المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 26 كانون الأول/2013

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا 01/01-11/في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله

*اعلان مصر جماعة الإخوان المسلمين منظمة ارهابية جاء متأخراً 70 سنة. متى يعلن لبنان جماعة حزب الله جماعاة ارهابية وهل سينتظر كمصر 70 سنة؟

*جرافة ودبابة إسرائيليتين إجتازتا الشريط التقني عصرا مقابل رميش

*ميلاد السيد المسيح والبركات والعطايا الإلهية/الياس بجاني/25 كانون الأول/13

*بالصوت/ميلاد السيد المسيح والبركات والعطايا الإلهية/الياس بجاني/25 كانون الأول/13

*اعلان مصر جماعة الإخوان المسلمين منظمة ارهابية جاء متأخراً 70 سنة. متى يعلن لبنان جماعة حزب الله جماعاة ارهابية وهل سينتظر كمصر 70 سنة/الياس بجاني

*الحكومة المصرية تعلن جماعة الاخوان "تنظيما ارهابيا" وتحظر عليها التظاهر

*السلطات الاميركية تعتقل رجل أعمال "لمحاولته نقل أسلحة الى لبنان"

*جرافة ودبابة إسرائيليتين إجتازتا الشريط التقني عصرا مقابل رميش

*البابا في قداس ليلة الميلاد: المهمشون هم اول من يفهم رسالة "يسوع المسيح"

*البابا فرنسيس: الصلاة للرب كي يوفر على الشعب السوري المزيد من الالام

*اللبنانيون في غربة حقيقية وفعلية وعميقة عن الأعياد

*سليمان من بكركي:نصرالله لم يهددني ونقطة على السطر

*سليمان من بكركي: 25 آذار خط أحمر ولا علاقة لحكومة لبنان بجنيف2 الراعي:الدستور حقيقة لا يحق التلاعب بها من أجل مصالح شخصية أو فئوية

*جعجع بعد الخلوة مع الراعي: حكومة 996 مشلولة والرئيس سليمان يهاجم بسبب مواقفه الوطنية

*مفتي البقاع الغربي خليل الميس في تشييع ضحيتين في الصويري: ليضع بري حدا للخلاف لما له من منزلة في النفوس وطمأنينة لدى الطرفين

*ماروني وسعد وجنجنيان ينتظرون "حبش العيد"... فماذا عن الهدايا/ خالد موسى/موقع 14 آذار

*حسين الموسوي: هناك تخبط وهذيان في تصريحات 14 آذار

*مدير عام "المنار" يقدم استقالته بعد الجدل الذي اثاره اعتذار المحطة من البحرين

*متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده في قداس الميلاد:ان لم يبذل الجميع عرقا ودما سوف ينهار هذا الوطن على رؤوس الجميع

*رئيس آساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر: الخطر يداهم الاستحقاقات الدستورية ومدعوون لإنقاذ لبنان لا لنحيا بمعزل ومنأى عن الآخرين

*قداديس منتصف الليل عمت النبطية ومنطقتها والعظات اكدت على العيش المشترك

*راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده في قداس الميلاد:المسيح يولد كل يوم ويتجسد فعليا في كل جائع وعطشان في كل لآجئ ومهجر في كل ضحية من ضحايا الحقد والضغينة

*ضاهر ترأس قداس منتصف الليل في الكورة: ليتحمل المسؤولون المسؤولية الكاملة لانقاذ لبنان من المخاطر

*قداديس ميلادية ومسيرات في كنائس قضاء بشري واديرتها

*قداديس الميلاد عمت قرى اقليم الخروب وبلداته

*احتفالات وقداديس في صيدا لمناسبة الميلاد والكلمات شددت على المحبة والمصالحة والحوار والسلام

*صور ومنطقتها احتفلت بالميلاد والعظات شددت على الوحدة والعيش المشترك

*قداديس ميلادية ومسيرات في كنائس قضاء بشري واديرتها

*مسيحيو سوريا أحيوا الميلاد بقداديس وصلوات وبلا معايدات عيواص: لا مسيحية بدون الشرق ولا شرق بدون المسيحية

*متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس في رسالة الميلاد: ليعود كل منا إلى البساطة والضعفاء والرحمة والمحبة

*كل التصريحات السياسيّة التي تناولت فيروز تركيبات زياديّة على حسابها...ريما رحباني تردّ على زياد: ما حدا مخوّل يحكي بإسم فيروز

*الأم اغنيس: راهبات معلولا أصبحن في يبرود وهن بصحة جيدة

*بثينة شعبان تعترف بقتل النظام السوري للطبيب البريطاني

*مصر: تفجير المنصورة يُطلق مرحلة «اجتثاث الإخوان»

*وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي: فرض أي حظر جديد على إيران سيوقف المحادثات النووية مع الغرب

*الرئيس الإيراني يهنئ بابا الفاتيكان بذكرى ميلاد السيّد المسيح

*14 قتيلا على الاقل في انفجار سيارة مفخخة قرب كنيسة في بغداد

*الإنقسام الثقافي/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*هل بدأ «حزب الله» يخسر/جاد يوسف/جريدة الجمهورية

*المسيحيّون يطلبون من «بابا نويل» ذراعاً فكريّة/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

احتلال».. بترخيص رسمي/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

*ثورة برؤوس متعددة/ميشل كيلو/الشرق الأوسط

*2014 إيران والمنطقة: مرحلة ما بعد الثورات/يوسف الديني/الشرق الأوسط

*الحرب المحتبسة والتوازن الرمزي المفقود/وسام سعادة/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا 01/01-11/في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله

في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله. كانَ في البَدءِ لَدى الله.  بِه كانَ كُلُّ شَيء وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ مِمَّا كان. فيهِ كانَتِ الحَياة والحَياةُ نورُ النَّاس والنُّورُ يَشرِقُ في الظُّلُمات ولَم تُدرِكْه الظُّلُمات. ظَهَرَ رَجُلٌ مُرسَل مِن لُدن الله، اسْمُه يوحَنَّا. جاءَ شاهِدًا لِيَشهَدَ لِلنَّور فَيُؤمِنَ عن شَهادتِه جَميعُ النَّاس. لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور. الكلمة هو النّور الحَقّ الآتي إِلى العالَم والمُنير كُلّ إنسان. كانَ في العالَم وبِه كانَ العالَم والعالَمُ لَم يَعرِفْهُ. جاءَ إِلى بَيتِه. فما قَبِلَه أَهْلُ بَيتِه. أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله: إِنَّهُم لم يُولَدوا مِن ذي دَمٍ، ولا مِن رَغبَةِ ذي لحم، ولا مِن رَغبَةِ رَجُل، بل مِنَ اللهِ. والكَلِمَةُ صارَ بَشَرًا فسَكَنَ بَينَنا فرأَينا مَجدَه مَجدًا مِن لَدُنِ الآبِ لابنٍ وَحيد مِلؤُه النِّعمَةُ والحَقّ. شَهِدَ له يوحَنَّا فهَتف: «هذا الَّذي قُلتُ فيه: إِنَّ الَّذي يَأتي بَعْدي قد تَقَدَّمَني لأَنَّه كانَ مِن قَبْلي». فمِن مِلْئِه نِلْنا بِأَجمَعِنا وقَد نِلْنا نِعمَةً على نِعمَة. لأَنَّ الشَّريعَةَ أُعطِيَت عن يَدِ موسى وأَمَّا النِّعمَةُ والحَقّ فقَد أَتَيا عن يَدِ يسوعَ المسيح. إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه.

 

مقالة الياس بجاني الميلادية
ميلاد السيد المسيح والبركات والعطايا الإلهية/الياس بجاني/25 كانون الأول/13
بالصوت/ميلاد السيد المسيح والبركات والعطايا الإلهية/الياس بجاني/25 كانون الأول/13
مقدمة/مع الاحتفال بذكرى ولادة المخلص، وإطلالة السنة الجديدة، نتقدم من الجميع بأحر التهاني والتبريكات، طالبين من المولود الإلهي الفرج والسلام والطمأنينة لوطننا الأم لبنان، وعطايا الثبات والرجاء والإيمان للصامدين فيه من أهلنا بوجه الظلم، والهداية للمرتدين منهم والشاردين، والبصيرة للمُغرر بهم، والتوبة للإسخريوتيين، وصحوة الضمير لحاملي مباخر التبجيل والذمية والتقية والنفاق. مع الذكرى المقدسة تمثِّلنا الكلمة الحرة الموضوعية الصارخة، الكلمة التي كانت في البدء، والتي هي الله، والتي صارت بشراً فسكنت بيننا ورأينا مجدها، فهي تنوب عنا بمفهومها الإنجيلي مُحلِقةً في الأثير، راحلةً لتدق أبواب وقلوب الأهل في وطن الأرز، وبلاد الانتشار حيث رفاق غربتنا والحنين، معايدينهم بها وعبرها، راغبين لهم جميعاً في ميلاد مجيد وعام سعيد تكللهما بركات ونِعم السماء. ثم نسأل الطفل الإله دفق المسرات عليهم وإغداق أنداء السلام والوئام والمحبة والاطمئنان.

 

اعلان مصر جماعة الإخوان المسلمين منظمة ارهابية جاء متأخراً 70 سنة. متى يعلن لبنان جماعة حزب الله جماعاة ارهابية وهل سينتظر كمصر 70 سنة؟

الياس بجاني/25 كانون الأول/13/وأخيراً اعلنت مصر ان جماعة الإخوان هم منظمة إرهابية وسوف يتم التعامل مهعم على هذا الأساس. السؤول هو منذ متى والإخوان ومنذ تأسيسهم حزبهم لم يكونوا جماعة ارهاب في مصر وباقي الدول العربية. ارهابهم شامل وجامع وهو فكري وحياتي وعنفي وهم وراء تفريخ غالبية المنظمات التي تسمى جهادية في كل دول العالم. السؤول متى سيعلن لبنان حزب الله الإيراني منظمة ارهابية، وهل سينتظر كمصر 70 سنة ويترك هذا الحزب يدمر ثقافة وحضارة وتاريخ ورسالة وطن الأرز؟

 

الحكومة المصرية تعلن جماعة الاخوان "تنظيما ارهابيا" وتحظر عليها التظاهر

أعلنت الحكومة المصرية الاربعاء جماعة الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا"، مؤكدة أن "جميع أنشطتها بما فيها التظاهر محظورة". واكد وزير التضامن الاجتماعي أحمد البرعي في مؤتمر صحافي، انه في حالة مخالفة جماعة الاخوان هذه القرارات ستطبق عليها بنود "مكافحة الارهاب" التي اضيفت الى القانون العقوبات المصري في العام 1992. واضاف البرعي انه تطبيقا لهذا القرار كذلك "ستدخل الشرطة الى الجامعات" لمنع تظاهرات جماعة الاخوان. وكان قانون العقوبات المصري عدل في العام 1992 بعد موجة عنف اسلامي كان مسؤولا عنها انذاك تنظيمان مسلحان هما الجماعة الاسلامية والجهاد لتضمينه عقوبات مشددة تصل الى الاعدام في حالة ارتكاب جرائم "ارهابية". واوضح البرعي انه اذا استمر اي عضو في الانضمام الى جماعة الاخوان ولم يخرج منها "معناه انه يشاركها في ارهابها وسيطبق عليه القانون" المتعلق بمكافحة الارهاب. وردا على سؤال حول الوضع القانوني لحزب الحرية والعدالة الذي شكلته جماعة الاخوان المسلمين، قال البرعي ان "حزب الحرية والعدالة لا يعدو ان يكون الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين والحكم الصادر (بحظر انشطة جماعة الاخوان المسلمين) يقضي بان كل ما ينتمي الى تنظيم الاخوان المسلمين محظور وسنطبق الحكم بحذافيره". وكانت محكمة مصرية قضت في 23 ايلول بحظر انشطة جماعة الاخوان المسلمين وكل المؤسسات المتفرعة عنها والتحفظ على جميع أموالها ومقارها. ويأتي هذا القرار غداة اعتداء بسيارة مفخخة على مقر مديرية امن الدقهلية في المنصورة اوقع 15 قتيلا، والذي تبناه تنظيم انصار بيت المقدس.و حملت الحكومة المصرية أيضا جماعة الاخوان المسؤولية عن تفجير المنصورة، إذ قالت الحكومة في بيان اصدرته ان "مصر كلها روعت بالجريمة البسعة التي ارتكبتها جماعة الاخوان المسلمين بتفجيرها مبنى مديرية امن الدقهلية".  وتتهم الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين بالتحريض على العمليات الارهابية وتمويلها. ولاحقا، كد القيادي في مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين ابراهيم منير لوكالة "فرانس برس"، أن تظاهرات الجماعة "ستستمر" رغم قرار الحكومة المصرية اعتبار جماعة الاخوان "تنظيما ارهابيا". وقال منير، المقيم في لندن، ان "التظاهرات ستستمر بالتأكيد" مضيفا ان قرار الحكومة "باطل" . كما اعتبر ان الحكومة المصرية "تحاول ان تلصق" بالاخوان تفجير المنصورة. وكالة الصحافة الفرنسية

 

السلطات الاميركية تعتقل رجل أعمال "لمحاولته نقل أسلحة الى لبنان"

أوقفت السلطات الاميريكية في فرجينيا رجل اعمال لبناني لمحاولته إدخال أسلحة الى لبنان. وأفادت القناة الاخبارية الاميركية ABC News ، ان "رجل الاعمال يدعى سام رفيق غانم، وهو صاحب شركة النقل البحري الدولي التي لها مكاتب في ضواحي واشنطن". وقالت، ان غانم اعتقل السبت في عملية لمكتب التحقيق الفدرالي. وإذ لفتت الى أن "الجهة التي تريد تلقي الاسلحة غير واضحة"، اوضحت القناة أن " غانم ادعى انه طلب منه مؤخرا ان يرسل قطعتي سلاح لعضو غير مسمى من الحكومة اللبنانية، وفقا لوثائق المحكمة التي رفعت في القضية". وفي التفاصيل، وبحسب القناة، قام غانم وموظف سابق في شركته الذي يعمل كعميل سري لمكتب التحقيقات الفدرالي ، بوضع خطة لإرسال أسلحة إلى لبنان عن طريق إخفائها داخل قطع غيار السيارات التي يتم شحنها من قبل الشركة. واوضحت أنه "يوم السبت الماضي، اصطحبه العميل السري من منزله في بلدة سبرينجفيلد بولاية فرجينيا، وتوجهوا إلى شركته في واشنطن في ولاية ماريلاند، حيث قام غانم بوضع 10 مسدسات وبنادق 10 نصف آلية و 18 الأجهزة البصرية في الأبواب وأجزاء أخرى من المركبات إنقاذه"، حيث تم اعتقاله بعد ضبطه بالجرم المشهود. وبعد تكبيل يديه اعترف غانم بحسب الـ "ABC News" لعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه اراد ادخال شحنة اسلحة الى لبنان ، تنتهك بحسب ما ذكرت القناة أيضا القانون الأمريكي الذي يحظر تصدير هذه الأسلحة إلى لبنان ودول أخرى معينة.

 

جرافة ودبابة إسرائيليتين إجتازتا الشريط التقني عصرا مقابل رميش

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صور حسين معنى، أن جرافة إسرائيلية تؤازرها دبابة ميركافا، اجتازت الشريط التقني في وادي قطمون مقابل بلدة رميش الحدودية، من دون أن تتخطى الخط الأزرق، وقامت بأعمال جرف وتوسيع للطرق في جانب الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحضرت دورية من الجيش وأخرى من قوات اليونفيل لمراقبة الأعمال الإسرائيلية، حينها أطلقت الجرافة دخانا كثيفا لحجب الرؤية عما تقوم به.

 

البابا في قداس ليلة الميلاد: المهمشون هم اول من يفهم رسالة "يسوع المسيح"

الفاتيكان - أ ف ب/أكد البابا فرنسيس في قداس ليلة الميلاد، ان "المهمشين" هم اول من يفهم رسالة "يسوع المسيح"، داعياً المسيحيين الكاثوليك الى "عدم الخوف" من الايمان، وذلك في اجواء من العنف في افريقيا والشرق الاوسط. وفي اول قداس للميلاد يترأسه منذ بداية حبريته قبل تسعة اشهر ونصف، قال البابا في عظته البسيطة والواضحة ان المسيح "نصب خيمته بيننا واشع منه العفو والحنان والرحمة". وخلافاً لسلفه البابا بنديكتوس السادس عشر، لم يشر الى قضايا مطروحة للنقاش في المجتمع، بل تحدث عن "ظلمات العالم" في مواجهة "نور الله". واستمر القداس الذي ترأسه البابا بعد وصوله الى الكنيسة مع ثلاثين كاردينالاً واربعين اسقفاً، اكثر من ساعتين. وكان القداس تقليدياً وتخللته تراتيل باللاتينية وانتهى قبل منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء. واقيمت صلاة للمضطهدين بسبب ديانتهم باللغة الصينية، بينما يلقى اكثر من تسعة آلاف مسيحي في العالم حتفهم سنوياً بسبب عقيدتهم.

واضاف اسقف بوينوس آيرس السابق متوجها الى 1,2 بليون كاثوليكي ان "الرب يكرر لكم: لا تخافوا! وانا ايضا اقول: لا تخافوا. الله يسامح دائماً. وهنا يكمن سلامنا". وفي نهاية القداس حمل بيديه تمثال صغير ليسوع المسيح الى مغارة في الكنيسة، ورافقه حوالى عشرة اطفال من القارات الخمس. واقيمت مغارة اخرى في ساحة القديس بطرس اطلق عليها اسم "فرنسيس 1223-فرنسيس 2013"، للربط بين القديس فرنسيس الاسيزي الذي اشتهر بعطفه على الفقراء والمساكين والبابا فرنسيس الذي اكد انه يريد "كنيسة فقيرة للفقراء". وهو أول قداس لعيد الميلاد يترأسه خورخي ماريو بيرغوليو بعد تسعة اشهر ونصف شهر من انتخابه حبرا اعظم.

 

البابا فرنسيس: الصلاة للرب كي يوفر على الشعب السوري المزيد من الالام

وطنية - دعا البابا فرنسيس في رسالة للعالم وجهها لمناسبة عيد الميلاد، في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، امام آلاف المؤمنين المحتشدين، الى "الصلاة للرب كي يوفر على الشعب السوري المزيد من الآلام، والى وضع حد للصراع وايصال المساعدات"، وقال: "اطلب الصلاة من اجل سوريا من كل الاديان فنحن نعلم قوة الصلاة ونطلب من الرب اعطاء السلام لسوريا والعالم".

 

اللبنانيون في غربة حقيقية وفعلية وعميقة عن الأعياد

"المستقبل اليوم/منذ زمن، واللبنانيون في غربة حقيقية وفعلية وعميقة عن الأعياد ومناخاتها وطبائعها، لكن لم يسبق لهم أن وصلوا في ذلك إلى المستوى الذي هم عليه الآن. مصطلحات الألفة والسلام والمحبة واحترام الآخر وتقدير معنى الحرية، تبقى راسخة رسوخ تعاقب الليل والنهار ودوران الشمس في مستقر لها، وراسخة رسوخ ديمومة الوطن اللبناني الصغير بالجغرافيا والكبير بمعناه ورسالته، كونه تلخيصاً خلاباً لمعنى التسوية، ورديف للعيش والحياة وصنو للحرية وقبول الآخر. ذلك ليس تركيباً لغوياً خارج الواقع، وإنما تعبير عن حقيقة لم تقدر حتى اليوم، كل المصائب والتجارب والكوارث والبلايا على كسرها وإفنائها. لكن في موازاتها، هناك حقيقة رديفة تعبّر عنها مناخات الزمن الراهن: زمن ممانعي براميل البارود والفتك الكيماوي والفتن وتدمير الدول بشراً وحجراً. قلق اللبنانيين في هذا العيد أكبر من بهجة العيد. وفي ذلك، تمكّن هؤلاء الممانعون من تعميم منطقهم الافنائي والإلغائي والكسري والقهري، وجعلوا اليباب واليباس في صدارة المشهد والمشاعر والأحاسيس، بدلاً من الأخضر الريّان وورد الصباح. في عيد الميلاد المجيد، يبقى الرجاء والأمل قائماً متسيّداً بأن يأتي العيد المقبل واللبنانيون أكملوا عودتهم من غربتهم المريرة تلك، إلى رحابة الفرح والحياة والاستقرار وهناء العيش وراحة البال. كل عام وأنتم بخير.

