المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 23 كانون الأول/2012

إنجيل القدّيس لوقا 13/19-92/حبة الخردل والخميرة

قالَ ٱلرَّبُّ هَذا ٱلمَثَل: «يُشَبَّهُ مَلَكوتُ ٱلسَّماواتِ بِحَبَّةِ خَردَلٍ، أَخَذَها إِنسانٌ وَأَلقاها في بُستانِهِ. فَنَمَت وَصارَت شَجَرَةً عَظيمَةً، وَعَشَّشَت طُيورُ ٱلسَّماءِ في أَغصانِها». وَقالَ أَيضًا: «بِماذا أُشَبِّهُ مَلَكوتَ ٱلله؟ إِنَّهُ يُشبِهُ خَميرَةً أَخَذَتها ٱمرَأَةٌ وَخَبَأَتها في ثَلاثَةِ أَكيالِ دَقيقٍ، حَتّى ٱختَمَرَ ٱلجَميع». وَكانَ يَجتازُ في ٱلمُدُنِ وَٱلقُرى، يُعَلِّمُ وَهُوَ سائِرٌ إِلى أورَشَليم. فَقالَ لَهُ واحِد: «يا رَبُّ، هَلِ ٱلَّذينَ يَخلُصونَ قَليلون؟» فَقالَ لَهُم: «إِجتَهِدوا أَن تَدخُلوا مِنَ ٱلبابِ ٱلضَّيِّق، فَإِنّي أَقولُ لَكُم: إِنَّ كَثيرينَ سَيَطلُبونَ أَن يَدخُلوا فَلا يَستَطيعون. فَإِذا نَهَضَ رَبُّ ٱلبَيتِ وَأَغلَقَ ٱلبابَ، فَوَقَفتُم خارِجًا تَقرَعونَ ٱلبابَ وَتَقولون: يا رَبُّ،يا رَبُّ! ٱفتَح لَنا. فَأَجابَكُم قائِلاً: لا أَعرِفُكُم مِن أَينَ أَنتُم!فَحينَئِذٍ تَبتَدِئونَ تَقولون: إِنّا أَكَلنا وَشَرِبنا أَمامَكَ، وَقَد عَلَّمتَ في شَوارِعِنا! فَيَقول: أَقولُ لَكُم: إِنّي لا أَعرِفُكُم مِن أَينَ أَنتُم. أُبعُدوا عَنّي يا جَميعَ فاعِلي ٱلإِثم! هُناكَ يَكونُ ٱلبُكاءُ وَصَريفُ ٱلأَسنانِ، إِذ تَرَونَ إِبرَهيمَ وَإِسحَقَ وَيَعقوبَ وَجَميعَ ٱلأَنبِياءِ في مَلَكوتِ ٱللهِ، وَأَنتُم مَطرودونَ إِلى خارِج.وَسَيَأتونَ مِنَ ٱلمَشارِقِ وَٱلمَغارِبِ وَٱلشَّمالِ وَٱلجَنوبِ، وَيَتَّكِئونَ في مَلَكوتِ ٱلله».

 

عناوين النشرة

*إيران الملالي هي العدو رقم واحد وليس إسرايل/الياس بجاني

*أين إيران ونصر الله/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*محمد الشعار: العدالة الالهية حقيقة/علي حماده/النهار

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: ليخجل ميقاتي من "التمييز العنصري" ضد النازحين

*يسْلمون" من بشار ولا يسْلمون من "حزب الله" وإيران/كارلا خطار/المستقبل

*جون كيري وزيراً للخارجية الأميركية

*كندا تدرج قوة «القدس الإيرانية» بقائمة الإرهاب وترفع مجاهدي خلق منها/الاتحاد الأوروبي يضيف شخصا و18 كيانا لقائمة العقوبات

*كندا تدرج "فيلق القدس" الإيراني على قائمتها للمنظمات الإرهابية

*دعوات لبنانية لإحالة وزير الداخلية السوري على القضاء الدولي لدوره في مجزرة باب التبانة 1986

*حزب الله هاجم الحريري بالاسم: يعطّلون الدولة إذا لم يمسكوا بزمامها ويقوا ان 14 آذار يمارسون الهستيريا السياسية وهدفهم تعطيل قانون الانتخاب

*تحذير من احتقان بسبب ازدياد النزوح وحماية لبنان تتطلب مصالحة عاجلة

*أحمد جبريل لا يلجأ لـ"قوسايا": هل يؤويه عبد الرحيم مراد في بيروت؟

*الامن العام: إتمام المرحلة الثالثة من عملية إستعادة جثامين ضحايا تلكلخ

*مسيرات سيارة وراجلة جابت شوارع طرابلس بعد تشييع الشبان الثلاثة

*وصول جثماني ضحيتي تلكلخ الى فنيدق

*الراعي استقبل مهنئين بالاعياد نقولا: قدمت له ملفا عن بيع ارض شاسعة في المتن

*جنبلاط: لن أذرف دمعة على الجربوع لدعمه النظام

*أوساط معنية درزية: لا تعزية في شيخ عقل دروز سورية بلبنان بسبب مواقفه الداعمة للنظام  

*أكدت أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح يسعى لتأجيل الاستحقاق/مصادر نيابية "كتائبية" لـ"السياسة": الانتخابات ليست في مصلحة عون

*مؤسسة بشير الجميل افتتحت قرية الميلاد في الاشرفية

*منصور تبلغ من السلطات السورية انها ستسلم غدا 3 جثامين من مجموعة تلكلخ

*لماذا قاطعت "14 آذار" الانتخابات الطالبية في الجامعة الانطونية؟  

*الجامعة الأنطونية اعلنت نتائج إنتخابات هيئتها الطالبية

*طلاب الأحرار: طلاب حزب الله في الأنطونية يسعون الى تغيير نتيجة الانتخابات وتغيير وجه الجامعة

*عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض استنكر استخدام بعض قوى 14 آذار لغة طائفية في تصنيف طلاب الانطونية

*عون للفائزين في انتخابات الأنطونية: إياكم التخلي عن أحلامكم انتبهوا من المتعاقدين مع الخارج كي يقوموا بالتخريب في الداخل

*جعجع: لا تزال التهديدات لشخصيات قوى 14 آذار مستمرة الانتخابات باب الخلاص للبنان وسنضع كامل ثقلنا لتحصل في موعدها

*حرب: نتمسك بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها هدفهم الاستيلاء على السلطة ولو على حساب الوجود المسيحي

*سامي الجميل كرم الاعلاميين: كونوا سلطة رقابة لاقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر ليكون اللجوء موقتا

*ميقاتي يسقط في فخ أقواله.. في مسقط رأسه/يوسف دياب/المستقبل

*الجيش: انقاذ 8 مواطنين حاصرتهم الثلوج في جرود اهدن وسحب سيارات احتجزتها السيول في صور

*خبراء يجزمون بصحة تسجيلات صقر (مرفق بفيديو) 

*68 جريحاً .. وهتافات تطالب بتطبيق الشريعة قابلها تنديد بـ "الإخوان" ومرشدهم/"حرب شوارع" في الإسكندرية عشية المرحلة الثانية من الاستفتاء

*فسحة عيد؟/علي نون/المستقبل

*سوريا.. الآن المخرج الروسي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*المصريون في 17 محافظة يصوتون اليوم في المرحلة الثانية من الاستفتاء ومعركة على الدستور... في الإسكندرية

*تعيين هيغل وزيراً للدفاع قد يفتح حواراً مباشراً مع إيران وأوباما قال لمقربين إنه لا يخشى الهبوط في طهران ولقاء خامنئي

*تخويفنا من نقد «الإخوان/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*25 مليون ناخب في 17 محافظة في المرحلة الثانية والمصريون يحسمون اليوم الدستور والمعارضة تناشد مرسي «تجميد النتائج»

*الجهاديون" من صناعة الأسد وإهمال الغرب للثورة/ أسعد حيدر/المستقبل

*رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كشف أسرار النظام/محدثين لـ "السياسة ": سقوط القذافي سرّع سعي طهران الى القنبلة النووية

نظام طهران يواجه 5 أزمات هي: انهيار الاقتصاد وتراكم مشاعر الغضب والصراعات الداخلية وترنح نظام بشار والمعضلة النووية

اموال العراقيين تتدفق على دمشق لتدعيم نظام الاسد لكن النهاية اقتربت/لا يوجد طريق لتقارب الربيع العربي مع نظام الملالي الذي يوشك على الانهيار مع تجدد الربيع الإيراني

*يوحنا العاشر وجه رسالة الميلاد: كثير من ابناء كنيستنا مشردون وواجبنا ان نعضدهم ونواسيهم

 

تفاصيل النشرة

 

إيران الملالي هي العدو رقم واحد وليس إسرايل

الياس بجاني/في أسفل رابط لمقالة ممتازة كتبها طارق الحميد باللغتين العربية والإنكليزية تبين كذب ودجل ونفاق ايران وحزب الله وبالتأكيد المجرم نظام بشار الأسد حول كل ما يخص القضية الفلسطينية. فهؤلاء تجار دم والقضية الفلسطينية بالنسبة لهم مجرد سلعة لا أكثر ولا أقل. من المفيد أن يعرف العالم العربي أن اسرائيل ليست هي العدو الأول لهم بل ايران وجيشها الإرهابي في لبنان الذي هو حزب الله. طارق الحميد وغيره كثر من كتاب العرب المرموقين قد اعلنوا هذه الحقيقة في مناسبات عديدة. ترى هل يستفيق شعبنا اللبناني من أوهام التحرير والممانعة والمقاومة ويتوقف عن ان يكون اداة مجرد أداة للإيراني ولكل الأنظمة التي تتاجر بقضية فلسطين؟ لقد حان الوقت لهكذا صحوة وإلا فالسلام على الحريات في كل الدول العربية. اسرائيل ليست العدو رقم واحد بل إيران وكل الأنظمة العربية الأصولية والعسكرية التي تتاجر بالقضية الفلسطينية.

http://www.asharq-e.com/news.asp?section=2&id=32254

http://www.aawsat.com//leader.asp?section=3&issueno=12441&article=709566

 

أين إيران ونصر الله؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

فعل الإيرانيون، وحزب الله بالطبع، المستحيل للاستفادة من حرب الأيام الثمانية في غزة التي شنتها إسرائيل على القطاع، وحاولا، إيران وحزب الله، استثمار تلك المعركة من أجل تلميع صورتهما في المنطقة، خصوصا بعد الثورة السورية، ودعمهما لبشار الأسد، لكن ها هي الأقدار تفضح طهران والحزب، وفي وقت وجيز. فها هي قوات طاغية دمشق تدك مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق بالطائرات الحربية، وكأن قدر الفلسطينيين أن يكونوا حطب كل معركة، بذنب ومن دون ذنب، كيف لا وما أكثر المتاجرين بالقضية الفلسطينية، ودماء أبنائها، وأول، وأبرز، المتاجرين بالقضية وأبنائها هما إيران وحزب الله، ومعهما النظام الأسدي، الذي يقوم بقصف الفلسطينيين اليوم بالطائرات الحربية، ودون أن يخرج لنا حسن نصر الله محذرا الأسد من استهداف الفلسطينيين، ودون أن تخرج لنا القيادات الإيرانية لتقول أي شيء، وكأن دم الفلسطينيين حلال للأسد، وحرام فقط على إسرائيل؟! أمر محزن، ومخز، لكن أراد الله فضح تجار الدم الفلسطيني من إيران إلى حزب الله ومعهما النظام الأسدي، وآخرون بالمنطقة، وبعضهم من الفلسطينيين أنفسهم.

ولذا فإن الصمت الإيراني، ومعه صمت حزب الله، وتحديدا قائده حسن نصر الله، يعد دليلا واضحا على متاجرتهم بالقضية الفلسطينية، وإلا لتدخلوا على الأقل من أجل إقناع الأسد بعدم قصف المعسكر الفلسطيني بالطائرات الحربية. وبالطبع لا يمكن القول، أو التعذر، بأنه كان على الفلسطينيين عدم التدخل في الثورة السورية، ولسبب بسيط جدا، فحين يلجأ النظام الأسدي لاستخدام الفلسطينيين أنفسهم في سوريا، مثل أحمد جبريل، وغيره، أو يقوم بدفع بعض منهم للحدود مع إسرائيل على الجولان من أجل الهروب للأمام، أو عندما يقوم النظام الأسدي باستخدام الفلسطينيين في لبنان، أو بعض الفصائل في غزة، فإن النظام الأسدي، وإيران، وحزب الله، هم من أقحموا الفلسطينيين عنوة في الثورة السورية، كيف لا وطهران والأسد وحزب الله لم يوفروا الفلسطينيين لحظة، خصوصا طوال السنوات العشر الماضية؛ حيث استخدمت القضية الفلسطينية، والدماء الفلسطينية، استخداما فجا، وظالما، خصوصا بالمسميات الكاذبة والمزورة مثل الممانعة والمقاومة، ومن هنا فمن الطبيعي أن يخرج الفلسطينيون على عملاء الأسد منهم، وعلى الأسد نفسه؟ والحقيقة أن المتابع العربي ليس بحاجة لأدلة جديدة على جرائم الأسد، وكيفية استخدامه للقضية الفلسطينية، لكن البعض من عربنا، غير الواعين بقصد أو من دون، بحاجة لأن ينتبهوا الآن كيف تلتزم إيران وحزب الله الصمت تجاه الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين من قبل النظام الأسدي، وعلى الرغم من أن ما يحدث بحق الفلسطينيين يعد أمرا محزنا، فإن الأقدار شاءت أن تفضح زيف المشروع الإيراني في المنطقة، وها نحن نشاهد حلفاء المشروع الخميني وهم يسقطون من فخ إلى آخر؛ حيث أثبتت الأيام زور أقوالهم، وأفعالهم، وأبسط مثال ما يحدث بحق الفلسطينيين في مخيم اليرموك ومن قبل قوات الأسد، وطائراته. وعليه، فالمفروض أن يُسأل حسن نصر الله اليوم: أوَلست من قال في أيام حرب غزة الأخيرة بأن إيران وحزب الله والأسد لن يتخلوا عن غزة، فلماذا تتخلون اليوم عن مخيم اليرموك وطائرات الأسد تدكهم بالنار والجحيم؟ هل من إجابة؟!

 

محمد الشعار: العدالة الالهية حقيقة

علي حماده/النهار

 فيما يرقد وزير داخلية بشار اللواء محمد الشعار على سرير في مستشفى الجامعة الاميركية ببيروت، ويعالج من اصابات حارقة خطيرة اصيب بها خلال هجوم قام به "الجيش السوري الحر" على موكبه قبل ايام، تعود الذاكرة بأبناء طرابلس ولا سيما في باب التبانة الى كانون الاول ١٩٨٦ يوم ارتكبت القوات السورية مجزرة في باب التبانة ذهب ضحيتها العشرات من اهلها ممن نفذت في حقهم اعدامات ميدانية. يتذكرون ان المسؤول الاول الميداني عن المجزرة كان محمد الشعار الراقد اليوم بين الحياة والموت في قلب بيروت يعالجه اطباء ربما معظمهم مناوئ للنظام في سوريا، وبالتأكيد ان بعضهم يحتقر النظام واركان النظام من اعلاهم شأنا الى ادناهم، غير انهم يقومون بواجباتهم كأطباء يلتزمون قسم ابي الاطباء "ابيقراط"، ويستوي عندهم كأطباء اطيب الناس مع احقرهم واكثرهم اجراما ووحشية. من هنا نقول لابناء التبانة وعموم طرابلس، ان عدم الاقتصاص من مجرمي الحرب في النظام السوري ليست نهاية المطاف، ما دامت العدالة الالهية تمهل ولا تهمل. فها هو محمد الشعار محروقا، وها هم جنرالات بشار الاسد الذين قتلوا في تفجير مقر الامن القومي في دمشق مطلع الصيف الفائت يواجهون ربهم الاعلى. وها هو ماهر الاسد المصاب، بحسب معلومات استخبارية متقاطعة، بجروح بالغة من جراء التفجير عينه، وهو متوار عن الانظار لم يظهر منذ شهور طويلة. لذلك فاننا لا نشمت بل نقول ببساطة المؤمنين: لكم الله يا من ظلمتم. ولكم شعب سوريا العظيم الذي نتعلم منه في كل يوم دروسا رائعة في البطولة، والتضحية، والصبر، والتصميم والاصرار. لقد ناضل الاستقلاليون اللبنانيون طويلا من اجل المحكمة الخاصة بلبنان، بهدف تثبيت حقهم القانوني والانساني بالعدالة في قضية اغتيال رفيق الحريري وسائر شهداء "ثورة الارز" الذين سقطوا مضرجين بدمائهم في الوقت الذي كان نضالهم السياسي سلميا. لقد ناضلنا بكل الوسائل غير العنفية من اجل بلوغ المحكمة الخاصة بلبنان، كي نقول للعالم اجمع ان في لبنان مجتمعا يؤمن بحق لا يؤخذ وفق شريعة الغاب، بل يمكن ان يؤخذ بالقانون وبتطبيقه. سقط كثيرون على طريق المحكمة، في وقت كنا وما زلنا نجبه نوعين من القتلة: الاول أتى من الخارج شبيه بمحمد الشعار ورفاقه، والثاني، ويا للاسف، لبناني يقال انه شريك في الوطن من امثال مصطفى بدر الدين ورفاقه ومن يقف وراءهم او يحميهم. ومع ذلك قلنا دائما وكل منا على طريقته اننا مع ان تتحقق عدالة القانون على الارض، ولكننا في الوقت عينه مؤمنون بأن ثمة عدالة اخرى في السماء لن تتأخر حتى تسود من اجل بناء السلام.

محمد الشعار وقبله آصف شوكت وآخرون تتحقق عبرهم عدالة بيد الله لاجل كل لبناني ظلموه على مر عقود، ويد الله هذه تضرب بسواعد ثوار سوريا الذين قرروا ذات يوم انهم لن يكتفوا بانتظار جثة عدوهم تمر في النهر... بل نهضوا ليواجهوا. هكذا تبنى الاوطان وهكذا تُستحق الحرية.

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: ليخجل ميقاتي من "التمييز العنصري" ضد النازحين

المستقبل/شدد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، على أن "موضوع النازحين من سوريا مسألة إنسانية"، متهما الحكومة بـ"ممارسة التمييز العنصري ضد النازحين". ورأى أنه "على رئيس الحكومة أن يخجل من هذه الأصوات الوزارية الصادرة من حكومته". ولفت في حديث الى إذاعة "الشرق" أمس، الى "وجود أمرين يحصلان في هذا الاطار، وهما مدانان: الأول بعض الأصوات التي تدعو الى إقفال الحدود مع سوريا، والأسوأ منه هو الثاني الذي يبدي تخوفاً من وصول النازحين الى لبنان، وهذا بدل التضامن معهم كأطفال ونساء وأناس مشردين من منازلهم وبلادهم في حال حرب". ووصف هذه العقلية بأنّها من العصور البربرية، لكنها للأسف موجودة على الساحة السياسية، لا سيما عند وزراء "التيار الوطني الحر"، ومن شأن هذا الامر أن يثير الغرائز وفيه انحطاط بالإنسانية".

واذ اعتبر أن "مشكلة اللبنانيين هي في السياسيين، وهم آخر الناس"؟ قال: "عادة يكون السياسيّ بالقيادة ويكون اكثر تطوراً وعلماً وانفتاحاً، لكن عندنا العكس، فهو أكثر انغلاقاً وأكثر عنصرية والأقلّ ثقافة. ويجب إدانة هذه الأصوات العنصرية". ورأى أن "60 ألف لاجئ لا شك في أنّه عبء كبير، لكن بإمكان لبنان استيعابهم"، مذكراً بأنه خلال "حرب تموز تمّ استيعاب ما يقارب نصف مليون نازح من لبنان والناس (في سوريا) رحبوا بهم واستقبلوهم، ولم يتسببوا بانفجار اجتماعي". وتوقع أن "يصل العدد الى 500 ألف لاجئ، في حال تصاعدت الحرب في سوريا وتوسعت".

واعتبر أنّ "الحكومة تتهرب من مسؤولياتها ولا تريد أن تعمل، ويمكننا استيعاب هذا العدد بمساعدة المؤسسات الدولية"، لافتا إلى أن "الحكومة فيها تمييز عنصري وعلى رئيس الحكومة أن يخجل من هذه الأصوات الوزارية الصادرة من حكومته". ودعاه "ليكن مرة واحدة رئيساً حقيقياً للحكومة وليس رئيساً صورياً". وذكّر بأنّ "لبنان ملزم بالقرارات الدولية وشرعة حقوق الإنسان، ما يفرض عليه الإلتزام بالنازحين واللاجئين وحقوقهم وحياتهم ومستوى حياتهم"، مشيرا إلى أنه "إذا ما حصلت معركة كبيرة بالشام يجب أن لا ننسى انّها قريبة من بيروت وفيها اعداد كبيرة ولا بدّ من استعدادات، ولا افهم لماذا رفضت الدولة اللبنانية إقامة مخيمات للاجئين". وقال: "إنّ سبب بقاء الحكومة هو أنها حكومة بشار الأسد، و"حزب الله" يعتبر أنّ سقوطها يعني سقوط جزء من النظام السوري، وحتى الرئيس نجيب ميقاتي يشعر بتهديد على حياته إذا أراد الإستقالة، لأنّ الأسد و"حزب الله" سيفسرونها وكأنها طعنة لهما، ويخشى من الردّ عليها كما حصل في ملف سماحة ـ مملوك"، مؤكدا "وجود صوت واحد جريء، هو صوت رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ظلّ التناقضات المسيحية وهو يحاول أن يأخذ البلد الى مكان آخر".

وعن الصعوبات الإقتصادية، قال بيضون: "في الأزمات لا يمكن للمسؤول أن يقدّم المشكلة في تصريح، بل يجب أن يقدّم حلاً"، لافتا إلى أن "الهيئات الإقتصادية تجتمع للمرة الأولى بتاريخ لبنان متجاوزة التناقضات".

ودعا الهيئات الإقتصادية الى "الوصول الى مكان ربما يبدأ بالعصيان المدني وصولاً لوقف تمويل الدولة"، مؤكداً أنّ "من هم في الحكومة لن يأخذوا مصالح البلد بعين الإعتبار إلاّ بعد أن نمنع عنهم التمويل، فهذه الحكومة رغم معرفتها أنّ النموّ انخفض فإنّها لم تخصص أي جلسة عمل جدية لدراسة الوضع الإقتصادي وتحفيزه". وأسف لأنّ "وزير السياحة فادي عبود استفاق الآن وسيعمل على تخفيض أسعار الفنادق بنسبة 50 بالمئة، ولكنّه للأسف هو نفسه الذي هدد القطري والكويتي بالخطف والإعتقال فكيف سيأتي الى لبنان؟". وقال لعبود: "سياسياً أنت المشكلة".

 

يسْلمون" من بشار ولا يسْلمون من "حزب الله" وإيران

كارلا خطار/المستقبل

"ديو" حكومة السلاح وسفير البرنامج النووي يتفاعلان يوماً بعد يوم كلّما اتّجه نظام بشار الأسد الى الانهيار، فيما يشكّل لبنان الأرض الخصبة لدفاعهما عن النظام، وإن بغير رضى غالبية الشعب، بإرادة السلاح وبفضل سياسية "النأي بالنفس" المزوّرة إكراماً للنظام الأسدي المستبد والقاتل. تماماً، وبما يشبه نداءات أبواق النظام في الحكومة، يضغط السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي باتجاه انتخابات جديدة في سوريا وكأن النظام هناك ممسك بالدولة السورية ويسيطر على كل شاردة وواردة. في وقت يلتزم بعض الوزراء في الحكومة بالمخطط الإيراني للدفع باتجاه إعادة النازحين في الداخل السوري وتحديداً وزير الخارجية عدنان منصور. كلاهما يمثّل نظاماً واحداً في بلدين، وكأنهما يريدان ربط الحالة اللبنانية بالنظام السوري. "تسوية" منصور تتناغم مع موقف أبادي حيث أن إعادة الشعب الى وطنه سيظهر للعالم وكأن الشعب راضٍ بعدما جرّدوه من الرأي. وإن كان جرح الشعب اللبناني يشبه جرح الشعب السوري حيث عانيا من استبداد النظام كلّ في مرحلة معيّنة، إلا أن الحال في ما خصّ النظام هناك والجمهورية هنا "ليس من بعضه".

فإقفال الحدود وإعادة النازحين الى سوريا و"تدبير" انتخابات جديدة هناك، كلها تندرج ضمن مخطط ما تبقّى من النظام المشلول والعاطل عن العمل لاستخدام الشعب السوري دروعاً بشرية في وجه المعارضة، وعزله والاستفراد به كما يستفرد الوحش بفريسته. أما كل ما لا يتطابق مع هذه "الحلول" فهو سيؤدي حتماً الى انتفاء الدور الإيراني في كل من لبنان وسوريا من جهة وتحرر الدولة اللبنانية من قبضة النظام الأمني المخابراتي وخلاصه من حكومة السلاح وسياستها. كيف لا وحكومة "حزب الله" وإيران النووية توأمان لم ينفصلا في السراء لكنّهما متخوّفان من الانفصال في الضراء. حكومة تستقوي بالسلاح وبالدعم الإيراني في العديد والعتاد والتدريب والتنظيم والكلّ منتظم في خندق القتال الى جانب النظام السوري غير آبه بالخسائر البشرية ومجرّد من المشاعر الإنسانية. فـ"مواجهة النازحين" التي ينادي بها منصور تنطلق من كونه وفيّاً لنظام الأسد ومطيعاً لولاية الفقيه وسلاحها في لبنان، وليس لأن "قلبه على لبنان". من تصريحاتهم تعرفونهم، من سلاحهم، من لا مبالاتهم بمصير الشعب، من ممارساتهم الديكتاتورية.. لم يبقَ أمامهم غير "حلّ" واحد وهو "التخلص" من النازحين من سوريين وفلسطينيين بأي ثمن، بعد فشل خطة إرسال "مجاهدين" للقتال ضدّ الشعب، بعدما بلغ عدد ضحايا النزاع أكثر من 30 ألفاً، بعد ادّعائهم تماسك النظام، بعد التهديد بالسلاح الكيميائي، بعد انشقاق مسؤولين وسفراء عن النظام، بعد انكشاف مخططاتهم في التحضير لعمليات اغتيال رجال دين، وبعد كل الاغتيالات التي وقعت في لبنان.. نضال الشعب السوري وحده سيقف حاجزاً في وجه ارتباط نظامهم بـ"حزب الله" في لبنان وإيران، كما أن إصرار قيادات قوى 14 آذار على مقاطعة كل ما يربط الشعب اللبناني بحكومة السلاح سيفكّ ذاك الارتباط من جذوره.. النظام السوري يعاني الموت السريري، فماذا بقي إذاً لـ"حكومة السلاح" وإيران لتخسراه؟ "الغالي راح" على حدّ قول المثل اللبناني الشعبي، كان عزيزاً على قلبيهما، يحاكي تطلّعاتهما، من سينظر الى حالهما من بعده، وعلى أي شكل سيكون مصيرهما؟. بالطبع سيتحقق ما يتمنيانه، وستقفل حدود الشعبين اللبناني والسوري عليهما، إذ لن يبقى لهما نصير بعد "الفقيد" وبعد اندثار كل أنظمة الطغاة في الشرق الأوسط الجديد. لكن ماذا ستجني حكومة السلاح ومعها إيران من إقفال الحدود و"إعادة" النازحين؟ يؤكد عضو كتلة "المستقبل" النائب غازي يوسف أن "الحدود لن تقفل في وجه اللاجئين ولا في وجه المساعدات الإنسانية، فالشعب السوري لم يقفل حدوده في وجهنا عندما احتجنا إليه"، مشدداً على أنه "لن يُخرج أحد اللاجئين السوريين من لبنان" واصفاً هذا الكلام بـ"الفارغ".

ويتابع "الموت السريري الذي يعانيه النظام السوري، ينعكس تشنّجاً على حليفه "حزب الله" وقوى 8 آذار، وكلّهم يجهدون في توفير الدعم من خلال تنفيذ بعض الخطوات على الأرض، لكن الحقيقة ليست كما يصوّرونها، ونحن نلمس هذه الحقيقة". ويضيف: "الاعتراف بسقوط النظام أكّده "الناطق باسمهم" (النائب) سليمان فرنجية في آخر إطلالة له". ويختم: "إنسانياً، لا بدّ لنا كقوى 14 آذار إلا أن نقف الى جانب الشعب السوري، نحن دائماً مع الحق ونقف الى جانب المظلوم ضدّ الظالم". من جهته، يرى عضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار المحلل السياسي الياس الزغبي أن "التفسير بسيط، فلو كان فتح الحدود يخدم النظام السوري لكانوا طالبوا بتشريع الحدود كلياً، والبرهان أننا ننادي منذ سنوات بترسيم الحدود، فيما هم يماطلون ويتهربون من ذلك، إن كان قوى 8 آذار أو النظام السوري أو إيران". ويتابع: "ما يسمّى بقوى "الممانعة والمقاومة" تريد فقط حدوداً مفتوحة وسالكة لتمرير سياساتها وأهدافها وخططها". ويوضح الزغبي أن "استباحة الأرض اللبنانية بالسلاح وعلى مستوى الامتيازات والتصفيات السياسية كلها خطة مشتركة بينهم، أما الدعوة اليوم الى إقفال الحدود تحت ستار ضبط الساحة اللبنانية وعدم تشريعها لعدم استيعابها، فهذا دليل على أن ما يحدث يجعلهم متخوّفين على مصير النظام، وهم لا يوفّرون وسيلة لمساعدته ومنها عدم القبول بوجود النازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان".

لكن الى متى سيستمر التلاصق بين جسمي إيران و"حزب الله"؟ يردّ الزغبي "إنهما ليسا جسمين بل جسم واحد، بحيث لا يمكننا تصنيف وزير الخارجية اللبناني على أنه يمثّل الدولة اللبنانية، بل هو يمثل مصالح الجمهورية الإسلامية والمشروع الإيراني في لبنان عبر النظام السوري"، لافتاً الى أن "وزير الخارجية ليس سوى مجرّد صدى، وهو ليس بالتالي صوتاً حراً يعبر عن السيادة اللبنانية، همّه الدفاع عن النظام السوري وليس عن المصلحة اللبنانية، كما أن إيران غير مهتمة بسيادة الدولة اللبنانية".

