المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 03 آذار/2013

إنجيل الولد الشاطر كما جاء في إنجيل القدّيس لوقا 15/11-32

وَقَالَ يَسُوع: «كانَ لِرَجُلٍ ٱبْنَان. فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ المِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الٱبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الخَنَازِير. وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا ههُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. فَٱجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. فَقالَ لَهُ ٱبْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا... فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، وٱجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، وَأْتُوا بِالعِجْلِ المُسَمَّنِ وٱذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! لأَنَّ ٱبْنِيَ هذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. وكانَ ٱبْنُهُ الأَكْبَرُ في الحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ وٱقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ المُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ولكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ المُسَمَّن! فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. ولكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد».

 

عناوين النشرة

*قراءة في معاني أحد الابن الشاطر/أعداد/الياس بجاني

*بيان صادر عن الياس بجاني/جاد أبو جوده غبي وتافه وسخيف تماماً ككل العاملين في موقع ميشال عون الألكتروني

*أهالي المخطوفين اللبنانيين مرتاحون لموافقة الخاطفين على مبادلتهم بالمعتقلات

*الموعد الجديد للمحاكمة في اغتيال الحريري يعلن الجمعة

*نتانياهو التقى العاهل الاردني في عمان الأسبوع الماضي لبحث قضية السلام

*بيريز منح نتانياهو اسبوعين اضافيين لتشكيل الحكومة الجديدة

*مسؤول اسرائيلي: المحادثات منحت ايران مزيدا من الوقت لمواصلة مساعيها لامتلاك سلاح نووي

*قذائف من الجانب السوري على اخراج النورا والدبابية

*"جبريل الإبن يبيع السلاح لـ"السلفيين" في لبنان

*اي وظيفة دولية يحاول "حزب الله" تسويقها عبر المسيحيين لنفسه ولسلاحه؟

*الناطق باسم الخارجية الفرنسية لـ"النهار": على جميع الأطراف التزام "إعلان بعبدا"

*تصريحات سفير نظام بشار الأسد في بيروت من وزارة الخارجية اللبنانية

*علي بعد لقائه منصور: رد الجيش السوري على مصادر النيران على الحدود اللبنانية-السورية هو للحفاظ على أمن سوريا وسيادتها

*سليمان يلتقي عسيري وآبادي

*ميقاتي بعد لقاء هيئة التنسيق النقابيــة: ربما أنتم على حق... لكن علّقوا الاضراب

*هيئة التنسيق: الاجتماع مع ميقاتي كان سلبيا والاضراب مستمر

*"كلفة اللاقرار أكثر ضرراً على الخزينة من عبء التمويل"/الزاخـم: حل مشكلة السـلسلة في تغيير النظام الضريبي

*"تايمز": افادة لبنانية من خبرة الجيش البريطاني لبناء ابراج مراقبة على طول الحدود مع سوريا

*جعجع: الحكومة لن تبقى شرعية في حال عدم إجراء الانتخابات لا يمكن ان تقوم دولة فعلية طالما القرار الاستراتيجي عند حزب الله

*هل يسـتعيد لقاء سيدة الجبل زمام المبادرة المســيحية؟ اتصالات لتوفير اوسع مشاركة في مؤتمر "وقف التهميش"

*حمادة للاستعجال في قـــانون جديد أو الاتفاق السياسي على قوننة التأجيل

*"الوطن": "حزب الله" يسعى لتكرار سيناريو حرب المخيمات

*شطح: وجود سلاح "حزب الله" تحت ذريعة "الدفاع عن ناسه" عذر أقبح من ذنب 

*عضو تكتل 'القوات اللبنانية” ورئيس كتلة 'نواب زحلة” النائب طوني ابو خاطر: شعرنا بهجمة نحو قانون آخر بعد التصويت على قانون "الأرثوذكسي"   

*رئيس لجنة الطاقة النائب محمد قباني  يفضح مخالفات باسيل: كذب على الناس.. مخالفات قانونية ومجازر بيئية 

*البلاد على موعد مع اسبوع نقابي – انتخابي تصعيدي بامتياز

*قيادات 14 اذار تجتمع خلال سـاعات للتوافق على القانـون

*علـي يـبرر قصـف قـرى لبنانـية: ضـرورة ســورية

*صالح: بري لن يدعو الى الهيئة العامة الا بالاجماع/لعدم اقحام الشارع في الشأن الانتخابي

*علوش من اوستراليا: حزب الله يموّل جماعات سنّية لإثارة النعرات الطائفية

*قتيل وجريح في اشكال فردي في مخيم شاتيلا

*نتائج الحوار يصنعها السوريون دون فرض اجندات خارجية

*لقاء في ساحة الشهداء لتغيير النظام السياسي

*فتفت: من يريد طرح الارثوذكسي يؤجل الانتخابات

*كرم دعا لاحترام أسس الدولة والمهل الدستورية: من يراهن على الوقت للعودة الى قانون الستين يلعب بمصير الوطن

*تحذير من الأسير لقائد الجيش 

*السنيورة في احتفال بمناسبة الذكرى 28 لتحرير صيدا: من يريد قطع الطرق يساهم في تخريب المدينة عن قصد او غير قصد

*الصحافة اللبنانية ودعت بيار القاضي جلخ: تميز بثقافته ومحبته وسيترك فراغا كبيرا

*جنبلاط التقى شخصيات ووفودا في المختارة

*الجماعة الاسلامية: لتتحمل الدولة مسؤولياتها بشكل جدي بعيدا من الكيدية

*الشهال دعا المؤسسة العسكرية إلى تصحيح أدائها

*اليوبيل الذهبي لتأسيس ثانوية سيدة النجاة في الحدث لحام: لوضع حد للعنف وتشجيع العيش المشترك وتقبل الآخر ونشر رسالة السلام

*نواب "المستقبل": من يؤيد "الأرثوذكسي" يؤجل الانتخابات/النظام السوري يريد إنشاء دولة علوية ووصلها بشمال البقاع"

*دياب مثل سليمان في افتتاح مهرجان الكتاب في انطلياس: الواقع الثقافي يدعو إلى الأسى بعدما أصبح ظلام الجهل يعم دنيا العرب

المشروع الإيراني التفتيتي على مشارف نهاياته/بول شاوول/المستقبل

*بق البحصة

*الجيش التشادي يؤكد انه قتل في مالي الزعيم الاسلامي المسؤول عن عملية عين أمناس في الجزائر

*إعتصام ثان للأسير ومناصريه وسط طوق أمني "كثيف": سلة مطالبنا كاملة وإلا التصعيد

*الدوامة السورية رهن اتفاقات الكبار المفقودة تجربة سليمان فرنجية برسم مرحلة انتقالية/روزانا بومنصف/النهار

*مشروع 14 آذار السياسي في ذكراها الثامنة/محمد مشموشي/المستقبل

*ويسألونك عن الحقائق.. وقائع تورّط "حزب الله" في الدم السوري/فادي شامية/المستقبل

*إيران والهزيمة/علي نون/المستقبل

*الأمن والانتخابات تحت رحمة "الروليت" اللبنانية/صلاح تقي الدين/المستقبل

*نعم هو صدام الشيعي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الراعي احتفل بقداس عيد القديس يوحنا مارون في كفرحي: نستشفعه حماية لبنان ليظل مشرقا بثقافته وحضارته ونموذجيته

*الراعي من اكليريكية غزير: نصلي من أجل الكنيسة ليرسل إليها الرب راعيا يقود سفينتها على هدي الروح القدس

 

تفاصيل النشرة

 

قراءة في معاني أحد الابن الشاطر

أعداد/الياس بجاني

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة والرجوع إلى الجذور الإيمانية ومراجعة الذات والأفعال والتوبة وطلب المغفرة وعمل الكفارات. أن الله الذي هو أب رحوم وغفور ومحب قادر على تحويل كل شيء وتبديله فهو الذي حول الماء إلى خمر وهو إن طلبنا منه التوبة قادر على أن يحول عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى الخير والمحبة والتقوى،  وهو وقادر في الوقت عينه أن يمنحنا رؤية جديدة بقلب متجدد ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيرة. هذا الأب الذي تجسد وقبل الصلب والعذاب من اجل خلاصنا حول الأبرص صاحب الجسد المشوه إلى حالة السلامة والعافية وطهره ونقاه، وهو كذلك قادر أن يخلص وينقي النفوس الملطخة بالخطيئة إن طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقدرته ومحبته أوقف نزف المرأة النازفة التي هي رمز كل نزيف أخلاقي وقيمي وروحي واجتماعي نعاني منه جميعاً أفراداً وجماعات وهو دائماً مستعد لقبول توبتنا ولاستقبالنا في بيته السماوي حيث لكل واحد منا منزل لم تشده أيدي إنسان وحيث لا حزن ولا تعب ولا خطيئة. تعلمنا الأناجيل أن الخلاص من الخطيئة والتفلت من براثنها لا يتم بغير التوبة والصلاة وعمل الكفارات وبالعودة إلى الله الذي هو محبة ونور. في الأحد الرابع من آحاد الصوم تحدثنا الكنيسة عن واقعة الولد الشاطر/الضال أو المبذر/الذي شطر أي اقتسم حصته من ميراث أبيه ومن ثم وقع في التجربة وغرق في أعمال السوء والملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت كل الأبواب في وجهه وعرف معنى الجوع والذل والغربة عاد إلى أبيه طالباً السماح والغفران. من هذه الواقعة الإنجيلية نستخلص مفاهيم ومعاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني وكذلك التوبة والمصالحة وثمارها.

 

بيان صادر عن الياس بجاني/جاد أبو جوده غبي وتافه وسخيف تماماً ككل العاملين في موقع ميشال عون الألكتروني

بقلم/الياس بجاني

إنه فعلاً زمن أشباه هذا الغبي والتافه المسمى جاد أبوجودة الذي ينتحل زوراً صفة كاتب صحافي في موقع ميشال عون "المسخرة" والانحطاط القيمي والأخلاقي والوطني بأبشع أوجهه وأشكاله. إنه ودون أدنى شك زمن أقران هذا الجاد، جاد أبو جودة، المجرد من كل مصداقية، وجدية، واحترام للذات، وكرامة، وأحاسيس ووطنية. هذا الغبي لا يجيد غير فبركة الأكاذيب والافتراءات والغرق في بحور الأوهام وأحلام اليقظة ونشر التفاهات كونه تافه ومنحط ومأجور. إنه زمن الأقزام والأغبياء والتافهين الذين هم على شاكلة هذا المخلوق الصنج والبوق والعاق. هذا الجاد المنافق والحربائي ومنذ مدة غير قصير يختار وينشر على موقع ميشال عون الالكتروني بين الحين والآخر بعضاً من مقالاتنا وتعليقاتنا السياسية دون أن يشير إلى اسمنا أو إلى موقعنا الالكتروني حيث ننشرها بشكل يومي وينسبها تارة للقوات اللبنانية وتارة لتيار المستقبل أو لغيرهما من مكونات 14 آذار. في كل مرة يحلل ويفسر "بالمقلوب" ما نكتب وما يتناسب مع إعاقته العقلية وقلة إيمانه وخور الرجاء في قلبه وعقله. هذا وكنا أصدرنا أكثر من بيان نرد فيه على سفاهات هذا السفيه وعلى تفاهات هذه المخلوق "العجيبة"، ولكن لا حياة لمن نادينا ووضحنا وشرحنا وصححنا كونه مخدر الضمير وقلمه من أقلام المرتزقة والمأجورين، وكيف لا وهو من أتباع ميشال عون وصهره العجيبة ويعمل في موقعهما "البهدلة". هذا المنحط والغبي نشر اليوم على موقع ميشال عون مقالة لنا كنا نشرناها على موقعنا الألكترني بتاريخ 26 شباط/13/ وادعى أنها بيان من المسيحيين في تيار المستقبل، مع أننا وكما يعرف الجميع، ومنهم هذا الجاهل ومعه معلمه وكل معلميه وأسياده أننا لا ننتمي لأي حزب أو تنظيم لبناني لا من قريب ولا من بعيد، ومن يتابع موقعنا وما ننشره ونذيعه بالصوت منذ العام 1989 وبشكل يومي يدرك هذه الحقيقة الساطعة كالشمس. مرة أخرى نؤكد لمن يهمهم الأمر أن لا علاقة تنظيمية أو غير تنظيمية لنا لا بتيار المستقبل ولا بغيره من التنظيمات والأحزاب اللبنانية، ولكننا بفخر نحن من المؤمنين بثورة الأرز، ومن المؤيدين علنية وبصوت عال لكل من يعمل من أجل لبنان الحر والسيادة والهوية والتاريخ والتعايش والإستقلال، لبنان الرسالة والتعايش.

 

في أسفل رابط لمقالة "الهرار والنتاق" والكذب والفبركات الذي كتبها الجاد التافه اليوم على موقع عون الالكتروني

http://www.tayyar.org/Tayyar/News/PoliticalNews/ar-LB/Ahmad-Assir-mt-52337082.htm

 في أسفل مقالتنا الذي ادعى انها بيان من مسيحيي المستقبل:

الراعي السياسي ننتقده ونخاصمه نعم، وأما الراعي الروحي والكنسي فلا

http://www.10452lccc.com/elias%20arabic11/elias.raeicrying26.2.13.htm

بقلم/الياس بجاني

على من بكى سيدنا بشارة الراعي أمس، ومن أجل من، ويا ليته يدرك لماذا يبكي اللبناني فيشاركه البكاء المحق.

يبكي مع أرزه وأهله والأرامل والشهداء والمعذبين ومع كل طفل من أطفاله كل يوم ومنذ سنين، يبكي ويندب ويتحسر على كل ما هو لبناني من قيم وأمن وسلام ولقمة عيش كريمة وخدمات وفقدان دولة وتهميش مؤسسات وانتشار لقوى شر تتخذ من شعارات كاذبة غطاء لهرطاقتها وتتحكم من خلال دويلاتها ومربعاتها الأمنية وسلاحها بكل مفاصل الحياة في وطن الأرز، قوى تسرق وتهرّب وتتاجر بالممنوعات وتغتال وترعب وتفسد وتهرطق وتتعدي على كرامات الناس. هذا هو البكاء الذي يجب أن نلتفت إليه لنواسي الباكين هؤلاء من أهلنا ونخفف من معاناتهم حتى لا يبكون.

فيما سيدنا الباكي اليوم هو من يتسبب ببكاء اللبنانيين وباستمرار بكائهم لأنه وللأسف غريب ومغرب عنهم وعن أوجاعهم وأمانيهم وتطلعاتهم، فهو يساند ويدعم من يتسببون ببكائهم ويقفون وراء كل المآسي التي تصيبهم. بكركي أعطى لها مجد لبنان لتكون حامية لحقوق وكرامة كل اللبنانيين وضمانة للدولة العادلة التي تحترم حقوق مواطنيها وليس العكس.

نتمنى من القلب أن يعود هذا الصرح المقدس إلى لعب دوره الوطني والإيماني والإنساني الجامع ليكون من يجلس على كرسيه قولاً وفعلاً ومخافة من الله ضميراً حياً لكل لبنان ولكل اللبنانيين. بمحبة نقول إن بكاء الباكي اليوم نحن شخصياً لا يعنينا، بل ما يعنينا هو بكاء وأنين أهلنا ومعاناتهم، ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع.

في سياق آخر يقول لنا كثر من أبناء طائفتنا المارونية، عيب لا تنتقدوا البطريرك الراعي في العلن، هو خط أحمر، لا تتطاولوا عليه حتى لا تعطوا المجال ليتطاول عليه من هم من غير الموارنة وينصحون بأن نقول له ما نريد قوله خلف الأبواب المغلقة وليس في العلن. نرد وكما دائما وأبداً وبإيمان ماروني متجذر في وجداننا لنقول لا خطوط حمراء ترسم للمؤمنين والأحرار غير خطوط مخافة الله وحدها وكل ما عداها هو محلل في شرعة الشهادة للحق. ونكل لتؤكد أن سيدنا الراعي ليس قديساً ولا معصوماً والانتقادات هي ليست متعلقة بشؤون كنسية أو طقسية، بل هي محض سياسية ومعيشية وهذا موقع سيدنا بخياره الذاتي من خلال تموضعه السياسي وضع نفسه فيه وبالتالي لا أحد يعتدي على الصرح ولا على الكنيسة ولا على المسيحية. نحن ننتقد وكما كثر أحرار ومؤمنين غيرنا وبقوة رجال دين آخرين يعملون في السياسة من مثل السيد نصرالله والشيوخ قاسم وقاووق ويزبك والمطرانين درويش المظلوم وغيرهم كثر على خلفيتاهم السياسية وليس الدينية.

بمحبة نحن الموارنة الأحرار والبشيريين لسنا أغنام ولا يحق لأحد كأن من كان أن يتوهم بقدرته على معاملتنا كأغنام والتعاطي معنا بفوقية واستعلاء. سيدنا الراعي سياسياً وبالعلن  وعلى مدار الساعة يساند بمواقفه وكل تحالفاته وممارساته كافة نظام الرئيس الأسد وحزب الله كما أنه وبالعلن أيضاً يعادي الربيع العربي وثورة الأرز ويعمل في أطر وهم حلف الأقليات.

سيدنا هو من جمع كل أعداء ثورة الأرز بلقاء المستقلين وأوكل أمرهم للمطران المسيس بامتياز سمير مظلوم, وسيدنا هو وراء توريط المسيحيين بقانون الفرزلي الذي تسبب بما تسبب به من أضرار للمسيحيين في لبنان كافة، وهو من أجر أراضي الوقف في بلدة الغينة الكسروانية لإقامة مشاريع مشبوهة وتطول القائمة. شخصياً نحن بإيماننا الماروني الصلب نجل بكركي ونحن موارنة قلباً وقالباً وفكراً ولكننا نفرق بين الكنيسة المارونية والأشخاص القيمين عليها. من هنا فإن انتقاداتنا لسيدنا الراعي المسيس والسياسي وليس لسيدنا الراعي البطريرك الديني.

مؤسف أنه هو من وضع نفسه في هذا الموقع وعليه تحمل عواقبه. هو طرف سياسي متحالف مع 8 آذار ولا يخفي هذا التحالف أو يخجل به. ولا الراعي السياسي ليس خطاً أحمراً بل انتقاده بالسياسة واجب ديني ووطني عندما ينحرف بالكنيسة عن ثوابت بكركي وهو باعتقادنا ومفهومنا انحرف كثيراً. أما الراعي البطريرك الديني فهذا راعي لا نعنيه بانتقاداتنا ومن له آذان صاغية فليسمع.

أهالي المخطوفين اللبنانيين مرتاحون لموافقة الخاطفين على مبادلتهم بالمعتقلات

الراي/تلقفت عوائل اللبنانيين التسعة الذين لا يزالون مخطوفين في سورية منذ مايو الماضي بارتياح اعلان «لواء عاصفة الشمال في أعزاز» أنه وافق على اطلاق مَن سماهم «الضيوف التسعة» مقابل الافراج عن النساء المعتقلات في سجون النظام السوري، داعين الحكومة اللبنانية للتعاطي بجدية مع هذا المطلب. وكان «لواء عاصفة الشمال» اعلن في بيان نشره على صفحته على موقع «فيسبوك» انه «بعد وساطات متكررة من منظمات وهيئات دولية وانسانية قبِلنا باخراج الضيوف اللبنانيين التسعة مقابل الافراج عن المعتقلات النساء اللواتي يقبعن في سجون نظام الاسد. هذا هو مطلبنا الوحيد لا شيء غيره لا في السر ولا العلن على ان يتم ذلك بوضوح وجلاء وبتنسيق كامل مع المنظمات والهيئة الرسمية التي تسعى لاخراج الضيوف اللبنانيين خصوصا الدولة التركية ودول الخليج العربي وفي مقدمتها قطر والسعودية وهيئة علماء المسلمين في لبنان». واضاف: «يكون ذلك مبادرة اخوة ومحبة منا لابناء الشعب اللبناني الشقيق راغبين منه ومن كل انسان حر عاقل في العالم الوقوف مع الشعب السوري ضد القتل والتعذيب الممنهج الذي عاشه ويعيشه الشعب السوري بكامله».

وسأل «الذين يطالبون بحقوق المرأة: هل من حقوق المرأة السورية ان تعتقل وتهان ويعتدى عليها والعالم ساكت صامت؟ فنرجو من ابناء شعبنا ممن له صلة بايّ معتقلة ارسال بيانات تتضمن معلومات عنها».

وفي اول تعليق على هذا البيان اكد نجل المخطوف علي زغيب «ان ما اعلنه لواء عاصفة الشمال عكس ارتياحا لدى الاهالي»، مبديا في الوقت عينه الاستعداد لنقل المطلب الى النظام السوري.

كما قال دانيال شعيب، شقيق المخطوف عباس شعيب، «إذا كان الخبر الذي نُقل عن لواء عاصفة الشمال دقيقاً وصحيحاً فنحن تلقيناه بإطمئنان»، متمنياً نهاية سعيدة لملف المخطوفين.

وأمل شعيب «أن يتم الإفراج عن جميع المعتقلين والمخطوفين»، مطالبا «الحكومة اللبنانية التعامل بجدية مع هذا المطلب كي نصل الى نهاية لهذا الملف». وقال: «هناك شخصية كبرى ولها تأثيرات كبرى وإذا تكلمت هذه الشخصية بملف المخطوفين لكانت أثرت إيجابيا ولكنها تعاطت بتكابر مع الموضوع». في موازاة ذلك، نُقل في بيروت عن مصادر وزارية ان ما اعلنه لواء عاصفة الشمال طرح قديم سبق أن نقله الوسيط في ملف التفاوض وأعلنه رئيس الائتلاف السوري أحمد معاذ الخطيب قبل نحو أسبوعين، علماً أن الأخير لم يذكر المخطوفين اللبنانيين، موضحة ان مبادلة هؤلاء بمعتقلات سوريات، طرحت منذ أكثر من شهر لكن المفاوضات تجمدت ما اضطر المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابرهيم للتوجه الى قطر مرتين والى تركيا لمتابعة الملف.

 

الموعد الجديد للمحاكمة في اغتيال الحريري يعلن الجمعة

ثريا شاهين/المستقبل/أرجأت المحكمة الخاصة بلبنان بدء المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من 25 آذار الجاري الى موعد لاحق. وأفادت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، ان تاريخ بدء المحاكمة في الأساس كان مبدئياً، لكن في الرابع عشر من شباط الماضي قال الدفاع إن لديه معلومات كثيفة يفترض به مراجعتها، وهذا ما يحتاج الى وقت إضافي. وسيتم اتخاذ قرار جديد في المحكمة في الثامن من الشهر الجاري، يحدد من خلاله الموعد الجديد لبدء المحاكمة. وسيكون الموعد بالطبع خلال هذه السنة. وليس للتأجيل أي تفسير سياسي وفقاً للمصادر، ولا يرتبط على الاطلاق بالوضع في المنطقة، ولا يحمل أي طابع سياسي. انه مسار قضائي مستمر، وعمل المحكمة مرتبط بالقواعد التي أقرها القضاة، وعملها يسير بحسب ما تقتضيه قوانينها، وهي ستستمر في سياق قوانينها، وجميع المتهمين بالاغتيال باتوا في مكان آخر بسبب ما يحصل في سوريا. لكن أي تطور في عملها والمراحل التي قطعتها والتي ستقطعها، ترتكز على مسارها القضائي الذي سيستكمل. إلا أن أوساطاً سياسية، تشير الى أن المحاكمة قد اقتربت ولو أن هناك تأخيراً لمدة قد تصل الى شهرين أو ثلاثة. وآخر حركة في تعديلات أصول المحاكمة، هدفت الى تسريع المحاكمة وتسهيلها. والمحاكمة آتية لا محال. وهناك اطمئنان الى مسار عمل المحكمة على الرغم من البطء. وأجريت أخيراً اتصالات من مكتب الادعاء مع ذوي الضحايا والشهود، وقبل ذلك زار بيروت رئيس مكتب الدفاع في المحكمة ووضع المسؤولين في أجواء عملها، فضلاً عن أنه طلب من لبنان تسديد مساهمته في موازنة المحكمة لسنة 2013. وتبلغ موازنة المحكمة 76 مليون يورو، على لبنان أن يدفع 49 في المئة منها. ولبنان أمام حكومة يصعب عليها اتخاذ أي قرار، إلا أنه لا يتوقع أن تحصل مشكلة على تمويل حصة لبنان في المحكمة. ولا توجد مهلة محددة، مع أن هناك وقتاً للتمويل، والمهل هي في ان المحكمة وكذلك المجتمع الدولي يأخذان في الاعتبار وضع لبنان، لكن ذلك لا يعني انهما يقبلان بعدم التسديد. المحكمة تحتاج الى التمويل، لذلك طلب من لبنان تسديد مساهمته. ولم تقل الحكومة انها لن تدفع، وكذلك يفعل كل الأفرقاء السياسيين وليس هناك من مبرر لعدم التسديد، وسيتم إيجاد طريقة لذلك، وهذا ما يدرس بين المسؤولين اللبنانيين. وتنقسم مهمة المحكمة الى قسمين: الكشف عن الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، والمساهمة في تحقيق المصالحة الوطنية. المحاكمة ستكون غيابية، بعد مراسلات ومذكرات لا سيما مع الأنتربول الدولي لتوقيف المتهمين الأربعة، وهذا ما لم يحصل بعد. ووفقاً للمصادر الديبلوماسية، فإن المحكمة تقوم بعملها وبكل أجهزتها في إطار مسار قضائي سيتعزز ويأخذ مجراه في سياق بدء العمل بالمحاكمة.الرهان يبقى على المحاكمة، بحيث انه في اطارها، يشكل أي تسلم للمتهمين قوة ردع لدى المحكمة. والمحاكمة في المبدأ تخفف الجرائم، ووجود العدالة يبقى أفضل من غيابها. مع أن توقف الجرائم من جراء المحاكمات مرتبط بظروف متنوعة. وبغض النظر عما يحصل في سوريا، فإن المحكمة ستستمر. لكن السؤال يبقى من المسؤول عن الجريمة؟ وهل سيتوقف الاتهام على المتهمين الأربعة، أم سيتم تبيان متهمين آخرين أكثر تورطاً؟. والمتهمون الأربعة ما زالوا في حاجة الى تثبيت الإدانة بشكل قاطع. ويعتبر بدء المحاكمة مهماً لأنه سينقل الموضوع من مرحلة الضغط السياسي لإنشاء المحكمة، الى البدء بعملها والإصرار الدولي على الحشد الدولي الذي لا رجوع عنه. فهناك مساهمات دولية طوعية تشكل 51 في المئة من موازنة المحكمة، فالدول الكبرى تموّل تباعاً المحكمة. انه عمل دولي في ظروف اقتصادية صعبة لترجمة التزام سياسي بهدف الكشف عن الحقيقة. والإدانة هي مسؤولية المدعي العام، والبراءة تقع على الدفاع. ومن خلال المحاكمة، إما سيتم لاحقاً تثبيت الاتهام أو تبرئة المتهمين. وفي حال ثبتت الإدانة يصدر حكم بالعقوبة.

 

نتانياهو التقى العاهل الاردني في عمان الأسبوع الماضي لبحث قضية السلام

أ.ف.ب./كشف مصدر دبلوماسي اليوم السبت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التقى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاسبوع الماضي في الاردن، لبحث عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "الاسبوع الماضي توجه نتانياهو الى الاردن والتقى الملك عبد الله الثاني، وناقشا في الاجتماع عملية السلام في الشرق الاوسط". يشار إلى أن هذه هي اول زيارة خارجية يقوم بها نتانياهو، واول اجتماع مع زعيم دولة خارجية منذ الانتخابات الاسرائيلية العامة في 22 كانون الثاني/يناير. ويأتي اللقاء بين نتانياهو والعاهل الاردني قبل الزيارة التي يتوقع ان يقوم بها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المنطقة قريباً، يقدم خلالها مبادرة سلام جديدة.

 

بيريز منح نتانياهو اسبوعين اضافيين لتشكيل الحكومة الجديدة

أ.ف.ب./منح الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز اليوم السبت رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مهلة اسبوعين اضافيين، لتشكيل ائتلاف حكومي جديد بعد انتهاء المهلة الاصلية اليوم. وقال بيريز امام التلفزيون لدى استقباله نتانياهو في مقره في القدس:  "امنحكم اسبوعين اضافيين، وفقا للقانون، لاستكمال مهمة تشكيل الحكومة".

 

مسؤول اسرائيلي: المحادثات منحت ايران مزيدا من الوقت لمواصلة مساعيها لامتلاك سلاح نووي

وكالات/اعتبر مسؤول اسرائيلي بارز ان المحادثات النووية بين ايران والدول الكبرى اعطت الجمهورية الاسلامية مزيدا من الوقت لمواصلة مساعيها لامتلاك اسلحة نووية. وأشار المسؤول الى أن “بعد المحادثات وصل مساعد وزير الخارجية الاميركي ويندي  شيرمان الى اسرائيل واطلع مستشار الامن القومي الاسرائيلي يعقوب اميدرور خلال عطلة  نهاية الاسبوع على محادثات الماتي”.

 

قذائف من الجانب السوري على اخراج النورا والدبابية

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار منذر المرعبي، عن سقوط عدة قذائف مصدرها الجانب السوري على اخراج بلدتي النورا والدبابية المحاذيتين للنهر الكبير، نتيجة الاشتباكات الدائرة داخل الاراضي السورية.

 

"جبريل الإبن يبيع السلاح لـ"السلفيين" في لبنان

الشفاف/ أشارت معلومات خاصة بـ"الشفاف"، الى ان خالد "ابو العمرين" جبريل"، نجل رئيس الجبهة الشعبية القيادة العامة احمد جبريل، أدخل الى لبنان كميات كبيرة من الاسلحة، عبر قواعد الجبهة في "قوسايا"، وباعها في المناطق التي بدأ فيها انتشار القوى السلفية. المعلومات أشارت الى ان جبريل باع الاسلحة للسلفيين والاصوليين اللبنانيين بطلب من النظام السوري! كما ان بيع السلاح يحقق ارباحا مالية لجبريل الاب والابن ومصدرا لتمويل عناصر الجبهة بعد ان بدأت المصادر المالية تجف في ظل استنزاف المال الايراني في الحرب الدائرة في سوريا.

 

اي وظيفة دولية يحاول "حزب الله" تسويقها عبر المسيحيين لنفسه ولسلاحه؟

بقال نت/فيما لبنان غارق بتسويق ما يسمى بالأقليات للخوف على نفسها وعلى مستقبلها، تأسيسا على تفسير خاطئ لما يجري في سوريا وسبق وجرى في العراق( حيث آلة الموت لا تميّز بين أكثرية وأقلية)، ينشط "حزب الله" في الدوائر الأوروبية، كما في الأمم المتحدة، بمساندة إيرانية قوية، لتقديم نفسه كحام للأقليات في كل من لبنان وسوريا. وتقدّم شخصيات مسيحية معروفة صلاتها بـ"حزب الله" مدعومة من أكاديميين أوروبيين زاروا في السنوات السابقة إيران، لمرات ومرات وتولوا مهمة الدفاع عنها في الأروقة الأوروبية، دراسات دورية عن الدور الذي يمكن أن يلعبه هذا الحزب في حماية الأقليات ولا سيما المسيحية منها، في بلاد الشام عموما.

وتدرج هذه الشخصيات في تقاريرها الأخيرة مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من الموضوع المسيحي، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق، في خانة الأدلة التي تدعم توجهاتها، كما تركز على " الخلفية الطائفية" لـ"حزب الله" بموافقته على قانون " اللقاء الأرثوذكسي" الذي يحمي المسيحيين والأقليات من أي ذوبان في المد الإسلامي. وفي آخر تقرير قدمه بروفسور فرنسي من أصل لبناني، جرى إدراج موقف مرحب أطلقه نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان، وهو وفق التصنيف من خصوم "حزب الله"، بمواقف نصرالله من موضوع التمثيل المسيحي  في لبنان. وتؤكد شخصيات سياسية من "حزب الله" ، في لقاءات تجمعها في أوروبا ولبنان، بدبلوماسيين أوروبيين، هذا المنحى وتعلن أن استراتيجية الحزب تقوم على تسخير كل ما يملك من قوة معنوية ومادية ، من أجل الدفاع عن الأقليات في بلاد الشام خصوصا، في وقت تتعهد إيران أن تفعل ذلك، على امتداد الشرق الأوسط. وتركز التقارير التي تقدم الى الدوائر الأوروبية على خطر التطرف السني، الذي من شأنه أن يجتاح " كل اعتدال مزعوم"، وفق ما ورد  في تقرير إطلع " يقال.نت" عليه، بواسطة شخصية دبلوماسية فرنسية. ويبدو واضحا أن إشعال الملف السني في البلاد، من خلال إثارة الحساسيات، هنا وهناك، يندرج في سياق استنباط أدلة على صحة ما تذهب اليه هذه التقارير. وسبق لـ"حزب الله" ، في مرحلة سابقة، أن سوّق لنفسه وظيفة مماثلة، بواسطة شخصيات مسيحية على ارتباط بها، ومفادها بأن سلاحه هو " الوقاية الوحيدة لمنع التوطين في لبنان، الذي يعتبر خطرا على المسيحيين تحديدا". ووفق الدبلوماسي الفرنسي فإن هذه الوظيفة التي يقدم "حزب الله" نفسه لشغلها، لها آذان صاغية في الدوائر الأوروبية، التي تبدو حساسة جدة ، على مواضيع معيّنة، ومن بينها ملف الأقليات.