 

سليمان من بكركي:نصرالله لم يهددني ونقطة على السطر

الجمهورية/نفى رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال سليمان، أن يكون أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، قد هدده عبر رفضه تشكيل ما وصفها بـ"حكومة الأمر الواقع" لإنهاء حالة الجمود المخيمة على البلاد منذ أشهر، مؤكدا أن الموعد المحدد لانتخاب رئيس جديد للبلاد في آذار المقبل "خط أحمر" ولا بد أن تتشكل الحكومة قبله. وراى سليمان من الصرح البطريركي في بكركي عقب الخلوة التي عقدها مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ان على اللبنانيين والمسيحيين التفكير بالدور الريادي المطلوب منهم وهو التواصل بين الطوائف والانفتاح، وبخاصة المسيحيين وتعميم الحضارة، وليس التسابق على التبارز بالشعارات الطائفية والتعصب، لافتا الى انالديانة المسيحية بنيت على التواصل وليس على تعزيز الغرائز. كما وشدد سليمان على ضرورة ان يلعب المسيحيون دورهم في لبنان ومع اللبنانيين الاخرين في هذا العالم العربي لتعزيز التواصل،والديموقراطية ، مشيرا الى ان هناك استحقاقات تنتظر لبنان، وهي تداول السلطة، وقال:" الديموقراطية عندما تبتعد عن تداول السلطة لا تعود ديموقراطية".

وعن حكومة الامر الواقع، رأى سليمان ان المشكلة تكمن في التعريفات، معتبرا ان هناك ديموقراطية ودستور يقرران مصائر الاستحقاقات والقرارات السياسية، وشدد سليمان على ضرورة تأليف حكومة، مشيرا الى ان يوم 25 اذار هو بداية المهلة لانتخابات الرئاسة، وقال:" لا علاقة لجنيف 2 بتشكيل الحكومة و25 أذار خط احمر ويجب ان نكون قد بتينا في الحكومة".

ولدى سؤاله عن رفض الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بشكل تهديدي، تشكيل حكومة ما وصفه بـ"الأمر الواقع" رد سليمان: "صلاحيات رئيس الجمهورية مستمدة من الدستور وليس من الأطراف السياسية ولا من الزعامات، ورغم ذلك، فان الإيضاحات التي وصلتني أنه ليس تهديدا بل بالعكس هو تسهيل لرئيس الجمهورية ونقطة على السطر"، مستخدما نفس التعبير الذي استخدمه نصرالله خلال إعلان موقفه حيال الحكومة.

الى ذلك، يرفض حزب الله تشكيل حكومة لا تنطبق عليها شروطه الخاصة، ومنها الحصول على عدد من المقاعد يتيح له التحكم بمصيرها بحال قرر ممثلوه الاستقالة منها الأمر الذي ترفضه قوى "14 آذار" المعارضة لحزب الله، والتي تشترط انسحابه من سوريا، بينما يشدد الرئيس اللبناني على ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت لتحل محل حكومة ميقاتي المستقيلة منذ نهاية مارس/آذار الماضي.

 

سليمان من بكركي: 25 آذار خط أحمر ولا علاقة لحكومة لبنان بجنيف2 الراعي:الدستور حقيقة لا يحق التلاعب بها من أجل مصالح شخصية أو فئوية

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الميلاد في بكركي، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، عاونه فيه المطارنة بولس صياح، سمير مظلوم، عاد ابي طرم، حنا علوان ولفيف من الكهنة. حضر القداس الكاردينال نصر الله صفير، السفير البابوي في لبنان غابريل كاتشيا، السفير الاميركي ديفيد هيل، الوزيران في حكومة تصريف الاعمال فريج صابونجيان وناظم الخوري، النائب نعمة الله ابي نصر، الوزراء السابقون زياد بارود وفريد هيكل الخازن وناجي البستاني، سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري، سفير لبنان في الاونيسكو الدكتور خليل كرم، سفير لبنان في سوريا ميشال خوري، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر، قائمقام كسروان الفتوح جوزف منصور، قائمقام جبيل نجوى سويدان، مدير عام القصر الجمهوري انطوان شقير، قائد لواء الحرس الجمهوري العميد وديع غفري، مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك، قائد الدرك العميد الياس سعادة، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، مدير الدفاع المدني العميد ريمون خطار، نقيب الاطباء شرف ابو شرف، رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا مارون كرم، المحامي جوزف ابو شرف، المحامي جوزف صفير، وحشد من الفاعليات السياسية والعسكرية والديبلوماسية والقضائية والمدراء العامين والمؤمنين.

سليمان

قبل القداس، عقد الرئيس سليمان والبطريرك الراعي خلوة استمرت نحو نصف ساعة، قال على اثرها الرئيس سليمان: "أولا اليوم عيد الميلاد، عيد السلام والمحبة، وفي هذه المناسبة أتوجه الى اللبنانيين جميعا بالتهنئة بالاعياد، بالميلاد المجيد ورأس السنة، وأدعو اللبنانيين كافة الى التفكير العميق بالآخرين، بالوضع في لبنان، بالمشردين والمظلومين وبالعنف الحاصل الى جانب لبنان في سوريا من دمار وقتل. لنفكر ايضا بالمخطوفين المطرانين والكهنة وباقي المخطوفين في سوريا وفي غيرها من البلاد، لنفكر ايضا بالعسكريين وأهالي الشهداء والذين يسهرون طيلة الليل يوميا منذ سنتين وأكثر لحفظ أمن اللبنانيين". أضاف: "على اللبنانيين ايضا والمسيحيين خصوصا التفكير بالدور الريادي المطلوب منهم، دور التواصل والانفتاح بين الطوائف، فما يعزز وجود المسيحيين في لبنان وفي هذا الشرق هو الدولة المدنية، دولة المواطنة. والانفتاح هو تعميم للحضارة وليس التسابق الى التبارز بالشعارات الطائفية والتعصب. فالمسيحية بنيت على الانفتاح والتواصل وليس على تعزيز الغرائز، ووجودها ليس نقيضا للمجتمع الموجودة فيه، ليس نقيضا عقائديا او ايديولوجيا. يجب ان يلعب المسيحيون دورهم في لبنان مع اللبنانيين الآخرين من كل الطوائف في هذا العالم العربي لتعزيز التواصل". وتابع: "الامر الثالث الذي يجب ان نفكر به نحن اللبنانيين، هذه السنة، هو الديموقراطية التي تمتعنا وتغنينا بها، فلا يجوز ان نسقط الديموقراطية كرمى لأي أحد. بل يجب تعزيزها والانطلاق في ممارستها بشكل راق جدا، وأعني بذلك الاستحقاقات المقبلة في العام 2014 اي الحكومة ورئاسة الجمهورية وانتخابات المجلس النيابي، هذه الاستحقاقات هي تداول للسلطات، ولا أحد يعطي أسماء مختلفة لتطبيق الديموقراطية، الديموقراطية عندما تبتعد عن تداول السلطة لا تعد ديموقراطية، هذه رسالتي الى اللبنانيين وتمنياتي. رسالة الميلاد التي وجهها غبطة البطريرك تتحدث عن هذه الأمور فلنطبق ونلتزم بهذه الرسالة ولبنان سيكون حتما بألف خير".

سئل رئيس الجمهورية: "حزب الله" يرفض حكومة الأمر الواقع، ويعتبرها تهديدا لاتفاق الطائف وكأنه يتم البحث عن بديل بهذا الاتفاق؟

أجاب: "المشكلة بالتعريفات، ما هو مفهوم الأمر الواقع، وما هو تعريف الحكومة الجامعة. هل "مظبوط" ان السياسيين هم الجامعون في لبنان، هم الذين يجمعون الوطن، من قال هذا الكلام. لماذا، اذا قلنا انها حكومة سياسية تكون حكومة جامعة، واذا لم تكن سياسية فهي حكومة غير جامعة، لا، ليس هذا الامر صحيحا، والتعريف خطأ، ما معنى الأمر الواقع، وما معنى حكومة المصلحة الوطنية اللبنانية، هناك خلاف على التعريف وكيفية ترجمته على الارض. هناك ديموقراطية ولدينا دستور فلنطبقهما والسبل الديموقراطية والدستورية هي الوحيدة التي تقرر مصائر الاستحقاقات والقرارات السياسية التي تتخذ في أي مجال".

وشدد سليمان على ضرورة تأليف حكومة، وقال: "لا تنسوا ان 25 آذار هو بداية المهلة لانتخابات الرئاسة، يجب تأليف حكومة، سندخل بعد اسبوع في العام 2014، ينبغي تأليف حكومة تضع بيانا وزاريا وتتقدم به لنيل الثقة، وهذا يحتاج على الاقل شهرا. ولنفرض انها لم تحز على الثقة، لذا يجب ان يكون لدينا مجال لتأليف حكومة اخرى، وربما نتعظ عندما نرى ان لا مفر في لبنان الا بالتفاهم بين الجميع".

سئل: ما هي الظروف التي تمنع تأليف الحكومة حتى الآن؟

أجاب: "مصلحة الوطن".

سئل: هل نحن في انتظار ما سيحصل في جنيف 2 لتشكيل الحكومة؟

أجاب: "لا دخل لهذا الموضوع، اذا قلنا قبل جنيف 2 يقولون تحضير لجنيف 2، واذا قلت بعد جنيف 2 يقولون ارتداد على جنيف 2، لا علاقة لنا بماذا سيصدر عن جنيف 2، حكومة لبنان لا علاقة لها بما سيصدر عن جنيف".

سئل: هل من مهلة تحددونها لتأليف الحكومة؟

أجاب: "25 آذار اعتبره خط أحمر، فالحكومة يجب ان تكون قد تألفت، ويجب التفكير جديا منذ اليوم بإطلاق الحكومة".

سئل: السيد نصر الله قال وبشكل تهديدي لا لتشكيل حكومة أمر واقع ونقطة على السطر، ألا تعتبر ذلك تخطيا لرئاسة الجمهورية ولصلاحيات رئيس الجمهورية تحديدا؟

أجاب: "صلاحيات رئيس الجمهورية مستمدة من الدستور وليس من الاطراف السياسية ولا من الزعامات، ورغم ذلك، فان الإيضاحات التي وصلتني انه ليس تهديدا بل بالعكس هو تسهيل لرئيس الجمهورية ونقطة على السطر".

عظة الراعي

ثم ألقى الراعي عظته بعنوان "ها بنا لنرى الكلمة التي أعلمنا بها الرب" قال فيها: "فخامة الرئيس، يسعدني أن أرحب بكم، باسم صاحب الغبطة والنيافة الكردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والسادة المطارنة، وقد شئتم، كالعادة، أن تشاركونا الاحتفال في هذا الكرسي البطريركي، مع اللبنانية الأولى السيدة عقيلتكم، ومعاونيكم وهذا الجمهور الكريم، بعيد ميلاد المخلص المسيح الرب. إنه كلمة الله الذي صار بشرا، وأعلنه الملاك في ظلمة الليل لرعاة بيت لحم بشرى سارة للعالم كله تبدد عنه ما يكتنفه من ظلمات. "فتنادى الرعاة للحال وقالوا: "هيا بنا إلى بيت لحم لنرى الكلمة التي أعلمنا بها الرب"(لو2: 15). أضاف: "إنها مناسبة نقدم لكم فيها، فخامة الرئيس، أطيب التهاني والتمنيات، ومن خلالكم نقدمها لكل اللبنانيين، أكانوا على أرض الوطن، أم في أي بلد آخر من شرقنا العربي، أم في بلدان الانتشار. نسأل المسيح الرب أن يجعل من السنة الجديدة 2014 زمن خير وسلام، وأن يحقق أمنياتكم الكبيرة، ويبلغ بكلمتكم الصريحة والسديدة إلى نفاذها، وهي: تأليف حكومة جديدة ميثاقية قادرة على مواجهة الأزمات والتحديات المقلقة، ولا سيما الاقتصادية منها والأمنية والاجتماعية، التي لا تتحمل أي تأجيل؛ ووضع قانون جديد للإنتخابات؛ وإعداد الاستحقاق الكبير بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري".

وتابع: "هيا بنا إلى بيت لحم لنرى الكلمة"(لو2: 15). هي الكلمة محور الميلاد ومحور تاريخ البشر الخلاصي. كتب عنها يوحنا الحبيب في مطلع إنجيله: "في البدء كان الكلمة. والكلمة كان مع الله، وكان الكلمة الله. به كل شيء كون، وبدونه لم يكن شيء مما كان... والكلمة صار بشرا وسكن بيننا، مملوءا نعمة وحقا"(يو1: 1و3و14).

أسرع الرعاة إلى بيت لحم لكي يروا الكلمة، فرأوها "طفلا مضجعا في مذود"(لو2: 17). ولما شاهدوا "أخبروا بالكلمة" التي قيلت لهم"(لو2: 17)، ثم رجعوا وهم يمجدون الله ويسبحون على الكلمة التي سمعوها ورأوها(راجع لو2: 20). أجل، الكلمة هي محور الميلاد. فالمسيح المخلص، الإله المولود إنسانا، هو كلمة تعلن لنا ونحن نقبلها؛ وكلمة نراها ونخبر عنها(1يو1: 1-3)، فتولد الإندهاش وتستقر في القلوب؛ وكلمة نصليها تمجيدا وتسبيحا لله"، مؤكدا ان "هذه الكلمة - الإله المتجسد هي ينبوع ثقافتنا المسيحية، ونحن مدعوون لنشرها وطبع شؤوننا الزمنية بقيمها ونتائجها في لبنان وهذا المشرق".

وقال: "ان المسيح ابن الله المتجسد هو كلمة الآب الوحيدة والكاملة والنهائية. به قال الله للبشرية كل شيء، وختم كل ما سبقها من أقوال الأنبياء والمزامير وسائر الكتب المقدسة، لأنها اكتملت في المسيح وانكشفت رموزها. ولقد سمعنا في الرسالة إلى العبرانيين التي تليت علينا هذا التأكيد: "أن الله، بعد أن كلم آباءنا قديما بالأنبياء مرات كثيرة وبأنواع شتى، كلمنا نحن، في هذه الأيام الأخيرة، بابنه الذي جعله وراثا لكل شيء، وبه أيضا أنشأ العالم"(عب1: 1-2)". كتب القديس يوحنا الصليبي، معلقا على هذا القول: "عندما أعطانا الله ابنه، والابن هو كلمته الأخيرة القاطعة، قال لنا كل شيء دفعة واحدة... لأن كل ما قاله سابقا بتصريحات مجزأة في الأنبياء والكتب، يقوله الآن بنوع كامل، معطيا أيانا كل شيء في الابن"". وتابع: "أجل! قال لنا الله بالكلمة المتجسد كل الحقيقة المثلثة وهي حقيقة الله والإنسان والتاريخ. قال لنا حقيقة الله الظاهرة في المسيح، الذي هو، كما سمعنا في الرسالة المذكورة "ضياء مجد الله، وصورة جوهره، وضابط كل شيء بكلمة قدرته"(عب1: 3). وعندما طلب فيليبس من يسوع: "أرنا الآب وحسبنا"، أجابه الرب: "من رآني يا فيليبس، رأى الآب"(يو14: 8-9). وقال لنا حقيقة الإنسان، هو القدوس الذي صار إنسانا بكمال الطبيعة الإنسانية؛ فكر بعقل إنسان، وأحب بقلب إنسان، وعمل وبارك بيد إنسان. قال عنه بولس الرسول: "لقد شابهنا في كل شيء ما عدا الخطيئة"(عب4: 15). وقال لنا حقيقة تاريخ البشر: أنه تاريخ يصنعه بالتعاون مع كل إنسان، لكي يصبح تاريخ خلاص. فتصميم الله الخلاصي يتحقق عبر مراحل تاريخ البشر. هذه هي كرامة كل شخص بشري وقدسية حياته، أنه معاون الله في صنع التاريخ".

وأشار الى ان "الكتب المقدسة تردد أن الله ينبوع كل حقيقة: كلمته حقيقة، شريعته حقيقة. ولأن الله حقيقة ومحبة، كل شعبه مدعو ليعيش في الحقيقة والمحبة (راجع كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 107، 110). لهذه الحقيقة والمحبة يشهد المسيحيون في لبنان وبلدان الشرق الأوسط وفي كل مكان. وبهما يساهمون في بناء مجتمع أكثر إنسانية وأخوة وكرامة".

وتابع: "أن نقول إن الله "قال لنا بالمسيح كل شيء دفعة واحدة"، هذا لا يعني على الإطلاق أن المسيح الكلمة كلمة جامدة من الماضي ومنتهية في الماضي، وكأن لا علاقة لها بحياتنا اليومية. بل هي كلمة فاعلة ونابضة ومتجددة بالروح القدس الذي يقود الكنيسة والمؤمنين والمؤمنات إلى كل الحقيقة المثلثة (يو16: 63)، وإلى قراءتها واستنباط مضامينها يوما بعد يوم، وجيلا بعد جيل. لذا تؤكد الكنيسة أن المسيحية ديانة الكلمة، لا ديانة الكتاب؛ ديانة كلمة متجسدة وحية، لا كلمة مكتوبة وصامتة وحرف ميت، لأن الروح القدس الذي أوحاها هو يفتح أذهاننا لفهمها (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 108)".

وقال: "فخامة الرئيس، أنتم شخصيا من المؤمنين بكلمة الله، وتستمدون منها دائما صمودكم في الحق وفي قول الحق بشجاعة ووضوح ومحبة، بحكم قسمكم اليمين على الدستور، فيما العديد من السياسيين ينقادون إلى مصالحهم الشخصية والحزبية والمذهبية، على حساب الحقيقة والدستور والقانون والدولة والوطن. ويغطون، كما يقال "بغطاء سياسي"، المخالفات والتجاوزات والاعتداءات، ثم يقولون، عندما يطالب الرأي العام بردعها وبإصلاح الفساد: "هذا يقتضي قرارا سياسيا". واكد الراعي ان "الدستور حقيقة لا يحق التلاعب بها من أجل مصالح شخصية أو فئوية، ولا يحق إهمالها والتنكر لها وتجاوزها. القانون حقيقة ينبغي احترامها والتقيد بها. الكلمة التي يفوه بها الإنسان، كل إنسان، كبيرا كان أم صغيرا، سياسيا مسؤولا أم مواطنا عاديا، يجب أن تكون كلمة حقيقة لا كذب وباطل وإساءة".

وقال: "انتم، فخامة الرئيس، على هذا المستوى، صاحب كلمة حق ومحبة وتوجيه وثبات، كلمة لا تساوم، ولا تقامر، ولا تسيء. تقولون الحقيقة لأنها جميلة وتكشف بهاء الروح والقلب، ولأنها وحدها تحرر وتجمع وتبني. وليعلم اللبنانيون أن الحقيقة في حياتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية والوطنية هي وحدها تحررهم من كل ارتهان واستقواء، ومن كل مصلحة تنال من المصلحة العامة وخير البلاد. وليعلموا أن الحقيقة وحدها تخلصهم أمام ربهم وتخلص لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية. فيجب عليهم سماعها من فمكم، ومن الشعب الذي يرزح تحت أعباء الفقر والعوز، ومن فم الهيئات الاقتصادية التي تكشف الأخطار والتجاوزات المهددة بالإنهيار التجاري والاقتصادي، ومن فم القيمين والخبراء في الشأن المالي الذين ينذرون بأخطار الدين العام الذي يتفاقم بشكل مخيف يهدد بانكسار الدولة".

اضاف: "أجل يجب أن يسمع المسؤولون السياسيون هذه الحقيقة. وليهبوا جميعا إلى تحرك وطني واسع داخليا وإقليميا ودوليا للدفع إلى الواجهة هذه الحقيقة التي تشكل "القضية اللبنانية"، التي، بنجاح، تجعل من لبنان عنصر استقرار وسلام في محيطه العربي التواق إلى التنوع في الوحدة. فخامة الرئيس، واصلوا قول الحقيقة الدستورية والوطنية، قويا بالحق وبمحبة لبنان، كيانا وشعبا ومؤسسات".

