المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 07 كانون الأول/2013

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/رسالة القديس بطرس الأولى 02/01-10/الحجر الحي والشعب المقدس

*من يمتهن التقية والذمية لا يعرف الله ولا الإيمان ولا الوطنية

*بالصوت/قراءة إيمانية للياس بجاني خطورة قادة يمتهنون التقية والذمية/أهم الأخبار/05 كانون الأول/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/06 كانون الأول/13

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*مصادر أمنية لبنانية: "حزب الله" أعدم اللقيس لعمالته لإسرائيل كما تخلص من ثمانية قادة بينهم رجلا دين فيما يعتقل عشرات آخرين

*مصيرنا واقف على رَجُل/بقلم أمجد إسكندر/موقع القوات

*بالأسماء /حزب الله ينعي 8 من عناصره

*هدوء في طرابلس وهيئات المجتمع المدني الى بيروت للمشاركة في الوقفة التضامنية الشهال: لنبذ الفتنة والعمل لاستقرار وامن المدينة

*من قلب بيروت سلام الى طرابلس 

*لبنان: تطويق انتكاسة طرابلس الأمنية وإصرار على استعادة الثقة بين الجيش والأهالي

*نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان: مبادرة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي مسؤولية جميع اللبنانيين وخصوصا المسيحيين 

*جعجع: الراعي لا يضع "فيتو" على أي مرشح للرئاسة

"*14 آذار تسعى إلى التوافق على مرشح للانتخابات الرئاسية

*اغتيال اللقيس: اختيار القاتل/حسام عيتاني/الحياة

*حملة على سليمان بإيعاز سوري -إيراني

*اللقيس": الأخير في قائمة إسرائيل أم "منشقّ" ومعارض لحرب سوريا؟

*عكاظ": اغتيال اللقيس علــى خلفيــة إعلان حزب الله امتلاك 200 طائرة مراقبة

*فورين بوليسي" تكشف خلفيات الاغتيال: أول اعتراف إسرائيلي بـ"تصفية" اللقيس

*مركز القلمون الإعلامي: حسان اللقيس قضى في معارك القلمون وهذه هي التفاصيل! 

*السيد علي الأمين: العمليات الإنتحارية ليست عمليات استشهادية ! 

*الخبير القانوني النائب السابق صلاح حنين: لا فراغ مطلقا بل عمل مؤسـساتي   

*14 آذار تتخوف من إحياء حكومة ميقاتي لتتولى الرئاسة بعد تعذر انتخاب بديل سليمانا

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: 8 آذار تعطل دور الجيش

*مروان حمادة: نصرالله يهاجم الحريري لقرب محاكمة كوادره

*"الوفاء للمقاومة" لتكفّ "14 آذار"عن احتضان التكفيريين

*"أمراء الكيماوي" يتّهمون 14 آذار بـ"أمراء الأزقة"/كارلا خطار/ المستقبل

*حزب الله" يدير ظهره لأوجاع أهالي الضحايا/علي الحسيني/ المستقبل

*سليمان التقى باسيل وحرب وشخصيات وأبرق معزيا بمانديلا

*الراعي رعى حفل عشاء اللجنة الاسقفية للخدمات الصحية

*جعجع التقى نقباء القطاع السياحي وعرض مع وفد من عميق شؤونا انمائية

*بري عرض مع شربل الاوضاع الامنية في طرابلس وابرق معزيا بمانديلا

*فادي كرم: مبادرة "التيار" "مضيَعة" للوقت ولا تخـدم الهــدف

*عكاظ": اغتيال اللقيس علـى خلفيــة إعلان حزب الله امتلاك 200 طائرة مراقبة

*"الرياض": لبنان يمرّ في حالة فقدان الأمن وحزب الله جعل من كل شيعي لبناني شخصاً مطــارَداً

*جنبلاط دان خطف راهبات معلولا: حذار ترك الجيش وحيدا في طرابلس دون توفير التغطية السياسية

*"لقاء مسيحيي المشرق": لبذل الجهود للافراج عن المطرانين وراهبات معولا وكل المخطوفين

*الشيخ عفيف النابلسي: عمليات العدو لن تنال من إرادة المقاومة وندعو أهلنا في طرابلس للتجاوب مع خطة الجيش

*النائب محمد قباني: المستقبل يدعم الجيش في ملاحقة المسلحين شرط التصرف بعدل

*اوغاسابيان: لحوار وطني فوري لفتح ثغرة في جدار الأزمة

النائب أنطوان سعد: لرأب الصدع الطرابلسي بحوار هادىء وشفاف

*قلق نصرالله/وليد شقير/الحياة

*مقتل جو كيروز في اجتياح سيارة لموقف سيارات في جبيل

*خالد ضاهر:14 آذار خسرت حين لم تواجه حزب الله بالسلاح وعليها ألا تعول على جنبلاط

*"أحرار القلمون" تتبنى خطف راهبات معلولا... اطلاقهن مقابل ألف معتقلة سورية

*كيف عاد 9 مقاتلين لـ"حزب الله" من الموت الى الحياة؟

*ممارسات إستفزازية في بلدة "القماطية"!

*من اغتيال غالب عوالي وعلي صالح الى حسان اللقيس و"اللغز"

*الجوزو: نصرالله عميل إيراني

*حوري: تفجير السفارات أسلوب اتبعه "حزب الله" منذ الثمانينات وحتى اليوم

*المفتي قباني: ما يقوم به ميقاتي والسنيورة ومسقاوي عيب!

*حالات اختناق وتسمّم في مدينة النبك جراء القصف الأسدي عليها

*وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل الأسد

*كيري: اصبحنا اقرب الى السلام في الشرق الاوسط

*لافروف يزور ايران الاسبوع المقبل لبحث الملف النووي

*عاصفة النيات الإيرانية الحسنة/راجح الخوري/الشرق الأوسط

*الأشهر الستة مهلة للتفاوض على الحل النهائي للنووي/ثريا شاهين/المستقبل

*الرئيس المنتظر/انطوان سعد/جريدة الجمهورية

*لم يعد بعيداً اليوم الذي نسمع ونشاهد ونقرأ فيه ان التنسيق الأمني والتعاون العسكري بين حزب الله الإسرائيل في لبنان وسورية

*وسترون العجب/لم يعد بعيداً اليوم الذي نسمع ونشاهد ونقرأ فيه ان التنسيق الأمني والتعاون العسكري بين حزب الله الإسرائيل في لبنان وسورية/حسن صبرا/الشراع

*إسرائيل ربحت أمنياً وقد تخسر سياسياً وإيران ربحت سياسياً وقد تخسر أمنياً/ النهار/اميل خوري ك

*ضجة نصرالله والكاتم الإسرائيلي/ احمد عياش/النهار

*الاغتيال المباشر تحدِّ أمني جديد مواجهته بالتنسيق وتبادل المعلومات/النهار/خليل فليحان

*14 آذار في مرحلة ما بعد اليأس من "حزب الله" فراغ شامل أو عودة إلى 1988 والحكومتين/ ايلي الحاج/النهار

*من الشراع/مقابلة مع النائب بطرس حرب/ دخلنا في العرقنة وبذور التفجير قائمة/07 كانون الأول/13

 

تفاصيل النشرة

 

البابا فرنسيس

إن القداسة لا تعني القيام بأشياء خارقة، بل القيام بالأشياء الاعتيادية بمحبة وبإيمان.

 

الزوادة الإيمانية/رسالة القديس بطرس الأولى 02/01-10/الحجر الحي والشعب المقدس

فانزعوا عنكم كل خبث ومكر ونفاق وحسد ونميمة، وارغبوا كالأطفال الرضع في اللبن الروحي الصافي، حتى تنموا به للخلاص. إن ذقتم ما أطيب الرب ، كما يقول الكتاب. فاقتربوا من الرب، فهو الحجر الحي المرفوض عند الناس ، المختار الكريم عند الله. وأنتم أيضا حجارة حية في بناء مسكن روحي، فكونوا كهنوتا وقدموا ذبائح روحية يقبلها الله بيسوع المسيح. فالكتاب يقول: ها أنا أضع في صهيون حجر زاوية كريما مختارا، فمن آمن به لا يخيب. فهو كريم لكم أنتم المؤمنين. أما لغير المؤمنين، فهو الحجر الذي رفضه البناؤون وصار رأس الزاوية، وهو حجر عثرة وصخرة سقوط. وهم يعثرون لأنهم لا يؤمنون بكلمة الله: هذا هو مصيرهم! أما أنتم فنسل مختار وكهنوت ملوكي وأمة مقدسة وشعب اقتناه الله لإعلان فضائله، وهو الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب.  وما كنتم شعبا من قبل، وأما اليوم فأنتم شعب الله. كنتم لا تنالون رحمة الله، وأما الآن فنلتموها.

 

من يمتهن التقية والذمية لا يعرف الله ولا الإيمان ولا الوطنية
بالصوت/قراءة إيمانية للياس بجاني خطورة قادة يمتهنون التقية والذمية/أهم الأخبار/05 كانون الأول/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/06 كانون الأول/13
نشرة الأخبار بالإنكليزية
من ضمن النشرة/تعدد الروايات عن مقتل اللقيس/تقية وذمية قادة يحلمون بكرسي بعبدا/هرطقات رجال دين موارنة والذميين/دولة اللا دولة وتعاسة السياسيين/فجور حزب الله، تابع/عبد الحميد بيضون يعري حزب الله وبري و8 آذار/السيد علي الأمين وعمليات الانتحار/متفرقات/تأملات إيمانية في مفهوم الذمية والتقية وفي اسخريوتية قادة موارنة يعيشون وهم كرسي بعبدا

 

راهبات معلولا يؤكّدن سلامتهن في فيديو 

أظهر شريط فيديو بثته قناة الجزيرة، مساء اليوم الجمعة، راهبات دير معلولا اللواتي اختُطفن على أيدي عناصر مسلّحة من المعارضة السورية. وأكدت الراهبات الـ13 في الفيديو القصير على سلامتهن وعلى حسن المعاملة التي تلقينها، وأوضحت إحداهنّ أنهن غادرن الدير "على خلفية القصف الذي استهدف دير مار تقلا" وناشدت إحدى الراهبات أطراف الصراع في سوريا بوقف قصف الأماكن المقدسة. هذا وسُمع صوت رجل (مصوّر الفيديو) وهو يدعو الراهبات إلى تأكيد سلامتهن ودحض المعلومات التي تحدثت عن تعرّضهن للإساءة.  وتبنّت مجموعة كتائب "أحرار القلمون" التابعة "لجبهة النصرة"، اختطاف الراهبات من دير مار تقلا في معلولا الأسبوع الماضي، واشترطت مقابل الإفراج عنهن، أن تخلي السلطات سبيل 1000 معتقلة من سجونها. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، عن المتحدث باسم المكتب الإعلامي لكتائب "أحرار القلمون" مهند أبو الفداء، قوله بأن "راهبات معلولا المختطفات في مكان آمن، ولكن لن يفرج عنهن إلا بعد تنفيذ عدة مطالب، أهمها الإفراج عن 1000 معتقلة سورية في سجون النظام السوري". في حين ذكرت إذاعة الفاتيكان أن "12 راهبة أرثوذكسية أخرجن بالقوة من ديرهن الواقع في الوسط التاريخي من مدينة معلولا المسيحية" ليل الأحد الماضي. 

 

في لبنان وسوريا آلاف مانديلا !للاستماع الى رأي حر

بقلم/انطوان مراد/لبنان الحر

غاب نلسون مانديلا . لكن الغريب أن عددا من اللبنانيين ، ولا أعمم ، وعبر صفحات التواصل الاجتماعي خصوصا، راحوا يتندّبون ويتباكون في شكل مبتذل أحيانا ، وكأن ماساة حلّت في ديارهم ، أو لمجرد تسجيل موقف ، ومن باب أنهم يعرفون ” خيّنا نلسون ” جيدا ومن العيب عدم كتابة كلمة فيه ، مع نبش واستعراض أقوال له لم يتذكّروها إلا عند وفاته ! حسناً . المشكلة ليست في الأسف لرحيل هذا المناضل الاستثنائي ، بل في أن العديد من اللبنانيين يتصرّفون أحياناً على اساس كل أن ” شي فرنجي برنجي “. أما في لبنان ، فلا يسألون حتى كلاماً عن قضايا وطنية وإنسانية خطيرة ، إلا إذا تذكّر أحدهم قضية ما ، فتتساقط الردود والتعليقات تضامناً واستنكاراً ومواعظ ، تذهب كلها هباء في الهواء. ما نعرفه أن الظلم في الارض واحد أيا كان الظالم والمظلوم . في لبنان ، كل موقوف بلا محاكمة وخلافاً للقانون هو نلسون مانديلا . كل محكوم زوراً وبهتاناً ، أو تضحية به لحماية كبار المرتكبين ، هو نلسون مانديلا . كل معتقل أو سبق واعتُقل بملفات مركّبة لأهداف سياسية ، لا سيما في عهد الوصاية ، هو نلسون مانديلا . وفي سوريا ، كل معتقل أو مخطوف أو مفقود لبناني ، هو نلسون مانديلا . لكن الفارق ربما أن مانديلا حرّر شعبه من نظام الأبارتايد  أو الفصل العنصري ومن العبودية والتمييز ، وتحرّر من السجن ووجد شعباً يحبّه وينتخبه رئيساً للجمهورية ، وتزوج ثانية ومات على فراشه ، بينما مئات اللبنانيين في سجون النظام السوري لا يعرفون هم أنفسهم ما إذا كانوا أحياء أو ماتوا وهم أحياء . ما يعرفه بعضهم ربما ، أنه اسمه بات رقماً ، وأنه كائن بيولوجي لا فائدة منه ، أو ربما يدرك أنه أصبح فعلاً جثة أو هيكلاً عظمياً لا يستحق حتى أن يُعرف أين مكانه ! لا أيها الاصدقاء . عندنا ظلم وفير والحمدلله ! وعندنا من يفوق مانديلا رمزية ، سواء سمّيناه شهيداً خالداً أو حياً يحمل جراحه كل يوم مع كل طلعة شمس ومغربها في جسده وفي روحه . عندنا من يفوق مانديلا رمزية ، إنه السواد الأعظم من الشعوب اللبنانية ، واعذروني على هذا المصطلح ، لأن هؤلاء إما يعاندون اليأس أو يقاومون محاولات الإذلال والقمع والتدجين ، وإما يستسلمون مرغمين وفي القلب غصّة ، وإما مضلّلون ” غنميّون ” لا يعرفون إلى أين يُساقون وهم صاغرون .

تبقى ثلاث ملاحظات على السريع:

الملاحظة الأولى : في وسط كسروان وأعاليه عشرات القرى والبلدات عطشى منذ نيف وشهر ، بل إنها تكاد تشهد زحمة صهاريج لملء خزانات آلاف المنازل يومياً . لماذا؟ لأن عبقرية وزارة الطاقة والمياه وما يتبعها من طاقات ، قررت إفراغ سد شبروح من المياه بحجة التنظيف ، ومن دون أن تبقي بديلاً . فإذ بنعمة سد شبروح على كسروان تتحول نقمة . بل إن البعض يترحّم على أيام ما قبل السد . ويَعدنا باسيل بسدود بلا حدود ، ولو كانت مفخوتة ! ونسأل . هل هي وزارة الطاقة وكل الطاقات أم وزارة ” الفاقة وكل الفاقات ” ؟!

ملاحظة ثانية :

زعموا أن مطراناً يرتكب المعاصي ويحرّض في الرعية ويطيح بالكهنة ليخلو له الجو . ولن نعلّق . لكننا نعوّل على سيدنا “ريش ريشوني ” رئيس الرؤساء غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ، فنحن بحاجة إلى فرنسيس أيضا في لبنان ، للإصلاح والتغيير ، كما فرنسيس الفاتيكان .

ملاحظة ثالثة

كفى مزايدات وتعرضاً للمدير العام للجمارك بالإنابة شفيق مرعي الذي نعرف رصيده الخلقي، وإذا كان من مشكلة أو قضية لدى الإعلامي رياض قبيسي حول التهريب والفساد ، فليحلّها مع حزب الله المسؤول الأول عن رعاية التهريب والتسريب ، والهيمنة والهوبقة على بعض الإدارات ، فهل يجرؤ ؟ أم أن ” جحا ما بيقدر إلا على خالتو ” ؟ ! والسلام .

 

مصادر أمنية لبنانية: "حزب الله" أعدم اللقيس لعمالته لإسرائيل كما تخلص من ثمانية قادة بينهم رجلا دين فيما يعتقل عشرات آخرين

لندن - "السياسة": حميد غريافي/أعربت مصادر أمنية حكومية وحزبية لبنانية عن قناعتها بأن القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس "لم يقتل لا على أيدي الاسرائيليين ولا على أيدي التكفيريين ولا على أيدي أي جهة لبنانية أو اقليمية يجري التكهن بها, وإنما تم إعدامه على أيدي فرقة من "حزب الله" مكونة من أربعة عناصر كانوا يراقبونه منذ ترك مكتبه في ضاحية بيروت الجنوبية بعد انتهاء فترة عمله ذلك اليوم (الثلاثاء الماضي), فيما كان عناصر آخرون يكمنون له في مرآب العمارة التي يسكنها في حي سان تيريز بالحدث" على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت. ونقلت المصادر الأمنية عن تقارير استخبارية فرنسية وردت أجهزة أمن دول الاتحاد الاوروبي خلال الشهرين الماضيين ان "اسم اللقيس ورد مراراً خلال التحقيقات مع بعض عملاء إسرائيل الذين سقطوا في أفخاخ الأجهزة الأمنية الداخلية اللبنانية خلال العامين الماضيين, وعلى الرغم من إخطار "حزب الله" بالأمر, استغرقت مراقبته للقيس أكثر من سنة, قبل أن يبعده عن الملف السوري المتفجر الذي كان قد ساهم في التخطيط للانخراط فيه". وأضافت المصادر ان الأمين العام للحزب "حسن نصر الله وأعضاء بطانته والاستخبارات الايرانية في بيروت, التي كانت اخطرت بهذه المفاجئة غير السارة, اتفقوا على قتل اللقيس وطمر قصة تعامله مع العدو الإسرائيلي كالعشرات الذين اعتقلوا بتهم التعامل وجلهم من "حزب الله" أو مقربين منه, كي لا يثبت كشف النقاب عنه لاحقاً ان هذا الحزب مخترق أمنياً إلى أبعد الحدود". وكشفت المصادر الأمنية اللبنانية ل¯"السياسة" عن أنه "لم يكن هناك أي خرق لأمن الحزب في الضاحية, إذ ان طريقة اغتيال اللقيس بإطلاق النار على رأسه من مسافة لا تتعدى المتر الواحد تؤشر على أنه يعرف قتلته جيداً وكان مطمئناً إلى لقائهم في المرآب, كما كانوا هم مطمئنين ولا يخشون شيئاً". وقالت المصادر "ان لا اسرائيل ولا السلفيين المتطرفين الذين تبنوا عملية الاغتيال يفكرون في اسلوب الاغتيال هذا من دون متفجرات أو هجوم انتحاري, في الظروف الأكثر تشدداً أمنياً في الضاحية الجنوبية". وكشفت التقارير الاستخبارية الفرنسية والألمانية والخليجية في بيروت طوال الاشهر الثمانية عشر الفائتة, التي تم خلالها كشف شبكات التجسس الاسرائيلية بطريقة لا تصدق, عن أن "حزب الله" وحركة "أمل" "أعدما أكثر من ثمانية من قادة الكوادر بينهم رجلا دين, بعدما ثبتت عمالتهم لإسرائيل, حيث آثر نصر الله التخلص منهم من دون ان تكشف شعبة المعلومات والاستخبارات اللبنانية عنهم لأن الإعلان عن أسمائهم يصيب الحزب وكوادره وقياداته وعناصره بأضرار بالغة ويشوه صورته أكثر مما هي مشوهة الآن". وقالت المصادر اللبنانية ان "الأجهزة الأمنية اللبنانية والحزبية ملمة تماماً بوجود عشرات العملاء لاسرائيل ولتنظيم "القاعدة" و"جبهة النصرة" في معتقلات الحزب, الذي انتهى من استجوابهم لكنه يحتفظ بهم لمنع انتشار الفضيحة ولمنع إثبات معلومات التقارير الغربية والعربية التي تفيد أن "حزب الله" مخترق بأكثر من 150 عميلاً إسرائيلياً وأن "حركة أمل" مخترقة هي الأخرى بعشرات العملاء". 

 

بالأسماء /حزب الله ينعي 8 من عناصره

"قضى أثناء قيامه بالواجب الجهادي المقدس" هكذا ينعي حزب الله عناصره الذين يتساقطون يوميا في معارك سوريا بحسب معلومات لـ"يقال.نت" فقد خسر الحزب 8عناصر جدد  قضوا يوم أمس الأربعاء في معارك سوريا وهم علي درويش

محسن الخياط

حسين علاء الدين

حسن النحاس

جواد درويش

علاء زهوة

محمد البني

أحمد البني

يذكر أن الحزب قد خسر يوم أمس حسان اللقيس أحد أهم قادته في عملية اغتيال حصلت في بيروت كما نعى عنصران  في بداية الشهر قضيا في سوريا هما : محمد أحمد حيدر ومحمود بدوي

وكان الحزب قد خسر قرابة 35 عنصرا معلن عنهم الشهر الماضي في معارك سوريا

 

مصيرنا واقف على رَجُل

بقلم أمجد إسكندر/موقع القوات/كتب رئيس تحرير “المسيرة” أمجد إسكندر في العدد الصادر يوم الاثنين 09 كانون الأول 2013

أما آن أن نضع هذا «اللبنان» على بساط البحث؟ هذا «اللبنان»، بعد مئة سنة، أعطانا عمره. وتزامن انتهاء صلاحيته، مع طوائف لا تخلو طائفة منها من خلل في بنيانها المؤسساتي.

الإفتاء السُني موضع جدل. المجلس الشيعي الأعلى بلا رئيس. مشيخة العقل الدرزية كانت وقد تعود مشيختين. على الضفة المسيحية الحال ليست بأفضل، وإن كانت تعتمل فيها عوامل منها ما يبقى وراء الجدران، ومنها ما يطفو على سطح الإعلام. وطن الدولة والأديان، أصبح في خبر كان. نحن عند نقطة صفر جديد. وطن بلا دولة. وأديان تنتظر عافية ديار الإفتاء والمرجعيات والكنائس.

نحن في «خريف تاريخي» ننتظر عاصفة، فربيعاً. نحن، هذه المجموعة البشرية التي وقعت على أرض لبنان، نعرف أمرين: لا نفكر بأن نسافر، ولا يمكن لهذه الأرض أن تسافر. ونريد أمراً ليس بالمستحيل ولا بالكثير. نريد رئيساً.  وحده «الرئيس» يمكنه أن يعيد بناء الدولة ووظيفة الدولة. والأمور التي من أجلها هناك دولة في إيرلندا وايسلندا وفنلندا وهولندا. مصيرنا واقف على رجل. وفرصتنا لا تتعدى بضعة أشهر. نحن الثلاثة ملايين ونصف، في مواجهة 128 رجلاً وامرأة. لن نرحمكم إذا أخطأتم الحساب. سنحاسبكم إذا دخلتم في الألاعيب الصغيرة. لو اضطُرِرنا، سنجرُّكم جرّاً لتنتخبوا رئيساً. وليس أي رئيس. نريد رئيساً ليس على شاكلة كثير منكم!

نريد رئيساً لا يقضي ست سنوات في الوقوف على الخواطر والمرور بين النقاط. نريد رئيساً يضع النقاط على الحروف. ويحل أزمة السير والسكن والاقتصاد والكهرباء والنفط والصحة. نعم رئيس الجمهورية يقوم بهذه الأعمال قبل الوزراء والنواب. هو الآمر. الحامي. المُهاب. لن تنتظم صلاحيات الطوائف، ولن تطمئن قلوب الطوائف، ورئيسنا رئيسٌ لتدوير الزوايا، يخرج علينا من زاوية المساومات في ربع الساعة الأخير. نريد رئيساً طحّاناً. لا مسترزق رئاسة. نريد رئيساً حدّاداً يضرب الحديد وهو حام، ويضرب بيد من حديد. نريد رئيساً يمنع الوزراء من حضور المآدب والمهرجانات والمنتديات، ويزربهم في وزاراتهم حتى ساعة متأخرة من الليل. ما نطلبه ليس بالكثير مقارنة بما دفعناه من دم. ودموع. وظلم. وقهر. وفوضى. وفساد. وتأخر عن الحضارة. وعن العيش الرغيد. وعن حقنا بالحياة. وعن حقنا بالسعادة. أعطيناكم مئة سنة، ويحق لنا بست سنوات. وإلا

 

هدوء في طرابلس وهيئات المجتمع المدني الى بيروت للمشاركة في الوقفة التضامنية الشهال: لنبذ الفتنة والعمل لاستقرار وامن المدينة

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس محمد سيف، ان شوارع المدينة تشهد استقرارا وهدوءا منذ ما قبل صلاة الظهر.  وأشار الى انه استعيض عن الاعتصام الذي دعا اليه الشيخ داعي الاسلام الشهال عقب صلاة الظهر في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس بالقائه خطبة الجمعة في المسجد، تحدث فيها عن الاوضاع الراهنة التي تعيشها المدينة، رافضا ان يحارب الشباب المسلم على الحواجز ومؤكدا انه "من دعاة الخير لهذا الوطن"، لافتا الى ان "الشباب المسلم في طرابلس يواجه فتنة كبيرة". ودعا الشهال الى الاستمرار في التحركات السلمية، كما دعا خطباء المساجد الى حفظ الامن والاستقرار والتأكيد ان طرابلس كانت ولا تزال مدينة العيش المشترك، كما دعاهم الى ضرورة نبذ الفتنة والعمل من اجل استقرار وامن المدينة. على صعيد آخر، بدأ اعضاء في هيئات المجتمع المدني بالتجمع، بدعوة من بلدية طرابلس والمجلس المدني الذي يضم نقابات المهن الحرة وهيئات المجتمع المدني، في حرم معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، واستقلوا باصات قدمتها البلدية للتوجه الى بيروت للمشاركة في الوقفة التضامنية مع طرابلس، عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم في ساحة رياض الصلح. وتقدم المتوجهين الى بيروت رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال واعضاء البلدية.

 

من قلب بيروت سلام الى طرابلس 

انطلقت (قبل قليل) تظاهرة من ساحة رياض الصلح في اتجاه ساحة الشهداء من تنظيم جمعيات في المجتمع المدني و"هيئة التنسيق النقابية"، تضامناً مع طرابلس ورفضاً للاقتتال الداخلي. عشرات المشاركين حملوا الشموع وساروا مرددين الشعارات المنددة بالفتن والحروب الاهلية رافعين شعار الامل. المشارك في التظاهرة نسيم اسعد قال لـ"النهار": مشاركتي تعود الى شعوري بالخطر الكبير الذي يتهدد لبنان وللقول ان طرابلس هي جزء من لبنان وليست جزيرة معزولة". واردف "صحيح ان عددنا قليل في هذا التجمع لكن نريد الاثبات ان هناك فئة لا تزال مؤمنة بالتحرك من اجل التغيير ورفع الصوت في وجه تجار الدم". ومن جهته، قال عضو "هيئة التنسيق" محمد قاسم لـ"النهار": "تداعى المجتمع المدني للقول ان السلم الاهلي خط احمر ونريد من خلال تحركنا ان نشعر المواطن الطرابلسي الذي يموت ويفقد امنه يومياً انه ليس وحده، وانه ليس صحيحاً ان ابناء الوطن لا يشعرون باهل طرابلس، ويجب ان اعلان حال طوارىء مدنية في هذا الشأن". اما الناشطة سمر فجاءت تردد "من قلب بيروت سلام الى طرابلس وازقتها وحاراتها وشوارعها وشبابها واولادها ونسائها ورجالها ورجائها".  المصدر : النهار

مصيرنا واقف على رَجُل (بقلم أمجد إسكندر)كتب رئيس تحرير “المسيرة” أمجد إسكندر في العدد الصادر يوم الاثنين 09 كانون الأول 2013 أما آن أن نضع هذا «اللبنان» على بساط البحث؟ هذا «اللبنان»، بعد مئة سنة، أعطانا عمره. وتزامن انتهاء صلاحيته، مع طوائف لا تخلو طائفة منها من خلل في بنيانها المؤسساتي. الإفتاء السُني موضع جدل. المجلس الشيعي الأعلى بلا رئيس. مشيخة العقل الدرزية كانت وقد تعود مشيختين. على الضفة المسيحية الحال ليست بأفضل، وإن كانت تعتمل فيها عوامل منها ما يبقى وراء الجدران، ومنها ما يطفو على سطح الإعلام. وطن الدولة والأديان، أصبح في خبر كان. نحن عند نقطة صفر جديد. وطن بلا دولة. وأديان تنتظر عافية ديار الإفتاء والمرجعيات والكنائس. نحن في «خريف تاريخي» ننتظر عاصفة، فربيعاً. نحن، هذه المجموعة البشرية التي وقعت على أرض لبنان، نعرف أمرين: لا نفكر بأن نسافر، ولا يمكن لهذه الأرض أن تسافر. ونريد أمراً ليس بالمستحيل ولا بالكثير. نريد رئيساً. وحده «الرئيس» يمكنه أن يعيد بناء الدولة ووظيفة الدولة. والأمور التي من أجلها هناك دولة في إيرلندا وايسلندا وفنلندا وهولندا. مصيرنا واقف على رجل. وفرصتنا لا تتعدى بضعة أشهر. نحن الثلاثة ملايين ونصف، في مواجهة 128 رجلاً وامرأة. لن نرحمكم إذا أخطأتم الحساب. سنحاسبكم إذا دخلتم في الألاعيب الصغيرة. لو اضطُرِرنا، سنجرُّكم جرّاً لتنتخبوا رئيساً. وليس أي رئيس. نريد رئيساً ليس على شاكلة كثير منكم! نريد رئيساً لا يقضي ست سنوات في الوقوف على الخواطر والمرور بين النقاط. نريد رئيساً يضع النقاط على الحروف. ويحل أزمة السير والسكن والاقتصاد والكهرباء والنفط والصحة. نعم رئيس الجمهورية يقوم بهذه الأعمال قبل الوزراء والنواب. هو الآمر. الحامي. المُهاب. لن تنتظم صلاحيات الطوائف، ولن تطمئن قلوب الطوائف، ورئيسنا رئيسٌ لتدوير الزوايا، يخرج علينا من زاوية المساومات في ربع الساعة الأخير. نريد رئيساً طحّاناً. لا مسترزق رئاسة. نريد رئيساً حدّاداً يضرب الحديد وهو حام، ويضرب بيد من حديد. نريد رئيساً يمنع الوزراء من حضور المآدب والمهرجانات والمنتديات، ويزربهم في وزاراتهم حتى ساعة متأخرة من الليل. ما نطلبه ليس بالكثير مقارنة بما دفعناه من دم. ودموع. وظلم. وقهر. وفوضى. وفساد. وتأخر عن الحضارة. وعن العيش الرغيد. وعن حقنا بالحياة. وعن حقنا بالسعادة. أعطيناكم مئة سنة، ويحق لنا بست سنوات. وإلا

 

لبنان: تطويق انتكاسة طرابلس الأمنية وإصرار على استعادة الثقة بين الجيش والأهالي

بيروت – «الحياة»

اجتازت طرابلس انتكاسة الخطة الأمنية الهادفة لتهدئة الوضع فيها والتي تسبب بها مسلحون في منطقة باب التبانة تصدوا للجيش وأطلقوا النار ورموا قنبلة على وحداته ليل أول من أمس، وتظاهروا ضده في منطقة القبة، وذلك بعدما نجحت ضغوط قادة المدينة وتيار «المستقبل» وزعيمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالتعاون مع المفتي الشيخ مالك الشعار، في لجم تحركات في احيائها ضد هذه التدابير، وأصروا على التعاون مع الجيش ليواصل فرض الأمن وملاحقة المخلين به في جبل محسن وباب التبانة على السواء، منعاً لعودة الفوضى الى طرابلس. وإذ واصل الجيش اللبناني أمس تدابيره من أجل ازالة مظاهر القتال بين المنطقتين، بعد أن سقط له مجند شهيد جراء انتكاسة ليل الخميس، اضافة الى جرح 7 عسكريين بينهم ضابطان، حرص رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في كلمة له عصر أمس في افتتاح المعرض الـ57 للكتاب العربي في بيروت على الترحيب بالحضور العربي في المعرض «وعلى رأسه حضور المملكة العربية السعودية التي عودتنا بسط يد الأخوة والخير والسلام»، مشيراً الى أن «لبنان لا يتغاضى عمن مدّ له يد العون والأخوة في أحلك الظروف وهم كثر والحمد لله».

