المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 19 حزيران/2013

عناوين النشرة

*إنجيل القدّيس يوحنّا12/24-26 /حبة الحنطة

*الأسير هو الوجه الأخر لحزب الله وممول من جهات خليجية مرتبطة به/الياس بجاني

*واجب عدم الإنخداع بصورة الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني/الياس بجاني

*اشتباكات عبرا بين مقاتلي سرايا "حزب الله" ومؤيدي الأسير وصيدا تتجرع كأس اللاأمن المُرّة.. قتيلاً وخمسة جرحى

*الخبير في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري لـ "المستقبل": الشكوى إلى بان قانونية وسليمان يكرس الجمهورية وحق الدفاع عن لبنان

*موقف وطني جمهوريّ صميم، سيادي بامتياز

*إسرائيل ترى أربع عقبات أمام روحاني تمنعه من التغيير في الملف النووي

*توتر وحذر في عبرا وانصار الاسير اقتحموا شقة في البلدة

*ميقاتي تابع الوضع في صيدا مع شربل والقادة الامنيين: للابتعاد عن الانفعالات وردات الفعل

*اشتون اثر زيارتها لبنان: جددت التزامنا أمن لبنان وازدهاره

*آشتون غادرت بيروت بعد زيارة ليومين*

*اشتون تفقدت مؤسسة عامل والمتحدث باسمها اكد ان زيارتها الى لبنان لدعم الاستقرار فيه

*سليمان سلم بلامبلي مذكرة بالخروق السورية وتسلم مذكرة 14 اذار وآشتون نقلت تأييد الاتحاد الاوروبي لدوره

*الخارجية": المذكرة ليست شكوى بل رسالة تبليغ*

*جلسة المجلس الدستوري لم تلتئم للمرة الثالثة لعدم اكتمال النصاب

*تقارير: جنبلاط يعتزم السفر الى الرياض قريباً ويجري مشاورات "هادئة" مع الحريري في إطار عملية تشكيل الحكومة

*المستقبل: كلام نصرالله الاخير ضربة قوية لآمال اللبنانيين في الاستقرار

*منصور ردا على فتفت : نفاق وانحدار اخلاقي يعكس حقيقة قائله

*فتفت : نرفض التعليق على ما ورد في بيان مكتب وزير الخارجية

*زهرا: مطالب 14 آذار محقة وتشكل الحد الأدنى لاعادة بناء الدولة

*بيريز يؤيد تسليح المعارضة السورية

*هآرتس: إنتخاب روحاني أثر على امكانية ضرب ايران

"*الريـاض": رد الخليج على حزب الله يجب أن يكون موجعا على قدر الفعل

*اليونان تتريث في زيارة وزير خارجيتها لبيروت الى ما بعد تسـلمها رئاسة الاتحاد الاوروبي

*دول عربية وإقليمية تحشد عسكريا في تركيا لتشكيل قوة مشتركة تنتشر في سوريا

مذكرة "الخروق" من الرئاسة الى مجلس الأمن مباشـرة و"الخارجية" تعتبرها تبليغاً لا شكوى و"حزب الله" "لا تعليـق"*

*قلق أوروبي على الوضع اللبناني وأمن صيدا يهتز مجدداً

""*الدسـتوري" سـقط بعد دخول السياسة اليه"/فنيش: نقدر صبر اهلنا في البقاع ونطالب بتسليم القتلة

*حوري: "مذكرة "14 آذار" تُعبّر عن هواجس سليمان*

*هل يصبح فضل شاكر مطلوباً للقضاء؟ لا موقوفون في محـاولة اغتيال حمود*

*ميقاتي: ندعو المجتمع الدولي الى التعاون لتقاسم أعباء زهاء مليون نازح سوري و80 ألف فلسطيني و49 ألف لبناني كانوا في سوريا

*مهارات انتقدت استدعاء جان عاصي للتحقيق لتغريدة اعتبرت مسيئة لرئيس الجمهورية

*الغاء اللقاء بين منصور وآشتون

*14 آذار أذاعت مذكرتها إلى سليمان: لانسحاب حزب الله من سوريا وانتشار الجيش على الحدود بمؤازرة دولية وفق ال 1701

*الراعي غادر الى الفاتيكان:لحكومة حيادية تزيل المتاريس بين 8 و 14اذار وتحقق المصالحة ومن ثم يصار الى تشكيل حكومة وحدة وطنية

*مؤسسة بشير الجميل نبهت من منتحلي صفتها لبيع بعض الكتب

*رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه بحث المستجدات مع رئيس حزب الاتحاد مراد: لحكومة تمثل كل القوى السياسية

*مفتي الجمهورية عرض والرفاعي المستجدات في منطقة بعلبك الهرمل

*مأتم شعبي لرئيس قسم بنتاعل الكتائبي في كنيسة سيدة النجاة جربتا

*روسيا: فرص عقد مؤتمر للسلام حول سوريا قريبا يتزايد

*روحاني ... وملفات الخيبة الإيرانية الثقيلة/داود البصري/السياسة

*فوز روحاني ... والملف النووي/د. عبدالعظيم محمود حنفي/السياسة

*المزاج الإيراني/علي إبراهيم/الشرق الأوسط

*كلّهم خامنئي/الياس حرفوش/الحياة

*روحاني والمرشد والمفتاح/غسان شربل/الحياة

*لماذا روحاني/عبدالله إسكندر/الحياة

*جورج سمعان/تغيير في سورية بعد فوز روحاني وتحرك أوباما/الحياة

*بالفيديو والصور.. مجموعة مسلحة تتبنى قتل الشبان الاربعة في جرود رأس بعلبك

*علوش لـ"السياسة": المذكرة لن تغير شيئاً لكننا لا نستطيع الوقوف مكتوفي الأيدي

*الإيرانيون ليسوا أعداء وملكهم سايروس أول صهيوني في العالم  وبيريس لا يستبعد إجراء مفاوضات مع طهران

*عضو الائتلاف الوطني السوري ميشال كيلو لـ «الراي»: مَن خطّطوا لمعركة «حزب الله» في سورية حكموا عليه بالموت

*لكن ماذا "يقولون" عندنا؟/ علي نون/المستقبل

*مقاتل جريح في "حزب الله": لن أعود إلى سوريا/علي الحسيني/المستقبل

*فتْح" القصير فَتَحَ أبواب جهنم/فادي شامية/المستقبل

*سليمان يُخرج "حزب الله" من ثيابه/وسام سعادة/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

إنجيل القدّيس يوحنّا12/24-26 /حبة الحنطة

إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة. مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة! يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد». وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ». أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم. هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا. وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع».

 

الأسير هو الوجه الأخر لحزب الله وممول من جهات خليجية مرتبطة به

http://mtv.com.lb/News/214103

الياس بجاني/19 حزيران/13/من المفترض منطقياً ان لا ينخدع أي لبناني بمسرحيات ونفاق الشيخ أحمد الأسير فهو ممول من جهات عربية خليجية على صلة وثيثة بحزب الله ودوره فتنوي ويهدف لزيادة تسعير الفرقة الشيعية-السنية والأهم ضرب الإعتدال السني وتصوير السنة في لبنان  على أنهم تكفيريون وأصوليون أي الوجه الأخر لحزب الله الأصولي والملالوي. إن المستفيد الأول من كل خزعبلات أحمد الأسيبر هو حزب الله والنظام السوري وعلى ما يبدو فأن محور الشر يريد اشعال حروب متنقلة في صيدا ومحيطها كما هو دوره المدمر في طرابلس وعرسال ومناطق أخرى من لبنان. باختصار أحمد الأسير هو وجه آخر لمحور الشر السوري-الإيراني وعلى الدولة أو ما تبقى من الدولة كمهت أن تحتوي بالقوة والقانون مؤامراته وتلجمه وتطبق القانون على كل تحركاته وخطاباته وهرطقاته. وعلى 14 آذار عموماً وتيار المستقبل تحديداً ومعهم كل السياديين والمعتدلين السنة في لبنان أن يرفعوا الغطاء عن الأسير والمطالبة بمحاكته وسجنه. الأسير آداة فتنوية ونقطة على السطر.

 

واجب عدم الإنخداع بصورة الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني

الياس بجاني/في المقالة التالية التي كتبها ميشال سنك توضيح لحقيقة مفاهيم وثقافة ونهج الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني. فلا هو اصلاحي ولا هو معتدل ولا هو محب للسلام ولا ضد الإرهاب، و لا هو حقيقة يرغب في أي تغيير في سياسة إيران التوسعية أو في سعيها الجنوني  للحصول علىالقنبلة النووية. الرجل من قلب النظام ومن أكثر الفاعلين فيه منذ سنين وكان له أدوار قيادية لافتة لم يكن فيها أي لون مختلف عن أطماع الخمنئي التوسعية ولا عن نمطه الشمولي  والملالوي والعدائي. الخمنئي جاء بروحاني ليخدع الغرب وليشتري من خلاله الوقت فيما هو يجهد لصنع القنبلة النووية. في هذا السياق حذر رئيس وزراء إسرائيل الغرب من أي تراخي في ما يخص التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي. باختصار روحاني هو الوجه الأخر للخمنئي ونقطة على السطر.

اضغط هنا لقراءة التقرير

Iranian actions speak louder than election results

By Michael Singh,

http://www.washingtonpost.com/opinions/michael-singh-iranian-actions-speaker-louder-than-election-results/2013/06/18/f5143a7a-d81b-11e2-a016-92547bf094cc_story.html

The writer is the managing director of the Washington Institute for Near East Policy.

 

اشتباكات عبرا بين مقاتلي سرايا "حزب الله" ومؤيدي الأسير وصيدا تتجرع كأس اللاأمن المُرّة.. قتيلاً وخمسة جرحى

المستقبل/أطل الحدث الأمني أمس، من مدينة صيدا التي شهدت اشتباكات عنيفة هي الأولى من نوعها وحجمها بين مسلحي سرايا المقاومة التابعة لـ"حزب الله" وبين مسلحين تابعين للشيخ أحمد الأسير على خلفية إشكالات بين الطرفين شهدتها المدينة في غضون الأيام القليلة الماضية وتخللها حوادث اعتداء من قبل مسلحي سرايا "حزب الله" على مناصري الأسير.

الاشتباكات التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية أسفرت عن وقوع قتيل مدني وعدد من الجرحى، وأثارت الهلع والرعب في نفوس المواطنين وشلت الحركة في المدينة التي شهدت أيضاً انتشاراً لبعض المسلحين المقنعين..

وكانت الاشتباكات بدأت على خلفية إقدام مسلحين من سرايا "حزب الله" على الاعتداء على سيارة يقودها أحد مناصري الأسير ويدعى نجيب اليمن، وهي سيارة مخصصة لنقل المياه عائدة لشركة يملكها شقيق الأسير أمجد في محلة القياعة حيث عمدوا الى تحطيم زجاجها الأمامي والخلفي وحاولوا الاعتداء على سائقها ومعاونه ومن ثم فروا الى جهة مجهولة وعلى الأثر حضرت قوة من الجيش اللبناني وضربت طوقاً أمنياً حول المكان فيما أصدر الشيخ الأسير بياناً جاء فيه: "لم يتوقف مسلسل الاعتداءات المتكررة على أنصارنا، وكان آخرها ما حدث ظهر اليوم (أمس) من اعتداء مسلح على عربة لنقل المياه، التابعة لشقيق الشيخ أحمد الأسير، من قبل مسلحين ومحاولة لقتل السائق ومعاونه". وأشار في بيانه الى أن "هؤلاء المسلحون التابعين لما يسمى بـ"سرايا المقاومة" يأتمرون من قبل حزب اللات بالتنسيق مع ضابط في مخابرات الجيش".

أضاف: "ولكن الأمر لم يقتصر عند هذا الحد بل سرعان ما تطور الى إطلاق نار بدأ في القياعة ثم امتد الى عبرا وتحديداً في محيط مسجد بلال بن رباح قبل أن يتخذ شكل اشتباكات عنيفة بين مناصري الأسير من جهة وبين مقاتلي سرايا "حزب الله" من جهة ثانية، وتركزت بداية في شوارع عبرا الداخلية وتحديداً الشارع المقابل لمسجد بلال بن رباح حيث تتواجد شقق لـ"حزب الله"، حيث وجه الأسير نداءت عبر مكبرات الصوت دعوات الى مناصريه الى "الجهاد" وقال في بعضها: سندافع عن أنفسنا ونطلب من المواطنين المقيمين في جوار مسجد بلال بن رباح عدم الخروج الى الشرفات حفاظاً على سلامتهم".

وتابع: "ولاحقاً أقدم عدد من المسلحين المقنعين على قطع أوصال طرقات المنطقة بالعوائق والإطارات المشتعلة وبصب مادة الزيت على الأرض لإعاقة حركة المرور. ومن ثم امتدت الاشتباكات الى الطريق الرئيسية في عبرا وصولاً الى مدخل طريق مجدليون لجهة منطقة جادة نبيه بري وتعمير الحارة.. وتحولت طريق عبرا ـ مجدليون الى خط تماس في ساحة حرب حقيقية، اشتباك يهدأ حيناً ويقوى حيناً آخر، ورصاص يخرقه صوت القذائف الصاروخية من هنا أو من هناك.. وسجلت هجمات متبادلة بين الطرفين، مقاتلو الأسير باتجاه شقق حزب الله، ومقاتلو السرايا باتجاه محور مجدليون وجادة بري".

وأوضح "كانت حصيلة اشتباكات الساعات الثلاث قتيلاً مدنياً هو المواطن الصيداوي محمد ابراهيم حشيشو الذي أصيب برصاص القنص أثناء تواجده على شرفة منزله، ونقل الى مستشفى حمود الجامعي في صيدا، ووقوع عدد من الجرحى عرف منهم "الصحافي جوزيف بشارة نقولا وسامر المصري (مستشفى حمود)، عمر العاصي (مستشفى قصب)، بلال البابا (مركز لبيب الطبي) وابراهيم ترمس (مركز الراعي الطبي).. أما الأضرار المادية فهي احتراق شقة عند مدخل مجدليون وتضرر عدد من الشقق وواجهات الأبنية السكنية في عبرا بالإضافة الى تضرر عدد من السيارات".

على الأثر، تسارعت وتيرة الاتصالات على خط تدارك انزلاق صيدا الى فتنة، وقاد هذه الاتصالات مع الجهات الرسمية النائب بهية الحريري ومفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان والمسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود، وأفضت هذه الاتصالات والمساعي الى إجماع على وقف إطلاق النار، سرعان ما ترجم بتوجه المفتي سوسان بضوء أخضر من فاعليات المدينة مجتمعة الى مسجد بلال بن رباح يرافقه رئيس جمعية الاستجابة الشيخ نديم حجازي ولقائهما الشيخ الأسير ومن ثم نزول المفتي سوسان على الأرض في عبرا طالباً من المسلحين المقنعين إنهاء المظاهر المسلحة وإعادة فتح الطرقات أمام الجيش وحرص سوسان شخصياً على رفع بعض العوائق التي كانت تغلق الطريق، ليدخل الاتفاق حيز التنفيذ قرابة السادسة والنصف حيث بدأ انتشار الجيش اللبناني في عبرا ومحيطها، إلا أن رصاص القنص استمر متقطعاً لبعض الوقت ولحين استكمال الجيش لانتشاره في كامل المنطقة".

علماً أنه سبق انتشار الجيش ظهور بعض المسلحين المقنعين على الاوتوستراد الشرقي للمدينة وعلى البولفار البحري وإغلاق مدخلها الشمالي أمام السيارات لبعض الوقت..

الحريري : لا نقبل استباحة مدينتنا

وأجرت النائب بهية الحريري اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووضعته في صورة الوضع في مدينة صيدا في ضوء أحداث اليوم، وتمنت عليه إعطاء توجيهاته للجهات المعنية بنشر الجيش والقوى الأمنية في صيدا وجوارها من أجل إعادة الأمن والاستقرار للمدينة وأهلها.

وتبلغت الحريري من الرئيس سليمان أن الجيش اللبناني سيتخذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بإعادة الوضع في صيدا وعبرا الى طبيعته..

واتصلت الحريري للغاية نفسها بكل من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور حيث تابعت معهم تطورات الوضع في عبرا وصيدا ودور القوى الأمنية والعسكرية الشرعية في إعادة الهدوء والاستقرار الى المدينة ومنطقتها.

واعتبرت النائب الحريري أن "ما جرى في صيدا اليوم يؤكد أن هناك من يحاول أخذ المدينة الى فتنة لا يريدها أبناء المدينة المتمسكون بعيشهم الواحد واستقرار مدينتهم تمسكهم بدولتهم ومؤسساتهم الشرعية وجيشهم الوطني".

وقالت في تصريح: "لقد سبق ونبهنا الى أن هناك من يحضر لافتعال أحداث وإشكالات بين مكونات المدينة، ووضعنا هذا الأمر بين أيدي القوى الأمنية والعسكرية والقضائية التي نثق بها ونتمسك بموقعها وشرعيتها ونثمن دورها في حفظ الأمن والاستقرار. وإننا وبعد ما جرى اليوم في عبرا من استباحة لاستقرار المدينة وإزهاق لأرواح وسقوط جرحى وتعريض حياة المواطنين للخطر وجعلهم يعيشون في حالة هلع وذعر وقلق على مصيرهم ومصير مدينتهم، نقول إننا لن نقبل أن تكون مدينتنا ساحة مستباحة لأحد، ولا نريد إلا القوى الشرعية وحدها تمسك بزمام الأمن في مدينتنا ومنطقتنا. وإننا نطالب الدولة بكل مؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية بفرض الأمن والاستقرار والضرب على يد كل مخل بالأمن وإعادة الاستقرار الى صيدا وعبرا وكل منطقة من لبنان يُراد تحويلها الى ساحة صراع وشقاق بين أبناء هذا الوطن، وضرب عناصر منعته وقوته وفي مقدمتها وحدته وتنوعه وقوة دولته".

وعُقد اجتماع طارئ في مكتب الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد شارك فيه مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، وذلك لمعالجة الأوضاع الأمنية في مدينة صيدا ووضع حد للاشتباكات في عبرا .وقد صرح كل من سعد وسوسان بعد الاجتماع، فأكدا على أهمية الاستقرار وضبط الأمن في صيدا.

وأكد الشيخ سوسان أن "صيدا مدينة التنوع والتعدد وقفت في الماضي وتقف في الحاضر والمستقبل ضد أي حساسية وضد أي توجه طائفي أو أي فتنة مذهبية، والجميع هم أخوة". ولفت إلى أن" السلاح هو سلاح من أجل تحرير فلسطين، وصيدا مدينة الأوفياء والشرفاء وليس فيها جبناء أو عملاء. صيدا اليوم بأهلها وبقواها ومؤسساتها تدعو الجميع الى تصحيح اتجاه هذا السلاح باتجاه العدو الاسرائيلي". وأكد رفض "أي خطاب متطرف متزمت رفضاً قاطعاً"، داعياً الجميع الى أن "يعيشوا بمحبة ومتصالحين". وقال: "عودوا الى أماكنكم صيدا ترفض هذه الحالة التي نعيشها اليوم رفضاً قاطعاً".

الجماعة الإسلامية

وأجرى المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود سلسلة اتصالات مع قيادة الجيش والقوى الأمنية والسياسية في صيدا بغية وضع حدّ لتلك الاشتباكات داعياً الدولة وأجهزتها الأمنية وخصوصاً الجيش اللبناني للانتشار في صيدا. واستنكرت الجماعة في صيدا الاشتباكات المسلحة التي تشهدها منطقة عبرا، وأدانت "استخدام السلاح في حل أي نزاع بين جميع الأطراف". كما دانت "الاعتداءات المتمادية المسلحة لما يسمى بسرايا المقاومة على أبناء المدينة والتي لم تتوقف منذ أكثر من أسبوعين، ما أدى إلى وقوع اشتباكات مسلحة في منطقة عبرا". وحذرت "ما يسمى بالسرايا من التمادي بغيّها"، ودعت "عقلاء المدينة وقواها السياسية لتفويت الفرصة على المؤامرة التي تستهدف المدينة وأمنها واستقرارها والضغط على من يغطي تلك العصابات للجمها وكبح جماحها".

البزري

أجرى عبد الرحمن البزري اتصالات عدة لتهدئة الوضع ومتابعة التطورات مع كل من دولة الرئيس فؤاد السنيورة والنائب الحريري ورئيس التنظيم الشعبي الناصري والمفتي سوسان والمسؤول السياسي للجماعة الإسلامية الحاج بسام حمود ومسؤول تيار الفجر الحاج عبدالله الترياقي ومسؤول قطاع صيدا في حزب الله الشيخ زيد ضاهر والمسؤول السياسي لحركة أمل السيد بسام كجك وسماحة الشيخ ماهر حمود كما التقى للغاية عينها نائب رئيس بلدية صيدا ابراهيم البساط، كما دعا الى "ضرورة عقد لقاء بين مختلف القوى المعنية بالساحة الصيداوية وبما تشهده من أحداث واضطرابات لتدارك الأوضاع ومنع تكرارها والحد من خطورتها"، معتبراً أن "على الجميع أن يبادر لتقديم التنازلات السياسية لصالح سلامة المدينة وأهلها".

بوضاهر

وتابع محافظ الجنوب نقولا بوضاهر التطور الأمني في عبرا من غرفة العمليات المشتركة بين الجيش وقوى الأمن الداخلي في ثكنة زغيب العسكرية في صيدا الى جانب رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد طارق عبد الله وعدد من القادة الأمنيين، حيث بقوا على اتصال مع قياداتهم الأمنية المركزية في بيروت ومع فاعليات المدينة السياسية والحزبية والعلمائية من أجل وقف إطلاق النار والعمل سريعاً على نشر الجيش في عبرا وإعادة الوضع الى طبيعته في المدينة ككل.

صيدا ـ "المستقبل"

 

موقف وطني جمهوريّ صميم، سيادي بامتياز

المستقبل" اليوم/الشكوى التي تقدّم بها الرئيس العماد ميشال سليمان بالأمس الى الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الاعتداءات والخروقات السورية ضد الأراضي اللبنانية تنمّ عن موقف وطني جمهوريّ صميم، سيادي بامتياز، وهو يعلم القاصي والداني بأن ثّمة دولة هي لبنان، وانّ هذه الدولة ما زالت تقاوم مشروع القضاء عليها، وبأن هذا المشروع يبحث عن منفذ له كل يوم، ويعود فيصطدم بالطريق المسدود في كل يوم.

موقف الرئيس سليمان موقف سيادي حقيقيّ في وقت أوصل فيه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الديبلوماسية اللبنانية الى درجة الانشقاق عن الأسس الميثاقية والدستورية، وعن الاجماعات الدولية والعربية، ليتحوّل الى وزير خارجية النظام السوري المساعد، ومصرّف أعمال "حزب الله" الضاربة عرض الحائط بكل المعاني الوطنية اللبنانية. لقد كان لقائد الجيش السابق، الرئيس سليمان، باع أساسي في تحقيق انجاز تحرير الجنوب اللبناني، ومن موقعه كرئيس رفع الصوت عالياً وباستمرار ضد الخروقات الاسرائيلية للقرار 1701. الا انّ هذا الرئيس لم يكن بامكانه أن لا يسمع ولا يرى ما هو حاصل من خروقات واعتداءات على الأراضي اللبنانية من الحدود الشرقية والشمالية للبلاد، ولا السكوت على خيانة الحزب المسلّح لاعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس وصولاً الى تورّطه بهذا الشكل الفاضح والدموي في محاربة الشعب السوري الثائر وغزو مدنه وقراه.

ولا ننسى انّه قبل نحو عام من تاريخه، كانت لفضيحة شبكة سماحة ـ مملوك الارهابية المدارة من أعلى رأس في النظام السوري دور في ايضاح نظرة رئيس الجمهورية المتوازنة، والوطنية، والحريصة على تجنيب البلاد هذا الكابوس. شكوى الأمس وقبل أن تحال على الأمم المتحدة، هي بالفعل وثيقة استقلالية لبنانية، تصدر من رئيس يعرف جيّداً منظومة الشرّ على حقيقتها. حماه الله!

 

غضب كبير يسود عين التينة إزاء مواقف سليمان وبري قد يرد اليوم

أكدت أوساط الرئاسة الأولى، أنّ خطوة الرئيس ميشال سليمان ليست «نكاية» سياسية، لكنّ مصادر الرئاسة الثانية تتحدّث عن غضب كبير يسود عين التينة إزاء مواقف رئيس الجمهوريّة، وليس آخرها تفرّده بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضدّ سوريا، بدون الأخذ بعين الإعتبار للمواقف الداخلية العديدة الرافضة لهذا الأمر، الذي بلا أدنى شك يشكّل سابقة خطيرة في العلاقات العربية-العربية، تسيء في جوهرها إلى العلاقة التاريخية القائمة بين لبنان وسوريا، لافتة إلى أنّه إذا كان رئيس الجمهوريّة يريد تسجيل نقاط في السياسة والظهور بطلا أمام اللبنانيين، فليست البوابة السوريّة المدخل لذلك، داعية رئيس الجمهوريّة «عدم المغالاة في مواقفه وأن يحفظ خط الرجعة»، مستغربة في هذا الإطار تزامن رفع رئيس الجمهوريّة الشكوى ضدّ سوريا إلى مجلس الأمن، مع تقديم قوى الرابع عشر من آذار مذكّرتها له حول مشاركة «حزب الله» في القتال في سوريا ودعوتها لمحاسبته، قائلة إنّ التوقيت ليس بريئا ويحمل أكثر من علامة استفهام. وتقول المعلومات إنّ مواقف هامّة قد يطلقها الرئيس برّي اليوم، في خلال إجتماع لقاء الأربعاء النيابي، ربّما تمثّل ردّا غير مسبوق على مواقف سليمان، مع الإشارة هنا إلى أنّ الإتصالات بين بعبدا وعين التينة شبه مقطوعة، حيث لم يسجّل أي اتصال ولا حتّى لقاء بين برّي وسليمان منذ فترة طويلة، كما ولم يزر أي موفد لرئيس المجلس النيابي قصر بعبدا في الفترة الأخيرة، وفي هذا المجال تضيف المعلومات إنّ شروطا على ما يبدو قد وضعها الرئيس برّي، لعودة حرارة العلاقة مع الرئاسة الأولى، من أهمّها وقف التحريض الرئاسي ضدّ الوزير منصور، على اعتبار أنّ التعرّض لمنصور يمس برّي بالدرجة الأولى. اللواء)

 

الخبير في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري لـ "المستقبل": الشكوى إلى بان قانونية وسليمان يكرس الجمهورية وحق الدفاع عن لبنان

 فاطمة حوحو/المستقبل/لم ينتظر رئيس الجمهورية ميشال سليمان مزاج وزير الخارجية عدنان منصور، للدرس والتنقيح وانتظار الإشارات من خارج الحدود، حتى يعمل بموجب الدستور والواجبات الوطنية التي يمليها موقعه المعنوي المسؤول في البلاد والعباد والحفاظ عليهما، في تحذير المجتمع الدولي وإعلامه بالاعتداءات السورية التي تطاول الأراضي اللبنانية على الحدود قصفاً وحرقاً للمزروعات وإطلاق نيران واجتياز للخطوط المرسومة دولياً بين البلدين الجارين، إذ استدعى سليمان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي وسلمه مذكرة بالخروق السورية ضد الأراضي اللبنانية من الأطراف المتصارعة، لرفعها الى الأمين العام بان كي مون وتوزيعها على الدول الأعضاء في مجلس الأمن واعتمادها كوثيقة رسمية من قبل لبنان. وبهذا لن يكون هناك مجال أمام المشككين بوجود الدولة اللبنانية أو العاملين على إضعافها بسلاحهم وبتدخلهم في القتال الداخلي في سوريا، للإمعان في نحر المؤسسات. ويوضح الخبير في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري لـ"المستقبل" أن تصرف الرئيس سليمان، قانوني، كونه مؤتمناً على الدستور. وهو في المبدأ أقسم اليمين في الحفاظ على الدستور وعلى وحدة الأراضي اللبنانية. وهو بالمبدأ أيضاً القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو كذلك الذي يستقبل السفراء ويودع السفراء ويعينهم، كل هذه الصلاحيات تتركز في رئاسة الجمهورية. إذاً، الرئيس سليمان مسؤول عن وحدة الأراضي اللبنانية وسلامتها، ومسؤول عن الدستور وعن أمن لبنان بصفته قائداً أعلى، وهو رئيس مجلس الدفاع الأعلى. وبهذه الصفات جميعها، يحق له أن يطلب وأن يرفع الشكاوى ويحق له حتى على غرار ما فعل الرئيس الياس الهراوي في التسعينات الذهاب الى الأمم المتحدة بشخصه ليعرض الشكوى اللبنانية مباشرة، يومها طلب عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورة استثنائية ولُبّي هذا الطلب، وقد ألقى الهراوي حينها خطاباً مؤثراً بصفته رئيساً للجمهورية.

