي ضد المجازر كائناً من تكون الجهة التي ترتكبها. وهي قلقة تجاه صعوبة الوضع وتعقيداته، وتريد ان يصل الطرفان إلى حوار وحل سياسي.

وتقول أوساط ديبلوماسية مطلعة ان واشنطن وموسكو هما المؤثران في الحل في سوريا، حتى الآن لا تغيير في أي من الموقفين الأميركي والروسي، الآن باتت واشنطن تراهن على التغيير على الأرض وليس على تغيير روسيا موقفها. الأزمة ستستمر على الرغم من ان الإبراهيمي يقوم بدوره في محاولة جمع الأطراف الدولية المؤثرة لتوحيد الموقف وجمع الطرفين السوريين، إلاّ أنه من المتوقع ان يستكمل هذان الطرفان أداءهما على الأرض، لإحراز تفوق عسكري لاحدهما، عندها يتم فرض الشروط في إطار آخر عبر تغيير موازين القوى.

 

عناصر "حزب الله" يراقبون خارطة انتشار اللاجئين الجدد

نظام الأسد يخطط لسحق المخيمات الفلسطينية بعد تأييدها للثورة

حميد غريافي/السياسة

كشفت مصادر مطلعة, أمس, أن النظام السوري يخطط لسحق المخيمات الفلسطينية المتواجدة في سورية, وذلك في أعقاب تأييدها للثورة الشعبية العارمة ضد بشار الأسد, فضلا عن المواقف الفلسطينية, سواء في رام الله أو غزة, والمؤيدة لإطاحة نظام دمشق. وأكد مسؤول فلسطيني اعلامي في رام الله ل¯"السياسة", أن "لدى السلطتين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة معلومات مؤكدة عن ان رئيس مكتب الامن القومي السوري اللواء علي مملوك, المشرف على ادارة المخيمات الفلسطينية الثلاثة عشرة في سورية, يستعد لتسديد ضربة شاملة بواسطة سلاحي الجو والصواريخ, لتدمير كامل تلك المخيمات وتسويتها بالارض بعد الانتهاء من تدمير مخيم اليرموك المحاصر من كل جهة, من قوات القمع النظامية, بانتظار اخلاء معظم سكانه لتقتحمه تحت القصف الجوي الصاروخي والمدفعي وازالته من الوجود". وشبه المسؤول الاعلامي الفلسطيني ما تتوقعه "قيادات الداخل في رام الله وغزة" أن تفعل قوات بشار الاسد باليرموك ومخيم فلسطين وما أمكنها في المخيمات الاخرى "ما فعلته قوات والده حافظ الأسد بمخيمات تل الزعتر وصبرا وشاتيلا في بيروت وسن الفيل في منتصف السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي, وكذلك مخيم نهر البارد قبل اربعة اعوام في شمال لبنان, عندما ساعدت القوى اليمينية اللبنانية ميدانيا وبالسلاح والذخائر على تدميرها وازالتها من الوجود, بعدما كانت نجت بعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين هربوا من "حرب ايلول" العام 1970 من الاردن". وأضاف ان رئيس السلطة محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل, "وجها الى القيادتين الروسية والايرانية دعوتين للتدخل الفوري لدى حليفهما الاسد للامتناع عن ابادة الفلسطينيين اللاجئين في سورية, وتدمير مخيماتهم والا كان من الصعب جدا استمرار رام الله وقطاع غزة وقيادات الفصائل الاخرى في صم آذانها واقفال عيونها عن القتل الممنهج الذي يمارسه نظام البعث السوري ضد اللاجئين الفلسطينيين, وتدمير ممتلكاتهم وارزاقهم ودفعهم الى مغادرة سورية الى الدول المجاورة وخصوصا لبنان والاردن, اذ سيترتب على تلك القيادات الفلسطينية ارسال قوات لها عبر مختلف الحدود لمقاتلة النظام السوري المجرم وحماية المخيمات والرعايا الفلسطينيين فيها". واكد المسؤول الفلسطيني ان اجهزة امنية لبنانية وفلسطينية وحزبية ترصد تحركات "حزب الله" وقياداتها في الضاحية الجنوبية من بيروت والبقاع والجنوب التي تراقب اللاجئين الفلسطينيين الجدد من سورية, فيما يحاول أمين عام الحزب حسن نصرالله ونائبه نعيم قاسم والقادة المعينون من مكتب مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي, "عبر عملائهم" داخل الحكومة اللبنانية, وقف تدفق الهاربين الفلسطينيين الى لبنان واقفال الحدود اللبنانية - السورية بقرارات رسمية, الا ان القوتين السنية والمسيحية في البلاد تحول دون تحقيق اهداف نصرالله وجماعته كما ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا يجرؤ على اقفال الحدود الآن, فيما تبنى دائما الرفض السوري والايراني لترسيم تلك الحدود "صونا لسيادة لبنان وأمنه".

 

حرب المتوسط: من سوريا إلى "لبنان إيران"!

محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

من يعتقد بأن موسكو تهتم لأمر مسيحيي الشرق هو غبي بقدر غباء من اعتقد بأن واشنطن اهتمت لأمر سنّة كوسوفو، وتهتم لأمر ... سنّة العالم العربي.

روسيا تهتم بمصالحها في الشرق، وآخرها في سوريا، كما تهتم أميركا بمصالحها في الشرق، وآخرها ... في لبنان.

ما يجري في سوريا، من وجهة نظر روسيا، ليس مجرد صراع بين نظام الأسد وقوى شعبه المسلحة. بل هو صراع بين روسيا والغرب على الوجود في البحر الأبيض المتوسط.