وعلمت «الحياة» ان المشاورات التي قام بها ميقاتي لعقد اجتماع لمجلس الوزراء من أجل البت في بعض القضايا العالقة، في ظل الجمود في عملية تأليف الحكومة الجديدة لم تصل الى حد طرحه الأمر في شكل رسمي على رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد، خصوصاً أن الأخير كان يردد إزاء التصريحات القائلة بتفعيل عمل الحكومة المستقيلة، دعوته الى استعجال تشكيل الحكومة الجديدة حتى لا يثير هذا التفعيل حفيظة فريق آخر في البلاد. وتتطلب دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد اتفاقاً بين الرئيسين على جدول أعمال الجلسة.

وكانت الجهود للجم انتكاسة طرابلس تسارعت ليل أول من أمس واستمرت حتى فجر أمس ونجحت في اعادة الهدوء الى المدينة، بعدما اشتبك مسلحون مع الجيش عند محاوله القبض على مطلقي النار عليه.

وقالت مصادر طرابلسية لـ «الحياة» ان «هناك من حاول الالتفاف على الجهود الرامية لإعادة بناء الثقة بين الجيش والأهالي في طرابلس لا سيما في باب التبانة عبر التحريض على القوى الأمنية بذريعة انها تكيل بمكيالين ولا تستقوي إلا على طرابلس وعرسال مروراً بصيدا ومجدل عنجر وعكار بينما تتعامل بالتراضي مع الآخرين». وأفادت المصادر بأن هوية هؤلاء معروفة «وقاموا بالتحريض بحجة ان الجيش يصر على دخول بعض الأحياء لتوقيف عدد من الشبان فيها وأنه لا يتشدد بموازاة ذلك في جبل محسن، وبثوا التعبئة بالتحذير من أن يحل بشباب باب التبانة ما حصل معهم أثناء وجود الجيش السوري في طرابلس في الثمانينات والعقود الماضية».

وهذا ما دفع بقيادات المدينة الى التحذير من هؤلاء والتعاون مع الجيش لإعادة بناء الثقة، خصوصاً أن أحد أبرز المحرضين كان أوقف في طرابلس قبل أشهر، وأفرج عنه بعد تدخل جهات رسمية، ما لقي انتقادات من أطراف سياسية لأنه ساهم في ضرب هيبة الدولة من خلال اظهار أحد الأجهزة الأمنية على أنه بلا صدقية، بدلاً من توفير الغطاء السياسي له. وشهد وسط بيروت مساء مسيرة بالشموع لهيئات المجتمع المدني في طرابلس ضد الاقتتال فيها، تحت شعار «طرابلس تريد الأمن والأمان». وكان ميقاتي تناول في كلمته في افتتاح معرض الكتاب الوضع العربي، معتبراً أن «النزاعات تتخذ اشكالاً متعددة شديدة الدموية ونعيش أصعب أيام تاريخنا وكلما سدت ثغرة فتحت ثغر. الوضع العربي ما كان يوماً أضعف مما هو عليه». وأشار الى استنزاف طاقات كل بلد عربي وأن «قضية فلسطين صارت خارج سلم الأولويات والصراعات الاثنية والطائفية والمذهبية استهلكت كل موارد الأمة وحولتنا النزاعات أوراقاً في لعبة الأمم تحركنا كما تشاء وفي اتجاهات تعاكس تاريخنا ومصالحنا. وقال: «هي حقبة من الزمن علينا تجاوزها بأقل الأضرار ووظيفة الحاكم حصر الأضرار الى حدها الأدنى ومحاولة فكفكة العقد وحماية الناس وخياراتها. لا مفر من حوار على كل الصعد: حوار الأديان وحوار القوميات وحوار الأحزاب وحوار السلطات والمعارضات. التنازلات مشرّفة إذا انعكست ايجاباً على الأوطان وعلى كل الناس وهي تبقى الخيار الأرقى من القتل والتدمير والخراب، والذي بنتيجته يعود الجميع الى الحوار ولكن من موقع الخاسرين». وأكد «أننا في لبنان لن نتخلى عن مسؤولياتنا التي فرضتها علينا ظروف البلد السياسية وظروف المنطقة المحيطة بنا ولن ندخر جهداً لترميم الهوة بين مختلف الأطراف، لأن النزاعات العبثية لا تنتج منتصراً ومهزوماً بل تفضي الى أوطان مهزومة برمتها، ولبنان بتعدده وديموقراطيته وتنوع أبنائه لا يهزم، ولن نسمح لأي كان، بقدر إمكاناتنا، أن يطيح إنجازات المجتمع اللبناني بعد الحرب التي عصفت بين أبنائه، والتي عقدنا العزم على طي صفحتها نهائياً على رغم الأحداث التي تحصل من وقت الى آخر. قدرنا أن نتأثر بكل ما يجري من حولنا وقدرتنا على التأثير ضعيفة لكننا لن نوفر جهداً على استنباط كل ما من شأنه أن يخفف الاحتقان والتوتر. لا مكان للتشاؤم في قلوبنا بل واقعية معززة بإيمان بالله عز وجل وبإرادة المواجهة الإيجابية».

 

"14 آذار" تسعى إلى التوافق على مرشح للانتخابات الرئاسية

الخطة الأمنية في طرابلس تهتز وسط دعوات لسحب فتيل الاحتقان قبل انفجاره

بيروت - "السياسة" والوكالات: أكدت مصادر روحية قريبة من بكركي لـ"السياسة", أن البطريرك بشارة الراعي يولي موضوع الاستحقاق الرئاسي اهتماماً كبيراً لما يمثله موقع الرئاسة الأولى من رمزية خاصة بالنسبة إلى المسيحيين خاصة واللبنانيين عامة, مشيرة إلى أن الراعي يسعى من خلال الاتصالات التي يقوم بها مع القيادات السياسية الرسمية والحزبية إلى إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده لتفادي الفراغ الرئاسي, في ظل وجود حكومة مستقيلة تصرف الأعمال وصعوبة تشكيل حكومة جديدة.  وشددت المصادر على أنه ليس للبطريرك مرشح محدد, وإنما يدعم من تتفق عليه القيادات السياسية لأنه يحاذر الدخول في لعبة الأسماء وتبني مرشح محدد كي لا يثير انقسامات داخل الوسط المسيحي الغارق في انقساماته أصلاً. وفي هذا السياق, كشفت المعلومات المتوافرة لـ"السياسة", أن البطريركية المارونية ستشهد في الأسابيع القليلة المقبلة سلسلة اجتماعات مسيحية ووطنية للبحث في موضوع الانتخابات الرئاسية وضرورة توحيد الموقف المسيحي بشأنها لتشكيل عامل ضغط على المعنيين بهذا الاستحقاق والتصدي لأي محاولة لعدم إجرائه في موعده. وفي هذا السياق, دعت مصادر نيابية مسيحية عبر "السياسة" القادة المسيحيين في "14 آذار" إلى الاتفاق على مرشح موحد للانتخابات الرئاسية, ما سيعطيه قوة أكبر لخوض المعركة ضد مرشح الفريق الآخر, سواء كان النائب ميشال عون أو النائب سليمان فرنجية, محذرة من أن عدم حصول هذا التوافق سيترك انعكاسات سلبية على وحدة "14 آذار" وقوتها في مواجهة هذا الاستحقاق المصيري بالنسبة إلى لبنان. وقالت المصادر إن المؤشرات توحي بأن فريق "8 آذار" سيعطل جلسة نصاب انتخاب رئيس الجمهورية إذا وجد أنه لا يستطيع إيصال مرشحه ِإلى الرئاسة, مشددة على أهمية أن تأخذ اللعبة الديمقراطية مجراها في هذه الانتخابات وليتنافس مرشحان لـ"8 و14 آذار" وليحتكم الجميع إلى صندوقة الانتخاب وليفز من يفز, لأن مصلحة البلد فوق كل اعتبار. من جهة أخرى, يمضي الجيش في تنفيذ الخطة الأمنية المرسومة لإعادة ضبط الوضع في طرابلس بعد الانتكاسة التي أصابتها في يومها الثالث, أول من أمس, مهددة بسقطة مميتة, باعتبار انها آخر خرطوشة في بندقية المعالجات الأمنية الرسمية. ومع أن حركة الاتصالات التي بلغت أعلى المستويات أفلحت في تجنيب المدينة خطر الاعتصام الذي كان دعا إليه أمس مؤسس التيار السلفي في لبنان داعي الاسلام الشهال في المسجد المنصوري الكبير اعتراضا على بعض اجراءات الجيش, نسبة للتداعيات المحتملة جراءه, إلا أن منسوب المخاطر المحدقة بالمدينة من كل حدب وصوب يبقي الاجهزة الامنية على أعلى مستوى من التأهب والجهوزية لمواجهة اي مستجد, في ضوء الخطاب التعبوي الطائفي والدعوات التي لا تخلو من زج الجيش في أتون الصراعات المذهبية وإظهاره مناصرا لفئة ضد اخرى.

وعكست مواقف الشهال في خطبة الجمعة أمس حيث دعا الى "العمل على تفويت استخدام الجيش ضد اهل السنة ومنع استغلاله", مدى الاحتقان الذي بلغه الوضع الطرابلسي وضرورة سحب فتيل الانفجار والالتقاء على دعم الخطة الأمنية وتحصينها. وفي السياق, قالت مصادر طرابلسية لـ"وكالة الأنباء المركزية" ان حال الاحتقان الشعبي المتولد لدى فريق من الطرابلسيين جراء عدم محاسبة المتهمين بتفجيري مسجدي التقوى والسلام والتساهل في سوقهم الى القضاء لمحاكمتهم, لا يمكن إلا أن تجد لها متنفساً, يجب ان يكون من بوابة الدولة وهيبة القانون, وإلا فإنه سينتهي الى انفجار. وكان بعض أحياء التبانة شهد بعد ظهر أول من أمس, اشتباكات بين عناصر من الجيش وعدد من المسلحين أدت إلى مقتل عسكري وإصابة 7 آخرين بينهم ضابطان, في أول خرق حقيقي للخطة الأمنية. وفيما شدد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار على أن البلبلة التي حصلت مع الجيش تمت معالجتها, اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر أن "من يفشل الخطة الأمنية في طرابلس هم القائمون عليها أي المسؤولين الأمنيين", داعياً قوى "14 آذار" إلى التسلح "لأنها خسرت حين لم تستخدم السلاح نفسه الذي استخدمه "حزب الله" للدفاع عن نفسها". من جهته, حذر رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من ترك الجيش وحيداً في المدينة من دون توفير تغطية سياسية كاملة من الفاعليات الطرابلسية أولاً واللبنانية ثانياً, ليتمكن من القيام بواجباته كاملة ويعيد الامن والاستقرار الى المدينة, معتبرا ان المؤسسة العسكرية تثبت انها لجميع اللبنانيين من دون تفرقة او تمييز وتبقى المسؤولية الاساسية ملقاة على عاتق كل مكونات المجتمع السياسي اللبناني لتحويل الأقوال الى أفعال. 

 

حملة على سليمان بإيعاز سوري -إيراني

 السياسة/تشهد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان حملة عنيفة غير مسبوقة على الرئيس ميشال سليمان, من قبل مجموعات موالية للنظامين السوري والإيراني ترتبط ب¯"حزب الله" و"الحزب العربي الديمقراطي" الذي يقود المقاتلين العلويين في منطقة جبل محسن بمدينة طرابلس. ويبدو أن الحملة مردها إلى مواقف سليمان المناهضة لتدخل "حزب الله" العسكري في سورية, والتي كان آخرها رفض ما جاء على لسان أمينه العام حسن نصر الله من اتهامات كاذبة بحق السعودية. ونشرت المجموعات اللبنانية الموالية للنظامين السوري والإيراني صوراً مركبة لسليمان تظهر أنه موال للسعودية ومؤيد للمعارضة السورية

 

اللقيس": الأخير في قائمة إسرائيل أم "منشقّ" ومعارض لحرب سوريا؟

خاص بـ"الشفاف"

تعددت الاسباب والنتيجة واحدة، فقد شكل اغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس، صدمة في صفوف الحزب الالهي،اولاً، وثانيا لدى عموم اللبنانيين، الذين فوجئوا بقيادي على هذا القدر من الاهمية، وصف بأنه عماد مغنية التكنولوجيا، يقيم في منزل (آمن) في منطقة "الحدث السان تيريز"، يدخل اليه ليلا من دون مرافقين. المعلومات تشير الى ان إسرائيل على الارجح هي من اغتال "اللقيس"، الذي كانت تعتبره مع ثلاثة آخرين من اخطر الخلايا التي تعمل على ضرب اهداف اسرائيلية. وهم القيادي في حركة حماس "المبحوح" الذي اغتالته إسرائيل في دبي، والجنرال الايراني "حسن طهراني مقدم"، الذي قتل في انفجار سيارة ملغومة في احد شوارع طهران، والعميد السوري "محمد سليمان"، الذي قُتل برصاصة قناص في منتجع سياحي سوري، في طرطوس، و"حسان اللقيس". وباغتيال "اللقيس" تكون اكتملت الحلقة التي تحدث عنها مائير داغان وتم التخلص من اخطر خلية.

وتضيف المعلومات ان "اللقيس" المسؤول عما يسمى "جهاز الطيران" في حزب الله، هو الذي يقف وراء إختراق الطائرة من دون طيار (ايوب) الى عمق 400 كلم داخل اسرائيل، وهذا لا يمر من دون ردة فعل إسرائيلية.

وتشير المعلومات الى ان إغتيال "اللقيس" اليوم، ليس وليد صدفة، بل هو على الاغلب حصل بتواطوء مع عارفيه، وفي مرحلة تُحرج حزب الله المكبل اليدين بالحرب السورية.

فالحزب الذي دفع بمقاتليه على الجبهات السورية، ومن بينهم فرق النخبة، أعجز من ان يقوم برد فعل على اغتيال احد قيادييه، ما خلا تفجير على غرار باص بلغاريا، وهذا يضر بالحزب ولا يرهب الاسرائيليين، خصوصا ان حزب الله أثبت انه غير قادر على الوصول الى اي مسؤول إسرائيلي. من جهة أخرى، أثّر اغتيال اللواء وسام الحسن، رئيس جهاز فرع المعلومات، سلبا على حزب الله، المخترق حتى العظم بالعملاء، والذين كان الحسن يعمل على تفكيك شبكاتهم تباعا، بالتنسيق مع اللواء أشرف ريفي. ولم يعد اللبنانيون يستفيقون بوتيرة أسبوعية على تفكيك شبكة عملاء لاسرائيل، منذ اغتيال اللواء الحسن، وهذا ما يضع حزب الله في دائرة الانكشاف الامني، في ظل عجز اجهزته الامنية، التي ضخّم الحزب قدراتها لترهيب اللبنانيين، عن مجاراة او حتى مواكبة فرع المعلومات. فقدات أجهزة الحزب تنحصر في تعقب اللبنانيين داخل "المربع الامني" للحزب، وبعض خارجه.

ثالثا إن تنفيذ الاغتيال في حق قيادي بحجم اللقيس، يضع نصرالله وحزبه في مواجهة ما يسمى "جمهور المقاومة". فالحزب الذي غيـّر بوصلته من مقاتلة إسرائيل الى مقاتلة الشعب السوري، عرضة لاستهداف اسرائيل، فما الذي سيقوله نصرالله لجمهوره؟.

"اللقيس" كان ضد المشاركة بحرب سوريا!

من جهة ثانية تشير معلومات غير مؤكدة ان "اللقيس" كان من معارضي المشاركة في القتال في سوريا، وهو كان يرفع الصوت عاليا في وجه امين عام الحزب رافضا الاستمرار في الزج بمقاتلي الحزب في آتون بشار الاسد. وتنقل معلومات غير مؤكدة ايضا عزمه على الانشقاق عن الحزب احتجاجا على الاستمرار في القتال في سوريا. وفي سياق متصل، أشارت معلومات أخرى الى ان "اللقيس" منتم الى الحرس الثوري الايراني منذ الثمانينات، وتاليا هو من الموالين لمبدأ "ولاية الفقيه". وإذا كان اغتياله على أيدي "جناح سوري في الحزب" يريد الاستمرار في القتال في سوريا، فهذا يضع امين عام الحزب أيضا، مباشرة امام مسؤولياته! فإن كان يعرف بعملية اغتيال "اللقيس" فتلك مصيبة، وإن كان لا يعرف، فالمصيبة أعظم. أي أن الانكشاف الامني للحزب قد يطال نصرالله شخصيا، وسائر القيادات المستترة. المعلومات تشير الى ان ما قبل إغتيال اللقيس لا يشبه ما بعده، فعملية الاغتيال حصلت في لبنان، وعلى الارض اللبنانية، وليس في سوريا، ولا في دبي، ولا في احد شوارع طهران. فما الذي سيقوله امين عام حزب الله؟ وهل سيقلل من طلاته التلفزيونية ويعيد بث الروح الى النائب محمد رعد ونائبه الشيخ نعيم قاسم؟

 

روايتان للإغتيال يجمع بينهما خيط "إختراق أمني" لحزب الله

هل كان حسان اللقيس "مهما"؟ هذا ما يؤكده الخبير في معهد واشنطن "ماتيو ليفيت"، الذي يضيف أن اللقيس كان مسؤول التجهيزات الأول في حزب الله. ويضيف ليفيت أن مشتريات حزب الله من فانكوفر بكندا في أواخر التسعينات كانت تُموّل جزئياً من حسان اللقيس. وكان الحزب، في حينه، يسعى لشراء نظارات ليلية، ونظم "جي بي إس"، وأجهزة كشف معادن، وكاميرات، وبرامج كومبيوتر متقدمة لتصميم الطائرات.

"عكاظ": اغتيال اللقيس علــى خلفيــة إعلان حزب الله امتلاك 200 طائرة مراقبة

المركزية- نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر مطلعة في بيروت أن اغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس جاء على خلفية إعلان الحزب امتلاكه 200 طائرة مراقبة من دون طيار تقوم بمراقبة الحدود اللبنانية السورية. وأضافت المصادر أن اللقيس هو مسؤول الدفاع الجوي في الحزب وتتبع له مباشرة حركة الطائرات من دون طيار.

واشارت الى "إن كل التحقيقات تصب على معرفة العميل الذي وشى بحركة اللقيس وبمكان إقامته وهويته والشبهات تدور حول شخصين مقربين من اللقيس نفسه. فيما هناك شبه قناعة أن البيانين الصادرين حول الجهة التي قامت بالعملية لا صحة لهما وإنهما للتمويه عن الفاعل الحقيقي".

"السياسة": اللقيس أعدم على أيدي فرقـة من حزب الله لا اسرائيل ولا السلفيون يفكرون في اسلوب الاغتيال هذا

المركزية- أعربت مصادر أمنية حكومية وحزبية لبنانية لصحيفة "السياسة" الكويتية عن "قناعتها بأن القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس "لم يقتل لا على أيدي الاسرائيليين ولا على أيدي التكفيريين ولا على أيدي أي جهة لبنانية أو اقليمية يجري التكهن بها، وإنما تم إعدامه على أيدي فرقة من "حزب الله" مكونة من أربعة عناصر كانوا يراقبونه، فيما كان عناصر آخرون يكمنون له في مرأب العمارة التي يسكنها في حي سان تيريز في الحدت.

ونقلت المصادر الأمنية عن تقارير استخبارية فرنسية وردت أجهزة أمن دول الاتحاد الاوروبي خلال الشهرين الماضيين ان "اسم اللقيس ورد مراراً خلال التحقيقات مع بعض عملاء إسرائيل الذين سقطوا في فخاخ الأجهزة الأمنية الداخلية اللبنانية خلال العامين الماضيين، رغم إخطار "حزب الله" بالأمر، استغرقت مراقبته للقيس أكثر من سنة، قبل أن يبعده عن الملف السوري المتفجر الذي كان قد ساهم في التخطيط للانخراط فيه".

واوضحت ان "الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله وأعضاء بطانته والاستخبارات الايرانية في بيروت، التي كانت اخطرت بهذه المفاجأة غير السارة، اتفقوا على قتل اللقيس وطمر قصة تعامله مع العدو الإسرائيلي كالعشرات الذين اعتقلوا بتهم التعامل وجلهم من "حزب الله" أو مقربين منه، كي لا يثبت كشف النقاب عنه لاحقاً ان هذا الحزب مخترق أمنياً إلى أبعد الحدود".

وكشفت المصادر الأمنية اللبنانية لـ"السياسة" عن أنه "لم يكن هناك أي خرق لأمن الحزب في الضاحية، إذ ان طريقة اغتيال اللقيس بإطلاق النار على رأسه من مسافة لا تتعدى المتر الواحد تؤشر الى أنه يعرف قتلته جيداً وكان مطمئناً إلى لقائهم في المرأب، كما كانوا هم مطمئنون ولا يخشون شيئاً".

واوضحت ان "لا اسرائيل ولا السلفيون المتطرفون الذين تبنوا عملية الاغتيال يفكرون في اسلوب الاغتيال هذا من دون متفجرات أو هجوم انتحاري، في الظروف الأكثر تشدداً أمنياً في الضاحية الجنوبية".

واكدت ان "الأجهزة الأمنية اللبنانية والحزبية ملمة تماماً بوجود عشرات العملاء لاسرائيل ولتنظيم "القاعدة" و"جبهة النصرة" في معتقلات الحزب، الذي انتهى من استجوابهم لكنه يحتفظ بهم لمنع انتشار الفضيحة ولمنع إثبات معلومات التقارير الغربية والعربية التي تفيد أن "حزب الله" مخترق بأكثر من 150 عميلاً إسرائيلياً وأن "حركة أمل" مخترقة هي الأخرى بعشرات العملاء".

 

فورين بوليسي" تكشف خلفيات الاغتيال: أول اعتراف إسرائيلي بـ"تصفية" اللقيس

 نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية مقالاً للصحافي رونين بيرغمان صاحب كتاب “حربنا السرية ضد إيران”، نقل فيه معلومات عن أحد مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية يتضمّن اعترافاً مباشراً بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال القيادي في “حزب الله” حسان اللقيس. وأورد المقال لائحة اغتيالات نفذتها إسرائيل بدءاً من عماد مغنية القائد العسكري الكبير في الحزب، وصولاً إلى اللواء محمد سليمان، المسؤول الرفيع المقرّب من الرئيس السوري بشار الأسد، إلى مسؤول تطوير الصواريخ في “الحرس الثوري” الإيراني حسن طهراني مقدّم، والمسؤول في حركة “حماس” محمد المبحوح. وأشار المقال إلى أن هذه الأسماء كانت من ضمن لائحة أعدّتها إسرائيل بهدف التخلّص من “أعدائها” الواحد تلو الآخر عبر الاغتيال، لكن الكاتب اعتبر أن نجاح هذه العمليات هو “نجاح تكتيكي موضعي”، ولا يمكن استثماره على الساحة السياسة الأكبر في الشرق الأوسط.

وتنشر “المستقبل” الترجمة الحرفية للمقال كما ورد على موقع المجلة الإلكتروني:

“سيعقد مؤتمر قمة في السماء” هذا ما قاله أحد مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية مبتسماً صباح الأربعاء بعدما وصله نبأ اغتيال حسان اللقيس، أحد قياديي “حزب الله” المسؤول عن تطوير الأسلحة والحرب التقنية المتقدمة، في ضاحية بيروت بعيد منتصف ليل الثلاثاء 3 كانون الأول الحالي. وقتل اللقيس هي العملية الأحدث في مسار طويل من الاغتيالات التي تستهدف قادة بارزين ضمن ما تسمّيهم إسرائيل “الجبهة المتطرفة” التي تتضمن دولتين سوريا وإيران- وثلاث منظمات هي :”حزب الله” و”الجهاد الإسلامي” و”حماس”.

وأضاف المسؤول “نحن نتحدّث عن عدد من التنظيمات والأشخاص المتورطين في نشاطات نووية وإرهابية. لا يقومون بهذه الأعمال لصالح بلادهم في مهمات متعددة، لكنهم أنشأوا شبكة دولية أخطر شبكة وأكثرها فعالية صادفتها خلال عملي”. واستطرد “إن هدف هذا التحالف (الجبهة) هو بناء قنبلة نووية والعديد من القدرات الصاروخية المتطورة من الصواريخ القصيرة إلى الطويلة المدى وإنشاء شبكة إرهاب انتحارية على أعلى المستويات”. والهدف الإسرائيلي: إزالة هؤلاء الأشخاص الواحد تلو الآخر.

هذه ليست المرة الأولى التي تواجه إسرائيل فيها أعداء أقوياء، بالطبع. لكن المسؤول الاستخباري الإسرائيلي يعتقد أنها ربما أكثر مجموعة متنوعة منسوجة بشكل معقّد تواجهها بلاده. ويتنوع هؤلاء الأعداء من المستوى القيادي نزولاً إلى مستوى العملاء الميدانيين، استناداً لمسؤولين رفيعين في جهاز “الموساد” ومديرية الاستخبارات العسكرية (أمان). وتتضمن نشاطاتهم تعاوناً عميقاً يتجاوز في بعض الأحيان حتى الخلاف الديني بين السنة والشيعة، ويقودهم هدف واحد، العداء تجاه دولة إسرائيل.

وفي العام 2004، بدأ جهاز “الموساد” بتحديد عدد من الوجوه الرئيسية داخل هذه الجبهة المتطرفة أولئك الذين لديهم قدرات عملانية وتنظيمية وتقنية متطورة. وفي حين أن شخصيات أخرى معروفة أكثر في هذه التنظيمات المتطرفة تعاملت مع دولها الداعمة لها إستراتيجياً، إلا أن هؤلاء كانوا الأشخاص الذين يملكون التفاصيل ووسائل ترجمة الإستراتيجية إلى أعمال فعلية.

ويشبّه المصدر الاستخباري الإسرائيلي الذي تعامل مع هذه الجبهة المتطرفة والمتحالفة بوجه إسرائيل، كمنظمة “سبيكتر” الوهمية التي حاربها العميل الاستخباري البريطاني جيمس بوند. لكنه أوضح “هناك فارق واحد: كان المال هو الدافع بالنسبة لمنظمة سبيكتر”. ووضعت الاستخبارات الإسرائيلية لائحة بأسماء هؤلاء الأشخاص، كل واحد منهم يملك مؤهلات “قاتلة” رفيعة المستوى يمكنها أن تشكل تهديداً لإسرائيل، حتى لو لم تكن هناك شبكة متناسقة تجمعهم سوية. وتصدّر اللائحة رجلان: عماد مغنية، القائد العسكري الأعلى في “حزب الله”، والجنرال محمد سليمان، رئيس جهاز المشاريع السرية الخاصة للرئيس السوري بشار الأسد، بما فيها بناء مفاعل نووي، والرجل المسؤول عن العلاقات بين سوريا وإيران و”حزب الله”. وكما قال لي مئير داغان الرئيس السابق للموساد “الجنرال محمد سليمان كان المسؤول عن الأعمال الضبابية للأسد، بما فيها العلاقة مع حزب الله وإيران وجميع المشاريع الحساسة. كان شخصاً يعتمد عليه الأسد وهو بالتأكيد يفتقده في هذه الأيام”.

ويأتي بعدهما على اللائحة الجنرال حسن طهراني مقدم، رئيس مشروع تطوير الصواريخ في “الحرس الثوري الإيراني”، والمسؤول عن تصدير الصواريخ إلى “حزب الله” و”حماس” و”الجهاد الإسلامي”؛ ثم محمود المبحوح، مسؤول حركة “حماس” عن العلاقات التكتيكية مع إيران، وحسان اللقيس (المذكور في وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي، الأف بي آي، باسم الحاج حسن هولو اللقيس) والذي تعرّف عليه جهاز “أمان” في مطلع التسعينات على أنه الخبير المسؤول عن تطوير الأسلحة في “حزب الله”. وفي مقال حول مقتل اللقيس، وصفته صحيفة “الدايلي ستار” اللبنانية بأنه “وجه رئيسي في برنامج الطائرات من دون طيار لـ”حزب الله”. واستمر المصدر الاستخباري الإسرائيلي في الاستعانة بتشبيهات جيمس بوند، فوصف اللقيس بأنه “كيو حزب الله”.

واستناداً لملفه في جهاز “أمان”، كان اللقيس ناشطاً في الحركة الشيعية المتطرفة منذ سن التاسعة عشرة، وانضم إليها بعد فترة قصيرة من نشوئها. وكان يملك قدراً معيناً من التعليم التقني في الجامعة اللبنانية، لكنه اكتسب معظم معرفته نتيجة خبرته في تطوير وتصنيع الأسلحة. ومنذ البداية، أصبح اللقيس ارفع مسؤول عن عملية التنسيق مع إيران في هذه المسائل. واستناداً لداغان، فإنه بفضل جهود اللقيس، أصبح “حزب الله” أقوى تنظيم إرهابي موجود حتى أنه أقوى من تنظيم القاعدة في أوجه عديدة ويملك “قدرة نارية لا تملكها 90% من دول العالم”.

ومنذ مطلع التسعينات، كان هناك عملاء من جهاز “أمان” الذين حدّدوا اللقيس على أنه هدف محتمل، معتقدين أنه يجب إزالته. غير أن “حزب الله” لم يكن هدفاً أولياً في تلك المرحلة إذ كان يعتبر تهديداً مزعجاً لكنه ليس إستراتيجياً. لكن مع الوقت الذي تغيّرت فيه النظرة إلى “حزب الله” في العام 2000، كان اللقيس بدأ باتخاذ إجراءات كبيرة لحماية نفسه.

وكما جاء في كتابي “الحرب السرية مع إيران”، فإن اللقيس كان مطلوباً ايضاً في كندا والولايات المتحدة بسبب إدارته خلايا “حزب الله” في هذين البلدين منذ مطلع التسعينات. واستناداً لمحفوظات جهاز “أمان، فإن اللقيس “كان أرسل إلى كندا والولايات المتحدة “عناصر ذات ميول إجرامية، وبالتالي كانوا سعداء لإرسالهم إلى أميركا الشمالية لكي لا يكونوا مضطرين لتنفيذ مثل هذه النشاطات قريباً من عناصر تنظيمهم” في لبنان. واستقر هؤلاء المجرمون القادمون من لبنان في فانكوفر، كارولينا الشمالية وميشيغان، حيث عملوا في تزوير التأشيرات ورخص قيادة السيارات والبطاقات الائتمانية، حاصدين بذلك أرباحاً طائلة. وسمح لهم اللقيس بالحصول على قسم كبير من العمولات طالما أن المبلغ الإجمالي كان يستخدم لشراء معدات متطورة كان يجد “حزب الله” صعوبة في توفيرها من أسواق أخرى، مثل أجهزة تحديد الأماكن (جي بي أس) وأجهزة رؤية ليلية وأنواع مختلفة من السترات المضادة للرصاص.

وعلى ضوء المعلومات الاستخبارية التي أرسلها عملاء الاستخبارات الإسرائيلية، فإن “الأف بي آي” وجهاز الاستخبارات الكندي دبّرا عدداً من الغارات ضد هذه الخلايا، فرّ نتيجتها عدد كبير من عناصر الخلايا أو تم اعتقالهم وصدرت بحقهم أحكام بالسجن لفترات طويلة بتهم تراوحت بين الاستحواذ غير المشروع على أسلحة، والتآمر للاعتداء على أهداف يهودية. وعلم اللقيس شخصياً بهذه الغارات قبل وقوعها وألغى خطة لزيارة الولايات المتحدة. وفي الاتصال الهاتفي الأخير الذي رصده “الأف بي آي”، قبل الغارات، سمع اللقيس وهو يوبّخ عناصر الخلايا لعدم خدمتهم “حزب الله” كما يجب، ولاستمتاعهم بالحياة في أميركا في وقت كان عناصر الحزب يتعرضون لضربات من قبل إسرائيل.

