المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 25 كانون الأول/2012

 

من المنسقية نتمنى لكم جميعا ميلاداً مجيداً ومعه كل آماني المحبة والسلام

انجيل القديس لوقا 02/01-20/ميلاد يسوع

وفي تلك الأيام أمر القيصر أوغسطس بإحصاء سكان الإمبراطورية. وجرى هذا الإحصاء الأول عندما كان كيرينـيوس حاكما في سورية. فذهب كل واحد إلى مدينته ليكتتب فيها. وصعد يوسف من الجليل من مدينة النـاصرة إلى اليهودية إلى بيت لحم مدينة داود، لأنه كان من بيت داود وعشيرته، ليكتتب مع مريم خطيبته، وكانت حبلى. وبينما هما في بيت لحم، جاء وقتها لتلد، فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في مذود، لأنه كان لا محل لهما في الفندق. وكان في تلك النـاحية رعاة يبـيتون في البرية، يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم. فظهر ملاك الرب لهم، وأضاء مجد الرب حولهم فخافوا خوفا شديدا. فقال لهم الملاك: لا تخافوا! ها أنا أبشركم بخبر عظيم يفرح له جميع الشعب: ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وإليكم هذه العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. وظهر مع الملاك بغتة جمهور من جند السماء، يسبحون الله ويقولون: المجد لله في العلى، وفي الأرض السلام للحائزين رضاه. ولما انصرف الملائكة عنهم إلى السماء، قال الرعاة بعضهم لبعض: تعالوا نذهب إلى بيت لحم لنرى هذا الحدث الذي أخبرنا به الرب. وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. فلما رأوه أخبروا بما حدثهم الملاك عنه، فكان كل من سمع يتعجب من كلامهم.

وحفظت مريم هذا كله وتأملته في قلبها.ورجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا كما أخبرهم الملاك.

 

ماذا في مغارة الميلاد

لوقا هو الإنجيليّ الوحيد الذي ذكر مكان ميلاد المسيح " وصَعِدَ يوسُفُ مِنَ الجَليلِ مِنْ مدينةِ النـاصِرَةِ إلى اليهوديَّةِ إلى بَيتَ لَحمَ مدينةِ داودَ، لأنَّهُ كانَ مِنْ بَيتِ داودَ وعشيرتِهِ، ليكتَتِبَ معَ مَريمَ خَطيبَتِهِ، وكانَت حُبلى. وبَينَما هُما في بَيتَ لَحمَ، جاءَ وَقتُها لِتَلِدَ، فولَدَتِ اَبنَها البِكرَ وقَمَّطَتْهُ وأضجَعَتهُ في مِذْودٍ، لأنَّهُ كانَ لا مَحَلَ لهُما في الفُندُقِ." (لوقا 2 : 4-7)

لم يذكر لوقا المغارة بل المذود لكن التقليد المعتمد في أورشليم اعتبر إحدى المغائر التي كانت تستعمل كاسطبل حيوانات كمكان لولادة المسيح وعلى أساسه شيّدت كنيسة المهد في بيت لحم.

وهناك بعض الآثار التي تعود إلى القرن لثالث والرابع تظهر رسم لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان.

أما المغارة كما نعرفها اليوم، فيعود الفضل في إطلاقها إلى القديس فرنسيس الأسيزي الّذي قام بتجسيد أول مغارة حيّة (أي فيها كائنات حيّة) في ميلاد سنة 1223ب.م وانتشرت بعدها بسرعة عادة تشييد المغائر الرمزيّة في الكنائس وخارجها.

والمغارة التقليديّة تحتوي على :

يسوع المسيح طفلاً : وهو صاحب العيد.

يوسف ومريم : رمزا الإنسانيّة كلّها حيث الرجل والمرأة هما معاً "صورة الله ومثاله" كما ورد في سفر التكوين :" فخلَقَ اللهُ الإنسانَ على صورَتِه، على صورةِ اللهِ خلَقَ البشَرَ، ذَكَرًا وأُنثى خلَقَهُم" (تك 1: 27).

الرعاة : وهم يمثّلون فئة الفقراء والبسطاء كونهم أفقر طبقات الشعب في تلك الأيام. يضاف إلى ذلك أنهم يذكّروننا أن المسيح هو الراعي الحقيقي الّذي خرجَ من نسل الملك داود، الملك الّذي وُلِدَ راعيا.

المجوس : وهم يمثلون فئة المتعلمين والأغنياء الّذين لا قيمة لما يملكونه أو يعلمونه إن لم يقدهم إلى المسيح. كما أنّهم يذكّروننا أيضاً بالمسيح الّذي هو ملك الملوك.

النجمة : وهي رمزُ للنجمة التي هدت المجوس إلى المسيح، ولنور المسيح المتجسد.

الملائكة : يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس على أن لا تعيقه قساوة القلوب وظلمة الضمائر .

هذه هي العناصر الأساسية ويمكن أن يضاف إليها عناصر أخرى وفق الاستخدام المحلي والمناطقي، على أن تأخذ بعين الاعتبار أمرين :

الانسجام مع معاني الفقر والبساطة المتجسدة في المغارة. الهدف الأساسي من المغارة ليس الزينة والديكور وإنما اجتماع العائلة حولها للصلاة في زمن الميلاد

 

عناوين النشرة

*انجيل القديس لوقا 02/01-20/ميلاد يسوع

*ماذا في مغارة الميلاد

*سؤال إلى الراعي وعون نصرالله شركاء المجرم الأسد

*يا طفل المغارة اجعل كل منا مولوداً جديدا بروحك القدوس/الياس بجاني

*دعوة مفتوحة/عمـاد مـوسـى

*2013 سنة التغيير في سوريا ولبنان/علي حماده/النهار

*رؤساء ومقررو اللجان النيابية المنضوون الى 14 آذار وافقوا على الاقامة الموقتة في فندق تسهيلا لعمل لجنة التواصل لاقرار قانون جديد للانتخاباتا

*الضاحية تنبذ عوض ابراهيم لمطالبته نصرالله بالاعتذارمن الثورة السورية وثوارها/مهى حطيط/لبنان الآن

*سقوط معبر "رنكوس": ضربة لـ"حزب الله" وإحراج للدولة/كارين بولس/لبنان الآن

*اهالي المخطوفين في اعزاز اعتصموا امام السفارة التركية وهددوا بالضغط على المصالح التركية في لبنان

*حزب الله" ضرورة وعلينا أن نقبل به و"القاعدة" باتت على مقربة منّا... عون: عندما تصبح السعودية من يقرر نواب لبنان من خلال الأموال سيكون القرار اللبناني عندها

*جعجع: مقاطعة الحكومة هي نتيجة للاغتيالات القانون الحالي ظالم ونتمسك باجراء الانتخابات في موعدها

*سليمان تمنى ان يكون ميلاد المخلص فاتحة لمسيرة خلاص لبنان وبحث مع زواره الوضع الامني وشؤون النازحين من سوريا ومناقصات النفط

*شهيب: لوضع حد لاغتيال البشر والخبز والحجر في سوريا

*ابو جمرا: الاولى بحلفاء الحكم السوري الطلب اليه وقف قصف المدن وتدمير المخيمات الفلسطينية منعا لتهجير سكانها

*الرئيس الجميل للحلفاء : لا يمكنني رفض دعوة سليمان للحوار 

*الأطباء المشرفون على علاج وزير الداخلية السوري في بيروت قاموا ببتر اطرافه

*الداعية عمر بكري يحرم مشاركة المسلمين في احتفالات أعياد الميلاد

*مؤشرات إلى أن تحضيرات زيارة الراعي لـ"واشنطن" قد بدأت

*الراعي لافرقاء النزاع السياسي في لبنان: كونوا صانعي سلام وبادروا مسرعين الى وضع قانون جديد للانتخابات وتأليف حكومة جديدة مطابقة لقاعدة العيش المشترك

*زهرا: 14 آذار تريد قانون انتخابات يؤمن صحة التمثيل وحصول الانتخابات في موعدها الدستوري

*قاووق:ايران هي العمق الاستراتيجي للعرب في مواجهة اسرائيل

*مطالبات بتقديم وزير الداخلية السوري للمحاكمة وانتقادات لـ"تقاعس" سليمان وميقاتي وقهوجي عن اعتقال الشعار/حميد غريافي:السياسة

*نشرت صواريخ أرض أرض خلف الخط الأزرق/إسرائيل تحذر "حزب الله": استخدام الكيماوي ضدنا سيدمر لبنان

*دمشق و«حزب الله» والمواجهة مع المليون فلسطيني/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*إجراء الإنتخابات قبل سقوط النظام السوري: خطيئة/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*الجيش اللبناني «يُطَمئن» العرب والأجانب: ستحظون بأقصى درجات الرعاية

*نتنياهو: منع إيران من امتلاك «النووي» هدف حكومتي المقبلة

*تقرير/الحزن والقلق بدلاً من مظاهر الاحتفال بالميلاد لدى المسيحيين في سورية

*الإبراهيمي في سورية... والزعبي لا علم له بزيارته!/أكثر من 300 قتيل بقصف استهدف مخبزاً آلياً في ريف دمشق

*رئيس بلدة ضهور الشوير مرشح كـ"وديعة سورية" على قائمة عون في المتن

*مقاطعة الخليجيين أضرّت بموسم الأعياد، لماذا الغياب الرسمي عن المعالجة؟

*وزير الاشغال العامة غازي العريضي:  لـ"النهار": قرار دولي يحمي لبنان ويمنع الانفجار وسنستأنف مبادرة جنبلاط قريباً وطاولة الحوار ستعود

*قمة دول "مجلس التعاون الخليجي" في البحرين بين إيران النووية والشارع العربي/سايمون هندرسون /الشفاف

*حين تزهو الممانعة بـ"نقص مناعتها المكتسبة"/ وسام سعادة/المستقبل

*بعد انكشاف "التزوير الليموني" لأشرطة "الفتنة"/مطر يرفع أربع دعاوى على الـ"أو.تي.في" و"الأخبار" اليوم/  فاطمة حوحو/المستقبل

*من طرحه رجل سوريا في لبنان"/نديم الجميل: قانون "الأرثوذكسي" سيئ جداً

*مهرجان خطابي ل 14 آذارأمام السرايا طالب باسقاط الحكومة وبحل سلاح حزب الله وباعتقال محمد الشعار

*عندما ينكأ ميقاتي جراح أهل طرابلس/علاء بشير/المستقبل

*إسرائيل تراقب التطورات في سوريا.. وتستعد لتحرك محتمل في حال الإطاحة بالأسد/تقارير ألمانية: قوات غربية خاصة تتهيأ على الحدود

*لبنان: هل يخدم ميقاتي وحدة السنة؟/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*الإبراهيمي يصل إلى دمشق برا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الدستور لن يؤكل المصريين خبزا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

سؤال إلى الراعي وعون نصرالله شركاء المجرم الأسد
الياس بجاني/نسأل نيافة كثير الكلام الراعي الذي قال للرئيس الفرنسي إن الأسد رجل طيب وحامي للمسيحيين واعتبر أن نظامه هو الديموقراطية الوحيدة في المنطقة وصلي وبارك حكومة القمصان السود وجمع ايتام سوريا تحت مظلة المظلوم، ونسأل ملك تثلثاءات النتاق والهرار والكذب والأوهام ميشال عون المتيم بالأسد ونظامه، وأيضاً نسأل نصرالله الذي يبشر بالعفة والمقاومة والممانعة، نسأل الثلاثة إن كانوا قرأوا نبأ قتل الأسد ل 300 مواطن سوري اليوم أمام مخبز؟ نعم كان الضحايا ينتظرون دورهم لشراء ربطة خبز فأرسل صديقهم الأسد طائراته وقتلهم. يا راعي لا ترعى وخرافك لا تعرفك، ويا عون وانت لا تعرف غير ذاتك والأنانية والقذورات في لسانك وعقلك، ويا نصرالله يا من تعيش في الحفرة وتدعي الشجاعة: بربكم أي صنف من البشر أنتم؟ ألا تخجلون من أنفسكم وتخافون ربكم وانتم تساندون قاتل ناسه وهم يحاولون شراء ربطة خبز ؟ يا للعار هو قاتل ومجرم وانتم شركاء له في كل اجرامه. تذكروا أن الله يمهل ولا يهمل، تذكروا واعلموا أن قاضي السماء عادل وعدله لن يرحمكم

يا طفل المغارة اجعل كل منا مولوداً جديدا بروحك القدوس

الياس بجاني

 مع الاحتفال بذكرى ولادة المخلص، وإطلالة السنة الجديدة، نتقدم من الجميع بأحر التهاني والتبريكات، طالبين من المولود الإلهي الفرج والسلام والطمأنينة لوطننا الأم لبنان، وعطايا الثبات والرجاء والإيمان للصامدين فيه من أهلنا بوجه الظلم، والهداية للمرتدين منهم والشاردين، والبصيرة للمُغرر بهم، والتوبة للإسخريوتيين، وصحوة الضمير لحاملي مباخر التبجيل والذمية والتقية والنفاق.

مع الذكرى المقدسة تمثِّلنا الكلمة الحرة الموضوعية الصارخة، الكلمة التي كانت في البدء، والتي هي الله، والتي صارت بشراً فسكنت بيننا ورأينا مجدها، فهي تنوب عنا بمفهومها الإنجيلي مُحلِقةً في الأثير، راحلةً لتدق أبواب وقلوب الأهل في وطن الأرز، وبلاد الانتشار حيث رفاق غربتنا والحنين، معايدينهم بها وعبرها، راغبين لهم جميعاً في ميلاد مجيد وعام سعيد تكللهما بركات ونِعم السماء. ثم نسأل الطفل الإله دفق المسرات عليهم وإغداق أنداء السلام والوئام والمحبة والاطمئنان.

إن ما يواجهه وطننا المعذب وأهلنا من صعاب لا يمكن مقاربتها إلا بالإيمان والثقة المطلقة بالعناية الإلهية. إن سلاح الإيمان المبني على الرجاء لا يُقهر وهو الأقوى. تسلحنا به منذ 7000 آلاف سنة ولا زلنا، وهو لم، ولن يخذلنا بإذن الله. لنتذكر باستمرار أن فاقد الإيمان يجعل من نفسه عبداً لشهواته والأطماع، والقديس بولس الرسول يقول: "ألا تعلمون أنكم إذا جعلتم أنفسكم عبيداً في خدمة أحدٍ لتخضعوا له صرتم عبيداً لمن تخضعون؟ إما للخطيئة التي تقود إلى الموت، وإما إلى الطاعة التي تقود إلى البر" (رومة 6-15)

نطلب من طفل المغارة أن يقوي إيماننا لأن من له ذرة إيمان كحبة خردل يمكنه نقل الجبال، وقد وبخ السيد المسيح تلاميذه لضآلة إيمانهم يوم خافوا مرتبكين من هبوب رياح العاصفة على المراكب، قائلا لهم: "ما بالكم مضطربين يا قليلي الإيمان، ثم زجر الريح فسكن البحر وحدث هدوءُ تام" (متى 9-19-20)

ونحن نحتفل ونصلي، يجب أن لا ننسى أن سِيَّر القديسين والشهداء تُعلِمنا أن المؤمن لا يمكن أن تهزمه شدائد ولا تسحقه تجارب: "فالشدة تلد الصبر، والصبر يلد الاختبار، والاختبار يلد الرجاء، والرجاء لا يخيب صاحبه، لأن محبة الله أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وهب لنا" (رومة 5 - 4 و5).

 نداء من القلب نوجهه إلى كل الذين قتلتهم الأنانية، وغرقوا في أوحال وشباك وأفخاخ النفوذ والمال والسلطة، وإلى كل من يخبطون مهزومين في دواخلهم لقلة إيمانهم ونفاد رجائهم، أن يتعظوا بكلام السيد المسيح: "إن ثبتّم في كلامي، كنتم حقاً تلاميذي تعرفون الحقّ والحق يحرركم" (يوحنا 8-32)

مع كل المؤمنين والشرفاء وأصحاب الضمائر الحية نجدِّد العهد والقسَّم متابعين مسيرة النضال السلمي والحضاري الهادف للذود بإيمان وعزيمة ودون هوادة عن حق أهلنا في وطن الأرز بحياة حرة وكريمة. سنستمر بإذن إله العيد رافعين عالياً رايات الشهادة للحق دون خوف أو مسايرة، أو التفات لاحتياجات ذاتية آنية، أو مصالح لغير الوطن وناسه والهوية. فمن يشهد للحق، الحق يحرره.

 ونحن في خشعة غربتنا الصامتة دائماً، والقاتلة أحياناً، نرحل بالقلب والروح والفكر على أجنحة الكلمة إلى أجواء لبناننا المعذب وجباله والوديان، وإلى صوامع نساكه وكنائسه والأديرة، وإلى بكركي التي أعطي لها مجد لبنان، وإلى مُهج ذوينا الصابرين على الضيم والشقاء بإيمان وجلد القديسين، راجين معهم الخلاص مع مجيء إله الفداء سيدنا يسوع المسيح، له المجد سجوداً وإكراماً.

 ننتهزها سانحة لنتضرع إلى طفل المغارة، جاعلين من صُدُرنا مذوداً ليحل فيه، وبصوت عالٍ وخشوع نسأله قائلين:
اجعل صولجان القيادة عندنا قادراً، وتاج الرعاية مشرَّفاً لاستكمال استقلال وطني سيِّد ومُصان أساسه العدل والقانون حجر زاويته والمساواة قاعدته وشرعته الحقوق الدولية والسواعد حماته وأبعد عنا خطايا ولوثات القنوط والإحباط والجبن، وثبت الرجاء بقلوبنا وعقولنا والوجدان
.

أشرق على لبناننا وعلى وسع مساحته شمس الحرية. صُنْ أطفاله ببراءتك، وأعضد أيتامه بيمينك، وساعد فقراءه.أطلق السجناء والمعتقلين اعتباطاً من شبابه والجنود والرهبان القابعين في غياهب السجون السورية النازية، وردهم إلى أهلهم ومحبيهم.

ردَّ أهلنا اللاجئين في إسرائيل والمبعدين قسراً وظلماً وعدواناً عن جنوبهم الغالي وعن أهلهم وأرضهم المقدسة المسقية عرقاً ودماءً وتضحيات. ردهم إلى بيوتهم وعيالهم سالمين ومرفوعي الرأس، ومصاني الكرامة والحقوق.

أَعِنْ المقهورين من أهلنا بلطفك، واشف مرضاهم بحنانك، ورد مَن مِنهم ضل الطريق. أُنصُفْ المظلومين والمضطهدين برفقك، وأفرِّج عن المتضايقين برأفتك. دبِّر أهلنا بعطفك، وأدفء الباردين منهم بحرارة إحسانك، وأدفق على فراغهم نعمك والبركات. اجمع شمل أهلنا تحت أفياء ألوهتك ومتِّعهم بضياء وجهك المُسرمد.

نجِنا من كفر وبطش جلاَّدين وقادة وسياسيين ومسؤولين لا رحمة في قلوبهم ولا إشفاق. استبدل الظلام الذي يكتنف نفوس وخواطر ووجدان غالبية الممسكين بقرارنا والمصير بعطايا المحبة والإيمان والرجاء، وأردم فجوة العدم المرعبة في ضمائرهم، وأنر قلوبهم والعقول، ليعملوا بمشيئتك وحسب تعاليمك والشرائع.

أعطينا الشجاعة ليصارح بصدق كل امرءٍ منا ذاته، ويدرك بالعقل والقلب وعن قناعة راسخة وكاملة أنه المسؤول وحده عن وزناته فكراً وعملاً وتعاملاً أمام منبرك عندما يجيء بنا إليك ابنك الوحيد والملائكة يوم الحساب الأخير، حيث إما الفرح اللامتناهي، أو الثواب والعقاب، والبكاء وصريف الأسنان.

اجعل كل منا مولوداً جديدا بروحك القدوس، وقياميًّاً بقوة انتصارك المظفر.

 أحرق فسادنا المُدَنَّس بنار طهرك الرائف، وأغمر موتانا بأنوارك وأسكن أرواحهم فسيح جناتك.

أنشر برحمتك السلام في ربوع لبناننا الحبيب، بلد السلام وفي العالم كله، وأطفئ نارِ الحروب والظلم بمحبتك المقدسة.

ميلاد مجيد وعام سعيد

 

دعوة مفتوحة

عمـاد مـوسـى

دعوة مفتوحة على الرغم من خلافاتهم الجوهرية وانقساماتهم العمودية والأفقية، يعترف القادة والسياسيون اللبنانيون ويقرّون بدور الجيش اللبناني في المحافظة على الأمن والاستقرار وحماية الاستحقاقات. يختلفون على "الدرك" و"المعلومات و"الأمن العام" و"أمن الدولة" و"الجمارك" ويجمعون على الجيش ويشيدون بوطنيته ودوره. لا بل يتسابقون على الإشادة بهذا الدور إلى حد التزلّف.

ومن جهتها تحرص قيادة الجيش في بياناتها الصادرة عن مديرية التوجيه، وفي غير مناسبة، على أهمية إبعاد الجيش عن التجاذبات السياسية، وعدم الاعتماد على أي "مصدر عسكري" رفيعاً كان أو مأذوناً له، لتقويم أي وضع ميداني أو للإضاءة على أي خطة. إذاً مديرية التوجيه هي المرجع الحصري للتعبير عن موقف القيادة وتمنياتها وتوجيهاتها وتوجّهاتها.

وقُبيل عيد الميلاد توجهت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان "بأحر التهاني لأفراد المؤسسة العسكرية ولجميع اللبنانيين المقيمين والمغتربين والرعايا الأجانب والأخوة العرب الموجودين في لبنان، متمنية لهم عاماً جديداً يحمل إليهم بشائر الأمل والأمان والإزدهار". تشي المعايدة هذه بصدق المشاعر. وتذهب قيادة الجيش إلى أبعد من ذلك من خلال دعوة " هؤلاء الأشقاء والأصدقاء الى زيارة وطنهم الثاني لبنان للاقامة في ربوعه متى يشاؤون، وتؤكد أنهم سيحظون بأقصى درجات الرعاية والاهتمام، والسهر على أوضاعهم المختلفة من قبل الجيش وسائر الأجهزة الأمنية التي تتابع مهمتها بكل عزم للحفاظ على مناخات الحرية والأمن والاستقرار التي تنعم بها البلاد".

مع تقديري لحسن النوايا والمقاصد التي ذهبت إليها قيادة الجيش في بيانها فما يُوفر الاطمئنان في أي بلد تفرضه الوقائع وليس البيانات أوالبلاغات.

ومن المفارقات أن بيان مديرية التوجيه تزامن مع تحرّك أهالي المخطوفين في اتجاه السفارة التركية وتهديد المصالح التركية (والطيران التركي) والرعايا السوريين في آن. فمن يطمئن "الأصدقاء" الأتراك إلى سلامة المطار وطريق المطار ومن يؤكد "للأخوة "السوريين أن لا خطف بعد اليوم.

وصدر بيان مديرية التوجيه بعد أقل من أسبوع على عراضات عسكرية في تشييع قتلى تلكلخ، وبعد أسابيع على الجولة الرابعة عشرة من مسلسل حرب باب التبانة ـ جبل محسن.

وصدر البيان ولا تزال الحدود السورية ـ اللبنانية، بقاعاً وشمالاً عرضة لخروق وانتهاكات.

وصدر بيان التوجيه بعد أقل من أسبوع على انفجار طير حرفا، ولا "بيان عسكري" يوضح حقيقة ما حصل.

صراحةً، وما في أحلى من الصراحة، ( بالإذن من زياد رحباني) إستشعرتُ من بيان قيادة الجيش، حسن المقاصد والنوايا، لكن أليس من الأفضل أن تصدر الدعوة "إلى تمضية الأعياد في ربوعنا" من الحكومة وأقلّه من وزراء الاختصاص فيها: البريغادييه فادي عبود والفيلد مارشال فايز غصن والعميد الطيب القلب مروان شربل؟

للحظة طننتُ أن قيادة الجيش ستدعو ـ في بيان رأس السنة - اللبنانيين إلى الحوار فورأ تحت طائلة المسؤولية.

 

2013 سنة التغيير في سوريا ولبنان

علي حماده/النهار

 مع نهاية العام الجاري لا بد من وقفة مع بعض اهم التحولات التي تؤشر الى تغييرات كبيرة في المنطقة، ولا سيما في لبنان وسوريا:

١- النظام في سوريا يصل الى نهاية الطريق مع بلوغ المعارك الدائرة الضيقة للعاصمة دمشق، وخروج مساحات واسعة من الاراضي السورية عن سيطرته المباشرة، وظهور علامات ضعف في القطع العسكرية التابعة له، ومع عجزه عن اعادة احتلال المواقع التي اخرج منها عنوة. ويتبين ان استخدام الطيران بكثافة وكذلك صواريخ باليستية من طراز "سكود" يعكس تقلصا في الخيارات العسكرية الممكنة.

٢- سقوط النظام في سوريا معناه تدمير "جسر" ايران الى قلب المشرق العربي، وانهيار اهم قواعده المتقدمة التي استثمر فيها ثلاثة عقود من الجهد والأموال. وهذه خسارة استراتيجية كبرى تتجاوز في اهميتها المكاسب التي حققتها ايران بسقوط عراق صدام حسين. ولا تملك طهران موقعا يضاهي سوريا أهمية، من هنا استبسالها في الدفاع عن بشار الاسد حتى النهاية، ودفعها إياه نحو خيار القتل بلا حدود ولا ضوابط، ربما من أجل فتح باب التفاوض على بقاء النظام ومعه نفوذ طهران العربي. ومعلوم ان غزة خرجت استراتيجيا من الحظيرة الايرانية مع خروج "حماس"، وما بقيت سوى "حركة الجهاد الاسلامي " التي لا تملك مفاتيح الحكم، ولا القاعدة الشعبية.