 

الناطق باسم الخارجية الفرنسية لـ"النهار": على جميع الأطراف التزام "إعلان بعبدا"

باريس – من سمير تويني/النهار/أكدت باريس عزمها مجدداً على جعل قوة "اليونيفيل" تنفذ مهمتها في جنوب لبنان على أكمل وجه واستمرارها في مشاركتها في القوة الدولية التي اعتبرتها اساسية فيما تشهد المنطقة توترات اقليمية. كما دعت الاطراف اللبنانيين الى الحفاظ على سياسة النأي بالنفس و"اعلان بعبدا" لتهدئة التوترات الداخلية. وقد سألت "النهار" الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو هل تشكل مشاركة "حزب الله" في المعارك داخل سوريا بالنسبة للخارجية الفرنسية تحديات خطيرة لأمن لبنان؟ في وقت اعرب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره الاخير عن تنفيذ القرار 1701 وعن قلقه في ما يتعلق بالأحداث الاخيرة التي تحد من حرية عمل وتحرك القوات الدولية لحفظ السلام "اليونيفيل". واجاب لاليو "ان باريس اخذت علماً بتقرير الأمين العام وتقويمه حول التباين في تنفيذ القرار 1701". واكد من جديد "ان الخارجية الفرنسية مستمرة في دعمها للقوات الدولية المنتشرة في جنوب لبنان وما زالت تطالب بأن تنفذ هذه القوات المهمة التي حددت لها من مجلس الامن" وقال "ان فرنسا تؤكد عزمها على جعل "اليونيفيل" تنفذ على اكمل وجه المهمة التي ناطها بها مجلس الامن الدولي". وفي هذا السياق أعرب لاليو عن استمرار مشاركة القوات الفرنسية في القوة الدولية واعلن "استمرار فرنسا ملياً في مشاركتها في القوات الدولية". واعتبر ان هذه القوى "ما زالت تلعب دوراً اساسيا على رغم المصاعب التي تواجهها في المحافظة على الاستقرار بلبنان بشكل عام". واوضح "انها تلعب دوراً محورياً للمحافظة على الاستقرار في جنوب لبنان". واعتبر الناطق ان المهمة اليوم اساسية لجبه التوترات الاقليمية فقال "ان مهمة "اليونيفيل" اليوم اساسية فيما تشهد المنطقة توترات اقليمية قوية"، خصوصا من جراء الازمة السورية وتردداتها على الوضع الداخلي اللبناني.  وكرر وقوف السلطات الفرنسية الى جانب السلطات اللبنانية التي تحاول تهدئة التوترات الداخلية، فقال "اما في اطار الازمة السورية التي تهدد الاستقرار في المنطقة، ان فرنسا تقف الى جانب السلطات اللبنانية في عزمها على تهدئة التوترات الداخلية وهي تؤيد سياسة النأي بالنفس التي تتبعها هذه السلطات". وقد شددت فرنسا على لسان الرئيس فرنسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس على ضرورة المحافظة على لبنان من تداعيات الازمة السورية وكرر لاليو هذا الموقف فقال "لقد عبرنا مرارا عن امنيتنا وهي المحافظة على لبنان من تداعيات الازمة في سوريا عليه" ودعا "جميع اللاعبين السياسيين في لبنان الى العمل في هذا الاتجاه". وجدد دعوته جميع اللاعبين الى "احترام مبادئ اعلان بعبدا الذي اعتمد تحت رعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان" والذي يدعو جميع الفرقاء على الساحة اللبنانية الى التزام سياسة الحياد تجاه الازمة داخل سوريا.

 

تصريحات سفير نظام بشار الأسد في بيروت من وزارة الخارجية اللبنانية

المستقبل اليوم/من استمع إلى تصريحات سفير نظام بشار الأسد في بيروت من وزارة الخارجية اللبنانية، خلُص إلى انطباع وحيد لا ثاني له، وهو أن الاعتداءات السورية على الأراضي اللبنانية، والمواطنين اللبنانيين، والسيادة اللبنانية ستستمر من قبل قوات نظامه وشبيحته، وأن ذلك هو "السياق الطبيعي للأمور". الغريب أكثر هو أن "سعادته" استدعى نفسه إلى الوزارة وجلس إلى وزير الخارجية اللبنانية المفترض، وتداول معه في ما "تتعرّض له الحدود السورية والداخل السوري من انتهاكات" من لبنان، علماً وللتذكير فقط، ان رئيسي الجمهورية والحكومة كانا طالبا الوزير المفترض باستدعاء هذا السفير وإبلاغه احتجاجاً ورفضاً لاعتداءات قوات نظامه على لبنان .. حصل العكس وصرنا أمام رسالة مضادة بجهد مشترك "أسدي منصوري". ليست المرة الأولى التي يتبادل فيها السفير والوزير الأدوار ويكملان بعضهما بعضاً، وكأنه كتب على لبنان مع هذه الحكومة أن يتعرّض لأبشع وأسوأ انواع الانتهاكات، والإهانات، والاعتداءات، والتوترات، والفضائح من دون أي حياء أو سقف، حتى وصل الأمر إلى حد ان حكومة اللون الواحد، والسلاح الواحد، والحزب الواحد، والمشروع التفتيتي والفتنوي الواحد .. أن هذه الحكومة صارت بدورها بناية من طوابق عدّة وفي قمّتها وزير خارجية لا يرد لا على رئيس الجمهورية ولا على رئيس الحكومة، بل يقرر بنفسه سياسة لبنان الخارجية استناداً إلى توجيهات أولياء أمره في "حزب الله" اساساً ...

مرّة جديدة تصحّ الدعوة لإنهاء هذه المسخرة وتصحيح الخطأ القائل بأن عدنان منصور هو وزير خارجية لبنان، فيما هو في حقيقة الأمر، سفير رديف لنظام الأسد في بيروت.

 

علي بعد لقائه منصور: رد الجيش السوري على مصادر النيران على الحدود اللبنانية-السورية هو للحفاظ على أمن سوريا وسيادتها

نهارنت/أكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أن " ما تتعرض له الحدود السورية والداخل السوري من انتهاكات مسلحة يشكل انتهاكا للسيادتين السورية واللبنانية"، مردفاً أن "ما تقوم به سوريا وجيشها من رد على مصادر النيران، هذا لا يمكن إلا التسليم بضرورته حفاظا على أمن سوريا وسيادتها، وهو السياق الطبيعي".وأشار علي بعد لقائه وزير الخارجية عدنان منصور السبت، الى أننا " نركز دائما على أن ما تتعرض له الحدود السورية والداخل السوري من انتهاكات من قبل مسلحين من جنسيات، سواء كانت من المسلحين الذين يلتجئون إلى الداخل اللبناني أو الذين يحملون جنسيات أخرى وتحت عناوين مختلفة، هؤلاء يشكلون انتهاكا للسيادتين السورية واللبنانية". ولفت في السياق نفسه الى أن "ما تقوم به سوريا وجيشها من رد على مصادر النيران، هذا لا يمكن إلا التسليم بضرورته حفاظا على أمن سوريا وسيادتها، وهو السياق الطبيعي"، مردفاً أنه "لم يتم استدعاءه من قبل منصور بل هو طلب اللقاء". وأردف أن " هناك تنسيق مستمر وحرص مستمر على أن تكون معالجة الأمور عبر التنسيق والتشاور ووضع الدولة اللبنانية بصورة ما تتعرض له سوريا وحدودها وجيشها ومخافر الحدود فيها والأرض السورية". وأكد علي أن "العلاقة الأخوية بين البلدين والتنسيق بين الجيشين وبين القيادتين والجهات المعنية في البلدين، هو أمر نحرص على الاستمرار فيه والتنسيق فيه، وهو ما أقوم به ومن خلال المذكرات التي ارفعها إلى وزارة الخارجية لوضع الدولة اللبنانية عبر بوابة الخارجية أي البوابة الشرعية عن حجم الخروقات التي تتعرض لها سوريا والردود التي تفرضها مصادر النيران التي تصيب الجانب السوري والحدود السورية والمواطنين السوريين". وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان أعرب عن "أسفه لاستمرار سقوط الضحايا اللبنانيين جرّاء الأعمال العسكرية قرب الحدود اللبنانية-السورية"، طالباً من "الجانب السوري الامتناع عن اطلاق النار والقذائف في اتجاه الاراضي اللبنانية". واندلعت معارك عنيفة ليل السبت الاحد 23 و24 شباط عند الحدود اللبنانية السورية بين الجيش السوري من جهة ومسلحين من جهة ثانية، ما اسفر عن سقوط قتيل.

وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام الأحد، الى "مقتل عضو مجلس بلدية الهيشة (عكار) احمد شهاب وجرح شقيقه هاني شهاب جراء سقوط قذائف من الجانب السوري على بلدة الهيشة في منطقة وادي خالد".

وافاد رئيس بلدية مشتى(عكار) حمود ناجي رمضان ان "منزلا لـ"آل عساف" استهدف بقذيفة مدفعية سورية و واقتصرت الاضرار على الماديات". وأكد مختار بلدة الهيشة محمد درغام الاحمد لصوت لبنان(93.3) أن "أهالي البلدة مستاءون من انتشار المسلحين ونطالب بانتشار الجيش اللبناني على الحدود". وأردفت الوكالة ان "حالة من الهلع والتوتر تسودان في صفوف الاهالي في منطقة وادي خالد جراء سقوط القذائف والاعيرة النارية من الجانب السوري". واستخدمت المدفعية وقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة في هذه المواجهات التي دارت بين الجيش السوري في بلدة المشيرفة ومسلحين في منطقة البقيعة اللبنانية.

ولم تتمكن المصادر من تحديد ما اذا كان المسلحون لبنانيين او سوريين معارضين للنظام في دمشق. واندلعت اعمال العنف هذه بعد ساعات قليلة على مقتل لبناني بنيران اطلقت من الجانب السوري للحدود، بينما كان على مقربة من نهر يفصل بين البلدين بحسب المصدر. وصرح مسؤول محلي لبناني لوكالة فرانس برس ان بين المسلحين افرادا من عشيرة اللبناني القتيل. ومنذ بدء الازمة السورية قبل حوالى عامين، شهدت الحدود اللبنانية الشمالية والشرقية حوادث عدة بعضها دام في هذا البلد المنقسم بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه. وغالبا ما تدور المواجهات بين الجيش السوري ومجموعات مؤيدة لمقاتلي المعارضة السورية. كما دارت اشتباكات بين مجموعات مسلحة والجيش اللبناني الذي يحاول منع تسلل مقاتلين. وفي هذا السياق، شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على "ضرورة بقاء لبنان محايدا في النزاع الدائر في سوريا لتحاشي انتقال الازمة السورية اليه".

 

سليمان يلتقي عسيري وآبادي

المركزية- عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري العلاقات الثنائية وتطورات الاوضاع في المنطقة.

وتناول سليمان مع سفير ايران غضنفر ركن ابادي العلاقات القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها في شتى المجالات.

واستقبل رئيس الجمهورية وفد الحملة المواطنية من اجل قانون لبناني للاحوال الشخصية برئاسة الدكتورة اوغاريت يونان التي سلمته نسخة من مشروع "قانون لبناني" للاحوال الشخصية موجود في المجلس النيابي، طالبة دعم رئيس الجمهورية في التعجيل في درس هذا المشروع. وايد الوفد مواقف سليمان من موضوعي قوننة الزواج المدني ورفض المشروع الارثوذكسي للانتخابات النيابية، مبديا استعداد المجتمع المدني للمساعدة في كل ما من شأنه الدفع نحو قيام الدولة المدنية.

وزار بعبدا وفد من المركز اللبناني للابحاث والانماء برئاسة رئيسه الدكتور انطوان سعد الذي طالب بالعمل على التزام "اعلان بعبدا" ببنوده كافة ولا سيما لجهة تحييد لبنان عن صراعات الآخرين وعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى والعمل على اتباع هذه السياسة مستقبلا من اجل حفظ الساحة الداخلية والامن والاستقرار في البلد. واستمع سليمان من وفد اتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة محمد خالد سنو الى سلسلة مطالب تبدأ بجعل العاصمة منزوعة السلاح وصولا الى اخذ موقع بيروت في الاعتبار في السياسة والادارة.

 

ميقاتي بعد لقاء هيئة التنسيق النقابيــة: ربما أنتم على حق... لكن علّقوا الاضراب

المركزية- أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه "سيتم إستكمال درس سلسلة الرتب والرواتب في اول جلسة يعقدها مجلس الوزراء بعد تاريخ 21 آذار الجاري". وتمنى على " هيئة التنسيق النقابية العودة عن الاضراب وإرجاء تحركاتها". وأوضح" أنه عندما أقرينا السلسلة كانت نسبة النمو في لبنان خمسة في المئة، بينما هي اليوم 1،5 في المئة، ومع إقرار السلسلة من دون اعادة درس فقد "يطير" النمو بشكل كامل". وقال:"هناك مستجدات في الأوضاع الاقتصادية ولا نريد أن نغمض أعيننا ونقول بأننا لا نراها وصحيح أننا بدأنا معهم في شهر حزيران بإتفاقات وبتفاهمات معينة لكن الظروف تغيرت".

وكان الرئيس ميقاتي إستقبل وفدا من "هيئة التنسيق النقابية" قبل ظهر اليوم في السراي، وعقد مؤتمرا صحافيا بعد الاجتماع قال فيه: حرصاً مني على الأوضاع العامة في البلاد، رغبت في الاستماع الى آراء كل الفئات، وخصوصاً هيئة التنسيق النقابية. إجتمعت اليوم بوفد من الهيئة وشرحت لهم الوضع المتعلق بسلسلة الرتب والرواتب خصوصاً لناحية شمولية الوضع الاقتصادي وليس النظر الى موضوع السلسلة بمفردها. خلال النقاش أخذت على عاتقي، والتزمت أمامهم، إستكمال جلسات مجلس الوزراء لمناقشة سلسلة الرتب والرواتب في أول جلسة تعقد في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد الحادي والعشرين من شهر آذار الجاري، وتمنيت عليهم، في ضوء هذا الإلتزام، أن يعودوا عن الإضراب ويرجئوا تحركاتهم ، لنرى ما ستكون عليه نتيجة الجلسة التي ستعقد بعد هذا التاريخ.

* لكن هيئة التنسيق لن تعود عن الإضراب؟

- في الحقيقة هذا رأيهم، شرحت لهم الموضوع كاملاً وهو ليس متعلقا فقط بسلسلة الرتب والرواتب إنما بالاقتصاد عموما، وتمنيت عليهم إعطاءنا الوقت الكافي لاستكمال الدرس. لقد حييت عملهم النقابي وقلت لهم صحيح إنكم تدافعون عن قضيتكم، وربما هي قضية حق، لكن نحن ننظر الى الصورة الاقتصادية بشموليتها ونأخذها بالإعتبار، وتمنيت عليهم العودة عن الإضراب.

* في الفترة السابقة كان هناك ما يقارب السنة ونصف السنة للدرس، فماذا تبقى؟

- أعتقد أن الحديث عن فترة سنة ونصف السنة مضخم قليلاً، كما بعض الأرقام التي تصدر وهي مضخمة، فالفترة أقل من ذلك. لا تزال هناك بعض المواضيع المعينة التي هي قيد البحث ومن أهمها: ما هي إنعكاسات هذه السلسلة على القطاعات الاخرى، بدءا بالمالية مرورا بالتضخم وصولا الى مدى تأثيرها على القطاع الخاص، لأن السلسلة ليست عملية مستقلة عن مجمل الواقع الاقتصادي. يجب أن نرى كل الصورة بشكل متكامل وندرسها وفي الوقت ذاته يجب أن نبحث مع كل أطراف الإنتاج في لبنان ما هو إنعكاس السلسلة عليها. هذا الواقع ساضعه أمام مجلس الوزراء في جلسة ما بعد 21 آذار لاتخاذ القرار المناسب.

* هناك هواجس لدى الهيئات الاقتصادية فهل تم تبديدها؟

- هذا الأمر هو من المواضيع التي ندرسها مع جميع الأطراف، ونحن نستمع الى الاراء ليكون لدينا تصور واحد نضعه على طاولة مجلس الوزراء بعد التاريخ المشار اليه.

* لماذا أقريتم السلسلة في مجلس الوزراء طالما ليس هناك تمويل؟

- عندما أقرينا السلسلة كانت نسبة النمو في لبنان خمسة في المئة، بينما هي اليوم 1.5 في المئة، ومع إقرار السلسلة من دون اعادة درس فقد "يطير" النمو بشكل كامل. هناك مستجدات في الأوضاع الاقتصادية ولا نريد أن نغمض أعيننا ونقول بأننا لا نراها. يجب أن ننظر الى الواقع بشمولية وهذه هي مسؤوليتنا. صحيح أننا بدأنا معهم في شهر حزيران بإتفاقات وبتفاهمات معينة لكن الظروف تغيرت. لو أحلنا السلسلة على مجلس النواب وصدر قانون بشأنها، ثم حصلت مستجدات، ألن نتراجع عن القانون؟

* هل هناك أي تراجع عن السلسلة؟

- ستوضع السلسلة على طاولة مجلس الوزراء في التاريخ الذي تحدثنا عنه.

* في حال أقرت السلسلة هل سيكون لها إرتداد على الليرة اللبنانية؟

- كل الأمور تدرس كي لا يكون لها إلا الأثر الإيجابي.

 

هيئة التنسيق: الاجتماع مع ميقاتي كان سلبيا والاضراب مستمر

وطنية - أعلن هيئة التنسيق النقابية استمرارها في الاضراب المفتوح، داعية الى المشاركة الكثيفة في اعتصامات يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين تحضيرا للاضراب العام الشامل، وذلك في بيان صدر عنها اثر اجتماع "استثنائي" عقدته اليوم، لدراسة نتائج لقائها برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي وصفته ب"الصادم والسلبي". وجاء في البيان: "بعد استعراض المعطيات والتصريح الصادر عن رئيس الحكومة اثر الاجتماع معه، خلص المجتمعون الى التالي:

1- تعتبر الهيئة ان موقف الرئيس ميقاتي كان صادما وسلبيا، وخصوصا انه لم يلتزم حتى بالحد الادنى مضمون قرار مجلس الوزراء الصادر بتاريخ 6-9-2012 والقاضي بإقرار سلسلة الرتب والرواتب، ولم يلتزم تاريخا محددا لإحالة السلسلة على المجلس النيابي.

2- ربط رئيس الحكومة احالة السلسلة الى المجلس النيابي باستكمال دراسة انعكاس السلسلة على كل القطاعات الاخرى، مما يؤكد مجددا الاستمرار في المماطلة وكسب الوقت.

3- ارجأ رئيس الحكومة موعد طرح السلسلة على مجلس الوزراء الى ما بعد 21 اذار الحالي بعدما كان قد اكد عزمه احالتها خلال جلسة مجلس الوزراء نهار الاثنين الواقع فيه 18-2-2012.

4- تؤكد الهيئة استمرار الاضراب المفتوح والاعتصامات في الوزارات والادارات العامة والسرايا الحكومية في المناطق والمدارس والثانويات ومعاهد التعليم المهني والتقني. وتدعو الأساتذة والمعلمين والموظفين الإداريين والمتقاعدين والمتعاقدين والاجراء إلى المشاركة في الخطوات التصعيدية نهار الإثنين والثلاثاء على الشكل التالي:

بيروت: الإثنين: إعتصام أمام وزارة الصناعة- قرب العدلية. الثلاثاء: إعتصام أمام وزارة الطاقة- طريق النهر.

المناطق: الاثنين والثلاثاء: استكمال الاعتصامات وتنفيذ الخطوات التي تقررها لجان الاضراب في المناطق.

5- الدعوة لعقد جمعيات عمومية للاساتذة والمعلمين في المدارس والثانويات يومي الاثنين والثلاثاء مع طلاب الشهادات الرسمية واهاليهم، وذلك تحضيرا لمشاركتهم في تحركات هيئة التنسيق".

 

"كلفة اللاقرار أكثر ضرراً على الخزينة من عبء التمويل"/الزاخـم: حل مشكلة السـلسلة في تغيير النظام الضريبي

المركزية- عزا الرئيس السابق لجمعية المصارف الدكتور عبدالله الزاخم ارتفاع نسبة العجز وتراجع معدل النمو الإقتصادي في لبنان إلى التجاذبات السياسية والتوتر الأمني على الساحة الداخلية من جهة والأحداث العربية القائمة من جهة أخرى. ورأى في حديث لـ"المركزية" أن مشكلة سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام "ليست مستعصية، إنما حلها واضح ومعروف ويكمن في مبادرة الحكومة إلى إعادة النظر في النظام الضريبي في لبنان وبالتالي موافقتها على إقرار السلسلة وإحالتها إلى مجلس النواب، ولا مَخرج آخر لديها". وتابع: من هنا على الحكومة البحث عن موارد جديدة وفضّ ملف السلسلة سريعاً، لأن الإضرابات والتظاهرات القائمة والمتصاعدة تلحق أفدح الأضرار بالإقتصاد الوطني والخزينة العامة تحديداً. من هنا عدم البت بالموضوع يبقى أسوأ من إقراره.

وشدد الزاخم على "ضرورة إسراع الحكومة في حل هذه المشكلة المتفاقمة عبر زيادة مداخيل الخزينة العامة من خلال إحداث تغيير في النظام الضريبي أو استحداث موارد جديدة". وقال: لا يجوز بعد اليوم الإستمرار في المماطلة على هذا النحو حيث توالت التظاهرات والإضرابات على مدى 13 يوماً. علماً أن الحكومة أوقعت نفسها في ورطة عندما وعدت القطاع العام بالسلسلة، فأصبح عدم تنفيذه أكثر ضرراً على الإقتصاد اللبناني ككل، في ما لو تم استحداث ضرائب جديدة لتأمين موارد التمويل. ولم يغفل الزاخم التأكيد على "ضرورة أن تبدي الهيئات الإقتصادية بعضاً من التضحية عبر تحمّلها ضرائب جديدة، وكذلك المواطنون عليهم مشاركة الهيئات في تحمّل فاتورة الضرائب المستحدثة". الأرقام المصرفية: وفي معرض تعليقه على النتائج المالية الأولية الصادرة عن 7 مصارف سورية تابعة لمصارف لبنانية، والتي لحظت انخفاضاً في أرباح المصارف السورية التابعة لمصارف لبنانية 45,8% في 2012 وكذلك الموجودات 4,2%، لفت الزاخم إلى أن هذه الأرقام "لا تترك انعكاسات مباشرة على القطاع اللبناني إنما تأثيرها محدود". وقال "ستبقى الأرقام إلى تراجع ما دام الوضع الأمني في سوريا متأزماً، فالإقتصاد السوري انهار مع تفكك مقوّماته. ولبنان يتأثر بذلك من النواحي الإقتصادية كافة لارتباطه الوثيق بالسوق السورية".

 

"تايمز": افادة لبنانية من خبرة الجيش البريطاني لبناء ابراج مراقبة على طول الحدود مع سوريا

المركزية- أشارت صحيفة "تايمز" البريطانية الى أن "الجيش اللبناني سيستفيد من خبرة الجيش البريطاني في ايرلندا الشمالية لبناء ابراج مراقبة على طول الحدود مع سوريا". وأوضحت الصحيفة أن "أبراج المراقبة التي يبلغ ارتفاعها 30 قدما، والتي استخدمت في ايرلندا ولاحقا في العراق وافغانستان، سيتم تزويدها بنوافذ مضادة للرصاص وكاميرات مراقبة تدار عن بعد". وأكدت أن "بناء ابراج المراقبة يهدف الى تأكيد سلطة الجيش اللبناني على جزء من الحدود اصبح أخيرا من محاور النزاع السوري".

 

جعجع: الحكومة لن تبقى شرعية في حال عدم إجراء الانتخابات لا يمكن ان تقوم دولة فعلية طالما القرار الاستراتيجي عند حزب الله

وطنية - أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن "هناك اختلافا في وجهات النظر داخل قوى 14 آذار حول قانون الانتخابات، ولكن مساحات الخلاف في وجهات النظر تضيق تدريجا، وأتوقع اذا استمرينا في هذا السياق أنه خلال أيام ليست طويلة سنصل الى تصور موحد حول قانون انتخابات جديد"، مشددا على "أهمية التقيد التام بإجراء الانتخابات في موعدها وأي تفكير بتأجيل الانتخابات من أي طرف لأي سبب كان، نراه تفكيرا قاتلا لنظامنا الديموقراطي". وقال في حديث الى صحيفة "اللواء" ينشر غدا: "لا يوجد امامنا سوى القانون المختلط وفق ما تقدمت به القوات اللبنانية أو ما قدمه الرئيس نبيه بري، اذ بعد البحث الطويل ظهر أن هذا المشروع يمكن ان يوافق عليه غالبية الفرقاء، وأي طرح آخر يعني اننا سنبدأ من جديد ولا اتصور أنه سيكون له حظوظ للنجاح".

وأشار الى أن "مشروع اللقاء الارثوذكسي كان هو المدخل الوحيد الى قانون انتخاب جديد، والدافع الرئيسي لتأييدنا المشروع الارثوذكسي في اللجنة النيابية الفرعية كان بهدف التوصل الى قانون انتخابات جديد". ولفت الى أن "التأجيل المقبول للاستحقاق الانتخابي هو التأجيل التقني لشهر أو شهرين لتعطى وزارة الداخلية فرصة للقيام بالتحضيرات اللازمة"، وأوضح أن "جميع الدول العربية والاقليمية والدولية قد أعلمت الحكومة وأطرافها بأنها لن تعترف بهم كسلطة شرعية اذا لم تحصل الانتخابات في موعدها، ولذلك ليس من مصلحة أحد تأجيل الانتخابات، ولا يظن أحد ان الحكومة في حال عدم اجراء الانتخابات ستبقى حكومة شرعية وبيدها كافة السلطات الشرعية، فهذه الحالة ليست واردة ولا بأي شكل لا دستوريا ولا سياسيا".

ونوه بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "الذي يسعى للقيام بدور توفيقي بين كل الأفرقاء"، داعيا الى "وجوب توجيه الجهود للوصول الى قانون توافقي واذا اردنا ايجاد قانون جديد، علينا ان نذهب الى القانون المختلط". وتعليقا على مطالبة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بعقد مؤتمر تأسيسي، قال: "أي محاولة للمس بالدستور وباتفاق الطائف تكون فتحا لباب على المجهول، ممكن ان نعرف كيف تفتح هذه اللعبة ولكن لا أحد يعرف كيف تقفل، وليس من مصلحة احد فتح هكذا مواضيع، ولا يجب أن ننسى انه بعد 15 عاما من الحرب، توصل اللبنانيون الى اتفاق الطائف، وبالتالي فإن الدعوة لعقد مؤتمر تأسيسي يعني فتح باب جهنم من جديد، فالافضل ان نأخذ اتفاق الطائف كنقطة ارتكاز، وأرى ان كل بحث يكون في اطار الطائف يكون مقبولا شرط أن يكون ضمن أسس الطائف ومبادئه".

وانتقد جعجع سياسة الحكومة "ولاسيما الفلتان الأمني والوضع على الحدود الشمالية والشرقية إضافة الى عمليات الخطف التي تحصل وكأن هناك شركات خاصة مرخصة من الدولة تقوم بها، فضلا عن موضوع سلسلة الرتب والرواتب والتحركات النقابية"، مستغربا "تصرف الحكومة تجاه هذا الموضوع، فاذا كانت عاجزة عن تمويلها، لماذا اتخذت فيها قرارا ووعدت المدرسين والموظفين بها؟"

وعن زيادة عدد النواب الى 134، قال: "نحن طالبنا سابقا بإعادة عدد اعضاء المجلس النيابي الى 108، ولكن كان هناك مشكلة تتعلق بتمثيل الطائفة السريانية، والحل لدينا كان باعادة العدد الى 108 ومن ثم نعطي السريان مقعدين من النواب المسيحيين، ولكن في اللجان المشتركة لم يجدوا سوى هذه الطريقة لحل هذه المشكلة فزادوا ستة مقاعد إضافية".

أضاف: "لا يمكن ان تقوم دولة فعلية في لبنان طالما القرار الاستراتيجي عند حزب الله، فهذا وضع غير طبيعي، واتهام الحزب بقضية الرئيس رفيق الحريري ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب واتهام محمود حايك ومن ثم قضية التفجير في بلغاريا، كل هذا يستدعي التوقف عنده وبحثه بشكل جدي ومن غير مسايرة واتخاذ القرار المناسب بشأنه."

وردا على سؤال عن الثورة في سوريا، قال: "طبعا لا أخشى على الثورة في سوريا، رغم ان اللعبة الدولية بصراعاتها تطحن الشعب السوري طحنا، واعتقد ان الثورة كانت قد انتصرت بعد سنة على انطلاقتها لولا اللعبة الدولية، ولكن طالما روسيا وايران تستنزفان في سوريا، فالآخرون يرون أنه من الأفضل عدم إنهاء هذه الازمة".

وعن تبرير "حزب الله" تدخله في القتال في سوريا بأنه لحماية الناس، قال: "لا احد يستطيع ان يتجاهل دور ايران في سوريا، واهم موقف كان يمكن ان يتخذ لحماية هؤلاء الناس هو التزام الحياد او تأييد الثورة، ولكن للأسف ذهب حزب الله الى المقلب الآخر، وبسبب موقفه اصبح هناك تجييش كبير داخل الشعب السوري ضده وبذلك هو يدخل لبنان في آتون كبير".

وختم جعجع: "في شأن الاعتداءات السورية على القرى الحدودية الشمالية كان على الحكومة ان تأخذ قرارا بارسال الجيش للتموضع هناك وحماية الناس".

 

هل يسـتعيد لقاء سيدة الجبل زمام المبادرة المســيحية؟ اتصالات لتوفير اوسع مشاركة في مؤتمر "وقف التهميش"

المركزية- بعدما تعذر انعقاد الخلوة التاسعة للقاء سيدة الجبل التي كان الساعون اليها قرروا تخصيصها لملف النازحين السوريين والفلسطينيين من سوريا الى لبنان وحالت الظروف الطارئة في البلاد دون تحويل الفكرة الى واقع، كشفت مصادر مسيحية شاركت في الخلوات الثماني للقاء عن استعدادات جدية لاطلاق التحضيرات لمؤتمر يعقده المنضوون تحت لواء هذا اللقاء من اجل استعادة زمام المبادرة على الساحة المسيحية في ضوء غياب دور القوى المسيحية بفعل انغماسها في الشؤون الانتخابية وانصراف مكوناتها الى البحث عن قانون لا يبدو متوافرا في الافق المنظور. واعتبرت المصادر ان التطورات المتسارعة على المستويين الامني والاجتماعي وارتفاع منسوب التشنج المذهبي في الشارع الاسلامي الذي يشهد كل يوم فصلاً جديداً من فصول الاحتقان تحتم على المسيحيين تأمين حضور سياسي فاعل على المسرح اللبناني بعدما اسهم انكفاؤهم على مدى ثلاثين سنة خلت وخصوصا في النصف الثاني منها في تهميشهم الى اقصى الحدود، ولعل الاخطر من ذلك ان هذا التهميش يمارس اليوم بدفع اقوى وباسلوب جديد مع فارق انه يأتي بفعل ارادي من المسيحيين انفسهم كون غيابهم عن الساحة السياسية وعدم تفاعلهم مع التحولات الحاصلة على مستوى المنطقة عموما ولبنان خصوصا سيضعهم بعد انتهاء مرحلة الثورات العربية والازمات المتحكمة بالمنطقة راهنا على هامش المرحلة المقبلة والعصر الجديد.

وشددت على ان اصحاب المبادرة في اتجاه مؤتمر سيدة الجبل يجندون طاقاتهم لتوفير اوسع مشاركة للفاعليات المسيحية من التيارات السياسية كافة لاعلاء شأن الدور المسيحي، مشيرة الى اتصالات وتواصل بين المبادرين لتحديد مسار العمل وطرح اشكالية الدور المسيحي على أعلى المستويات ولا سيما بكركي التي اذا رأت ضرورة المشاركة في أي شكل ترتئيه حضورا او مواكبة وان على مسافة بعيدة فان الامر سيشكل دفعا اضافيا للهدف المرسوم للمؤتمر وتحفيز المسيحيين على لعب الدور المنوط بهم منذ نشأة لبنان الحديث. ومن المتوقع، وفق المصادر، ان تبدأ بوادر بلورة هذا الطرح بالتظهير اعتبارا من نهاية الاسبوع المقبل بعد استكمال سلسلة الاتصالات بين المعنيين والمنظمين.

 

حمادة للاستعجال في قـــانون جديد أو الاتفاق السياسي على قوننة التأجيل

المركزية- حذر النائب مروان حمادة من ان الوقت يداهمنا والمطلوب اليوم اما الاستعجال في اقرار قانون جديد والذهاب الى الانتخابات في موعدها واما الاتفاق السياسي على قوننة التأجيل التقني لفترة معينة ومحددة ريثما يتم ايجاد قانون انتخابي مختلط. وشدّد في حديث اذاعي على ضرورة التفاهم على الافاق المستقبلية خصوصا ما بعد الانتخابات، مؤكدا ان الانتخابات لا يجب ان تكون فرصة لفريق معين للانقضاض على فريق آخر، منوّها بموقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي تحلّى بالجرأة واعلن انه ليس ضد التأجيل، منوّها بحكمة الرئيس بري الذي أعطى فرصة جديدة للبحث عن قانون توافقي بعيداً من مشروع اللقاء الارثوذكسي.

اضاف "الجميع يدّعي بأنهم ضد ارجاء الانتخابات الا انهم يعلمون انه اذا لم يتم التوافق على قانون مختلط خلال ايام فان التأجيل لا مفر منه، مشيراً الى ان قانون الستين مرفوض من قوى الثامن من آذار ومشروع اللقاء الارثوذكسي من قبل تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لذا فالحل بقانون مختلط، مؤكدا ان رئيس الجمهورية سيطعن بدستورية مشروع اللقاء الارثوذكسي في حال اقراره، معتبراً ان اعلان بعبدا هو المدخل الاساس للعودة الى طاولة الحوار شرط ان يلتزم الجميع بما تم الاتفاق عليه سابقا.

 

"الوطن": "حزب الله" يسعى لتكرار سيناريو حرب المخيمات

المركزية- نقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن مصادر بارزة في حركة "حماس" عن تعبئة مضادة يقودها "حزب الله" بسب تأييد الحركة لثورة سوريا". ولفتت الصحيفة الى ان "مسؤولي التعبئة في الحزب أعدوا خططاً خاصة للتعبئة ضد حماس بين أطياف الشعب اللبناني، خصوصا في المناطق التي يسيطر عليها، وذلك بأمر مباشر من طهران. واتهمت "حماس" مسؤولي حزب الله "بتشويه صورتها من كونها حركة مقاومة ضد الإسرائيليين إلى حركة "براغماتية". أضافت ان الصورة السلبية التي تروجها أذرع تعبئة الحزب هي بسبب انقلاب حماس على الدولة السورية. ونه داخل لبنان بسبب تداعي القوة العسكرية للقوات الموالية الأسد".

 

شطح: وجود سلاح "حزب الله" تحت ذريعة "الدفاع عن ناسه" عذر أقبح من ذنب 

موقع 14 آذار/أكد مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السايق محمد شطح أن" وجود سلاح "حزب الله" شرق الحدود اللبنانية- السورية تحت ذريعة "الدفاع عن ناسه" عذر اقبح من ذنب". وسأل: "اليس هناك دولة لبنانية "حزب الله" جزء منها؟ واليس بامكان الحزب ان يرفع الموضوع إلى مجلس الوزراء ؟ وبالتالي من أعطاه هذا الدور لاسيما انه خارج اطار الدولة اللبنانية ويخص اناساً خارج الحدود؟".

كلام شطح جاء في حديث أدلى به لقناة الـ"mtv" حيث رأى أنه "لا يمكن ضبط الامن واعطاء الدولة القدرة السياسية والمعنوية لضبطه بوجود وضع شاذ في لبنان وميليشيات تحت عنوان المقاومة او المنظمات الفلسطينية او المخيمات او ...". وحذر من "أن هذا الامر سيؤدي الى انعدام الامن بشكل او بآخر. وقد اضيفت إليه مشكلة اضافية ليست بعيدة عنا ألا وهي اشكالية الوضع السوري".

وأسف شطح لأننا "رأينا خلال السنة الماضية استمرارا في الانزلاق المتطور في هذه الاشكالية، ولكننا عشنا في الاسابيع الماضية نقلة نوعية إذ يبدو ان "حزب الله" قرر ان هناك اهمية لاستعمال واقعه في المعركة السورية تحت عنوان حماية اللبنانيين". وقال: "إذا كانت الاوامر الايرانية لـ"حزب الله"، الذي استثمرت فيه ايران لسنوات، ان المعركة السورية تتطلب دورا مباشرا من الحزب في سوريا فعليه ان يرفض".