 

جون كيري وزيراً للخارجية الأميركية

أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما رسمياً ترشيح عضو مجلس الشيوخ جون كيري لمنصب وزير الخارجية خلفاً لهيلاري كليتون. وقال أوباما إن حياة كيري "جهزته للعب هذا الدور"، وتابع: "أنا متأكد ان مجلس الشيوخ يصادق على ترشيحك بسرعة". ويتوقع أن يحصل كيري على تأييد مجلس الشيوخ بسهولة. وقد غابت كلينتون عن إعلان ترشيح كيري بعد معاناتها نهاية الأسبوع الماضي من ارتجاج دماغي إثر سقوطها، فيما نصحها الاطباء بالراحة لمدة أسبوع. وكانت كلينتون قد اعلنت عن عزمها التخلي عن منصبها في الولاية الثانية لأوباما. ورجحت عدة وسائل إعلام أميركية كفة تعيين كيري في وقت سابق، المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة الاميركية عام 2004، في هذا المنصب بعد معارضة الجمهوريين الشرسة لترشيح مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس على خلفية تصريحاتها التي وصفوها بالمضللة عقب الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي أدى إلى مقتل السفير الأميركي في أيلول. يذكر أن كيري يترأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. ويعرف كيري بضلوعه بالشؤون الخارجية، وهو قد قام بأكثر من 30 رحلة إلى بلاد مختلفة خلال السنوات الأربع الماضية حيث عمل كمبعوث غير رسمي للرئيس أوباما. ويأتي تعيين كيري الضليع بالسياسة الخارجية في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة تحديات دبلوماسية في ما يتعلق بالوضع في مصر وليبيا وسوريا.

 

كندا تدرج قوة «القدس الإيرانية» بقائمة الإرهاب وترفع مجاهدي خلق منها/الاتحاد الأوروبي يضيف شخصا و18 كيانا لقائمة العقوبات

لندن: «الشرق الأوسط»

أدرجت الحكومة الكندية المحافظة قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية بينما رفعت منظمة مجاهدي خلق منها.

وذكرت هيئة الإذاعة الكندية أمس أن الحكومة لم تقدم أي أسباب وراء رفع اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب الرسمية أو الإبقاء على 43 منظمة أخرى في القائمة.

وجاءت الخطوة التي اتخذتها كندا عقب خطوات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقالت الولايات المتحدة عند اتخاذ هذه الخطوة إنها لاحظت أن المنظمة لم تتورط في أي أعمال إرهابية على مدى أكثر من عام. وكان وزير الخارجية الكندي جون بيرد قد أعلن في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي أن بلاده أغلقت سفارتها في إيران.

وقال بيرد في بيان إن الحكومة الإيرانية هي «التهديد الأكبر للسلم العالمي والأمن في العالم اليوم»، مشيرا إلى البرنامج النووي الإيراني والدعم العسكري الإيراني للحكومة السورية. حسب وكالة الصحافة الألمانية.

ومن جانبها وصفت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية شطب منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية وجيش التحرير الوطني الإيراني من قائمة الإرهاب الكندية وإدراج قوة القدس لقوات الحرس الإيراني في القائمة بأنه خطوة صحيحة باتجاه صحيح وضربة موجعة للفاشية الدينية الحاكمة في إيران ورحبت بقرار الحاكم العام الكندي والحكومة الكندية خاصة وزيري الأمن والخارجية على هذا القرار. وأكدت رجوي أنه «آن الأوان لترك سياسة المساومة إلى جانب بشكل تام والاعتراف بالمقاومة الإيرانية لإسقاط نظام الملالي وتحقيق الديمقراطية في إيران ودعمها، وأن يتم ضمان حقوق وحماية سكان أشرف وليبرتي أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وأن يتم تسمية مخيم ليبرتي مخيما للاجئين». في غضون ذلك أضاف الاتحاد الأوروبي أمس شخصا واحدا و18 شركة لقائمة المستهدفين بتجميد أصولهم وفرض حظر على سفرهم وذلك قبل يوم واحد من دخول الجولة الأخيرة من العقوبات حيز التنفيذ. وتهدف هذه الإجراءات إلى حث إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي المثير للجدل، والذي تصر طهران على أنه مخصص فقط بالأغراض السلمية.

وقالت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إن الذين أضيفوا للقائمة: «متورطون في الأنشطة النووية أو في تقديم الدعم للحكومة الإيرانية». وعليه يصبح العدد الإجمالي للذين يخضعون للحظر 490 كيانا و105 أشخاص.

ومن المقرر أن تصبح العقوبات التي تمت الموافقة عليها في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ملزمة قانونا فور نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي غدا السبت. وقد وافقت الدول الأعضاء على التشريع اليوم الجمعة محددة نطاق الحظر على الصادرات.

وتشمل قائمة الحظر «الجرافيت، والمعادن، والمعدات البحرية الرئيسية وتكنولوجيا معدات بناء السفن، ومعدات رئيسية إضافية أو تكنولوجيا للنفط الإيراني والغاز الطبيعي وقطاع البتروكيماويات والبرامج الإلكترونية الخاصة بالإنتاج الصناعي». وتشمل العقوبات أيضا بعض التكنولوجيات ذات الاستخدام المزدوج المستعملة في الصناعات التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإسلامي أو للبرنامج النووي الإيراني، وتشمل أيضا ناقلات النفط وسفن البضائع. وبالإضافة إلى ذلك، سيحدد التشريع القيود المفروضة على التعامل مع المؤسسات المالية الإيرانية، والتي يجب أن تتم الموافقة عليها مسبقا فيما يتعلق بحجم معين من المعاملات. كما سبق وأن فرض مجلس الأمن الدولي أول من أمس عقوبات على شركتين إيرانيتين متهمتين بالتورط في تزويد نظام الرئيس بشار الأسد بالسلاح في النزاع الدائر في سوريا منذ 21 شهرا. وقال مجلس الأمن في بيان أن شركتي «ياس إير» و«ساد للاستيراد والتصدير» أضيفتا إلى القائمة الطويلة للشركات الإيرانية الخاضعة للعقوبات بسبب انتهاكهما حظر تصدير الأسلحة المفروض من قبل مجلس الأمن على الجمهورية الإسلامية على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل. حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وذكر دبلوماسيون أن السلطات التركية اعترضت شحنات أسلحة نظمتها «ياس إير» لنظام الأسد في 2011. وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس إن الشركتين «متورطتان بالعمق في تهريب الأسلحة بما في ذلك أسلحة مرسلة إلى سوريا».

 

كندا تدرج "فيلق القدس" الإيراني على قائمتها للمنظمات الإرهابية

اوتاوا - ا ف ب: أعلنت كندا, أنها أدرجت على قائمتها للمنظمات الإرهابية "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني والمسؤول عن العمليات الخارجية لقوات النخبة في الجمهورية الاسلامية بسبب تورطه في تسليح منظمات متطرفة بينها حركتا "طالبان" و"حماس" اضافة الى "حزب الله". وقال وزير الأمن العام الكندي فيك توز في بيان, مساء أول من أمس, إن "الحكومة الكندية ولأسباب مبدئية اتخذت قرار إضافة فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية إلى قائمة الكيانات الإرهابية المشمولة بالقانون الجنائي الكندي". واتهم "فيلق القدس", الذي يبلغ عديدة آلاف الرجال وينشط خصوصا في الشرق الاوسط, بـ"تصدير الثورة الايرانية بأساليب شتى ولا سيما عبر تسهيل العمليات الارهابيه". وأضاف أن "فيلق القدس يقدم أسلحة ومالا وتدريبا شبه عسكري لمجموعات متطرفة بينها حركة "طالبان" و"حزب الله" اللبناني و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" الفلسطيني و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة". وأشار محللون غربيون إلى أن "فيلق القدس" هو الوحدة المسؤولة عن جميع العمليات الخارجية للحرس الثوري, سواء أكانت سرية أم علنية. من جهة أخرى, نقل علي اكبر جوانفكر أحد كبار مساعدي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, الذي يمضي عقوبة بالسجن لاهانته المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي, الى المستشفى بعدما سمح له بمغادرة سجن ايوين في طهران. وقال نجل جوانفكر لوكالة الانباء الطالبية الايرانية إن والده نقل إلى أحد مستشفيات طهران جراء إصابته منذ عام بمرض القلب. وكانت صحيفة "ايران" الحكومية ذكرت أنه تم الافراج عن جوانفكر, مضيفة أن "الافراج الذي يمتد أربعة أيام هو بغرض تلقي العلاج الطبي على أن يلتزم بعد ذلك العودة إلى السجن". وأشار جوانفكر في تصريح لوكالة "فارس" للأنباء إلى أنه سينتهز خروجه الموقت من السجن للتعافي "حتى يتمكن من استكمال الأشهر الثلاثة المتبقية من سجنه", مضيفاً أن أولويته هي تلقي "العلاج الطبي". وقال محاميه كهرمان شوجاي إن "الخروج من السجن لفترة وجيزة هو أمر طبيعي يطبق على جميع المساجين, ويمكن ان يكون سبب ذلك المرض". وكان جوانفكر الذي يدير الصحيفة ووكالة الانباء الايرانية الرسمية اعتقل في سبتمبر الماضي لقضاء فترة سجن مدتها ستة اشهر في سجن ايوين بعد ادانته بنشر مواد مخالفة للشريعة الاسلامية والاخلاق العامة. ويتعرض جوانفكر لحملة من القضاة المتشددين والشخصيات المحافظة التي ترى انه والرئيس يحاولان تقويض المبادئ الدينية.

 

دعوات لبنانية لإحالة وزير الداخلية السوري على القضاء الدولي لدوره في مجزرة باب التبانة 1986

بيروت - «الراي/لم يلبث ان تحوّل إدخال وزير الداخلية السوري محمد ابرهيم الشعار مستشفى «الجامعة الاميركية» في بيروت لمعالجته جراء الاصابة التي تعرض لها في التفجير الذي استهدف مقر وزارته في دمشق في 12 الجاري، ملفاً سياسياً في بيروت المنقسمة اساساً حيال الملف السوري بين داعم لنظام الرئيس بشار الاسد ومؤيد للثورة، اذ برزت أصوات من «تيار المستقبل» بقيادة الرئيس سعد الحريري دعت «لتسليم الشعار الى القضاء الدولي لمحاكمته بعد علاجه كمجرم حرب» و«إبقائه تحت الحراسة القضائية وتحويله على القضاء المختص بجرم ارتكاب مجازر ضد الانسانية في طرابلس العام 1986».

وفي حين اشارت تقارير في بيروت الى ان وزير الداخليّة السوري سيمكث في المستشفى لخمسة أيّام يعود بعدها الى سورية حيث سيواصل العلاج لنحو ثلاثة أشهر، أفادت معلومات لم تتأكّد ان الشعار المصاب بشظايا داخليّة في وجهه ورئتيه خضع لجراحة انتُزعت خلالها شظية من عموده الفقري، في موازاة معلومات تقاطعت عند انه لا يعاني شللاً وان وضعه الصحي مستقرّ ولا يدعو للقلق.

وعلى وقع ما تداولته صحف لبنانية من ان الشعار يحمل رقم 1969 على لائحة من استفادوا من الخدمات الطبية في لبنان سواء من ضباط وجنود الجيش النظامي او «الجيش السوري الحر»، برز الموقف الذي صدر بعد الاجتماع الذي عقده «اللقاء الوطني الاسلامي» في منزل النائب محمد كبارة (من كتلة الحريري) في طرابلس، في حضور النائب خالد الضاهر (من كتلة الحريري)، وممثل لـ «الجماعة الاسلامية»، والمشايخ سالم الرافعي، كنعان ناجي، بلال بارودي وزكريا المصري.

فقد استنكر المجتمعون «استقبال وزير داخلية النظام المجرم في سورية محمد الشعار الذي كان إحدى أدوات النظام السوري في طرابلس، والذي ارتكب المجازر وفي مقدمها مجزرة باب التبانة عام 1986 التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء من أبنائنا». واعتبروا «أن استقبال الشعار في لبنان، يؤكد بما لا يدعو للشك أن الحكومة التي ادعت سياسة النأي بالنفس، غارقة حتى أذنيها في العمالة والخضوع والتبعية للنظام السوري، وعليها سريعا أن تبقي الشعار تحت الحراسة القضائية وأن تحوّله الى القضاء المختص بجرم ارتكاب مجازر ضد الانسانية في طرابلس، وعمليات الاغتيال التي نفذها هذا النظام وأدواته».

ومعلوم ان مجزرة باب التبانة جاءت تتويجاً لصراع بدأ بين التبانة ومنطقة جبل محسن مطلع الثمانينات من القرن العشرين، على خلفية النزاع بين المسلحين الفلسطينيين (الذين كانوا في طرابلس التي انتقل اليها «ياسر عرفات» بعد اجتياح 1982 الاسرائيلي) والقوات السورية. وخلال الصراع الفلسطيني - السوري، وقف أبناء جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) مع النظام السوري ورئيسه الراحل حافظ الأسد أما أهالي باب التبانة (ذات الغالبية السنية) فانحازوا إلى جهة الفلسطينيين. وخلال ذلك الصراع، دعم كل طرف الجانب الذي يؤيده بالأسلحة، فاندلعت اشتباكات متقطعة بين الجانبين بين عامي 1980 و1986. ولم ينته الصراع بين الجانبين إلا بمجزرة ارتكبتها القوات السورية في باب التبانة وراح ضحيتها المئات، قدّرهم البعض بأكثر من 700 قتيل. ويتهم البعض من أهالي باب التبانة «مسلحين من جبل محسن» بارتكاب المجزرة «تحت غطاء سوري» من النظام فيما يحمّل كثيرون وزير الداخلية السوري الحالي المسؤولية الأولى عن المجزرة التي ما زالت «الجرح النازف» على «خط التماس» بين «الجبل» و«الباب».

وكان النائب جمال الجرّاح (من كتلة الحريري) دعا الى «تقديم المساعدات الطبية لوزير الداخلية السوري، لان ذلك يدخل في باب العمل الإنساني»، متداركاً أنه بعد معالجته «يجب تسليمه الى القضاء الدولي لمحاكمته، لانه مجرم حرب قتل الآلاف من الشعب السوري». واشار الجرّاح الى ان لبنان «مرتبط بمعاهدات دولية تلزمه تسليم مجرمي الحرب الى المحاكمة وعلى القضاء اللبناني الالتزام بهذا الأمر»، مشدداً على أن «14 آذار تتعامل مع هذه القضية بشقيها الإنساني والقضائي وهي أول حالة من هذا النوع».

 

حزب الله هاجم الحريري بالاسم: يعطّلون الدولة إذا لم يمسكوا بزمامها ويقوا ان 14 آذار يمارسون الهستيريا السياسية وهدفهم تعطيل قانون الانتخاب

بيروت ـ الراي/شنّ نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم هجوماً عنيفاً على قوى «14 آذار» وخصّ في خطوة «نادرة» الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري «بالاسم»، اذ أبدى أسفه لـ «أن يكون خروج فريقٍ من السلطة سبباً للهستيريا السياسية التي يمارسونها لتخريب الدولة ومؤسساتها منذ تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة وحتى الآن»، معتبراً انه «تبين أن دعاة بناء الدولة وعلى رأسهم السيد سعد الحريري يؤيدون الدولة التي يستحوذون على مقدراتها، ويعطلونها إذا لم يمسكوا بزمامها»، معلناً: «كانت لهم تجربة طويلة في إدارة البلاد راكمت أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية بنيوية يعاني منها البلد في ظل الحكومة الحالية، ومديونية فاقت الستين مليار دولار تثقل كاهل الأجيال المقبلة، واستدرجت وصايات أجنبية أدخلت لبنان في المأزق الإقليمي، وشعارات ضد مقاومة احتلال إسرائيل بلغة وأدبيات شبيهة بتفاصيل المطالب الاسرائيلية الاميركية لمصلحة اسرائيل». وذكّر قاسم بعد لقائه رئيس «حركة الناصريين المستقلين - المرابطون» العميد مصطفى حمدان «الدعوة إلى الحوار لها حد أدنى يحقق التواصل للبحث عن الحلول، وحد أقصى لإنجاز كل الملفات المعقدة والعالقة، ولكن رفضهم للحوار يؤكد الاستئثار والانعزال ما يسبّب ضرراً على كلّ لبنان»، وقال: «أثبتت المقاطعة (من 14 آذار) فشلها السياسي في إسقاط الحكومة، أو تغيير المعادلة الدستورية، كما أثبتت فوضى الشارع والسلاح ومحاولة اقتحام السرايا ودعم المجموعات غير المنضبطة بسلاحها فشل هذه الطريق لاستعادة الدور المفقود بسوء الأداء».

ولفت الى «إن هدف المقاطعة الأول تعطيل إنجاز قانون انتخاب جديد، وكل الذرائع الأخرى واهية بعد أن قدّم رئيس البرلمان كل التسهيلات للحوار حول القانون، وهم يتحملون كامل مسؤولية عدم إنجاز قانون انتخابات يهيء الأرضية لإنجاز هذا الاستحقاق في شكل سليم»، مضيفاً: «نقول لجماعة (14 آذار) مجددا، لا تراهنوا على تطورات الوضع في سورية، فالأزمة طويلة، ولا يمكنكم استثمار نتائجها مهما كانت، فليكن اعتمادكم على مواطنيكم وحضوركم وتعاونكم مع الجهات اللبنانية المختلفة لبناء الوطن، ونحن مستعدون للحوار البنّاء من موقع الحريص على بناء الدولة، ولكم الخيار فسيسألكم مَن تمثّلونهم ماذا فعلتم لأبنائهم ومستقبل بلدهم».

وأكد ان «الحكومة الحالية مسؤولة في أن تعالج ملفات الناس مهما كانت الضغوط التي تواجهها، والأزمات التي تراكمت في وجهها بسبب الأداء السابق، هذه الحكومة ونحن جزء منها معنية بأن تُسرع في إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وتفريغ أساتذة الجامعة اللبنانية، وإنجاز التعيينات في المواقع المختلفة لتنشيط عجلة الدولة».

 

تحذير من احتقان بسبب ازدياد النزوح وحماية لبنان تتطلب مصالحة عاجلة

بيروت - محمد شقير/الحياة

يقف لبنان الرسمي حائراً أمام عدم قدرته على استيعاب النازحين السوريين والفلسطينيين الوافدين الى أراضيه هرباً من تصاعد حدة القتال بين الجيش النظامي في سورية وبين معارضيه، فيما تزداد حركة النزوح خلافاً لكل التقديرات التي كانت تتوقع انتهاء الصدامات في خلال شهرين أو ثلاثة. وتبدو الحكومة اللبنانية عاجزة عن التوصل الى خطة بسبب الانقسام الحاد الذين يطغى عليها كلما أثيرت المسألة في مجلس الوزراء، وهو ما يعكس الوضع السياسي القائم على الأرض. ولعل غياب الخطة المتكاملة لاستيعاب النازحين، وانعدام الرؤية الناجم عن عدم وجود تقدير للمسار العام للأزمة السورية دفعا في اتجاه اللجوء الى حلول ارتجالية وأحياناً استنسابية لاستيعاب حركة النزوح من سورية، على رغم ان الوزراء المنتمين الى «جبهة النضال الوطني» بزعامة وليد جنبلاط كانوا أول من حذروا من أن الأزمة في سورية مديدة ومفتوحة على كل الاحتمالات وهي تستدعي التوافق على خطة تأخذ في الاعتبار الترفع عن الحساسيات الداخلية وصرف النظر عن المواقف المسبقة سواء من جانب مؤيدي النظام في سورية أم الداعمين للمعارضة فيها.

ولا يعني تشخيص الواقع اللبناني للأزمة الراهنة، كما تقول مصادر وزارية لـ «الحياة»، أن المسؤولية تقع بالكامل على عاتق لبنان وإنما يتحمل العبء الأكبر منها المجتمع الدولي من خلال المنظمات التابعة للأمم المتحدة أو الدول المانحة التي لم تتدارك المشكلة قبل أن تتفاعل وتفتح جرحاً سياسياً عميقاً في النسيج اللبناني وكأنه لا يكفيه أزمته الداخلية. اضف الى ذلك، ان لبنان - وفق المصادر نفسها - ليس مهيئاً اقتصادياً وأمنياً وسياسياً لأن يتحمل التداعيات المترتبة على تزايد وتيرة حركة النزوح فيما يرتفع تدريجاً منسوب التوتر الطائفي والمذهبي في ظل الصراع المتمادي بين السنّة والشيعة.

وفي هذا السياق، تحذر المصادر الوزارية من حدة أجواء الاحتقان السائدة في البلد والتي أخذت تقترب من تلك الأجواء التي كانت وراء تسريع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان في ربيع عام 1975 مع اختلاف في طبيعة أدوات الصراع، «وهذا ما يستدعي من جميع الأطراف بلا استثناء أكانوا في المعارضة أم في الموالاة إعادة النظر في تعاطيهم اليومي مع حركة النزوح من سورية وصولاً الى بلورة موقف موحد يمهد الطريق أمام مجلس الوزراء في جلسته الخميس المقبل للتفاهم عل مجموعة من العناوين الرئيسة لشبكات الأمان السياسية والاقتصادية لحماية لبنان من ارتدادات حجم النزوح الذي فاق كل التوقعات».

دور الكتلة الوسطية

وترى المصادر عينها أن الكتلة الوسطية في مجلس الوزراء ومن خلال رئيس الجمهورية ميشال سليمان، «قادرة على التخفيف من الأضرار السياسية والأمنية لحركة النزوح شرط أن يخرج معظم وزراء «قوى 8 آذار» من إصدار أحكامهم السياسية المسبقة على النازحين وتحديداً من خلال التعاطي معهم وبالجملة على انهم كتلة سياسية تتناغم مع قوى 14 آذار».

وتضيف أن التوصل الى خطة عملية متكاملة لاستيعاب النزوح «يتطلب أولاً تغليب الشق الإنساني في التعاطي معهم على الشق السياسي الذي يحاكم هؤلاء على النيات، وعدم النظر الى السواد الأعظم منهم على انهم ينتمون الى مجموعات إرهابية أو يمارسون نشاطات سياسية معادية لنظام الرئيس بشار الأسد؛ وبالتالي فإن وجودهم يتعارض مع الاتفاقات المعقودة بين لبنان وسورية بموجب معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق».

وتؤكد المصادر أن «الأوان آن لإتمام الظروف لانضاج مصالحة لبنانية - لبنانية بسرعة تقتصر على التفكير في كيفية حماية لبنان وتحييده عن الصراع الدائر في سورية باعتبار ان المصلحة الوطنية تفرض تجميد الخلافات على الأقل في المرحلة الراهنة والالتفات الى إقرار خطة لاستيعاب حركة النزوح».

وتتابع: «الموقف من حركة النزوح لا يشكل مادة سياسية لهذا الفريق أو ذاك يمكن استخدامها إعلامياً ودعائياً لحشر الفريق الآخر أو لإيقاظ الغرائز المذهبية والطائفية». وتعزو السبب الى ان البلد بكل مكوناته وأطيافه «يجد نفسه محشوراً وهناك ضرورة لإخراجه من هذا المأزق قبل فوات الأوان وإلا فإن الجميع شاء أم أبى سيجد نفسه أمام حائط مسدود ولا أفق لإعادة انتظام الحياة السياسية».

وتعتقد المصادر الوزارية أن رئيس الجمهورية «لم يكن في وارد ان يقال عنه انه يريد تسجيل «خبطة» إعلامية عندما توافق جميع الأطراف المشاركة في الحوار على مضمون «إعلان بعبدا» الذي أطيح به بدلاً من تهيئة الظروف من أجل أن يرى طريقه الى التطبيق، وإنما كان يتحسب لما سيترتب على البلد من ضغط بسبب تزايد حركة النزوح، لا سيما انه أول من تحسب ومعه عدد من الوزراء بأن الأزمة في سورية يمكن ان تطول».

لذلك تؤكد المصادر أن مجلس الوزراء «لم يكن على مستوى المسؤولية»، عازية السبب الى ان «بعضهم سعى من خلال مواقفه الى إشعار النظام في سورية بأنه يقف الى جانبه في وجه معارضيه بدلاً من ان يساهم بالتعاون مع الآخرين في تحييد المجلس عن الانقسام الحاد في سورية ليكون في مقدوره الالتفات الى الجانب الإنساني من المأساة التي يعاني منها العدد الأكبر من النازحين».

وترى أن تلكؤ مجلس الوزراء في اقرار خطة كاملة كانت نوقشت في الاجتماعات الماراتونية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الوزراء أصحاب الاختصاص، أوجد ذريعة لدى القوى القادرة في المجتمع الدولي ومعها منظمات الأمم المتحدة للتأخر في الاستجابة لبعض ما ورد في اللائحة التي أعدها وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور والتي لم يؤخذ بها في اجتماع الدول المانحة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والتي يقترح فيها توفير مبلغ 300 مليون دولار كحد أدنى للبنان ليقوم بواجباته في رعايته النازحين.

وتتوقف المصادر الوزارية أمام كمية الوفود الدولية الزائرة للبنان والمكلفة ملف النازحين والتي ما زالت تراوح في مكانها، «إضافة الى ان بعض الوزراء لا يحسنون التعاطي مع الهبات المقدمة للبنان ويحاولون فرزها بين ما هو مقبول وجائز وبين ما هو مرفوض... وعلى سبيل المثال لا الحصر، يروي عدد من الوزراء كيف ان زملاء لهم عارضوا قبول هبة دولية بذريعة انها تحتوي على خيم واشترطوا استثناءها منها للموافقة عليها».

ويضيف هؤلاء أن وزراء استغربوا موقف بعض زملائهم وقالوا لهم لا يمكننا ان نرفض قبول الهبة وأكدوا أن السجال انتهى بقرار اتخذ في الجلسة يقضي بتخصيص الخيم للمؤسسة العسكرية.

وعليه يمكن ان يستبق رئيس الجمهورية جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل بموقف يصدر عنه بعد زيارته البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في بكركي لتهنئته بحلول عيد الميلاد، يطلق من خلاله صرخة يدق فيها ناقوس الخطر وتكون بمثابة إنذار أخير لعلها تلقى التجاوب المطلوب لتحقيق حد أدنى من التوافق على خطة لاستيعاب حركة النزوح، لا سيما ان تفاقم الوضع لن يقطع الطريق على التحضيرات الجارية لاستئناف اللجنة النيابية الفرعية البحث في قانون الانتخاب الجديد وإنما سيضع مصير إجراء الانتخابات في موعدها في خبر كان!

 

أحمد جبريل لا يلجأ لـ"قوسايا": هل يؤويه عبد الرحيم مراد في بيروت؟

حيدر الطفيلي/البقاع- خاص بـ"الشفاف

رصدت جهات امنية لبنانية تحركات غير اعتيادية في مواقع الجبهة الشعبية القيادة العامة التابعة للنظام السوري في وادي السلطان يعقوب – البقاع الغربي، وتلال قوسايا في البقاع الاوسط. وربطت بين التصدعات المتسارعة للهيكلية التنظيمية لـ"القيادة العامة" على الاراضي السورية- لا سيما في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك- والاستنفار الاستثنائي لعناصر المواقع المذكورة. ولفتت الجهات الامنية اللبنانية الى تدابير طارئة بدأتها قيادة الجبهة الجبهة الشعبية القيادة العامة في مواقعها البقاعية، بالتنسيق مع امن حزب الله، لمتابعة مهام ميدانية عاجلة، سواء في الداخل السوري، او في البقاع وبيروت. وأشارت الى تنسيق أمني مع "شخصية سنية بقاعية موالية للنظام السوري" رجحت ان تكون الوزير والنائب السابق عبد الرحيم مراد، وتربطها علاقات وطيدة جدا بخبير المتفجرات الاول لدى النظام السوري، احمد جبريل، الامين العام للقيادة العامة ونائبه طلال ناجي. وتضيف انه اذا كان من مأوى آمن لاي منهما، وبخاصة الاول، فسيكون منزل مراد في بيروت، او منازله الكثيرة في شتورة والبقاع الغربي. علماً أن نجل مراد، "حسن"، يتولى الجوانب الامنية الخاصة بعمل "حزب الاتحاد" الذي يرأسه "مراد"، ويقيم علاقات مباشرة مع ضباط مخابرات سورية وامن حزب الله، ومع "عمّو" طلال ناجي! ورغم أهمية المعلومات التي تملكها، فأن المصادر استبعدت لجوء احمد جبريل الى قوسايا. فالتدابير الاستثنائية في مواقع الجبهة في البقاع ليست مرتبطة بهذا الجانب بل بمهام امنية استثنائية يتابعها جبريل من مكان ما في سوريا بالتنسيق الكامل مع فلول الامن السوري، ورجال استخبارات من الحرس الثوري الايراني، وامنيين تابعين لحزب الله، بعضهم من البقاع اللبناني. المعلومات عن تنسيق ميداني بين الاربعة – "فيلق القدس"، "القيادة العامة"، المخابرات السورية و"مراد" دقيقة جدا ركيزتها موقع "قوسايا" الحصين والمجهز للاحتمالات كلها، وامتداداته الى موقع "السلطان" المجاور تماما للمراكز التربوية التابعة لمراد، ولمنزله في "الخيارة" التي تبعد ٢ 2 كلم عن موقع السلطان.

 

الامن العام: إتمام المرحلة الثالثة من عملية إستعادة جثامين ضحايا تلكلخ

وطنية - صدر عن المديرية العامة للامن العام البيان الآتي

"إستكمالا للمهمة التي كلفت بها المديرية العامة للأمن العام ووفقا للبرنامج المقرر سابقا، انهت المديرية صباح اليوم المرحلة الثالثة من عملية إستعادة جثامين اللبنانيين الذين قضوا في تلكلخ والتي تعود لكل من حسين سرور، عبد الحكيم إبراهيم ومالك الحاج ديب وسلمت إلى ذويهم برفقة مشايخ من دار الفتوى بعد أن تم التعرف عليها من قبلهم. إن المديرية العامة للامن العام، اذ تجدد شكرها لكل من ساهم في اتمام هذه العملية، تؤكد ان السلطة اللبنانية كانت قد أولت هذه القضية الانسانية، منذ بدايتها، اهتماما خاصا واعطت في حينه التوجيهات للعمل على استعادة الجثامين، وهي لا تزال تقوم بالإتصالات اللازمة لسد اي ثغرة في هذا الملف".