٣- في لبنان لا يخفى على احد ان الثورة في سوريا قلبت كل المعادلة التي قامت مع تنفيذ انقلاب الاسد - نصرالله وتطييرهما حكومة الوحدة الوطنية عبر التلويح للمترددين والخائفين والانتهازيين بالسلاح وسيلة يمكن الاحتكام اليها. وجرى تكليف "رجل بشار الاسد" الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل حكومة انقلابية على قاعدة "انتصار" محور طهران - دمشق اقليميا. في الخامس عشر من آذار ٢٠١١ طيّرت الثورة السورية كل هذه الحسابات وقلبتها رأسا على عقب. فصار بشار عبئا على التحالف مع ايران، وتحولت الذراع الايرانية في لبنان ("حزب الله" ) قوة مختل توازنها بفعل التحولات الكبيرة التي اصابت المحيط ولا سيما سوريا، الامر الذي حول حزب ايران في لبنان الى ما يشبه "الفيل الاعمى " الذي يتمتع بقوة هائلة لكنه لا يعرف كيف يوجهها وإلى اين. ومهما خرج منظرو الاستسلام في لبنان بخطاب يزعم أن سقوط بشار لن يغير في المعادلة اللبنانية فإن المؤكد هو ان سقوط الاسد ونظامه سيحرم "ايران اللبنانية" اي "حزب الله" عمقها الحيوي والاستراتيجي، فضلا عن انه سيورثها العداء المخيف مع الشعب السوري ومطلق اي نظام جديد سينشأ في سوريا. ان تورط "حزب الله" وهو ايران اللبنانية في سفك دماء السوريين سيكون ثمنه باهظا جدا.

4 - بناء على ما تقدم تبرز حقيقة مفادها ان كل المفاوضات الديبلوماسية التي تشهدها كبرى العواصم المعنية بالازمة السورية تنطلق من مسلمة ان بشار ونظامه صارا من الماضي، اولى النتائج التي قد تسبق السقوط او تتزامن معه سقوط حكومة الثنائي بشار - نصرالله ايذانا بتصحيح الخلل الفاضح في الحياة السياسية اللبنانية، وميقاتي رمزه.

 

رؤساء ومقررو اللجان النيابية المنضوون الى 14 آذار وافقوا على الاقامة الموقتة في فندق تسهيلا لعمل لجنة التواصل لاقرار قانون جديد للانتخابات

وطنية - عقد رؤساء ومقررو اللجان النيابية وأعضاء مكتب المجلس المنضوون في 14 آذار اجتماعا، ظهر اليوم في منزل النائب بطرس حرب، للتشاور في موضوع انعقاد الجلسات النيابية للجنة التواصل حول مسألة قانون الأنتخاب لإبلاغ القرار إلى رئيس المجلس النيابي. وضم الإجتماع إلى النائب حرب النواب: الدكتور عاصم عراجي، زياد القادري، أنطوان سعد، الدكتور أحمد فتفت، دوري شمعون، عمار الحوري، سمير الجسر، مروان حمادة، محمد قباني، أنطوان زهرا، بدر ونوس، نبيل دو فريج، فؤاد السعد، الدكتور عاطف مجدلاني، روبير غانم وسامر سعادة.

بيان

وبعد الإجتماع الذي دام حوالى ساعة، تلا النائب سمير الجسر البيان الآتي:

"بتاريخ 24/12/2012 عقد رؤساء ومقررو اللجان النيابية وأعضاء مكتب مجلس النواب وبعض النواب المنتسبين لقوى الرابع عشر من آذار إجتماعا للبحث في المداولات الحاصلة مع دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري والاقتراحات المطروحة تسهيلا لاستئناف اللجنة الفرعية للتواصل المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة أعمالها كما تم عرض للمشاورات الجارية في ما بين الأحزاب والتيارات والشخصيات المستقلة في حركة 14 آذار.

وبعد التداول قرر المجتمعون ما يلي:

أولا: عطفا على ما سبق وأعلنه المجتمعون عن موافقتهم على إستئناف عمل اللجنة الفرعية للتواصل النيابية للعمل على الاتفاق على النظام الانتخابي الأفضل وعلى حجم الدوائر الانتخابية، وبعد التشاور مع كل مكونات الرابع عشر من آذار، وتسهيلا لعمل اللجنة ولإقرار قانون جديد للانتخابات في أسرع وقت ممكن، يعلن المجتمعون أستعداد ممثليهم في اللجنة المذكورة أعلاه للاقامة الموقتة في الفندق الواقع في الإطار الأمني لمبنى مجلس النواب طيلة المدة التي تتطلبها المناقشات في اللجنة على أن لا تتجاور هذه المهلة الأسبوع الواحد، وأن يتولى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي حماية أمن الفندق وشاغليه، على أن يحدد آلية عمل اللجنة من حيث مكان إجتماعاتها وجدولتها بالاتفاق مع رئيس مجلس النواب.

ثانيا: يعيد المجتمعون تأكيد موقفهم الثابت بوجوب إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، رافضين أي تأجيل أو تأخير لها لأي سبب كان، كما يطالبون بوجوب إقرار قانون جديد للإنتخابات يحقق صحة التمثيل الشعبي وفعاليته ويضمن العيش المشترك، ويرفضون ربط إجراء الانتخابات بأي شرط كان، ويحملون قوى 8 آذار مسؤولية أي مس بالاستحقاق الانتخابي لما لذلك من إنعكاسات خطيرة على النظام السياسي اللبناني وعلى حق المواطنين في إختيار ممثليهم في مجلس النواب، وذلك في ضوء المواقف الخطيرة والمشبوهة التي صدرت مؤخرا عن بعض رموز 8 آذار والتي ربطت إجراء الإنتخابات بإتفاق مسبق على قانون جديد للإنتخابات، تحت طائلة عدم حصول الانتخابات، والتي طمأنت اللبنانيين "ألا يخافوا إذا لم تحصل هذه الانتخابات فلن تخرب البلاد ولن يحصل فراغ في الحكم"، ما يدل على نوايا غير سليمة تهدف إلى تفشيل عمل لجان المجلس، ولا سيما اللجنة الفرعية للتواصل".

ثالثا: إن المجتمعين يعتبرون أن أي تأجيل في مواعيد الإنتخابات يشكل مصادرة للسلطة وإسقاطا للمؤسسات الدستورية، يحقق للقابضين على السلطة الآن بقوة وهج السلاح، استمرارية مصادرة السلطة إلى أجل غير مسمى، ما يعتبر إنقلابا على الدستور وتفريغا للمؤسسات وخرقا لقواعد الشراكة الوطنية.

إن المجتمعين يجددون مطالبتهم برحيل هذه الحكومة لوقف التدهور الحاصل على كل الأصعدة، ويطالبون بحكومة إنقاذ حيادية تشرف بنزاهة على العملية الانتخابية. كما يؤكد المجتمعون مقاطعتهم لهذه الحكومة مؤكدين أن مجلس النواب قادر على التشريع في ظل حكومة مستقيلة أو في غياب الحكومة، وقد حصل أكثر من سابقة في لبنان.

رابعا: في ضوء استمرار مقرر لجنة الإدارة والعدل النيابية بدعوة اللجنة للإجتماع بوجود رئيسها خلافا للنظام الداخلي، يعلن المجتمعون رفضهم واستغرابهم لهذه الممارسة ويطالبون بانعقاد فوري لهيئة مكتب المجلس للبت في الإعتراض المقدم من رئيس لجنة الإدارة والعدل ووضع حد لهذه المخالفة الصارخة للقانون والأعراف البرلمانية.

حوار

وسئل النائب الجسر: هل قراركم اليوم في اللجنة الفرعية سينعكس على بقية اللجان النيابية وتحصل عودة عن المقاطعة؟

أجاب: "قرار المقاطعة في ما يتعلق باللجان منفصل عن اللجنة الخاصة بالإنتخابات، لأن اجتماعات هذه اللجنة الفرعية لا تحضرها الحكومة، ومقاطعتنا في الأساس هي للجان التي يمكن أن تحضرها الحكومة.

سئل: أنتم كقوى 14 آذار متهمون أخيرا أنكم تقفون في وجه قانون انتخابي جديد وإجراء الإنتخابات في موعدها. فهل تحرككم السريع اليوم للرد على هذا الإتهام؟

أجاب: "نحن لا نخضع لردات الفعل، وعلى العكس إنها سياسة أساسية لدينا، والذي لديه هكذا صفة يحاول نزعها عنه وإلصاقها بنا، واستجابة الرئيس بري في الشق الأمني المتعلق بسلامة النواب هو أكبر دليل على صحة موقفنا، والرئيس بري شخصيا أدرى من غيره بالخطر الذي يتهددنا وهو واقع فيه أيضا".

سئل: هل حدث تواصل مع الرئيس بري في الفترة الأخيرة؟

أجاب: "نعم هناك تواصل".

سئل: متى ستبلغون الرئيس بري بقراركم هذا؟

أجاب: "لقد أعلنا قرارنا اليوم بشكل علني، وسيقوم زملاء لنا بإبلاغه الى دولة رئيس المجلس".

 

الضاحية تنبذ عوض ابراهيم لمطالبته نصرالله بالاعتذارمن الثورة السورية وثوارها

مهى حطيط/لبنان الآن

من لحظة إطلاق سراحه من أعزاز ووصوله لبنان، تعرّض عوض ابراهيم للضغوط بسبب موقفه السياسي، خاصةً أنّه كان من أبرز المخطوفين اللبنانيين الذين طالبوا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالاعتذار من الثورة السورية وثوارها.  في مطار رفيق الحريري الدولي وقبل أن يصل إلى منزله، وقف عوض على منصة ليشكر الذين عملوا على الإفراج عنه محاطاً بالنائبين غازي زعيتر وعلي المقداد. أنهى خطابه وباغته أحد الصحافيين بالسؤال عمّا إذا ما كان لا يزال يريد من السيد نصرالله الاعتذار، فصمت طويلا ًولم يُجب. تبيَّن لاحقاً بحسب عوض أن نائبي الحزب "نعراه" كي لا يجيب على هذا السؤال.  لم يتلقَّ عوض بعدها ولو اتصالاً هاتفياً واحداً من "حزب الله" لتهئنته بالسلامة، ولم يحاول أحد من الحزب التواصل مع المحرَّر. يوماً بعد يوم بدأ عمل عوض يتدهور بشكل ملحوظ. الكثير من أبناء حيِّه في مدينة العباس في حي السلّم في الضاحية الجنوبية حيث يقع منزله أيضاً، قاطعوه بسبب تصريحاته عن دور النائب عقاب صقر "الإيجابي" في قضية المخطوفين. كثيرون اعتبروا أن عوض "أخطأ" بطلب الاعتذار من نصرالله.  في الأسابيع الماضية ظهرت تداعيات تصريحات عوض، وهو صاحب حملة الصدر المتخصّصة بتنظيم الرحلات إلى الأماكن المقدسة في العراق وإيران وسوريا. قبل اختطافه كان يشارك في حملاته ما لا يقل عن خمسين إلى ستين شخصاً في الرحلة الواحدة، اليوم انخفض العدد إلى 9 أشخاص فقط، كما حصل معه في الرحلة الأخيرة الى العراق، وهو الأمر الذي بات يسبِّب له أزمة مالية حقيقية. يبحث عوض اليوم عن بلد يهاجر اليه مع عائلته المؤلّفة من أربعة افراد، فهو بدأ يدفع فاتورة مواقفه السياسية الخارجة عن إطار حزب الله. ويبدي الرجل توجساً من ظروف مقبلة قد تكون أسوأ، خصوصاً أنّه غير مستعد للمساومة على آرائه وإن تعارضت مع آراء الحزب.

 

سقوط معبر "رنكوس": ضربة لـ"حزب الله" وإحراج للدولة

كارين بولس/لبنان الآن

لن تكون سيطرة "الجيش السوري الحر" على معبر رنكوس الحدودي بين لبنان وسوريا قبالة بلدة الطفيل اللبنانية حدثاً عابراً، فالطريق أمام عناصر "حزب الله" إلى سوريا لم تعد سالكة تماماً. يؤكد الخبير العسكري العميد المتقاعد وهبي قاطيشا في حديث إلى موقع "NOW" أن سيطرة "الحر" على معبر رنكوس تعني "عزلاً لتدخّل "حزب الله" في الداخل السوري"، ويرى أن ذلك "يمنع الحزب من القيام بما كان يفعله إزاء الأزمة السورية". في حين شكك مصدر قريب من "حزب الله" بإمكانية محافظة مقاتلي المعارضة السورية على سيطرتهم على هذا المعبر، دون أن ينفي تأثير هذه السيطرة على حركة الحزب. ويرى قاطيشا أنَّ "السيطرة على هذا المعبر تزيد من حصار "الحر" على العاصمة السورية، لأن المنطقة قريبة من ريفها"، وأمام هذا الواقع المستجد بات "على الدولة البنانية أن تتعامل مع القوى الجديدة التي تسيطر على الجانب الثاني من الحدود"، وفق تعبير قاطيشا. يشير قاطيشا إلى أنَّ "الجيش الحرّ بإمكانه الحفاظ على سيطرته على هذا المعبر طالما أن الجيش النظامي السوري لم يستعمل الطيران الحربي لقصف المواقع"، ولا يرى أبداً أي تأثير سلبي لهذه السيطرة على لبنان، "إنّما تأثيرها سيكون على الحكومة التي ستجد نفسها مُحرجة بعد وجود ثوار على الجانب الثاني من الحدود، وأمام هذا الواقع عليها أن تأخذ قراراً ما إذا كانت ستتعامل معهم أم لا". في الوقت عينه، يرى قاطيشا تأثيراً سلبياً على "حزب الله"، لأنّ "السؤال الذي يُطرَح هو هل الحزب قادر في المستقبل على إدخال أي قوة عبر هذا المعبر أم لا؟".وعن إمكانية حصول تصادم بين مقاتلي المعارضة السورية والجيش اللبناني مثلما حصل منذ مدّة عند مشاريع القاع، يجيب قاطيشا: "طالما أنَّ "الجيش السوري الحرّ" متواجد داخل الأراضي السورية لا مشكلة معه، والتعاطي معه يأتي بقرار من الحكومة، لذلك فإن الإحراج يكون للحكومة وليس للجيش لأن الأخير ينفذ الأوامر التي تعطى له". إلا أن المصدر المقرّب من "حزب الله" قلّل من أهمية سيطرة "الجيش السوري الحرّ" على هذا المعبر. وفي حديث إلى موقع "NOW"، يقول المصدر: "إن معبر رنكوس يربط منطقة ريف دمشق بعرسال، ويرتفع 1800 متر عن سطح البحر، وفي ظروف (مناخية) مثل هذه الظروف يصبح غير ذي قيمة". ويؤكِّد المصدر أنَّ "المعابر مع لبنان كلها معروفة، والمؤكَّد أنَّ هناك نقاط تواصل جغرافية بين بعض مناطق لبنان الموالية للجيش الحرّ وبين المعارضة السورية"، ويُشير إلى أنَّه "عندما سيطر الجيش السوري (النظامي) على بلدة الجوسي، وبالتالي تمكن من قطع مشاريع القاع عن عرسال وتالياً عن القصير وعن حمص، فإنَّ أكثر من 50% من آلية دعم المعارضة من لبنان ضُرِبت".

لا ينكر المصدر المقرب من "حزب الله" أنَّ "لجغرافية لبنان دوراً استراتيجياً في تأمين إمدادات السلاح والأفراد والمال للمعارضين السوريين خاصة قبل سقوط بابا عمرو" في حمص، ويرى أنه في حال تأكَّدت سيطرة "الحر" على معبر رنكوس "فهذا تطور نوعي ويكون أول معبر بشكل رسمي مع لبنان يسقط بيد ما يسمى الجيش الحرّ".

يشدد المصدر على أنَّ "المعارضة السورية لن تتكمن من السيطرة بسهولة على المعابر بسبب جغرافية المنطقة بين لبنان وسوريا"، ويرى أنَّ "الجيش السوري مازال يسيطر على المناطق التي تقع عند شمال لبنان، كما أن الطبيعة الديموغرافية السورية المواجهة لتلك المنطقة لن تسمح بسهولة بسقوط المعابر خاصة وانها مناطق علوية". ويعتبر المصدر أن "السيطرة على المعابر من قبل المعارضة في حال صحّ، فإنه يرتّب نظرياً مرحلة جديدة مع لبنان ويرتب كذلك تداعيات على الجهة اللبنانية سواء المتمثلة بالدولة أو المتمثلة بالقوى السياسية التي لها تواجد في هذه المناطق الحدودية القريبة من عرسال ومنها تحديداً حزب الله"، مشيراً إلى أنَّ "الحزب موجود في هذه المناطق المحاذية للهرمل ولمشاريع القاع، وله حضور عملياتي أعلن عنه (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصرالله وأوضح الظروف التي هو موجود فيها بهذه المنطقة".

وإذ يؤكِّد أنَّ "معبر رنكوس قريب من حركة "حزب الله" وطبعاً يؤثر عليها سلباً"، أعرب المصدر عينه عن اعتقاده أنَّ إمساك المعارضة بهذا المعبر "لن يستمر طويلاً، لأنَّ الجغرافيا المتصلة بالمعنى الاستراتيجي بين لبنان وسوريا في هذه المنطقة لا تتحمل وجود عملياتي للجيش الحرّ في هكذا مناطق"، ويعزو المصدر ذلك إلى "وجود علاقة استراتيجية معلنة بين "حزب الله" وبين السوريين المتواجدين في هذه المنطقة، وبالتالي لن يسمحوا للمعارضة أن تتواجد فيها لفترة طويلة. لذلك يجب التعاطي بتحفظ مع هذا الأمر بانتظار جلاء الحقائق".

 

اهالي المخطوفين في اعزاز اعتصموا امام السفارة التركية وهددوا بالضغط على المصالح التركية في لبنان

وطنية - نفذ اهالي اللبنانيين المخطوفين في اعزاز اعتصاما امام السفارة التركية في الرابيه، للمطالبة بانهاء هذه القضية. وهدد المعتصمون بالضغط على المصالح التركية في لبنان اعتبارا من 1/1/2013.

واصدروا بيانا جاء فيه:

1- ان استمرار اعتقال هؤلاء الابرياء يمثل جريمة انسانية يومية تتحملون انتم المسؤولية الكاملة عنها مباشرة وبالواسطة.

2- ان كل ردودكم السابقة على هذا الامر كانت مجافية للحقيقة وتزيد من مشاعر الاستياء تجاهكم والتي كنا نكتمها لغاية في نفس يعقوب.

3- لم نلمس منكم اي جدية بالسعي لإنهاء هذه القضية الانسانية.

لذلك نعلمكم انكم بأفعالكم هذه قد نبشتم من ذاكرتنا القريبة ما تسببت به حكوماتكم السابقة من مآس لعموم الشعب العربي ايام السلطنة العثمانية، وخصوصا ايام السيىء الذكر جمال باشا السفاح ويتأكد لنا من خلال أدائكم في ملف المخطوفين عدم حرصكم على تغيير ومحو هذه الذكرى السيئة.

وبناء عليه، وما يفرضه العقل والنخوة والفداء الذين ندعيهم، فاننا سنقوم بعد 1/1/2013 ابتداء من اول هذا الشهر بالضغط التصاعدي على كل المصالح التركية بما نقدر عليه من وسائل في لبنان وفي اي منطقة نصل اليها. ان أهلنا هم أولويتنا" .

 

حزب الله" ضرورة وعلينا أن نقبل به و"القاعدة" باتت على مقربة منّا... عون: عندما تصبح السعودية من يقرر نواب لبنان من خلال الأموال سيكون القرار اللبناني عندها

وكالات/رأى النائب ميشال عون أن ما يحصل في سوريا بـ"الخطير جدّاً والمهدّد لوجودنا، خصوصاً لأنّ القائمين بهذه "الثّورة" الّذين يدّعون أنّهم يريدون إعادة حقوق الإنسان من خلالها هم تكفيريون"، ومعتبراً أنّ "الحرية البدائيّة الّتي يحترمها الجميع أيّ حرية المعتقد ليست محترمة عندهم، فإما أن تكونوا منهم وإما يتمّ القضاء عليكم. كما أنّ ثقافة العنف منتشرة عند الكبار والصّغار أيضاً".

وسأل: "ما النتيجة؟ 100 ألف لاجئ؟ 200 ألف لاجئ؟ سيصبحون قريبا مليون لاجئ! منذ بضعة أيام تبين أن 646 ألفا دخلوا من على الحدود، هذا ما سجل على حركة العبور على المعابر، وهناك 130 ألفا مسجلين من قبل، إذن أصبح العدد 800 ألفا، والآن لا أعرف كم بلغ عدد الفلسطينيين الذين جاءوا أيضا بالإضافة إلى السوريين. علينا أن ننتبه نحن لهذه الأخطار الكبيرة منذ الآن. لا تدعوا أحدا يكذب عليكم، لأنهم يريدون إلهائكم بأمور أخرى لصرف انتباهكم عن الخطر الحقيقي".

وقال عون خلال استقبله طلاب من الجامعة الانطونيّة أنّ هناك "من يتآمر ويشجّع بعض اللبنانيين كي يذهبوا ويقاتلوا في سوريا فتكون النتيجة كارثية لبلدنا ولجيراننا"، مضيفاً "أقول ذلك لأنّ تنظيم "القاعدة" وجميع الحركات التكفيرية موجودةٌ هناك". واضاف: "لا تخافوا ممّا لديكم ، إنّما خافوا ممّا يأتي من الخارج ويلقى تشجيعاً من أشخاصٍ من الدّاخل. منذ بضع سنوات جاء تكفيريون من عدة مناطق وأحرقوا الأشرفية بسبب رسم كاريكاتوري مسيئ للرسول نُشر في الدانمارك، ثمّ سمعنا من يقول لأبناء الأشرفية : "لا تخافوا فهؤلاء حلفاء لنا" لذلك، انتبهوا للدّاخل كما للخارج، ومن المتعاقدين مع الخارج كي يقوموا بالتّخريب في الدّاخل".

وعن الانتخابات، اتهم عون الفريق الآخر بأنّه دفع حوالي المليار ومئتي مليون دولار في الإنتخابات السابقة، وقال: "خصّصوا القسم الأكبر من هذه الأموال لمنطقة كسروان، فاستطاعوا وللأسف، بسبب ضعف بعض النّاس والفقر المستشري، أن يسلبونا 18 نقطة، فتراجع رصيدنا الشّعبي من 70% إلى 52%، وبالرّغم من ذلك ربحنا الإنتخابات من جديد. اليوم يعملون على دفع المزيد من الأموال بهدف كسرنا في الإنتخابات".

وتوجّه إلى الطلاب قائلاً: "المعركة الإنتخابيّة القادمة هي معركتكم وليست معركتي، لأنّه عندما تصبح السّعوديّة من يقرّر نوّاب لبنان من خلال الأموال التي تدفعها، سيكون القرار اللّبناني عندها، وخصوصاً أنّ "القاعدة" باتت على مقربةٍ منّا الآن، فإذا خطوا خطوة واحدة يصبحون في الدّاخل اللّبناني وبالتّالي يعلنون الإمارة في الشمال"، موضحاً "الإمارة لا تعني أنّ الأمير هو أمير عاديّ، إنّما هي إمارة دينية يكون فيها الأمير أمير المؤمنين. الخليفة عند المسلمين الآوائل كان يُعرف بأمير المؤمنين. واليوم بتنا نعيش في زحمة أمراء لدرجة أنّه بات لكلّ شارعٍ أمير. هذا الأمر لا يشكّل خطراً فقط في ما يتعلق بالسلطة، فهذه الرّدّة الرّجعيّة هي ردّة حضاريّة وهنا خطرها الأساسي".

ومن جهة أخرى، رأى عون أنّ "في الإدارة المالية هناك فضائح تفقد الصّواب، حيث هناك أكثر من نصف الدَّين، مسروق أو مهدور أي ما قيمته 35 مليار على الأقل مصروفة من دون مستندات صرف، أي لا يوجد تبرير لماذا صُرِفَت، وأين صُرِفَت". وقال: "لا تظّنوا أننا في الحكم، بل نحن معارضةٌ داخل الحكم، والتيّار الوطني الحر لا يزال يدافع عن الحرية والسّيادة والإستقلال ويقاوم الفساد، حتى يتمكن من تحقيق هذه الأهداف كما يجب".

وتابع: "إستلمنا وزارة الطّاقة وكانت تعاني من عجز يعادل 17 مليار دولار، فوضعنا لها مخطّطاً كاملاً لأنّنا لا نعتمد سياسة "الترقيع"، وطلبنا موازنة لها، بحيث خلال 4 سنوات ينتهي مشروع الكهرباء بالكامل، ونصبح قادرين على إنتاج 4000 ميغاواط ما يؤمّن الكهرباء 24 ساعة يوميّاً زائد الإحتياط في حال حصلت بعض الأعطال. هدف المخطّط الذي وضعناه هو الحصول على الكهرباء بطريقة متواصلة ومن دون إنقطاع، وفي حال الأعطال، يُشغّل مولّد آخر أوتوماتيكياً وينتج الطّاقة".

وعن الجامعات، انتقد عون منع العمل السياسي في بعض الجامعات ومنع المحاضرات السياسية وسأل "كيف سيبني الطالب ثقافته السياسية وكيف سيتمكن من التمييز بين الخيارات السياسية المطروحة"، كما انتقد أيضاً "غياب التربية المواطنية ومعرفة الطالب لواجباته وتساءل كيف سنبني دولة إذا كان الحدّ الأدنى من الثّقافة الوطنية وتعليم الطالب واجباته مفقوداً؟".

تابع: "يكلمونكم عن حزب الله، وسواء أحب أحدكم حزب الله أو لم يحبه - فهو حر، ولكن عندما يصبح حزب الله ضرورة لأنه الوحيد الذي يحمل سلاحا ويدافع عن لبنان بمواجهة اسرائيل، خصوصا مع القدرة المحدودة للجيش في مجال المواجهة مع إسرائيل، فعلينا أن نقبل به. بالادعاءات والأكاذيب يجيشون ضد التيار الوطني الحر. فعندما يقولون إن قرار السلم والحرب هو عند حزب الله يضحكون عليكم. بين إسرائيل والدول العربية وأميركا، من يملك قرار السلم والحرب، هما إسرائيل وأميركا. لا أميركا لوحدها ولا إسرائيل لوحدها، لأن نحن ليس لدينا أي شيء، نحن إما أن ندافع عن أنفسنا وإما أن نستسلم، وقد اخترنا الدفاع عن النفس. ولكن، الاعلام التضليلي المركز الذي ينتهجونه يقلب الحقائق ويجعل الناس في موضع تساؤل وتشكيك".