أضاف: "وإذا آتى هذا القرار بتقييم من الحزب فمن واجبه الدفاع عن الناس في سوريا أكانوا سوريين او لبنانيين، وإلا فيكون مقدماً على خطيئة وطنية سترتد على المسلمين والمسيحيين، فالميليشيا تؤدي الى ميليشيا، واي تدخل يؤدي الى تدخل آخر". وإذ استنكر شطح "اي محاولة للتسلح من أي فريق" أكد أن" وجود سلاح "حزب الله" شرق الحدود اللبنانية- السورية تحت ذريعة "الدفاع عن ناسه" عذر اقبح من ذنب". وسأل: "اليس هناك دولة لبنانية "حزب الله" جزء منها؟ واليس بامكان الحزب ان يرفع الموضوع إلى مجلس الوزراء ؟ وبالتالي من أعطاه هذا الدور لاسيما انه خارج اطار الدولة اللبنانية ويخص اناساً خارج الحدود؟".

أضاف: "مددنا يدنا إلى "حزب الله" بغية التوصل الى التزامات حقيقية، وطلبنا منه اتفاقا انطلاقا من "اعلان بعبدا" الذي في اساسه تحييد لبنان، ونحن ندعوه الى مراجعة حساباته في سوريا وامعانه في استجلاب الداخل السوري والأزمة الى لبنان". وأعاد شطح التأكيد انه "لا يمكن للدولة ان تستعيد هيبتها أوأن تحفظ كيانها بوجود"حزب الله"هذا الكائن العسكري الكبير الذي ينظر اليه بأنه مرتبط بالخارج، والذي يفرض نفسه عند اللزوم على انه ممسك بالنظام. وتابع: " هناك مؤخراً علامتي استفهام: هل يدخل "حزب الله" في عمليات خارج لبنان كبلغاريا واماكن اخرى؟ وهل يُستعمل او انه نفسه يندفع الى دور جديد بسبب الازمة السورية إن كان في سوريا او في لبنان؟".  وعن قول الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله " لا تجربونا" في اطلالته التلفزيونية الاخيرة قال شطح: "اعتقد ان هذا الكلام موجه الى بعض الناس الذين اصدروا خطابا تهديديا لـ"حزب الله"، علما اننا ضد اي ممارسة من هذا النوع ولأسباب اخرى". وتخوف "من ان حسابات "حزب الله" في امتحان لبنان واللبنانيين خاطئة، اي ان الممارسة في سوريا او اذا كان هناك من استجلاب للمعركة السورية الى لبنان امر ليس بالضرورة ان يستطيع "حزب الله" السيطرة عليه". وأشار إلى أنه "في السابع من ايار كانت هناك عملية عسكرية امنية، ومع كل فظاعتها وتأثيراتها التي لا نزال نعيشها حتى اليوم لم تؤد الى كارثة، والسبب انه كانت هناك عملية رد فعل مضبوطة لان الخيارات كانت صعبة فعلاً ولم ينزلق البلد". وعما اذا كان الشيخ أحمد الاسير هو المكلف بالدفاع عن السنّة بوجه السيد حسن نصر الله اذا حصل "7 ايار جديد" قال شطح: "لا اعرف من يكلف من، فـ"حزب الله" ليس مكلفاً بالدفاع عن الشيعة في سوريا، كما ان الشيخ الاسير ليس مكلفاً بالدفاع عن السنّة في لبنان، الدولة مكلفة بالدفاع عن الجميع، الا انه لا يمكنها للدولة إستعادة هيبتها اذا كان هناك من يوطي حيطها كل يوم" . ونبه إلى أن"استهداف اي فريق يؤدي الى استهدافات مقابلة، ونحن لا نريد استهداف احد تابع لأي طرف. هناك في لبنان منذ سنوات عدة محاولة جدية لجعل الطائفة السنيّة برموزها السياسية وغير السياسية وكأنها خطر ووباء وغول اتى ليأكل الطوائف الاخرى، ونحن لا نتكلم على اسامة سعد بل علىم من اهم منه مع احترامي له. "التيار الوطني الحر" لا يمر يوم الا ويصف الكتلة التي تجمع بين الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة والنائب خالد ضاهر والشيخ الاسير ومشايخ طرابلس والوهابيين في قطر والسعودية بانها كتلة من الخطر الداهم يجب الوقوف بوجهه، وهناك اعلام "حزب الله" الذي يظهر هذا المرة، ولكن ليس بالطريقة عينها، لكي يدخل الى عقول الناس، وتحديدا المسيحيين، لاخافتهم من خطر في المنطقة اسمه السنّة". وتابع: "اشعر اليوم اكثر بالخوف على لبنان من هذه الممارسات (ممارسات حزب الله) واقولها بموضوعية عايشت فترة 1970 - 1975 بتفاصيلها وكانت هناك منظمة تحرير فلسطينية تدفع باتجاه فلسطين بشكل جعل بعض اللبنانيين يندفعون وراءها اكثر مما يندفع البعض وراء حزب الله".

وختم شطح بالقول "إن "حزب الله" الآن امام امتحان حقيقي، والتاريخ يمكن ان يعيد نفسه وهذا ليس تهويلاً، وآخر حزب يمكن ان يحول نفسه الى ميليشيا على الاراضي اللبنانية هو تيار المستقبل

 

عضو تكتل 'القوات اللبنانية” ورئيس كتلة 'نواب زحلة” النائب طوني ابو خاطر: شعرنا بهجمة نحو قانون آخر بعد التصويت على قانون "الأرثوذكسي"   

أعلن عضو تكتل 'القوات اللبنانية” ورئيس كتلة 'نواب زحلة” النائب طوني ابو خاطر انه 'بعد التصويت على قانون اللقاء الأروثوذكسي في جلسة اللجان المشتركة، شعرنا بأن هناك دفعا وهجمة نحو قانون آخر، والمعطيات كانت تبشر بالتوصل إلى قانون ولكن سرعان ما تراجعت الامور”. أبو خاطر وفي حديث لإذاعة 'لبنان الحرّ”، أبدى خشيته من أن تكون هناك ارادة لتأجيل الانتخابات، مؤكدا ان الأكثرية مجمعة على أن القانون القديم غير صالح. وأمل عضو تكتل 'القوات اللبنانية” تمرير الاستحقاق بشكل حضاري، 'لا سيما وان الأجواء على الصعيدين الداخلي والخارجي تتسم بعدم الرضى والإطمئنان، فاللبنانيون غير مرتاحين وكذلك القوى الدولية التي تحض المسؤولين لاقرار قانون يمثل كل الناس”. وعن الوضع الأمني، أشار أبو خاطر إلى ان 'المعطيات على الأرض لناحية تفلت السلاح وتقصير الدولة، تؤشر إلى اننا سائرون نحو صدامات أمنية نأمل ألا تحصل”، مضيفا: 'كان من الممكن ان ننأى فعلياً عما يحصل حولنا وان نعيد ترميم البلد على صعيد الاستحقاقات الدستورية والوضع الاقتصادي، إلا ان ثمة قوى تمعن في اعادة البلد إلى الوراء”.

 

رئيس لجنة الطاقة النائب محمد قباني  يفضح مخالفات باسيل: كذب على الناس.. مخالفات قانونية ومجازر بيئية 

علّق رئيس لجنة الطاقة النائب محمد قباني على قيام وزير الطاقة والمياه جبران باسيل بفتح العروض في غياب الشركة اليونانية "JP Ivax" ومن دون موافقتها، لاثبات وجود عرضين منافسين لتفادي افساد المناقصة وإرساء الالتزام على الشركة اليونانية، فأشار الى انّ ما قام به وزير الطاقة والمياه جبران باسيل هو فضيحة، لأنها تحوي مخالفات قانونية ومجازر بيئية كبيرة وبالتالي يكذب على الناس.

وقال في حديث لموقع "تيار المستقبل" الألكتروني: "أولاً لقد قام بفتح عروض التزام معمل دير عمار2 بحضور مشارك واحد، وهذا الأمر لا يجوز بقانون المناقصات، خصوصاً ان الشركة الثانية (الصينية) ابدت ملاحظاتها لتسطيع الإستمرار ولم يؤخذ بها، وبالتالي حصل ما حصل، ثانيا يقول الوزير باسيل انه وفر على الخزينة وهذا كذب ايضاً، لأن الأشغال تغيرت وقد سحب الوزير اجزاء اساسية من الالتزام، مثل قطع الغيار للمعامل التي تحتاجها باستمرار وبالتالي لم يعد بإستطاعته القول انه وفر 170 مليون دولار عن نتائج المناقصة الاولى، لذلك يجب ان يُنظر الى هذا التزام انه جديد لذلك نستطيع القول ان الوزير جزأ الالتزام، وبالتالي لم يوفر اي قرش على الخزينة بل العكس تماماً". أضاف: "هنالك امر آخر بالغ الخطورة يتعلق بالبيئة، لأنه من المفترض ان يعمل هذا المعمل على الغاز، وبما انه لا يجود غاز فسيتم تشغيله على الوقود الثقيل، وهذا الوقود هو كثير التلوث وستكو هنالك مجزرة بيئية بالمنطقة وهو الأمر الذي حذر منه الأهالي بالأصل، لذلك كان من المفروض ان يكون هنالك تشدد بيئي بالمواصفات والشروط اكثر من الغاز، واذ به يمشي الوزير بالإتجاه المعاكس، بحيث قام بتقصير الداخون من 160 متر الى 60 متر كي يوفر بالمال ويوهم الناس وديوان المحاسبة انه وفرّ، كل هذه الأمور تظهر ان هذا الوزير يقوم بتمرير ما يريده ويقوم بالضحك على الناس وعلى مجلس الوزراء والمؤسسات الرقابية، بإختصار وزير الطاقة لا يحترم القانون ". وختم قباني: "لقد قمت بإرسال كتاباً الى ديوان المحاسبة والى وزارة البيئة بخصوص المخالفات، وتلقيت اتصالاً من رئيس ديوان المحاسبة اكد لي اهتمامه بالموضوع، وانه احال المؤتمر الصحفي الأخير الذي قمت به كإخبار الى المدعي العام المالي في الديوان، وننتظر اليوم ردهم وردّ وزير البيئة ايضاً".

 

البلاد على موعد مع اسبوع نقابي – انتخابي تصعيدي بامتياز

قيادات 14 اذار تجتمع خلال سـاعات للتوافق على القانـون

علـي يـبرر قصـف قـرى لبنانـية: ضـرورة ســورية

المركزية- يتسم الاسبوع المقبل بأهمية مزدوجة على صعيد ملفي قانون الانتخابات النيابية واضراب هيئة التنسيق النقابية، ذلك ان افق التسويات في الضفتين يبدو مسدوداً بعدما لامست كل المحاولات المبذولة من "سعاة الخير" والوسطاء حافة الهاوية واضعة القوى السياسية امام مسؤولياتها والحكومة امام اختبار التصعيد النقابي بعد فشل اللقاء بين رئيسها نجيب ميقاتي ووفد هيئة التنسيق ظهراً.

سباق المسارات: وفي مجال التصعيد المتبادل، تتجه الانظار ايضا الى المسار النيابي والخطوات الممكن ان يقدم عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدما خلف مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وطرح تشكيل هيئة الاشراف على قانون الانتخاب موجة غضب في صفوف قوى 8 اذار التي قرأت في الخطوتين مضياً نحو قانون الستين، على رغم يقينها ان الدستور يلزم رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الداخلية باتخاذ هذه الاجراءات. ويبدو المسار الدستوري في سباق محموم مع الاجراءات الممكن تحديدها تشريعياً قبل بدء احتساب مهلة التسعين يوماً في 9 آذار.

الانتخابات البلدية: وقبيل تظهر مصير قانون الانتخابات النيابية يبدو لبنان على موعد مع اختبار انتخابي اختياري وبلدي غداً في ضوء اجراء الانتخابات الفرعية في عدد من القرى والبلدات اللبنانية حيث استكملت مختلف الاجراءات اللوجستية لاتمام العملية فتم تسليم صناديق الاقتراع والمستلزمات الانتخابية الى رؤساء الاقلام والكتبة في كل البلدات واتخذت وحدات الجيش بالتنسيق مع قوى الامن الداخلي التدابير المناسبة لضمان سلامة الانتخابات.

الى التصعيد: اما الاضراب النقابي الذي دخل يومه الثاني عشر فمرشح لاوسع تصعيد اعتباراً من الاسبوع المقبل بعدما لم يفلح في تقريب وجهات النظر على رغم اقرار الرئيس ميقاتي بأحقية مطالب هيئة التنسيق شارحاً الاضرار الجسيمة التي قد تصيب الاقتصاد عموماً اذا ما احيلت السلسلة الى المجلس من دون تأمين وارداتها. وكان النقابيون نفذوا اعتصاما امام مصلحة تسجيل السيارات والاليات في الدكوانة ما تسبب بوقف كل الاعمال فيها.

التبريرات السورية: على صعيد آخر، وفي اعقاب طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من وزير الخارجية عدنان منصور ابلاغ الجانب السوري رفض لبنان للقصف السوري لبعض القرى المحاذية للحدود، استقبل منصور اليوم سفير سوريا علي عبد الكريم علي الذي نفى استدعاءه واكد انه ركز ومنصور "على ما تتعرض له الحدود السورية من انتهاكات من قبل مسلحين من لبنان بما يشكل انتهاكا للسيادتين وشدد على ان ما تقوم به سوريا وجيشها من رد على مصادر النيران لا يمكن الا التسليم بضرورته حفاظا على امن سوريا وسيادتها".

وفي هذا السياق استغربت مصادر في المعارضة كلام السفير السوري الذي اعتبرته "ردا وقحا" وعوض ان يعتذر عن قصف قرى لبنانية والتسبب بقتل مواطنين وتهديم منازلهم، اكد ان الوزير منصور يؤيده في ضرورة الرد على مصادر النيران حفاظا على امن سوريا وسيادتها، فاين مصلحة لبنان والحال هذه، وهل ان الوزير منصور يحفظ حقوق لبنان ام سوريا. وسألت اين هي سياسة الناي بالنفس التي تلتزمها الحكومة واذا كان كلام علي صحيحا فلماذا لم يبلغه الوزير منصور الى الرئيس سليمان وميقاتي خلال الاجتماع بهما؟

مجلس الوزراء: الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية قبل ظهر الثلثاء المقبل في قصر بعبدا وعلى جدول اعماله 61 بندا ابرزها اقرار تعويضات لمزارعي التفاح بناء لاقتراح وزير الزراعة وطلب الهيئة العليا للاغاثة التعويض على اهالي القرى الحدودية في شمال عكار التي تعرضت للقصف من الجانب السوري. ويتوقع ان تشهد الجلسة حماوة ملحوظة على خلفية الملف الانتخابي بعد التطورات الاخيرة.

في بعبدا: وفي المحطات زيارتان لافتتان لسفيري ايران والسعودية الى قصر بعبدا حيث عرض معهما الرئيس سليمان لتطورات المنطقة والعلاقات الثنائية. وفي حين، اكدت مصادر مطلعة ان اللقاء مع سفير ايران غضنفر ركن ابادي ركز على الازمة السورية ومفاعيلها على مستوى لبنان لا سيما تعرض القرى الحدودية للقصف من الجانب السوري، اوضحت لـ"المركزية" ان الاجتماع مع السفير علي عواض عسيري تناول ملف اللبنانيين العاملين في دول الخليج وتأثره بمواقف بعض القوى السياسية وآخرها للنائب ميشال عون. وجدد الرئيس سليمان اشارته الى ان هذه المواقف لا تمثل الدولة اللبنانية ولا تلزمها وتعبر عن رأي اصحابها فقط.

لقاء قيادات المعارضة: من جهة ثانية، توقعت اوساط بارزة في قوى 14 اذار عقد لقاء قيادي على مستوى الصف الاول في المعارضة خلال ساعات للبحث في ملف قانون الانتخاب، واشارت الى ان الموعد يبقى رهن عودة الرئيس امين الجميل من زيارة الى اسبانيا والمرتقبة بين ساعة واخرى.

احياء 14 اذار: وسط هذه الاجواء، اوضح مصدر في قوى 14 اذار لـ"المركزية" ان حركة اتصالات واسعة تجري بين مقار قوى 14 اذار القيادية لتحديد المشهد المنوي رسمه في ذكرى 14 اذار وما اذا كانت الظروف تسمح باقامة احتفال على المستوى الذي تطلع اليه جماهير هذه القوى ام ان الجو العام يحتم الاكتفاء بذكرى رمزية.

وقالت ان الامور مفتوحة على كل الاحتمالات وبقدر الافكار المطروحة لاقامة احتفال ضخم يعيد المشهد الجامع الذي يبدو حاجة ملحة لهذه القوى راهنا، بقدر ما تطرح اخرى تعتبر ان كل الظروف السياسية والامنية المحيطة بالجو العام تصب في خانة عدم الاحتفال بالذكرى بتاتا. واعتبرت ان عودة المياه الى مجاريها بين مكونات قوى 14 اذار لا يعني ان الارضية باتت جاهزة لاعادة ابراز مشهد الاحتفالات السابقة في هذه الذكرى، ناهيك عن البلبلة الامنية والحوادث المتنقلة من خطف ورمي قنابل، التي "تكربج" حركة المواطنين العاديين فكيف بالاحرى المسؤولين في المعارضة المعرضين كل ساعة لحوادث الاغتيال.

 

صالح: بري لن يدعو الى الهيئة العامة الا بالاجماع/لعدم اقحام الشارع في الشأن الانتخابي

المركزية- رفض عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب عبد المجيد صالح "التعليق على تعهّد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بتوقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ". ولفت في حديثٍ لـ"المركزية" الى "ان حنكة وحكمة الرئيس نبيه بري تحفّز على ضرورة انتاج قانون انتخابي يرضي الجميع ويؤمن المناصفة"، مضيفاً "ان كلام الرئيس بري عن اتفاق اللبنانيين على اسوأ قانون انتخاب افضل من اختلافهم على اجمل قانون يظهر تقديره للمشهد اللبناني والتدخلات الحاصلة"، مؤكداً "ان بري لن يدعو الى هيئة عامة الا اذا تأمن الاجماع عليها وبالاتفاق الشامل على قانون انتخاب يرضي الاطراف كافة". وشدّد صالح على "ضرورة توسيع مساحة الاتفاق بين جميع اللبنانيين لاجراء الانتخابات ضمن اجواء يسودها الرضا الكامل"، مشيراً الى "اننا لا نستطيع ان نقطع الامل في الوصول الى قانون انتخاب توافقي"، داعياً الى "تقديم "طبخة" قانون انتخابي تؤدي الى ازالة القلق المتحكّم بالساحة اللبنانية والخوف من المخاطر والهواجس والتداعيات ولننأ عن كل موضوع يؤسس الى فتنة داخل البلد". ورداً على سؤال عن دعوة الوزير جبران باسيل المسيحيين للنزول الى الشارع في حال عدم اقرار المشروع الارثوذكسي، رأى "ان باسيل يتحدث باسم تكتل له وزنه، لكن لا ينبغي الكلام في هذه المرحلة عن هذا الموضوع، خصوصاً ان الجميع يحاول ايجاد مخرج لقانون انتخاب لذلك علينا عدم اقحام الشارع اللبناني في هذه المواضيع ولندعه بعيداً عن هذا الخطاب الذي قد يفقده بريق امل الاتفاق حول قانون انتخابي عادل". وفي الشأن الامني، اعتبر صالح "ان المؤسسات الامنية هي الضمانة الوحيدة للحفاظ على امن لبنان"، لافتاً الى "ان هذا الظرف يتطلب حكمة وتعاونا من الجميع، فاللبنانيين متمسكون بالمؤسسات الشرعية والامنية ومؤسسة الجيش اللبناني، وعلى اثر اجتماع مجلس الدفاع الاعلى يبدو ان هناك توجهاً لضبط الوضع وقمع الفلتان الامني في ظلّ محاولة البعض قتل ما تبقى من اللبنانيين وتنفيذ اجندة غريبة عن مصالحهم".

 

علوش من اوستراليا: حزب الله يموّل جماعات سنّية لإثارة النعرات الطائفية

المركزية- تابع عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش زيارته إلى ولاية نيو ساوث ويلز، فالتقى مع النائب كاظم الخير وممثل الأمين العام "لتيار المستقبل" منسق عكار سامر حداره، وفدا من رجال الأعمال من طرابلس والشمال. وعقد علوش وحداره مؤتمرا صحافيا في مركز تيار "المستقبل"، تناولا فيه خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. وردا على سؤال اجاب علوش "سلاح "حزب الله" ام المشاكل في لبنان، والآن بدأت تظهر دلائل على تورط هذا السلاح خارج لبنان"، وحذر من ان ""حزب الله يموّل بعض الجماعات السنّية ويستخدمها لإثارة النعرات الطائفية خدمة لمصالحه".

ومساء زار الوفد جمعية "ابناء الضنية" واطلعوا على مركزها الجديد. ثم اقامت جمعية "ابناء المنية" وضواحيها الخيرية عشاء تكريميا على شرف علوش، الخير وحداره في حضور فاعليات من تيار "المستقبل" و14 اذار والمنسق العام لتيار "المستقبل" في ملبورن معن العبدالله، مسؤول الاعلام في التيار سعد حسين وممثل المعارضة السورية، كما حضر العشاء التكريمي رؤساء الجمعيات والمؤسسات وعدد من الجالية اللبنانية وابناء المنية في سيدني.

كما زار علوش والخير مؤسسة "الشيخ love and care" المختصة بتصنيع وبيع لوازم الأطفال حديثي الولادة والألعاب، وجال الوفد على اقسام المؤسسة برفقة المدير خالد الشيخ.

وكانت زيارة لعلوش والخير وحدارة والوفد المرافق الى الجمعية الاسلامية اللبنانية في لاكمبا، استهلت بمركز الجمعية حيث عقد لقاء موسع مع اعضاء المجلس الاداري للجمعية الاسلامية اللبنانية إستمع فيها الوفد الى إنجازات الجمعية والخطط الموضوعة لإنماء المؤسسات التابعة للجمعية الاسلامية اللبنانية في ولاية "نيو ساوث ويلز". وبعدها غادر الوفد إلى ملبورن. الخير: وكان النائب كاظم الخير التقى رئيس حكومة نيو ساوث ويلز في استراليا باري اوفارل، وبحثا في مجمل المواضيع السياسية ومجالات التعاون والعلاقات الثنائية والزيارات بين البلدين.

 

قتيل وجريح في اشكال فردي في مخيم شاتيلا

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عن مقتل شخص وجرح آخر في اشكال فردي وقع في مخيم شاتيلا. وفي التفاصيل ان اشكالا وقع عند الخامسة من عصر اليوم بين محمود حسنين(فلسطيني) وعلي بيضون(لبناني) فتدخل علي .ع واطلق النار في الهواء بهدف فض الاشكال، ولكنه اصاب عن طريق الخطأ محمود حسنين الذي ما لبث ان فارق الحياة، كما اصيب محمد حسنين بجروح نقل على اثرها الى احد مستشفيات المنطقة للمعالجة.

 

نتائج الحوار يصنعها السوريون دون فرض اجندات خارجية

وطنية - دمشق - أكد رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي، أن "نتائج الحوار لا يمكن أن تكون الا صناعة وطنية سورية بامتياز، يصنعها أبناء سوريا بأنفسهم دون فرض أجندات خارجية، وذلك من أجل خلق مناخ مناسب لاعادة بناء سوريا الجديدة، واحباط كل المخططات الصهيوأمريكية والمد التكفيرى المجرم". وعبر الحلقي لدى ترؤسه اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة متابعة واتخاذ اجراءات تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة في سوريا، عن ارتياحه لمجمل ما توصلت اليه نتائج اللقاءات السابقة "التي تهدف في النتيجة إلى اعادة تحقيق الأمن والاستقرار". وقال إن الحكومة "جادة ومستعدة لمحاورة كل مواطن ومكون سوري يرجح لغة العقل والحوار، ويرفض لغة السلاح، من أجل الجلوس معا لانقاذ الوطن".

 

لقاء في ساحة الشهداء لتغيير النظام السياسي

وطنية - نظمت "حملة معا" لقاء في ساحة الشهداء، تحت شعار " أنا مش رقم، لاقونا حتى نرفض"، يهدف إلى "إحداث تغيير جدي وجذري في النظام السياسي". حمل خلاله عدد من الناشطين صناديق خشبية كتب عليها "السلم الاهلي للبيع، حكومة، برلمان، قضاء، كهرباء، نفط، فرص عمل وطبقة وسطى، للبيع". وتلت لمى خير الدين بيانا باسم "حملة معا"، مما جاء فيه "ان المدخل الطبيعي والآمن لإحداث التغيير الضروري والمطلوب في النظام السياسي، هو قانون للانتخابات النيابية يرتكز على الأسس الآتية:

"أولا: التحرر من القيد الطائفي، ما يضمن تذويب العصبيات في المجتمع وتحقيق الإندماج الوطني بين المواطنين". ولفتت خير الدين هنا إلى "ان اي قانون للانتخابات النيابية لا يلحظ إسقاط القيد الطائفي، هو بالضرورة قانون غير شرعي، والمؤسسات الدستورية التي تنشأ بموجبه تكون بالتالي غير شرعية".

"ثانيا: لبنان دائرة انتخابات واحدة: وقد جاءت الفقرة "ي" من مقدمة الدستور "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". إن جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة مع إتاحة الفرصة للمواطنين بأن يقترعوا في أماكن إقامتهم، يحد من تأثير المال السياسي الذي حول موسم الانتخابات الى سوق نخاسة مقرف ومهين. ثالثا: النسبية واللائحة المقفلة: لإسقاط كل دور للعصبيات الطائفية في التأثير على نتائج الانتخابات ما يوفر إمكانية تغيير وتحديث النخبة السياسية في البلاد، والحد من تأثير المال السياسي وتطوير الوعي السياسي عند المواطنين بحيث ينتخبون على أساس البرامج لا بسبب العلاقة الشخصية. أما بالنسبة الى خفض السن القانونية للمرشحين والمقترعين، فإن هذا يساعد على تجديد النخب السياسية وضخ دم جديد في الحياة السياسية".

 

فتفت: من يريد طرح الارثوذكسي يؤجل الانتخابات

وطنية - اكد عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت ان لديه "إنطباعا، بسبب التصويت الذي جرى في اللجان النيابية المشتركة، بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري مستعد للذهاب إلى الآخر ولا اعرف ما اذا كان بارادته او تحت ضغوط معينة، واحتمال ان يأخذ بقانون اللقاء الارثوذكسي وارد". وأكد، في حديث إلى قناة الMTV" أن "إقتراح اللقاء الارثوذكسي غير دستوري وغير ميثاقي، وبالتالي لا يمكن ان نشارك في جلسة يجري التصويت فيها على هكذا اقتراح". أضاف: "ندرك تماما انه لا مجال سياسيا لحلفائنا للرجوع عن مواقفهم، إنما هناك موضوع ميثاقي فهل سيقبل الرئيس بري بهكذا جلسة وفي غياب ثلاث طوائف، بخاصة ان الاغلبية الساحقة من النواب الارثوذكس سيتغيبون؟ اعتقد ان هناك اشكالية سياسية كبيرة واشكالية وطنية". ورأى أنه "لا يمكن للرئيس بري إعتبار ان الحكومة غير ميثاقية في لحظة معينة لعدم وجود وزراء شيعة، علما ان الموضوع الميثاقي بالاساس هو موضوع طائفي وليس موضوعا مذهبيا، ولكن ما جرى في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاولى جعل الموضوع مذهبيا وهذا مؤسف". وسأل: "نحن أمام مشكلة حقيقية وهي كيف سيتعاطى الرئيس بري مع الغياب الأساسي لأكثر من طائفة عن مجلس النواب؟". وعن تأجيل الانتخابات، قال فتفت: "انطباعي يقول ان من يريد طرح الارثوذكسي يؤجل الانتخابات، لأنه يعلم تماما انه اذا جرى التصويت على الارثوذكسي سيطعن به، والمجلس الدستوري سيقبل هذا الطعن". وتابع: "حتى وزارة الداخلية غير قادرة تقنيا على ان تنظم الانتخابات وفق الارثوذكسي في شكل ملائم في التاسع من حزيران، وبالتالي اي دعوة إلى التصويت على الارثوذكسي هي دعوة إلى تأجيل الانتخابات، ولقد طرحت هذا السؤال على وزير الداخلية في اللجان المشتركة، ولكن الرئيس بري منعه من ان يجاوب، علما انه كان قد تحدث عن ذلك خارج الجلسة".

 

كرم دعا لاحترام أسس الدولة والمهل الدستورية: من يراهن على الوقت للعودة الى قانون الستين يلعب بمصير الوطن

وطنية - استغرب عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم "تصرف بعض القادة والسياسيين"، وقال في لقاء مع بعض الفاعليات الكورانية: "غريب أمر بعض قادة وسياسي هذا البلد، فعلى الرغم من كل ما يمر به الوطن من مخاطر أمنية وأزمات سياسية واقتصادية وتهديدات من خارج الحدود، ومؤامرات لجره الى آتون الحرب المدمرة الدائرة في سوريا، يتصرف بعض المسؤولين في لبنان وبعض قادة التيارات والأحزاب كما لو أن كل هذه المشاكل بعيدة كل البعد عن لبنان". أضاف: "فبعد كل النقاشات حول القانون الانتخابي على مدى الشهرين المنصرمين، لا زال هؤلاء "غير المسوؤلين" يناورون ويماطلون ويتحدون المنطق والعقلانية والمصلحة الوطنية، فيقفزون من مناورة الى أخرى ويناقضون أنفسهم مرات ومرات عسى أن يأخذوا الوطن الى المجهول حيث هي الساحة التي يرتاحون فيها هم فقط، كون اجراء الانتخابات والتداول في السلطة واحترام قواعد الديموقراطية والتمثيل الصحيح للشعب سيودي بهم وبشعبيتهم التي نالوها في زمن الغش والخداع، الى غير رجعة". تابع: "انني أدعو، وأمام هذا الواقع المتردي، الى احترام أسس الدولة الديموقراطية باحترام المهل الدستورية، والنزول كل عن عرشه ومملكته الى مكان يريح الجميع، أي بين الشعب، والاتفاق على قانون توافقي لا يعطي الغلبة لأحد قبل اجراء الانتخابات بل احترام خيارات الشعب بافساح المجال لكل الفئات اللبنانية، الطائفية منها والسياسية، لإيصال من تريد الى الندوة البرلمانية". وختم كرم: "أقول لكل من يراهن على الوقت للعودة الى قانون الستين انه يلعب بمصير الوطن وسيتحمل قريبا مسؤولية ادخالنا جميعا في نفق لا يدري أحد مدى طوله وكثرة ظلمته، وقد أعذر من أنذر".

 

تحذير من الأسير لقائد الجيش 

موقع 14 آذار/حذر الشيخ أحمد الأسير قائد الجيش من موقف سياسي شرعي في حال استمرار التضييق الحاصل وممارسات بعض ضباط الجيش عند الحواجز في محيط عبرا، وتغاضي المؤسسات الامنية عن الانفلات الحاصل في مناطق اخرى. وكان مناصرو الأسير نفّذوا اعتصاما في محيط مسجد بلال بن رباح في عبرا، وسط تدابير أمنية مشددة للجيش. ودعا الاسير خلال الاعتصام الى تحرك في الرابعة غدا عند دوار الكرامة_ الاوتوستراد الشرقي لمدينة صيدا، والى زيارة ضريحي علي سمهون ولبنان العزي، مؤكدا اصراره على الانتفاضة من اجل الكرامة. واستنكر الاسير التضييق الحاصل وممارسات بعض ضباط الجيش عند الحواجز في محيط عبرا، وتغاضي المؤسسات الامنية عن الانفلات الحاصل في مناطق اخرى. كما حذر الاسير قائد الجيش من موقف سياسي شرعي في حال استمرار هذه الانتهاكات.

 

السنيورة في احتفال بمناسبة الذكرى 28 لتحرير صيدا: من يريد قطع الطرق يساهم في تخريب المدينة عن قصد او غير قصد

وطنية - دعا الرئيس فؤاد السنيورة الدولة بمؤسساتها ومسؤوليها والأطراف جميعا، إلى أن تعمل انطلاقا من صيدا "على ما فشلت الحكومة حتى الآن في تطبيقه في طرابلس، أي العمل بداية على منع حمل السلاح والظهور به في المدينة واقفال المراكز المسلحة". واعتبر ان من يريد قطع الطرق، وتهديد حرية الحركة والتنقل في المدينة، إنما يساهم في تخريب مدينة صيدا، عن قصد او غير قصد. وشدد على اجراء الانتخابات في موعدها، عبر قانون يؤمن مصالح الجميع، ويحقق حرية الاختيار وعدالة وصحة التمثيل، والعيش المشترك والمناصفة بين المسيحين والمسلمين، بعيدا عن الكيدية وعن وطموحات السيطرة والاستئثار والمشاريع التي تطيح بلبنان الرسالة والعيش المشترك، مؤكدا عدم الرضوخ لمحاولات البعض شق الصفوف او السيطرة بالارهاب والترهيب والتهديد. ورأى ان ما يجري حولنا، وينعكس علينا، أكبر من لبنان، وأكبر من القدرات الحالية المتوفرة، والحل يكون بتخفيف الاحتقان عبر حكومة حيادية، ما يزال من الممكن التفكير بها لتحقيق الصدمة الإيجابية التي نحن بأمس الحاجة إليها اليوم قبل الغد على الصعد الوطنية والأمنية والسياسية والاقتصادية. لبنان الذي نريد، هو لبنان الكرامة والحرية والربيع الدائم وليس لبنان الوصاية والترهيب وسطوة السلاح. كلام السنيورة، جاء خلال لقاء نظمته منسقية تيار "المستقبل" في صيدا والجنوب في ثانوية رفيق الحريري في صيدا، لمناسبة الذكرى السنوية الثامنة والعشرين لتحرير المدينة من الاحتلال الاسرائيلي، تحت عنوان: "صيدا من التحرير الى البناء". وقد استهل كلمته بالقول: "نجتمع اليوم في الذكرى الثامنة والعشرين لتحرير مدينتنا الحبيبة تحت عنوان: "صيدا من التحرير الى البناء". وقد شاهدنا معا هذا الفيلم الوثائقي السريع الذي يستعيد ذاكرتنا عندما كانت مدينة صيدا تحت نير العدوان والغزو والاحتلال الإسرائيلي وتتراءى أمامنا كيف فكر وبادر وصمم يومها رجل الخير والبناء والرؤية البعيدة رفيق الحريري على بذل الغالي والنفيس من أجل مساعدة مدينته وأهل بلده وعمل على تقديم العون لهم ولكل اللبنانيين دون استثناء أو تمييز على مختلف الأوجه والمستويات".