 

مسيرات سيارة وراجلة جابت شوارع طرابلس بعد تشييع الشبان الثلاثة

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس محسن السقال، أن مسيرات سيارة وراجلة جابت شوارع مدينة طرابلس بعد تشييع الشبان الثلاثة الذين قتلوا في تلكلخ بسوريا، مرددين هتافات معادية للنظام السوري ومؤيدة للثورة السورية. وأطلق بعض المسلحين الأعيرة النارية على طول الطريق الممتدة من مستديرة عبد الحميد كرامي الى مستديرة التبانة.

 

وصول جثماني ضحيتي تلكلخ الى فنيدق

وطنية - وصل الى بلدة فنيدق - عكار جثمانا الضحيتين مالك الحاج ديب ومحمد ابراهيم وكلاهما من ضحايا مجموعة تلكلخ بعد أن تم تشييعهما في طرابلس، حيث ووروا في الثرى في جبانة العائلة في بلدة فنيدق، في حضور حشد من أبناء البلدة والجوار. وتقبلت عائلتا الضحيتين التعازي .

 

الراعي استقبل مهنئين بالاعياد نقولا: قدمت له ملفا عن بيع ارض شاسعة في المتن

وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم النائبين نبيل نقولا وعباس هاشم في زيارة تهنئة بالأعياد المجيدة.  وأشار النائب نقولا الى أن اللقاء كان "مناسبة للبحث في عدد من المواضيع المطروحة على الساحة المحلية، ومنها قانون الإنتخابات". وبالنسبة لمسألة بيع الأراضي في المتن الشمالي، قدمت لصاحب الغبطة "ملفا عن قضية بيع أرض شاسعة في منطقة "المسقى" يتم توظيفها سياسيا لتحويل ملكيتها من فريق الى فريق آخر، والأبرز في الموضوع أن طريقة إستثمارها يلفها غموض يدعو للشك".

بدوره، لفت النائب هاشم " لقد لمسنا خلال هذه الزيارة، حرص صاحب الغبطة على ضرورة قيام حوار جدي وحقيقي بين الفرقاء اللبنانيين، وتجنيب لبنان تداعيات ما يجري في المنطقة. ونحن هنا لننهل من هذا المعين الذي لا ينضب أبدا".

والتقى غبطته المطران غي نجيم، الأب فرنسيس حبيقة والخوري سمعان سعادة للتهنئة بالأعياد.

كما إستقبل وفدا من كهنة أبرشية طرابلس المارونية برئاسة راعي الأبرشية المطران جورج بو جودة الذين تمنوا له "عيدا مجيدا وعاما سعيدا يسود فيه الأمن والهدوء والإستقرار على الربوع اللبنانية كافة".

ومن زوار الصرح السيدة منى الهراوي التي هنأت صاحب الغبطة برتبة الكردينالية وبالأعياد المجيدة، متمنية لغبطته "دوام الصحة والعافية".

 

جنبلاط: لن أذرف دمعة على الجربوع لدعمه النظام

بيروت ـ «الراي»: تعليقاً على وفاة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سورية حسين جربوع، اعلن رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط انه «لن يذرف دمعة على رجلٍ دعم حتى النهاية نظاماً يرتكب المجازر بحق شعبه، ويقوم نجله بتوزيع السلاح على الشبيحة».

 

أوساط معنية درزية: لا تعزية في شيخ عقل دروز سورية بلبنان بسبب مواقفه الداعمة للنظام  

أكدت أوساط معنية درزية لصحيفة «الأنباء» الكويتية أن دروز لبنان لن يقيموا موقفا «للتعزية» بوفاة شيخ عقل طائفة الموحدين المسلمين الدروز في سورية حسين جربوع الذي توفي عن عمر 87 عاما على غرار ما حصل بعد وفاة شيخ العقل الاول في سورية أحمد الهجري في موقف جمع الطائفة في عبية خلال الصيف الماضي باعتبار أن جربوع ليس الاول في بلده، وتاليا مواقفه الداعمة للنظام السوري، الأمر الذي عبر عنه أولا النائب وليد جنبلاط قائلا: لن أذرف دمعة على رجل دعم حتى النهاية نظاما يرتكب المجازر بحق شعبه، متهما نجل جربوع بتوزيع السلاح على «الشبيحة».

 

 أكدت أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح يسعى لتأجيل الاستحقاق/مصادر نيابية "كتائبية" لـ"السياسة": الانتخابات ليست في مصلحة عون

 بيروت - "السياسة": أكدت مصادر نيابية في "حزب الكتائب" لـ"السياسة" أن المؤتمر الصحافي الذي كان رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل ينوي عقده أمس, جرى تأجيله لأسباب أمنية, خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد. وأشارت إلى أن عمليات الاغتيال ليست محصورة بنواب "14 آذار", وإنما يمكن أن تطال أيضاً كل شخصية سياسية تملك حيثية معينة. ورأت أنه لو قامت الحكومة اللبنانية باعتقال المجرمين الذين نفذوا عمليات اغتيال سابقة, أو أنها سعت لتسليم المتهمين بالاغتيالات وفي مقدمهم المتهمون باغتيال الرئيس رفيق الحريري والمتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب لما وصلت الأمور إلى هذا المنحى. وأكدت المصادر أن الوقت لم يعد يسمح بدرس قانون جديد للانتخابات قبل نهاية السنة الحالية, مشيرة إلى أن نواب "14 آذار" سيعقدون اجتماعاً في الساعات المقبلة للرد على اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري, المتعلق بإقامة نواب "14 آذار" في فندق قريب من مبنى مجلس النواب. ولفتت إلى أن هذا الاقتراح قد يسمح لإقامة نائب أو نائبين, إنما لا يسمح بإقامة مجموعة من النواب ليتحولوا إلى سجناء, فهؤلاء هم أيضاً مرشحون للانتخابات ولا يمكنهم إدارة معركتهم الانتخابية من فندق مقفل ويخضع للحماية, متهمة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بالعمل لتأجيل الانتخابات من خلال مواقفهما الأخيرة. وأضافت أن عون وجماعته نسفوا اتفاق بكركي وبالتالي فإن رئيس "التيار العوني" وبحسب الإحصاءات واستطلاعات الرأي العام, يرى أن إجراء الانتخابات ليس لمصلحته في هذه الظروف ولذلك يعمل على تأجيل من ضمن شروطه المعروفة, ولذلك فهم متمسكون بالحكومة, ولو كانوا حريصين على إجراء الانتخابات في موعدها لكانوا طلبوا من الرئيس نجيب ميقاتي تقديم استقالة حكومته والذهاب إلى الانتخابات بالقانون الذي يُجمع عليه اللبنانيون.

 

مؤسسة بشير الجميل افتتحت قرية الميلاد في الاشرفية

وطنية - افتتحت مؤسسة بشير الجميل، قرية الميلاد في حديقة مار نقولا - الاشرفية، في حضور النائب نديم الجميل، وفاعليات منطقة الاشرفية، وأعضاء مجلس بلدية بيروت ومخاتير المنطقة. وخلال الافتتاح أكد الجميل "أن روح الاعياد تطغى على كل الصعاب، وهذا ما برهنته الاشرفية، التي تعيش بهجة العيد رغم ما أصابها أخيرا". وتستمر قرية الميلاد لغاية الثلاثين من كانون الاول.

 

منصور تبلغ من السلطات السورية انها ستسلم غدا 3 جثامين من مجموعة تلكلخ

وطنية - تبلغ وزيرالخارجية والمغتربين عدنان منصور من السلطات السورية انها ستسلم السلطات اللبنانية المختصة قبل ظهر غد السبت، 3 جثامين من الذي قضوا في تلكلخ السورية، تعود الى كل من الحاج ديب وعبد الكريم ابراهيم وحسن سرور.

 

لماذا قاطعت "14 آذار" الانتخابات الطالبية في الجامعة الانطونية؟  

خالد موسى/موقع 14 آذار

حسناً فعلوا شباب 14 "آذار" في مقاطعتهم للانتخابات الطالبية في الجامعة الانطونية، إذ أن القانون المعتمد من قبل الجامعة في هذه الانتخابات لا يمثلهم بشكل صحيح، بحسب ما يقولون، في ظل هيمنة شبه واضحة من قبل فريق يحاول فرض واقع جديد يرفضه طلاب 14 "آذار" الذين يشددون على ضرورة اعتماد ادارة الجامعة قانون نسبي يسمح بالتمثيل الصحيح لمختلف القوى في الجامعة. ومنذ ثلاث سنوات يقاطع طلاب "14 آذار" الانتخابات، وقدموا للإدارة قانوناً يمثل الجميع تمثيلاً صحيحاً وعادلاً ولا زالوا ينتظرون رداً بهذا الخصوص حتى اليوم، آملين أن تجري الانتخابات في السنة المقبلة على أساس قانون النسبية.

"القوات اللبنانية": لن نسمح بتغيير الوجه الحقيقي للجامعة الانطونية

وفي هذا السياق، أعتبر رئيس مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" نديم يزبك في حديث خاص لموقع" 14 آذار"، أن "مقاطعة الانتخابات الطالبية في الجامعة الانطونية جاءت نتيجة عدم التكافؤ في المعركة بشكل كبير جداً، لأن "حزب الله" بات يشكل حوالي 45% من الجامعة ونحن نمثل نسبة تفوق الـ75% من الطلاب المسيحيين وغير قادرين أن نتمثل في الجامعة الانطونية".

وأضاف:"كنا طالبنا الإدارة بقانون يسمح للمسيحيين أن يتمثلوا في الهيئة الطالبية للجامعة الانطونية لأنه يكفي أن يحوز "العوني" على 15 إلى 20 % من الاصوات كي نخسر، ولكن وللأسف لم تتجاوب الادارة معنا، فقاطعنا في السنوات الماضية وهذه السنة أيضاً". وشدد على أنه "في حال أبقت الجامعة على هذا القانون في السنوات المقبلة، سنعمل منذ اليوم على هجرة الجامعة الانطونية، من خلال توجيه طلابنا في الثانويات العامة الى التسجيل لصالح جامعات أخرى بدلاً من الانطونية، واذا كان هناك قرار من الرهبنة الانطونية بتحويل الجامعة الى جامعة حسن نصر الله فلتكن مثلما يريدونها".

"الوطنين الأحرار": ادارة الانطونية غيرت وجه الجامعة بحفنة من المال "النظيف"

بدوره، أوضح رئيس مصلحة طلاب "الوطنين الأحرار" سيمون درغام، أن "مقاطعة الانتخابات الطالبية جاءت نتيجة القانون الانتخابي الموجود في الجامعة حالياً والذي لا يمثل فيه الطالب المسيحي بشكل جيد لان حزب الله في الجامعة يحوز على حوالي 45% من طلابه داخل الجامعة ومن الطبيعي أنهم يختارون المرشح الذي يريدونه وليس من الضروري أن نترشح طالما أن قرار الجامعة موجود في يدهم".

وأضاف:"اعتراضنا ليس على القانون الانتخابي فحسب، بل على انتخابات في حد ذاتها كونها انتخابات طالبية أو هي حزبية مثلما صدر عن رئاسة الجامعة، ونحن نقول لادارة الجامعة باننا لسنا من قلنا بأننا سنحول الانتخابات إلى انتخابات حزبية ونحن نعرف دائماً ان الهدف من اقامة الانتخابات الطالبية مراعاة ظروف الطالب وتحسين ظروفه، ولكن نحن ما نعارضه هو أنه هناك مجموعة من طلاب حزب الله تسعى الى تغيير نتيجة الانتخابات وتعمل على تغيير وجه الجامعة والنمط أو الأسلوب الذي لطالما عاش الشاب المسيحي بداخله الى نمط مغاير تماماً".

ووجه نداءاً إلى طلاب التيار الوطني الحر، وقال:" كيف ترضون المشاركة في جريمة ممكن أن لا يمحيها التاريخ في تغير نمط أهم صرح جامعي وتربوي مسيحي". وتوجه الى ادارة الجامعة بالقول:" أنتم اليوم لم تحافظوا على الأمانة التي ورثموها عن الرهبنة الانطونية وانتم اليوم يغرّكم المال النظيف و تغيرون وجه الجامعة بحفنة من المال، وبهذه الطريقة وبهذا الأسلوب لن يمر الأمر ونطالب البطريرك بشارة الراعي التدخل في هذا الموضوع".

"الكتائب": مماطلة ادارة الجامعة أوصلتنا الى المقاطعة

من جهته، لفت رئيس خلية طلاب "الكتائب" في الجامعة الانطونية عزيز انطون، الى أنه "عندما وصلنا الى أن الجامعة ستقيم الانتخابات الطالبية وفق القانون القديم، قمنا بمقاطعة هذه الانتخابات ولأنه أيضاً هناك طلاب من حزب الله يرجحون كفة النتائج وبالتالي في كل مرة لا يتم تمثيل الطالب المسيحي كما يجب مع أن أكثرية الطلاب المسيحيين في الجامعة تصب لمصلحة 14 آذار".

وأضاف:" نحن كطالب كتائب قمنا بتقديم اقتراح قانون انتخابي الى ادارة الجامعة لان الطالب المسيحي لم يتمثل كما يجب لذلك يجب أن نقوم بقانون انتخاب جديد والجامعة لم ترد حتى اليوم على هذا القانون وكأنها تماطل أو تضحك علينا، لذلك قمنا بمقاطعة الانتخابات".

 

الجامعة الأنطونية اعلنت نتائج إنتخابات هيئتها الطالبية

 وطنية - أعلنت الجامعة الأنطونية في بيان مساء اليوم، "نتائج إنتخابات هيئتها الطالبية للسنة الأكاديمية 2012-2013، التي جرت اليوم في حرم الجامعة الرئيس في الحدث - بعبدا، وضمت 11 ممثلا لخمس كليات وثلاثة معاهد. وجاءت نتائج الإقتراع على الشكل الآتي:

عن كلية هندسة المعلومات والإتصالات: مندوب: سمير دواليبي. نائب مندوب: محمد مللي.

عن كلية إدارة الأعمال: سمير مشنتف عن الفرع الفرنس،ي وايلي معلوف عن الفرع الإنكليزي.

جوانا فرحات عن كلية الإعلان ووسائل الإعلام.

جو شلهوب عن كلية العلوم اللاهوتية والدراسات الرعائية.

ريتا كبكب عن فرع العلوم التمريضية ورشيد العيلي عن فرع العلاج الفيزيائي عن كلية الصحة العامة.

مايكل نادر عن معهد علوم مختبرات طب الأسنان.

باتريسيا نصير عن معهد التربية البدنية.

عبد الرضى قبيسي عن المعهد العالي للموسيقى.

ودعا الأمين العام للجامعة الأنطونية الأب جو بو جودة الهيئة الجديدة إلى إجتماع في مكتبه لتوزيع المهام على أعضائها، ووضع خطة عمل مشتركة تفعل دور الحياة الطالبية في الجامعة على مختلف الأصعدة

 

طلاب الأحرار: طلاب حزب الله في الأنطونية يسعون الى تغيير نتيجة الانتخابات وتغيير وجه الجامعة

وطنية - قال رئيس منظمة الطلاب في "حزب الوطنيين الأحرار" سيمون درغام، في بيان باسم المنظمة، ان "مقاطعة الانتخابات في الجامعة الانطونية جاء نتيجة القانون الانتخابي الموجود في الجامعة حاليا، والذي لا يمثل فيه الطالب المسيحي بشكل جيد، ولأن لحزب الله حوالي 45% من طلابه داخل الجامعة، ومن الطبيعي أن يختاروا المرشح الذي يريدونه، وليس من الضروري أن نترشح طالما أن قرار الجامعة موجود في يدهم".أضاف: "اعتراضنا ليس على القانون الانتخابي فحسب، بل على الانتخابات بحد ذاتها، ونقول لادارة الجامعة باننا لسنا من قال اننا سنحول الانتخابات إلى انتخابات حزبية ونحن نعرف دائما ان الهدف من اقامة الانتخابات الطالبية مراعاة ظروف الطالب وتحسينها، ولكن ما نعارضه هو أن هناك مجموعة من طلاب حزب الله تسعى الى تغيير نتيجة الانتخابات وتعمل على تغيير وجه الجامعة والنمط أو الأسلوب الذي لطالما عاش الشاب المسيحي بداخله الى نمط مغاير تماما". ووجه "نداء إلى طلاب التيار الوطني الحر"، فقال: "كيف ترضون المشاركة في جريمة ممكن أن لا يمحوها التاريخ، في تغيير نمط أهم صرح جامعي وتربوي مسيحي".كما توجه الى ادارة الجامعة بالقول: "أنتم اليوم لم تحافظوا على الأمانة التي ورثتموها عن الرهبنة الانطونية، وانتم اليوم يغركم المال النظيف وتغيرون وجه الجامعة بحفنة من المال، وبهذه الطريقة وبهذا الأسلوب لن يمر الأمر، ونطالب البطريرك بشارة الراعي بالتدخل. ونقول لاداراة الجامعة نعم نحن غيارى على الجامعة وعلى تاريخها وعلى مستقبل الطالب المسيحي".

 

عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض استنكر استخدام بعض قوى 14 آذار لغة طائفية في تصنيف طلاب الانطونية

وطنية - علق عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض في تصريح اليوم على "إستخدام بعض القوى السياسية في 14 آذار لغة طائفية سافرة في تصنيف الطلاب في إنتخابات الجامعة الأنطونية"، وقال: "نرى أنه من الواجب أن نعلن الآتي:

أولا- نشجب هذا التمادي في خطاب التمييز الطائفي الذي بلغ أحيانا حدَّ استخدام مفردات عنصرية، في انتخابات طالبية تجري بين طلاب لبنانيين في صرح تعليمي لبناني يمثل نموذجا للتفاعل الإيجابي بين المكونات اللبنانية. إن ذلك يدعو للقلق ويستوجب الإستنكار، لأنه يكشف عن توجهات وعقلية سياسية تتهدد الثوابت والأسس اللبنانية وتردنا الى "بدائية طائفية" أورثت لبنان الكثير من المشاكل والتعقيدات وأعاقت نموه وتطوره. لقد مارس طلاب الأنطونية حقهم الإنتخابي بوصفهم طلابا لبنانيين ومواطنين متساوين في حقوقهم وواجباتهم. ولا ضرورة لتبرير خسارة البعض من خلال الإنزلاق إلى خطاب التمييز الطائفي والتأليب المذهبي والمناطقي.

ثانيا- حسنا فعل البعض، حين إستفاق على حسنات النظام الإنتخابي النسبي في توفير صحة وعدالة التمثيل، عندما دعا الى اعتماده في الإنتخابات الطالبية في الجامعة الأنطونية.

وحبذا لو أن هؤلاء ينسجمون مع أنفسهم، ويقلعون عن حال التخبط والتناقض بين الموقفين التربوي والسياسي، من خلال المطالبة بتعميم النظام الإنتخابي النسبي بحيث يطاول القطاعات كافة النقابية والتربوية وصولا الى الإنتخابات النيابية. إن المناسبة تدعونا لإعادة التأكيد على أهمية النظام الإنتخابي النسبي في توفير صحة التمثيل وعدالته وفاعليته، في الإنتخابات النيابية وفي الأطر القطاعية الأخرى كافة، إنطلاقا من ملاءمته للتركيبة اللبنانية وخصوصياتها".

 

عون للفائزين في انتخابات الأنطونية: إياكم التخلي عن أحلامكم انتبهوا من المتعاقدين مع الخارج كي يقوموا بالتخريب في الداخل

وطنية - استقبل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، اليوم، الطلاب الفائزين في انتخابات الجامعة الانطونية، وألقى كلمة هنأهم فيها بداية على الفوز الكبير الذي حققوه، ودعاهم الى الاهتمام بتحصيلهم العلمي بموازاة اهتمامهم الانتخابي "لأنهم رجال المستقبل، وهذه المرحلة من العمر هي الأفضل من ناحية التحصيل العلمي وتحصيل الخبرة الإجتماعية ضمن المجتمع".

وفي هذا السياق انتقد "منع العمل السياسي في بعض الجامعات ومنع المحاضرات السياسية"، وسأل: "كيف سيبني الطالب ثقافته السياسية، وكيف سيتمكن من التمييز بين الخيارات السياسية المطروحة". كذلك انتقد "غياب التربية المواطنية ومعرفة الطالب لواجباته. وتساءل كيف سنبني دولة إذا كان الحد الأدنى من الثقافة الوطنية وتعليم الطالب واجباته مفقودا؟"

وقال: "في الواقع، إن الإهمال الحاصل للثقافة السياسية في البلد يجعل المواطنين غير مهتمين بمتابعة ما يحصل في القطاع العام ويجعل ذاكرتهم قصيرة جدا. لا يتذكرون من يؤذيهم، من يسرقهم، من يساعدهم، من موقفه وطني الخ. هذا الإهمال يضيق آفاقهم فلا يرون بشمولية الأزمات التي نمر بها. قد يرى أحدهم الأزمة عندما يفتح صنبور المياه ولا يجد ماء، وآخر يكبس زر الكهرباء ولا يجد كهرباء، وآخر عندما يعلق في الزحمة يكتشف أزمة السير، فيلاحظون الأزمة في المياه وفي الكهرباء وفي الطرقات. طبعا هذه الأمور كلها ضروريات وهي تعالج، ولكنها ليست وليدة ساعتها".

أضاف: "في الإدارة المالية هناك فضائح تفقد الصواب. أكثر من نصف الدين، مسروق أو مهدور، أي ما قيمته 35 مليار على الأقل مصروفة من دون مستندات صرف، أي لا يوجد تبرير لماذا صرفت، وأين صرفت. لا تظنوا أننا في الحكم، بل نحن معارضة داخل الحكم. التيار الوطني الحر لا يزال يدافع عن الحرية والسيادة والإستقلال ويقاوم الفساد، حتى يتمكن من تحقيق هذه الأهداف كما يجب".

تابع: "استلمنا وزارة الطاقة وكانت تعاني من عجز يعادل 17 مليار دولار، فوضعنا لها مخططا كاملا لأننا لا نعتمد سياسة "الترقيع"، وطلبنا موازنة لها، بحيث خلال 4 سنوات ينتهي مشروع الكهرباء بالكامل، ونصبح قادرين على إنتاج 4000 ميغاواط ما يؤمن الكهرباء 24 ساعة يوميا زائد الإحتياط في حال حصلت بعض الأعطال. هدف المخطط الذي وضعناه هو الحصول على الكهرباء بطريقة متواصلة ومن دون إنقطاع، وفي حال الأعطال، يُشغل مولد آخر أوتوماتيكيا وينتج الطاقة. طلبنا 4 مليارات على 4 سنوات، أي ما يعادل المليار الواحد في العام، ولكنهم ماطلوا لمدة عامين ونصف العام، إلى أن دفعوا هذا العام المليار الأول".

تابع: "وهذا المليار يدفع على 4 سنوات وليس في العام الأول فقط. بعد ذلك حملونا مسؤولية أزمة الكهرباء. نحن ورثنا دينا تماما كمن يورثه والده الدين. نحن نعمل على سد الدين وهم يتهموننا، تماما كالوالد الذي يتهم إبنه بصرف الأموال، فيما كل ما أورثه إياه كان عبارة عن سندات مستحقة. وكذلك الأمر بالنسبة الى المياه أيضا، ولكن الحمد لله نحن نخرج من الأزمة الآن، وخروجنا منها أتى من ضمن الصراع السياسي الكبير. أرادوا إفشالنا في المهمة التي أخذناها على عاتقنا بهدف كسرنا في الإنتخابات القادمة والتي سيصرفون فيها الأموال الطائلة التي ستُوزع عليهم، كما فعلوا في الانتخابات السابقة، وفي هذه الإنتخابات سيضاعفون الأموال لأنها لم تكفهم لإسقاطنا في المرة السابقة". أضاف: "في العام 2005، في شهر نيسان الذي سبق عودتي، تدخلت حكومتا فرنسا وأميركا لئلا أعود بناء على طلب من الموجودين في بيروت. في قريطم وغيرها من المناطق. أرادوا تأجيل عودتي إلى ما بعد الإنتخابات. قالوا "إن الوضع خطر أمنيا في بيروت"، فقلت لهم "إن الخطر هو الأمر الوحيد الذي اعتدته، وبيروت أهم من خوفي على نفسي، كما أن نسبة الخطر في بيروت الآن مهما ارتفعت، لن توازي شيئا مقارنة مع نسبة الخطر التي عايشتها في المعارك العسكرية". عدت إلى لبنان، فوجدت أن جميعهم يعملون على تطويقي. كل الرؤوس التقليدية في السياسة اللبنانية قامت بتطويقي واعتبروني المعارض الأول لحركة 14 آذار، أنتم 14 آذار، سرقوا منكم هذا التاريخ، وكذلك سرقوا شعار "حرية، سيادة، إستقلال". سرقوه، ولكن فليحترموه على الأقل".

وقال: "بعد ذلك، فشلت حساباتهم ولاحظوا أن كل الإقطاع المسيحي الذي دعموه ليواجهني سقط في الإنتخابات. قد تجدون الإقطاعيين المسيحيين على المنابر يتكلمون، ولكنهم باتوا من دون حيثية. دفعوا حوالي المليار ومئتي مليون دولار في الإنتخابات السابقة، وخصصوا القسم الأكبر من هذه الأموال لمنطقة كسروان، فاستطاعوا وللأسف، بسبب ضعف بعض الناس والفقر المستشري، أن يسلبونا 18 نقطة، فتراجع رصيدنا الشعبي من 70% إلى 52%، وبالرغم من ذلك ربحنا الإنتخابات من جديد. اليوم يعملون على دفع المزيد من الأموال بهدف كسرنا في الإنتخابات. المعركة الإنتخابية القادمة هي معركتكم وليست معركتي، لأنه عندما تصبح السعودية من يقرر نواب لبنان من خلال الأموال التي تدفعها، سيكون القرار اللبناني عندها، وخصوصا ان القاعدة باتت على مقربة منا الآن، فإذا خطوا خطوة واحدة يصبحون في الداخل اللبناني وبالتالي يعلنون الإمارة في الشمال".

تابع: "الإمارة لا تعني أن الأمير هو أمير عادي، إنما هي إمارة دينية يكون فيها الأمير أمير المؤمنين. الخليفة عند المسلمين الآوائل كان يعرف بأمير المؤمنين. واليوم بتنا نعيش في زحمة أمراء لدرجة أنه بات لكل شارع أمير. هذا الأمر لا يشكل خطرا فقط في ما يتعلق بالسلطة، فهذه الردة الرجعية هي ردة حضارية وهنا خطرها الأساسي. منذ فترة قال أردوغان في مصر إن "عهد بيزنطيا هو عهد الظلامية". قال إنه كان عهد الظلمة فيما بيزنطيا هي أعرق حضارة مشرقية وغربية، إذ تميزت بالقوانين والفنون وغيرها. وأجمل المواقع الأثرية التي تتباهى بها تركيا اليوم هي من مخلفات العهد البيزنطي مثل "Top Capi" و"Aya Sophia"".

وفي الشأن السوري وتأثيره على لبنان، وصف عون ما يحصل في سوريا ب "الخطير جدا والمهدد لوجودنا، خصوصا لأن القائمين بهذه "الثورة"، الذين يدعون أنهم يريدون إعادة حقوق الإنسان من خلالها، هم تكفيريون، والحرية البدائية التي يحترمها الجميع أي حرية المعتقد ليست محترمة عندهم، فإما أن تكونوا منهم وإما يتم القضاء عليكم. كما أن ثقافة العنف منتشرة عند الكبار والصغار أيضا. لكن هناك من لا يرون هذه الأمور. حصلت في تونس فقلنا إنها بعيدة وهي من الجهة الأخرى للبحر، حصلت بعدها في ليبيا وهي أيضا من الجهة الأخرى للبحر، اقتربت إلى مصر ولا زالت بعيدة، لكن إسرائيل في جوارنا، وبعد ذلك وصلت إلى سوريا و"لفتنا لف" ولا زلنا غير واعين".

وقال: "هناك مقال نشر اليوم عن طرابلس وكيف هربت الأسلحة إليها ومن المسؤول عنها. كل هذه الأمور كنا نحاربها علنا ولا نزال، والمؤامرة الخارجية إن لم تجد أدوات داخلية لتنفيذها فلن تنجح مهما بلغت قدرتها. من هنا، عندما نتحدث عن عمالة ونتحدث عن تورط ما فنحن أكيدون من ذلك. قاتلنا قتالا مريرا حتى أخرجنا السوريين، ونفيت لمدة 15 عاما في الإقامة الجبرية. اليوم، خرجت سوريا وانتهى الموضوع ونريد أن تعود الحالة الطبيعية بين لبنان وسوريا، فإلى أين يذهبون ويقاتلون فيها؟ ما مصلحتهم هناك؟ قاتلنا سوريا لأنها كانت عندنا، وكانت عندنا بوكالة دولية أميركية عربية إسرائيلية. هم من أدخلها إلى هنا، والآن يأخذوننا اليها كي نتورط هناك".

وسأل: "ما النتيجة؟ 100 ألف لاجئ؟ 200 ألف لاجئ؟ سيصبحون قريبا مليون لاجئ! منذ بضعة أيام تبين أن 646 ألفا دخلوا من على الحدود، هذا ما سجل على حركة العبور على المعابر، وهناك 130 ألفا مسجلين من قبل، إذن أصبح العدد 800 ألفا، والآن لا أعرف كم بلغ عدد الفلسطينيين الذين جاءوا أيضا بالإضافة إلى السوريين. علينا أن ننتبه نحن لهذه الأخطار الكبيرة منذ الآن. لا تدعوا أحدا يكذب عليكم، لأنهم يريدون إلهائكم بأمور أخرى لصرف انتباهكم عن الخطر الحقيقي".