 

جعجع: مقاطعة الحكومة هي نتيجة للاغتيالات القانون الحالي ظالم ونتمسك باجراء الانتخابات في موعدها

وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع "ان مقاطعة الحكومة هي نتيجة للاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي تقوم بها آلة القتل المستمرة". وذكر في مداخلة عبر الLBCI انه "في خلال 6 اشهر جرت 3 محاولات اغتيال كانت الاخيرة ناجحة للاسف فأي حياة سياسية هذه؟" واذ اعطى مثالا انه خرج 3 مرات فقط منذ 6 أشهر من معراب لأسباب ضرورية والجميع يعرف التهديدات ضد نواب 14 آذار، سأل جعجع: "هل ملاحقة قيادات 14 آذار ليست اعلان حرب اهلية؟ ماذا يريدون ان نفعل؟ هل نقول اننا ننتظر تحقيقات عادلة وسوق المعتدين الى القضاء؟ كان علينا ان نتخذ قرارا ما للقول ان هناك اجراما يقع علينا. مقاطعتنا هي استنكار لواقع اليم قائم معروف حيثياته". واضاف: "لا يمكن التأكيد ان ما نقوم به سيوقف آلة القتل، لكن كان من المفترض القيام بشيء على الاقل القول ان هذا الامر لا يمكن ان يستمر".

وردا على اعتبار النائب وليد جنبلاط "انهم يزيدونها بشأن التهديدات الامنية"، سأل جعجع: "من كان يقول ان جنبلاط يبقى في قصر المختارة وبالكاد يتحرك عند الضرورة القصوى؟ وبالتالي ما يقال اننا "نزيدها قليلا" غير صحيح".وعن قانون الانتخابات، قال جعجع: "ان ثمة ثغرة كبيرة في تطبيق اتفاق الطائف هي وجود مجموعات مسلحة بعد 22 عاما من نهاية الحرب، وهذا لا يجوز اذا اردنا بناء دولة، وثمة ثغرة اخرى يمكن تصحيحها عبر قانون الانتخابات". وشدد على ان "المشكلة ان قسما كبيرا من المسيحيين يعتبرون ان القانون مجحف، وبالتالي فإن زاوية الطرح تأتي من هنا، يجب الذهاب الى قانون انتخابات جديد لاغلاق هذه الثغرة وايجاد التمثيل العادل للجميع". وردا على سؤال، اوضح جعجع "انه يجري تواصل مع البطريرك الراعي بشأن قانون الانتخاب عبر موفدين، ويمكن ان نتفاهم على شيء ما في غضون الايام القائمة، ونتمسك بايجاد قانون جديد للانتخابات، لان القانون الحالي ظالم وباجراء الانتخابات بموعدها".

 

سليمان تمنى ان يكون ميلاد المخلص فاتحة لمسيرة خلاص لبنان وبحث مع زواره الوضع الامني وشؤون النازحين من سوريا ومناقصات النفط

وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:" لمناسبة عيد الميلاد المجيد يتقدم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بأطيب التهانئ، متمنيا ان يكون ميلاد المخلص فاتحة لمسيرة خلاص لبنان والانطلاق في ورشة بناء وطن يستحقونه ويفخرون بالانتماء اليه".

وللمناسبة نفسها وكعادته كل سنة يشارك فخامة الرئيس في القداس الذي يقيمه صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي صباح غد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي لمناسبة عيد الميلاد المجيد. ويعتذر فخامة الرئيس عن عدم تقبل التهانئ للمناسبة، متمنيا دوام الصحة والعافية للجميع".

وزير الشؤون الاجتماعية

وفي نشاطه، عرض الرئيس سليمان مع وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور لأوضاع النازحين السوريين والفلسطينيين قبيل اجتماعه مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في السرايا الحكومية، وأهمية تأكيد موقف لبنان باستقبال النازحين ورعايتهم وفي الوقت نفسه حضهم على العودة بالتزامن مع التدابير الآيلة الى الاستقرار التدريجي للأمن في أماكن اقامتهم السابقة.

السفير الفلسطيني

وبحث الرئيس سليمان في موضوع النازحين الفلسطينيين مع السفير الفلسطيني أشرف دبور الذي اطلعه على اوضاعهم والتدابير التي اتخذت في المخيمات بنوع خاص من اجل استقبالهم وايوائهم في انتظار عودتهم التي تمنى "أن تكون سريعة".

وزير الطاقة والمياه

وتناول رئيس الجمهورية مع وزير الطاقة والمياه جبران باسيل التحضيرات الجارية لبدء المناقصات في موضوع التنقيب عن النفط والغاز، إضافة الى وضع الكهرباء والخطوات الآيلة الى تحسين التغذية بالتيار خصوصا في فترة الاعياد.

وزير الداخلية والبلديات

واطلع الرئيس سليمان من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على الوضع الأمني في البلاد عموما وطرابلس ومحيطها خصوصا، والمراحل التي بلغها التحضير لملف اللامركزية الادارية تمهيدا لرفعه الى مجلس الوزراء في العام المقبل.

الوزير السابق البستاني

وعرض رئيس الجمهورية مع الوزير السابق ناجي البستاني، للتطورات السياسية السائدة راهنا على الساحة المحلية.

 

شهيب: لوضع حد لاغتيال البشر والخبز والحجر في سوريا

وطنية - دعا عضو "جبهة النضال الوطني" النائب أكرم شهيب في تصريح اليوم، الى "وضع حد لاغتيال البشر والخبز  والحجر في سوريا"، وقال: "شبيحة الجو يلاقون شبيحة الأرض في الطوافات والبراميل المتفجرة، وشبيحة الأرض يلاقون شبيحة الجو بالمدافع والصواريخ والغازات السامة وكل أدوات القتل. والضحايا أطفال سوريا وشعب سوريا، وأطفال فلسطين وشعب فلسطين. وشبيحة العنصرية عندنا يلاقون شبيحة الأسد ويستهدفون أطفال سوريا وشعب سوريا وأطفال فلسطين وشعب فلسطين". أضاف: "لا يستفيق شبيحة العنصرية عندنا من لوثتهم العنصرية المزمنة فهذا أمر لا نستغربه في ذوي اللوثة ولا نستغربه في رائد العتمة ومعممها، لكن أن لا يستفيق مجتمع دولي على مأساة شعب ومجازر مستمرة واغتيال للبشر والخبز والحجر يمارسه الشبيحة قراصنة القرن الواحد وعشرين فهذا أمر مستغرب ومستهجن وممجوج". وختم: "نقول للمجتمع الدولي الذي استنفر ازاء السلاح الكيماوي، بأن السلاح الكيماوي يقتل والغازات السامة والسكود تقتل، والصواريخ أيضا والمدافع تقتل، وشبيحة الجو والبر أيضا. ونقول للمجتمع المدني أما آن للانسان فيكم أن يتحرك دفاعا عن بشر يقتلون، أما آن للانسان أن يتحرك ليزود الجيش السوري الحر بأسلحة تضع حدا لشبيحة الجو والقتل الجماعي أمام رغيف الخبز".

 

ابو جمرا: الاولى بحلفاء الحكم السوري الطلب اليه وقف قصف المدن وتدمير المخيمات الفلسطينية منعا لتهجير سكانها

وطنية - سأل نائب رئيس مجلس الوزراء السابق اللواء ابو جمرة في تصريح، "تكتل التغيير والاصلاح من هم وراء النزوح الفلسطيني من سوريا الى لبنان الذي لم يتسع للاجئي عام 1948 ؟ ومن هو المسؤول عن نزوح السوريين الى لبنان هربا من الموت او للمعالجة في مستشفياته؟ اليس هو الحكم السوري؟ وليس الاولى باصدقاء وحلفاء هذا الحكم في لبنان الطلب اليه وقف قصف المدن السورية وتدمير المخيمات الفلسطينية فيها، منعا لتهجير سكانها أو اللاجئين اليها؟ وهل يجوز لهؤلاء وفي طليعتهم العماد عون وهو المجرب للجوء والمدرك لمبرراته وصهره الوزير المقدام الباسل ان يرموا اللوم على الضحية ويصفقوا للجلاد؟ وهل لهم او لاي لبناني آخر ان يرفض لاجئا الى بلده هربا من الموت؟ بدل الطلب الى النظام الحاكم وقف القتل بالجملة بصواريخ السكود وطائرات الميغ والدبابات والمدفعية، فيتوقف نزوح الملايين الى لبنان وغيره من دول الجوار، من القاطنين على ارض سوريا من الفلسطينيين ومن السوريين؟". وختم :"وليس الاولى بهم ان يتذكروا ويذكروا أهل النظام ان القصف المدمر للاشرفية وطرابلس وزحلة وغيرها، لم يغير ما في نفوس اهلها رغم القتل والتدمير والتهجير ، وان العنف لن يحقق في سوريا ما لم يحققه في لبنان".

 

الراعي التقى وفدا من الرهبانيات الكاثوليكية ومهنئين: نتمنى للبنان السلام والاستقرار والدعاء للمسؤولين ليجلسوا على الطاولة ويتحاوروا لحل الازمة

وطنية - استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الرؤساء والرئيسات العامات للرهبانيات الكاثوليكية في زيارة للتهنئة بالاعياد المجيدة. وألقت باسمهم الرئيسة العامة الاخت دانيالا حروق كلمة قالت فيها:

"نجتمع اليوم لنجدد ولاءنا لغبطتكم ونيافتكم ونعبر لكم عن تهانينا بالميلاد المجيد وفي هذا الجو العابق بالروح العائلية نتمنى لراعي الكنيسة والشعب والوطن سنة جديدة وايام طمأنينة وسلام. نود ان ننعم جميعا بضياء المسيح المشع في مغارة بيت لحم نوراو هداية ونرغب ان يتألق وجه مريم في قلوبنا وداعة واكبارا لنعم الرب فينا ونثمن تواضع يوسف سليل داود وحامي العائلة المقدسة".

أضافت :"ليلة الميلاد يزهر الحب ويفوح عطر القداسة ويعم الفرح القلوب. تكوكبنا حول غبطتكم وانتم ترفلون بالثوب الكاردينالي وفي حضور الاساقفة الكرام وامام هذه العقول النيرة والوجوه المشرقة والقلوب النابضة: رؤساء عامون ورئيسات عامات جئنا مدعومين من رهباننا وراهباتنا وكل معاونينا وشبيبتنا لنجدد ايماننا بالمسيح المتانس وكنيسته المناضلة في هذا الشرق وبدوركم الابوي والتاريخي ياصاحب الغبطة".

وقالت: "نحن نشعر بالخطر يدهمنا بيد اننا نتحدى الصعاب لان رجاءنا كبير بالعناية الالهية وبوحدتنا، نعيش مغامرة التجذر في هذه الارض الطيبة ونخوض معركة حضارة المحبة والانتماء الى مسيحانيتنا والتعددية الثقافية في وطننا نجهر بولائنا "للبنان الرسالة" والعيش المشترك شكا لليهود وجهالة للامم في هذه السنة سنة الايمان".

اضافت: "جئناكم سيدنا لنقدم لكم التهائي القلبية بالميلاد المجيد وبالسنة الجديدة عساها تحمل لنا بشائر الخير والسلام المبنية على العدالة والاخوة والوحدة. وهذا ما يصبو اليه كل اللبنانيين نحن نطمح الى الكمال والقداسة اسوة بكل قديسينا على الصعيد الشخصي والجماعي والمؤسساتي فنخبة قديسينا من السلك الرهباني وتخرجوا من هذه المدرسة العريقة بالفضائل".

وتابعت: "وقناعة منا عميقة بأن تجذر المسيحيين في الشرق العربي يعود دائما الى حقيقة تاريخية وهي ان المسيحية الاصيلة بدأت عندنا لتصبح منتشرة في كل انحاء العالم، وعلى هامش تقديم التهاني والمعايدة نعود سيدنا الى همومنا اليومية: المدارس المجانية والمعاهد المهنية والمستحقات من الدولة لمدة اربع سنوات خلت، اصبحت هاجسنا وهما ملازما في حياتنا، فنحن ندفع الضرائب لنشرف التزاماتنا مع معاونينا وكل العمال. زد على ذلك مستحقات المستشفيات ودور اليتامى والمسنين والمعوقين. ارفع الصوت عاليا واضرب بعصاك من يتغاضى عن حقنا وضع حدا لمعاناتنا فانت الاب والراعي والسهران على كل مؤسساتنا. وشكرا خاصا لموقفكم النبيل ورفضكم القاطع للمفعول الرجعي".

وختمت: "نستحلفك ان تساندنا في خوض غمار معركة التربية والجامعة والصحة والقضايا الاجتماعية وحرية الرأي وزرع روح الفن والجمال في هذا الوطن الفريد. فغبطتكم يا سيد العارفين وانتم مؤتمنون على دور الكنيسة: ام ومعلمة، تعلمون جيدا بان الكنيسة بدون مؤسسات لا ديمومة لوجودها وشهادتها. فحذار المس بقدسية الخدمات الرهبانية لان اساس الهيكل مهدد بالانهيار اذ لا يبق لنا سوى هذه الخدمات الرسولية التي تميزنا. وكلنا امل بان الله معنا واواب الجحيم لا تقوى علينا وايمانا منا بالمستقبل الاتي. الله الرب ظهر لنا مبارك الاتي باسم الرب هلل هل هللويا الله تجلى الله الكلمة حل الظلمة وحل محل هلل هلل هللويا".

الراعي

ورد الكاردينال الراعي مرحبا وشاكرا للام دانيالا حروق كلمتها، وقال: "ان نداء الميلاد هو نداء الفرح ونحن نشعر كم ان الدولة تعيش اليوم في ازمات، لكن نحن ندعوهم للخروج من ازماتهم الشخصية كي يتولوا مسؤوليتهم العامة لما فيها خصوصا توفير حياة كريمة للشعب اللبناني، فنحن نتمنى للرهبانيات الرجالية والنسائية في هذا العيد دوام الازدهار والنمو بالقداسة بالدعوات وبالمؤسسات".

اضاف :"اذا كان من دعاء للدولة فنحن نتمنى للبنان السلام والاستقرار والدعاء للمسؤولين في هذا الميلاد المجيد الخروج من خلافاتهم وان يتحملوا مسؤولياتهم وان يجلسوا على الطاولة ويتحاوروا فيها لايجاد كل السبل للخروج من الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الخانقة. ودعاؤنا للعالم العربي بالسلام، وذكرنا قداسة البابا عندما زار لبنان وكتبها في الارشاد الرسولي ان هذه الارض ارضنا في الشرق الاوسط، ارضنا في لبنان والعالم العربي بأجمعه ليست ارضا للحديد والنار انما هي ارض تجلى عليها كل سر الله، وهذا معناه ان الله اختارها لتكون ارضا مقدسة يشع منها نداء الميلاد ويخرج منها الخبر المفرح ونور الحقيقة والمحبة بين الناس ويخرج منها السلام. هذا هو دعاؤنا وصلاتنا امام المغارة على المذبح نلتمس بها امير السلام ان يزرع سلامه في القلوب والضمائر وربنا يبارك ارضنا وكل الشعوب، فالميلاد ليس مجرد حدث في التاريخ انما هو حقيقة تتجدد كل يوم، والمسيح ولد وهي حقيقة تاريخية لا ننكرها لكن المهم ان يولد في قلب كل واحد منا وفي قلب كل انسان كي يشع فرحه ونوره وسلامه وكل عام وانتم بخير".

مهنئون

بعدها غص الصرح البطريركي بالمهنئين بالاعياد المجيدة، فالتقى على التوالي: راعي ابرشية البترون المطران منير خيرالله، راعي الابرشية السابق المطران بولس اميل سعادة على رأس وفد من كهنة الابرشية، راعي ابرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة وكهنة الابرشية، راعي ابرشية جونية المارونية المطران انطوان نبيل العنداري وكهنة الابرشية، راعي ابرشية جبيل المطران ميشال عون وكهنة الابرشية، النائبة العامة لراهبات الوردية الاخت سلفستر العلم وراهبات الجمعية، راعي ابرشية صربا المطران بولس روحانا وكهنة الابرشية، الهيئة التنفيذية للامانة العامة للمدارس الكاثوليكية برئاسة الامين العام الاب بطرس عازار، راعي ابرشية صيدا المارونية المطران الياس نصار وكهنة الابرشية، امين سر نقابة شعراء لبنان الشاعر اميل نون، راعي ابرشية انطلياس المطران كميل زيدان والراعي السابق للابرشية بولس بشارة وكهنة الابرشية، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم، النائب البطريركي على حدث الجبة المطران مارون عمار، النائب البطريركي السابق المطران فرنسيس البيسري وكهنة الابرشية والعديد من مطارنة الابرشيات من مختلف المناطق اللبنانية ورهبان وراهبات من مختلف الطوائف الكاثوليكية.

 

الرئيس الجميل للحلفاء : لا يمكنني رفض دعوة سليمان للحوار 

الجمهورية/قال رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل لصحيفة "الجمهورية" شعرت أن "الرئيس سليمان متخوف من انقطاع الحوار ومنزعج من عدم تلبية دعوته الى هذه الطاولة التي جنبت البلاد الكثير من المطبات في مراحل لم تكن تشهد ما نشهده اليوم من مخاطر بالغة تتعدى الخوف من حادث امني الى الخوف على الكيان والمستقبل".

ولفت الجميل الى أن "رئيس الجمهورية يريد الحوار من اجل مصلحة لبنان واللبنانيين قبل اي هدف آخر، وهو لم يفهم بعد ماهية هذه المقاطعة التي تتعرض لها دعوته، وانا ممن شاركه هذا الهم، إذ لا يمكن ان اقتنع بان هناك من يقاطع هذه الدعوة ايا تكن النتائج المترتبة عليها، ولا بد ان يأتي الوقت المناسب لتثمر كل هذه الإتصالات ولنكون جاهزين لإقتناص الفرص متى سنحت بانجازات قد لا نراها اليوم لكننا لا ندري متى ستتحقق وكيف ستترجم، فللظروف أحكام". وأضاف: "ما ذنب رئيس الجمهورية في كل ما حصل، فهو يسهر على سلامة البلاد وامن ابنائها ولا يمكننا إلا ان نشاركه المسؤوليات من خلال الحوار. فالتواصل بين اللبنانيين له فوائده الثابتة، ولنكن صريحين ومقتنعين فليس هناك من بين الملفات المطروحة علينا ما يمكن حله بكبسة زر". وكشف أنه وضع كل امكانياته بتصرف سليمان وابلغه انه الى جانبه في الإستمرار بالبحث عن صيغة للحوار بين اللبنانين، وأنه قال بصراحة امام كل الحلفاء "لا يمكنني ان اقاطع او ارفض دعوة رئيس الجمهورية الى طاولة حوار او الى اية مناسبة أخرى. فالبلد يعيش مرحلة استثنائية وصعبة للغاية ونحن نعيش في محيط ملتهب ينعكس من الخارج على الداخل وكل ما هو مطروح اليوم من ازمات مالية وادارية واقتصادية ليست وليدة ساعتها، وكان يمكن ان تنفجر هذه القضايا امام اي كان وفي اي وقت كان، والحلول المؤدية اليها تحتاج الى تضافر جهود الجميع من اهل الحكم والحكومة. وعن رأيه في ما انتجته ازمة النازحين السوريين والفلسطينيين الى لبنان و سبل المواجهة قال الرئيس الجميل: انها قصة معقدة وتزيد خطورتها ونتائجها المتوقعة من هذه المخاطر لتضعها في مصاف الأزمات الوطنية. واضاف: إن مشروع اقفال الحدود مستحيل لأسباب انسانية قبل اي امر آخر، وعن اية حدود يتكلمون؟ صرخنا لسنوات ودعونا وما زلنا ندعو الى ترسيم الحدود واقفال المعابر غير الشرعية ولم يرد علينا أحد، قبل ان تنقلب الأمور على من كان يرفض هذه الدعوات، وبات ينادي اليوم ويشكو من عدم ضبط الحدود. وعن اية حدود يتكلمون والبلاد فالتة، ولا ندري من يدخل ومن يخرج ومن اين، وهل كل من دخلوا لبنان نازحون مهجرون وفقراء؟ وكيف يمكننا ان نميز بين النازح والمجرم واللص وكل من يتقن فنون الخطف والترهيب؟ وقال الرئيس الجميل علينا أن نقوم بالمستحيل من اجل تنظيم الدخول الى لبنان ومعرفة اين يقطن هؤلاء والتمييز بين من دخلوا لأسباب امنية وانسانية ومن قصدوا الترهيب والسرقة والقتل. ان ما هو مطروح اليوم يقود الى ازمة وطنية، ما لم نستدرك الأمر سريعا، وما لم نراقب ونعالج هذه المظاهر المخلة بالأمن قبل ان تنقلب الأمور علينا. وناشد الرئيس الجميل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأونروا والدول العربية القادرة لمعاونة لبنان في مواجهة هذه الأزمة الناشئة واعتبارها ازمة انسانية.

 

الأطباء المشرفون على علاج وزير الداخلية السوري في بيروت قاموا ببتر اطرافه

ذكر موقع شبكة مسيحيي سوريا لدعم الثورة السورية ان الفريق الطبي المشرف على علاج وزير الداخلية السوري محمد الشعار في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت قام ببتر يد وقدم الشعار بعد محاولات حثيثة لإبقاء الحالة الصحية للوزير السوري مستقرة.

 

الداعية عمر بكري يحرم مشاركة المسلمين في احتفالات أعياد الميلاد

اكد الداعية الاسلامي عمر بكري فستق انه من المحرم على المسلمين المشاركة في اعياد غير اعيادهم مشيراً الى انه لا يؤمن بعيد الميلاد وان النظام العلماني في لبنان هو الاخطر. وقال في حديث لـ"او تي في" من احتفل بأعياد غير المسلمين يكون اما يؤمن بهذه الاعياد وهذا كفر، او يسايرهم وهذا كذب مشدداً على اننا نسعى الى الخلافة الاسلامية ولا مساواة بين المسلم والكافر.

 

مؤشرات إلى أن تحضيرات زيارة الراعي لـ"واشنطن" قد بدأت

خاص –Alkalimaonline كارول تنوري

شكّلت مشاركة سفيرة الولايات المتحدة في لبنان مورا كونيلي في القداس الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي محطة لافتة في العلاقة بين الجانبين، حيث عكست أوساط بكركي أجواء إيجابية حيال هذا الموضوع ترجمت أولاً في إهتمام النائب البطريركي العام المطران بولس الصيّاح نظراً لموقعه في دائرة القرار في الصرح البطريركي حيث عمل على إستقبال السفيرة كونيلي في مكتبه لمدة 15 دقيقة لإنشغال البطريرك الراعي مع المؤمنيين وبينهم مسؤولون في جمعيات خيرية. إذ تابعت أوساط بأن الحوار الذي جرى بين الصيّاح وكونيلي كان جيداً جداً وتناول مواضيع في العمق تعني الجانبين. والمحطة الثانية، ترجمت في عظة البطريرك أمس وفي رسالة الميلاد اليوم لناحية المواقف ذات الصلة بالحرية والتعدية. وفي المقابل وضع المراقبون لبداية التقارب هذا، بداية تحضير لزيارة الراعي واشنطن ولرئيس الولايات الأميركية المتحدة باراك أوباما.

 

الراعي لافرقاء النزاع السياسي في لبنان: كونوا صانعي سلام وبادروا مسرعين الى وضع قانون جديد للانتخابات وتأليف حكومة جديدة مطابقة لقاعدة العيش المشترك

وطنية - جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في رسالة الميلاد التي وجهها صباح اليوم ،الى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، مقيمين ومنتشرين، النداء، الى "أفرقاء النزاع السياسي في لبنان، ليكونوا صانعي سلام، ويبادروا مسرعين الى وضع قانون جديد للانتخابات، غير قانون الستين الذي هو في اساس نزاعاتنا حسبما يقر الجميع، والى تأليف حكومة جديدة مطابقة لقاعدة العيش المشترك، وقادرة على قيادة البلاد نحو الانتخابات النيابية الهادئة في موعدها الدستوري"، معتبرا "ان بلدان الشرق الاوسط تحتاج الى مزيد من الاعتدال أملا بديموقراطية في الدولة تعترف بالشعب على تنوع مكوناته الثقافية والسياسية والدينية"، داعيا الى ان "نجدد في سنة الايمان، ايماننا بالمسيح وبعناية الله، وبأن ارض الشرق الاوسط هي ارضنا. فينبغي ان نحافظ عليها مع كل شركائنا في اوطاننا، ونجعلها ارض بشرى ونور وسلام يشع للعالم، كما أشع مع ميلاد المسيح والكنيسة الناشئة".

رسالة الميلاد الثانية

وجاء في رسالة الميلاد التي وجههها الكاردينال الراعي من الصرح البطريركي في بكركي:

"أبشركم بفرح عظيم يكون للشعب كله: ولد لكم اليوم مخلص، هو المسيح الرب"

(لو2: 10-11)

بشرى الفرح العظيم

1 - في قلب ظلام الليل وظلمة العالم ولد المخلص الإلهي، فأشرق مده نورا للأمم وكانت البشرى للرعاة الفقراء الساهرين على قطعانهم في نواحي بيت لحم بلسان ملاك الرب: "أبشركم بفرح عظيم، يكون للشعب كله: ولد لكم اليوم مخلص، هو المسيح الرب"(لو2: 10-11). وكان نشيد السلام على الأرض والمجد في السماء. وإذا بالميلاد بشرى خلاص لنا وللعالم، ونورا في ظلمات حياتنا، وسلاما في القلوب وبين الناس، ومجدا لله في السماء. وكانت بداية الازمنة الجديدة.

من هذا الفرح العظيم للبشرى أصوغ اطيب التهاني والتمنيات بالميلاد المجيد والسنة الجديدة لجميع اللبنانيين وأبناء هذا الشرق وإخوتنا المنتشرين تحت كل سماء، ورعاة كنيستنا المارونية وكهنتها ورهبانها وراهباتها ولسائر أبنائها وبناتها حيثما وجدوا، ولجميع مؤسساتها التربوية والاجتماعية والاستشفائية والإنمائية.