وختم: "أيها المسيح، كلمة الله المتجسدة، بميلادك أخذت الحقيقة والمحبة إسما في التاريخ هو أنت، يسوع المسيح. أنر بحقيقتك، حقيقة الله والإنسان والتاريخ، كل واحد منا وكل مسؤول بيننا. أنت النور الحقيقي الذي "ينير كل إنسان، آت إلى العالم"(يو1: 9). أنت الذي أشرق نورك بالميلاد في ظلمات الليل، بدد بنور كلمتك ونعمتك الظلمة من العقول والقلوب والضمائر. وساعدنا لكي نبدد كل ظلمة شر وكذب وحقد؛ كل ظلمة فقر وعوز، كل ظلمة حرب وعنف وإرهاب، كل ظلمة كبرياء وظلم واستكبار. إجمعنا يا رب بالحقيقة والمحبة، وبروح الوحدة والتضامن، لك المجد والتسبيح، أيها الآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".

المهنئون

وفي نهاية القداس، توجه الرئيس سليمان والبطريرك الراعي الى صالون الصرح حيث تقبلا التهاني بالاعياد من المؤمنين في الذبيحة الالهية.

ومن ابرز المهنئين: رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، النائب محمد قباني، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وفد من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى برئاسة المفتي الشيخ يوسف رغدا، رئيس حزب البيئة العالمي ضومط داغر، رئيس الحركة الاجتماعية اللبنانية جان مفرج، البروفسور خير الله غانم، رئيس حركة "المستقلون" رازي الحاج، ووفود شعبية من مختلف المناطق.

 

جعجع بعد الخلوة مع الراعي: حكومة 996 مشلولة والرئيس سليمان يهاجم بسبب مواقفه الوطنية

وطنية - زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي لتهنئته بعيد الميلاد المجيد، حيث أكد أنه "لا يجب ان نفقد الأمل في أي لحظة، فلبنان مر بظروف أصعب مما نمر به الان واستطاع الخلاص مما يتخبط فيه، لذا يجب علينا في الوقت الراهن الخروج من واقعنا المذري". وأسف "ان البعض في لبنان لا يتذكرون الشراكة والوحدة الوطنية حين يقاتلون في سوريا او يسقطون حكومة"، مجددا رفضه "تشكيل حكومة وفق صيغة 9-9-6"، وواصفا إياها ب "الصيغة المشلولة". ودعا جميع النواب الى "القيام بدورهم خلال جلسة انتخاب رئاسة الجمهورية والتوجه الى المجلس النيابي لممارسة واجبهم وانتخاب رئيس جديد بكل ما للكلمة من معنى بعدما كانت الانتخابات منذ الطائف مجرد تسوية، والرئيس ميشال سليمان هو استثناء ولهذا نرى أنه يهاجم بسبب مواقفه الوطنية". واذ أسف "ان البعض لا يتذكرون الشراكة والوحدة الوطنية حين يقاتلون في سوريا او يسقطون حكومة". وقال: "لقد قمت بجولة أفق كاملة مع البطريرك الراعي، وكان ثمة تفاهم تام على اعادة موقع رئاسة الجمهورية موقعا فعليا، وبالتالي خلال الانتخابات الرئاسية على جميع النواب القيام بدورهم والتوجه الى المجلس النيابي لممارسة واجبهم وانتخاب رئيس جديد للجمهورية". وتابع: "منذ اتفاق الطائف كانت انتخابات الرئاسة مجرد تسوية، ما عدا الرئيس ميشال سليمان الذي هو استثناء ولهذا نرى أنه يهاجم بسبب مواقفه الوطنية، لذا على كل النواب تحمل مسؤولياتهم في الانتخابات الرئاسية القادمة". واضاف: "رغم صعوبة الوضع لست متشائما ويجب علينا تكثيف جهودنا للوصول الى بر الامان، في النهاية يجب ان تستقيم الحياة الدستورية في البلد، بعدما تم التلاعب بالدستور خلال السنوات الماضية". ورأى "أن الحكومة الدستورية هي الحكومة التي يوقع مراسيم تشكيلها رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، اما الافتئات على ذلك فهو أمر غير واقعي". وختم جعجع: "ان لبنان بلدنا ويجب ان نكمل جهودنا للخروج من "الحفرة" التي نحن فيها، وهذا الأمر يتطلب ممارسات مختلفة عما كان يجري في السنوات الماضية".

 

مفتي البقاع الغربي خليل الميس في تشييع ضحيتين في الصويري: ليضع بري حدا للخلاف لما له من منزلة في النفوس وطمأنينة لدى الطرفين

وطنية - شيعت بلدة الصويري في البقاع الغربي يوسف ورامح شومان ضحيتي الاحداث الاخيرة في البلدة يوسف ورامح شومان، إلى مثواهما الأخير في جبانة خاصة امام احد منازل العائلة، وسط اجواء من الحزن، والاجراءات العسكرية والامنية للجيش، وقوى الامن الداخلي، وفي حضور مفتي البقاع الغربي خليل الميس، رئيس بلدية مجدل عنجر سامي العجمي، و فاعليات ومخاتير ورؤساء بلديات. وأكد الميس في كلمة ألقاها بالمناسبة ان "الامر في الصويري الى مزيد من الهدوء"، لافتا إلى أن "مواكبة الجيش للجنازة وفر الهدوء، ووضعا امنيا متميزا وكاملا خلال التشييع". وإذ توجه إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ب"التحية"، قال: "إن قائد الجيش العماد جان قهوجي كان معنا على تواصل"، شاكرا القيادات الامنية على "تطويقها هذه الحالة". وقال: "الآن يبدأ دور مسيرة المصالحة بين الافرقاء المتخاصمين في البلدة، الآن بدأنا مسيرة المصالحة، والآن يعود الذين تركوا بيوتهم، وسيأخذ القضاء دوره لمحاسبة الذين ارتكبوا الاخطاء، وليكن معلوما لدى العالم كله، ان الذي حصل في الصويري لا نظير له في المنطقة، والعلماء السنة هم من صلوا على هاتين الجنازتين، وهذا لا يكون في لبنان، الا في البقاع الغربي والصويري"، واعدا "سنتابع مسيرتنا لاحلال السلام والوئام في البلدة". وطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري "من خلال ايماننا بالدولة، ولما له على الارض من منزلة في نفوس الجميع، وهو الذي يطمئن له الطرفان، وضع حد نهائي وبسرعة لهذا الخلاف".

العجمي

بدوره، أكد رئيس بلدية مجدل عنجر سامي العجمي ان "أبناء الصويري هم أبناء بلدة واحدة. والحادثة التي حصلت هي حادثة فردية، والأمور سائدة الى الافضل، والنار اذا ما اشتعلت يجب ان تنطفئ، والا ستصل الى كل لبنان"، لافتا إلى أن "الاهالي سيعودون الى منازلهم، إذ لم نقبل ان يكون الدفن الا في الصويري، والعائلة هم ابناء عمومة وقرابة، ومجدل عنجر موجودة في صلب الصويري، وكذلك الصويري فهي موجودة في صلب مجدل عنجر"، مثمنا "دور من عمل على اطفاء الفتنة".

جانبين

من ناحيته، تمنى عماد جانبين احد اقارب الذين سقطوا، على "ابناء العمومة من آل شومان العودة الى منازلهم"، آسفا "لما حصل، وقد نقلت الصورة خطأ، ولا طائفية في الصويري، وكلنا أبناء عمومة وخال وابناء دين واحد".

 

ماروني وسعد وجنجنيان ينتظرون "حبش العيد"... فماذا عن الهدايا؟!

 خالد موسى/موقع 14 آذار

"ولد المسيح هلوليا"، بهذه الكلمات المفعمة بالسكينة والإيمان، تحتفل الطوائف المسيحية اليوم شرقية كانت أم غربية بولادة السيد المسيح، بحسب ما هو متعارف عليه بـ"عيد الميلاد"، في شتى أسقاع العالم. ولكن في لبنان تكتسب التحضيرات لهذا العيد طابعاً خاصاً في العديد من المدن والقرى اللبنانية، حيث تزينت معظم الطرق اللبنانية بدءاً بالعاصمة بيروت مروراً بصيدا وصور وبنت جبيل وحاصبيا ومرجعيون وعاصمة الشمال الفيحاء طرابلس وبلدات وشوارع عكار والمتن وكسروان وجبيل وزحلة عاصمة الكثلثكة التي تزينت شوارعها بأفضل زينة وصفة بأنها "أكبر زينة في كل لبنان"، حيث أضائتها مؤسسة جوزيف سكاف بالتعاون مع بلدية زحلة – المعلقة.

أينما ذهبت أشجار العيد تملء المحال والطرق والبيوت والجميع يتنافس من أجل أن تكون شجرته المميزة بزينتها ورونقها بين باقي الشجرات. أينما ذهبت ترافقك زحمة العيد حيث التحضيرات جارية على قدم وساق لهذا العيد، الذي يمر على لبنان وسط ظروف اقتصادية وسياسية وأمنية صعبة يعيشها اللبنانيين كما كل الدول العربية وأبرزها سوريا الذي يمر هذا العيد على مسيحييها كما على مسلميها مثقلاً بالآلام والأوجاع على أحبة فقدوا أو على اطفال ونساء وشيوخ قتلوا أو تعذبوا أو هربوا من بطش نظام لا يفرق بين كنيسة أو مسجد ولا يفرق بين كاهن أو كاهنة أو شيخ.

لافرق بين غني وفقير في هذا العيد، الكل ينتظر العم "بابانويل" الذي وبحسب مخيلة الأطفال يأتيهم محملاً بالهدايا والألعاب التي يضعها الى جانب شجرة الميلاد ليستيقظوا في الصباح الباكر ويجدوها. ولكن نتيجة الوضع الأمني الذي يعيشه لبنان، وكما اعتاد اللبنانيون دوماً على روح الفكاهة في كل المناسبات، فقد كتب أحدهم على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك":" أنصح بابانويل بعدم حلق شواربه كي لا يعتبره الأمن اللبناني إرهابياً"، كما وضعت العديد من الصور الذي تبرز كيف أن بابا نويل وهو آت الى لبنان يحمل الهدايا الى الشعب اللبناني في هذا العيد، يفتش على حاجز تابع للامن اللبناني بواسطة آلة كشف المتفجرات لاسلكياً المستخدمة بكثرة في لبنان.

ماروني و"المطبخ اللبناني"

تتفاوت آمال السياسيين اللبنانيين في هذا العيد، فمنهم من يأمل على الصعيد الوطني أن "يعي المسؤولين جميعهم مخاطر بقاء الوضع على حاله، وإنشا الله في مطلع السنة المقبلة تولد حكومة صنعت في لبنان وتواكب قضايا اللبنانيين السياسية والأمنية والإقتصادية، وايضاً أن يكون هناك وعي لدى النواب ونذهب مهما كان الثمن جميعاً الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية من أجل المحافظة على مؤسسات الدولة اللبنانية وعلى هيبتها وإستمراريتها"، بحسب ما تمناه عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني، في حديث خاص لموقع "14 آذار" الذي جال على بعض نواب مطلعاً كيف يقضون هذا العيد وما نوعية الهدايا الذين يهدونها أو أن تلك التي تهدا إليهم، وما هي أهم المأكولات التي يتناولونها في هذه المناسبة.

أما عن نوعية الهدايا التي يحب ماروني أن يهديها أو التي تهدا إليه، لفت الى أنه "لديه إيلاء خاص، خصوصاً بعيد الميلاد، للمحافظة على العادات والتقاليد التي يحافظ عليها اللبنانيون، وبالتالي هناك تقليد تبادل الهدايا تمام الساعة الثانية عشرة منتصف الليل حول الشجرة بعد المأدبة الميلادية والعشاء الميلادي، وتتنوع الهدايا من رمزية الى ثمنية بحسب الشخص الذي تهديه وما موقعه في حياتك الخاصة".

وفي شأن المأكولات التي يفضل ماروني تناولها على المأدبة الميلادية، رأى ماروني أن "المطبخ اللبناني مليء بالمأكولات الشهية كالتبولة والكبة والمازات على أنواعها وأشكالها، ولكن هناك طبق رئيسي تختتم به المأدبة الميلادية وهو "حبش العيد"، وهذا الطبق يطبخ مرة واحدة في السنة وهذا ما يجعله لذيذاً، وبالتالي حبش العيد يكون آخر طبق تختتم به المأدبة الميلادية في العادة".

سعد وهدية "تشكيل الحكومة"

من جهته، تمنى النائب أنطوان سعد أن "تكون هذه الأعياد خير على لبنان واللبنانيين وعلى أمن هذا البلد وأن ينتهي لبنان من كل الإشكالات التي تحدث، وأن ننتهي من الإشكالات الأمنية الحاصلة في البلد، وأن يعيد اللبنانيين سوياً بوأم وسلام ومحبة في هذه المناسبة السعيدة". أما الهدية العزيزة على قلب النائب سعد في هذا العيد فهي "الوصول الى تشكيل حكومة حيادية بأقرب وقت ممكن وإجراء إنتخابات رئيس الجمهورية في موعدها الدستوري، من أجل ان لا يصبح الفراغ على جميع المستويات والرئاسات في البلد، وهذه هي أهم هدية بالنسبة لي في هذا العيد". أما على صعيد المأكولات، فإن النائب سعد لا هم لديه في نوعية المأكولات على المأدبة الميلادية، ولكن يبقى "حبش العيد" الطبق الرئيسي والأهم لديه على المأدبة.

جنجنيان و"الكارافات" ... قصة حب لا تنتهي

بدوره، تمنى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان، أن "العجلة السياسية تعود وتتحرك مجدداً لتواكب الإستحقاقات الرئاسية أو الحكومية أو النيابية، وان يصبح لدينا حكومة في أسرع وقت ممكن من أجل أن ننهض مجدداً ويعود الأمن والإستقرار والعمل الفعال الى البلد"، متوجهاً الى اللبنانيين بالقول: "عليكم بالصبر أكثر لأن الأزمة يبدو أنها ستطول، ولكن لا تفقدوا الأمل وعليكم أن تنظروا الى المستقبل بإيجابية وأن تفكروا بإنتاجية وأن تبدعوا وتبتكروا لأن المجتمع اللبناني بطبيعته مبتكر ومحب للإبداع ومتميز وخلاق وقوة اللبناني بذكائه وقوته وعلمه، ولا تفقدوا الأمل". أما من ناحية الهدايا الذي يحبذ جنجنيان أن تهدا له فهي "الكرافات بالدرجة الأولى"، ولكنه يحبذ أن يسأله من يريد إهدائه عن ماذا يريد قبل أن يهديه كما يحب أن يسأل هو ايضاً من يريد أن يهديه عن ماذا يريد أن تكون هديته، لافتاً الى أن "جمعت الأهل والأحبة والرفاق والبسمة على وجوه الناس، وخصوصاً الأطفال، هي الأهم في هذا العيد". فيما نوعية المأكولات التي يحبذها جنجنيان على المأدبة الميلادية لا تفرق لديه ، فيما يبقى حبش العيد الطبق الرئيسي على المأدة".

 

حسين الموسوي: هناك تخبط وهذيان في تصريحات 14 آذار

وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي، خلال ندوة قرآنية أن "في خطب وتصريحات بعض فريق 14 آذار تخبط وهذيان، وذلك نتيجة فشلهم وسقوط رهاناتهم المتنقلة على جهات مشغولة بأوضاعها المتردية سياسيا وإقتصاديا"، مشير إلى أنهم "حتى لو أعادوا قراءة ما يصدر عنهم يكادون لا يستوعبون شيئا".  ولفت إلى أن "إختلاقهم روايات وهمية عن مواقف ما، لبعض أسر شهدائنا الأبرار، وأمانيهم بتراجع قدرة حزب الله، نتيجة دفاعه عن الشعب السوري وكل الأمة، وإنكارهم أن مقاتليهم والمرتزقة وشذاذ الافاق المدعومين من أميركا وإسرائيل هم في خندق واحد، يؤكد ضياعهم وإحباطهم الكبير". واعتبر أن "تحريض الشارع، وإستخدامه من مكان إلى آخر، هو شأن من يهمه خدمة العدو الصهيوني، وليس من يضع كل ما يملك في مقاومة هذا العدو من الجبهة اللبنانية، أو في أية جبهة يفتحها حلفاؤه المكشوفون والمستترون". وفي ما يتعلق بأحداث بلدة الصويري، قال: أما في بلدة الصويري، فالكل إخواننا وأهلنا، نعمل من أجل حياتهم، ووحدتهم في مواجهة الذين يحرضون ويمكرون".وختم "نحن لا نهدد أبناء وطننا الذين نذرنا حياتنا، وإمكاناتنا للدفاع عنهم، بل نقوم من وقت لآخر، بواجب توجيه النصح للبعض الذي ضل سعيه، وهو يحسب أنه يحسن صنعا، وقوتنا الوطنية والإقليمية ما كانت، ولن تكون يوما من أجل مصالح أو مشاريع شخصية زائلة، بل في مقاومة الكيان الغاصب الإسرائيلي وعملائه، حتى تحقيق وإستعادة كامل وسيادة أرضنا ومقدساتنا".

 

مدير عام "المنار" يقدم استقالته بعد الجدل الذي اثاره اعتذار المحطة من البحرين

نهارنت/قدم مدير عام "المنار" عبدالله قصير استقالته من القناة، بحسب ما اوردت تقارير صحفية، وذلك اثر الجدل الذي جرى مؤخرا حول اعتذار القناة من البحرين لتغطيتها حركة الاحتجاجات في الممكلة. وقالت قناة الـ LBCI أن "النائب السابق عبد الله قصير قدم استقالته قبل اسبوع وتم قبولها"، في حين ذكرت تقارير اخرى انه توجه الى ايران بعد قبول استقالته من قبل المحطة. وكانت "المنار" واذاعة "النور" اللتان يملكهما حزب الله قدمتهما اعتذارا "رسميا" من البحرين عن تغطيتهما للاحتجاجات، وأكد القصير حينها الاعتذار. واوضحت مصادر قريبة من اجتماعات اتحاد اذاعات الدول العربية أن "الاعتذار جاء كتسوية بعد طلب البحرين سحب عضوية المجموعة اللبنانية (المنار، اذاعة النور) من اتحاد اذاعات الدول العربية". الا أن حزب الله تنصل في بيان صادر عنه، من خطوة المجموعة اللبنانية في الاعتذار، قائلا: "كان تقديرا خاصا من الوفد، ولم تتم مراجعة قيادة حزب الله فيه".

وشرح الحزب أن "موقفنا الداعم والمساند لقضية الشعب البحريني المظلوم لم يتبدل ابدا". مضيفا: "نعتبر أن الظلم الذي مارسته السلطات البحرينية بحق شعبها كبير وما زال قائما في حرمان الشعب البحريني من حقوقه البديهية في حق المشاركة السياسية". يشار الى أن البحرين تشهد منذ شباط 2011 حركة احتجاج يحركها الشيعة الذين يشكلون الاكثرية في هذا البلد الخليجي، ضد حكم آل خليفة السنة، ومنذ اندلاعها تشهد الممكلة علاقات متوترة مع حزب الله الذي يؤيد الحركة الاحتجاجية ضد النظام القائم.

 

ميلاديات

 

متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده في قداس الميلاد:ان لم يبذل الجميع عرقا ودما سوف ينهار هذا الوطن على رؤوس الجميع

وطنية - اكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده في قداس الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس ان "المطلوب من الجميع تخطي الانانية ورؤية المصلحة العامة، وما يصح على البعض يجب ان يصح على الكل. نحن بحاجة الى احترام الدستور وتطبيقه، نحن بحاجة الى احترام الاستحقاقات الدستورية وملء الشواغر في المؤسسات، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع، واحياء دور الهيئات الرقابية لتحاسب من يجب محاسبتهم، نحن بحاجة الى تغليب لغة الحوار والتوافق والولاء المطلق للبنان، فان لم يبذل الجميع عرقا ودما لن يستعيد هذا الوطن عافيته وسوف ينهار على رؤوس الجميع".

 

رئيس آساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر: الخطر يداهم الاستحقاقات الدستورية ومدعوون لإنقاذ لبنان لا لنحيا بمعزل ومنأى عن الآخرين

وطنية - إحتفل رئيس آساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، قبل ظهر اليوم، بقداس الميلاد المجيد في كاتدرائية مار جرجس للموارنة في بيروت، يحيط به النائب العام لأبرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج والمونسيور إغناطيوس الأسمر والخوري جان مارك نمر وشمامسة وإكليريكيون. شارك في الذبيحة الإلهية النواب: إيلي عون، فؤاد السعد، نديم الجميل، إبراهيم كنعان، حكمت ديب، آلان عون، كاظم الخير ممثلا الرئيسين السابقين للحكومة سعد الحريري وفؤاد السنيورة، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، نقيب الأطباء الدكتور أنطوان البستاني، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، رئيس الرابطة المارونية النقيب سمير أبي اللمع، رئيس مؤسسة الإنتشار الماروني الوزير السابق ميشال إده، ممثلو القيادات الأمنية والعسكرية والحزبية والإجتماعية، الوزير السابق جو سركيس، أمين عام لجنة الحوار المسيحي الإسلامي حارث شهاب، ومسعود الأشقر ومؤمنون. وقد حضر إلى الكاتدرائية وفد من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ممثلا نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان مقدما التهاني بالعيد.