وقال: "يلهوننا بحديث حول الإنتخابات، لا بأس بالحديث عن القانون. ولكن الأهم من ذلك والذي يرتب نتائج ضخمة جدا على لبنان هو نزوح الفلسطينيين. هجروهم من فلسطين فجاءوا لعندنا، هجروهم من الأردن عام 1970 فجاءوا لعندنا، والآن يهجرونهم من سوريا ويأتون إلى هنا أيضا. هكذا يحصل دائما، لأن لبنان مفتوح، وملجأ، ويقبل الضغط الدولي. أقفلت الأردن حدودها ولا تريد أن يدخلها أحد. تركيا أقفلت حدودها والعراق حدوده مقفلة، ولم يتبق إلا حدود لبنان. والسفارات الأجنبية تنتقدنا وتتحدث عن حقوق الإنسان. حقوق الإنسان يريدونها فقط عندنا، لكن لماذا لا يستضيفونهم هم؟ أليست تلك الدول التي تنتقدنا هي من يمد المقاتلين بالسلاح والمال باسم "الحقوق الديموقراطية" في سوريا؟ أليست هي من يتسبب بالتهجير؟ فلماذا إلقاء المشكلة علينا؟ من هنا، أتمنى على الجميع أن يكونوا واعين ويتطلعوا إلى المكان الذي يتأتى منه الخطر الكبير".

تابع: "يكلمونكم عن حزب الله، وسواء أحب أحدكم حزب الله أو لم يحبه - فهو حر، ولكن عندما يصبح حزب الله ضرورة لأنه الوحيد الذي يحمل سلاحا ويدافع عن لبنان بمواجهة اسرائيل، خصوصا مع القدرة المحدودة للجيش في مجال المواجهة مع إسرائيل، فعلينا أن نقبل به. بالادعاءات والأكاذيب يجيشون ضد التيار الوطني الحر. فعندما يقولون إن قرار السلم والحرب هو عند حزب الله يضحكون عليكم. بين إسرائيل والدول العربية وأميركا، من يملك قرار السلم والحرب، هما إسرائيل وأميركا. لا أميركا لوحدها ولا إسرائيل لوحدها، لأن نحن ليس لدينا أي شيء، نحن إما أن ندافع عن أنفسنا وإما أن نستسلم، وقد اخترنا الدفاع عن النفس. ولكن، الاعلام التضليلي المركز الذي ينتهجونه يقلب الحقائق ويجعل الناس في موضع تساؤل وتشكيك". وقال: "هناك من يتآمر ويشجع بعض اللبنانيين كي يذهبوا ويقاتلوا في سوريا فتكون النتيجة كارثية لبلدنا ولجيراننا. وأقول ذلك لأن تنظيم القاعدة وجميع الحركات التكفيرية موجودة هناك. إذا، لا تخافوا مما لديكم، إنما خافوا مما يأتي من الخارج ويلقى تشجيعا من أشخاص من الداخل. منذ بضع سنوات جاء تكفيريون من عدة مناطق وأحرقوا الأشرفية بسبب رسم كاريكاتوري مسيئ للرسول نشر في الدانمارك، ثم سمعنا من يقول لأبناء الأشرفية: "لا تخافوا فهؤلاء حلفاء لنا". لذلك، انتبهوا للداخل كما للخارج. ومن المتعاقدين مع الخارج كي يقوموا بالتخريب في الداخل". وختم عون بالقول: "من يدرك حقيقة الأمور يتنبه لها، ومن يجهلها يقع. أو يحصل معه تماما كما حصل مع ركاب باخرة "Titanic"، الذين كانوا يرقصون فيما السفينة اصطدمت بجبل الجليد وبدأت بالغرق. فانتبهوا، وإياكم أن تتخلوا عن أحلامكم. إياكم وعدم التمرد على الواقع السيئ، وإياكم وعدم الإقدام".

 

جعجع: لا تزال التهديدات لشخصيات قوى 14 آذار مستمرة الانتخابات باب الخلاص للبنان وسنضع كامل ثقلنا لتحصل في موعدها

وطنية - رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "أن قوى 14 آذار هي في مرحلة مواجهة كبيرة انطلاقا من التطورات في المنطقة، وفريق 8 آذار يدرك مدى أهمية هذه التطورات، لذلك يلجأ الى أسلوب الاغتيالات السياسية، ولا تزال التهديدات الجدية لشخصيات وقيادات قوى 14 آذار مستمرة، ولكننا منذ سبع سنوات الى اليوم لم نخف ولن نخاف". وأعرب عن تخوفه من "محاولة الفريق الآخر تعطيل الانتخابات النيابية القادمة ولكننا سنضع كامل ثقلنا لتحصل في موعدها الدستوري لأن هذا هو باب الخلاص للبنان". كلام جعجع جاء خلال عشاء ميلادي لقطاع المهندسين في القوات اللبنانية في معراب، في حضور النائب ستريدا جعجع، نقيب المهندسين السابق في الشمال جوزف اسحاق، الامين العام للحزب فادي سعد، منسق قطاع المهندسين نبيل أبو جودة، منسق بيروت في القوات عماد واكيم، منسق قطاع الاغتراب انطوان بارد، حيث عايد المهندسين ورحب بالمغتربين منهم الذين يزوروه لمناسبة الأعياد.ورأى ان "مجرد العيش على أرض لبنان في هذه الأيام وفي ظل هذه الظروف يستحق عليه المواطن نيشانا على صدره، فالمشاكل والفضائح حدث ولا حرج، من حال الطرقات الى المناخ العام وفضائح المازوت الأحمر والأسود الى الكبتاغون والأدوية واللحوم الفاسدة، وصولا الى المعامل التي يتم تلزيمها ثم يتذكرون ان الميزانية المخصصة هي 450 مليون دولار وليس 600 مليون دولار، وكافة الغرائب والعجائب التي تسمعون بها، أضف الى ذلك بعض الغربان الذي يطلقون الكثير من التهجمات والكلام الذي ليس في محله". وتطرق جعجع للشأن القواتي الداخلي، فقال "لقد قمنا بإنجاز كبير جدا في السنتين الماضيتين يتمثل بالنظام الداخلي للحزب، وهذا النظام ليس ليوضع في الأدراج بل ليطبق، وأكبر دليل أننا في كل فرصة سانحة قد بدأنا بتطبيقه حتى قبل أن يحين موعد تطبيقه الذي من المفترض أن يحصل بعد الانتهاء من عملية الانتساب التي من المفترض أن تبدأ في الأسابيع المقبلة، لحين حصول أول انتخابات حزبية في العام المقبل وتنظيم أول مؤتمر عام للانطلاق بالعمل الفعلي". ولفت الى ان "الديموقراطية يجب أن تمارس بكل التزام وضمير ومسؤولية باعتبار انها لا تتماشى مع النفس السلبي واللامسؤولية والعشائرية والقبائلية، فعند اختيار رئيس للحزب يجب أن تفكروا من هو الأفضل لهذا المركز عوض التفكير بمن هو أقرب لكم على الصعيد الشخصي أو من يستطيع تقديم الخدمات، والأمر نفسه ينطبق على انتخاب اعضاء الهيئة التنفيذية ومنسقي المناطق ورؤساء المراكز". وأشار الى ان "القوات اللبنانية هي من أكثر الأحزاب قبولا لدى الرأي العام اللبناني، فلدى الرأي العام المسيحي كانت نسبتنا في العام 2005 حوالي 13% أما الآخرين كانت نسبتهم حوالي 55%، ولكن الآن انقلبت المقاييس وبحسب استطلاعات الرأي سبقت القوات اللبنانية باقي الأحزاب نتيجة لطريقة العمل التي نسير بها والمهم ليس الوصول الى هذه النتيجة بل المحافظة عليها بجهود مضاعفة، أما على المستوى العربي والدولي، فأنتم تعلمون جيدا الموقع الذي وصلنا اليه، والأهم ان نستمر بجهودنا وألا نستسلم".

وشدد على أهمية الانتباه والتمسك بمفهومي القضية والالتزام، فقال: "نحن لسنا حزبا سياسيا بالمعنى السائد للكلمة، بل هدفنا قيام دولة في لبنان ليكون سيدا، حرا ومستقلا لكل أبنائه".

ورأى جعجع: "أننا في مرحلة مواجهة كبيرة انطلاقا من التطورات في المنطقة، وفريق 8 آذار يدرك مدى أهمية هذه التطورات، لذلك لجأ تحسبا الى أساليب ليس من القبول اللجوء اليها وهي أسلوب الاغتيالات السياسية، ولا تزال التهديدات الجدية لشخصيات قوى 14 آذار مستمرة، ولكننا منذ سبع سنوات الى اليوم لم نخف ولن نخاف".

وأكد "ان القتلة في الفريق الآخر لديهم عادة معينة، فحين يريدون قتل أحد ما يقومون بتهديده مسبقا، فعلى سبيل المثال شنوا حملة شعواء على الرئيس الشهيد رفيق الحريري استمرت لأسابيع قبل موعد اغتياله، وهم لا يخجلون، وبالتالي نحن في هذه المرحلة من المواجهة حيث يشعر الفريق الآخر انه يخسر الأرض في الشرق الأوسط ككل وبأن مجال المناورة لديه يضيق، ولكنه بدلا من التعويض بجهد سياسي إضافي يحاول التخلص من القيادات المعارضة له، واذا كنا نقاطع الحوار في هذه المرحلة هو لهذا السبب بالذات وليس فقط من أجل الحكومة، فالحكومة هي مجرد خطوة على الطريق، نحن نريد قيام دولة فعلية".

وسأل: "عن أي دولة نتكلم؟ فأي دولة تقوم بتنبيه السياسيين ليحموا أنفسهم وتنصحهم باللجوء الى شركات أمنية خاصة لتأمين الحماية؟ في حين الأكثرية الساحقة في هذه الدولة تعلم أين هو مصدر الخطر ولكن لا أحد يجرؤ على المس به". وجدد جعجع انتقاده لرفض الحكومة والفريق الآخر اعطاء الداتا الى الأجهزة الأمنية تحت حجة الاعتداء على خصوصيات الناس، "فعلى سبيل المثال حصلت حادثة مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية في الولايات المتحدة (CIA) الجنرال دايفيد بترايوس تتعلق بقضية نسائية كشفت من خلال بريده الإلكتروني، فالأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة سمحت لنفسها الدخول الى البريد الالكتروني لرئيس الـCIA بينما عندنا لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى، وأنا أسأل: أليست هذه الداتا موجودة في الشركات الخاصة؟ ألا يستطيع أي موظف صغير في الشركة أن يطلع على هذه المعلومات؟ أيجوز هذا الأمر بينما تحجب الداتا عن الأجهزة الأمنية؟ بكل وقاحة يسمحون لأنفسهم قول هذه الأمور بينما هم مدركون تماما ان حزب الله يتنصت على مضمون الاتصالات بينما الأجهزة الأمنية يمنع عليها معرفة أي معلومة، ومن هذا المنطلق ألا يجب أيضا الغاء دائرة الاحوال الشخصية لأنها تعلم خصوصياتنا العائلية؟". وأعرب جعجع عن تخوفه من "محاولة الفريق الآخر تعطيل الانتخابات النيابية القادمة ولكننا سنضع كامل ثقلنا لتحصل في موعدها الدستوري لأن هذا هو باب الخلاص للبنان".

بدوره، ألقى رئيس قطاع المهندسين في القوات اللبنانية كلمة أثنى فيها على جدية والتزام المهندسين داخل القطاع، ودعاهم ليكونوا دوماً على كامل الجهوزية والاستعداد للمشاركة في الاستحقاقات الأساسية في البلاد ولاسيما مشاركة المهندسين المغتربين في الانتخابات المقبلة. كما نوّه بالتفاعل والتبادل الحاصل بين مهندسي الاغتراب والداخل اللبناني. وختم بمعايدتهم بعيدي الميلاد ورأس السنة متمنياً لهم المزيد من التقدم والازدهار في عملهم.

 

حرب: نتمسك بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها هدفهم الاستيلاء على السلطة ولو على حساب الوجود المسيحي

وطنية - اكد النائب بطرس حرب تمسك قوى 14 آذار باجراء الانتخابات في موعدها، محذرا "من التلاعب بقواعد نظامنا الديمقراطي وبحق اللبنانيين في إنتخاب ممثليهم" ، داعيا الجميع إلى "العودة إلى التعقل والحكمة لئلا تدخل البلاد في مغامرة محفوفة بالمخاطر". وقال ان "هدف 8 آذار الاستيلاء على السلطة ولو على حساب الوجود المسيحي".

كلام حرب جاء في مؤتمر صحفي عقده في منزله بالحازمية حول الاوضاع الراهنة وملف الانتخابات النيابية بثه تلفزيون ال MTV وجاء فيه:

"إن ما يدفعني إلى عقد هذا المؤتمر هو تطور الاشتباك السياسي حول الانتخابات النيابية المقبلة إلى ما بات يهدد الدولة اللبنانية ومصيرها ونظامها السياسي، من خلال سلب حقوق المواطنين اللبنانيين الأساسية في تقرير مصيرهم، وإبداء رأيهم في كيفية إدارة شؤون البلاد ومساءلة ومحاسبة المسؤولين السياسيين، وإختيار من ينتدبون لتمثيلهم في الدولة للمشاركة بإسمهم في تسيير الأمور العامة. والمؤسف أن يحصل ذلك تحت شعارات الإصلاح والتغيير المزعومين.

وذكر بأن مؤتمر الدوحة قد عقد بعد أحداث 7 أيار التي استعمل فيها حزب الله سلاحه، المفترض حصر مهماته بمواجهة العدو الإسرائيلي، في وجه اللبنانيين وفي اللعبة السياسية الداخلية، وتحول هذا السلاح إلى أحد عناصر المواجهة السياسية الأساسية، مؤثّراً مُهدّداً مُرعباً وبالتالي فاعلاً في تسيير الحياة السياسية في لبنان. وقد عقد ذاك المؤتمر بعد أن عُطّلت المؤسسات الدستورية، ولا سيما مجلس النواب، وبعد أن عطّل إنتخاب رئيس جديد للبلاد، ما أحدث فراغاً مخيفاً على مستوى رأس هرم الدولة.

وقال: "وافقنا على إتفاق الدوحة لإنقاذ الجمهورية من سطوة السلاح غير الشرعي ولإعادة بناء الدولة وعودة الحوار الديمقراطي. وافقنا لوضع حد لموجة الاغتيالات السياسية التي سممت البلاد وعطلت الحريات السياسية. ولقد قبلنا تشكيل حكومة تضم كل الأطراف مع تناقضاتها لكي تجري الانتخابات النيابية في ظل قانون جديد غير قانون الـ 2000 السيىء الذكر، وتحت شعار العودة إلى الدوائر الصغرى، وقد صدر قانون الـ 2008 الذي أعتمد التقسيم الإداري الذي أقر عام 1960 مع إصلاحات هامة إضافية، ومنها منح اللبنانيين المنتشرين في العالم حق التصويت حيث هم، أبتداء من عام 2013.

ولا حاجة للتذكير بأن العماد عون وأتباعه تباهوا بأنهم في العودة إلى تقسيم 1960 قد أعادوا الحق للمسيحيين. وإن قانون 2008 هو إنجازهم ما يفترض تسمية هذا القانون، من الآن فصاعدا، بقانون ميشال عون وحلفائه" .

وتابع: "جرت الانتخابات عام 2009 على قاعدة أن يتولى الحكم في لبنان من يحقق الأكثرية. ولما حافظت قوى 14 آذار على الأكثرية النيابية تعالت الأصوات في صفوف 8 آذار مطالبة بتشكيل حكومة تجمع كل القوى السياسية ضاربين بذلك الاتفاق السابق والقاعدة الديمقراطية التي تقضي بتولي الأكثرية السلطة تحت رقابة الأقلية، مستفيدين من وهج السلاح الذي تملكه ومن قدرتها على منع تشكيل أي حكومة بدونهم.

وتفاديا لانفلات الأمور مجددا قبلت قوى 14 آذار بمراعاة قوى 8 آذار وتشكلت حكومة الرئيس سعد الحريري وكانت الجلجلة. فتعطلت قدرة الحكومة على إنجاز أي مشروع وانصبت جهود وزراء 8 آذار عامة على تعطيل عملها بحجة أم بأخرى، وكان آخرها إحالة شهود الزور في قضية أغتيال الرئيس الحريري إلى المجلس العدلي، والامتناع عن حضور جلسات مجلس الوزراء بسبب ذلك. وكانت الضربة القاضية تقديم وزراء 8 آذار أستقالتهم، خلافا للاتفاق الوطني، وإسقاط الحكومة" .

واردف: "تشكلت الحكومة الحالية، وامتنعنا عن المشاركة فيها، مفسحين المجال أمام العودة إلى الأصول الديمقراطية وتولي الحكم من قبل الأكثرية الجديدة التي فرضها وهج سلاح حزب الله وقمصانه السود. فكان للبلاد أسوأ وأبشع تجربة مع هذه الحكومة التي استباح بعض وزرائها، وأقول بعض وزرائها وليس كلهم إنصافا، البلاد والأموال العمومية والقوانين، فلم يُبقوا أثراً للدولة ولمؤسساتها. كما عادت موجة الاغتيالات السياسية والأمنية والتي كان أغتيال الشهيد اللواء وسام الحسن آخر حلقاتها. وبالطبع لم تناقش حكومة 8 آذار موضوع شهود الزور مرة ولم تتخذ أي قرار يتعلق بهم ما يؤكد أن قضية شهود الزور استعملت حجة لتعطيل عمل الحكومة السابقة ولتطييرها" .

اضاف حرب: "وفي ظل المخاوف التي عمت منطقة الشرق الأوسط حول المسيحيين ودورهم، أنصرف اهتمام مسيحيي لبنان إلى حماية وجودهم ودورهم في لبنان بالعمل على إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية يكرس أرجحية الصوت المسيحي في أختيار النواب المسيحيين. وفتح النقاش بمبادرة من بكركي في مسعى لتوحيد الموقف المسيحي حول المشروع الأفضل لقانون الانتخاب الذي يفعل التمثيل المسيحي ويسمح للمسيحيين باختيار نوابهم والانتهاء من واقع فرض الطوائف غير المسيحية النواب المسيحيين خلافا لرأي الأكثرية المسيحية.

وقد عقد أجتماع موسع للنواب الموارنة وقادة الأحزاب المسيحية بحثوا خلاله في الأفكار والمشاريع المتداولة، وفي تقرير، كانت قد أعدته لجنة من الأحزاب المسيحية أنبثقت من أجتماع سابق في بكركي، يتضمن عرضا لكل المشاريع ورأي اللجنة فيها. وبنتيجة الاجتماع تقرر ضمي إلى اللجنة المذكورة كممثل للمسيحيين المستقلين، وكلفت اللجنة بدراسة التقرير ومحاولة الاتفاق على الصيغة الأفضل، إنطلاقا من الطرح الأرثوذكسي، الذي يدعو إلى منح كل مذهب، وليس كل طائفة، حق أنتخاب نوابه على أساس لبنان دائرة إنتخابية واحدة" .

وقال: "وبعد جلسات عدة أتفقنا في اللجنة على دراسة مشروعين بعد استبعاد المشاريع الأخرى الأول النسبية على أساس 15 دائرة إنتخابية مع صوت تفضيلي واحد، والثاني نظام الدوائر المصغرة والنظام الأكثري". وأوضح أن طرح النسبية لم يحظ بإجماع أعضاء اللجنة "لأنني عارضته منذ اليوم الأول، ولأن ممثل حزب الكتائب لم يكن متحمسا له بل أبدى تحفظات عليه، وإن مشروع الدوائر الصغرى حظي على إجماع أعضاء اللجنة وكان البحث جاريا في رسم حدود آخر دائرتين إنتخابيتين من أصل 50 دائرة بعد أن تم الاتفاق على الدوائر الصغرى".

وتابع: "إلا أن المفاجأة حصلت في إقرار مجلس الوزراء لمشروع النسبية وأعتماد 13 دائرة إنتخابية خلافا لما تم بحثه في لجنة بكركي دون إقراره. وقد تبين أن مشروع الحكومة فضل الدوائر الانتخابية بهدف إفقاد الصوت المسيحي لقيمته وتأثيره، بعد ضم دوائر إنتخابية ترمي إلى إغراق الصوت المسيحي الموزع بصورة ديمقراطية على القوى السياسية بصوت بعض المذاهب غير المسيحية حيث لا توزيع ديمقراطيا سليما للأصوات بل تكاليف شرعية تفرض شبه إجماع في توجهه الانتخابي. وقد تجلى ذلك في ضم منطقة الباشورة إلى الأشرفيه، وبعبدا والضاحية الجنوبية إلى المتن وجبيل إلى كسروان".

واشار الى أن المشروع المقر من الحكومة قد ضرب حق اللبنانيين المنتشرين في العالم في المشاركة في الحياة السياسية بعزل حقهم وحصره بانتخاب ستة نواب من المغتربين يمثلون المغتربين، ما يخالف أحكام الدستور ومبدأ المساواة. واستغرب، أنه وبعد أن أثار موقف وزراء عون وحلفائه المسيحيين في الحكومة الاستهجان والانتقاد، سارع عون للقول بأن لا مانع لديه من العودة إلى 15 دائرة بدل 13، بالإضافة إلى إعلانه المفاجئ لموافقته على أقتراح قانون، مقدم من نائبين من كتلته، يعتمد الطرح الأرثوذكسي، مع العلم أن هذا الاقتراح ومشروع الحكومة متناقضان كليا لا يجمع بينهما إلا إعتماد النظام النسبي للانتخابات، ما يدلل على المناورة المكشوفة التي لا تنطلي على أحد. ورأى أن "المواقف الصادرة عن بعض قيادات 8 آذار ( تفاديا للتعميم ) ولد لدينا اليقين أن القضية ليست قانون الانتخاب بل هي أبعد من ذلك بكثير، لأن خطة هذه القيادات تنفيذ أنقلاب على الدستور والنظام للحؤول دون فقدانها واقع مسكها للسلطة، وبهدف الاستمرار في التحكم بمصير البلاد" .

واوضح ان مراجعة المواقف السياسية المتتالية لمعظم قادة 8 آذار حول الانتخابات النيابية تؤكد على ما يأتي:

- يرفضون قانون العام 2008 الذي يطلقون عليه إسم " قانون الستين "، علما أنه يجب أن يوصف بقانون ميشال عون وبعض حلفائه بالنظر لما روجوه بأنهم استعادوا حقوق المسيحيين بالعودة إلى تقسيمات قانون 1960.

- يطرحون مشروع قانون الحكومة الذي يعتمد النظام النسبي والـ 13 دائرة مع صوتين تفضيليين وحصر حق اللبنانيين في الخارج بانتخاب ستة ممثلين عنهم فقط وإسقاط حقهم في الاقتراع للآخرين.

وخلافا لتحفظات العماد عون والنائب سليمان فرنجيه في اجتماع بكركي النيابي، حيث وافقا على الطرح الأرثوذكسي مبدئيا لافتين انتباه المجتمعين إلى أن أعتماد هذا الطرح لا يحظى بقبول غير المسيحيين وقد يؤدي إلى تهديد الوحدة الوطنية وصيغة العيش المشترك لأنه سيكرس تقسيم لبنان طائفيا ومذهبيا وخلافا لذلك، تبنى العماد عون والتكتل الذي يرئس، إقتراح القانون المقدم من عضوين منه، باعتماد الطرح الأرثوذكسي على أساس أن كل مذهب، وليس كل طائفة، ينتخب نوابه لوحده!!! وهو ما يتناقض كليا مع مشروع الحكومة الذي وافق عليه العماد عون وحلفاؤه.

- يرفضون إقتراح القانون المقدم من الأحزاب والنواب المستقلين المسيحيين، والذي يعتمد الدوائر الصغرى مع النظام الأكثري على أساس 50 دائرة صغرى متصلة جغرافيا، ما يسمح للناخب المسيحي بانتخاب نوابه المسيحيين دون عزله عن الناخبين المسلمين الموجودين ضمن هذه الدائرة، وما يسمح للمسيحيين بتحقيق طموحهم باختيار الأكثرية الساحقة عن نوابهم ( أي حوالى 55 إلى 57 نائبا من أصل 64 نائبا مسيحيا)، زاعمين أن هذا الاقتراح يحقق أرجحية إنتخابية لقوى 14 آذار، ما يعني أنهم يرفضون مسبقا أي قانون لا يؤمن لمختلف قوى 8 آذار الأكثرية النيابية.

- يعلقون إجراء الانتخابات النيابية على التوافق على قانون للانتخابات، وكأن إجراء الانتخابات، أو عدم إجرائها، خيار وليس واجبا قانونيا لا مفر منه، مؤكدين أن لا إنتخابات نيابية إذا لم يحصل توافق عليه، ضاربين بهذا الشرط مبدأ إقرار القوانين عبر التصويت، مشترطين صدور القوانين بالاتفاق، مانحين أنفسهم حق الفيتو على أي قانون لا يوافقون عليه، معطلين بذلك القاعدة الأساسية التي يقوم عليها نظامنا الديمقراطي الذي يعتمد التصويت لإقرار القوانين.

- الخلاصة تختصر بأننا إذا لم نماشيهم في إقرار مشروع النسبية، الذي يؤمن لهم السيطرة على قرار مجلس النواب عبر الأكثرية التي سيحققون عبره، فلا إنتخابات، وكما قال العماد عون " يروحوا يلعبوا بهونيك شغله " !!! ويسارعون إلى طمأنة الناس القلقين والخائفين في حال لم تحصل أنه لا يجب أن " ينشغل بالهم فلن تخرب البلاد..." ولن يحصل فراغ في الحكم، كما ذهب إليه العماد عون وحلفاؤه أيضا.

وتابع حرب: "غير أنه لم يشرح للمواطنين كيف سيملأ الفراغ، وما إذا كان عدم حصول الانتخابات النيابية حدثا عاديا لا يشغل البال. لم يشرح ذلك لأنه يعرف تماما أن شعبا كشعب لبنان، ناضل من أجل حرياته وحقوقه الدستورية، ولا سيما من أجل حقه في تقرير مصيره، وقدم الشهداء الأبرار لحماية تراثه الديمقراطي وحقه في إبداء الرأي في قضايا دولته وفي سلوكية نوابه ومحاسبتهم، لن يرضى بضرب أقدس هذه الحقوق والإطاحة بنظامه السياسي لخدمة مصالح زعيم أو حزب أو تيار.

لم يقل العماد عون، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وحلفاؤهم للبنانيين أن عدم إجراء الانتخابات سيحقق لهم مصالحهم وسيؤمن لهم أستمرارية تحكمهم بالدولة ومغانمها وفي تمرير الصفقات المشبوهة والحمايات المطلوبة للقتلة وتجار الموت والدواء والمخدرات.

لم يقولوا أن عدم إجراء الانتخابات سيسمح لهم بالاستمرار في مصادرة السلطة والمحافظة على حكومتهم، التي لا تعد مآثرها السيئة وموبقاتها ولا تحصى، وهي التي مارست أسوأ ممارسة سياسية عرفها تاريخ لبنان في إدارة الشأن العام، فهي التي ضربت القوانين واستباحت الأموال العمومية، وكدس بعض أعضائها الثروات غير المشروعة وهي التي عممت الفلتان المخجل في كل إدارات ومؤسسات الدولة، وهي التي قطعت أوصال الاقتصاد الوطني، وهي التي قلبت النمو في لبنان من إيجابي بلغت نسبة 10% إلى سلبي حيث بلغت معها نسبته الصفر وما دون، وهي التي فاقمت المشكلات الاجتماعية للمواطنين، فازدادوا فقرا وعوزا، وهي التي دفعت الكثير من المؤسسات إلى الإقفال والإفلاس، فأفقدت شبابنا فرص العمل فهجرتهم وهي التي تسببت بامتناع السواح، ولا سيما السواح والعرب، عن التوجه إلى لبنان ما ضرب القطاع السياحي، وهي التي سيبت الأمن في لبنان، ما شجع قيام مافيات الخطف وتجارة المخدرات المنظمة المحمية، وما ساهم في رفع نسبة جرائم القتل، وهي التي حمت مزوري الأدوية والشهادات الطبية من أي ملاحقة قضائية، ومنعت على قواها الشرعية داتا الاتصالات والمراسلات لكشف الجرائم، وهي التي تضامنت مع معرقلي سير العدالة ومع من يحمي المطلوبين من القضاء، فعطلت العدالة، وهي التي شجعت نشوء الموجات الأصولية المتطرفة، وهي التي عجزت، أو تظاهرت بالعجز، عن ضبط الحدود مع سوريا، فساهمت بتحويل لبنان مسرحا ملحقا لأحداث سوريا المؤلمة وأقحمت اللبنانيين في الصراع العسكري الجاري في سوريا، وهي التي زرعت الوعود الانتخابية الوردية غير المسؤولة في وجه المطالبات الشعبية والنقابية المحقة بتحسين مستوى الحياة، فوضعت بذلك الدولة في مواجهة شعبها وعمالها ومعلميها وموظفيها، وهي التي نصبت الأفخاخ للقطاع الخاص الذي يعاني من ركود إقتصادي خطير، وهي التي تسهل لبعض أعضائها عقد الصفقات المشبوهة المخالفة للقوانين لخدمة جيوبهم ومصالحهم الانتخابية. إنها حكومة تدمِّر مشروع إعادة بناء الدولة العادلة القادرة وتحوله إلى كابوس مرعب خطير" .

وقال: "هذه هي الحكومة التي يسعون، بتعطيلهم للانتخابات النيابية، إلى إبقائها في السلطة، غير آبهين بانعكاسات موقفهم على لبنان ونظامه السياسي ومصلحة اللبنانيين.

إنها سخرية القدر، أن نطمح كديمقراطيين إلى إجراء إنتخابات نزيهة، فنطالب بتشكيل حكومة حيادية تشرف على الانتخابات، التي يعود فيها القرار إلى الشعب اللبناني، وأن يواجهونا بإنقلاب على الدستور وبمصادرة حق اللبنانيين في التعبير عن رأيهم في القضايا المرتبطة بمستقبلهم ومستقبل الشباب اللبناني الصاعد" .