ومع انسحاب إسرائيل من لبنان في أيار العام 2000، فإن بناء القدرات العسكرية لـ”حزب الله” والاستعدادات لحملة واسعة ضد إسرائيل أصبحت هدفاً رئيسياً في عقيدة الحزب. وعمل اللقيس بشكل وثيق تحت إمرة القائد العسكري للحزب عماد مغنية. وكان الرجلان على علم بحساسية إسرائيل تجاه وقوع ضحايا في صفوف جيشها وعدم جهوزية الجبهة الإسرائيلية الداخلية لتحمل قصف مدفعي وصاروخي عنيف.

وقاما ببناء جملة تحصينات في جنوب لبنان لهدفين: التحمّل إلى اقصى الحدود أي هجوم تشنه القوات الإسرائيلية البرية، وهو ما كانا متأكدين من حصوله عاجلاً أو آجلاً، والحفاظ على قدرة الحزب لإطلاق أكبر عدد ممكن من الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية.

وحققت هذه الصيغة نجاحاً. ففي صيف العام 2006، خسرت إسرائيل حربها مع “حزب الله” جزئياً بفضل التحصينات التي كانت مجهّزة بمعدات متطورة مثل أجهزة الاتصالات، وأجهزة القيادة والسيطرة ومناظير الرؤية الليلية وكل هذه الأجهزة لعب اللقيس دوراً مركزياً في الحصول عليها. في الواقع، كانت إسرائيل التي تملك أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط هي التي هزمت بشكل كبير، وفشلت في تحقيق أي من الأهداف التي رسمتها بنفسها.

وفي 20 تموز 2006، حاولت إسرائيل اغتيال اللقيس من خلال صاروخ أطلقته طائرة أف 16 على شقته في بيروت، لكنه لم يكن في المنزل وقتل ابنه في الغارة.

وحرب العام 2006 (المعروفة في إسرائيل باسم حرب لبنان الثانية لتمييزها عن الحرب التي خاضتها ضد منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في العام 1982) كانت ذروة التنسيق بين دول الجبهة المتطرفة وبين أبرز أعضائها. ومنذ ذلك الوقت، دار المقود دورة كاملة. قتل مغنية في انفجار وضع في سيارته في دمشق في شباط 2008؛ قتل سليمان بواسطة رصاصة قناص على شاطئ في سوريا في آب من العام نفسه؛ خنق المبحوح وسمّم في غرفة أحد فنادق دبي في كانون الثاني 2010؛ فجّر مقدّم مع 16 من عناصره بواسطة انفجار في مستودع للصواريخ قرب طهران في 12 تشرين الثاني 2011. ومساء الثلاثاء الماضي، أقدم رجلان مقنعان مجهولا الهوية على قتل اللقيس في مرأب البناء الذي يقيم فيه في أحد ضواحي بيروت.

وسارع “حزب الله” إلى توجيه أصبع الاتهام إلى إسرائيل؛ سارعت إسرائيل إلى نفي التهمة. وإذا كان منفّذو الاغتيال ينتمون بالفعل إلى نخبة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، فإنهم أصبحوا بالتأكيد الآن خارج لبنان بعيداً عن متناول “حزب الله”. غير أن هذا النجاح التكتيكي إذا كان بالإمكان تسميته كذلك – ليس بالضرورة نجاحاً إستراتيجياً على ساحة الشرق الأوسط السياسية.

أن تلعب دور القاتل هو تحدٍ صريح للتاريخ. لقد أثبتت بعض العمليات أنها فعّالة في تغيير مسار الواقع، لكن ليس كل العمليات غيّرت الواقع كما كان يشتهي منفّذوها. فاغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” السابق السيد عباس الموسوي العام 1992، كلّف في ردود الفعل التي قام بها “حزب الله” ضد أهداف إسرائيلية ويهودية حياة العشرات، وتولّى حسن نصر الله الأكثر تطرّفاً وفعالية قيادة الحزب.

لهذه الأسباب، يجب اعتبار عمليات الاغتيال الملاذ الأخير الذي يجب اللجوء إليه. تتعرّض الجبهة المتطرفة في الوقت الحالي لتغييرات. كان على إيران القبول بتسوية صعبة مع الغرب بعد سنوات عدة من العقوبات أوصلت اقتصادها إلى شفير الهاوية. تلقّى “حزب الله” ضربات موجعة تكتيكياً وسياسياً منذ انحيازه العلني إلى جانب الأسد في الحرب الأهلية السورية وإرسال مقاتليه لخوض الحرب إلى جانبه.

وقال مسؤول استخباري إسرائيلي: “أصبحوا الآن جميعهم معاً”، واستطرد مستعيناً بكلمات من التعاليم اليهودية الدينية تتلى لدى وفاة أحدهم “مبارك قاضي الحقيقة”.

لكن في بعض الأحيان، يستحسن أن يترك القاضي والتاريخ – في مساره المحدد.

ترجمة: صلاح تقي الدين

 

مركز القلمون الإعلامي: حسان اللقيس قضى في معارك القلمون وهذه هي التفاصيل! 

اعتبر المركز الإعلامي السوري في القلمون تعليقا على اغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس انه وكأن اسرائيل لم تنتظر على اغتيال اللقيس الا حينما غادر لبنان الى القلمون السورية في التاسع والعشرين من الشهر الماضي (تشرين الثاني) ليقود الى جانب القيادي الآخر جعفر رعد المئات من المقاتلين الذين ارسلهم الحزب للقتال في معارك القلمون. وقال المركز: 'لم يدم وجود اللقيس طويلاً في القلمون حيث أصيب في الأسبوع الأول في معارك الاتستراد الدولي والنبك والتي تعتبر المعارك الأسخن في سوريا كون القوات النظامية وبرغم من استعانتها بالميليشيات العراقية واللبنانية لم تستطع ومنذ 17 يوماً فتح الطريق الدولي وهو الشريان البري الذي يربط دمشق بالشمال السوري ما شكل عبئاً اقتصادي وعسكري على دمشق”. وقال البيان: 'التقى 'اللقيس” اللواء هيثم علّو قائد غرفة عمليات النظام في القلمون واللواء لؤي معلا قائد الفرقة الثالثة مدرعة والمنتشرة في القلمون في 29 تشرين الثاني الماضي ولكن اللقيس كان جاء الى القلمون لرفع همم المقاتلين الذين كانوا يعترضون على خوض المعركة بسبب الأعداد الكبيرة من القتلى من الحزب فيها ولكونها معركة خاسرة من وجهة نظرهم ولكن القائد لم يدم وجوده طويلاً حتى يصاب في إحدى المعارك على الأتستراد الدولي ليقتل بعدها متأثراً بجراحه تلك التي اصيب بها ولينضم اصلاً الى العشرات من القتلى المعلنين وغير المعلنين في صفوف الحزب والذين قتل عدد منهم على أيدي قوات الأسد نفسها بعدما فروّا من إحدى المعارك على الأتستراد الدولي”. واضاف المركز: 'يبدو أن الحزب لم يرد نعوة القائد 'المقرّب 'حسن نصر الله” كما نعى العشرات من مقاتليه 'أثناء تأدية واجبهم الجهادي في سوريا” لما يحمل هذا القيادي من رمزية بكونه من القادة الأبرز في الحزب كما أن نعيه على أنه قد قتل في سوريا سيؤثر على معنويات المقاتلين الذين ما زالوا يخوضون المعارك الى جانب نظام الأسد”.

 

السيد علي الأمين: العمليات الإنتحارية ليست عمليات استشهادية ! 

قال العلامة السيد علي الأمين في دروسه الفقهية: إن الأعمال الإنتحارية لا ترتبط بدين أو بطائفة أو منطقة،ونرى أن مثل هذه العمليات لا تصح نسبتها لغير فاعلها بلا نظر إلى لونه ومعتقده وجنسيته، وهي تتولّد عادةً من سوء الإرادة التي تزرعها في نفس صاحبها ثقافة الحقد والكراهية العمياء التي تنشأ في أغلب الأحيان من الإنتماء إلى تنظيمات وأحزاب تعمل في سبيل تحقيق طموحاتها السلطوية ومشاريعها السياسية على تعبئة نفوس عناصرها بمشاعر العداوة والبغضاء، وتزيّن لهم سفك الدماء وقتل الأبرياء تحت عناوين الجهاد والنضال. ومن هذا المنطلق لا يمكننا اعتبار ما جرى أخيراً في لبنان من عمل انتحاري استهدف السفارة الإيرانية على أنه صناعة لبنانية من طائفة معيّنة في لبنان، وإن كنا لا ننكر أن الصراع الدموي الجاري على الأراضي السورية وتدخّل أطراف لبنانية فيه قد زاد من مشاعر العداء والإحتقانات الطائفية في لبنان والمنطقة، وهو ما أوجد المناخ لتصعيد الإنقسامات الشديدة في لبنان بين المؤيدين والرافضين للتدخل في سورية وأفسح المجال لتلك التنظيمات الإرهابية وأعطاها المبرّرات للقيام بتصدير الإرهاب إلى الأراضي اللبنانية.

-الموقف الفقهي من الإرهاب والعمليات الإنتحارية

وعلى الصعيد الفقهي فإن كلمة الإرهاب قد تستعمل في معنى إخافة البريء المسالم، وهذا المعنى تمنعه الشريعة الإسلامية منعاً باتاً وتعتبره من كبائر المحرمات التي تدخل صاحبها النار وله في الدنيا العقاب الشديد، فكيف إذا أدّى الإرهاب إلى سفك الدماء وقتل الأبرياء الذي تعتبره الشريعة قتلاً للبشريّة جمعاء!؟ كما في قوله تعالى ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) . وقد وصفت الشريعة السمحاء الذي يشهر السلاح لإخافة الناس وترويعهم ( بالمحارب ) و(المفسد في الأرض) واعتبرت هذا العمل حرباً على الله ورسوله وجزاؤه ما جاء في القرآن الكريم{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.

وصاحب كتاب الوسائل عقد باباً تحت عنوان ( من شهر السلاح لإخافة الناس فهو محارب سواء كان في بلاد الإسلام أو بلاد الشرك) وذكر فيه جملة من الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام بهذا الشأن -الوسائل-ج-18-. وذكر في باب آخر روايات تتحدث عن حكم القاتل غير قاتله والضارب غير ضاربه منها(لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه) ومنها (أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه) وفيها أيضاً (لو أن رجلاً ضرب رجلاً سوطاً لضربه الله سوطاً من نار)الوسائل-ج-18-.

وأما العملية الإنتحارية فإن المعروف بين الفقهاء أنها تندرج تحت عنوان(قاتل نفسه) وهو من المحرمات التي توعد الله مرتكبها بالنار، كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري (وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ،وروى في الوسائل عن الإمام الصادق: (من قتل نفسه متعمدا فهو في نار جهنم خالدا فيها قال الله عز وجل: " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا ". وتحريم قتل الإنسان لنفسه شرعاً يتنافى مع وصف العملية الإنتحارية التي يقوم بها (بالجهادية أو الإستشهادية) لأن (الله لا يُطاع من حيث يُعصى). ويعتبرها بعض الفقهاء من إلقاء النفس في التهلكة استناداً إلى قوله تعالى ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ). ثم إن الشهادة ليست من أهداف العمل الجهادي الذي يكون في مواجهة الأعداء، فقد تحصل الشهادة بسببه، وقد لا تحصل، فهي نتيجة غير حتمية لمواجهة الأعداء، وعلى تقدير حصولها فهي لم تحصل له من فعل القتل بنفسه، وإنما حصلت له بفعل الأعداء لقتله، كما يشير إلى ذلك قول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فالمقاتِل في سبيل الله دفعاً للعدوان هو الذي أُذِن له بالقتال وكُتِبَ عليه، والقتال الذي كتب عليه شيء مختلف عن قتل نفسه، فإنّ القتال الذي كُتِبَ عليه يعني خوض المعركة مع عدوّه، فإن قام العدوُّ بقتله فيها كان شهيداً، والشهيد له معنى خاص عند الفقهاء وأحكامه الخاصة به، فإن الشهيد في تعريفهم المأخوذ من النصوص الشرعية هو خصوص القتيل في المعركة المأذون بها شرعاً، ومعنى القتيل كما يستفاد من صيغته اللغوية هو الذي وقع عليه القتل من غيره، وليس الذي صدر منه القتل لنفسه كما يحصل في العمليات الإنتحارية.

 

الخبير القانوني النائب السابق صلاح حنين: لا فراغ مطلقا بل عمل مؤسـساتي   

حذّر رئيس مجلس النواب نبيه بري من 'فراغ محكم غير مسبوق في ازمات الاستحقاقات التي شهدتها الحياة الدستورية اللبنانية”، في حال انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وتأليف حكومة لم تنل ثقة المجلس النيابي، فبرأيه 'حكومة بلا ثقة لا تتسلم صلاحيات الرئاسة”. فما مدى دقة هذا الكلام؟ ومن سيتسلّم مقاليد الحكم في حال حصول هذا السيناريو؟ الخبير القانوني النائب السابق صلاح حنين أوضح لـ”المركزية”، أن 'المادة 62 من الدستور تقول ان في حال خلو سدة الرئاسة لأي سبب كان، تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء ككل. فالدستور موجود كي لا تتعطل عجلة الحكم. اي اذا كانت هناك قوانين يجب ان تقرّ يمكن الحكومة ان تقرها من دون توقيع الرئيس. هذا ان كانت الحكومة قائمة و”طبيعية”، فتستخدم صلاحياتها كاملة. أما اذا كنا في حكومة مستقيلة، تتراجع صلاحياتها الى مستوى الصلاحيات التي يعطيها الدستور في حال تصريف الاعمال. فلا يمكن ان تتخذ قرارات تشكّل حالة او تخلق تبعات جديدة في البلاد اقتصاديا وسياسيا، وتفوق تصريف الاعمال لانها في حال تصريف الاعمال. صحيح ان صلاحيات رئيس الجمهورية تناط وكالة بها، لكن لا يمكن ان تفوق صلاحياتِها في تصريف الاعمال. لكن، اذا احتاج أمر ما توقيع رئيس الجمهورية، توقعه هي، شرط الا يفوق مستوى تصريف الاعمال”. وتابع 'اذا ألّف الرئيس المكلّف تمّام سلام حكومة، ولم تنل الثقة، تتحول حكما الى حكومة تصريف اعمال. ومن خلال التسليم والتسلم تلغى حكما الحكومة السابقة. وفي انتظار ان تنال الثقة، تصرّف الاعمال، وان لم تنلها تكمل تصريف الاعمال، لان وزراءها يكونون قد تسلموا حقائبهم. وتحلّ مكان رئيس الجمهورية ضمن نطاق تصريف الاعمال طبعا”. وأضاف حنين 'لا فراغ في المطلق، انما عمل مؤسساتي في حده الادنى. هناك سدة رئاسة فارغة، لكن لا فراغ تعطيليا، لان الحكومة ستحل محله. العمل في المؤسسة الاجرائية سيستمر لكن ضمن الحد الادنى”. وعما اذا كان سلام يبقى مكلّفا بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان؟ أجاب 'طبعا يبقى مكلفا. صحيح انه سٌمّي بوجود سليمان، لكن النواب هم من كلفوه. لا يمكن انعاش الحكومة السابقة من دون تكليف وتأليف جديدين. سلام يبقى مكلّفا في جميع الحالات، حتى التأليف أو الاعتذار. وان لم ينل الثقة، يصرّف الأعمال حتى تسمية رئيس حكومة آخر”.

 

نائب رئيس حزب 'القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان: مبادرة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي مسؤولية جميع اللبنانيين وخصوصا المسيحيين 

اشار نائب رئيس حزب 'القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان الى ان المقاربة المرتقبة التي يتم التحدث عنها والتي ستطلقها بكركي، هي جعل موضوع النصاب واقعاً مفروضاً، وهي ستطلب مشاركة جميع الكتل بغض النظر عن نجاح أي مرشح أو عدمه في الانتخابات. واكد عدوان في حديث للـ”mtv” ان 'هذه المقاربة ستضطر المرشح الى إعلان طرحه ومشروعه في حال تم انتخابه”. وختم: هذا الطرح الذي يضمن إلتزام عملي، يحمّل من يلتزم به مسؤوليات من أول المسيرة أمام كل اللبنانيين، وهذه الطريقة ملزمة للجميع ومن يتلكأ يحاسبه الرأي العام لأنه سيكون مسؤولاً عن الفراغ”. وذكرت الـ”mtv” أن عدوان سيطلق مبادرة في غضون أيام باتجاه الكتل النيابية لمتابعة الموضوع. وكان عدوان أكد بعد لقاء مساء الخميس جمعه بالبطريرك الراعي في بكركي ودام 3 ساعات، ان الإستحقاق الرئاسي يأتي في ظرف صعب ومصيري بالنسبة إلى جميع اللبنانيين والمسيحيين في ظل ما يجري في المنطقة. ورأى أن هذا الأمر من مسؤولية جميع اللبنانيين، وخصوصا المسيحيين، لأنه يشكل نقطة تحول لقيام الدولة التي تشهد اليوم تحلحلا بكل مؤسساتها. وشدد على وضع خارطة طريق كي يتم هذا الإستحقاق في وقته ويؤدي إلى مجيء رئيس يقدر أن ينهض بالدولة، وينهض بمؤسساتها ويشكل منعطفا حاسما في ظل 'هذا الإنحلال الذي نشهده”. وكشف عدوان أنه تحدث مع البطريرك الراعي عن مختلف التفاصيل المتعلقة بهذا الشأن، مشيراً الى دور بكركي الجوهري والأساسي فيه، وأضاف أن المطلوب اليوم خطة عمل وخارطة طريق حتى موعد الإستحقاق، 'وهذه مهمة سيدنا البطريرك”، وكشف أنه يتم وضع تصور لهذه الطريق، التي ستقود إلى انتخابات الرئاسة، والخطوات الأولى تتمثل بالإجتماعات التي ستحصل في بكركي.

 

جعجع: الراعي لا يضع "فيتو" على أي مرشح للرئاسة

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "علاقته بالصرح البطريركي أكثر من ممتازة"، مردفاً أن " البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لا يضع "فيتو" على أي مرشح للرئاسة". وأشار جعجع في حديث لصحيفة "اللواء"، الجمعة الى أن "علاقته بالصرح البطريركي أكثر من ممتازة وأنه على تواصل مستمر مع الراعي حيث الاتصالات دائمة وان كانت الظروف الأمنية لا تسمح لي بزيارة المقر البطريركي في هذه المرحلة". ولفت الى أن "الراعي لا يضع "فيتو" على أي مرشح للرئاسة، وبطبيعة الحال ليس لديه مرشحا معينا، ولكنه يفضل بالدرجة الاولى وصول رئيس مسيحي قوي، وأن تجري الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد تجنبا للفراغ الرئاسي". وفي هذا السياق، أكدت "اللواء" أن " الراعي الذي بدأ بتكثيف التواصل مع القيادات المارونية إن بشكل مباشر أو عبر موفدين، يحرص على أن يكون في هذه المرحلة على مسافة واحدة من جميع المرشحين المحتملين وعلى رأسهم رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ". وتنتهي ولاية رئيس الجمهورية الحالي ميشال سليمان في أيار 2014، مع العلم أنه يرفض التمديد أو التجديد لولايته الرئاسية.

 

14 آذار تتخوف من إحياء حكومة ميقاتي لتتولى الرئاسة بعد تعذر انتخاب بديل سليمان

بيروت - محمد شقير/الحياة/تتخوف قيادات من قوى 14 آذار من وجود مخطط لدى بعض الأطراف في 8 آذار يقضي بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وتأجيلها الى حين إجراء الانتخابات النيابية على أساس إقرار مشروع قانون انتخاب جديد بذريعة ان المجلس النيابي الحالي الممد له يشكو من الانقسام العامودي الذي يمكن ان يتمدد في اتجاه الاستحقاق الرئاسي، ما يصعب على الكتل النيابية التوافق على رئيس جديد خلفاً للرئيس ميشال سليمان. وتؤكد القيادات نفسها كما تقول لـ «الحياة» ان الأطراف المنتمية الى 8 آذار والمؤيدة لهذا المخطط، باشرت بعيداً من الأضواء الترويج له في لقاءاتها مع عدد من المرجعيات الروحية، وتقول ان البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي لا يحبذ مقاربته أو الدخول فيه لأنه يخشى من حصول فراغ في رئاسة الجمهورية إذا ما ربطت انتخاباتها بإجراء الانتخابات النيابية أولاً. وتكشف أن أصحاب هذا المخطط أخذوا يتحركون لتعويم حكومة تصريف الأعمال، لجهة معاودة مجلس الوزراء استئناف جلساته الدورية، باعتبار ان هناك قضايا ملحّة ومشكلات طارئة لم يعد من الجائز إبقاءها معلقة، مع تعذر التفاهم على تسهيل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام، خصوصاً أن التطورات المتلاحقة في المنطقة باتت تستدعي وجود سلطة تنفيذية قادرة على اتخاذ القرارات بدلاً من ان يبقى التعاطي معها خاضعاً للاجتهاد. وتعتقد القيادات عينها بأن الهدف من تعويم حكومة تصريف الأعمال يكمن بالدرجة الأولى في ان تكون هي السلطة الجامعة التي ستوكل اليها إدارة شؤون البلد فور انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي في 25 أيار (مايو) المقبل. وتضيف: «من مهام الحكومة الحالية بعد تعويمها، العمل لإقرار قانون انتخاب جديد وإنما هذه المرة من خلال اقتراح قانون يقر في البرلمان يتيح لقوى 8 آذار الفوز بأكثر من نصف أعضائه، من دون رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط، الذي لا بد من التوصل معه الى اتفاق من شأنه ان يشكل قوة ضاغطة للتحكم بمعركة رئاسة الجمهورية». وتؤكد هذه القيادات أنها ستقف بالمرصاد في وجه هذا المخطط وأنها ستعمل على إحباطه قبل ان يرى النور، لا سيما أن مجرد حصول فراغ في الرئاسة الأولى يمكن ان يمهد لبقاء حكومة تصريف الأعمال لفترة طويلة وبالتالي الإمساك بمقاليد السلطة في البلد، ما يفتح الباب أمام أطراف رئيسة في 8 آذار للمضي قدماً في تغيير قواعد اللعبة السياسية.

ويبدو أن قيادات 14 آذار قررت القيام بهجوم سياسي مضاد يستهدف مشروع قانون الانتخاب الذي يجري حالياً الترويج له، معتبرة انه أقرب الى المشروع الأرثوذكسي الذي يقول بانتخاب كل مذهب لنوابه من أي مشروع آخر.

وتعتقد 14 آذار ان الذين أعدوا مثل هذا المشروع لا يزالون يراهنون على إمكانية العودة بالأرثوذكسي من نافذة البرلمان بعد أن أحبطته الأكثرية النيابية وأخرجته من لائحة المشاريع المطروحة لقوانين الانتخاب.

وتقول ان هذا المشروع «أرثوذكسي بامتياز مع أن من أعده يجد صعوبة في الدفاع عنه لأنه يعيد الاعتبار للمشروع نفسه وإن كان مقنعاً هذه المرة». وتؤكد «ان إلقاء النظرة عليه ستبين للمعنيين بقانون الانتخاب ان من يروج له يتطلع اليه كخريطة طريق لوضع اليد على رئاسة الجمهورية». وتسأل قيادات في 14 آذار في معرض هجومها على هذا المشروع، عن الجدوى من تقسيمه الدوائر الانتخابية الى طبقتين، الأولى تأخذ في الاعتبار إجراء الانتخابات على أساس اعتماد نظام الأقضية المعمول به حالياًَ مع تعديله بما يسمح بتطبيقه على الدوائر الانتخابية التي تتمتع بطغيان طائفة على أخرى في الأقضية التي هي من لون واحد.

وتؤكد هذه القيادات أن المقصود بالأقضية التي هي من لون واحد على سبيل المثال أن الناخبين في دائرة النبطية يحق لهم جميعاً الاشتراك في انتخاب 3 نواب شيعة، وكذلك الأمر بالنسبة الى أقضية زغرتا، البترون، بشري، صور، بنت جبيل، الكورة، الضنية، صيدا وكسروان. أما المقصود بالطبقة الثانية من هذا المشروع، كما تقول قيادات 14 آذار، فجميع المناطق المختلطة التي يوجد فيها ناخبون من كل الطوائف ومقاعد نيابية لأكثر من مذهب أو طائفة. ويقضي المشروع الذي يجري التداول فيه بحصر انتخاب المرشح بالناخبين المنتمين الى طائفته، اي أن يحق للناخب في منطقة مختلطة مثل بيروت انتخاب أي مرشح من غير طائفته. وهذا ما نص عليه الأرثوذكسي.

وترى أن معظم الذين كانت لهم اليد الطولى في هذا المشروع سارعوا الى غسل أيديهم منه، على رغم انه تردد أن الوزيرين السابقين زياد بارود ومخايل الضاهر كانا شاركا في وضع بعض أفكاره.

وتنقل عن أحدهم قوله أن «ناقل الكفر ليس بكافر وأنا لست متحمساً له». وتقول إن قيادات في 14 آذار ناقشت أحد الذين قيل انه كان وراء من وضع بعض الأفكار فيه، وأنها فوجئت بمبادرته الى التبرؤ منه.

ويبدو هذا المشروع وكأنه يتيم، لغياب من يدافع عنه، وهذا ما توصلت اليه هذه القيادات من خلال اجتماعاتها مع البطريرك الراعي الذي أكد لها أن لا علاقة له بالمشروع وأن هناك من جاء واقترحه عليه فأبلغه أنه يجب مناقشته مع الأطراف السياسية الرئيسة في البلد. وفُهم من كلام الراعي أنه لم يتبنّه وهذا ما لمسه أيضاً عدد من نواب كتلة «المستقبل» الذين كانوا في عداد الوفد الذي رافق رئيس الكتلة فؤاد السنيورة في اجتماعه الأخير بالبطريرك الماروني، حيث أبلغه أنه يشتمّ من هذا المشروع رائحة الأرثوذكسي وأن الكتلة لن توافق عليه وسترفضه لأنه يعود بالبلد الى الوراء، ويقضي على الآمال المعقودة على قانون جديد يحقق الحد الأدنى من الانصهار الوطني وشراكة الطوائف في انتخاب النواب الذين هم ليسوا من طائفتهم.

 

 

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: 8 آذار تعطل دور الجيش

المستقبل/ رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، أن "شعار "الموت لإسرائيل وأميركا" عند "حزب الله" وعند أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله انتهى، وأصبح اليوم شعارهم "الموت للسعودية"، لافتا إلى أن "إيران ترسل تهديدا الى المملكة العربية السعودية عبر نصر الله". ولفت في حديث إلى إذاعة "الشرق" أمس، إلى أن "فريق الثامن من آذار يعطّل كل شيء في البلد من عملية الحوار وتشكيل الحكومة وصولا الى انتشار الجيش في طرابلس، ومن اليوم بدأ الجيش بالتحرر نوعا ما، لكن ليس الاكيد أنه سيستطيع أن يعالج المشكلة بالكامل". وعلق على مشهد غرق السيارات أول من أمس من جراء سقوط الامطار، فقال: "للاسف الجميع يعرف أن الدولة اللبنانية تتفكك. وسبب تفككها هو الميليشيات التي تنتشر والسلاح والاموال التي تأتي من الخارج، خصوصا الاموال الايرانية، بالتالي نحن امام مشهد الحكومة الواحدة أو الحزب الواحد أو حكومة "حزب الله" والذي مضى على وجودها نحو ثلاث سنوات وخلال هذه المدة صرفت الدولة سنويا ما يقارب 16 مليارا، لكن للاسف صرفتهم على تفككها وليس على مصلحة الشعب اللبناني". أضاف: "الثلاثي الحاكم المتمثل بـ "حزب الله" و"حركة امل" و(رئيس تكتل "التغيير والإصلاح") النائب ميشال عون حكموا البلد لمدة ثلاث سنوات عبر حكومة اللون الواحد وأثبتوا فشلهم، ورغم ذلك ما زالوا يضعون شروطهم على البلد".

وعن الدور الذي يقوم به مجلس النواب، وعلى من تقع مسؤولية ما حصل أمس للطرق بسبب هطول الامطار؟، أجاب: "للاسف المجلس النيابي في لبنان لا يجتمع الا مرتين في السنة، ورئيسه لا يدعوه الى الاجتماع إلاّ مرتين في السنة وفقط من اجل التصويت على صفقة تكون جاهزة من خارج المجلس هذا من جهة. ومن جهة ثانية فان رئيس المجلس النيابي يتعمد من نحو الثماني سنوات أن لا يتم التصويت على الموازنة". وطالب وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي والنواب ايضا بأن يوضحوا للاعلام ما هي قيمة الصرف التي قامت بها وزارته خلال الثلاث سنوات من حكمه، وعلى ماذا صرفوهم. وايضا السؤال يوجه الى وزير الاشغال العامة، خصوصا انه المسؤول الاول عما حصل بالامس، ولكن للاسف ليس هناك من قرار بالمعالجة". وعن اغتيال القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس، أكد بيضون أن "ليس هناك من جريمة تحصل الا هي مدانة ومستنكرة. اما الجهة التي قامت بالاغتيال فإن "حزب الله" هو من يحددها". وأشار الى أن "الحزب مشارك في القتال الدائر في سوريا ويعرف تاريخ الكوادر الموجودة عنده. ومن الواضح جدا أن "حزب الله" ليس اليوم في وارد أن يقول أي شيء حقيقي عن تورطه بالقتال الدائر في سوريا، وسيدّعي أن هذه العملية لها علاقة باسرائيل وهو تكتيك يتبعه "حزب الله" في هذه الايام".

وعما إذا كان "حزب الله" سيرد على عملية الاغتيال هذه عبر جنوب لبنان كما سرّبت بعض وسائل الاعلام المؤيدة لفريق الثامن من آذار، أجاب: "هذا التهديد غير جدي و"حزب الله" لن يطلق اي طلقة على اسرائيل بعد القرار 1701، خصوصا أنه يعرف جيدا أن فتح اي بوابة مع اسرائيل ستكلفه ليس فقط الوضع الداخلي في لبنان، بل اكثر من ذلك وضع النظام السوري، لاسيما أن النظام السوري اصبح في نهاياته". وتابع: "من الواضح أن شعار "الموت لإسرائيل وأميركا" عند "حزب الله" وعند السيد حسن نصرالله انتهى، وأصبح اليوم شعارهم "الموت للسعودية"، وهم يسعون لأن يكونوا بأقصى درجات الهدوء مع اسرائيل في هذه المرحلة، ويكونوا في المقابل بأقصى درجات التوتر في الصراع المذهبي الذي فتحته ايران بالمنطقة". وعن سبب اتهام نصر الله للمملكة العربية السعودية بكل ما يحصل في لبنان والمنطقة، رأى بيضون أن "هناك شقين بالموضوع شق ايراني يتلخص بأن إيران ترسل تهديدا الى المملكة العربية السعودية عبر نصر الله، واكثر من ذلك لم يكن السيد حسن في مقابلته "بنفس" لبناني بل كان يتحدث من موقع ايراني ومن موقع الحرس الثوري الايراني". أضاف: "لقد أغرقت إيران المنطقة العربية بصراع مذهبي كبير من خلال تمويلها ميليشيات في اليمن والبحرين والسعودية ولبنان وسوريا وشقت الوحدة الوطنية بكل الدول، والسعودية الدولة الوحيدة التي تتصدى لهذه العملية. والشق الآخر هو خوف "حزب الله" وايران من المعركة في سوريا خصوصا انهما يعتبران أن السعودية هي من تسعى الى إزاحة بشار الاسد عن السلطة. في الوقت الذي دفعا فيه الكثير من اجل ابقائه في الحكم، إضافة الى وجود وهم بدءا من المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية مرورا بالسيد حسن نصر الله مفاده أنه باستطاعتهم أن يبقوا الاسد رئيسا على سوريا أو على قسم منها".