عظة

بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران مطر عظة العيد، جاء فيها: "في هذا العيد المبارك، يسأل البعض عن نية حسنة، كيف نستطيع أن نعيد والحزن يملأ القلوب والساحات؟ وكيف نتواعد مع البهجة والفرح، والظروف التي تمر بها البلاد والمنطقة تمسح الوجود بلون أسود؟ كيف ننعم في بيوتنا بالدفء وحرارة التلاقي فيما بعض الأطفال من حولنا يموتون تجلدا في الصقيع ويقضي البعض الأخر منهم حريقا في خيم تمزقها الريح من الخارج وتلتهمها من الداخل نيران مشتعلة دون استئذان؟ وكيف يصوغ الناس أحدهم للآخر أماني طيبة فيما هم يرفضون بعضهم بعضا حتى ولو كانوا من الدين الواحد والبلد الواحد، وفيما تتعرض أوطانهم إلى عملية تفتيت مذهبي وطائفي وإلى حالة عداء مجاني لم نعرف لها مثيلا من ذي قبل؟". أضاف: "على هذا السؤال، يأتي جواب بسيط نابع من إيماننا بالرب ومن افتقاده لنا وستره إيانا بظل رحمته، وهو أننا بحاجة أكبر إلى هذا العيد، ومن حيث أننا نتعرض لمثل هذه المصائب، ولأن شعورا عارما ينتابنا بأن الشرور التي ابتلينا بها باتت أكبر منا، ولأن عجز الإنسانية عن استعادتها طريق الحب والسلام، ليس له سبيل سوى تدخل السماء، لتعيد الأمور إلى نصابها، وتفتح للناس طريقا يقودهم من الموت إلى الحياة، بعد أن عكسوا السير الذي دهورهم من الحياة إلى الموت". وتابع: "الحقيقة، أن الحالة التي نعرفها اليوم في وطننا وفي منطقتنا والعالم ليست بأمر جديد يطلعه علينا التاريخ، بل هي العتاقة بعينها، لأن الخطيئة هي التي ما زالت منذ حلولها في الأرض تنتج البضاعة نفسها من حقد وقتل وفناء. أما الجديد الذي يحمل إلينا أمل الشفاء وقوة التغيير فلن يكون سوى بقوة رسول السلام الآتي إلينا ربا ومنقذا، هاديا ومفتقدا. فميلاد يسوع هو شروق شمس النعمة والبر على العالم، لتدخل الدفء إلى القلوب الباردة الكسيرة. وهو الذي زرع في الأرض بذارا لحياة جديدة أساسها المحبة التي لا تأسيس للتاريخ إلا بها. كذلك عيد الميلاد، وفي هذه الظروف بالذات، فهو يشكل فرصة لنا لنستعيد قوة الرجاء بالخلاص الإلهي ولنجدد تمسكنا بالابن الوحيد الذي أتى إلينا ليمد لنا يمين قدرته، وليصلح أمورنا ويشملنا بعفوه ورضاه".

ودعا مطر الى ان "ندخل إلى العيد بالفرح والشكر، وفي سجودنا الخاشع أمام طفل المغارة، فلنذكر الوعود التي أطلقها الله لنا على ألسنة الأنبياء منذ القديم. ومن أهمهم أشعيا النبي الذي قال عن مجيء المسيح هذا القول الجميل: "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما والجالسون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم نور. منحتهم يا رب ابتهاجا على ابتهاج وزدتهم فرحا على فرح" (أشعيا 9، 1-2). ولكي تتضح مهمة المسيح الآتي، أعطي أشعيا بالوحي أن يتنبأ ويقول على لسانه: "روح الرب علي، لأن الرب مسحني له، وأرسلني لأبشر المساكين وأجبر منكسري القلوب، ولأنادي للمسجونين بالحرية وللمأسورين بتخلية سبيلهم". ولكي يزيد في سر المسيح وضوحا، أطلق أشعيا أيضا هذه النبوءة قائلا: "ها إن العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل أي الرب معنا". وقال: "نعم أيها الأخوة، يسوع هو الرب معنا. وهذه النعمة تكفينا لنحيا بالرب ثقة مطلقة. ولكي يعطي علامة عن تحقيق هذا الخلاص وعن عظيم نتائجه ينهي أشعيا نبوءته ليقول: "سيحكم الرب بين الأمم ويقضي لشعوب كثيرين فيصنعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل فلا ترفع أيد على أيد سيفا ولا يتعلمون الحرب من بعد".

اضاف: "في ضوء هذه النبوءات نتأمل أمام الطفل الإلهي في يوم ميلاده المجيد، فنفرح من جديد لما يرويه الإنجيل المقدس عن رعاة بيت لحم الودعاء، أولئك الذين يمثلون القلوب النقية، والذين سمعوا كلام الملاك يبشرهم بالولادة العجيبة، والذين دهشوا لأنشودة جوق من الملائكة أطلقوها فوق رؤوسهم قائلين: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لأهل رضاه". لكن هذا الفرح الذي يدخله الميلاد إلى قلوبنا، والرجاء الذي يوقظه في حياتنا التعبة وفي نفوسنا الحائرة، لن يتحولا إلى فرص للنجاة إلا بشرط جوهري أساس، وهو أن نقبل الله في حياتنا وأن نعمل بمشيئته فعلا، وإلا خسرنا من جديد كل شيء. وإن زدنا تأملا بمعنى أنشودة الملائكة في كل أبعادها ومعانيها، فسندرك أن تمجيد الله في العلى، أي الاعتراف به إلها وربا للجميع هو الذي ينزل في الأرض سلاما ويحول الرجاء به إلى حقيقة. أما إذا لم نقبل مشيئة الله فسيبقى هذا السلام أمنية في البال لا تمت إلى الواقع بصلة. ولا عجب في ذلك فإن لم تعترف العائلة البشرية بخالقها الواحد، فسوف تبقى مبددة ومتناحرة إلى الأبد. أما إذا آمنت به وقبلت بمشيئته فإن لها منه السلام والحب والرضى والرحمة الكبيرة".

وتابع: "لذا يصبح لزاما علينا في هذا العيد الفضيل أن نطرح على ذواتنا وخصوصا في هذا الشرق المعذب وفي وطننا الحبيب لبنان، هذا السؤال الذي يجب أن يحير أفكارنا. فلئن كنا في هذه المنطقة شعوبا تذكر الله أكثر من أي منطقة أخرى من العالم، فلماذا نبقى ضحية الحرب والتقتيل والتشريد إلى هذا الحد؟ ولماذا لا ينزل علينا من عند الله الذي نذكره كل هذا الذكر، سلام عظيم ينقذ نفوسنا؟ قد يكون الجواب عن هذه الأحجية أننا نذكر مع الأسف نفوسنا أكثر مما نذكر الله. فنفوسنا هي الأصنام الجديدة التي تفرض عبادتها علينا وعلى الآخرين. وإلا فكيف يطلع بيدنا أن نعمل بعيال الله تفريقا ما بعده تفريق، وندخل إلى القلوب عداوات لا تمحى ونستسلم لتمزيق المنطقة إلى مذاهب تتناحر حتى لا يبقى من الود بينها أي شيء. فهل الله هو الآمر بكل هذه المخازي؟ وهل نحن هكذا لمشيئته منصاعون؟ أوقفوا القتل بربكم أيها المؤمنون واتقوا الله في عباده واجتمعوا للتحاور فيما بينكم في أي مكان، غربا وشرقا، شرط أن يكون سقف الله هو الواقي لرؤوسكم وإرادة الله هي الحكم فيما أنتم عليه مختلفون". وقال: "أما عندنا في لبنان فإننا نحيا مرحلة من اللامسؤولية تجاه وطننا وتجاه أنفسنا لم نعهد لها مثيلا من ذي قبل. فقد انشطرت البلاد إلى فئتين لا تريد أي منها أن تخاطب الأخرى ولا أن تتفاهم معها على أي شيء. وهو أمر مستهجن ومرفوض. هذا فيما الوطن الذي دعي رسالة للشرق والغرب بالحرية والديموقراطية والعيش المشترك من قبل حبر أعظم قديس، يكاد يفرغ من كل شيء إلا من الفراغ. فالخطر يداهم استحقاقاته الدستورية كلها بما فيها انتخاب رئيس للجمهورية، ولم نلحظ بعد تحسسا كافيا لهذا الخطر المداهم بل شروطا توضع من هنا ومن هنا، يتمسكون بها ولو خربت الدنيا على يدهم خرابا أكيدا". وسأل: "هل يعرف القيمون عندنا أنهم إذا سعى أحدهم إلى الانتصار على الآخر بالقوة والإكراه، فإن انتصاره المشؤوم هذا لن يكون إلا على أشلاء لبنان؟ فيرتد إذ ذاك الانتصار الموهوم على صاحبه شقاء وخيبة. لا بل إن خسارة لبنان لذاته ستكون وبالا على المنطقة العربية والإسلامية بأسرها وعلى مساعيها في إيجاد صيغة للتعايش المرغوبة بين أبنائها على صورة صيغة التعايش المتجسد في لبنان. لذلك نحن مدعوون إلى إنقاذ لبنان لا لنحيا بمعزل ولا بمنأى عن الآخرين في المنطقة المحيطة، بل لنكون مفيدين لأبنائها بما عندنا من اختبار إنساني لا نظير له ولا بديل منه. هذا إذا أردنا رفع حضارة العرب نحو الأسمى. إن لبنان هو رسالة حرية وسلام بحد ذاته وهو رسالة محبة ومصالحة بين الناس بروح تستطيع أن تقوى وتثبت بوهج الميلاد المجيد، وبنعمة المولود صاحب العيد، له المجد إلى الأبد". وختم مطر: "تصالحوا مع صاحب العيد أيها الأخوة الأحباء، تتصالحون مع أنفسكم وبعضكم مع بعض. وارحموا فقراءكم ومهجريكم، أولئك الذين صار ابن الله من أجلهم فقيرا مولودا في مزود، ومهجرا على شاكلتهم إلى مصر من وجه مهدديه. لينوا قلوبكم بالحب المتجلي في المسيح ابن مريم. وليدخل ميلاده في نفوسكم رجاء جديدا وقوة جديدة لتعبروا من زمنكم الحاضر الرديء إلى أزمان خلاصية كثيرة الفرح، وليعد الله عليكم هذا العيد أعيادا عديدة، مغدقا على أشخاصكم وعلى عيالكم وأوطانكم فيضا سخيا من نعمه وبركاته".

قداس نصف الليل

وكان المطران مطر إحتفل بقداس نصف الليل في الكاتدرائية يحيط به رئيس الإكليريكية المارونية المونسنيور عصام أبي خليل والمونسنيور الأسمر والأبوان جان مارك نمر وجان الشماس.

 

قداديس منتصف الليل عمت النبطية ومنطقتها والعظات اكدت على العيش المشترك

وطنية - عمت قداديس منتصف الليل، مختلف الكنائس والاديرة في مدينة النبطية ومنطقتها، لمناسبة عيد الميلاد المجيد. وفي هذا الاطار اقيم قداس العيد في دير مار انطونيوس في النبطية، وترأسه رئيس الدير الاب فرنسيس عساف الذي ألقى عظة ركز فيها على معاني العيد، مؤكدا "العيش المشترك والعيش الواحد بين ابناء المنطقة الذي يتجلى بأبهى معانيه في منطقة النبطية"، آملا في ان "يعمم على بقية المناطق اللبنانية لنعيش الرجاء والنور والرحمة والمحبة". وفي كنيسة النبطية، ترأس الاب نقولا درويش قداس العيد وتحدث عن العيد ومعانيه، داعيا الى الوحدة الوطنية والعيش الواحد. اما في كنيسة سيدة النجاة في الكفور، فترأس خوري البلدة الاب يوسف سمعان قداس العيد بمشاركة ابناء البلدة والمسيحيين السوريين النازحين اليها، والقى عظة اشار فيها الى انه في "اعيادنا نتذكر الرسالات السماوية التي جاءت الى الارض لتطرح المحبة والسلام، وكم نحن اليوم بأمس الحاجة لنعود ونعيش القيم والاهداف التي من أجلها جاء الرسل والانبياء الى الارض". وقال: "نحن بحاجة في ظل ما يعيشه العالم بشكل عام والشرق بشكل أخص، وسوريا ولبنان بشكل أكثر خصوصية من الاوضاع والبلبلة، الى ان نعود الى القيم التي دعانا اليها الرسل والانبياء والمبشرون ليكون العيد عيدا من الداخل اكثر من المظاهر والبهجة من الخارج، لنعيش معنى العيد من الداخل، الاديان السماوية دعت الى المحبة والسلام وهذا ما يجب ان تعترف به القرى التي تعيش الاختلاط ليعترف الانسان بالاخر في جو من الطمأنينة والسلام التي هي رسالة الهية والتي يجب ان لا نكون غرباء عنها". اضاف: "في هذه المناسبة يعنينا الامن للكل، وهناك دول كبيرة واصحاب القرار فيها ينتمون الى ديانات سماوية معينة بالاسم، ولكن بالفعل اطماعهم هي التي تؤثر في تلك الدول، ان دعوتنا اليوم هي للافراج عن راهبات معلولا وعن المطرانين وعن كل انسان معذب، الخطف وقمع الحريات وكبت الرأي لا يفرق بين مسيحي ومسلم، ولا يفرق الانسان عن الانسان الاخر، اذا كان المسلم وشريكي في هذا الشرق بخير فأنا بخير، لبنان ارض البشارة وهذه المنطقة هي ارض البشارة، ومن هذه الارض ندعو الى الافراج عن راهبات معلولا وعن المطرانين، ونحن لسنا طلاب حرب وخصوصا اننا ارتضينا ان نتشارك واخواننا المسلمين العيش على ارض واحدة وهذه هي رسالتنا في الميلاد"

 

راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده في قداس الميلاد:المسيح يولد كل يوم ويتجسد فعليا في كل جائع وعطشان في كل لآجئ ومهجر في كل ضحية من ضحايا الحقد والضغينة

وطنية - تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداس عيد الميلاد منتصف الليل، في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، الخوري جوزف فرح. وحضر القداس العقيد مصطفى الايوبي ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص، وحشد من المؤمنيين. بعد الانجيل المقدس، القى بو جوده عظة قال فيها: "نبوءة آشعيا تحققت ليلة الميلاد، أيها الأحباء، عندما أعلن الملائكة للرعاة أن المسيح الذي ينتظرونه قد ولد، وأنشدوا قائلين: المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر. كما أن آشعيا سيقول في الفصل التاسع والأربعين: رنمي يا سماء وإبتهجي أيتها الأرض، ويا أيها الجبال إهتفي، لأن الرب سيعزي شعبه ويرحمه، مشفقا على بؤسه". اضاف: "ليس الميلاد، أيها الأحباء، مجرد مناسبة إجتماعية نزين فيها بيوتنا والشوارع ونشعل فيها الأنوار ونتبادل الهدايا والزيارات، ثم نطوي الصفحة لنعود إلى روتينية ورتابة حياتنا اليومية. الميلاد هو حدث دائم نعيشه كل يوم لأنه عيد تجسد إبن الله، إنه زمن المصالحة بيننا وبين الله لأنه تنفيذ لوعد الله الخلاصي الذي قطعه لأبوينا الأولين، آدم وحواء، عندما إبتعدا عنه ورفضاه وإستسلما لإغراءات الشيطان المجرب الذي أقنعهما بأنهما إذا عملا ما يطلبه منهما، يصبحان كآلهة ولا يعود لله أي سلطة عليهما".

وتابع: "أرفق الله هذا الوعد الخلاصي بكلمات قاسية وعقاب فرضه على الشيطان حين قال له هو المتمثل بالحية: لأنك فعلت هذا، فأنت ملعونة من بين جميع البهائم وجميع وحوش البر. على بطنك تزحفين وترابا تأكلين طول أيام حياتك، بينك وبين المرأة أقيم عداوة، وبين نسلك ونسلها. فهو يترقب منك الرأس، وأنت تترقبين منه العقب. بمخالفته لأمر الرب حكم الإنسان على نفسه بالموت، فذكره الله أنه من التراب أُخذ وإلى التراب سيعود، لكن الله حكم له بالحياة. بهذه المخالفة قطع الإنسان علاقته بالله فشوه صورة الله فيه، هو الذي خلقه الله على صورته ومثاله ونفخ فيه روحه. ولذلك إختبأ من وجه الله وإكتشف عريه ومحدوديته. الميلاد هو عيد تجسد إبن الله، إذ به عادت الطبيعة الإنسانية لتتوحد بالطبيعة الإلهية إذ أن المسيح المولود هو في الوقت عينه إله وإنسان، ولذلك يقول أحد الآباء القديسين: صار الله إنسانا كي يجعل الإنسان إلها، من جديد. وهذا ما عبر عنه القديس يوحنا في فاتحة إنجيله حين قال:في البدء كان الكلمة، والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله، به كان كل شيء وبدونه ما كان شيء مما كان، فيه كانت الحياة والحياة نور الناس، والنور يشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات... والكلمة صار بشرا فسكن بيننا، فرأينا مجده، مجدا من لدن الآب لإبن وحيد ملؤه النعمة والحق".

وقال بو جوده: "سنوات طويلة وقرون عديدة إنتظر الإنسان تنفيذ هذا الوعد إلى أن بلغ ملء الزمان، كما يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية، فقد أرسل الله إبنه مولودا لإمرأة، مولودا في حكم الشريعة ليفتدي الذين هم في حكم الشريعة، فنحظى بالتبني. علاقة الإنسان بالله لم تكن دائما على ما يرام، إذ إنه كان دائما يعود فيستسلم لإرادة الشيطان بدلا من أن يستسلم لإرادة الله، بينما بقي الله أمينا لمواعيده. وهكذا فإننا نرى أنه يوم ولادة يسوع، ومع أنه كان في العالم والعالم به كان، فإن العالم لم يعرفه إذ أنه جاء إلى أهل بيته فما قبله أهل بيته، كما يقول يوحنا. ومع أنه من سلالة ملوكية هي سلالة داود لم يستقبله الأنسباء والأقرباء، ولم يكن لوالديه موضعا في الفندق عندما جاءا لينفذا أمر الحاكم للإحصاء، فقد وضعته أمه في مغارة وفي مذود للحيوان".

واردف: "بالرغم من ذلك، ولأن الله صادق في مواعيده فإن نبوءة آشعيا قد تحققت وهو الذي قال: إسمعوا يا بيت داود، أما كفاكم أن تضجروا الناس حتى تضجروا إلهي أيضا؟ فإن السيد الرب نفسه يعطيكم هذه الآية: ها هي العذراء تحبل وتلد إبنا وتدعو إسمه عمانوئيل. وقد تحققت هذه النبوءة ليلة الميلاد إذ أرسل الله ملاكه إلى الرعاة الساهرين على قطعانهم في هجعات الليل ليقول لهم: لا تخافوا لأني أبشركم بفرح عظيم يكون فرح الشعب كله. فقد ولد لكم مخلص في مدينة داود، وهو المسيح الرب. كما تحققت نبوءة أخرى من نبوءاته التي تقول: إصعدوا على جبل عال يا مبشري صهيون، إرفعوا صوتكم مدويا يا مبشري أورشليم: إرفعوه ولا تخافوا، قولوا لمدائن يهوذا: ها هو الرب إلهكم آت، وذراعه قاضية، تتقدمه مكافأة لكم ويحمل جزاءه معه. يرعى قطعانه كالراعي ويجمع صغارها بذراعه".