واكد "انها المؤامرة عينها، ألا يأبه القابضون على السلطة لطلب تشكيل حكومة جديدة واستقالتهم، بل أن يعمدوا إلى إنقلاب يؤبد وجود هذه الحكومة ويطيل معاناة اللبنانيين" .

ورأى انه أصبح واضحا إن قوى 8 آذار تسعى إلى تطيير الانتخابات النيابية المقبلة ما سيعطل مفاعيل أحكام المادة 69 من الدستور اللبناني التي تنص على ما يأتي:

" تعتبر الحكومة مستقيلة في الحالات الآتية:

أ - إذا أستقال رئيسها.

ب - إذا فقدت أكثر من ثلث عدد أعضائها المحدد في مرسوم تشكيلها.

ج - بوفاة رئيسها.

د - عند بدء ولاية رئيس الجمهورية.

ه - عند بدء ولاية مجلس النواب..."

لقد قرروا تعطيل الانتخابات النيابية، المفترض حصولها بين شهري أيار وحزيران المقبلين، لكي تبقى الحكومة حية ولا تعتبر مستقيلة عند بدء ولاية المجلس الجديد، ما سيؤدي إلى استمرارها في السلطة خارج إطار النظام السياسي، وكنتيجة حتمية لعدم إنتخاب مجلس نواب جديد" .

وسأل: ماذا سيكون عليه مصير البلاد إذا تابعت قوى 8 آذار إنقلابها؟ وكيف ستستمر الدولة وسلطاتها ومؤسساتها عند إنتهاء ولاية مجلس النواب الحالي. هل سيسقط مجلس النواب ونصبح دولة دون سلطة أشتراعية تحكمها حكومة فرضها السلاح غير الشرعي خارج الإطار الدستوري لنظامنا ودون أي رقيب أو حسيب على أفعالها؟ أم إن لدى قوى 8 آذار توجها للتمديد للمجلس، وكيف ستقوم بذلك ؟

هل ستتقدم بمشروع قانون تمديد لولاية جديدة للمجلس؟ وهو مشروع يستدعي إقراره موافقة ثلثي الحكومة، وكيف سيؤمنون الثلثين في الوقت الذي أعلن فيه فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب رفضهما لأي مشروع تمديد؟ بل أكثر من ذلك لقد أعلن رئيس الجمهورية أنه سيرفضه، وسيعمد في حال إقراره إلى الطعن فيه أمام المجلس الدستوري. وهل تنتظر قوى 8 آذار أن يوافق المجلس الدستوري على قانون مخالف لأحكام الدستور وللارادة الشعبية التي أنتخبت المجلس النيابي لمدة أربع سنوات فقط وليس لأكثر، ودون ما يبرر هذا التدبير الاستثنائي، اللهم إلا إذا كان هناك توجه لخلق الفتن ومتابعة الاغتيالات لتبرير ذلك" .

وأسف "أن ينحصر هم بعض أهل السلطة بتمديد فترة أستيلائهم عليها، ولو كان ذلك على حساب الدستور وعلى حساب حقوق المواطنين الأساسية.

والمؤسف أكثر، أن يعمد هذا البعض إلى إتهامنا بأننا نقاطع أعمال مجلس النواب، ونعطل آلية إقرار قانون جديد للانتخابات، ويحملنا مسؤولية تعطيل الانتخابات، وذلك بقصد إيهام الرأي العام بأنهم يرغبون في الانتخابات التي تنصف المسيحيين، واننا كما زعم العماد عون زورا، لا نريد تغيير قانون عام 1960، لأننا نخضع لرغبة الآخرين، هذا في الوقت الذي قرروا تعطيل الانتخابات، وفي أسوأ الاحتمالات العمل على إقرار قانون النسبية، الذي يذوب فاعلية الصوت المسيحي والذي يحقق لقوى 8 آذار الأكثرية التي تؤهلهم للاستمرار في السلطة" .

واكد ان الهدف ليس تعزيز الوجود المسيحي وتفعيل دورهم في تمكين المسيحيين من التأثير في أختيار نوابهم المسيحيين، هدفهم الحقيقي الاستيلاء على السلطة، ولو على حساب الوجود المسيحي وإغراق أصوات المسيحيين في خضم أصوات الطوائف الأخرى، ومن هنا تأييد العماد عون الغريب للنظام النسبي على أساس لبنان دائرة إنتخابية واحدة.

وقال حرب: "في مواجهة هذا المخطط الخطير الذي يهدد وحدة لبنان والوجود المسيحي فيه، نريد أن نؤكد للجميع، أن هذا المخطط لن يمر لأننا، بالتعاون مع كل المخلصين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، سنتصدى له وسنسقطه. سنقيم الدنيا ونعقدها لكي يفشلوا، وسيكون إلى جانبنا كل الديمقراطيين الأحرار من القوى السياسية وقوى المجتمع المدني وشباب وشابات لبنان التواقين إلى الديمقراطية، والرافضين تحويل لبنان إلى نظام ديكتاتوري يحكمه بعض المهووسين بالسلطة والسلاح والمال غير الشريف" .

واكد "أننا نتمسك بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ولا نقبل أي تأجيل لها، حتى ليوم واحد ولأي سبب كان" . وقال: "هناك أكثر من مشروعين مطروحين للمناقشة في اللجان النيابية، ونطلب أن تناقش بكاملها، وأن تطرح على التصويت، كما وإننا نعلن أننا نريد قانوناً جديداً للانتخابات، غير قانون ميشال عون وحلفائه الصادر عام 2008، والمستند إلى التقسيم الإداري المقر عام 1960" .

ورفض حرب مقولة " إما أن نتفق على قانون جديد للانتخابات أو لا إنتخابات "، التي يروجها بعض قادة 8 آذار، كما رفض "التهويل والتهديد الذي يطلقه العماد عون إذا لم نوافق على أحد مشروعيه المتناقضين. فهناك أصول دستورية لإقرار القوانين نطلب احترامها في إقرار قانون جديد للانتخابات حيث رأي الأكثرية النيابية يحسم الأمر وليس التهديد أو التعطيل" .

واوضح "ان قوى 14 آذار، المتمسكة بموقفها المطالب باستقالة الحكومة ومقاطعتها، لا تقاطع أعمال مجلس النواب، وهي تعمل جاهدة، بالتعاون مع الرئيس بري، لعودة اللجنة المنبثقة من اللجان المشتركة إلى الاجتماع للبحث في قانون الانتخاب. وإن غده لناظره قريب.

وقال:" وإننا إذ نؤكد هذه المواقف الثوابت، نأمل من قوى 8 آذار أن تسهل مساعينا لكي نوفق بين أستئناف اللجنة عملها وبين سلامة مندوبي قوى 14 آذار بعد عودة موجة الاغتيالات السياسية الموجهة حصرا ضد قادة 14 آذار.

إننا سنبذل قصارى جهدنا لكي تنجح اللجنة في عملها لننتقل إلى مرحلة إقرار قانون جديد للانتخابات في الهيئة العامة، كما نتطلع إلى مدى تجاوب قوى 8 آذار مع مساعينا لتسهيل عودة اللجنة للعمل وإلى كيفية تعاطيها إثناء المناقشات في اللجنة، حيث سيتبين الغايات الحقيقية التي ترمي إليها" .

وختم حرب محذرا "من التلاعب بقواعد نظامنا الديمقراطي وبحق اللبنانيين في إنتخاب ممثليهم" ، داعيا الجميع إلى العودة إلى التعقل والحكمة لئلا تدخل البلاد في مغامرة محفوفة بالمخاطر شبيهة ببعض المغامرات المجنونة السابقة التي دفع لبنان واللبنانيون ثمنها غاليا.

حوار

ثم جرى حوار بين النائب حرب والصحافيين.

سئل: طالما عاد خصومكم الى الحديث عن الطرح الأرثوذكسي، ماذا لو أقنعوا حلفاءهم بهذا القانون؟ ألن تواجهوا مشكلة مع حلفائكم في هذا الإطار؟ وهل أنتم تساهمون في تأخيركم للانتخابات النيابية طالما أمنيا لا يمكنكم التنقل؟ وهل هناك طرح من الرئيس بري للاقامة في فندق واحد لتكثيف الإجتماعات؟

أجاب: "لقد قلت ان أمنيا لا يمكننا التحرك، إذن هناك إرادة أقوى منا ولو القرار في هذا الإطار يعود الينا، لكنا من المسهلين لعملية الحوار حول قانون الإنتخابات، إلا ان الجميع يعلم اننا من المستهدفين بالقتل وليس بالمزح، وإن معظم الأشخاص الذين هم أعضاء في اللجنة هم من الأشخاص الذين وجهت اليهم التحذيرات لأخذ تدابير احتياطية لأنه هناك بالفعل مؤامرات ومخططات لاغتيالهم، ونحن مصممون على متابعة النقاش في اللجنة، إلا انه يتوجب علينا إيجاد الصيغة الملائمة لسلامة المشاركين" .

تابع: "هناك أفكار طرحناها مع الرئيس بري، وهذه الأفكار هي قيد التداول، وفي مطلع الأسبوع المقبل سنتخذ موقفا، وأرجح انه سيكون في اتجاه إيجاد مخرج بعد التشاور مع الرئيس لكي تعود اللجنة المخصصة دراسة الإنتخابات الى النقاش".

وقال: "بالنسبة الى السؤال الأول، أعتقد ان أمر اللقاء الأرثوذكسي دخل في قضية المناورات، فأنا لا أفهم كيف يقول طرف انه مع النظام النسبي ولبنان دائرة واحدة، وكيف يقول انه مع طرح اللقاء الأرثوذكسي ويقسم لبنان ليس فقط كمسيحيين ومسلمين، إنما أيضا سنة وشيعة ودروز وكاثوليك وأرثوذكس وموارنة وأرمن الخ، لا أعتقد ان هذه الصيغة مناسبة، إذ كيف ينتخب المسيحيون النواب المسيحيين، ويمكن أن تؤدي هذه القضية الى نتائج، ولكن كيف سيعيش بعدها المسيحيون؟ هل في جزر معزولة عن بعضهم أولا ومن ثم معزولة عن إخوانهم المسلمين؟ ونحن هدفنا ان نوفق بين مبدأين: الوحدة الوطنية والعيش المشترك، وهذا هو اتفاق الطائف الذي قام لبنان عليه، وثانيا هو صحة التمثيل الشعبي، لهذا فإننا ندعو الى المسعى الجدي الذي طرحته شخصيا، ولكن للأسف لم يوافق عليه وهو أولا أن نمنح لكل مواطن لبناني حق انتخاب نائب واحد يحقق مئة في المئة التمثيل المسيحي والمسلم الصحيح، وفي حال لم يتم ذلك، فقد طرحنا مشروعا جديا يقوم على الدوائر الصغيرة وليست كبيرة. ويشترك في تركيبات جغرافية متلاصقة ويشترك في انتخاب المسيحيين والمسلمين الموجودين في الدائرة، إلا انها تؤدي الى ان ينتخب المسيحيون حوالي 57 أو 55 نائبا من أصل 64 لأن صوتهم هو الصوت المرجح لهذه الدوائر، وأعتقد انه الحل الأسلم للمحافظة على وحدة العيش المشترك وعلى وحدة اللبنانيين ويدخل الطمأنينة للمسيحيين وان لديهم الرأي في اختيار من يمثلهم من السلطات الشرعية" .

وقال عن الإتفاق مع الحلفاء: "هناك اتفاق مع حلفائنا على اقتراح القانون الذي تقدمنا فيه بالإتفاق مع "تيار المستقبل"، وقد أعلن "تيار المستقبل" رسميا هذا الإتفاق.

وفي الحقيقة، نحن اقترحنا مناقشة الموضوع وإذا دخلت بعض التعديلات الطفيفة جدا في إطار تصغير الدوائر لإزالة اي خوف لدى أي فئة في لبنان، فنحن لسنا ضد أي طروحات جدية، لأننا نريد قانون انتخابات عادلا وفي الوقت نفسه انتخابات نيابية جديدة".

سئل: إذا وصلتم الى خيارين، أما انتخابات وفق قانون الستين أو لا انتخابات؟

أجاب: "طبعا نحن ضد "لا انتخابات" فهذا الخيار هو لضرب النظام اللبناني والقضاء على ديموقراطية هذا النظام، بينما نحن إذا طرح هذا الخيار، فقد أعلن سيدنا البطريرك الراعي موقفا في هذا الموضوع، وسنتشاور معه للأفضل للبنان وللمسيحيين، فليس همنا من يربح الإنتخابات، بل همنا التوازن في التركيبة اللبنانية وهمنا أن نفعل التمثيل الشعبي للمسيحيين والمسلمين في لبنان وان نزيل الهاجس من قلوب المسيحيين الذين يشعرون انهم يبلعون في محيط إسلامي، وأن نعزز شعور الطمأنينة ونود أن نعيش في لبنان مع بعضنا بوئام ومحبة، ولا يمكن لأحد أن يستفرد بلبنان أكان طائفة أو حزب أو شخصية".

سئل: ما رأيكم بالإقتراح الذي قدمه وزير الداخلية مروان شربل؟

أجاب: "ان الإقتراح أو مشروع القانون الذي أقره مجلس الوزراء اعتبره سيئا جدا، أولا، هذا يقضي على الوجود والدور المسيحي وثانيا يمنح سيطرة مطلقة لقوى 8 آذار وللسلاح غير الشرعي، ولا أفهم كيف ان أقررنا عام 2008 حق اللبنانيين المنتشرين في العالم ان ينتخبوا في الإنتخابات اللبنانية بصورة عامة مثلهم مثل الجميع، فهذا المشروع الجديد يطيح بحقهم ويسمح لهم بانتخاب ستة فقط، من دون أن يقرر كيف سينتخبون وكيف سيتوزعون، خصوصا وان العدد غير متساو في كل البلدان، وأعتقد ان هناك تسرعا في قبول هذا المشروع وأخطر ما فيه هو تركيب الدوائر الإنتخابية".

سئل: هل من الممكن بعد هذه المجريات أن نشهد على عملية اغتيال لأحد قادة "14 آذار" لتأخير هذه الإنتخابات وللتمديد للمجلس النيابي؟

أجاب: "نأمل ألا يحدث اي اغتيال، ونحن نتخذ إجراءات أمنية كبيرة في هذا الإطار، ونحن نتصرف بحذر ونحصر تنقلاتنا في القضايا الضرورية الوطنية غير المعروفة مسبقا ولا أستغرب عمليات الإغتيالات لقادة "14 آذار" ولأسباب عديدة منها زرع الخوف وخلق فتنة وبصورة أساسية إزالة بعض العناصر الذين يعتقدون انها عناصر لبنانية تؤثر على الوضع".

سئل: هل من جديد في قضية اغتيالكم؟

أجاب: "هناك من يقول انه لم تحدث أي عملية اغتيال لي شخصيا وأتأسف لهذا الكلام، فالقضاء عاجز، القوى الأمنية كذلك والدولة والحكومة ساكتة وواثقة ان هناك شخصا من كوادرها مطلوب للعدالة وهو يرفض ذلك، ومعلوماتي انه يضع الشروط ليسلم نفسه، أي يسلم ثم يترك من دون توقيف، وكون القضاء يرفض هذا الأمر فهو لهذا السبب لا يسلم، ولا أريد أن افسح المجال في قضيتي للفضيحة التي حصلت في اغتيال الضابط اللبناني سامر حنا، إذ حصل وقتها اتفاق سياسي للأسف، وهو ان يسلم شخص على أساس انه القاتل وهو ليس القاتل الحقيقي ويتم توقيفه فترة معينة، ثم يطلق حرا. وتمنياتي الا يعودونا على هذا النوع من الصفقات، لأن هذا الأمر يسقط الدولة ويسقط ثقة الناس بالدولة".

سئل: المعروف ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كان يتابع شخصيا هذا الموضوع وقد اطلع من أحد القضاة على ما توصلت اليه التحقيقات؟

أجاب: "أشكر لفخامة الرئيس اهتمامه وأعلم انه يهتم بالموضوع، ولكن لا أعلم إذا كان يمتلك شيئا جديدا، لأن الموضوع أوقف ومعطل بسبب موقف "حزب الله" لرفضه ان يأتي محمود الحايك ويعطي إفادته للقضاء، لا سيما وان هذا العامل هو الذي يمكنه أن يحرك التحقيق، وامتناع تسليمه سيعطل التحقيق ويطوي صفحة محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، ولكننا نتكل على العدالة الإلهية التي تحصن الجميع".

سئل: في حال تطيير الإنتخابات، هل يمدد للمجلس النيابي؟

أجاب: "إذا لا سمح الله نجح الإنقلاب بتطيير الإنتخابات، آنذاك لا يتم التمديد للمجلس النيابي ويصبح هناك حكومة فقط تعمل من دون أي رقيب وهذا هو المطلوب، او انه يتم تنفيذ مشروع او إقتراح تمديد لمجلس النواب، وهذا طبعا سنواجهه بكل قوانا ولن نسمح به".

 

سامي الجميل كرم الاعلاميين: كونوا سلطة رقابة لاقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر ليكون اللجوء موقتا

  وطنية - أقام منسق اللجنة المركزية في "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل، لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، عشاء في بكفيا على شرف مئات الاعلاميين من مختلف وسائل الإعلام اللبنانية "تكريما لجهودهم طوال سنة ال2012". وتوجه الجميل في كلمة خلال العشاء الى الإعلاميين قائلا: "لكم كامل التقدير لان مهمتكم في لبنان صعبة، وليس سهلا ان تتواجدوا على ارض الاحداث في اوقات العنف، من طرابلس الى المخيمات الفلسطينية وحتى في مناطق من بيروت، ومهمتكم ليست كمهمة صحافي فرنسي يغطي مؤتمرا اقتصاديا أو اجتماعيا، بل هي صعبة وشائكة واتمنى لكم السلامة ونأمل ان تصبح ظروف لبنان افضل حتى تصبح مهمتكم اسهل".

أضاف: "نحن بحاجة في لبنان الى سلطة رقابة، فهي مفقودة، لان سلطات الرقابة الرسمية معطلة لاسباب عدة وبالاخص ديوان المحاسبة الذي يقوم بمهماته بعدد ضئيل جدا من الموظفين، كذلك الامر بالنسبة الى التفتيش المركزي وباقي سلطات الرقابة، وكأن المطلوب ان تتعطل هذه السلطات، ولكن هناك سلطة لا يمكن ان يقمعها احد وهي انتم، وطلبي ان تكونوا سلطة الرقابة الحقيقية وتتابعوا كل ملف حتى النهاية والا تسمحوا ان تكون هناك قضايا او ملفات منسية لاننا لم نستطع في لبنان مرة واحدة ان نصل الى خواتيم في اي موضوع، وانا اناشدكم ان تسيروا بالامور الى النهاية، الى حين يحاكم المسؤولون عن الفضائح التي تكشفونها".

وتحدث عن "الفضائح الاخيرة التي ظهرت كقضية تزوير الادوية والمخدرات وقضايا فساد اخرى"، داعيا الاعلاميين الى "متابعة هذه الملفات الى النهاية وقول الحقيقة كما هي".

وقال: "في ملف الكهرباء مثلا، سبق لي ان تحدثت عن قدرة الدولة اللبنانية على أن تؤمن الكهرباء على مدار الساعة من دون اي تكلفة، في المقابل يدفع لبنان لانتاج الكهرباء اليوم مليارات الدولارات، وهي ستكون دينا علينا وعلى اولادنا، في حين نستطيع ان نؤمن الكهرباء بشكل كامل من دون تكاليف اضافية، وهذا اسمه تحرير الانتاج اي ان نفتح المجال امام الشركات لتستثمر في القطاع وتنشئ المعامل في لبنان وتبيع الدولة بالسعر الذي تحدده الاخيرة". أضاف: "دولة كلبنان مفلسة وصلت الى حد 60 مليار دولار دين وكل عام تزيد الديون 3 الى 4 مليارات دولار جراء العجز الموجود في كل الميزانيات، وحتى الان لم نستطع ان نعتمد هذا الاقتراح، فليشرح لي احد سبب اللجوء الى الخيار الاخر عبر دفع المبالغ الطائلة لتأمين الكهرباء".

وتطرق الى المؤتمر الصحافي الاخير لوزير الطاقة الذي اشار فيه الى قوانين موجودة في أدراج مجلس النواب ويجب ان تطرح، سائلا "من سيطرحها ومن يملك الاكثرية اليوم لطرحها؟ ولماذا لا يطرحها رئيس مجلس النواب الذي هو حليف الاكثرية". وشدد على ان هذا الملف "يجب ان يقفل لان مؤسسة كهرباء لبنان تكلف الدولة كل عام مليار و300 مليون، في الوقت الذي تقصر فيه في ملف سلسلة الرتب والرواتب"، واضعا الملف "بين يدي الاعلاميين حتى لا نبقى مستقبلا بلا كهرباء". واذ أكد ان "المعيار الوحيد الذي يحكم مواقف حزب الكتائب هو مصلحة لبنان واللبنانيين"، قال "إن مواقفنا يمكن ان تزعج البعض في بعض المراحل ولكنها تبقى قناعاتنا التي لا يمكن ان نتزحزح عنها والتي نتوافق مع حلفائنا في الجزء الاساسي منها كالامور التي لها علاقة بسيادة لبنان ورفض السلاح غير الشرعي والتمسك بالعدالة وبحرية لبنان وسيادته والرفض المطلق للديكتاتورية في منطقة الشرق الاوسط، وبالاخص تلك التي دمرت لبنان واحرقته وسرقته ونهبته واحتلته على مدى ثلاثين سنة، ولا يمكن ان يكون موقفنا الا رافضا للنظام السوري".

أضاف "هذه هي الثوابت التي تجمعنا في 14 آذار والتي هي اليوم هيكل لبناء اي دولة في العالم، اما في كل ما يخرج عن هذه الثوابت الاساسية لبناء الدولة، فلنا رأي يمكن ان يكون متمايزا عن كل الافرقاء الموجودين على الساحة السياسية وهذا حق مكتسب لنا ولكن هذا الرأي ينطلق دوما من مصلحة لبنان وقيام الدولة اللبنانية والشعب اللبناني الذي يشكل الاولوية".

وتابع: "لدينا شعور ان ارضنا سائبة ولا حدود ولا سيادة ولا استقلال ولا احد مسؤول عن امن الشعب واقتصاده وحياته وعن مجتمع يعاني، فمن حقي هنا كمواطن لبناني وكمسؤول لبناني ان اقول الشعب اللبناني اولا ولبنان اولا ولا يمكن ان نتحمل امورا نحن غير قادرين عليها، وفي النهاية نحن ندمر بايدينا هذا البلد عندما لا نعطي الاولوية لشعبنا ولدولتنا ولامننا ولاقتصادنا ولمجتمعنا. لقد عشنا التجارب في الماضي ولم نتعلم منها، فاستقبلنا اللاجئين الفلسطينيين، وتطورت الامور الى ان دخل السلاح الى المخيمات ودخلت المصالح الاقليمية الى ان وصلنا الى الحرب الاهلية التي هي نتيجة فلتان الدولة وتقاعسها وغياب سيادتها، تقاعسها من القيام بواجباتها بحماية اللبنانيين ورفض وجود اي سلاح، ونحن من تركنا دولتنا تتدهور وتخلينا عن مسؤولياتنا التي اوصلتنا الى حرب ال1975. نحن اليوم سنة 2012 نتخلى مجددا عن مسؤولياتنا والدولة اللبنانية تستقيل مجددا من واجباتها، الامر الذي يمكن ان يوقعنا مجددا بكوارث جديدة في ضوء كارثة مخيم اليرموك في دمشق ودخول اللاجئين الفلسطينيين الى لبنان".

وقال انه "من اصل 466 الفا حسب آخر احصاء هناك عشرات الالاف غير مسجلين في الدولة اللبنانية ولا حتى في الاونروا، اذا دخل هؤلاء الى المخيمات واختلطوا مع كل اللاجئين الذين لا يحملون اوراقا ثبوتية، يكون قد زاد عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من 30 الى 40 الف لاجئ، عدا عن الاف اللاجئين السوريين المنتشرين في كل لبنان، وماذا بعد؟ الى اين سنصل؟ نحن نتفهم الوضع الانساني ولكن اين الضوابط؟ اين الدولة؟ اين الاحصاء؟ وما الذي يضمن عودة الامور الى مجراها عندما تحل الازمة السورية؟ اين امن اللبنانيين؟ نحن لا ندعو الى اقفال الحدود كالاردن والعراق ولكن نطالب ببعض الضوابط وان يكون هناك منطق في تصرفاتنا. لقد قامت القيامة علينا واتهمونا اننا نقف في وجه حقوق الفلسطينيين عندما رفضنا ادخال مئات الفلسطينيين الى الضمان الاجتماعي لان الضمان في حال افلاس واللبنانيون لا يستطيعون الاستفادة منه. كما اننا لسنا ضد فتح سوق العمل ولكن هناك 30% بطالة عند الشعب اللبناني، فاذا زدنا عليهم مئات الاف الفلسطينيين فماذا نكون قد حققنا؟ واين مصلحة الشعب اللبناني في هذا الامر؟ أصبحت أخجل من ان اتكلم لانني في كل مرة اتكلم بها أتهم بالعنصرية وبأنني ضد الحقوق الفلسطينية. ليت لبنان بحجم فرنسا ويملك قدرات دبي، ولديه بترول ليوزع الاموال على الجميع واراض ليوزعها على كل الناس، وليت اقتصاده مزدهرا، ولكن الواقع مغاير تماما، فبلدنا يرزح تحت وطأة الديون بعدما بلغ الدين 60 مليار دولار، نحن لسنا ضد احد ولكن ان يصبح اللبنانيون لاجئين في بلادهم ويجب ان نطلب اذنا لنتكلم عن مصلحة اللبنانيين، فهذا غير مقبول".

واعتبر ان "هناك حلولا عدة لهذه المشكلة، منها اقفال كل المعابر غير الشرعية على الحدود اللبنانية السورية لضبط حركة الدخول والخروج من خلال المعابر الرسمية وحتى يقوم الجيش والقوى الامنية بواجباتهما ودورهما بضبط هذه العملية لكي يكون اللجوء وضعا موقتا، لا ان يكون عملية متفشية على كل الاراضي اللبنانية. يجب تحديد مناطق معينة تستقبل اللاجئين وذلك تسهيلا لضبط هوية من يدخل ويخرج تمهيدا لتسهيل عملية العودة".

واكد ان "الوقت قد حان لنفتح ملف اللاجئين الفلسطينيين، فالدولة اللبنانية تتحمل اعباء امر لم تتسبب به، وكل حالات اللجوء التي حصلت لبنان غير مسؤول عنها، فلتتفضل كل دول العالم والدول العربية مشاركتنا المسؤولية"، داعيا الى "عقد مؤتمر دولي في لبنان تدعى اليه كل الجهات الدولية لبحث هذه المسألة والمساعدات الانسانية التي يجب ان تؤمن للاجئين لان الدولة اللبنانية عاجزة عن تحمل المسؤولية لوحدها".

وفي موضوع قانون الانتخاب، قال: "ان التيار الوطني الحر وفريق الثامن من اذار يتهماننا باننا نعطل اقرار قانون الانتخاب. نؤكد ونكرر ان لجنة بكركي جالت على كل الافرقاء السياسيين وقد جوبهت برفض طرح اللقاء الارثوذكسي وعدنا وطرحنا الدوائر الصغرى والنسبية ب15 دائرة، فكفى تحميلنا المسؤولية ولسنا نحن من يجب ان يدعو الى جلسة تشريعية في مجلس النواب، فلتطرح كل مشاريع القوانين على التصويت وليتحمل كل فريق مسؤولياته وكفى مزايدات". وختم الجميل مهنئا بالعيد ومتمنيا "ان يفتح اللبنانيون والمسؤولون قلوبهم وان ننظر الى بعضنا باحترام، فقد تعبنا من الحقد والتهديد والتخوين ونتمنى ان يكون الاداء السياسي في السنة الجديدة مرتكزا على العقل وليس على العواطف المبنية على الحقد، ويمكننا ان نعبر عن رأينا في كل الطرق ولكن ليس بالتجريح، فالمنافسة السياسية في البلدان الديمقراطية تحصل في صناديق الاقتراع وعبر اقناع الناس وليس بالاغتيال وبالسلاح غير الشرعي وبالتهديد وبرفع الاصبع".

 

ميقاتي يسقط في فخ أقواله.. في مسقط رأسه

يوسف دياب/المستقبل

كبيرة هي المشاكل التي يواجهها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مسقط رأسه طرابلس، لا بل هي معقدة جداً، ويبدو أن قطار إعادته الى قلوب أبناء الفيحاء الذين أولوه ثقتهم ومنحوه أصواتهم في انتخابات الـ2009 وما سبقها قد فاته. مشكلة ميقاتي أنه إذا ما استدرك أخطاءه يستدركها متأخراً، لا بل لا يكاد يكتشفها أو يستشعر جسامتها إلا بعد أن يوقظه الشارع الطرابلسي من سباته العميق، وليس سراً أن أخطاءه وخطاياه تحتاج الى سنوات أو الى عقود من التأمل والمراجعة، قبل أن تمحى من ذاكرة أبناء الشمال عموماً وطرابلس خصوصاً، لأن خيانة أصواتهم وثقتهم والمبادئ التي انتخبوه على أساسها لا تزال ماثلة وحيّة في وجدانهم، ولأن الانقلاب المدوي الذي نفّذه على الخط الذي يمثلهم ليس مجرّد هفوة أو زلّة أو مخالفة تمسح آثارها باعتذار أو تبرير لسوء فهم ما، إنما يرقى الى مصاف الجريمة الموصوفة التي يدفع اللبنانيون جميعاً اليوم وأبناء طرابلس بالتحديد أثمانها الباهظة.