أضاف: "ولقد انصرف أبو بهاء يومها للوقوف الى جانب أهله وأبناء مدينته لدعم صمودهم، وعمل على تأمين المساعدات الغذائية والدوائية والعلاجية مرورا بإزالة الركام وترميم المنازل والأبنية العامة وصولا إلى شق الطرق الجديدة وبناء وتطوير البنى التحتية للمدينة ومساعدة البلدية على القيام بمهام كبيرة كانت لا تملك الامكانيات للقيام بها، إضافة إلى إفساح المجال امام الشباب والشابات من أبناء صيدا وكل لبنان في تلقي العلم النافع على كافة المستويات وفتح فرص العمل والمستقبل من أمامهم في لبنان وخارجه". تابع: "أذكر من تلك الايام، يوم العاشر من شهر أيلول 1982 وحين كانت بيروت تحت الحصار الاسرائيلي، كيف قررنا أن نزور سوية أهلنا في صيدا خلال الغزو والقصف وبالرغم من المخاطر وانطلقنا في سيارتي والى جانبي أخي وصديقي آنذاك رجل الاعمال رفيق الحريري من أجل زيارة أهلنا وتفقدهم في صيدا رغم الاحتلال وحواجز الذل والمهانة. واذكر كيف عبرنا نقاط التفتيش التي أقامتها قوات الاحتلال من بيروت مرورا بالجبل وصولا الى صيدا مثلنا كمثل الآلاف من أبناء وطننا الذين تشردوا في جهات الأرض الأربع".

تابع: "لا يفوتني هنا التذكير بمن سقطوا على درب الشهادة من أبناء هذه المدينة الصامدة والمناضلة من الرئيس رياض الصلح ومعروف سعد وشهداء المقاومة الأوائل من أبناء صيدا أمثال نزيه القبرصلي وجمال حبال ومحمد علي الشريف ومحمود زهرة وسليم حجازي وبشير الأتب وأحمد الديماسي إلى الرئيس رفيق الحريري وغيرهم من أولئك الشهداء الأبطال، والذين ضحوا بحياتهم لكي تبقى شعلة لبنان السيد الحر العربي المستقل مضيئة".

وقال: "لن أغوص كثيرا في التفاصيل. ولكن لن أنسى أن رفيق الحريري رجل الأعمال الناجح كان أيضا صاحب الثروة الإنسانية الكبيرة والتي تتمثل لديه بذلك الدفق الفياض الذي لا ينضب من العاطفة تجاه أبناء وطنه وأمته وعبر التحسس والالتزام بالمسؤولية نحو وطنه. وهو قد عمد إلى زيارة مدينته صيدا آنذاك، بالرغم من المخاطر المحدقة، ليقف على حقيقة الوضع بما يمكنه من المساعدة في مواجهة وإزالة آثار العدوان ليس عن مدينة صيدا بل وأيضا عن مدينة بيروت وعن كل لبنان".

أضاف: "بكل بساطة، رفيق الحريري كان رجل البناء والعطاء والخير اراد رفع الظلم والحرمان عن ابناء مدينته ووطنه من خلال محاربة الجهل بالعلم، والعتمة بالنور، والدمار بالعمران، والعقوق والتنكر بالإحسان وهو قد فعل".

وقال السنيورة: "نحتفل اليوم في الذكرى 28 لتحرير صيدا في توقيت بين موعدين هامين، الأول كان قبل أسبوعين حيث مرت الذكرى الثامنة لاستشهاد شهيدنا الكبير رفيق الحريري والموعد الثاني وهو الآتي بعد اسبوعين وهو الذكرى الثامنة لانتفاضة الاستقلال الثاني. لكننا بالأمس وخلال الأيام القليلة الماضية واجهنا في صيدا وضعا استثنائيا بالغ الخطورة عقب ممارسات ونتيجة تهديدات وتهديدات مقابلة من هنا ومن هناك. لذلك فان الرؤية الواضحة والصراحة باتتا مطلوبتين اكثر من أي وقت مضى، وهنا سأكون مباشرا وواضحا لأن المسؤولية الوطنية تقتضي منا ذلك".

أضاف: "نحن في صيدا، لا يمكن لنا ان نتنكر لتاريخنا وتراث اجدادنا الضارب عميقا في أرض لبنان، ولذلك فإننا مصممون على ان تبقى صيدا كما كانت مدينة الانفتاح وعاصمة الجنوب ومدينة العيش الواحد الإسلامي - المسيحي، والإسلامي - الإسلامي. مدينة لكل الصيداويين ولكل الجنوبيين ولكل اللبنانيين. بل وكما سبق أن قلنا سابقا مدينة تلاق لا نقطة افتراق. ولأننا أهل اعتدال ومحبة فإننا نبسط أيدينا للجميع ونفتح أبوابنا وقلوبنا لكل اللبنانيين، وخاصة لأهلنا في الجنوب والمحيط، الذين تقاسمنا معهم الحلو والمر وواجهنا وإياهم الغزو والاحتلال وسنتقاسم واياهم المستقبل الواعد الذي سنصنعه سوية بأيدينا وأيدي أولادنا من بعدنا".

تابع: "لذلك لا نريد ان نحيد عن هذه الدرب الوطنية ولا نريد ان نبدل المسار الذي اردناه لمدينتنا وأبنائها. لكن هذا، لا يعني ان نسكت عن الظلم، أو اننا من دون كرامة، أو اننا لا نتمسك بالمبادئ، أو اننا من دون موقف حيث يجب أن يكون لنا موقف واضح مما يجري من حولنا. لا يا إخواني، ليكن الامر واضحا، لنا موقف من كل ما يجري ونعرف ما نريده صحيح أننا نختلف بالموقف السياسي مع قوى سياسية وحزبية ولكننا نرفض من يحاول تحويل الاختلاف إلى خلاف يؤدي بالمحصلة إلى الفتنة والاقتتال بين الاخوة في الوطن والدين. ونحن لنا أسلوبنا للتعبير وادارة الامور بالحكمة والصلابة والثبات على المواقف وليس بالتهور والتوتير، لأننا وبهذا الأسلوب نفوت على المصطادين بالماء العكر الفرصة لكي لا تستغل الأوضاع الحالية وبعض التصرفات للنيل من صيدا مدينة وبشرا وتاريخا". وقال: "هناك مخططات ونوايا عدوانية وتحريض يمارسه البعض، لكننا ازاء ذلك ينبغي علينا ان نجنب مدينتنا التحول من مدينة للقاء والتضامن والتفاعل الوطني الى مدينة للمواجهة بين المحاور وبين الاطماع الاقليمية والدولية وهي المواجهة التي تستولد مخاطر تتعدى حدود مدينة صيدا وحدود لبنان. إن الذين ينفخون في نار الشقاق والفتنة كثر، ولذلك علينا أن نتبصر لا أن نتهور وأن نتصرف وفق قواعد واضحة نلتزمها ونسلك على أساسها وأبرز هذه القواعد:

-ان الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية والقضائية هي المسؤولة عن حفظ الامن والاستقرار وإحقاق الحق وتحصيل حقوق الناس وليس لأحد أن يقتضي حقه بيده.

-نحن لا نوافق على قطع الطرق العامة أو تهديد حرية الحركة للمارة، والمواطنين والعابرين والزوار، وقد سبق أن أعلنا موقفا واضحا من ذلك يوم قطعت الطريق في حزيران الماضي.

-نحن لا نوافق على التهجم على أي مجموعة أو فئة تسكن المدينة لأن الجميع هم أهلها وسكانها طالما يلتزمون بالقوانين، كما اننا لا نوافق على التهجم على مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية ورموزها بطريقة تخرج عن الأصول.

-في المقابل نحن لا نوافق على التهديدات والتلميحات التي أطلقها ويطلقها البعض باتجاه المدينة مباشرة أو عبر وسطاء لأننا نرفض القبول بمنطق القوة والإرغام والتهويل والتهديد والإرهاب.

-ليس مقبولا حمل السلاح في المدينة والتهديد باستعماله، ومدينة صيدا التي لطالما كانت رمزا للانفتاح والاعتدال هي الواحة التي تحتضن وتستوعب جميع الآراء والاتجاهات ووجهات النظر وليس لأحد الحق في ادعاء احتكار الحقيقة أو المعرفة أو الوطنية.

-على الدولة أن تحزم أمرها، وتطبق القانون على الجميع لأن ترددها وعجزها وغض النظر عمن يسلب هيبتها يؤدي إلى تسيب الاوضاع وازدياد الفرقة بين أبنائها. لذلك يتوجب على السلطة السياسية ان تحض الاجهزة الامنية على ان تقبض على المجرمين الذين اطلقوا النار على الشابين من أبناء المدينة وهما علي سمهون ولبنان العزي والمواطن المصري علي شربيني. وليس مقبولا ان يستمر الذين ارتكبوا تلك الجريمة أحرارا ولا يساقون إلى العدالة بسبب أن طرفا أو حزبا يعرقل دور الأجهزة الأمنية والقضائية. كذلك نؤكد على أن استمرار التلكؤ في تطبيق القانون يساهم في شحن روح الاستقواء لدى البعض، مما يفاقم التوتر ويزيد من حدة المخاطر وهو الأمر الذي لا مصلحة للبنان فيه.

-ندعو الدولة بمؤسساتها ومسؤوليها والأطراف جميعا إلى أن نعمل انطلاقا من صيدا على ما فشلت الحكومة حتى الآن في تطبيقه في طرابلس، أي العمل بداية على منع حمل السلاح والظهور به في المدينة واقفال المراكز المسلحة.

-وأخيرا، أود أن أقول، من يريد قطع الطرق، وتهديد حرية الحركة والتنقل في المدينة، إنما يساهم في تخريب مدينة صيدا، عن قصد او غير قصد، وانا أدعو السلطات الرسمية والأجهزة الأمنية أن تعمل لمنع التجاوزات من أي طرف كان".

تابع: "قلت في بداية كلامي إننا بين موعدين، موعد الاحتفال بالذكرى الثامنة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونتجه للاحتفال بذكرى ثورة الارز والاستقلال الثاني، وسيقول قائل إن ذكرى استشهاد رفيق الحريري هذه السنة حلت وحال قوى 14 آذار ليست على ما يرام، بسبب ما تسبب به اقتراح ايلي الفرزلي المسمى زورا المشروع الارثوذكسي. ولقد تسبب هذا الاقتراح في تباين بين أبناء الصف الواحد نتيجة موافقة حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية على السير في المشروع المذكور، وهذا صحيح. فقوى 14 آذار ليست على خير ما يرام، لكني سأسارع للقول، وليعلم من يهمه الأمر، ان قوى 14 آذار ستخرج ان شاء الله اقوى مما كانت".

تابع: "سأقولها بصراحة، نعم عصفت بنا الرياح، لكنها فشلت في النيل من إيماننا وتصميمنا. فما يجمع تحالف 14 آذار، اكبر بكثير مما يباعد بينها. ان جهد المتآمرين والمجرمين انصب منذ قيام لقاء البريستول عام 2005 من أجل تفريق هذه الوحدة الاسلامية المسيحية في القرار الوطني. لقد تقرر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لان البعض وجد فيه قيادة لانتفاضة استقلال في لبنان تجمع المسيحيين والمسلمين، بعد أن كانوا قد نجحوا في تفريق صفوفهم وبث الفرقة بينهم. 14 آذار فكرة نبيلة وراقية وواعدة، يتمسك بها ويدافع عنها من يؤمن بمبادئها وقيمها، وهي لذلك ستظل اقوى من كل المؤامرات والجبروت والتسلط والاجرام. و14 آذار ليست تجمعا حزبيا أو تحالفا سياسيا فقط". أضاف: "14 آذار هي رؤية للبنان المستقل السيد الحر العربي الديمقراطي، صاحب الكرامة والحرية، القائم على احترام الفرد وحقوق الإنسان والعيش المشترك والدولة المدنية. 14 آذار هي بداية الربيع العربي الذي انطلق من لبنان، وبات يعم العالم العربي، وهو ان كان يعاني من هجمة الخريف العربي عليه، فانه سيعود ليزهر حرية وديمقراطية وانفتاحا وقبولا للآخر واحتراما لحقوق الانسان. ولهذه الاسباب نحن سنكون أقوى وأفعل وأكثر تماسكا. صحيح أن هناك صعوبات ومطبات، ولكن من قال ان السبل كلها أراض منبسطة وسهل التقدم على مساراتها؟ 14 آذار قوية بكم ولن تقوى شياطين الوصاية والاستبداد والقمع عليها. 14 آذار قوية فيكم لأنكم أهل الشهداء، رفيق الحريري، باسل فليحان، سمير قصير، جورج حاوي، جبران تويني، بيار الجميل، انطوان غانم، وليد عيدو، فرنسوا الحاج، وسام عيد ووسام الحسن".

وقال: "من هنا رفضنا قانون الفصل الطائفي والمذهبي لاننا متمسكون بلبنان الوحدة والعيش المشترك. فتحنا قلوبنا وعقولنا للنقاش والتحاور من اجل لم شمل القوى للعبور بلبنان الى ضفة الامان عبر الاتفاق على قانون للانتخابات النيابية. لكن البعض الذي خطط لتشتيت لبنان وقواه، من أجل إبقاء السيطرة لم يستسلم ولن يتراجع بسهولة. وستستمر المحاولات على ما يبدو بهدف تحويل مكاسب الانقلاب المسلح المؤقته الى مكاسب ومعادلات سياسية سلطوية دائمة وهو ما سنتصدى له". أضاف: "الرسالة والعيش المشترك. ولذلك لن نرضخ لمحاولات البعض شق الصفوف او السيطرة بالارهاب والترهيب والتهديد".

وقال: "إرفعوا الترهيب عن لبنان، فالسلاح لن يدوم، خاصة أن البعض يرى أن بإمكانه توسل القوة والترهيب طريقا، لاستمرار السيطرة وهو أمر لم يدم لفترة وبالتالي لن يدوم له. ونحن نقول لا للتورط في النزاع المسلح في سوريا، اوقفوا ارسال مقاتليكم الى سوريا للقتال الى جانب النظام المجرم الممعن في قتل شعبه وتشريده. اوقفوا تورطكم وتوريط لبنان. ونحن من هنا نكرر المطالبة بنشر الجيش على الحدود الشمالية والشرقية بمساعدة قوات الطوارئ الدولية فليس مقبولا بعد اليوم استمرار الانتهاكات للسيادة والاعتداء على الآمنين والأبرياء والعزل من أهلنا في الشمال والبقاع".

أضاف: "ارفعوا أيديكم عن ترويج تجارة الفساد، والحبوب المخدرة، والادوية المزورة والاندية الرياضية المرتشية، والمباريات المباعة، والمازوت المهرب والديناميت المصدر والاتصالات الفاشلة والكهرباء الضائعة. ارفعوا أيديكم عن الحكومة العاجزة والفاشلة، وهنا سأتوجه بكلامي مجددا إلى جميع إخواني في الوطن، أكرر الدعوة إلى التفكير بما كنا اقترحناه لمعالجة الحال التي وصلنا إليها، اي بالذهاب إلى حكومة حيادية تجنب لبنان هذا الكم الهائل من الاحتقان والتوتر". وختم بالقول: "ان ما يجري حولنا، وينعكس علينا، أكبر من لبنان، وأكبر من القدرات الحالية المتوفرة، والحل يكون بتخفيف الاحتقان عبر حكومة حيادية، ما يزال من الممكن التفكير بها لتحقيق الصدمة الإيجابية التي نحن بأمس الحاجة إليها اليوم قبل الغد على الصعد الوطنية والأمنية والسياسية والاقتصادية. لبنان الذي نريد، هو لبنان الكرامة والحرية والربيع الدائم وليس لبنان الوصاية والترهيب وسطوة السلاح.

عاشت صيدا حرة ابية في مواجهة الاحتلال والمحتلين، مدينة متألقة منفتحة نابضة بالحياة، تزهو بحريتها وتآلفها مع محيطها، وتحيا في لبنان من أجل كل لبنان، وسيبقى لبنان".

 

الصحافة اللبنانية ودعت بيار القاضي جلخ: تميز بثقافته ومحبته وسيترك فراغا كبيرا

وطنية - ودعت الصحافة اللبنانية، في مأتم مهيب أقيم في كنيسة مار أنطونيوس البادواني في الأشرفية- الرميل، بعد ظهر اليوم، المدير المسؤول المؤسس لجريدة "صدى البلد" الزميل الصحافي بيار القاضي.

ترأس صلاة الجناز لراحة نفسه خادم الرعية الخوري داني جلخ، يحيط به الأبوان جو دكاش وبطرس فياض، وشارك فيها نقيب محرري الصحافة اللبنانية إلياس عون وصحافيون وإعلاميون وزملاء الفقيد في كلية الإعلام وفي الصحف والمجلات والإذاعات التي عمل فيها منذ العام 1980. بعد الإنجيل، ألقى جلخ كلمة عدد فيها مزايا الفقيد المهنية والأخلاقية، فتحدث عن "الصحافي والزوج والأب والشقيق وعن حب زملائه له وعن مهنيته في الصحافة التي أحبها والتي كان يرى فيها منبرا لقول الحقيقة التي نادى بها الرب يسوع المسيح". وقال: "نجتمع اليوم مع عائلة القاضي وعائلة الصحافة اللبنانية لنودع إنسانا عاش كل حياته بالمحبة ولم يعرف قلبه البغض والكراهية. عندما نودع صحافيا نتهيب التحدث وهو الذي كان يتحدث عن الجميع ويكتب للجميع، موجها ومرشدا. صحيح إننا نجتمع لوداع إنسان غير عادي تميز بثقافته ومحبته، هكذا قرأت عنه صباح هذا اليوم في الصحف وخصوصا في جريدة "صدى البلد" التي أحبها وسهر الليالي من أجل نجاحها، نودعه اليوم ولكنه سيبقى في قلوب محبيه الذين جاؤوا بأعداد كبيرة للمشاركة في الصلاة لراحة نفسه في يوم وداعه. وسيبقى حديثهم وفي ذكرياتهم. إنسان مثل بيار القاضي لا يموت، فذكراه ستبقى أبدا، وهو غادر هذه الدنيا باكرا وسريعا. وحده الإيمان باستطاعته بلسمة الجراح والأحزان. بيار الذي كان يملأ بالفرح المكان الذي يحل فيه، سيترك فراغا كبيرا وحزنا عميقا، ولكننا أبناء رجاء، فلا يكون حزننا على فراق بيار كمن لا رجاء لهم. بيار القاضي ذهب إلى ربنا، إلى الحقيقة التي كتب عنها وعاش من أجلها وإختار الصحافة مهنة للدفاع عنها. معا نصلي للرب ليستقبل من نودع اليوم، من زرع الفرح في قلوب محبيه والبسمة على وجوههم، في ملكوته بيار سيبقى مصدر فرح وسعادة لكل عارفيه. وليعط الرب لبنان والصحافة مثل بيار القاضي الذي إكتسب محبة الناس لأن كان له قلب يحب".

جنى القاضي

وبعد الصلاة، ألقت كريمة الراحل، جنى، كلمة مؤثرة جاء فيها: "قال والدي منذ يومين لشقيقتي ربى أكتبي على الفايس بوك: اليوم فقدت رجلا عظيما. فهو كان يعرف أن موعد الرحيل بات قريبا وقريبا جدا.أحب أن يتركنا بصورة جميلة عنه. أنا اليوم فقدت كنزا. بيار القاضي أو "بابي" مثلما كان يحب أن ينادينا ونحب أن نناديه، هو كنز بكل ما للكلمة من معنى. كنز لا مثيل له ومن الصعب إيجاد مثله. أمس أخذت القطعة الأخيرة من هذا الكنز، وسيبقى معي ذكرى جميلة لا يمكن لي أن أنساها. أبي أنت كنزي، لن أشتاق إليك لأني أشبهك، والذي تركته لي من علم وقيم وحب لن يشعرني بخسارتك، فليرحمك الرب".

ثم تقبلت أرملةالراحل وإبنتاه وأشقاؤه وأفراد عائلته والنقيب عون والزميلان فادي حمصي وجورج جبارة التعازي في الكنيسة من الأهل والزملاء الصحافيين والإعلاميين والأصدقاء.

 

جنبلاط التقى شخصيات ووفودا في المختارة

وطنية - الشوف - استقبل رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط اليوم، في اطار لقاءاته الاسبوعية في قصر المختارة، عددا من الوفود الشعبية والمناطقية عرضت معه مطالبها ومشاكلها، في حضور الوزير علاء الدين ترو.وتحدث باسم وفد نقابي رئيس نقابة السائقين العموميين عبد الأمير نجده، شاكرا لجنبلاط "اهتمامه بالمطالب النقابية ولا سيما مطالب السائقين العموميين"، طالبا دعمه بموضوعي قانون السير واشتراكات الضمان الاجتماعي.وضم وفد اقليم الخروب رئيس اتحاد بلديات الإقليم الشمالي محمد حبنجر ورؤساء بلديات وشخصيات وقدم جملة مطالب. والتقى جنبلاط أيضا قائد منطقة جبل لبنان في قوى الأمن الداخلي العميد عبده نجيم، ثم وفودا شعبية تقدمها رجال دين وشخصيات ووجهاء ومجالس بلدية واختيارية من بينها: حارة جندل، بتلون، بطمة، داريا، عين عطا، المشرفة، عيحا، شويا، حاصبيا، وبلديات وعائلة الأشقر في الخريبة.

 

الجماعة الاسلامية: لتتحمل الدولة مسؤولياتها بشكل جدي بعيدا من الكيدية

وطنية - أكدت الجماعة الاسلامية في صيدا "أن الخلل الحاصل على الساحة اللبنانية وضمن البيئة الاسلامية تحديدا ليس وليد اليوم، انما هو نتيجة لتراكمات كثيرة من التجاوزات والاخطاء التي أرتكبت على فترات متعددة شعر خلالها جزء كبير من الشارع الاسلامي بالاضطهاد والظلم وعدم التوازن والمساواة، ما أدى الى ارتدادات نعيش فصولها وأحداثها هذه الايام".  وحملت الجماعة الدولة اللبنانية "مسؤولية ما آلت اليه الامور"، ودعتها الى "تحمل مسؤولياتها بشكل جدي بعيدا عن الكيدية ومعالجة كل الاسباب التي أدت الى ما وصلنا اليه"، كما دعت الشركاء في الوطن الى "الحكمة والشجاعة والتراجع عن الحسابات الضيقة لاعادة التوازن في العلاقة بين جميع مكونات المجتمع اللبناني بعيدا عن الفوقية والاستعلاء والتهديد والوعيد".واعتبرت "أن المواطن العادي هو الذي يدفع فاتورة الاوضاع السيئة من أمنه واقتصاده ولقمة عيشه ومستقبل أبنائه"، داعية جميع من يعنيهم الامر الى "عدم تكرار أخطاء الآخرين ومراعاة الظروف الحياتية والاقتصادية السيئة التي يعيشها المواطن الصيداوي ومحاولة التخفيف من هواجسه الأمنية والإجتماعية والمعيشية". وطالبت كل القوى الصيداوية ب "التمسك بالثوابت التي لطالما حافظت عليها المدينة بعيشها المشترك وسلمها الاهلي وتاريخها المقاوم الرافض لكل أشكال الظلم وحرصها على علاقاتها المميزة مع جنوبها وشرقها وتبنيها للقضية الفلسطينية واحتضانها لاكبر مخيمات اللجوء وتبنيها لحقوق الشعب الفلسطيني المقيم في لبنان".كما دعت الجميع "للترفع عن السجالات الاعلامية والتخفيف من حدة الخطابات والاتهامات والاهانات والشتائم والارتقاء بالخطاب الى مستوى يليق بأبناء المدينة وأخلاقهم وقيمهم التي لطالما حافظوا عليها في أشد الظروف وأعقدها، والعمل سويا للوصول إلى قواسم مشتركة نجنب من خلالها المدينة كل أشكال الظلم والفلتان الأمني والتجاوزات".

 

الشهال دعا المؤسسة العسكرية إلى تصحيح أدائها

وطنية - عقد مؤسس "التيار السلفي" في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن "ملابسات ما جرى في مجدل عنجر"، في حضور قادة محاور القبة والتبانة والبداوي في التيار السلفي وعدد من مشايخ جمعية الهداية والتيار والمحاميين أمين بشير وعلي الغول وأعضاء المكتب الإعلامي في التيار. وتحدث عن "تفاصيل مجدل عنجر وكيف أن الطرق المؤدية لمكان الصلاة كانت مقفلة"، وأشار إلى أنه كان يعي "حساسية الموضوع"، لكنه أصر على "عدم توقيف المرافق"، ودعا "المؤسسة العسكرية لتصحيح أدائها ومسارها حرصا على الأمن العام في البلد"، وسأل: "هل ما يقوله الجيش هو تنفيذ لأوامر إيرانية ولأوامر النظام السوري؟ ان المستهدف والضحية هي الطائفة السنية من مقتل سامر نيكرو إلى القائد خضر المصري في التبانة والشيخين في عكار إلى وادي خالد وعرسال، وان استمرار تورط حزب الله في قمع الثورة السورية قد يتسبب بفتنة أهلية".

وأعلن "الوقوف إلى جانب كل تحرك مطلبي نقابي لأن حقوق المواطن المعيشية مقدمة على ما سواها". وقال: "لم يعد خافيا على أحد ما كنا ننبه له منذ أمد بعيد حول سعي تنظيم حزب الله للهيمنة على مفاصل الدولة بأكملها في الإدارات والمؤسسات الأمنية والسياسية وغيرها فضلا عن جر مكونات البلد بأسره إلى ما لا يحمد عقباه عبر إنخراطه بشكل مباشر في قمع الثورة السورية نصرة للنظام المجرم الذي يقتل شعبه، من هنا وبعد المشاركات السابقة غير المعلنة والأخيرة المعلنة في القصير وإحتلال بعض القرى السورية وغير ذلك فإننا نستشعر خطرا على السلم الأهلي والعيش المشترك ونحذر من تداعيات تورط مكونات لبنانية مشاركة في حكومة النأي بالنفس بالصراع الدائر في سوريا ونؤكد أن التمادي في هذا التورط قد يتسبب في إشعال نار الفتنة لا قدر الله". ودعا الحكومة إلى "عدم الكيل بمكيالين مع الملف السوري، فلا يكون التدخل في سوريا حقا للبعض وجريمة بحق البعض الآخر، وندعوكم لضبط وإيقاف ممارسات تنظيم حزب الله - الشريك بل المهيمن الأساسي في هذه الحكومة - بالشأن السوري وإستهداف المواطنين السوريين سواء داخل سوريا أو داخل الأراضي اللبنانية".

وطالب الحكومة ب "ضرورة الإلتفات للمواطن لإحتياجاته اليومية"، وأكد "الوقوف بجانب التحرك النقابي لهيئة التنسيق النقابية والحكومة مطالبة بالخروج للرأي العام والإعلان بشكل واضح عن قدرتها على إحالة السلسلة وتحديد موعد زمني نهائي لذلك أو التصريح بعدم القدرة على إحالتها وهذا يوجب التقدم ببدائل كعقد مؤتمر إقتصادي عاجل تشارك فيه الهيئات الإقتصادية والنقابية يخرج بحلول لإيجاد واردات نعرف جميعا كيفية تأمينها، أما الإبقاء على حالة الشلل القائمة مع تعطيل الطلاب وشل الإدارات فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق". وردا على سؤال قال: "إذا استمرت الأمور على ما هي عليه فسأصدر فتوى جهادية بحق المتطاولين على الطائفة السنية".

 

اليوبيل الذهبي لتأسيس ثانوية سيدة النجاة في الحدث لحام: لوضع حد للعنف وتشجيع العيش المشترك وتقبل الآخر ونشر رسالة السلام

وطنية - بعبدا - ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، صلاة الشكر لمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس ثانوية سيدة النجاة في الحدث، بدعوة من جمعية الراهبات الباسيليات المخلصيات، في حضور النائبين ميشال موسى وحكمت ديب، رئيس بلدية الحدث جورج عون وأعضاء المجلس البلدي، المتروبوليت كيريللس بسترس، الرئيسة العامة للجمعية الأم تيريز روكز، رؤساء عامين ورئيسات عامات، رئيسة المدرسة الأخت أوغيستان الخوري، أعضاء الهيئتين الادارية والتعليمية، وحشد من الأهالي والطلاب والراهبات والرهبان.

الخوري

بعد النشيد الوطني، ألقت رئيسة المدرسة كلمة جاء فيها: "لا نفاخر بالخمسين سنة التي عبرت منذ بدء عملنا في المدرسة، بل نفتخر بأن الله أنعم علينا بهذه السنوات لنزرع الخير في نفوس طلابنا، وان نعلمهم ان لا يدينوا بالولاء الا لربهم ووطنهم، فالله هو الله الواحد والوطن هو الوطن الواحد".

عون

ثم تحدث رئيس البلدية ومما قاله: "حضور بطريرك انطاكيا وسائر المشرق في ما بيننا لهو سابقة تاريخية ستسجلها بلدتنا المتجذرة بالمسيحية. وكم نحن نفتخر بهذا الحدث في بلدة الحدث، كما نفتخر بحضور الراهبات الباسيليات في بلدتنا منذ عقود خمسة، فقد كن القدوة وخرجن الكثيرين من أبنائنا والذين أصبحوا اليوم في مناصب ومراكز هامة، ونأمل ان تبقى الحدث بلدة لأبنائها ونأمل من غبطتكم ان تصلوا معنا لهذا الهدف الكبير".

وثائقي

ثم عرض فيلم وثائقي من بداية نشوء المدرسة ولغاية الوصول الى المبنى الجديد والمجهز.

لحام

وتحدث لحام عن أهمية التربية في يومنا هذا، وقال: "علينا أن نضاعف غيرتنا على التربية، ونرافق طلابنا مهما كانت الصعوبات، لكي نساعدهم على شق طريقهم الصعب في هذه الايام بنجاح وأمان واخلاقيات عالية والتعاون معهم لاجل بناء الوطن، والعيش المشترك وقيم التعددية والمواطنة، حرية العبادة وحرية المعتقد وحرية الفكر والفن والديموقراطية الحق والمجتمع المدني المسؤول المؤمن".

ودعا اللبنانيين قائلا: "في أيام مشاهد الخطف والتعصب والتشنج والطائفية والفئوية والحزبية المتطرفة والمجادلات الكلامية العامية، ندعو اللبنانيين الى القاعدة الذهبية: طريق المحبة، وخطة الطريق المحبة، ودواء العنف:المحبة".

وأكد: "لذلك يجب علينا أن نقوم بكل ما بوسعنا لوضع حد للعنف، وتشجيع إمكانية العيش معا في المستقبل وان ننشر رسالة السلام ونشدد على واقع ان العنف لا يحل أبدا المشاكل، وعلينا ان نقبل الآخرين باختلافاتهم وان نظهر الاحترام المتبادل للديانات واحترام الانسان كصورة الله، ومحبة القريب كعنصر أساسي لكل ديانة، اذ نحن بحاجة الى تعزيز كل الاجراءات الممكنة ولدعم انتهاء الحرب والعنف والمساهمة في إعادة إعمار البلاد".

وختم: "يا رب أعطنا ان نستمر في الصلاة، كي نشهد على محبتك لنا، ومحبتنا لك عن طريق محبتنا لأبنائك".

ثم بارك لحام الحضور وتلا صلاة الشكر.

وفي الختام قدمت له إدارة المدرسة درعا تقديرية، وأقيم كوكتيل للمناسبة.

 

نواب "المستقبل": من يؤيد "الأرثوذكسي" يؤجل الانتخابات/النظام السوري يريد إنشاء دولة علوية ووصلها بشمال البقاع"

المستقبل/أكد نواب كتلة "المستقبل" أمس، ان "من يؤيد طرح القانون الارثوذكسي يؤجل الانتخابات، لأنه يعلم تماماً انه سيطعن به اذا جرى التصويت عليه، والمجلس الدستوري سيقبل هذا الطعن"، مشددين على أن "من كان متمسكاً بقانون الستين هو من فرضه في الدوحة". وأشاروا الى أن "تدخل حزب الله في سوريا ليس دفاعاً عن الشيعة،

بل لأن النظام السوري يريد إنشاء دولة علوية ووصلها بشمال البقاع"، معتبرين أن "ما تشهده المناطق من ظواهر مسلحة هو نتيجة وردود فعل على سبب امتلاك حزب الله لسلاحه".

[اوضح عضو الكتلة النائب أحمد فتفت، في حديث الى محطة "أم.تي.في"، ان لديه إنطباعاً، بسبب التصويت الذي جرى في اللجان النيابية المشتركة، بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري مستعد للذهاب إلى الآخر "ولا اعرف ما اذا كان بارادته او تحت ضغوط معينة، واحتمال ان يأخذ بقانون اللقاء الارثوذكسي وارد"، مؤكداً ان "إقتراح اللقاء الارثوذكسي غير دستوري وغير ميثاقي، وبالتالي لا يمكن ان نشارك في جلسة يجري التصويت فيها على اقتراح كهذا". وقال: "ندرك تماماً انه لا مجال سياسياً لحلفائنا للرجوع عن مواقفهم، إنما هناك موضوع ميثاقي فهل سيقبل الرئيس بري بجلسة كهذه وفي غياب ثلاث طوائف، خصوصاً ان الاغلبية الساحقة من النواب الارثوذكس سيتغيبون؟ اعتقد ان هناك اشكالية سياسية كبيرة واشكالية وطنية". وسأل: "كيف سيتعاطى الرئيس بري مع الغياب الأساسي لأكثر من طائفة عن مجلس النواب؟"، معتبراً ان "من يؤيد طرح الارثوذكسي يؤجل الانتخابات، لأنه يعلم تماماً انه اذا جرى التصويت على الارثوذكسي فسيطعن به، والمجلس الدستوري سيقبل هذا الطعن".

[اشار عضو الكتلة النائب جمال الجراح، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، الى ان "تيار المستقبل لم يوافق على مواقف الشيخ أحمد الأسير في أي محطة من المحطات. ففي صيدا نسيج وطني سني ـ شيعي ولسنا بحاجة الى الشيخ الأسير ليؤزم الوضع فيها، وفي المقابل تهديد (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصرالله غير مقبول".

واعتبر ان "مشروع قانون اللقاء الارثوذكسي ليس مشروعاً لأنه يهدد الوحدة اللبنانية والعيش المشترك ولا شرعية لأي شيء يناقض العيش المشترك وفق نص الدستور، وإذا أقر القانون الأرثوذكسي، فسنكون خطونا خطوة إلى الأمام لإلغاء المواطنة وعدنا إلى مراحل بداية الحرب الأهلية، وإذا ذهبنا في هذا الاتجاه فمعنى ذلك أن قراراً اتخذ بخراب لبنان، وأن لبنان انتهى وكذلك دوره كرسالة، علماً أن حزب الله يناسبه ذلك كونه المذهب الأقوى في لبنان". وأوضح ان "تيار المستقبل ليس مغرماً بقانون الستين، ومن كان متمسكاً به هو من فرضه في الدوحة".

وأكد ان "النظام السوري يريد إنشاء دولة علوية ووصلها بشمال البقاع، ومن هنا يأتي تدخل حزب الله وليس دفاعاً عن الشيعة في سوريا، وما يحصل هو أن هناك جبهة في الجنوب مع العدو الاسرائيلي يتم نسيانها لفتح جبهة أخرى في الشمال مع سوريا"، سائلاً "كيف يكون النظام السوري مستهدفاً تحت حجة أنه نظام الممانعة والمقاومة في المنطقة، وأكثر الحريصين على عدم سقوطه هو إسرائيل لأنه يشكل حرس حدود لها في الجولان، وهم يعتبرون سقوط بشار الأسد يهدد الأمن الاستراتيجي الاسرائيلي وحتى أن هناك من يعتبر هذا السقوط نهاية إسرائيل؟".