ويرى أنه لا يحق القول إن "لا صلاحية لرئيس الجمهورية لتقديم مذكرة".

وعن كيفية التعاطي مع الوزير منصور في حال استمر برفض العمل بتوجيهات رئيس الجمهورية، يشدد المصري على أن تصرف وزير الخارجية في الإطار غير التسلسلي مرده الى أمرين: الأول هو أن وزير الخارجية السوري أكد له الحفاظ على السيادة اللبنانية، هذا التطمين سبق أي مسار لأي شكوى، والثاني أنه في ظل حكومة تصريف الأعمال ولا يستطيع أن يكون مقرراً، سيما وأن هذه الأمور، إذا كان هناك صعوبة، تتخذ في مجلس الوزراء باعتباره دستورياً هو صاحب السلطة الإجرائية، ولكن عندما يطلب رئيس الجمهورية من وزير التحرك فعليه أن يلبي الطلب أو يطلب رفعه الى مجلس الوزراء لكي يتخذ القرار المناسب. الآن هناك حكومة تصريف أعمال، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي يؤيد توجهات الرئيس سليمان. ومن هنا فإن الغطاء موجود بالنسبة لأمر إجرائي ما يقرره رئيس الجمهورية وأكده رئيس مجلس الوزراء، لذلك فإن الذرائع الأخرى لا تستقيم إذا كان الوزير قد جاهر بمخالفته التعليمات التي صدرت اليه، أما اذا كانت التعليمات قد صدرت مباشرة الى السفير المعني، فعليه الالتزام بالتعليمات ولكن هناك حالات كان الرئيس يصدر أمراً ورئيس مجلس الوزراء يصدر أمراً آخر وبالتالي كان السفراء في هذه الحالة مربكين جداً لمن يستمعون وأوامر من ينفذون، الحالة اليوم تختلف، لأن رئيس مجلس الوزراء وإن كان في حكومة تصريف أعمال فهو يؤيد رئيس الجمهورية ولا يرسل تعليمات مناقضة له الى وزير الخارجية، وبالتالي كان يتوجب على منصور أن ينفذ".

ويستدرك ليشير الى أن "الموضوع الآن هو ما إذا كان الرئيس طلب من منصور ايصال هذه التعليمات".

ويوضح المصري أن رفع المذكرة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من قبل ممثله في لبنان أمر قانوني مئة في المئة، لافتاً الى أنه "في حال درس مجلس الأمن وثيقة رفعت له في هذا المجال يمكن أن يتصرف على أساسها ويعتمدها ويتخذ قرارات معينة بموجبها"، إلا أن المصري يميز هنا بين أن "تكون المذكرة هي لأخذ العلم فهي تصل لأخذ العلم، أما إذا كانت تطلب تدبيراً ما فهذا الأمر يدرسه مجلس الأمن سواء قدم من الرئيس سليمان أم من سفير لبنان لدى الأمم المتحدة. وهذا عائد لمجلس الأمن وحده".

ويجد أنه في حال استمر الوزير منصور بمواقفه المنحازة لصالح النظام السوري والعمل بموجب توجيهات فريقه السياسي داخل الحكومة، ووفقاً لرأيه الشخصي أنه "في الدستور على رئيس الجمهورية أن يؤكد على رئيس مجلس الوزراء وعبره الى الحكومة المستقيلة أن أحد الوزراء يخالف تعليماته وعلى رئيس مجلس الوزراء التصرف في هذه الحالة كونه الرئيس التسلسلي لجميع الوزراء، وقد يتخذ إجراء أو يرسل تنبيهاً، ولكن رئيس الجمهورية ليس الرئيس التسلسلي المباشر للتعاطي مع الوزير. في هذه الحالة يعود رئيس الجمهورية الى رئيس مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب".

 

إسرائيل ترى أربع عقبات أمام روحاني تمنعه من التغيير في الملف النووي

الحياة/التحذير الذي وجهته إسرائيل إلى دول الغرب، من أن ترحيبها بانتخاب حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإيرانية، هو ترحيب متسرع وقد ينجلي كخطأ استراتيجي في القريب، حمل رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل لن تسقط عن طاولة أبحاثها الحل العسكري تجاه إيران. وصدر الموقف الإسرائيلي العلني في هذا الشأن عن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي قال: «نحن لا نوهم أنفسنا إزاء نتيجة الانتخابات في إيران، وليس من المعقول أن نرى المجتمع الدولي يوهم نفسه بها ويقع في مغرياتها فيتجه نحو تخفيف الضغوط التي تمارس على إيران لكي توقف برنامجها النووي. ينبغي أن نذكر أن الحاكم في إيران شطب من البداية مرشحين لم يتناسبوا مع آرائه المتطرفة ومن ضمن أولئك الذين سمح بترشّحهم، تم انتخاب المرشح الذي يعتبر محسوباً أقل على النظام. ومع ذلك، لا يزال الأمر يتعلق بشخص ينعت دولة إسرائيل بـ «الشيطان الصهيوني الكبير».

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، كان أكثر صراحة ووضوحاً، إذ أطلق الموقف من واشنطن حيث يقوم بزيارة تعارف مع البنتاغون تركزت على بحث الملفين الإيراني والسوري مع نظيره الأميركي ومسؤولين آخرين. فيعالون لم يجد فارقاً بين روحاني وبين الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، وقال إن روحاني غير قادر على تغيير السياسة الإيرانية، ولم يرَ في العقوبات الاقتصادية وسيلة للحد من تطوير السلاح النووي الإيراني، وراح يلوح بضربة عسكرية قائلاً: «إن تهديد إيران بالخيار العسكري، هو الوسيلة الوحيدة لوقف مشاريعها النووية».

وكان نتانياهو، أرفق تصريحاته، بخطوة عسكرية عملية، عندما كشف عن تشكيل لجنة وزارية جديدة برئاسة وزير الجبهة الداخلية، جلعاد آردان، مهمتها تعزيز نشاط الجبهة الداخلية وعملها، والعمل لضمان سد كل النواقص في حماية المواطنين من الهجمات الصاروخية، استعداداً لاحتمال هجمات صاروخية على إسرائيل. وحتى يجد نتانياهو لتهديداته وتحذيراته شرعية راح يقول: إن «الانتخابات التي شهدتها إيران قبل 15 عاماً تؤكد ما نراه اليوم إذ إن محمد خاتمي الذي انتخب رئيساً في حينه واعتبره الغرب معتدلاً، لم يحدث أي تغيير في سياسة بلاده العدائية من الغرب وهكذا سيحصل مع انتخاب روحاني، طالما أن القرارات في القضايا المهمة والحاسمة تعود إلى الزعيم الروحي علي خامنئي». وهذا يعني أن نتانياهو يواصل الاستعداد لتوجيه ضربة أو التلويح بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، في سبيل منعها من تطوير قدرات نووية عسكرية.

ففي نظر نتانياهو تشكل إيران خطراً مزدوجاً عليها، أولاً في الملف النووي وثانياً في السيطرة على سورية. ففي الأمرين تكون إسرائيل عرضة للخطر. وهناك من يرى أن صعود روحاني، هو مؤامرة من تدبير علي خامنئي تستهدف تضليل العالم الغربي وتخديره. وقد عبر عن هذا الموقف، أحد الخبراء الأكاديميين من ذوي السوابق في النشاط الاستخباري، أريه فيدرو الذي قال إنه لا يستبعد أن يكون خامنئي خطط لفوز روحاني. فهو الذي صادق عليه للتنافس. وهو الذي سمح لأربعة مرشحين من قوى المحافظين والمتشددين بأن يخوضوا المعركة الانتخابية. فلو أراد خامنئي أن يسقط روحاني، كان سيأمر بانسحاب المحافظين المتنافسين والإبقاء على مرشح واحد منهم فقط. عندها، لن يحصل روحاني على 51 في المئة من الأصوات، بل سيحصل هو والمرشح المحافظ على نسب متقاربة وعندها تقام جولة ثانية يفوز فيها أحد المحافظين بسهولة. لكنه لم يفعل. وترك روحاني يحصد غالبية الأصوات من الجولة الأولى، وبهذا ضمن له الفوز، ما سيجعل الغرب متحمساً للتعاطي معه وإعطائه الفرصة لتمديد المفاوضات حول التسلح النووي. ووفق التقديرات الإسرائيلية فإن هذه المحادثات التي كان يفترض أن تصل أوجها في الصيف المقبل، ستمدد إلى أواسط السنة المقبلة، وهذا وقت ثمين سيستفيد منه خامنئي لإنهاء تطوير القدرات النووية.

هذا السيناريو يخيف الإسرائيليين، لذلك يحاولون إقناع الغرب بأن صعود روحاني بدل نجاد لن يغير كثيراً في الموقف في ملفي السلاح النووي والوضع السوري، لأن الموضوعين متعلقان بالزعيم الروحي علي خامنئي وبأن إيران، وتحت غطاء «عباءة الاعتدال»، ستواصل مشروعها النووي لتقترب أكثر من الخط الأحمر الذي لا يمكن قبول تجاوزه. والإسرائيليون على قناعة في أنه لن يكون للرئيس الجديد أي تأثير في سياسة بلاده الخارجية لأن الزعيم الروحي يديرها ويوجهها.

وحتى لو وافق خامنئي على صلاحيات يتمتع بها الرئيس الجديد، فمن المؤكد أنه سيبقي لنفسه المواضيع الحساسة وستشمل في جملة ما تشمل إسرائيل وسورية والموضوع النووي. ومن هذه القناعات وتحت عنوان «رئيس جديد من دون أي شيء جديد»، ينطلق الإسرائيليون في نظرتهم إلى الرئيس الإيراني روحاني وكيفية التعامل مع مواجهة الملف النووي.

الخبير في الشؤون الإيرانية منشية أمير، ومن دون أن يعبر في شكل مباشر عن موافقته على تحذير نتانياهو دول الغرب، قال إنه لا يمكن حسم الموقف من الرئيس الإيراني الجديد قبل أربع سنوات كما لا يمكن التوقع منه أن يحدث تغييرات جوهرية وبعيدة المدى، داخلياً ودولياً. ويقول منشية إن هناك أربع عقبات أمام روحاني من شأنها أن تمنعه من إحداث تغيير في السياسة الإيرانية، الداخلية والخارجية، هي:

- علي خامنئي، هو أولى العقبات. وهذا الجانب لا يختلف عليه إسرائيليان، من رئيس حكومة ووزراء وحتى المعارضة. فهم على قناعة بأن روحاني لن ينجح في تغيير الموقف تجاه اسرائيل وسورية والملف النووي، بسبب خامنئي والصلاحيات التي يتمتع بها، وفي هذا الجانب يقول منشة: «خلال الانتخابات قال روحاني أمراً مهماً هو أنه يريد أن يواصل تطوير المشروع النووي، وفي الوقت نفسه يريد أيضاً دفع عجلة الاقتصاد».

والسؤال الذي يطرحه الإسرائيليون في هذا الجانب هو إذا كان علي خامئني سيعطي الفرصة لروحاني ليتقدم في هذا الموضوع. بتوقعات الإسرائيليين فإن خامنئي لن يسلم مثل هذه القرارات لروحاني وسياسته المعتدلة، على رغم أنه يدرك أن إيران وصلت إلى نقطة خطيرة جداً وتتطلب تغييراً. لكن، يعول الكثير من الإسرائيليين على أن إدراك خامنئي هذا الوضع يدفعه إلى إحداث تغيير وإن قرر ذلك فإن تغييره لن يكون تغييراً جوهريا إنما تكتيكياً، ومن هذه القناعات يبقي الإسرائيليون الحل العسكري تجاه إيران على طاولة أبحاثهم.

- الحرس الثوري الإيراني، ثاني العقبات أمام روحاني، في حسابات الإسرائيليين. فهم يستبعدون قدرة روحاني على التغلب على مواقف الحرس الثوري، سواء الداعم لتطوير المشروع النووي أم لنظام الأسد. وهم على قناعة بأن عناصر الحرس الثوري سيحاربون بقوة وسيقاومون كل من يقف في طريقهم.

- أما مجلس الشورى الإسلامي فسيكون العقبة الثالثة بوجه روحاني كونه يتشكل من أكثرية لقوات الحرس الثوري، المعروفة بتطرفها وبإصرارها على تطوير قدرات نووية عسكرية.

- والعقبة الرابعة هي السلطة القضائية. ويقول منشية، إن رئيس السلطة صادق لاريجاني، هو من المحافظين المتشددين، وستكون له القرارات حول مواضيع عدة، بخاصة الحريات وهذا سيؤثر جداً في سياسة روحاني.

يريد لكنه لا يستطيع

التصريح الذي أطلقه روحاني حول تحسين علاقة بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية، لن يغير شيئاً من الموقف الإسرائيلي الذي يضع أمام أي موضوع يطرح حول انتقال إيران إلى مرحلة جديدة بعد انتخاب روحاني، عقبتي خامنئي، كصاحب السلطة والقرار، والحرس الثوري، انطلاقاً من احتكار قيادته قرارات الشؤون العسكرية والاستراتيجية، وعدم خضوعها للرئيس. وحتى في مواجهة الأزمة الاقتصادية الشديدة فسيواجه روحاني مشكلة بسبب الأكثرية المطلقة للمحافظين في البرلمان التي ستؤثر في أي قرار يريده روحاني، والتوقعات أن المحافظين سيعرقلون نشاط الرئيس الجديد ويحبطون مبادراته بسهولة. ولا يأمل الإسرائيليون بأي تعاون مع روحاني، والطموح إلى تغيير وضع حقوق الإنسان وحقوق المرأة ووقف قمع حرية الصحافة بصورة كبيرة، سيعرضه للنقاش وقد يفشله البرلمان.

وأمام هذه العقبات واحتمالات الفشل يعول الإسرائيليون على أن يستغل روحاني ما تبقى له من إمكانية، وبالأساس خلق جو أفضل وتليين الخطاب الرسمي مع الغرب والترويج لصورة جديدة لإيران باعتبارها دولة لا تبحث عن الحرب ولا تهدد أية دولة أخرى على رغم أنها تصر على حقها في تطوير المشروع الذري لأهداف سلمية. ولن يكون روحاني هو الرئيس الذي ينكر المحرقة أو الدعوة إلى القضاء على إسرائيل.

ويتناقل الإسرائيليون تصريحات أدلى بها روحاني قبل انتخابه أعلن فيها أنه لن يغير سياسة بلاده مع سورية لأن «الدفاع عن نظام الأسد مصلحة إيرانية قومية ولأن سورية جبهة أمامية حيوية في مواجهة إسرائيل»، وهذا بحد ذاته يشكل قلقاً لإسرائيل ودفع قادتها إلى التهديد والتحذير للرئيس الإيراني الجديد.

 

توتر وحذر في عبرا وانصار الاسير اقتحموا شقة في البلدة

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صيدا عفيف محمودي ان بلدة عبرا تشهد حال حذر وترقب بعد الاشتباكات المتقطعة بين انصار الشيخ الاسير، من جهة، وأنصار محمود الصوص من جهة ثانية، استخدمت فيها اسلحة رشاشة وقذائف صاروخية ترددت اصداؤها في مدينة صيدا. وأفاد ان انصار الاسير اقتحموا شقة في بناية دندشلي في عبرا. ولفت الى ان وحدات الجيش اتخذت اجراءات امنية وقطعت الطرق المؤدية الى بلدة عبرا. في غضون ذلك، تابع محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر الوضع وأجري اتصالات كثيفة مع القادة العسكريين والامنيين لاعادة الحالة على ما كانت عليه سابقا.

 

ميقاتي تابع الوضع في صيدا مع شربل والقادة الامنيين: للابتعاد عن الانفعالات وردات الفعل

وطنية - تابع رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي الوضع الأمني في مدينة صيدا، عبر سلسلة من الاتصالات مع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وقادة الأجهزة الأمنية. وجدد ميقاتي "مطالبة الجميع بالحكمة والهدوء في هذه المرحلة العصيبة التي نمر بها، والابتعاد عن الانفعالات وردات الفعل التي تنعكس سلبا على الجميع".

 

اشتون اثر زيارتها لبنان: جددت التزامنا أمن لبنان وازدهاره

وطنية - وزع المكتب الاعلامي للاتحاد الاوروبي في لبنان، البيان الذي أصدرته الممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين آشتون، إثر زيارتها إلى لبنان في 17-18 الحالي وقالت: "وصلت إلى بيروت الليلة الماضية وأجريت محادثات مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد قوات الطوارىء الدولية الجنرال باولو سييرا، كما زرت مركزا اجتماعيا برفقة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتييريس". اضافت:"وخلال هذه الاجتماعات، جددت التزامنا أمن لبنان وازدهاره، كما ذكرت بدعمنا لسياسة لبنان الرسمية بالنأي بالنفس المكرسة في إعلان بعبدا والتي أدعو جميع الأطراف إلى التقيد بها. وشددت على أن التخفيف من التوترات هو أولوية، ونحن ندعم بالكامل القوات المسلحة اللبنانية في جهودها الآيلة إلى توفير الأمن وحماية الحدود والمحافظة على الهدوء". وتابعت: "لقد تحدثنا عن وقع الأزمة السورية على لبنان. وجددت التزام الاتحاد الأوروبي الحل السياسي للنزاع في سوريا وضرورة وضع حد للعنف. ويدعم الاتحاد الأوروبي بالكامل الجهود الحالية الرامية إلى عقد مؤتمر سلام دولي على أساس المبادىء التي تضمنها إعلان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012". وبالنسبة إلى أزمة اللاجئين في لبنان، قالت: "إن أي بلد كان ليعاني من صعوبات كبيرة في حال ارتفاع عدد سكانه بنسبة 25%، وقد أثنيت على جميع الجهود الهادفة إلى توفير الحماية والمساعدة.ومنذ بدء الأزمة، قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية كبيرة بلغت قيمتها 1.24 مليار يورو لسوريا والبلدان المجاورة المتأثرة بالأزمة. وصباح هذا اليوم، رأيت بنفسي ما نقوم به لمساعدة لبنان على مواجهة تداعيات الأزمة السورية. فالمركز الاجتماعي الذي زرته يعكس المقاربة التي نعتمدها، أي العمل مع الفئات الأكثر ضعفا، وتمكين اللاجئين السوريين والجماعات اللبنانية المستضيفة ومساعدتها على العمل معا". واملت "تشكيل حكومة جديدة في وقت قريب لمعالجة التحديات الضاغطة التي يواجهها لبنان اليوم".

 

آشتون غادرت بيروت بعد زيارة ليومين

وطنية - غادرت بيروت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والأمنية كاترين آشتون لبنان، متوجهة الى القاهرة على متن طائرة خاصة بعد زيارة الى لبنان استمرت يومين. وكان في وداعها في المطار رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي السفيرة انجلينا ايخهورست.

 

اشتون تفقدت مؤسسة عامل والمتحدث باسمها اكد ان زيارتها الى لبنان لدعم الاستقرار فيه

وطنية - زارت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والأمنية كاترين آشتون مع المفوض السامي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس، مركز مؤسسة "عامل" في حارة حريك، على رأس وفد ضم سفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست، المتحدث باسم اشتون مايكل مان، رئيس قسم التعاون في بعثة الإتحاد الإوروبي دييغو اسكالونا. وكان في استقبالهم رئيس مؤسسة "عامل" الدكتور كامل مهنا اضافة الى العاملين في المؤسسة. ووصلت آشتون والوفد المرافق عند الثامنة والنصف الى المركز، الذي يضم اطفالا لاجئين من سوريا، العراق وفلسطين، وتفقدت اقسامه التي ارتفعت فيها اعلام الإتحاد الأوروبي ولبنان، وجالت في صفوف روضات الاطفال حيث شاهدت رقصات ولوحات تعبيرية اداها الأطفال اللاجئون. ثم انتقلت الى القسم المخصص للنساء من خلال دمجهن في سوق العمل، واطلعت على اعمالهن في مجال صناعة الحلي والمجوهرات، واستمعت الى مطالبهن واشترت كبادرة تشجيع وتضامن معهن العديد من انتاجهن، ثم غادرت المركز دون الإدلاء بأي تصريح بعيدا عن كاميرات الإعلام والمصورين. وتولى التواصل مع الإعلاميين والرد على اسئلتهم المتحدث بإسم اشتون مايكل مان، الذي اعتبر ان زيارة اشتون هي لدعم لبنان ودعم الإستقرار فيه، ولمساندة جهوده في مساعدة النازحين السوريين، واعلن انها ستزور الرؤساء اللبنانيين وستنقل اليهم زيارة دعم للبنان وللإستقرار السياسي فيه. وأثنى على سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية تجاه الأزمة في سوريا معلنا عن دعم الإتحاد الأوروبي لها. واعلن ردا على سؤال عن رؤيته لحل الأزمة في سوريا: "ان الإتحاد الأوروبي يدعم فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف بشأن سوريا، ونحن نبحث مع شركائنا كل ما يمكن القيام به من اجل ان ينعقد هذا المؤتمر في تموز المقبل. كما اننا نسهم في اعطاء مساهمات مالية للاجئين السوريين، ولبنان وتركيا والأردن هم البلدان التي تنال اكبر نسبة تمويل من الإتحاد الأوروبي. لقد اعلنا في الأسبوع الماضي عن تخصيص مبلغ 400 مليون اورو اضافي لمساعدة اللاجئين في سوريا والدول المجاورة". اضاف: "وبالنسبة لنا الحل الوحيد للازمة في سوريا هو حل سياسي اي الحوار بين النظام والمعارضة، لقد قمنا بدعم المعارضة والشعب في سوريا وقمنا بتعديل لائحة العقوبات المفروضة من اجل تمكين المعارضة السورية من تصدير النفط وجني المال، ونحن نقوم بكل ما بوسعنا لمساندة المعارضة والشعب السوري والدول المجاورة لسوريا". وردا على سؤال عن الموقف من تسليح المعارضة في سوريا، قال: "كإتحاد اوروبي اتخذنا قرارا بأن هذا شأن يعود للدول الأعضاء في إلإتحاد، لغاية الآن نحن لا نورد سلاحا الى سوريا، هناك بلدان اوروبيان مهتمان بتسليح المعارضة، واذا تم توريد السلاح فسيتم وفقا لمعايير صارمة جدا، ويجب ان يخضع لمدونة سلوك تصدير الأسلحة والتأكد من الجهة التي سيذهب اليها السلاح، ولغاية الان هذا الموضوع هو نظري". وعن فكرة انشاء منطقة عازلة في سوريا قال: "نريد الوصول الى سلام في سوريا عن طريق المفاوضات، نريد ان تتمكن المنظمات الإنسانية من القيام بعملها هناك، اما بالنسبة للمنطقة العازلة فهذه يلزمها قرارا من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن الدولي". وعن الإنتخابات الرئاسية الايرانية، تمنى مان على الرئيس الإيراني الجديد دفع المفاوضات مع المجتمع الدولي الى الأمام، وتمنى على الجانب الإيراني الإلتزام بتقدم الحوار وتقديم اثباتات للمجتمع الدولي بأن البرنامج النووي الإيراني هو فقط لأغراض سلمية وليس لأغراض عسكرية".

اسكالونا

واعلن اسكالونا في دردشة مع الإعلاميين، ان الإتحاد الأوروبي سيزيد تقديماته للنازحين السوريين في لبنان وللبنانيين الذين يستقبلونهم، وقال: "لقد قدمنا مبلغا قدره نحو 240 مليون اورو مساعدات لبنان، ذهب نصفه للمساعدة الإنسانية المباشرة وللشرائح الإجتماعية الأكثر فقرا اكان من النازحين السوريين او الفلسطينيين اللاجئين في سوريا والنازحين الى لبنان، اما النصف الثاني فسيخصص لدعم اللبنانيين الذين يستقبلون هؤلاء النازحين.

واوضح ان العمل يتم على محاور عدة منها التربية، البنى التحتية، النفايات الصلبة، مياه الشفة وسنبدأ قريبا بالعمل على المجال الصحي. وان الهدف ينصب على دعم لبنان على مواجهة نتائج الأزمة السورية التي تجاوزت كل التقديرات والتي هي من اصعب الأزمات واكثرها تعقيدا في الوقت الحالي. وكشف ان هناك نحو 700 الف لاجىء سوري في لبنان مسجلين لدى وكالات الأمم المتحدة طلبا للمساعدة وهناك العديد منهم موجودون على الأرض اللبنانية ولم يقوموا بتسجيل انفسهم، نسبة اللاجئين في لبنان تبلغ 25 بالمئة من عدد سكانه وهذا رقم ضخم. وعن اقامة مخيمات للنازحين السوريين قال: "مخيمات اللاجئين امكانية تدرس والمهم بالنسبة الى لبنان اتخاذ القرارت الواقعية لمواجهة تدفق النازحين والمخيمات هي واحدة من حلول عدة والحكومة تعمل على هذا الموضوع ولا موقف نهائيا حتى الآن.

مهنا

وشكر مهنا بدوره أشتون لزيارتها "عامل" المؤسسة المدنية غير الطائفية في منطقة تعود الى الإنتماءات العصبية والفئوية. وأعلن ان عامل ترفع شعار التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمر ولديها 24 مركزا في لبنان، حيث ينال نحو 900 تلميذ سوري دعما مدرسيا وحيث تم لغاية الآن تقديم نحو 110 الاف خدمة للسوريين. ورأى ان ما تقوم به الجمعية متواضع جدا مقارنة بالحاجات الفعلية. فلبنان امام حالة كارثية، ولم يحدث مرة في تاريخ ان يستقبل بلد ثلث عدد سكانه من النازحين، وهذا العدد ممكن ان يزيد. وسنطلب من السيدة آشتون الوقوف الى جانب لبنان ومساعدته في الإستقرار والقيام بكل الجهود من اجل ايجاد حل سياسي للأزمة السورية.

واعتبر ان المجتمع الدولي مقصر تجاه لبنان، ورأى ان التفكير يجب ان يتجه الآن الى كيفية مساعدة اللبنانيين فهناك مليون ومئتي الف لبناني مقابل مليون ومئتي الف سوري بحاجة الى دعم ايضا. وفي لبنان هناك ازمة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية. وطالب المجتمع الدولي والإتحاد الإوروبي بإيجاد حل سياسي ونظر في كيفية اعادة توزيع اللاجئين وانشاء مخيمات داخل سوريا، وفي لبنان فكرة المخيمات مطروحة وكلنا نعرف حساسية هذا الموضوع. واعلن ان "كل الشعوب العربية بحاجة الى ديموقراطية بما فيها سوريا ولكن الديموقراطية تبنيها الشعوب ولا تفرض من الخارج كما حصل في العراق وليبيا. وكوني مسؤول منظمات المجتمع المدني والهيئات الأهلية، فنحن مع اهلنا السوريين اكانوا في المعارضة او النظام ونقوم بكل ما بوسعنا من اجلهم لكن الحاجات اكبر بكثير، وطالب بخطط حكومية بالتعاون مع المجتمع المدني لإغاثة العدد المتزايد من اللاجئين، مشيرا الى ان المفوضية السامية للاجئين تتحمل الإغاثة ولكن المسؤولية اكبر منها بكثير ولا تستطيع تلبية الحاجات، لافتا الى مشاكل على صعيد السكن وسوء اوضاع السكن في المخيمات، وعلى الصعيد الصحي حيث تنتشر الأمراض النفسية والمعوية والأوبئة بالإضافة الى الزواجات القسرية والدعارة.

 

سليمان سلم بلامبلي مذكرة بالخروق السورية وتسلم مذكرة 14 اذار وآشتون نقلت تأييد الاتحاد الاوروبي لدوره

وطنية - سلم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم، الى الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، مذكرة بالخروق والاعتداءات ضد الاراضي اللبنانية من الاطراف المتصارعة في سوريا كافة، لرفعها الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتوزيعها بوصفها وثيقة رسمية من وثائق مجلس الامن.

وفد 14 أذار

وزار بعبدا وفد من نواب 14 آذار ونواب مستقلون تكلم باسمهم الرئيس فؤاد السنيورة الذي سلم الى الرئيس سليمان نسخة عن مذكرة تتضمن رؤية هذه القوى للواقع الراهن على الساحة اللبنانية والانعكاسات المتأتية عن الازمة السورية في الداخل اللبناني والداخل السوري.

وتتمنى المذكرة على الرئيس سليمان ثلاثة أمور:

1 - الطلب الى حزب الله الانسحاب الفوري والكامل من القتال في سوريا.

2 - نشر الجيش اللبناني على طول الحدود الشمالية والشرقية وطلب مؤازرة اليونيفيل.

3 - إعمال حكمة وشجاعة رئيس الجمهورية لانقاذ لبنان والعمل على قيام حكومة تتبع نهج الحياد والانحياز للمصلحة الوطنية العليا، ويكون اعلان بعبدا في برنامجها.