 

*مروان حمادة: نصرالله يهاجم الحريري لقرب محاكمة كوادره

المستقبل/أكد النائب مروان حمادة أن "الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله يهاجم الرئيس سعد الحريري، لأنه يشعر أن 14 كانون الثاني 2014 سيكون بداية محاكمة أنصاره وكادراته، في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وأوضح أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان إضطر الى الرد على الأمين العام لـ"حزب الله" السيد نصرالله، من أجل إنقاذ العلاقات اللبنانية ـ العربية، لا سيما مع المملكة العربية السعودية"، مؤكداً ان "المطلوب خروج "حزب الله" من سوريا، والتوصل الى وقف اطلاق نار ميداني في سوريا، في ضوء الاتفاق الايراني ـ الأميركي".وأوضح في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3" أمس، أن "هناك دعوى بحق الحزب، عن كل الجرائم التي ارتكبت في لبنان منذ عشر سنوات، ولذلك بدأ هجوما على الرئيس الحريري، والنائب عقاب صقر"، معتبرا انهما "يمولان ويزودان الثورة السورية بالسلاح، فيما الجسور الجوية البرية والبحرية هي التي تمول سوريا بالسلاح، ولا علاقة للرئيس الحريري بها، وهذا يعرفه السيد نصرالله". وأشار الى ان "الهجوم المباشر على المملكة العربية السعودية، وما قيل عن قضية التنصت الاسرائيلي، والعودة الى كل هذه الأمور، بما فيها قضية حسان اللقيس، سواء أكانت خرقا أو تصفية، أمور تجرنا الى السؤال عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، لافتا الى أن "رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، تأخر كثيرا في عملية تعويم حكومة، ولا يمكن أن تعوم لا دستوريا ولا حكوميا، وفي النتيجة، سنكون قد عومنا مجموعة تناقضات، ستزيد من الأزمة اختناقا". وشدد على أن "عدم انعقاد الحكومة ليس هو من يوتر الوضع في طرابلس، لأن الأهم هو العمل على تشكيل حكومة جديدة، لمعالجة الأمور التي حلت بالبلاد أمس (أول من أمس)". وذكر أن "ما جرى عمل مخابراتي إسرائيلي متقن، استفاد من تعثر الأجهزة اللبنانية، والفوضى العارمة في شوارع لبنان، واضطر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الرد على الأمين العام لـ"حزب الله" السيد نصرالله، من أجل إنقاذ العلاقات اللبنانية ـ العربية، لا سيما مع المملكة العربية السعودية"، مؤكدا ان "المطلوب اليوم، هو أن يخرج "حزب الله" من سوريا، من أجل أن نتوصل الى وقف اطلاق نار ميداني في سوريا، في ضوء الاتفاق الايراني ـ الأميركي، وفي وقف اطلاق نار سياسي في لبنان، والا فإن "حزب الله" سيبقى يجرّ لبنان الى الويلات".

 

*"الوفاء للمقاومة" لتكفّ "14 آذار"عن احتضان التكفيريين

المستقبل/ وصفت كتلة "الوفاء للمقاومة"، اغتيال القائد الأمني حسان اللقيس، بأنه "عدوان صهيوني موصوف ينطوي على أكثر من دلالة خطيرة تستدعي المزيد من الدقة والحزم في مواجهة سياق تآمري معقد تتشابك خيوطه للنيل من المقاومة وقادتها"، ورأت أن "تنامي الارهاب التكفيري في لبنان تحت سقف مرجعيات معروفة داخل الحدود وخارجها، أمر يستدعي من جميع القوى والجهات المعنية ببقاء الدولة في لبنان وباستنهاض حكم القانون والمؤسسات فيها"، داعية قوى 14 آذار الى "تحمل مسؤولياتها ورفع الغطاء كلياً عن هؤلاء والكف عن احتضانهم واختلاق التبريرات لهم ولعبثهم". ورأت الكتلة في اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك أمس، برئاسة النائب محمد رعد ان "الاستهداف الارهابي الذي أدى الى استشهاد القائد المجاهد الحاج حسان هولو اللقيس عدواناً صهيونياً موصوفاً ينطوي على أكثر من دلالة خطيرة ". ورأت أن "على لبنان ودول المنطقة العربية التفاعل المنفتح والمسؤول مع الاتفاق حول الملف النووي الايراني بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول الغرب المتمثلة بمجموعة الـ5+1 بما ينعكس إيجاباً على صعيد التوازنات والعلاقات الدولية. واعتبرت أن "تفاقم الفوضى والتوترات الأمنية في طرابلس هو الفائض الطبيعي للعبث الناجم عن احتضان فريق 14 آذار لأمراء الازقة وتوفيره الغطاء لظاهرة التكفيريين ومجموعاتهم، ونهجهم وممارساتهم وايجاد التبريرات والاسباب التخفيفية لارتكاباتهم". ورأت "في تنامي الارهاب التكفيري في لبنان عموماً وتفشي ظاهرة المجموعات العنقودية التي تعمل بشكل لا مركزي تحت سقف مرجعيات معروفة داخل الحدود وخارجها، أمراً يستدعي من جميع القوى والجهات المعنية ببقاء الدولة في لبنان وباستنهاض حكم القانون والمؤسسات فيها، وقفة وطنية شجاعة تستجيب لأولوية راهنة تتوازى مع أولوية الدفاع عن الوطن وتفرض التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة المهددة للكيان اللبناني فضلاً عن تهديدها لأمن اللبنانيين وتنوعهم واستقرارهم". وقالت: "لذلك فإننا ندعو الجميع، وخصوصاً فريق 14 آذار والقوى الوازنة فيه الى تحمل مسؤولياتهم ورفع الغطاء كلياًوبشكل عملي واضح وصريح عن هؤلاء والكف عن احتضانهم واختلاق التبريرات لهم ولعبثهم".

 

*"أمراء الكيماوي" يتّهمون 14 آذار بـ"أمراء الأزقة"

كارلا خطار/ المستقبل

يجد "حزب الله" دائماً وسيلة للتنصّل من مسؤولياته والتهرّب من "الهمّ" الذي يلاحق لبنان جرّاء تدخّله في سوريا، برمي ذنوبه على قوى 14 آذار ويتّهمهم بـ"احتضان أمراء الأزقة". يقولها "حزب الله" بالفصحى والمعنى الحقيقي بأنّ قوى 14 آذار تحتضن "أولاد شوارع" كما يقال بالعامية، لكنّه صنّفهم من فئة الأمراء أي الحاكمين. إن خوف "حزب الله" من أن تنهار "إمارة" بشار الكيماوي في طرابلس، أي في جبل محسن، يحمل الحزب على "النأي" بآل عيد عن اتهاماتهم وتشويه صورة أبناء طرابلس وفريق 14 آذار "وتوفيره الغطاء لظاهرة التكفيريين ومجموعاتهم". لا يقصّر "حزب الله" في توزيع الصفات كما الاتهامات، فأداؤه في هذا المجال تحوّل على حد قول المثل اللبناني "كرَم عَ درب" وبات سياسته اليومية لا أبعد ما يكون عن السياسة الخدماتية إلا في ما يتعلق بتأمين خدمات قاتل الأطفال "ديليفري" من لبنان إلى سوريا، وكل ما عدا ذلك ينطوي على أحجيات "القيل والقال"، فلا أدلة على اتهاماته ولا براهين حسّية على كلامه. مهما سيركز "حزب الله" أبحاثه واستطلاعاته فهو لن يقرن كلامه بالدليل القاطع، لأن اتهاماته باطلة وتنطوي على هروب مرّة من الباب ومرّة من الشباك، فالحزب لا يخطئ لأنه مرفّع عن الخطأ ولا يُتَّهم لأنّه بريء من كل التهم ولا يُعاقَب لأنه فوق القانون. أليس "حزب الله" مَن قتل الشهيد الطيار سامر حنا وشهيد الكلمة الحرة هاشم السلمان؟ الحزب لا يعترف ولا ينكر في الوقت عينه، لكن كلمة "عفوياً" وحدها قادرة على غسل يديه من مثل هذه القضايا. أمّا في طرابلس، فيمكنه بكل سهولة اتهام قوى 14 آذار بما يقوم به مجرمو جبل محسن لمجرّد أن أبناء طرابلس هم جزء لا يتجزأ من قوى 14 آذار، وهم ينتمون إلى "تيّار المستقبل" تحديداً.

أبناء طرابلس لم يتوقفوا عن توجيه النداءات إلى الدولة اللبنانية لبسط سلطتها ونشر جيشها وإلقاء القبض على مَن تتصدّر صور بشار الأسد مكاتبهم، وأن تعاقب مَن فجّر مساجدهم. في منطق "حزب الله" اللامنطقي، لا يحق لـ"تيّار المستقبل" وبالتالي للطائفة السنّية أن تدافع عن وجودها وأن تقاتل مَن يتسابقون في ولائهم للخارج حفاظاً على لبنان واحتراماً للجنسية اللبنانية، بينما يحق للحزب أن يدافع عن بشار الأسد، الذي يدّعي حماية الأقليات في حين لم يجهد نفسه لانقاذ بلدة معلولا.. ولمَ سيفعل إن كان عالماً بأنّ نظامه سيسقط وبأنّه لن يحتاج إلى أصوات الناخبين بعد اليوم! لو كان "حزب الله" يقاتل لقناعته بقضية ما، مهما كان نوعها لكان عرف معنى التضحية من أجل تلك القضية ولما كان اتهم أبناء طرابلس بـ"أمراء الأزقة".. فعناصر الحزب لا يؤدون "واجبهم الجهادي" في سوريا في نادٍ مخصص للقتل، إنّما في شوارع الشعب السوري وبين منازله، وهو لا يخصّهم ولا يمتّ إليهم بصلة قرابة ولا بصفة قانونية أو عسكرية. فالدفاع عن الوجود الذي تلتزم به قوى 14 آذار في كل مواقفها وتدعو الدولة فيه إلى بسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية لا ينطبق على "أمراء أزقة" وإلاّ لكان الوصف الدقيق لقتال "حزب الله" في سوريا "أمراء حرب" أو "أمراء كيماوي". وعلى لسان الحزب المقبل على نهاية محتّمة في سوريا، تأتي الدعوة لقوى 14 آذار "بتحمّل المسؤوليات ورفع الغطاء كلياً عن هؤلاء (المجموعات العنقودية) والكفّ عن احتضانهم واختلاق التبريرات لهم ولعبثهم"، ويطلق دعوات أخرى تتعلق بحكم القانون والمؤسسات. يعرف "حزب الله" بأن دعواته لن تلقى الآذان الصاغية ولن تجد صدى لها عند قوى 14 آذار، ليس لأنّ الأخيرة ترفض الرأي الآخر، بل لأنها جرّبت التعاطي مع فريق 8 آذار من خلال طاولة الحوار، وتثبتت بعدها من سوء نوايا الحزب الذي يرفض حتى مناقشة مصير سلاحه. وعلى مَن يدعو إلى رفع "الأغطية" عليه أن يتنبّه إلى أنّ الغطاء الذي انكشف عنه في سوريا وقبله في 7 أيار جرّده من أي دور رسمي، وليس عليه سوى أن يرفع الغطاء عن أسماء الأشخاص الذين وردت صورهم إلى مخفر الاوزاعي بقضية هاشم السلمان بعد مرور 6 أشهر على قتله، فما هي الاتهامات الجديدة التي سيستنبطها "حزب الله" لمحاولة إزاحة 14 آذار؟

 

*حزب الله" يدير ظهره لأوجاع أهالي الضحايا

علي الحسيني/ المستقبل

تقف عند البوابة الخارجية لمنزلهم تسترجع ذكريات كانت حاضرة بالأمس داخل بيت متواضع تكاد حيطانه تسقط لولا دعم الذكريات التي يحملها في زواياه المحدودة، تحتار من أين تبدأ بإلقاء نظراتها على الأماكن التي كان يقف فيها ليتحدث مع هذا الجار عند عودته من عمله او ذاك الراعي لحظة مروره من أمام منزلهم عند الصباح ليرعى قطيعه، لتعود وتدخل الى المنزل حيث الوجع على فراق شقيق غاب عن الدنيا مخلّفاً وراءه حكايات لن تكون له ذريّة تسمعها بعدما ناداه الرحيل قبل شهر واحد من يوم زفافه.

تُخبر مريم عن وجع عائلتها، عن وجع والد ووالدة قطفوا أولى ثمرات زواجهم بعد عشرة أعوام على الزواج فكان علي، لتلحقه هي بعد سنتين والمفارقة أن الشقيقين ولدا في اليوم ذاته، "لكن علي ولد عند الفجر فكانت خلقته كالبدر" لتعود وتكفكف دموعاً تأبى ان تتوقف ومتخذة من جيوش العالم كلها قاعدة تقول إن الشاب الوحيد لدى اهله لا يؤخذ للحرب "فكيف بمن هم من لحمنا ودمنا؟ كل هذا والوالد لم تخرج منه كلمة واحدة لكنه بدا وكأن العمر تقدم به مئة عام مع غياب ولده ترافقه في حزنه أم مفجوعة لم تخلع عنها الأسود منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً ولسان حالها يقول: "تقبرني يا ماما كنت تقلّي دايماً شلحي الأسود، هلأ رح البسوا كل العمر يا عيوني".

عاطفة غريبة يشعر بها كل من يدخل هذا البيت الجنوبي الذي خلا من اية صورة لأي زعيم مهما كبر أو صغر حجمه، وحدها صور علي وشقيقته احتلت جدران المنزل مع صورة صغيرة للأم والاب بالأبيض والاسود من زمن الشباب، فجأة يخرج الوالد عن صمته تشعر مريم بالارتياح فهو لم ينطق سوى مرتين منذ تلقيه خبر مقتل ولده في سوريا الاسبوع الماضي، حديث يُدمي القلب ويوجعه أكثر: "من فترة قريبي خبّرني إنو قرر يروح عند خالو على افريقيا بعد ما يتزوج، اخيراً اقتنع انو هالبلد ما فيها شي، يا ريتو سافر كل العمر وما شفتو ولا يروح مني على غفلة". أب لا يقوى على الوقوف يُبكي الحاضرين في عزاء جنوبي بسيط لا وجوه بارزة فيه ولا كلمات سياسية تُحاضر بالعفة والاستقواء، يقرر البعض الخروج من المنزل الى باحة البيت حيث كانت مريم تتفقد خيال شقيقها قبل ساعة، لكن المشهد خارجاً بدا وكأنه صورة مشابهة لما يجري في الداخل. بعض الشُبان كانوا يسألون ما إذا كان علي فعلاً ينتمي الى "حزب الله"، أجوبة وتكهنات لم تكن متطابقة، بعضهم اكد انه خضع لدورة خفيفة منذ خمسة اشهر في خراج البلدة. وآخرون قالوا ان مسؤول الحزب في القرية الحاج هاشم هو من أقنعه بالالتحاق مع خمسة آخرين من شبان القرية بالذهاب الى مرقد "الست زينب" كحارس فقط من دون أن يشترك بالمعارك. أحاديث أخرى بين مجموعة من الشباب الحزبيين وعدد من الاهالي تتداخل جميعها ببعضها البعض، "الإصابات كثيرة كانت خلال الايام الماضية هناك أكثر من خمسين "شهيداً" وأكثر من مئتي جريح معظم اصابتهم حرجة"، سيدة اتشحت بالسواد تُخبر عن قريب لها جاء منذ يومين لزيارة أهله بعد غياب لأكثر من أربعة أشهر في سوريا وعلمت أنه عاد الى لبنان مع مجموعة كبيرة من الشباب لإجراء فحوصات طبيّة "عم بيقولوا انو في عدد كبير منهم مصابين بأمراض متعددة ومنها الجرب، وهناك حالات استدعت ابقاء بعضهم بلبنان لتتم معالجتهم بالمستشفيات التابعة للحزب".

خلال ساعتين أو أقل يتحوّل منزل علي الى محجّة للأقارب وأهل القرية ومعه بدأت الأحاديث تتكاثر وتتعاظم، "المعركة في سوريا طويلة والانتصار صعب". يُحاول البعض أن يُضفي بعض المعنويات بين الجموع التي توافدت" صحيح أن لدينا "شهداء كثراً، لكن هناك آلاف القتلى في صفوف التكفيريين ولدى الحزب أسرى من جميع الجنسيات وأكثرهم سعوديون وأفغان", وشبان يحاولون الايحاء بأن دورهم قد حان للالتحاق بمراكزهم في سوريا، لكن كل هذه المعنويات تبقى مجرّد معنويات لا أكثر ولا أقل خصوصاً عندما تسمع من أحدهم "أن عناصر من الحزب تطلق الرصاص على أرجلها وأيديها هرباً من الخدمة في سوريا".

 

سليمان التقى باسيل وحرب وشخصيات وأبرق معزيا بمانديلا

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، مع وزير الطاقة والمياه جبران باسيل للأوضاع السياسية والحكومية الراهنة وعمل الوزارة في مواصلة التحضير للملفات المتعلقة بالتنقيب عن الغاز والنفط في المياه الاقليمية اللبنانية.

حرب

وتناول الرئيس سليمان مع النائب بطرس حرب التطورات السائدة راهنا على الساحة الداخلية والعمل النيابي في هذه الفترة.

عواد

واستقبل رئيس الجمهورية النائب السابق محمود عواد.

مظلوم

وتسلم الرئيس سليمان من وفد المركز اللبناني للتوثيق والابحاث برئاسة المطران سمير مظلوم دعوة الى اطلاق كتاب وثائق البطريرك الحويك السياسية.

زوار

ومن زوار بعبدا رئيسة جمعية "غدا لبنان" المرشحة السابقة لمنصب نائب في مجلس النواب الفرنسي باتريسيا سميدا، ووفد من جمعية الشراكة النهضوية اللبنانية-الاميركية برئاسة وليد معلوف.

تعزية بمانديلا

على صعيد آخر، ابرق الرئيس سليمان الى رئيس جمهورية جنوب افريقيا جاكوب زوما معزيا بوفاة الرئيس السابق نيلسون مانديلا، وجاء في البرقية:

"تلقيت بحزن نبأ وفاة الرئيس الاسبق والزعيم التاريخي لبلادكم الصديقة نيلسون مانديلا الذي ألهم بمسيرته العالم، مناضلا من اجل ازالة التمييز العنصري ومحاربة الفقر وتحقيق المساواة بين البشر والمصالحة بين ابناء شعبه. ان غيابه اليوم يفقد عالمنا رجلا آمن بالقيم والمبادئ الانسانية بمعزل عن العرق واللون والانتماء، وخسر عقودا من عمره خلف قضبان السجن والظلم دفاعا عنها.

في هذه المناسبة الاليمة، اتقدم من فخامتكم بإسمي الشخصي واسم الشعب اللبناني، بتعازي القلبية الحارة، سائلا الله تعالى ان يتغمد الراحل برحمته ويبقي ذكراه حية في صفحات تاريخنا المعاصر.

واتمنى ختاما ان يمدكم الله بالصحة لمواصلة قيادة شعبكم في ما يعود بالخير والازدهار عليه ويحقق تطلعاته ومصالحه العليا".

 

الراعي رعى حفل عشاء اللجنة الاسقفية للخدمات الصحية

وطنية - أقامت اللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية حفل عشاء أمس في فندق هيلتون بيروت - غراند حبتور - سن الفيل، برعاية البطريرك مار بشاره بطرس الراعي وحضوره. حضر الحفل النائب ناجي غاريوس، الوزير السابق دميانوس قطار، المطارنة: بولس مطر، جوزيف معوض، ومارون العمار، قائمقام المتن مارلين الحداد، رئيس بلدية الجديدة البوشرية أنطوان جباره، رئيس بلدية الحدث جورج عون، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الأم جوديت هارون، الرئيسة العامة لراهبات القلبين الأقدسين الأم دانييلا حروق، الرئيسة العامة لراهبات القديسة تريزا الأم ثمينة الهندي، وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية. بعد كلمة ترحيبية، تم عرض وثائقي لمدة عشر دقائق يتناول تنظيم اللجنة وفروعها والمؤسسات التي تتعاون معها، وأبرز النشاطات التي قامت بها والخطط المستقبلية وأهم البرامج التي وضعتها لإنجاح مهمتها.

الهيبي

ثم ألقى الأمين العام للجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية الاب ادغار الهيبي كلمة شدد فيها على أهمية العمل الانساني "في ظل قيم الله"، وقال: "كما جاء في الكتاب المقدس أنه كل ما نحن عليه من امكانات هو من لدن الله، فعمل الانسان لا يكتمل معناه الا أذا تأصل اعترافا بالله، ومهما وظفنا طاقاتنا لا نبلغ غاية عملنا وجهدنا الا اذا اقترنت ارادتنا بمشيئة الله تعالى".

الراعي

ثم كانت كلمة راعي الاحتفال الذي قال: "يسعدني تحية هذه اللجنة الاسقفية وتحية رئيسها الجديد المطران مارون العمار، وأتوجه بالتحية ايضا الى رئيسها الاول المطران بولس اميل سعاده، وأشكر الرب على نعمة نجاح هذه اللجنة وكل الأعمال التي تقوم بها، وأحيي كل القيمين على المستشفيات وكل العاملين في الصحة وكل الذين يهتمون أيضا بتربية أجيالنا". أضاف: "ان اللجنة الاسقفية لراعوية الخدمات الصحية قد حققت انجازات كثيرة وتوسعت في نشاطاتها وأعمالها، فلجنة الصحة دورها انساني وروحي وهي تقدم خدمة العناية التي أنعم الله بها لكل الناس، ودائما نذكر الانجيل المقدس أن الرب يسوع تناهى مع كل انسان موجوع، موجوع جسديا أو معنويا أو روحيا".

وتابع" "لقد تعلمنا عند راهبات القلبين الأقدسين أنه كلما توجعنا نقول "مع آلمك يا يسوع". وكل مرة أردد هذه العبارة، فالموجوع يا أحبتي يتعلق بحبال الهواء، ونحن بحسب تعاليم الكنيسة الأدبية والاخلاقية والانسانية أنه لا يمكننا فصل العلم عن القيم الانسانية والروحية، ودور هذه اللجنة اليوم هو المحافظة على القيم الدينية والانسانية في الاكتشافات الطبية خصوصا أن هناك جرائم كبيرة ترتكب في الاجهاض وغيرها. ولذلك يجب علينا أن ندرك حضور الله معنا في كل المصاعب التي نمر بها، واذا كان المسيح متماهيا معي ومع غيري، فأنا عندما أخدم أي متألم فأكون أخدم السيد المسيح". وختم الراعي بالتمنيات الحارة من أجل نجاح هذه اللجنة في كل أعمالها.

بعد ذلك قام رئيس اللجنة المطران مارون العمار بتقديم درع عليه شعار اللجنة الى البطريرك الراعي.

 

جعجع التقى نقباء القطاع السياحي وعرض مع وفد من عميق شؤونا انمائية

وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب وفدا من بلدة عميق في البقاع الغربي برئاسة رئيس البلدية جوزيف ماضي وكاهن الرعية الأب جوزيف تنوري، في حضور منسق منطقة البقاع الغربي في القوات المحامي ايلي لحود ومنسق القوات في عميق الياس أبو سمرا. وأفاد بيان للقوات ان "الوفد أطلع جعجع على وضع القرية والمنطقة من النواحي الاجتماعية والانمائية والمعيشية، وقدم له صورة تذكارية عبارة عن لوحة لمار الياس شفيع البلدة". من جهة أخرى، التقى جعجع وفدا من نقباء القطاع السياحي في لبنان ضمَّ: نقيب اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي بول عريس، نقيب المسابح السياحية والبحرية جان بيروتي، نقيب شركات السياحة والسفر جان عبود ونقيب اصحاب الشقق المفروشة زياد لبان، في حضور رئيس مصلحة أصحاب العمل في القوات عزيز اسطفان. وقد عرض المجتمعون شؤون وشجون القطاع ومدى تأثير الوضع السياسي والأمني عليه، آملين أن "تتحسن الأوضاع خلال فترة الأعياد".

 

بري عرض مع شربل الاوضاع الامنية في طرابلس وابرق معزيا بمانديلا

وطنية - عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري مع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، بعد ظهر اليوم، الاوضاع الامنية في البلاد ولا سيما الوضع في طرابلس. وكان بري استقبل السفير العراقي رعد الآلوسي وعرض معه التطورات الراهنة. واستقبل ملتقى "التأثير المدني" برئاسة السيدة وفاء صعب. واستقبل ايضا العميد أدونيس نعمة. من جهة أخرى، ابرق الرئيس بري الى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما معزيا برحيل الزعيم الأفريقي نلسون مانديلا "الأيقونة العالمية الذي علم ان الشجاعة والكرامة والتواضع والتسامح تتفوق على كل أنواع الشدائد". وارسل برقية مماثلة الى رئيس البرلمان ماكس سولوداوى. وابرق الى رئيس مجلس النواب التشيكي جان هاماشيك مهنئا بإنتخابه.

 

فادي كرم: مبادرة "التيار" "مضيَعة" للوقت ولا تخـدم الهــدف

المركزية- طرح رفض "القوات اللبنانية" لقاء "التيار الوطني الحرّ"، ضمن اطار المبادرة التي اطلقها الاخير لتفعيل العمل التشريعي، تساؤلات حول خلفية الرفض وابعاده واسبابه الحقيقية. وسألت "المركزية" عضو "كتلة القوات اللبنانية" النائب فادي كرم عن سبب الرفض على رغم انه مجرّد نقاش تحضيري قبل الذهاب الى الهيئة العامة، فأكد "اننا لا نرفض اللقاء مع "التيار" ونحن على استعداد دائم للّقاء الاطراف اللبنانية كافة، لكننا لا نوافق على المبادرة المطروحة ونعتبرها "مضيعة" للوقت لأنها لن تؤدي الى اي مكان مفيد وستسبب الضرّر لأن هناك محاولات في غير مكانها ويجب استبدال هذه اللقاءات التي تحصل داخل مجلس النواب من اجل الاتفاق على جدول اعمال الهيئة العامة". ولفت الى "ان اللقاء مع "التيار" يختلف عن لقاءاتنا مع "المردة"، نحن نعترض على طريقة المبادرة خصوصا لجهة عقد اللقاءات مع الكتل النيابية تحت القبّة البرلمانية". وردا على سؤال، قال كرم "هذا الرفض لا يعني ضرب التقارب المسيحي، لأن ذلك لا يتم من خلال هذه اللقاءات بل عبر الاتفاق على أسس هذا التقارب"، مشدّدا على "اننا لسنا ضدّ اي لقاء مسيحي لكن هذا اللقاء لا يصبّ في هذا الهدف". وطالب المواطنين بـ"التمييز بين المبادرات الهادفة والمبادرات الاعلامية".

 

عكاظ": اغتيال اللقيس علـى خلفيــة إعلان حزب الله امتلاك 200 طائرة مراقبة

المركزية- نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر مطلعة في بيروت أن اغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس جاء على خلفية إعلان الحزب امتلاكه 200 طائرة مراقبة من دون طيار تقوم بمراقبة الحدود اللبنانية السورية. وأضافت المصادر أن اللقيس هو مسؤول الدفاع الجوي في الحزب وتتبع له مباشرة حركة الطائرات من دون طيار. واشارت الى "إن كل التحقيقات تصب على معرفة العميل الذي وشى بحركة اللقيس وبمكان إقامته وهويته والشبهات تدور حول شخصين مقربين من اللقيس نفسه. فيما هناك شبه قناعة أن البيانين الصادرين حول الجهة التي قامت بالعملية لا صحة لهما وإنهما للتمويه عن الفاعل الحقيقي".

"الرياض": لبنـــــــان يمرّ في حالة فقدان الأمن وحزب الله جعل من كل شيعي لبناني شخصاً مطــارَداً

المركزية- اشارت صحيفة "الرياض" السعودية الى ان "فوائد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كثيرة، فقد جعل من كل شيعي لبناني شخصية مطارَدة، حتى لو كان مواطناً مسالماً، لأن عناصر تابعة للحزب ألقي القبض عليها متلبسة في حالات تجسس واغتيالات فلجأ الحزب لطبع هويات بأسماء مسيحية أو إسلامية سنية، وأصبحت أموال هؤلاء قيد المراقبة لأنها أصبحت أموالاً مشبوهة في خدمة طموحات الحزب وآلياته الإرهابية".

وشددت على ان "دول الخليج العربي صارت تلاحق العناصر اللبنانية من حزب الله بغرض الوقاية مما يخططون له من عمليات تخريب، أو اغتيالات أو عمليات غسيل أموال، فكان لا بد من إبعاد هذه العناصر فجاءت خسائر لبنان من تحويلات العاملين أحد إشكالات الدعم اللامحدود من هذه العمالة ولم تنحصر في هذه الدول، فقد بدأت بلغاريا ودول أوروبية وآسيوية ولاتينية تلاحق هذه العناصر تبعاً لوقائع دينت بالجرم المشهود، حتى إن الأصوات التي بدأت تحذر من الحزب وصلت إلى طرحه منظمة إرهابية يجب حظرها والتدقيق في نشاطها وأهدافها، وهي لم تأت فقط كمأزق للحزب وحده، وإنما وضعت كل لبناني أمام تهمة الارهاب".

وأكدت ان "لبنان يمرّ بحالة فقدان الأمن ومخطوف من قبل حزب الله، وأقرب المتفائلين يراه يسير على حد السكين وأن انفجارات قد تحدث ونتائجها قد تكون عاصفة سواء من خلال تداعيات أحداث سوريا ودخول حزب الله شريكاً فيها، أو ما ينوي فعله في إيصال الأزمة إلى حد الاقتتال".

 

جنبلاط دان خطف راهبات معلولا: حذار ترك الجيش وحيدا في طرابلس دون توفير التغطية السياسية

وطنية - استنكر رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، في تصريح اليوم، خطف الراهبات في معلولا، وقال: "ندين ونستنكر خطف الراهبات في معلولا كما سبق وأدنا كل حوداث الاختطاف لأنها حجز للحرية الشخصية، وتتنافى مع القواعد الانسانية، كما ندين مطالب المجموعة المسماة كتائب القلمون التي تطالب بمبادلة الراهبات بمساجين آخرين. وهذا الأداء الذي تقوم به هذه الفصائل وفصائل أخرى إنما يستنسخ أساليب النظام ويكرر أفعاله مشوها أهداف الثورة متقاطعا بذلك بشكل مباشر أو غير مباشر مع أهداف النظام، ولا يمكن إغفال حصول ذلك نتيجة الدعم المستمر لبعض الدول والمحاور الاقليمية لمجموعات مسلحة على حساب الطموحات الاساسية للشعب السوري بالحرية والديموقراطية والكرامة". اضاف: "من هنا، فإننا ندعو للإفراج الفوري عن راهبات معلولا اللواتي لا يتبعن أي اتجاه سياسي بل يقمن بدورهن وواجبهن الديني في تلك البلدة الأثرية والتراثية القديمة التي تتضمن أماكن مقدسة للعبادة. كما نجدد المطالبة أيضا بالإفراج عن المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم بعد مرور أسابيع طويلة على اختطافهما". وتابع: "أما لبنانيا، فحذار ترك الجيش وحيدا في طرابلس دون توفير التغطية السياسية الكاملة من الفاعليات الطرابلسية أولا واللبنانية ثانيا ليتمكن من القيام بواجباته كاملة ويعيد الأمن والاستقرار للمدينة". واعتبر "ان الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار لم يعد يجدي مع استمرار النزف اليومي في المدينة وسقوط الشهداء من المدنيين الأبرياء ومن أبناء المؤسسة العسكرية، لذلك المطلوب تجفيف مصادر التمويل لجميع المجموعات المسلحة والتعاون بين الأجهزة الأمنية والقضائية لكشف جميع المتورطين في هذه الأحداث وإلقاء القبض عليهم للحيلولة دون استفراد الجيش في هذه المواجهة الاستنزافية". وختم: "أخيرا، يوما بعد يوم تثبت المؤسسة العسكرية أنها لجميع اللبنانيين دون تفرقة أو تمييز وتبقى المسؤولية الأساسية ملقاة على عاتق كل مكونات المجتمع السياسي اللبناني لتحويل الأقوال إلى أفعال. وكل التحية لشهداء الجيش اللبناني والتمنيات للجرحى بالشفاء العاجل".