المسيح بشرى الخلاص

2 - الحدث الذي جرى منذ ألفين واثنتي عشرة سنة، يتجدد ويتواصل اليوم وفي كل يوم. المسيح نفسه هو لنا الآن وهنا بشرى الخلاص بكل أبعاده الروحية والاجتماعية، الثقافية والسياسية، الاقتصادية والانمائية. ويريدنا بنعمته أن نكون نحن بدورنا هذه البشرى بأفعالنا وحاملينها بالتزامنا.

المسيح نور في الظلمات

3- والمسيح هو نورنا في ظلمات الحياة، يبددها بنور شخصه وكلامه وآياته وأفعاله. ويدعونا لنكون انعكاسا لنوره، لكي نبدد بقوته، وبالأفعال والمبادرات والمخططات الكنسية والمدنية، الفردية والجماعية والمؤسساتية، كل ما يحيط بنا من ظلمات، وما أكثرها!

ظلمات الفقر والمرض والحزن، ظلمات الأمية والجهل والحرمان، ظلمات الأزمات السياسية والاقتصادية، ظلمات التباعد والانقسام، ظلمات اليأس والتراجع، ظلمات محنة الايمان والمصاعب الروحية والمعنوية والمادية، ظلمات ضياع الأخلاق في تيارات الفساد والاستهلاكية والإباحية والمتعة، ظلمات الأنانية والمصالح الفردية والفئوية على حساب الخير العام، ظلمات الأسر في المواقف المرتهنة والمستقوية.

نور المسيح الذي منه نور الكنيسة ونورنا، يتحقق أيضا اليوم وهنا، حسب نبوءة أشعيا: "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما، والمقيمون في عتمة الظلام أشرق عليهم نور"(أش 9: 1).

أجل، في ظلمة ليلنا يتردد صدى بشرى الملاك: "أبشركم بفرح عظيم، يكون للشعب كله: ولد لكم اليوم مخلص، هو المسيح الرب"، وصدى نداء الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني: "إفتحوا الأبواب للمسيح! بل شرعوها لقوته الخلاصية! إفتحوا حدود الدول والانظمة الاقتصادية والسياسية والحقول الواسعة: حقول الثقافة والحضارة والإنماء". وكما قال الملاك للرعاة، يقول لنا أيضا: "لا تخافوا! فالمسيح يعرف ما في داخل الانسان. وحده يعرف"(عظة إفتتاح حبريته، 22/11/1978).

المسيح سلام القلوب والناس حاجة شرقنا والعالم

4 - والمسيح هو سلامنا في القلوب وبين الناس. ويدعونا لنكون صانعي سلام. كتب لنا قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في الإرشاد الرسولي:"الكنيسة في الشرق الاوسط، شركة وشهادة" أن السلام هو حالة الإنسان الذي يعيش بانسجام مع الله، مع الذات، مع القريب ومع الطبيعة. وهو أولا في داخل الإنسان قبل أن يكون في الخارج. إنه ثمرة العدالة ويتحقق في إنماء الشخص البشري إنماء إنسانيا شاملا، وفي أنماء المجتمع أخلاقيا واقتصاديا وبيئيا. ويبقى السلام في الأساس عطية الروح القدس، نلتمسه بإلحاح من الله، فنناله، كما يعد في الانجيل: "من يسأل ينل، ومن يطلب يجد"(متى7: 8؛ راجع الفقرتين 9 و 10).

5 - كان المسيح، البشرى والنور والسلام، نشيد مجد لله في السماء وموضوع تمجيد. ونحن، بالتزامنا اعلان بشرى الخلاص والعمل من اجل خلاص كل انسان وشعب، وبنشر نور الحقيقة والمحبة لرفع كل الظلمات، وبصنع السلام في القلب والعائلة والمجتمع والوطن، انما نحقق مجد الله، ويمجدنا الله.

6 - ان لبنان وهذا الشرق بحاجة الى سلام، يكون من عطايا الله وصنع البشر، لكي تخرج بلداننا من ظلمات العنف والحرب والارهاب، ومن ظلمات الدمار والتشريد والتهجير، ومن ظلمات السجون واقبية التعذيب، ومن ظلمات الاستضعاف والتسلط والظلم، ومن ظلمات الانظمة الديكتاتورية والتوتاليتارية والراديكالية، ومن ظلمات الاعتداء على الحياة البشرية بكل انواعه الحسية والمعنوية، وعلى أي شخص بشري أكان جنينا في بطن امه، أم كائنا ظهر الى الوجود، ومن ظلمات التعدي على الملكية الخاصة واموال الغير.

كل هذه الظلمات تعود الى عدم احترام الحياة البشرية وكرامة الانسان. في احدى كلمات قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، اثناء زيارته للبنان، كانت توصيته: "اذا اردتم السلام، دافعوا عن الحياة"! ان فاعلية الالتزام من اجل السلام ترتبط بمفهومنا للحياة البشرية. فالاقرار غير المشروط بكرامة كل كائن بشري، وبكرامة كل واحد منا، وبقدسية الحياة، هو اساس مسؤوليتنا امام الله عن نبذ الحرب واعمال العنف، وعن الاسراع في ايجاد الحلول للازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويضيف قداسته: "البطالة والفقر والفساد والاستغلال والارهاب تحط من كرامة الانسان وتضعف المخزون البشري. ان خسارة أي حياة بشرية هي خسارة للبشرية جمعاء. فيجب التضامن الفعلي لازالة كل ما يعرقل الاحترام لكل كائن بشري، ولدعم السياسات والمبادرات التي تعمل من اجل وحدة الشعوب بشكل مخلص وعادل، ولتعزيز التعاون والحوار الحقيقي والثقة المتبادلة كوسائل لحسن العيش معا. فلا بد من الالتزام في التربية على السلام، وفي بناء ثقافة السلام، كضمانة لفتح مستقبل سلام امام اجيالنا الطالعة. لبنان مدعو ليكون النموذج والمثال في هذا المجال"(خطابه في القصر الجمهوري في 15 ايلول 2012).

نداء ميلادي

7 - في ضوء هذه المبادىء، نجدد النداء الى فرقاء النزاع السياسي في لبنان، ليكونوا صانعي سلام، ويبادروا مسرعين الى وضع قانون جديد للانتخابات، غير قانون الستين الذي هو في اساس نزاعاتنا حسبما يقر الجميع، والى تأليف حكومة جديدة مطابقة لقاعدة العيش المشترك، وقادرة على قيادة البلاد نحو الانتخابات النيابية الهادئة في موعدها الدستوري؛ حكومة جديدة تلتزم خطة ناجعة للنهوض الاقتصادي والمعيشي، وتخلق الاجواء المناسبة للمصالحة الوطنية، وتجنب لبنان، ارضا وشعبا ومؤسسات، تداعيات الحرب في سوريا والاحداث الجارية في منطقتنا العربية، وتوجه نحو تحييد لبنان عن صراعات المحاور الاقليمية والدولية، فيكون منطلقا للاستقرار والسلام في المنطقة، ومساحة لقاء وحوار للجميع.

8 - "يوم الميلاد" هو "يوم الإنسان". بداية زمن الخلاص بالمسيح، ونهاية الأزمنة السابقة. بداية الجديد ونهاية كل عتيق في حياتنا وحياة الشعوب والأمم. فلا بد من إعلان جديد لإنجيل المسيح الخلاصي، بل لسر المسيح الذي تجسد لكي يعيد للإنسان بهاء إنسانيته المخلوقة على صورة الله، والذي مات فدى عن خطايا كل إنسان من اجل الغفران والمصالحة، والذي قام من الموت لتبريرنا وإعطائنا الحياة الجديدة بالروح القدس. فالمسيح، إبن الله، هو المخلص الواحد والوحيد لجميع الناس.

البشرى للبنان والشرق الاوسط

9 - هذه هي البشرى المفرحة التي نحملها نحن المسيحيين للبنان وبلدان الشرق الأوسط، التي تعيش كلها آلام المخاض، من اجل مجتمع ووطن أفضل، وإذا بها تفاجأ بمظاهر وظاهرات تنذر بالعودة بها الى الوراء. إنها تحتاج الى مزيد من الاعتدال أملا بديمقراطية في الدولة تعترف بالشعب على تنوع مكوناته الثقافية والسياسية والدينية، كمصدر للسلطات يمارسها عبر المؤسسات الدستورية؛ ديمقراطية تؤمن تداول السلطة وتجديد النخب السياسية واستمرارية الاصلاح، واعتماد التنوع الفكري والسياسي والتعدد الحزبي، والاعتراف بالآخر المختلف؛ ديمقراطية تقر بالحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والعبادة والمعتقد، وتعزز حقوق الانسان الاساسية، بعيدا عن العنف والترهيب والاستقواء والاستبداد والاستضعاف؛ ديمقراطية تفصل بين الدين والدولة، وتتجنب في آن العلمنة السلبية التي تقصي الدين وقيمه عن الحياة الزمنية، والاصولية الدينية التي تستغل الدين لتفرض نفسها على الضمائر وتستأثر بالحكم ولو عن طريق العنف والترهيب، كما ينبه الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"(الفقرة 30)

10- ويذكرنا الإرشاد الرسولي عينه أن أرضنا الشرق أوسطية أرض اختارها الله ليتجلى عليها سر حضوره وخلاص العالم بالتجسد والفداء وتقديس الإنسان. فعليها الإله صار إنسانا، وارتفع على صليبه الخلاصي، وأشع بنور القيامة، وأرسل روحه القدوس ليبث الحياة الجديدة في الجنس البشري والتاريخ. ومنها أعلن المسيح سلامه للعالم، وسلمه للإنسان لكي يحافظ عليه ويبنيه كل يوم في العائلة والمجتمع والوطن، فيصير في الحقيقة إبنا لله، كما أكد في إنجيل التطويبات: "طوبى للساعين إلى السلام، فإنهم أبناء الله يدعون"(متى 5: 9).

11 - فلنجدد ايها الاخوة والاخوات، في سنة الايمان، ايماننا بالمسيح وبعناية الله، وبأن ارض الشرق الاوسط هي ارضنا. فينبغي ان نحافظ عليها مع كل شركائنا في اوطاننا، ونجعلها ارض بشرى ونور وسلام يشع للعالم، كما أشع مع ميلاد المسيح والكنيسة الناشئة، لمجد الله العلي.

 

زهرا: 14 آذار تريد قانون انتخابات يؤمن صحة التمثيل وحصول الانتخابات في موعدها الدستوري

وطنية - اعتبر النائب أنطوان زهرا، في حديث الى اذاعة "الشرق"، أن "النظام في سوريا شارف على السقوط وبالتالي فإن الحكومة اللبنانية التابعة له هي على مشارف السقوط أيضا، لذا من الضروري البدء بالتفكير في تشكيل حكومة حيادية تواكب إنجاز قانون انتخابي جديد يؤمن صحة التمثيل بأسرع وقت ممكن". وقال :"إن فريق 8 آذار قد أتحف اللبنانيين بإرسال مشروع قانون انتخابات من حكومته إلى المجلس النيابي، هو مشروع لا يمكن القبول به لأنه مفصل على قياس هذا الفريق، وقد قوبل هذا المشروع بالرفض، فتقدم مسيحيو قوى 14 آذار بمشروع الخمسين دائرة، بعد أن رفض الأفرقاء كافة مشروع قانون اللقاء الأرثوذكسي".

وتابع :"نتيجة لهذا الوضع، شكلت لجنة مصغرة للبت بشكل القانون سواء نسبي أو أكثري وقد عقدت اللجنة جلستين في 16 و18 تشرين الأول الماضي، ومن ثم قاطع نواب قوى 14 آذار اجتماعات اللجنة للأسباب الأمنية المعروفة، وهناك مناورات من فريق 8 آذار لاستدراج نواب 14 آذار إلى كسر هذه المقاطعة ولكننا عرضنا على الرئيس نبيه بري هواجسنا الأمنية والتواصل معه مستمر لإيجاد حل".

وشدد على أن "قوى 14 آذار تريد قانون انتخابات يؤمن صحة التمثيل، كما أننا نريد حصول الانتخابات في موعدها الدستوري المحدد"، لافتا إلى أنه "لا يستطيع أحد أن يجزم ماذا سيحصل في هذه اللجنة وما الذي ستتوصل إليه مع صعوبة تلاقي الطروحات المتناقضة داخلها". واعتبر أن "الدعوة إلى الحوار في هذا الوقت تأتي في إطار محاولات الاحتيال والالتفاف على مقاطعة قوى 14 آذار، فالدعوة إلى الحوار لا يمكن أن تكون بهدف البحث في تشكيل حكومة، باعتبار أنه يوجد دستور في لبنان يحدد كيفية تشكيل أي حكومة، كما أن الحوار الوطني منذ أن انطلق في العام 2006 بمسعى من الرئيس بري كانت عناوينه محددة وهي البحث في سلاح حزب الله ووضع إستراتيجية دفاعية، من هنا كقوات لبنانية وكقوى 14 آذار علقنا المشاركة بهذه الجلسات إذ بات لدينا قناعة بأن أصحاب السلاح لا يحبذون مجرد الحديث عن مصير هذا السلاح".

وتعليقا على موقف بعض الوزراء المسيحيين بإقفال الحدود بوجه النازحين الفلسطينيين من سوريا، رأى زهرا "أن البعض يحاول اللعب على الذاكرة الجماعية للشعب اللبناني وكأن المصالحة لم تحصل بين الشعبين اللبناني والفلسطيني بعد الحرب، ويتناسون بأن هناك وثيقة صدرت عن القيادات الفلسطينية أعلنت فيها عدم التعرض للسيادة اللبنانية وخضوع المخيمات للسلطات اللبنانية ولكن بقيت بعض المعسكرات المسلحة بإمرة النظام السوري، فبدل هذه التصريحات كان الأجدر بالحكومة تخصيص أماكن للنازحين وأن تقوم بإحصاء أعدادهم وتأمين المساعدة لهم كي لا يشكلوا مشكلة في ما بعد".

 

قاووق:ايران هي العمق الاستراتيجي للعرب في مواجهة اسرائيل

وطنية - كرّمت المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم المستشار الثقافيّ للجمهوريّة الإسلامية الايرانية في لبنان سماحة السيّد محمّد حسين رئيس زاده، بمناسبة انتهاء مهامّه في لبنان، وذلك في حفل عشاء أقامته في مطعم الفانتزي وورد بحضور السادة: نائب رئيس المجلس التنفيذيّ في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق، القائم بأعمال السفارة الايرانية السيد مهدي شوشتري، مدير عام المؤسسة الإسلاميّة للتربية والتعليم الشيخ مصطفى قصير، الملحق الثقافي للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة السيد حسن صحتيان، ممثلي مؤسّسات أمل التربويّة وجمعيّة التعليم الدينيّ الإسلاميّ ولجنة إمداد الإمام الخمينيّ، أعضاء مجلس إدارة المؤسّسة الإسلاميّة ومديري مدارسها.

افتتح الحفل بآيات بينات من القرآن الكريم، ثم كانت كلمة سماحة الشيخ مصطفى قصير، والتي شكر فيها المستشار الثقافيّ على كلّ المساهمات التي قام بها، سواءٌ المشاركة بمشاريع ثقافيّة من مسابقات وبرامج مطالعة، أو بمشروع تعليم اللّغة الفارسيّة في المدارس، واختتم سماحته كلمته بتقديم تذكار خاصّ يوثّق بالصورة مشاركات المستشار في نشاطات المؤسّسة.

وتمنّى السيّد محمّد حسين رئيس زاده للمؤسسة، في كلمته، مزيداً من العطاء، وللمقاومة مزيدا من الانتصار، وقال :"خلال هذه السنوات الخمسة، كان لي الفخر والشرف أن أكون بخدمتكم، وإن الداعي لقبول المهمة في لبنان، شوقي وحبّي لحركة المقاومة الإسلاميّة وحزب الله، وخصوصاً للسيّد حسن نصر الله، حفظه الله تبارك وتعالى، وإذا قمت بعملٍ في خدمة هذه المقاومة الباسلة، فإنّني أعتبره ذخراً ليومٍ لا عمل فيه؛ وإذا كان هناك شكرٌ، فهذا الشكر يتوجّه إليكم، فأنتم قمتم بالأعمال ونحن كنّا نشاهدها. أنا أغادر لبنان، ولكن أترك قلبي معكم هنا، ومع المقاومة الإسلاميّة. أنا أفتخر بأن أكون جنديًّا من جنود حزب الله، وسأواصل هذا المسير، طبعًا، أينما كنت".

قاووق

وتحدث الشيخ نبيل قاووق فوصف سنوات عمل المستشار الثقافي بالقول:"نجتمع لنشهد لك بأن حضورك إلى لبنان كان مبعث خيرٍ وبركة للبنان وإيران، ولنشهد على خمس سنوات من العطاء، ونتاجات اتّسمت بالتعاون والمبادرة والجدّيّة والمتابعة، وتكلّلت بالنجاح والتوفيق؛ رأينا في السنوات الخمس أوّلاً الحرص من الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران على دعم المقاومة وشعب المقاومة؛ وقد نجحت المستشاريّة الثقافيّة الإيرانيّة في لبنان، في تقريب الصلة أكثر فأكثر بين شعب المقاومة، ونجحت في تشكيل جسر تواصل ثقافي". وأضاف :"إن الجمهورية الاسلامية الإيرانية هي أول دولة وأكثر دولة تدعم المقاومة، ولا تزال تدعمها في لبنان وفلسطين، وهي العمق الاستراتيجي والقوي للعرب في مواجهة إسرائيل، وبالرغم من كل الضغوط والتهديدات، نجحت إيران في أن تكون القلعة القويّة في مواجهة أميركا ومشاريعها في المنطقة." وختم قاووق كلمته "بالتحية والشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية على العطاءات التي تقدّمها في مختلف الميادين الجهاديّة والثقافيّة والمادّيّة للمقاومة وشعب المقاومة".

 

مطالبات بتقديم وزير الداخلية السوري للمحاكمة وانتقادات لـ"تقاعس" سليمان وميقاتي وقهوجي عن اعتقال الشعار

حميد غريافي:السياسة

استغربت أوساط فاعلة في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ, أمس, استمرار إحجام قيادة الجيش اللبناني عن بسط سيطرتها على مناطق عكار الحدودية الشمالية مع سورية وعلى مشارف القاع في البقاع, ومسارب تهريب المقاتلين التابعين ل¯ "حزب الله" الى ريف حمص, وخصوصا الى منطقة القصير, والقرى اللبنانية ذات الغالبية الشيعية المتداخلة مع الأراضي السورية, فيما يتعرض سكان البلدات اللبنانية السنية للقتل والتهجير, "دون أي تحرك من رئاسة الجمهورية أو الحكومة أو قائد الجيش" العماد جان قهوجي. ودعا قيادي في اللوبي اللبناني بواشنطن الرئيس ميشال سليمان ومدعي عام التمييز اللبناني سعيد ميرزا إلى اعتقال "جزار طرابلس" في الثمانينات وزير الداخلية السوري الحالي محمد الشعار الذي يعالج في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت وتقديمه الى المحاكمة في لبنان "بتهمة جرائم ضد الانسانية", ارتكبها عندما كان المسؤول العسكري عن منطقة شمال لبنان العام 1986 وذهب ضحيتها حسب إحصائيات رسمية لبنانية, 600 شهيد من سكان المدينة, خصوصا وأن أهالي هؤلاء الشهداء والمفقودين في تلك الفترة من "الاحتلال السوري والحرب المدمرة التي قادهما الشعار", تقدموا الخميس الماضي بدعاوى قضائية ضده, لمحاكمته أمام القضاء اللبناني وفي محكمة مجرمي الحرب في لاهاي بتهم "ارتكاب مجازر ضد الانسانية وممارسة الاضطهاد والاختطاف والتعذيب ضد اللبنانيين المدنيين".

وندد أحد اعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الاوروبي بمواقف حكومة نجيب ميقاتي التي وصفها ب¯"العملية لإيران وسورية وعصاباتهما في لبنان, لسماحها لوزير الداخلية السوري الملوثة يديه بدماء آلاف اللبنانيين والسوريين بدخول لبنان دون توقيفه ومحاكمته, فيما تقوم بضغوط من "حزب الله" والسفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي, وعملاء نظام بشار الاسد باعتقال اللاجئين السوريين الهاربين الى لبنان من القمع الوحشي, واعادة المطلوبين منهم الى دمشق". واعرب النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي ل¯"السياسة", عن قناعته بأن التغييرات آتية لا محالة الى كل من سورية ولبنان "على أنقاض حكم حزب البعث المجرم" على غرار انقاض جناحه العراقي الذي جرى اجتثاثه من جذوره بعد اعدام صدام حسين. واعتبر أن ترسانة "حزب الله" من الصواريخ وكل أنواع الأسلحة التي لن يكون مصيرها افضل من ترسانات معمر القذافي وبشار الاسد, مضيفا أن لبنان وسورية سوف تستعيدان توازنهما بعد اعادة اعمار سورية التي قد تستغرق عقدا من الزمان.

 

نشرت صواريخ أرض أرض خلف الخط الأزرق/إسرائيل تحذر "حزب الله": استخدام الكيماوي ضدنا سيدمر لبنان

حميد غريافي/السياسة/حذرت أوساط استخبارية اسرائيلية "حزب الله" اللبناني, أمس, من أن أي استخدام لأسلحة كيماوية أو بيولوجية ضد الدولة العبرية, سيواجه باستخدام أسلحة مماثلة ضد قيادات الحزب في الضاحية الجنوبية من بيروت ومختلف المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع. وقال مسؤول كبير في "الموساد" الإسرائيلي من بروكسل, حيث تقام أضخم محطة استخبارية اسرائيلية في الخارج, في سياق تعليقه على المعلومات التي نشرتها اول من أمس, صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية, بشأن تدريب عناصر من "حزب الله" قبل 11 شهرا على كيفية استخدام الاسلحة الكيماوية في مواقع عسكرية سورية, ان على الامين العام للحزب حسن نصرالله و"أسياده في طهران" الا يساورهم اي شك في ان اسرائيل سترد بالمثل على اي هجوم يمكن ان يفكروا في شنه على اي مدينة او مستوطنة او اية مصالح اقتصادية وبنى تحتية عبرية, وستنزل بهم هزيمة لن تقوم لهم بعدها قائمة وتلقنهم درسا عما يمكن ان يحدث لهم في حال اعتدائهم على اسرائيل. وقال ديبلوماسي خليجي ل¯"السياسة", نقلا عن مسؤول "الموساد", ان لجوء نصرالله وعناصر الحرس الثوري "المنتشرين" في شمال الليطاني والبقاعين الأوسط والشمالي وفي ضواحي بيروت الجنوبية, الى استخدام اسلحة كيماوية سواء كانت سورية او ايرانية وممارسة اسرائيل حقها الدولي الطبيعي في الرد عليه بالمثل لحماية مواطنيها, سينهيان أي حرب مقبلة بين إسرائيل ولبنان في أقل من ثلاثة اسابيع, ما سيحول بيروت ومحافظات لبنانية أخرى على امتداد الخريطة الى خراب ودمار ومناطق لا يمكن السكن فيها أو زراعتها أو قطف ثمار أشجارها لسنوات عدة.

وأضاف الديبلوماسي الخليجي, ان الاسرائيليين نشروا مئات صواريخ ارض - ارض يمكن ان تغطي كامل مساحة لبنان خلف الخط الازرق الفاصل بين البلدين, تحمل رؤسا يمكن تزويدها بالمواد الكيماوية والبيولوجية في ظرف ساعات معدودة, كما زودت غواصاتها برؤوس أسلحة دمار شامل يمكن استخدامها في حال وقوع المواجهة ردا على اسلحة مماثلة تبدأ ايران و"حزب الله" باستخدامها.

وأكد المسؤول الاستخباري الاسرائيلي ان اقمار التجسس الصناعية الاسرائيلية والغربية, وطائرات التجسس من دون طيار, وشبكات التجسس المنتشرة في اجواء ومناطق لبنان وسورية والاردن والعراق, لا تؤكد معلومات ال¯"واشطن بوست" بشأن تطوير نظام الاسد مركبات خاصة العام الماضي, لنقل وخلط الاسلحة الكيماوية وحدوث تدريبات لعناصر من "حزب الله" على استخدامها, وان المراقبات الاسرائيلية التي تعرف 90 في المئة من مخازن الكيماويات والبيولوجيات والصواريخ في سورية, تعرب عن اعتقادها ان هذه المعلومات أرسلت الى الصحيفة من بعض أطراف المعارضة السورية في الخارج التي تصر على ادخال مسألة السلاح الكيماوي في الحرب السورية الدائرة حاليا. وأماط المسؤول للديبلوماسي الخليجي اللثام عن أن "حزب الله", نقل بالفعل كميات جديدة من الصواريخ متوسطة المدى من سورية الى لبنان في سبتمبر ونوفمبر الماضيين, الا انها صواريخ لا تشكل انقلابا في المعادلات الراهنة على الارض, وان الجيش الاسرائيلي يعلم بدخولها وبأماكن تخزينها وقد دمر احد تلك المخازن الثلاثاء الماضي في بلدة طير حرفا في جنوب لبنان, وهناك مواقع اخرى استحدثها "حزب الله" في المرتفعات الغربية الساحلية ستلقى قريبا المصير نفسه.

 

 دمشق و«حزب الله» والمواجهة مع المليون فلسطيني

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ليس بسيطاً ما جرى في اليرموك. النظام لا يستطيع تحمّله، ولا حلفاؤه اللبنانيون. وبين 650 ألف فلسطيني في سوريا، و350 ألفاً في لبنان، هناك استحقاق التعاطي مع مليون فلسطيني: المواجهة أم الاستيعاب؟

عندما إنفجر الوضع في اليرموك، تبيَّن لنظام الرئيس بشّار الأسد أن معركته في الدفاع عن العاصمة ازدادت صعوبة. وإذ كانت المواجهة محض سورية بين الجيش النظامي و"الجيش السوري الحرّ"، فهي باتت فلسطينية أيضاً.

ومخيم اليرموك الذي يضم نحو 300 ألف فلسطيني سقط في يد "الجيش الحرّ"، مدعوماً من "حماس" و"الجهاد" والجناح المنشقّ عن الجبهة الشعبية - القيادة العامة، بعد خروج أمينها العام أحمد جبريل من المخيم إلى طرطوس.