وأعلن الرئيس سليمان بعد استلامه نص المذكرة اهمية المصالحة والحوار واهمية تلاقي اللبنانيين كي يتجاوز الوطن المحن والتحديات التي يواجهها، لافتا الى روح التعاون التي يجب أن تسود.

ممثل الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي

واستقبل الرئيس سليمان الممثل السامي للشؤون الخارجية والامن لدى الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون مع وفد في حضور رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان انجيلينا ايخهورست، حيث تم عرض لموضوع النازحين من سوريا والاعباء جراء تزايد هذا النزوح.

وجدد رئيس الجمهورية موقف لبنان والاقتراحات التي كان ابلغها الى السفراء العرب والاجانب الذين إلتقاهم في شأن تقاسم الاعباء والاعداد وزيادة المساعدات للمؤسسات الحكومية اللبنانية كي تستطيع الاستمرار في تقديم الحد الادنى من الخدمات المتصلة بإيواء النازحين ومساعدتهم.

بدورها جددت السيدة اشتون تأكيد وقوف الاتحاد الاوروبي الى جانب لبنان ودعمه، ناقلة تأييد الاتحاد للدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية للحفاظ على الاستقرار ومنع تداعيات الازمة السورية على لبنان ودعوة الافرقاء اللبنانيين الى إلتزام اعلان بعبدا.

ولفتت الى اهتمام الاتحاد بموضوع النازحين، مشيرة الى انها ستسعى من اجل زيادة المساعدات للبنان على هذا الصعيد، وكذلك نقل الاقتراحات اللبنانية الآيلة الى التخفيف من اعباء النزوح الى لبنان.

وأبدت اشتون املها في قيام حكومة لبنانية تكون قادرة على مواكبة المرحلة المقبلة بكل تحدياتها.

مفوض الامم المتحدة للاجئين

كذلك زار بعبدا، المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين رئيس حكومة البرتغال السابق انطونيو غوتيريز، وتم في خلال اللقاء البحث في مساعدة لبنان في التقديمات للاجئين والنازحين الفلسطينيين من سوريا بعدما بات الوضع ضاغطا ويشكل عبئا على الدول المضيفة وفي طليعتها لبنان الذي بات عدد النازحين واللاجئين يشكل ثلث عدد سكانه.

وزير البيئة

وعرض رئيس الجمهورية مع وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري للتطورات السياسية السائدة راهنا على الساحة الداخلية.

 

الخارجية": المذكرة ليست شكوى بل رسالة تبليغ

المركزية- رفضت مصادر وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور التعليق على المذكرة التي أرسلها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر المنسق الخاص للمنظمة الدولية في لبنان ديريك بلامبلي، مذكرة بما أوردته "المركزية" أمس بان الأمر يشكل مخرجا مناسبا للرئاسة وللخارجية . وشددت مصادر منصور على ان المذكرة ليست شكوى بل هي عبارة عن رسالة تبليغ مجلس الأمن الدولي بالخروق السورية وفقا لتقرير قيادة الجيش وذلك على غرار الرسالة التي بعث بها مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على أثر كشف باخرة "لطف الله2" والتي عبرت من لبنان محملة بالأسلحة والتي لم تأخذ انذاك طابع الشكوى.

 

جلسة المجلس الدستوري لم تلتئم للمرة الثالثة لعدم اكتمال النصاب

نهارنت/لم يلتئم المجلس الدستوري للمرة الثالثة بسبب غياب ثلاثة من أعضائه وعدم اكتمال النصاب. وفي هذا السياق، لم يحضر ثلاثة قضاء الى جلسة المجلس الدستوري صباح الأربعاء للبت بالطعون المقدّمة ازاء التمديد لمجلس النواب. وأفادت الـMTV عن "حضور 7 أعضاء من أصل 10 وبالتالي عدم اكتمال النصاب لعقد جلسة المجلس الدستوري". وأشارت معلومات صحافية الى "تحديد جلسة للمجلس الدستوري يوم الجمعة المقبل".

وفي هذا السياق، كانت اشارت مصادر مطلعة لـ"السفير"، الثلاثاء، الى ان "أعضاء المجلس الدستوري الثلاثة سهيل عبد الصمد وأحمد تقي الدين ومحمد بسام مرتضى لن يحضروا الجلسة المقرر انعقادها اليوم، ما يحول دون هذا الانعقاد الذي يتطلب لتأمين نصابه حضور ثمانية من أصل عشرة أعضاء في المجلس الدستوري". وأضافت أنه "علم أن اجتماعا عقد في منزل رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان ضمه والأعضاء الثلاثة، وتعذر خلاله التوصل إلى قاسم مشترك ينقذ جلسة اليوم ويسهل اتخاذ قرار موحد". وفي هذا الإطار، كشفت "السفير" أن "سليمان أصر على وجهة نظره النافية وجود ظروف استثنائية مانعة لإجراء انتخابات نيابية في هذه المرحلة، وبالتالي قبول الطعن وإبطال قانون التمديد"، مردفة أنه "في المقابل، تسلح الأعضاء الثلاثة بوجهة نظرهم الداعية للاحتكام الى رأي المؤسسات العسكرية والأمنية في ظروف إجراء الانتخابات وهي النقطة التي تمسك رئيس المجلس الدستوري برفضها". ولفتت السفير الى أن "الأعضاء الثلاثة اعتبروا أن الولاية القانونية لمجلس النواب (الممدد له) أصبحت بحكم المنتهية ولم يبق منها سوى يومين، وحتى لو صدر قرار بقبول الطعن فلن يكون بمقدور مجلس النواب القيام بأي شيء استدراكي، ولنفرض انه صدر عن المجلس الدستوري قرار بإبطال قانون التمديد، وحالت ظروف ما دون إجراء تمديد للمجلس أو إجراء الانتخابات، فمعنى ذلك الدخول في فراغ خطير، فكيف سيكون السبيل للخروج من مستنقع كهذا"؟ وعلم أن رئيس المجلس الدستوري فاجأ الأعضاء الثلاثة بقوله لهم إنه "سيعدّ "كتاب محضر" يحمّلهم فيه مسؤولية تعطيل عمل المجلس الدستوري، فرد عليه الأعضاء الثلاثة بأنهم سيعدون في المقابل كتابا مغايرا يلقون فيه مسؤولية التعطيل عليه، مع تضمينه كل المخالفات وخاصة تكليف رئيس المجلس نفسه بدراسة مراجعتي الطعن". أضافت السفير أن "هذا التناقض أدى الى تأزم الوضع بين الأعضاء، ما حدا بعضو المجلس أحمد تقي الدين الى الانسحاب من الاجتماع، ليتفق بالتالي مع مرتضى وعبد الصمد على عدم حضورهم جلسة الجمعة". ولم تنعقد جلسة المجلس الدستوري، الإثنين والثلاثاء الفائت، حيث كان من المقرر أن يبحث في الطعنين المقدمين من رئيس الجمهورية ميشال سليمان و"تكتل التغيير والاصلاح" في ما خص التمديد لمجلس النواب. وكان عدد الحاضرين الى المجلس سبعة من أصل عشرة، في ظل غياب العضوين الشيعيين والعضو الدرزي، الذين غابوا أيضاً عن الجلستين. وتقدم رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الاول من حزيران بطعن بقانون التمديد الذي أقره مجلس النواب الجمعة أمام المجلس الدستوري، طالبا من المجلس العمل بـ"تجرد" نحو دعوة البرلمان لتقصير مهلة التمديد وإقرار قانون انتخاب. كذلك، تقدم تكتل "التغيير والإصلاح"، في الثالث من حزيران، بطعن بالتمديد أمام المجلس الدستوري، مردفاً أنه " قدمنا الطعن على خلفية دستورية لا سياسية".

وكان مجلس النواب أقر التمديد لنفسه 17 شهرا تنتهي في 20 تشرين الثاني 2014، في جلسة حضرها 97 نائبا، صوتوا جميعهم للتمديد، وقاطعها نواب "التيار الوطني الحر"، بعد أن فشلت جميع الأطراف السياسية بالوصول إلى قانون انتخاب في أربع سنوات منصرمة.

 

تقارير: جنبلاط يعتزم السفر الى الرياض قريباً ويجري مشاورات "هادئة" مع الحريري في إطار عملية تشكيل الحكومة

أفادت معلومات صحافية أن "رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يعتزم السفر الى الرياض في الأيام المقبلة، كما يجري اتصالات هادئة مع (رئيس الحكومة السابق) سعد الحريري وذلك لإجراء مشورات تتناول عملية تشكيل الحكومة". وأشارت صحيفة "النهار" في عددها الصادر الثلاثاء، الى أنه "تردد أن جنبلاط سيزور الرياض مجددا لاجراء مشاورات تتناول ملف تشكيل الحكومة".وعلمت "النهار" ان "جنبلاط وافق رئيس الحكومة المكلف تمام سلام تأليف حكومة وفق معادلة ثلاث ثمانات أي لا ثلث معطّلاً لأي فريق، الامر الذي رفضه "حزب الله" المصرّ على طرح معادلة 9,9,6 وهو ما يتعارض مع المبدأ الذي ينطلق منه سلام".

وفي غضون ذلك، لفتت صحيفة "الجمهورية"، الثلاثاء، الى ان "جنبلاط يلعب دورا بارزا ايضا في مساعدة الرئيس المكلف على تأليف الحكومة وهو يجري مشاورات واتصالات هادئة مع (رئيس الحكومة السابق) سعد الحريري في هذا الاطار. وتردد انه يحقق تقدما ملموسا في هذا الاتجاه". وكان جنبلاط دعا في موقفه الاسبوعي لصحيفة "الأنباء"، الإثنين، الى "تأليف حكومة وحدة وطنية تنقل الخلاف من الشوارع والازقة الى طاولة مجلس الوزراء".

 

المستقبل: كلام نصرالله الاخير ضربة قوية لآمال اللبنانيين في الاستقرار

وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الاسبوعي عند الثانية بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وفي بداية الاجتماع وقفت الكتلة دقيقة صمت وحداد لمناسبة الذكرى السادسة لاغتيال النائب الشهيد القاضي وليد عيدو ونجله خالد واثنين من مرافقيه، ثم عرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة، وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب عمار حوري، جاء فيه:

"أولا: عرضت الكتلة في بداية الاجتماع اجواء اللقاء مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد ان شاركت الكتلة مع وفد نواب 14 آذار بتقديم مذكرة عن مخاطر انخراط حزب الله في معارك سوريا، والتي عاد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير ليؤكد استمرار الحزب في المشاركة في القتال الى جانب النظام السوري في مواجهة شعبه في كل المناطق السورية، وفيما كان اللبنانيون يأملون ان يعلن السيد نصرالله سحب مسلحيه من القتال،استغل الكلمة الاخيرة له ليوحي بالهدوء والانفتاح في الشكل واللهجة، لكن ليجدد مهمة ميليشياته في القتال وسفك الدماء في سوريا.

إن كلام السيد نصرالله الاخير شكل ضربة قوية لآمال اللبنانيين في الاستقرار والهدوء وبقاء لبنان بعيدا عن التداعيات المباشرة للازمة السورية، وهو بذلك اكد رمي لبنان في الاتون السوري دون اي توقف امام النتائج والانعكاسات على لبنان، وكأن الحزب حسم في هذا الانخراط الخطير في معارك سوريا واكد على خيار الخروج عن الدولة والمجتمع ومصالح الشعب اللبناني دون رجعة، مما يرتب نتائج بالغة الخطورة على هذا الموقف على مختلف المستويات.

ثانيا: نوهت الكتلة بالمواقف الشجاعة والوطنية الطليعية للرئيس ميشال سليمان والتي تمثلت اليوم بتسليم ممثل الامين العام للامم المتحدة في بيروت ديريك بلامبلي شكوى باسم لبنان ضد الاعتداءات السورية المستنكرة ضد لبنان، بعد تمنع وزير الخارجية المستقيل مع الاسف عن القيام بمهامه الدستورية والوطنية.

ان رئيس الجمهورية في هذه المواقف والخطوات انما يؤكد موقع ودور رئيس البلاد في الزود عن السيادة والاستقلال وهو يقف على راس الدولة كرئيس مؤتمن وأمين على الدستور ومصالح اللبنانيين ورغباتهم.

إن كتلة المستقبل التي تستنكر وتدين وترفض اي اعتداء من اي جهة كانت على الاراضي والسيادة اللبنانية في الهرمل وعرسال وعكار ووادي خالد وصيدا وغيرها من المناطق المستهدفة، توجه للرئيس سليمان تحية وطنية صادقة، وتدعو الشعب اللبناني للوقوف خلف رئيس الجمهورية في وقفته الوطنية. اذ ان رئيس الجمهورية يثبت في مواقفه ان ارض لبنان ليست سائبة وهو وطن ودولة ذات سيادة واستقلال وكرامة.

ثالثا: عرضت الكتلة التطورات الامنية التي شهدتها منطقة البقاع في الساعات الماضية والمتمثلة في الجريمة التي استهدفت المواطنين الاربعة علي ومحمد جعفر وشريف امهز وعلي توفيق اوغلو وقد توجهت الكتلة بالتعزية الحارة الى عائلات الشهداء واهالي منطقة البقاع واشادت بالوعي الذي تمتعت به عائلات الشهداء وعشائر البقاع وتنبههم الى ان هناك من يعمل على افتعال فتنة في المنطقة بين ابناء البيت الواحد. فبلدات اللبوة وعرسال والقصر وغيرها هي منازل عائلة واحدة لا يجوز ان تنفصم عراها والكتلة في هذا المجال تطالب الاجهزة الامنية بالقبض على المجرمين وانزال العقاب بهم وتطالب الاهالي بالتعاون لكشف هذه الجريمة النكراء ومن يقف خلفها. كما تطالب الكتلة الأجهزة الأمنية بمتابعة السعي الحثيث للإفراج عن ما تبقى من المخطوفين.

رابعا: توقفت الكتلة عند قرار دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعها الاخير الذي قرر اتخاذ اجراءات ضد المنتسبين الى حزب الله في دول مجلس التعاون، ويهم الكتلة في هذا المجال تأكيد النقاط التالية:

أ - ان الاجراءات التي قد يتعرض لها اللبنانيون في دول الخليج او باقي دول العالم هي بسبب الدور الاجرامي الخطير الذي يلعبه حزب الله في سوريا أو اي اماكن اخرى، وهو يتحمل المسؤولية عن كل ضرر يلحق بامن اللبنانيين الاقتصادي والمعيشي ومصالحهم في العالم.

ب - ان الكتلة تعتبر ان المواطنين اللبنانيين الذين يعملون في دول الخليج انما يساهمون في نهضتها وعمرانها وهم يحترمون قوانين هذه الدول وانظمتها وبالتالي وانطلاقا من القول الكريم: "ولا تزر وازرة وزر اخرى". فإن الكتلة تعتبر ان اللبنانيين الذين يخالفون القوانين خارج لبنان هم الذين يتحملون المسؤولية عن اعمالهم بذاتهم وبالتالي فان الكتلة تلفت عناية المسؤولين في دول الخليج العربي الى انها تتمنى التمييز بين اللبناني الذي يعمل من اجل كسب رزقه ويحترم قوانين البلاد التي يقيم فيها وبين من يخالف القوانين والذي يجب في هذه الحال ان يتحمل نتيجة افعاله.

ج- تطالب الكتلة المسؤولين في الحكومة اللبنانية المستقيلة بالتحرك العاجل لحصر الاضرار التي يتسبب بها حزب الله نتيجة مشاركته في الاعمال الاجرامية في معارك سوريا.

خامسا: توجهت الكتلة بالتهنئة الى الشعب الايراني والرئيس الايراني المنتخب الشيخ الدكتور حسن روحاني على الفوز والنتائج المتقدمة التي حققها، والكتلة التي تنظر الى نتائج الانتخابات بايجابية تعتبر ان نتيجة الانتخابات تعكس تمسك الشعب الايراني بالاعتدال والتطور والاصلاح والنهوض والانفتاح والكتلة في هذه المجال تأمل بافق رحب وتجربة جديدة بين ايران وجيرانها من الدول العربية تسهم في تخفيض مستويات التوتر تمهيدا لعودة العلاقات الطبيعية مع دول المنطقة على امل ان يعمل الرئيس المنتخب على وقف تدخل ايران وحزب الله في الدول العربية وفي المعارك السورية والعمل على ان يتحول الحزب الى عنصر ايجابي في النسيج السياسي اللبناني لا سببا في اشعال نار الازمات ونقلها الى لبنان".

 

منصور ردا على فتفت : نفاق وانحدار اخلاقي يعكس حقيقة قائله

وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لوزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور ما يلي :"ورد كلام على لسان النائب أحمد فتفت، بتصريح له على قناة الـ LBCI مساء أمس الإثنين بأنه " لا يوجد وزير خارجية في لبنان بل وزير عميل". إن المكتب الإعلامي للوزير منصور يعتبر أن هذا الكلام ينضح من أخلاقِ مفتفتة مع فنجان شاي ذات حرب في تموز مع العدو الإسرائيلي، إختصرت كل صفات العمالة الملعونة والخيانة الموصوفة بالعار.واللبنانيون الذين درسوا في الجامعات البلجيكية في زمن ما يعرفون من كان يتجسس عليهم، وينقل عنهم المعلومات وهو يختبئ بغطاء حركةالتحرر الوطني.أما تصريحاته الشهيرة ومديحه المنافق للذين يعارضهم اليوم ويستعديهم لخير دليل على النفاق والإنحدار الأخلاقي الذي يعكس حقيقة قائله". ورأى "إن هذه التصريحات تأتي في إطار الجوقة اليومية الإعلامية والسياسية التي تتناول الوزير منصور شخصيا، تزيده تمسكا بالثوابت الوطنية والقومية في وجه زمرة المنافقين الذين يميلون مع كل ريح".

 

فتفت : نرفض التعليق على ما ورد في بيان مكتب وزير الخارجية

وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي للنائب أحمد فتفت اليوم الاتي :"رفض النائب الدكتور أحمد فتفت التعليق على ما ورد في بيان مكتب المدعو وزير الخارجية نظرا لترداده لكثير من النفاق المتداول والمفتر وبإعتبار أن تاريخ النائب فتفت السياسي يشرف هؤلاء الصغار ومن وراءهم".

 

زهرا: مطالب 14 آذار محقة وتشكل الحد الأدنى لاعادة بناء الدولة

وطنية - اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا في حديث لاذاعة "صوت لبنان - الحرية والكرامة" ان "مطالب 14 آذار في المذكرة التي سترفعها إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم منطقية ومحقة، وتشكل الحد الأدنى المطلوب لانعاش الأمل باعادة بناء الدولة. وقال :"أضعف الإيمان أن تقوم القوى المؤمنة بسيادة لبنان ومشروع الدولة بهذه المطالبات الواقعية والمنطقية جدا والتي دون تحقيقها لا أمل للدولة أن يكون لها دورها المرجعي على الأراضي اللبنانية"، مشددا "على أننا أصحاب الحق وقوى 14 آذار بغض النظر عن الانتخابات تعبر عن تطلعات غالبية ساحقة من اللبنانيين الذين يريدون الدولة."

 

بيريز يؤيد تسليح المعارضة السورية

المركزية- ألقى الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بثقله خلف خطط الولايات المتحدة الاميركية لتسليح مقاتلي المعارضة السورية، مقللا من شأن المخاوف التي تتحدث عن امكان استخدام تلك الاسلحة يوما ما ضد اسرائيل.

ورفض بيريز فكرة ان اسرائيل قد توجه ضربة عسكرية بشكل منفرد الى منشآت ايران النووية، وحث الفلسطينيين والاسرائيليين على الاسراع بإقامة السلام.

 

هآرتس: إنتخاب روحاني أثر على امكانية ضرب ايران

المركزية- أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إلى أن "إنتخاب حسن روحاني لرئاسة إيران، والمعروف باعتداله، ترك تأثيراً مباشراً على مخططات حكومة بنيامين نتانياهو التي كانت تستعد لتوجيه ضربة عسكرية هذا الصيف للمشروع النووي الإيراني، ولن تستطيع تجنيد موقف دولي لدعم هذا التوجه، خصوصا بعد الترحيب الأوروبي والأميركي بفوز روحاني، وسيتطلب الأمر لهذه الدول شهورا عدة لمعرفة طبيعة ومدى التغيير الذي أحدثه انتخاب روحاني". وأضافت الصحيفة، أن "زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إسرائيل اخيرا حملت تفاهما مع نتنياهو فيما يخص المشروع النووي إلايراني، فقد اتفق الجانبان على انتظار الانتخابات الإيرانية وما ستحمله من نتائج، وهذا ما يفسر تراجع الخطاب الإعلامي للحكومة الإسرائيلية ولو نسبيا خلال هذه الفترة ضد الخطر النووي الإيراني، ويبدو أن حكومة نتانياهو ستكون محرجة أكثر خلال الشهور المقبلة في الحديث عن الخطر الداهم والقريب للنووي الإيراني.

 

"الريـاض": رد الخليج على حزب الله يجب أن يكون موجعا على قدر الفعل

المركزية- أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى ان "الرد الخليجي على استفزازات حزب الله المتكررة منذ سنوات اتسم برد الفعل أكثر من المبادرة للفعل، مضيفة ان "هناك الكثير من الأحداث التي تدخل بها الحزب في الدول الخليجية والتي نعرفها لكن بعض الدول الخليجية آلت أن تبقيها قيد الكتمان، وطالبنا سابقاً برد قوي على الحزب لكن الخليجيين دائماً ما يأخذون الطريق الدبلوماسي وحفاظاً على وحدة لبنان وحساسية طوائفه والتي لا يعتد الحزب بها، لكن بعد الإجرام الخامنئي في القصير وسوريا فقد بلغ السيل الزبى، والرد الخليجي يجب أن يكون حازماً منسقاً وموجعاً على قدر الفعل"، لافتةً إلى ان "الجميع يعلم أن للحزب بعض الخلايا النائمة والداعمة والمصالح في الخليج لذلك يجب وقف الدعم العملياتي وخنق التمويل المالي والمعنوي للحزب في دول الخليج، وذلك بعدة خطوات منها إعلان الجناح العسكري للحزب منظمة إرهابية وطرد الأشخاص الداعمين مالياً أو المنتسبين للحزب من الخليج، وزيادة التنسيق الأمني بين دول الخليج لكشف الخلايا النائمة ومحاكمة وطرد من يثبت ارتباطه بالحزب الإرهابي، فيجب فرض عقوبات مالية شاملة على الحزب وذلك بإيقاف جميع التعاملات والتحويلات سواء المباشرة أو غير المباشرة مع الحزب وشركاته سواء الشركات المعلنة أو الخفية واجهات الحزب المالية". كما شددت على انه "يجب على الخليجيين إيقاف التعامل مع أي شركة من أي جنسية كانت تتعامل مع شركات الحزب سواء من خلال مشاريع أو شراكة أو تمويل أو غطاء مالي أو تأمين أو عمليات مالية أخرى ويجب وضع قائمة سوداء بكل أسماء شركات وأشخاص حزب الله والداعمين له ووضع مقاطعة شاملة لهم وتعميم هذه القائمة على الشركات العالمية التي تتعامل مع الخليجيين للاختيار إما التعامل مع الخليجيين أو شركات حزب الله، ومنع تنقل أو سفر أو دخول أي أفراد أو داعمين لحزب الله لأي دولة خليجية حتى الترانزيت، ومصادرة أي أموال يثبت توجهها من أو إلى إحدى جهات الحزب أو منتسبيه، ومنع التعامل مع إي وسيلة إعلامية تساند الحزب الإرهابي سواء تراخيص أو إعلانات أو غيرها وهذا اقل ما يقال عن وسائل إعلامية لبنانية تفتقد لأي حس إنساني وطني بل إن احد الصحف اللبنانية قبل أيام تبرر للجيش السوري قصفه لبلدة لبنانية".

 

اليونان تتريث في زيارة وزير خارجيتها لبيروت الى ما بعد تسـلمها رئاسة الاتحاد الاوروبــي

المركزية- طرح ارجاء وزير خارجية اليونان ديميتريوس افراموبوليس زيارته للبنان التي كانت مقررة امس، من دون اسباب موجبة والاكتفاء بربطه بالتطورات في بلاده اكثر من سؤال حول الاهداف الحقيقية الكامنة خلف القرار اليوناني وما اذا كانت متصلة بالوضع الامني في المنطقة عموما ولبنان خصوصا ام لسبب لا يرغب الزائر في الإفصاح عنه. ومع ان افراموبوليس ابلغ وزير الخارجية عدنان منصور في اتصال هاتفي عزمه زيارة بيروت اوائل تموز المقبل في الوقت الذي يحدده منصور من دون اعلان خلفيات الارجاء، فان مصادر دبلوماسية عليمة اكدت لـ"المركزية" ان السلطات اليونانية فضلت ارجاء الزيارة الى شهر تموز لتتخذ طابعا اوروبيا عاما لا يونانيا فقط، باعتبار ان اليونان ستتسلم اعتبارا من مطلع الشهر الجاري رئاسة الاتحاد الاوروبي على مدى ستة أشهر، بما يمكن الوزير الضيف من عرض وجهة نظر اوروبا للوضع اللبناني ونقل حصيلة مشاوراته الى الدول المنضوية تحت لواء الاتحاد الاوروبي. واوضحت المصادر ان الزيارة اليونانية، الى جانب طابعها الاستطلاعي تتخذ منحى سياسيا وموقفا اوروبيا داعما للمواقف الرئاسية اللبنانية لا سيما ما يتصل منها بالسياسة الخارجية للدولة، اذ ان افراموبوليس سيبلغ الرئيس ميشال سليمان تأييد ودعم دول اوروبا لمواقفه ومساندته بعدما اثبت حياد الدولة ونأيها عن الصراع السوري على رغم انخراط اطراف سياسية اساسية فيه وتمكن من عزلها عن المواقف المتطرفة لهذه الاطراف.

 

دول عربية وإقليمية تحشد عسكريا في تركيا لتشـــكيل قوة مشتركة تنتشر في سوريا

المركزية- لا تعكس نتائج المؤتمرات والقمم الدولية والعربية الموزعة في دول العالم لمناقشة الأزمة السورية سوى الوجه الخفي للانقسام الحاد بين معسكري دول الغرب المناهضة لمحور الممانعة وتتزعمها الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول المؤيدة والمساندة برئاسة روسيا، وقد انسحب الانقسام بدوره على قمة الثماني المنعقدة في إيرلندا الشمالية التي أظهرت نتائج مداولاتها بوضوح مدى الشرخ السياسي حول الملفات الساخنة وأبرزها ملف سوريا والانقسام العمودي بين روسيا والعرب في شأن كيفية التعامل مع الوضع في سوريا وذهبت مصادر دبلوماسية الى حدود توقع صدور إعلان في شأن سوريا من دون روسيا، بعدما كان الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين اختلفا على الملف السوري اثناء لقاء وصف بالفاتر في قمة الثماني واقر بوتين ان موسكو وواشنطن لديهما آراء مختلفة في شأن سوريا لكنهما اتفقتا على ان إراقة الدماء يجب ان تتوقف وانه ينبغي تشجيع الأطراف المتحاربة على التفاوض. وفي المقابل لا تبدو الدول العربية بعيدة عن المناخ الدولي المتصل بالأزمة السورية، فبعد ترحيب جامعة الدول العربية بدعوة الرئيس المصري محمد مرسي لعقد قمة عربية مصغرة في شأن سوريا، مطالباً مجلس الأمن بإصدار قرار يحظر الطيران فوق سوريا ومعلناً قطع العلاقات مع النظام السوري، كشفت مصادر دبلوماسية عربية واسعة الإطلاع لـ"المركزية" عن بدء البحث الفعلي على أعلى المستويات لاتخاذ قرار حازم يقضي بإرسال عدد من الدول العربية المعنية بالأزمة، لا سيما مصر وقطر والأردن وتركيا والسعودية قوات مسلحة لتشكيل قوة مشتركة تكون جاهزة للتدخل فور اتخاذ القرار بنشرها في سوريا إذا ما تم الاتفاق على ذلك لضبط الوضع الأمني وفرض الاستقرار على غرار ما هو معمول به في عدد من دول العالم التي تشهد اضطرابات أمنية. وأوضحت المصادر أن التعليمات أعطيت للمعنيين في هذه الدول بإرسال قوات بقيادة مسؤولين كبار الى تركيا في وقت غير بعيد، مشيرة الى ان القرار العربي اتخذ اثر جولة مشاورات بين الدول المُشار اليها بعدما لم تفلح كل الاتصالات التي جرت مع النظام السوري في التوصل الى حل للأزمة السورية ولم تتمكن المفاوضات الجارية على أعلى المستويات الدولية من وقف حمام الدم المستمر منذ أكثر من عامين.