 

"لقاء مسيحيي المشرق": لبذل الجهود للافراج عن المطرانين وراهبات معولا وكل المخطوفين

وطنية - عقد "لقاء مسيحيي المشرق" اجتماعه الدوري في مقره في مطرانية الكلدان في بعبدا- برازيليا، برئاسة أمينه العام المطران سمير مظلوم، وحضور سائر أعضائه. وأصدر "اللقاء" بيانا جاء فيه: "في خضم ما يحصل من أوضاع مقلقة وخطيرة في الكثير من بلدان المشرق والتي تمس الحياة اليومية والمستقبلية لمعظم سكانها وتضع وجودهم وكيانها ومصيرهم على المحك، والتي تستهدف في كثير من الأحيان المسيحيين فيها من قبل مجموعات مسلحة كانت آخر افرازاتها خطف راهبات القديسة تقلا في بلدة معلولا في سوريا، اضافة الى خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم وغيرهم من اكليريكيين وعلمانيين". وشجب "اللقاء" بشدة "حوادث الخطف القسري هذه ضد أشخاص مسالمين يقر لهم القانون الدولي الانساني بحماية خاصة ويعتبر أن خطفهم يرقى الى مستوى جرائم حرب فضلا عن أنه يبعث القلق عند السواد الأعظم من المسيحيين وغير المسيحيين في هذه البلدان".وطالب "الجهات الفاعلة والدول المؤثرة من عربية واقليمية ودولية وغيرها أن تبذل الجهود الفاعلة للافراج عن المخطوفين واعادة المهجرين الى بيوتهم واشاعة جو من الطمأنينة لهم للحؤول دون تكرار هذه الممارسات لما فيه خير الجميع". كما طالب "المرجعيات الاسلامية في بلدان المشرق وخارجه بشجب واستنكار وفضح هذه الممارسات لترسيخ الطمأنينة وتوطيد العيش الواحد بين سكان دول المشرق".

 

الشيخ عفيف النابلسي: عمليات العدو لن تنال من إرادة المقاومة وندعو أهلنا في طرابلس للتجاوب مع خطة الجيش

وطنية - أكد العلامة الشيخ عفيف النابلسي، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء في صيدا، "ان المقاومة تعلم منذ بداية مسيرتها الجهادية أن الصراع مع العدو الإسرائيلي هو صراع مفتوح محفوف بالمخاطر، والمقاومة آلت على نفسها أن تخوض هذا الصراع بكل أبعاده حتى تحقيق النصر النهائي الحاسم. ولذلك كانت قوافل الشهداء والمضحين تتطلع لتحقيق هذا الهدف رغم المحن الداخلية والتحديات الخارجية لأن الثقة متوفرة والإرادة ثابتة والإيمان بعدالة القضية راسخ". وقال: "لا شك أن العدو الإسرائيلي بات يعرف جيدا حجم المنجزات التي حققتها المقاومة منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن ويعرف مستوى التطور الذي وصل إليه المقاومون على مختلف الصعد، لذلك عمل على مطاردتهم من خلال زرع العملاء ورصد تحركاتهم، ولقد كانت عملية اغتيال الشهيد اللقيس من هذه العمليات الإجرامية التي قام بها العدو الإسرائيلي للنيل من إرادة المقاومة، ولكنه يخطئ كل مرة في حساباته، ظنا منه أن مثل هذه الأساليب تدفع المقاومين للإحباط والتراجع، إلا أن الحقيقة التي يجب أن يحفظها جميع أعداء المقاومة هي أن الاستشهاد وسيلة من وسائل القوة والدافعية والتقدم والتماسك وليس سببا للهزيمة والانكسار". على صعيد آخر، قال النابلسي "نؤكد وقوفنا إلى جانب الجيش اللبناني في تثبيت الأمن في مدينة طرابلس، وندعو كل أهلنا في هذه المدينة للتجاوب مع خطة الجيش لأن لا مصلحة لأحد في هذه الفوضى التي يريدها بعض الساسة في لبنان لغايات لا تمت بصلة لمصلحة طرابلس وأمنها واستقرارها على أي نحو من الانحاء".

 

النائب محمد قباني: المستقبل يدعم الجيش في ملاحقة المسلحين شرط التصرف بعدل

وطنية - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد قباني في حديث الى اذاعة "صوت الشعب"، "دعم تيار المستقبل لمهمة الجيش في ملاحقة ومعاقبة المسلحين شرط أن يتصرف الجيش بعدل مع الجميع من خلال توقيف رفعت وعلي عيد". واستبعد أن "تتحول طرابلس إلى عبرا ثانية"، نافيا أن يكون هناك تياران داخل تيار المستقبل. كما نفى أن يكون "تيار المستقبل ممثلا للسعودية في لبنان، وقال: "إن الاتهامات التي تساق إلى السعودية تصب في خانة الاجتهادات". واعتبر ان "اتهام وزارة الأشغال بالتقصير لا يعني سجالا مع الوزير غازي العريضي، موضحا أن "المسؤولية يجب ان يتحملها المسؤول عن وزارة الأشغال كائنا من كان".

 

اوغاسابيان: لحوار وطني فوري لفتح ثغرة في جدار الأزمة

وطنية - اكد عضو كتلة المستقبل النائب جان اوغاسابيان، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 93,3" ان "انغماس حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا ادخل لبنان في فوضى امنية وسياسية عارمة في ظل وضع اقليمي متوتر، ما ادى الى ارتفاع هوة الخلافات بين اللبنانيين ورفع منسوب التطرف وفتح ثغرات امنية وادارة وسياسية وعزز الصراع السني - الشيعي".

وشدد على ان "كل الفلتان الامني على كل المستويات هو نتيجة استجرار المواجهة السورية الى الداخل اللبناني وهذا الوضع مرجح للاستمرار لأن الحرب في سوريا مستمرة طالما ان لا قرار دوليا بوقفها".

ورأى ان "المطلوب الذهاب الى حوار وطني فوري لفتح ثغرة في جدار الأزمة اللبنانية تفاديا لمزيد من التدهور الامني والاقتصادي"، مشيرا الى انه "لا يجوز الاستمرار بمشاهدة البلد ينهار والمفروض فتح ثغرة ما في جدار الازمة والدعوة الى هيئة الحوار". وعن الازمة التي تتسبب بها الامطار، قال اوغاسابيان إن "على اجهزة الرقابة تحديد من المسؤول عما حصل على الطرق، ولا يجوز ان تمر القضية مرور الكرام، وحتى لو كانت حكومة تصريف أعمال لكن المطلوب اظهار الحقائق للناس".

 

النائب أنطوان سعد: لرأب الصدع الطرابلسي بحوار هادىء وشفاف

وطنية - دعا النائب أنطوان سعد في بيان قبيل سفره والنائب حسن فضل الله الى باكستان لتمثيل لبنان في اجتماع البرلمان الآسيوي، الى "الافراج الفوري عن الراهبات المخطوفات من دير معلولا التاريخي"، معلنا رفضه القاطع "منطق المقايضة أو اي شرط لاطلاق سراحهن"، مشيرا الى ان "النظام السوري يستفيد من كل الذرائع ليوهم الرأي العام المسيحي انه الى جانبهم في وقت يمارس فيه القصف على الاماكن المقدسة وعلى الابرياء والاطفال".

واعتبر ان "قضية المطرانين المخطوفين يجب أن تحل ويطلق سراحهما، لأنه لا يجوز اللجوء الى أساليب مخالفة لكل القيم والشرائع وزج القضايا الدينية بالامنية والعسكرية". ولفت الى ان "انتشار الجيش في كل طرابلس، خطوة مهمة واساسية لتثبيت الامن والاستقرار وسحب فتيل التوتر من مدينة عزيزة على كل اللبنانيين، فمن غير المقبول ان تدمر اي مدينة لبنانية كرمى لعين الخارج، لا سيما من يستقوي بالنظام السوري على اهله ومدينته ويستجلب النار السورية اليها لتخفيف الضغط على نظام يتهاوى وفي طريقه الى السقوط"، داعيا الى "رأب الصدع الطرابلسي بحوار هادىء وشفاف وتسليم المطلوبين الى العدالة، والسعي الى جعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح وعدم السماح بتنامي التطرف والتشدد الذي يضر بكل اللبنانيين".

 

*قلق نصرالله

وليد شقير/الحياة

ذكّرت إسرائيل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بوجودها وباستمرار ملاحقتها قادة الحزب ونشاطاته، باغتيالها القيادي في الحزب حسان اللقيس ليل الثلثاء – الأربعاء الماضي.

فالحزب منشغل عنها وعن خططها لاستهداف قادته وبنيته العسكرية، بالقتال في سورية، بل هو بات يبرر غرقه في «المستنقع» الدموي السوري والخسائر التي يتعرض لها وتضحيات مقاتليه ومناضليه، بافتعال مواجهة مع إسرائيل هناك، للإبقاء على تعبئة جمهوره في تلك المواجهة العبثية التي يخوضها، وسيلة لإقناع هذا الجمهور بأحقية الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وواقع الأمر أنه على رغم ارتياح إسرائيل الى استنزاف الحزب وإيران في سورية ومعهما سائر القوى الإسلامية المتطرفة الخصمة لهما والتي تتوجس تل أبيب ومعها أميركا من أن يكون هؤلاء بديلاً للنظام، فإنها لا تكتفي بذلك، بل هي تواصل تركيز نشاطها على ملاحقة قادة الحزب لاغتيال من تستطيع منهم. ولربما أنها التقطت حالة من الاسترخاء حيالها، ومن الالتهاء عنها، لدى الحزب، سمحت بثغرات يستفاد منها لأجل تنفيذ اغتيال اللقيس وتصفيته. ولا يحتاج الأمر الى كبير عناء لاكتشاف مدى الانصراف لدى الحزب عن همّ مواجهة إسرائيل طالما أن السيد نصرالله نفسه اعتبر - كما قال - أن مشاركة حزبه في القتال في سورية لها شعبية وقبول لدى الرأي العام العربي أكبر بكثير من التأييد الذي حصدته المقاومة ضد إسرائيل بين العام 1982 وصولاً الى 2006. وفضلاً عن أن هذا الاستنتاج مدعاة للاستغراب، فإنه وهم سعى الى إقناع نفسه وجمهوره به، ويشكل دليلاً آخر على أن الحاجة الى تطويع الوقائع تفرضها الأولوية الجديدة التي تطغى على أي شيء آخر في خطط الحزب واهتماماته، وهي إنقاذ نظام الأسد بغض النظر عما يرتبه ذلك من انصراف عن مقتضيات المواجهة مع إسرائيل. صحيح أن نصرالله أكد في خطبه العاشورائية منتصف الشهر الماضي على دور المقاومة في مواجهة العدو، وعلى القضية الفلسطينية، إلا أنه في مقابلته التلفزيونية الطويلة ليل الثلثاء، قبل ساعتين من اغتيال اللقيس، لم يأت على ذكر إسرائيل ومقاومتها مرة واحدة. كانت سورية هي المحور والموضوع، كذلك ما يحيط بتلك المواجهة التي يخوضها هناك بالتحالف مع إيران. وكان همّه إقناع المشاهدين بانتصاره وحلفائه، لمجرد أنه نجح عبر القتال في سورية في منع سقوط نظام الأسد، وبفشل الآخرين في خططهم ضده. وكان تركيزه على تظهير التفاهمات الدولية، لا سيما مع إيران، على أن الأخيرة خرجت منها الدولة الأقوى في المنطقة، إذا أضيف إليها النجاح في منع سقوط الأسد، ثم على «غضب» المملكة العربية السعودية من بعض هذه التفاهمات. يستعجل «حزب الله» استثمار بداية التحولات الإقليمية والإفادة منها لحصد ثمار اشتراكه في القتال في سورية، إما لأنه يغفل عن أن الحرب على أرضها كرّ وفرّ، يحتمل أن يبدّل من اللحظة الراهنة على صعيد موقع النظام الذي يتمسك به، أو لأنه يدرك ذلك بوضوح ولا يريد احتساب موقعه، بعد أن تتبدل الموازين مرة أخرى. أما على صعيد التفاهمات الدولية مع إيران فمن حقه أن يخشى من أن تقود الى تنازلات تشمل الدور الإقليمي لطهران تصعّب على الحزب أن يعكس فائض القوة الإيراني في مواقع النفوذ المحلية. فالسيد نصرالله يعيب على خصومه أنهم يسعون الى الإفادة من الوقت لتعديل الواقع العسكري في سورية، والذي أفاد منه الأسد في الأشهر الثلاثة الماضية، قبل عقد مؤتمر «جنيف – 2» في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل، متناسياً أن جُل ما يفعله هو والقيادة الإيرانية والنظام السوري، هو الإفادة من الوقت الفاصل عن استحقاق المؤتمر، لاستعادة المزيد من المناطق التي كانت سيطرت عليها المعارضة، واستغلال انقساماتها لتغليب دور التكفيريين على موقع «الجيش السوري الحر» والمعارضة المعتدلة، قبل أن تتوصل موسكو وواشنطن الى صيغة انتقالية للحكم ترسم معالم الحل السياسي. بات «حزب الله» يعيش اللحظة الراهنة، وسط الشطط عن اهتمامه الاستراتيجي الإسرائيلي الذي يكون عادة مرتاحاً أكثر في التعاطي معه. ولا شك في أنها لحظة مقلقة له قد تنقله الى حافة الغضب إذا صح ما يقال عن أن مواقفه الأخيرة، هي انعكاس لتبادل الضغوط في إيران نفسها، بين «الحرس الثوري» وبين الجهاز الحكومي برئاسة الرئيس حسن روحاني، حول التسويات الإقليمية والمدى الذي يجب أن تذهب طهران في السعي إليها.

 

مقتل جو كيروز في اجتياح سيارة لموقف سيارات في جبيل

قتل الشاب جو كيروز داخل موقف السيارات التابع لسوبر ماركت جبيل بعد اجتياح سيارة مسرعة للموقف واصيب رجل بنغلادشي الجنسية، بجروح بحسب ما ذكرت اذاعة صوت لبنان 100.5. وعملت فرق الصليب الأحمر على نقل الضحايا الى المستشفى وتسبب الحادث بزحمة سير خانقة.

 

خالد ضاهر:14 آذار خسرت حين لم تواجه حزب الله بالسلاح وعليها ألا تعول على جنبلاط

وطنية - أعلن عضو كتلة المستقبل النائب خالد ضاهر في مقابلة ضمن برنامج "استجواب" عبر إذاعة "لبنان الحر" أن "من يفشل الخطة الأمنية في طرابلس هم القائمون عليها أي المسؤولون الأمنيون. لا يجوز أن يكون حاميها حراميها وبعض الأجهزة الأمنية تحاول العبث بأمن طرابلس وتريد تحقيق أهداف ومكاسب من ورائها وربما البعض يريد الوصول الى رئاسة الجمهورية".

ودعا قوى 14 آذار الى التسلح لأن "14 آذار خسرت حين لم تستخدم السلاح نفسه الذي استخدمه حزب الله للدفاع عن نفسها. لا يفل الحديد الا الحديد. لا يمكن أن تتم معالجة الموضوع الا بتوازن مع "حزب الله" على الأرض".

وقال:"إن شباب طرابلس يدافعون عن لبنان واستقلاله وحريته ويدافعون حتى عن الوجود المسيحي. طرابلس تدفع ثمن مواقفها الرافضة للمشروع الايراني في المنطقة. وتدفع ثمن وقوفها مع مشروع استقلال لبنان وحريته وسيادته، ووقوفها ضد مشروع حزب الله الذي أعلن مشروعه اقامة جمهورية اسلامية منذ زمن، وهو اليوم يعرقل أي امكانية لقيام الدولة في لبنان. وهذه هي سياسة الايرانيين منذ وصول الثورة الايرانية ونظام ولاية الفقيه الى إيران. وسياسة التفجيرات والاغتيالات بدأت مع هؤلاء الايرانيين في كل منطقة الشرق الأوسط وفي لبنان حيث لم ننس كل التفجيرات والاغتيالات التي قاموا بها".

وأضاف:"ما يحصل في طرابلس ليس مسؤولية السنة فقط بل أيضا مسؤولية المسيحيين. أتوجه الى القيادات المسيحية وفي طليعتها الدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل لكي لا يقعا ضحية الصورة التي يحاولون إلصاقها بطرابلس على أنها تكفيرية ومتطرفة. أتوجه الى كل القيادات المسيحية ألا تتخاذل في اتخاذ مواقف داعمة لطرابلس، لأنه إذا ضربت طرابلس لن تبقى حرية لأحد في لبنان في مواجهة المشروع الإيراني- السوري - الحزب اللهي. شبيحة بشار الأسد لا يستطيعون اسقاط طرابلس، لكن ضرب صورة طرابلس وأمنها واقتصادها يخدم المشروع الإيراني".

ولفت ضاهر الى أن "النظام السوري الذي ضرب طرابلس هو من ضرب الأشرفية والمناطق المسيحية، وهو من اغتال الرئيس رفيق الحريري والرئيس بشير الجميل والرئيس رينيه معوض والزعيم كمال جنبلاط. وفي طرابلس نواجه مشروعا ارهابيا خطيرا. لم أر أن هناك خطة أمنية بل مجرد إجراءات أمنية لمحاولة حماية المواطنين. الإجراءات يجب أن تبدأ بإراحة الرأي العام والإمساك بمن هو مسؤول عن تفجيري المسجدين. لماذا لم تدخل القوى الأمنية الى منزل يوسف دياب في جبل محسن؟ ولماذا لم تطلب علي عيد الذي أهان المسؤولين؟ ولماذا لم يتم توقيف علي عيد المطلوب من القضاء؟"

وتابع:"من يفشل القوى الأمنية هم القائمون عليها أي المسؤولون الأمنيون. لا يجوز أن يكون حاميها حراميها وبعض الأجهزة الأمنية تحاول العبث بأمن طرابلس وتريد تحقيق أهداف ومكاسب من ورائها وربما البعض يريد الوصول الى رئاسة الجمهورية. جزء من الضغوط تحصل على كل الشعب اللبناني للتأكيد أن إيران يدها طويلة في لبنان ويعتمدون على لغة القوة والسلاح. كما أن هناك أيضا أشخاصا على الأرض يندسون ويريدون العبث بالوضع لمصلحة حزب الله ويلعبون كطابور خامس. لذلك يجب أن تنبع الإجراءات الأمنية من الثقة بالقائمين عليها. ولذلك أكرر أن ليس هناك من خطة فعلية".

وروى ضاهر ما حصل مساء الخميس كالآتي:"أتى تلفزيون الجديد الى طرابلس وأهل طرابلس يعتبرونه محرضا على المدينة وأهلها. ارتاب المواطنون منه. أتى الجيش وأطلق النار في الهواء لتفريق الناس، ثم انهمر رصاص القنص من جبل محسن وأصيب ضابط واستشهد عسكري ومواطن. عندها بدأ الجيش بإطلاق الرصاص من على الملالات عشوائيا على بيوت الناس. وأطلقت القنابل المسيلة للدموع بين المواطنين ما أدى الى حالات اختناق. إطلاق النار هكذا دل على أن هناك حقدا. شادي المولوي نزل في تظاهرة مع الناس في القبة اعتراضا على إطلاق النار على منازل الناس من دون سلاح. أما من هدد الدولة والمسؤولين فهو رفعت عيد. عند محاولة تشكيل الحكومة من هدد بضرب الاستقرار وعدم تسليم وزارات؟ أليس حزب الله؟ يحاولون تحقيق مكاسب في سوريا ويفشلون ويحاولون التعويض في لبنان".

وتابع:"لذلك أقول إنه لا الخطة الأمنية إذا لم تتضمن عدالة وتوازنا، ولا يمكن أن تشمل مناطق معينة في طرابلس. فهل يعقل مثلا ألا تجلب القوى الأمنية المتهمين بالصوت والصورة بتفجير المسجدين في طرابلس؟ هل تتحقق العدالة في ظل وجود المجرم؟ رفعت عيد يشتم رئيس الجمهورية وضباط الجيش! قال إن هناك خونة في الجيش. حين تعرضت لقائد الجيش واعتبرته فاشلا قاموا القيامة وأرادوا رفع الحصانة عني. رفعت عيد لم يتحرك أحد ضده. لذلك فإن النفوس لن تهدأ قبل أن يتم اعتقال المجرمين. العدالة تنتج الاستقرار. لا استقرار من دون عدالة."

وتابع: "هناك بعض الأغبياء والمرتبطين بالأجهزة يسعون لايجاد مسافة بين الجيش وأبناء الوطن. لكن لن نقبل بأن يتسلط على الجيش من ينفذ أجندات النظام السوري. هناك من يعمل في الجيش ويرفع فينا تقارير نحن كنواب. يجب أن يكون الذين في موقع المسؤولية في الجيش موضع ثقة الناس. لم نعد نقبل اللعب بساحتنا. رفضنا إعلان طرابلس منطقة عسكرية لأنه يحتاج الى قرار مجلس الوزراء ولأنه يعطي صلاحيات واسعة للجيش من مصادرة منازل والقيام بتوقيفات عشوائية وغيرها من الأمور التي لا يمكن أن نقبل بها في طرابلس. وأحمل المسؤولية إلى رئيس الحكومة ابن طرابلس وإلى 4 وزراء من طرابلس. وأقول إن الجمر لا يزال تحت الرماد لأن هناك من يتآمر على أمن لبنان لمصلحة بشار الأسد وإيران. وهذا العبث الأمني من قبل بعض المسؤولين الأمنيين لا يخدم البلد."

واعتبر ضاهر أن "الجولة الأخيرة التي حصلت كانت بأمر حزب الله لأنه يريد حكومة بشروطه. وهو كان أعلن بانه عليكم القبول بـ9+9+6 والا فستقبلون لاحقا. كما ان هناك استحقاق جنيف 2 ويحاولون تحقيق مكاسب قبل انعقاد هذا المؤتمر ويحاولون تحريك الأوراق الأمنية في كل المناطق".

وأضاف ان "إيران تعتمد سياسة البيع والشراء. باعت السلاح الكيماوي السوري. وتم التنازل عن المشروع النووي. وحزب الله يشعر انه سيكون الورقة الثالثة. إيران تريد الاقتصاد لأن وضعها أصبح صعبا. حزب الله لا يريد لهذه السياسة ان تنجح فيصعد في لبنان". وتعليقا على بيان اللواء جميل السيد بالأمس قال:"الجيش اللبناني حريص على اللبنانيين. أما الخوف على الجيش اللبناني فمن جميل السيد ومعلميه. السيد يعاني من عقدة اللواء ريفي. فليكف عنا دروسه. اللواء ريفي صخرة شامخة ومحبة اللبنانيين له كبيرة لأنه أمسك بالعملاء وبأصدقاء جميل السيد".

وعن مواقف النائب وليد جنبلاط لفت الى ان "مواقفه معروفة وهو يميل حيث تميل الريح ويسعى للحفاظ على شخصه وأولاده وطائفته. موقفه يخدم مصلحته الشخصية والفئوية ولا يمثل مصلحة وطنية. أعرف أن قلبه يقول يا أفعى ويا قردا. على 14 آذار ألا تعول على مواقف جنبلاط، وهو حين يرى 14 آذار أقوياء ويستطيعون أن يدافعوا عنه سيقف الى جانبهم".

وأعلن أن "14 آذار خسرت في مواجهة حزب الله حين لم تستخدم السلاح نفسه الذي استخدمه الحزب للدفاع عن نفسها. لا يفل الحديد الا الحديد. لا يمكن أن تتم معالجة الموضوع الا بتوازن على الأرض بالسلاح. وطالما أن حزب الله يغتالنا ويعتبر المجرمين قديسين، ونحن عاجزون عن مواجهته لن يصطلح الأمر. استراتيجية 14 آذار برهنت أنها غير نافعة من دون القدرة على حماية نفسها.المطلوب يا 14 آذار أن تنسقوا سياسيا وتحموا أنفسكم اكثر". وقال:"على الرغم من تقديري العميق لقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات التي أنقذتنا مرارا لكن لا بد من التوازن وهذا ما أدعو اليه"، مشيرا الى "أننا لسنا نحن من فجر المسجدين ولا من يقصف طرابلس بالمدافع. ثمة قناصات وأسلحة حديثة يستعملها رفعت عيد. واضح أن ثمة قناصين من حزب الله معه ومن المخابرات السورية وحتى سليمان فرنجية يعطيه سلاحا".

وعن عمليات إطلاق النار على أرجل مواطنين من الطائفة العلوية علق قائلا:"محاولة القفز عن تفجير المسجدين لن تنفع. يريدون أن يحرفوا الأنظار عن المجرمين الحقيقيين ويوجدوا امورا ثانية. إطلاق النار على أرجل الناس مرفوض وجبان. ومن يفعله يخدم رفعت عيد لأنه يساعده بتحوير الأنظار عن الحقيقة وربما رفعت عيد يدفع لهم المال ليفعلوا ذلك والقوى الأمنية لا تعتقلهم".

وعن اتهامات الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله للرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر أجاب:"أعتقد ان تسليح الثوار في سوريا واجب قومي. لكن فاقد الشيء لا يعطيه. ولو كان بإمكان الرئيس سعد الحريري التسليح لكان سلحنا نحن أولا. لذلك محاولة نصرالله اتهام الجميع بما يفعله هو لن تنجح". وردا على سؤال قال:"رأينا درجة التوتر في خطاب نصرالله لأنه يتبع الى الخط المتشدد للحرس الثوري الإيراني في مقابل خط معتدل أكثر للرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته. لكن الإيرانيين يعتمدون سياسة الكذب والتقية. نصرالله يخاف على رأسه من التنازلات الإيرانية، ولهذا يخرج عن الخطاب الرسمي الإيراني إنما قد يكون ضمن تنسيق إيراني".

ورأى أن "نصرالله لا يريد للرئيس بري أن ينجح في مسعاه في الوساطة مع السعودية، في حين أن بري يسعى للابقاء على زعامته ضمن الطائفة الشيعية عبر الانفتاح. قد يكون نسق مع حزب الله لكن الحزب عمل لإفشال مسعاه". وعن اغتيال حسان اللقيس، سأل "أين حراسه في منطقة محروسة جيدا من حزب الله؟ وهل صحيح ما نقل من كلام عن شقيقه؟ ولماذا تأخرت التعازي به حتى يوم الاثنين؟ الواضح أن كل من يخالف تعليمات الولي الفقيه مصيره القتل. ثمة امور مريبة. حتى عماد مغنية أعتقد ان من قتله هو النظام السوري الذي قتل أيضا كوادر من حماس".

ودان ضاهر "الاعتداء على الراهبات في معلولا لأن الاعتداء على رجال الدين أمر مدان ومرفوض ونرفض أي مساس بهذا الموضوع. والدين الإسلامي يمنع أي مسلم من الاعتداء على رجال الدين سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين. ومن اعتقلوا الراهبات إن كانت تهمهم الثورة السورية لن يقوموا أبدا بإيذائهم، وأتمنى أن يقوم أهل النخوة بعمل كل ما يلزم لإطلاق الراهبات والمطرانين المخطوفين أيضا".

وردا على سؤال حول تشكيل حكومة جديدة قال:"موقفنا الوطني يمنعنا من القبول بتسليم البلد الى حكومة يسيطر عليها حزب الله الذي قتل اللبنانيين ويقتل السوريين. أما الحكومة الموجودة فهي لم تأت أساسا لتسيير أمور البلد بل لتسيير شؤون النظام السوري منذ نشوئها. نحن لم نمنعها من الاجتماع على الإطلاق، فهي حكومة 8 آذار بالكامل ولكننا لن نسكت عن تجاوزاتها ومخالفاتها. هم يريدون الفراغ على كل المستويات ولهذا يعطلون كل شيء. وأدعو رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن يعلنا حكومة ترضي ضميرهما من دون انتظار موافقة أحد. ولن نخاف من أي رد فعل لحزب الله لأننا لن تخضع نهائيا. لن نخضع لضغوط حزب الله بعد اليوم. ولن نقبل بحكومة تغطي قتال حزب الله في سوريا". وردا على حديث الرئيس نبيه بري الى جريدة "الأخبار" من أن أي حكومة لا تنال الثقة لا يمكن أن تستلم صلاحيات رئيس الجمهورية أجاب:"الرئيس بري يقرأ مطالب حزب الله. أما المصلحة الوطنية فتحتاج الى موقف جريء من الرئيسين سليمان وسلام من دون التراجع أمام تهديدات حزب الله. لا نريد لأي حكومة أن تأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وهذا أمر خطير. نريد الانتخابات الرئاسية في موعدها".

 

"أحرار القلمون" تتبنى خطف راهبات معلولا... اطلاقهن مقابل ألف معتقلة سورية

 أعلنت كتائب "أحرار القلمون" أن "راهبات معلولا المختطفات في مكان آمن، ولكن لن يفرج عنهن إلا بعد تنفيذ مطالب عدة، أهمها الافراج عن ألف معتقلة سورية في سجون النظام السوري". وأوضح مهند أبو الفداء، وهو من المكتب الإعلامي لكتائب "أحرار القلمون"، في تصريحات خاصة لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "مطالبهم نقلت إلى النظام السوري من خلال الفاتيكان، بعد تأمين اتصال بين رئيسة دير مار تقلا في معلولا الأم بيلاجيا سياف والفاتيكان بواسطة هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية". وأوضح أن "هذه المطالب مشتركة من قبل "جبهة النصرة" وكتيبته "أحرار القلمون"". ولفتت مصادر أخرى لـ"الشرق الأوسط"، أن "جبهة النصرة أصرت على مطلب آخر يتمثل في فك الحصار عن مناطق يحاصرها النظام لإدخال معونات غذائية إليها، مثل الغوطة بريف دمشق، على أن يصدر بيان في وقت قريب للإعلان عن المفاوضات مع النظام السوري، التي جرى من أجلها تكليف محام سوري بمتابعة الملف مع الفاتيكان". وقال أبو الفداء: "نحن منزعجون منهن لأنهن لم يلتزمن بعهدهن بعدم الإساءة إلينا، وعاملناهن بالفعل بمنتهى الاحترام في المرة الماضية". ونقل عن رئيسة الدير الأم بيلاجيا ردها بالقول: "يا بني كنا موالين للنظام، ولكن بعد قصفه الدير عرفنا خطأنا، ولسنا ضد حريتكم، ونحن أبناء البلد وعلينا إعماره معا".

 

كيف عاد 9 مقاتلين لـ"حزب الله" من الموت الى الحياة؟

 خاص "ليبانون ديبايت": لم يعلن حزب الله رسمياً عدد مقاتليه الذين سقطوا في الهجوم الاخير الذي شنه معارضون على الغوطة الشرقية، لكنه كما دائماً، اعلن عن كل منهم في قريته او مدينته. العدد التقريبي لقتلى الحزب هو 23، شيّعوا تباعاً، لكن هذا العدد كان سيرتفع أكثر... تفاجأ اهالي عدد من مقاتلي الحزب ان ابناءهم لا يزالون على قيد الحياة، فانقلبت مجالس العزاء الى احتفالات. طبعاً جلس هؤلاء الشباب مع اهلهم ايام قليلة وعادوا الى ارض المعركة، لكن كيف رجع هؤلاء من الموت الى الحياة؟ وقع عناصر حزب الله الذين يقاتلون في الخطوط الامامية في الغوطة الشرقية ضحية سوء التنسيق مع الجيش السوري، فبعد هجوم آلاف المقاتلين الاسلاميين، انسحب الجيش السوري الى الخطوط الخلفية ليستطيع استيعاب الضربة في حين بقيت مجموعة مؤلفة من نحو 30 مقاتلا من حزب الله اضافة الى عناصر من لواء ابو الفضل العباس، وعناصر الدفاع الوطني السوري في مواقعهم في الخطوط الامامية، وهي مناطق تخطتها القوات المهاجمة واصبحت محاصرة بشكل كامل.  حصل اشتباك بين مجموعة الحزب المتمركزة في احدى المباني وبين مقاتلين معارضين الذين حاصروها. المعركة كانت قاسية، وفي ذات الوقت غير متكافئة لصالح المقاتلين المعارضين، فسقط نحو 23 مقاتلا لحزب الله اضافة الى عدد آخر من المقاتلين العراقيين، عندها بدت النتيجة محسومة، الموت او الاسر. عند تلك اللحظة، التي بقي فيها عشرة مقاتلين لحزب الله احياء فقط على ارض المعركة وكان الموت هو الخيار الوحيد، فرأى صلاح يوسف احد مقاتلي الحزب ان تنفيذ "عملية استشهادية" يمكن ان يفك الحصار عن المجموعة المتبقية، فحصلت اتصالات مع القيادة، حصل بعدها صلاح على اذن عسكري وشرعي بعد ان شرح الوضع العسكري بالتفصيل، بعدها فقد الاتصال مع المجموعة المقاتلة، فظنّ الجميع انهم قتلوا. فخخ صلاح نفسه مستخدماً عدد كبير من القنابل اليدوية، اضافة الى بعض قذائف الـ"بي 7"، وتوجه سيراً على الاقدام الى احد المباني الذي يحاصر عبره مقاتلو الحزب، بعد ان امّن رفاقه له التغطية النارية، فدخل الى المبنى وفجّر نفسه محدثا انفجارا هائلا بسبب الضغط الناتج عن التفجير في منطقة مغلقة، فتسلل مقاتلو الحزب وخرجوا من الحصار متجهين صوب مناطق سيطرة النظام. بعد هذا الحدث وصلت القوات الخاصة التابعة لحزب الله المستقدمة من منطقة السيدة زينب، وتوجهت الى حيث كان مقاتلي الحزب محاصرين، فلم يجدوا سوى جثث، عندها اعلن الحزب عن "استشهاد جميع من كان في تلك النقطة"، ليفاجؤا بوصول 9 منهم بعد ايام الى مناطق نفوذ النظام احياء.