[حمّل عضو الكتلة النائب أمين وهبي، في حديث الى اذاعة "الفجر"، الحكومة والقوى السياسية المكونة لها "مسؤولية الهواجس الأمنية والأحداث التي تشهدها مناطق عدة"، مشيراً الى أن "الحكومة تنأى بنفسها عن واجباتها في كل الملفات". وأكد أن "ذهاب الجميع إلى خيار الدولة يشكل الخلاص لكل اللبنانيين"، لافتاً إلى أن "ما تشهده المناطق من ظواهر مسلحة هو نتيجة وردود فعل على سبب امتلاك حزب الله لسلاحه".

وعلق على دعوة وزير الداخلية والبديات مروان شربل مجلس النواب إلى التوقيع على ورقة تطلب من الأجهزة الأمنية معالجة أي خلل أمني بحزم، رافضاً "رمي الكرة في مجلس النواب". وذكر بأن "قوة السلاح غيرت في السابق نتائج انتخابات المجلس، وسبب وجود السلاح الفردي المنفلت هو وجود سلاح حزب الله كحالة مسلحة ترفض أن تكون في كنف الجيش". ودعا إلى "معالجة السبب الرئيسي باستعادة الدولة هيبتها وسيادتها بدلاً من معالجة النتائج"، محذراً من أن "استمرار الوضع بوجود هواجس متقابلة سيؤدي إلى تمزيق لبنان ووحدته الوطنية".

 

دياب مثل سليمان في افتتاح مهرجان الكتاب في انطلياس: الواقع الثقافي يدعو إلى الأسى بعدما أصبح ظلام الجهل يعم دنيا العرب

وطنية - افتتح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلا بوزير التربية والتعليم العالي حسان دياب، المهرجان اللبناني الثاني والثلاثين للكتاب، الذي تنظمه الحركة الثقافية - انطلياس في القاعة الكبرى لدير مار الياس - انطلياس. حضر الافتتاح الى ممثل رئيس الجمهورية الذي مثل أيضا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب هاغوب بقرادونيان، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران سمعان عطاالله، ممثل الرئيس سعد الحريري راشد فايد، ممثل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون النائب ابراهيم كنعان، ممثل وزير الداخلية والبلديات مروان شربل مجيد مسعد، ممثل وزير الثقافة غابي ليون بيار خويري، ممثل سفير إيران غضنفر ركن ابادي المستشار في السفارة سعيد أسدي، ممثل النائب سامي الجميل جرجي خوري، ممثل النائب انور الخليل جوزف الغريب، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد الياس يوسف، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي المقدم فادي صليبا، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد داني فارس، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة المقدم بيار براك.

كما حضر ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إدي أبي اللمع، الرئيس العام للرهبانية الانطونية الاباتي داوود رعيدي، رئيس بلدية انطلياس ايلي ابو جودة، ممثل عن سفارة أوكرانيا، الرئيس السابق لمجلس القضاء الاعلى القاضي غالب غانم، ممثلون عن الهيئات المدنية والقضائية والمهن الحرة والتثقافية والتربوية والاعلامية والنقابية.

كساب

افتتاحا النشيد الوطني، فكلمة ترحيب من عريف الحفل الياس كساب، قال فيها: "منذ اثنتين وثلاثين سنة والكتاب يجمعنا لنعيش ثقافته ونجول معا في بلاد المعرفة. كتاب الحركة الثقافية وفي لأصدقائه ومحبيه، يطل عليهم في هذا الشهر من كل عام، ومعهم تتحول الكلمة الى مهرجان يستقبلهم بالترحاب، يبني مع كل فرد يتصفحه علاقة شخصية حميمة".

وختم: "أهلا بكم في رحاب الحركة الثقافية - أنطلياس، في هذه الامسية، لنتشارك سويا في اضاءة شمعة الحكمة والمعرفة والثقافة والحرية، وننطلق في هذه التظاهرة الثقافية الوطنية السنوية ونفتتح المهرجان اللبناني للكتاب في سنته الثانية والثلاثين".

سلامة

وألقى أمين "المهرجان اللبناني للكتاب" منير سلامة، كلمة قال فيها: "بالرغم من الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا "لبنان الكبير" من خلال التوترات الأمنية المتنقلة وأعمال الخطف المبرمجة، وسعي البعض الى جرّ النار السورية الى الهشيم اللبناني. وفي ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة واستشراء الفساد وفيما يحزم اصحاب الكفاءات وغيرهم من ابناء هذا الوطن، حقائبهم الى بلاد بعيدة. وفي زمن الغياب الموجع لقرارات حاسمة لحكومة تعيش في الوقت الإضافي. نرى معظم سياسيي هذا "البلد" يغرق في حسابات لا تنتهي علّها تحملهم الى جنّة السلطة الموعودة في انتخابات قد لا تأتي قريبا، غير آبهين بميثاق وطني قام على مبادئه هذا الوطن. فالإشكالية المطروحة اليوم ليست الانتخابات انما أي وطن يريد هؤلاء؟ وهل باستطاعة المنتظرين مصير قوى اقليمية قريبة او بعيدة ، وتسويات دولية لا تخدم الا مصالح اصحابها هل باستطاعة هؤلاء ان يعيدوا صياغة عقد اجتماعي جديد للجمهورية اللبنانية يحفظها ويعيد لها دورها".

أضاف: "في ظل كل هذا نفتتح معا اليوم المهرجان اللبناني للكتاب في انطلياس في سنته الثانية والثلاثين. اثنتان وثلاثون سنة ونحن نبحر عكس التيار وكلّنا ايمان باننا بالعقل وبالثقافة نستطيع ان نواجه موجات التخلف المتلاحقة تحت عناوين شتّى. ففي الوجه الأول مما يجري حولنا، آلة قتل وحشية تمعن تمزيقاً في اجساد الشعوب التي تتطلع الى الحرية والعيش الكريم الآمن، وتمعن تدميراً في تاريخها، مدناً وآثاراً وحضارة.

وفي الوجه الآخر من حروب الحقد هذه، نرى رأس أبي العلاء على ارض الجهل ونفتقد تمثال طه حسين ويغيب وجه ام كلثوم. كأن شعوب هذه المنطقة محكومة بين حدّين ديكتاتوريات الانظمة المتعسكرة وديكتاتوريات الاصوليات الجاهلية. هنا يجد المثقفون انفسهم، في ردّ على هذه التحديات، امام دور تاريخي يتمثّل في اعادة صياغة المساحات الفكرية للعالم العربي وفي اعادة تكوين أطر تفاعل مكوناته سياسيا واجتماعيا واقتصاديا".

وتابع: "برنامج المهرجان هذه السنة وكما في كل سنة، حافل بالنشاطات المرافقة لمعرض الكتاب واكتفي بالاشارة الى خطوطها العريضة: فأعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي هم الرعيل الثامن والعشرون، من لبنان وفلسطين والعراق، شخصيات برزت في شتى ميادين الابداع في الطب والقانون وفي علوم الاقتصاد والتاريخ والاجتماع والرياضيات وفي مجالي السينما والرسم. ولا أنسى الندوة التحية الى عائلة صادر العائلة الرائدة في الطباعة والنشر منذ قرن ونصف. وندوة مرور مئة عام على ولادة الأديب اللبناني الكبير الأستاذ رئيف خوري. وفي ثوابت التكريم يوم المرأة (ومع ان كل الايام لها) وهذه السنة تكريم الدكتورة سعاد ابو الروس سليم الاستاذة الجامعية والرائدة في تنظيم الأرشيف الانطاكي للطائفة الارثوذكسية الكريمة. ويوم المعلّم مع الراسخَين في العلم الدكتور انطوان خاطر والدكتور شاكر جبران. هذا الى ندوات مختلفة في تحية الى مفكرين كبار ومناقشة كتب صدرت لمراجع دينية وعلمية واعلامية وادبية. بالاضافة الى ندوة متخصصة حول الارشاد الرسولي. وهناك ايضا تواقيع لحوالي خمسين مؤلفا في مواضيع شتى على منصة الحركة، وبرنامج النشاطات الصباحية المتخصصة لطلابنا والمهتمين... التي بدورها تتنوع مواضيعها من ادب ورياضة وصحة وغذاء وروايات ومسرح وسينما. اما في السابع عشر من آذار، وفي اختتام نشاطات المهرجان، فالنشاط يبدأ بتكريم العالم الموسيقي الأب ايلي كسرواني الذي سيتولى إدارة حفل موسيقي تراثي راق".

وختم سلامة: "اخيرا وليس آخرا استعير عنوان كتاب المهندس ميشال عقل "بالثقافة نبني" لأختم كلمتي لأن الثقافة هي بوابة العبور الى غد أفضل. وقبل ان اترك المنصة، اتوجه بالشكر بأسم الحركة الثقافية - انطلياس وبأسمي كأمين للمهرجان اللبناني للكتاب الى راعي هذا المهرجان فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المحترم. والى الرهبنة الانطونية بشخص رئيس دير مار الياس انطلياس الاب ريمون هاشم. كما أتوجه بالشكر الى الأجهزة العسكرية والأمنية التي تحيطنا باهتمامها وسهرها. وكذلك الشكر الكبير للإعلام بمؤسساته كافة المرئية والمسموعة والمقرؤة لتغطيته أنشطة الحركة الثقافية. واشكر ايضاً بلدية انطلياس رئيساً وأعضاء ومخاتير البلدة والمجتمع المدني فيها لدعمه لهذه التظاهرة الثقافية وكذلك بنك عوده المستمر بدعمه لنشاطاتنا منذ عقد ونيف. كما اشكر الذين شاركوا في تنظيم هذا المهرجان ونشاطاته وكل الموظفين والعاملين الذين بذلوا ويبذلون الجهود الجبارة لجعل هذا المهرجان واقعا".

هاشم

ثم ألقى رئيس دير مار الياس - أنطلياس رئيس الحركة الثقافية الأب المدبر ريمون هاشم كلمة قال فيها: "للعام الثاني على التوالي وبنعمة الرب الإله، أتيح لي أن أقف مجددا في أرجاء دير مار الياس - أنطلياس، هذا الصرح الأنطوني العريق العابق بتراث الفكر والكلمة في جلسة افتتاحية للمهرجان اللبناني للكتاب في سنته الثانية والثلاثون والذي تنظمه الحركة الثقافية في أنطلياس ويرعاه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان مشكورا. وهو من سعى دوما وما زال إلى رفع راية العلم والثقافة مواجها بالفكر والقلم كافة التحديات التي تمر بها البلاد، إن على الصعيد الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي، خاصة وأننا في بلد متعدد الثقافات والأديان، معولا النفس أن يبقى سلاحنا المعرفة والتقوى واحترام الآخر وخصوصياته".

أضاف: "لعل هذا المهرجان في موعده السنوي المتكرر المتزامن مع بداية شهر آذار من كل عام شهر الطفولة والأمومة خير دليل على أن هذا العمل التضامني الوطني والفكري الذي ترعاه الحركة الثقافية أصبح على مر الأزمان موعدا منتظرا، يسلط الضوء على أهمية الحوار والتعايش والتآخي ويؤكد أن الاختلاف هو صحة والتطور والتعدد مسموح لا بل مطلوب وهو غنى لا بل حياة من أجل مجتمع متمدن ومتطور خاصة عندما يمتزج عطاء الفكر بحضارة المحبة".

وتابع: "تلك المحبة الإلهية التي ناشدها جبران وتغنى بها في كتاباته. تلك المحبة التي تشد أواصر الالفة بين اللبنانيين مبعدة كل الانقسامات والخلافات. فيوحد بذلك الكتاب اللبناني، ويبلسم القلم روح الأدباء ورجال الفكر، ويجمع هذا المهرجان التاريخي ما عجز عنه رجال السياسة".

وختم: "من هذا المنطلق احتضنت الكنيسة، ممثلة بالرهبنة الأنطونية وما زالت هذا الحدث، وهي اليوم تشرع أبوابها وقلوبها لهذه المسيرة التاريخية آملة أن تبقى الحركة الثقافية نبراسا يضيء حيث سادت الظلمات".

خليفة

ثم ألقى الأمين العام للحركة الثقافية عصام خليفة كلمة قال فيها: "اسمحوا، لي، في افتتاح هذا المهرجان، أن اشكر لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ممثلا بمعالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسان دياب، رعايته لهذا النشاط السنوي، كما اشكر رئيسي المجلس النيابي ومجلس الوزراء لوجود ممثلين عنهما، أيضا، في هذا الحفل. واسمحوا لي ان اشكر صاحب الغبطة البطريرك الماروني الذي شاء ان يتمثل بيننا بصاحب السيادة المطران سمعان عطالله كما نؤكد الشكر والامتنان للرهبنة الانطونية، ممثلة بشخص رئيسها العام الاباتي داود رعيدي الذي هو من أرباب البيت. والشكر العميق لأصحاب السعادة والسيادة ولكل الفعاليات والشخصيات السياسية والدبلوماسية والقضائية والمهنية والدينية والعسكرية والنقابية والبلدية والأكاديمية والثقافية والتربوية والاقتصادية والإعلامية والشبابية التي تحضر اليوم افتتاح المهرجان".

أضاف: "لن أفصل في نشاطات مهرجاننا وانما حسبي الإشارة الى بعض النقاط. يتضمن المهرجان تكريم 13 علم ثقافة هم الرعيل 28: الدكتور أنطوان زحلان - د. عبد الجبار الرفاعي - الرئيس القاضي الياس بو ناصيف - د. ابراهيم الحاج - الأب الدكتور ايلي كسرواني- معالي الدكتور جورج قرم - جورج نصر - د. سعاد الحكيم - البروفسور سمير نجار - الدكتور عبدو قاعي - الدكتور موسى وهبة- المخرج الإذاعي محمد كريم - الرسام موسى طيبا. 12 ندوة للطلاب والتلامذة، قبل الظهر. تكريم مربيين كبيرين في عيد المعلم هما الدكتوران انطوان خاطر وشاكر جبران، تكريم المؤرخة د. سعاد ابو الروس سليم في اليوم العالمي للمرأة. عقد 15 ندوة تتناول مناقشة بعض المؤلفات، وبعض المواضيع البارزة التي تهم مجتمعنا في هذه المرحلة. يساهم في هذه النشاطات 140 مشاركا. ثم هناك ما يزيد عن توقيع 50 مؤلفا جديدا. وهناك لوحة على المدخل تحية إكبار وإجلال لمثقفين كبار لبنانيين وعربا، رحلوا هذا العام كان لحركتنا شرف تكريم الكثير منهم، وأبرزهم: المؤرخ السوري الكبير العلامة الأب جوزف حجار - الأديب والشاعر يونس الابن- الأديب جميل جبر - الشاعر سليم نكد - النائب السابق والأديب احمد سويد - الأكاديمي سامي مكارم - الروائي أسامة العارف - المهندس عاصم سلام - الدكتور محمد علي موسى - السفير فؤاد الترك - السفير كميل ابو صوان- الأكاديمي سمير سليمان - الاديبة انصاف الاعور معضاد - الاستاذ وهيب كيروز - الاستاذ ناجي علوش- الاعلامي عدلي الحاج - الاديب هنري صعب - ورجل الدولة والإنماء ادوار صوما".

وتابع: "ان المهرجان اللبناني للكتاب يحيي انجازات هؤلاء الكبار الذين نذروا أنفسهم للعطاء الثقافي، ويعتبر ان أمثالهم يخلدون في ضمير الشعب اللبناني. وهناك احتفال بمرور مئة عام على ولادة الأديب والمثقف ابن نابيه الأستاذ رئيف خوري. ويحتفل مهرجاننا بمرور 150 عاما على نشاط عائلة صادر في رسالة الطباعة والنشر بأناقة تجسد دور لبنان في نهضة الثقافة العربية. طبعت حركتنا أربعة كتب توزعها مجانا في هذه المناسبة: كتاب المهرجان الذي يتضمن نشاطات المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الحادية والثلاثين (731 صفحة). كتاب أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي الذين تكرمهم حركتنا هذا العام (130 صفحة) الكتاب السنوي وهو يتضمن نشاطات الحركة الثقافية في الدورة الرابعة والثلاثين (300 صفحة) كتاب بمناسبة مئوية الاديب رئيف خوري (450 صفحة) وقد تكرمت بلدية نابيه مشكورة بالمساعدة المالية في طبع هذا الكتاب، فلها شكرنا. وقد ساهم في تأليف هذا الانجاز 22 باحثا، وساعد الحركة في الإعداد والتنسيق مشكورا الدكتور ربيعة أبي فاضل. وعدد الدور المشاركة في معرض الكتاب (110)".

وقال: "حدد تقرير التنمية العربية الصادر عام 2009 الأركان السبعة لأمن الإنسان العربي: المحافظة على الأرض وصونها ورعايتها، وكذلك على المياه والهواء والبيئة. ضمان الحقوق والحريات والفرص الأساسية، دونما تفرقة او تمييز. الامر الذي لا تستطيع تقديمه إلا دولة سليمة الإدارة، خاضعة للمساءلة، ومتجاوبة مع مصالح مواطنيها وتحكمها القوانين العادلة. العزم على تحسين الأوضاع القانونية والاقتصادية والاجتماعية والشخصية للنساء والأطفال واللاجئين. التخطيط من اجل إقامة اقتصادات منوعة ومنصفة تقوم على المعرفة وتخلق فرص العمل. القضاء على الجوع والفقر، وتحقيق الكفاية في توفير السلع الأساسية لجميع أفراد المجتمع. الارتقاء بمستويات الصحة للجميع باعتبارها حقا من حقوق الإنسان. رفض استخدام القوة ضد السكان. في خدمة مثل هذه الأسس تمارس حركتنا النشاط الثقافي وتسعى الى الدفاع عن حقوق الإنسان اللبناني لا بل الإنسان العربي الذي يعاني، في هذه الأيام، تداعيات تحركه في مواجهة الاستبداد والفساد والظلم والتبعية. لقد أكدت حركتنا منذ انطلاقتها في مواجهة نظام العنف، خلال الحروب العبثية، على ان هدف الثقافة هو تحقيق التنمية الإنسانية التي تشمل الحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتوافر الفرص للإنتاج والإبداع، والاستمتاع باحترام الذات وضمان حقوق الإنسان. كان شعارنا ولا يزال الثقافة والقيم هما روح التنمية. والتنمية الإنسانية هي تنمية الناس، من اجل الناس ومن قبل الناس. وسعينا الدائم هو التغيير في الثقافة ومن خلال الثقافة".

أضاف: "في هذه المرحلة من تاريخ وطننا لبنان، وتاريخ المنطقة العربية، ثمة تحديات خطرة تفرض علينا ان نستجيب باقصى درجات الوعي والمسؤولية. ذلك ان نتائج ما يجري ستطبع مستقبلنا الى اجيال قادمة. فعلى المستوى الداخلي ثمة تفاقم للقضية الاجتماعية (40% من شعبنا حول خط الفقر)، وثمة انتشار للبطالة (13 -15 %) وتفاقم مشكلة الهجرة (مغادرة 22 الف شاب سنويا اغلبهم من الجامعيين)، وثمة توتر طائفي (بين الطوائف وضمنها، وبين المذاهب وضمنها) وثمة انفلات امني (انتشار ظاهرة السرقة في الريف وفي المدن)، وتفاقم في انواع الجرائم وتفلت اخلاقي. وهناك وطأة الدين العام (فوق الـ 60 مليار دولار) وتراجع الخدمات العامة (الكهرباء والماء والهاتف والصحة والنقل والتعليم والغذاء، وتفاقم ازمة المهجرين، وتشويه الموارد البيئية) ورغم صغر حجم مساحة دولتنا ثمة تدفق للمهجرين او بالأحرى اللاجئين الهاربين من القمع والقتل والاضطهاد، من قبل الأشقاء السوريين والفلسطينيين، الأمر الذي سيفرض ضغوطا شديدة على قدرة تأمين الغذاء والحد الأدنى من الخدمات وانعدام الامن الشخصي. وحياة اللاجئين محفوفة بالخطر، فلا قدرة للعثور على مصدر للرزق، وثمة تمزق للبنى العائلية ولا أفق لإمكانيات العودة قريبا في ظل استمرار الصراعات الدموية المحتدمة في الحوار. وهناك بوادر انتشار للأمراض والاوبئة في بعض مناطق النزوح".

وسأل: "هل تستطيع الدولة، في وضعها الراهن، الحفاظ على الأمن؟ وهل تستطيع القيام بكل الواجبات المفروض ان تقوم بها؟ من المسلم به ان الامر يتعزز عندما تكون الدولة هي المستأثرة باستخدام وسائل القوة والاكراه وتوظفها لحماية حقوق الناس، المواطنين وغير المواطنين على حد سواء. وعندما تكون وسائل القوة تحت سيطرة جماعات اخر قلما تكون النتائج مؤاتية لامن المواطنين. والحال ان العلاقة بين الدولة وامن المواطنين ملتبسة. فثمة مواقع قوى طائفية فئوية وثمة اجهزة متعددة مرتبطة بشبكات خارجية. وثمة عنف واغتيالات حصلت وتحصل. وبدل ان تضمن الدولة حقوق الانسان، نراها تتغاضى - ان لم تكن مصدرا لتهديد تلك الحقوق. من هنا يطرح مبدأ وحدة السلطة، واحتكارها للسلاح وترسيخ حكم القانون واقامة الحكم الرشيد، الشروط اللازمة والضرورية لشرعية الدولة التي يجب ان تكفل في اخر المطاف، حماية الحياة البشرية والحريات الانسانية، وفرض القيود والضوابط على جميع اشكال الاكراه والتمييز".

وتابع: "ان اجهزة الدولة، في وضعها الراهن، لا تتكامل ولا تتعاون في تحركها وفي ممارستها لفرض احترام القانون. انها موزعة مناطق نفوذ لهذه الجهة او تلك. والسلاح المنفلت يؤدي حتما الى تعزيز مبدأ الامن الذاتي. هل يعني ذلك عدم ادراك لمقتضيات الدفاع عن المصالح العليا لمجتمعنا ودولتنا في مواجهة الاطماع والمخططات الاسرائيلية؟ ان ما نعنيه ان الدولة التي تحكمها القوانين وتحترم الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين، هي افضل ضمانة لأمن الانسان. ان تسليح الطوائف والاحزاب يؤدي حتما الى العنف والنزاع المسلح. بينما توسيع المشاركة والانصاف والعدالة الاجتماعية، والوحدة الوطنية في مواجهة الاطماع التوسعية الخارجية، وتطبيق الاصلاح في مواجهة كل اشكال الفساد والاستغلال، هي خير سبيل لبناء الدولة المدنية القائمة على اسس التسامح والسلام والامن والعدالة".

وقال: في هذا السياق يجدر بنا ان ننوه ببيان بعبدا الذي اعلنه رئيس الجمهورية والذي اوجد اسس الحل لمسألتين خطرتين في المرحلة الراهنة: العلاقات المفترض اعتمادها مع الوضع السوري، ومسألة استمرار النقاش حول سلاح المقاومة. شعبنا اللبناني بكل عناصره مدعو للمقاومة دفاعا عن استقلال الدولة اللبنانية وسيادتها ووحدة ترابها الوطني، وضمن حدودها المعترف بها دوليا - بخاصة في هذا الزمن الذي تصاغ فيه خرائط جديدة للمنطقة. وعلاقاتنا مع الشعب السوري يجب ان تنطلق من مبادئ احترام الحرية وحقوق الانسان ورفض كل اشكال الظلم والاستبداد، وان التزامنا بالاخوة العربية لا يعني تبعية لهذا المحور او ذلك. من هنا اهمية التمسك بالحياد في اطار الالتزام بالاسس التي شكلت فلسفة قيام لبنان الدولة والرسالة. في ضؤ ذلك ليس صعبا ان يتفق كل الاطراف على تسوية ترضي الجميع من اجل وضع قانون انتخابي جديد يؤمن صحة التمثيل لكل مكونات مجتمعنا. وحبذا لو اهتم سياسيونا بدرس المشكلات التي يعانيها شعبنا ووضع البرامج اللازمة لايجاد الحلول لها، وصرفوا هذا الوقت الثمين على هذا الامر بدل صرفه على المناورات والمماحكات التي لا تخدم الا الزعامات التي لا هم لها سوى تأمين مصالحها ومصالح ابنائها والاقارب.

ويتحرك المعلمون في القطاع الرسمي والخاص ويتحرك موظفو القطاع العام في اضراب مفتوح منذ اسبوعين، تحت شعار اقرار السلسلة. والحكومة تتهرب وتراوغ وتحاول ان ترضي الهيئات الاقتصادية وان ترضخ لضغوطها".

وسأل: "فما هو الحل المطلوب اعتماده؟ لنسلم جدلا بان الاجر يتآكل من خلال: اشتراك الشبكة العامة للكهرباء والمولد (250 ألف ل.ل.) واشتراك مؤسسة المياه العامة وشراء مياه الشفة والاستعمال (50 الف ل.ل.) وهاتف محمول وآخر ثابت (80 ألف ل.ل.) وبدل ايجار وانتقال وضريبة بلدية (480 ألف ل.ل.) وبدل غذاء وملابس وصحة وتعليم ونفقات شتى (1.965 مليون ل.ل.) ويكون المجموع العام للنفقات الشهرية (2.882.500 ل.ل.) السؤال الذي يطرحه المضربون: كيف يمكن العيش براتب لا يصل الى 900 ألف ل.ل. شهريا؟ ان الموقف الذي ندعو اليه هو تلبية مطلب السلسلة الجديدة، على ان يترافق مع خطة اصلاحية جذرية. ويكون من اسس هذه الخطة: اجراء تدريب مستمر ومدروس للمعلمين في المدارس الخاصة والرسمية من خلال كلية التربية ودور المعلمين. ضبط العمل والدوام بشكل دقيق مع رفع التدخلات السياسية في التعيين والنقل، واجراء مباريات دقيقة وصارمة ومفتوحة، من خلال مجلس الخدمة المدنية، لا تدخل الى التعليم الا اصحاب الكفاءة العالية. اصلاح جذري للجامعة اللبنانية وللتعليم العالي عموما، لان ثمة جدلية وترابط بين الجامعة وسائر حلقات التعليم. تدريب الاداريين من خلال معهد الادارة والانماء. والتقليل من مبدء التعاقد الا في الحدود الدنيا التي نص عليها القانون. رفع يد الاحزاب والزعامات والقوى السياسية عن الادارة، والمبادرة فورا الى تعيين المدراء العامين وملء الشواغر في مختلف القطاعات، ولاسيما تعيين عمداء جدد في الجامعة اللبنانية. فهل يعقل ان تبقى هذه الجامعة منذ 9 سنوات بدون مجلس جامعة؟ وهل يعقل ان لا ينصف طلابها واساتذتها واداريوها الذين يطرحون مشكلاتهم باستمرار؟"

وقال خليفة: "ان الزعم بان تطبيق السلسلة يؤدي الى الانهيار هو زعم مردود. فان زيادة الرواتب والاجور تؤدي الى زيادة القدرة الشرائية للاجراء، وهذا يؤدي الى تحسين شروط الانتاجية للمؤسسات التي تعجز عن تسديد ديونها. وتحسين شروط الانتاج لا يأتي الا عن طريق الاستهلاك: استهلاك الاسر والمؤسسات اللبنانية والقطاع العام. استهلاك الدورة السياحية. قد يقال ان هذا الوضع قد يؤدي الى التضخم. لكن هذا التضخم يكون مرحليا. وقد اثبتت الدراسات بان النمو، وان تعثر مرحليا سنة او سنتين، فانه يعود ليأخذ حجمه الطبيعي المعقول. وزيادة الاجور تخفف من افلاس المؤسسات والديون المشكوك في تحصيلها للقطاع المصرفي. لماذا؟ لان من يستفيد من هذه السلسلة هي الطبقة المحدودة الدخل وهذه تشتري المواد الاستهلاكية من المؤسسات الصغيرة والصغيرة جدا. وهذه الاخيرة تعاني من منافسة شديدة من قبل المؤسسات الكبيرة التي لا يقصدها ذوو الدخل المحدود. ان هذه الواقعة تؤدي الى تفعيل الاقتصاد عن طريق زيادة مداخيل المؤسسات الصغيرة ما يمكنها في هذه الحالة من تسديد متوجباتها المالية سواء للدولة او للديون التي استلفتها من المصارف او المؤسسات التسليفية التي تعنى بتنمية الاقتصاد. وفي احدى الدراسات التي نشرتها الامم المتحدة في عام 2000 اثبتت المؤسسات التسليفية فعاليتها في تنمية الاقتصاد اذ خلال هذا العام تم صرف ما يزيد عن 22 الف عامل من المؤسسات الكبرى (في لبنان) بينما سمحت التسليفات الصغيرة والصغيرة جدا بخلق فرص عمل مماثلة أي لحدود 22 الف عامل تقريبا".

أضاف: "اذا كانت تكاليف السلسلة، كما يقولون، هي فوق المليار دولار سنويا، فان الديون المشكوك في تحصيلها للمؤسسات الصغيرة والصغيرة جدا هي بحدود 30% تقريبا. وهذا الوضع ينعكس ايجابا على القطاع المصرفي وعلى القطاعات الانتاجية الأخر التي يمكنها الاستدانة من المصارف بفوائد اقل عندما تخفض نسبة المخاطر لمديونية المؤسسات. من اين يمكن تمويل السلسلة؟ من اين يجب ان تمول السلسلة؟ من الأكيد ليس بزيادة التوقيفات على الرواتب التقاعدية! فهذه الرواتب دفعها الموظفون طوال سنوات من رواتبهم وليست منة من الخزينة. بالعكس فالخزينة تقتطع منها اكثر من 30% بحسب الباحثين المدققين. المرفأ: تبعا لتصريح صادر عن بعض الوزراء المعنيين يمكن زيادة دخل الدولة من المرفأ بحدود 700 مليون دولار اميركي سنويا. الكهرباء: تبعا لتصريح احد الوزراء عند اعتماد الغاز في انتاج الكهرباء، في السنترالات الكهربائية، يمكن تسجيل وفر يقارب ملياري دولار اميركي. القطاع العقاري: لما كان عدد المعاملات العقارية السنوية خلال العام 2010 كان بحدود 145 الف معاملة، فقد قدر بعض الدارسين ان نقص التحصيل لا يقل عن 2.9 مليار دولار اميركي. الاملاك البحرية المستخدمة من دون وجه حق بحدود 3.242.032 م2 . ويمكن تأمين دخل من الغرامات على هذه المساحات يتجاوز 500 مليون دولار اميركي. مع التأكيد على عدم قانونية هذا الاشغال. قطاع المؤسسات: قدرت دراسة عن الفساد عندما نشرت عام 2010، ان حجم قيمة النقص الناتج من جمع الضرائب لا يقل عن 1.5 مليار دولار سنويا".

وتابع: "بالنسبة إلى المنشآت السياحية: يمكن تأمين حوالى 40 مليون دولار سنويا من المرافق السياحية المختلفة - خصوصا مغارة جعيتا وبعض الاستراحات السياحية المشغولة من قبل أفراد ومؤسسات خاصة دون مسوغ قانوني، بينما تعود ملكية هذه المرافق الى الدولة.

7-الأرباح الناتجة من المضاربات العقارية: عند احتساب القيم الفعلية - لعمليات البيع العقاري - يمكن ان يتأمن دخل من الارباح العقارية يصل الى ما يزيد عن ملياري دولار.

8-وهناك مسألة الضرائب التصاعدية على الفوائد في المصارف للرساميل العالية.

9-وكذلك هناك الثروة النفطية والغازية في البر والبحر التي يمكن ان تؤمن ليس فقط السوق المحلي وانما تؤمن مبالغ من التصدير المتوقع (40 تريليون م3 من الغاز و 8 مليار برميل نفط) تقدر عائداتها المتوقعة 15 مليار دولار سنويا".

وقال: "الشعوب العربية موضوعة، كما يقول صديقنا الفيلسوف د. ناصيف نصار، على المفترق الكبير: اما طريق الحرية فالجهد الخلاق فالنهضة، واما طريق التبعية فالعبودية فالقمع والقهر فالتخلف المتزايد. وثمة ترابط بين الحرية والتنمية والعقلانية والعدل. وكل نهضة لا غنى لها عن هذه الركائز مجتمعة. ونحن في هذا المخاض الخطر نتطلع ثقافة تصون الحرية بما يضمن توسيع خيارات الناس، ثقافة تسعى لقيام حكم يبنى على المشاركة الشعبية الفعالة مع تمثيل شامل لعموم الناس. حكم يقوم على المؤسسات نقيضا للتسلط الفردي او الفئوي. مؤسسات تعمل بكفاءة وشفوف كامل. وتخضع للمساءلة الفعالة. هذه الثقافة تناضل من اجل أن يطبق القانون قضاء كفء ونزيه ومستقل تماما، وتنفذ احكامه بكفاءة من قبل السلطة التنفيذية. هذه الثقافة تدافع عن الفرد الحر والمجتمع الحر والدولة الحرة. والاديان عموما ومنها الاسلام لا يدعو الى السلطة الدينية، اذا فهمنا الدين فهما عصريا. الم يؤكد الامام محمد مهدي شمس "تسترد الامة في زمن الغيبة ولايتها. ويكون لها بطريق الاختيار والانتخاب ان تعين الحاكم او الحكام. وتمنحهم بارادتها ولاية محددة زمنا او موضوعا؟" وثمة الشورى الملزمة، والصحيح ان هذا التفسير المستنير للاسلام لا ينفي وجود تفسيرات تدعم التسلط وقمع الرأي الآخر باسم الدين".

وختم خليفة: "في السنة الثانية والثلاثين للمهرجان اللبناني للكتاب تستمر حركتنا في خدمة العمل الثقافي وفي خدمة الشعب اللبناني من اجل مستقبل اكثر تقدما وعدالة، ونحن على يقين في كل حال ان الانتصار سيكون للحرية والأحرار في لبنان وفي شرقنا العربي الاوسع".

دياب

ثم ألقى وزير التربية والتعليم العالي كلمة قال فيها: "باسم فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان يشرفني أن أفتتح المهرجان اللبناني للكتاب في عامه الثاني والثلاثين الذي تنظمه الحركة الثقافية في انطلياس، ناقلا إليكم وعبركم إلى أهل الثقافة في وطننا العزيز لبنان والعالم العربي تحياته وتمنياته بأن تتكلل جهودكم جميعا بالنجاح في خدمة الثقافة التي هي الوسيلة الفضلى لتنمية الوعي والإنفتاح والسبيل الأمثل لتحقيق النهوض".

أضاف: "غني عن القول بأن الحركة الثقافية في أنطلياس قد أسهمت ولا تزال في نشر الوعي الثقافي في لبنان من خلال تصديها لمعالجة كل ما يتعلق بشؤون الأدب والفن والعلم والفكر وكل ما يمت إلى العقل. ويتمثل ذلك كله بالمحاضرات والندوات التي يدعى إليها رجال الفكر والأدباء والعلماء من لبنان والعالم العربي والتي تتوج بمهرجان الكتاب الذي أصبح معلما ثقافيا مرموقا في لبنان والعالم العربي".