 

مذكرة "الخروق" من الرئاسة الى مجلس الأمن مباشـرة و"الخارجية" تعتبرها تبليغاً لا شكوى و"حزب الله" "لا تعليـق"

قلق أوروبي على الوضع اللبناني وأمن صيدا يهتز مجدداً

المركزية- فرضت المذكرة الموجهة مباشرة من الرئاسة اللبنانية الى أعلى المنابر الدولية متضمنة سلسلة الخروقات السورية للسيادة اللبنانية من الاطراف المتصارعة في سوريا، نفسها على واجهة الحدث اللبناني المتخم بالتطورات المتسارعة سياسياً وأمنياً، في ضوء استدعاء الرئيس سليمان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي لتسليمه المذكرة تمهيداً لرفعها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتوزيعها، بوصفها وثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن. الحق الدستوري: وابعد من المذكرة بذاتها، وفق ما اعتبرت مصادر سياسية مطلعة انها جاءت في توقيت سياسي دقيق ولم تسلك القنوات الدبلوماسية المفترضة بعدما تبين ان وزير الخارجية والمغتربين لم يلب الطلب الرئاسي المتكرر، على رغم ان الخروقات السورية التي طالت عمق البلدات اللبنانية وتسببت بسقوط قتلى وجرحى، معللاً التلكؤ بالظروف الأمنية الخطيرة والوضع المتفجر والانقسام الخطير ومجموعة قضايا أخرى إقليمية داعياً لى معالجتها بحكمة وتعقل وعدم تصفية الحسابات لتلبية مطالب جهة معينة، باعتبار ان هذا المسلك سؤثر على لبنان بحسب تعبير الوزير منصور.

وأكدت ان رئيس الجمهورية استخدم حقه الدستوري في مخاطبة العالم والتحدث المباشر باسم الدولة اللبنانية، ملاحظة ان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ينأى بنفسه عن هذا الملف متجنباً الاصطدام مع اي فريق سياسي.

تبليغ لا شكوى: وفي حين رفضت مصادر وزير الخارجية التعليق على إرسال المذكرة، اكتفت بالقول لـ"المركزية" انها ليست شكوى بل رسالة تبليغ على غرار الرسالة التي بعث بها مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجفعري اثر كشف باخرة "لطف الله"2، التي لم تتخذ آنذاك طابع الشكوى.

مذكرة 14 آذار: وتزامنت المذكرة الرئاسية مع تسليم وفد قوى 14 آذار الرئيس سليمان نص المذكرة المتضمنة رؤية هذه القوى للواقع الراهن على الساحة اللبنانية والانعكاسات المتأتية من الأزمة السورية في الداخل اللبناني والداخل السوري وتتمنت المذكرة على الرئيس سليمان الطلب الى "حزب الله" الانسحاب الفوري والكامل من القتال في سوريا، نشر الجيش اللبناني على طول الحدود الشمالية والشرقية وطلب مؤازرة اليونيفيل، إعمال حكمة وشجاعة رئيس الجمهورية لانقاذ لبنان والعمل على قيام حكومة تتبع نهج الحياد والانحياز للمصلحة الوطنية العليا، ويكون إعلان بعبدا في برنامجها.

وأعلن سليمان بعد استلامه المذكرة أهمية المصالحة والحوار وتلاقي اللبنانيين ليتجاوز الوطن المحن والتحديات التي يواجهها لافتاً الى روح التعاون التي يجب أن تسود. ووصف عضو وفد 14 آذار النائب عمار حوري اللقاء مع الرئيس بالممتاز جداً، مؤكداً ان سليمان أبلغ الوفد ان المذكرة تعبر عن هواجسه. وحاولت "المركزية" استطلاع رأي "حزب الله" في المذكرة، إلا ان أياً من وزرائه او نوابه لم يعلق واكتفى وزير الدولة لشؤون التمنية الإدارية محمد فنيش بالقول "لا تعليق".

قلق أوروبي: وسط هذه الأجواء، اعربت مصادر دبلوماسية عن قلقها البالغ من المسار الذي تسلكه الأمور في لبنان، مؤكدة أن زيارة الممثل السامي للشؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لبيروت تعكس مدى القلق الأوروبي من إمكان تدهور الوضع الى الأسوأ وسط تنامي المخاوف من اتساع رقعة تداعيات الأزمة السورية على الساحة اللبنانية بعد انخراط أفرقاء سياسيين في الصراع الداخلي السوري مباشرة. وأكدت ان اشتون ليست الزائرة الأولى أوروبياً ولن تكون الأخيرة، إذ من المتوقع ان تتوالى زيارات المسؤولين الأوروبيين الى لبنان لاستطلاع الأوضاع فيه ومساندة رئيس الجمهورية في مواقفه لا سيما لجهة التزام سياسة النأي بالنفس واحترام إعلان بعبدا. وأكدت المصادر ان وزير خارجية اليونان الذي أرجأ زيارته لبيروت مطلع تموز ليحضر بالصفة الأوروبية الرئاسية، باعتبار ان بلاده ستتسلم رئاسة الاتحاد الاوروبي اعتباراً من مطلع تموز على مدى ستة أشهر، سينقل مواقف داعمة ومؤيدة لسياسة الدولة اللبنانية الرسمية.

جولة اشتون: وكانت اشتون جالت اليوم على كبار المسؤولين فزارت قصر بعبدا وعين التينة بعدما اجتمعت مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي أولم على شرفها مساء أمس، وجالت في مركز مؤسسة "عامل" في حارة حريك الذي يضم أطفالاً لاجئين من سوريا، ثم توجهت الى الناقورة متفقدة والتقت قائد القوات الدولية الجنرال باولو سييرا. وفي ما الغت المسوؤلة الاوروبية موعدها مع وزير الخارجية "لضيق الوقت" أكدت في بيان دعم سياسة النأي بالنفس المكرسة في اعلان بعبدا، داعية جميع الأطراف الى التقيد بها واعتبرت ان تخفيف التوترات هو أولوية، مؤكدة دعم الجيش اللبناني وجهوده لتوفير الأمن وحماية الحدود والمحافظة على الهدوء.

الدستوري: على خط آخر، وكما كان متوقعاً فإن جلسة المجلس الدستوري الثالثة لم تنعقد بفعل غياب الأعضاء الثلاثة، ليبقى مصير المراجعتين المقدمتين من الرئيس سليمان وتكتل التغيير والإصلاح من دون أفق. علماً ان عدم اكتمال النصاب في الجلسة المقبلة والمقررة في 21 الجاري وهو اليوم الخامس عشر والأخير الذي يمكن ان يقدم فيه المجلس الدستوري رأيه، يجعل قانون التمديد نافذاً مع الإشارة الى ان نهاية ولاية مجلس النواب هي بعد غد الخميس في 20 حزيران.

والقرار المجلسي سينعكس حكماً على مناخ التشكيل الحكومي حيث يستكمل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام مشاوراته لتقريب المسافات، الا ان حصيلة المشاورات لا توحي حتى الساعة بتليين في المواقف خصوصاً مع فريق 8 آذار الذي أصابته ضربة الدستوري في الصميم عطلت مساعي عقد لقاء بين مكوناته لترتيب الأولويات والتوافق على موقف حكومي موحد، في حين تتمسك قوى 14 آذار بحكومة حيادية غير سياسية بيانها الوزاري إعلان بعبدا والنأي بالنفس، وتؤكد أوساطها ان حزب الله وفي حال عاد الى "رشده" اللبناني وقرر الانسحاب من سوريا، عليه اعلان التزام سياسة النأي بالنفس، وممارستها فعلاً لا قولاً للعودة الى كنف حكومة لبنان، وإلا فما نفع العودة الى حكومة الحصانين طالما ان خيار الحزب السياسي واضح ويتناقض تماماً مع خيارنا اللبناني.

أمن صيدا: وفي الهم الأمني تجاوزت بعلبك ومحيطها وصولاً الى عرسال مشاريع التوتير الى ان انفجرت بعد ظهر اليوم في عبرا بين المسلحين المحيطين بمركز الشيخ احمد الأسير ومقاتلي "حزب الله" من سرايا المقاومة استخدمت فيها مختلف انواع الأسلحة الرشاشة، وسمعت أصوات انفجارات متقطعة. وقالت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان الجيش تلقى أوامر صارمة بوقف القتال فوراً ومنع الظهور المسلح بشكل نهائي والسعي الى تهدئة الأجواء مع القيادات الصيداوية المؤثرة.

 

""الدسـتوري" سـقط بعد دخول الســياســة اليـه"/فنيش: نقدر صبر اهلنا في البقاع ونطالب بتسليم القتلة

المركزية- اكد وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش لـ"المركزية" ان "حزب الله يتعامل مع جريمة "وادي رافق" من منطلق الحرص والحكمة على عدم استدراج المنطقة الى فتنة مذهبية، بينما يدفع البعض البلد كله والمنطقة كلها في اتجاه هذه الفتنة لحسابات تتعلق بالمشروع الاميركي -الصهيوني – التكفيري"، وتابع:" هناك ظلم بحق اناس قتلوا باجرام ومن كان حريصاً على الاستقرار ان يبادر الى تسليم القتلة وتحويلهم الى القضاء لنيل عقوبتهم لانها جريمة موصوفة وتهدف الى اثارة الفتنة وتهديد الاستقرار واستدراج البلد الى حروب داخلية". واكد ان "حزب الله لا يتعاطى بطريقة غرائزية ويقدر صبر الناس واولياء القتلة ووعيهم وتحمّلهم وحرص هو وحركة امل وفاعليات المنطقة على تهدئة الامور وإبقاء الموقف في اطار المصلحة الوطنية رغم الالم وخصوصية المنطقة ووضعها. وحتى الآن نجحنا في إبقاء حالة الهدوء ونطالب بقيام الدولة ومؤسساتها بواجبها بأقصى سرعة". وعن تطيير نصاب الجلسة الثالثة للمجلس الدستوري صباح اليوم ومصير الطعنين المقدمين في ولاية مجلس النواب الممدة، اكتفى فنيش بالقول: "لم يعد هناك مجلس دستوري بعد دخول السياسة اليه". في سياق آخر رفض فنيش التعليق على تسليم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، مذكرة بالخروق والاعتداءات ضد الاراضي اللبنانية من الاطراف المتصارعة في سوريا كافة، وتسلم الرئيس سليمان مذكرة قوى 14 آذار ضد تدخل حزب الله في سوريا.

 

حوري: "مذكرة "14 آذار" تُعبّر عن هواجس سليمان

المركزية- بعدما سلّمت قوى "14 آذار" مذكرة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تتضمن رؤيتها للواقع الراهن على الساحة اللبنانية والانعكاسات المتأتية من الازمة السورية، وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري الذي شارك ضمن وفد نواب "14 آذار" في اللقاء مع رئيس الجمهورية بالـ "ممتاز جداً"، لافتاً الى ان "الرئيس سليمان ابلغنا ان المذكرة تُعبّر عن هواجسه". واوضح لـ "المركزية" ان "الرئيس سليمان عوّدنا على المواقف السيادية والوطنية، وهو وعدنا بمتابعة هذه المذكرة". واذ اكد رداً على سؤال اننا "نعوّل على مواقف رئيس الجمهورية"، كشف حوري اننا "سنرفع نسخة من المذكرة قريباً جداً الى الجامعة العربية والامم المتحدة".

 

هل يصبح فضل شاكر مطلوباً للقضاء؟ لا موقوفون في محـاولة اغتيال حمود

المركزية- أقدم مجهولون على تمزيق صورة للفنان المعتزل فضل شاكر كانت مرفوعة على الكورنيش البحري في صيدا ومذيلة بعبارة أسد السنة، بعد مضي اقل من 24 ساعة على رفعها من قبل اصحاب المقاهي على الكورنيش. وفي هذا السياق، اشارت مصادر أمنية لـ"المركزية" واكبت التحقيقات الجارية في محاولة اغتيال إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود أن الأجهزة الأمنية تدرس امكان ملاحقة شاكرعلى خلفية رفضه المثول أمام السلطات الأمنية المعنية للتحقيق معه في تهديده الشيخ حمود في اتصال أجراه به بعد محاولة الاغتيال اضافة الى ملاحقة شقيقه محمد شمندر وثلاثة آخرين هم: يوسف معنية، شادي السوسي، والفلسطيني وليد البلبيسي، بسبب تمنعهم عن الامتثال أمام الاجهزة الأمنية للاستماع إلى أقوالهم للاشتباه بهم في محاولة اغتيال حمود، مشيرة الى عدم وجود موقوفين في محاولة اغتيال حمود، وأن صاحب السيارة التي استخدمت في محاولة الاغتيال ترك حراً بعد الاستماع الى إفادته، بعدما تبيّن انها مسروقة وكان ابلغ قوى الأمن بسرقتها واحتفظ بمحضر في هذا الخصوص. ولفتت المصادر الى أن استدعاء شقيق الفنان شاكر وثلاثة آخرين لم يكن بناء لصدور مذكرات توقيف في حقهم وإنما للتحقيق معهم للاشتباه في اشتراكهم في محاولة الاغتيال، لكن عدم حضورهم على رغم تكرار الدعوة ترك أكثر من سؤال.

 

ميقاتي: ندعو المجتمع الدولي الى التعاون لتقاسم أعباء زهاء مليون نازح سوري و80 ألف فلسطيني و49 ألف لبناني كانوا في سوريا

وطنية - جدد رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي دعوة المجتمع الدولي الى "التعاون مع لبنان لتقاسم الأعباء الناتجة من تزايد أعداد النازحين السوريين الى لبنان". وشدد على "ضرورة وضع معايير على الوافدين الجدد بحيث يسمح بالدخول الى لبنان للذين تنطبق عليهم صفة اللاجئ، إضافة الى تحسين شروط وقدرات استيعاب اللاجئين داخل سوريا من المنظمات الدولية الناشطة وحض الدول على الإيفاء بالالتزامات المالية التي تعهدت تقديمها في قمة الكويت وعدم الاكتفاء فقط بتوجيه المساعدات الى المنظمات الإنسانية المعنية، بل أيضا مساعدة الحكومة اللبنانية مباشرة وخصوصا في مجالي الصحة والتعليم". ولفت الى "أننا وصلنا إلى نقطة معينة بات فيها الصراع المستمر في سوريا يؤثر على الاستقرار في لبنان وعلى السلم الأهلي فيه وعلى الوضع الاجتماعي عموما". وكان الرئيس ميقاتي رعى، قبل ظهر اليوم في السرايا، مؤتمرا لمناقشة خطة الحكومة اللبنانية لمواجهة أزمة النازحين السوريين بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والجمعيات الدولية غير الحكومية، في حضور وزيري الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل أبو فاعور والتربية والتعليم العالي حسان دياب، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين نينت كيلي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي روبرت واتكنز، سفراء دول الاتحاد الاوروبي في لبنان، إضافة الى سفراء كل من: الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا، روسيا، كندا، اوستراليا، الصين، كوريا، اليابان، تركيا، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، مصر، الكويت وممثلين لمنظمات الاغاثة الدولية.

ميقاتي

افتتح الرئيس ميقاتي المؤتمر بكلمة قال فيها: "لدينا اليوم خطة جديدة للعام 2013 بعدما زاد عدد النازحين السورين الى الدول المحيطة بسوريا وخصوصا الى لبنان، وإننا من ناحيتنا استمررنا على الوتيرة نفسها باستقبال النازحين وتوفير كل المتطلبات الضرورية لهم، على رغم الأعباء الكبيرة التي تفرضها علينا وعلى البنى التحتية اللبنانية وعلى الاقتصاد اللبناني. ولكن الأهم اليوم أننا وصلنا إلى نقطة معينة بات فيها الصراع المستمر في سوريا يؤثر على الاستقرار في لبنان وعلى السلم الأهلي فيه وعلى الوضع الاجتماعي عموما". أضاف: "إن الدراسة التي بين أيدينا اليوم والتي نطلقها من هنا هي نتيجة جهد مشترك من الحكومة اللبنانية والهيئات الدولية المعنية وتلحظ كل المتطلبات الانسانية الاساسية لزهاء مليون نازح سوري في لبنان، وثمانين ألف لاجئ فلسطيني مقيم في سوريا ونزح إلى لبنان، وزهاء 49 ألف لبناني يقيمون في سوريا وعادوا قسرا الى لبنان، إضافة إلى ذلك فان الدراسة تلحظ وجود مليون و200 الف شخص يستقبلون النازحين السوريين وما يتوجب على ذلك من التزامات أيضا". وتابع: إننا بازاء هذا الواقع، ندعو المجتمع الدولي مجددا الى التجاوب معنا في تقاسم الأعباء الناتجة من تزايد اعداد النازحين الى لبنان ووضع معايير على الوافدين الجدد بحيث يسمح بالدخول الى لبنان للذين تنطبق عليهم صفة اللاجئ، وتحسين شروط وقدرات استيعاب اللاجئين داخل سوريا من المنظمات الدولية الناشطة وحض الدول على الإيفاء بالالتزامات المالية التي تعهدت تقديمها في قمة الكويت وعدم الاكتفاء فقط بتوجيه المساعدات الى المنظمات الإنسانية المعنية بل أيضا مساعدة الحكومة اللبنانية مباشرة وخصوصا في مجالي الصحة والتعليم".

غوتيريس

من ناحيته، قال غوتريس: "انه لشرف كبير أن أكون هنا اليوم لكي نناقش معكم خطط الاستجابة الإقليمية لدعم النازحين السوريين، ونتعاون وإياكم لمعالجة التحديات الذي يواجهها لبنان في ما يتعلق بتزايد إعداد اللاجئين السوريين الذين يتوافدون اليه. لا شك ان الأزمة السورية هي من اكبر الأزمات الإنسانية منذ الحرب الباردة، ولكنها الأخطر، كما اعتقد، وهناك خطر في ان تنسحب هذه الأزمة على دول أخرى. اننا بحاجة إلى دعم كبير جدا للاجئين السوريين وأيضا للمجتمعات المضيفة التي تتقاسم مع اللاجئين والنازحين السورين مواردها المحدودة. وهناك أيضا مشكلة أساسية تتعلق بالمنافسة على فرص العمل مع تدني الأجور ووجود آثار سلبية على الحياة اليومية للمجتمعات اللبنانية التي تستضيف النازحين". واضاف: "نحن لا نتحدث فقط عن دعم المجتمعات المحلية ولا عن اللاجئين فقط، بل ايضا عن الدعم الدولي الضروري لمجموع الدول التي تواجه هذه الأزمة، وعلينا ان نعمل جاهدين لعدم السماح بانسحاب الأزمة السورية على الدول العربية الأخرى. إن لبنان يواجه الأخطار أكثر من غيره، لذلك نطلب دعمه ليواجه هذه التحديات، ونتحدث هنا عن التضامن والكرم والمصلحة الشخصية للجميع، ونحن ملتزمون العمل جنبا الى جنب مع الحكومة اللبنانية لتسهيل الآليات اللازمة للتأكد من انه يمكننا ترجمة دعم المجتمع الدولي، لكي يكون لدينا تأثير كبير على حياة اللاجئين وأيضا السكان اللبنانيين الذين كانوا كرماء مع اللاجئين السوريين".

أبو فاعور

وقال الوزير أبو فاعور: "شكرا للمساعدات المقدمة حتى اللحظة من كل الدول الصديقة التي هبت وساعدت لبنان في هذه القضية وفي هذه المرحلة الصعبة، بالإذن من دولة الرئيس، أجد نفسي ملزما تكرار اللاءات التي ألتزمتها الحكومة اللبنانية وهي: لا إقفال للحدود، لا ترحيل ولا تسليم لأي نازح. المسؤولية هي مسؤولية إنسانية، صحيح هي مسؤولية اخلاقية ولكن هي ايضا مسؤولية أخوية في لبنان ومن الشعب اللبناني تجاه الشعب السوري. إن الذي يحصل كان في البداية عملية نزوح ربما هربا من القتل والدمار، وما بات يحصل اليوم بات أمرا مختلفا كليا فالذي يحصل اليوم هو، وبحسب إدعائي، عملية تهجير منظمة للشعب السوري، تهجير منظم على خلفيات طائفية أو سياسية، ما يقود الى إستنتاج واحد وحيد هو أن عملية النزوح أو التهجير ستزداد، وكذلك الأعباء على لبنان ستزداد والمسؤولية بالتأكيد. كما قلت، من النواحي الاخلاقية والانسانية والأخوية هي مسؤولية لبنانية لكنها ايضا مسؤولية عربية ودولية". أضاف: "الترحال السياسي على المحنة السورية من "جنيف واحد" الى "جنيف 2" وغيره من المحطات قد لا ينتهي ربما، ولا أعرف كم من الشعب السوري عليه أن يموت قبل أن نصل الى جنيف ما، ولا أعرف ما سيكون رقم "هذا الجنيف" قبل أن تحسم العدالة الدولية موقفها ورأيها بوقف ما يحصل. ما يعنينا بشكل أساسي هو أن لبنان تجاوز قدرة الإحتمال أو الإستيعاب لقضية النازحين السوريين وتجاوز الخط الأحمر في هذا الأمر الذي لم يعد مرتبطا فقط بالنازح السوري بل ايضا بإستقرار لبنان، وسأورد بعض الأمثلة والمعطيات للدلالة على حجم الأزمة وبالتأكيد ليس لكي يظن بعض دعاة العنصرية في لبنان أن منطقهم قد إنتصر أو فكرهم قد ساد، أورد هذه الأمثلة فقط من باب معرفة عما نتحدث". وتابع: "بحسب إحصاءات الأمن العام هناك مليون ومئتا ألف مواطن سوري موجودون في لبنان بين نازح ومقيم وعامل من ضمن العمالة التاريخية السورية الموجودة في لبنان، وإذا أضيفت هذه الأعداد الى أعداد أخرى من نازحين آخرين فلسطينيين اضطروا الى البقاء داخل لبنان نتيجة العداونية والعنصرية والاحتلال الاسرائيلي، إذا قمنا بإجراء عملية حسابية ومقارنة نسبية يكون الأمر كمثل القول ان هناك 93 مليون شخص جديد سيدخلون الى الولايات المتحدة الأميركية أو إن 43 مليون شخص جديد سيدخلون الى روسيا أو 22 مليون شخص جديد قد يدخلون الى تركيا. اختيار هذه الدول عشوائي ولا أقصد منه أي أمر على الإطلاق، ولكن قلته لمعرفة حجم الضغوط التي يمكن أن يشكلها هذا النزوح على أي دولة قد تتعرض لعملية مشابهة". وقال: "في المقابل، فان حجم المساعدات التي قدمت الى الدولة اللبنانية وهي ليست للدولة بل للمنظمات الدولية العاملة في لبنان في إطار إغاثة النازحين السوريين، وصلت نسبتها الى 19 في المئة من حجم النداء الذي تم توجيهه ومن حجم الحاجات الفعلية، ما يعني أنه من أصل مبلغ مليار و700 مليون دولار ملحوظة في الخطة المشتركة للحكومة اللبنانية والمنظمات الدولية، حصل لبنان والمنظمات الدولية العاملة في لبنان حتى الآن على 19 في المئة من الحاجات وهذه الخطة يفترض أن تكون حتى شهر كانون الأول المقبل".

واضاف: "لم تصل أي مساعدة الى وزارة الصحة اللبنانية والأمر ليس ان الوزارة تريد الحصول على أموال كي تتصرف فيها كيفما تشاء، ولكن المستشفيات في لبنان مكتظة بالجرحى والمرضى وقد حذر وزير الصحة في اكثر من مناسبة من كارثة قد تلحق بنظامنا الصحي وبالمستشفيات بسبب النقص الحاد في الأسرة في المستشفيات خصوصا أسرة العناية الفائقة المكتظة في هذه المرحلة. في النظام الصحي ايضا، عاد لبنان ليسجل اصابات لحالات شلل الاطفال بعدما كان سبق ان أعلن أنه خال من مرض شلل الاطفال منذ أوائل تسعينات القرن الماضي، وسجلت اصابات جديدة بمرض السل وكان لبنان أعلن ان هذا المرض أصبح تحت السيطرة. على مستويات اخرى زيادة الطلب على الخبز فالدولة اللبنانية لا تستطيع أن تستمر في دعم الطحين لأن هناك زيادة في من يتقاسمون الرغيف مع المواطن اللبناني. هناك ايضا زيادة الخطر على الثروة النباتية والحيوانية في لبنان نتيجة إنهيار نظام الرقابة والأمن في سوريا مما سبب تهريب وتدفق كم هائل من المواشي غير الملقحة والمريضة الى لبنان ونتيجة هذا الامر زادت الأمراض ومنها أمراض جديدة او كانت تحت السيطرة".

وقال: أذكر ان الاحصاءات تؤكد أن 84 في المئة من الامراض المكتشفة لدى المزارعين اللبنانيين تعود الى مرض الحمى القلاعية الذي كان تحت السيطرة في لبنان اضافة الى امراض جديدة لم تكن معروفة منها امراض الجرب المعدية للحيوانات ومرض الجدري المنتشر، وهناك معلومات واحصاءات لدى منظمة "الفاو" ان هناك اعدادا كبيرة من الأبقار المريضة يتم تهربيها الى لبنان.

أذكر هذه الأمور ليس لاقول إن لبنان يتبرأ أو يتهرب من مسؤوليته تجاه النازحين السوريين بل فقط كي اقول إن هناك خطورة فعلية على الوضع الداخلي اللبناني وعلى النازح السوري وعلى المواطن اللبناني وعلى الاستقرار في لبنان". واضاف: "لا يفوتني إلا أن أشيد بالمبادرة الالمانية والتي أعلنت بموجبها الدولة الالمانية عن رغبتها في إستضافة خمسة الآف نازح سوري من لبنان الى المانيا، وهي استضافة طوعية وليست على قاعدة الترحيل. ونحن نعمل مع المفوضية العليا للاجئين ومع الجانب الالماني على وضع المعايير التي نصر على أن تكون معايير لاطائفية وإنسانية وبحسبالحاجة. وآمل من الكثير من الاصدقاء والدول أن يحذوا حذو الدولة الالمانية في هذه المبادرة. نحن كدولة لبنانية لا نعفي أنفسنا من المسؤولية، على رغم الجهد الكبير الذي يقوم به فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء، والارباك السياسي اللبناني أعاق إتخاذ الكثير من الاجراءات التي كان يمكن أن تعفينا من الكثير من الاخطار، ولكن هذا نتيجة الانقسام في لبنان. لقد عدد دولة الرئيس ميقاتي مجموعة خطوات ستتخذها الدولة اللبنانية، لبنان يحتاج الى المساعدة ، لبنان لا يتذمر ولا يتبرم، ولكن لبنان يجب الا يذل على اعتاب أحد مع الشكر والتقدير والعرفان لكل ما تم تقديمه من مساعدات سخية من الدول العربية والدول الصديقة. ولكن هذا الامر لا يزال دون الحاجات. بإختصار سوريا في محنة ولبنان في خطر والخطر على لبنان سيستمر ما استمرت هذه المحنة في سوريا. محنة سوريا ستنتهي بصبر الشعب السوري وسيكتب للشعبين السوري واللبناني انهما في هذه المرحلة الحرجة تقاسما كسرة الخبز وقطرة المياه، ودمعة الحزن، واللحظات الصعبة لكي يكتب تاريخ مشرق لسوريا وللبنان ولهذا الشرق من أجل شرق حر ديموقراطي ومتنوع".

نشاط السرايا

وكان الرئيس ميقاتي إستقبل غوتيريس، صباح اليوم في السرايا، وبحث معه في التعاون بين الحكومة اللبنانية والامم المتحدة في ملف النازحين السوريين الى لبنان.

دياب

كما استقبل الوزير دياب وبحث معه في شؤون وزارته.

عبود

وإستقبل الرئيس ميقاتي وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود الذي أعلن بعد اللقاء أنه "لفت الرئيس ميقاتي الى انه من المفترض وضع اسعار خاصة لبطاقات السفر"، معتبرا أن" وضع السياحة صعب"، ورأى" أن قرار دول الخليج سياسي"، متمنيا عليها "إعادة النظر بالقرار". وقال: "على لبنان أن يتحرك بكل قطاعاته في إتجاه الخليج للبحث في المخاوف ومحاولة تبريد الأجواء.

مفتي بعلبك - الهرمل

وإستقبل الرئيس ميقاتي مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ أيمن الرفاعي الذي قال بعد اللقاء: "زرنا دولة رئيس مجلس الوزراء لتداول الأزمة الأخيرة التي حدثت في منطقة بعلبك -الهرمل، وتوافقنا مع دولته أن هذه الجريمة المروعة مدانة ومستنكرة، ونحن نطالب الدولة بكشف الفاعلين في هذه الجريمة والجريمة التي سبقتها ومحاسبتهم وإنزال أشد العقوبات بهم. نود التأكيد أن عائلات منطقتي في بعلبك الهرمل وعشائرها هي صمام أمان وعنصر استقرار وطمأنينة، وقد استطاعت تجنيب المنطقة آثار الحرب المشؤومة الأهلية، وكانت المنطقة عندنا واحة أمان بالنسبة الى كل أهل بلدنا لبنان. نريد أن نؤكد ان في منطقتنا ليس هناك طوائف ولا مذاهب، ثمة طائفة ومذهب واحد هو الحرمان، لذلك لن نرضى بأن يتقاتل المظلوم مع المظلوم ليرتاح الظالم، ولا أن يختلف الجائع مع الجائع ليرتاح الشبعان بل علينا جميعا أن نواجه هذا الحرمان فقط، وصاحب الدولة النجيب وعدنا بخطوات محددة، وإن شاء الله يعمل على حصر آثار هذه المشكلة والإنتهاء منها".