لقد سئم أبناء الفيحاء ولا سيما الفقراء منهم، معزوفة ميقاتي الذي يزعم فيها أنه ما ارتضى تحمّل مسؤولية رئاسة الحكومة وأن يكون رأس حربة "حزب الله" وانقلابه المسلّح على الرئيس سعد الحريري وما يمثّل ومن يمثّل، الا لإنقاذ البلد من الفراغ والانزلاق الى الفوضى، وها هم يسألونه اليوم "من أي فوضى جنّبت البلد؟، ماذا تسمّي ما يحصل لأهلك ولمدينتك ولأحيائها الفقيرة؟، ألم تتنبّه أن من أدخل طرابلس في دورات العنف المتكررة هم حلفاؤك المحليون والإقليميون خدمة لأجندة أوصلوك الى سدّة الحكم من أجلها؟، أي استقرار وعدت المواطنين به والبلد في عهدك بات على شفير الانهيار الأمني مع عودة مسلسل الاغتيالات والخطف والتفجيرات والمعارك المتنقلة، وهو يدخل حالياً نفق الإفلاس المالي والاقتصادي، وبات على فوهة بركان اجتماعي مرعب؟".

منذ أن اعتلى ميقاتي مسؤولية السلطة التنفيذية في 25 كانون الثاني 2011 بفعل الانقلاب المسلّح لـ"حزب الله"، وطرابلس تدفع الثمن المكلف جداً لهذه المغامرة، والمؤسف أن المدينة فقدت الاستقرار منذ أن أطلق ميقاتي على حكومته صفة حكومة الأمن والاستقرار، والغريب في الأمر أن أمن المدينة يُضرب الآن على أيدي حلفاء دولته وأبناء صفّه الممانع والمقاوم، ويكفي في هذا المجال تذكيره بجولات العنف العشر التي حصدت أرواح عشرات الأبرياء، وخلّفت مئات المصابين والمعوقين ودمرت مئات المنازل والمؤسسات التجارية، وأسست لحالة من الحقد لم يسبق أن عرفتها طرابلس في أحلك أيام الحرب الأهلية.

المفارقة هنا، أن رئيس الحكومة حلّ أمس ضيفاً على مدينته المنكوبة، ليجمع حوله عشرات المؤيدين والأتباع، وليطلق مواقف استلحاقية يظنّ أنها كافية لمحو خطاياه، فها هو يعبّر عن فرحه للأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما طرابلس، لكن المستغرب في الأمر، أن أياً من فريق دولته ومستشاريه لم ينبهه الى أن الكثير من الناس ما زالوا خارج بيوتهم التي دمرتها قذائف الحلفاء، وهم مهجرون إما داخل المدينة أو خارجها، كما أن عدداً لا بأس به من أصحاب المصالح باتوا عاطلين من العمل بعدما أحرقت محالهم التجارية ومؤسساتهم وباتوا بحاجة الى مورد رزق يؤمن قوت أطفالهم، بينما هو ملتزم النأي بالنفس عن هذه الهموم التي لا داعي ليشغل باله بها، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، "ما الذي أطال عمر المعارك في دورتها الأخيرة لأسبوعين؟، وما دام الجيش قادراً على حسم الأمور، لماذا كل هذا التأخير في إعطائه الأمر وتوفير الغطاء السياسي له لنوفر مزيداً من الدماء التي أريقت على مذبح الحلف الجهنمي؟، ألم تكن الأحداث على هذا القدر من الخطورة وتستوجب أن يقطع دولته جولته الخارجية ويعود لدعوة المجلس الأعلى للدفاع الى الانعقاد واتخاذ القرارات التي اتخذها؟".

لم يكفِ أبناء طرابلس ويلات ما آلت اليه الأمور نتيجة سياسة ميقاتي وحكومته تجاه العاصمة الثانية وأهلها، إنما ذهب الى حدّ جلدها، وما هال الطرابلسيون تصريحه قبل أيام عندما أعلن أن انتشار الجيش في طرابلس حال دون إنشاء إمارة إسلامية، وهو ما أثار غضب الطرابلسيين الذين اعتبروا أن هذا الكلام يتناقض وتاريخ المدينة وثقافتها، وهو يتجانس مع التقارير التي تبرع الجهات المحسوبة عليه في السياسة بطبخها وتسويقها، واحتراف التزوير والتضليل وقلب الحقائق، وقد حاول استدراكها بالأمس علّه يفلح في تصحيح أو توضيح هذا التهوّر الكبير عبر قوله "عندما ذكرت كلمة إمارة كان القصد منها أن أهل طرابلس مسرورون للاستقرار ولدخول الجيش، ويعتبرون أن انتماءهم لأهل الدولة لأنهم يرفضون أن يكونوا إمارة أو مقاطعة، وقلت الإمارة في سياق الكلام بأن أهل طرابلس لا يقبلون بالإمارة والطرابلسي والشمالي حريص على الدولة اللبنانية والتعاون معها وعلى الدولة أن تكون دائماً موجودة"، هذا العذر لا يمحو خطيئة على هذا القدر، ولا يحجب حقيقة أن رئيس الحكومة تبنّى اتهاماً من هذا النوع قبل أن يسأل الأجهزة الأمنية التي يفترض أن تكون تحت إمرته، وهذه الخطيئة تنسحب أيضاً على موقف حكومة ميقاتي ووزرائه الذين عبّروا عن عنصرية مقيتة في مقاربتهم لقضية النازحين السوريين والفلسطينيين، ومطالبتهم بإقفال الحدود في وجههم، وإجبارهم على العودة الى الداخل السوري ليكونوا إما وقوداً لمحرقة نيرون دمشق، وإما دروعاً بشرية أمام شبيحته وأجهزة القتل التابعة له، فإذا به يعلن من طرابلس رفضه إقفال الحدود أمام النازحين، بينما لازم الصمت أمام فجور وزرائه على طاولة مجلس الوزراء، من دون أن يبدي ملاحظة أو يطرح علامة استفهام حولها. وما دام رئيس الحكومة اختار أن يكون كرسيّ الاعتراف وطلب الغفران في جمعية "العزم والسعادة" فهو لم يهمل مشكلة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، التي كان له دور في تأجيجها، وبدل أن يجبرها عاد ليكسرها، من خلال إعلانه أن الانتخابات ستجري في غضون الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة، وهذا ما أثار استغراب أحد أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي قال لـ"المستقبل" "هذا الكلام مخالف للقانون ولقرار مجلس شورى الدولة، لأن أي بحث بتحديد موعد الانتخابات مرتبط بانتهاء المحاكمة في المراجعة المقدمة"، وأوضح أنه "بعد صدور قرار نهائي من مجلس شورى الدولة يفترض أن يحدد من هي الجهة الصالحة للدعوة الى الانتخابات، المجلس الشرعي أم المفتي، وعندها يمكن تحديد موعد الانتخابات.

 

الجيش: انقاذ 8 مواطنين حاصرتهم الثلوج في جرود اهدن وسحب سيارات احتجزتها السيول في صور

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "مساء أمس قامت وحدة من الجيش في المنطقة الواقعة بين تلة الصليب والقرنة السوداء - جرود اهدن بعملية إنقاذ 8 مواطنين كانوا محتجزين داخل 3 سيارات بعد ان حاصرتها الثلوج في المنطقة، حيث تم إخلاؤهم وتقديم الإسعافات الأولية لهم. كما قامت وحدة أخرى من الجيش بالإشتراك مع عناصرالدفاع المدني بعد ظهر أمس في منطقة رأس العين - العبارة في صور على إخلاء عدد من المواطنين وسحب سياراتهم من جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت المنطقة. وتذكر قيادة الجيش المواطنين لدى حصول حوادث مماثلة، الى الإتصال بأقرب مركز عسكري إذا أمكن، أو بغرفة عمليات قيادة الجيش وغرف عمليات المناطق العسكرية على الأرقام التالية:

- قيادة الجيش :1701 - مقسم 20335

- جبل لبنان 956126/05

- البقاع: 901261/08 - مقسم 66031

- الشمال: 390848/06

- الجنوب: 725800/07 - مقسم 56031

 

خبراء يجزمون بصحة تسجيلات صقر (مرفق بفيديو) 

موقع 14 آذار/بعد السجال الذي جرى بشأن التسجيلات الصوتية للنائب عقاب صقر، قررت قناة "الجديد" أن تقطع الشك بيقين الدليل العلمي.

فقام الزميل فراس حاطوم بمراسلة شركة Audio forensic servises البريطانية المتخصصة بمجال التحقق من الاصوات والتي تملك خبرة بمجال تحليل الاتصالات الهاتفية والتثبت من وجود تلاعب فيها أم لا، شارحاً بأنه صحافي لبناني بعمل على التحقق من محتوى اتصال هاتفي مسجل بين نائب لبناني ومعارض سوري للتأكد مما اذا كان هذا الاتصال قد سجل بالفعل مرة واحدة وبشكل متتابع كما وصل الى وسائل الاعلام ام انه سجل على دفعات و في فترات زمنية مختلفة ، وسأل الشركة "عما اذا كان هناك من طريقة علمية للتحقق من ذلك"؟ وكان الجواب: "نعم، يمكننا ذلك ولدينا خبير متخصص قادر على مساعدتك في هذا الأمر". بناء عليه أرسلت قناة "الجديد" للشركة المذكورة تسجيلاً من التسجيلات الثلاثة التي زود صقر بها وسائل الاعلام وهو تحديداً التسجيل الذي يتحدّث فيه مع المعارض السوري لؤي المقداد عن اتصال شخص يدعى ابو النعمان به ومحاولته اقناعه بنقل السلاح.

وبعد أربعة أيام جاء الجواب من المؤسسة على شكل تقرير علمي مفصل وما يلي أبرز ما ورد فيه:

المرحلة الاولى

ميتا داتا.

- هذا التسجيل حصلنا عليه عبر الانترنت من طالب التقرير.

- طالب التقرير يقول انه حصل على التسجيل على قرص مدمج وانزله على جهاز الحاسوب الخاص به.

- التسجيل الموجود هو نسخة وليس المادة الأصلية .

- لا يمكنن تحديد وقت دقيق لتاريخ التسجيل الحقيقي او لتاريخ ادخال تعديلات عليه في حال وجدت.

- وقت التسجيل: اثني عشر دقيقة واربع وخمسون ثانية.

المرحلة الثانية:

- تم الاستماع الى التسجيل خمس مرات للتحقق من تتابع الاصوات الموجودة في الخلفية.

- مستوى صوت المتحدثين ثابت ولم تظهر اي معالم تقطع في التسجيل .

- ست مرات خلال التسجيل كان بالامكان سماع صون تكة.

المرحلة الثالثة:

- تم استخدام جهازي spectrogram وspectrum لمعاينة التكات

- التكات المكتشفة هي جزء طبيعي من الخلفية الصوتية للحوار وليست نتيجة اي عملية مونتاج.

المرحلة الرابعة:

تم مراقبة موجات التسجيل بدقة للتحقق من وجود اي اشارات على عملية مونتاج او تقطع في الصوت فلم يظهر ذلك.

نتيجة التحليلات:

بنتيجة تحليل المادة الموجودة لدينا وهي مادة منسوخة وليست المادة الأصلية لم تظهر اي عملية تلاعب بالصوت وهذا التسجيل هو بحسب ما تبين لحوار متتابع ولا يوجد ما يدل على تعرضه لأي نوع من انواع القطع والتوصيل أو اعادة الترتيب.

شاهد الفيديو:  http://www.14march.org/news-details.php?nid=NDIzNDMw

 

 68 جريحاً .. وهتافات تطالب بتطبيق الشريعة قابلها تنديد بـ "الإخوان" ومرشدهم/"حرب شوارع" في الإسكندرية عشية المرحلة الثانية من الاستفتاء

جانب من الاشتباكات التي شهدتها شوارع الاسكندرية (أ.ب)القاهرة - وكالات: شهدت محافظة الإسكندرية شمال مصر, أمس, مواجهات عنيفة بين متظاهرين مؤيدين للرئيس محمد مرسي وآخرين معارضين له, أسفرت عن إصابة العشرات بجروح, إضافة إلى حالات الاختناق بالغاز, وذلك عشية المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع دستور يثير انقساماً وتوتراً بين المصريين منذ أسابيع. واستخدمت قوات الأمن المركزي الغاز المسيل للدموع, ثم أقامت حاجزاً من عناصرها للفصل بين المتظاهرين الإسلاميين المؤيدين لمرسي وبين معارضيه الذين تراشقوا بالحجارة, في محيط مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية. واحتشد آلاف من جماعة "الإخوان المسلمين" والدعوة السلفية وحزبيهما "الحرية والعدالة" و"النور", بالإضافة إلى عدد آخر من قوى تيار الإسلام السياسي في "مليونية الدفاع عن العلماء والمساجد" بعد صلاة الجمعة, مرددين هتافات مؤيدة للشريعة الإسلامية أمام مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية, في حين وقف مئات من المعارضين على بعد خمسين متراً من المسجد, هاتفين ضد جماعة "الإخوان" ومرسي عشية المرحلة الثانية من الاستفتاء التي لا تشمل الإسكندرية. وقال أحد شهود العيان ويدعى حازم (37 عاماً) وهو من أهالي المنطقة "والله لن يحكم البلد إلا ما يختاره الناس", قبل أن يهتف "إسلامية إسلامية". وفي ما كانت القنابل المسيلة للدموع تنهمر على الفريقين, قالت امرأة منتقبة وهي تبكي أثناء فرارها من أمام المسجد "الداخلية تضرب الإسلاميين, وتترك البلطجية يهاجمونا.. حسبي الله ونعم الوكيل". أما محمد فائز (طبيب - 56 عاماً) الذي قدم للصلاة في المسجد رغم معارضته للرئيس المصري, فقال إن مصر كانت دائماً نسيجاً واحداً, لكن مرسي قسم البلد معسكرين. وامتد التراشق بالحجارة إلى الشوارع الجانبية القريبة من المسجد, في حين حاول الكثير من الناس الاحتماء بالفرار إلى الشوارع البعيدة عن المناوشات. وعاد الهدوء بعد نحو ساعة ونصف من المناوشات, قبل أن تمتد الاشتباكات إلى شوارع جانبية عدة, حيث سادت حالة من الكر والفر بين الطرفين. في غضون ذلك, هتف الإسلاميون "الشعب يريد تطبيق شرع الله" و"بالروح بالدم نفديك يا إسلام". في المقابل, ردد مئات المتظاهرين المعارضين للإسلاميين شعارات ضد "الإخوان" ومرسي, خصوصاً "بيع بيع .. الثورة يا بديع" في إشارة إلى مرشد الجماعة محمد بديع. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أحمد عمر, إن 68 شخصاً أصيبوا, جراء الاشتباكات, مشيراً إلى أنه تم نقلهم جميعاً إلى مستشفى رأس التين لتلقي العلاج. وأكد أن الوزارة دفعت بـ12 سيارة إسعاف أمام مسجد القائد إبراهيم لتأمين التظاهرات, إضافة إلى ثلاث سيارات بمحافظة بورسعيد شمال شرق القاهرة, وخمس أمام قصر الاتحادية في القاهرة, وخمس سيارات في ميدان التحرير لتأمين التظاهرات. وجاءت تظاهرات الإسلاميين, أمس, على خلفية مواجهات بين أنصار مرسي ومعارضيه, الجمعة الماضي, بعد اتهام خطيب مسجد القائد إبراهيم أحمد المحلاوي بأنه وجه المصلين للتصويت بنعم على مشروع الدستور. وهاجم المحلاوي "من يتولون وسئل الإعلام المصرية", داعياً المصريين إلى عدم "الانخداع بها, بعد "أن حرفت ما حدث الأسبوع الماضي, وصورت ضرب المسجد بالطوب على أنه شجار بين نعم ولا للاستفتاء على الدستور". وختم المحلاوي خطبته بالدعوة من أجل "الهداية والمغفرة للضالين والمذنبين, وبأن يكون عهد ولي الأمر (مرسي) عهد رخاء وأمن وطمأنينة". من جهته, دان شيخ الأزهر أحمد الطيب حصار المساجد والاعتداء على حرمتها لما لها من مكانة عظيمة في الإسلام باعتبارها بيوت الله في الأرض, مستنكراً الاشتباكات الدامية التي وقعت أمام مسجد القائد إبراهيم. وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية للاستفتاء على الدستور الجديد في الإسكندرية السبت الماضي, ارتفاع نسبة المصوتين بـ"نعم" لمشروع الدستور الجديد, وذلك وفقاً للمرحلة الأولى من الاستفتاء. وتنظم في مصر اليوم, الجولة الثانية من الاستفتاء وتشمل 17 محافظة تضم نحو 25.5 مليون ناخب مسجل وذلك بعد تنظيم المرحلة الأولى, التي شهدت تقدم المصوتين بـ"نعم" للدستور بنسبة تجاوزت 56 في المئة, وفقاً لأرقام غير رسمية, حيث ستعلن النتائج الرسمية النهائية للاستفتاء بعد انتهاء المرحلة الثانية.

 

فسحة عيد؟

علي نون/المستقبل

يُفترض مبدئياً يا إخوان يا خلاّن، أن تكون الأعياد وبهرجتها ومناخاتها، مناسبة لتعليق الكلام والسياسات والأدوار على شجرة مضيئة تخفّف من عتمة حروفها وصلافة مصطلحاتها ورعونة توعداتها الخرابية.

ثم يُفترض بعد تلك الفسحة "النوّارة" أن يعود الربع الى سريانه الأول وسيرته الأولى، حيث اللغة في ذاتها شغّالة حروب وولاّعة نكبات وولاّدة أساطير إسبارطية مجلجلة ومزلزلة ومدمّرة ومُسجّلة دائماً وأبداً تحت خانة الانتصارات الإلهية التامة، التي لا تشوبها رداءات ونواقص البشر.. كما نعرفهم. غير أننا وفي الآونة الأخيرة تحديداً وتبعاً لهيجان الوضع السوري، وانطلاق البازار المفتوح في شأن مصير السلطة الأسدية، وتطوّر الحكي عن ذلك المصير ووضعه في سياقات ومشاريع ومبادرات، تُجمع رغم افتراق تفاصيلها، على البحث في المستقبل طالما أن الحاضر قد انقضى أمره أو يكاد، وذلك المستقبل يعني جملة واحدة هي "سوريا بعد الأسد" وليس أي شيء آخر... في ضوء وعتمة كل ذلك الضجيج، لاحظ ويلاحظ الجميع، أن ترف الصمت غير متوفر بأي كميات معقولة، عند الممانعين المحليين وأربابهم خارج الحدود، بل إن الطخّ ازداد باتجاهات تهويلية أشمل وأعمّ: ما عاد يكفي لبنان وبلاياه، فتقرر "تفعيل" ومدّ وعود الويل باتجاه سوريا وانطلاقاً من تطوراتها المتسارعة! .. وزبدة تلك "التطورات المتسارعة" هي إقتناع معظم "المعنيين"، أن سلطة الأسد آفلة قريباً. وذلك، كما هو معلوم ومفهوم، زلزال لن تقتصر مفاعيله الارتدادية على الجغرافية السياسية السورية بل سيطال أول ما يطال، المركز الإشعاعي الأول للممانعة في طهران وملحقاته، من بغداد الى جنوب بيروت. وبالتالي، بدا أنه لا بد من تخريب الحفلة قبل أن تبدأ، وذلك كارٌ لا أحد يبزّ أهل الممانعة فيه وفي تفاصيله وكيفياته.. فصيل الحرب النفسية لا يرتاح، ولا يأخذ إجازة، ولا يعرف شيئاً عن الأعياد وما شابه من توليفات لا تليق بصهيل الخيول وقرقعة الخناجر والسيوف في ساحات الوغى.. وكل ساحة هي ساحة وغى. وكل صباح هو مطلع أيام بطولات وأمجاد ونوازل وصواعد لا مثيل لها في العالمين. .. وعليه، انهمر الكلام فجأة مثل أمطار كانون، وراوحت غزارته وحدّته بين التلويح بـ"حرب عالمية" والتلويح بقدرات "حزب الله" على التدخل في "اللحظة المناسبة" لتصحيح المسار التحريفي الفالت في سوريا! ودون ذلك، وفي موازاته، بدأت تسريبات (مألوفة) عن نيّات الحزب في الداخل اللبناني، إلا أنها بقيت تسريبات غير حاسمة تبعاً للنمط ذاته الخاص بترك الأغيار "حيارى" إزاء الخطوة التالية؟! وفي الخلاصة المنحوسة، خاب وسيخيب أكثر، أمل التائهين في ليل أحلامهم، بفسحة بسيطة تريح اللبنانيين من أثقال "الانتصارات" ووعودها وأكلافها ومآسيها.. فإسبارطة لا تنام ولو لأيام! شكراً.

 

سوريا.. الآن المخرج الروسي!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الواضح أننا وصلنا الآن إلى مرحلة إيجاد مخرج للروس في الأزمة السورية، وليس مخرجا لبشار الأسد من سوريا، فالتصريحات الروسية الأخيرة، ومنها تصريحات الرئيس الروسي نفسه، تقول إن موسكو بدأت عملية النزول من السلم السوري، كما قال لي أحد المطلعين على هذا الملف. الروس يحاولون الآن الظهور بأنهم يقدمون ما بوسعهم، دبلوماسيا، لتقديم حلول في الأزمة السورية، بينما يظل الرافض لكل ذلك هو الأسد نفسه. وعليه، يكون بمقدور الروس حينها الإعلان عن تحول جذري في موقفهم تجاه الأزمة السورية، وهذا تقريبا رأي من تحدثت إليهم من المتابعين للملف السوري، وخصوصا العلاقة مع روسيا. فهناك إجماع بين من تحدثت معهم على أن هناك موقفا روسيا متطورا، خصوصا أن الأوضاع على الأرض باتت تسير بسرعة كبيرة ضد النظام الأسدي.

ومن ضمن التحركات الروسية حديث عن مقترح روسي لتشكيل مجموعة مكونة من الدول الإسلامية، ودول ذات علاقة بالملف السوري، لمباشرة تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، مع تشديد روسي على أن موسكو لن تقبل باستضافة الأسد! كما أن موسكو تتواصل الآن مع الأميركيين، من خلال اجتماعات جنيف، وأيضا مع الأتراك، مع الدفع بضرورة إعطاء فرصة للممثل الأممي السيد الأخضر الإبراهيمي، الذي سيلتقي الأسد، رغم اقتناع موسكو بأن الأسد سيرفض كل الحلول. وبحسب من تحدثت معهم، فإن الهدف الروسي هو من أجل أن يتسنى لهم القول بأنهم قد فعلوا كل ما بوسعهم مع الأسد، ثم تقوم موسكو بتغيير موقفها علنا. ويقول لي مسؤول مطلع على الملف، وعلى تواصل مع الروس إن «الروس يريدون النزول من السلم بكل هدوء، لكن بعد أن يقولوا، ويظهروا فعليا، بأنهم قد استنفذوا كل ما بوسعهم لإقناع الأسد»، مضيفا: «يجب عدم إغفال أن لدى الروس حلفاء آخرين، ولا بد أن يكون التحول بالموقف الروسي مقنعا لهؤلاء الحلفاء، وليس تحولا وحسب».

وبالطبع فإن هناك أسئلة مستحقة ستواجه الروس، في الداخل والخارج، وهو لماذا أطالت روسيا في الوقوف مع الأسد؟ وما الثمن لذلك؟ ولماذا تتخلى عنه الآن؟ وما الثمن لذلك أيضا، أي ما هي معايير الربح والخسارة في هذا الأمر؟ ولذا، فمن الواضح اليوم أن الروس هم الذين في حاجة إلى مخرج من الورطة السورية، وليس البحث عن مخرج للأسد من سوريا، خصوصا أن طاغية دمشق بات أقرب من أي وقت مضى للسقوط، سواء بوساطة روسية، أو من خلال فتح روسيا الطريق لقرار بمجلس الأمن، أو من خلال الثوار السوريين على الأرض، والذين يحققون تقدما مذهلا على قوات طاغية دمشق.

محصلة القول إنه من الواضح، وكل المؤشرات تقول ذلك، أن الروس هم من بحاجة لمن يوجد لهم مخرجا، وليس الأسد، في الأزمة السورية، ونحن هنا لا نتكلم عن ثمن، بل عن مخرج يحفظ ماء الوجه لموسكو، ويبرر إعلان تغير الموقف الروسي في سوريا بشكل جذري. وعليه، فمن الذي سيقوم بتوفير هذا المخرج للروس، هل هم الأميركيون، أم العرب، وتحديدا الخليجيين، أو قل السعوديين؟

 

المصريون في 17 محافظة يصوتون اليوم في المرحلة الثانية من الاستفتاء ومعركة على الدستور... في الإسكندرية

القاهرة - «الراي/عشية المرحلة الثانية والحاسمة من الاستفتاء على مشروع الدستور المثير للجدل في 17 محافظة مصرية اليوم، انفجر الاحتقان الناجم عن الخلاف حول المشروع، اشتباكات عنيفة في الاسكندرية اسفرت عن عشرات الجرحى، وذلك خلال تظاهرة نظمتها القوى الاسلامية في المدينة تحت عنوان «الدفاع عن الشريعة والمساجد». وتبادلت أعداد كبيرة من انصار القوى الاسلامية المؤيدة للدستور والقوى المدنية الرافضة له الرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة في ساحة مسجد القائد ابراهيم في المدينة، ما أدّى إلى وقوع عشرات الإصابات، واستدعى تدخّل عناصر من الأمن المركزي التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وردد الإسلاميون وهم بغالبيتهم من انصار الزعيم السلفي الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل هتافات مؤيدة لمشروع الدستور وللرئيس محمد مرسي، ووجهوا شتائم للقوى المدنية. وافاد شهود انهم قاموا بالاعتداء بالضرب على بعض الصحافيين وحطموا كاميرات كانوا يحملونها وحاصروهم في مقهى في المنطقة. وفي المقابل، اتهم حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، التيار الشعبي الذي يتزعمه حمدين صباحي باستخدام «بلطجية» وخارجين على القانون للاعتداء على المتظاهرين الإسلاميين. وجاء تنظيم التظاهرة ردا على حصار الشيخ احمد المحلاوي من جانب انصار القوى المدنية في مسجد القائد ابراهيم في الجمعة السابقة.

واشتباكات الامس هي الفصل الاحدث في نزاع طويل، كان في بعض الاحيان داميا، بين قوى الاسلام السياسي التي يتصدرها «الاخوان المسلمين» والقوى المدنية التي انضوت في «جبهة الانقاذ الوطني» للعمل على منع الاسلاميين من الاستئثار بالسلطة والانفراد بصياغة دستور البلاد ما بعد الثورة. وتراهن جبهة «الانقاذ» على اسقاط الدستور في الصناديق، وان لم يحصل ذلك فعلى الاقل خفض نسبة التأييد له الى ادنى حد ممكن، للتشكيك في شرعيته في المرحلة اللاحقة لاقراره، وتجادل بان الدستور يجب ان يحظى بنسبة تأييد تصل الى الثلثين ولا يكفي ان يقر بالاغلبية البسيطة ليكون شرعيا. ويعني ذلك ان صفحة هذا النزاع لن تطوى بانتهاء التصويت واعلان النتيجة، خصوصا ان التصويت تشوبه مقاطعة قضائية واسعة في عملية الاشراف عليه، وهو ما يعطي دفعا اكبر للمعارضة الرافضة له.

 

تعيين هيغل وزيراً للدفاع قد يفتح حواراً مباشراً مع إيران وأوباما قال لمقربين إنه لا يخشى الهبوط في طهران ولقاء خامنئي

واشنطن - من حسين عبدالحسين/الراي

في الظاهر، تبدو المعركة سياسية قاسية حول امكانية اختيار الرئيس باراك اوباما للسناتور الجمهوري السابق تشاك هيغل وزيرا للدفاع خلفا لليون بانيتا. في الواقع هي معركة بين اللوبين الاسرائيلي والايراني داخل العاصمة الاميركية حول فتح حوار مباشر وغير مشروط بين الولايات المتحدة والنظام في طهران.

اصدقاء اسرائيل اعترفوا بارتكابهم خطأ عندما شن الحزب الجمهوري حملة ضروس من اجل اقصاء مبعوثة الولايات المتحدة الى الامم المتحدة سوزان رايس عن منصب وزيرة الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون، بسبب تصريحات رايس حول حادثة مقتل اربع اميركيين بينهم السفير اثناء الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 سبتمبر الماضي.

رايس كانت قد قادت عملية تشكيل تحالفات دولية ساهمت في استصدار اقسى عقوبات اقتصادية اممية ضد النظام الايراني. كذلك قادت رايس حملة ضد النظام السوري ورئيسه بشار الاسد، ولكن لان الموضوع السوري ليس في اولوية الرئيس الاميركي، لم تلق سفيرته الدعم الكافي واكتفت بمشاهدة الروس والصينيين يهزمون ثلاثة قرارات في مجلس الامن حول سورية باستخدامهم حق النقض (الفيتو)، ما ادى الى اشتباكات كلامية متعددة، في السر كما في العلن، بين رايس ونظيرها الروسي فيتالي تشوركين.

وبعدما سحبت رايس ترشيحها الى منصب وزيرة خارجية وتسلطت الاضواء على المرشح البديل السناتور الديموقراطي جون كيري، بطل «سياسة الانخراط» مع الرئيس السوري بشار الاسد، ادرك الجمهوريون، وخصوصا قائد الحملة السناتور جون ماكين، انهم اخطأوا باخراجهم حليفة طبيعية هي رايس، واستبدالها بوزير قد يتبنى مواقف معاكسة لكل مواقف الجمهوريين في السياسة الخارجية.

على ان الخطأ الجمهوري الاكبر هو في استنزاف رصيدهم في المعارضة لاخراج رايس، ما سيسمح لاوباما بتعيين ليس كيري فحسب، بل هيغل الذي يتقدم على كيري بدعوته الى فتح حوار مباشر وغير مشروط مع ايران، اذ على اثر معركة رايس، سيبدو الجمهوريون الآن في موقف المعرقل في حال استخدم اعضاؤهم في مجلس الشيوخ «حق تجميد» تعيين هيغل، خصوصا جون ماكين، احد ابطال حرب فيتنام الذي سيجد من الصعب ممارسة «حق التجميد» في تعيين زميل سابق له وحامل اوسمة من حرب فيتنام مثل هيغل.

بدوره، سيبدو اوباما في موقف الضعيف على صعيد اختياره افراد فريقه اذا ما تراجع عند كل منعطف امام رغبات الجمهوريين.

لكن مشكلة اصدقاء اسرائيل وحلفائهم الجمهوريين مع هيغل كبيرة، واعمق بكثير من تحفظهم ضد رايس، بسبب مواقف هيغل من الحوار مع ايران.