وقال: "هذه هي البشرى السارة التي يحملها إلينا الرعاة اليوم، أيها الأحباء، إنها فرحة الإنجيل، كما يسميها قداسة البابا فرنسيس في إرشاده الرسولي، الصادر منذ أيام. إنها فرحة الخلاص الآتي من عند الرب. فالمهم أن نفتح آذاننا وعقولنا والقلوب، مثل الرعاة فنذهب معهم إلى ملاقاة الرب، ومثل الملوك المجوس، فنرى معهم نجمه فنأتي ونسجد له ونقدم له الذهب، والبخور والمر. فلنتأمل في موقفنا في هذه المناسبة السعيدة، أيها الأحباء، ولنتساءل بمن نتشبه: أبأبوينا الأولين فنستسلم لإرادة الشيطان، فنحكم على نفسنا بالموت، أم بالعذراء مريم، فنقول معها ما قالته للملاك: أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك يا رب؟ أما السؤال الثاني الذي نطرحه على أنفسنا اليوم فهو هل إننا سمعنا كلام المسيح في الإنجيل الذي تماهى فيه مع الفقراء والمساكين وقال: كلما إهتممتم بأي جائع وعطشان أو مهجر أو سجين أو عريان فإنكم بي أنا بالذات تهتمون".

وختم بو جوده: "المسيح لم يولد مرة واحدة في التاريخ أيها الأحباء، إنه يولد كل يوم ويتجسد فعليا في كل جائع وعطشان، في كل لآجئ ومهجر، في كل ضحية من ضحايا الحقد والضغينة، وكم هم كثر اليوم في بلادنا وفي البلدان المجاورة، وكل بلدان الشرق الأوسط حيث تستعر المعارك والحروب. ونحن نرى نتائجها في شوارع بلداتنا ومدننا وقرانا، من أطفال مشردين، ورجال ونساء يستعطون لقمة العيش. فلنتجرأ ونقلب الصورة، على ما يقول القديس منصور دي بول: إذا رأيتم إنسانا قذرا تملأ جسمه القروح، لا تتوقفوا عند هذه الصورة، بل أقلبوها فتروا على وجهه الآخر صورة المسيح. فإلى مثل هذا الموقف يدعونا قداسة البابا فرنسيس اليوم، فلا نكتفي بالإهتمام بخروف واحد ضال، بل نوسع آفاقنا كي نهتم كذلك بالتسعة والتسعين الآخرين. وهكذا نعيش حقيقة فرح الميلاد وفرح الإنجيل ونرتل مع الملائكة قائلين: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر".

 

ضاهر ترأس قداس منتصف الليل في الكورة: ليتحمل المسؤولون المسؤولية الكاملة لانقاذ لبنان من المخاطر

وطنية - ترأس متروبوليت طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك ادوار ضاهر قداس منتصف الليل في كنيسة سيدة الوحدة في ضهر العين في الكورة عاونه لفيف من الكهنة وحضره حشد من المؤمنين. بعد الانجيل المقدس، القى ضاهر عظة شدد فيها على معاني المناسبة وما تحمله من اهداف سامية، وقال: "نحتفل اليوم بذكرى ولادة السيد المسيح وهذه المناسبة يجب عدم تحويلها الى تبادل للهدايا والزينة الخارجية وتناول العشاء الفاخر فقط بل علينا في ذكرى المخلص ان نتصالح مع الذات ومع الله وان نفتح قلوبنا وعقولنا للاخرين ونستقبل ولادة السيد المسيح بفرح وتواضع وبساطة ومحبة، كما فعلت السيدة العذراء والمجوس". اضاف: "اليوم بولادة السيد المسيح اصبح لدينا اخ واب نستطيع الاتكال عليه في كل الاوقات والازمان، ونحن المؤمنين لا نخاف من شيء لاننا نتمتع بقوة المسيح الذي يعيش فينا وبيننا، لذا يجب ان نصلي ونتذكر بعضنا البعض في هذا اليوم المجيد وخصوصا نصلي لموتانا والمرضى والمشردين والفقراء ونعمل على مساعدتهم في شتى المجالات". ودعا ضاهر "المسؤولين في لبنان الى ان يفتحوا قلوبهم للرب وان يتحملوا المسؤولية الكاملة لانقاذ لبنان من المخاطر المحدقة به، كما دعا الى تعزيز الوحدة الوطنية والمحافظة على المؤسسات الشرعية ولا سيما الجيش اللبناني والقوى الامنية"، آملا من "الفاعليات الشمالية كافة في الوقوف وقفة ضمير ودعم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في هذه المدينة العزيزة على قلوب جميع اللبنانيين لتخرج من محنتها وتعود الى سابق عهدها"، مشددا على "التمسك بالايمان والمحبة والتسامح".

 

قداديس ميلادية ومسيرات في كنائس قضاء بشري واديرتها

وطنية - عمت احتفالات الميلاد قضاء بشري، وأقيمت القداديس ومسيرات الصلوات في الكنائس والاديرة. وترأس النائب البطريركي على المنطقة المطران مارون العمار قداس منتصف الليل في كنيسة السيدة بشري، وعاونه الآباء: خليل عرب، سيمون طوق وجوزف طوق. والقى العمار عظة روحية دعا فيها الى "التجدد الروحي أمانة للهوية وللرسالة التي شاءها الله لكل مؤمن". واعتبر "هذا التجدد أجدى الوسائل لمواجهة التحولات المصيرية التي يشهدها لبنان والمنطقة، وتترك انعكاسات خطيرة على الوجود المسيحي". وفي بشري أيضا، احتفل الخوري شربل مخلوف بالقداس في كنيسة مار سابا، والخوري جوزف سكر في كنيسة مار يوحنا.

وفي كنيسة السيدة حصرون، ترأس المونسنيور عبدالله السمعاني قداس العيد، وفي كنيسة السيدة بقاعكفرا ترأس الخوري ميلاد مخلوف قداس العيد في حضور رئيس البلدية، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، وحشد المؤمنين. وفي كنيسة مار دانيال الأثرية، أقيم قداس العيد وترأس الصلاة الخوري حبيب صعب في حضور رئيس البلدية المحامي جورج الشدراوي، ورئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي ومؤمنين. وكانت عظات تناولت معاني الميلاد الروحية. وجابت المنطقة مواكب العيد وزعت هدايا "كاريتاس" على الاطفال والعجزة والمرضى. وأمت الوادي المقدس، وفود وحركات رسولية من مختلف المناطق توقفت في حديقة البطاركة حيث التراتيل الميلادية، وأكملت منها نزولا الى عمق الوادي حيث الكنائس والمزارات. ونظمت "رابطة قنوبين للرسالة والتراث" أمسية ميلادية في حديقة البطاركة، توزعت بين صلوات أحياها الخوري حبيب صعب، وتراتيل أداها مرنم جوقة قاديشا أنطونيو شعيا، أمام مغارة الميلاد التي أقيمت قرب منحوتة المجسم الفني لمشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس. ودعت رابطة قنوبين الى المشاركة في النهار الميلادي الذي تحييه السبت المقبل 28 الحالي، ويبدأ صباحا بجولة في حديقة البطاركة، نزولا منها الى الوادي المقدس حيث محطات في عدد من المغاور والمعالم، ومنها الى دير سيدة قنوبين حيث يترأس النائب البطريركي المطران مارون العمار قداسا، يتبعه ريسيتال تحييه جوقة الرهبانية الانطونية في حصرون، فعرض لفيلم وثائقي عن الوادي المقدس فالهدايا الى المشاركين من نتاج الرابطة.

 

قداديس الميلاد عمت قرى اقليم الخروب وبلداته

وطنية - عمت القداديس الميلادية اليوم، منطقة اقليم الخروب. ففي كنيسة دير المخلص في جون، ترأس الرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت انطوان ديب قداس الميلاد، يعاونه رئيس الدير الأب سليمان جرجورة وعدد من الكهنة، والقى عظة من وحي المناسبة، فأكد ان "المسيح هو السلام والمحبة وخلاص الجميع"، مشددا على اهمية نبذ التعصب من اي جهة كانت، آملا ان يعم السلام لبنان والمنطقة العربية وتعيش بسلام من المحن التي تعصف بها، مشددا على التمسك بالوحدة الوطنية والتعاون وتضامن المجتمع اللبناني. وفي كنيسة دير مار شربل في الجية، ترأس رئيس الدير الأب بسام حبيب قداس الميلاد في حضور حشد من ابناء المنطقة وفاعلياتها، وألقى عظة من وحي المناسبة. كذلك، اقيمت القداديس في معظم كنائس المنطقة وسط اجراءات امنية اتخذتها وحدات من الجيش وقوى الامن الداخلي.

 

احتفالات وقداديس في صيدا لمناسبة الميلاد والكلمات شددت على المحبة والمصالحة والحوار والسلام

وطنية - عمت الاحتفالات الميلادية والقداديس صيدا ومنطقتها ودقت أجراس الكنائس ورفعت الصلوات للمناسبة.

كفوري

وفي هذا الاطار، ترأس راعي أبرشية صيدا وصور وتوابعهما المطران الياس كفوري قداسا في مطرانية الروم الارثوذكس، القى خلاله عظة أكد فيها ان "الميلاد نقلنا من عهد الناموس الى عهد النعمة ومن العبودية الى الحرية، حرية ابناء الله". وقال: "نناشد الضمير العالمي الذي نثق بإيمانه بالقيم التي قامت عليها الحضارات وأهمها حضارات الشرق الاوسط والمؤمنين بكرامة الانسان وحريته وقدسية حياته، ان يعملوا على إطلاق المخطوفين والمحتجزين وان يبادروا الى نجاة مشردي الحروب".

نصار

اما راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار الذي ترأس قداسا في كاتدرائية مار الياس في صيدا، فقد شدد في عظته على "القبول ببعضنا البعض ونبذ الكراهية"، وقال: "في هذا العيد المجيد، عيد المخلص الذي تحتفل به الكنيسة المسيحية اليوم في العالم، وفي لبنان وسوريا حيث ان الاخوة المسلمين ايضا يشاركون في هذا العيد لما له من رمزية ومعان سامية حتى في القرآن الكريم وهذا ان دل على شيء فيدل على ارادة ابناء لبنان وسوريا والشرق مسلمين ومسيحيين بان يعيشوا معا بوحي معنى العيد عيد المحبة والمصالحة والسلام، عيد الرب يسوع الذي جاء رحمة للناس وليعطيهم الرجاء الصالح، هذا المرسل من الله ندعوه في هذا اليوم ان يبارك الناس أجمعين ولا سيما ابناء أوطاننا المشرقية لانه خرج من الشرق نورا وهدايا للجميع، كما ندعوه بنوع خاص الى ان يطفىء نيران الحقد والكراهية والبغضاء في نفوس الذي مالوا الى الشر ويضع مكانها المحبة والمسامحة والغفران وقبول الآخر". أضاف نصار: "ندعو الرب يسوع ان يعطينا القوة والشجاعة، وان نعبر بحرية كاملة عن معتقداتنا وفكرنا وان نقبل الآخر في اختلافه. نعم هذه رسالة الميلاد في هذا العام لان الله أب للجميع هو خالقنا أجمعين، وعلينا ان نتحابب حول الله الواحد لنتلاقى ونتضامن ونتعاون من اجل خير الافراد وخير المجتمعات والاوطان". واكد نصار، ردا على سؤال على هامش القداس عن إلغاء القداديس اليوم، "ان ذلك لم يحصل في مطرانيتنا، لاننا احتفلنا كالعادة بقداس منتصف الليل وقمنا بالذبيحة الالهية وكان الحضور أكثر من السنوات الماضية، ما دفعني أثناء القداس الى ان اهنىء الناس لانهم تعدوا حاجز الخوف وأتوا للمشاركة فيه مع بعضهم البعض.

الحداد

وترأس راعي ابرشية صيدا ودر القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد قداسا في كنيسة مار نقولا حضره النائب السابق انطوان خوري وفاعليات وشخصيات وابرشية الرعية. والقى عظة شدد فيها على التفكير بإيجابية للقبول ببعضنا البعض من خلال كتبنا وقيمنا وما يجمعنا اكثر مما يفرقنا، وقال: "اليوم ميلاد المسيح عيسى، يوم نتأمل فيه معا ارادة الله، لعل هذا التأمل يعطينا حلولا لوطننا بل لاوطاننا".

اضاف: "لبنان بلا ثلاثة: لا حكومة، لا نيابة ولا رئاسة، وأقول ان لبنان اقوى من الموت ويستمر حتى لو توقفت ثلاثيته، فلبنان يتحدانا وكيانه العجيب اقوى من الجميع، لكن مسؤوليتنا هي ان نعيد اليه ثلاثيته بعنوانين لا ثالث لهما الحوار والتضحية قدر الامكان"، داعيا الى "وقف التخوين والتفكير بإيجابية عن الآخر والغاء الافكار المسبقة". وختم الحداد: "من هنا من ارض الجنوب ومن صيدا بوابة الجنوب نرسل الى ارض الميلاد وارض القداسة تحية وننحني إجلالا، ولن تنسنا مشاكلنا الداخلية ومشاكل العرب والعروبة القضية الاساس قضية فلسطين، لانها عنوان رئيسي في المقاومة وكل قضية اخرى إنما تنمو على حساب القضية الفسطينية".

 

صور ومنطقتها احتفلت بالميلاد والعظات شددت على الوحدة والعيش المشترك

وطنية - احيت صور ومنطقتها عيد الميلاد المجيد، بقداديس احتفالية وعظات دينية عمت كنائس المنطقة.

ففي مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك، ترأس المطران جورج بقعوني قداس العيد، والقى عظة اكد فيها "ضرورة استغلال المعاني والاهداف السامية لهذه المناسبة والاقتداء بالسيد المسيح وما حققه من تخليص البشر من العبودية وأبعدهم عن الخطيئة"، داعيا الى العودة لعبادة الله دون سواه، املا في ان "يسود وطننا لبنان المحبة والوئام بين بني البشر"، متمنيا على "السياسيين العمل على تفعيل مؤسسات الدولة لنعيد دورة الحياة الطبيعية لوطننا لبنان".

وفي كنيسة سيدة البحار المارونية، ترأس المطران شكرالله نبيل الحاج قداس العيد، والقى عظة دعا فيها الى الاقتداء بنهج السيدالمسيح وقال: "المطلوب صنع العيش بسلام وان ننعم بالامن والاستقرار في وطننا الحبيب لبنان وتعزيز لغة السلام والثقة بالاخر". وتوجه الى السياسيين بالقول: "كما كنتم ابطالا في الحرب كونوا ابطالا في صناعة السلام"، املا ان "تنتهي هذه الازمة الراهنة ونضخ النبض في مؤسساتنا ليعيش لبنان في محبة وسلام".

وفي كنيسة القديس مار توما للروم الارثوذكس، ترأس الارشمندريت جاك خليل قداس العيد، وألقى عظة شدد فيها على معاني المناسبة وما تحمله من معان سامية علينا التحلي بها، املا ان يعود السلام والاستقرار الى ربوع لبنان.

وكانت الوفود السياسية والشعبية زارت الكنائس مهنئة المطارنة بالعيد، وضمت كل من: النائب علي خريس على رأس وفد من حركة "امل"، عضو قيادة المنطقة الاولى في "حزب الله" الشيخ احمد مراد على رأس وفد من الحزب، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني، اضافة الى وفود من الفصائل الفلسطينية وفعاليات اجتماعية وبلدية.

 

قداديس ميلادية ومسيرات في كنائس قضاء بشري واديرتها

وطنية - عمت احتفالات الميلاد قضاء بشري، وأقيمت القداديس ومسيرات الصلوات في الكنائس والاديرة. وترأس النائب البطريركي على المنطقة المطران مارون العمار قداس منتصف الليل في كنيسة السيدة بشري، وعاونه الآباء: خليل عرب، سيمون طوق وجوزف طوق. والقى العمار عظة روحية دعا فيها الى "التجدد الروحي أمانة للهوية وللرسالة التي شاءها الله لكل مؤمن". واعتبر "هذا التجدد أجدى الوسائل لمواجهة التحولات المصيرية التي يشهدها لبنان والمنطقة، وتترك انعكاسات خطيرة على الوجود المسيحي".  وفي بشري أيضا، احتفل الخوري شربل مخلوف بالقداس في كنيسة مار سابا، والخوري جوزف سكر في كنيسة مار يوحنا.

وفي كنيسة السيدة حصرون، ترأس المونسنيور عبدالله السمعاني قداس العيد، وفي كنيسة السيدة بقاعكفرا ترأس الخوري ميلاد مخلوف قداس العيد في حضور رئيس البلدية، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، وحشد المؤمنين. وفي كنيسة مار دانيال الأثرية، أقيم قداس العيد وترأس الصلاة الخوري حبيب صعب في حضور رئيس البلدية المحامي جورج الشدراوي، ورئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي ومؤمنين. وكانت عظات تناولت معاني الميلاد الروحية.

وجابت المنطقة مواكب العيد وزعت هدايا "كاريتاس" على الاطفال والعجزة والمرضى.

وأمت الوادي المقدس، وفود وحركات رسولية من مختلف المناطق توقفت في حديقة البطاركة حيث التراتيل الميلادية، وأكملت منها نزولا الى عمق الوادي حيث الكنائس والمزارات.

ونظمت "رابطة قنوبين للرسالة والتراث" أمسية ميلادية في حديقة البطاركة، توزعت بين صلوات أحياها الخوري حبيب صعب، وتراتيل أداها مرنم جوقة قاديشا أنطونيو شعيا، أمام مغارة الميلاد التي أقيمت قرب منحوتة المجسم الفني لمشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس. ودعت رابطة قنوبين الى المشاركة في النهار الميلادي الذي تحييه السبت المقبل 28 الحالي، ويبدأ صباحا بجولة في حديقة البطاركة، نزولا منها الى الوادي المقدس حيث محطات في عدد من المغاور والمعالم، ومنها الى دير سيدة قنوبين حيث يترأس النائب البطريركي المطران مارون العمار قداسا، يتبعه ريسيتال تحييه جوقة الرهبانية الانطونية في حصرون، فعرض لفيلم وثائقي عن الوادي المقدس فالهدايا الى المشاركين من نتاج الرابطة.

 

مسيحيو سوريا أحيوا الميلاد بقداديس وصلوات وبلا معايدات عيواص: لا مسيحية بدون الشرق ولا شرق بدون المسيحية

وطنية - دمشق - أحيت الطوائف المسيحية في سوريا، عيد الميلاد المجيد، باقامة القداديس والصلوات بهذه المناسبة في الكنائس، وأماكن العبادة، واقتصرت الاحتفالات على الصلوات دون معايدات، نظرا للاحداث التي تمر بها سوريا. ففي كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس في دمشق، أقيم قداس كبير، ترأسه مدير الديوان البطريركي في دمشق المطران جان قواق، السكرتير البطريريكي المطران متي الخوري، يعاونهما ولفيف من الكهنة. وخدمت القداس الالهي جوقة مار أفرام السرياني البطريركية في دمشق. كما، أقيم في الكنيسة الانجيلية الوطنية في دمشق قداس كبير، ترأسه الرئيس الروحي للكنيسة القس بطرس زاعور، عاونه رئيس السينودس الانجيلي الوطني في سوريا ولبنان القس صاموئيل حنا، وجوقة تراتيل الكنيسة.وفي كنيسة مار الياس للروم الارثوذكس في الدويلعة، أقيم قداس ترأسه الوكيل البطريركي لبطريركية الروم الارثوذكس المطران لوقا الخوري.

وفي السويداء، أقامت مطرانية بصرى وحوران وجبل العرب والجولان للروم الارثوذوكس، قداسا وصلاة بهذه المناسبة.

كما أحيت المناسبة بقداديس وصلوات: أبرشية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الملكيين الكاثوليك، كنيسة الراعي الصالح في السويداء، وكنيسة السيدة العذراء للروم الأرثوذكس في ادلب.

وألقى المطران متى الخوري، رسالة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم مار أغناطيوس زكا الاول عيواص، وفيها: "ان رسالة عيد الميلاد هي رسالة المحبة والعطاء، ويسوع الطفل الذي ولد في مزود نراه اليوم في ملايين الاطفال الذين لا مأوى لهم وهم مع أمهاتهم يتضورون جوعا ونحن نتنعم في خيرات كثيرة".

وقال: "ان استقبال عيد الميلاد لهذا العام يأتي، وفي هواجسنا سوريا الموطن الازلي للسريان. هذا البلد الغالي على قلوبنا جميعا، وان ما يجري على أرضها من قتل وتدمير وتشريد يؤلمنا جميعا"، داعيا الى "حل الازمة بالحوار والحل السلمي البعيد عن القتل والعنف والسلاح، الذي تحول الى ارهاب تحت اسم الدين"، لافتا إلى أن "المسيحيين لهم تاريخ مشترك مع المسلمين في سوريا، وأنه كما امتزج الدم المسيحي والمسلم معا، في العهود السابقة ذودا عن حياض تراب الوطن الغالي سيشتركون معا أيضا في وحدة المصير ووحدة المستقبل".