 

ممارسات إستفزازية في بلدة "القماطية"!

سياسة تحويل بعض المناطق إلى كانتونات من لون واحد؛ ظهرت في الآونة الأخيرة، هذه الممارسات الإستفزازية والتعديات التي تنتهجِها بيئة حزب الله، طاولت عائلاتٍ عدة وآخرها أصبح في منطقةِ القماطية.

 

من اغتيال غالب عوالي وعلي صالح الى حسان اللقيس و"اللغز"

 نقلت صحيفة “السفير” عن مصادر حزبية معنية قولها إن “السؤال “هل نفذ “الموساد” عملية اغتيال حسان اللقيس لوجستياً عبر مجموعة خاصة به، أم تعاون مع جهات محلية؟” لا يمكن الإجابة عنه بالتحليل، بل يحتاج إلى وقت ومعلومات نعمل على جمعها بسبل تقنية، علماً أننا لا نستبعد أن يكون الإسرائيلي قد غيّر في أساليب اغتياله، أي ربما استعان بجهات محلية تكفيرية”، كاشفةً عن “بدء تحليل الكاميرات المحيطة بالمبنى الذي شهد عملية الاغتيال والمثبتة في بوليفار كميل شمعون، بالإضافة إلى رصد حركة الاتصالات إذا وُجدت”. لكن مصادر أمنية رسمية واسعة الإطلاع، تستبعد أن يستعين الإسرائيلي بجهات محلية في ما يتعلق بالتنفيذ، موضحة أن “التعاون مع الجهات غير الإسرائيلية في عمليات الاغتيال، يرتبط عادة بأشخاص يقومون بالاستطلاع وجمع المعلومات، لكن الإسرائيلي لا يثق بأحد في شأن التنفيذ، سواء كان عبر عبوة ناسفة أو رمياً بالرصاص”. وتستند المصادر الأمنية الرسمية في تحليلها إلى عوامل عدة، أبرزها: “اغتيال القيادي الحزبي غالب عوالي نفذه إسرائيليون. أتوا فجراً، زرعوا العبوة في سيارة عوالي، ثم غادروا. أما العميل ناصر نادر، فاقتصر دوره على الاستطلاع كما بيّنت التحقيقات. أي أنه لم يزرع العبوة، بل زوّدهم بمعلومات خاصة بمواعيد دخول عوالي وخروجه في منطقة معوّض، ثم رصد صعوده في السيارة لحظة التنفيذ، وأبلغ المنفذين”. الأمر ذاته، وفق المصادر الرسمية، حدث مع المسؤول في “حزب الله” علي صالح، الذي تم اغتياله في العام 2003، أي قبل عام من اغتيال عوالي: “لم يستخدم الإسرائيليون أي شخص في الشأن اللوجستي التنفيذي، بل تم تجنيد العميل جودت حكيم، الذي أدى دوراً يشبه أداء نادر، بينما التنفيذ الميداني أجراه الإسرائيليون الذين لا يثقون بأحد ميدانياً”. وفي حين تؤكد مصادر معنية أن “الإسرائيلي لا يجرؤ على اغتيال اللقيس من دون تعاون ميداني مع جهة محلية تكفيرية تولّت الضغط على الزناد”، إلا أن ضباطاً معنيين يستبعدون وجود رابط بين الجهات التكفيرية وعملية الاغتيال. يوضح الضباط المعنيون أن “التكفيريين لم يكونوا على علم بهوية اللقيس قبل اغتياله. وإذا عرفوا وأرادوا اغتياله فلا يستطيعون”. أما أن يطلب الإسرائيلي منهم، أو من غيرهم تنفيذ العملية، فـ”يحيلنا إلى سؤال: لماذا نستبعد مجيء مجموعة إسرائيلية محترفة وتنفيذها العملية؟ هؤلاء يستطيعون الدخول بأي جواز سفر يريدونه”.

لكن المعضلة الأساسية، وفق الضباط، تكمن في الجرأة والمجازفة، إذ “من المعروف أن الإسرائيلي لا يجازف باحتمال فشل العملية وبالتالي اعتقال أحد المنفذين. ولمنع فشل العملية، كان ثمة أكثر من شخص في مسرح الجريمة”.

أما في ما يتعلّق بالتحقيقات، أي بعيداً من التحليلات غير المستندة إلى معلومات مؤكدة، فأكدت مصادر أمنية رسمية لـ”السفير” أن “الأدلة الجنائية” عثرت في مسرح الجريمة على 4 مقاذيف (رصاص) ومظروفين (المعروفة بفراغة الرصاص)، الأمر الذي لفت انتباه المحققين، إذ يجب أن يتطابق عدد المقاذيف مع “فراغات” الرصاص: “لكن في هذه الحالة، ثمة احتمالاً بأن يكون المنفذون قد أخذوا المظروفين عمداً ومن أجل التضليل، أو ربما لم يُعثر عليها”. وبينما تؤكد مصادر حزبية أن من أطلق النار شخصان، إلا أن مصادر رسمية تنتظر نتائج الأدلة الجنائية كي تبني على الشيء مقتضاه، وذلك بعد تحليل المقاذيف التي من شأنها أن تبيّن إذا تم إطلاقها من مسدس واحد أو أكثر. وعن تنظيمي “لواء أحرار السنّة في بعلبك” و”أنصار الأمة الإسلامية” اللذين تبنيا اغتيال اللقيس، فقد علمت “السفير” أن “فرع المعلومات” يكثف تحقيقاته التقنية بغية كشف مَن يقف خلف التنظيمين لتوقيفه وإحالته إلى القضاء لسببين: التحريض على الفتنة وتضليل التحقيقات، علماً أن المصادر المعنية أجمعت على أن التنظيمين “لا وجود فعليا لهما”.

 

الجوزو: نصرالله عميل إيراني

 اوضح مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في حديث لصحيفة "اليوم" السعودية ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "يعتقد بأن السعودية مثل ايران، تركض وراء المؤامرات والفتن، نظراً لأن إيران تفتن في كل العالم العربي"، مشدداً على ان "السعودية لم تسع يوماً الى خلق الفتن والحروب، بل على العكس، كانت ولا تزال تعمل على احلال السلام والامن والهدوء والتآخي". وأكد ان نصرالله "يحاول رمي التهم جزافاً على السعودية لتبرئة جرائمه التي هي بالجملة في سوريا، وتعاونه مع أكبر مجرم وسفاح في العالم ألا وهو بشار الاسد". وقال: "لا قيمة لكلام نصرالله فهو عميل لايران وسيبقى كذلك".

 

حوري: تفجير السفارات أسلوب اتبعه "حزب الله" منذ الثمانينات وحتى اليوم

 أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في حديث لصحيفة "اليوم" السعودية انه "من الواضح ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد نصرالله يمثل جناحاً ايرانياً يرفض الحوار والاستقرار، سواء على مستوى المنطقة أو لبنان، فيما كانت تحصل جرائم كاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو الجرائم اللاحقة، حيث كان يقول دائماً: نصرالله "لماذا لا تنتظرون نتائج المحاكمة"، بينما اليوم يصدر حكماً مسبق لا ينسجم، لا مع تاريخ المملكة العربية السعودية ولا مع مبادئها والمثل العليا التي تؤمن بها". وشدد على ان "تفجير السفارات أسلوب اتبعه "حزب الله" منذ الثمانينات وحتى اليوم، وبالتالي هذه تهمة مردودة ولا قيمة لها، ولا تؤثر على قناعة الناس بدور المملكة العربية السعودية كشقيق أكبر يتحمل الكثير، هذا هو قدر الشقيق الأكبر وفي النهاية لا يصح الا الصحيح".

 

المفتي قباني: ما يقوم به ميقاتي والسنيورة ومسقاوي عيب!

 اتهم مفتي الجمهوريّة الشيخ محمد رشيد قباني كلاً من رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس المجلس الشرعي الأعلى الممددة ولايته عمر مسقاوي ومعهم أعضاء المجلس الشرعي بتوسيع الخلافات ونقلها إلى المساجد، مشدداً على ضرورة تحييد المساجد عن الخلافات. وذكر قباني في حديث لصحيفة "السفير"، بأن الجميع أبلغهم رفض دار الفتوى للاجتماع في المسجد، بمن فيهم رئيس لجنة مسجد محمد الأمين الشيخ أمين الكردي، الذي يتصف بالاعتدال والهدوء ويرفض إدخال المساجد في الصراعات الجارية، لكنه لقي صداً من قبلهم. ووصف قباني ما يقوم به هؤلاء بأنه عيب وتعدٍ يرتكبه السنيورة ومسقاوي بحق المسلمين السنّة، وقال:" إن هذا المجلس المنتهية ولايته والذي مدّد لنفسه زوراً حتى 30 حزيران 2015 يغتصب حق رئيس المجلس، أي مفتي الجمهوريّة، وسلطته، وحقوق الهيئة الناخبة".

 

 

دوليات

 

حالات اختناق وتسمّم في مدينة النبك جراء القصف الأسدي عليها

المستقبل اليوم/ما أعلنته المعارضة السورية بالأمس عن تسجيل حالات اختناق وتسمّم في مدينة النبك جراء القصف الأسدي عليها يشكّل تحدياً فعلياً وحقيقياً للمجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة التي أخذت على عاتقها وضع الشق الكيماوي من سلطة بشار الأسد تحت عنايتها المركزة. أقل الواجب أخلاقياًً وإنسانياً وقبل السياسة ومشتقاتها، أن تبادر الولايات المتحدة تحديداً إلى التحقيق والتأكد ممّا إذا كان الجزار الأسدي استخدم أي نوع من الأسلحة "المحرّمة دولياً" ضد النبك وأهلها برغم إذعانه وقبوله بتدمير ترسانته الكيماوية منعاً لضربة كبيرة كانت ستسقط على رأسه بعد مجزرة الغوطة في آب الماضي...  من حيث المبدأ يفعلها ذلك الجزار من جديد، فلا شيء محرّم في عُرفه في سياق حربه الإبادية ضدّ الشعب السوري، لكن من حيث المبدأ أيضاً فإنّ ما قدّمه من خلال ركوعه أمام القوى العظمى كي يبقى في مكانه، يدلّ على أنّه لا يتجرّأ على تحدّي تلك القوى بهذه الصورة السافرة من جديد. في الحالتين تبدو مأساة السوريين فريدة من نوعها في عالم اليوم. وكأنّ قتلهم بقذائف الدبابات والطائرات والصواريخ الثقيلة لم يكن كافياً لتقديم بيان المظلومية إلى العالم، كل العالم, وصار الأمر، أمر نكبتهم وموتهم وتهجيرهم، "يحتاج" إلى أدلة إضافية، ويجب أن تكون الأدلة كيماوية صافية... ولا شيء آخر.

 

وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل الأسد

فرانس برس/العربية/اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، اليوم الجمعة، أن الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم، وذلك في تصريحات أدلى بها على هامش زيارة له إلى الكويت. وقال هيغ: "كنا دائماً شديدي الوضوح لجهة أن الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل الرئيس الأسد"، وذلك إثر لقائه نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح. وأضاف الوزير الذي تدعم بلاده المعارضة السورية: "من المستحيل التخيل أنه بعد كل هذا العدد من القتلى وكل الدمار، يمكن لنظام مضطهد قتل شعبه إلى هذا الحد" أن يبقى في السلطة. وأدى النزاع السوري المستمر منذ 33 شهراً إلى مقتل أكثر من 126 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ودمار هائل في مختلف المناطق السورية تقدر كلفته بعشرات مليارات الدولارات. وأضاف هيغ: "من المستحيل أن نتخيل، وفق ما أعتقد، أن الرئيس الأسد يمكن أن يبقى مستقبلاً في مقدمة الصورة في سوريا"، وذلك مع اقتراب موعد مؤتمر "جنيف2" المزمع عقده في 22 يناير، سعياً للتوصل إلى حل للأزمة السورية. وأبدى النظام والمعارضة استعدادهما للمشاركة في هذا المؤتمر، إلا أن مواقفهما متباينة حول الأهداف المرجوة منه، لا سيما دور الرئيس الأسد. وأكدت دمشق هذا الأسبوع على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي أن الأسد هو الذي سيقود المرحلة الانتقالية في البلاد، في حين ترفض المعارضة أي دور للرئيس السوري في هذه المرحلة. واعتبر هيغ في تصريحاته أن بقاء الأسد في منصبه سيكون "عقبة أمام السلام"، وأن بريطانيا أو أي دولة غربية لن تقبل به. وقال: "نعتقد انه من الضروري جداً أن يرحل"، مجدداً التذكير بأن حكومة بلاده تعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الممثل الشرعي للشعب السوري. ومن المقرر أن يزور رئيس الائتلاف أحمد الجربا الكويت صباح السبت في زيارته الرسمية الأولى إلى هذه الدولة الخليجية. من جهته، شدد وزير الخارجية الكويتي على أهمية هذه الزيارة التي تأتي وسط التحضيرات لـ"جنيف2"، وقبيل انعقاد مؤتمر "الكويت2" للمانحين المتوقع عقده منتصف يناير.

 

كيري: اصبحنا اقرب الى السلام في الشرق الاوسط

وطنية - اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري، اليوم، في ختام "مهمة سلام جديدة في الشرق الاوسط" ان "الاسرائيليين والفلسطينيين اقرب ما يكونوا الى السلام "منذ سنوات". وقال للصحافيين الذين يرافقونه قبل مغادرة اسرائيل الى واشنطن: "اعتقد اننا اصبحنا اقرب الى السلام والازدهار والامن الذي يستحقه كل سكان هذه المنطقة ونحن اقرب ما يكون الى ذلك منذ سنوات".

 

لافروف يزور ايران الاسبوع المقبل لبحث الملف النووي

وطنية - يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ايران في 10 و11 كانون الاول لاجراء محادثات تتعلق خصوصا بالبرنامج النووي الايراني كما اعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم. وقالت ناطقة بإسم الوزارة ل"وكالة فرانس برس": ان "زيارة سيرغي لافروف الى ايران مرتقبة في 10 و11 كانون الاول ". ويعتزم لافروف ان يبحث مع المسؤولين الايرانيين "العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية وكذلك حل المسألة النووية الايرانية في اطار الاتفاقات التي ابرمت في الآونة الاخيرة في جنيف" خلال المفاوضات بين القوى الكبرى وايران". وكانت ايران ومجموعة 5+1 (الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الى جانب المانيا) ابرمت في 24 تشرين الثاني في جنيف اتفاقا لمدة ستة اشهر يحد من انشطة طهران النووية مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية.

 

 

مقالات

 

الراهبات وكشف الكذب

بشارة شربل/ليبانون نيوز

إذا ثبت ما نقلته "الشرق الأوسط" عن "أحرار القلمون" وشروطهم للافراج عن راهبات معلولا المختطفات، فإننا سنكون حتما أمام نوع جديد من "أعزاز". وإذ نستبعد أن نرى "جناحاً عسكرياً" تابعا لمؤتمر المشرقيين المسيحيين على غرار جناح آل المقداد، أو "حجة حياة" مسيحية تبارك خطف أتراك وترغي وتزبد وتهدد الدول و"شعبة المعلومات"، فإننا نتوقع من المتفجعين على معلولا ومصير الراهبات أن يتوقفوا عن الثرثرة والابتزاز والمبادرة إلى عمل فعلي لانقاذ المخطوفات. لن يستطيع أحد من الذين استغلوا موضوع مسيحيي سوريا داعمين للنظام السوري في تصوير صراعه مع شعبه بأنه مجرد صراع مع الإرهاب والتكفير، أن ينسحب من المسؤولية عن مصير الراهبات. فكلهم ابتداء من البطريرك لحام والجنرال عون وصولاً إلى "حزب الله" مسؤول عن وضع مسيحيي سورية في خانة الاستهداف، ومثلهم القادة العالميون الذين دخلوا على خط موضوع المسيحيين والأقليات من ملالي إيران إلى زعيم الديمقراطية المافيوية فلاديمير بوتين مرورا بزعماء غربيين وعرب وانتهاء ببابا الفقراء في الفاتيكان، كلهم يتحمل المسؤولية بقدر مساهمته مع النظام السوري في استخدام العنف، أو تغطيته غاز السارين أو سكوته المريب أو انخداعه بالحملة الدعائية الذكية التي شنها النظام بواسطة وسائل الإعلام. حان وقت الحقيقة والجد. لا يفيد الكلام عن قبح التكفيريين. هم مجرمون وقتلة. نقطة على السطر. لكن ماذا يريد أن يفعل الغيارى على الراهبات؟ ولئلا يضيعوا وقتهم في الأخذ والرد ويضللوا الناس، عليهم مباشرة السعي لدى الرئيس السوري الى مبادلة الراهبات بالمعتقلات. الخاطفون حسب قولهم يطالبون بألف منهن، أنه السقف العالي التقليدي لمباشرة المفاوضات. حل القضية ممكن. فَعَلها النظام سابقاً. فاوض على أربعين إيرانياً خطفتهم المعارضة مطلقاً مئات المعتقلين، ثم دخل مفاوضات معقدة هو و"حزب الله" انتهت بمبادلة مخطوفي اعزاز بعشرات النساء السجينات. والمسألة يجب ألا تُلقى على كاهل المجتمع الدولي أو روسيا بوتين. فالدول الكبرى لن تهتم لتفصيل اسمه دزينة من الراهبات في خضم حرب أهلية سقط فيها حتى اليوم أكثر من 120 ألف قتيل. فإذا كان مسيحيونا المشرقيون الأفاضل الذين يجيدون عقد المؤتمرات والصراخ على الشاشات جديين، فليتصلوا بالرئيس الأسد اليوم قبل الغد وعلى رأسهم كبيرهم الجنرال عون، فبقدر تضامنه مع الأسد في حربه ضد الثورة السورية يتحمل مسؤولية الضغط عليه للافراج عن الراهبات. نسينا قضية اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية ونسينا أن مسيحيي عهد الوصاية كلهم ثم الجنرال عون تنكروا لهؤلاء. اليوم نحن أمام محك حقيقي لكشف مصير راهبات نذرن أنفسهن للأيتام. فهل يتحرك من يجب عليه التحرك لانقاذهن أم أننا أمام رسوب كثيرين في اختبار هو بمثابة جهاز كشف كذب يبرىء الصادقين ويؤكد دجل الدجالين؟

 

عاصفة النيات الإيرانية الحسنة؟

راجح الخوري

تحتاج إيران إلى ما هو أعمق وأهم من عاصفة النيات الحسنة وجولة التلويح بغصن الزيتون التي حملت محمد جواد ظريف إلى دول الخليج. صحيح أن الجولة فاضت بتصريحات إيرانية تصالحية تساعد في خلق جو من الارتياح المبدئي، لكن ترتيب علاقات إيران مع جيرانها الخليجيين يتطلب، بل يفرض عليها تغييرا جذريا في سياساتها الصدامية التي درجت عليها منذ ثلاثة عقود.

ليس خافيا أن إيران سممت علاقاتها الإقليمية نتيجة تدخلاتها في الشؤون الداخلية لجيرانها وإثارتها القلاقل في شريط من الدول يمتد من البحرين إلى لبنان، مرورا بدولة الإمارات وبالعراق والكويت والسعودية وبسوريا، حيث تنغمس في الحرب إلى جانب النظام السوري الذي اتهمته الأمم المتحدة بارتكاب «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». وليس خافيا حتى على الرئيس حسن روحاني أن الاتفاق مع أميركا والدول الغربية حول الملف النووي شيء، وأن ترجمة الإيجابيات التي تحدث عنها وزير خارجيته في كل محطاته الخليجية شيء آخر يحتاج إلى وقف «تخصيب» التدخل السلبي ومد الأصابع وإثارة القلاقل عند الجيران. ومن المؤكد أن روحاني يتذكر أنه كان طرفا أساسيا في ترتيب المصالحة بين السعودية وإيران قبل ربع قرن تقريبا، عندما جرى التوقيع على اتفاق تفصيلي ساهم في وضع بنوده الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز يوم كان وزيرا للداخلية، ولكن طهران لم تلتزم بنوده فاستمرت العلاقات المتوترة بين البلدين، وهي صفة لازمت علاقات طهران مع كل دول الخليج.

بعد زيارته إلى طهران قال وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد: «هذه المرة لست متشائما.. هناك خيط من التفاؤل». وفي غضون ذلك تحدثت تقارير دبلوماسية خليجية عن ملامح رغبة إيرانية مستجدة في السلام مع جيرانها، وعلى رغم تجارب الماضي الفاشلة سواء مع هاشمي رفسنجاني أو محمد خاتمي، يقول أحد الدبلوماسيين في الخليج إنه يستحيل على روحاني وظريف التحدث عن الإيجابيات ما لم يكن هناك ضوء من المرشد علي خامنئي يسمح بذلك، ففي طهران ليس هناك من يتحدث نيابة عن نفسه، فهل تعكس هذه الأجواء التي أشاعها ظريف بالضرورة رغبة عند القيادة العليا في التغيير؟

إن إعادة ترتيب العلاقات الإيرانية الخليجية تحتاج إلى وجود رغبة إيرانية حقيقية في التصالح وتطبيق سياسة مختلفة كليا، تنهي التدخل في شؤون الآخرين وتوقف محاولات إيران فرض نفسها قوة محورية إقليمية وحيدة وتقدم ترجمات ملموسة لكلام ظريف مثلا عن «أن السعودية وإيران بلدان كبيران مهمان سيضمن تعاونهما أمن المنطقة واستقرارها».

وعندما يقول إنه «مستعد لزيارة السعودية والمشكلة الوحيدة هي تحديد موعد للزيارة يناسب الطرفين»، ليتبين أن الرياض وافقت على هذه الزيارة وحددت له موعدا مع الأمير سعود الفيصل ولم يقبل، فهذا يعني استمرار أسلوب طهران في ممارسة الضغوط عبر تغليف السلبية السياسية بالإيجابية الكلامية، رغم إعلان المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم عن زيارة مرتقبة للرياض سيقوم بها رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني!

وفي حين توحي طهران بأنها حققت اختراقات في الصف الخليجي بعد جولة ظريف التي شملت عمان وقطر والإمارات، يجمع المسؤولون في الخليج على أن الأفعال وحدها لا الأقوال هي التي يمكن أن تصلح ما أفسده دهر من سياسات تدخل إيران في الشؤون الداخلية الخليجية ومحاولاتها إثارة القلاقل، ويتوقف هؤلاء أمام الموقف الإيراني الملتبس من مسألة الجزر الإماراتية الثلاث، فقد أعلن ظريف في الكويت استعداد إيران «لإجراء محادثات بشأن جزيرة أبو موسى»، ما أوحى باحتمال تغيير في النهج، لكن طهران سارعت إلى توضيح أن هناك «عدم دقة» في نقل كلام ظريف، الذي تعمد عشية زيارته إلى دولة الإمارات، تكرار موقف إيران عن الاستعداد «للبحث مع الإمارات في سوء الفهم فيما يتعلق بجزيرة أبو موسى»، بما يعني ضمنا أن حق الإمارات في الجزيرة هو نتيجة لسوء الفهم!

في انتظار الأفعال التي يمكنها وحدها إثبات وجود رغبة إيرانية حقيقية في سياسة تصالحية تقوم على الانفتاح والتعاون وعدم التدخل في شؤون الآخرين، تجمع التحليلات على أن عاصفة النيات الإيرانية الحسنة التي هبت على الخليج، تقوم على رهانات واضحة، هدفها أولا إضعاف حماسة قمة «مجلس التعاون الخليجي» لاتخاذ موقف حازم في وجه التدخلات الإيرانية، وخصوصا بعد الاتفاق النووي، وثانيا الإيحاء لواشنطن والدول الغربية بجدية حسن النية وسياسة التصالح الإقليمية في خلال الأشهر الستة تمهيدا للاتفاق النهائي، وثالثا إيجاد مقبولية عربية لمشاركة إيران في «جنيف 2».

 

الأشهر الستة مهلة للتفاوض على الحل النهائي لـ"النووي"

ثريا شاهين/المستقبل

كشفت مصادر ديبلوماسية، أن فترة الأشهر الستة الفاصلة عن توقيع اتفاق نهائي بين الدول الكبرى وإيران، وهي فترة بناء الثقة بين الطرفين، سيتخللها بدء التفاوض على الاتفاق النهائي الكبير بينهما. بحيث يهدف الاتفاق الى إنهاء البرنامج النووي الإيراني بالكامل، مقابل إنهاء العقوبات الدولية على إيران بالكامل أيضاً. لكن كل ذلك سيتم على مراحل وسيكون اتفاقاً طويل الأمد. وانهاء البرنامج يعني تفكيك كل المنشآت النووية. في حين أن الاتفاق الأولي الذي وقع قبل نحو أسبوعين كان هدفه عدم تطوير البرنامج ووقف العمل به مقابل رفع العقوبات المفروضة ما يعني أن البرنامج سينتهي، وأن هناك عوامل عديدة جعلت طهران تقبل بذلك, وهي:

ـ إن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني هو رئيس إصلاحي، وهذا معروف، وكان منتظراً منه أن يقوم بتغييرات في سياسته الخارجية للتمكن من أن ينعكس ذلك إيجاباً على الوضع الداخلي الذي يأتي في سلّم الأولويات الإيرانية. إن سياسات الرئيس السابق أحمدي نجاد لم تؤد الى تخفيف السلبيات التي انعكست اقتصادياً نتيجة العقوبات الدولية لا بل زادت الأمور تعقيداً، فاقتضى من الادارة الجديدة إحداث تغيير جوهري.

إن هناك زيادة في الضغوط المالية على إيران ووضعها الاقتصادي، نتيجة زيادة المدفوعات من جراء المشاركة في الحرب السورية إلى جانب النظام وتزويد النظام بالسلاح والمال. الأمر الذي جعلها تعيد النظر بموقفها من البرنامج النووي، ما يعطيها هامشاً معيناً من القدرة على التحرك في ما خص المسألة السورية، فضلاً عن التحرك اقتصادياً.

القيادة الإيرانية الجديدة تحتاج إلى أن تقدم شيئاً ملموساً الى المجتمع الإيراني بعد كل المعاناة الاجتماعية. الغرب كان اقترح على إيران منذ سنوات تجميد العقوبات مقابل تجميد البرنامج على أن يتم النظر في مرحلة لاحقة في مصير البرنامج ومصير العقوبات. هو الأمر الذي لم تكن إيران ترضى به، وبقيت المفاوضات معها في محلها. حتى الآن في التفاوض الدولي مع ايران لم يتم التطرق الى مشاكل المنطقة، لكن رشح أن التفاوض السري الأميركي الايراني تناول قضايا أساسية في تلك المشاكل. الآن لم يتم التوصل الى صفقة، انما ما تم التركيز عليه دولياً هو الاتفاق حول النووي. وايران تستفيد من هذا التفاهم من أجل أن تعزز دورها في المنطقة وتخفف عزلتها الخارجية والانفتاح على الغرب والعرب معاً. وما الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الى كل من الكويت وسلطنة عمان والامارات، سوى تأكيد على أن إيران تعمل على الانفتاح على الخليج، لإقامة علاقات جيدة معها، مما قد يؤدي الى ترتيبات معينة لتفاهمات حول قضايا المنطقة بما في ذلك الوضع اللبناني. توقيع الاتفاق الدولي الايراني عقّد الأمور في المنطقة الى حد كبير، والآن إنها قمة الخلاف. ولا يزال الطرفان السعودي والايراني على مسافة بعيدة من أي بوادر اتفاق. الأمر الذي يلزمه جهود حثيثة وضمانات تعيد فتح قنوات الاتصال. والانفتاح على الخليج يأتي في مرحلة ثانية ما بعد الاتفاق مع الدول الكبرى، بالنسبة الى إيران.

وكشفت المصادر، أن إيران ستشارك في مؤتمر "جنيف2" السوري، وأنه ستتم دعوتها وتدرس طريقة لذلك. وفي هذا السياق يلتزم لبنان بالعقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران. أما العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فإنه رسمياً لا يلتزم بها. أما إذا كانت هناك مؤسسات أو قطاعات خاصة أخذت خيار الالتزام بها، فإن ذلك لا يعني الدولة، انما تم بقرار ذاتي لتفادي أي منع بالتعامل أو عقوبات.

كانت هناك ضغوط دولية من واشنطن والاتحاد الأوروبي لكي يلتزم لبنان العقوبات التي فرضها هذان الطرفان. وكان التعاون مصرفياً ضرورياً لأن كل التحويلات تمر بنيويورك، حتى انه كانت هناك ضغوط على الخليج لكي يلتزم ليس فقط بعقوبات مجلس الأمن، بل أيضاً بالعقوبات الثنائية على إيران، منعاً لاستخدام المؤسسات اللبنانية أو الخليجية مجالاً للتهرب الإيراني من العقوبات والإخلال بالالتزام بها.

الحظر على المصارف الايرانية لم يرفع حتى الآن بعد، وينتظر الاتفاق النهائي، الآن فقط طاول رفع العقوبات تجارة البتروكيماويات والذهب، وتسديد 4 مليارات دولار من أصل 40 ملياراً من الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج. هناك دول لديها مصالح مع إيران طلبت من الغرب استثناءها من بعض الالتزام بالعقوبات، ودول التزمت بالعقوبات بشكل غير رسمي، لكنه واقعي.

مصارف لبنان ومعظم شركاته التزموا بالقرار الأميركي، لكن لا يعني وجود قرار رسمي، وهذا تلافياً للمعاقبة. إذ إن المؤسسات الخاصة تدرك مصالحها والدولة لم تتدخل.

القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والتي فرضت عقوبات على إيران هي: 1737 و1747، و1803 و1929. حظر السلاح ومنع ايران بيع السلاح الى خارج أراضيها وارد في هذه القرارات. وإزالة بعض العقوبات بحسب الاتفاق الأولي مع الدول الكبرى لم يكن يتضمن السلاح. ما يعني ان حظر السلاح مستمر لأن القرارات الدولية سارية ولم تلغ. وأي إلغاء مستقبلي للعقوبات من مجلس الأمن سيلتزم لبنان به عملاً بالتعاون مع مقتضيات الشرعية الدولية.

 

الرئيس المنتظر!

انطوان سعد/جريدة الجمهورية

صحيح أنّ في سلة بكركي أسماء مرشحين للرئاسة تداولتها الوسائل الإعلامية، منها من كان ولم يزل صديقاً للوصاية السورية على لبنان التي نكلت به أرضاً وشعباً ومؤسسات، وانتهكت كل خصوصياته، واستباحت فئاته وأحزابه التي عارضتها، وهجّرت من هجّرت، واعتقلت من اعتقلت، ونفت من نفت.