وتابع: "لعل أهم ما يتميز به لبنان هو انفتاحه على العالم، ويتمثل ذلك بما يزخر به من المعالم الحضارية منذ اكتشاف الأبجدية، ومن ثم هذا الكنز المكنون الذي تكدست فيه تجارب الأجيال التي تعاقبت فيها اللغات الآرامية والسريانية واليونانية وأخيرا اللغة العربية التي أغناها اللبنانيون بما اكتشفوه من بحارها الواسعة وأبعادها الغنية المشرقة وما حققوا من معاجمها ودققوا من معانيها الخالدة نثرا وشعرا، وما نشروه من آثار العرب وأخبارهم وما قاموا بتعريبه من روائع الفكر الغربي وما قدموه من تراث المشرق العربي إلى الغرب. وأخيرا دورهم الريادي في طباعة الحرف العربي والذي يتجسد الآن في دور النشر اللبنانية التي تضاهي في جودتها وإتقان طباعتها دور النشر العالمية". وقال: "غير أنه إذا كان للبنان أن يتغنى بهذا الإرث الثقافي وبمدى إسهامه في النهضة الأدبية والفكرية في العالم العربي بحيث بات يدعى بلد الإشعاع والنور بما لديه من دور العلم والمعاهد والجامعات وإيمانه بالحضارة والتوق إليها، إلا أن الواقع الثقافي اليوم سواء في لبنان أو في عالمنا العربي عامة يدعو إلى القلق بل إلى الأسى والألم بعدما اصبح ظلام الجهل يعم دنيا العرب كما تشير إلى ذلك إحصاءات الأونيسكو، ذلك أنه في الوقت الذي أصبح فيه تعلم اللغات الأجنبية والتعامل مع لغة الكمبيوتر معيارا جديدا للتعليم فإن عدد الأميين في العالم العربي يناهز مئة مليون من أصل 300 مليون عربي، أي أن ثلث العرب لا يستطيع القراءة والكتابة. أما بالنسبة لإصدارات الكتب فتشير هذه الإحصاءات أيضا إلى أن مجموع ما تنتجه دور النشر العربية مجتمعة سنويا لا يتعدى سبعة آلاف كتاب، ولا يتجاوز عدد النسخ المطبوعة من الكتاب الرائج بينها بضعة آلاف نسخة".

أضاف: "لست هنا لأضفي مسحة من التشاؤم على هذا الواقع الثقافي المتردي إلا أنه لا بد لنا من مواجهة هذا التحدي الحضاري، الأمر الذي يفرض علينا في لبنان كما في الدول العربية الأخرى أن نولي إهتماما خاصا لدعم التعليم ورعاية الثقافة لكونها المكون الأساسي للتنمية البشرية، ذلك أن نقص المعرفة يعتبر المعوق الرئيسي الذي يعترض طريق التنمية الإنسانية. من هنا، يجب التركيز على دعم الثقافة في وجوهها المختلفة والمتعددة لأننا بذلك نسهم في وعي المجتمع وترشيده في ظل أجواء الإنفتاح والحرية".

وختم دياب: "في الختام إذ نثمن للحركة الثقافية في انطلياس جهودها المتواصلة في الميدان الثقافي نعتبر هذا المهرجان اللبناني للكتاب الذي دأبت على تنظيمه طوال إثنين وثلاثين عاما، بمثابة تظاهرة ثقافية تعزز مكانة لبنان في ميدان العطاء الأدبي والفكري. وإذ نهنىء القيمين على هذا المهرجان الثقافي المميز نبارك لهذه النخبة من أهل الفكر والثقافة الذين نحتفل بتكريمهم اليوم لأننا بذلك أيضا نفاخر بعطائهم ونتاجهم في رحاب الفكر والثقافة".

وبعد قص شريط الافتتاح جال ممثل رئيسي الجمهورية والحكومة والحضور، في أقسام المعرض الذي يستمر لغاية 17 الجاري، ويفتح أبوابه يوميا من العاشرة صباحا ولغاية التاسعة مساء.

 

المشروع الإيراني التفتيتي على مشارف نهاياته؟

بول شاوول/المستقبل

ما يثير الاستغراب وحتى السخرية المُرة أن القانون الانتخابي "الميني مذهبي" والسوبر انعزالي، سمّي "الأرثوذكسي" باسم طائفة لم تدخل عملياً لا في حروب المذاهب، ولا الميليشيات؛ الطائفة الأرثوذكسية المعروفة بانتماءاتها اللبنانية العروبية، من خلال ناسها والمفكرين والكتاب والشعراء.

غريب! أن تلصق وصمة هذا "القانون" (الصهيوني السوري- الإيراني) بالارثوذكس، وكأنما هناك من يريد وصم هذه الطائفة، بما وُصم به الآخرون، خصوصاً الذين تبنوا من منطق قصير النظر، وآني، وتافه وشعبوي هذا المشروع الذي يرون فيه إنه "يحمي" المسيحيين! (ولك حلوا عن ظهر المسيحيين لن تبقوا أحداً منهم في لبنان!) ونظن ان بعض القيادات "الأرثوذوكسية" مثل النائبين فريد مكاري وميشال المر فإلى المطران عودة... اتخذ الموقف الصحيح بنفض يديه من هذا المشروع الذي يذكرنا بميليشيات السبعينات وكانتوناتهم وإداراتهم المدنية وصولاً إلى "جماهيرية حزب الله"... في الضواحي والتي تحولت "كانتوناً" ينضح بالفساد والجرائم وإيواء القتلة والمهربين والخاطفين وقطاع الطرق وعصابات سرقة السيارات والخوات! ونظن انه النموذج المثالي لكل كانتون أو دويلة أو "جماهيرية" "عظمى" "مستقلة" عن الدولة والدستور والقوانين... والوحدة الوطنية والقيم السياسية و"الروحية".

فحزب الكانتون الإلهي (والبيئة الحاضنة!) يعيش ابهى لحظات "انتعاشه" وسط الخراب العميم. بل يُسفر عن أوضح وجوهه المطلية بمساحيق المقاومة والتحرير.. والممانعة وهو الوجه الإيراني الساطع الرائع الفاقع.. الذي تنسحب كل الألوان دونه!

فمشروع القانون الأرثوذكسي بضاعة ايرانية استُوردت لتسويقها والهدف "الأسمى" تفتيت لبنان. تمهيداً للسيطرة عليه، أو احتلاله وتسليمه لولاية الفقيه. وهل يمكن فصل هذا "التصور" التفتيتي عن المخططات الصهيونية "التاريخية" من اسرائيل الكبرى إلى ايران الكبرى!

وهنا أسأل حزب الله: لم تفسروا لنا كيف قفز هذا "الشيخ الإيراني" الصالح مهدي طائب وهو الضمير الظاهر للنيات والمشاريع الصفوية (الصفيونية!) في العالم العربي، من 31 محافظة إيرانية موجودة إلى اعتبار سوريا العربية المحافظة الخامسة والثلاثين. فما هي الدول الأخرى الثلاث التي قفز فوقها وتعتبر الولايات الثانية والثالثة والرابعة والثلاثين لإيران؟ طبعاً من يتابع "أمراض" ايران التخريبية يعرف ان لبنان والبحرين والعراق هي المحافظات التي يعتبرها نظام (الصفيونية) على مرماه. أكثر: نشرت خريطة لبنان تتمدد ببندقية حزب الله عليها كلها! وهذا معلوم!

لكن ما صعقني في حوار بين عِراقيين أحدهما مع الثورة المدنية المندلعة في العراق واتجاهه عروبي وبين آخر "من أتباع المالكي الذي سبق ان صرح " انا شيعي قبل ان أكون عراقياً" في برنامج "الاتجاه المعاكس" على الجزيرة ان المؤيد للثورة العراقية الراهنة سحب من ملفه غلاف كتاب وضعه "كاتب عراقي يدعى عز الدين أبو سنة واحتفل به وزير الثقافة العراقية وعنوانه "محمد ليس عربياً" مشككاً فيه بأصل النبي العربي. لم تصل لا اسرائيل ولا من يُصنَّفون "أعداء" الإسلام إلى نزع هوية النبي محمد العربية. شيء مخيف! ونظن انه، ربما غداً أو بعد غد، سيشكك من ينتمون إلى ولاية الفقيه العربية بالقرآن.. وقد يزعمون انه كتب بالفارسية ثم ترجم إلى العربية. والكل يعرف أن الاشارة إلى أن القرآن أُنزل عربياً وردت عدة مرات فيه.. ربما ثلاثاً أو اربعاً! لكن الغريب، اننا لم نسمع اي تعليق أو إدانة بحق هذا الكاتب المشبوه (وهو عربي) الذي يريد أن يشوه صورة النبي، والقرآن ... فاذا كان النبي ليس عربياً، فماذا يكون. أتكون قريش ايضاَ غير عربية. والجاهلية غير عربية. والأمبراطورية الإسلامية غير عربية! بل ونظن أن هذا الكتاب الذي لم يسبقه أحد إلى إهانة المسلمين والنبي والقرآن يضاهي سوءه "الكاريكاتور" السويدي الذي تعرض للنبي، وقامت القيامة عليه. ثم شيخ إيراني ينزع "العروبة" عن سوريا والبحرين والعراق ولبنان.. وآخر معتوه "ينزع" الأصل العربي عن النبي العربي! فلماذا إذاً لا تنفي ايران وجود العرب كلهم. قديماً وحديثاً ومستقبلاً! فالأهواز سلبت، والجزر العربية الثلاث احتلت... والمشروع شغال: فرسنة الأمة العربية عبر الذرائع المذهبية، ورسم "هلال" سياسي خوارجي يبدأ في طهران وينتهي عند "الحليف الاستراتيجي السري" اسرائيل: فيلتقي مشروعان شقيقان (غير عربيين) اسرائيل الكبرى وايران الكبرى وبينهما الأمة العربية ولا نستغرب اتهام النظامين السوري والفارسي بالإرهابيين والأصوليين ثوار سوريا بدلاً من اتهام اسرائيل. رائع! والسبب معروف ان اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية والعالم تفعل المستحيل لدعم النظام البعثي، ثانياً هناك محاولات لتصوير كل من هم خارج "الهلال" الإيراني الصهيوني مجرد ارهابيين، من ليبراليين ويساريين وخصوصاً أهل السنة. فقد أحلوا هؤلاء الأخيرين محل اسرائيل. أي كل من يمت إلى العروبة على شكل أو آخر. فالمعركة مثلاً في العراق قائمة بين الاحتلال الإيراني المذهبي (ووراءه اسرائيل والولايات المتحدة) وبين الذين ما زالوا ينتمون (أو شرائح كبرى منهم) إلى الفضاء العربي التاريخي. أولم تكن بغداد ذات مرحلة قلب الامبراطورية العربية؟ بل عاصمة الثقافة العالمية في العصور العباسية؟ فهناك برمجة خطيرة في العراق اليوم لمحو عروبتها وسماتها العربية وانتماءاتها ووسم ناسها "بالارهاب" والأصولية. والمضحك ان من يتهم العراقيين الثائرين على الرئيس المالكي (الددمية في أيدي ولاية الفقيه) هم بنو فارس. وهم النظام الأكثر ارهاباً في العالم مع نظيره السوري وحليفه الروسي وشقيقه الاسرائيلي! وان يقال إن سوريا هي المحافظة الخامسة والثلاثين لايران، يعني قبل كل شيء ان "قلب الأمة العربية" ومهد الثورات العروبية (قبل مجيء آل الأسد إلى السلطة) تنتمي إلى بلاد فارس. وان الدول الثلاث الأخرى التي لم يذكرها هذا الشيح: اي لبنان والبحرين والعراق ايضاً ضمن الخريطة العنصرية الإيرانية. من هنا نفهم جيداً "نخوة" حزب الله التي تتمثل بالاعتداء على الأراضي السورية، (بحجة الدفاع عن الشيعة هناك!). ومن أعطاكم هذا التفويض؟ إذاً عليكم ان تشدوا الرحال وتدافعوا عن كل "شيعي" في العالم بالمال والسلاح الإيرانيين. بل كأن طهران صارت "فاتيكان" هذه الطائفة الحرة المشرشة عندنا في عروبتها وأرضها. فالنظام السوري يقصف عكار داخل الأراضي اللبنانية. والحزب الالهي أعزه الله يعتدي على السوريين والأراضي السورية. وإن مزارع شبعا التي لا تختلف كذريعة عن "شيعة" لبنان داخل سوريا: في الأولى لابقاء قرار الحرب والسلم والسلاح في أيدي الملالي. والثانية لتبرير دعم النظام المتهاوي ان شاء الله عليه وعلى رؤوس من يعتدي على الشعب السوري! وكما يتهم النظام الفارسي معارضيه في الداخل بالارهاب والعمالة والرشوة وتهديد الوحدة والارتهان للغرب (نسي المهدي ان اسقاط نظام صدام تم بحلف واضح بين أمريكا وبين إيران.. وسوريا!) وهذا ما يتهمون به الثوار في سوريا لاستثارة الهواجس الأوروبية والأميركية او الأحرى لتسول دعم هؤلاء لهم في حربهم الضروس البربرية ضد الثوار. وقد وصل بهم الأمر أيضاً إلى البحرين فمذهبوا التحرك البحريني، لاحداث شرخ بين مكونات المملكة ولطمس كل تنوع سياسي ليبرالي وقومي ويساري ويميني هناك. فالبحرين التي صارت بالنسبة إلى هؤلاء خارج المنظومة العربية، بل وتحولت مسألة ايرانية داخلية تماماً كما يصورون احتلالهم للجزر العربية الثلاث في الامارات. ليشوهوا بذلك كل تحرك نقابي أو سياسي في بلاد عرفت بحراكها الأيديولوجي والعروبي والتقدمي والانفتاحي: فإيران، لكي تفترس دولة، عليها ان تجعل نفسها شبيهة نظامها الذي يقمع نصف الشعب الإيراني ويضطهد مؤسسي الجمهورية الاسلامية كموسوي وكروبي ورفسنجاني... (ونبشر الحزب عندنا الحزب الالهي بأن ربيع ايران لم ينته، وعليه ان يستعد أيضاً بسلاحه ورجاله... لدعم النظام الذي "اخترعه" وصنعه على صورته). والكل يعرف ان الصورة مشابهة في لبنان: أراد الإيرانيون عبر حزبهم "الوفي" للعروبة ولسيادة لبنان... ان يأتوا بشبيه للمالكي في لبنان.. فاختاروا نجيب ميقاتي. فصار عندنا نسخة أخرى معلبة. وكما ينهبون عبر المالكي ثروات العراق ويحكمون من وراء الكواليس ومن أمامها، ها هم يكررون التجربة في لبنان بحكومة "مالكية" لا علاقة لها بلبنان ولا بمصالحه ولا بتاريخه ولا بعروبته. وبالطريقة نفسها، يحاول الحزب وسوريا وايران اتهام كل من ليس في 8 آذار إما بالارهاب والسلفية (أهل السنة) وإما بالأصولية وإما بالانتماء إلى "القاعدة" وتجريم الطائفة السنية وتشويهها لعبة ايرانية سورية تسعى في الوقت ذاته إلى ضرب كل ما يمت إلى العروبة في لبنان: فالسنة في لبنان (عموماً) هم من حملة الارث العربي مع كثيرين من الاتجاهات القومية والثقافية والطائفية، وهم أول من رفعوا شعار "لبنان أولاً" في "ثورة الأرز". وهذا الشعار "يكهرب" حزب ايران وحلفاءه أو عملاء النظام السوري، ورفعه جريمة وانعزالية... ان تضع مصلحة لبنان قبل النظامين السوري والفارسي خيانة، بينما تأييد المشروع "الأرثوذكسي" وطني، ووحدوي ولبناني وتاريخي! فيا للنفاق! قانون يضع الانتماء المذهبي فوق الانتماء الوطني رائع! وشعار لبنان أولاً.. تقسيمي! نعم! تقسيمي لأنه يفصل بلدنا عن الوصايتين وعن كل الوصايات ويربط لبنان بمحيطه العربي: وهذا اثم لا يغتفر: فكل اعلام حزب الله اليوم (وعندنا حزب الله آخر ما شاء الله في العراق: الله يكثّر امثالكم) يشوه صورة العرب، بكل تاريخهم. ولم ينقصنا أخيراً إلا ان ينضم ميشال عون بواجب جهادي إلى هذه القافلة... ويتهجم على بعض دول الخليج! رائع! وهل تتحمل مصير مئات الوف اللبنانيين الذين يعملون هناك؟ يا رجل الدولة! والمفهومية! والوطنية! ونفهم من هذا كله ان السلاح الإسرائيلي "الأيديولوجي": اسرائيل الكبرى عبر إلى ايديولوجية أخرى: ايران الكبرى، لتقسيم الأمة العربية وتفتيتها وضرب هوياتها التاريخية: من مشروع القانون الأرثوذكسي ، إلى الهيمنة على سوريا، عبر محاربة الثورة الشعبية، فإلى المساس والتشكيك حتى بعروبة "القرآن" واعتبار بلدان عربية: سوريا والعراق والبحرين ولبنان محافظة "فارسية".. فالى توسيع الحملات على كل ما هو وحدوي عربي، أو رمز عربي، أو ثقافة عربية.. أو دولة عربية او ارض عربية.

فالخطر الايراني "كياني" على العالم العربي لا يضاهيه سوى الخطر الصهيوني، وهما خطران يغذيان بعضهما البعض في أهدافهما القريبة والبعيدة. ومعظم مخططات التخريب وخلق "بؤر" كانتونية أو انفصالية أو تقسيمية تولتها ايران بعد اسرائيل او تتولاها الاثنتان معاً: من الجزر العربية الاماراتية (فٌرسنت كما هودت القدس) فالى الجنوب اليمني "المهدد" بعودته إلى الانفصال عن اليمن ، فإلى البحرين (كولاية ايرانية) والجنوب اللبناني وبعض البقاع فالضاحية ، فإلى العراق، فإلى سوريا... فإلى مشروع القانون الأرثوذكسي فإلى ضرب "الربيع العربي" ... فإلى سطو 8 آذار على مقدرات الدولة لضربها وتخريبها: انها حلقات "ارهابية" مذهبية موصولة... وخناجر في الخاصرة العربية.. لكن يبدو ان هذه الظاهرة "الفارسية" الامبراطورية المستعادة هي في دربها "المظفر" إلى الانتكاس.. وذلك ان تاريخ الطغاة والأيديولوجيات الشمولية وحتى العلمانية طويت صفحاتها كما طويت صفحات "المرشدين" و"المالكين" و"القادة الملهمين"...

 

بق البحصة

المستقبل/يحكى أن بطريرك كان عنده شماس اسمه أنطون ، وكان انطون طيب القلب فاكتسب بذلك ثقة البطريرك ومحبته ،إلا أنه كان سبَّاب "ولسانو فلتان" ، وقد لفت المطران انتباه الشماس الى هذا الامر عدة مرات ، في النهاية خطرت على بال البطريرك فكرة فطلب من انطون ان يضع "بحصة تحت لسانو" كي يبقى متنبها عندما يفلت لسانه . وحدث يوماً أن البطريرك كان يزور ديرا على قمة جبل في إحدى القرى، ولدى خروجه من الدير سمع امرأة تناديه من رأس الضيعة وتستحلفه وتصر عليه أن يمر على بيتها ، فرجع وأخذ يسير في طريق وعرة حتى وصل إلى بيت الامرأة متعبا منهكا فقالت له: دخلك يا سيدنا حطّلي بركتك على " هالقرقة والصيصان ". فاغتاظ البطريرك وصاح : "يا انطون ولك "بق البحصة " وخلصّني. وصارت مثلا يقال في مناسباته.

 

الجيش التشادي يؤكد انه قتل في مالي الزعيم الاسلامي المسؤول عن عملية عين أمناس في الجزائر

اعلنت قيادة اركان الجيش التشادي في بيان ان الجيش التشادي قتل السبت الزعيم الاسلامي مختار بلمختار في جبال ايفوقاس في شمال مالي. وجاء في البيان ان "القوات التشادية في مالي دمرت بشكل كامل القاعدة الاساسية للجهاديين في ادرار في جبال ايفوقاس وبالتحديد في وادي اميتيتاي" السبت الساعة 12.00، موضحا ان "عدة ارهابيين قتلوا بينهم زعيمهم مختار بلمختار المعروف بالاعور".وكالة الصحافة الفرنسية

 

إعتصام ثان للأسير ومناصريه وسط طوق أمني "كثيف": سلة مطالبنا كاملة وإلا التصعيد

نهارنت/إعتصم إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير ومناصريه السبت في صيدا وسط منع الإعلام من تغطية التحرك، في ظل معلومات عن ان الحشد منع من التوجه إلى الشقق التي يوجد فيها عناصر مفترضة "مسلحة" من حزب الله، ليعلن بعدها رفضه "للحصار الأمني والإعلامي" مصرا على تنفيذ مطالبه وإلا التصعيد. ونشرت الصفحة الرسمية للأسير على موقع "الفايسبوك" قرابة الخامسة من عصر السبت صورة قالت انها "التجمع امام مسجد بلال بن رباح باتجاه شقق سلاح ايران المحيطة بالمسجد". ومُنعت وسائل الإعلام من البث المباشر "وسط إنتشار مهول للجيش لم تشهد له مثيل مدينة صيدا منذ عشرات الأعوام" على حد كتابة المسؤولين عن الصفحة.

وفي ما بعد أفاد المصدر عينه أن "القوى الأمنيّة وأرتال الجيش اللبناني تمنع موكب المتظاهرين من الوصول إلى المباني" المذكورة. وقال الأسير أمام الحشد "بالأمس كان السلاح الإيراني على أهبة الإستعداد في حارة صيدا وغيرها ولم ير ذلك أحد، لا قضاء ولا مجلس دفاع أعلى". وإذ أسف أن "الكل في لبنان يعبّر عن رأيه ويرفع صرخة ألمه وينادي بأعلى صوته بما يراه من مصلحته ولا أحد يكتم أنفاسه إلا نحن تُمنع عنّا وسائل الإعلام" أضاف "شوّهوا وعتّموا كما تريدون، ليس عندنا وسيلة إعلام تنصفنا وتنقل الحقيقة كاملة بكل تفاصيلها، ولكن لن نسكت عم حقّنا في العيش بكرامة .. سلّة المطالب كاملة وإلا التصعيد".

وسأل "لو حصل هذا الحصار الإعلامي والأمني على أي فريق في لبنان، أو أي شخصية، كيف ستكون ردّة فعل الإعلام وأصحاب الحريّة والسيادة". سياسيا سأل إمام مسجد بلال بن رباح "من الذي يريد هيبة الدولة ؟ الذي يريد مؤسساتها لكل اللبنانيين بالعدل والتساوي ؟ أم الذي يجعلها خادمة لمشروعه الإيراني ؟ ليغتال من يشاء ويهيمن على من يشاء ويرفع من يشاء ويكسر من يشاء ؟". وتابع أن قتلة مناصريه الإثنين "لبنان العزي وعلي سمهون يسرحون ويمرحون في صيدا بحماية مراكز حزب إيران" سائلا "فلماذا هذه القوى الأمنية وكل هذه الأليات للجيش حولنا لا تذهب لتقديمهم للعدالة؟ لماذا لم يمنعوا سبعة أيار". وبعد نصف ساعة أوضحت الصفحة أن الحراك "إنفض دون حصول أي حوادث أمنية". وكان قد اعتصم الأسير الجمعة في ظل طوق أمني وإعلامي كبير وحصر الإعتصام ضمن المسجد والباحة الخارجية. وفي 22 شباط، نفذ الأسير وأنصاره انتشارا مسلحا في محيط المسجد ردا على "المسلحين" المزعومين. وعلى الفور انتشرت قوة من الجيش اللبناني في المنطقة وهي تعمل على تهدئة الاوضاع، والحؤول دون وقوع اي اشكال. وفي 11 تشرين الثاني من العام الفائت طالب الأسير بإزالة شعارات وأعلام المتصلة بمناسبة عاشوراء من بعض الشوارع، واعطى مهلة 48 ساعة لازالتها، ما أدى إلى اشتباك مع مناصرين لحزب الله سقط جراءه ثلاثة قتلى اثنين منهم من مناصريه.

 

الدوامة السورية رهن اتفاقات الكبار المفقودة تجربة سليمان فرنجية برسم مرحلة انتقالية

روزانا بومنصف/النهار

تدرج مصادر سياسية وديبلوماسية ما حصل في مؤتمر روما لاصدقاء سوريا والاتصالات التي اجراها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في جولته على عدد من الدول الاوروبية للبحث في الازمة السورية، ومن بينها لقاؤه نظيره الروسي سيرغي لافروف في اطار بلورة استعداد اكبر للتفاوض في اطار ترجمة اتصال هاتفي بين الرئيسين الاميركي والروسي باراك اوباما وفلاديمير بوتين على تفعيل التواصل للوصول الى توافق. اذ ان بقية المشهد السياسي والعسكري في سوريا وجوارها لم يكن مشجعاً وأظهر بقاء المواقف على حالها. ذلك ان المؤتمرين الذين نددوا باستمرار مدّ النظام بالأسلحة التي يواجه فيها شعبه، خصوصاً صواريخ سكود وما شابه قوبلوا من جهة اخرى بإدانة روسيا وانتقادها اعلان المؤتمرين تقديم المزيد من المساعدات للمعارضة السورية، علماً انها ليست أسلحة قتال وفقاً لما أعلنت الولايات المتحدة، وذلك بحجة ان هذه المساعدات ستصل الى الجهاديين. وأظهرت المواقف الروسية على ألسنة مسؤولين روس في موسكو او في الأمم المتحدة أن ما فهم انفتاحاً من بوتين على افكار طرحها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من أجل حل الأزمة السورية لا تزال تصطدم برفض رحيل الرئيس السوري وعدم تشكيله جزءاً من المرحلة الانتقالية. من جهة اخرى، وعلى رغم الدفع الروسي في اتجاه حوار بين النظام والمعارضة باعتباره الحل لوقف النار اولاً، ثم الاتفاق على المرحلة المقبلة ، يتمسك الموفد الاممي الى سوريا الاخضر الابرهيمي بفكرته التي كررها مراراً في الآونة الاخيرة اي حاجة الازمة السورية الى اتفاق اميركي - روسي لمعرفته ان اي حوار بين السوريين لن يكون قابلا للحياة وسيكون عرضة للتمييع والمماطلة من جانب النظام. في المقابل فان ادراك هذا الأخير ضرورة الجلوس الى الطاولة تلبية للضغوط التي مارستها عليه روسيا وفقاً لما اعلن وزير خارجيته وليد المعلم من العاصمة الروسية الاسبوع الماضي وازاء استعداد الغرب في شكل اكبر لتقبل فكرة التفاوض بينه وبين المعارضة، يدفعه الى محاولة املاء شروطه على هذا التفاوض من اجل ان يتم ذلك وفق ما يناسبه. وليس الدخول العراقي عبر ما اعلنه الرئيس العراقي نوري المالكي من مخاطر ستلحق بلبنان والعراق الى حد اثارة المخاوف من حرب أهلية في كلا البلدين في حال اسقط النظام السوري الاّ احد العوامل على طريق تخويف الغرب من تلبية شروط المعارضين في شكل اكبر. وقد واكب هذا الموقف العراقي اضطرابات سنية شيعية يربطها المالكي ومعاونوه بما يجري في سوريا باعتبار ان الصعود السني في سوريا سيترك انعكاساته بقوة على العراق وكذلك الامر بالنسبة الى لبنان الذي شهد ترجمة للتوتر السني الشيعي ايضاً عبر المبارزة السياسية بين " حزب الله" والشيخ احمد الاسير في صيدا، كما في المواقف السياسية. فهذه العوامل جميعها بدت كأنها من عدة الشغل التي يمكن ان تروع الغرب وتثير مخاوفه من اجل الدخول في تفاوض وفق ما يريد النظام تبعاً للتهديدات التي تطاول الدول المجاورة وازدياد قوة الجهاديين و"القاعدة" في سوريا، خصوصاً ان الحسم او التدخل العسكري غير موجود اطلاقاً في حين ان المراوحة العسكرية ليست جيدة للنظام والسبيل الوحيد امامه هو زيادة التصعيد العسكري من اجل تصعيب الأمور على الدول الغربية اكثر فاكثر والتي يزعجها الكم الهائل من الضحايا وفي ظل دعوات ومطالبات لها بوضع حد لما يجري من عمليات قتل او مد المعارضة بالاسلحة من اجل تعزيز قدرتها على حسم الأمور عسكرياً وهذا الامر الاخير ترفضه مما يبقي الهامش متاحاً لتصليب المواقف من ضمن التفاوض وشروطه.

في تقويم سياسيين لبنانيين واسعي الاطلاع يرون ما يجري في سوريا عبثياً ويذكر بمراحل من الحرب اللبنانية كان لسوريا فيها الدور الاساس ان عدم توافر الاتفاق الاميركي الروسي وتحته التوافق الاقليمي السعودي التركي الايراني، يترك الامور تدور في فلك المراوحة ليس الاّ واهدار المزيد من دماء السوريين. ويعيد هؤلاء الى الذاكرة تجربة ربما يتعين على النظام السوري الاتعاظ بها، اذ انه في بدايات الحرب اللبنانية حين كان الرئيس الراحل سليمان فرنجيه في الحكم اضطلع النظام السوري بقيادة الرئيس الراحل حافظ الاسد بدور كبير في محاولة تسويق الوثيقة الدستورية التي اعتبرت يومها بداية التغيير في الصلاحيات المتعلقة برئاسة الجمهورية بناء على طلب الطوائف الاخرى وطلبها بمشاركة اكبر في الحكم، نظراً الى الصلاحيات الكبيرة التي كان يتمتع بها موقع رئاسة الجمهورية الماروني قبل الحرب. وبعد فشل الوثيقة الدستورية ورفضها من الأطراف الاخرى عمدت سوريا الى اقناع الرئيس سليمان فرنجيه الذي لا يمكن اعتباره بعيداً منها في تلك الآونة بأن يتم انتخاب خلفه على نحو مسبق مساهمة منه في المحافظة على وحدة لبنان. وهكذا تم انتخاب الرئيس الياس سركيس قبل ستة اشهر من نهاية عهد الرئيس فرنجيه الذي وافق على هذا الاخراج الذي سمح له باكمال ولايته في الوقت الذي مهد للمرحلة التالية وكان جزءاً منها.

ويستعيد السياسيون الواسعو الاطلاع هذه التطورات من زاوية ان مبدأ النأي بالنفس الذي تقول الحكومة انها تعتمده كسياسة غير مناسب لا في الجوهر ولا في المضمون، علما انه لا يطبق في الواقع. لكن نظراً الى العلاقة التاريخية المعروفة بين لبنان وسوريا والصداقة التي تربط الرئيس السوري بالكثير من الشخصيات السياسية يمكن البعض منها محاولة لعب دور مع الرئيس السوري بشار الاسد على سبيل اقناعه باعتماد وتبني ما سبق ان نصح والده الرئيس فرنجيه به من باب الصداقة له ومن باب الابقاء على وحدة لبنان لجهة مساهمته في الاعداد لمرحلة انتقالية في سوريا حفاظاً على وحدة سوريا واستقلالها وتماسكها ودم ابنائها في ضوء استحالة ان يبقى رئيسا يمكنه ادارة سوريا اياً تكن المدة التي يستغرقها في السلطة، وحتى في حال استعاد السيطرة بالقوة على البلاد بكاملها وبمساعدة دول اخرى على ان يبقى في مركزه رمزياً حتى انتهاء ولايته، تماماً كما كانت الحال مع الرئيس فرنجيه، علماً ان هذا الاخير لم يقم شخصياً بشن حرب على اللبنانيين مستخدما الجيش او سواه، وتالياً لم يكن مسؤولاً مباشراً عن سقوط الضحايا، كما هي الحال بالنسبة الى الرئيس السوري. اذ انها ستكون مفارقة غريبة الا يدرك الرئيس السوري ومعه روسيا وايران ان بقاءه في السلطة لا يعني انه سيمتلك القدرة على الحكم مجدداً وان اطالة امد الحرب تأتي على حساب سوريا والسوريين فقط ولمصلحة من يدعمه من الدول ليس الا.

 

إيران والهزيمة!

علي نون/المستقبل

يستطيع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي ان يعلن بهدوء واتزان "قرارات" حكومته تجاه الوضع في الإقليم السوري وإلى جانبه "ممثل" الإقليم وليد المعلم، من دون أن يبدي أي حرج أو خفر. ومن دون أن يستعير شيئاً من وظيفته الديبلوماسية لتغطية الحدّة النافرة في حيثيات تدخّل بلاده في شؤون دولة أخرى. يستطيع أن يفعل ذلك، ويعلن "قرار" بلاده في شأن مستقبل سوريا، مستنداً إلى ما يفترضه "وقائع" و"حقائق" عدّة أولها وأبرزها ان إيران استثمرت في النظام السوري على مدى ثلاثة عقود. ومن "حقّها" الطبيعي أن تحمي ذلك الاستثمار. وأن تحاول منع إكمال وإحكام قطع التواصل الجغرافي لمشروعها الممتد بين بحري قزوين والأبيض المتوسط. وثانيها، انها تقاتل استراتيجياً في سوريا وتستخدم كل ما توفر لديها من إمكانات، فيما الطرف الخارجي الآخر (الغربي أساساً) لا يزال في مرحلة "الدرس " و"البحث"، وملامحه القتالية رمادية وتشبه ذلك الذي أُنزل إلى الميدان غصباً عنه! أو الذي أُخذ إلى التجنيد الإجباري فيما جلّ طموحه أن يبقى مسترخياً في مكانه!ويستند الوزير الإيراني، إلى خبرة ثمينة في كيفية التعامل مع الآخرين، المناوئين والأعداء والأخصام. وهي خبرة جمعتها بلاده وراكمتها على مدى سنوات في لبنان والعراق، والآن في سوريا. وتلك تدلّ تماماً إلى الخطوط الحُمر التي لا يمكن طهران أن تتخطاها إذا لم ترِد حرباً مباشرة مع الغرب: تضرب بالتقسيط والمفرّق في ساحات المواجهة في لبنان غَدَاة الاجتياح الإسرائيلي في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي. وفي العراق غَدَاة الاجتياح الأميركي في مطلع الألفية الثالثة. وتراهن على النفس القصير للخصم وعدم "قدرته" على مجاراتها، لا في الأداء الميداني الأسود والتحت أرضي، ولا في الأكلاف البشرية! تعرف كيف تلتزم بشروط اللعب وكيف تغطّي ذلك الإلتزام بضجيج عام لا يقدم ولا يؤخر.. وتعرف بالتالي ان الطاقة وإمداداتها هما أول وأكثر الخطوط الحمر إحمراراً. وان أسلحة الدمار الشامل ثانيها. وان "أمن إسرائيل" ثالثها.. وان أي شيء آخر، لا يدقّ نفير الاستنفار الغربي. ولا يستدعي حشد الجيوش ولا إعلان الحروب.. حتى لو كان ذلك "الشيء" هو المذبحة الدموية البشرية المفتوحة في سوريا.