 

مهارات انتقدت استدعاء جان عاصي للتحقيق لتغريدة اعتبرت مسيئة لرئيس الجمهورية

وطنية - اعلنت "مهارات " في بيان اليوم، انه "بتاريخ 18/6/2013 استدعي المواطن جان عاصي للتحقيق معه امام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية في وحدة الشرطة القضائية المختصة في مكافحة جرائم المعلوماتية بتهمة نشره تغريدة على حسابه الشخصي في موقع تويتر بتاريخ 11 حزيران الحالي، تعليقا على تغريدة للفنان راغب علامة اثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان حول موضوع مكافحة الجوع ضمن برنامج الامم المتحدة، جاء فيها: "يا ريت تخبر فخامتوا انو اذا خفف سفر ومصاريف وتبرع فيها للجمعيات بيقدر يساعد بمكافحة الجوع". اضاف البيان:"وقد شهدت الساحة اللبنانية لاسيما الاعلامية منها في الاونة الاخيرة كما كبيرا من التحريض والاساءة وخطاب الكراهية لم توفر رئيس الجمهورية من دون ان تحرك الاجهزة الامنية والقضائية ساكنا، في حين ان الاجهزة والقضاء يتحرك في سابقة اولى من نوعها لملاحقة مواطن شاب انتقائيا، عبر عن رأيه على موقع تويتر تعليقا على مسألة حياتية وعامة مرتبطة بالجوع وصرف الاموال العامة. يذكر انه سبق ان تم توقيف ثلاثة اشخاص في قضيتين مختلفتين تتعلقان بالاساءة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان على موقع فايسبوك، علما ان القوانين اللبنانية تتضمن نصوصا تحظر التشهير برئيس الجمهورية والمس بكرامته تحت طائلة عقوبة الحبس والغرامة. واشار البيان الى ان "مهارات تعتبر ان النقد السياسي للرؤساء والشخصيات العامة هو حق لكل مواطن وصحافي في المجتمعات الديموقراطية، وذلك ضمن الحدود المتعارف عليها والتي يضع اطارا لها الاجتهاد القضائي والعرف والممارسة الديموقراطية صونا للحريات العامة". وقد ضمنت مهارات في اقتراح قانون الاعلام الذي تتم مناقشته حاليا في لجنة الاعلام والاتصالات النيابية جملة اصلاحات من شأنها ان تلغي التوقيف الاحتياطي لكل من يعبر عن رأيه لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي والغاء عقوبة الحبس.وطالبت مؤسسة "مهارات" في بيانها، رئيس الجمهورية التدخل لوضع حد لمثل هذه الاعمال، ودعت "السياسيين الى تحمل مسؤولياتهم وتخفيف الاحتقان وخطاب التحريض وعدم تحميل المواطنين اللبنانيين تبعة التعبئة التي يمارسونها عبر وسائل الاعلام".

 

الغاء اللقاء بين منصور وآشتون

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في وزارة الخارجية كاتيا شمعون عن الغاء اللقاء الذي كان مقررا صباح اليوم بين وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة عدنان منصور ووزيرة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون.

 

14 آذار أذاعت مذكرتها إلى سليمان: لانسحاب حزب الله من سوريا وانتشار الجيش على الحدود بمؤازرة دولية وفق ال 1701

وطنية - عقد نواب 14 اذار مؤتمرا صحافيا عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في مكتبة المجلس تحدث باسمهم الرئيس فؤاد السنيورة، محاطا بممثلين عن كتل 14 اذار وهم النواب: بطرس حرب ، جورج عدوان، فادي الهبر، دوري شمعون، جان اوغاسبيان، مروان حمادة وفؤاد السعد. في حين جلس في قاعة المكتبة النواب: عمار حوري، جوزف المعلوف، بدر ونوس، خالد زهرمان، ستريدا جعجع، ايلي كيروز، انطوان زهرا، فادي كرم، احمد فتفت، جمال الجراح، محمد الحجار، كاظم الخير، سيبوه كلبكيان، عاطف مجدلاني، رياض رحال، نبيل دو فريج وامين وهبي. بداية تلا الرئيس فؤاد السنيورة المذكرة الموقعة من 57 نائبا، وقال: "تشرفنا اليوم بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حيث سلمناه نص مذكرتنا".

نص المذكرة

وهنا نص المذكرة: "تحية وطنية صادقة وبعد، فهذه هي المذكرة الثانية التي نرفعها إلى مقامكم، نحن الموقعين أدناه من بين نواب الأمة المنتخبين، في غضون تسعة أشهر فقط بعد العريضة التي تقدمنا بها بتاريخ 03/09/2012.

إن توجهنا إليكم في هذه المحنة الكبرى التي تعصف بالوطن والدولة والمجتمع، إنما هو حق من حقوقنا وواجب علينا، بوصفنا نوابا عن الأمة وبصفتكم رئيس الدولة ورمز وحدتها، والساهر على الدستور وسلامة الوطن والأرض.

أما توجهنا للمرة الثانية، في المسألة ذاتها، فمرده إلى أن موضوع شكوانا الأولى ما يزال على حاله من حيث الخطر الشديد الواقع على الوطن والمنذر بعواقب وخيمة، وأن هذا الخطر دخل اليوم طور الكارثة النازلة على جميع المستويات الوطنية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بما يزعزع وعلى نحو غير مسبوق الكيان والجمهورية، فضلا عن العيش المشترك الذي هو مبرر وجود لبنان. ومما يحفزنا على مثل هذا التوجه ثانية، أن صوتكم المسؤول كان حاضرا في كثير من المحطات والمفاصل الأخيرة، في نطاق صلاحياتكم وما أنتم مؤتمنون عليه. نذكر أنفسنا وإياكم بأن شكوانا واقتراحاتنا السابقة تمحورت حول مسألتين اساسيتين:

الأولى: معضلة انتهاك النظام السوري، بصورة متواترة وبلا رادع، لحدودنا وسيادة دولتنا وأمن مجتمعنا، في ظل تقاعس رسمي من قبل حكومة لبنان، لا بل ومع تأييد لهذا الانتهاك من قبل بعض الحكومة. وقد رأينا، وما نزال، أن غاية النظام السوري تتمثل في توسيع رقعة حربه ضد شعبه إلى لبنان وفي لبنان توكيدا لتهديده المعلن بـ"تعميم الفوضى في المنطقة"، وفي محاولة منه لابتزاز المجتمعين العربي والدولي الحريصين على سلامة لبنان- بما يمثله- في هذه المرحلة العصيبة من التحولات الكبرى الجارية في العالم العربي.

الثانية هي معضلة سلاح "حزب الله" غير الشرعي الذي كون لنفسه دولة وسلطة عسكرية وأمنية أقوى من الدولة، ثم بسط هيمنته وسطوته على كثير من مؤسسات الدولة الشرعية ومرافقها وقرارها السيادي، في الوقت الذي كان فيه قد أقام تحالفات عسكرية استراتيجية خارجية بما يتعارض مع سيادة وأمن الدولة ومؤسساتها الدستورية. وهو قد استولد مجموعات مسلحة بشكل مباشر وغير مباشر وأسهم أيضا في انتشار السلاح والمسلحين في مختلف المناطق اللبنانية. وما كان لمآرب النظام السوري (ومعه الايراني) أن تتحقق بصورة أو بأخرى لولا هذا السلاح العصي على قوانين الدولة، واتفاق الطائف والدستور، وإرادة اللبنانيين، وقرارات الشرعيتين العربية والدولية، بل والناقض لكل الاتفاقات والتفاهمات والإعلانات الداخلية، من مقررات طاولة الحوار بدءا من العام 2006 وصولا إلى "إعلان بعبدا" عام 2012!

ما تقدم تذكير سريع بالعنوانين الكبيرين لمعضلتنا، من دون التطرق إلى ما اتصل بهما من تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية ماتزال تتزايد يوميا وتتفاقم. أما اليوم - وهو من دواعي التوجه إليكم ثانية - فإن الأمر بلغ حدَّ الكارثة الموصوفة التي من شأنها أن تنقلنا من "دولة مستضعفة" إلى "دولة مستباحة وفاشلة" تحولت أرضها ثكنة لتدريب المقاتلين وتصديرهم إلى أكثر من مكان في العالم وجهة تتعامل أيضا مع ما يستجد من مهمات تمليها الوصاية الايرانية. وهذا كله إذا بقي لنا ما يمكن أن يسمى "دولة"!

فالنظام السوري وسع فعلا معركته نحو لبنان، تنفيذا لتهديده المعلوم، وفي محاولة يائسة لحماية نفسه أطول مدة ممكنة. والجريمة المتواصلة التي ترتكب بحق مناطق لبنانية مختلفة ولا سيما في عاصمة الشمال هي العينة الأشد بروزا. هذا إضافة إلى جريمة العدوان الأخيرة التي ارتكبت بحق بلدة عرسال عبر إطلاق صواريخ طائرات النظام السوري على منازلها وسكانها الآمنين بشكل سافر وفاجر لا يمكن السكوت عنه.

أما "حزب الله"، فقد ألقى بكل ثقله العسكري، بأوامر أو بتوجيه وتنسيق مباشر من قيادته الايرانية، في معركة النظام السوري ضد شعبه على الأراضي السورية. وقد تدرج هذا الحزب في غضون اسابيع قليلة من التمويه بداية على مشاركته، إلى الإعلان عنها جهارا مع تزايد قتلاه في سوريا، وصولا إلى خطاب السيد نصر الله (25 أيار الماضي)، حيث نعى الدولة ومؤسساتها والشعب اللبناني ودعا من يعتبرهم خصومه من اللبنانيين إلى النزال والتقاتل على ارض سوريا "دفعا لبلاء حرب أهلية في لبنان". وهو بذلك إنما يقترح معادلة مذهلة في تاريخ البلاء اللبناني، هي "الانتقال من حروب الآخرين على أرض لبنان، إلى حروب اللبنانيين على أرض الآخرين!". كل ذلك خدمة للنظامين السوري والإيراني على حساب لبنان. ان سلوك "حزب الله" ودعوة أمينه العام تدفع من جهة أولى نحو حرب أهلية بين اللبنانيين - لا سمح الله، وعلى أرض لبنان بلا ريب! كما أنها ومن جهة ثانية تدخل اللبنانيين ومصالحهم في أتون صراعات اقليمية يكون من نتائجها تعريض لبنان واللبنانيين إلى مخاطر مخيفة لا يمكن تقدير تداعياتها السلبية على مختلف المستويات وبما في ذلك تعريض الامن الاقتصادي والمعيشي للبنان وللكثير من العائلات اللبنانية للخطر. أخيرا وفي سياق هذا المسلسل الترهيبي، ها هو الحزب يواصل الضغط والابتزاز لفرض حكومة جديدة على هواه لكي تواكب وتغطي حربه في سوريا.

إن هذا الخطر المصيري يلقي على عاتق فخامتكم العبء الأساسي من مسؤولية المبادرة إلى ما يوقف الانهيار المتسارع ويمنح اللبنانيين أملا يتطلعون إليه. وهذا لا يكون إلا بمبادرة تتناول أساسيات المعضلة وأصل البلاء.

وعليه فإننا نتمنى على فخامتكم التالي:

أولا: الطلب إلى "حزب الله" الانسحاب الفوري والكامل من القتال وكذلك إنهاء وجوده العسكري في سوريا، تمهيدا لمعالجة معضلة سلاحه في لبنان وذلك تحت طائلة المسؤولية المتعلقة بمصلحة الدولة العليا وكيان الوطن وسلامة المجتمع اللبناني، حيث إن تورطه هناك يشكل خرقا للدستور والقانون وسيادة الدولة اللبنانية ناهيك عن خرقه للمواثيق العربية والدولية. ومثل هذا الطلب الجازم إنما يستند بوضوح وقوة إلى "القسم الرئاسي" غير المخوَّل لسواكم.

ثانيا: الأمر بانتشار الجيش اللبناني على طول الحدود الشمالية والشرقية - فضلا عما هو قائم جنوبا وغربا - وطلب مؤازرة القوات الدولية وفقا للقرار 1701، وضبط المعابر والحدود اللبنانية بالمقدار الواجب والمطلوب.

ثالثا: إعمال حكمتكم وشجاعتكم وصلاحياتكم لإنقاذ لبنان والعمل على تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة منسجمة تتبع نهج الحياد و"الانحياز" للمصلحة الوطنية العليا، من أجل وقف الانهيار واستنهاض اللبنانيين المتطلعين إلى الابتعاد عن حافة الهاوية. ومن الواجب والمنطقي أن يكون "إعلان بعبدا" برنامجها وتوجهها الوطني الوحيد، بالإضافة إلى بديهيات واجباتها الأخرى.

إن الذي يتعرض الآن للخطر الشديد أمران: الاول: العيش الواحد والحياة المشتركة والوجود الوطني وسيادة الدولة وهيبتها، والثاني معنى لبنان وحرياته وقدرته على التعامل مع الأزمات من منطلق المعنى العميق الذي تأسس عليه لبنان الكيان ولبنان الوطن، ومن منطلق الحريات الفردية والعامة التي تصنع الإرادة الوطنية، وتنهض للإنقاذ. فكما يتعرض الوجود الوطني والعيش الواحد للخطر بسبب انتشار السلاح والمسلحين، كذلك يتعرض معنى لبنان وحرياته للخطر بسبب المحاولات المستمرة لزعزعة الأمن وضرب الحريات العامة والخاصة بقوة السلاح".

وختمت المذكرة: "نتمنى عليكم المبادرة يا فخامة الرئيس للتصدي للأخطار المحدقة قبل أن يفوت الأوان".

اسئلة واجوبة

ورد السنيورة على اسئلة الاعلاميين، فسئل: كيف كان موقف رئيس الجمهورية من هذه المذكرة؟

اجاب: "كان موفقا وسأترك لزميلي الشيخ بطرس حرب ان يتحدث عن هذا الامر".

ثم قال حرب: "الحقيقة ان فخامة الرئيس كان متجاوبا ومسلما مع مضمون المذكرة، طبعا ليس بكل تفاصيلها انما بجوهرها خصوصا ان فخامة الرئيس اعتبر ان توجهنا هو لحماية السيادة، وفخامته استدعى اليوم ممثل الامم المتحدة في لبنان وسلمه مذكرة شكوى للامم المتحدة بالاعتداءات التي تحصل على السيادة اللبنانية، وهذا توجه وطني لحماية السيادة. ان فخامة الرئيس كان متجاوبا مع مضمون المذكرة لا سيما انها تتضمن مواقف اعلنها الرئيس بشكل او بآخر وخصوصا ان توجهنا هو لحماية السيادة اللبنانية. ونحن مع فخامة الرئيس في حالة انسجام ونسعى للمحافظة على سيادة لبنان وعلى حصرية السلطة في مؤسساته الدستورية والشرعية".

وسئل السنيورة: قد يؤخذ عليكم انكم لم تذكروا في تلك المذكرة بما يحصل في الهرمل وغيرها من القرى البقاعية أسوة بما يحصل في عرسال فما هو ردكم؟

اجاب السنيورة: "لقد تم التعبير عن شجبنا لكل الاعتداءات في اكثر من مناسبة وفي اكثر من بيان من كافة مكونات مجموعة 14 آذار وبمن فيهم ايضا النواب المستقلون، وكلها ترفض اي افتئات او اي اعتداء على اي بقعة من الاراضي اللبنانية من اي جهة كانت، وبالتالي ننتهز هذه المناسبة لندين حادثة الاعتداء التي طالت اربعة شبان لبنانيين واستشهدوا نتيجتها. نحن ندين ونستنكر ونطالب كما صرحت البارحة في هذه المناسبة، ان يصار الى الطلب من القوى الامنية والعسكرية اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لسوق المعتدين الى العدالة. ومن ثم عندما وقعنا هذه المذكرة في 13 الشهر الجاري لم تكن هذه الجريمة قد حصلت، واليوم 18 حزيران".

وسئل السنيورة: ما هي المفاعيل العملية لهذه المذكرة على الارض علما انها المذكرة الثانية من نوعها ولم تأت بأي نتيجة؟

وهنا اعطى السنيورة الرد للنائب جورج عدوان الذي قال: "الحقيقة ان المشكلة التي يعاني منها جميع اللبنانيين هي السلاح الموجود مع حزب الله والذي استولد اسلحة اخرى مع فئات اخرى. نحن كفريق 14 آذار نمتلك سلاحا واحدا هو سلاح الموقف، ولن نتخلى عنه لاننا ضد الفتنة. ومنذ البداية نقول اننا لن ننجر الى الفتنة ولا الى السلاح ولا الى تلك الممارسات، وبالتالي الصراع القائم اليوم في لبنان هو مع مهيمن بالسلاح وبوهج السلاح ويفرض ارادته على اللبنانيين بهذا السلاح ويتدخل وكأنه دولة، وتدخل حزب الله اليوم في سوريا هو وكأنه يحل مكان الدولة اللبنانية ولا يعترف بها وتصرف في دول اخرى وكأنه دولة بحد ذاته".

أضاف: "أمام هذا الواقع، قلنا مع بقية اللبنانيين ان سلاحنا هو سلاح الموقف وان نبقى نعبر عما يريده اللبنانيون من قيام دولتهم ودعم جيشهم وبسط سيادة الدولة على كل اراضيها. وعندما نقول السيادة اللبنانية نقصد بالاتجاهين، نحن ضد التدخل في سوريا من قبل أي لبناني وبشكل قاطع، وفي نفس الوقت نحن ضد التدخل المنظم لحزب الله في سوريا ودائما نطلق سلسلة مواقف ونتابعها لاننا حريصون على استقرار لبنان، ونحن حريصون ان تكون نهاية هذا السلاح سيطرة الدولة اللبنانية بجيشها وبقواها على هذا السلاح، وسنستمر بهذه المواقف وليس لدينا سوى ممارسة الديمقراطية وسنبقى نمارسها".

سئل السنيورة: تطالبون بسحب "حزب الله" من سوريا علما ان السيد حسن نصر الله قال في خطابه الاخير ان الحزب هو آخر من شارك في سوريا واتهمكم بالتدخل فيها، فما ردكم؟

اجاب السنيورة: "بداية اود ان اقول لك ان استمرار الخطأ لا يجعله صوابا، وهناك آية في القرآن الكريم تقول "قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبتك كثرة الخبيث". وعما ذكرت حول ما قيل عن وجود تيار المستقبل ومشاركته في الحرب في سوريا اعتقد انه تم الرد على ذلك في اكثر من مناسبة، وقيل له سم اسما واحدا استشهد في سوريا وبإمكان أي كان الدخول الى سوريا ولكن فليسموا لنا اسما واحدا من تيار المستقبل، وبالتالي هذا الكلام ليس له من يدعمه من اثباتات. بإمكان كل واحد ان يدعي ولكن على الذي يدعي ان يبين الواقع، ونحن ما قلناه وما زلنا نقوله منذ فترة طويلة بأن الاوضاع في لبنان لا تستقيم طالما هناك سلاح، تغيرت وجهته، والذي اعلن عنه وكان هناك على مدى فترة من الزمن، هناك رضى لبناني على وجود هذا السلاح من اجل التحرير، ولكن هذا الامر تغيرت وجهته واصبح موجها الى الداخل والى صدور اللبنانيين".

أضاف: "الامر الثاني هو انه ليس مقبولا ان يصار الى توريط لبنان واللبنانيين في حرب تتم في بلد شقيق وله تداعيات كثيرة على لبنان وعلى علاقاته العربية والدولية وعلى الامن الاقتصادي في لبنان، ناهيك عن تداعياته على وحدة اللبنانيين التي يتم التعرض لها وتعريضها للخطر، وهذه كلها امور تستدعي منا الوقوف عندها، حتى ولو كان ذلك غير مقبول من بعض الاطراف في لبنان. ولكن علينا ان نقول الحق، كانوا يقولون ان هناك قولا مشهورا بأن افضل الحق قوله امام سلطان جائر. نحن نقول هذا لانه كلمة حق، فإذا كان هناك البعض ممن لا يعترفون بها فذلك لا يلغيها، فهي كلمة الحق، وهي في النهاية التي ينبغي ان تستمر".

وسئل السنيورة: هل تراجعتم عن خيار التمديد للمجلس النيابي والذي كنتم شركاء فيه وشاركتكم في صياغة الاقتراح تحت ضغط من السفارات، ام انكم لم تعودوا مقتنعين بهذا الخيار؟

اجاب السنيورة: "نذكر اللبنانيين انه وبعد دقائق من التصويت على قانون التمديد للمجلس النيابي، خرجت كتلة المستقبل وعقدنا مؤتمرا صحافيا عبرنا فيه وبصراحة متناهية عن كل الظروف التي مررنا به وعما توصلنا اليه وصوتنا الى جانبه استنادا الى كل المعطيات والى كل الظروف الصعبة التي مررنا بها وفي محصلة الامر، نحن ملتزمون التزاما كاملا بما صوتنا عليه لان الاوضاع حتمت في النهاية ما توصلنا اليه وليس هناك على الاطلاق اي تخل عن الموقف الذي وقعناه في هذا الشأن، وهذا الكلام الذي يحاول البعض ان يخرجه، بما هناك من ادعاءات او تدخلات كلها امور ليس فيها اي قدر من الصحة اطلاقا".

وسئل: هل لمستم اي دور لرئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة وبما تطالبون به من استثناء ل"حزب الله" في المشاركة؟

وهنا أعطى السنيورة الرد لعدوان الذي قال: "نحن منذ اليوم الاول الذي تم فيه تكليف دولة الرئيس تمام سلام بتشكيل الحكومة كان لنا موقف واضح بأن هذه المرحلة تتطلب حكومة لديها عدة مواصفات أولاها ان تكون متجانسة ولا تنقل الصراعات القائمة الى داخل مجلس الوزراء ويحصل فيها كما حصل في الحكومات السابقة، وثانيها ان تكون مؤلفة من اشخاص يثق بهم كل اللبنانيين، ونحن كـ 14 آذار قلنا للرئيس المكلف اننا لا نريد اشخاصا من 14 آذار في الحكومة ولا حتى اشخاصا من احزابنا ولا من نوابنا المستقلين الذين هم من 14 آذار، وبالتالي اذا كنا نحن لا نريد ان نكون اعضاء في هذه الحكومة فالاحرى بالاخرين ان يقبلوا بحكومة لمصلحة لبنان، علما اننا نحن من بادر الى تكليف الرئيس تمام سلام وتسميته".

أضاف: "اما المواصفة الثالثة، فإن الهم الاساسي اليوم لدى اللبنانيين هو تحييد لبنان انطلاقا من اعلان بعبدا والاهتمام بالامور المعيشية واعادة الانفتاح على البلدان العربية التي خسرناها بسبب ما يجري في سوريا والتدخل فيه. ونحن على يقين ان المطلوب حكومة انقاذية لا تشكل استفزازا لاحد وتضم اسماء يرضى عنهم كل اللبنانيين ويرتاح اللبنانيون لها. واعتقد ان هذه المواصفات حاضرة وكل يوم تأخير يضر بلبنان واللبنانيين. اما القول عن حكومة محاصصة وحكومة مقسمة الى اعداد او حكومة فيها فلان وعلتان ومستقلون، فهي بالتأكيد حكومة لا ترضي احدا ولا تكون مطلبا لفريق 14 آذار".

وهنا قال السنيورة: "هناك مثل عربي يقول ان "من سواك بنفسه ما ظلمك". ان ما ندعو اليه هو ان تكون هناك حكومة متجانسة كفريق عمل يستطيع ان ينتج بعيدا عن عمليات المحاصصة ويعمل لسحب فتيل التوتر من الجميع، وهذا يأتي بتنازل الجميع لمصلحة لبنان، وليس المطلوب ان يتنازل فريق دون الاخر بل على العكس، على الجميع التنازل لمصلحة لبنان، وتسارع تلك الحكومة المتجانسة الى معالجة الامور الحياتية والمعيشية والامنية والقضايا الملحة ومن ثم تبدأ بمعالجة الامور التي تنبثق من موضوع واحد هو موضوع السلام، ان يصار الى بحثه ومعالجته في هيئة الحوار الوطني التي يترأسها فخامة رئيس الجمهورية، وهذا الامر يتطلب ان يكون هناك حكومة تدفع بالبلاد الى الامام لا ان تبقيها كما هي او تجرها الى الوراء كما هو حال التجارب التي مررنا بها في الماضي".

 

الراعي غادر الى الفاتيكان:لحكومة حيادية تزيل المتاريس بين 8 و 14اذار وتحقق المصالحة ومن ثم يصار الى تشكيل حكومة وحدة وطنية

وطنية - غادر بيروت عند الثامنة وخمس واربعون دقيقة من صباح اليوم البطريرك الراعي متوجها الى الفاتيكان في اطار زيارة كنسية تستمر عدة ايام يلتقي خلالها قداسة البابا وقد رافقه في الزيارة المستشار الاعلامي وليد غياض . كان في وداعه في المطار وزير العدل شكيب قرطباوي ممثل الرئيس سليمان والمطارنة بولس مطر سمير مظلوم، بولس صياح ورئيس كاريتاس لبنان الاب سيمون فضول ورئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن وامين عام المدارس الكاثوليكية الاباتي بطرس عازار والدكتور الياس صفير وعدد من المودعين . وفي المطار دعاالبطريرك الراعي قوى 8 و14 آذار الى المصالحة والجلوس على طاولة واحدة لانقاذ البلد، ونوه بالدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية الذي وصفه بالشهيد الحي، مؤكدا على "الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني لحفظ الامن بالتعاون مع سائر المؤسسات الامنية الشرعية". واستنكر "الجريمة النكراء التي حصلت في البقاع و سائر الجرائم الاخرى"، ووصف "المساومات التي تحصل بعد كل جريمة بانها السبب الرئيسي لعدم معالجة الامور كما يجب وان عدم الضرب بيد من حديد هو الذي يؤدي الى هكذا جرائم وغيرها" . وانتقد الراعي ما آلت اليه الامور بما يتعلق بالقضاء اللبناني وولاء عدد من القضاة للسياسيين مما ادى الى شل عمل المجلس الدستوري . وطالب ب"تشكيل حكومة حيادية كخطوة اولى تزيل المتاريس مابين 8 و14 آذار وتحقق المصالحة ومن ثم يصار الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تنقذ البلاد والعباد مما يتخبطون به حاليا". وختم الراعي بدعوة الشعب اللبناني الى "تحمل المسؤولية تجاه السياسيين في البلد"، مؤكدا انه "لا يوجد خلاف بين رجال الدين المسلمين والمسيحيين ولذلك لا ضرورة لعقد قمة روحية في الوقت الحاضر انما الاهم يبقى بتحقيق المصالحة بين 8 و14 آذار بما فيه مصلحة لبنان العليا"،كما لفت الى "ان الكلام الذي اطلقه من حريصا الاحد الماضي ليس موجها ضد احد لا من 8 ولا 14 آذار انما هو يصب في خانة تصحيح مسار الامور في لبنان من اجل انجاز هذه المصالحة بين الطرفين باسرع وقت ممكن" .

 

مؤسسة بشير الجميل نبهت من منتحلي صفتها لبيع بعض الكتب

وطنية - اوضحت "مؤسسة بشير الجميل" في بيان اليوم، ان "بعض الاشخاص يعمدون منذ فترة الى الاتصال بالمواطنين عبر رقم هاتف خلوي من أجل تسويق مجموعة من الكتب حول الرئيس بشير الجميل، لذا، فان المؤسسة تنبه المواطنين والاصدقاء الكرام بأنها ليست على علم، لا بالجهة المروجة للكتب ولا بمحتواها وصدقيتها، كما تحذر الجهة الموزعة والمروجة من استعمال اسم مؤسسة بشير الجميل أو أحد القيمين عليها من أجل تسويق تلك الكتب تحت طائلة الملاحقة القانونية".