ويتردّد أن "الجيش السوري الحر" تَلقّى في المخيم دعماً بالسلاح والذخائر، من المستودعات التي في داخله، إضافة إلى شحنات وصلت إلى المخيم من أحد الموانئ السورية القريبة من الحدود مع تركيا. كما وصل إليه مقاتلون فلسطينيون من مخيمات لبنان.ووفقاً لبعض المصادر، إن هذه المعلومات تبلَّغها النظام وحلفاؤه اللبنانيون، وجرى بعدها الاتفاق على صيغة للتهدئة في المخيم ومحاولة تحييد العنصر الفلسطيني عموماً عن المعركة.

لكن النظام وافق مرغماً على اتفاق التهدئة في اليرموك. فهذا الاتفاق الذي رعته سفارة فلسطين، أقرّ بإبعاد الجيش النظامي عن المخيم مقابل تحييده عسكرياً.

ومنح حركة "حماس" وتنظيم "الجهاد" صلاحية إدارة الشؤون الحياتية في المخيم. وهذا يعني عملياً أن اليرموك بقيَ عسكرياً في يد المعادين للنظام، واستعادت فيه "حماس" حضورها بعد خروج قياداتها من دمشق، وإعلان خالد مشعل موقفه الداعم للثورة في سوريا. فالنظام يحاول تحييد 650 ألف فلسطيني يتوزّعون على المخيمات العشر وفي خارجها، في إنحاء سوريا كافة. وبين هؤلاء أكثر من 450 ألفاً يتوزعون بين اليرموك وخمسة مخيمات أخرى في دمشق وضواحيها. كما يحاول الحفاظ على الحدّ الأدنى من العلاقة مع "حماس"، الفصيل الفلسطيني الأوسع تمثيلاً للفلسطينيين، ولو كانت الحركة تتماثل عقائدياً وتتقارب سياسياً مع "الإخوان السوريين" في سوريا. فقطْعُ العلاقة بها يقطع العلاقة مع القضية الفلسطينية التي لطالما رفع النظام شعار الدفاع عنها. كما أن القطيعة مع "حماس" تعني القطيعة مع أنظمة عربية يصعد فيها "الإخوان" أو وصلوا فيها إلى الحكم، وأبرزها مصر. ومن شأن القطيعة أيضاً، في ظل تحالف إستراتيجي مع إيران، أن تزيد من عزلة النظام عربياً وإسلامياً. فالعلاقة مع "حماس" تبقى للنظام صكّاً يخفّف من وطأة التهمة بأنه مذهبي.

وجهاً لوجه في المعارك

هذا الأمر ينطبق أيضاً على "حزب الله". فمنطلقات "الحزب" للحفاظ على "شعرة معاوية" مع الفصيل الفلسطيني هي إياها تقريباً، على رغم المواجهة العسكرية التي يتقابل فيها الطرفان على الأرض السورية. فهناك تقديرات بمشاركة نحو ثلاثة آلاف فلسطيني في المواجهات السورية الميدانية. وهؤلاء يقابلهم، في المقلب الآخر من الجبهة، مقاتلون من "حزب الله".

وهذه المواجهة غير المباشرة لا يريدها "الحزب" الذي يحافظ حتى اللحظة على علاقة مع "حماس"، لا يُفسدها اختلاف التموضع السياسي في سوريا. والأمر هنا شبيه بالعلاقة بين "الحزب" والنائب وليد جنبلاط.

ويدرك "الحزب" أن دخوله في القطيعة مع "حماس" سيحوِّل الفلسطينيين في لبنان ومخيماتهم لغماً يمكن أن ينفجر في أي لحظة، ويفجّر معه الوضع اللبناني الهشّ. وغنيّ عن التعريف مدى التقارب بين "حماس" والتنظيمات الفلسطينية الإسلامية من جهة، والقوى الإسلامية السنيّة اللبنانية من جهة أخرى، ولا سيما في طرابلس وبيروت والبقاع وصيدا وإقليم الخروب.

فليس في مصلحة "الحزب" فتح أزمة مع "حماس"، من شأنها أن تدفع الفلسطينيّين في لبنان، بالترسانة داخل المخيمات وخارجها، كالناعمة وقوسايا، إلى مواجهة معه. ومعركة الجيش اللبناني في مخيم واحد هو نهر البارد بدت أكلافها باهظة. وهذا نموذج. وكما يتجنّب النظام المواجهة مع 650 ألف فلسطيني في سوريا، فإن "حزب الله" يتجنّب المواجهة مع 350 ألفاً في لبنان. والأحرى هو أن النظام وحلفاءه اللبنانيين يتجنّبون أن "يضعوا في ظهرهم"، "مليون عدوّ" في لبنان وسوريا، لأن المعركة إذا فُتِحت هنا ستنتقل إلى هناك، والعكس صحيح. والفتيل الكفيل بنقل الشرارة هو على حدّ سواء: اللاجئون إلى لبنان، واللبنانيون العابرون إلى أحضان المعركة في سوريا، سُنَّة وشيعة. ولذلك، أعطى "الحزب" تعليماته الداخلية لتجنّب شنّ أي حملة على "حماس". ولم تنقطع حتى اليوم الاتصالات بينه وبين الحركة. ولكن، هل سينجح مسعى النأي بالنفس والاستيعاب، أم ستأكله النار السورية المستعرة؟

المراقبون لا يتفاءلون كثيراً لا بدوام التهدئة في اليرموك، ولا بقدرة المتداخلين في المعارك السورية على "الاختباء منها". وإنطلاقاً من ذلك، هناك احتمالات كثيرة متوقعة، وكلها مخيفة.

 

إجراء الإنتخابات قبل سقوط النظام السوري: خطيئة

شارل جبور/جريدة الجمهورية

هناك حقيقتان لا يمكن تجاهلهما: السقوط القريب للنظام السوري، وحاجة «حزب الله» لإجراء الانتخابات النيابية في ظلّ وجود هذا النظام للحدّ من خسائره. إذا كان إجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها قضية جوهرية، خصوصاً في ظلّ الربيع العربي وانتقال عدوى الديموقراطية وتداول السلطة إلى الدول العربية التي كانت انتخاباتها صُوَرية، فإنّ "حزب الله" حوّلَ الانتخابات النيابية إلى صُوَرية برفضه الامتثال لنتائجها التي آلت لمصلحة 14 آذار في استحقاقي 2005 و2009، ولكنّ أهميتها كانت بإحداث توازن بين منطقيّ الشرعية والأمر الواقع، هذا المنطق الذي انقلب عليه مستخدماً القوة والترهيب للقبض على السلطة. وإذا كان لا يُخفى على أحد رغبة الحزب في تقريب موعد الانتخابات لتلافي إجرائها بعد سقوط النظام السوري، فإنه بدأ يضغط للوصول إلى صفقة متكاملة تضمن إقرار قانون انتخابي يعكس التوازنات الحالية ولا تُمَكّن 14 آذار من الفوز بالأكثرية لحرمانها الحكم منفردة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولَو برئاسة سعد الحريري، توفّر له الغطاء الوطني مع التمسّك بالثلاثية الماسيّة "جيش وشعب ومقاومة". وإذا كان "حزب الله" يدرك أن 14 آذار ليست في وارد استعادة تجربة المساكنة معه قبل وضع جدول زمني لتسليم سلاحه، فإنه سيعمد إلى افتعال أحداث أمنية لجَرّها مُرغمة إلى الطاولة أو دفع القوى الخارجية للتدخل بغية إنتاج اتفاق دوحة جديد يضمن له تقطيع مرحلة سقوط النظام السوري من دون تقديم تنازلات تُذكر. ولكن، بمعزل عن كلّ ذلك، أي لو تمّ الافتراض بأنّ "الروح القدس" حلّ على الحزب وقرر الخضوع لمشيئة الناس عبر التسليم بنتائج الانتخابات وإتمامها على قانون الستين وليس أقلّ من ذلك، أي القانون الذي يُفترض أن يوفر أكثرية بسيطة لقوى 14 آذار، فعلى رغم كلّ ذلك لا مصلحة بإتمام الاستحقاق النيابي في توقيته الدستوري، إذ ما الحكمة من إرساء توازنات لولاية مجلسية كاملة تنتمي إلى مرحلة ما قبل سقوط النظام السوري، في حين أن تمديد ولاية المجلس من الربيع إلى الخريف كفيلة بقلب هذه التوازنات رأساً على عقب، والتأسيس لمرحلة وطنية جديدة من دون أثقال نيابية-سياسية تُعرقل هذا المسار الوطني.

لا معنى لإجراء الانتخابات في توقيتها، والتمسّك بالتوقيت تحت عناوين وشعارات تتصِل بالديموقراطية وغيرها هو كَمَن يغالي في الضحك على نفسه ويساهم عن قصد في تجويف الممارسة الديموقراطية عبر تكرار تجارب الانتخابات في الدول الديكتاتورية. لبنان على مسافة أشهر من سقوط نظام الأسد الذي سيُحدث زلزالاً على مستوى لبنان والمنطقة. وبالتالي، من الأجدى انتظار مفاعيل هذا الزلزال عوضاً عن مَنح "حزب الله" تفويضاً وشرعية لفترة أربع سنوات يستغلّها لإبرام تفاهمات وتسويات تِبعاً لحجمه النيابي وقوته العسكرية، فيما كل الأنظار يجب أن تنصَبّ على لحظة التحوّل السوري لإحداث تحوّل مُوازٍ في لبنان. فالتغيير المنشود، ويا للأسف، يستحيل توفيره عبر صناديق الاقتراع بفِعل سلاح "حزب الله". ومن هنا أصبح التمسّك بالانتخابات كمَن يتمسّك بعادات وطقوس وأعراف وممارسات وتقاليد فارغة من أيّ مضمون، لا بل مسيئة للديموقراطية وحرية التعبير وللانتخابات نفسها، كونها تساهم في تغطية الأمر الواقع على الأرض المتمَثّل بالاحتلال الإيراني الذي يجب فَضحه ومواجهته، أي استكمال المواجهة التي أعلنتها 14 آذار بعد اغتيال الشهيد وسام الحسن، إنما الذهاب فيها هذه المرة إلى النهاية بعدم الاكتفاء بالمقاطعة فقط، بل بقطع "شعرة معاوية" المسمّاة مسرحية الانتخابات التي تخدم فريق 8 آذار، والرهان على حدث مؤسّس واحد أوحد، لا قبله ولا بعده، ويتجسّد بسقوط النظام السوري الذي وحده سيشكّل المعبر نحو الخلاص الوطني اللبناني.

 

الجيش اللبناني «يُطَمئن» العرب والأجانب: ستحظون بأقصى درجات الرعاية

بيروت ـ «الراي/لم يكن عادياً ولا«مألوفا» ان تجد قيادة الجيش اللبناني نفسها مضطرة لدعوة العرب والاجانب واللبنانيين المغتربين لزيارة بيروت لمناسبة عيديْ الميلاد ورأس السنة و«متى يشاؤون» مؤكدة لهم «أنهم سيحظون بأقصى درجات الرعاية والاهتمام، والسهر على أوضاعهم المختلفة».وعكس بيان «الطمأنة» الذي أصدرته قيادة الجيش اللبناني امس حجم الإرباك الذي أصاب القطاع السياحي والاقتصادي اللبناني جراء انكفاء الرعايا العرب والخليجيين خصوصاً كما اللبنانيين المغتربين عن زيارة «بلاد الأرز» بالنسب نفسها التي كانت تُسجل في الاعوام السابقة، وذلك نتيجة الواقع اللبناني الذي بات مربوطاً بـ «الصاعق» السوري والذي شهد منذ مايو الماضي موجات فوضى امنية وتوتّر على خلفية خطف 11 لبنانياً في سورية وملفات أخرى وما اعقب ذلك من تحذير السعودية رعاياها من السفر الى لبنان بعد القرارات التي أصدرتها كل من الامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت (ابتداءً من الثلث الأخير من مايو) ومنعت بموجبها مواطنيها من التوجّه الى بيروت وطلبت من الموجودين فيها المغادرة.وكان لافتاً ان الامارات عاودت اول من امس، توجيه ثالث تحذير الى مواطنيها من السفر إلى لبنان (خلال 8 اشهر) «في الوقت الراهن إلا للضرورة القصوى».واذ اكد وكيل وزارة الخارجية الشيخ عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد ضرورة «الالتزام التام بهذا القرار»، اوضح في بيان بثه الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الاماراتية «ان التأكيد بعدم السفر للبنان يأتي مع اقتراب إجازة رأس السنة ونتيجة للظروف السياسية الصعبة والحساسة المحيطة بلبنان».وغداة هذا البيان صدر عن قيادة الجيش اللبناني البيان الآتي: «لمناسبة حلول عيديْ الميلاد ورأس السنة، تتوجه قيادة الجيش بأحر التهاني لأفراد المؤسسة العسكرية ولجميع اللبنانيين المقيمين والمغتربين والرعايا الأجانب والأخوة العرب الموجودين في لبنان، متمنية لهم عاماً جديداً يحمل إليهم بشائر الأمل والأمان والازدهار. كما تدعو هؤلاء الأشقاء والأصدقاء الى زيارة وطنهم الثاني لبنان للاقامة في ربوعه متى يشاؤون، وتؤكد أنهم سيحظون بأقصى درجات الرعاية والاهتمام، والسهر على أوضاعهم المختلفة من قبل الجيش وسائر الأجهزة الأمنية التي تتابع مهمتها بكل عزم للحفاظ على مناخات الحرية والأمن والاستقرار التي تنعم بها البلاد».

 

نتنياهو: منع إيران من امتلاك «النووي» هدف حكومتي المقبلة

القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة/الراي

كسر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاجز الصمت الذي حافظ عليه منذ إعلانه عن انتخابات الكنيست التاسعة عشر، والمقررة في 22 يناير المقبل، مؤكدا إن «منع إيران من أن تصبح قوة نووية هو الهدف الرئيسي في فترة ولايتي التالية إذا حصلت على ثقة الناخبين في الانتخابات المقبلة». ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عن نتنياهو انه «لا يمر يوم واحد لا أتحدث فيه مع زعماء العالم في شأن إيران هذا هو الحال وسيبقى هكذا». وكان نتنياهو حدد منتصف العام 2013 «كخط أحمر» للتعامل مع المشروع الإيراني لتخصيب اليورانيوم، فيما أشارت الدول الغربية إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى اكتساب الوسائل اللازمة لصنع قنابل ذرية.

في المقابل، برر نتنياهو البناء المزمع للآلاف من الشقق في المستوطنات الواقعة قرب القدس والواقعة فيها. وتساءل: «ما هو المستقبل الذي ينتظر الإسرائيليين إذا لم نستطع البناء في (مستوطنتي) جيلو ورامات شلومو؟».

وقال: «إذن فهل نحن الدولة اليهودية غير قادرين على البناء في عاصمتنا؟ لا أقبل ذلك؟» وألقى باللائمة على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لغياب محادثات السلام خلال السنوات الماضية لرئيس الوزراء في المنصب، «لان الرئيس الفلسطيني رفض التفاوض إلا إذا قبلت إسرائيل شروطا مسبقة من بينها تجميد الاستيطان». على صعيد مواز، نفت حركة «حماس» ما أوردته صحيفة «صنداي تايمز» بأن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل أعطى أوامره لخلايا حركته لبدء السيطرة على الضفة الغربية. وقال القيادي في «حماس» عزت الرشق على صفحته على «فيسبوك»، امس، إن «مثل هذه الأخبار الملفقة تقف وراءها جهات صهيونية بهدف التشويش على أجواء المصالحة والأجواء الإيجابية بين فتح وحماس والفصائل الفلسطينية». من ناحيته، دعا عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» محمود الزهار، امس، إلى «وضع خطة خريطة طريق جديدة لتحقيق المصالحة الفلسطينية». ميدانيا، نفذت قوات اسرائيلية، امس، حملة اعتقالات في رام الله ونابلس وجنين وطولكرم والخليل حيث اعتقلت 3 فلسطينيين. ونصب الجيش حاجزين عسكريين على مداخل مخيم الفوار جنوب الخليل، ورأس الجورة شمال المدينة، عمل خلالها الجنود على تفتيش مركبات المواطنين والتدقيق في هوياتهم.

 

تقرير/الحزن والقلق بدلاً من مظاهر الاحتفال بالميلاد لدى المسيحيين في سورية

دمشق - ا ف ب - يستعد مسيحيو سورية الذين تعيش بلادهم في نزاع مستمر منذ 21 شهرا، لاستقبال عيد الميلاد هذا العام من دون اي مظاهر احتفالية، بل وسط قلق وخوف من غرق البلاد في الفوضى وصعود الجماعات الاسلامية المتطرفة. يقول جورج، وهو محاسب في دمشق يبلغ من العمر 38 عاما، ان «لا مزاج لنا للاحتفال بالعيد هذا العام، فكل من حولي مكتئب والوضع صعب جدا». يضيف: «كيف لي ان احتفل فيما من حولي مهجر من منزله او فقد غاليا؟» في نزاع ادى الى مقتل اكثر من 44 الف شخص، حسب «المرصد السوري لحقوق الانسان». من جهتها، تستعيد مريم تقارير للاعلام الرسمي يقدم فيها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد بوصفهم «مجموعات ارهابية مسلحة»، لتقول «بتنا نخشى على انفسنا وعلى وضعنا المسقبلي بسبب قدوم هؤلاء التكفيريين» الذين ترى انهم قد يرغموها على «ارتداء الحجاب وعدم الخروج للعمل».

اما نادين، فتقدمت بطلب للحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة لملاقاة والدتها وعدد من اقاربها، بعدما ترددت في القيام بذلك لمدة طويلة. وتقول هذه المهندسة الاربعينية المقيمة في دمشق «بعدما اقتربت الاشتباكات من المدينة احسست بالخطر اكثر من ذي قبل». ومع عدم شعورها بوجود حل قريب، اصبحت الهجرة هي الملاذ بعدما بات السلاح «اللغة الوحيدة المتداولة الان».

لكن ميشال يصر على انه لن يغادر وطنه ايا تكن الصعوبات، وسيبقى «متمسكا بجذوره» في سوريا، رغم ان المكتب السياحي حيث كان يعمل، اغلق ابوابه جراء الاوضاع الراهنة.

وكما كثيرين غيره من المسيحيين السوريين، يستعيد ميشال النموذج العراقي، حيث اضطر العديد من المسيحيين الى مغادرة هذا البلد المجاور مع صعود الحركات الاسلامية المتطرفة وتزايد اعمال العنف بعد الاجتياح الاميركي في 2003. وتتمتع سورية بتركيبة اجتماعية متنوعة دينية كما العراق. وحسب الباحث الفرنسي الخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش، يتوزع السوريون البالغ عددهم 23 مليون نسمة، بين غالبية مسلمة سنية (قرابة 80 في المئة)، واقلية علوية (10 في المئة)، اضافة الى خمسة في المئة من المسيحيين، ثلاثة في المئة من الدروز، والبقية من الاسماعيليين. وبقي المسيحيون السوريون البالغ عددهم نحو 1.8 مليون نسمة، في منأى عن النزاع بين الرئيس الاسد ومعارضيه في شكل عام. الا ان كثيرين منهم يتخوفون من ان تفرز «الثورة» حكما اسلاميا متطرفا مناهضا للحريات الدينية التي نعموا بها على مدى عقود طويلة، من دون ان يحول ذلك دون انضمام اعداد منهم الى المعارضة و«الحراك الثوري». والسبت، اكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي ان «ما يجري علينا يجري على الاخرين»، مشددا في مؤتمره الصحافي الاول في دمشق اثر انتخابه في هذا المنصب على ان المسيحيين «موجودون في هذه البلاد وباقون ونحن نؤمن ان وجه المسيح لن يغيب عن هذه المنطقة التي انطلقت منها المسيحية». وفي اليوم نفسه، حذر بعض المقاتلين المعارضين من اقتحام بلدتين مسيحيتين في ريف محافظة حماة وسط البلاد، ما لم تنسحب منهما القوات النظامية. وكانت الامم المتحدة حذرت قبل ايام من ان النزاع في سورية بات «طائفيا في شكل واضح» ما يهدد الاقليات الدينية في البلاد.

في حي القصاع ذي الغالبية المسيحية وسط العاصمة السورية، درجت العادة خلال هذه الفترة من السنة ان تمتلأ الشوارع بالناس القادمين للتسوق وسط زينة العيد.

وحسب تاجر ألبسة فضل عدم كشف اسمه «هذه السنة لا مزاج لاحد للشراء او الاحتفال». من جهته، يلقي بسام باللائمة في صعوبة الاحتفال بالعيد على الازمة الاقتصادية والتضخم اللذين تسبب بهما النزاع، ويقول «لقد رغبت ان يشعر الاطفال بالعيد، الا انني لم اتمكن من شراء ملابس جديدة لهم او العاب». ويشير الى انه «عيد الميلاد الثاني الذي يمر علينا في ظل هذه الازمة. العام الماضي احتفلنا على نطاق ضيق، لكن هذه السنة اصبح (الوضع) اكثر تعقيدا. بالكاد اغطي مصروف العائلة». وادى التضخم الى اقتطاع ثلث القدرة الشرائية للسوريين، بحسب ما افادت وسائل اعلام سورية في سبتمبر الماضي. كذلك، قال مسؤول اقتصادي رفيع ان العقوبات الدولية على سورية ادت الى ارتفاع الاسعار الاستهلاكية بنحو 65 في المئة. تضاف الاوضاع الامنية الى الصعوبات الاقتصادية. في حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من خمسة اشهر. يقول رئيس الكنيسة الانجيلية العربية في المدينة القس ابراهيم نصير ان «عدم الشعور بحالة امان جعل الكثير من المسيحيين يرفعون الصلوات في بيتوهم ولا يذهبون إلى الكنائس خوفا». يضيف «المسيحيون السورون جزء لا يتجزا من المجتمع السوري، وعدم ارتيادهم الكنيسة ليلة العيد ليس خوفا من استهداف الكنائس، بل بسبب الوضع الأمني المتدهور في المدينة في شكل عام». بالنسبة لآخرين، لا يمكن الاحتفال بالعيد بعد فقدان اشخاص مقربين. تقول رند صباغ «لن احتفل ابدا هذه السنة» التي فقدت فيها صديقها الناشط والسينمائي باسل شحادة، الذي قتل في مايو الماضي في حمص (وسط). وتضيف في اتصال عبر «سكايب» مع مكتب «فرانس برس» في بيروت «العام الماضي كان الوضع مختلفا. هذه السنة لم يبق منزل الا وفقد شخصا، اكان (المنزل) مواليا ام معارضا ام يعتبر ان ما يجري لا يعنيه». تتابع: «لم نكن نتخيل ان الموت سيدخل الى بيوتنا».

 

الإبراهيمي في سورية... والزعبي لا علم له بزيارته!/أكثر من 300 قتيل بقصف استهدف مخبزاً آلياً في ريف دمشق

عواصم - وكالات - مجزرة جديدة ارتكبها النظام السوري أمس وذهب ضحيتها أكثر من 300 شخص في منطقة حلفايا في ريف دمشق والتي تزامنت مع وصول مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الاخضر الابراهيمي، الى دمشق في زيارة لم يعلن عنها مسبقا. ونزل الابراهيمي في «فندق شيراتون» في وسط دمشق. وخلافا لزياراته السابقة، دخل الابراهيمي الاراضي السورية آتيا من لبنان.

وأفاد مسؤول في الجمارك اللبنانية طالبا عدم ذكر اسمه ان «موكب المبعوث الدولي عبر الحدود اللبنانية - السورية قرابة الساعة الثانية بعد الظهر». وكان مسؤول أمني آخر قال في وقت سابق، ان الابراهيمي وصل الى مطار بيروت الدولي. وخلال زياراته السابقة الى سورية كان الابراهيمي يحط في مطار دمشق لكن طريق مطار دمشق شهد في الايام الاخيرة معارك عنيفة بين قوات الرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة المسلحة. من جهته، أعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي خلال مؤتمر صحافي في دمشق ان لا علم له بزيارة الابراهيمي الى سورية. وتابع الزعبي أن هناك حملة تصعيد إعلامي غير مسبوقة على سورية وأن جزءا كبيرا من الأخبار ليس صحيحا ولا أصل له. وقال: «نحن متفائلون بأن سورية الوطن والدولة والشعب ذاهبة إلى تجاوز الأزمة والانتصار على العدوان الخارجي عليها». وأكد وزير الإعلام أن «لا روسيا ولا أي أحد يضغط على سورية والقرار السياسي السوري في جميع المسائل السياسية قرار سيادي محض ولا تغيير في الموقف والخطاب الروسي وأن الحوار الوطني هو حوار بين السوريين ومع الذين يؤمنون بالحوار كمدخل إلى عملية سياسية جادة ومن رفض الحوار ودعا إلى استخدام السلاح يخشى نتائج هذا الحوار». وقال الزعبي «إن الجيش العربي السوري ليس طرفاً في المواجهة بل هو الوطن والناس ويتصرف على هذا الأساس وللإرهاب شكل واحد وليس هناك إرهاب إيجابي وسلبي، وإرهاب مقبول ومرفوض ومن يرتكب عملا إرهابيا فهو إرهابي بصرف النظر عن جنسيته وانتمائه».

وأضاف «أن رفض التدخل العسكري الخارجي هو الحد الأدنى من الوطنية أما الحد الأعلى فهم الشهداء الذين يضحون بدمهم والوطنية تتطلب رفض الإملاءات من الخارج والتدخل بكل أشكاله».