وناشد جميع الدول المشاركة في جنيف 2 أن "يتركوا سوريا للسوريين، فهم أعلم بمستقبلهم، واذا كنتم تحبون سوريا لهذه الدرجة فقاطعوا امداداتكم ودعمكم للارهابيين والمسلحين لانكم لن تسلموا مستقبلا من بطش هؤلاء الارهابيين والتكفيريين في عقر داركم". وطالب مجددا، الجهة الخاطفة للمطرانين يوحنا ابراهيم، وراهبات دير القديسة تقلا في معلولا ب"اطلاق سراح سائر المخطوفين"، وقال: "ان كل المعطيات التي بين ايدينا تشير الي عملية ممنهجة ومدروسة لتهجير مسيحيي الشرق الاوسط، وكلنا يعلم بأنه لا مسيحية بدون الشرق، ولا شرق بدون المسيحية، ولن يكون الكرسي الانطاكي في يوم من الايام في استوكهولم أو في فرانكفورت او لوس انجلوس. وان الحضور المسيحي في الشرق حاجة اسلامية، أكثر مما هو حاجة مسيحية".

كذلك دعت العظات التي ألقيت في مختلف القداديس أن"يستجيب الله بهذه المناسبة المباركة، لنداءات وتضرعات المؤمنين في كل زاوية من بقاع سوريا، ويعيد الأمن والسلام ويزيل الخصام ويزرع المحبة والوئام، وأن يحمي سوريا، ويعيد اليها الامن والاستقرار، ويهدي كل من ضل طريق الخير والمحبة والسلام، لتعود سوريأ كما كانت بلد التآخي والتسامح والقيم الدينية السمحاء، وان يحفظ الرئيس بشار الأسد من كل مكروه".

وأكدت العظات أنه "مهما حاولوا تدمير سوريا، وتفتيتها وتشريد أهلها، وهدم منازلها ومؤسساتها، ومهما حاولوا ضخ الارهاب والهمجية لن يستطيعوا الوصول الي مبتغاهم المشؤوم الذي خططت له دول داعمة للارهاب والممول من دول وأنظمة لم يعرف التاريخ أسوأ من سجلها في انتهاك حقوق الانسان والطغيان في الاحكام والفساد".

 

متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس في رسالة الميلاد: ليعود كل منا إلى البساطة والضعفاء والرحمة والمحبة

وطنية - وجه متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس رسالة الميلاد الى اللبنانيين بعامة والمسيحيين بخاصة، وقال: "المسيح يولد طفلا صغيرا في مذود البهائم. هذا ما يذكرنا بقول الكتاب المقدس: إن لم تعودوا وتصيروا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات. هذه وصية إلهية تتوجه إلينا اليوم بمناسبة العيد الميلادي. في عالمنا اليوم، الراكض وراء الحداثة، وراء الرفاهية، وراء التكنولوجيا، يذكرنا المولود الجديد طفلا بضرورة العودة إلى البساطة، لا بل إلى براءة الأطفال.. بساطة العيش، على الرغم من كل الإعلانات الجذابة. هذا يفيدنا للرجوع إلى الله، ويقربنا من بعضنا البعض. كم بالاحرى إذا اقترنت البساطة بالبراءة. عندها نبتعد عن الشرور والمكائد. فكم من مخططات شريرة تهيأ في الخفايا". وتساءل: "إلى جانب كل ذلك، ماذا يوحي إلينا العيد الحاضر؟ لا شك ان المسيح يولد في مناخ من الفقر والعوز، في مذود مخصص للحيوانات. أهذا عار؟ عار الصليب؟ أم هو فخر وزحمة ومحبة فائقة؟ هو تذكير بأنه لا بد لنا من أن نفكر بأخوتنا الفقراء. في إعانة المحتاج تلتقي الرحمة مع المحبة، يلتقي الكبير مع الصغير، الغني مع الفقير. أليس الفقر والعوز الشديد مدعاة لحمل السلاح والمطالبة بحق العيش والثورة على المجتمع؟ بمعنى أعمق، الإحسان المتوجب إلى الفقراء يتضمن افتقارا إلى الله المنعم على البشر بإحساناته الغزيرة مجانا وبلا تمييز. في الواقع، الإنسان الذي يتطلع إلى أخيه المحتاج فيأخذ من الآخر ويتعزى أكثر بكثير مما يفرح الآخر بالعطية المجانية. هذا كله لا يقتصر على المال، بل يتعداه إلى افتقاد المرضى والعجز، وتعهد كل مشكلة اجتماعية ونفسية، وكم هي كثيرة مصائب الناس اليوم".

واكد "ان نداءنا اليوم بمناسبة ولادة هذا الطفل العجيب، ان يعود كل منا إلى البساطة والضعفاء والرحمة والمحبة. على غرار ما يقوله المثل الشعبي في النهاية لا يصح الا الصحيح هكذا خلقنا الله عراة، فلماذا نتكبر؟ خلقنا إخوة في الإنسانية، فعلى ماذا نختلف؟ الشيطان وحده هو الذي يزرع الخلافات في ما بيننا، نحن أبناء الوطن الواحد. فلنوسع عقولنا وقلوبنا متمثلين بالله خالقنا الذي وسع كل إنسان ورحمه واحبه بغض النظر عن لونه ومذهبه ودينه وجنسه". وختم كرياكوس: "لا ننس أن الفرح الحقيقي هو في الرب، نمتلكه في الصلاة، لا في الطعام والشراب، ولا في اللهو والرقص، ولا في الخمر والميسر. ليعطنا الله استنارة العقل والقلب، لكي نعي هذه الحقيقة الأبدية، فنعيد عندئذ عيدا سلاميا مجيدا".

 

كل التصريحات السياسيّة التي تناولت فيروز تركيبات زياديّة على حسابها...ريما رحباني تردّ على زياد: ما حدا مخوّل يحكي بإسم فيروز

“أبجد نيوز”/يبدو أن مسلسل “حب ” السيدة فيروز للسيد “حسن نصرالله” لم ينته.فبعدما أثار إبن سفيرتنا إلى النجوم “زياد الرحباني” زوبعةً عندما صرّح أن السيدة فيروز” تحب وتؤيد السيد حسن”.وبعدما اعتقد الجميع أن القصة انتهت لأن فيروز بالعادة لا ترد على الغريب فكيف ترد على القريب،فاجأت “ريما الرحباني” إبنة فيروز الجميع حين ردّت ولو بطريقة غير مباشرة على حسابها الخاص على”فايسبوك” على زياد قائلة” لا أحد مخوّل يصرّح بإسم فيروز”"،مؤكّدةً” أن المواضيع والتصريحات الصابقة السياسية وغير السياسية التي تناولت فيروز لا يتعدى كونها تكهنات وتركيبات زياديّة على حساب فيروز فقط لا غير”. وأضافت ريما” لا تنتظروا ردّاً من فيروز ففيروز إلتزمت عدم الرد من زمان،فكيف إذا كان الموضوع يتعلّق بزياد تحديداً؟” وأسفت ريما” لما أثارته تصريحات زياد “من مضايقات لأحباء فيروز وتركت لديهم تساؤلات كثيرة”.

 

دوليات

 

الأم اغنيس: راهبات معلولا أصبحن في يبرود وهن بصحة جيدة

أعلنت رئيسة دير مار يعقوب المقطّع بالقلمون بريف دمشق الأم اغنيس مريم الصليب في حديث تلفزيوني، أن ر"اهبات معلولا أصبحن في يبرود وهن بصحة جيدة"، مشيرة الى أن "الحرب العشوائية على الوجود المسيحي سببها رفض المسيحيين مطالبة الغرب لهم وخصوصاً فرنسا للمشاركة في الحراك القائم في سوريا". وحملت الام اغنيس "الدول العظمى التي تتدعي الديمقراطية، مسؤولية ما يجري وخصوصا ان مخططهم هو لهدم الوجود المسيحي ولهدم الحضارة والهوية في الشرق"، لافتة الى أن "المسيحيين مستهدفين لانهم يشكلون ذاكرة سوريا". واعتبرت الام اغنيس أن "في الجيش الحر هناك من يجب أن يقدر لانه لا يعمل لاجندة خارجية"، مضيفة ان الوضع في سوريا هو من اخطر الازمات لان نصف الشعب السوري بات مهجراً".

 

بثينة شعبان تعترف بقتل النظام السوري للطبيب البريطاني

كشفت سارا خان شقيقة الطبيب البريطاني المقتول عباس خان بأن شقيقها قتل على يد النظام السوري بحسب محادثة هاتفية بين والدتها التي ذهبت إلى سوريا للبحث عن ابنها وبين بثينة شعبان المتحدثة الإعلامية باسم النظام.

وقالت سارا شقيقة الطبيب خان في مقابلة مع قناة "بي بي سي" البريطانية أن بثينة شعبان تكلمت مع أمها بطريقة عصبية وقالت لها: "نعم قتلنا ابنك، اذهبي وأخبري البريطانيين بأننا قتلنا طبيباً بريطانياً، وعليك بمغادرة دمشق ولا تحاولي الاتصال بنا مرة أخرى". وأكدت هذه المعلومات التي قدمتها شقيقة عباس خان أن موته لم يكن انتحاراً كما حاول النظام الترويج له، بل قتلاً أثناء الاعتقال. كما كشفت شقيقة الطبيب المقتول وأكدت أن والدتها قرعت كل الأبواب لإنقاذ ابنها وذهبت الى السفارة الروسية والتشيكية راجية أن يساعدوها في الإفراج عنه. وأرسل رئيس مجلس الوزراء البريطاني رسالة تعزية لعائلة الطبيب المقتول يعبر فيها عن أسفه، وأكد فيها أن على النظام السوري تقديم توضيحات عما حصل، لأنهم وعدوه قبل 4 أيام من قتله بأنه سيتم الإفراج عنه قريباً، وسيعود إلى عائلته. وكان الطبيب البريطاني عباس خان ذو الأصول الهندية قد وصل إلى تركيا في 12 نوفمبر 2012، لمساعدة اللاجئين السوريين في مشافي حلب، وتم اعتقاله في أحد مراكز التفتيش التابعة للنظام السوري بعد 10 ايام من وصوله. وفي يوليو 2013 اهتدت والدته إلى مكانه في معتقلات النظام السوري، وحاولت جاهدة الإفراج عنه، إلى أن تلقت الوعود بذلك، لتفاجأ في 17 ديسمبر 2013 باتصال يطلب منها استلام جثة ابنها بحجة انتحاره. وأكدت خان أن والدتها لم تحصل على أي مساعدة من أي طرف وهي منهارة بالكامل حالياً. صخر إدريس (العربية .نت)

 

مصر: تفجير المنصورة يُطلق مرحلة «اجتثاث الإخوان»

القاهرة - محمد صلاح/الحياة

احتدم الصراع بين الحكم الموقت في مصر وجماعة «الإخوان المسلمين» على نحو يُنذر بمواجهة مفتوحة بين الطرفين بعد تفجير استهدف مقر مديرية أمن الدقهلية في دلتا النيل وأسفر عن مقتل 15 شخصاً غالبيتهم من أفراد الشرطة وجرح العشرات، منهم مدير الأمن وقيادات أمنية بارزة. والتفجير هو الأكبر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) الماضي خارج نطاق شبه جزيرة سيناء ومدن القناة التي دأب المسلحون على استهداف المقرات الأمنية والضباط فيها. كما أنه يُبرز ثغرات أمنية نظراً إلى كونه التفجير الثاني الذي يستهدف مديرية أمن الدقهلية التي انفجرت عبوة ناسفة أمامها في 23 تموز (يوليو) الماضي وجرحت 10 أشخاص، إضافة إلى تمكن الجماعات المسلحة من الوصول بكمية كبيرة من المتفجرات إلى أقرب نقطة من مديرية الأمن، ما أسقط عدداً كبيراً من القتلى والمصابين. وأشار حجم الدمار الذي لحق بمبنى مديرية الأمن والبنايات المحيطة به إلى أن التفجير الذي هز مدينة المنصورة وضواحيها في الواحدة بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء، نفذ باستخدام كمية كبيرة من المتفجرات. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «النتائج الأولى للفحص رجحت اقتحام انتحاري يقود سيارة محملة بمواد شديدة الانفجار، الحواجز الأمنية وتفجير السيارة... وتم العثور على أشلاء آدمية وتناثر لأجزاء سيارة. وتبذل الأجهزة الأمنية جهودها لتحديد شخصية الإرهابي والسيارة المستخدمة في الحادث». وأعلن النائب العام هشام بركات بعد تفقده موقع الانفجار أن محققيه حصلوا على «دلائل مهمة» من معاينتهم ستفيد في كشف منفذي الاعتداء.

وروى شهود أن سيارة نقل صغيرة اقتربت من مديرية الأمن قبل أن تزيد من سرعتها لتنحرف في الشارع الجانبي المطل على مديرية الأمن وتنفجر بعدها بلحظات مُخلفة دمارا هائلا في الجزء المُطل من المديرية على ذلك الشارع، وهو الجانب الذي يضم مكاتب مدير الأمن ومساعديه. وكشف مصدر أمني لـ «الحياة» أن التفجير تم خلال اجتماع مدير الأمن اللواء سامي الميهي الذي أصيب في التفجير بجروح بالغة مع عدد من مساعديه في مكتبه القريب من موقع الانفجار. وظهر أن منفذي العملية أرادوا إيقاع أكبر عدد من القتلى بين الضباط، فتجنبوا استهداف واجهة مديرية الأمن، لبعد مكاتب الضباط عنها.

وقتل في الاعتداء 15 شخصاً 9 منهم من أفراد الشرطة بينهم ضابطان فُصلت رأس أحدهما عن جسده، ومدني وثلاثة مجهولين. وبُترت أعضاء عدد من الجرحى. وتهدمت أجزاء من المصرف المجاور للمديرية ومبنى تابع لوزارة الثقافة وبنايات في محيطها، كما دُمرت عشرات السيارات من وقع الانفجار، وتضررت بنايات تقع على بعد نحو كيلومتر من مقر المديرية.

وشيع بعض القتلى في جنازة مهيبة في مدينة المنصورة شارك فيها الآلاف، مرددين هتافات تُطالب بـ «إعدام الإخوان». وبعدها هاجم مئات المشيعين مقرات يمتلكها «الإخوان» وحطموا مقتنياتها، وبينها عقار يملكه عضو مكتب الإرشاد مفتي الجماعة عبدالرحمن البر. وأحرق غاضبون سيارات يمتلكها أعضاء في الجماعة. وأعلنت الرئاسة في بيان الحداد ثلاثة أيام على أرواح الضحايا. وقالت إن «دماء وأرواح شهدائنا لن تذهب هباء، وسيعاقب أشد العقاب كل من سولت له نفسه سواء بالتخطيط أو التمويل أو التحريض أو الاشتراك أو التنفيذ، حتى يوقن الجميع أن العبث بمقدرات هذا الوطن خط أحمر لن يتم تجاوزه أو حتى مجرد الاقتراب منه، من دون أن يكون لذلك عقاب رادع».

واعتبرت أن «حربنا على الإرهاب باتت أولوية المرحلة الراهنة». ودعت المصريين إلى «التلاحم والالتفاف على هدف واحد لدحض الإرهاب واستكمال خطوات خريطة المستقبل وفقًا لجدولها الزمني المعلن... لن تتعطل مسيرة هذا الوطن ولن نخل بالتزامنا تجاهه».

وأشارت إلى أنها «لن تتردد في اتخاذ ما يلزم من إجراءات استثنائية للزود عن الوطن والحفاظ على أرواح أبنائه... وستتخذ القرارات اللازمة إزاء القوى الخارجية التي تواصل تدخلها في الشأن المصري، إذ أن الأمن القومي المصري يسمو فوق أي اعتبار، وأرواح أبناء هذا الوطن لا يمكن مقايضتها بأي علاقات أو أواصر أو مصالح».

وفور الحادث، قال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء شريف شوقي إن رئيس الوزراء حازم الببلاوي أعلن «الإخوان المسلمين» جماعة «إرهابية بعد أن أظهرت وجهها القبيح». لكن بدا أن الحكومة لم تحدد إجراءات عملية ستترتب على القرار، إذ عاد رئيس الوزراء ليخفف من أثر إعلانه. وقال خلال مؤتمر صحافي إن «من قام بهذا العمل سواء فرد أو جماعة إرهابي والدولة ستتصدى لكل هذه المحاولات بقوة». وأضاف أن «هناك حكماً قضائياً بحظر تنظيم الإخوان والدولة تقوم بتنفيذه بكل صرامة».

 

وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي: فرض أي حظر جديد على إيران سيوقف المحادثات النووية مع الغرب

طهران - يو بي أي/حذّر مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من أن فرض أي حظر جديد من الدول الغربية على إيران سيوقف المحادثات النووية معها. ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن عراقجي، وهو عضو الفريق الإيراني المفاوض بالمحادثات النووية مع السداسية الدولية، قوله إن "المسؤولين الأميركيين يتخذون إجراءات تتعارض مع اتفاق جنيف النووي، وذلك للتغطية على مشاكلهم الداخلية ولإقناع الكونغرس واللوبيات المختلفة في الولايات المتحدة والتي صعدت نشاطاتها منذ اتفاق جنيف". وأكد عراقجي على أن "أي حظر جديد سيوقف المسار الحالي في المفاوضات حتما.. وهو ما ترفضه إيران". واعتبر أن حسن النية وإبداء روح التعاون والتفاهم، يعدان من مستلزمات أية مفاوضات بناءة وناجحة، ولهذا على الطرفين أن يدخلا المحادثات بحسن النوايا. وقال عراقجي "لا شك أن المشاكل الداخلية للولايات المتحدة لا تهم أحداً إلا الأميركيين أنفسهم وعليهم أن لا ينسفوا أرضية المحادثات ولا يفسدوا حسن النوايا". وأشار إلى أن كل حديث ليس له علاقة بالموضوع النووي، سيكون غير بناء ويفسد الأجواء السائدة في المحادثات لا محالة، مشدداً على أن طهران "لن تدخل أي موضوع آخر غير النووي خلال المفاوضات

 

الرئيس الإيراني يهنئ بابا الفاتيكان بذكرى ميلاد السيّد المسيح

طهران - يو بي أي/هنأ الرئيس الإيراني حسن روحاني البابا فرنسيس، في رسالة بمناسبة ذكرى ميلاد السيّد المسيح وبدء العام الميلادي الجديد. وذكرت وكالة (فارس) الإيرانية للأنباء أن روحاني أعرب في رسالته عن أمله بالتوفيق للبابا "في المساهمة بتعزيز السلام، والحد من الفقر ومكافحة العنف والتمييز والتطرّف، والدعوة إلى إرساء العدل والاستقرار والاعتدال في جميع مناطق العالم".وقال إن ما يعزّز أمله وجميع المؤمنين "بتوفيق البابا في اتخاذ خطوات نحو إرساء السلام والحرية والعدل هو تاريخه في الاعتقاد بضرورة تعزيز الحوار بين الأديان في العالم". وأشاد روحاني بمساعي البابا في صنع الأرضية للحوار بين المذاهب المسيحية وكذلك التعاطي والحوار مع الزعماء المسلمين واليهود وبذل المساعي الرامية للحد من الفقر والهواجس في تحكم العلاقات ذات الطبيعة المادية في العالم المعاصر و"هو ما يمنح الأمل بالتوجهات الجديدة في معالجة المشاكل الصعبة في العالم وفق أطر دينية". واعتبر الرئيس الإيراني تكريم وإحياء ذكرى ولادة السيّد المسيح وجميع الأنبياء، بمثابة فرصة سانحة لتعزيز الاحترام والحوار المتبادل بين الأديان وتكريس روح السلام والمحبة لدى البشرية وتعزيز القيم الإنسانية والإلهية والتقارب بين الأديان في العالم

 

14 قتيلا على الاقل في انفجار سيارة مفخخة قرب كنيسة في بغداد

وطنية - قتل 14 شخصا على الاقل واصيب نحو 30 بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدف كنيسة في جنوب بغداد. وقال ضابط برتبة عقيد ان السيارة المفخخة استهدفت مصلين مسيحيين كانوا يقيمون قداس الميلاد في كنيسة مار يوحنا في منطقة الدورة في جنوب بغداد.