 

رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه بحث المستجدات مع رئيس حزب الاتحاد مراد: لحكومة تمثل كل القوى السياسية

وطنية - بحث رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة مع رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد في حضور النائب السابق جهاد الصمد.بعد اللقاء، أدلى مراد بتصريح قال فيه: "إن الهم الاول هو الهم الامني على الساحة اللبنانية، فنحن نرى كيف تجري الامور بين منطقة واخرى، ما يتطلب استنفارا عاما لكيفية ضبط الوضع الامني على كافة الساحات، خاصة الاوضاع السورية والتطورات التي تحصل على الساحة السورية، وما يتدفق الى لبنان نتيجة الاحداث هناك من اعداد كبيرة للنازحين، وكيف يشكلون، او البعض منهم، خطرا على لبنان". ورأى ان "المطلوب من المؤسسة العسكرية في لبنان ان تأخذ دورها لضبط الاوضاع خاصة في المناطق الحدودية التي يحصل عبرها تهريب اشخاص واسلحة"، وقال: "برأينا، انه منذ البداية كان يجب الا ينقطع التنسيق العسكري مع سوريا، بغض النظر عن عملية النأي بالنفس، لأنها كانت ضرورية لمصلحة لبنان". وتابع: "ان الموضوع الثاني الذي تم التطرق اليه هو الفراغ الحاصل نتيجة عدم حصول انتخابات وتشكيل حكومة التي من المفترض ان تتشكل وان لا يتأخر ذلك، لأن الناس تعيش حالة قلق كبير نتيجة هذه الاوضاع، خاصة انه يحكى عن تشكيل حكومة امر واقع ستؤدي بالبلد الى كارثة". أضاف: "اذا اردنا ان نلملم الامور، لا بد ان نحاول مع بعضنا تشكيل حكومة على قاعدة الوجود البرلماني او عدد النواب ويكون هناك عدالة في تشكيلها وتمثل كل القوى السياسية. ولا احد يفكر ان يأتي بمجموعة من شهود الزور ليشاركوا في الحكومة، ومن المفترض ان يكون هناك شيء ضامن لفريق 8 آذار، وان يكون وجودهم وجودا فاعلا في الوزارة وليس وجودا شكليا. ونأمل ان يقتنع الرئيس المكلف تمام سلام بهذه القضية ويحاول ان يشكل الوزارة على هذه القواعد".

 

مفتي الجمهورية عرض والرفاعي المستجدات في منطقة بعلبك الهرمل

وطنية - استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ أيمن الرفاعي الذي أدلى بعد اللقاء بالتصريح الآتي: "أطلعنا صاحب السماحة على ما يحصل في منطقة بعلبك الهرمل، ووقفنا عند رأيه وإرشاداته وتوجهاته في ما ينبغي أن نقوم به، وكان رأي صاحب السماحة أن نتحرك في اتجاه المراجع الحكومية المسؤولة لمتابعة الموضوع، والعمل على حصر آثاره دون أن تتطور بشكل سلبي، والدولة دائما هي مطلب للجميع". اضاف: "وإذا كنا اليوم أمام جريمة، فإننا نريد أن نحاصر هذه الجريمة لا أن ننتقل من الجريمة لنقع في فتنة، لذلك نتمنى على جميع الأطراف ضبط النفس وتسليم الأمر للقضاء، وما يصدر عن القضاء يلزم الجميع من دون استثناءات".

 

مأتم شعبي لرئيس قسم بنتاعل الكتائبي في كنيسة سيدة النجاة جربتا

وطنية - اقيم مأتم شعبي حاشد، رئيس قسم بنتاعل الكتائبي والمتطوع في الدفاع المدني الشاب فادي نعيم صقر، الذي قضى في حادث سير على اتوستراد عمشيت.

رأس صلاة الجنازة التي أقيمت في كنيسة سيدة النجاة الرعائية - جربتا البركة المونسينور جورج أبي سعد ممثلا المطران ميشال عون، رئيس دير سيدة المعونات الاب شربل بيروتي ولفيف من الكهنة. وحضر نائب رئيس حزب الكتائب المحامي شاكر عون ممثلا رئيس رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل، رئيس اقليم جبيل الكتائبي المهندس روكز زغيب ممثلا النائب سامي الجميل، رئيس مركز الدفاع المدني جبيل شكيب غانم ممثلا العميد ريمون خطار، رئيس مركز الامن العام جبيل الملازم أول بيار حرب، عائلة الفقيد وحشد من المواطينن. بعد الانجيل المقدس ألقى المونسينور سعد كلمة تحدث فيها عن مزايا الراحل وعن تضحياته في مساعدة الناس من خلال تطوعه في الدفاع المدني وحبه لوطنه وقال: "إن هذه المصيبة هي فاجعة على قلوبنا جميعا وتصغر كلمات التعزية أمامها"، مشيرا الى أن "الحياة لا تقاس بعدد السنوات بل بقدر المحبة والحب التي يعيشها الانسان في حياته، وفقيدنا ترجم هذه المحبة ليس فقط في عائلته إنما أيضا في العائلة والبيئة الاجتماعية والوطنية التي عاش فيها". وبعد الصلاة ألقى المحامي رفيق الفغالي كلمة حزب الكتائب قال فيها: "غدا سنفتقد شخصك في الاقليم والقسم والمهمات في الدفاع المدني لكن الموت لن يقوى على تغييب صفاتك وصورتك من عقولنا وقلوبنا". بدوره ألقى ممثل العميد خطار كلمة أشار فيها الى أن الفقيد لم يتردد يوما عن القيام بأية مهمة طلبت منه وما توانى عن تأدية الواجب ولو في أحلك الظروف وكان دائم العطاء والاندفاع. كما ألقى ناشر مجلة الروابط الزميل جورج كريم كلمة رثاء. وفي الختام تقبلت العائلة التعازي من الحاضرين ومن المعزين النواب سيمون أبي رميا، وليد خوري، عباس هاشم ومنسق الامانة العامة لقوى 14 اذار الدكتور فارس سعيد.

 

روسيا: فرص عقد مؤتمر للسلام حول سوريا قريبا يتزايد

وطنية - قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم، ان "فرص عقد مؤتمر للسلام حول سوريا في وقت قريب ازدادت" بعد محادثات مجموعة الثماني التي تختتم قمتها بعد ساعات في ايرلندا الشمالية. وقال: "ان قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى احرزت تقدما في اتجاه الاتفاق على خط مشترك بالنسبة الى سوريا"، مشيرا الى ان "فرص عقد مؤتمر سلام في شأن الازمة السورية قريبا "ازدادت". وأعاد تأكيد موقف روسيا ان "الشعب السوري وحده هو الذي يمكنه ان يقرر مصير الرئيس السوري بشار الاسد". وصرح للصحافيين: "الكلمة الاخيرة حول طريقة التقدم في هذه المسألة هي للشعب السوري".

 

روحاني ... وملفات الخيبة الإيرانية الثقيلة

 داود البصري/السياسة

 لاشك أن التفاؤل, العربي والدولي, بقيام إيران جديدة متصالحة مع نفسها ومع العالم بعد انتخاب الشيخ حسن فريدون روحاني لرئاسة جمهورية إيران فيه من الاستعجال الشيء الكثير, وذلك لأسباب كثيرة ومتفرقة ولكنها واضحة في مبانيها و معانيها و أهمها إن صلاحيات الرئيس الإيراني وحريته في التصرف ورسم السياستين الداخلية والخارجية محدودة أصلا وتنطوي كل ملفاتها ومغاليقها تحت جبة وعباءة الولي الفقيه الذي هو الحاكم الفعلي, والمتصرف الأوحد في شؤون وشجون وحياة ملايين الإيرانيين, كما أن سرعة إنتخاب روحاني واعلان فوزه من دون إنتظار لجولة ثانية من الإنتخابات بعد الفارق الكبير في الأصوات بينه وبين أقرب منافسيه (قاليباف) والتي قدرت بأكثر من 11 مليون صوت, وضعف التصويت على رموز قيادية إيرانية بارزة من أمثال جليلي وولايتي ورضائي يحمل في عناصره العامة استجابة رسمية لنبضات الشارع الإيراني التوجسات النظام السياسي المرتعب من تكرار انتفاضة الربيع الإيراني لعام 2009 والتي زعزعت شرعية النظام من الجذور ورسمت حدودا دموية فاصلة وواضحة بين المعارضة الاصلاحية وبين الخط المتشدد الذي أدى في النهاية بايران الى أن تكون محاصرة ومعزولة, وأكثر من ذلك متورطة عسكريا بشكل مخيف في الساحة السورية من خلال دعم النظام  وقتل الشعب السوري, وهو تورط قد يؤدي بإيران الى حرب استنزاف اقليمية مهلكة ستطيح في النهاية بأحلامها النووية وبرغبتها في دخول النادي النووي, وهي رغبة مصيرية في عمق توجهات نظام الولي الفقيه.

النظام الإيراني الرسمي من خلال محاولة تجديد خلاياه التي أصابها التصلب وروحه التي أصابها التشاؤم, ومؤسساته التي ترهلت يحاول المراهنة على قدرة الرئيس الجديد حسن روحاني على إحداث اختراق قد يعيد رسم خارطة سياسية جديدة لإيران, وبما ينشط من قدرات نظامه التي تتعرض لاستنزاف هائل قد يؤدي الى انهيار شامل لم تعد مؤشراته ودلالاته بعيدة عن التحقيق في ظل توسع الدور الإيراني الإقليمي بأكثر من طاقاته وقدراته! فإيران لها وجودها الميداني في ساحة اقليمية واسعة تمتد من كابول الأفغانية وحتى سواحل بيروت, مرورا بالعمقين العراقي والسوري, وحتى الخليجي! وفي ظل حصار دولي محكم وشديد و محدودية للموارد ما إنعكس على وضعية المواطن الإيراني!  انتقال السلطة للتيار الإصلاحي لايعني أبدا نزع أنياب ومخالب المحافظين! كما أنه لايعني أبدا أن إيران ستخرج سريعا من عزلتها ومغادرة ملفاتها التورطية السوداء. الوضع أعقد من ذلك بكثير وتجربة حكم الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي عام 1997 لم تسفر أبدا عن تعديل نهائي وشامل لرؤية النظام الإيراني الاصلاحية, بل كانت مرحلة عابرة اقتضتها الضرورة التي تعيد إنتاج ذاتها حاليا!

المحافظون و المتشددون هم من يدير عجلة الدولة الإيرانية من خلال مؤسسات المخابرات (اطلاعات) والحرس الثوري, ومكتب الولي الفقيه بسلطاته »السوبرمانية«, التي لاحدود لها والتي تجعل من منصب الرئيس مجرد لعبة أطفال أو منصب شكلي لذر الرماد في العيون, ومحاولة تجنب أحداث انتفاضة شعبية إيرانية أو ربيع إيراني جديد يعيد رسم المشهد الإيراني داخليا وخارجيا.                              

الحكم على جدية وفاعلية تعهدات الرئيس الإيراني الجديد الانتخابية يتم من خلال متابعة الاجراءات التنفيذية التي سيقوم طاقمه بها وسيطول إنتظارنا لأي تغييرات محتملة في ملف التدخل الإيراني في سورية والذي إن لم يشهد تراجعا وانسحابا عسكريا إيرانيا من المشهد فإنه سيؤدي بحكم الضرورة الى تكرار التجربة السوفياتية في أفغانستان, وبما سيؤدي لانهيار النظام الإيراني بشكل حتمي وتحلله بالكامل وخروجه من التاريخ, رغم الدعايات الآيديولوجية والعقائدية الهزيلة. روحاني رغم شعاراته الانتخابية لن يجرؤ أبدا على اتخاذ أي قرار بشأن الملف السوري من دون أخذ رأي وموافقة الولي الفقيه, والذي يعتبر المعركة في سورية بمثابة حماية لنظامه وتعزيز للنفوذ, والهيمنة الإيرانية في الشرق! وتأكيدا على قوة وجدية مؤسسة الحرس الثوري, فالانسحاب الإيراني ورفع الغطاء عن نظام بشار الاسد وبما سيؤدي لاسقاطه الحتمي يعتبر ضربة وهزيمة ستراتيجية إيرانية غير مسموح بها لأنها تعني أساسا نهاية النظام وإطلاق رصاصة الرحمة عليه, ولربما هو أمر سيؤدي الى تقسيم إيران ذاتها... انتخاب روحاني في النهاية مجرد محاولة لتجديد خلايا وشرايين نظام متصلب , ولا يصح أبدا التفاؤل على تحقيق أي إنفراج أو تغيير في السياسة والمنهج الإيراني المثير للجدل... فهل سيعيد روحاني الروح والحياة لقيم الثورة الإيرانية ? أم أنه مجرد لعب في الوقت الضائع ? الولي الفقيه وحده هو من يمكنه الإجابة عن هذا السؤال المحرج .

 

فوز روحاني ... والملف النووي

د. عبدالعظيم محمود حنفي/السياسة

جرت الانتخابات الرئاسية الايرانية يوم الجمعة الماضي, وحظيت بالترقب, لانها تأتي بعد انتخابات عام 2009 والاحتجاجات التي قادتها المعارضة الايرانية بحجة تزوير الاصوات, والجدال العنيف الذي ثار في الغرب: هل كان على الرئيس  الأميركي باراك اوباما اقتناص الفرصة التاريخية و تقديم دعم اقوى وفعال للمعارضة لاضعاف النظام الايراني وبرنامجه النووي? كما اتاحت احتجاجات 2009  تشكيك الغرب في الشرعية السياسية للنظام الايراني برمته, مما حدا بادارة اوباما منذ ايام  الى رفع عقوبات كانت مفروضة على شركات تريد بيع هواتف نقالة وحواسيب نقالة وبرامج تشفير وغيرها من التقنيات إلى عامة الإيرانيين, ." مما حدا بالقيادة الايرانية الى اعتبار التصويت في انتخابات الرئاسة بمثابة رد على الغرب وتحد له بل اعتبار ذهاب الناس للتصويت بكثافة  بمثابة تصويت على الشرعية السياسية  للنظام. وكانت المفاجأة في فوز الشيخ حسن روحاني برئاسة الجمهورية من الجولة الاولى,  والرجل حظي بدعم تحالف الرئيسين السابقين محمد خاتمي الاصلاحي وعلي اكبر هاشمي رفسنجاني المعتدل,  رغم ان الاستطلاعات كانت ترجح فوز باقر قاليباف عمدة طهران  الذي كان تعرض لانتقادات المعارضة التي رأت في أساليبه عندما كان قائداً للشرطة نوعاً من القسوة والتجاوز, ودوره أيضاً في إخماد الاحتجاجات الواسعة التي عمت إيران عام 2009 .

ماذا يعني فوز روحاني, هل هو فوز للاصلاحيين وهزيمة للمحافظين? لا يمكن قول ذلك . فهو ابن الثورة الايرانية وهو من المحافظين حصل على الماجستير والدكتوراة في بريطانيا, وهو لم يكن خيار الاصلاحيين, بل ان خيارهم كان  محمد رضا عارف نائب الرئيس السابق خاتمي وقد رشح الاصلاحيون السيد محمد رضا عارف نائب خاتمي ولما ثبت ضعف شخصيته اتجهوا الى تأييد الشيخ حسن روحاني, (64 عاماً) و هوعضو سابق في البرلمان الإيراني, كما عمل ممثلا لمجلس الخبراء وعضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام والأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لأكثر من 16 عاماً. إضافة إلى ذلك  كان يشغل روحاني منصب رئيس المركز الستراتيجي لمجمع تشخيص مصلحة النظام, ومن ثم فهو في مرتبة وسطى ملائمة للجميع للاصلاحيين والمعتدلين, ولا يغضب المحافظين, وقد ارتبط اسم روحاني بالموضوع النووي الإيراني, وهو مقرب من هاشمي رفسنجاني, وشديد القرب من التشكيلات الدينية الأصولية وهي جمعية رجال الدين المناضلين .فالرجل تم اختياره لتخليص ايران من المعضلة النووية, فأثناء مناظرة رئاسية أجريت أخيراً, انتقد المفاوض النووي الحالي سعيد جليلي, رئيس المفاوضين السابق في عهد الرئيس محمد خاتمي- حسن روحاني لعدم إبدائه موقفا قويا حيال هذه المسألة. وقد أكد روحاني أنه خلال مدته في المنصب, تمكن برنامج إيران النووي من تحقيق تقدم من دون إثارة مخاطر صدور قرارات من الأمم المتحدة ضد النظام. بيد أن جليلي قال إن روحاني تجنب العقوبات على حساب إيقاف تخصيب اليورانيوم وعجز عن المقاومة. وهذا التحول من- سياسة نووية أقل "مقاومة" إلى نهج عدم التنازل- يبدد ان هذا النهج رفضه الايرانيون واختاروا نهج روحاني, الذي كان اختياره لابداء مرونة في الملف النووي الايراني, وان  المرشد الأعلى يرغب في إبرام اتفاق مع الغرب, وأقول ذلك ليس لأن روحاني قادر على إبرام أي اتفاق من تلقاء نفسه- إذ كان يتحتم أن يحظى أي اتفاق يمكنه التوصل إليه بقبول المرشد الأعلى- ولكن لأنه يعني ان  المرشد الأعلى مهتماً بالتوصل إلى اتفاق, و يرغب في خلق صورة بالقبول الواسع لها مسبقاً, وبدلاً من وضع بصمته عليها فقط, يرغب, أيضاً,  في توسيع دائرة صنع القرار لتقاسم المسؤولية, كما سيمهد الطريق من خلال وجود شخص مثل روحاني  يترأس مجموعة من شأنها إيضاح الأمور بشكل مفصل للتوصل إلى تفاهم.

إن تاريخ روحاني  كمفاوض سابق ذي تعليم مدني  يقيم علاقات مع " النخبة عموماً عام, سوف يصب في صالحه للاضطلاع بهذا الدور, فروحاني قدم برنامجا اقتصاديا معقولا في ظل اشتداد العقوبات الاقتصادية على ايران حيث انخفضت صادرات النفط في الأشهر الأخيرة إلى نحو خمسين في المئة, كما فقدت العملة الوطنية خلال عامٍ واحدٍ نصف قيمتها, ولا توجد عمليًا علاقات مصرفية مع الخارج, ما يحول دون وصول النقد الأجنبي إلى إيران, كما تحتل إيران اليوم المركز الثالث على قائمة الدول العشر التي تعاني أعلى معدلات تضخم في العالم, فقد ارتفع التضخم في نهاية عام 2012 إلى 27 في المئة, وانخفض الناتج المحلي الإجمالي الإيراني في السنة نفسها بنسبة 1.4 في المئة, ومن المتوقع أن يواصل انخفاضه في عام 2013 بنسبة 1.3 في المئة. وكل هذا يعرض النظام الى  مخاطر وقوع اضطراباتٍ اجتماعية.وانتخاب حسن روحاني  يمكن ان يحل تلك الاشكالية المرتبطة بالاساس بالمعضلة النووية, لكن لا تغيير دراماتيكياً انما هو اسلوب واكثر نعومة واكثر سلاسة واكثر مرونة, ولكن الثوابت الاساسية باقية من دون تغيير.

خبير في الشؤون السياسية والستراتيجية

 

المزاج الإيراني

علي إبراهيم/الشرق الأوسط

قد يكون انتخاب حسن روحاني المحافظ المعتدل أو البراغماتي الذي توحدت حوله قوى الإصلاحيين في انتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة، مفاجأة كما تحدثت تقارير غربية كثيرة تحاول تحليل ما إذا سيكون هناك تغير في إيران، لكن في الحقيقة كانت هناك مقدمات تقود إلى تلك النتيجة. ولعل في مظاهر الابتهاج والفرح العارم التي شهدتها مدن إيران خاصة من أفراد الطبقة الوسطى وبينها العاصمة طهران بعد إعلان النتيجة، ونسبة الإقبال العالية من الناخبين تقدم بعض التفسيرات أهمها أن هناك مزاجا متغيرا في إيران يختلف عن آخر انتخابات جرت في 2009 التي شهدت بعدها موجة احتجاجات ضخمة اقتربت من حد الانتفاضة، وجرى التعامل معها بعنف شديد، ولا يزال بعض رموزها مثل موسوي وكروبي قيد الإقامة الجبرية حتى الآن. المزاج في هذه الانتخابات يبدو أنه براغماتي أو عملي لدى الناخب الإيراني؛ فروحاني القادم من قلب مؤسسة الحكم الإيرانية ليس إصلاحيا بمعنى الكلمة، وقد يكون أقرب إلى فريق المحافظين، لكن مواقفه السياسية وتصريحاته قبل الانتخاب وبعده تعكس واقعية ورغبة في مد الجسور مع العالم الخارجي، وتخفيف قبضة السلطة على الداخل، وقد اتخذ الناخب الإيراني الراغب في السير إلى الأمام، ولا يوجد أمامه بديل آخر، قراره من خلال نسبة التصويت المرتفعة بالاقتراع لصالح المرشح الأكثر انفتاحا من قلب المؤسسة والذي يستطيع أن يتعامل مع مفاتيح السلطة والقرار فيها، فهو لديه علاقات قوية مع صاحب القرار الأول المرشد الأعلى علي خامنئي. كما أنه كان في وقت سابق رئيسا لمجلس الأمن القومي، كما كان في إحدى الفترات مفاوضا نوويا.

وقد عكست كل التقارير الواردة من إيران أن الاهتمام الأول للناخب الإيراني هو الوضع الاقتصادي الذي شهد تدهورا نتيجة العقوبات الاقتصادية المتزايدة بسبب الملف النووي وعدم حدوث تقدم في المفاوضات مع القوى الكبرى بشأنه، فضلا عن شعور متزايد بالرغبة في فك العزلة التي تواجهها إيران على الصعيد الدولي.

خارجيا ما يهم العالم دوليا وإقليميا بالنسبة إلى سياسة الرئيس الجديد ملفان؛ الأول هو ملف تخصيب اليورانيوم، والشكوك في أنها تسعى إلى إنتاج أسلحة نووية أو على الأقل امتلاك القدرة على ذلك، والثاني السياسات الإيرانية الإقليمية في سوريا ودول أخرى والتي تثير الاضطراب والقلاقل في المنطقة، ولا تساعد على الاستقرار.

مشكلة روحاني أن الوقت قصير، والعالم يريد ردودا سريعة، فبينما هو سيتسلم منصبه في أغسطس (آب)، فإنه لا بد أن يكون هناك بوادر سريعة على إمكانية التحرك إلى الأمام في هذا الملف، وقد صدرت تصريحات كثيرة على أن العام الحالي هو عام الحسم في هذا الملف بما تحمله هذه الكلمة من دلالات، كما أن الملف السوري وصل إلى ذروة ساخنة، ولو انزلقت إيران أكثر فيه فإنها تكون في طريق مواجهة وليس التصالح أو مد الجسور.

المشكلة الأخرى أن القرار النهائي فيما يتعلق بالملفات الحساسة مثل النووي أو التدخلات الإقليمية ليست في يد الرئيس بل المرشد، وحتى الرئيس أحمدي نجاد صرح قبل أيام بأن الملف النووي لم يكن من صلاحياته، فهل يستطيع روحاني أن يُحدث تأثيرا فيه. لكن فترتي الرئاسة السابقتين للرئيسين رفسنجاني وخاتمي أثبتتا أن الرئيس يمكن أن يكون له بصمته الخاصة على السياسة الخارجية، والداخلية، كما أن فترة حكم أحمدي نجاد أثبتت أن المحافظين والإصلاحيين لم يتمكن أي فريق منهما من فرض أجندته كاملة، فضلا عن الخلاف المستعر بين أحمدي نجاد والبرلمان.

الأسابيع وليس الشهور المقبلة ستظهر ما إذا كان هناك تغير حقيقي في المزاج بين النخبة الحاكمة في إيران يعكس رغبة الشارع في الانفتاح والتخلص من العقوبات الاقتصادية، وما إذا كانت هناك دلالات لشفافية الانتخابات، وعدم ضغط المؤسسة الحاكمة لتوحيد المحافظين وراء مرشح واحد، أم أن كل ذلك سراب؟

 

كلّهم خامنئي

الياس حرفوش/الحياة

الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٣آمال كثيرة، في العالم العربي وخارجه، معلّقة على انتخاب حسن روحاني رئيساً جديداً لإيران. السبب الأساسي أن هناك رغبة لدى الجميع في الخروج من مأزق المواجهة القائم بين إيران وجيرانها، وبخاصة في منطقة الخليج، والذي أضيف إليه الآن الدور الذي تلعبه إيران في الأزمة السورية دعماً لنظام بشار الأسد. أما من جانب الغرب، فهناك الرغبة في الوصول إلى تسوية للملف النووي تسمح بتجاوز الأزمة القائمة بين الطرفين، والتي تهدد بمواجهة مسلحة إذا لم يتم التوصل إلى حل لها.

غير أن تضخيم الآمال، إذا لم يكن مستنداً إلى واقع، فإنه يقود في معظم الأحيان إلى الخيبة. وهو ما اكتشفه العرب والعالم مع رئاسة محمد خاتمي الذي اصطدم بالقبضة الحديدية التي تمسك بالقرارات المصيرية، والتي تدعى علي خامنئي. لهذا السبب من الضروري البحث في مدى واقعية الآمال المعلقة على حسن روحاني، وحجم التغيير الذي يستطيع إحداثه في نهج الجمهورية الإسلامية.

يأتي روحاني من داخل المؤسسة الدينية الإيرانية. بهذا المعنى ليس معروفاً عنه أن لديه تحفظات كبيرة على سلوك هذه المؤسسة، لا في مواقفها العدائية للأصوات المعارضة، ولا في سياساتها الخارجية. لقد اتخذ روحاني مثلاً موقف الصمت المطبق حيال القمع الذي تعرضت له «الثورة الخضراء» في إيران عام 2009، بعد عملية التزوير التي حصلت في انتخابات ذلك العام وأعادت أحمدي نجاد إلى الرئاسة. وأمس قطع روحاني مؤتمره الصحافي بشكل مفاجئ، عندما وقف أحد الحاضرين يهتف مطالباً بإطلاق المرشح الخاسر في تلك الانتخابات مير حسين موسوي، الموضوع تحت الإقامة الجبرية. وذلك على رغم أن روحاني وعد خلال حملته الانتخابية بالعمل على إطلاق السجناء السياسيين.

فوق ذلك لم يتردد روحاني في اعتبار الانتخابات الأخيرة التي أوصلته إلى الرئاسة «ملحمة عظيمة تستدعي احترام العالم للشعب الإيراني». كما عبر عن «امتنانه للمرشد الأعلى» واعتبر نفسه «ابنه الأصغر». و «الملحمة العظيمة» التي يفتخر بها روحاني هي تلك الانتخابات التي تم استبعاد هاشمي رفسنجاني من الترشح لها بحجة أنه غير مؤهل. ولعل إيران هي البلد الوحيد في التاريخ الذي يكون فيه الرجل المؤتمن على «مصلحة النظام» غير جدير بالترشح للرئاسة في هذا النظام. وهو ما دفع رفسنجاني إلى وصف قيادات إيران بالجهل، قائلاً: لا أتصور أنه كان يمكن أن تدار إيران بشكل أسوأ من هذا! أما إذا كان صحيحاً أنه كانت لروحاني بعض المبادرات الإيجابية لتحسين العلاقات مع دول الخليج عندما كان أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي في التسعينات من القرن الماضي، فان هذه المبادرات سرعان ما انهارت وانكشف عدم جديتها من خلال الدور الذي لعبه «الحرس الثوري» الإيراني بدعم خلايا مسلحة ارتكبت أعمالاً إرهابية في عدد من تلك الدول.

وبالنسبة إلى الموضوع النووي، فقد كان أول تصريحات روحاني في مؤتمره الصحافي أمس مثيراً للدهشة وسط الأجواء الإيجابية التي أحيط بها انتخابه. فقد كرر المواقف التي كان يتخذها أحمدي نجاد، وقال إن «زمن» المطالب الغربية لوقف تخصيب اليورانيوم «قد ولى». وطالب الولايات المتحدة بالاعتراف بحقوق إيران «لا سيما بالحقوق النووية». ووصف العقوبات المفروضة على بلاده بسبب برنامجها النووي بـ «الظالمة وغير المبررة». لقد سمحت المؤسسة الحاكمة في إيران، والمتمثلة بالمرشد الأعلى وبالحرس الثوري بفوز حسن روحاني، باعتباره مرشح «الإصلاحيين»، كي تتفادى ردود الفعل التي واجهتها عملية التزوير في الانتخابات السابقة، وكي تعطي انطباعاً أن النظام الإيراني قوي وقادر على استيعاب الأصوات «المعارضة». لهذا سارع خامنئي إلى الإشادة بالانتخابات الأخيرة، واعتبرها «تصويتاً للجمهورية الإسلامية وتصويت ثقة في النظام».

لكن المؤسسة الإيرانية تعرف روحاني وتعرف الحدود التي يستطيع التحرك ضمنها، وخصوصاً في القرارات المهمة المتعلقة بالسياسة الخارجية وبالموضوع النووي. فهذه الحدود هي التي دفعت محمد خاتمي إلى التردد في ترشيح نفسه للرئاسة مرة أخرى، لأنه أدرك أن تغيير الرؤساء في إيران بلا معنى طالما أن الصلاحيات الأساسية هي في مكان آخر أعلى من الرئيس.