وتابع «إن سورية لا تسلح (حزب العمال الكردستاني) ولا تسمح لأي أحد بأن يقوم بعمل عدائي ضد أي دولة أخرى عبر حدودها ومن لديه وثائق وأدلة فليقدمها أما التهويل الإعلامي فانتهى عصره ونحن لدينا وثائق وأدلة على التدخل التركي في سورية». وأكد وزير الإعلام أن «أي حوار وطني سوري لن يشارك فيه إلا السوريون والقرار سيتخذه السوريون بأنفسهم ونقول لمن يرفض الحوار سارعوا بالانتقال إلى ضفة العمل السياسي لأن الوقت يضيق». وأشار «إلى أن رأي نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع هو رأي من آراء 23 مليون سوري، وسورية دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها والجيش عندما يدافع عن البلاد في مواجهة الإرهاب لا يفكر بمقولة وهم الحسم العسكري ولا يضع بحسابه حجم التضحيات وشكل المعركة ونتائجها فالمعركة مع الإرهاب لا رهان عليها والحسم في المحصلة هو ما تفرضه شؤون المعركة والقيادة السياسية في سورية هي أول من طرح الحل السياسي عبر الحوار الوطني منذ اليوم الأول». وأضاف أن «طبيعة عمل الإرهابيين تقوم على حرب العصابات وهم غير قادرين على الثبات والسيطرة وأن يبقوا في حاجز يهاجمونه أكثر من 15 دقيقة والانتصارات التي تتحدث عنها بعض وسائل الإعلام وهمية والجيش موجود في كل مكان وهو سيستمر بملاحقة الإرهاب».

وأكد وزير الإعلام «أن الجيش العربي السوري لم يتدخل في مخيم اليرموك على الإطلاق، ونحن لا نريد زج المخيمات الفلسطينية في الأزمة، وفلسطين ستبقى جوهر الصراع والقضية المركزية لسورية وبوصلتها والشعب الفلسطيني في سورية وخارجها سيبقى جزءا من قضيتنا وهويتنا ومستقبلنا والرهان على خلاف ذلك هو رهان خاسر». وفي القاهرة، طالب مجلس الجامعة العربية، امس، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لتمكين اللاجئين الفلسطينيين الذين يحاولون الهرب من مخيم اليرموك في دمشق، من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية. وفي جدة، دانت منظمة التعاون الاسلامي، أمس، تهديد جماعة سورية مسلحة باقتحام بلدتين مسيحيتين في وسط البلاد اذا لم يقم سكانهما بطرد قوات الرئيس الاسد منهما، مؤكدة ان هذا التهديد «مخالف لتعاليم الاسلام». وأعربت الامانة العامة للمنظمة في بيان عن «ادانتها لما جاء في شريط الفيديو المنسوب الى (لواء الانصار) السوري من تهديد باقتحام بلدتي محردة والسقيلبية المسيحيتين شمال حماة». واستنكر البيان بشدة هذا «التهديد ضد مواطنين سوريين مسيحيين لهم الحقوق نفسها في الامن والرعاية والعيش الكريم». ميدانيا، وبينما أعلنت «لجان التنسيق»، أمس، مقتل أكثر من 300 في قصف للجيش النظامي استهدف مخبزاً آلياً في حلفايا في ريف دمشق، قتل 111 شخصا في اعمال عنف شهدتها مناطق عدة من سورية، أول من أمس، حسب حصيلة جديدة أوردها، أمس، «المرصد السوري لحقوق الانسان». الى ذلك، ذكر شهود عيان أن سيارات مدنية يقودها مسلحون تابعون لقوات النظام السوري أصبحت تتجول في شوارع دمشق. وأكد العديد من السكان في مختلف الأحياء في العاصمة دمشق امس، أن سيارات مدنية تقوم بدوريات جوالة في دمشق ويقوم أفرادها بعمليات مراقبة وتفتيش خصوصا في ساعات الليل ويرتدي أفرادها زيا عسكريا كاملا. وأوضح الشهود أن النظام عزز إجراءاته الأمنية في دمشق في الأيام الأخيرة ونشر العديد من عناصر الأمن الراجلين في الشوارع الرئيسية كما شوهدت قذائف «آر بي جي» مع العناصر الموجودين على الحواجز. وفي عمان، ذكرت «وكالة الانباء الاردنية» ان شابا سوريا في الـ 21 من العمر قتل امس، برصاصة في الرأس اثناء فراره الى داخل الاراضي الاردنية.

 

رئيس بلدة ضهور الشوير مرشح كـ"وديعة سورية" على قائمة عون في المتن

خاص بـ"الشفّاف" /على الرغم من عدم اتضاح ما اذا كانت الانتخابات النيابية سوف تحصل في موعدها الدستوري، يبدو ان سلطات “الوصاية” السابقة تسعى الى استباق اي تطورات ميدانية سورية تسبق الاستحقاق الدستوري اللبناني. معلومات خاصة لـ"الشفاف" أشارت الى ان رئيس بلدية ضهور الشوير الياس ابو صعب، الذي تقدم باستقالته من منصبه في رئاسة البلدية، سوف يتقدم بترشيحه للانتخابات النيابية المقبلة على لائحة التيار العوني عن المقعد الارثوذكسي في المتن. مصادر متنية أعتبرت أن ترشيح ابو صعب يأتي كـ”وديعة” من ثنائي رئيس الحزب السوري القومي”اسعد حردان”، واللواء السوري “علي مملوك”، على لائحة التيار العوني. خصوصا ان الرئيس ابو صعب يرتبط بعلاقات وطيدة مع الحزب القومي ونظام الوصاية السابق.

 

مقاطعة الخليجيين أضرّت بموسم الأعياد، لماذا الغياب الرسمي عن المعالجة؟

خليل فليحان /النهار/ أظهر الركود الاقتصادي المخيم على الحركة التجارية في بيروت في موسم الاعياد، انه ناجم بالدرجة الاولى عن مقاطعة رعايا دول الخليج للبنان، وفقا لتقديرات رجال المال والاقتصاد المتضررين، بحيث انعكس ذلك على انخفاض الحجوزات في الفنادق والمطاعم خصوصاً وفي التسوق عموماً، اضافة الى وقف الاستثمارات. ويعود التبرير الاساسي لمنع تلك الرعايا من سلطات بلادها من زيارة بيروت، الى خوفها على امنهم الشخصي واحتمال تعرضهم لاحتجاز على يد مسلحين، كانوا اطلقوا تهديدات بعد اقامة حاجز مسلح على الطريق المؤدية الى مطار رفيق الحريري الدولي. هذا ما دفع السلطات المختصة في تلك الدول الى اصدار تعليمات عبر سفاراتها بمنع توجههم الى بيروت، والطلب الى الذين كانوا فيها من رجال اعمال وسياح وطلاب مغادرتها في اقصى سرعة، وخصوصاً بعدما هدد مسلحون بخطف سعوديين وقطريين واتراك وسواهم من اجل الإفراج عن لبناني مخطوف في دمشق. والسؤال المطروح، لماذا استمر منع الرعايا العرب من المجيء الى بيروت على رغم تطمينات اطلقها مسؤولون في هذا الصدد؟ يجمع عدد من السفراء الخليجيين المعتمدين لدى لبنان، في أجوبة متقاربة عن أسئلة طرحتها "النهار" عليهم، على ان الخطر لا يزال قائما بالنسبة الى رعاياهم سواء للمجيء الى بيروت أو التجول في كل لبنان كما كان يحصل سابقاً لجهة حرية تنقلهم، وسكن العديد منهم في منازل يملكونها سواء في العاصمة او في الجبل، بسبب استمرار الانقسام حيال الازمة السورية. فدولهم تؤيد المعارضة وهناك قوى سياسية وحزبية في لبنان تدعم النظام بقوة، وتالياً يمكن ان تتعرض لرعاياها بخطفهم وممارسة ضغوط عليها لوقف دعمها. وهذا ما لا تريده دول الخليج ان يحصل، نظرا الى العلاقات القوية التي تربطها بلبنانيين رسميين وأصدقاء لها في جميع المناطق ومن كل الطوائف. وأشاروا الى ان دولهم لم تتخذ أي اجراءات سلبية حيال آلاف اللبنانيين الذين يعملون فيها في كل الاختصاصات والميادين. وينقسم المسؤولون حيال هذه المخاوف الخليجية الى فريقين، الأول يرى ان هذا الخوف مبالغ فيه وليس هناك من مخاطر بهذا القدر لاحتمال تعرض الرعايا للخطف او لأي اذى آخر، بدليل انه لم تسجل اي حادثة خطف منذ حين، ومن هدد بذلك موقوف حاليا. اما الفريق الآخر فيرى ان إمكان تعرض اي خليجي في بيروت لأي مضايقة امنية وارد، نظرا الى قيام بعض التنظيمات المسلحة بتحركات في الشارع، سواء في طرابلس او صيدا او اي مكان آخر، وتالياً ان هذا الأمر ممكن في ظل الانقسامات الحادة على المستوى الداخلي حيال ما يجري في سوريا.

واللافت ان الحكومة لم تجر أي تحرك فعال حيال الدول الخليجية الخائفة على امن رعاياها في لبنان، لمناقشة الاسباب والدوافع الحقيقية للاجراءات المتخذة. وليس هناك من ضرر بتشكيل وفد وزاري وديبلوماسي وامني، للقيام بجولة لتبديد المخاوف، وتشجيع المعتادين على المجيء الى لبنان لأي غرض استثماري او سياحي او استشفائي او تعليمي على عدم التوجس والتردد لحظة واحدة في الاقدام على ذلك.

 

وزير الاشغال العامة غازي العريضي:  لـ"النهار": قرار دولي يحمي لبنان ويمنع الانفجار وسنستأنف مبادرة جنبلاط قريباً وطاولة الحوار ستعود

مي عبود ابي عقل /النهار/ في مقدمة كتابه "كلمات الزمن الصعب" الذي اصدره عام  1992 كتب وزير الاشغال العامة غازي العريضي: “الشاطر يعرف كيف يربح، والاشطر من يعرف كيف يخسر، اما الكارثة الكبرى فهي ان نكون لا نعرف كيف نربح ولا كيف نخسر، وفي النهاية نخسر كل شيء”. في ظل ما يجري حولنا في المنطقة والعالم، اين يقف لبنان؟ هل هو ذاهب نحو الخسارة او يربح نفسه على الاقل؟ اسئلة يجيب عنها بنفسه.   

¶ بعد التقارير الصادرة عن الامم المتحدة والتي تؤكد ان سوريا اصبحت ساحة لعناصر ومنظمات ارهابية، كيف يمكن لبنان ان  يحمي نفسه من تسللها اليه؟ - بالحد الادنى من التضامن الوطني، والاتفاق على قراءة واحدة تمس شأنا وطنيا كبيرا. وهذا الامر غير متوافر ويا للأسف لا داخل الحكومة، ولا لدى المعارضة، وبالتالي ليس موجودا لدى الدولة اللبنانية. لذلك احتمالات الخطر كبيرة. منذ البداية شددنا على مسائل عدة:

- العمل على تحييد لبنان عن الازمة السورية.

- عدم التدخل في الشأن الميداني في سوريا من أي فريق، بغض النظر عن الخلافات السياسية والمواقف المتعارضة والمتناقضة الى حد بعيد في تشخيص الوضع السوري.

- ان تكون لدينا قراءة ورؤية كاملة كدولة، وتعمل المؤسسات وفقها.

كل هذه الامور ليست متوافرة، وبالتالي القلق كبير. آن الاوان لنعمل على هذا الامر على كل المستويات، في الدولة والحكومة والمعارضة، لأن اي  ضرر يلحق بلبنان نتيجة تداعيات الشأن السوري على الساحة اللبنانية، لن يلحق بفريق وحده، بل ستكون انعكاساته على المستوى اللبناني العام. علما ان الفرصة متاحة لنا، وبامكانات هائلة، لأنه منذ 40 عاما لم تتوافر فرصة كتلك المتوافرة الآن، والمتمثلة بقرار دولي بحماية الاستقرار في لبنان. ممنوع الانفجار، وهذه فرصة كبيرة لنا.

¶ عملياً، كيف يحمي لبنان نفسه؟

- عندما تقوم المؤسسات الامنية بدورها بتنسيق تام في ما بينها، ومع مؤسسات الدولة الاخرى او الهيئات الشعبية المنتخبة، مثلا  التنسيق بين الامن العام الذي يفترض ان لديه سجلات الخارجين والداخلين من لبنان وإليه عبر المرافق الشرعية، اي المرافىء والمطار والحدود البرية، الهيئة العليا للاغاثة” التي يسجل لديها الاشخاص من خلال الجمعيات والمؤسسات، البلديات، إذ لا يمكن بلدية الا ان تعرف ماذا يجري وما الموجود على ارضها... هذا كله يجب ان يصب عند ما سمّته منذ مدة “خلية ازمة” تتعامل مع الشأن السياسي والانساني والامني، وبالتالي تنتظم هذه العملية، حتى ولو كان العدد كبيرا، وعندما تمسك الدولة بزمام الامور بهذه الطريقة تستطيع ان تراقب كل شيء. لكن ويا للاسف، هذا الامر لم ينجز حتى الآن، اضافة الى فقدان الثقة وعدم التعاطي بين الاجهزة الامنية نفسها لتقاطع المعلومات، وبالتالي انعدام القراءة الواحدة للامور.

لبنان معرّض، والمسألة ليست صعبة عندما نفكر في منطق الدولة، وأن الانعكاسات ستكون سلبية علينا جميعا.

¶ هذا يعني أن لا شيء أمنيا ممسوك، والخطر قائم؟

- حتى الآن الى حدود بعيدة نعم، والخطر قائم بالتأكيد. لا يستطيع عاقل ان ينفي هذا الامر، علما ان الفرصة كبيرة. تصوري لو كان القرار الدولي غير ذلك، ماذا كان جرى في لبنان؟

¶ اذاً ما يحمي لبنان هو القرار الدولي فقط؟

- القرار الدولي وبعض التجاوب الداخلي، لأن ليس كل الاطراف منغمسين في هذه العملية. لكن لو كان القرار الدولي غير ذلك، لما كان اسهل ان يفلت البلد، لأن الاحقاد والتشنجات والانقسامات كلها موجودة، وما اخشاه هو الفوضى. الحرب معروفة اطرافها وضوابطها وقواعدها ومن يملك السلاح، الاخطر منها هو الفوضى الشاملة اي ان تحصل احداث، و لا احد يعرف كيف ومتى وأين ومن هو المسؤول، وضياع على مستوى الدولة واجهزتها ومؤسساتها  من سرقة الى خطف على الطلب الى قطع طريق الى اعتداءات واغتيالات... حال الفوضى هذه مرعبة، لان الدولة ضعيقة وغير موجودة. بينما لو كانت موجودة والتنسيق قائم بين اهلها بالشكل الذي اشرت اليه، اضافة الى القرار الدولي الموجود، لكان وضعنا افضل بكثير على كل المستويات، امنيا واجتماعيا واقتصاديا وسياحيا مصرفيا.

لا يجمدها القانون

¶ في ظل اصرار رئيس الجمهورية على اجراء الانتخابات في موعدها، والخلاف على القانون الذي يجب اعتماده، ماذا سيحصل؟

- هل يستطيع ان يزايد احد على موقف بكركي برفض قانون الستين؟ لكن البطريرك ميز بين القانون واجراء الانتخابات في موعدها. فخامة الرئيس يتخذ موقفا متقدما وشجاعا وامينا على الدستور وعلى الاستحقاقات الدستورية. الانتخابات يجب ان تجرى في موعدها، واي مسؤول مؤتمن على الدستور وعلى الحياة الديموقراطية في لبنان يجب ان يذهب في هذا الاتجاه. هذا لا يعني ان ندخل في عملية مناورات وتعطيل متبادلة، تارة للحوار العام في السياسة، وطورا للحوار حول قانون الانتخاب، حتى نكون امام امر واقع. نستطيع ان ندخل في النقاش الآن حول قانون الانتخاب. النقاش لا يعني الجزم بالوصول الى امكان اتفاق، وخصوصا في وضع مثل لبنان، وفي قضية حساسة مثل قانون الانتخاب، وعامل الوقت ضاغط. لكن تبذل كل الجهود الصادقة للوصول الى اتفاق، ونذهب الى انتخابات على اساسه. واذا لم نصل هل نعطل الانتخابات؟ قد لا نصل خلال سنوات، ماذا نفعل؟ نترك البلاد من دون مجلس نيابي جديد، ونعطّل المسار الديموقراطي؟ نبقى ننتظر التطورات السياسية في سوريا وغيرها، وقد تمتد لسنوات؟ هل نجمد ونعطل كل شيء ولا نسير بأي امر الا عندما نضمن ان الامر لمصلحتنا؟ هذه سياسة خطيرة  جدا ، اذ لا يستطيع اي فريق ان يدعي ان بامكانه احتكار مثل هذا الحق او التصرف، فتستمر وتيرة التعطيل والاستقواء او الفرض، وأي منها لا يستطيع ان يؤدي الى الاستقرار في البلد، وهذا ينعكس سلبا على الجميع.

¶ هل طويت مبادرة جنبلاط، او فشلت او انتهت؟

- لا هذه ولا تلك، لم تحصل اجتماعات خلال الايام العشرة الفائتة بسبب سفر معظم اعضاء الفريق المكلف الحوار. وفي الايام المقبلة سنستأنف الاتصال بالقوى السياسية الباقية التي لم نلتقها، وفي النهاية سنجمع كل الافكار والاستنتاجات، ونقوم بقراءة معمقة تحليلية لما لمسناه. في الحوار مع الاطراف الذي سبق ان اجتمعنا بهم، التقينا على بعض النقاط سنعود الى تجميعها، ولا بد ان تكون هناك نقاط مشتركة يبنى عليها لتوسيع دائرة الحوار حول القضايا الاخرى او لتحقيق خرق ما في الجدار الصلب القائم بين اللبنانيين، والذي يعكس حالة القطيعة وعدم الحوار والتواصل، وهذا اخطر ما نعيشه.

"الامر أكبر منا"

¶ هل ستعود طاولة الحوار؟

- ستعود، واللبنانيون محكومون بالحوار. هل هناك اصعب من ايام الحرب والشروط التي كانت ترسل بالقذائف؟ ويومها عقدت طاولات حوار في جنيف ولوزان ولبنان وغيرها. اليوم لا حواجز ولا حرب، وقنوات التواصل مفتوحة وامكاناتها موجودة.

¶ هل انعقادها مرهون بالازمة السورية؟

- اذا سلمنا بالامر هكذا سنبقى على القطيعة ونشتم ونخون ونتهم بعضنا، ونؤذي البلد في ظل الفرصة الدولية المتاحة لنا لكي نكرس الاستقرار، ولا احد منا يمكنه التأثير في سوريا في اي شيء، او يستطيع  ان يدعي انه يدرك اللحظة التي ستنتهي فيها الاحداث في سوريا. هذا خطأ، ولم نوافق عليه من الاساس. لدينا وجهة نظر اعلناها في السياسة بقوة، وسبقنا كل الذين يقفون ضد النظام ، ولكن هذا لا يتناقض مع موقفنا في الداخل انه لا يستطيع احد ان يلغي احدا في لبنان.

هناك فريق راهن على بقاء النظام، واعتبر ان المسألة تنتهي خلال ايام منذ البدايات، وحاول ان يستقوي بالامر. سألناه: ماذا ستفعل بالشريك اللبناني؟ تقول انتصر النظام وبقي، سأنتقم منك في لبنان؟ لا تستطيع ان تنتقم في لبنان، قد يتعدل ميزان القوى قليلا لكن لا تستطيع ان تنتقم  او تلغي او تتجاوز او تتفرد. هذا شريكك اللبناني، في تركيبة  الموزاييك والتنوع الطائفي والسياسي والمذهبي والاجتماعي لا تستطيع ان تتجاوزه. الفريق الآخر راهن على ان النظام انتهى، ووضع يده على البلد. هل جماعة سوريا في لبنان هم جالية سورية، ام لبنانيون وشركاء؟ هل نقول لهم الحقوا بشار الاسد اينما رحل مع نظامه؟ لا، هؤلاء لبنانيون.

هذا ببسيط الكلام. فكم بالاحرى اذا كانت لدينا تعقيدات هائلة في هذا الموضوع، من تمدد الحالة السورية المتجذرة في لبنان على مدى عقود من الزمن، خصوصا من فترة الوجود السوري في البلد وادارة الامور بالكامل من قبلهم؟ الى تعقيد الوجود الايراني المباشر في سوريا وفي لبنان والمواقف الايرانية المعلنة؟ الى تعقيدات اللعبة الدولية والاقليمية وامتداداتها في لبنان؟ الى الظواهر التي نراها في سوريا وتمددها الى لبنان؟ الى التشنجات والانقسامات في لبنان؟  الامور يمكن ان تؤدي بالبلد الى انزلاق نحو خطر كبير، وهذا ما يجب ان نتفاداه، وهو سبب اضافي لتعزيز اقتناعنا بأن لدينا مواقف سياسية، لكن الموضوع اكبر منا بكثير، ولا نستطيع ان نؤثر. وبالتالي فلنهدأ ونتعقل، ولنأت الى مناقشة حماية لبنان، لان اي ضرر يلحق بالساحة اللبنانية، في اي منطقة من المناطق، سيكون ثمنه في كل المناطق، ولبنان كله يتأثر. واي عنصر ايجابي يستفيد منه لبنان كله. 

 

قمة دول "مجلس التعاون الخليجي" في البحرين بين إيران النووية والشارع العربي

سايمون هندرسون /الشفاف

في 24 كانون الأول/ديسمبر يلتقي قادة دول "مجلس التعاون الخليجي" في المنامة لعقد قمتهم السنوية. صحيح أن الاضطرابات السياسية التي تجتاح الشرق الأوسط لم يكون لها أي ضحية في ملكيات الخليج والإمارات الوراثية، لكن من الواضح أن قادة "مجلس التعاون الخليجي" قلقون من المستقبل. فقد عصفت التوترات السنية- الشيعية بالبحرين وهي تؤثر أيضاً على المنطقة الشرقية المجاورة الغنية بالنفط في المملكة العربية السعودية. كما كان ناخبون غاضبون في الكويت قد قاطعوا الانتخابات الأخيرة في بلادهم بسبب التغييرات التي أجرتها العائلة الحاكمة. وقد تحركت قطر والإمارات العربية المتحدة وعمان بسرعة لمواجهة الانتقادات الموجهة إلى أنظمتها السياسية على شبكة الإنترنت. بعد تأسيس "مجلس التعاون الخليجي" عام 1981، كان المتصور منه أصلاً أن يكون سبيلاً يُجنّب دول الخليج العربي المحافِظة، الانخراط في الحرب العراقية- الإيرانية، التي كانت قد بدأت في العام السابق واستمرت حتى 1988. وما تزال إيران تشكل مصدر قلق كبير لهذه الدول، وفي حين أن العراق التي هي تحت قيادة شيعية لم تعد تشكل المتنمر الإقليمي الذي كانت عليه أيام صدام، إلا أن قادة دول "مجلس التعاون الخليجي" ينظرون بعين الريبة إلى تقاربها مع طهران. ومع ذلك، وعلى الرغم من التركيز المحتمل لمحادثات القمة على إيران والخلافات مع إدارة أوباما حول الحاجة إلى إجراء إصلاح داخلي، إلا أن البيان الختامي ربما يمنح أولوية أكبر للقضية الإسرائيلية- الفلسطينية، التي يوجد حولها على الأرجح توافق أكبر في الآراء بين المشاركين.

وثمة بند آخر على جدول الأعمال المحتمل الذي هو ذو أهمية خاصة لواشنطن ألا وهو سوريا، حيث يبدو أن السعودية وقطر منخرطتان في تنافس دبلوماسي حول أي من جماعات المعارضة المسلحة تفضلان دعمها. وسابقاً قدمت قطر (وإلى حد أقل، الإمارات العربية المتحدة) القوة الجوية والأسلحة والتدريب العسكري للمتمردين الذين قاتلوا نظام القذافي - وهو أسلوب يمكن القول عنه بأنه ساهم في الفوضى الحالية في ليبيا، وربما في مقتل السفير كريس ستيفنز وغيره من الموظفين الأمريكيين.

إن إحدى الطرق لتقييم أهمية القمة هي ملاحظة أياً من القادة سيشارك بالفعل في هذا المؤتمر. فالعاهل السعودي الملك عبد الله، الذي هو مؤيد قوي لدول "مجلس التعاون الخليجي"، قد أجرى للتو عملية جراحية في ظهره ومن غير المرجح أن يشارك في الاجتماع. كما أن سجل حضور السلطان قابوس حاكم سلطنة عمان هو أضعف ما يكون، حيث تبين بوضوح أنه لا يشارك إلا فقط عندما يشعر أن الأجندة المطروحة على مؤتمر القمة مهمة على وجه الخصوص. وربما يكون أمير قطر الشيخ حمد آل ثاني أحد أبرز القادة المشاركين، فمشيخته تشاطر إيران حقل غاز طبيعي بحري هائل، ولطالما كانت له علاقة شائكة مع البحرين. وسيكون تركيزه الدبلوماسي الآتي على زيارته هذا الأسبوع إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية - وهي الزيارة التي سوف تعزز موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أسابيع فقط من إضعافه بسبب زيارة الشيخ حمد لغزة الواقعة تحت تحكم «حماس».

لقد كان أهم قرار اتخذته دول "مجلس التعاون الخليجي" في السنوات الأخيرة هو منح غطاء مقبول للتدخل السعودي- الإماراتي المسلح في البحرين خلال الاضطرابات التي وقعت في آذار/مارس 2011. إلا أن "المجلس" لم يفعل سوى القليل نحو مسار التنمية المؤسسية. ففي القمة التي انعقدت العام الماضي في الرياض، اقترح الملك عبد الله إقامة "اتحاد خليجي" يدمج الدول الأعضاء في كونفيدرالية، إلا أنه لم يظهر أي شيء [حتى الآن] حول تنفيذ هذا الاقتراح. وفي الوقت نفسه، لم يتخذ السعوديون بعد أية خطوات إلى الأمام بشأن اقتراحهم من منتصف 2011 بقبول المغرب والأردن في "مجلس التعاون الخليجي". وفي حالة الأردن، يبدو أن الرياض ما تزال بعيدة عن عمّان، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى عدم إرسالها الدعم المالي الذي وعدت به. وقد أدى ذلك إلى قيام عمّان بخفض دعمها [للسلع المختلفة]، مما أثار احتجاجات في الشوارع.

وفي رأي واشنطن، يُعتبر "مجلس التعاون الخليجي" بوتقة مفيدة لتدريب قوات الخليج العربي على مكافحة الإرهاب وتحسين قدراتها العسكرية ضد إيران. وستكون قمة المنامة شاهداً علنياً على ثقة "المجلس" بنفسه، أي قدرته على العمل كتجمع إقليمي في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط من اجل أجراء تغيير سياسي، وما يزال يُنتظر إحراز تقدم على صعيد حل المشكلة النووية الإيرانية.