أيقونة الحرية المقدّسة في الغرب لا تستأهل القتال من أجلها في الشرق! و"حقوق الإنسان" مسألة تبقى أسيرة الأجناس والأنواع والهويات، عدا عن كونها مسألة مطّاطة ترتفع وتهبط تبعاً لحسابات سياسية وليس لحسابات خيرية أو أخلاقية. تعرف طهران ذلك وأكثر منه. وتضرب فوق الزنّار وليس تحته،. وتقاتل خلف تلك الخطوط وليس بعدها. "نجحت" في بيروت، و"نجحت" في بغداد، لكنها في سوريا، تواجه قصّة مختلفة تماماً بتاتاً. وخطأ التشخيص قاتل من أوله. لا تقاتل هناك جيشاً أجنبياً غازياً أميركياً أو إسرائيلياً.. ولا تتماهى مع مناخ شعبي ملائم لها ولطروحاتها وسياستها. كما إنها، على عكس لبنان والعراق، تبدو وكأنها تقاتل مباشرة وليس بالواسطة، وهذا يربكها ويدفعها إلى اعتماد سياسة ممانعة مألوفة: تغطي الخطأ بخطأ أكبر. تورطت وتتورط إيران وتوابعها في مطبّ سبق لها وأن أسقطت الآخرين فيه! وهي مثل الجيوش الغازية التي قاتلتها في العراق ولبنان، تواجه وستواجه "مقاومة" شعبية مسلحة ومكتملة المواصفات والأوصاف. وهي بالنسبة إلى السوريين، وبكل المقاييس، عدو موصوف: قومياً وسياسياً.. ودينياً!! خطيئتها في سوريا ان طريقها انتحارية ومهزومة سلفاً.. تبادلت الأدوار مع أعدائها "السابقين" ولبست ثوبهم. ثوب المحتل والوصي الخارجي والمتدخّل الفظّ في شؤون غيره. سوريا ليست لبنان ولا العراق. ولذلك ربما يتأخر الغرب وسيتأخر أكثر في التدخّل، إذ يكفيه الآن انه يتفرج على ورطة "أعدائه" وانشغالهم الدموي في مذبحة بعيدة عن خطوطه الحمراء! وهذا يكفيه!

 

ويسألونك عن الحقائق.. وقائع تورّط "حزب الله" في الدم السوري

فادي شامية/المستقبل

يحار المرء عندما يسمع الخطابات المنمقة للسيد حسن نصر الله، وقد ضمّنها عظاتٍ دينية، وتذكيراً بالآخرة، وهي تطفح بالاستكبار والتهديد والإساءة! يعجب كيف يحرّف الحقائق وينتقي الوقائع ليرسم الصورة التي يريد؛ ثم يسأل عن الوقائع في معرض الافتراءات. في خطابه الأخير فقرات كثيرة تستدعي فعلاً التذكير بالوقائع، وتبيان الافتراءات؛ على ان تحصر المعالجة بشق واحد هو الشق السوري، باعتبار أن كثيراً من الوقائع المتعلقة به غير معلومة بالمقدار المطلوب.

ما أراد السيد نصر الله قوله - في الشق السوري - أنه وحزبه والشيعة ضحايا عصابات إرهابية في منطقة الهرمل- القصير، وأن الدولة تركت هؤلاء لمصيرهم فحملوا السلاح دفاعاً عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، وما عدا ذلك افتراءات، فـ "لا سيطرة على أي قرية سنية، أو يسكنها أهل سنة، في تلك المنطقة على الإطلاق، والذي حصل هو العكس. المعارضة المسلحة هي التي قامت في الأشهر القليلة الماضية بالسيطرة على قرى يسكنها لبنانيون شيعة وقامت بتهجيرهم وحرق بعضهم".

أضاف نصر الله: "أهم ما نحتاجه لنأخذ موقفاً صحيحاً هو الاطلاع على الوقائع. عندما تأتي حضرتك وتقول لي هناك مخطط، هناك مشروع؛ آتني بدليلك، آتني بمعطى، معطى حسي، معلومة، سند، أي شيء". ومع أن نصر الله نفسه لم يأت بأي دليل على ما نفاه (باعتبار أن البينة على من ادعى وفق خطابه إياه) ولا على ما ادعاه؛ إلا أن الوقائع التي طالب بالبناء عليها تشير إلى عكس ما قال تماماً.

أولاً: في معرض نفيه السيطرة على أي قرية سنية؛ أكد نصر الله أن حزبه يسيطر على القرى الشيعية في ريف القصير، وهذا بحد ذاته إقرار بالتدخل في الشأن السوري، لأن القرى ذات الغالبية الشيعية هناك تخضع للسيادة السورية من جهة، وتضم عائلات لبنانية وسورية من جهة أخرى؛ وهذه القرى هي: الجنطلية الفاضلية حاويك - بلوزة (سكان هذه القرى الأربع شيعة سوريون ولبنانيون) - الديابية (سكانها شيعة سوريون بالكامل)، إضافة إلى القرى التي تضم لبنانيين فقط: الصفصافة الحمام مطربا زيتا كوكران - وادي حنا. في هذه القرى سلّح الحزب الأهالي من لبنانيين وسوريين، وفرض سيطرته الكاملة، ولما كانت تلك القرى تضم لبنانيين أو سوريين سنة، فقد فرض عليهم الحزب هجرة قسرية؛ تحت طائلة الاعتداء على الأنفس والأعراض. وبالوقائع يسري هذا الوضع على قرية الصفصافة (500 نسمة من السنة والشيعة اللبنانيين؛ تهجر أهلها السنة منها) وبلوزة (قرب الحدود وسكانها لبنانيون وسوريون سنة وشيعة) وحاويك (2000 نسمة سكانها لبنانيون وسوريون سنة وشيعة).

ثانياً: لم يكتف الحزب بالقرى الشيعية أو المختلطة -في المذهب أو الجنسية- التي احتلها؛ وإنما مد سيطرته إلى القرى السورية المجاورة. وبالوقائع يسيطر الحزب بالرجال أو النيران على القرى الآتية: المصرية- السوادية (سكانهما سنة سوريون)- البجاجية (قرب قاعدته في زيتا وسكانها سنة سوريون)- السمكانية (سكانها سنة سوريون هجّرهم الحزب بالكامل)- السماقيات (سكانها سنة سوريون طلب الحزب منهم حمل السلاح معه أو المغادرة)- أكوم (هجّر الحزب أهلها ونهب الممتلكات). ويحاول الحزب من خلال معارك ريف القصير احتلال المزيد من القرى السورية (أهلها سنة بالكامل) وهي: أبو حوري- البرهانية النهرية سقرجة الأذنية الخالدية.

ثالثاً: يستخدم الحزب الأراضي اللبنانية في الحرب الدائرة على طول الحدود مع القصير؛ مرابض مدفعية نشطة في جرود الهرمل تقصف الداخل السوري- معسكرات تدريب للسوريين واللبنانيين في الهرمل وبعلبك لإعدادهم للقتال في سوريا - معسكر اعتقال في بلدة القصر المقابلة للقصير... وهذه الوقائع تعني أن المسألة أكبر بكثير من لبنانيين يدافعون عن أنفسهم في قرى داخل سوريا.

رابعاً: إذا كان صحيحاً أن الذي يقاتل في القصير لبنانيون شيعة من أهل المنطقة؛ فما بال شهداء "الواجب الجهادي" يشيَّعون في بعلبك والجنوب والضاحية الجنوبية؟ في الوقائع؛ أن الحزب شيّع كثيرين؛ وممن اعترف بهم رسمياً: علي حسين ناصيف المعروف بأبي العباس (30/9/2012)، وحسين عبد الغني النمر (7/10/2012)، وحيدر محمود زين الدين (1/11/2012)، وباسل حمادة (10/11/2012)، وربيع فارس (1/2/2013)، وحسين محمد نذر (2/2/2013)... وجميع هؤلاء ووروا الثرى في مقابر في البقاع أو بيروت أو الجنوب، علماً أن قتلى آخرين للحزب شيّعهم بعيداً عن الإعلام، بما في ذلك قتلى المعارك الأخيرة في ريف القصير، الذين اعترف مصدر بالحزب بسقوطهم.

خامساً: حصر السيد نصر الله تورط حزبه بمنطقة القصير؛ لكن الوقائع والشهادات المتزاحمة تؤكد تورطه فيما هو أبعد من ذلك بكثير؛ ففي منطقة السيّدة زينب في ريف دمشق يقاتل الحزب بشراسة تحت عنوان: "الدفاع عن مقام السيدة زينب"، ويمتد نشاطه إلى أحياء أخرى في دمشق؛ الحجر الأسود، وأبو رمانة، والمزة. ويقاتل الحزب أيضاً في مدينة الزبداني، وفي بصرى الشام، وقرب مطار دمشق، وفي نقاط قريبة من الغوطة الشرقية وفي منطقة القلمون السورية، ومناطق أخرى تصل إلى حلب، وفي هذه المناطق جميعها بث الثوار أفلاماً تؤكد ذلك (أشار نصر الله في خطابه إلى أفلام "يوتيوب" فيها نداءات طائفية في منطقة القصير متخذاً منها دليلاً على وجود جماعات إرهابية). كما أن الإعلام الحربي التابع للواء أبي الفضل العباس (يضم مقاتلين شيعة لبنانيين وعراقيين وإيرانيين) بث مؤخراً مشاهد لقتال هذا اللواء للدفاع عن مقام السيدة زينب؛ تظهر بفخر - عناصر للحزب المذكور يقاتلون في سوريا.

سادساً: في الوقائع أيضاً؛ أن تورط الحزب في الدم السوري لم يبدأ قبل عدة أشهر، ولم ينحصر بـ "الدفاع" عن قرى حدودية يسكنها لبنانيون شيعة كما يزعم نصر الله؛ إذ لا يستقيم عقلاً أن تتحول غالبية الشعب السوري من محبة السيد حسن إلى بغضه وحرق صوره منذ الأسابيع الأولى للثورة بلا سبب. ثمة شهادات هائلة على تورط الحزب في دعم النظام بالرجال حتى في الأشهر الأولى، يوم كانت الثورة سلمية بالكامل، وعلى سبيل المثال لا الحصر: بيان "ائتلاف شباب الثورة في سورية" في 20/3/2011، وبيان طلاب جامعة دمشق في شهر نيسان 2011، وشهادة الجندي المنشق والفار إلى تركيا أحمد خلف في 12/6/2011، (شهادته موثقة، لصالح منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة)، وشهادة المقدم السوري المنشق حسين هرموش في 14/6/2011 (القائد الأول لـ "الجيش الحر")، وشهادة الجندي في الحرس الجمهوري المنشق وليد القشعمي في 21/7/2011، وشهادة محامي حماة العام عدنان البكور في 29/9/2011، وشهادة شيخ الثورة السورية الضرير أحمد صياصنة في 16/3/2012، وشهادة العقيد أبو ياسين في1/4/2012، وغيرها كثير من الشهادات التي تؤكد تورط الحزب المذكور في الدم السوري منذ بدايات الثورة.

سابعاً: مع أن خطابه كان غارقاً في المذهبية "لأنه لا يوجد الآن أناس لا يتكلمون إلا بهذه اللغة" كما قال- إلا أن ذلك لم يمنع السيد نصر الله من التأكيد أن "النزاع في سوريا ليس نزاعاً سنياً شيعياً" وهذا صحيح، باعتبار أن الحاصل في سوريا ثورة شعب عظيمة، دون أن يعني ذلك عدم وجود نزعات طائفية داخل الثورة؛ أشار إليها السيد نصر الله في الخطاب إياه، لكن من الذي يغذي النزعة الطائفية في الصراع الدائر في سوريا؟ أليست إيران التي تضع ثقلها إلى جانب النظام المجرم (صرّح الشيخ مهدي طائب، القريب من المرشد خامنئي: أننا لو خسرنا سوريا لا يمكن أن نحتفظ بطهران، ولكن لو خسرنا إقليم الأهواز فسنستعيده ما دمنا نحتفظ بسوريا التي هي المحافظة الإيرانية رقم 35، وهي تعد محافظة إستراتيجية بالنسبة لنا... لهذا اقترحت الحكومة الإيرانية تكوين قوات تعبئة لحرب المدن قوامها 60 ألف عنصر من القوات المقاتلة لتستلم مهمة حرب الشوارع من الجيش السوري)؟ أليست دعاية "حزب الله" في أوساطه أن "الدور جايي علينا إذا سقط نظام بشار"؟ أليس حثهم الشباب على الدفاع عن مقام السيدة زينب "كي لا تسبى مرتين"؟ أليست دعاوى مواجهة السفياني الذي هو "حتم من الله"... "سيخرج من الشام".. و"يملكها"-؟! من الذي يبث هذه الأفكار في الشارع الشيعي أليس "حزب الله"؟.

أخيراً يسأل السيد نصر الله من منطلق الضحية: "ماذا فعلت الدولة لثلاثين ألف لبناني موجودين هناك (في القصير)، وليس كلهم شيعة بل من مختلف الطوائف، ماذا فعلت لهم؟، وماذا سعت لهم؟" في حين أن الحكومة وأكثر الأجهزة الرسمية تخضع لقرارات الحزب وسياسته؛ إما بحكم القانون انطلاقاً من تابعيتها للحكومة الخاضعة للحزب، وإما بحكم نفوذ "حزب الله" الواضح في غير جهاز رسمي؛ فهل يسأل حزب الله نفسه، أم أنه محترف في قلب الأدوار؟! وفي مطلق الأحوال؛ إذا لم تفعل الحكومة شيئاً للبنانيين في سوريا، فهل يجيز ذلك للحزب أن يدخل الحرب في هناك نيابة عن الدولة وعن اللبنانيين؟ من أوكله هذه المهمة؟ ومتى طالب أصلاً الحكومة الذي هي تحت سيطرته - ليسمع ردها؟.  إنها الأسئلة الواجبة في معرض الوقائع التي طلب السيد نصر الله البناء عليها!.

 

مشروع 14 آذار السياسي في ذكراها الثامنة

محمد مشموشي/المستقبل

تحتاج 14 آذار، بمناسبة ذكراها الثامنة في الأيام القليلة المقبلة، الى وقفة جادة تعود فيها قواها وأحزابها السياسية الى روح 14 آذار الأولى، وتضع حداً لما يتفق الجميع على أنه كان شللاً شبه كامل في خلال الأعوام الماضية من جهة وقصوراً في تصور ما تريده وتعمل من أجله في المستقبل من جهة ثانية. واذا كانت هذه الحاجة سياسية موضوعية وتفرضها ظروف لبنان والمنطقة واحتمالاتهما المفتوحة، فضلاً عن ظروف القوى والأحزاب نفسها، فليس جديداً القول ان الجماهير الشعبية التي ملأت ساحات لبنان في ذلك اليوم من العام 2005 كانت قد سبقت الكل في المطالبة بها الى الدرجة التي بدا فيها، لهذا السبب تحديداً، أن ثغرة واسعة بين الطرفين قد بدأت تأخذ طريقها الى الوجود. أكثر من ذلك، فليس صحيحاً الا جزئياً ما تردد في الفترة الأخيرة عن خلافات بين هذه القوى، وحتى بينها وبين الجماهير، بسبب قانون الانتخابات النيابية في ضوء تبني البعض ما سمي بـ "القانون الأرثوذكسي" ورفضه من البعض الآخر، لأن التباين كان قد سبق ذلك في أكثر من مناسبة وعلى أكثر من مستوى... وتحديداً منه اصرار البعض على البقاء في الزواريب وعدم الانطلاق الى بلورة خطة عمل تفصيلية، ولو مرحلية، لمستقبل لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. بل وأكثر، فما حققه المناهضون لاستقلال لبنان وسيادته وحريته من "انجازات" أنتجت ما أنتجته مما يعاني منه لبنان حالياً (حكومة سورية ـ ايرانية خالصة، أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية، عزلة عربية ودولية كاملة، افتقاد الأمن الوطني والشخصي، شيوع الخطف بالقوة المسلحة للحصول على فدية مالية، والخشية من الانزلاق الى حرب أهلية) لم يكن ممكناً لو أن قوى 14 آذار حافظت على روحها وحيويتها من ناحية وانطلقت منها، كما كانت تفترض جماهيرها، الى ما كانت تطمح اليه هذه الجماهير عندما نزلت بالملايين ومن جميع المناطق الى ساحة الشهداء مطالبة بالسيادة الكاملة والحرية والاستقلال الناجز من ناحية ثانية. كما لم يكن ممكناً كذلك، بالرغم من سطوة سلاح "حزب الله" وعربدة شبيحة النظام السوري من اللبنانيين، لا الغاء نتائج الانتخابات النيابية في العامين 2005 و2009، ولا دوام وصاية هذا النظام على الحياة السياسية والأمنية في لبنان بعد انسحاب قواته المسلحة منه، ولا حتى تهديد 14 آذار بانفراط عقدها مرة بعد أخرى في الأعوام التالية وعودة قواها بالتالي الى كل الى ما كانت عليه قبل جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم التي طالت رفاقه بعد ذلك.

أما الآن، وبعد أن بلغ السيل الزبى كما يقال، ان على صعيد البلد عموماً أو على مستوى التحالف العريض بين قوى 14 آذار وجمهورها خصوصاً، فيمكن القول بجلاء ومن دون أي مبالغة أن ما طرحه الرئيس سعد الحريري على هامش النقاش حول قانون الانتخابات، واعتبر "خريطة طريق" بالغة الجرأة ومحددة المعالم لاخراج لبنان من مسلسل مآزقه البنيوية، يستحق أن يكون البرنامج السياسي الجامع والمفصل الذي افتقدته جماهير 14 آذار وقواها طيلة الفترة الماضية. ذلك أن خطة الرئيس الحريري لا تقف عند التشخيص الدقيق للعلل التي يعانيها لبنان وتوصيف علاج ملائم وناجز لها، بل تتجاوزهما الى رسم مستقبل مشرق ودائم للبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم ومناطقهم وتعدد تياراتهم السياسية والفكرية والثقافية. وعملياً، فعندما تحدد هذه الخطة مساراً متدرجاً، كما بالنسبة الى تعديل الدستور من أجل تأجيل الغاء الطائفية السياسية، مع المبادرة الى انشاء مجلس شيوخ يعالج هواجس الطوائف من دون المس مرحلياً بمجلس النواب على أساس المناصفة الطائفية، فانها تضع أصابع اللبنانيين على جراحهم... سواء منها ما هي جراح حقيقية أو متوهمة أو مفتعلة لحسابات سياسية ضيقة.

كذلك هو الحال في ما يتعلق بالتنمية المتوازنة للمناطق وفي ما بينها من خلال اللامركزية الموسعة، وعلة العلل بالنسبة الى بعض الذين يربطون لبنان قسراً بمحاور اقليمية تحت شعار "المقاومة" وزميله "الممانعة" من خلال حياد لبنان الا في ما يجمع عليه العرب في شؤونهم المصيرية، فضلاً عما يتعلق بالسلاح الشرعي، والسلاح الشرعي وحده، للدفاع عن لبنان في وجه ما يتهدده من مخاطر. لقد تراجعت الحركة الاستقلالية التي انطلقت في 14 آذار العام 2005 كثيراً خلال الأعوام الماضية، وبدا في حالات معينة أن جماهيرها في مكان بينما أحزابها وتنظيماتها السياسية في مكان آخر. وكان يقال في تفسير ذلك ان السبب هو غياب المشروع السياسي الجامع والمحدد المعالم من جهة، ولجوء الطرف المقابل الى استخدام حافة الحرب الأهلية من جهة ثانية. هل، بعد "خريطة الطريق" الواضحة والجريئة التي وضعها الرئيس الحريري وطرحها على اللبنانيين في 14 شباط الماضي، من يجرؤ على ادعاء أن مثل هذا المشروع ما زال غير موجود؟، بل، هل تبادر قوى الحركة الاستقلالية وأحزابها الى اعلان تبنيها الكامل لهذا المشروع وخوض معركتها المقبلة على أساسه في ذكرى الحركة الثامنة بعد أيام؟.

لا حاجة الى القول ان هذا هو التحدي الكبير لحركة 14 آذار، جماهير وقوى وأحزاباً وتيارات سياسية، في الظروف الراهنة التي يشهدها لبنان الآن.

 

الأمن والانتخابات تحت رحمة "الروليت" .. اللبنانية

صلاح تقي الدين/المستقبل

لم يكن الأسبوع الذي مرّ على لبنان سهلاً بالمفهوم الأمني، ولم يكن كذلك خالياً من التشنّجات السياسية التي تدور في معظمها حول مسألة التوافق على قانون للانتخابات .. المسألتان تتسابقان مع الوقت.

في المعطى الأمني، لم يشهد لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005 انفلاتاً للسلاح وتهديده بشكل واضح للسلم الأهلي ودفعه إلى حافة البركان، كمثل الذي شهده في الأسبوع الماضي، حيث كادت الأمور تتطوّر إلى ما لا يحمد عقباه في عاصمة الجنوب صيدا، مع دعوة الشيخ احمد الأسير للاعتصام احتجاجاً على "فواييه" مموّه في منطقة عبرا يستخدمه "حزب الله" ظاهرياً لإسكان طلابه فيما هو حسب اتهامات إمام مسجد "بلال بن رباح"، مستودعاً للسلاح والذخيرة "غب الطلب" يجب عدم السماح بوجوده في تلك المنطقة. أما عاصمة الشمال طرابلس التي تحوّلت إلى "ساحة" قد تستخدم "لتطيير" الأمن والسلم الأهلي في لبنان "غب الطلب" ايضاً، فحدّث ولا حرج، إذ لا يكاد يمر نهار الطرابلسيين بسلام حتى تعكره أصوات رصاص القنص الذي "يلعلع" بين باب التبانة وجبل محسن، او دوي القنابل اليدوية التي يهوى سائقو "الموتوسيكلات" والسيارات "المفيّمة" رميها بين حين وآخر بعد هبوط الظلام، إما لتوتير الوضع وتعكير صفو هدوء المدينة، او لاستجلاب ردود فعل مضادة قد تشعل الجبهات المتواجهة.

ثم هناك ظاهرة الخطف مقابل فدية التي لم يشهد لبنان مثلها في عز الحرب الأهلية، فهي ربما دليل إضافي على تفلّت السلاح غير الشرعي وآثاره المدمّرة ليس على الوضع الأمني فحسب، بل على الوضع الاجتماعي للبنانيين، كل اللبنانييين، ولو أن الجهات "الخاطفة" أصبحت معروفة وحكراً على "منطقة" واحدة، وتحظى برعاية وحماية "جهة" واحدة .. هذه المسألة التي استدعت اجتماعاً طارئاً لمجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، تلاه اجتماع لمجلس الأمن المركزي دعا إليه وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، في محاولة لاتخاذ التدابير اللازمة لمكافحتها والحدّ من انتشارها.

قد يكون القرار الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي بتحذير مواطنيها من المجيء إلى لبنان، هو في الشكل سياسي لمعاقبة حكومة "حزب الله" برئاسة نجيب ميقاتي، غير أن تصريحاً لسفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض العسيري حمل إلى بلاغته، كلاماً واضحاً عن "الأمن المتسيّب" والذي عوضاًَ عن العمل على تحسينه لتشجيع المواطنين الخليجيين الأشقاء في القدوم إلى بلدهم الثاني، يزداد "تسيّباً" ويجعل التبريرات في هذا المجال من دون طائل. قد يسأل البعض عن سبب التفلّت الأمني الخطير، لكن الجواب ظاهر وجلي: "سلاح المقاومة" الذي استدارت وجهته من مقاومة العدو الإسرائيلي في الجنوب، ليستخدم في شوارع بيروت ومناطق الجبل في 7 أيار 2008، ثم توسعت رقعة انتشاره إلى مخازن في طرابلس "لتسليح" الأنصار، وامتد بقاعاً إلى الحدود، وما بعد بعد الحدود، لاستخدامه في الدفاع عن النظام السوري الساقط لا محالة .. هذا السلاح الذي استخدم لإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، وأصبح التهديد الداخلي الذي يشكّله واقعاً لا يمكن التغاضي عنه أو تجاوزه، شكّل حافزاً عن حق أو غير حق، لانتشار ظاهرة التسلّح "للدفاع عن النفس"، وهذا أمر مبرّر.

لا ينكر احد أن غياب السلطة والدولة في عهد حكومة "حزب الله" شرّع الأبواب واسعة أمام الانهيار التدريجي للمؤسسات، وبالطبيعي أن تصبح قضية الأمن مسألة "دفاع عن النفس" شخصية، حيث سيسعى كل من يشعر أنه معرّض للخطر إلى درئه بطريقته الخاصة.

وفي قانون الانتخابات، كلّ يغنّي على ليلاه .. هذا يطرح مشروعاً تفتيتياً فتنوياً فئوياً تقوقعياً، وآخر يطرح مشروعاً على الراغبين في الوصول إلى الندوة البرلمانية أو تجديد "اشتراكاتهم" فيها، أن يخضعوا لدورة تدريبية مكثّفة لمعرفة كيفية تقديم ترشيحاتهم، ناهيك عن أن الناخبين أنفسهم سوف يدلون بأصواتهم "على ما يقدّر الله" لأنهم هم أيضاً بحاجة لوقت أكثر من الذي يحتاج إليه المشرحون، لمعرفة كيفية ممارسة حقهم الدستوري.

لكن كل المشاريع الانتخابية التي طرحت أو نوقشت في لجنة "التواصل النيابية" التي انبثقت عن اللجان النيابية المشتركية كانت لهدف واحد: ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، ولأن عدم احترام هذه الضرورة دونه مخاطر سياسية دولية، إقليمية وداخلية قد تترتب على لبنان، ناهيك عن مخاطر امنية قد تترتّب عن عدم إجرائها.

على الرغم من أن كل الفرقاء السياسيين يصرّون على إجراء الانتخابات في موعدها، إلا أن وحدها مصلحة "حزب الله" ومن خلفه "التيار البرتقالي" تشي بعدم إجرائها. عون قال إنه في حال عدم إجراء الانتخابات، بإمكان الحكومة أن تستمر بالتشريع بموجب صلاحيات استثنائية، وطبعاً هذا لأنه "ولا بالمنام" قادر على تحقيق حلم الحصول على عشرة وزراء تابعين له في أي حكومة أخرى، ولأن "حزب الله" يستمر في الهيمنة على البلد ومقدراته من خلال هذه الحكومة.

وغني عن الذكر، ان أي قانون للانتخابات لا يتوافق ومصلحة الحزب والتيار، قد يشكل سبباً في تطيير الانتخابات حتى لو كان ذلك "بقوة السلاح".

لقد شجّع "حزب الله" حليفه جنرال "الحروب الخاسرة" على المضي قدما في "حربه" الجديدة المسماة "مشروع الفرزلي" بحجة أنه يعطي المسيحيين حقوقهم الكاملة بالمناصفة، ويؤمن لهم وصول 64 نائباً بأصواتهم، ووصل الأمر بأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وحليفه ميشال عون إلى حد التهويل بعدم إجراء الانتخابات في حال لم يتم الاتفاق على "مشروع الفرزلي". لقد قال عون نفسه "شو يعني إذا ما صار انتخابات؟" لكنه في قرارة نفسه يعلم ان ذلك "يعني الكثير" سياسياً وأمنياً.

لا غبار على موقف رئيس الجمهورية العماد سليمان لجهة معارضة "مشروع الفرزلي" الواضح والنهائي، إلى جانب معارضة ميقاتي نفسه لهذا القانون وتهديده بعدم حضور جلسة الهيئة العامة إذا دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لإقرار القانون التفتيتي، وهو سارع إلى الإعلان بأنه اتفق مع رئيس الجمهورية على توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة استناداً للقانون النافذ، أي "قانون عون" الذي هو نسخة معدّلة في الدوحة عن قانون الستين.

غير أن دعوة الهيئات الناخبة بموجب القانون النافذ، لا تجعل الانتخابات أمراً واقعاً في 9 حزيران المقبل، لأن أمام الحكومة استحقاق تشكيل الهيئة المشرفة على الانتخابات، وبموجب القانون النافذ ايضاً، وهو أمر شبه مستحيل في ظل الغالبية المعارضة لتشكيلها في مجلس الوزراء، وأي محاولة لتمرير الانتخابات من دون تشكيل الهيئة يجعل من الكعن بنتائج هذه الانتخابات أمراً دستورياً سهل التحقيق.

لكن بري الذي يؤكد أنه لن يدعو إلى جلسة للهيئة العامة لإقرار مشروع "اللقاء الارثوذكسي" إذا غاب عنها مكونان أساسيان، أي الطائفة السنية الممثلة بالرئيس سعد الحريري، والطائفة الدرزية الممثلة بالنائب وليد جنبلاط، يعود ويعلن عقب تصريح ميقاتي، أن الوقت الذي منحه للتوافق على قانون جديد بدأ ينفذ، وأنه سيدعو الهيئة العامة لإقرار قانون جديد لأن "قانون الستين" مات.

كل القوى السياسية تتسابق فيما بينها ومع بعضها، بغية التوصل إلى إنتاج قانون توافقي يحظى بقبول الجميع، غير ان واقع الحال لا يشي بأن يتم ذلك في وقت يسبق موعد بدء سريان المهلة الدستورية لدعوة الهئيات الناخبة في 9 حزيران المقبل، وهذا ما يؤشر إلى أن موعد الانتخابات "طار" والعمل سيتركز على إيجاد مخرج "قانوني ودستوري" مقبول لتمديد ولاية مجلس النواب الحالي.

وحده الوزير شربل عبّر عن قناعته بأن لا انتخابات في حزيران المقبل، لكنه سبق أن قال ايضاً ان "حادثاً أمنياً خطيراً" قد يؤجل موعد إجرائها. من يفوز في السباق مع الوقت، اهو قانون الانتخابات العتيد وتوافق القوى السياسية على إنتاجه، ام "الحادث الأمني الخطير" الذي قد لا يطّير الانتخابات وحدها فحسب، بل قد يطيّر بالبلد باكمله؟

ما نواجهه اليوم شبيه بـ"الروليت الروسية" على الطريقة اللبنانية.

 

نعم هو صدام الشيعي

طارق الحميد/الشرق الأوسط

في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2011 كتبنا في هذا المكان أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هو «صدام الشيعة»، وحينها احتج البعض قائلا إن هذه مبالغة، واستعداء. اليوم، وفي 2013، نجد أن المالكي لا يكتفي بالدفاع عن بشار الأسد، بل إن قوات المالكي تقصف الجيش السوري الحر على معبر اليعربية الحدودي! المالكي، وقبل أيام، قال إن دعم المعارضة السورية يعد عملا عدائيا ضد العراق، وإن سقوط الأسد ووصول الثوار للحكم يعني حربا طائفية بلبنان، والعراق، وانقساما في الأردن، والآن تقصف قواته الجيش الحر، أي أن الحكومة العراقية لا تدعم الأسد بالتصريحات، أو بتهريب الأسلحة الإيرانية عبر الأراضي العراقية، بل إن قوات المالكي تتدخل الآن في الأزمة السورية، وبالسلاح، مثلها مثل إيران وحزب الله، وإذا لم تكن هذه هي الطائفية، فماذا عسانا أن نقول، وخصوصا أن حكومة المالكي تدعي أنها نابعة من نظام ديمقراطي؟! يفعل المالكي ما يفعله بسوريا في الوقت نفسه الذي يواصل فيه إقصاء السنة بالعراق، وقمعهم، كما يحدث بالأنبار، وغيرها من المدن والمحافظات الثائرة ضد طائفية نظامه، ورأينا كيف استقال وزير المالية العراقي أمام الحشود الغاضبة يوم الجمعة الماضي بالعراق. ويفعل المالكي ما يفعله في سوريا وهو الرجل الذي يمثل نظاما يعتبر حليفا للولايات المتحدة التي أسقطت صدام حسين وجاءت بهذا النظام السياسي بحجة أنهم، أي من يحكمون العراق، كانوا مضطهدين من ديكتاتورية صدام، ولذلك قامت القوات الأميركية بغزو بغداد وإسقاط النظام، لكن ما حدث كان العكس، حيث إن هذا النظام الجديد تحول إلى حليف لإيران، بل تابع، وها هو يقوم بقصف ثوار سوريا، فهل يمكن بعد كل ذلك الوثوق بحكومة المالكي؟ بالطبع لا. والحق أن المالكي ليس صدام الشيعة وحسب، بل هو أخطر، لأنه يدعم التوجهات الإيرانية القاضية بهدم مفهوم الدولة ونصرة الأحزاب، والجماعات، المحسوبة على إيران، وهذا يعني بالتالي تأجيج الطائفية في المنطقة. وعندما نقول إنه لا يمكن الوثوق بحكومة المالكي، فلسبب بسيط، وهو أن المالكي، يوما بعد آخر، يثبت أنه رجل يريد عزل العراق عن محيطه العربي، حيث إنه أقرب للمخطط الإيراني بالمنطقة، وليس تعزيز العلاقات العراقية العربية، فالمالكي يناصر أتباع إيران بالبحرين، وسمح بالمظاهرات الطائفية المناصرة لهم في العراق، والأمر نفسه فعله ضد السعودية، وها هو اليوم يقصف الجيش السوري الحر، ناهيك بما يفعله بالعراق كله. ومن هنا فإن قصف القوات العراقية للجيش السوري الحر ما هو إلا دليل قاطع لكل مروجي الاعتدال المزيف، أو ما أسميه الخنوع السياسي، وخصوصا تجاه المالكي، حيث ثبت لهم اليوم أنهم خدعوا مرة جديدة عندما أحسنوا الظن بالحكومة العراقية الحالية، مثلما خدعوا ذات يوم بحزب الله، وحماس، وإيران، وبالطبع الإخوان المسلمين، وكما خدعوا بقضايا لا تعد ولا تحصى. ولذا، فإن إحدى أهم مميزات الثورة السورية أنها لا تسقط طاغية وحسب، بل إنها تسقط حقبة من الأكاذيب والخداع والتزوير بمنطقتنا.

 

الراعي احتفل بقداس عيد القديس يوحنا مارون في كفرحي: نستشفعه حماية لبنان ليظل مشرقا بثقافته وحضارته ونموذجيته

وطنية - احتفل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بقداس عيد البطريرك الاول للموارنة القديس يوحنا مارون في المقر الاول للبطريركية المارونية في دير مار يوحنا مارون في كفرحي، بدعوة من راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، في حضور وزير البيئة ناظم الخوري ممثلا رئيس الجمهورية، وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، النائب سامر سعاده، جورج حرب ممثلا النائب بطرس حرب، بيار زهرا ممثلا النائب أنطوان زهرا، الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة الام غبريال بوموسى، المدير العام للموارد المائية والكهربائية فادي قمير، قائمقام البترون روجيه طوبيا، القاضي المنفرد في محكمة البترون منير سليمان، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون طنوس الفغالي، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون حنا بركات، رئيس بلدية كفرحي جورج عقل، رؤساء بلديات ومخاتير وعدد من القضاة والشخصيات السياسية ورؤساء الجمعيات والمؤسسات وحشد من ابناء قرى وبلدات المنطقة.

عاون الراعي في القداس خيرالله والمطران بولس اميل سعاده والنائب العام في الابرشية المونسنيور بطرس خليل والخوري ايلي سعاده، بمشاركة السفير البابوي غابريل كاتشيا والمطارنة طانيوس الخوري وبولس الصياح وميشال عون ويوسف ضرغام وعدد من الخوراسقفيين ورؤساء الاديار وكهنة الابرشية. خدمت القداس جوقة القديسة رفقا بادارة الاخت مارانا سعد.