لقد كان حكام إيران الفعليون «أذكياء» إلى درجة تمرير حيلة الانتخابات الأخيرة وإقناعنا باحترام «ديموقراطيتهم». غير أننا يجب أن نكون كذلك على درجة من الذكاء بحيث لا تنطلي علينا هذه الحيلة، فلا نصدق وهم التغيير في السياسات الإيرانية قبل أن نرى دلالات حقيقية على هذا التغيير.

وبانتظار ذلك فان ما أمامنا يشير إلى أن كل القيادات في إيران ليست سوى صدى لما يريده خامنئي. أما المخالفون فهم جالسون في بيوتهم أو في المعتقلات.

 

روحاني والمرشد والمفتاح

غسان شربل/الحياة

الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣حسناً فعل المرشح حسن روحاني حين اختار المفتاح رمزاً لحملته. فالأبواب موصدة والأفق مسدود. ولعله أراد من الرمز إعادة إضاءة قناديل الأمل لدى الجيل الشاب من الإيرانيين الذين لم يعد يكفي لإقناعهم النفخ في جمر الثورة والتنديد بـ «الشيطان الأكبر». في الكتابة عن إيران لا بد من الحذر. ولا بد من الإكثار منه. سجادة الديموقراطية الإيرانية محبوكة بعناية تحت عباءة الولي الفقيه. سجادة منسوجة بإحكام ولا تسمح للخيوط الغريبة والمسمومة بالتسلل. مؤسسات الجمهورية الإسلامية تسمح بالاختلاف في التفاصيل لا في الجوهر. قمع «الثورة الخضراء» كان قاطعاً. أجهضت إيران ربيعها قبل هبوب رياح الربيع التي اقتلعت آخرين.

حسن روحاني ابن شرعي للثورة الإيرانية. انضم إلى الخميني الذي كان يستعد للعودة إلى بلاده واقتلاع نظام الشاه. جال في أروقة الجمهورية الإسلامية. في البرلمان والمجالس وملفات الجيش والإعلام والأمن القومي. نسج علاقة قوية مع هاشمي رفسنجاني وحاز ثقة محمد خاتمي الذي اختاره لقيادة التفاوض مع الغرب في الملف النووي. كانت إقامة محمود أحمدي نجاد طويلة ومكلفة. صحيح أنها حققت «فتوحات» في العراق وسورية ولبنان. لكن الصحيح ايضاً أنها انتهت بما انتهت إليه. عقوبات تنهك الاقتصاد الإيراني. العملة تراجعت والبطالة ازدادت. المواجهات تصاعدت والعزلة تفاقمت. ولأن روحاني ابن النظام فإنه يعرف أن الرئيس ليس صانع سياسات خصوصاً حين يتعلق الأمر بالملف النووي والسياسة الخارجية. في الملفات الكبرى الأمر شديد الوضوح: ان المفتاح ينام في أدراج المرشد. لا يحتاج الوضع الاقتصادي الى شرح. أرقام الخسائر منشورة على حبال الإنترنت. التوتر مع الغرب واضح للعيان. التورط في سورية باهظ التكاليف. لا بد لإيران من ضخ مبالغ هائلة لتمكين النظام الحليف في دمشق من متابعة الحرب. انخراط «حزب الله» في المعركة يرفع بدوره الأثمان السياسية والاقتصادية. تبدو إيران في صورة من اندفع الى معركة حياة أو موت. كأنها تقامر بكل رصيدها. لا مبالغة في هذا الكلام. عزلتها في الإقليم واضحة. تفاقم النزاع السني - الشيعي ينذر بقيام أسوار وأسوار حولها. ثمة من يعتقد أنها توسعت أكثر من قدرة اقتصادها على الاحتمال. وأنها ترتكب حالياً ما ارتكبه الاتحاد السوفياتي ذات يوم.

فوز رئيس يوصف بالتعقل والواقعية والاعتدال يساهم بلا شك في تحسين صورة نظام لحقت به أضرار فادحة بفعل انخراطه في الحرب الدائرة في سورية. يعرف روحاني ذلك. ويعرف ما فعله النظام بخاتمي. وما فعله ايضاً برفسنجاني. لكن الوضع اليوم أصعب وأخطر. لم يحدث لإيران أن عانت من العزلة التي تعانيها اليوم. مواصلتها السير في نهجها الحالي مفتوحة على أخطار أمنية وسياسية واقتصادية. استقالتها من تعهداتها السابقة ستشبه فعلاً تجرع كأس السم أو أكثر. في ظل هذه الصورة القاتمة رفع حسن روحاني المفتاح رمزاً. خاض المعركة وفاز. تفوق اللون البنفسجي من الدورة الأولى. تصريحاته للتلفزيون الإيراني تؤكد نياته. اعتبر فوزه «انتصاراً للحكمة وانتصاراً للاعتدال وانتصاراً للنمو والوعي على التطرف والعصبية». تحدث عن أمل وعن فرص جديدة. لكن الامتحان لن يتأخر. هل صحيح أن من حق الرئيس الإيراني أن يشهر المفتاح أم أن الرئيس هو كبير الموظفين في مكتب المرشد؟ هل سلم المرشد بأن النظام يحتاج الى فتح نافذة أم أن المتشددين سيسارعون الى تذكير روحاني بأن الأبواب لا تفتح إلا بمفتاح المرشد؟ لا بد من الانتظار للتعرف إلى أسلوب روحاني وحكاية المفتاح وخطوط التماس الجديدة بين الإصلاحيين والمعتدلين من جهة والمتشددين وحراس الهيكل من جهة أخرى. لكن الغيوم التي تتلبد في أجواء الإقليم قد لا توفر لروحاني رفاهية البحث الهادئ عن المفتاح وفرص استخدام التفويض الممنوح له، فقد نستيقظ ذات يوم على لهيب حريق كبير.

 

لماذا روحاني؟

عبدالله إسكندر/الحياة

الأربعاء ١٩ يونيو ٢٠١٣عمد الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، في مؤتمره الصحافي الأول، الى تحديد مضمون وظيفته الجديدة، أكثر من إعلان برنامج حكم. فالرجل الخبير في آليات الحكم الإيراني وكيفية صناعة القرار فيه يعرف جيداً ان برنامج الحكم يُصنع في مكان آخر غير رئاسة الجمهورية. لقد كرر روحاني، متعمداً، المواقف الإيرانية المعروفة من كل الملفات الحارة. ليزيل كل الأوهام التي ارتبطت بانتخابه رئيساً سيدخل تغييراً على السياسة الإيرانية. في المقابل أسهب الرجل في القضايا المعيشية للشعب الإيراني، ما يعني ان هذا الموضوع سيكون العنوان الأساسي لولايته الرئاسية. لا ينتمي روحاني الى الصف الاول من رجالات التيار المحافظ الذي برز في ظل رئاسة محمود أحمدي نجاد. وقد مارس دوراً علنياً اساسياً في ظل رئاسة محمد خاتمي، ما دفع بعض المحللين الى وضعه في صف التيار «الاصلاحي - المعتدل». وما شهدته انتخابات الرئاسة والاشاعات عن قرار في المجلس الدستوري باستبعاده، كل ذلك عزز صورة المرشح المناهض للتيار المحافظ. واذا كانت ثمة دلالة في انتخاب روحاني من الدورة الأولى فهي التوق الشعبي الايراني من اجل التخلص من ادارة لا تظهر اي اهتمام بمعاناتهم المعيشية والحياتية وتقف بعناد في مواجهة طموحهم الى الانعتاق. فكان هذا الانتخاب بمثابة تلبية لطموحات شعبية، او على الأقل نظر اليه الناخب الايراني على انه كذلك. في موازاة ذلك، أبدى مطبخ القرار الارتياح الى حسم معركة الرئاسة من الدورة الاولى لمصلحة روحاني. يصعب الاعتقاد بحصول تزوير من اجل الحصول على هذه النتيجة، لكن وصول روحاني، بصفته «الاصلاحي - المعتدل»، يوفر لمطبخ القرار فسحة من الوقت يحتاج اليها بإلحاح، سواء في مواجهة الحركة المطلبية والاحتجاجية الداخلية او في مواجهة ملفات الخارج، خصوصاً الملف السوري والعلاقة مع دول الخليج والملف النووي. وفور إعلان النتيجة الذي جاء بسرعة غير معتادة، حصل مطبخ القرار الايراني على ما يريد من وقع فوري لنبأ انتخاب روحاني. اذ جرى اعتبار ان الوضع المتأزم مع ايران يعود الى ادارة محمود احمدي نجاد المتشدد، وان رئيساً معتدلاً سيدخل تعديلات على هذه السياسة المتشددة. وسعى روحاني نفسه الى ترويج هذا الانطباع، في مؤتمره الصحافي، بإشارته الى الاتفاق الأمني مع السعودية والذي وقعه شخصياً، لكنه لم يرغب في دفع هذا المنطق الى نهايته والحديث عن نتائج مثل هكذا اتفاقات عندما تكون الملفات تعالج في مكان آخر، بدليل كمية الاختراقات الاستخباراتية والامنية الايرانية في المنطقة والتي تلغي نتائج اي اتفاق. هكذا احتاج مطبخ القرار الايراني الى وجه يمكن «عرضه للبيع»، بدل الوجوه المحروقة مثل جليلي او قاليباف او ولايتي، وهي وجوه محروقة في الداخل وفي الخارج ايضاً. في الداخل كان لوصول شخصية موصوفة بالمحافظة ان تشعل الاحتاجاجات الداخلية، كما حصل لدى اعادة انتخاب احمدي نجاد. وفي الخارج، لن يكون لهؤلاء اي صدقية في الحديث عن تغيير. مطبخ القرار في ايران يعبر عنه المرشد علي خامنئي، لكن قوته تكمن في التحالف بين مؤسسة «الحرس الثوري» (العسكرية - الامنية) والمؤسسة الدينية (السياسية - الايديولوجية). ويعود امر البت في كل الملفات الى هذا المطبخ. وروحاني يشكل في شخصه نقطة تقاطع المؤسستين، مع اضافة نكهة الاعتدال والديبلوماسية الناعمة التي تحتاج اليها ايران حالياً لالتقاط الانفاس في مواجهة الضغوط من كل صوب.

 

تغيير في سورية بعد فوز روحاني وتحرك أوباما؟

جورج سمعان/الحياة

دخلت الأزمة السورية منعطفاً جذرياً بفعل جملة من التطورات. أولها سقوط مدينة القصير التي كشفت حجم التدخل الإيراني عبر «حزب الله». وثانيها إقرار واشنطن، بعد تمنع أو تهرب، بأن النظام استخدم السلاح الكيماوي. ثم فوز الإصلاحي المعتدل حسن روحاني برئاسة الجمهورية في إيران طاوياً ثماني سنوات من حكم المحافظين. تحولات تستدعي بالتأكيد تغييراً في قواعد اللعبة. فالإدارة الأميركية قررت تسليح المعارضة نزولاً عند رغبة كثير من حلفائها في أوروبا والمنطقة. في حين بدأ يلوح اصطفاف سنّي، ديني وسياسي، يدعو إلى مواجهة مع «الهلال الإيراني» في المنطقة. وهذا ما ينذر بمشهد جديد في الساحة السورية: التوجه نحو تسعير أجواء الحرب الدينية المذهبية بين إيران ودول عربية عدة فضلاً عن تركيا. والتوجه أيضاً نحو تسعير للحرب الباردة القائمة بين أميركا وروسيا التي تريد أن تحتفظ بوجودها العسكري في الشرق الأوسط أياً كان الثمن. سورية أمام ثلاثة أنواع من الحروب. وليس هذا جديداً. فالقتال في الداخل جرّ إلى اصطفافات داخلية عميقة. واستدعى تالياً تدخلات واصطفافات خارجية، إقليمية بين إيران وحلفائها من جهة وعدد من الدول العربية وعلى رأسها الخليجية وتركيا من جهة أخرى. وتدخلات دولية أميركية وروسية وأوروبية. ولا يقتصر تدخل هذه الدول والقوى على مناصرة هذا الفريق أو ذاك بمقدار ما يستهدف تعزيز مواقع المتدخلين وأوراقهم في الصراع القائم في المنطقة، وهو أساساً بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة، ومن يقف خلف هذه أو تلك. ولكن، مهما بلغت حدة العوامل الخارجية تبقى الكلمة الفصل لقوى الداخل.

التغييرات في العالم بعد سقوط الحرب الباردة قبل عقدين ونيف، وبعد هبوب عواصف التغيير في العالم العربي، نقلت الشعوب من الهامش إلى صلب الفعل والتأثير في صنع قراراتها ومستقبلها. لذلك، مهما بلغ حجم الحضور الإقليمي والدولي في الساحة السورية، ستظل للقوى الداخلية الكلمة الأولى في توجيه الأحداث وتحديد مسارها ومآلها. من هنا، تتبدى صعوبة دفع هذه القوى إلى طاولة البحث عن تسوية سياسية. وقد تظل هذه التسوية بعيدة المنال، أقله حتى نهاية ولاية الرئيس بشار الأسد منتصف العام المقبل. فإذا كان الدعم الذي قدمته روسيا وإيران وحلفاؤهما إلى النظام سهل عليه تحقيق تقدم عسكري على معارضيه، فإن قرار أميركا وشركائها تسليح المعارضة قد لا يرقى إلى أبعد من إعادة التوازن على الأرض. وهي عملية تستغرق وقتاً ليس بقليل.

الحسابات الإقليمية والدولية قد لا تحقق المبتغى سريعاً، كما يتوقع بعضهم. بل ربما عجلت في سباق تسلح غير مسبوق، على رغم إدراك جميع اللاعبين أن الأزمة لن تحل في الميدان أو بالحسم العسكري مهما طال الزمن واستعرت الحروب. والرهان على التجارب السابقة ليس في محله. لقد تبدلت جذرياً قواعد الحرب الباردة، مثلما تبدلت قواعد الحروب الدينية، أو لنقل تجربة أفغانستان وهزيمة السوفيات فيها. فلا روسيا تؤهلها الجغرافيا والاقتصاد لتكرار تجربة الاتحاد السوفياتي. ولا الولايات المتحدة قادرة على أداء دورها القديم في ضوء أزمتها الاقتصادية وأزمة شركائها الأوروبيين، وصعود قوى دولية فاعلة في آسيا وأميركا اللاتينية. حتى لا نتحدث عن الظروف الجديدة التي خلقتها أسلحة العولمة الجديدة من الثورة التقنية إلى تداخل اقتصادات الدول وسقوط الحدود التقليدية ومعها السيادات الوطنية، وهو حديث يطول.

إضافة إلى هذه المعطيات، لا تشبه ظروف الأزمة وطبيعتها في سورية ما كانت عليه تجربة أفغانستان أو حتى قبلها تجربة فيتنام، وإن تحول الإقليم كله ساحة مواجهة. فلا إيران وحلفاؤها قادرون على إلغاء المكون السنّي الواسع والراجح في سورية أو العراق ولبنان، مهمات حشدت من «حرس ثوري» و «عصائب» و «أحزاب». ولا الدعوة السنّية الدينية والسياسية قادرة على تكرار تجربة «الجهاد» في أفغانستان وإلغاء مكونات شيعية وعلوية وغيرها من مكونات هذه البلدان الثلاثة مهما توجه إليها من قوى متشددة أو سلاح. فلا هذه ولا تلك جاليات أجنبية أو قوات احتلال. فكيف يمكن توافر الحسم لهذا الفريق أو ذاك؟ كيف يمكن أن تلحق طائفة من الطوائف، من بيروت إلى بغداد مروراً بدمشق، هزيمة بطائفة أخرى تهددها بالاقتلاع الكامل؟ وكيف يمكن تالياً أن يلحق المشروع الأميركي مثلاً هزيمة كاملة بمشروع كل من روسيا وإيران؟ أو كيف يمكن طهران أن تلحق هزيمة بخصومها الكثر أو أن تحلم بالسيطرة على المشرق العربي وخليجه؟

اقتلعت رياح التغيير في العالم العربي أركان النظام الإقليمي، وبدلت صورة المشهد السياسي علاقات ومصالح وتحالفات. ومن المبكر الجزم بالصورة الجديدة التي ستتشكل. لقد بدا واضحاً في البدايات أن ثمة قطبين رئيسين في المنطقة هما تركيا وإيران ستكونان أكبر المستفيدين من مآل تحولاته هزت أركان الدول العربية التي هبت عليها العاصفة أو تلك التي طاولتها الارتدادات. والذي دفع الدول الكبرى إلى إعادة النظر في استراتيجياتها وشبكة علاقاتها ومصالحها. فالجمهورية الإسلامية وجدت في سقوط أنظمة عربية موالية لواشنطن ضربة للمشروع الأميركي في المنطقة. في حين راحت أنقرة تروج لنموذج حزب العدالة والتنمية مثالاً يحتذى، من شمال أفريقيا إلى بلاد الشام. ولكن، بعد مرور سنتين بدلت الأزمة السورية كل الحسابات والتوقعات.

تركيا شكلت في السنوات الأخيرة سداً منيعاً في مواجهة التمدد الإيراني، من انخراطها في قضية فلسطين إلى تقاربها مع كردستان ودعمها سنّة العراق، وأنظمة الحكم الجديدة في بلدان التغيير العربي. وعادت ركناً أساسياً في حلف «الناتو». وكانت أول المستقبلين لدرعه الصاروخية. لكنها اليوم بدأت تهتز تحت وقع أقدام المتحجين في ميدان تقسيم في اسطنبول وساحات المدن الأخرى. وبدأت تُسمع في خطابات قواها السياسية أصوات مذهبية. ولن يكون أمام حزب العدالة والتنمية سوى العودة إلى الداخل لمواجهة رياح التغيير الآتية.

أما إيران فمشكلتها مختلفة. تحاول منذ زمن تقليد التجربة السوفياتية بالخروج إلى ما وراء الحدود من دون الالتفات إلى الداخل وقدرته، اقتصاداً واجتماعاً وتنمية، على مواجهة إقليمية ودولية واسعة. انتشت بسقوط نظام «طالبان» الذي شغلها طويلاً بحديقتها الخلفية وحد من دورها في جمهوريات آسيا الوسطى. واكتملت نشوتها بسقوط نظام صدام حسين الذي شعرت معه بتهاوي كل الحواجز أمام تقدمها إلى العراق ثم نحو الخليج وشاطئ المتوسط. ولا شك في أن ما تشهده سورية والعراق ولبنان اليوم يشكل استنزافاً متواصلاً لقدراتها العسكرية، ولاقتصادها المتداعي بفعل الحصار والعقوبات. وستجد نفسها مع القرار الأميركي تسليحَ المعارضة السورية أكثر انشغالاً بالمستنقع السوري. وسيكون هذا القرار الملف الأول أمام الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني. فهل يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ويكرر تجربته في الملف النووي أيام الرئيس محمد خاتمي لينصرف إلى معالجة شؤون الداخل، أم يظل أسير السياسة السابقة التي أدارها المحافظون المتشددون، بقوة المرشد وقوة «الحرس»... حتى تواجه الجمهورية الإسلامية ما واجهه الاتحاد السوفياتي قبل عقدين ونيف؟ هل يواصل الرئيس روحاني التوكؤ على ما كان يسميه المحافظون مشروعاً سياسياً أو إسلامياً جامعاً؟ أم يلجأ إلى مرونة أكبر مع الغرب (في أزمة سورية وفي الملف النووي)، وإلى محادثات مباشرة محتملة مع الولايات المتحدة، كما وعد في حملته الانتخابية؟ لقد رفع الخصوم «هلالهم» بزاويتيه المذهبية والسياسية في وجه «الهلال الشيعي والقومي»، فهل تسقط المنطقة في أتون حرب مذهبية، ام يتقدم روحاني من العرب والخليجيين أولاً بخطاب وسياسة مختلفين في الملفين النووي والسوري؟

نجح المعتدلون والإصلاحيون في إيصال مرشحهم إلى الرئاسة الإيرانية. ومن المبكر توقع تغيير جذري وجوهري في مواقف طهران. ونجحت قوى الضغط في دفع الرئيس باراك أوباما إلى تغيير موقفه المتردد حيال الأزمة السورية من أجل إقامة توازن في الميدان العسكري. ألا يدفع هذان التحولان روسيا إلى إعادة النظر في مواقفها؟ «الربيع السوري» بدل قواعد لعبة التغيير في العالم العربي. فلا الحسم العسكري متوافر أو مسموح به، ولا التسوية بين الكبار القريبين والبعيدين قريبة. فما يطلبه هؤلاء الكبار من القوى السورية المتناحرة يجب أن يبدأوا به في ما بينهم. وإلى أن تكتمل صورة التحول في إيران وواشنطن، هل تتقدم سورية نحو التغيير، أم تبقى ومعها لبنان والعراق المتورطان في ساحتها، أسيرة خيار الانتظار ومواصلة القتل، أو خيار الفيديرالية والتقسيم على وقع التدخلات الخارجية؟

 

بالفيديو والصور.. مجموعة مسلحة تتبنى قتل الشبان الاربعة في جرود رأس بعلبك

 نُشر فيديو على موقع "يوتيوب" يظهر مجموعة من المقاتلين، أطلقوا على أنفسهم اسم "سرية المجاهدين المرابطة على الحدود السورية – اللبنانية" تبنوا عملية قتل الشبان الأربعة في وادي رافق - جرود رأس بعلبك.

وذكر أحد المقاتلين الملثمين في الفيديو أن "السرية تصدت لسيارة تابعة لحزب الله خلال محاولتها الدخول إلى الأراضي السورية، وتم قتل أربعة عناصر فيها"، وأظهر المقاتل مجموعة من الأوراق الثبوتية، معلناً أسماء القتلى وهم: شريف يوسف أمهز (اللبوة)، محمد كرامي جعفر (وادي رافق)، علي محمد علي حسن (بعلبك)، علي حيدر (النبي عثمان). ويشار إلى أن هناك اسماً واحداً لم يتطابق مع أسماء القتلى الأربعة المعلنة سابقاً، وهو علي محمد علي حسن. وفي فيديو آخر عرضت الأوراق الثبوتية بشكل واضح ، مع أسلحة، قيل أنها كانت مع الشبان الأربعة. وقد ارفق الفيديو المنشور بالبيان التالي: قامت سرية المجاهدين السورية المرابطة في جبال القلمون بنصب كمين ناجح في منطقة جرد راس بعلبك وتم بعون الله مقتل اربعة من الشبيحة التابعين لحزب الله الذين كانو يحاولون التسلل الى الاراضي السورية واغتنام كامل اسلحتهم وهم شريف يوسف امهز ومحمد كرامة جعفر  علي حيدر علي محمد علي حسن ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين

 

علوش لـ"السياسة": المذكرة لن تغير شيئاً لكننا لا نستطيع الوقوف مكتوفي الأيدي

 بيروت - "السياسة":  بعد تسليم قوى "14 آذار" رئيس الجمهورية ميشال سليمان مذكرة تطالب بانسحاب "حزب الله" من سورية ونشر الجيش على الحدود وإغلاق كل المعابر التي يتم منها تهريب المسلحين والأسلحة, قلل القيادي في "14 آذار" النائب السابق مصطفى علوش في حديث لـ"السياسة", "من أهمية التغيير الذي قد تحدثه هذه المذكرة, لأن من يملك السلاح, هو من يملك التغيير على الأرض وهو القادر على تبديل المواقف تبعاً للظروف".

وقال علوش "لا تغيير طالما أن حزب الله مصر على استمراره بتنفيذ مشروع ولاية الفقيه", معتبراً أن "الكرة الآن في ملعب حزب الله من الناحية الأمنية, ولكن ينبغي على "14 آذار" التي تخوض منذ بداية 2011 معركة الصمود, رغم ما تتعرض له من ضغوط وانتكاسات أمنية وعمليات اغتيال وأحداث فتن متنقلة في أكثر من منطقة, ألا تقف مكتوفة الأيدي ومتفرجة حيال ما يجري, حتى وإن كانت متأكدة من أن "حزب الله" يملك مفاتيح اللعبة في البلد, بمصادرته قرار السلطة وفرض الشروط التي يريدها". وأضاف "كان لا بد من رفع هذه المذكرة إلى رئيس الجمهورية والمطالبة بنشر الجيش اللبناني على طول الحدود بعد سحب جميع المقاتلين من سورية, من حزب الله أو غيره وإقفال هذه الحدود بشكلٍ محكم لمنع دخول المسلحين وتهريب الأسلحة إلى الداخل السوري, إضافة إلى تطبيق سياسة النأي بالنفس تطبيقاً كاملاً, بالفعل وليس بالقول, لأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي في نهاية الأمر إلى دمار لبنان, سيما وأن الفتنة المذهبية بدأت تطل برأسها في أكثر من منطقة".

 

الإيرانيون ليسوا أعداء وملكهم سايروس أول صهيوني في العالم  وبيريس لا يستبعد إجراء مفاوضات مع طهران

  لندن - يو بي آي: أعرب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس, عن تفاؤله في امكانية تحقيق السلام مع الفلسطينيين خلال حياته, كما أنه لم يستبعد إمكانية إجراء مفاوضات مع إيران.

وقال بيريس, الذي سيحتفل بعد أسابيع بعيد ميلاده الـ 90, في مقابلة مع صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية, إن "هناك أغلبية واضحة تدعم حل الدولتين, اسرائيل تعيش بسلام إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة", رافضاً الإعتقاد الشائع بأن الرأي العام الإسرائيلي أصبح أكثر استقطاباً وتطرفاً.وأضاف أن "هناك دائماً متشككون في الحياة ومن الصعب بالنسبة إلى البعض الإتفاق مع المتفائلين, ولكي تكون متفائلاً عليك أن تعمل بجد وأنا لدي الكثير من الصبر, وأن تكون مشككاً هو طبيعي أكثر لأنك لن تتفاجأ إذا حدث أمر خاطئ, لكنك ستتفاجأ أكثر إذا حدث شيء لطيف". وأصر بيريس على أن اتفاق أوسلو للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين "لم يمت, وكان بداية حاسمة لحل الدولتين والذي اصبح الآن محور الديبلوماسية الدولية, وحجر العثرة هو الهوة بينهما, لكن هذا يمكن سده بالمزيد من التفاوض". وبشأن ايران, قال الرئيس الاسرائيلي, الحائز جائزة نوبل للسلام, إن بلاده "لا تحمل كراهية طبيعية نحوها ويمكن أن تجلس وتتحدث معها, والإيرانيون ليسوا أعداءنا وليس لدينا شيء ضد طهران, وكان ملكها سايروس أول صهيوني في العالم ودعا الشعب اليهودي في ايران قبل 3000 سنة للذهاب إلى اسرائيل والإستقرار فيها وبناء المعبد الثاني, ولذلك لا أحمل أية كراهية حيال الإيرانيين". واضاف بيريس أن الحكام الإسلاميين الحاليين في ايران "عازمون على بناء قنبلة نووية وتدمير الدولة اليهودية, ومع ذلك لا توجد لدى اسرائيل نية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية من جانب واحد, لكنها تدعم السياسة الجيدة لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما القائمة على فرض عقوبات مكثفة إلى جانب الضغوط الديبلوماسية".

 

عضو الائتلاف الوطني السوري ميشال كيلو لـ «الراي»: مَن خطّطوا لمعركة «حزب الله» في سورية حكموا عليه بالموت

اعتبر أن خروجه لم يعد قراراً يتخذه هو بل أعداؤه وخصومه من السوريين الذين سيقضون على وجوده في لبنان

 بيروت - من ريتا فرج /الراي

 وصف عضو الائتلاف الوطني السوري ميشال كيلو تجربة الثوار في القصير بـ «البطولية» مشيراً الى أنه سيكون «هناك ألف قصير وقصير قبل أن يحدث تطور استراتيجي لصالح النظام» داعياً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى سحب «عناصره» من سورية.

وأشار كيلو، الذي فوجئ بحجم تورط «حزب الله» عسكرياً في سورية، الى أن «خروج الحزب لم يعد قراراً يتخذه هو، بل أعداؤه وخصومه من السوريين الذين سيقضون على وجوده في لبنان»، معتبرا ان «مَن خططوا لمعركة حزب الله في سورية حكموا عليه بالموت».

وإذ شدد على ضرورة مشاركة الائتلاف الوطني السوري في «جنيف 2» دعا المعارضة الى وضع خطة تقدم الى المؤتمر، مؤكداً أن الصراع في سورية «لم يعد محكوماً بالظرف السوري»، ومشيراً الى «تقصير أميركي فاضح» مشدداً على أن الموقف الدولي سيتغير مع «الاقتراب» من مؤتمر «جنيف 2».