ولفهم سبب اندفاعة هيغل تجاه طهران، يجب التأمل في تجربته الحياتية، فهيغل عاد من حرب فيتنام في السبعينات للبحث عن عمل، وكان الرئيس الجمهوري الراحل ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسينجر قد عادا للتو من رحلة مفاجئة بدأت حوارا مع الصين الشيوعية. الحوار مع الصين كان يهدف الى التعامي عن المبادئ المتضاربة والحديث عن المصالح المشتركة، وخصوصا الاقتصادية منها، وهو ما ادى الى انفتاح اقتصادي بين البلدين، وكان اول المستفيدين منه هيغل، الذي اسس شركة اتصالات في الصين، وجمع منها ثروة كبيرة.

هيغل يعتقد انه كما نجحت اميركا في التعامي عن تباينها عقائديا وسياسيا مع الصين، وكما نجحت في استيعاب مصالح الصين الاقليمية، يمكن لاميركا التعامي عن الاختلاف السياسي والعقائدي مع ايران، واستيعاب اجندتها الاقليمية، في مقابل انفتاح اقتصادي يعود على الاميركيين والايرانيين بمنافع كبيرة.

اوباما، بدوره، يتبنى نظرية الحوار المباشر وغير المشروط مع ايران، حتى انه قال لمقربين انه لا يخشى الهبوط في طائرة في طهران وعقد لقاء مع مرشد الثورة علي خامنئي وكبار مساعديه ان كان ذلك يساهم في اقناع ايران في التخلي عن ملفها النووي في مقابل انفتاحها على اميركا والعالم والاعتراف بدورها الاقليمي.

المشكلة التي تواجه اوباما هي ان سيناريو الحوار مع ايران تكلفته السياسية كبيرة جدا داخل واشنطن، فمن غير الممكن لاميركا التعامي عن دور ايران في المنطقة من دون ان يثير ذلك خوف وغضب اسرائيل، التي تتمتع بثقل سياسي هائل داخل واشنطن.

اذن، سيجد هيغل او اي داع اميركي الى حوار غير مشروط مع ايران نفسه في مواجهة سياسية مع اسرائيل واصدقائها الاميركيين الكثر، وهو ما بدأ يحصل فعلا مع هيغل الذي وجد نفسه فجأة في مواجهة هجوم ساحق ضد فكرة توليه منصب وزير دفاع.

وللدفاع عن نفسه، حاول هيغل شن حملة مضادة، لكن «فرص هيغل، السناتور المتقاعد والذي انحل فريق عمله وتبعثر، ضئيلة مقارنة برايس مثلا التي مازالت في دائرة الضوء بسبب منصبها في الادارة والفريق الضخم الذي يساعدها»، حسب المعلق الاميركي جوش روغان.

روغان اجرى مقابلة مع آدم باراسيليتي، وهو مستشار هيغل سابقا للشؤون الخارجية ويعمل اليوم رئيسا لتحرير صحيفة «آل مونيتور»، وهذه الاخيرة يملكها رجل النفط الاميركي من اصل سوري جمال دانيال الذي يملك حصة كبيرة كذلك في صحيفة «السفير» اللبنانية.

باراسيليتي وصف من يشنون الحملة ضد هيغل بانهم «منحطون»، وقال ان اعتبار ان هيغل هو «ضد اسرائيل هو هراء، ولا ينعكس في سجل تصويته في مجلس الشيوخ، وهو يعرف الامور واللاعبين هناك (في اسرائيل) مثل اي سياسي آخر في واشنطن».

وفي وقت لاحق، وزع مناصرو هيغل من مساعديه السابقين بيانا تضمن تصريحات تزكية من يهود اميركيين هم سفير اميركا السابق في اسرائيل دان كيرتزر، والباحث دايفد آرون ميلر، ولوبي «جاي ستريت باك» المناهض لـ «آيباك». لكن كيرتزر وميلر من ابرز الداعين الى الانفتاح على ايران، وهو ما يعني ان تصريحاتهم لا تساهم في كسب اصدقاء اسرائيل الاميركيين لمصلحة ترشيح هيغل.

وفي مفارقة لافتة، برز الموقع الانكليزي لقناة «برس تي في» الايرانية كأحد المدافعين عن هيغل وترشيحه، وهو ما يعد ادانة اكثر منه تزكية لهيغل في اوساط واشنطن.

بدورها، هاجمت كل من «واشنطن بوست» في افتتاحيتها، وصحيفة «ويكلي ساتندرد» اليمينية، وعدد من الجمعيات اليهودية - الاميركية هيغل وامكانية تعيينه وزيرا للدفاع.

ومع انه من المتوقع ان يعلن البيت الابيض ترشيح اوباما لكيري في اية لحظة، ستستمر المعركة حول ترشيح هيغل، وتاليا حول امكانية فتح حوار اميركي رسمي ومباشر وغير مشروط مع ايران.

وأوضح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الخميس بجلاء مدى تمسك أوباما بهيغل.

وقال دون ان يقر بأن مسألة هيغل قيد البحث كي يخلف بانيتا: «حارب السناتور هيجل واراق دمه من اجل بلاده. ابلى بلاء حسنا في سبيل بلاده. انه سناتور ممتاز». 

 

تخويفنا من نقد «الإخوان»!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الآن بصعودهم إلى سلم الحكم في مصر صار «الإخوان» في نظر البعض مثل البقرة المقدسة، لا يجوز لأحد نقدها، لأنه نقد للإسلام! وهذا حكم لن نقبل به، فـ«الإخوان» حركة سياسية لها ما لبقية الأحزاب وعليها ما عليها.

وحماية للجماعة بدأت تدار حملة شعواء على ناقدي ممارسات «الإخوان» في مصر، تسعى لجعل النظام فوق النقد، وتحصين الجماعة بقدسية لا تستحقها، فقط لأنها سمت نفسها إسلامية، وطبع أعضاؤها زبيبة الصلاة على جباههم. بالنسبة لنا «الإخوان» جماعة سياسية تخطئ وتصيب، وتستحق التقدير والنقد وفقا لأفعالها. وأنا أقول للمرجفين من أتباعها في المنطقة: لقد عايشنا هذا الإرهاب الإعلامي سنين، ووجه ضدنا مرات من قبل ولم ينجح، ولن يفلح، وسيأتي يوم يكتشف المغرر بهم ما اكتشفوه في حملات سابقة. خبرنا هذا الإرهاب مرات ضدنا باسم حزب الله، حيث كنا نُخوّن فقط لمجرد نقاشنا أفعاله، ونُتهم بأننا عملاء للصهاينة. هؤلاء الذين كانوا يحاربوننا ظلما بالأمس انقلبوا اليوم على حزب الله، يذمونه بلغة نحن نخجل من استخدامها. والشيء نفسه قيل لنا وضدنا بسبب إيران، التي زعموا أنها نصيرة الإسلام وعدو إسرائيل، اليوم هم أنفسهم بدلوا موقفهم إلى الضد، ويقولون ضدها بأكثر مما نعلق. وكذلك كانوا يدافعون عن نظام بشار الأسد الذين صدقوا أحاديثه عن العروبة وفلسطين ومحاربة الخارج، مغمضين أعينهم عن جرائمه التي لم تبدأ فقط في مارس (آذار) من العام الماضي عندما بدأت ثورة الشعب السوري ضده، حتى عندما قتل عشرات القيادات اللبنانية، كانوا يسمونه ورفاقه بـ«جبهة الممانعة»، ويؤكدون أن من ينتقده هو في خندق إسرائيل، تحت هذا العنوان كنتم تدافعون عن جرائمه وجرائم رفاقه. ونذكر هؤلاء الذين يشهرون ألسنتهم في وجوهنا بما قالوه في زمن صعود «القاعدة»، والدفاع عن أسوأ جماعة عرفها الإسلام في تاريخه، حيث كانوا يذبون عنها كما لو كانت لواء خالد بن الوليد بعث من قبره!

أقول لكل من قدسوا حسن نصر الله، وهاجمونا بسبب إيران، وبن لادن، والأسد.. أقول: على رسلكم، لا تستعجلوا الحكم على من ينتقد «الإخوان» في مصر أو غيرها، فهذه سياسة وهم سياسيون ليسوا منزهين. وبكل أسف انظروا بعد بضعة أسابيع من توليهم الحكم في مصر، لم يتورع بعض «الإخوان» عن الافتراء والكذب. فما قالوه عن منافسهم الدكتور محمد البرادعي نموذج بسيط من أسلوبهم في تشويه سمعة الخصوم، من تكفير وتخوين. زعموا أنه باع العراق ودمره، وغيره، في حين يعرف المتابعون أنه كان أكثر العرب الذين أداروا منظمات دولية نزاهة وأخلاقا، وكان رافضا توريط المنظمة الدولية في النزاع على العراق. كل هذا مسحوه بجرة قلم وكتبوا تاريخا مختلفا للرجل، فقط من باب الاستفراد بالساحة واغتيال شخصية الخصوم.

أدرك أنه من الصعب على البعض التفريق بين المشتغلين بالإسلام كدين والمشتغلين بالسياسة ممن يرفعون شعارات دينية، وهذا سبب استخدام الانتهازيين للدين. انتقاد «الإخوان» في الحكم، لا يعني أننا ننتقد الصحابة، بل جماعة سياسية عادية. وعندما ننتقد حركة اشتراكية فلا يعني هذا أننا ضد قيم العدالة الاجتماعية، وعندما كنا ننتقد البعثيين والقوميين لم يكن ذلك يعني رفضنا لمفهوم الوحدة العربية. لهذا لا يفترض أن ننحني لحملة الشعارات، سواء دينية كانت أو وطنية، ولا حصانة لهم، فهؤلاء ساسة وهذه أحزاب سياسية، فلا الوقوف ضد حزب العدالة يعني أننا مع الظلم، ولا الوقوف ضد الحرية معناه أننا ندعو للعبودية، إنها أسماء مثل أسماء الأفراد، سماها أصحابها تيمنا بها أو إغواء للعامة.

المؤسف أن الجمهور نفسه الذي لا يقوم من كبوة فكرية حتى يسقط في أخرى مثلها. الأخطاء نفسها تعود بلباس وسمات وأسماء جديدة، لهذا فقط على الذين يقدسون الأبقار الدينية، إخوانا أو غيرهم، أن يفسحوا لها الطريق، أما نحن فلا يعنينا أمرها!

 

25 مليون ناخب في 17 محافظة في المرحلة الثانية والمصريون يحسمون اليوم الدستور والمعارضة تناشد مرسي «تجميد النتائج»

القاهرة - من يوسف حسن وأحمد عبد العظيم ووفاء وصفي/الراي

وسط حالة سياسية ساخنة وأجواء خلافات صعبة ما بين القوى المدنية والدينية ونتيجة أزعجت الإسلاميين في المرحلة الأولى، تشهد مصر اليوم المرحلة الثانية والأخيرة من الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، التي ستجرى في 17 محافظة، وهي الجيزة والقليوبية والمنوفية والبحيرة وكفر الشيخ ودمياط والإسماعيلية وبورسعيد والسويس ومرسى مطروح والبحر الأحمر والوادي الجديد، والفيوم وبني سويف والمنيا والأقصر وقنا.

ويصوت 25 مليونا و495 ألفا و237 ناخبا في 6 آلاف و 724 لجنة اقتراع فرعية، تحت إشراف قضائي ووسط تأمين وحراسة من رجال القوات المسلحة والشرطة.

وكانت المرحلة الأولى لعملية الاقتراع قد جرت في 15 ديسمبر الجاري في 10 محافظات، التي أسفرت وفقا للنتائج غير الرسمية عن أن نحو 56.5 في المئة تقريبا قد وافقوا على مشروع الدستور، وأن 43.5 في المئة قد اعترضوا على مشروع الدستور.

وشكلت اللجنة العليا للانتخابات أيضا غرفة عمليات بمقر كل محكمة استئناف في المحافظات التي تجرى فيها المرحلة الثانية من الاستفتاء، على أن يبدأ عمل غرف العمليات تلك اعتبارا من صباح اليوم حتى نهاية عملية الاستفتاء، كما وافقت اللجنة العليا على زيادة عدد الموظفين الإداريين باللجان الفرعية «لجان الاقتراع» المعاونين للقضاة.

ورغم إعلان اللجنة وجود أعداد كافية من القضاة للإشراف على عملية الاستفتاء، غير أن نوادي الهيئات القضائية، سواء بالنسبة للقضاء العادي والنيابة العامة، أو قضاة مجلس الدولة، أو النيابة الإدارية، أعلنت أن أعضاءها لن يشاركوا في الإشراف على الاستفتاء، وبررت نوادي الهيئات القضائية موقفها، نظرا لاستمرار حصار المحكمة الدستورية العليا من جانب أعضاء حركات الإسلام السياسي.

مصادر قضائية، أكدت أن اللجنة العليا للانتخابات مارست في الساعات الأخيرة جهودا وضغوطا بغية إقناع العديد من القضاة بالعدول عن اعتذارهم عن عدم الإشراف على الاستفتاء.

وكشف رئيس مجلس الدولة المستشار غبريال عبدالملاك عن أن عدد المستشارين المشاركين في الإشراف على المرحلة الثانية أقل من الذين شاركوا في الإشراف على المرحلة الأولى، مؤكدا أن عدد مستشاري المرحلة الثانية هم 1300 مستشار و660 موظفا في المجلس، بينما كان عدد القضاة بالمرحلة الأولى 2300 مستشار.

وأمنيا انتشرت القوات المسلحة لدعم الشرطة المدنية في تنظيم المرحلة الثانية، وحرصت القيادة العامة للقوات المسلحة على مراجعة كل الترتيبات والإجراءات المرتبطة بتأمين المرحلة الثانية من الاستفتاء بالتنسيق مع وزارة الداخلية. وقالت مصادر عسكرية إن التعليمات من قيادات الجيش شددت على ضرورة فرض السيطرة الأمنية على جميع مداخل وخارج كل لجنة استفتاء وتكثيف التواجد في مناطق اللجان المعروف عنها «الشغب» مع الدفع بدوريات من الشرطة العسكرية بشكل مستمر طوال فترة التصويت، علاوة على وضع معدات جيش إضافية في حالة استعداد دائم بجميع وحدات الجيش للتدخل في حالة تطور الأمور.

وطلب القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي، من قيادات الجيش، القيام بجولات مفاجئة على اللجان لمراقبة الوضع الأمني، علاوة على بدء عمل غرف عمليات القوات المسلحة بجميع قيادات ومناطق الجيش للعمل ومتابعة كل الأمور على مستوى جميع المحافظات التي يتم فيها الاستفتاء، وكذلك قيام القوات الجوية بالخروج بـ 17 طلعة جوية في هذا اليوم لمراقبة الأوضاع الأمنية ورصد أي تحركات غير طبيعية ونقلها للقيادات وغرف عمليات الجيش. وحذرت جبهة الإنقاذ الوطني من استخدام المساجد في الصراعات السياسية والترويج لموقف بعينه في الاستفتاء، باعتبار أن كلا الموقفين سياسي، لا دخل للدين أو الجنة والنار بهما، وذلك حرصا منها على وحدة النسيج الوطني. وأعدت التيارات والأحزاب الإسلامية غرفة عمليات لمتابعة المرحلة الثانية من الاستفتاء، وأوصت ببذل الجهد في المرحلة الثانية لتصل مزايا الدستور لكل منزل وقرية ومقهى وفرد من خلال قيام أفراد التيارات الإسلامية بتوزيع الدستور ونشرات حول مميزاته ودفع الشبهات حوله، وتفسير سبب الموافقة على الاستفتاء بالإيجاب، وفتح حوار بحب وصبر وصدر رحب ليخرج الحاضرون بقناعة.

وحذرت التيارات الإسلامية أتباعها من الانجرار إلى العنف الذي أشعله الإعلام والفلول الذين لم تعجبهم نتيجة المرحلة الأولى، ووجهت أتباعها بالنوم مبكرا ليلة الاستفتاء، والاستيقاظ قبيل الفجر لصلاة ركعتين ودعاء الله والتضرع إليه. ودعت الجمعية الشرعية، المصريين إلى التصويت بالموافقة على الدستور تغليبا للمصلحة الوطنية، وحرصا على بناء مؤسسات الدولة.

 

الجهاديون" من صناعة الأسد وإهمال الغرب للثورة

 أسعد حيدر/المستقبل

لم ينته العالم في 21 كانون الأول من العام 2012، لكن الأسديين يتصرفون وكأن نهاية النظام الأسدي و"فارسه" بشار الأسد هي نهاية الماضي والحاضر والمستقبل. حتى لا تقع هذه النهاية المحتومة والمرسومة مثل موت معلن، فإنهم يحيكون ألف حجة وحجة لا يقنع مجموعها سواهم. ما زالوا يشددون على أن الأسد باق حتى 2014 وبعدها لكل حادث حديث. من الوقائع المسلّم بها أن الأسد خارج كل الحلول بما فيها أكثر التسويات المفترضة ومنها جنيف تفاؤلاً. ما يعني العالم هو تقديم الضمانات للعلويين لينجزوا "طلاقهم" مع الأسد وعائلته، لأن في ذلك تسريع دراماتيكي لخلاص سوريا من دفع المزيد من ضريبة الدماء التي تدفعها للحصول على الحرية والسيادة والكرامة. ووسط بكائية غير معهودة لدى الأسديين على الشعوب وتضحياتها، يهددون السوريين أولاً والعرب والعالم ما عدا روسيا وإيران بأن "صوملة" سوريا ستحرق الأخضر واليابس في المنطقة والعالم كله. ولذلك فإن ما جرى ويجري في مصر واليمن وليبيا وتونس ليس أكثر من نقطة ماء أمام بحر الدماء والدموع السوري. الواقع أن ما يجري في هذه الدول التي عاشت وتعيش الربيع العربي بكل زخمه هو من طبيعة الثورات دائماً الولادات تتطلب مخاضات صعبة ومؤلمة. في مصر، رغم جشع وشراهة "الاخوان المسلمين" للسلطة، فإن سقوطهم في التجربة يسقط وهماً كبيراً طالما أخافت الأنظمة العربية به شعوبها. جزء أساسي من القمع غير المحدود والمسبوق ضد الاخوان المسلمين في مصر، خصوصاً في سوريا كان خلفه خطة لتصحير الحياة السياسية ونشر الرعب بين الأجيال، خصوصاً الصاعدة منها. لم يستوعب الاخوان، أن الدستور ليس قانوناً حتى يطبق لدى حصوله على نعم من نصف الشعب زائد واحد. الدستور يتطلّب توافقاً وطنياً. في جنوب إفريقيا تطلبت صياغة الدستور سنتان من المناقشات الغنية بين مختلف مكوّنات الشعب الذي عاش حرباً عنصرية طويلة، قبل طرحه على الاستفتاء وحصوله على موافقة 94 في المئة عليه. عكس ما يشيعه الأسديون، الشعب المصري يصنع نفسه بنفسه تاريخه اليوم. دخول المعارضة المدنية بهذا الزخم في معركة الاستفتاء على الدستور يعني الدخول الى قاع المجتمع المصري وبداية إزالة تصحير الحياة السياسية وبناء مجتمع غني بالفكر والتعددية وقبول الواحد للآخر، وممارسة التبادلية السياسية في أرقى صورها. مهما كان الوضع صعباً حالياً والقلق كبير فإن مصر اليوم وغداً أفضل بكثير من حسني مبارك و"المباركية" التي لم تكن مباركة لكثرة ما فرضته من شلل كامل على مصر موقعاً ودوراً. أما اليمن، فإن التطورات تؤكد رغم المخاطر الكبيرة، انها تسير في مسار التخلص من كل آثار "تصحير" علي عبد الله صالح، وأن التخلص من تركيبته التي أورثها لليمنيين يتم من خلال قضمها وهضمها بثبات. مهما كان وضع اليمن صعباً، فإنها من دون صالح وابنه وعائلته أفضل بكثير مما كانت عليه. حتى تونس وليبيا اللتان تشهدان أحداثاً صعبة وأحياناً دموية فإنهما من دون زين العابدين وليلى طرابلسي وعائلاتيهما، ومن دون معمر القذافي وجنونه ودمويته المشتركة مع أولاده، حالهما أفضل بكثير. أما بالنسبة لسوريا، فإن التهديد بالمجموعات الإرهابية هو من نوع جعل "الحبة قبّة". من أصل 250 ألف مسلح اليوم في سوريا حسب مختلف التقديرات، يوجد عشرة آلاف أو أكثر بقليل من المتطرفين والسلفيين، أيضاً وهو مهم أن الاسد هو الذي أنبتهم وصدّرهم الى العراق ولبنان، وقايض بعضهم مع أجهزة المخابرات الغربية، ولأنهم في معظمهم من الوافدين فإن انتصار الثورة غداً أو بعد غد سيحسم وجودهم تدريجياً. المهم ألا تطول حجج الغرب، خصوصاً واشنطن عن دعم الثورة، لأن كل يوم إحباط لدى السوريين من مدنيين وثوار، لأنهم متروكون في العراء أمام النظام الأسدي، الذي يستخدم القنابل العنقودية وصواريخ سكود والشبيحة، يرفع من رصيد المتطرفين ويشرّع وجودهم وشرعيتهم. ما يجري وسيجري في سوريا ليس سهلاً. سقوط الاسد والنظام الأسدي لن يكون نهاية لآلام الشعب السوري، تعترف مختلف القوى السورية والمعنية من إقليمية ودولية أن أمام سوريا خمس سنوات طويلة على الأقل بعد الأسد لكي تستقر. هذا ما جناه الأسد الأب والأسد الابن على السوريين قبل أن يجنيه أحد عليهم، لأن لا جريمة بلا عقاب، فإن "شيشنة" الأسد لسوريا بعد تصحيرها، جرائم ضد الإنسانية يجب أن يدفع ثمنها غالياً.

 

رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كشف أسرار النظام 

محدثين لـ "السياسة ": سقوط القذافي سرّع سعي طهران الى القنبلة النووية

نظام طهران يواجه 5 أزمات هي: انهيار الاقتصاد وتراكم مشاعر الغضب والصراعات الداخلية وترنح نظام بشار والمعضلة النووية

اموال العراقيين تتدفق على دمشق لتدعيم نظام الاسد لكن النهاية اقتربت

لا يوجد طريق لتقارب الربيع العربي مع نظام الملالي الذي يوشك على الانهيار مع تجدد الربيع الإيراني

   القاهرة - هاني بدر الدين: السياسة

كشف محمد محدثين, رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الكثير من الأسرار حول نظام طهران, وتطرق الى شكل إيران الغد بعد سقوط نظام الملالي وعلاقاتها مع دول الجوار وأوضاعها الداخلية المنتظرة, وقال في حواره لـ"السياسة": ان طهران تستعد لصيف ساخن مع الانتخابات الرئاسية المقبلة, مؤكدا أن الربيع العربي ليس من مصلحة إيران التي حاولت أن تستغله أسوأ استغلال, بدفع التطرف الديني للأمام لإفساح المجال لعناصرها وعملائها, واضاف أن النظام الإيراني سيدافع حتى النهاية عن نظام بشار الأسد, كما تحدث عن أسرار برنامج إيران النووي.

وهنا تفاصيل الحوار:

  من المنتظر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الإيرانية الصيف المقبل, فهل تتوقعون تغييرا دراماتيكيا في الوضع الداخلي في نظام طهران?

  ما جرى ويجري في إيران تحت حكم الملالي بعنوان الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية لا يشبه على الإطلاق الانتخابات الحرة, وولاية الفقيه أساسا لا تؤمن بالانتخابات وهي من حيث المبدأ في صراع ضد سيادة الشعب وحقه في التصويت والانتخاب.

ونتائج مثل تلك الانتخابات تعكس الصراع على السلطة بين العصابات المختلفة في نظام ولاية الفقيه, فجميع المرشحين لرئاسة الجمهورية يجب أن يكونوا ملتزمين قولا وعملا بولاية الفقيه, وهذا الالتزام يجب التحقق منه وتأكيده من قبل مجلس صيانة الدستور الذي يعين أعضاءه خامنئي شخصيا الولي الفقيه, وفي الوقت نفسه فإن كل القرارات الرئيسية وجميع الأجهزة الرئيسية في النظام هي من الناحية الدستورية بيد الولي الفقيه, ويقتصر دور رئيس الجمهورية على الجوانب التنفيذية البحتة, وليس دور صانع القرار, وفيما يتعلق بانتخابات يونيو 2013 فإن هذه الانتخابات تحظى بأهمية كبيرة نظرا للظروف الخاصة التي يواجهها النظام, ذلك أن النظام يواجه أزمات.

  وما تلك الأزمات برأيك?

  النظام يواجه 5 أزمات رئيسية أولا: الوضع الاقتصادي المتأزم للغاية, حيث انهيار العملة الرسمية للبلاد, والتضخم الذي بلغ حدودا تجاوزت الـ 50 في المئة, كما أن البطالة أكثر من 30 في المئة, ثانيا: تراكم مشاعر الغضب والاستياء بين مختلف شرائح الشعب, مما أدى إلى وضع متفجر في البلاد, وثالثا: الصراعات الداخلية العنيفة والعميقة بين مختلف العصابات في النظام على نحو لم يسبق له مثيل, ورابعا: الأوضاع في سورية والسقوط المحتمل لبشار الاسد, خامسا: في ما يتعلق ببرامج النظام النووي فإن النظام قد وصل إلى النقطة الحاسمة لتقرير المصير, فإما التراجع عن برنامجه النووي, فيتجرع خامنئي سُمَّ التنازل عن مشروع التسلح النووي على غرار تجرع خميني سُمَّ وقف إطلاق النار في الحرب العراقية الإيرانية, أو المواجهة مع الغرب, وكلا الخيارين له عواقب مدمرة على النظام.

كذلك فإن شطب تهمة الإرهاب عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قبل وزارة الخارجية الأميركية وإزالة بعض القيود عن المعارضة المنظمة للنظام, فاقم الأزمات التي تعصف بالنظام وضاعف من حدتها, ومنحها ميزة سياسية فاعلة في عملية اسقاط النظام.

  انتخابات الرئاسة السابقة شهدت صراعا دمويا وشابها قصور كبير, فما توقعاتكم للانتخابات المقبلة?

  في ضوء ما ورد ذكره فإن انتخابات رئاسة جمهورية النظام ستكون فرصة لظهور أزمات داخلية وخارجية وسوف تتحول إلى تهديد خطير للنظام وربما أكثر تهديدا للنظام من عام 2009, وبعبارة أخرى, فإن خامنئي ليس فقط لم يعد بوسعه بعد الآن أن يفرض الشخص الذي يريده لرئاسة الجمهورية, بل أن يمنع سقوط النظام بكل هياكله ورموزه, ففي عام 2009 تحول الصراع على السلطة بين الفصيلين في الحكومة على منصب رئاسة الجمهورية إلى مواجهة بين الشعب والنظام. وأدى ذلك الانقسام إلى انفتاح الأفق للمواطنين للتدفق إلى الشوارع وبدء انتفاضة مناهضة للحكومة, وكان الاحتجاج على تزوير الانتخابات ذريعة للتعبير عن غضب الشعب ضد النظام بكل أركانه ورموزه, وطرح مطالبه للإطاحة بهذا النظام, وفي الظروف الراهنة يمكن أن يكون الوضع أكثر خطورة بالنسبة للنظام بكل تفاصيله.

  بعد تساقط حلفاء نظام طهران, هل ترون صحة التوقعات بأننا سنرى قريبا ربيعا فارسيا على غرار الربيع العربي, بوقوع ثورة داخلية تطيح بالنظام الإيراني?

  الحقيقة أن الربيع الإيراني بدأ منذ اربع سنوات, وليس هناك شك في أن سقوط الحليف الستراتيجي للنظام في المنطقة يوجه ضربة قاتلة لنظام الملالي, ويزيل العقبات على طريق الربيع الإيراني, نظام الملالي اوجد دائرة جهنمية من التطرف, وستنهار هذه الدائرة بانهيار النظام السوري.

وما يعطي مصداقية لهذا التوقع, النهج الذي يتبعه الملالي, التوجيه اليومي لأوضاع سورية من غرف عمليات حربية في طهران ودمشق, وتولى قوات الحرس الثوري حماية المواقع الرئيسية مثل دمشق, وحجم مساعداتهم المالية والتسليحية واللوجستية للديكتاتورية السورية, واستخدام حكومتهم العميلة في العراق للقيام بدور نشط خلف الجبهة من أجل الأسد وتخصيص جزء كبير من أموال الشعب العراقي للمحافظة على نظام الأسد, والدعاية في إيران ليلا ونهارا للإيحاء بأن الثورة السورية كمثل أحداث تقع على مقربة من طهران, هذه جميعها تشير إلى أن الملالي يرون في مصير سورية أبعد أثرا من مصير أحد الحلفاء, وأنها بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت.

  إذا ما سقط نظام طهران الحالي, كيف تنظرون للشكل الجديد من نظام الحكم الذي سيأتي خلفه وهل سنشهد أيضا نظاما دينيا أم حكما أقرب لما كان عليه الوضع إبان نظام الشاه? أم نظاما جديدا?

  المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وهو ائتلاف لقوى المعارضة الديمقراطية الإيرانية, ومنظمة مجاهدي خلق عضو فيه, لديه خطة وبرنامج عمل محدد للمستقبل, وطبقا لخطط ومقررات المجلس الوطني للمقاومة الذي يعمل بمثابة برلمان في المنفى, ومثلما أعلنت السيدة مريم رجوي, رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة, فإن أبناء الشعب الإيراني في إيران الغد - أيا كانت جنسياتهم وأعراقهم وأديانهم ولغاتهم - متساوون أمام القانون ويتمتعون بجميع الحريات الفردية بما فيها حرية التعبير واللباس والزواج والطلاق والعمل والتنقل واختيار مكان الإقامة والمواطنة.. والسلطة تقوم على آراء الشعب, نحن نريد جمهورية تعددية تضمن الحرية الكاملة للأحزاب والتجمعات والنقابات, وفي إيران الغد سندافع عن إلغاء عقوبة الإعدام, وهذا ردنا على الفظائع وسفك الدماء والوحشية لنظام الملالي الحاكم في إيران, وسيحترم مبدأ الحرية الدينية, ولن يحظى أي مواطن بميزة أو يحرم من حقوقه الفردية والاجتماعية والسياسية بسبب إيمانه أو عدم إيمانه بأي دين أو مذهب, وسيكون النساء والرجال على قدم المساواة في جميع الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وستشارك المرأة على قدم المساواة في القيادة السياسية للمجتمع, وسيعترف بحق شعب كردستان إيران العادل في الحكم الذاتي, وسيحظر التدخل في شؤون الدول الأخرى وسيمنع تدخل الآخرين في شؤون وطننا الداخلية, حيث ننشد السلام والاحترام المتقابل في العلاقات الدولية, وندعو لحسن الجوار وإقامة علاقات دبلوماسية مع مختلف دول العالم, وستكون إيران الغد الحرة دولة غير نووية وخالية من أسلحة الدمار الشامل.