 

مقالات

 

الإنقسام الثقافي

شارل جبور/جريدة الجمهورية

النقاش الذي افتعله زياد الرحباني بقوله إنّ السيّدة فيروز تحبّ السيّد نصرالله، وتعقيبه بأنّها مع خيار المقاومة، فتح سجالاً من طبيعة ثقافية ودلّ أنّ الانقسام في لبنان يتجاوز السياسي إلى ما هو أعمق من ذلك، لأنّ البعد الثقافي يتّصل بكلّ الجوانب الحياتية، ولا يقتصر على السلاح والسلطة وغيرهما. وإذا كان لا أحد يناقش السيّدة فيروز بحقّها في حبّ السيّد نصرالله أو حقّ أيّ فنّان بالإعجاب بأيّ شخصية سياسية، غير أنّ النقاش تركّز حول كيفية إستواء هذا الحب بين ثقافتين مختلفتين، ثقافة غنّت للبنان ووصلت إلى درجة تمجيده، وثقافة أخرى لا يدخل لبنان ضمن حساباتها وأولويّاتها وهمومها.

فالإشكالية المطروحة تتّصل بكيفية تأييد فنّان معيّن خياراً سياسيّاً، فيما البيئة التي تحتضن هذا الخيار ترفض الاستماع إلى أغاني هذا الفنّان أو محرّم عليها ذلك؟ والإشكالية الأخرى المطروحة تتعلّق بكيفية الانجذاب إلى خيار سياسي يتناقض مع كلّ أعمال هذا الفنّان وتراثه، حيث يفترض بأيّ شخص أن يكون منسجماً مع نفسه، لا أن تتعارض أعماله مع توجّهاته، وإلّا يتحوّل إلى ممثل له دورانِ، واحد في الأفلام وآخر في الحياة؟

فالأغنية اللبنانية والمسرح اللبناني يشكّلان جزءاً لا يتجزّأ من الثقافة اللبنانية التي أرسَتها المارونية السياسية، وهي منظومة متكاملة تبدأ بالتعليم والاستشفاء ولا تنتهي بالنظامين السياسي والاقتصادي، والتي تحوّلت مع الوقت إلى أسلوب حياة جعلت المسلم اللبناني يختلف عن المسلم غير اللبناني، وأعطت للبنان هويته الثقافية المنفتحة على الغرب والثقافات الأخرى.

وقد جاءت الأغنية اللبنانية التراثية لتعزّز هذا النهج الثقافي الضارب في أعماق التاريخ اللبناني وتعمل على ترسيخه وتثبيته وتعزيزه، والحرب التي شنّت على المارونية السياسية لم تكن بسبب العنصر السلطويّ المتصل بالامتيازات، إنّما كانت في الأساس بغية ضرب مفهوم الحرّية لدى هذه الجماعة، والذي شكّل سدّاً منيعاً في المرحلة الأولى أمام مشاريع الوحدة العربية ومن ثمّ مع سوريا، وفي المرحلة الحاليّة أمام الوحدة مع إيران إنْ ضمن الهلال الشيعي أو في سياق تحويل لبنان إلى وطن المقاومة، مع فارق هذه المرّة أنّ مواجهة هذا المشروع هي سنّية - مسيحيّة.

وفي هذا السياق لا يمكن تفسير بيع الأراضي ووصلِ المناطق والدخول إلى الجامعات والتمسّك بالسلاح والإمساك بالسياسة الخارجية وتحديد وظيفة لبنان بقوّة الأمر الواقع وفرض عادات وتقاليد محدّدة، إلّا بأنّها محاولات لتغيير هويّة لبنان وثقافته. فـ"حزب الله" يدرك جيّداً أنّ الغلبة العسكرية مؤقّتة وتتعلّق بالظروف الخارجية والمعطيات الموضوعية القابلة للتبدّل في أيّ لحظة، وبالتالي من أجل إطالة أمد مشروعه يعمل على تعزيز الغلبة العسكرية بعناصر أخرى. ولكنّ ما لا يدركه "حزب الله" أنّ المارونية السياسية لم تكن يوماً مشروع غلبة، إنّما مشروع حياة، والإنجازات التي حقّقتها في شتّى الميادين لم تكن بهدف فئويّ أو سلطوي، إنّما مواكبة للتاريخ والحضارة والتقدّم والرقي، وبالتالي مشروعها كان دوماً في حالة سباق مع العصر والتطوّر والحداثة، ولم تعتبر يوماً أنّ ما تحقّقه تريد توظيفه في سياق مشروع خاص، بل اعتبرت دوماً أنّ المشترك المبني على أسلوب العيش والتفاعل اليومي قادر على تجاوز الحساسيات الطائفية والمذهبية، وتوحيد المجتمع دفاعاً عن هذه القيام وحرصاً على مزيد من التقدّم والتنعّم بحياة أفضل.

وما لا يدركه "حزب الله" أيضاً أنّ مشروعه المرتكز على مبدأ المقاومة وثقافة الموت والحرب يتطلّب عقوداً من الزمن من أجل ترسيخه وتثبيته وتجذيره، ولكنّ المعضلة المميتة التي تواجه هذا المشروع هي الوقت الذي لا يعمل لمصلحته، لا بل يسير عكس السير والزمن والتاريخ، هذا المشروع الذي انتهى مع سقوط الاتّحاد السوفياتي ودفن مع ثورة الاتصالات وانتهت كلّ مفاعيله مع الثورات العربية، ويعيش اليوم آخر فصوله في لبنان والمنطقة.

ومن هنا لا شيء يجمع بين أعمال فيروز ومشروع "حزب الله" الذي يشكّل تهديداً وجودياً لكلّ هذا التراث الذي شكّل متراساً متقدّماً في الدفاع عن هوية لبنان وثقافته. كما لا شيء يؤكد أن ما قاله زياد الرحباني دقيق وصحيح، خصوصاً بعد رفض فيروز التعليق ونفي شقيقته ريما ما قاله، وبالتالي من غير المستبعد على هذا الرجل الذي ينتمي إلى اليسار القديم الذي انتهى وعفا عليه الزمن أن يكون قد افتعل هذا السجال بغرض تسليط الأضواء على شخصه بعد التراجع الهائل في حضوره، ولكنّ أهمّية هذا النقاش أنّه أظهر في جانب معيّن أنّه ممنوع على السيّدة فيروز أن تحبّ السيّد نصرالله، إلّا أنّ التحدّي الأساس يبقى في التمسّك بالمشروع اللبناني الكفيل وحده بإسقاط مشروع "حزب الله". ولكن على الرغم من ذلك ستبقى فيروز أيقونة من أيقوناتنا، وستبقى كلمات أغانيها محفورة في وجداننا، ولن نسمح لأحد بأن يشوّه هذا التاريخ ويسرقه منّا...

 

هل بدأ «حزب الله» يخسر؟

جاد يوسف/جريدة الجمهورية

قد يكون من المبكر الإعلان رسميّاً عن تأجيل انعقاد «جنيف 2» في موعده المقرَّر. فكلّ المؤشّرات حتى الساعة تشير إلى أنّ حظوظ انعقاد المؤتمر أو إرجائه متساوية تقريباً، على الرغم من رجحان كفّة الفشل.

غزارة السيناريوهات التي تتحدَّث عن برنامج الجلسات، أو اللقاءات التي ستشهدها أروقة "مونترو" السويسرية، لم تصل بعد إلى حدّ تثبيت انعقاد "جنيف 2"، أو ضمان حظوظ نجاحه على الأقلّ، في ظلّ إصرار أطراف سياسية عدّة على إملاء الشروط والشروط المضادة، الأمر الذي لن يخدم الهدف منه. فالإعتراض الأميركي على مشاركة إيران فاجأ البعض عموماً وطهران وحلفاءَها خصوصاً، في حين اعتبر آخرون أنّه ثمرة نجاح الرفض السعودي لأيّ مشاركة إيرانية. فطهران اعتقدت لوهلة أنَّ اتّفاقها مع القوى الدولية حول ملفّها النووي، وما شهدته سوريا خلال الأشهر الماضية، سيُعطيها حقّاً آليّاً في تقرير ما يُحاك لها من حلول، لكن تبيَّن لها لاحقاً أنّ الأمر يحتاج الى بذل جهود كثيرة للحصول على شهادة التأهيل المطلوبة لانضوائها تحت سقف العلاقات الدولية السَويّة في المنطقة. وتكشف مصادر ديبلوماسية عربية في واشنطن أنّ إيران فشلت أخيراً في حسم عدد من المعارك التي تديرها في سوريا، خصوصاً في القلمون، أو في مناطق الغوطة الشرقية، حيث تشير معلومات عسكرية الى أنَّ قوات المعارضة حقَّقت تقدّماً ملحوظاً فيها، وتمكّنت من فكّ الحصار المضروب حولها، فضلاً عن خسارة عدد من المواقع العسكرية المهمة في حلب، وأسر مئات العناصر من الجيش النظامي، ما دفع إيران الى اعتماد لغة التصعيد والتهويل في سوريا ولبنان، وحتى في العراق، مع بدء الجيش عملية أمنية واسعة في منطقة الأنبار.

لقد فوجئت طهران بالتطوّرات الميدانية السورية بعدما توقَّعت أن تكون مشاركتها في "جنيف 2" تحصيل حاصل لإنجازاتها السياسية والعسكرية، فباتت ورقة حضورها في يد "الجبهة الإسلامية"، الجهة التي تمسك فعليّاً بالميدان.

ويكشف مصدر أميركي مطلع أنَّ واشنطن التي سعت لعقد لقاءات مع الجبهة نفسها، فوجئت بدورها بحجم الشروط التي رفعتها الأخيرة الى السفير الأميركي روبرت فورد. فالجبهة تبدو اليوم وكأنّها تتحدّث من موقع قوّة، مستندةً الى دعم قوي من السعودية التي تدعو واشنطن الى تغيير سلوكها السياسي مع المنطقة، أو أقلّه إلى السماح لها بنوع من الإستقلالية في متابعة الملفّات "الحسّاسة"، علماً أنّ قرارها في استبعاد الرئيس السوري بشّار الأسد لا رجعة عنه. وتقول المصادر الديبلوماسية العربية "إنّ التصعيد الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، هو رسالة إيرانية، في ظلّ حجم انزعاجها السياسي والعسكري من التطوّرات الأخيرة، وأنّ لا تفسير عسكرياً للقصف الجوّي الكثيف الذي تتعرَّض له حلب على يد النظام السوري، بل إنّ ما يحصل هو انتقام وعقاب جماعيّ على الخسائر التي مُنِيت بها طهران وحلفاؤها".

وإذ تسأل المصادر: "هل بدأ يشعر "حزب الله" بخسارة المعركة استراتيجيّاً، بعدما وصل تورّطه في ملفّات المنطقة، وخصوصاً السورية منها، الى طريق لا عودة عنه، ما دام قراره في يد إيران"؟، تؤكّد أنّ "التهديد بتوسيع كرة النار والقصف والتهويل بإسقاط لبنان نهائيّاً في يد الحزب، هي أساليب معروفة في خضمّ المفاوضات وقبيل استحقاقات معلنة"، موضحةً أنّ "أسلوب "الجبهة الإسلامية" مثلاً يتحاشى الإعلان عن عملياته العسكرية في هذه المرحلة، فيما هي تتقدّم ميدانيّاً. وتبدّل الأوزان اليوم في صفوف المعارضة السورية يشمل قواها العسكرية ومظلّتها السياسية على حدّ سواء.

ولا بدّ من تعزيز دعم تلك القوى الجديدة لتحقيق توازن جدّي على أرض المعركة، علماً أنّ علاقاتها مع تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" قد تشهد توتيراً، بعد تراجع حظوظ تعويم "الجيش الحر"، وإعادة هيكلة قوى المعارضة، الجارية على قدم وساق بمشاركة قوى إقليمية ودولية عدّة". وتعتبر المصادر أنّ "واشنطن لا تمانع التعاطي مع تلك التشكيلات الاسلامية، بدليل انفتاحها عليها تاريخياً، مروراً بعلاقتها مع الإخوان المسلمين في مصر".

وبناءً على ذلك، يقول المصدر الأميركي "إنَّ ما يجري لا يوحي بأنَّ حظوظ "جنيف 2"، حتى ولو انعقد، ستكون كبيرة في تحقيق حلّ سياسي. فدوائر القرار في واشنطن باتَت أكثر اقتناعاً بأنّ خلط الأوراق والمواجهات الجارية بين المكوّنين السنّي والشيعي، ستمنع، أيّ تسوية أو مقاربة للحلّ ما دامت الاهداف لم تتحقّق. وعلى رغم أنّ ملفّات المنطقة مترابطة، إلّا أنّ محاولات البعض الإفادة من إنجازات في إحداها ليس أمراً ميكانيكيّاً".

 

المسيحيّون يطلبون من «بابا نويل» ذراعاً فكريّة

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

في غمرة الأحداث التي تعصف بلبنان والمنطقة، ووسط ترقّبٍ لمسار الأزمة السورية، لم يتغيَّر الوضع المسيحي بين ميلادَي 2012 و2013، إذ استمرَّ الخلاف على الطروحات السياسيّة والوطنيّة.

الجغرافيا والتربية سلاح المسيحيّين

النَّقد الذاتي للواقع المسيحي ضروري، لكن، ليس لدرجة جلد الذات. فتأثير المسيحيين في اللعبة الكبرى بالمنطقة منعدم، شأنهم شأن بقيّة الطوائف مع فارق أنّ الآخرين يُستعملون وقوداً لتأجيج نار الحرب المذهبيّة، بينما يحترق قسمٌ من المسيحيين من هذه النار وخصوصاً في سوريا التي تزداد نارها اشتعالاً مع رمي النظام السوري البراميل المتفجّرة على حلب، وعدم توحيد المعارضة صفوفها لإنهاء حكم الرئيس بشّار الأسد، بل قيامُ بعض فصائلها بممارسات لا تُعبّر عن روحية الثورة.

أما مسيحيّو لبنان، فلهم ألف قصّة وقصة. فهم استبشروا خيراً مع انطلاقة العام بإمكان الاتفاق على قانون انتخاب، لكنّ الفرحة لم تكتمل بعدما ضاعوا في كثرة الطروحات الانتخابية التي تراوحت بين "المشروع الأرثوذكسي" والاقتراح المختلط بين النّسبي والأكثري، لتنفجر الأزمة مجدّداً بين حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ" بعد بلوغ التقارب حدّاً مقبولاً، حيث تُرجم بزيارة وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل معراب، وقطع الشاشة العونية برامجها لنقل مؤتمرات الدكتور سمير جعجع مباشرةً.

إذاً، محاولاتُ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الهادفة الى جمع المسيحيين لم يكتب لها النجاح، لأنّ الخيارات الوطنية المسيحيّة متباعدة، إذ إنّ النزاع استمرَّ بين نهجين: نهجٌ متحالف مع النظام السوري و"حزب الله"، ونهجٌ متمسّكٌ بمبادئ ثورة الأرز و"14 آذار".

فما كان من مجلس المطارنة الموارنة برئاسة الراعي، إلّا أنَّ رَفَع الصوت عالياً في مواجهة السلاح غير الشرعي الذي تخطَّى الحدود ليقاتل في سوريا غيرَ آبهٍ بوجود الدولة اللبنانية، فكان ارتدادُ هذا القتال كارثياً على لبنان، حيث عاشت المناطق تحت رحمة هذا السلاح. فمن جهة تعرَّضت البلدات الحدودية وتتعرَّض باستمرار لقصف النظام السوري، ومن جهة أخرى، هزَّت الإنفجاراتُ طرابلس والضاحية الجنوبية، على وقع جولات القتال في عاصمة الشمال، في وقتٍ حُيِّدت الساحةُ المسيحية عن التوترات الأمنية.

لا يعيش المسيحيون في جزيرة معزولة، فهم يتأثرون بمحيطهم، وسط تكاثر الخوف على الوجود وارتفاع عمليات بيع الأراضي، اضافة الى دخول مناطقهم في بعض الاشكالات "الرمزيّة"، لعلّ أبرزها اشكال جامعة "اليسوعية" الذي شكّل صدمةً للمجتمع المسيحي بعدما أساء طلاّبٌ من "حزب الله" للرئيس الشهيد بشير الجميّل، فاستنفرّ المسيحيون دفاعاً عن هويّة جامعاتهم.

من هذا المنطلق، تُعتبر الجغرافيا والتربية سلاحَ المسيحيّين، فالجغرافيا تمنحهم مكاناً آمناً للعيش بحرية وتضمن وجودهم، فيما تُعطيهم التربية قوّةَ تأثيرٍ ايجابية في المجتمع. وفي هذا الإطار، علمت "الجمهورية" أنَّ "إحدى المرجعيات الفكرية المسيحية رفعت الى البطريرك الراعي منذ مدّة ورقةً تتضمّن رؤيةً مستقبليّة وخريطة طريق لتقوية وضع المسيحيين، تركّز على الحفاظ على الأرض، ثم الانتقال الى التربية، إذ لا يكفي أن يكون للمسيحيين جامعاتهم الخاصة، بل يجب أن يشاركوا بفاعلية في صنع مناهج تربوية حديثة في المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية".

غيابُ النظرة الموحّدة للمستقبل والتلهي بسياسة الزواريب، تُفقد المسيحيين دورهم خصوصاً أنهم على أبواب الإستحقاق الرئاسي، إذ لا يكفي أن تحصل إحدى الكتل على 10 وزراء في حكومة ثلاثينيّة وبضعة مديرين عامين للقول إنّ المسيحيّين عادوا الى الدولة ومارسوا دورهم، بل يجب أن يتزامن هذا الموضوع مع وضع خريطة طريقٍ للمرحلة المقبلة تطرح سبلَ التعامل مع التحديات. فالمؤتمرات التي ينظّمها بعض الاطراف للبحث في مستقبل المسيحيين غير كافية، وإن كانت تنعقد بغطاءٍ من مرجعياتٍ دينية، لأنّها تأتي من باب المزايدات السياسية.

وبالتالي المطلوب، تأليف هيئة طوارئ من المفكّرين المسيحيين تناقش الوضع المسيحي وتخرج بخططٍ وأطروحاتٍ موحّدة للبنان الجديد ولدور المسيحيين فيه، على طريقة لجنة البحوث التي أسّستها الرهبنة المارونية واتّخذت من جامعة الروح القدس في الكسليك مقرّاً لها، وكانت الذراع الفكرية للجبهة اللبنانية، وضمّت أهمَّ المفكرين المسيحيين.

 

«احتلال».. بترخيص رسمي

اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

بالنسبة لكثرة من اللبنانيين لم يأتِ خطاب السيد حسن نصر الله الأخير في تأبين حسّان اللقيس، أحد قياديي حزب الله الميدانيين، بجديد.

صحيح النبرة كانت عالية، والتهديد مبطنا، والابتسامة الساخرة تورية لواقع «إما تفعلون ما نأمر به أو تتحملون مسؤولية تمردكم».. لكن المتابع اللبناني العاقل ما كان يتوقع من أمين عام الحزب غير هذا. فهوية الحزب وولاءاته معروفة، وكذلك بات معروفا دوره في المنطقة. ومن ثم عندما يصر السيد نصر الله على تشكيل حكومة «وحدة وطنية جامعة لا تستثني أحدا» يغدو من الحكمة فهم هذا المسمى بدقّة في خضم المواجهة التي فتحها مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

الحزب ما شاور ولا يشاور أي شريك، لأنه يسير وفق إرشادات «الولي الفقيه» لا الدستور اللبناني. ثم إنه انقلب من دون رفّة جفن على «اتفاق الدوحة» 2008، الذي ضبط آليات «حكومة الوحدة الوطنية» لدى التفاهم على انتخاب رئيس الجمهورية. ثم، مع تورطه العلني بالقتال في سوريا، تجاهل تماما «إعلان بعبدا» 2012 الساعي إلى ترجمة مبدأ «النأي بالنفس» عن النيران السورية.