سايمون هندرسون هو زميل بيكر ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن.

 

حين تزهو الممانعة بـ"نقص مناعتها المكتسبة"

 وسام سعادة/المستقبل

دأب نظام "الرسالة الخالدة" في سوريا على تشخيص حالته يوماً بيوم، منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في درعا، على أنّه بدنٌ يمرّ بـ"حالة صحيّة من نوع خاص". أكثر من هذا، قدّم النظام نفسه، من دون مماطلة كثيرة، على أنّه يعاني من "بَدَن سقيم". حاول أن يجمع مبكراً بين منتهى الصراحة في هذا المجال، وبين منتهى المكابرة والنفاق والانفصال عن الواقع في مجالات أخرى. وأوّل النفاق تولاه رأس النظام بأن سوّق لنفسه في الأسابيع الأولى للثورة، على أنّه تلك الروح السامية التي سئمت هذا "البدن السقيم"، وتبحث عن ضالتها في بدنٍ معافى. ألسنا في جنّة جهنّم "البعث العربيّ الاشتراكيّ"؟.

هكذا توالت أعمال التشخيص لحالة البدن البعثيّ وطبيعة الداء الذي يداهمه مستفيداً من حالته المترديّة صحيّاً من قبل، على ما قدّم رأس النظام نفسه. البدن سقيم، لكن الداء تزرعه مؤامرة شنيعة تداهمه من الخارج، و"الروح النقية" المتركّزة في رأس النظام إمّا أن تعطى الفرصة لهجرة هذا البدن إلى واحد آخر، وإمّا أن تصلح بدنها الحاليّ، وتتكارم عليه بأن تبقى فيه.

وعلى هذا النحو، بدأت رحلة الانفصال عن الواقع. بدأ النظام بطمأنة نفسه بأنّ الخمج المؤذي لم ينتقل إليه، ثم اعتبر أنّه استوعب الإصابة، وأنّها وعكة صحيّة وتنقضي، ولما طالت أكثر توعّد بأنّه تحدًّ واستجابة، وسيعود أقوى مما كان، وسيجدّد شبابه. ثم تفاقمت الحال، فقال لنفسه: "هي أزمة قلبية ونجوت منها". وما بعدها تداعيات تستلزم فترة نقاهة يجري تسطير معالمها في "بابا عمرو". من يتذكّر؟

وعندما صار يخسر السيطرة أكثر فأكثر على المناطق والمدن، بادر النظام إلى الترويج لنفسه على أنّه "الرّجل المريض"، بحيث ينبغي أن تسهر الحكومات المجاورة أو الإقليمية أو الدوليّة على عدم إزالته بسرعة، كي لا تصير سوريا مركزاً لداء ينتقل إليها. كأن لسان حاله يقول: "احجروا عليّ، واحفظوا لي مكانتي بين جدران الحجر الصحيّ، كي لا أجعل الداء الذي أنا به مصاب، ينتشر إلى الأنحاء".

إلا أنّ الحالة ظلّت تتفاقم وتتفاقم. صحيح أنّ أهل الثورة يستعجلون سقوط النظام بأسرع مما يتيحه الواقع، إلا أنّ الخط البيانيّ لتمادي الحالة في "البدن السقيم" لم تظهر تجاوبه مع أي علاج أو دواء. على العكس تماماً.

عند هذه العتبة، فشل بشّار الأسد في التشخيص "الطبيّ" لمصلحة النظام، فأنجده حسن نصر الله: الأزمة طويلة، طويلة. ليست إذاً قضية خمج جرثومي أو فطريّ تعالج بالمبيدات. ليست إذاً أزمة قلبية نجا النظام من ضربتها الأولى وهو في صدد معالجة تداعياتها. ليست إذاً حالة يمكن ركنها في مختبر الحجر الصحيّ كونها كفيلة بمرضها، ومرضها كفيل بها. الحالة أخطر من ذلك إذاً، لكن الأزمة طويلة، طويلة.

ففي تشخيص الأمين العام لـ"حزب الله" السيد نصر الله، نظام الممانعة مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة. النظام "خبّص" كثيراً في ما مضى، أو أنه أصيب "على غفلة"، أو تعرّض لإغراء وفتنة ومؤامرة، فصارَ "إيجابيّ المصل". لكنه إذا واظب على تلقي الأدوية والعقاقير فيمكنه أن يطيل لسنوات وسنوات استحقاق الانهيار الشامل. في الوقت نفسه، على إيران و"حزب الله" مواصلة مدّ الأدوية والعقاقير إليه، مع تجنّب "التخبيص معه" فوق اللزوم، خشية تفشّي الفيروس في "كلّ الممانعة".

فكما قسّمت "منظمة الصحّة العالمية" مراحل الإصابة بمرض الأيدز إلى أربع، كذلك يحاول الممانعون. يكادون أن يسلّموا بأنّ "البدن السقيم" للنظام تخطّى عتبة المرحلة الأولى (الإصابة)، لكنه يخوض معركة حامية الوطيس ما بين المرحلة الثانية (الأورام العادية والأعراض الجلدية والأمراض التنفسية) والمرحلة الثالثة (الهجمات الجرثومية)، أو قد يسلّم معك الأكثر جرأة بين الممانعين بأنّه دخل المرحلة الثالثة بالفعل. ما لا يرضى الممانعون التسليم به، ولن يفعلوا ذلك بطبيعة الحال قبل سقوط هذا النظام، هو أنّه دخل المرحلة الرابعة (الأورام الخبيثة). طويلة، طويلة. هذا يعني أنّ النظام السوريّ مصاب، باعتراف حسن نصر الله بشيء من قبيل "نقص المناعة المكتسبة". نصر الله وأنصار النظام يطمئنون أنفسهم بأنّ المصاب بهذا الفيروس يمكنه أن يعيش اليوم عشرين أو ثلاثين سنة، إلى أن ينقضي الجيل. وإلى حد بعيد، تشخيصهم لطبيعة مرض النظام السوريّ غير بعيد عن الواقع. بصرف النظر، إذا كان العنصر الفاتك بالنظام من داخله أو من داخل المجتمع السوريّ أو "مؤامرة من الخارج"، فلا بأس بالركون إلى مراحل تطوّر المرض الأربع التي تعتمدها "منظمة الصحّة العالمية" حيال مرض الأيدز. إلا أنّ الفارق الأساسيّ اليوم في التشخيص بين أهل الثورة السورية وأهل الممانعة هو أنّ الممانع يحشر النظام بين آخر المرحلة الثانية وأوّل المرحلة الثالثة، في حين أنّ أهل الثورة السوريّة يجعلون لحظته الحالية بين نهاية المرحلة الثالثة وأوّل المرحلة الرابعة النهائية، وثمّة من يتفاءل أكثر من سواه فيقول إنّنا في عزّ المرحلة الرابعة. في كلّ الحالات، ساعدنا نصر الله على الانتباه إلى حالة النظام حالياً. قد نختلف معه في تحديد مرحلة نقص المناعة المكتسبة التي يعانيها النظام من بين مراحل زمنية مرضية أربع، وقد نختلف إذا كان المرض نتيجة "إصابة" أو تراكم مزمن من الاستبداد والسوء، وإذا كانت الإصابة "مؤامرة" أو "لحظة غفلة". يبقى الأساس: حين تشخّص الممانعة نقص مناعتها المكتسبة، لا ينفع أن تزهو به وتقول لنفسها: "إذاً لن يموت نظامي في القريب العاجل".

 

بعد انكشاف "التزوير الليموني" لأشرطة "الفتنة"/مطر يرفع أربع دعاوى على الـ"أو.تي.في" و"الأخبار" اليوم

  فاطمة حوحو/المستقبل

يوماً بعد يوم تتكشف حقائق تزوير التسجيلات التي بثها "التلفزيون الليموني" وجريدة "الأخبار" والتي فضحها النائب عقاب صقر في مؤتمره الصحافي بتاريخ 7 كانون الأول الجاري والتي أكدتها محطة "الجديد" يوم الجمعة الماضي من خلال بث تقرير عن تحاليل معهد بريطاني متخصص (audio Forestec Savies) في مجال الأصوات يعتمد عالمياً لكشف عمليات تزوير الاتصالات واكتشاف التلاعب بها.

أخيراً شهد شاهد من أهله، ولم يعد بالإمكان الاستمرار في سياسة الكذب والتضليل المعتمدة في وسائل إعلام بشار الأسد في الساحة اللبنانية، ولم يعد بالإمكان سوق الاتهامات بحق صقر بعدما أفادت هذه المحطة "الممانعة" ان نتيجة تحليل الاتصال بين صقر والناطق باسم المجلس الأعلى للجيش السوري الحر لؤي المقداد، أكدت أن التسجيل الذي بث عبر محطة الـ"او.تي.في" نسخة عن الاصل، بينما التسجيلات التي بثها صقر صحيحة".

وبناء على هذه المستجدات من المقرر ان يرفع المحامي محمد مطر بوكالته عن الرئيس سعد الحريري والنائب صقر دعاوى في هذا الشأن إلى القضاء المختص حول تلفيق أشرطة المكالمات الهاتفية المسروقة.

ويوضح مطر لـ"المستقبل" ان الدعاوى التي سيرفعها اليوم هي "دعاوى افتراء وتلفيق أخبار كاذبة وقدح وذم وفقاً للفقرة الثانية من المادة 403 المتعلقة بالقدح والذم. وسنطالب من خلال هذه الدعاوى بفتح تحقيق قضائي مع الذين بثوا التسجيلات ونشروا المعلومات في "الأخبار" والـ"أو.تي.في" وملاحقة كل من قام بفعل التزوير والتحريض بناء عليه".

ويشير إلى ان "هناك 4 شكاوى سترفع في هذا الإطار، شكويان من الرئيس الحريري على "الأخبار" والـ"أو.تي.في" وشكويان من النائب صقر على الوسيلتين الإعلاميتين نفسيهما"، لافتاً إلى انه "سيضم لاحقا إلى الشكاوى الأربع التقرير باللغة الانكليزية الذي بثته "الجديد"، ويفيد انه "من المفترض ان تحقق النيابة العامة التمييزية بهذا الموضوع وسوف نطالب بتغريم الفاعلين وسجنهم".

أما رئيس "حركة التغيير" المحامي ايلي محفوض فيسأل "إلى أين يمكن أن تؤدي دعاوى الرئيس الحريري وصقر إذا نظرت فيها محكمة المطبوعات؟". ويجد في مناشدة صقر لرئيس الجمهورية وضع يده على هذه القضية كونها ليست قضية تزوير عادية بل هدفها احداث فتنة سنية - شيعية في لبنان "ضرورة من أجل ان يتحمل الرئيس مسؤولية هذا الملف الخطير والمرتبط بملف قضائي يتعلق بالأمن القومي وهو ملف سماحة مملوك، وخطورة هذا الملف تكمن أيضاً بأنه موجه إلى رئيس أكبر كتلة نيابية ورئيس حكومة سابق ونائب يعيشان في حالة خطر حقيقي".

ويرى ان "الخطر في ملف قضية صقر عانى منه شهداء فريق الرابع عشر من آذار وآخرهم الشهيد اللواء وسام الحسن، الذي تعرض لحملة شعواء في الإعلام وتهديدات واضحة من رجالات ظهروا على الإعلام وأهدروا دمه ولم يتحرك أحد لملاحقتهم ولم يستدعوا إلى التحقيق للاستماع اليهم وأحدهم يعمل ناطوراً اليوم على باب وزير الداخلية السوري محمد الشعار في الجامعة الأميركية. واليوم يتعرض صقر لحملة مشابهة".

ويتخوف محفوض من ان "تذهب الدعاوى التي سترفع من قبل محامي الحريري وصقر إلى محكمة المطبوعات لأن أحكامها معروفة، معظمها تغريم مالي وهي في هذه الحالة لن تكفي ولن تشفي غليل أحد من اللبنانيين ولن تستطيع ردع القاتل وحماية الحريري وصقر من التهديدات".

ويقول: "من هنا التوجه لرئيس الجمهورية، إذ ان الحكومة تعيش حالة ضياع ولا بد من رحيلها وهي غير موجودة، وكلامنا هنا ليس من باب النكايات الشخصية وانما كل "الانتليجنسيا" اللبنانية تقول بضرورة رحيلها، بعدما تخلت عن دورها في حماية المعرضين للتهديد، وآخر بدعة كانت في دعوة النواب المهددين إلى الاستعانة بشركات خاصة بدلاً من أن تتحمل مسؤولياتها في هذا المجال وتحمي السياسيين والأشخاص المهددين. لذلك لا بد من التوجه إلى رئاسة الجمهورية كونها المؤسسة الصالحة في لبنان للدفاع عن اللبنانيين لا إلى الحكومة التي كانت شاهداً على القتل، في وقت لا تقوم الأجهزة القضائية في لبنان بأخذ دورها نتيجة التجاذبات السياسية الحاصلة".

ويرى ان "صقر استشعر الخطر وتوجه إلى رئاسة الجمهورية من هذا الباب ونتيجة التجارب السابقة. ونذكّر هنا بحملات التهديد التي طالت الشهيد سمير قصير وتلك التي طالت النائب مروان حمادة والرئيس الشهيد رفيق الحريري وغيرهم، ومن ثم اغتيلوا، واليوم صقر يتعرض لخطر التصفية، في وقت ان القاتل لديه أرضية سهلة للتحرك، هذا ما اكتشفناه في محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع حيث روقب ميدانياً لمدة 6 اشهر في غوسطا. وهكذا تحرك قاتلو الشهيد بيار الجميل بحرية في المتن وهذا ما يحدث اليوم مع صقر، بعد تعرضه لحملة تشويه سمعة مغرضة، إذ يوضع اليوم على لائحة التصفيات كما يوضع مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار على اللائحة نفسها بدليل عدم تمكنه من العودة إلى لبنان". ويسأل محفوض "إلى أي قضاء نذهب، إلى القضاء الذي أخرج العميل فايز كرم؟ من يحمي هذا النائب أو ذاك؟"، ويشدد على ان "المطلوب في حال عدم القدرة على تأمين الحماية للمهددين بالاغتيال اللجوء إلى الأمم المتحدة لتأمين الحماية لهم". ويذكر بان "حزب الله" سلم أحدهم في قضية سامر حنا، ولم يحضر القاتل الحقيقي، إذ تبين أن من تم تسليمه لا يمكنه اطلاق الرصاص، وبعد التحقيق معه قال للمحققين تم تكليفي شرعياً من "حزب الله" بالادعاء بأني قمت بذلك، وقد سجن أربعة أشهر ثم أخلي سبيله". ويعتبر محفوض انه "كلما اقترب سقوط نظام بشار الأسد، سيكون مطلوباً من هؤلاء دفع الثمن الأغلى وتقديم خدمات جمّة له. ومن هنا نرى خطراً في استمرار آلة القتل".

ويختم محفوض بالتشديد على ان "الدعاوى التي يرفعها الحريري وصقر يجب ان تواكب بحملة سياسية، وإلا نكون كمن يسلم نفسه طوعاً إلى الجلاد".

ويعيد النائب السابق صلاح حنين الحملة السورية على صقر من دعاوى وغيرها إلى "خلفية التسجيلات التي بثتها قناة "أو.تي.في"، موضحاً انها "لم تأخذ القنوات القانونية وكون ملاحقة الحريري وصقر تستلزم رفع الحصانة عن نائبين"، وقال: "أنا أراها مجرد زوبعة في فنجان، فالانتربول لا يتدخل في قضايا سياسية أو دينية ورافع الدعوى هو نظام منهار غير معترف به في الخارج، إضافة إلى ان الملف مزوّر والتسجيلات مزوّرة لأسباب سياسية". ويرى ان "هذه القضية تشبه قضية الـ28 شخصاً الذين صدرت بحقهم مذكرات سورية في السابق على خلفية ملف "شهود الزور" وهي مذكرات لا قيمة لها ومفاعيلها لم تستمر أكثر من 24 ساعة".

ويقول حنين: "تركيبة الدعوى السورية ضد صقر "مش راكبة" ولن توصل إلى نتيجة. فالأشرطة مزوّرة وغير صحيحة وهذا ثابت، ثم ان هذه المسألة يراد منها إيذاء لبنان وإحداث فتنة وشرخ، وان أهمية الدعاوى التي سيرفعها الرئيس الحريري وصقر هي في كشف فاعلي التزوير ومن وراءهم لكون ان هذه التسجيلات استخدمت لإحداث انشقاق وارتجاج في المجتمع السياسي اللبناني وإساءة للمجتمع وأمنه، وهذه مسألة ليست بسيطة".

ويربط ملف الدعوى السورية على صقر بملف سماحة مملوك حيث تبينت خلفية الأذى الذي كان يخطط له سماحة عبر إحداث تفجير أمني".

ويعتبر حنين ان هناك محاولة لـ"فرقعة سياسية" من خلال ملف التسجيلات المزوّرة تؤدي إلى خضة أمنية". ويشدد على أهمية السير بالدعاوى المقدمة لإثبات الضرر الذي كان يمكن حدوثه إذا لم تتم ملاحقة هذا الملف المؤذي".

 

من طرحه رجل سوريا في لبنان"/نديم الجميل: قانون "الأرثوذكسي" سيئ جداً

 المستقبل/أكد عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميّل أنه "إذا كانت هناك نية للوصول الى قانون انتخابي جديد، فعلى التيار الوطني الحر سحب أحد المشروعين اللذين تقدم بهما على طاولة مجلس النواب، ولنسر على قانون انتخابي واحد". ووصف قانون "اللقاء الأرثوذكسي" بأنه "سيئ جداً وضيق جداً وهو من أسوأ القوانين المطروحة، لاسيما أن من طرحه هو نائب رئيس المجلس النيابي الأسبق ايلي الفرزلي وهو رجل سوريا في لبنان، فماذا يمكن أن تكون خلفية هذا القانون؟"، مذكراً بأن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "عندما عاد من قطر أعلن أن قانون الستين سوف يعيد الحق الى المسيحيين". ورأى في حديث الى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة" أمس، أن "الطريقة التي تصرف بها فريق الثامن من آذار كانت سيئة، ولا سيما في موضوع قانون الانتخاب"، مشدداً على أن "أحداً لن يقبل أن تجري الانتخابات في ظل أربعة اشهر وفق قانون جديد غير محضر له". واعتبر أن "كل ما يجري هو دوران حول الموضوع الأساس، ونحن لن نجلس مع الحكومة على طاولة واحدة لبحث أي قانون". وعن ملف الوزير السابق ميشال سماحة ووضعه على لائحة الإرهاب الدولي، قال: "الادارة الأميركية لديها معلومات أكثر وتحركها أسرع، في المقابل تأخر القضاء اللبناني كثيراً في ملف سماحة فإجرامه كان من الضروري أن يعاقب عليه بشكل أسرع، مع العلم أن القضاء اللبناني من الصعب عليه أن يصل بالقضية الى خواتيمها". وأكد أن "المحكمة الدولية سوف تعيد هيبة القضاء اللبناني والعدالة الى لبنان، ومتى صدر الحكم في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سوف تستعيد الدولة اللبنانية هيبتها".

      

مهرجان خطابي ل 14 آذارأمام السرايا طالب باسقاط الحكومة وبحل سلاح حزب الله وباعتقال محمد الشعار

وطنية - أقامت "المنظمات الشبابية والطلابية في قوى الرابع عشر من آذار"، مهرجانا خطابيا عصر اليوم في ساحة رياض الصلح، شارك فيه عدد من الذين ينفذون اعتصاما مماثلا في طرابلس، لمناسبة مرور 65 يوما على الاعتصام أمام السرايا الحكومية. وألقيت خلاله كلمات نوهت ب "صمود الشباب واستمرارهم في الإعتصام ودعت الى رحيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي".

عبد النور

وألقى منسق الطلاب في حزب "الكتائب" يوسف عبد النور كلمة اعتبر فيها ان "شباب وطلاب 14 آذار جاهزون دائما للتصدي لكل المؤامرات التي تهدف الى إلغاء المفاهيم المشتركة في البلد. وأعلن تضامنه مع الشعوب العربية المظلومة بدءا من مصر التي تعيد اليوم إحياء ثورتها في وجه المشاريع المشبوهة، التي تعتقد انها اذا وصلت الى السلطة بإمكانها ان تتحكم بالبلد وتغير مفاهيم الديموقراطية وحقوق الانسان والكرامة وصولا الى الشعب الفلسطيني، الذي نقف معه انسانيا، وصولا الى الشعب السوري الذي يتعرض للمجازر والضحايا في تزايد، وصولا الى لبنان، لا سيما أهل طرابلس، الذين يعانون مثل سائر الشعب اللبناني الذي يعاني من الاوضاع القائمة"، مؤكدا استمرار الاعتصام "في وجه هذه الحكومة، التي برهنت عن نجاحها بالفشل ولا بد لها ان ترحل".

شبلي

أما منسق قطاع الشباب في "تيار المستقبل" وسام شبلي فاعتبر ان "شباب تيار المستقبل و14 آذار وشباب لبنان الأحرار قرروا صناعة الحدث في هذا الاعتصام، في قرار إسقاط هذه الحكومة، التي تؤكد انها حكومة بشار الاسد وحزب السلاح"، داعيا الى "إسقاط هذا السلاح فيسقط هذا النظام ومعه او بعده تسقط هذه الحكومة".

ورأى ان "هذه الحكومة سقطت عندما تآمرت على حياة اللبنانيين في الداخل، تآمرت على لقمة عيشهم وعلى كرامتهم وعلى سيادتهم"، وقال: "ان من يعتبر ان هذه الحكومة مستمرة بالدعم الدولي فانه عار على المقاومة التي كانت تدعي ان العالم بأسره يتآمر عليها وعلى حزب الله"، معتبرا ان الحكومة "لم تعد موجودة لانها الفراغ بعينه".

وتطرق الى قانون الانتخاب و"تحميل قوى 14 آذار انها لا تريد الذهاب الى نقاش قانون الانتخاب بهدف الإبقاء على قانون الستين"، معتبرا ان "هذا القانون هو الذي ثبت سلاح 7 ايار واتفاق الدوحة هو الذي كرس هذا القانون. فنحن نؤمن بالديموقراطية والحرية وسندفع بكل ما أوتينا من قوة وإرادة حتى تبقى الحياة الديموقراطية في لبنان هي الركيزة الاساس وهدفنا، لأن الشعوب العربية تدفع مئات الآلاف حتى تستمر هذه الحرية والديموقراطية".

نحاس

وسأل نائب رئيس مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" رامي نحاس: "لماذا استهداف اللواء الشهيد وسام الحسن وفي هذا التوقيت بالذات؟". وقال ان "الجواب لا يتأخر حتى يأتي لانه من الشهيد نفسه حيث إنجازاته تخبر عنه. فاللواء الحسن أظهر ان الدولة اللبنانية، ومن خلال فرع المعلومات، لا تعرف كبيرا او صغيرا ولا منطقة محظورة عليها. والعميل يبقى عميلا ان كان موظفا صغيرا او وزيرا. ان من قتل وسام الحسن هو من يرفض قيام الدولة وعدم تحقيق السيادة اللبنانية، وهذا النظام، الذي ما زال منذ 40 عاما، لا يعرف الا القتل وليس لديه غير السلاح لغة يحاور فيها اللبنانيين الآخرين"، معتبرا انه "آن الأوان لوقف آلة القتل، ولم يعد مقبولا كلما تحدث أحدنا بالسياسة أن تصبح حياته عرضة للموت".

حلواني

اما كلمة "اعتصام شباب طرابلس" فألقاها أحمد حلواني، الذي دعا "لإسقاط حكومة الفساد، فساد المازوت الأحمر وبواخر الكهرباء وصفقات المرافق البرية والبحرية والجوية وتزوير الأدوية وصناعة وتهريب المواد المخدرة، وغيرها وغيرها من أفعال سوداء سواد قلوبهم وقمصانهم السود".

أضاف: "نقول نعم لإسقاط حكومة المؤامرة، الحكومة التي منعت داتا الاتصالات عن فرع المعلومات شهورا طويلة والتي شنت حربا شعواء على هذا الفرع ورئيسه الشهيد تمهيدا للاغتيال الكبير، وحماية لشبكاتهم التجسسية التي انكشف جزءها الأكبر مع العميد الممانع فايز كرم. نعم لإسقاط حكومة المؤامرة على طرابلس، نعم، طرابلس الجريحة، فالحكومة التي يترأسها حليف النظام السوري وحليف الحزب العربي الديموقراطي سارق قرار جبل محسن، هو نفسه الداعم المادي للتسليح القائم للمجموعات التي تقاتل تحت الراية الاسلامية، وهو نفسه ايضا الذي يتباهى انه أفشل إقامة امارة اسلامية في طرابلس. نقول نعم لإسقاط حكومة النأي بالنفس عن مشاكل المواطنين والمقيمين".

وقال ان "في عكار والبقاع وصيدا وطرابلس 300000 الف لاجىء سوري نأت الدولة عن إغاثتهم حتى زادوا من الواقع الاجتماعي والاقتصادي السيء للبنانيين"، مشددا على "إصرار شباب لبنان الحر، الذي يؤمن بالديموقراطية وارادة الشعوب، في تغيير الاوطان".

الرفاعي

وألقى كريم الرفاعي كلمة "المستقلين في قوى 14 آذار"، فدعا الرئيس ميقاتي الى الرحيل، وسأل: "أين مبدأ النأي بالنفس وكرامة الدولة عندما تقصف الحدود اللبنانية ويكون أمن المواطن مهددا في كل شارع وزاروب في بيروت؟ أين مبدأ النأي بالنفس عندما نستقبل وزير داخلية النظام القاتل في سوريا ليعالج عندنا والشعب السوري الفقير نمنعه من الدخول الى لبنان؟ قائلا ان وزير الداخلية السوري محمد الشعار "كان قائد الهجوم عام 1986 على طرابلس وذهب ضحيته 600 لبناني واليوم أحفاد ال 600 لبناني يتبرعون بدمائهم لكي يطبب في مستشفى الجامعة الأميركية".