في بداية القداس ألقى خيرالله كلمة ترحيب قال فيها: "سيادة المطران بولس آميل سعاده، أبي الروحي ومرمم هذا الدير، وأنا نرحب بكم في الكرسي البطريركي الأول وبمناسبة عيد البطريرك الأول مار يوحنا مارون".

وتابع: "صاحب الغبطة والنيافة، تعودون لتوكم من روسيا حيث قمتم بزيارة تاريخية واحتفلتم مع صاحب الغبطة مار كيريل الأول، بطريرك موسكو وسائر الروسيا، بعيد مار مارون في كاتدرائية البشارة في موسكو التي يطلق عليها المؤمنون هناك إسم كنيسة مار مارون لاحتضانها مذبحا وأيقونة لمار مارون. سلمتم إلى البطريرك كيريل جزءا من هامة مار مارون التي سمح الكرسي الرسولي بنقلها من أبرشية فولينيو- إيطاليا التي بدورها حافظت عليها وكرمتها منذ أن نقلها أحد الآباء البنديكتان من هنا من كفرحي سنة 1130، كما كان قد سمح أن يعاد الجزء الأكبر منها إلى دير مار يوحنا مارون كفرحي حيث احتفلنا باستقبالها في احتفال مهيب مع سلفكم مار نصرالله بطرس صفير في 8 كانون الثاني سنة 2000".

أضاف: "ها أنتم اليوم تعودون إلى الجذور لتحتفلوا بعيد سلفكم الأول مار يوحنا مارون. وكنتم قد قلتم في حفل تنصيبكم بطريركا خلفا له في 25 آذار 2011: "برنامجي هو امتداد لتاريخ أسلافي وعلى مدى 1600 سنة، لثوابتهم الإيمانية والوطنية: من الحدث المؤسس وهو القديس مارون وتلاميذه، ومن البطريرك الماروني الأول القديس يوحنا مارون الذي ثبت الكنيسة المارونية على العقيدة الكاثوليكية وجعلها أمة مستقلة بحكمها الذاتي في جبل لبنان. والبطاركة العمشيتي وحجولا وآل الرزي واسطفان الدويهي والياس الحويك".

وقال: "برنامجي هو استكمال التنفيذ والتطبيق لمقررات وتوصيات المجمع البطريركي الماروني والإرشادين الرسوليين " رجاء جديد للبنان" والكنيسة في الشرق الأوسط". وهذه كلها تشكل امتدادا لربيع الكنيسة الذي بزغ مع المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني".

وتابع: "صاحب الغبطة والنيافة، تزورون اليوم أبرشية البترون، أبرشية القداسة والقديسين، وهي في حالة مجمعية بعد أن أعلنت البارحة في رسالتي الراعوية الأولى عن الدعوة إلى مجمع أبرشي ينطلق في تشرين الأول 2013 ويستمر حتى تشرين الأول 2015، ويهدف إلى تطبيق المجمع البطريركي الماروني، آخذا في الإعتبار تعاليم المجامع والباباوات، لا سيما المجمع الفاتيكاني الثاني والإرشادين الرسوليين " رجاء جديد للبنان" و" الكنيسة في الشرق الأوسط- شركة وشهادة". إننا، في أبرشية البترون، نحظى بنعمة مميزة إذ إن الله أعطانا أن نعيش على أرض مقدسة وأن نكون جيران القديسين في كفرحي وكفيفان وجربتا وحردين وتنورين. فلأي من الناس أعطيت هذه النعمة أن يكون لهم في محيط بضعة كيلومترات مربعة أربعة ضرائح قديسين أصبحوا منارة للكنيسة الجامعة وللعالم ومراكز حج ومراكز دينية عديدة؟"

أضاف: "لذا فإني أتعهد أن أتابع ورشة التجدد الروحي والتجدد في الأشخاص والمؤسسات التي بدأتها بالتعاون مع الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين؛ وأن أعمل مع المجالس واللجان ومع المسؤولين السياسيين والإداريين ومع الجمعيات المدنية والأهلية والثقافية والإجتماعية على إنماء منطقتنا البترونية التي تحمل تراثا عريقا وتختزن كنوزا طبيعية وإنسانية وثقافية وروحية مفتوحة على مستقبل سياحة دينية وبيئية واعدة، متبعا خطة آبائنا المستندة إلى ثلاثة: الإيمان والمعول والقلم".

وختم خيرالله: "سدد الله خطاكم، أيها الراعي، في امتدادكم نحو المستقبل في التخطيط لكنيستكم كي تكون هي على مستوى التحديات وكي تكونوا أنتم دوما متحركين لا مقام لكم إلا في مقدمة شعبكم".

ثم قدم خيرالله للراعي منحوتة من اعمال الفنان نبيل بصبوص ترمز الى السفينة ـ الكنيسة، وهي تعانق الارزة الخالدة "التي ترمز في روحانيتنا المارونية الى مريم العذراء أرزة لبنان."

الراعي

بعد الانجيل القى الراعي عظة بعنوان "أنتم ملح الأرض، أنتم نور العالم" قال فيها: "القديس يوحنا مارون، البطريرك الماروني الأول، رأس كنيستنا وأبوها، الذي جعل كرسيه البطريركي الأول في هذا الدير حامل اسمه، في كفرحي العزيزة، هو ملح أرضنا ونور شرقنا، ملح كنيستنا ونورها. لقد استمد هذه الهوية والرسالة من الرب يسوع الذي هو نفسه "ملح الأرض ونور العالم"، ويصيرنا على مثاله، بالمعمودية والميرون والكهنوت، ملحا ونورا. إننا نستمدهما من القدوة التي تركها لنا يسوع المسيح في الانجيل ومن التقليد المسيحي الحي، ومن روحانية القديس مارون والقديس يوحنا مارون، ومن تقاليد كنيستنا المارونية. وها هو الرب يدعونا اليوم لإدراك هويتنا ورسالتنا والالتزام بهما: "أنتم ملح الأرض، أنتم نور العالم"(متى5: 13-14)"

أضاف: "يسعدنا أن نلبي دعوة سيادة أخينا المطران منير خيرالله، راعي الأبرشية، ونحتفل معكم بعيد أبينا القديس يوحنا مارون في هذا الدير - الكرسي الأبرشي، حيث عاش ومنه أشرق على كنيستنا وعلى لبنان. مع إخواني السادة المطارنة الأجلاء، أحييكم سيادة الأخ الجليل المطران منير، وأحيي سلفكم سيادة أخينا المطران بولس آميل سعادة، الذي أعاد الحياة والجمال والازدهار لهذا الدير - الكرسي ولأراضيه، بالعمل والتفاني وبذل الجهود طيلة خمس وعشرين سنة من خدمته الأسقفية في بلاد البترون. وأحيي جميع الكهنة والرهبان والراهبات وسائر المؤمنين والمؤمنات، وبخاصة أبناء كفرحي وبناتها والمنطقة. ونقدم لكم التهاني بعيد أبينا القديس يوحنا مارون، سائلين الله، بشفاعته، أن يفيض عليكم وعلى الكنيسة ولبنان، كل خير ونعمة وسرور، مع السلام والاستقرار لوطننا وللشرق الأوسط. ونذكر بالتهاني والصلاة كل ابناء كنيستنا المارونية وبناتها المنتشرين تحت كل سماء في القارات الخمس، والحاملين معهم ملح الانجيل ونوره، حسب روحانيتنا المسيحية والمارونية وتقاليد وطننا الروحي لبنان".

 

وتابع: "الملح والنور هما هويتنا ورسالتنا. فكما الملح يعطي نكهة للطعام ويحفظ عناصره من الفساد، هكذا نحن، كل حسب حالته المسيحية، علمانيا كان أم كاهنا أم راهبا أم أسقفا، علينا أن نعطي معنى لوجودنا ونكهة لعائلاتنا ومجتمعنا ووطننا، ونحفظ نفوسنا وحياتنا الاجتماعية من كل فساد أخلاقي في المسلك والعمل. وكما الملح هو حكمة الله في الكتب المقدسة، هكذا نحن مدعوون لنكون حكماء في أقوالنا وتصرفاتنا. فالحكمة هي أولى مواهب الروح القدس وتبلغ ذروتها في مرضاة الله: "رأس الحكمة مخافة الله". الحكيم هو الذي ينظر إلى الحياة والعالم من منظار الله، ويقول في نفسه: "يا رب، لو كنت أنت مكاني، ماذا كنت تقول أو كيف كنت تعمل؟ وكيف كنت تسلك وتتصرف؟" موهبة الحكمة تجعلنا نتصرف بدون لوم، أمام الله والناس، وتحملنا على الالتزام بمرضاة الله وفعل الخير للجميع، وتجنب الإساءة والخطيئة وكل شر. هكذا عاش على أرضكم البترونية الطوباوي الأخ إسطفان، إبن الرهبانية اللبنانية المارونية، الذي يفوح أريج قداسته من دير القديسين قبريانوس ويوستينا في كفيفان. وقد اتخذ لحياته شعارا بسيطا ومليئا بحكمة الملح: "ألله يراني".

وقال الراعي: "كما النور يشع في الظلمة ويبددها، ويوضح أمامنا الرؤية لنقرأ ونعمل ونتحرك، هكذا نحن مدعوون لنشع بنور المسيح في ظلمات الحياة، فنحسن قراءة أحداث حياتنا وزمننا، ونبدد كل ظلمة مادية وروحية وأخلاقية. وكما المسيح أشع بنور شخصه وكلامه وآياته وأفعاله، هكذا نحن، الذين استنرنا بالإيمان المسيحي، وبنور الانجيل وتعاليم الكنيسة، يدعونا المسيح الرب لننير بأقوالنا وأفعالنا ومسلكنا، بيوتنا ومجتمعنا والوطن. إن سنة الإيمان، التي نعيشها، دعوة لنثبت في نور المسيح، الذي هو الايمان به، ونتعمق فيه، ونعيشه ثقافة، ونكونه حضارة. هكذا فعل آباؤنا وأجدادنا، وتركوا لنا إرثا حضاريا نفيسا، جسدوه في وطننا لبنان وفي أوطانهم ومجتمعاتهم".

أضاف: "إننا نتطلع إلى أبينا القديس يوحنا مارون، لنقتدي بسيرته وفضائله وعطاءاته. ولقد ساعده علمه الرفيع، في أنطاكيه أولا ثم في القسطنطينية، على تهذيب حياته، وفهم إيمانه والعيش بمقتضاه. فأصبح الكاهن المثالي في انطاكيه، والأسقف المتفاني في البترون، وبطريركا أول لكنيستنا المارونية جسد وجه المسيح "الراعي الصالح". فأرسى أساسات كنيستنا البطريركية وإيمانها وليتورجيتها وروحانيتها، بما ألف من كتب، وأسس من كنائس، وجمع من شمل. إنه يشجعنا اليوم، في رسالته الموجهة منه إلى موارنة لبنان ويقول فيها: "إنني أشجعكم وأثبت صدق إيمانكم، في هذه الأزمنة الصعبة التي فيها أنتم متضايقون بسبب التجارب المتنوعة. وأقول لكم، كما قال الرب يسوع لسمعان بطرس: إني صليت من أجلك لئلا يضعف إيمانك. وأنت، عد وثبت أخوتك".

وتابع: "كتب عنه المكرم البطريرك الكبير اسطفان الدويهي: "إن يوحنا مارون، من حين وضع يد الاسقفية عليه إنتقل إلى رعيته، وسار في المواعظ والمراسلات وفي التنقلات والتنبيهات، وفي حسن السيرة والصلاة، يقود المؤمنين إلى الطاعة المسيحية ويشددهم في الإيمان القويم. فتمثل الشعب بكلامه من غير مخالفة وارتد إليه جمع كثير، وصاروا قطيعا عظيما جدا في الجسد والروح... وعند دخوله إلى جبل لبنان، تجمع إليه الناس من كل صوب، من أغنياء وفقراء وأحرار، وأتوه من كل ناحية كالخراف إلى صوت راعيها. وصاروا قطيعا عظيما أعم كل بلدان الشام...".

وقال: "لقد ترك لنا البطريرك القديس يوحنا مارون مؤلفات متنوعة حفظت كنيستنا المارونية وإيماننا المسيحي وتقاليدنا الانطاكية السريانية النسكية وروحانيتنا. نذكر منها: نافور القداس الحامل اسمه، وإيضاح الإيمان في رسالة وجهها إلى الموارنة في جبل لبنان، ورد مزاعم النساطرة واليعاقبة المخالفة لمجمع أفسس(431) الذي سمى أمنا العذراء مريم "والدة الإله"، ولمجمع خلقيدونية(451) الذي أثبت أن في المسيح طبيعتين إلهية وإنسانية، وكتابا في الكهنوت، مفهومه وروحانيته وواجب الكرازة والتعليم، وشرح رتبة القداس".

أضاف: "انتخب يوحنا مارون بطريركا أول على أنطاكية، حسب التقليد، في سنة 685. أثبت قداسته البابا بندكتوس الرابع عشر في رسالة إلى مجمع نشر الإيمان في 28 أيلول 1753. ومنح البابا بيوس السابع في 30 كانون الثاني 1820، غفرانا كاملا للذين يزورون كنيسة دير القديس يوحنا مارون هنا في كفرحي في يوم عيده. وفي سنة 1821 مدد هذا الغفران إلى جميع الكنائس المارونية. والبطريرك يوحنا مارون هو الذي أسس القومية المارونية التي جعلت من الشعب الماروني أمة، أي شعبا ذا سيادة في جبل لبنان، قاد إلى إنشاء الكيان اللبناني، أي لبنان الكبير المستقل، على يد البطريرك الكبير خادم الله الياس الحويك، إبن حلتا البترونية جارة كفرحي. إننا نستشفع اليوم أبانا القديس يوحنا مارون من أجل المسؤولين في لبنان والشعب اللبناني، لكي يعملوا معا، بغيرة القديس يوحنا مارون والبطريرك الياس الحويك، على حماية لبنان، فيظل مشرقا بثقافته وحضارته ونموذجيته ودعوته التاريخية في الأسرتين العربية والدولية".

وختم الراعي: "أما قداسة البابا بندكتوس السادس عشر فقد ترك لنا مثالا عظيما في الإيمان وفي هوية الملح والنور. فميز إيمانه بالبطولة في التفاني والتجرد ونكران الذات. في سنة الإيمان التي افتتحها أعطانا الأمثولة الكبرى في الإيمان المعاش. ونحن نعتقد أنه لم توجد أي مسافة بين ما علم هذا المعلم الكبير وما عاش، أعني بين الإيمان والحياة، وانه في ذلك بلغ ذروة التعليم. إننا نصلي معا لكي يحقق الله أمنياته في تنحيه عن الخدمة البطرسية، كأسقف روما، خليفة القديس بطرس الرسول. ونصلي معه من أجل الكنيسة ليرسل إليها المسيح الرب راعيا حسب قلبه، يقود سفينتها على هدي الروح القدس، لخلاص كل إنسان، ولمجد الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس".

بعد القداس توجه الراعي والمشاركون الى صالون الدير حيث تقبل التهاني بالعيد وصافح الحضور.

بقسميا

وكان الراعي في طريقه الى كفرحي توقف في بلدة بقسميا والتقى أهاليها في كنيسة مار سمعان حيث اقيم استقبال له باغصان النخل ونثر الورود والتصفيق والزغاريد في حضور رئيس البلدية سيمون فارس والمختار جوزيف ابي فاضل وفاعليات البلدة، وألقى كاهن الرعية الخوري جورج عبدالله كلمة ترحيب توجه فيها الى الراعي: "انت الصوت الصارخ الشجاع الذي ينادي بالحق دون مواربة ولا تملق. وما أحوجنا اليوم الى ان تسطع كلمة البطريرك ال77، كلمة الحق الصافية والحلوة في هذا الشرق من لبنان الى العالم والتي تعودتم على قولها لكي تهدي الناس وتقودهم دوما الى المسيح. يا سيد الشراكة والمحبة ، ان شعب لبنان بحاجة اليكم، الى الوحدة لا الى التفكك الى المحبة لا الى الحقد، الى التعاون لا الى الصراع على المراكز".

ثم قدم فارس وابي فاضل درعا تذكارية باسم اهالي بقسميا للراعي الذي رد بكلمة قال فيها:

"اليوم نفرح بلقائنا معكم لنحتفل بعيد البطريرك الاول القديس يوحنا مارون وهي مناسبة لاعبر لكم عن تقديري ومحبتي لهذه البلدة واهلها المخلصين لايمانهم وتقاليدهم".

أضاف: "الكنيسة اليوم تعيش زمنا مميزا وهناك تأثر عاطفي وتأثر ايماني كبير وأعني هنا تنحي البابا بنديكتوس السادس عشر عن خدمته كأسقف روما، خليفة القديس بطرس في سنة الايمان أعطانا اكبر امثولة عن الايمان المسيحي وهو الذي علم كثيرا عن الايمان. وأنا اعتقد انه اراد ان يتوج سنة الايمان بالمثل الذي اعطاه ببطولة الايمان بالتجرد والتواضع والامحاء الذاتي ونكران الذات وعلمنا فعلا ان الايمان لا يمكن ان يكون في محل وحياتنا في محل آخر. من هنا نحيي قداسة البابا بنديكتوس ونصلي حتى ربنا يتمم امنياته التي كانت في باله عندما قرر وأعرب عنها بكلمة بسيطة "ان الكنيسة لا تخدم فقط بالاعمال وأنا بعمري اصبحت الاعمال التي استطيع القيام بها لا تأتي على مستوى الكنيسة. الكنيسة تخدم بالصلاة وانا سأكرس نفسي للصلاة". ونحن نصلي معه وهو الذي اراد ان يعيش حياة نسكية ونحن نعرف انه معنا ومع كل الناس بصلاته، نحن نصلي له ان يتمم الرب امنياته. وغدا تتهيأ الكنيسة تحت انوار الروح القدس لانتخاب بابا جديد وهذه العمليات يسبقها مع كل الكنائس حتى الروح القدس يلهم الكرادلة باختيار الشخص الذي يريده الرب".

وتابع: "في سنة الايمان ادعوكم للثبات بايماننا العميق الذي ثبتنا فيه مار يوحنا مارون والذي وضع اساسات ايماننا وروحانيتنا لكي نحافظ على دورنا في لبنان. واذا كانت الكنيسة لا تخدم الا بالاعمال والصلاة نحن ايضا سيبقى لنا ايمان كبير بوطننا الذي بنوه اجدادنا. ونحن هنا في بقسميا قرب كفرحي حيث مر بالطبع البطريرك يوحنا مارون ومرت كل اجيالنا المؤمنة وبطاركتنا. والعناية ارادت ان تكون هذه المنطقة مركز البطريركية المارونية اي المنطلق وهنا كتب تاريخنا وهنا تكون وطننا ومن هنا انطلقت مسيرتنا الكنسية والوطنية من هنا اريد ان احيي هذه الارض المقدسة التي قدسها يوحنا مارون الذي كان يقوم بزيارات وجولات لتثبيت الشعب الماروني بايمانه انطلقت المسيرة الطويلة حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم".

أضاف: "الكيان اللبناني لم ينزل الينا من رجلي الشوحة بل من مسيرة شعب قاده البطاركة الواحد تلو الآخر وصولا الى البطريرك ال77. كلهم حملوا مسيرة الشعب والشعب مشى مع بطريركه حتى وصلوا مع ابن جارتكم حلتا البطريرك الياس الحويك الذي انطلقت دعوى تطويبه ومعه وصلت المسيرة كلها الى تكوين لبنان الكبير والاستقلال اللبناني الذي ميز هذا الوطن عن كل بلدان الشرق الاوسط. لذلك زيارتنا لكم لنؤكد ان جذوركم عميقة ونحن نصلي لكي يحمي الرب هذه المناطق لكي يبقى الدم المسيحي الماروني اللبناني بمسيرة مستمرة دون اي تعثر. يوحنا مارون كان دائما في رسائله يثبت بالايمان ، نثبتكم بالرجاء فلا تخافوا من الصعوبات والاضطهادات ظلوا ثابتين في ايمانكم لأن يقود الكنيسة هو الرب. انها سنة الايمان التي افتتحها البابا بنديكتوس كي يتثبتوا المسيحيون بايمانهم ويكملوا رسالتهم".

وختم: "نحن هنا في لبنان والشرق الاوسط لسنا مدعاة للخوف بل مدعوون لنبقى ثابتين، هذه الرسالة سنحملها لكن صاحبها هو المسيح وعلينا ان نجعله حاضرا من خلال وجودنا، بالمعمودية صرنا جسدها واصبح حاضرا من خلالنا ويجب ان نحافظ على وجودنا هنا فيبقى المسيح حاضرا هو يتكلم وهو يخلص ويفتدي".

ثم دون الراعي كلمة في السجل الذهبي لرعية مار سمعان بقسميا.

 

الراعي من اكليريكية غزير: نصلي من أجل الكنيسة ليرسل إليها الرب راعيا يقود سفينتها على هدي الروح القدس

وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء امس، بلدة غزير، وترأس الذبيحة الالهية في الاكليريكية لمناسبة عيد مار يوحنا مارون البطريرك الاول على كرسي انطاكية وسائر المشرق، وتكريما للمطارنة والآباء الذين تعاقبوا على ادارة اكليريكية غزير البطريركية. وقبل وصوله، نظم له المجلس البلدي استقبالا شعبيا حاشدا في الساحة العامة، بمشاركة فرقة غزير الموسيقية، وفرقة من الخيالة باستعراضات رياضية.

وللمناسبة، ألقى رئيس المجلس البلدي الدكتور ابراهيم الحداد كلمة أكد فيها ان "الوطن اللبناني العظيم المشع في الحضارات يعود الفضل في كينونته الى العقل والإيمان، والى الشراكة ذات البعد الروحاني والرسالي، والى المحبة ذات الجوهر السموي، والى الشهادة ذات الحضور المسيحي، وهذه الثلاثة اتخذها صاحب الغبطة والنيافة شعارا له.. وكلما اختلف اللبنانيون فيما بينهم اهتزت هذه الكينونة، وتفككت وحدتهم الوطنية" .

وقال: "نقف اليوم معكم بعزم وشجاعة في وجه من يسعى الى زعزعة الكيان، وضد من يحاول اغتصاب الحق، ومقاومة من يعمل على تهديد الوجود والمصير، ومن يدفع الى التهجير والتيئيس، والتصدي بقوة الى من يبيع الكرامة والارض، ذلك لاننا نعهد فيكم بحكمة وبجرأة، كما أسلافكم العظام الذين وقفوا حياتهم لأجل الدفاع عن لبنان".

الراعي

بدوره رد الراعي بكلمة عفوية مختصرة، شكر فيها المجلس البلدي وأهالي غزير على حفاوة الاستقبال، مشيدا بهذه البلدة التي أعطت العظماء الكبار للبنان على الصعيد الروحي والانساني والاجتماعي والسياسي.

ثم توجه وصحبه من الاساقفة والكهنة والرسميين مشيا على السجادة الحمراء الى مبنى الاكليريكية تتقدمه فرقة غزير الموسيقية وفرقة من الخيالة. وارتأس الراعي الذبيحة الالهية، عاونه فيها المطارنة: يوسف بشارة، انطوان نبيل العنداري، مارون عمار، جوزف معوض والخورأسقف عصام ابو خليل، وهم الذين تعاقبوا على ادارة الاكليريكية وجرى تكريمهم.

حضر القداس الالهي عدد كبير من الاساقفة والكهنة والراهبات والاكليريكيين، السفير البابوي غابريللا كاتشيا، رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة، محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر، مدير العلاقات العامة في جامعة سيدة اللويزة سهيل مطر وحشد من قدامى الاكليريكية ورجال الفكر والأدب والاعلام ومجلس بلدية غزير.

بعد كلمة ترحيب من رئيس الاكليريكية الخورأسقف عصام ابو خليل، ألقى الراعي عظة بعنوان:"انتم ملح الارض، انتم نور العالم" أعلن فيها أسماء المكرمين الذين تعاقبوا على ادارة الاكليريكية البطريركية، ثم تطرق الى الوضع العام وقال:"كما ان النور يشع في الظلمة ويبددها، وتنجلي في ضوئه الرؤية والقراءة والعمل والتحرك، هكذا نحن الذين دعينا الى الكهنوت، إنما دعينا للاستنارة بنور المسيح لكي ننير غيرنا بنوره في ظلمة الخطيئة والضياع، وفي ظلمة الفقر والحزن، وفي ظلمة الضعف والألم، وخصوصا في ظلمة الكبرياء والاكتفاء الذاتي، وفي ظلمة الانانية وعبادة الذات، وفي ظلمة المادية والاستهلاكية والاستغناء عن الله وفي ظلمة الجهل والسطحية".

وجاء في العظة: "الملح والنور، يحددان هوية تلاميذ المسيح ورسالتهم في المجتمع. إنهما استعارتان من العهد القديم. فالملح يرمز إلى عهد الله مع البشر، ويقتضي إصلاح كل تقدمة وذبيحة للرب بالملح (أحبار2: 3)، كعلامة للأمانة في العهد مع الله. والنور يرمز إلى الله، على ما جاء في نبوءة أشعيا: "استنيري، استنيري، يا أورشليم، لأن نورك أتى، ومجد الرب أشرق عليك" (أشعيا60: 1)، وهو رمز لكلامه الهادي، كما نصلي في المزمور: "كلامك مصباح لخطاي، ونور لسبيلي" (مز 118: 105).

لكن الملح والنور هما يسوع المسيح. هو الملح الذي جاء يصلح كل شيء كما أعلن على لسان يوحنا الرسول في رؤياه: "هاءنذا أجعل كل شيء جديدا" (رؤيا 21: 5)؛ وهو النور الذي لا تغشاه الظلمات"، على ما كتب يوحنا نفسه في مقدمة إنجيله (1: 5).

هوية الملح والنور تأتي من المسيح وهي رسالتنا. إليهما يدعونا اليوم، لنكن على مثال أبينا البطريرك الأول، القديس يوحنا مارون، "ملح الأرض ونور العالم" (متى5: 13-14)" .

اضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم هذا المساء، في إكليريكية غزير البطريركية، بعيد القديس يوحنا مارون، البطريرك الأول على كرسي أنطاكيه وسائر المشرق، الرئيس والأب الأول لكنيستنا البطريركية المارونية، الذي انتخبه الأساقفة الموارنة، حسب التقليد سنة 685، عندما فرغ كرسي أنطاكيه من بطريرك كاثوليكي في الوحدة الكاملة مع خليفة القديس بطرس، أسقف روما وراعي الكنيسة الجامعة.

وشاءت إدارة هذه الإكليريكية، بشخص رئيسها الخوراسقف عصام أبو خليل والآباء معاونيه، وببركة سيادة المشرف عليها المطران جوزف معوض نائبنا البطريركي، تكريم السادة المطارنة والآباء الكهنة الذين تفانوا في خدمتها، أثناء إدارتها السابقة. وهم إخواننا السادة المطارنة مارون العمار، يوسف بشاره، أنطوان نبيل العنداري وأبناؤنا الآباء الكهنة: الخوراسقف انطوان مخايل والخوراسقف عبدو واكد، لويس البواري، جان جرماني، جورج عنتابي، مدلج تامر، هاني الريس، سمير بشاره، شربل دكاش. وشاءت أن تكرم معهم الأستاذ جان مراد، رئيس رابطة قدامى الإكليريكية. فإننا والسادة المطارنة والآباء والكهنة والإكليريكيين وكل الحاضرين نضم شكرنا لهم مع صلاتنا إلى الله، لكي يكافئهم بفيض من نعمه وبركاته. ولا ننسى في شكرنا وصلاتنا الرعيل الأول والذي تلاه في الإكليريكية وإدارتها، السادة المطارنة رولان ابو جوده وبولس مطر وطانيوس الخوري ويوسف ضرغام وميشال عون، والخوراسقف وهيب الخواجه، ومن عاونهم من آباء وكهنة وعلمانيين، بالإضافة إلى راهبات العائلة المقدسة المارونيات والكل بالبركة والتوجيه والعناية من صاحب الغبطة والنيافة ابينا مار نصرالله بطرس، أطال الله بعمره على صحة وخير" .

وتابع: "يسعدني أن أحيي رئيس المجلس البلدي في بلدة غزير المحامي الأستاذ والمربي ابراهيم حداد، والسادة أعضاء المجلس والمخاتير ومجالسهم، وأبناء غزير الأحباء وبناتها، وكهنتها ورهبانها وراهباتها. وأشكركم جميعا على الاستقبال المحب في ساحة البلدة، وعلى محبتكم وعاطفتكم وكلمة الترحيب الغنية بالمشاعر السامية. وقد انتهزتم لذلك بعفويتكم مناسبة زيارتنا للاكليريكية البطريركية القائمة على أرضكم الغنية بتراثها الكنسي والمدني، والتي أعطت طوباويا عظيما، أبونا يعقوب حداد الكبوشي، مؤسس راهبات الصليب الفرنسيسكانيات ودير الصليب وسواه من المؤسسات الإنسانية والتربوية، وأنا أسمّيها "جمهورية الألم والإنسان". وإننا بالأسى والصلاة نذكر المرحوم المونسنيور الياس الخويري الذي خدم رعيتكم من 29 أيلول 1969 حتى وفاته في 11 كانون الثاني 2013، ثلاثا وأربعين سنة من البذل والعطاء في خدمة الإنجيل. وقد نشرتم مشكورين كتابا عن حياته وخدمته وإنجازاته بمناسبة الذكرى الأربعين في الأحد الماضي.إننا نحيي أبناءنا الطللاب الإكليريكيين في كل من إكليريكية غزير البطريركية، وإكليريكية مار أنطونيوس البدواني في كرمسده التابعة لأبرشية طرابلس، وإكليريكية القديس أغسطينوس كفرا التابعة لأبرشية بيروت. ونحيي معهم رؤساء هذه الإكليريكيات والآباء والمربين والمعلمين والمرشدين. ونعرب عن شكرنا وتقديرنا لسهر السادة المطارنة بولس مطر وجورج بو جوده وجوزف معوّض ومارون العمّار وبولس روحانا، على هذه الإكليريكيات توجيهيّا ومادياً وتنشئة.

كلام الرب يسوع في إنجيل اليوم يذكرنا بهويتنا ورسالتنا. على مثال المسيح النبي والكاهن والملك. لقد جعلنا على صورته بالمعمودية والميرون ثم بالكهنوت، هو الملح والنور. إن الحياة في المدرسة الإكليريكية هي "الكينونة مع المسيح"، تماما كما فعل الرب يسوع مع تلاميذه الأول، إذ "دعاهم إليه ليكونوا معه"، ليحولهم على صورته، ليعطيهم هوية جديدة تصورهم في كيانهم الداخلي على صورته، ثم يرسلهم لإعلان إنجيل الخلاص" .

اضاف: "أنتم أيها الإكليريكيون طلاب الكهنوت، تتنشّأون وتتربّون، بالروحانية والعلم والأخلاقية والحياة المنتظمة، على هوية "الملح والنور"، على مثال يسوع المسيح، هو الذي بشخصه وكلامه ونعمته وآياته وافعاله يصيّركم ملحاً ونوراً. وهنا، في ضوء هذه الهوية المزدوجة، تنفتحون على مساحات رسالة الكنيسة.

ونحن، أيها الإخوة في الأسقفية والكهنوت، صيرنا الروح القدس، بوضع اليد ومسحة الميرون، في كياننا الداخلي على صورة المسيح، اي ملحا ونورا، وسلمنا سلطان رسالة الملح والنور في أبرشياتنا ورعايانا ورهبانياتنا ومؤسساتنا.

فكما الملح يعطي نكهة للطعام ويحفظه من الفساد، هكذا الإكليريكي والكاهن والأسقف مدعو ليعطي معنى لحياته ولحياة الناس، معنى للعائلة والمجتمع والتاريخ. ومدعو ليحفظ ذاته وإخوته ومجتمعه من فساد الانحراف الأخلاقي. والملح في الكتاب المقدس رمز للحكمة. فكم نحن وعالمنا بحاجة إلى الحكمة، وهي أولى مواهب الروح القدس التي تنير حياتنا وسبيلنا، للسير تحت نظر الله، واستلهام أقوالنا وأفعالنا والمبادرات من منظار الله! ما أجمل ان نتبنى شعار الطوباوي الأخ اسطفان: "الله يراني".

وكما النور يشع في الظلمة ويبددها، وتنجلي في ضوئه الرؤية والقراءة والعمل والتحرك، هكذا نحن الذين دعينا إلى الكهنوت، إنما دعينا للاستنارة بنور المسيح، لكي ننير غيرنا بنوره في ظلمة الخطيئة والضياع، وفي ظلمة الفقر والحزن، وفي ظلمة الضعف والألم؛ ولكن أيضا وخاصة في ظلمة الكبرياء والاكتفاء الذاتي، وفي ظلمة الأنانية وعبادة الذات، وفي ظلمة المادية والاستهلاكية والاستغناء عن الله، وفي ظلمة الجهل والسطحية.

في سنة الإيمان، يدعونا قداسة البابا السابق بندكتوس السادس عشر للدخول من "باب الإيمان"، الذي هو المسيح، "مُبدئُه ومكمّلُه" (عبرا 12: 2)، لكي نلتقيه لقاءً شخصيّاً، فيبدّل نظرتنا وقلبنا ومجرى حياتنا، ويحقّق كلّ رغبات قلوبنا. وهكذا نتمكّن من الشهادة له، وفينا يقين بولس الرسول: "إنّي أعرف بمن آمنت" (2 طيم1: 12). إنّنا في هذا المسعى نقتدي بأبينا القديس يوحنا مارون، الذي ساعده علمه الرفيع، في انطاكيه أوّلاً ثمّ في القسطنطينية، على تهذيب حياته، وفهم إيمانه والعيش بمقتضاه. فأصبح الكاهن المثالي في انطاكيه، والأسقف المتفاني في البترون، وبطريركاً أوّل لكنيستنا المارونية جسّد وجه المسيح "الراعي الصالح". فأرسى أساسات كنيستنا البطريركية وإيمانها وليتورجيتها وروحانيتها، بما ألّف من كتب، وأسّس من كنائس، وجمع من شمل" .

وختم الراعي: "ولقد ترك لنا البابا بندكتوس السادس عشر مثالاً عظيماً في الإيمان وفي هوية الملح والنور. فميّزها بالبطولة في التفاني والتجرّد ونكران الذات. في سنة الإيمان التي افتتحها أعطانا الأمثولة الكبيرة في الإيمان المعاش. وإنّنا نعتقد أنّه لم توجد أي مسافة بين ما علّم هذا المعلّم الكبير وما عاش، أعني بين الإيمان والحياة، وانّه في ذلك بلغ ذروة التعليم. إنّنا نصلّي معاً لكي يحقّق الله أمنياته في تنحيّه عن الخدمة البطرسية، كأسقف روما، خليفة القديس بطرس الرسول. ونصلّي من أجل الكنيسة ليرسل إليها المسيح الربّ راعياً حسب قلبه، يقود سفينتها على هدي الروح القدس، لخلاص كلّ إنسان، ولمجد الثالوث القدّوس الآب والابن والروح القدس، آمين .