مع احتكار السلاح أولا، والوطنية ثانيا، والحق بتخوين هذا وتكفير ذاك ثالثا، يريد حزب الله فعليا من الأفرقاء السياسيين اللبنانيين تفويضا «رسميا» مطلقا لكي يمارس سياساته اللبنانية والإقليمية على هواه.. بلا مساءلة أو محاسبة من مؤسسات ما تبقّى من الدولة اللبنانية. هذا هو الهدف الأول من الإصرار على حكومة «سياسية» تضم أطرافا «سياسيين»، وتهديد رئيس الجمهورية بالويل والثبور إذا اختار حكومة «أمر واقع» غير سياسية. الحزب يأمر القوى اللبنانية، تحت تهديد السلاح، بتغطية كل سياساته التي هي في الواقع جزء من استراتيجية «المشروع الإيراني» القائم على جمع أوراق تفاوضية خدمت حتى الآن جيدا خطوات التطبيع مع واشنطن، واستطرادا، إسرائيل. حزب الله اليوم، على الرغم مع تصعيده الكلامي ضد إسرائيل، يقتل على أرض سوريا سوريين ومسلمين - بتهمة التكفير - بعيدا جدا عن الحدود مع إسرائيل، وهذه حقيقة يعرفها جيدا الجانبان الإسرائيلي والإيراني. وواضح الآن أن ثمة تفاهما ضمنيا على هذا الصعيد، خير ما عبّر عنه الكلام الإسرائيلي عن تفضيل تل أبيب بقاء بشار الأسد في السلطة على سيطرة الأصوليين على سوريا. ولعل هذا يعني أن إسرائيل وإيران - ممثلة بحزب الله وقوات الأسد - تخوضان معا معركة واحد ضد عدو مشترك.

ثم هناك هدف ثان للحزب يستند إلى الأول، وهو أنه - بعد الموافقة الاضطرارية على حكومة «سياسية» - سيفرض على الحكومة العتيدة تمثيل القوى «بأحجامها السياسية». وهذا مصطلح يقصد منه الحزب كتل «الحلفاء» والمحاسيب والأتباع والأدوات الذين حملتهم إلى البرلمان «رافعة» الحزب الانتخابية بزخم أصواته المكفولة بسطوة السلاح. ومعظم هؤلاء شراذم صغيرة لا يُعتد بها لولا رعاية حزب الله المالية والتنظيمية والأمنية. والمغزى أن موقف حزب الله من فكرة «الوحدة الوطنية» لا يقوم على روح التوافق الوطني.. بل على اختراق الطوائف اللبنانية واصطناع قيادات وتكتلات مزيفة عميلة بداخلها، تدين له بالولاء لأنه ولي نعمتها وعلّة وجودها.

لقد مهد الحزب لمعركته الحالية وفق الأسلوب الذي بات مألوفا، ألا وهو إطلاق حملة تهديد وتهويل عبر الأتباع والأدوات الصغار، ثم يدخل الحزب على الخط، بعدما يكون قد أوصل الرسالة إلى من يهمه الأمر. وعموما، تأتي الرسالة الرئيسة من الأمين العام نفسه، ثم يوضحها بلهجة أكثر استفزازا فريق الصف الثاني من ملالي الحزب ونوابه. وحقا، خلال الأيام القليلة الفائتة، قبل أن تنتهي ترددات خطاب نصر الله التهديدي، اتهم أحد ملالي الحزب قوى 14 آذار بأنها «خيمة للتكفيريين» في لبنان، وخشية أن لا يتنبه اللبنانيون لأهمية هذا الكلام.. قال أحد نواب الحزب الفُصَحاء إنه «إذا انتصر التكفيريون في سوريا، فلا يمكن أن يبقى لبنان».

لبنان إذن في خطر داهم. فهو بلد محتل إذا انتصر حزب الله و«المشروع الإيراني» الذي يمثله مع بشار الأسد في لبنان وسوريا، وهو محكوم بالزوال - كما تفضّل نائب الحزب المشار إليه- إذا انتصر «التكفيريون».

لا فرصة للنجاة إذن؟

أبدا. بعض اللبنانيين يعتقدون أن هناك بوابات أمل ما زال بالإمكان طرقها. الثقل المسيحي مثلا.

لبنان أصلا أوجدته القوى الكبرى بحدوده الحالية عام 1920 تحت ضغط فرنسي لكي يكون وطنا دائما يطمئن المسيحيون فيه وإليه. ثم غدا المسيحيون وفق ثقافتهم السياسية.. يعتبرون أنفسهم مؤتمَنين عليه. بل لقد بالغ بعضهم في ادعاء محبته خلال فترات من عمر لبنان المستقل إلى درجة تنفير قطاع واسع من المسلمين منه. إذ دفع حرص المسيحيين المبالغ فيه على الربط بين «الكيان» و«النظام» الذي تمتعوا فيه بحصة كبيرة ونافذة ذلك القطاع الواسع من المسلمين إلى التشكيك بجدوى «الكيان» طالما ظل رهينة لـ«نظام» يفتقر إلى المساواة والتكافؤ. وبالنتيجة، تمدد ولاء المسلمين أبعد من حدود الوطن.. وأضحى الصدام حتميا.

حافظ الأسد، ومن خلفِه رعاته الإقليميون والدوليون، تلاعب بفعالية بالورقة الفلسطينية إلى أن أجهز عليها في لبنان 1976 - 1977. وفي لبنان خدع المسيحيون أنفسهم بتصورهم أن دخول القوات السورية بلدهم كان فقط بهدف إنقاذهم من الفلسطينيين واليسار الدولي (وفق مصطلح تلك الفترة)، ليكتشفوا لاحقا أن لدى نظام دمشق مشروع هيمنة أكبر.. اضطروا للانتفاض عليه فخسروا.. وحكم الأسد لبنان 30 سنة، فصفّى من صفّى ونفى من نفى واعتقل من اعتقل. بعض المسيحيين المتطرفين نسوا أو تناسَوا تلك الحقبة. وهم يتحالفون اليوم مع الأسد الابن وحزب الله ضد «التكفيريين»، تماما مثلما خُدِعوا في الماضي وحالفوا الأسد الأب ضد الفلسطينيين. وبناء عليه، ما لم يَعُد المسيحيون - وعلى رأسهم القيادة الدينية المارونية - إلى رشدهم.. ووقف انتحارهم السياسي، ستكون مهمة إنقاذ لبنان صعبة. وقد تكون المفارقة بأن مَن سينقذه إذا قيّض له الإنقاذ.. الشارع المسلم السنّي!

 

ثورة برؤوس متعددة!

ميشل كيلو/الشرق الأوسط

من غرائب الثورة السورية أنها نجحت في بناء قوى تدافع عنها، لكنها فشلت في توحيدها أو وضع حد لتبعثرها، وأنها تمكنت من تحرير أكثر من نصف بلادها رغم افتقارها إلى قيادة موحدة تنسق نشاط مكوناتها المقاومة والسلمية، وتوفق بين حراك شعبها وقتال مقاوميها. ومن غرائب الثورة نجاحها رغم لا مركزيتها، التي تعتبر ظاهرة استثنائية، فالثورات لم تنتصر من دون مركزية صارمة، وإلا فإنها لا تتنامى من الضعف إلى القوة، وتنتقل من السياسة إلى الحرب، ومن السلمية إلى العنف، ولا توطد بعد هذا كله أركانها تحت أنظار نظام بطاش يستخدم جيشه لسحق معارضة تنتقل من الأرياف إلى المدن وبالعكس، من المدن إلى الأرياف، ومن المناطق الأقل تطورا إلى المناطق المتطورة نسبيا، رغم تبعثرها التنظيمي وتشتتها السياسي، وضعف إمكاناتها وقلة مواردها، وما يتعرض له شعبها من اقتلاع يطاول جذوره، وما شهدته من تطور حفل بانتصارات أعقبتها انتكاسات، وبانتكاسات تلتها انتصارات. على المستوى العسكري: هناك اليوم ثلاث جهات عسكرية «فاعلة» في الثورة، مع أن بعضها معاد للجهتين الأخريين ورافض لأهدافهما. هذه الجهات هي: الجيش الحر، والإسلاميون، والأصوليون. أما الأول، فهو ظاهرة تثير من الحيرة أكثر مما تقدم من إجابات تبعث على اليقين، لكونه إطارا افتراضيا لقوى متناقضة الرهانات مبعثرة الكيانات، لا تشكل بأي معيار جيشا أو كيانات في جيش، بينما يعد الإسلاميون العدة ليصيروا قوة مقررة وقائمة بذاتها على الأرض، ترغب في استيعاب الجميع: أفرادا وتنظيمات.

وقد انتقل الإسلاميون من التبعثر إلى التوحد خلال الأيام الماضية، مع تشكيل ما سمي «الجبهة الإسلامية»، التي أبدت استعدادها لاحتواء من هم خارجها من قوى مسلحة، بما في ذلك الجيش الحر، إن تماهى هؤلاء آيديولوجيا معها، بينما قلص تشكيل الجبهة وزن الأصولية، التي بقي أحد تنظيماتها الرئيسة (داعش) خارج الإطارين السابقين، الأمر الذي يطرح سؤالا مهما حول ما إذا كانت ستسعى خلال تعزيز وجودها خلال الفترة المقبلة إلى ضم تنظيمات أصولية أخرى إلى تحالف خاص بالأصولية.. أم ستنتهج سبيلا مختلفا إلى إثبات وجودها كقوة ثالثة يؤكد نموها السريع خلال الأشهر القليلة الماضية أن كبح جماحها لن يكون أمرا سهلا، وأنها ستقاوم احتواءها في صفوف الجبهة.. أم أنها ستواصل احتواء غيرها من التنظيمات، خاصة الجيش الحر، الذي يجد نفسه أمام مهمة عاجلة ومتشعبة هي إعادة هيكلة صفوفه وبلورة جهاز قيادي متماسك وخبير يتولى تعظيم قوته ودوره، وكبح «داعش» وتحجيمها، والمحافظة على مواقعه في أماكن انتشار الجبهة، التي تغطي مناطق واسعة من سوريا.

أما على المستوى السياسي فهناك ظاهرة لافتة برزت مؤخرا هي قيام التنظيمات الإسلامية العسكرية بإعلان برامج سياسية تنكر شرعية الائتلاف الوطني، وتعد بتقويض دوره في الحياة السياسية ومكانته في البلاد، وتعد بتحويله إلى وكيل براني للخارج ترفضه أغلبية من يقاتلون النظام، ممن لا يقرون بتمثيله لهم أو يتفقون مع التزامه الديمقراطي. هذه الظاهرة يزيدها خطورة أن الجيش الحر، القوة المسلحة التابعة نظريا للائتلاف، يواجه تحديات جدية عجز عن التعامل معها بطرق مهنية أو ناجحة، وأن التطور السياسي/ العسكري يقضم تدريجيا وحداته وكذلك مؤسسات الثورة المدنية، ويفسح المجال لسيطرة تنظيمات إسلامية وأصولية تتبنى برامج سياسية تعادي الائتلاف والجيش الحر وأهدافهما المعلنة، التي تتلخص في تحقيق أهداف الثورة السلمية: الحرية والدولة الديمقراطية/ التعددية والنظام البرلماني.

إلى وقت قريب، كان الواقع السياسي والعسكري يدور حول قطبية ثنائية طرفها الأول النظام والثاني الثورة. واليوم، وبعد بروز التنظيمات الإسلامية والأصولية، أخذنا نتجه نحو قطبية ثلاثية تتفاوت أحجام وأدوار أطرافها، تضمر تناقضات وصراعات تتجه بنا من جديد إلى قطبية ثنائية ستكون التنظيمات الإسلامية المتنوعة والمتصارعة طرفها الثاني، إلى جانب النظام، إلا إذا بقي الوضع الراهن على حاله، أو نجح الجيش الحر في بناء قوة وطنية جامعة تستقطب وتحيد تلك التنظيمات التي ترفض مطلبي الشعب السوري الرئيسين: الحرية للمواطن والديمقراطية للمجتمع والدولة.

قلت في بداية هذا النص: إن تحقيق انتصارات في ظل الانقسامات والتناقضات السائدة في ساحة المعارضة العسكرية والمدنية أمر يحتاج إلى توضيح، لأنه غير مألوف في الثورات، وأضيف الآن أنه من المستحيل تحقيق انتصار حاسم على النظام في ظل الانشطارات والصراعات الدائرة بين قوى تدعي جميعها مقاتلته، لكن بينها من الخلافات والتناقضات ما يجعل انتصار أي منها بمفرده مستحيلا، وانتصارها مجتمعة رهنا بوحدتها، التي تبدو صعبة اليوم، لأن أحدا لا يعمل بصورة جدية من أجلها!

 

 2014 إيران والمنطقة: مرحلة ما بعد الثورات!

يوسف الديني/الشرق الأوسط

من الصعب التنبؤ بتكهنات السياسية ومتغيراتها على طريقة استشراف المستقبل في مجالات أخرى، لكن من المهم توقع ما ستؤول إليه الملفات الأساسية في المنطقة، وأهمها حدث نهاية العام وهو التقارب الأميركي - الإيراني وتحويل المنطقة إلى سوق سياسية كبيرة تعرض منتجاتها في شكل أزمات وانهيارات اقتصادية وثورات مسروقة، وتردي أوضاع الداخل، في مقابل ضغوط خارجية باتجاه المصالحة الوطنية أو إثارة قضايا الأقليات والحدود... إلخ من الملفات الحقوقية التي باتت السلعة الأخطر لتهديد الداخل بما تملكه من مصداقية ونزعة إنسانوية. دول المنطقة، وعلى رأسها إيران، ستواجه عام ترميم الذات، لكن إيران ستدخل المشهد الجديد بفرص أكبر حظا، حيث انكماش تركيا وانشغال دول «الربيع العربي» بإعادة تعريف هويتها السياسية من جديد، في حين أن دول الخليج تحاول جاهدة البقاء على حالة الاستقرار الداخلي مع ترقب وتحفز للمتغيرات الإقليمية.

لكن بالعودة إلى إيران، فإن التردي الاقتصادي الذي بلغته طهران كان نتيجة منطقية لسياسات نجاد وصلفه وعناده وتضخم العقوبات الاقتصادية، مما أضعف الداخل الذي انتخب روحاني كردة فعل جمعية على ما آلت إليه الأمور في حكومة نجاد، التي استمرت زهاء ثماني سنوات عجاف، وهو ما يؤكد أن انهيار الأوضاع الداخلية الخطوة الأولى إلى التغيير السياسي الذي تتداخل فيه عوامل أخرى، كالسياسة الخارجية وعلاقة النظام السياسي بالمجتمع الدولي، وتظل هذه عوامل محفزة لا تملك مقومات التغيير الجذري كما يملكه «الداخل» بما يعنيه من استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي. الاقتصاد الإيراني هو ما خلع نجاد بعد أن أتخمت البلاد بحالة تضخم غير مسبوقة (أكثر من 30 في المائة!) وبعد أن أمعنت سياسته التقشفية في رفع الدعم عن السلع الأساسية، رغم أن هذه الحكومة كانت في أفضل أوقاتها من حيث أسعار النفط (قرابة 80 مليارا نهاية 2011)، حالة التردي هذه يفترض أن تزول مع حكومة روحاني متى ما استمر في سياسة تحسين الداخل عبر رفع العقوبات والتصالح مع الخارج، فرفع العقوبات ما زال محدودا لا يمكن أن يقوم بتغيير جذري يرفع من اقتصاد السوق على حساب التكافل الاجتماعي والطبقات المسحوقة في الداخل. من جهة ثانية لا يستطيع روحاني، رغم كل الصيت الإيجابي الذي حققه في الخارج، أن يقفز على هوية إيران السياسية ومبادئ الجمهورية الإسلامية التي لم يكن نجاد إلا الجزء القاصي منها، وبالتالي فإن من المتوقع أن تفرز إدارة روحاني خطابين: واحدا للداخل يستثمر في الهوية السياسية، وآخر للخارج متسامحا ودبلوماسيا باستطاعته أن يخترق الجدار الصلد للمجتمع الدولي بقيادة أميركا والدول الست، لكنه سيفاوض على ملفات المنطقة وليس على مرتكزات الداخل الإيراني القائمة على مبادئ الجمهورية الإسلامية. الإشكالية التي ستتعرض لها إيران وكل الدول أو الحركات السياسية القائمة على آيديولوجية عقائدية أن نجاح صورتها في الخارج مرتبط بتغير هويتها في الداخل، وبالتالي تحسن مستوى الداخل مرتبط بتحقق شروط المصالحة مع المجتمع الدولي والملفات العالقة، وهنا يكمن المأزق، حيث تحول السلاح النووي إلى ما يشبه كبش فداء في سبيل الحفاظ على الخارج أو يتم التضحية برفع العقوبات بشكل كامل في سبيل الإبقاء على سلاح الردع النووي كحالة شبه منجزة ولو إعلاميا للهيمنة على المنطقة.

 

الحرب المحتبسة والتوازن الرمزي المفقود

وسام سعادة/المستقبل

لم يعد الصراع اللبناني سياسياً منذ وقت غير قليل. صار صراعاً ثقافياً. ليس ذلك لأنه ارتقى في المنزلة، بل لأن آليات الاحتكام الى السياسة، سواء لادارته أو ابتغاء لحسمه قد تعطّلت، وآليات الاحتكام للعنف قد دخلت مع انخراط "حزب الله" في الحرب السورية في طور يزيد الأخيرة اشتعالاً مذهبياً والمجتمع السوري تدميراً فيما يحكم على الاحتباس اللبناني بأن يتحوّل الى خروج مطلق على كل سوية ذهنية ومنطقية وأخلاقية. كما لو أنه تلازم وتمايز مسارين: مسار "الكارثة" في سوريا، ومسار "الكابوس" في لبنان. انه صراع ثقافي في هذا النطاق: نطاق الانعكاس الكابوسي لبنانياً للكارثة السورية، ما يتشكّل من مظاهر عديدة، يبقى وجهها الأهم هو ان مشروع الغلبة الفئوية المذهبية الذي يقوده "حزب الله" ويشمل كل المتمسكين بالأساطير المؤسسة لـ"الحرمانية" و"المظلومية" و"الانتصارية" في مجتمع "الأهالي"، انما هو مشروع عجز، في مرحلة احتكاره المطبق للسلاح في الداخل، عن جرّ أخصامه للتطبع مع هذا السلاح، وعن جرّ النظام السياسي الى مراجعة دستورية تجيء لصالحه، وعن اجتراح سردية بديلة للكيان اللبناني، فظلّ مشروعاً يحاكي "المارونية السياسية" لكنه يحكم على نفسه اذ يعطّل السياسة، بأن يبقى في حدود "الشيعية الثقافية".

من "المارونية السياسية" التي قضت نحبها في سني الحرب، الى "الشيعية الثقافية" التي أرادت الجمع بين استجماع الماء في اناء وبين كسر الاناء: هذه نظرة محتملة لمسار الأمور في لبنان. لكن الصراع الثقافي عندما يفرض سطوته بسبب من تعطّل آليات السياسة، وبسبب من ارتباط آليات التغلّب العنفي الحزب اللهي بنزاع جذري للغاية على الأرض السورية، انما يصير مرادفاً للحرب المحتبسة من ناحية، ومن دون أي فكرة واضحة من ناحية ثانية، سوى حرص المشروع التغلبي على عدم فهم أنه ليس، وأهله، لا المصدر الحصري للحقيقة ولا المصدر الحصري للأسطورة في لبنان، وهنا بيت القصيد اليوم: ان نزع السحر الأسود عن هذا المشروع هو العتبة الاولى الذي ينبغي الخطو باتجاهها اذا ما أردنا اليقظة من هذا "الكابوس" والتحكم بعلاقتنا، كطوائف لبنانية، بـ"الكارثة" الحالة في سوريا جراء تعنّت الأقلية الحاكمة فيها ومكابرتها الدموية على الوقائع الانتفاضية للنسيج الأكثري من المجتمع السوري. الخروج من الحرب المحتبسة يكون بفك السحر الأسود للمشروع التغلّبي، وفي الدرجة الأولى كل أخلاقيات الحنق التي يستند اليها، وكل الحرد الذي يطبعه اذا مسّ أحد ما "أحاسيسه المرهفة" فيما هو يدوس على مقدّسات الآخرين وكراماتهم. التوازن الرمزي هو الشرط الأوّل لكسر هذا المشروع. التوازن الرمزي يكون شرطه بأنك يا ذا المشروع لست من يحدّد دائرة المسموح والممنوع في هذا البلد، وأن الكيانية اللبنانية تغتني بكل الاسهامات المتعاقبة لكنها اما ان تنطبق من ذاكرة أساسية تنتمي الى تراكم القرنين السابقين، واما على الدنيا السلام. هذا المشروع نقطة فشله انه يريد تأسيس لبنانه هو من عدم، وانه يريد في الوقت نفسه اعدام لبنان. صار الصراع ثقافياً بسبب من تعطّل آليات السياسة، لكنه صراع ثقافيّ يقدّس فيه المتغلّب نفسه وتندثر فيه الأفكار. العودة الى السياسة تبدأ باستعادة التوازن الرمزي: لا مصدر أحادي للحقيقة والأسطورة بعد اليوم.