أضاف: "المطلوب اعتقال وزير الداخلية السوري في لبنان وتقديمه للمحاكمة وان يتقدم أهالي ال 600 شهيد في طرابلس بدعاوى ضده ورفض الاجتماعات المشبوهة في منزل السفير الايراني التي هدفها قتل الشعب السوري"، مطالبا ب "طرد السفير الايراني والسفير السوري من لبنان والاعتراف بالائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي وحيد للشعب السوري".

درغام

كما ألقى منسق الشباب في حزب "الوطنيين الاحرار" سيمون درغام كلمة أكد فيها ان "لا اجرامهم ولا قمصانهم السود سوف يحرموننا من أعيادنا. وسوف نقول لهم باسم الشعب اللبناني بأن تحلوا عنا انتم وسلاحكم"، داعيا الى "وجوب حل السلاح وعودته الى كتف الدولة والشرعية اللبنانية"، معتبرا ان "هذا المطلب هو مطلب كل شريف ومؤمن بلبنان الحر السيد المستقل".

وقال: "كلما زدتم حقدا واجراما كلما زدنا حبا بالحياة وتمسكنا بلبنان الذي نريده. واذا انتم أردتم العيش في لبنان الخاضع والمرتهن لإيران فنحن نرفض هذا الأمر. نحن نريد العيش في لبنان الحر المستقل وعلى استعداد لتقديم الشهداء لنحافظ على لبنان الذي نختاره وليس ولاية الفقية التي تحدد مساره".

 

عندما ينكأ ميقاتي جراح أهل طرابلس

علاء بشير/المستقبل

لم يسمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالشهداء الذين سقطوا من أبناء طرابلس والشمال في مكمن نصب لهم في تلكلخ مطلع الشهر الجاري، ولا بالمراحل الثلاث على مدى الأسابيع الماضية التي جرى تسليم الجثامين فيها، لذلك لم يبادر إلى تقديم الواجب بهم لدى شباب المدينة وذويهم الذين تقبلوا المباركة في تضحياتهم، سواء في بهو الجامع المنصوري الكبير أو في قاعة مسجد حربا في باب التبانة.

لم يسمع ميقاتي، ابن طرابلس، شيئاً عن مصير المفقودين والأسرى منهم لدى النظام السوري كي يطالب بهم، والوقوف الى جانب ذويهم والتخفيف عنهم أقله من الناحية الانسانية يبلسم جراحات الامهات الثكالى، ولا ينأى بنفسه عنهم مكتفياً باتصال يتيم ووحيد أجراه مع الصليب الأحمر ليتابع قضيتهم، وكأن القضية متعلقه بشعب آخر يعيش في مكان آخر من الكرة الارضية. لكنه, ولدوافع انسانية، "وفقاً للموقف الرسمي" سمح بدخول وزير الداخلية السوري محمد الشعار الى المستشفى للمعالجة جراء تعرضه لإصابات في التفجير الذي وقع أمام وزارة الداخلية السورية، فنكأ مجدداً جراحات أبناء المدينة التي لم تعالج أصلاً، وآلام وجراح أبناء باب التبانة الملتهبة، والذين استذكروا المجزرة التي ذهب ضحيتها المئات من أبنائها بإشراف الوزير الشعار نفسه وأمره يوم كان رئيساً لجهاز الأمن والاستطلاع السوري في مدينة طرابلس. وراح أبناء التبانة يتداولون أن تاريخ 19/12/ 2012 دخول الوزير الشعار، و19/12/1986 تاريخ مجزرة التبانة، الأمر الذي يؤشر إلى وجود قاسم مشترك بينهما، وفقاً للقاعدة الشرعية "بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين" وهو ما يوضحه عضو مجلس بلدية طرابلس عربي عكاوي، نجل الشهيد خليل عكاوي الذي اغتيل يومها على يد النظام السوري في محلة باب الحديد، "أن القاتل لا يمكن أن يفر من عقاب الله، فمن يسفك دماء الأبرياء في سوريا، ومن سفكها قبلاً في لبنان هو نفسه، قاتل ولو كره الممانعون التافهون، لذلك فإن مصير الطغاة معروف، ولكن نأسف أن هناك من لا يزال يؤيده ويبرر له القتل والإجرام", وهناك من لا يدافع عنه؟

قال: "ابن طرابلس" بلسانه الذي ينأى عن الصدق أمام الرأي العام، أن تدخل الجيش اللبناني في باب التبانة وبسط سيطرته منع إقامة "الإمارة" وسبقه في ذلك حلفاؤه في حفلات وحملات تجنٍ وافتراء لا مثيل لها من قبل على المدينة وأهلها، وادعى البعض منهم بوجود "القاعدة" والقاعدة الوحيدة هي أن طرابلس مدينة العيش الواحد وما ترتديه في هذه الأيام من حلة وزينة لعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة أبلغ تعبير عن جوهرها ومسيرتها المشعة في كل الميادين.

أقر رئيس الحكومة أمام نفر من الإعلاميين "المقربين"منه بالإمارة, ولكن سرعان ما أنكر هذه الأقوال أمام بعض من رجال الدين محاولاً تبرير موقفه بعد أسبوع من الأخذ والرد والخوف والقلق الذي تركه وراء ظهره في المدينة التي تتخبط في لجج من العواصف، ولا سيما عندما نبشت ذاكرة أبناء الفيحاء مجدداً الإمارة التي حاول ما سمي بـ"تنظيم فتح الإسلام" إقامتها من حدود "العبدة في عكار الى حدود المدفون شمالاً، بقيادة شاكر العبسي والذي كان أداة من أدوات النظام السوري يؤجج بها في الساحة المحلية حتى قيض للجيش اللبناني إنهاء هذه الظاهرة الغريبة، بعد أن قدم في معركة "البارد" الشهيرة أكثر من مئتي شهيد ومئات الجرحى والمعوقين وتدمير المخيم بكامله.

على بعد أمتار من المركز الرئيس لـ"جمعية العزم" في باب الرمل حيث التقى رئيس الحكومة بعض الفاعليات المحلية يوم الجمعة الماضي وأدى الصلاة فيه، رفع شباب منطقة النجمة علماً كبيراً لثورة الشعب السوري في الساحة العامة تعبيراً عن توجهاتهم وتطلعاتهم، ووقوفهم إلى جانبه، وهو النازح إليهم يطلب العون والإغاثة.

ووفق ما قاله عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ رائد حليحل في خطبته الأخيرة: "إننا سمعنا أن الواجب الإنساني كان وراء إدخال الوزير السوري الشعار إلى المستشفى، ولم نعرف هذا الواجب الإنساني في إغاثة الشعب السوري الذي يترك وطنه منذ نحو عامين وما زال، يعاني الشعب السوري النازح إلينا وما من جهة رسمية تبادر إلى إغاثته، لقد حجزوا جناحاً خاصاً لمعالجة "الوزير الشعار" ولا ندري من أي مال سينفقون على علاجه، فإذا كان من مال الشعب فإننا نرفض أن تقدم له إبرة واحدة، لأن تاريخ هذا الرجل معروف وباب التبانة شاهد على إجرامه". وتمنى على أبناء طرابلس "التنبه والتضامن لتفويت الفرصة على المتربصين بنا، وبخاصة رأس الأفعى "بشار", ندعو الله أن ينهي ظلمه". وأشار الى أن "بعض الخبثاء تحدثوا عن عودة شاكر العبسي على رأس مسلحين إلى المدينة وبعض وسائل الإعلام روجت لذلك، وما أدراك ما شاكر العبسي وتاريخه في الإجرام في هذه المدينة؟ والبعض الآخر تحدث عن إمارة والهدف من كل ذلك أن يكون أبناء طرابلس حطباً في فتنة يراد لها أن تأكل منهم!".

طبعاً ليس غريباً على الرئيس ميقاتي أن "يشطب" كل ما يقوله بالأمس، هكذا بجرة قلم، فهو اعتاد على ذلك، وبات مشهوراً في تغيير كلامه وتبديله، ومشكلته أنه يقول الشيء ونقيضه بعد أيام وكأن شيئاً لم يكن، يتحدث اليوم بلسان، وغداً بلسان آخر، والمضحك المبكي في ما قاله بالأمس أنه لن يكون سبباً في شق الصف، وشرذمة "الطائفة", علماً أنه كان أول من طعن أبناء طرابلس بخروجه عن التحالف معهم إبان الانتخابات النيابية الأخيرة وارتضى لنفسه أن يكون على رأس حكومة "حزب الله"، ضارباً عرض الحائط بكل خيارات وتوجهات أبناء المدينة الذين ما برحوا متمسكين بثوابتهم، وانقلب عليهم بعد أن انشق من بين صفوفهم متوسلاً طريقاً آخر غير تلك التي اعتاد على السير على خطاها .في حديثه أنه لن يكون سبباً في شق الصف ينكأ الجراح، وفي حديثه عن الإمارة ينكأ الجراح، وفي حديثه عن الواجب الإنساني "المستجد" لإدخال أحد رموز إجرام النظام السوري للمعالجة ينكأ أقسى الجراح، جراح أبناء باب التبانة الذين وجهوا إليه الملامة بعدم مراعاة مشاعرهم، واستفزازهم وبخاصة أهالي الشهداء الذين يقفون إلى جانب الشعب السوري في ثورته وهو يعيش معاناتهم نفسها.

 

إسرائيل تراقب التطورات في سوريا.. وتستعد لتحرك محتمل في حال الإطاحة بالأسد/تقارير ألمانية: قوات غربية خاصة تتهيأ على الحدود

لندن: «الشرق الأوسط»

أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن إسرائيل تستعد للآثار المحتملة لاستخدام سوريا أسلحة كيماوية، وقال إن حكومته تستعد لإمكانات حدوث «تغيرات جذرية» في سوريا. وقال نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة بالقدس: «نحن أيضا نراقب التطورات في سوريا. هناك تطورات كبيرة تحدث بشكل شبه يومي. نحن نتعاون مع الولايات المتحدة ونتخذ مع المجتمع الدولي الإجراءات اللازمة للاستعداد لتغيرات محتملة في النظام واسعة النطاق والتي سيكون لها آثار على أنظمة الأسلحة الحساسة هناك». كما أضاف، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، أن إسرائيل تستعد لتحرك محتمل في حال الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير في وقت سابق أمس إن الأسلحة الكيماوية السورية لا تزال آمنة، على الرغم من أن الأسد فقد السيطرة على أجزاء من البلاد. وقال عاموس جلعاد لراديو الجيش الإسرائيلي إن الحرب الأهلية بين الأسد وقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة به وصلت إلى طريق مسدود، لكن الرئيس السوري لم يظهر بوادر تذكر على الاستجابة للدعوات الدولية للتنحي. ولكونها الجارة الجنوبية لسوريا فإن إسرائيل تشعر بالقلق من سقوط أسلحة كيماوية في أيدي إسلاميين متشددين أو مقاتلين من حزب الله اللبناني، وحذرت من أنها قد تتدخل لمنع مثل هذه التطورات. وقالت دول غربية قبل ثلاثة أسابيع إن حكومة الأسد ربما تستعد لاستخدام الغاز السام لصد مقاتلي المعارضة الذين يتمركزون حول العاصمة دمشق ويسيطرون على ريف حلب وإدلب في الشمال. ودعت القوى الغربية وبعض الدول العربية الأسد للتنحي، لكن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قال يوم السبت إن الجهود الدولية لإقناع الأسد بالتنحي ستفشل. وأشار لافروف إلى أن روسيا رفضت طلبات من دول في المنطقة للضغط على الأسد للرحيل أو لمنحه ملاذا آمنا، محذرا من أن رحيله يمكن أن يؤدي لاحتدام القتال.. لكنه رحب في تصريحات لاحقة بأي دولة «ثالثة» تعرض على الأسد اللجوء لحقن الدماء في سوريا، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. ويأتي ذلك بينما ذكرت مجلة «فوكوس» الألمانية، في عددها الصادر أمس، أن قوات غربية خاصة تتجهز عند منطقة الحدود السورية - الأردنية للتدخل في حال انهيار نظام الأسد. وقالت المجلة استنادا إلى تصريحات لضابط في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن المهمة الموكلة إلى هذه القوات الخاصة التي تضم جنودا أميركيين وفرنسيين هي تأمين مخازن الأسلحة الكيماوية السورية ضد عمليات النهب ومنع سقوطها في أيدي المتطرفين الإسلاميين في حال انهيار نظام دمشق. وأضافت المجلة أن قوات مظلات تابعة للفيلق الأجنبي الفرنسي أرسلت خلال الأشهر الماضية دوريات عديدة من الأردن إلى داخل سوريا، وذكر ضابط برتبة ليفتنانت بالوحدة الثانية لسلاح المظلات الفرنسي للمجلة أن هذه العمليات تمت تحت ستار مستشفى ميداني لاستقبال اللاجئين السوريين أقيم في مخيم المفرق الأردني، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وقال ليفتنانت إن الفيلق الأجنبي الفرنسي يمكن أن يكون قد أرسل سرية كاملة مع عرب في هذه العمليات، «فشبابنا لا يلفتون النظر في أي مكان».

وفي سياق متصل، قالت المجلة إن جنودا من قوات «دلتا فورس» و«رنجرز» الأميركية الخاصة المدربة على القتال في الصحراء تستعد أيضا لتأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا. وقالت المجلة استنادا إلى مصادر عسكرية في القدس إنه تم إرسال الوحدة الإسرائيلية الخاصة «سيريت ماتكال» إلى سوريا منذ فترة طويلة.

 

لبنان: هل يخدم ميقاتي وحدة السنة؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

أطلق رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي بالأمس تصريحا لافتا. ميقاتي، الذي يرى كثيرون أنه لا يتمتع بالأغلبية في الشارع السني في لبنان، ويترأس حكومة تأتمر بأوامر حزب الله، قال في جلسة له بمدينته طرابلس مع بعض رجال الدين إنه لا يقبل «بشق البيت السني، ولا يمكن أن نصل إلى مجلسين شرعيين ومفتيين...»، وأكد خلال اللقاء «ثقته المطلقة» بمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.

هذا الكلام في حد ذاته معقول؛ فحرص رئيس وزراء سني على وحدة صف الطائفة التي ينتمي إليها وتأييده لرئيسها الديني أمر يبدو طبيعيا للغاية، غير أن ما يعطي كلام ميقاتي أهمية سياسية استثنائية هو اختياره المواجهة بدلا من أسلوبه المألوف القائم على «النأي بالنفس» إزاء الخلاف المستفحل في صفوف السنة اللبنانيين. لقد أخذت جهات عدة على ميقاتي قبوله ترؤس حكومة غير متوازنة في أعقاب «انقلاب» الاستقالات الجماعية الذي نفذه يوم 12 يونيو (حزيران) 2011 وزراء فريق تكتل «8 آذار (مارس)» المنتمون لحزب الله وحركة «أمل» وتيار ميشال عون. وكانت تلك الاستقالات نقضا صريحا لـ«اتفاق الدوحة». ويذكر أنه يومذاك كانت ذريعة «الانقلاب» قضية من وصفوا بـ«الشهود بالزور» في جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه. ولكن، بعد «الانقلاب» طوى حزب الله وأتباعه صفحة «الشهود بالزور» وكأن شيئا لم يكن... ما فسره متابعوه بأن القضية من بدايتها حتى نهايتها مسألة الهيمنة على مؤسسات الدولة ومواردها، وسن قانون انتخاب يسهل الاستيلاء الشرعي على البلاد باسم الديمقراطية والشرعية... بعد الاستيلاء الراهن الذي تحقق بسطوة السلاح.

عندما ارتضى ميقاتي بترؤس حكومة «أمر واقع» بمباركة دمشق وطهران، وتعارضها أغلبية سنية في الشارع اللبناني، كان يدرك أنه يخوض تحديا صعبا. وفي هذه الأثناء كان الإحباط السني يتصاعد، في لبنان كما في سوريا. ومع الإحباط تتزايد احتمالات الخطأ. وكان أدى تغول النظام السوري في الدم إلى تنامي المرارة الطائفية ودخول جماعات سنية تكفيرية على خط الثورة الشعبية في سوريا، أدت هيمنة حزب الله على لبنان واحتضانه الاستفزازات العلنية التي دأب على إطلاقه ميشال عون بحق «السنية السياسية» إلى نشوء حالة من الاحتقان السني.

ساسة «تيار المستقبل»، عن حق أو باطل، تصوروا أثناء هذه المرحلة أن أي موقف سني لا يؤيدهم علانية يندرج في خانة الخصوم. كذلك طرأ في هذه المرحلة تبدل على موقف المفتي الشيخ محمد رشيد قباني، الذي بعدما كان قريبا من «تيار المستقبل»، الذي دعمه بقوة عندما اتهمته قيادات سنية تابعة لـ«8 آذار» مع أفراد من عائلته بالفساد، أخذ يبتعد عن «المستقبل» ويقترب من ميقاتي من منطلق أن دار الإفتاء للجميع.

موقف المفتي، بطبيعة الحال، استفز مناصري «المستقبل» الذين اعتبروه طعنة للشارع السني الذي يمثلونه. ومن ثم بدأ الإعداد لمواجهة داخل الطائفة الواحدة.. ها هو الرئيس ميقاتي يتوجها بموقف يذكي عند خصومه وخصوم المفتي قباني الهواجس التي أقلقتهم طويلا.

هنا، لا بد من عرض بعض الحقائق.

أولا، بصرف النظر عن الأخطاء، وتحديدا من «تيار المستقبل»، فإن خيار المواجهة الذي أعلنه ميقاتي يعجل بشق البيت السني... وليس العكس؛ إذ إن فتح استعداء تكتل داخل المجلس الشرعي أوضحت مناورات الأسابيع الأخيرة أنه يشكل أغلبية ضد المفتي قباني... ستفاقم الانقسام بدلا من لجمه.

ثانيا، أن ميقاتي اختار من طرابلس «القتال» في صف المفتي قباني في غياب مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، الموجود حاليا في أوروبا لأسباب أمنية في أعقاب تلقيه تهديدات بالاغتيال أمكن ربطها بجماعات مرتبطة بالنظام السوري. وبالتالي، من المستغرب كيف يصمت ميقاتي في موضوع الشعار، لكنه يتكلم ويخوض مواجهة من طرابلس دعما لقباني؟!

ثالثا، كان أقرب إلى طبيعة الرئيس ميقاتي الحصيفة والدبلوماسية ألا يخوض في الشأن الطائفي بهذا الأسلوب المباشر، وهو الذي تكلم قبل أيام عن «إمارة إسلامية» في طرابلس، بعدما كانت بعض الجهات قد اتهمته بدعم جماعات إسلامية متشددة لإضعاف الشعبية التي يتمتع به خصومه في «تيار المستقبل».

رابعا، السنة في لبنان لا يحتاجون إلى مشكلة إضافية، كما يعرف ميقاتي جيدا.... لأن لديهم من المشاكل ما يكفيهم.

 

الإبراهيمي يصل إلى دمشق برا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

العنوان الأبرز والرئيسي لزيارة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، يوم أمس، هو وصوله إلى دمشق عن طريق البر قادما من لبنان، وليس عبر مطار دمشق الدولي. وهذه المعلومة بحد ذاتها تبين أين وصلت الأوضاع على الأرض في سوريا، وما ستؤول إليه زيارة الإبراهيمي.

وبالطبع، فإن وصول السيد الإبراهيمي إلى دمشق برا ليس الملاحظة الوحيدة، بل أيضا ما قاله وزير الإعلام الأسدي خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق وقال فيه إنه لا علم له بزيارة الإبراهيمي إلى سوريا، وهذا كله يقول لنا إن الأمور في دمشق ليست صعبة ومعقدة، بل هي خارج نطاق سيطرة النظام، بل إن هناك معلومات تتردد عن أن زيارة الإبراهيمي تأخرت حتى يتسنى تأمين محيط القصر الذي يعتقد أن بشار الأسد كان خارجه طوال الأيام الماضية، وإذا تأكدت هذه المعلومات، وخصوصا أن الأيام الماضية شهدت معارك في محيط القصر، فإن ذلك يعني أن فرص التفاوض بين المبعوث الأممي والأسد ستكون محدودة، ولا يمكن توقع الكثير منها.

الواضح، ومن وصول الإبراهيمي إلى سوريا برا، وعدم علم وزير الإعلام الأسدي أساسا بوصوله، وأمور أخرى بالطبع، أنه ليس لدى الأسد خيارات كثيرة، أو مزيد من المساحة للمناورة، وبالتأكيد أن السيد الإبراهيمي يدرك هذا الأمر عندما يتحدث للأسد، وإن كان السيد الإبراهيمي نفسه سبق أن قال في مقابلة مهمة له مع التلفزيوني الأميركي الشهير تشارلي روز، إنه عندما يتحدث مع الأسد فهو لا يقول له ما يجب، وما لا يجب فعله، وإنما يتحدث له حول نظرة الخارج للأوضاع في سوريا، وما هو التقييم الدولي، ثم يستمع له، أي للأسد، وذلك ليتسنى لطاغية دمشق فهم الصورة الكبرى، ومحاولة معرفة كيف يفكر العالم، والحقيقة أنه لم يعد هناك مساحة من الوقت في التعامل مع الأسد عن بعد، كما لا يمكن مطالبة الإبراهيمي بأن يصرخ في وجه الأسد، فإذا لم يستوعب طاغية دمشق الأوضاع من حوله، وأن المبعوث الأممي لم يستطع حتى نزول مطار دمشق، فحينها لا فائدة أصلا من إقناع الأسد بأي شيء لأنه من المعضلات شرح الواضحات! وفي تاريخنا الحديث نماذج لا تنسى من طغاة رأوا الطوفان يجتاحهم لكنهم كابروا تماما؛ رأينا صدام حسين، ومعمر القذافي، كأبسط مثال، وهناك آخرون يكابرون لليوم، ومنهم الأسد. لذا فإنه لا شيء متوقع من زيارة الأخضر الإبراهيمي لسوريا، ولقاء الأسد، وذلك ليس انتقاصا من جهود المبعوث الأممي، بل بسبب مكابرة الأسد، الذي لن نتوقع منه التنحي طوعا، ومن هنا فإن زيارة الإبراهيمي ستكون من باب أنه حاول، وقام بكل ما بوسعه، لإسقاط حجج المتلكئين مثل الروس، لكن الإشكالية المحزنة أن تضييع الوقت هذا ينتج عنه، ومنذ فترة زمنية غير قصيرة، ما يزيد على مائة قتيل سوري يوميا، وكأنه لا قيمة لأرواح السوريين! وعليه، فإذا كان الجواب «باين من عنوانه»، كما يقال، فإن زيارة الإبراهيمي واضحة نتائجها ومن خلال الطريق الذي سلكه لمقابلة الأسد في دمشق، حيث لا جديد ينتظر، اللهم إلا إضاعة وقت وأرواح، للأسف!

 

الدستور لن يؤكل المصريين خبزا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

قال أحد المحتفلين بنتائج الاستفتاء على الدستور المصري: «إنها نهاية المعارك ونهاية المشاكل»! للأسف هو مخطئ. إن فرض الدستور بالطريقة التي فعلها الرئيس محمد مرسي ليس إلا بداية طريق من الأشواك والمشاكل، طريق كان بإمكانه أن يتجنبه، خاصة أن معركة الدستور يمكن أن تؤجل لأشهر عديدة إلى أن يتم التوافق. الآن تقف أمام مرسي وحكومته كتلة معارضة كبيرة قبل التصويت لم تكن سوى قوى مبعثرة مختلفة غير نشطة. هذه الجبهة الجديدة التي تشكلت في الساحة المصرية نتيجة فرض الدستور، ستحارب مشروع الإخوان الذي يهدف إلى الاستيلاء على الدولة من حكومة ورئاسة ومجالس تشريعية وقضاء وتكميم للإعلام.

بسبب فرض الدستور تعسفا، بدأت المشاكل، إذ إن المؤسسات الدولية سارعت لوقف القروض والمنح الموعودة لحكومة مرسي ردا على تجميد الحكومة المصرية لقراراتها، والحكومة أصدرت قرارات رفع الأسعار ثم تراجعت عنها بعد أقل من ساعتين بعد أن خافت من ردة فعل غاضبة من الشارع تنعكس في طوابير التصويت في الاستفتاء ضد الدستور. ردة فعل تلقائية جمدت الأموال التي طلبتها حكومة قنديل.

الدستور بذاته لن يؤكل الشعب المصري خبزا، ولن يؤمن للناس وظائف أو مساكن. والذين صوتوا بنعم لن يغفروا لمرسي عندما ترتفع الأسعار غدا، ولن يسامحوه عندما يجد مئات الآلاف من الشباب أنفسهم مسرحين من وظائفهم. بسبب العناد وسوء الإدارة السياسية سيكون مرسي وحيدا في الشارع بعد أن أقصى الأحزاب الأخرى وحولهم، بسبب الدستور، إلى خصوم، وبالتالي لن يجد من يسانده في هذا الوقت الصعب جدا.

الجنيه المصري تنخفض قيمته، والغلاء وصل السوق، والقطاع السياحي يقدر عدد العاطلين بأكثر من مليون عامل بسبب الفوضى والخوف في سوقي الفندقة والسياحة. إذا كانت هذه البدايات فما الذي سيفعله مرسي لتهدئة بقية قطاعات الشعب المصري التي غرر بها وقيل لها إن التصويت بنعم سيمنحها الاستقرار؟ مشروع كتابة الدستور كان فرصة أن يجمع القوى تحت قبة البرلمان والعمل نحو صياغة ترضي الجميع، ويشعر حينها جميع المصريين بأنه يلبي الحد الأدنى. لكن دون توافق الجميع لا قيمة لدستور طالما يعتبره البعض غير شرعي ومفروضا عليهم بقوة النظام. في الاستفتاء لم يصوت سوى ثلث المسجلين فقط، مما يعني أنه دستور غير شعبي أيضا. وتتالت الاستقالات من داخل قصر الرئاسة، وأصبح المجتمع المصري منقسما بين فريقين، وسيتقلص الفريق الموالي لمرسي بعد أن يواجه الواقع القاسي المقبل بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية التي قد لا يلام عليها مرسي أو حكومته، لكنه سيلام على وعوده لهم بالعيش الرغيد.