لذلك قال فلاديمير بوتين إن روسيا لا تهتم لأمر الأسد ونظامه، بل تهتم بسوريا وشعبها. ذلك يعني، سياسياً، أن موسكو تهتم بوجودها في الجغرافيا السياسية السورية وتهتم بقبول "شعب سوري" بهذا الوجود.

وكما تملك بريطانيا، مثلاً، قاعدة سيادية في أكروتيري بقبرص يشرف منها حلف شمال الأطلسي (ناتو) على المتوسط، تريد موسكو استمرار الاحتفاظ بوجودها "السيادي" على الساحل السوري للإشراف منه على المتوسط.

هذه المسألة يمكن حلها مع الغرب. ولكن مفاعيل حلها لا تقتصر على الأرض السورية فقط، إذ لا بد أن تشمل لبنان، أرضاً ودولة، أيضاً. هنا يكمن جسر انتقال الأزمة من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية.

لذلك، وانطلاقاً من حقيقة وجود قاعدة اتصالات وتنصت روسية في جبل قاسيون وجبل العلويين بسوريا، تسعى واشنطن، وإن عبر شركاتها الخاصة وليس عبر إدارتها الرسمية، إلى إيجاد محطة اتصالات فضائية خاصة بها، ولكن ... في لبنان. والخطوة الأميركية، استنتاجاً، هي جزء من تفاهم مع روسيا على توازن تواجد القوى العظمى في المتوسط، ما يحفظ أمن واستقرار مصالح هذه الدول التي تتزايد أهميتها في ضوء اكتشاف الثروة النفطية والغازية في مياه إسرائيل-لبنان-سوريا-قبرص. إستقرار هذه "الثروة المتوسطية" في أي من دولها مرتبط عضويا،وواقعيا، باستقرارها في الدول الثلاث الأخرى التي "تحتضنها".

ولكن، المشكلة الحقيقية تكمن في "تدخّلّ لاعب من خارج نادي الدول العظمى، في أراضي دول منطقة المتوسط، وتحديداً من لبنان.

بوضوح: الغرب لا يقبل أن تكون روسيا في سوريا المتوسطية أو في علويستان المتوسطية، وأن تبقى إيران في لبنان المتوسطي. هذا يخلّ ليس فقط بميزان القوى في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، بل يخل أيضاً بميزان القوى في الشرق الأوسط كله، بصيغه الصغيرة والكبيرة والمتوسطة أيضاً.

لبنان، من وجهة نظر الغرب والعرب أيضاً، هو حالياً مجرد قاعدة إيرانية على البحر المتوسط يديرها حزب إيران المسلّح بقيادة السيد حسن نصر الله.

هذه الحقيقة التي يعرفها اللبنانيون كلهم، ولا يريدون الاعتراف بها علناً، هي جوهر المشكلة ولبّ الصراع الآتي إلى لبنان.

وللتذكير نلفت إلى أن الغرب ومعه الدول العربية كلها، سوريا-الأسد ضمناً، كان قد أسقط اليسار اللبناني كله وأخرج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في العام 1982 ليس لأن تلك "القوات المشتركة" كانت تهدد إسرائيل وأمنها، بل منعاً لقيام "كوبا عربية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط" في لبنان.

وللتذكير أيضاً نلفت إلى أن حافظ الأسد كان من ضمن منفذي القرار الغربي-العربي بمنع قيام "كوبا عربية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط" في لبنان.

ورضخت موسكو، زعيمة ذلك الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو حينها، إلى ذلك القرار الذي كان القصد منه منع اختلال ميزان القوى في الشرق الأوسط في حقبة الحرب الباردة.

الغرب سيضمن وجود روسيا على ساحل سوريا المتوسطي. هذه حقيقة استراتيجية معروفة وثابتة بغض النظر عما إذا كان وجود روسيا سيكون ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية أو ضمن دويلة علويستان.

ولكن الغرب وروسيا معاً لن يقبلا باستمرار وجود إيران على ساحل لبنان المتوسطي.

لذلك، فإن رياح الصراع آتية، وبسرعة، من الأرض السورية إلى الأرض اللبنانية التي تستضيف إيران على ساحل المتوسط.

فالعالم الذي لم يسمح بقيام كوبا متوسطية، وإن بضمانة سوفياتية في القرن الماضي، لا يسمح بوجود إيران متوسطية في لبنان تهدد مصالح الكون كله... بضمانة وعود الولي الفقيه الواضحة بتصدير نظامه إلى كل دول الشرق عبر ما يسمى محور الممانعة. 

لذلك تعمل ماكينة البروباغاندا الإيرانية عبر مطابخها الإعلامية من صحف ومواقع إلكترونية ومحطات تلفزة وإذاعة على تلفيق مؤامرة جديدة عن خطة دولية لتهجير مسيحيي الشرق، على أمل أن يصدقها المسيحيون فيصيروا حطب إيران في هذا الصراع.

ليس هناك من يريد إخضاع أتباع كل الديانات وكل الدول في الشرق سوى كسرى فارس الجديد القابع في طهران كي يحوّل ميزان القوى الإقليمي (وليس اللبناني فقط) إلى مثالثة مع الغرب وروسيا.

الحديث عن خطة حزب السلاح للانتقال إلى المثالثة الطائفية في لبنان هو، على جديّة خطره، تفصيل جزئي صغير في خطة طهران لتحقيق المثالثة الدولية في الشرق.  ولبنان هو الميدان الرئيسي لهذه الخطة.