  في حال زوال النظام الإيراني, كيف سيكون شكل العلاقة بين النظام الجديد مع العراق في ظل دعم نظام طهران الحالي لنظام نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي?

  الحقيقة أن نظام الملالي منذ اليوم الأول لوصوله إلى السلطة ظل يسعى لتحقيق أحلام خميني التوسعية وهذه السياسة التوسعية من مزايا وخصائص نظام ولاية الفقيه, وبالتأكيد فإنك تتذكر حرب السنوات الثماني مع العراق والتي أعد لها خميني منذ البداية, فبعد انسحاب القوات العراقية من أراضينا في يونيو 1982 مارس خميني ضغوطا لمواصلة الحرب رافعا شعار "فتح القدس يمر بكربلاء", وعندما شعر خميني بالخوف من السقوط على يد جيش التحرير الوطني الإيراني وافق على قرار وقف إطلاق النار, وقد شبه ذلك بتجرع كأس السم, ولكن للأسف فما عجز النظام عن تحقيقه طيلة 8 سنوات من الحرب قدمته له الولايات المتحدة على طبق من ذهب بعد احتلال العراق, فنظام الملالي يصول ويجول في العراق إلى حد أنه عمليا عين رئيس الوزراء الذي يرغب به وعميله في العراق نوري المالكي وأبقاه في منصبه, بسطوة نظام الملالي وتهديده حتى بعد اجراء الانتخابات في عام 2010, رغم أن الذي فاز فيها هو ائتلاف العراقية بزعامة إياد علاوي, والمالكي لا يستطيع البقاء يوما واحدا بمنصب رئيس الوزراء دون دعم نظام الملالي ويتعين عليه أن يدفع ثمن جرائمه بحق الشعب العراقي وأخواتنا وإخواننا المجاهدين في مخيم "أشرف".

الإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين وانتهاك حقوق الشعب الكردي والنزوع للحرب والفساد المستشري في أركان الدولة بأبعاد غير مسبوقة تجري كلها تحت إشراف وسيطرة النظام الإيراني, كما أن الهجمات الإرهابية الواسعة تتم في معظمها بتوجيه من طهران, وحكومة المالكي على اطلاع جيد عليها وتعرف جيدا مصدرها.

التحقيق في جريمتين ضد الإنسانية في مخيم "أشرف" ضد مجاهدي خلق مستمر في المحكمة الإسبانية وبمجرد رفع الحصانة عنه يجب مثوله أمام المحكمة المذكورة, وينبغي أن تلاحظ سجل الجرائم التي ترتكب يوميا في العراق.

  وماذا بشأن حزب الله اللبناني في ظل الدعم المالي والعسكري من نظام طهران للحزب?

  حزب الله في لبنان هو مولود نظام ولاية الفقيه, وتأسس بأمر من خميني عام 1982, ومهمة حزب الله من الناحية التكتيكية العمل لمصلحة النظام الإيراني كأداة لتصدير الإرهاب واختطاف الرهائن ومن الناحية الستراتيجية نسف التوازن الإقليمي ومنع تقدم مسيرة السلام في المنطقة, وفي الحقيقة فإن حزب الله اختطف شيعة لبنان رهائن في خدمة مصالح الفاشية الدينية الحاكمة في إيران ويستخدمه النظام كورقة مساومة مع الأطراف الدولية.

ويستخدم نظام الملالي حزب الله في أعماله الإرهابية في باريس والمانيا والكثير من الدول الاخرى وحاليا يستخدم الحزب كل قواه لقمع الشعب السوري, ومما لا شك فيه أن سقوط نظام الملالي سيضع مباشرة نهاية لحزب الله.

  وماذا سيكون مصير الحركات والفصائل الفلسطينية التي يدعمها نظام طهران?

  نظام الملالي أدار ظهره للتوجهات العربية الإسلامية وركز منذ اليوم الأول لحكمه على شعار تحرير القدس وأعلن إحياء يوم القدس وعمل في الوقت نفسه بحقد كبير ضد قادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية وهو مستمر في تآمره, ونظام الملالي هو العامل الرئيسي في الانقسام الحالي بين الفلسطينيين وكلما تقدمت مساعي المصالحة يتم وقفها بتدخل من النظام وتتم إعادتها إلى الوراء, لذا فإن إسقاط نظام الملالي يزيل العقبة الرئيسية أمام المصالحة الوطنية.

وفي حرب غزة حاول نظام الملالي من ناحية صرف أنظار المجتمع الدولي ودول المنطقة عن المذابح التي يتعرض لها الشعب السوري, ومن ناحية ثانية إظهار نفسه بأنه الداعم للشعب الفلسطيني وتقليص حجم الكراهية ضده نتيجة دعمه لبشار الأسد, وجاء وفقا لمجموعة من التوجيهات التي أصدرتها قوة القدس إلى وحداتها وعناصره.

قبل حرب غزة كانت إيران ومؤيدوها معزولين في المنطقة, وسمعة النظام تلطخت بسبب سورية, وحرب غزة غيرت الوضع, حيث ان الجمهورية الإسلامية ومؤيديها انتعشوا في هذه الحرب وخرجوا من عزلتهم إلى حد ما, ومن الواضح الآن أن إيران لا تكتفي بالكلام, بل أثبتت وجودها في ميادين الحرب, حيث إن غزة وحزب الله محميان بالصواريخ الإيرانية, ويتعين على الجمهورية الإسلامية أن تعمل ما بوسعها للدعاية بأن غزة محمية بالصواريخ الإيرانية وإسرائيل غير آمنة بفعل الصواريخ الإيرانية, كما أن حرب غزة ستجعل الولايات المتحدة والغرب يأتيان إلى طاولة المفاوضات المقبلة مع إيران في توازن مختلف, حيث كانت الحرب انتصارا عسكريا لحماس وانتصارا سياسيا لإيران.. ومن وجهة نظر أخرى فقد انتهت حرب غزة أيضا لصالح نظام بشار الأسد, ومعروف أن إيران قدمت صواريخ لحماس والجهاد الإسلامي ولكن الدول العربية التي تريد إسقاط الأسد لم تفعل شيئا وأنها قد خانت غزة, والدعاية لنظام الملالي في هذا المجال في قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام كان أمرا مهما للغاية وكانت له انعكاسات كبيرة في المحافل الدولية.

  دول الخليج تنظر بقلق وريبة تجاه نوايا إيران التي يصفونها بالعدوانية, وخاصة مع استمرار احتلال الجزر الإماراتية الثلاث, وكذلك دعم طهران للشيعة في كل من البحرين والسعودية, برأيك كيف سيكون الوضع إذا تغير النظام بطهران?

  البحرين أحد الأهداف المتقدمة لنظام الملالي في المنطقة, والسعودية أحد أهم أهدافه, فقد قال خميني في وصيته "إذا تجاوزنا عن صدام وإذا نسينا قضية القدس وإذا تجاهلنا جرائم أميركا فإننا لن نتجاوز عن آل سعود, لن نستطيع أن نتجاوز قضية الحجاز, فهي قضية أخرى", انه لم يكن مستعدا حتى للاعتراف باسم الدولة بوصفها المملكة العربية السعودية, التدخل في شؤون الآخرين وتصدير إرهاب النظام أبعد بكثير من كونها في دائرة التدخل شيعيا كان أو سنيا.

اليوم مع اهتزاز سلطة بشار الأسد, وأفق سقوط النظام في سورية يبحث هذا النظام بشكل مكثف عن اتجاه يمكنه عن طريق تعزيز وتوسيع نفوذه في دول كالبحرين والسعودية واليمن للمحافظة على توازنه على الأقل, وهكذا فإنه يحاول بأي ذريعة التدخل في شؤونها الداخلية ويسعى عن طريق تقوية العناصر التابعة له - من أي مذهب أو طائفة كانت - للتأثير المباشر وغير المباشر على مقدرات هذه الدول وأن يوظفها في خدمة أغراضه السياسية.

  البرنامج النووي الإيراني يثير قلقا إقليميا ودوليا, هل لديكم معلومات وأدلة تستطيعون أن تكشفوها لنا حول الأنباء التي تتحدث عن اعتزام نظام طهران السعي باتجاه تطوير أسلحة نووية?

  نحن على يقين أن نظام الملالي يحاول بكل قوة الحصول على أسلحة نووية, النظام وهو على حافة السقوط يريد بحصوله على القنبلة النووية تغيير توازن القوى, وضمان بقائه على قيد الحياة, ويبحث عن سبل بقائه في توسيع نفوذه في المنطقة, وبالتالي فإن الهدف الرئيسي للملالي من التسلح بسلاح نووي ليس إسرائيل, بل نسف التوازن الإقليمي وفرض هيمنتهم على الدول العربية والإسلامية, ولذلك ظل نظام الملالي حتى عام 2002 يعمل في الخفاء وبسرية على المضي قدما في برنامجه النووي وتوسيعه, والسرية هذه في العمل تدل قبل كل شيء على نوايا وأغراض غير مألوفة, وما كشفته المقاومة الإيرانية لم يبق مجالا للشك أو الشبهة, ووفقا لمعلومات دقيقة للمقاومة الإيرانية من داخل هذا النظام, فإن الملالي يعملون بسرعة في الحلقات الثلاث الضرورية لامتلاك القنبلة النووية, وهي التخصيب والعمل التسليحي (صناعة القنبلة) والصواريخ التي يمكنها أن تحمل رؤوسا نووية, وبعد بدء الربيع العربي وخصوصا بعد الإطاحة بديكتاتور ليبيا, أعلن خامنئي في جلسة خصوصا أن "القذافي لو لم يتراجع عن مشروعه النووي لما واجه هذا المصير, وأن الدرس الذي نتعلمه من سقوطه هو تسريع المشروع النووي", هذا الخطاب كان بصورة سرية, وفي خطبه العامة قال خامنئي وأكد أننا في منتصف الطريق وعندما نصل إلى القمة ستتغير الظروف, وستقل العداوة, وقصده من القمة هو الوصول إلى القنبلة النووية, والمشروع النووي ليست له صفة مدنية على الإطلاق, بدليل أنه يخضع برمته لسيطرة قوات الحرس الثوري حصريا.

  ما معلوماتكم حول البرنامج النووي الإيراني?

  حسب المعلومات الموجودة لدى المقاومة الإيرانية وهي معلومات جمعتها شبكة منظمة "مجاهدي خلق" داخل البلاد, فالجهة المركزية التي تشرف على تصنيع القنبلة في المشروع النووي لنظام الملالي هي "منظمة الدراسات الدفاعية الحديثة" وباختصار "سبند" وتتبع مساعد وزير الدفاع, ويقع هذا المركز في موقع "موجده" غربي جامعة مالك اشتر في منطقة لفيزان, وترأسه محسن فخري زاده مهابادي الذي يتولى منذ سنين مشروع تصنيع الرؤوس النووية, ويعرف الفريق الذي يعمل لتصنيع القنبلة النووية بين خبراء قوات الحرس ووزارة الدفاع (جامعة مالك اشتر) بفريق فخري زاده, والمقاومة الإيرانية دقتت أسماء 60 شخصا من مدراء وخبراء مختلف أقسام هذا المركز و11 أجهزة وشركة تابعة له, وهذه المنظمة عبارة عن هيكلية كاملة للابحاث مع شبكة المشتريات وتوفير القطع والآليات اللازمة, والجهاز يتشكل من 7 أقسام يقوم كل قسم ببحث واختبار في مجاله الخاص وتعمل تلك الأقسام في المجالات التالية:

أولا: إعداد المادة الرئيسية لتصنيع القنبلة, اليورانيوم المخصب والمواد المشعة.

ثانيا: صياغة المعادن ومنها المادة المعدنية لتصنيع الرؤوس النووية.

ثالثا: إنتاج المواد المعدنية الضرورية لتصنيع الرؤوس النووية.

رابعا: تصنيع المواد شديدة الانفجار لإنتاج قداحة القنبلة.

خامسا: إجراء الأبحاث على المواد الكيميائية المتطورة.

سادسا: التصاميم والحسابات الإلكترونية الخاصة بالرؤوس النووية.

سابعا: الأعمال الليزرية للاستخدامات النووية.

وللأسف أن المجتمع الدولي خصوصا مجلس الأمن وأوروبا وأميركا قد تصرف في هذا المجال بصورة سيئة للغاية, فبعد أن أوضحت المقاومة الإيرانية للعالم أهداف النظام لامتلاك القنبلة وبدلا من فرض أشد العقوبات الصارمة على النظام, بدأت محادثات معه وقدمت تنازلات, وهي بذلك منحت النظام مزيدا من الوقت لاستكمال مشروعه النووي, العقوبات جاءت متأخرة جدا وفيها الكثير من النواقص والثغرات, وما زلنا حتى اليوم بعيدين جدا عن العقوبات الشاملة ضد النظام, وهي شرط ضروري ولكن غير كافية لمنع النظام من امتلاك القنبلة النووية, الحل النهائي هو تغيير النظام بيد الشعب والمقاومة الإيرانية, وهو الحل الذي طرحته السيدة رجوى رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية على البرلمان الأوروبي عام 2004.

  بعد رفع اسم منظمة "مجاهدي خلق" من لائحة المنظمات الإرهابية, كيف ستكون العلاقة بينها وبين المعارضة الإيرانية من جهة, وبين الولايات المتحدة من جهة أخرى? وهل سنشهد انفتاحا أميركيا على المعارضة الإيرانية يشبه دعم واشنطن للمعارضة العراقية ماليا وتسليحيا قبل الغزو الأميركي للعراق?

  من الطبيعي أن إلغاء التسمية غير العادلة بالإرهاب قد مهد الطريق للكثير من القوى التي كانت تخشى من الاقتراب من المجاهدين خوفا من التبعات السياسية والقانونية الناجمة عن هذه التسمية, فمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية عضو في ائتلاف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وهو أقدم ائتلاف في تاريخ إيران المعاصر, ويضم الأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية التي تمثل قطاعات مختلفة من المجتمع الإيراني وجميع القوى الديمقراطية التي تسعى للإطاحة بالنظام الإيراني, من رجال الدين إلى القوميين, والأقليات الدينية والأقليات العرقية والشباب والأكراد والعرب الإيرانيين والبلوش والتركمان, جميعهم لديهم ممثلوهم في هذا المجلس, ويشكل الآذريون جزءا كبيرا من المجلس, وأعلنت المقاومة الإيرانية بوضوح المعيار للوحدة والتعاون مع القوى الأخرى, حيث نمد يدنا إلى كل شخص يريد إسقاط نظام ولاية الفقيه والإطاحة بالدكتاتورية الدينية وجميع عصاباتها الداخلية ويريد إقامة جمهورية تعددية على أساس رأي الشعب, والدعاية لصالح سلطة الملالي وأي من فصائلها والحوار معهم وبناء علاقة معهم هو "خط أحمر" يجسده النضال التحرري والحدود الوطنية للإيرانيين في مواجهة سلطة الملالي, وهو محك لفرز الصديق عن العدو ومعيار لتنظيم العلاقة مع جميع الأشخاص والتيارات السياسية.

  هل يكون رفع اسم المنظمة من لائحة الإرهاب, بداية لحل مشكلة مخيم أشرف للاجئين في العراق, في ظل المعاناة الشديدة لسكانه?

  نوري المالكي رئيس الوزراء العميل للملالي والمنفذ لأغراضهم ومقاصدهم الشريرة في القضاء على مجاهدي خلق كان يستخدم دائما هذه التسمية لتبرير جرائمه ضد مجاهدي أشرف, وإلغاء هذه التسمية بالتأكيد يعني تجريد المالكي من أداة مهمة, ولكن من الواضح أن نظام الملالي الذي يفرض سيطرة عالية جدا على حكومة العراق وشؤونه, ولن يتخلى عن ممارساته في قمع المجاهدين في العراق واضطهادهم, لأن هذا النظام يرى أن بقاءه مرهون بالقضاء على المجاهدين.

  كيف تنظرون للثورات العربية التي باتت تعرف بـ "الربيع العربي", وتغيير نظم الحكم في كل من تونس ومصر? وما تأثير ذلك عليكم?

  الربيع العربي حركة أصيلة ونابعة من مطالب حقيقية وعميقة الجذور لتحقيق الديمقراطية وسيادة الشعب, حيث من الضروري أن تكون هناك حرية حقيقية, والانتفاضات الشعبية أثبتت حقيقة أن الديمقراطية مطلب واقعي ومتجذر في مجتمعاتنا, ومع ذلك فإن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران بذلت ما بوسعها ولا تزال لاستغلال الوضع الجديد الذي نشأ في المنطقة, وباستغلالها الفضاء الديمقراطي أسوأ استغلال تقوم بدفع التطرف الديني إلى الأمام وإفساح المجال لعناصرها وعملائها للنفوذ في هذه الدول, في الوقت الذي عبرت فيه الغالبية العظمى من المسلمين في هذه الدول عن كراهيتها للتطرف ونفورها من نظام كنظام الملالي, تطورات الأوضاع في مصر تظهر بوضوح تطلعات الشعب المصري ورغباته.

  بعد الربيع العربي هل تتوقعون انفتاحا عربيا على المعارضة الإيرانية? أم تقاربا أكثر مع النظام الحاكم في إيران?

  من الطبيعي أن مصالح الشعب والمقاومة الإيرانية والدول العربية خاصة تلك التي تواجه الحركة الديمقراطية تتطلب أن تكون بينها علاقات جيدة جدا, وأعتقد أننا يجب أن نمضي قدما على هذا الطريق, ويجب أن تضع حركات الربيع العربي حدودا فاصلة وحاسمة مع النظام المتطرف القائم في إيران فهذا هو الطريق الوحيد لهذه الحركات كي تحافظ على ديمقراطياتها الوليدة, لقد حاول النظام الحاكم في إيران والولي الفقيه شخصيا - وطبيعي أنه قد فشل في ذلك - أن يُظهر حركات الربيع العربي تحت عنوان "الصحوة الإسلامية" بأنها نابعة من هذا النظام ومرتبطة به, وبهذه الطريقة يحرف مسارها باتجاهه, وعلاوة على ذلك شن النظام الحاكم في طهران حربا دموية ضد الربيع العربي مستخدما كل قواه, معتبرا أنها حرب حياة أو موت بالنسبة له, ولذلك فإنه لا يوجد طريق لتقارب الربيع العربي مع نظام الملالي الذي يوشك على الانهيار مع تجدد الربيع الإيراني.

إنني أناشد جميع الإخوة والأخوات العرب إقامة جبهة متحدة ضد التطرف لإنقاذ الديمقراطية الناشئة في العالم العربي التي أريقت دماء غزيرة من أجلها, ولمنع سقوط المنطقة في حضن التطرف والإرهاب, ومن أجل حرية الشعب الإيراني من براثن أعتى ديكتاتورية معاصرة عديمة الرحمة, والدفاع عن حقوق رواد هذه المقاومة وطلائعها في مخيمي أشرف وليبرتي.

  إلى متى سيستمر دعم نظام طهران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في قمعه للثورة ضده?

  خامنئي قال صراحةً إنه سيدافع عن بشار بكل قوة حتى النهاية, سقوط بشار الأسد سيقرع ناقوس الموت لهذا النظام, فنظام الملالي يعتبر سورية جبهته الأمامية ولذلك فهو يشارك بكل إمكاناته القيادية والعسكرية والمالية والتسليحية والاستخبارية في قمع ثورة الشعب السوري البطل, والمستوى العسكري لوجود النظام الإيراني في سورية حاليا هو بمستوى القيادة العامة لقوات الحرس, وفضلا عن قوة القدس هناك ثلاث قوى أخرى للحرس (البرية والجوية والبحرية) على مستوى القيادة والقوات موجودة في سورية.

وفي موازاة الدعم العسكري والتسليحي لديكتاتور سورية, اتخذ سلسلة من التدابير اليائسة في المجال السياسي لإشعال حرب إقليمية لإنقاذ الأسد من سقوطه المحتوم وانهيار الجبهة الاقليمية لهذا النظام, وهي تدابير لاقت فشلا ذريعا وضاعفت مشاعر الغضب والكراهية والاشمئزاز من هذا النظام لدى جميع العرب والمسلمين.

وقوة القدس الإرهابية تحاول إثارة أزمة مع دول الجوار لتحويل الانتباه عن سورية وجعل الظروف صعبة للمعارضين السوريين, الجاران لسورية, تركيا والاردن, هما من أهداف النظام, وجاء في تقرير داخلي إلى المجلس الأعلى لأمن النظام "إننا (النظام) بصدد زعزعة أمن تركيا خاصة في المناطق الكردية, ولن نسمح للأتراك أن يحققوا طموحاتهم في الشرق الأوسط ويوجدوا مكانة خاصة لهم وسنجعل تركيا تنشغل بتناقضاتها الداخلية", أحد مخططات النظام "إيجاد فرقة واشتباك بين أكراد سورية وتركيا من جهة, وبين الجيش الحر والمعارضين السوريين لصالح بشار الأسد".

  اليمن انتقد كثيرا تدخل نظام طهران في شؤونه الداخلية, كيف ترون سبل تصحيح العلاقة مع اليمن?

  ليس اليمن فقط بل جميع دول المنطقة ليست في مأمن من التدخلات الإرهابية ومؤامرات هذا النظام, تدخلات النظام الإيراني منذ اليوم الأول لإطلاق نظرية ولاية الفقيه والتي سميت "تصدير الثورة" ليست سياسة, بل هي ستراتيجية النظام بمعنى أنها جزء لا يتجزأ من وجود هذا النظام بحيث إن وجوده من دونها عرضة للخطر, فقط عبر هذا الطريق تجد "ولاية الفقيه" معنى لها ومبررا لوجودها, ولذلك فإن جميع الدول العربية والاسلامية عرضة لهذا الخطر بشكل مباشر, فقط بإسقاط نظام الملالي يتم تصحيح هذا الوضع على الفور, لأن إيران الديمقراطية وبحكم الشعب ستكون عامل استقرار وسلم وتعايش في المنطقة.

 

يوحنا العاشر وجه رسالة الميلاد: كثير من ابناء كنيستنا مشردون وواجبنا ان نعضدهم ونواسيهم

وطنية - وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر رسالة الميلاد، جاء فيها: "تأتي علينا هذه الأعياد الخلاصية في خضم أحداث عاشتها كنيستنا الأنطاكية أولا بفقدان المثلث الرحمات أبينا البطريرك اغناطيوس الرابع الذي رعى شؤوننا بتأن وإخلاص لعدد من العقود. سوف تبقى ذكراه في أذهاننا وقلوبنا باستمرار وتبقى مؤبدة عند الله الذي خدم طيلة حياته. وكذلك تعاني كنيستنا من الأوضاع المأسوية التي يعيشها شعبنا من جراء العنف والاضطراب الذي يسود منطقتنا".

وأضاف: "شاءت نعمة الروح القدوس أن يختارني الإخوة أعضاء المجمع المقدس لخلافة هذا الحبر العظيم، رغم شعوري بعدم الاستحقاق، لكن اتكالي على الله وعليكم، إخوتي وأبناء كنيستي، يقويني، ويجعلني أنظر برجاء إلى المعونة الإلهية التي ستسمح لنا بتجاوز هذه المحن والتقدم نحو غد أفضل.

في خضم هذه الأحداث، تركتم في قلبي شعورا أكيدا أنكم عشتم هذه الفترة كشعب الله الحي، وقد عبرتم عن ذلك في ثلاثة مواقف: في التأثر الكبير عندما عزيتم بالفقيد الكبير، في الصلاة والصوم والرجاء في الفترة الفاصلة قبل الانتخاب، وأخيرا، في الفرح والحبور والسلام الذي ظهر بعد الانتخاب. كل هذا مدعاة شكر لكم وفخر بكم ورجاء وطيد في جسد كنيستنا الواحد".

وتابع يوحنا العاشر: "وها إن الطفل الآتي إلينا في مغارة لكي يموت من أجلنا يذكرنا أنه معنا، يحاكينا، يتكل علينا لنقل رسالة السلام والمحبة التي أطلقها إلى كل واحد منا ولكل العالم. يأتي إلينا متواضعا، يطرق باب قلوبنا بخفر كأنه يريد الولادة فيه.ليس عيد الميلاد فقط تذكار ولادة يسوع في مذود من البتول والدة الإله، لكنه مدعو أن يكون أيضا عيد ولادته فينا التي ستحصل إن كنا نسعى إلى الطهارة التي للعذراء مريم. ولادة يسوع فينا لا بد أن تجعلنا نجدد التزامنا بتعاليمه وسعينا لكي نكون كنيسته بلا غضن ولا وهن بل طاهرة ومتلألئة بروحه القدوس. فنعي معا أن كنيسة المسيح أمنا، وأن الرعاة والمؤمنين فيها، مدعوون أن يكونوا رسلا له، داعين إخوتهم في العالم إلى المصالحة ونبذ العنف لكي يسود سلامه.

لن يقتنع العالم إن لم يشعر أنه محبوب كثيرا من أتباع يسوع وأنهم خدام له.

الكنيسة أمنا. كل واحد منكم مهم ومكانته فريدة فيها. الرعاية حقكم على رعاتها. على الراعي، في كل مستويات الرعاية، أن يخرج إليكم، صاغيا، لمشاكلكم، ساعيا لمساعدتكم وللاجابة على تساؤلاتكم المصيرية.

حقكم أيضا عليها، مقابل خضوعكم لكلمة الله وسعيكم الحثيث للتمثل به، أن تشرككم في عمل الشورى والمشاركة في حل أمورها، إذ إن الأبناء جميعا، مع رب العائلة، يسهرون على مصير العائلة".

واردف: "يأتي إلينا هذا العيد وكثير من أبناء كنيستنا مشردون، بعيدا عن بيوتهم، يعانون الكثير. واجبنا كأخوة لهم أن نعضدهم ونواسيهم، ليس فقط بالأموال والإعانة المادية الضرورية، بل أيضا بالاستفقاد والحنان والمحبة.

يأتي إلينا العيد وشعبنا يواجه الكثير من المتغيرات والتحديات في عالم يبتعد باطراد عن المفاهيم التقليدية جاعلا من العنف وشهوة الاستهلاك والتملك قانونا جديدا لحياته. ولا بد أن البذخ الذي نرافق به هذا العيد، عيد فقير بيت لحم، لهو علامة كافية لكي نعي أننا قد اتبعنا مثل هذه القوانين لحياتنا. وكما تعودنا أن نعطي بعضنا بعضا الهدايا كما فعل المجوس مع الرب يسوع، فلنعبر عن محبتنا للطفل الإلهي الآتي إلينا - كما يدعونا هو - بإطعام الجائع وزيارة المريض وإيواء المشرد، وتقديم ما نتمكن عليه.

يأتينا هذا العيد أيضا وكثر في بلادنا يتساءلون عما ينتظرهم".

واردف: "إخوتي، طفل المغارة يقول لنا: لا تخافوا لأني معكم. لا تخافوا لأنكم إخوة مدعوون إلى التعاضد ومساندة بعضكم البعض. لا تخافوا لأنكم أهل هذه البلاد التي شاء الله ومنذ القدم أن تولدوا فيها. لا تخافوا لأن لكم فيها إخوة كثيرين يدينون بالمحبة وحسن التعايش.

لا تخافوا فتتحجروا بل قابلوا الكل بالود والفرح والثقة التامة بإلهكم الذي هو إله المحبة، الذي هو محبة، كونوا دعاة مصالحة، دعاة حوار في الأعماق.

نعيد هذا العيد مع إخوتنا المسيحيين. فنصلي لكي يعطينا الله أن نعمق الحوار معهم جميعا لكي نصل إلى الوحدة المرجوة من الله والتي بدونها لن يؤمن العالم أن يسوع مرسل من الآب.

فلنعيد أيضا مع إخوتنا المسلمين الذين يعلون مقام السيد المسيح ويقرون بميلاده البتولي من مريم العذراء كما شاء الله. عيدنا إذا مشترك معهم إذا عرفنا أن نحاورهم حوار الحياة والتعايش والاتفاق حول المفاهيم التي تجمعنا في ديننا ودنيانا".

وقال: "اخوتي اسجدوا أمام طفل المذود الذي شاء أن يسكن فيكم.

لا يسعني هنا سوى الالتفات إلى أبنائنا الذين يتطلعون إلينا من كافة الأقطار، أبنائنا في الخليج العربي، أوروبا، أوستراليا والأميركيتين. أنتم في قلبي مذ تعرفت بكم في أسفاري والتقيتكم في رعايتي لكم. حقا أنتم ترجمة حقيقية لرسولية أنطاكية اليوم في البلاد التي تعيشون فيها.حبكم لأنطاكية وعيشكم لإيمانكم يلزمني اليوم أكثر من الأمس أن تكون الأيدي معا في خدمة الكنيسة وتقديم شهادة حية عن وحدتنا ومحبتنا.

بهذا نكون شهودا للرب في العالم وتكون كنيستنا الأنطاكية أمينة لتاريخها الذي يتلألأ بنور الشهداء والقديسين. لا سبيل لنا سوى القداسة التي تجعل كل شيء ممكنا".

وختم يوحنا العاشر قائلا: "ارسل إليكم البركة الرسولية مؤكدا أني أحمل كل واحد منكم في قلبي وأدعو الله أن يجعلني خادما أمينا له فيكم وأن نعمل سوية ليتمجد الله في الإنسان الذي أحبه وفي الكنيسة التي تحمل اسمه في هذه الدنيا".