هل سينكفئ النواب عن تأمين النصاب؟

كذلك يوجد بين المرشحين من يقف على الحياد من هذه الوصاية وعدوانها السابق والمستمر على لبنان اقتناعاً منه بأنه يمكن أن يرضي الأطراف المتخاصمة، فيشكل نقطة إلتقاء بينهم ويمرر نفسه من داخلها فينجح في الوصول إلى سدة الرئاسة ويتربع على كرسي بعبدا، ولو لم يشكّل درعاً حامياً للرئاسة وللبنان واللبنانيين معاً، ليس إلا لكونه يعتقد أنّ من يشغل هذا الكرسي سيؤمن إستمراراً لهذا الموقع وتتويجاً لحياته السياسية أو المهنية أو حتى لبطالته السياسية المقنّعة. ويوجد بين المرشحين ايضاً مَن عارض ولم يزل الوصاية السورية معارضةً شديدة في ساحات المعارك، فحمل السلاح ضدها وعارضها حتى في سجنه أو في منفاه، وعارضها حتى بعد انسحابها من لبنان طالما بقيت تتدخل في الشؤون اللبنانية، وبغض النظر عن طبيعة هذا التدخل.

أما الأخطر بين هؤلاء المرشحين فهو الذي عارضها في الأمس ويبرّر عدوانها على لبنان اليوم، ويبرر مفهوم الديكتاتورية بحججٍ لا يستخدمها إلّا الديكتاتوريين أنفسهم وأهمها "حماية الأقليات"!

فهذا المرشح الذي انقلب من ضفة قتال إلى أخرى، لربما سينتقل أيضاً من ضفة إلى أخرى عندما سيشغل هذا المنصب، لأنّ تجربته في السلطة تؤكد عدم ثباته على إقتناع معين، وعدم وضوح خياراته وتبدل مساراته.

بين هذا وذاك يَعْلَق بعض المسيحيين بين ضبابية الخيار وقيودهم السياسية غير المتحررة والمعلّبة بثقافة الزعيم التي لم يعرفوا بديلاً منها. وإذا كان الشعب اللبناني ليس هو من سيختار الرئيس المقبل، بل ممثلوه في الندوة النيابية، فالسؤال المطروح هو من سيختار النواب للرئاسة أو أنّ معظمهم سينكفئ عن تأمين النصاب؟ وهل ستكون الكفاية السياسية ووضوح الموقف والرؤية لدى المرشح المعيار للإختيار؟

إضافة إلى تاريخه وتجربته السياسية ومدى قدرته على تأدية دوره كما يقتضي ذلك هذا الموقع من حكمة ودراية وخبرة وتجربة في تولّي الشأن العام، ومسؤولية الدفاع عن الأوطان، وقدرة على تأدية دور القائد وربّان السفينة وخبرة في حل ومعالجة المشكلات الداخلية والخارجية من سياسية وعسكرية وقدرة على تجاوز المطبات المستمرة التي تصطدم بها يومياً الحياة السياسية في لبنان، ونظرة إلى لبنان المستقبل وتجاوز للآداء التقليدي السياسي الممل. رئيسٌ لا تهزّه إغراءات اعتدنا السماع عنها منذ إستقلال لبنان ومحورها حاشية الرئيس وتجميع الثروات من جراء إستغلال السلطة.رئيسٌ يكون فعلاً الحكم الذي نحتكم إليه ومرجعه الدستور وانتماؤه إلى لبنان الأجداد والكيان التاريخي الذي لجأت إليه الأقليات ليكون لها مرتعاً للحرية وإطاراً للعيش المشترك ونبراساً للحق والعدل.

رئيسٌ ثقافته الدولة لا المزرعة، دولة بكل ما للكلمة من معنى، رئيسٌ لا يفرط يوماً بسيادة لبنان، أكان الإعتداء عليها إسرائيلياَ أم سورياً، فكلاهما معتدٍ. رئيسٌ لا ينتظر الإيحاءات الخارجية لكي يؤدي ما يفرضه عليه ضميره وأخلاقه قبل ما يفرضه عليه الدستور والقانون والعرف ومصلحة الوطن ومستقبل الأجيال القادمة.

رئيسٌ يذكرنا بأنّ نضالات أجدادنا لبناء الدولة لم تذهب سدىً، رئيسٌ لا يأتي بأيّ كان لشغل المناصب الحكومية، رئيسٌ لا يسكت عن سرقة المال العام والفساد المستشري والمستمر، رئيسٌ يكون حامياً للوطن وليس لنفسه، يتمتع بشخصية جريئة، صعب المنال لا يتراجع ولا يلين، مقدام شجاع يعرف كيف يقود شعبه والقادة هم من يبرزون وقت الصعاب، رئيسٌ يدرك كيف يجنب البلاد مخاطر الهلاك ولا يقودها إليه.

رئيسٌ لا تأتي به وصاية الداخل أو الخارج، بل الإرادات الحرة، لأنه يجب أن يكون كما الأمس ودائماً حراً بإرادته سيداً لقراره لا ينساق إلّا لعَلَمِه ودستوره ومصلحة وطنه.

هذه بعض من الصفات المطلوبة في شخصية الرئيس، والغربال سيلفظ كثيراً من المرشحين مع احترامنا لهم، فهل يحسن نواب الأمة الخيار أو يخضعون لمن لا يلتمس للدولة إلّا الفراغ الكامل، أم يختاروا وفقاً للظروف وليس وفقاً لما هو مطلوب فنبقى دائماً نتلقى نتائج الأحداث ولا نصنعها.

 

لم يعد بعيداً اليوم الذي نسمع ونشاهد ونقرأ فيه ان التنسيق الأمني والتعاون العسكري بين حزب الله الإسرائيل في لبنان وسورية

وسترون العجب!      

حسن صبرا/الشراع

لم يعد بعيداً، اليوم الذي نسمع ونشاهد ونقرأ فيه ان التنسيق الأمني والتعاون العسكري بين حزب الله والعدو الصهيوني في لبنان وسورية (وربما أبعد) بات علنياً وعميقاً وشاملاً لمواجهة التكفيريين، أي الاسلاميين السنّة الذين يبايعون تنظيم القاعدة لصاحبه أيمن الظواهري المختبىء في أحد معسكرات الحرس الثوري الإيراني في طهران، أو على الحدود السورية – العراقية، كما تردد معلومات أمنية.

حسن نصرالله حسم الأمر، فعدوان عصاباته على الشعب السوري المسلم بات أولوية على لسان أمين عام حزب الفرس في لبنان، لأن للبنان وسورية مصلحة في مواجهة التكفيريين الذين يقاتلون حليفه بشار الأسد.. أليس هذا هو رأيه العلني؟ إسرائيل تعتبر ان التكفيريين هم الذين يشكلون خطراً على أمنها، الذي حفظه لها حافظ وبشار وماهر الأسد طيلة 40 سنة (1974 – 2013) أليست هذه قراءة الصهاينة العلنية لتبرير دعمها لبقاء بشار ونصره ضد ثورة الشعب السوري هذه، منذ سنتين وتسعة أشهر؟ المصلحة السياسية – الأمنية – الاستراتيجية الآن، علنية بين إسرائيل وحزب الله.. في مواجهة التكفيريين.. ما الذي يمنع ان يعلن الاثنان هذا التحالف)).

وسترون العجب أيضاً عندما تكتشفون ان إسرائيل ستوافق أميركا على عقد الصفقة علناً بين الولايات المتحدة والنظام الايراني الحالي، مرجع حزب الله، وبشار والمالكي والحوثي وعمر البشير.

إذن، من يتوهم ان صفقة واشنطن – طهران، أوباما – خامنئي، ستكون على حساب حزب الله وبشار الاسد يسير عكس التيار، فمن ضمن أولويات الصفقة عند النظام الايراني، ان تعترف إدارة أوباما له بحقه في التوسع الاستعلائي العنصري على حساب العرب. ولأن الأولوية عند أميركا وإسرائيل هي مواجهة الاسلاميين التكفيريين في الوطن العربي (لبنان، سورية، العراق، اليمن..) فإنها تلتقي بالمصلحة مع النظام الايراني.

ولأن أميركا أوباما وإسرائيل دائماً لا تريد المغامرة بدفع قواها العسكرية لمقاتلة أعداءها التكفيريين، فإنها ستدفع الثمن لإيران سياسياً وأمنياً واستراتيجياً كي يتولى النظام الايراني مقاتلة هؤلاء التكفيريين في أي مكان تحدده أميركا وإسرائيل لملاحقتهم. ولإيران أدوات في لبنان (حزب الله) وفي سورية (بشار) وفي العراق (المالكي) وفي اليمن (الحوثي) تأمرهم ان يقاتلوا التكفيريين الاسلاميين فيفعلون.. وكانت سابقاً أمرت حزب الله ان يقاتل إسرائيل ففعل، وأمرت الحوثي ان يقاتل علي عبدالله صالح، ففعل وأمرت المالكي ان يقاتل المقاومة العراقية ضد الاحتلالين الاميركي – الايراني ففعل، وأمرت بشار ان يقتل رفيق الحريري ففعل.

صفقة واشنطن – طهران ستعزز مكانة حزب الله وبشار في لبنان وفي سورية. واشنطن وتل ابيب، أتدركان ان طهران تمسك لجام التكفيريين على اراضيها، وفي سورية، وفي العراق.. وفي لبنان، استخدمتهم سابقاً لقتال الاميركان في العراق.. استخدمتهم سابقاً لقتال الجيش اللبناني عبر فتح الاسلام، أرسلتهم بالمئات الى سورية، بعد ان حررتهم من سجون بغداد لقتال الجيش الحر في سورية، تفتيتاً لثورة سورية ضد بشار وعصاباته.

اذن، لم لا تتحالف اميركا – ايران – اسرائيل لمواجهة هذا البعبع الذي ساهم الجميع بصنعه؟ ولماذا لا يكون التنسيق الامني – العسكري – الاستراتيجي بين حزب الله واسرائيل.. علينا عميقاً شاملاً؟

 

طرابلس والثقة بالجيش

 علي حماده7 كانون الأول 2013/النهار

لا نعلم من دخل على خط العلاقة بين الجيش و منطقة باب التبانة قبل يومين، فاستعرت الاوضاع على نحو كاد أن ينذر بحدوث مواجهة "متدحرجة" بين شارع لم يتأخر يوما عن المناداة بدخول الجيش الى كل المناطق الطرابلسية من بعل محسن الى المدينة وصولا الى البحر. طبعا جرت معالجة الأمور بسرعة وهدأت بعدما بدا للوهلة الاولى ان ثمة مشكلة كبيرة. بداية لا بد للرأي العام ان يعرف ان عدداً لا بأس به من قادة المحاور في طرابلس والتبانة على علاقة "وطيدة" بجهاز أمني، ولن نزيد، وبالتالي من المستغرب ان يحصل سوء تفاهم لمدة طويلة. في مستوى آخر لا يخفى على ابناء طرابلس ان عددا من المجموعات المسلحة مرتبطة ماليا بمرجعيات محلية رسمية لا تكف عن التغني بالدولة وفي الوقت عينه يتجمع العديد من قادة المحاور في دُورها! غير أن المشكلة الحقيقية الان ومن دون العودة بعيدا في الزمن، تكمن في جريمتي تفجير جامعي السلام والتقوى وآثارهما على صعيد التحقيقات التي ادت الى توجيه اصابع الاتهام الى النظام في سوريا وتابعيه في لبنان، وفي مقدمهم أركان "الحزب العربي الديموقراطي" علي عيد ونجله رفعت. وقد ورد اسم علي عيد في التحقيق، واستدعاه القضاء، ولكنه رد ونجله باسلوب المواجهة المباشرة مع العدالة محاولا توجيه المشكلة صوب فرع المعلومات في السياسة وليس في الوقائع المثبتة. وأتاهما المدد على عجل من النائب سليمان فرنجيه وآخرين في محاولة لتحويل الانظار عن اساس المشكلة الحالية التي تتلخص بعجز القضاء والاجهزة، أو عدم رغبتهما في تطبيق القانون على فريق يمارس البلطجة علنا ولا رادع له. في موضوع التفجيرين، الامر خطير جداً لأن تقاعس الدولة بكل مفاصلها لن ينسي الناس الموضوع، بل انه سيفاقم الإحتقان بين الفريقين ليصل الأمر الى انفجار كبير آت لا محالة. لقد طالب ابناء طرابلس بنزع السلاح من الجميع بالتوازي. وطالبت المرجعيات السياسية غير الحكومية بذلك ايضا. وهنا سؤالنا لرئيس الحكومة الذي اغرق طرابلس والبلاد بالكلام المعسول المفتقد أي مضمون سياسي وعملي حول امن المدينة. ما الذي يؤخر تطبيق خطة نزع السلاح من الجميع، اي من المدينة وجبل محسن معا؟

وماذا فعل ميقاتي في سبيل حل ازمة طرابلس - جبل محسن؟عندما حصلت المواجهات المحدودة بين عدد من ابناء التبانة والجيش، حضر موضوع الثقة بالجيش. وتحدث بعضهم عن سياسة المكيالين في التعامل مع اللبنانيين، حيث يخضع قسم كبير من اللبنانيين بمحض ارادتهم للقانون ولمنطق الدولة على نفيض فريق اخر من اللبنانيين، ومع ذلك تقسو اجهزة الدولة على الاولين بينما تتقاعس وتجبن امام الآخرين. هذا لا يعني ان مسلحي التبانة حالة شرعية، انما لا يمكن ايجاد حل متكامل إلا بمعاملة بالمثل في بعل محسن، يكون مدخلها احضار علي عيد ونجله امام القضاء للاجابة عن الاسئلة "الكبيرة" المتعلقة بتفجير الجامعين. هذه بداية، ونزع السلاح بالتوازي هو حل شامل لازمة هذه المدينة المنكوبة.

 

إسرائيل ربحت أمنياً وقد تخسر سياسياً وإيران ربحت سياسياً وقد تخسر أمنياً

 النهار/اميل خوري7 كانون الأول 2013

هل يتمكن المتضررون من الاتفاق مع إيران حول الملف النووي من عرقلة تنفيذه تنفيذاً دقيقاً كاملاً بدءاً بعرقلة التوصل الى اتفاق في مؤتمر جنيف – 2؟ ومن هم المتضررون؟

ترى أوساط سياسية أن من بين المتضررين: أولاً "حزب الله" الذي هاجم السعودية متهماً إياها بالوقوف وراء التفجير أمام السفارة الايرانية في حين يتوقع المراقبون حصول تقارب بين إيران والسعودية، وبعدها أعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال زيارته الدوحة آتياً من سلطنه عمان: انه يتعين على ايران والسعودية العمل معاً من أجل السلام والاستقرار في المنطقة وأكد استعداده لزيارة السعودية. معتبراً أنها بلد يتمتع بأهمية بالغة في المنطقة وفي العالم الاسلامي، فهل يعقل أن يكون في الأمر توزيع ادوار وازدواجية في السياسة الايرانية أم صراع داخلي؟ ويشعر "حزب الله" من جهة أخرى بأن التقارب الايراني – السعودي قد يكون على حسابه ولمصلحة لبنان الدولة القوية القادرة التي لا يكون سلاح غير سلاحها.وانه اذا تحقق هذا التقارب وبات السلام قريب المنال فلا يبقى عندئذ لسلاح "حزب الله" وظيفة لا محلية ولا اقليمية ولا دولية، بل يتحول حزباً سياسياً كسائر الاحزاب في لبنان.

ثانياً: ان اسرائيل التي ربحت الأمن الدائم والثابت بعد إزالة السلاح الكيميائي السوري ومنع انتاج السلاح النووي الايراني، وانشغال العرب عنها بالاقتتال في ما بينهم، تخشى ان تخسر سياسياً اذا اتفقت اميركا وروسيا على تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة على أساس حدود 1967 فتخسر عندئذ حلم بقائها في الجولان وفي جزء كبير من الضفة الغربية وفي القدس التي تسرع اسرائيل في تهويدها.

ثالثاً: اذا لم يتحقق التقارب بين السعودية وايران لسبب من الأسباب، فان المواجهة قد تعود على اشدها بين محور سني بقيادة السعودية ومحور شيعي بقيادة إيران. وهو ما تراهن اسرائيل عليه لابقاء المنطقة في توتر دائم يجعل اسرائيل تعيش براحة واطمئنان، وقد لا يكون قيام هذين المحورين مزعجاً لاميركا وروسيا لأن التوتر إذا ما حصل بينهما يبقى خاضعاً لسيطرة الدولتين الكبيرتين.

ثمة من يتوقع حصول تقارب بين السعودية وايران بتشجيع اميركي - روسي، لأن هذا التقارب يقيم على محور الاعتدال في المنطقة في وجه الأصوليين والتكفيريين الذين يشتد ساعدهم ويمتد نفوذهم عند حصول خلاف حاد وتوتر شديد بين ايران والسعودية. وثمة من يخشى عدم التوصل الى هذا التقارب اذا تعذر التوصل الى تسوية للازمة السورية ترضي كلتا الدولتين. وهي تسوية تنتظر نتائج مؤتمر جنيف – 2 وهو مؤتمر له متضررون منه أيضاً بينهم نواب إيرانيون يعتبرون ان الاتفاق حول الملف النووي فيه تنازل عن مسائل تتعلق بالسيادة الوطنية وفيه بنود غامضة ومن الخطأ اعتبار التخلي عن السلاح النووي في ايران وعن السلاح الكيميائي في سوريا مكسباً وانتصاراً ونقطة قوّة.

رابعاً: الاتحاد الاوروبي الذي كان خارج الاتفاق مع ايران وقد يبقى خارج أي تسوية في سوريا وفي المنطقة بحيث تصبح دول العالم تحت ادارة الدولتين العالميتين اميركا وروسيا مع المحافظة على مصالح الجميع حرصاً على الأمن والاستقرار.

واذا كان للاتفاق مع ايران متضررون وكذلك لنجاح مؤتمر جنيف – 2، فهل يمكن التوصل الى تنفيذه كاملاً أم إن الشيطان يكمن في التفاصيل؟ وليس على من يشعرون بأنهم متضررون سوى انتظار انتهاء مدة الستة اشهر المجددة للتنفيذ فاما يكون انفراج أو يكون انفجار. وعندها لا يكون هو الاتفاق الوحيد الذي ظل بدون تنفيذ كامل وعاد التوتر بعده.

ومن جهة أخرى، لا يمكن فصل نتائج مؤتمر جنيف – 2 عن الاتفاق النووي مع ايران وتنفيذه لأن تسوية الأزمة السورية مرتبطة الى حد بتنفيذ هذا الاتفاق، ولا شيء يدل حتى الآن على أن هذه التسوية قريبة، خصوصاً أن الاتفاق مع ايران لا يشمل النزاع بين القوى الاقليمية في المنطقة كي يسود فيها الأمن والاستقرار ويعم الازدهار. فنحن الآن لم نعرف من هي الدول التي تشارك في مؤتمر جنيف – 2 ومن هي الشخصيات السورية التي تمثل النظام والتي تمثل خصومه وما هي الحلول التي ستطرح؟

ومن الآن الى أن يتم التوصل الى اتفاق، فان المتحاربين على الارض السورية مختلفون ولكل منهم اجندته... من يُعرفون بالجهاديين من خارج سوريا لا تعنيهم وحدة سوريا ولا دماء شعبها وتشرد أهلها ولا الدمار الشامل. وان اي اتفاق يتم التوصل اليه في جنيف – 2 قد لا يكون قابلاً للتنفيذ على الارض من دون الاتفاق على الوسائل او كانت الحكومة الانتقالية المفترض تشكيلها عاجزة عن مواجهة مَن هم ضد هذا الاتفاق، فيحل بسوريا عندئذ ما يحل بالعراق وليبيا. الواقع أن همّ دول الغرب وروسيا هو محاربة تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المتفرعة عنه من خلال اقامة انظمة قوية تستطيع مكافحة الارهاب في المنطقة لأن ليس في استطاعة اي دولة بمفردها أن تفعل ذلك بل مجموعة دول تشكل تحالفاً في ما بينها لهذه الغاية.

 

ضجة نصرالله والكاتم الإسرائيلي

 احمد عياش7 كانون الأول 2013/النهار

لا بد من قراءة ما كتبه رونن بيرغمان في "الفورين بوليسي" على موقعها الإلكتروني تحت عنوان"لائحة اسرائيل للقتل" لمعرفة أهمية القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس. فقد ظهر المقال بعد ساعات من اغتيال اللقيس ليقول ان مسؤولاً في المخابرات الاسرائيلية "ابتسم" عندما علم صباح الاربعاء الماضي باغتياله، وقال: "هناك قمة ستعقد في السماء"! ويعدد الكاتب من سيحضر القمة وهم: عماد مغنية القائد العسكري الاعلى في "حزب الله"، الجنرال محمد سليمان المنتدب من الرئيس بشار الاسد لرئاسة المشاريع السرية الخاصة، حسن طهراني مقدم رئيس فرع تطوير الصواريخ في الحرس الثوري الايراني، محمود المبحوح مسؤول حركة "حماس" عن العلاقات التكتيكية بين الحركة وايران واللقيس الذي يوصف بأنه خبير تطوير اسلحة "حزب الله". وبينما كانت اسرائيل تحتفل باكتمال لائحة اغتيال من تصفهم بأنهم اعضاء في "الجبهة الراديكالية"، كان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وقبل قليل من اغتيال اللقيس يشن حملة على فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي في معرض دفاعه عن موقوف في جريمة تفجير مسجديّ طرابلس الشيخ احمد الغريب سائلا: "هل يوجد احد لا يخاف أو يقلق بأن يسلّم نفسه الى فرع المعلومات؟". وللتذكير فقط ان هذا الفرع أيام رئاسة اللواء وسام الحسن سلم نصرالله كل معطيات شبكة التجسس داخل الحزب وتضم مسؤولين قريبين جداً من الامين العام وانقذته مما كان يدبر له. وقد اصبح اعضاء الشبكة في غياهب الحزب بدلاً من ان يكونوا في قبضة العدالة اللبنانية. انه الانكشاف الكامل لـ"حزب الله" الذي اتاح لاسرائيل انجاز لائحة قتل تضم أخطر الاشخاص في نظرها. وللمفارقة فإن اغتيال اللقيس في المربع الامني الاهم للحزب في لبنان، أي الضاحية الجنوبية لبيروت، كان الاكثر سهولة بين اغتيال سائر افراد اللائحة. إذ احتاج الامر فقط الى مسدس او اثنين مزوّدين بكاتمين للصوت. أما الحزب والضاحية فكانتا غارقتين في الضجيج الذي أحدثه نصرالله ليلة اغتيال اللقيس من خلال المقابلة التلفزيونية التي حمّل فيها نصرالله السعودية المسؤولية عن الازمات في لبنان والمنطقة، أي ان اسرائيل لم تعد في حسابات نصرالله. وأصبح الاخير متفرغاً بالكامل ليؤدي دوراً "متدحرجاً" فيكون "البحصة التي تسند خابية" كما يقول نصرالله في الحرب التي يخوضها النظام السوري من اجل البقاء. وبكلام آخر، أصبح رجال ايران الذين جرى اعدادهم لقيادة القتال ضد اسرائيل، واللقيس الاخير بينهم، خارج الخدمة. وسيكون من باب التسلية الحديث عن "انتقام" ينفذه حزب نصرالله ضد اسرائيل رداً على اغتيال اللقيس. ان نصرالله بقّ ليلة اغتيال اللقيس "البحصة": اسرائيل لم تعد عدوا! فالحرس الثوري الايراني حدد لنصرالله عدوا جديدا!

 

الاغتيال المباشر تحدِّ أمني جديد مواجهته بالتنسيق وتبادل المعلومات

 النهار/خليل فليحان 7 كانون الأول 2013

عادت ظاهرة اغتيال الشخصيات السياسية والحزبية الى البروز في لبنان باغتيال القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس لتقلق المسؤولين مجدداً. وأفاد أحد الخبراء في مكافحة هذا النوع من الجرائم أن منفذيها يكونون من المحترفين، ونادراً ما يُكشفون.ولعل ما يفاقم الأمور هو أن التهديدات التي توجّه الى مسؤولين، وآخرها الى وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، تبث على شاشات بما يقلق ليس فقط الشخصية المهددة، بل أيضاً عائلتها والمجموعة السياسية أو الحزبية التي تنتمي إليها، وتسمم الوضع العام في البلاد، مثل تهديدات "داعش" لوزير الداخلية. ومما يؤذي أكثر، أن التدابير الاحترازية التي تتخذها السلطات الأمنية الرسمية والحزبية لا تكفي لحماية المستهدفين السياسيين أو الحزبيين، بل المطلوب اجراءات أمنية خاصة به، ولم تتوافر معلومات دقيقة لمعرفة السبب الكامن وراء اغتيال اللقيس بهذه الطريقة وليس بواسطة سيارة مفخخة كما كان متبعاً منذ سنوات.

وشدّدت مصادر قيادية على أهمية كشف هوية المجرم لمعرفة الدافع الى ارتكاب الجريمة ضد المغدور أمام منزله فيما كان يركن سيارته، لاتخاذ اجراءات تحمي مسؤولين حزبيين من وزنه، اذ انه كان يتمتع بمكانة علمية وقتالية استعملها في المواجهات ضد اسرائيل، وكان له دور المنسق بين الحزب وايران. وقالت صحيح أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال كما يحصل دائماً في هذه الحالة، لكن الصمت في هذا المجال يربك أكثر في مناخ لا أحد من القوى السياسية أو الحزبية يتنازل فيه لخصمه حتى لو اندلعت حرب من لبنان أو عليه. ولفتت الأجهزة الأمنية المختصة الى ضرورة التنبه وتشديد الرقابة على طول الحدود مع سوريا، ومن المطار الى المرافئ الى بوابات العبور البري، بعدما تبيّن لأوروبا أن 2000 من مقاتليها يخوضون المعارك ضد قوات النظام وأنهم ينتمون الى تنظيم "القاعدة"، وتخشى الدول الأوروبية تصرفات هؤلاء في الدول التي ينتمون اليها في محاولة منهم للضغط على الحكومة لتحقيق مطالب معينة. وأشارت الى أن العملية الانتحارية أمام السفارة الايرانية في الجناح فصل جديد من فصول زعزعة الاستقرار والأمن، وهذا النمط من العمليات يصعب مكافحته او الاحتراز منه قبل وقوعه، حتى ان الاجراءات الأمنية التي تتخذ، سواء الثابتة أو المتحركة، أي مواكبة للشخصية – الهدف لا تنفع في مواجهة الانتحاري، وان وجود البعض منهم في البلاد غير مؤكد، أو على الاقل لا أحد يعلم موقعهم من أجل مراقبتهم، كما أن من هدد الوزير شربل وعد بمجيء عناصر من التنظيمات المتطرفة الى لبنان لتنفيذ عمليات اغتيال ضد أهداف رسمية وحزبية، وهذا ما يستدعي رصّ الصفوف لمواجهة الإرهاب.

 

14 آذار في مرحلة ما بعد اليأس من "حزب الله" فراغ شامل أو عودة إلى 1988 والحكومتين؟

 ايلي الحاج7 كانون الأول 2013/النهار

يقفل "حزب الله" كل أبواب الأمل في التوصل إلى حل معه. بقية اللبنانيين الذين لا يذهبون مذهبه في السياسة وصلوا بعد ثماني سنوات من المحاولات العقيمة إلى مرحلة ما بعد اليأس منه. وهذا تطور خطير.

"ما الذي نحن في انتظاره؟". السؤال بدأ يفرض نفسه على اجتماعات وجلسات لدوائر قوى 14 آذار، والأجوبة تتهاوى تباعاً: بعد 2005 اعتقدنا أن تفاهماً ما يمكن إرساءه مع الحزب المسلح على قاعدة أن يعيده ذلك إلى لبنانيته. سقط هذا الوهم وتأكد للجميع في لبنان حتى لحلفاء "حزب الله" أنه "حرس ثوري إيراني" أكثر من الحرس الثوري في طهران. تطورات سوريا؟ تبدو سوريا في أصعب أوضاعها وعذابات شعبها طويلة. من جهة مقابلة، يقوم بين "حزب الله" وإسرائيل ستاتيكو مريح لكل منهما في ظل القرار 1701. وفي أسوأ الأحوال إذا حصل احتكاك بينهما على الحدود فسترجع إسرائيل الحزب إلى الداخل اللبناني ليحصر همّه فيه كما يفعل منذ 2006.

كان ينقص أن يعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عزم الفريق الذي يدور في فلك الحزب على عدم تسليم الوزارات إلى حكومة جديدة يشكلها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف قبيل انتهاء الولاية، ليكتمل عند بقية اللبنانيين (14 آذار) اقتناع بأن الحزب عازم على وضع يده على الدولة من خلال فرض فراغ رئاسي وعدم تسليم حكومة جديدة لا ترضيه. في ألطف الأحوال يمكن أن يخير هذا الحزب بقية اللبنانيين كما كانت تفعل القيادة السورية في زمن الوصاية وما قبلها: تريدون رئيساً للجمهورية؟ هاكم هذا المرشح الوحيد الذي نراه صالحاً للتوافق عليه، إما هو أو الفوضى. تريدون حكومة جديدة؟ هاكم وصفتها الشهيرة والوحيدة أيضاً: 9- 9- 6 مع بيان وزاري يتحدث عن "جيش وشعب ومقاومة"، وإلا فإننا نكمل في إدارة لبنان من خلال حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة باعتبارها دستورية وشرعية وتستوفي الشروط التي نضعها نحن. شاء من شاء وأبى من أبى.

عدم الاعتراف بشرعية حكومة انتقالية قد تتشكل وفقا للأصول قبل مدة قصيرة من انتهاء الولاية الرئاسية والإمتناع عن تسليمها الوزارات سيذكر بحقبة سوداء من تاريخ لبنان في ظل حكومتي الرئيسين ميشال عون وسليم الحص. ولكن ثمة فارقاً اخترعه الرئيس بري. فبعدما أصدر الرئيس أمين الجميّل مراسيم تشكيل حكومة العسكريين برئاسة الجنرال عون في آخر أيام ولايته، 22 أيلول 1988، وصفها الطرف المناوئ للجميل وعون و"القوات" في تلك الحقبة بأنها حكومة دستورية ولكن غير شرعية لأنها لا تضم وزراء مسلمين، علماً أن هؤلاء استقالوا منها. لم يقل أحد بأنها لا تتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية لأنها لم تنل الثقة، في موقف تفسير للدستور، أشبه بأرنب أخرجه من جيبه الرئيس بري. يستلزم خرق هذا الحصار السياسي المحكم وفق قيادي في قوى 14 آذار خطة مواجهة لا تخشى المواجهة وأثمانها حتى لو كانت باهظة، خصوصا أن الأجواء الإقليمية وحتى الدولية خلافاً لما يعتقد الحزب المسلح لا تصب في مصلحته، وأن هناك عزماً على مواجهة سياسة إيران التوسعية لم يكن متوافراً من قبل. شرط نجاح هذه الخطة أن تخوضها القوى المتحالفة مجتمعة أولاً. علماً أن خلية سياسية بدأت تعمل للتنسيق في موضوع استحقاق رئاسة الجمهورية. ويجب أن يكون عنوان المواجهة منع الفراغ في كرسي الرئاسة نظراً إلى أهمية هذا الموقع على رأس هرم الدولة وحيويته ومحوريته. صحيح أن رئيس الجمهورية فقد بعضا من صلاحياته لمصلحة مجلس الوزراء مجتمعاً إلا أن توقيعه أو عدم توقيعه لا يزال مورياً في الدولة. سيكون أمام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفقا لرأي سياسي بارز أن يدعو إلى مؤتمر مسيحي يضم جميع البطاركة وجميع النواب المسيحيين وأن يعلنوا تعهدا بالحضور إلى جلسة انتخاب الرئيس قبل 10 أيام من انتهاء الولاية حتى لو لم يدع رئيس المجلس إلى الجلسة. هذا ما يقوله الدستور. هذا ما يقوله المنطق إذا كان المسيحيون لا يريدون فعلاً آخر رموز حضورهم وتأثيرهم في الدولة أمام اجتياح "حزب الله" لكل الطوائف وفرض شروط الإستسلام عليها.