«الراي» اتصلت بـ «ميشال كيلو» وأجرت معه الحوار الآتي:

• من المحتم أن يكون هناك ألف «قصير»  قبل أن يحدث تطور استراتيجي  لصالح النظام ويقوم كيان علوي ما

• النظام يراهن على التصدعات داخل المعارضة لدحر الثورة واحتوائها

• كيف قرأتَ تجربة القصير في صمودها وسقوطها؟

- كانت تجربة بطولية بيّنت عمق الثورة السورية، وتمسُّك مقاتليها بحقهم في مقاومة الظلم، وتصميم رجالها على مقاتلة كل مَن يحاول حرمانهم من ثمار نضالهم المرير والمكلف. أعتقد أن مَن دخلوا إلى المعركة فهموا ذلك، وعلموا أن انتصارهم لم يكن بلا ثمن، وأن مَن واجهوهم كانوا ثواراً حقيقيين، وإلاّ لما صمدوا طوال ثلاثة أسابيع ونيف أمام فرق متفوقة تفوقاً ساحقاً عليهم بالعدد والعُدّة.

• يرى البعض أن سقوط القصير تطور استراتيجي لتظهير معالم الكيان العلوي. ما رأيك؟

- لا ليس تطوراً استراتيجياً ولا علاقة له بمعالم ما تسمينه «الكيان العلوي». القصير معركة صغيرة ستكون ذات عِبر ونتائج داخلية وعربية ودولية كبيرة، ومن المحتم أن يكون هناك الف قصير وقصير قبل أن يحدث تطور استراتيجي لصالح النظام ويقوم كيان علوي ما.

• وقف حزب الله ضد الثورة السورية منذ اندلاعها رغم أنه طالب بالاصلاح لكن المعطى الجديد كان انتقال الحزب من لبنان الى سورية للقتال في القصير. ماذا يعني ذلك؟

- هذا يعني بكل بساطة أن إيران و«حزب الله» هما الآن الطرف الرئيس في القتال ضد الشعب السوري وفي قمع ثورته وتطلُّعه إلى الحرية. ويعني أنهما وضعا نفسيهما في مكان لا يحسدان عليه، وأن معركتهما في سورية لن تكون نزهة، وأنهما دخلا إلى فخ قاتل لن يخرجا منه سالمين، ويعني أن من خططوا لمعركة حزب الله في سورية حكموا عليه بالموت، ليس فقط لأنهم فضحوا وظائفه الحقيقية وارتباطه المعادي للحرية وللشعوب، بل كذلك لأن خروجه من سورية لم يعد قراراً يتخذه هو، بل يتخذه اعداؤه وخصومه من السوريين، الذين سيقضمون عافيته في سورية وسيقضون على وجوده في لبنان.

• قيل إنك كنت على اتصال بقيادة «حزب الله» عبر وسطاء في المرحلة السابقة. هل فوجئت بهذا الحجم من التورط العسكري للحزب في سورية؟

- طبعاً فوجئت كما فوجئ غيري. كنت أعتقد أن «حزب الله» سيساعد النظام، لأنه يتلقى أوامره من إيران التي تقاتل بكل وضوح إلى جانب النظام، لكنني لم أكن أعتقد أنه سيكشف ظهره أمام الاسرائيليين، كي يقاتل شعباً لطالما سانده ووقف معه وأيّده. كما لم أعتقد أن السيد حسن نصر الله سيقبل بتحويل المعركة في سورية إلى معركة طائفية اقليمية، وظننت دائماً أنه أكثر حرصاً على جماعته وسمعتها من أن يزجّ بها في مثل المأزق الذي دفع بها إليه، ولن تكون نهايته غير وخيمة بالنسبة له، إلاّ إذا كان يتوهم أن الأقلية تستطيع قهر الغالبية إلى الأبد، وأن التطورات ستبقى دائماً في صالحها، وأن العنف احتكار لطرف واحد وأنه يمكنه في زماننا إسكات الشعب وفرض العبودية عليه.

• ماذا تقول للسيد حسن نصر الله ما بعد سقوط القصير؟

- اقول له: هذه غلطة لن تتمكن من إصلاحها، إلاّ إذا انسحبتَ اليوم قبل الغد من سورية، وتركتَ نظام الأسد لأنه لا يستحق أن تدافع عنه.

ثمة من يعتقد أن القصير كانت أول الغيث في إعادة تبديل موازين القوى لمصلحة النظام بمؤازرة حزب الله. هل تخشى من بداية تهاوي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة العسكرية الواحدة تلو الأخرى؟

- ليست أول الغيث، ولن تغيّر الواقع على الأرض، وربما أدت إلى عكس ما كان يراد بها، والأيام والأسابيع المقبلة ستبين صحة هذا التوقع.

• هل دفعت القصير ثمن تواطؤ أميركي - روسي ما؟

- كان هناك تقصير اميركي فاضح، فهل نرى فيه ضرباً من المؤامرة مع الروس، لا أعتقد ذلك.

• يلاحظ تراخ في الموقف الدولي والاقليمي الداعم للثورة السورية ما أتاح لموسكو وايران بقيادة هجوم معاكس في سورية وعلى المستوى الديبلوماسي. أي أفق للوضع السوري في ضوء هذا المناخ؟

- سيكون هناك تبدل في الموقف الدولي مع اقتراب مؤتمر جنيف 2، وإلا تعرض الأميركيون لهزيمة أمام الروس، وإذا عقدوا تسوية معهم لن تكون لصالحهم.

لم تعد نتائج الصراع في سورية محكومة بالظرف السوري الداخلي في الدرجة الاولى، لذلك لا خوف من هزيمة الثورة لأن هزيمتها ستكون هزيمة لأميركا التي لم تقف معها بصورة جدية إلى اليوم، لكنها لم تتخل عنها تماماً أيضاً.

• هل عملية تعديل موازين القوى على الأرض هي محاولة لاقتياد المعارضة الى مؤتمر جنيف 2 على قاعدة الحد الأدنى؟

- لا ليست على قاعدة الحد الأدنى، بل على القاعدة الممكنة في صراعات معقدة كالصراع السوري المتشابك مع صراعات عربية واقليمية ودولية تتداخل فيها عوامل استراتيجية عليا مع عناصر طائفية منحطة.

• ما خطط الائتلاف للمشاركة في مؤتمر جنيف 2؟

- مشاركة الائتلاف مطلوبة وإلاّ لن يكون هناك مؤتمر في جنيف. أما ما الخطط التي سيقدمها هناك؟، فأنا لا اعرفها وأعتقد أنها ليست موجودة بعد، وهذه مشكلة لابد من إيجاد حل لها بالسرعة الممكنة.

قيل الكثير عن تصدعات داخل الائتلاف الوطني وعن تجاذبه بين المحاور العربية ما أظهر المعارضة وكأنها تلهو في مسائل فئوية في لحظة مصيرية. هل تجاوز الائتلاف هذا الاختبار في النزوع نحو المحاصصة؟

- هناك تصدعات جدية داخل المعارضة في الداخل والخارج وكذلك في الجيش الحر، ويقيني أن النظام يراهن عليها لدحر الثورة واحتوائها، ويمكن أن يكون لرهانه حظ من النجاح إذا استمرت الحال على ما هي عليه. نحن لم نعمل بالمحاصصة كديموقراطيين، قلنا إن لنا الحق في التمثيل داخل الائتلاف كي نؤمن التمثيل الحقيقي لأطياف المعارضة السورية. هذا ليس محاصصة بل هو مطلب عادل وكان يجب أن يلبى منذ وقت طويل، لأنه يجب أن يلعب دوراً وازناً في حاضر ومستقبل الصراع الجاري. 

 

 لكن ماذا "يقولون" عندنا؟

 علي نون/المستقبل

ليس مهمّاً أن يقول الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني ما قاله عن المملكة العربية السعودية واعتبارها قبلة المسلمين أينما كانوا، وسعيه إلى تحسين العلاقات معها... كما ليس مهمّاً أن يقول كل ما قاله عن توجّهاته الخارجية العامّة التي تعني ذهابه إلى فتح الأبواب المغلقة التي أوصلت إيران إلى وضع كارثي اقتصادياً وديبلوماسياً وسياسياً... ليس مهمّاً كل ذلك، بل المهم والأهم هو معرفة "رأي" و"قرار" أصحاب الشأن الممانِع والمقاوِم عندنا هنا في لبنان قبل إيران! وهل يوافقون على المنحى الروحاني "الجديد" أم أنّهم في صدد مجادلته لإعادته إلى السياق الذي يدعون إليه والذي ينصّ ويحضّ ويدعو إلى مقاتلة أهل الخليج العربي باعتبار أنّهم قاصرون عن مقاربة عصر التنوير المرشدي الإيراني من جهة وعصر التنوير الأسدي الممانع من جهة ثانية... وباعتبار أنّهم "دمّروا" لبنان وقراه ومدنه وهجّروا أهله قبل أن تأتي شركة "قاسيون" الأسدية وتعيد إعمار ما تهدّم وتساهم في ردّ مَن هام في الأرض تائهاً إلى دياره ورشده!! ليس مهمّاً أن يوحي الرئيس الإيراني المنتخب بأنّ بلاده وصلت إلى مستوى الكارثة على الصعيد الاقتصادي بسبب الأداء السياسي الذي حكم فيها على مدى السنوات الماضية، وأنّه سيحاول تدارك الأسوأ واتخاذ ما يلزم للوصول إلى ذلك خطوة خطوة حتى لو أوصلته خطواته تلك إلى إعادة فتح الأبواب التي أغلقها أحمدي نجاد و"المرشد" مع الغرب والشرق والعرب والترك، بل مع ثلاثة أرباع الكرة الأرضية...

... المهم والأهم هو "رأي" وقرار الاسبارطيين المحليين عندنا. أهل "الفسطاطين" و"المحورين"، المتبرّمون من "ميوعة" الأسد و"تراخيه" في التعامل مع الثورة السورية... والمتبرّمون والناقمون من "تردّد" (؟؟) "حزب الله" في لبنان في "حسم" أمر التعامل "المناسب" مع الأغيار اللبنانيين من طرابلس إلى صيدا إلى الطريق الجديدة وشوارع وأحياء بيروت وقرى ومدن الجبل والبقاع شمالاً ووسطاً وغرباً!!

... المهم والأهم من أي محاولة لتخفيف حدّة الانحدار والنزول إلى وادي الفتنة الكبرى ومحاولة تخفيف حدّة المصائب والبلايا والخسائر المهولة التي تضرب في العرب والمسلمين كل يوم, هو أن يستمر شق "الطريق إلى فلسطين" فوق جثث وأشلاء ودماء السوريين الأحرار وعبر القصير وريف حمص وريف دمشق، وعبر تخريب الاجتماع الوطني اللبناني وتدمير الدولة وفكرتها ومؤسساتها وسطوتها ودستورها وقوانينها ورموزها وأدوارها... وعبر التدخّل الفتنوي في أي دولة عربية والبحث فوق الأنقاض والخراب عن منصّات نفوذ وأدوار مشتهاة... وعبر دكّ الكيان التاريخي المؤسساتي والتنظيمي الفلسطيني من خلال احتواء ما أمكن من مكوناته وتشجيع الفرز بين أهله واعتماد كل السبل والوسائل الممكنة للإمساك بأي "ورقة" من أوارقه.أخطأ روحاني في تقديم برنامج عمله. وبدلاً من أن يسأل ناخبيه ماذا يريدون ويجيبهم، كان عليه أن يسأل "الأعلم" و"الأعرف" من كل هؤلاء: الإسبارطيون في لبنان والأسديون في سوريا. فعندهم الجواب عن كل سؤال والحل الأكيد لكل معضلة. ومَن لا يصدّق ذلك عليه الذهاب في "رحلة سياحية"، تبدأ في صيدا وتمر على طرابلس وصولاً إلى القصير، وكل أركان الجغرافيا السورية بكل مكوّناتها البشرية والحجرية!

 

مقاتل جريح في "حزب الله": لن أعود إلى سوريا

علي الحسيني/المستقبل

انتهت حرب القصير، سواء "إنتصر" كل من حزب الله والنظام السوري ام لم ينتصرا، المهم إنها انتهت ومعها انتهى "الكابوس" الذي كان يؤرق مضاجع مقاتلي الحزب بالدرجة الاولى وأهاليهم بالدرجة الثانية خصوصاً بعد أن خفّت اعداد القتلى بشكل ملحوظ مع إنتهاء العمليات العسكرية في المدينة التي شبّهها البعض بفييتنام العصر لما خلّفته من مآسٍ وآثار في نفوس كل من شاركوا بهذه الحرب سواء أكان بشكل مباشر على الجبهات او غير مباشر في غرف المعلومات والتخطيط.

لم تكد عائلات شهداء "حزب الله" وجرحاه الذين سقطوا في القصير تلتقّط أنفاسها بعد الآلام والإنتكاسات التي حلّت بها، ها هي لحظات الخوف التي عاشتها جرّاء استدعاء ابنائها للإلتحاق بهذه الجبهة تعود لتدخل بيوتها مجدداً بعد التسريبات التي بدأت تخرج عن مراكز القرار في قيادة الحزب والتي تدعو عناصرها إلى التحضّر للمعركة الاكبر تحت عنوان "تحرير حلب"، وتطلب في الوقت عينه من جميع عناصرها التي كانت تعرّضت لإصابات خفيفة، الإستعداد قبل ساعة الصفر والتي على ما يبدو انها ستبدأ في أواخر الشهر الحالي.

هم مجموعة من رفاقه جاءوا لكي يطمئنوا إلى وضعه الصحي بعد الإصابة التي تعرض لها برجله في مدينة القصير، يسأله احدهم إن جرى إبلاغه بضرورة الإستعداد للمرحلة المقبلة والإلتحاق بنقطة عمله قبل نهاية الشهر؟. يهزّ برأسه نافياً من دون التمكّن من الكلام، إلا أن سؤال رفيقه يصل إلى مسمع والدة الجريح عباس منصور الذي كان أصيب خلال محاولته اقتحام مطار الضبعة مع المجموعة التي كان يقاتل في صفوفها، فتبادر إلى القول، "لن أرسله مرّة ثانية إلى هناك وليفعلوا بنا ما يشاءون"، وتضيف "بيكفينا دم وبيكفينا شهداء"، وتتابع مشيرة إليه "إسألوه عن المشاهد التي رآها في القصير، إسألوه عن الخيانات والسرقات التي كانت تحصل هناك، واسألوني عن "النوبات" التي ما زال يتعرّض لها أثناء نومه في الليل والنهار".

لعباس حكايات وروايات عن حرب القصير يحتاج سردها الى أيام وليال، وأخطرها تلك التي تتعلق برفاقه الذين سقطوا أمام عينيه إما بسبب الخيانات وإما بسبب الأخطاء العسكرية والتكتيكية التي ارتكبها عدد من قياديي "حزب الله". يُخبر إبن العشرين عاماً عدداً من أفراد عائلته، عن أشرس المعارك التي خاضوها على تلّة "النبي مندو" المُطلّة على مدينة القصير بأكملها، فيكشف كيف جرى تسليم هذا الموقع مرتين للثوار على يد عميد في جيش النظام، "في هاتين المرتين سقط لنا اكثر من عشرين "شهيداً" عدا عن رصاصات الغدر التي كانت تُطلق علينا من الخلف"، ويكشف عن السرقات التي كان يرتكبها عناصر النظام وشبّيحته لدرجة أنه في كثير من الأحيان، كانت تقع بينهم معارك ضارية بسبب ما يعتبرونه غنائم حرب كانت تُسفر عن قتلى وجرحى في صفوف الفريقين.

"لن أعود إلى سوريا مجدداً"، يقول عباس، فالأمر بالنسبة اليه قد إنتهى وهو غير مستعد لأن يُقتل في سبيل قضية لاتهمه في الأصل، "فليدافع السوريون عن أرضهم أمّا إذا جاء التكفيريون إلى لبنان فعندها يكون الدفاع واجباً شرعيّاً". ويُقسم عباس لأقربائه بالنبي والإمام علي، أنه في الأيام الاخيرة من حرب القصير، كان يُمنع عليهم ترك عناصر جيش النظام وحدهم، "كانت الأوامر أن نبقى معهم أينما وجدوا خوفاً من حصول عمليات إنشقاق" وهذه الاوامر ما زالت سارية حتى اليوم وهي صادرة عن ضباط كبار في الجيش النظامي وقياديين في الحزب.

بين صفوف العائدين من حرب القصير، لم تكن حالة عباس فريدة من نوعها، إذ تؤكد والدته ان مجموعة من الأمهات كانت طلبت اكثر من مرّة من مسؤولين في "حزب الله" لقاء السيد حسن نصرالله لإبلاغه رفضهن مشاركة أبنائهن في الحرب السورية إلا أن طلباتهن لم تؤخذ على محمل الجديّة، ومن خلال الأحاديث التي يتواترها البعض في الضاحية الجنوبية، فقد علمت والدة عباس أن القيادة العسكرية في الحزب، قد وضعت لمساتها الأخيرة على مسودة الخطط العسكرية التي سوف تُتبع في معركة حلب، وتقول، "يبدو أن مشاركة الحزب في حلب، لن تكون علنية في البداية على غرار حرب القصير"، لكن أخطر ما كانت سمعته، كان عن التكليف الشرعي الذي صدر في الخفاء والذي قضى باستحداث عدد من القبور في مناطق "حزب الله"، بما فيها روضة الشهيدين التي ما عادت تتسع ولو حتى لموطئ قدم".

 

"فتْح" القصير فَتَحَ أبواب جهنم

فادي شامية/المستقبل

قبل أسبوعين، كسر جرحى القصير إرادة القتال لدى ثوارها. انسحبوا من المدينة مع من تبقى من أهلها، وأعلن "حزب الله" والنظام السوري الانتصار!. في غمرة فرحتهم بـ"إنجاز" القصير، ارتفعت أقدامهم عن الأرض؛ فحلقوا بعيداً في أحلام تحقيق انتصارات إضافية. انتقل مقاتلو "حزب الله" إلى مناطق جديدة في سوريا، وحشدوا جيداً في نُبّل والزهراء بريف حلب، وقال زعيمهم "إن مشروعهم (المعارضة السورية) بدأ يُهزم وأن موازين قوى بدأت تتغير"... فيما أخذت الحماسة أبواق النظام السوري في سوريا ولبنان؛ فقال أحدهم: "بعد سوريا سنذهب إلى الخليج"، وقال آخر: "بعد حلب سنذهب إلى كيليكيا (منطقة في تركيا اليوم)"!.

في هذه الأجواء أطلق النظام السوري "عاصفة الشمال" لـ"تحرير حلب وريفها من التكفيريين"، ورسم خطة التقدم الآتية: السيطرة على المرتفعات الإستراتيجية التي تُشرف على ريف حلب؛ بحيث تصبح بلدات معرة الأرتيق وعندان وكفرحمرا ساقطة عسكرياً- تحقيق التواصل الجغرافي بين مناطق سيطرة جيش النظام ومناطق سيطرة حزب العمال الكردستاني (BKK) المتحالف مع نظام الأسد- فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين- تحقيق التواصل بين هذه المناطق جميعها والإطباق على حلب.

مرت أيام بعد أيام من دون أن يتمكن جيش الأسد من تحقيق أي إنجاز له في معرة الأرتيق أو في أيٍ من المناطق الأخرى، وأخفق في تحقيق تقدم؛ وعد به الناس في حي صلاح الدين في حلب، وفشل مقاتلو "حزب الله" في سند الخابية (على قاعدة أن البحصة تسند الخابية وفق تعبير الأمين العام للحزب في خطابه الأخير).

في الأصل، ثمة من كان يعتقد أن تركيز النظام على حلب ليس إلا خدعة ليتفرغ إلى الإجهاز على ثوار حمص وبعض أحياء دمشق ومناطق الغوطتين الشرقية والغربية، وثمة من كان يعتقد أن ما يتمناه النظام و"حزب الله" ليس إلا أضغاث أحلام، لأن مناطق الريف الحلبي والإدلبي أصبحت منفصلة عملياً عن النظام، وكذا بعض أحياء حلب، وستكون استعادتها صعبة جداً، لوفرة المقاتلين والسلاح والامتداد الجغرافي الشاسع والمتصل بتركيا. يدلل هؤلاء وهؤلاء بدعاية النظام قبل سنة تقريباً يوم كانت قوته أكبر- أنه سيستعيد حلب في أيام قليلة... ليخلص بعضهم إلى توقع معارك طاحنة من دون أن تسفر عن تقدم حاسم للنظام.

كانت هذه التقديرات هي السائدة في الأيام التي تلت سقوط القصير مباشرة، أما اليوم فقد تبدلت المعطيات، وثمة تقديرات بـ"تحرير" مناطق جديدة في الشمال تحديداً، من دون استبعاد أن تصبح حلب كلها بأيدي الثوار. ما الذي جرى لتتغير المعطيات؟ إنها القصير، ما بعدها ليس كما قبلها!.

يسمّي المعارضون السوريون في الخارج والثوار المقاتلون في الداخل؛ انسحاب المقاتلين من القصير، وتالياً سقوطها بيد "حزب الله" وجيش النظام السوري بـ "الفتح"، حيث نبّه دخول "حزب الله" الواسع في القتال إلى جانب النظام السوري كثيراً من الدول والجماعات إلى ضرورة تغيير تعاطيها مع الثوار السوريين، وعليه؛ فقد انفتحت قنوات كانت مقفلة، وطُرحت موضوعات كانت مستبعدة، وحصلت تغيرات يمكن رصد تداعياتها بسهولة في الأيام والأسابيع المقبلة:

1 - ازدياد حجم الاستياء في الشارع السوري وجيش النظام نفسه مما جرى في القصير؛ ما رفع منسوب الانشقاقات، حيث سجل انشقاق أكبر مجموعة ضباط منذ بدء الثورة؛ 73 ضابطاً دفعة واحدة.

2 - انتشار حالة شديدة من الغضب في الشارعين العربي والإسلامي؛ انعكست دعوات متصاعدة لمقاطعة البضائع الإيرانية (دول الخليج)، وجمع التبرعات لتجهيز المقاتلين، ودعم الشعب السوري، ومهاجمة أئمة المساجد - بمن فيهم المسجد الحرام والمسجد الأقصى- إيران و"حزب الله"، وتصعيد الحركات الإسلامية -بما في ذلك التي كانت للأمس القريب صديقة لـ "حزب الله"- من انتقادها الحزب بسبب تدخله في سوريا.

3 - اجتماع عشرات العلماء المسلمين في القاهرة، على رأسهم العلامة يوسف القرضاوي، وإعلانهم الجهاد في سوريا، بالنفس والمال، رداً على جرائم الأسد وتدخل "حزب الله" وإيران في سوريا.

4 - رفع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي من حدة مواجهتها "حزب الله" لدرجة اعتباره منظمة إرهابية وتتّبع داعميه في دول الخليج، وحظر التعامل معه.

5 - إعلان الرئيس المصري محمد مرسي وقوف بلاده وجماعته ضمناً- ضد "حزب الله"، وقطع علاقات بلاده تماماً مع سوريا، وإغلاق السفارة السورية في مصر، وسحب القائم بالأعمال المصري من دمشق.

6 - رفع الولايات المتحدة الأميركية الحظر عن توريد السلاح للثوار السوريين، وطرحها بشكل جدي لأول مرة إمكانية فرض منطقة عازلة من خارج مجلس الأمن.

وقد سمحت المعطيات المتقدمة بحدوث تغيرات؛ تحقق بعضها والبعض الآخر على الطريق؛ حيث تفيد المعلومات بالآتي:

1 - أبلغت الحكومة التركية جميع المعارضين الذين التقوها أنها "لن تسمح باقتراب جيش النظام السوري والمقاتلين الأكراد المتحالفين معه إلى حدودها"، وأنها "ستدعم المعارضة بكل ما يلزم في الشمال السوري"، وهي مررت بالفعل كميات من الأسلحة بعد فترة من التضييق.

2 - استقبلت العاصمة السعودية الرياض وفداً من المعارضين السوريين؛ بحث مع كبار القادة السياسيين والأمنيين في واقع الثوار وحاجاتهم وسبل دعمهم، وكانت اللقاءات إيجابية جداً، على ما أفاد المعارضون.

3 - التقى مبعوث الحكومة الفرنسية في مدينة اسطنبول التركية وفداً من قادة الكتائب السورية المقاتلة وبحث معه في حاجات المقاتلين من السلاح.

4 - تلقى عدد من المجموعات المقاتلة في سوريا سلاحاً مضاداً للطائرات قبل أيام، وصواريخ مضادة للدروع من نوع كونكرس الروسية، وأنواع أخرى، وثمة وعود بأسلحة إضافية، لتحقيق توازن في المعادلة القتالية على الأرض.

في الداخل السوري ثمة تحفز واضح في مناطق الثوار خصوصاً في الشمال. بحسبهم ستكون المرحلة الأولى صد هجوم جيش الأسد و"حزب الله". في المرحلة الثانية استكمال تحرير مناطق إضافية ومراكز محافظات شمالية. في المرحلة الثالثة دعم ثوار حمص ودمشق وباقي المناطق السورية. تبدو أجواء المعارضين وقادة الكتائب مغايرة تماماً لتفاؤل النظام وحلفائه. ثمة من يختصر المشهد بالقول: "عاصفة الشمال" ليست إلا مزحة تماماً كمزحة اندلاع الثورة في تركيا!.

 

سليمان يُخرج "حزب الله" من ثيابه

وسام سعادة/المستقبل

بعد أن سلّم رئيس الجمهورية ميشال سليمان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، "مذكرة بالخروقات والاعتداءات ضد الاراضي اللبنانية من الجهات المتصارعة في سوريا كافة"، تمهيداً لرفعها الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتوزيعها بوصفها وثيقة رسمية من وثائق مجلس الامن، لم يبق أمام "حزب الله" إلا التوجّه مباشرة لبان كي مون بالرسالة العاجلة التالية:

"سعادة الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون،

نحن أمّة حزب الله،التي لا تعترف بمنظمتكم الدولية إلا كمطيّة لمصالح الإستكبار الأميركي والصهيونية العالمية، والتي تنقسم الدول الأعضاء في منظمتكم المزعومة، بين من يُدرجنا على لائحة إرهابه الوطنية، وبين من يحظّر التعاطي مع جناحنا العسكري ويستثني جناحنا السياسي، مفترضاً عن غباء انّنا كالجيش الجمهوريّ الإيرلندي الذي يتفرّع عنه جناح سياسيّ قائم بذاته هو "الشين فين"، وبين من يوجّه اتهامات جنائية مغرضة ضد عناصر تنتمي الى حزبنا ومقاومتنا الباسلة، وبين من يكتفي بالشبهات، وبين من يفضّل التعاطي بشأننا مع ولي أمرنا مباشرة، الولي الفقيه قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي، نائب الإمام صاحب الزمان، ونحن أمة حزب الله.

الذي دان مؤخراً مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان المزعوم تدخلنا العسكري في سوريا بشكل مباشر، بإجماع لم تخرقه الا فنزويلا التي لا تزال تتفجّع على رحيل القائد الثوري التاريخي هوغو تشافيز، ونحن الذين كانت لنا صولات وجولات في خرق القرار 1701 بطائرة أيوب وغيرها ردّاً على الخروقات من الجانب الصهيونيّ، ونحن الذين لم نلتزم بمندرجات هذا القرار جنوب الليطاني فطوّرنا نمطاً جديداً من العمل الجهادي، هو سلاح الأهالي.

أما بعد، نعلمكم بأن المذكرة التي أرسلها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان الى ممثلكم الشخصي هي غير شرعية وغير دستورية وغير قانونية، لأنها تتعارض مع السيادة الكاملة لوزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور ومع عقيدة لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته التي على أساسها نكفّر ونخوّن اللبنانيين كما نذهب لمقاتلة التكفيريين في سوريا." ليس لـ"حزب الله" غير أن يبعث برسالة كهذه الى بان كي مون، طبعاً مع تقويتها بأسلوبه المستجمع من خطب قادته ومقالات الأقلام التابعة له، ويمكنه أيضاً أن يزيد فيرفق رسالته هذه بتهديد مبطّن أو معلن للأمين العام للمنظمة الدوليّة، من النوع الذي صار مضحكة الناس جميعاً في صحيفة الممانعة الغرّاء.

فالحقيقة أنّ ميشال سليمان أخرج "حزب الله" بالتحديد من ثيابه هذه المرّة، وكان بمذكّرته المتوازنة والأمينة لأبسط معاني الوطنية والمكتوبة بلغة ديبلوماسية مقتضبة، أشد ايلاماً على هذا الحزب من أشكال كثيرة للنضال ضدّه وضدّ سياسات هيمنته على اللبنانيين ومشاركته في قمع حرّية السوريين.  هذه المذكرة هي أثر استقلالي لبنانيّ ثمين، وهي تضع "حزب الله" أمام سؤال لا يقرّر جوابه الا هو: هل يختار سياسة مواجهة الجميع في وقت واحد، الجميع، مسلمين ومسيحيين، لبنانيين وسوريين، محليين وإقليميين ودوليين؟ أم ما زال يعتقد الحزب أنّ بإمكانه استفراد أحد دون الآخر، واختيار المعركة التي يريدها ونبذ المعركة التي لا يريدها؟.

هذا ما لا يقرّره الا الحزب نفسه، أو بمعنى آخر جهاز التحكّم الايراني الباسدراني عن كثب بمسارات هذا الحزب