 

من الشراع/مقابلة مع النائب بطرس حرب/ دخلنا في العرقنة وبذور التفجير قائمة/07 كانون الأول/13

*حزب الله دخل في اللعبة السياسية ولم يعد حزباً مقاوماً لإسرائيل

*انفتاح بعض التيارات السياسية هو انتخابي وموسمي

*التقارب الاميركي – الايراني يريح ويقلق في آن واحد وقد يخلق نوعاً من التوازن

*لو عاد القرار لحزب الله في قيادته المحلية لما شارك في القتال بسورية

*لا يوجد حالة عداء مع حزب الله وهو جزء من الشعب اللبناني

*اعلان نصرالله ولاءه لولاية الفقيه يجعل من حزب الله جسماً غريباً في المجتمع اللبناني

*موقف حزب الله من محاولة اغتيالي مستغرب ولم أجد له تفسيراً

*الوضع اللبناني مقلق وهناك حالة من انعدام التوازن

*دخلنا في العرقنة ويمكننا الخروج منها اذا انسحب حزب الله من سورية وأعدنا احياء المواثيق الوطنية

*رئيس الجمهورية مقتنع بوجوب تشكيل حكومة قبل 25 ايار المقبل

*نريد حكومة لا تغطي على افعال حزب الله في سورية

*بذور التفجير قائمة ولا مصلحة لأحد بتفجير الوضع في لبنان

*لم نراهن على سقوط الاسد او عدم سقوطه وما يحصل في سورية يقرره السوريون

*لن أترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية اذا لم يكن هناك جو لبناء الدولة

*14 آذار على حالها والظروف الامنية تمنع التواصل المستمر

*اذا كانت صيغة الثلثين سيواكبها تعطيل عندها نكون قد عطلنا الدستور والجمهورية

يعتبر النائب بطرس حرب ان التقارب الاميركي – الايراني يريح ويقلق في آن معاً، ولا سيما انه قد يحمل نوعاً من التوازن الذي قد ينعكس على لبنان على الساحة الداخلية والاقليمية، ولكنه يفضل ان لا يستعجل الامور وينتظر ما سيحمله هذا التقارب في المستقبل، على اعتبار ان الوضع الداخلي الايراني قد تغير بطريقة شبه جذرية على اثر تسلم الرئيس حسن روحاني دفة الامور.

ويصف الانفتاح السياسي بين التيارات السياسية اللبنانية خصوصاً تلك التي تنضوي تحت لواء 8 و14 آذار/ مارس انه بمثابة انفتاح انتخابي وموسمي لا اكثر ولا اقل، منتقداً بعض الاحزاب التي تغير في مبادئها تناغماً مع السياسات الجديدة وتحديداً حزب الله.

ويخشى النائب حرب من الوضع اللبناني الذي يصفه بـ((المقلق)) معتبراً اننا دخلنا في العرقنة، ولكننا بالامكان الخروج منها اذا انسحب حزب الله من سورية وأعدنا احياء المواثيق الوطنية، مؤكداً اهمية تشكيل حكومة قبل الاستحقاق الرئاسي في 25 ايار/ مايو.

هذه المواضيع وسواها يتحدث عنها النائب حرب في هذا الحوار.

حليب سورية

# بعد التقارب الايراني – الاميركي، هل نحن امام عتبة تفويض اميركي لإيران بإدارة الوضع في لبنان سيما ان هناك سوابق بعد ان تم تفويض سورية بحكم الوصاية في لبنان؟

-      هناك مثل يقول ((شو باك بتنفخ على اللبن، قال كاويني الحليب))، التجارب مع الدول الكبرى خصوصاً الولايات المتحدة الاميركية لا تسمح لأحد ان يرتاح اذا ما حصلت صفقات من تحت الطاولة، وبالتالي هذه الصفقات تطيح بطموح شعوب صغيرة العدد مثل الشعب اللبناني، ولا سيما انه في الماضي تم انجاز اتفاق الطائف وقرر اثره صدام حسين غزو الكويت. اتفاق الطائف وضع ليستعيد اللبنانيون سيادتهم من الوصاية العملية والعسكرية والوجود السوري، الا انه عندما احتل صدام الكويت احتاج العالم للقيام بعملية عسكرية من اجل اخراجه منها آنذاك، واحتاج العالم طبعاً والذي وجهه غربـي وطابعه مسيحي لتغطية اسلامية فاتجه الى بعض الدول العربية والاسلامية للمشاركة في عملية تحرير الكويت من الغزو العراقي وكانت احدى تلك الدول سورية التي اشتركت رمزياً بذلك، الا انه ثمن هذه التغطية التي تخدم المصالح الاميركية ضرب اتفاق الطائف والمبادىء التي قام عليها.

فكانت الفدية او الضحية على مذبح المصالح الاميركية، اعطاء سورية تلك الصلاحية بوضع يدها على لبنان، وبدل ان يطبق الطائف طبق القرار الدولي بإعطاء سورية الوصاية على لبنان مجدداً.

عندما تصطدم مصالح الدول الكبرى بالمبادىء او مصالح الدول الصغرى فإن مصالح الدول الكبرى هي التي تغلب.

في لبنان هناك مشكلة كبيرة وهي الوجود الايراني المباشر وغير المباشر وسيطرة ايران على لبنان ان كان عبر خبرائها او عبر املاء سياستها على لبنان مسهلة بالوجود العسكري لحزب الله المرعي ادارياً من ايران.

اقول هذا الكلام لأؤكد انه عندما يكون هناك مصالح لدول كبرى اذا اصطدمت مع مصالح دول صغرى قد تكون الاخيرة ضحية الا ان هذا لا يعني حكماً ان الاتفاق الاميركي – الايراني سيؤدي بالنتيجة الى هذا الاحتمال.

# ولكن قد يدلل الى ذلك؟

-      سوف أصل الى ذلك، المعلومات الموجودة لدي ان المباحثات الاميركية – الايرانية اقتصرت على الموضوع النووي ولم تتجاوزه. وفي ذلك ما يطمئن من جهة وما يقلق من جهة اخرى، لأن مسألة النووي مرتبطة بأمن المنطقة ومرتبطة بتوازن القوى العسكرية والسياسية فيها.

اذا اكتفى الاميركيون برفع العقوبات عن ايران بهذا المكسب دون ان يكون لهذا البحث صلة في عدم الاستمرار في المشروع النووي، هذا سيحسن العلاقات الدولية مع ايران وسيؤدي بالمسار الى مناحٍ اخرى ومنها وقف تدخل ايران الاقليمي في شؤون الدول الاخرى.

وأحد تجلياتها الكبرى وجود حزب الله المسلح والمدرب والممول والمدعوم من ايران، اذا كان الامر محسوماً بهذا الامر فقط دون التطرق لهذه الامور فإن الامر يقلقنا.

واذا تطرق لهذا الامر ولم يجر اتفاق على ان ايران تنكفىء وتؤدي دورها ضمن حدودها الجغرافية وتتنازل عن دورها الامبراطوري في العراق وسورية ولبنان، برأيي آنذاك موضوعنا يدخل بهذا المنحى لمعرفة ما اذا كان هذا الاتفاق سيحسن العلاقة الاميركية – الايرانية على حساب استقلال واستقرار الدول الاخرى، آخذاً في الاعتبار وجود اسرائيل كدولة عدوة على حدود لبنان ومصالح اسرائيل التي تتقدم على مصالح كل العالم في اميركا قد تكون عاملاً موضوعياً بفتح ملفات جانبية احدها ملف الوجود العسكري الايراني عبر حزب الله على حدود اسرائيل الشمالية، دون ان ننسى انه بعد العام 2006 ووجود القوات الدولية على الحدود الفاصلة بين الكيان الاسرائيلي وبين حزب الله، فإنه عنصر ايجابي لإسرائيل لأنه للمرة الاولى في تاريخ نزاعها مع لبنان تم وجود قوى ضامنة للسلام ومنذ العام 2006 وحتى الآن لم نسمع ولا حادثاً بين حزب الله واسرائيل.

واذا كان هذا الامر يخدم اسرائيل، فإن وجود ام عدم وجود حزب الله في لبنان لا يعني ابداً اسرائيل.

لذا هناك عدة عوامل متداخلة تدفعنا لا نعجل بالوصول الى خلاصات ولننتظر الاشهر المقبلة التي سوف تكشف مسار المباحثات الاميركية – الايرانية.

حزب الله و14 آذار

# 14 آذار تتخذ مواقف معلنة ضد حزب الله بدءاً من كلام الدكتور سمير جعجع وصولاً الى تصريحات الرئيس امين الجميل، هل هذا هو الواقع السياسي ام ان هذه التصريحات ورقة لرفع السقف قبل الجلوس الى الطاولة؟

-      أود ان أؤكد بأنه لا يوجد حالة عداء في 14 آذار/ مارس لحزب الله كحزب وكطائفة وكمجموعة من الشعب اللبناني، انما لدينا رفض للممارسات وللوجود العسكري الذي تحول الى عنصر سياسي في السياسة الداخلية اللبنانية، ورفض لممارسات حزب الله فيما يتعلق بالوضع الاقليمي وتدخله في الصراع السوري – السوري مع انعكاساته على لبنان. نحن ندرك ان حزب الله شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، فهو ليس فلسطينياً او اسرائيلياً او سورياً انما هو لبناني وقوامه قوام لبناني، لكن من المؤسف ان حزب الله يخضع للإملاءات الايرانية بحيث انني اكيد ان حزب الله لو عاد له القرار في قيادته المحلية للمشاركة في سورية ام لا، لما شارك لأنه يدرك ان ذلك له ثمن لبناني، ويظهر على الارض ردود فعل الناس الرافضة لتوريط لبنان بهذه القصة وبصورة خاصة مع الاحداث التفجيرية الاخيرة والتي هي خلافاً لرأي وليد جنبلاط لا يمكن ان نقول ان لا علاقة لها بتدخل حزب الله في سورية، ومع ذلك لا يمكننا ان نجزم بذلك.

دخول حزب الله الى سورية لمساعدة النظام ذي الطابع العلوي قد يكون احد مظاهره التفجيرات التي تحصل، بالاضافة الى انه لو ثبت ما ورد في التحقيقات حول التفجيرات الاولى ان النظام السوري وراءها، خصوصاً بعد قضية سماحة – مملوك فهذا عنصر اضافي للقلق.

قلت وأقول ان حزب الله لبناني ولا نريد لبنان بدونهم ولا نقبله بدونهم، ولكننا لا نريد لبنان مثل ما هم يريدون، انما نريد لبنان الذي نريده جميعاً.

بالاضافة الى ان معركتنا مع حزب الله ليست معه بقدر ما هي ضد ما يقوم به. حزب الله هو حزب لبناني نتمنى ان يكون مستقلاً ولا يخضع لتوجيهات ايران، ولا سيما ومن المؤسف ان السيد نصرالله اعلن ولاءه لولاية الفقيه وليس للبنان وهذا ما يجعل من حزب الله جسماً غريباً ضمن المجتمع اللبناني.

وهذا يؤذي التناغم والانسجام في الجسم اللبناني، ويعطل قدرة التواصل والتفاهم على الحياة السياسية.

مواقفنا ليست للمزايدة انما لمنع الغوص اكثر فأكثر في هكذا تحالفات على حساب لبنان. مواقفنا ان نمد يدنا لحزب الله ونقول له ان هذه السياسة ستضر لبنان ومن الافضل ان تعود الى الحظيرة اللبنانية كحزب سياسي وان يكون موقفك السياسي ناجماً عن مصلحة لبنان وعن كونه لبنانياً لا يتبع التوجهات الايرانية او السورية. وعندما يعود الحزب الى هذه الحظيرة، آنذاك اعتبر ان نصف المشكلة تصبح محلولة ويبقى النصف الآخر الذي قد يحل بالحوار.

مكانك راوح

# هل اداء حزب الله ممكن ان يتغير بعد التقارب الاميركي – الايراني؟

-      ما من شك سيتأثر ولكن من المبكر، فلنر ماذا سيحصل في ايران بعد التطور الذي حصل فانتخاب روحاني جديد والاهم انه بعد الانتخاب جرى انفتاح على الغرب، فلننتظر قبل ان نستعجل وتتوضح الامور.

# هل هناك قنوات اتصال بينكم وبين حزب الله؟

-      انا شخصياً لا.

# لماذا، هل الامر مرتبط بالمتهم بمحاولة اغتيالك محمود الحايك؟

-      نعم، الموقف الاخير لحزب الله المرتبط بمحاولة اغتيالي مستغرب جداً ولم أجد له تفسيراً، وحزب الله لم يفسره واكتفى بحماية متهم او مشتبه به بمحاولة اغتيالي، طريقة حمايته وضعته بالنسبة لي موضع الشك.

اذا كان هذا موقف حزب الله في حماية من حاول اغتيالي فلا تواصل مبدئياً ولا تواصل فيه احترام.

# اين اصبحت القضية بمحاولة اغتيالك؟

-      ما زالت مكانها..

# يمكن القول ((مكانك راوح))؟

-      هذا ان لم تتراجع.

# والقضية مرتبطة بحزب الله حصرياً؟

-      طبعاً، واضح جداً. العدالة اللبنانية تطلب من محمود الحايك ان يسلم نفسه وحزب الله يضع شرطاً بتسليمه للإفادة فقط ويرفض اجراء تحقيق جدي معه.

# كيف يمكن ان تقدم قراءة بانورامية للوضع في لبنان، والى اين تتجه الامور؟

-      النظرة البانورامية للوضع اللبناني مقلقة، الدولة كادت تنهار وهناك قبض على المؤسسات وتحويل الادارات والمؤسسات العامة الى اقطاعيات والى مراكز نفوذ وسلطة وجمع اموال وفساد. هذه سلطة الدولة كلها، واكثرهم متورطون وأكثر المتورطين هم الذين يدعون العفة وانهم مع الاصلاح. الناس تتساءل عن الثروات التي ظهرت عند بعض المسؤولين الذين هم من دعاة الاصلاح. فلا احد يسألهم من اين أتوا بها ولو خبأوها بأسماء مستعارة انما هي معروفة. لذا هناك انعدام لروح الدولة والمؤسسات والنظام الديموقراطي والقواعد التي قام عليها النظام الديموقراطي. وهناك حالة من انعدام الوزن، وهذا يجعلنا نشعر بالخوف ويستدعي الامر عودة كل الناس المعنيين الى ضمائرهم، سيما اننا على مشارف انتخابات رئاسة جمهورية وتشكيل حكومة وعلى المسؤولين ان يطرحوا على انفسهم السؤال التالي: هل الصراع على المكاسب وتحسين المواقع اهم ام المحافظة على لبنان دولة تحمي كل الناس وتحمي حقوق كل الناس اهم.

وأعتقد ان معركتنا في المرحلة المقبلة يجب ان تكون بهذا الاتجاه وليس من لديه الاكثرية في الحكومة ومن يريد ان يعمل رئيس جمهورية.

العملية هي ما اذا سيبقى الجو انفلاتي في البلد حيث فقدت روح المؤسسات في الدولة وتم تعزيز روح الانتماء الى الحزب او العائلة او الطائفة او المذهب. فهل حلم الدولة العادلة والقادرة والقوية والديموقراطية تبخر وحل مكانه حلم المزارع والاقطاعات الحزبية والمذهبية والطائفية. هذا سؤال كبير يجب ان يطرح بهذه المناسبة، فلا يوجد مستقبل اذا بقينا كما نحن ولا اعتقد ان انتخاب رئيس جمهورية جديد سيحل المشكلة اذا كان لم يكن هناك بيئة تحمي توجه الرئيس لبناء الدولة. أتصور آن الاوان ان نسأل بعضنا ان كنا نريد لبنان ام لا.. وهذا السؤال موجه لضمير كل اللبنانيين.

 

عرقنة لبنان

# في ظل موجة التفجيرات وآخرها كان تفجيرا بئر حسن، هل دخلنا في اتون العرقنة، وهل هناك امكانية للخروج منها، ولا سيما ان اعلان بعبدا اصبح مجرد شعار لا اكثر ولا اقل؟

-      لم أتفاجأ بالاحداث الامنية التي حصلت، وطبعاً تأسفت وحزنت على ما جرى والتفجيرات التي تطال الابرياء، فمن خلال تحليلي للتطورات السياسية كنت أنتظر هذه الحرب وهذا التورط في حرب اكبر من لبنان سيؤدي الى ((طرطشة)) لبنان ويحصل ما حصل.

هناك وسائل للمعالجة طبعاً، التفجيرات مستمرة، ولكن اذا كان هناك شعب موحد ليقوي دولته فإن حجم الارهاب سيخف، انما اذا كان الشعب مشرذماً ويفكر كل واحد في مصلحته وولائه عندها الارهاب سيتمادى. لذا أعود لأقول انه اذا اعتبر حزب الله ان اعلان بعبدا ولد ميتاً، متذرعاً بالفريق الآخر انه دخل الى سورية ايضاً. اود ان اقول ان في الفريق الثاني هناك عدد قليل من المتطرفين الذين ذهبوا الى سورية ولكن هذا لا يعني ان اتفاق بعبدا قد جف حبره وسقط وولد ميتاً وانه لا يلزمنا بشيء ولا معنى له، وهو بالتالي يتضمن تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، ولا يعني ان الميثاق الوطني واتفاق الطائف لم يعد لهما قيمة لأن الظروف والمصالح لبعض الاطراف قد تغيرت.

ما أعرفه انه ما تم الاتفاق عليه هو مواثيق وطنية تسمح باستمرار لبنان كدولة لها هذا الطابع التعددي والرسالة الانسانية الكبيرة. عندما نضرب هذه المواثيق ماذا بقي من لبنان سيما ان مداه الجغرافي ضيق.

فإذا لم يكن هناك مبرر لوجود دولة على هذا المدى الجغرافي الصغير، ماذا تكون قد كسبت المقاومة والاحزاب والسياسيين.

# اذن دخلنا في اتون العرقنة؟

-      نعم، ولكن يمكننا الخروج منه اذا خرج حزب الله من سورية وأعدنا احياء المواثيق الوطنية وندرك اين الخطر ونحاول ان نخرج منه.

# هل يمكن ان يتم تشكيل حكومة جديدة قبل موعد الاستحقاق الرئاسي؟

-      برأيي لا يمكن لرئيس الجمهورية او للرئيس المكلف الا ان يشكلوا حكومة لأن القصة كبيرة جداً، اعتقد ان العراقيل التي حصلت لا بد ان تفرض على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة والا من أعجبه فليعجبه ومن لا يعجبه فلا يعجبه.

رئيس الجمهورية أعلن في موقف لافت ان الحكومة القائمة المستقيلة مؤلفة من فريق واحد والرئيس هو ضابط الامان واذا شارف الرئيس على نهاية عهده ولن يعود ضابط امان بعد 25 ايار/ مايو، فمن غير المعقول ان يسلم البلد الى فريق ويعزل فريقاً آخر، عندها سيتعرض البلد الى مخاطر كبيرة. ولذلك فإن رئيس الجمهورية مقتنع انه يجب ان يتم تشكيل حكومة قبل نهاية عهده، متى وبأي شكل ومع من، هذا امر آخر.

# هل يمكن التجديد لرئيس الجمهورية؟

-      موقفي معروف، بتاريخي السياسي لم أكن مع اي تشريع ممكن ان يخرق الدستور الذي وضع لحماية الاستقرار في لبنان. أعتبر ان التمديد، ورغم علاقتي وصداقتي الكبيرة بالرئيس سليمان وأسجل احترامي لتصرفه وأدائه، بالرغم من ذلك اعتبر ان التمديد او التجديد خطأ وان اللبنانيين قادرون على العودة الى الحياة الديموقراطية ويترشح اشخاص لانتخابات الرئاسة ومن يحصل على اصوات اكثر فليحكم لبنان.

 

((كوابيس)) الفراغ

# ما سبب تأخير تشكيل الحكومة؟

-      الشروط التعجيزية التي يفرضها حزب الله وحلفاؤه. 14 آذار/ مارس لا شروط لديها، موقف رئيس الجمهورية هو موقفنا، ما وافقنا عليه في اعلان بعبدا هو القاعدة التي تبنى عليها الحكومة. خروج بعض الاطراف وضربهم لهذا الاعلان هو خروج عن الوحدة الوطنية، وهذا يعرض الوطن للأخطار.

فليس لدينا موقف ضد او مخالف للمبادىء الاساسية للنظام الديموقراطي ولا ممانعة لدينا من المشاركة في السلطة ولكن على الاقل نتفاهم على الحد الادنى وهو ما ستفعل الحكومة، هل ستغطي افعال حزب الله في سورية ام لا، وهذا ما لا نرضاه، ام ان الحكومة تريد ان تقسم لبنان في المواقف والصراع القائم في سورية.

نريد حكومة ترعى شؤون اللبنانيين وتؤمن القيام بانتخابات رئاسية.

# هل تخشى من الفراغ؟

- طبعاً، هذا احد الهواجس والكوابيس التي تراودنا بين الوقت والآخر. فحرام بعد هذه النعمة التي نتمتع بها من وجود دولة ديموقراطية في الشرق، وكل شعوب المنطقة تضحي وتقاتل لتحصل على نظام مثل نظامنا، فيما نحن ندمر نظامنا هذه سخرية القدر.

فعندنا هذه النعمة واسمها دولة لبنان الديموقراطية التي تحمي كل معتقدات الناس، بتصرفاتنا نكفر بها وكل واحد لديه مشروع بديل، التكفيريون عندهم مشروعهم التكفيري وحزب الله لديه مشروعه الأمني في وجه الدولة اللبنانية.

وهناك أطراف سياسيون يبحثون عن مصالحهم على حساب البلد، لا اعتقد انه يمكننا أن نبني بلداً هكذا لا بل ندمره.

# هل تخشى من انفجار الوضع الأمني في لبنان على شكل حرب أهلية بعد تداخل الازمتين اللبنانية والسورية؟

-      أستغرب أن يكون الوضع لم ينفجر حتى الآن لأن بذور التفجير قائمة. المعطيات السياسية تشير الى ان الاطراف اللبنانيين مدركون ان ما من أحد سيربح إذا انفجر الوضع في لبنان. ودولياً كل واحد يضغط على جماعته لأن التفجير في لبنان لا يخدم مصالحهم.

لذلك لم ينفجر الوضع في لبنان، لنأخذ مثلاً انتخابات الجامعة اليسوعية حيث أدت الانتخابات إلى محاصرة الجامعة عسكرياً ورفع شعارات تفرق مذهبياً وطائفياً.

ذهاب حزب الله إلى سورية ربط الأمور وأدى إلى ذلك. حتى ان مسألة تعاطف البعض مع الثوار لم تتجاوز بعض الافراد أو الجماعات التي لا تشكل حالة سياسية في لبنان ومرفوضة من بعض الاطراف. بدليل انه عند احداث نهر البارد فإن الشمال كله وطرابلس بالأكثرية السنية كانت متعاطفة مع الجيش اللبناني ومؤيدة له ضد الإرهاب والتكفيريين. لذا التاريخ الزاخر بالروح الوطنية التي تجلت في الصيغة اللبنانية، من المعيب الاطاحة بها لأن مصالحنا أو مصالح القيمين علينا تتجه بإتجاه آخر، هناك مسؤولية تاريخية كبيرة.

سقوط بشار

# هل سقط رهانكم على سقوط بشار الأسد، وهل ستدفعون ثمن ذلك؟

-      دعيني اقول انه على الأقل بالنسبة لي لم أراهن يوماً على سقوط أو عدم سقوط بشار الأسد فيما يتعلق بلبنان الأمر الوحيد ان بشار الأسد رغم خروجه من لبنان كان يمارس عملية تدخل كبيرة في السياسة اللبنانية من خلال حلفائه حزب الله وميشال عون وسليمان فرنجية وغيره، وكان ذلك يعطل الحياة السياسية.

لا يمكننا إلا ان نكون مع الشعوب التي تطالب بحرياتها ضد الانظمة المستبدة لا يمكننا أن نكون مع نظام يقمع معارضيه عبر الحبس أو القتل.

من الطبيعي أن نكون متعاطفين مع طلاب الحرية في سورية والصومال واريتريا وأميركا اللاتينية وأينما كان، هذا الموقف الانساني والديموقراطي.

وهذا لا يعني اننا تورطنا في الصراع السوري، ولكننا نعتبر ان تغيير النظام السوري سيغير العلاقة اللبنانية – السورية إلى الأفضل وسوف يؤدي إلى علاقات تنعكس خيراً على لبنان وسورية.

كنا نعتبر ان ما يجري في سورية يشبه ما يحصل في دول أخرى. ولكن ما يحصل في سورية يقرره السوريون ولسنا نحن وإذا استطاع ان يحافظ الشعب السوري على نظامه فليكن. لذا المراهنة على سقوطه لم تحصل من جهتنا، مجرى الأمور في سورية يؤثر على لبنان من هذا المنطلق فقط.

# هل ستترشح للانتخابات وهل ستكون مرشح 14 آذار/مارس؟

-      أي انتخابات.

# الرئاسية والنيابية؟

-      جقيقة حاولت عند استحقاق الانتخابات النيابية ان لا أترشح ولكن البيئة السياسية والمؤيدين لي رفضوا الفكرة لذلك قررت الترشح بناء لطلب الناس وتأجلت الانتخابات.

بالنسبة لرئاسة الجمهورية، أنا أخذت قراراً ان مشاركتي في الانتخابات الرئاسية بقصد ان انتخب رئيساً ليس هدفاً، وإذا تطلعت لهذا الاستحقاق هو لأنني أعتبره مناسبة لبلورة قرار وطني.

إذا كتب لي ان أنتخب رئيساً للجمهورية دون أن يكون هناك جو للرئيس في بناء الدولة، فلا أطمح لذلك أما إذا كان هناك جو اقتناع في بناء الدولة بمعزل عن الصراعات التي نعيشها فإنني لا أتهرب من هذه المسؤولية.

فلا أطمح أن أكون رئيساً لمزارع وليس جمهورية، إذا استدعت الظروف ان أتولى مسؤولية إعادة بناء الدولة فأنا حاضر ولكنني لست طامحاً أو طامعاً لأن أكون رئيساً بأي ثمن كان. يجب أن يكون هناك جمهورية أولاً وبعدها يأتي رئيس لحماية هذه الجمهورية ودستورها.

فلتكن عندها الرئاسة للجمهورية لغيري فكثر الذين يريدون ذلك.

 

14 آذار والظروف الأمنية

# هل لديك مشكلة مع حلفائك في 14 آذار/مارس؟

-      لا الحمد لله، نحن في 14 آذار/مارس نتميز عن غيرنا بأننا قوى ديموقراطية ممكن أن تختلف آراؤنا إنما مواقفنا واحدة. لذلك في موضوع الطرح الارثوذكسي لم نكن رأياً واحداً والحمد لله تجاوزناها وتوحد موقفنا. مررنا في تجربة رئاسة الجمهورية كقوى 14 آذار/مارس وتمكنا من التوافق على مرشحين، والآن ما من شيء يمنع أن يكون لنا مرشح أو أكثر أو تسعى 14 آذار/مارس لإيصال مرشح لها.

# هل 14 آذار/مارس ما زالت على حالها، وهل هناك تواصل مع قيادييها؟

-      نعم على حالها ولكن الظروف الأمنية هي التي تمنع التواصل المستمر وتجعل من هذا التواصل أكثر صعوبة. أنا من دعاة أن يكون التواصل أكثف ولكننا نأخذ بعين الاعتبار الوضع الأمني.

الشيخ سعد الحريري ووجوده في الخارج كرئيس أكبر كتلة نيابية يعرقل هذا التواصل إضافة إلى تعرض سمير جعجع إلى الحادثة التي تعرض لها، وتعرضي لمحاولة اغتيال عنصر ثالث، وتعرض حزب الكتائب للتهديدات عنصر لا يسهل التواصل ولكن هذا لا يعني ان التواصل غير قائم.

# ضمن أي صيغة ستحصل الانتخابات، هل ضمن صيغة النصف زائد واحد أم الثلثين؟

-      أنا مقتنع بأنه حصل في الماضي ظرف أو ظرفان اعتمدت نظرية انه كي ينتخب رئيس الجمهورية يجب أن يتوافر نصاب الثلثين. برأيي الدستور لا ينص على ذلك، إنما نص على نصاب النصف زائد واحد. في حالات معينة نص الدستور على نصاب الثلثين، ولكن ليس في انتخابات رئاسة الجمهورية لا بل نص الدستور على انه في جلسة الانتخاب انه من ينال في الدورة الأولى الثلث يكون رئيساً وإذا لم ينل في الدورة الأولى الثلثين ففي الثانية التي تتم في الجلسة نفسها يكون رئيساً إذا حصل على النصف زائد واحد.

المهم في الموضوع وهنا الخلاف قد يكون نظري. إذا التزمت القوى السياسية في النـزول إلى مجلس النواب دون أن يعطل أحد هذا مقبول، أما إذا كان سيراعي الثلثين عبر قيام احدى القوى السياسية بالامتناع عن النـزول لتعطيل الدستور فتكون قد عطلت الدستور والجمهورية.

انفتاح موسمي

# هل نحن على أبواب اصطفافات سياسية جديدة غير 8 و14 آذار/مارس؟

-      هذا الانفتاح انتخابي وهو انفتاح موسمي. فالبعض يطري مواقفه وخصوصاً انفتاح ميشال عون على تيار المستقبل في الوقت الذي انتقد كثيراً الرئيس الحريري متهماً إياه بالاعتداء على أموال الدولة وأيضاً الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة والابراء المستحيل دليل على ذلك.. وفجأة اختفى وأصبح هناك ضرورة للكلام مع بعض، فهذا موسمي ليس أكثر لأجل الانتخابات. وبرأيي ما هكذا تبنى الاوطان.

# ماذا سيفعل حزب الله في المرحلة المقبلة؟

-      حزب الله يزعم ان هذا الاتفاق الأميركي – الإيراني انتصار له. ولكن هذا على سبيل التسجيل ان أميركا كانت الشيطان الأكبر وكنا متهمين اننا عملاء لأميركا حزب الله وإيران انتصروا علينا اليوم بأميركا.

هذا دليل على ان المناورات السياسية لا علاقة لها بالمبادىء، أهم شيء في الموقف السياسي ان يبقى ثابتاً على مبادئه، يمكن ان يغير موقفه حسب الظروف ولكن ضمن المبادىء.

برأيي من المبكر استعجال الأمور لأن التقارب الأميركي – الإيراني الذي لا يمكن أن يكون على حساب العلاقة الأميركية – السعودية سيخلق نوعاً من التوازن. هذا التوازن برأيي قد يكون عنصر إيجابي في تطوير الوضع في لبنان بتخفيف حدة المواجهة والاتجاه نحو مرحلة جديدة خصوصاً ان النظام الايراني سياسته الأخيرة تختلف عن الماضي، ففي الماضي أحمدي نجاد كان يحمل الساطور ويركض وراء الناس، بينما روحاني يقول كلاماً عاقلاً ضمن إطار المحافظة على معنويات الشعب الايراني.

الكلام على ان تنازل أميركا مقابل ثبات إيرن هذا ليس صحيحاً إنما إخضاع النشاط النووي للرقابة الدولية الجدية في موضوع عدم انتاج سلاح ذري.

في المرحلة المقبلة، من الجدير متابعة هذه المرحلة لما تحمله من تغييرات مع أملي ان نهيىء أنفسنا كلبنانيين بالاستفادة منها إذا صدر منها إيجابيات.

# هل حزب الله غير في مبادئه؟

-      حزب الله عنده مبادىء على مستويات متعددة، علاقته مع الغرب الأميركي يحاول أن يتكيف مع التوجه الايراني، فلا يمكنه أن يشتم أميركا في الوقت الذي تكون فيه إيران ولية أمره. حزب الله غيّر في مواقفه لجهة سلاحه بحيث أصبح سلاحه موجهاً نحو الشعب في 7 ايار/مايو ونحو الشعب السوري في الوقت الذي حلف ايمانه انه موجه نحو إسرائيل.

يحاول حزب الله ان يكيف مواقفه وفقاً للظروف وهنا دخل في اللعبة السياسية ولم يعد حزباً مقاوماً لإسرائيل لا بل حزب سياسي مسلح في اللعبة السياسية في وجه لبنانيين آخرين غير مسلحين ورفع راية التكفيريين لحماية لبنان منهم، هذا برأيي مرفوض على اعتبار ان التكفيريين ظاهرة غريبة على المجتمع اللبناني، والشعب اللبناني مجمع على رفضهم والمسلم قبل المسيحي والسني قبل الشيعي.

حزب الله ألزم نفسه بالانتماء إلى العقيدة الايرانية السياسية والدينية.

حوار: فاطمة فصاعي