المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 01 أيار/2013

عناوين النشرة

*من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس/الفصل الأول/من 18حتى31/المسيح قدرة الله وحكمته

*بن أليعازر: أسلحة كيماوية تتسرب من سورية لـ "حزب الله"

*الرئيس الاسرائيلي شيمون بيري  يدعو البابا الى زيارة القدس والأخير يأمل باستئناف سريع للمفاوضات

*صُوّر/"مهدي الموسوي" و"علي سعد" ينضمان إلى قتلى حزب الله في سوريا

*فارس سعيد: “حزب الله” ينتشر على سفوح جبل لبنان وسيارة العاقورة كان يستقلها امنيون منه

*الشركات اللبنانية متهمة بالعمل لصالح حزب الله في واشنطن

*سليمان يدين تفجيري دمشق: العنف لا يمكن ان يشكل وسيلة تفضي الى حلول

*سليمان دعا التفتيش المركزي الى التحقيق في توقف عمل "فاطمة غول"

*المجلس الدستوري: لا ضرورة لوقف العمل بقانون تعليق المهل بانتظار قرار نهائي بدستوريته

*سلام بحث مع وفد من قوى 8 آذار في تشكيل الحكومة

*كتلة "المستقبل" تطالب حزب الله بسحب مسلحيه من سوريا لعدم تهديد استقرار لبنان

*التأليف... يتطلّب خطوة من «14 آذار»/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*جعجع- بوغدانوف: إطالة أمد الحرب يزيدها راديكالية/فادي عيد/جريدة الجمهورية

*النائب سمير الجسر: مخالفات البناء في البداوي جزء من الفلتان الأمني في طرابلس

*قرعة القانون وأينشتاين البترون/أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ

*سلام: لا أريد حكومة سياسية بل تشكيل فريق منسجم

*تقارير: مؤيدو حزب الله مستعدون للموت في سوريا

*بين مناطق "الست والجارية" ... قمع مخالفات البناء يفجر الوضع الأمني شمالاً خالد موسى

*جنبلاط يدعو الى حكومة وحدة وطنية: بالموافقة على مبدأ المداورة في الحقائب نجتاز ثلاثة أرباع الشوط

*عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار: المشكلة هي بالتقسيمات الإدارية لجبل لبنان على أساس النسبي وليس الأكثري

*النائب محمد الحجار: دم مقاتلي حزب الله يراق في غير مكانه

*نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: الشركات النفطية لم تكن لتجرؤ على الاستثمار في لبنان لولا ثقتها بمعادلة المقاومة والجيش والشعب

*الكتائب احيت ذكرى استشهاد نصري ماروني في زحلة ودعوات الى قيام الدولة الحرة القوية

*حرب: الأطراف السياسية تسعى لتأجيل الانتخابات لمدة طويلة لمصالح شخصية

*جنبلاط: عنصر في قوى الأمن علمني بلياقته درساً لن أنساه

*الراعي يصل مساء الى البرازيل ماضي للوطنية :البطريرك لكل اللبنانيين وليس فقط للموارنة

*بعد دعوات الجهاد.. لبنانيون دخلوا سوريا من تركيا.. بكري يؤيد دخول "جبهة النصرة": الأرضية مهيأة لاحتضان القاعدة

*مقتل 13 وجرح اكثر من 70 في تفجير سيارة مفخخة في دمشق

*مال "سلاح" قديم ـ جديد لجذب "المنتفعين" وإسكات "المفجوعين"عندما يتحوّل "حزب الله".. إلى مصدر موت

*سفير "الحزب المجاهد".. ضد الشعب السوري/كارلا خطار/المستقبل

*"حزب الله" في سوريا: الحل "الشيعي" للمسألة "العلوية"/وسام سعادة/المستقبل

*سليمان لـ"النهار": الانتخابات ستحصل وعدم حصولها خطر ولا للثلث المعطّل والدولة لا تمشي بحصانين متعارضين/روزانا بومنصف/النهار

*انفجار قرب وزارة الداخلية السورية في دمشق يخلف 13 قتيلاً و70جريحاً

*535 ألف منزل دمر بالكامل في سوريا.. ومليونان و800 ألف مواطن بلا مسكن

*الإئتلاف السوري يرد على خطاب نصرالله ويوجه نداءً للحكومة اللبنانية

*لحماية "الدويلة"؟: نقل السلاح الكمياوي إلى "الساحل" وحزب الله

*إضافة إلى "جيوب أمنية" على حدود لبنان لاستيعاب اللاجئين 

*الثوار يسعون لإقامة منطقتي حظر جوي في جنوب سورية وشمالها بدعم "أطلسي"/حميد غريافي/السياسة

*عون بعد اجتماع تكتله: الأرثوذكسي يعيد التوزان ولا يمس بالعيش المشترك ولا تمديد لأحد من رأس السلطة الى أدناها

*مأزق نصرالله: ذعر من إسرائيل ورد على تذمّر الشيعة وإصرار على مغامرة سوريا

*نصرالله: لا نريد مشكلة في لبنان ولا ان ينتقل الصراع اليه من يريد انقاذ سوريا يجب ان يعمل لايجاد حوار وحل وتسوية سياسية

 

تفاصيل النشرة

 

من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس/الفصل الأول/من 18حتى31/المسيح قدرة الله وحكمته

فالبشارة بالصليب حماقة عند الذين يسلكون طريق الهلاك. وأما عندنا نحن الذين يسلكون طريق الخلاص، فهو قدرة الله. فالكتاب يقول: سأمحو حكمة الحكماء، وأزيل ذكاء الأذكياء. فأين الحكيم؟ وأين العلامة؟ وأين المجادل في هذا الزمان؟ أما جعل الله حكمة العالم حماقة؟ فلما كانت حكمة الله أن لا يعرفه العالم بالحكمة، شاء الله أن يخلص المؤمنين به بحماقة البشارة. وإذا كان اليهود يطلبون المعجزات، واليونانـيون يبحثون عن الحكمة، فنحن ننادي بالمسيح مصلوبا، وهذا عقبة لليهود وحماقة في نظر الوثنيين. وأما للذين دعاهم الله من اليهود واليونانيين، فالمسيح هو قدرة الله وحكمة الله. فما يبدو أنه حماقة من الله هو أحكم من حكمة الناس ، وما يبدو أنه ضعف من الله هو أقوى من قوة الناس . تذكروا أيها الإخوة كيف كنتم حين دعاكم الله، فما كان فيكم كثير من الحكماء بحكمة البشر ولا من الأقوياء أو الوجهاء. إلا أن الله اختار ما يعتبره العالم حماقة ليخزي الحكماء، وما يعتبره العالم ضعفا ليخزي الأقوياء. واختار الله ما يحتقره العالم ويزدريه ويظنه لا شيء، ليزيل ما يظنه العالم شيئا، حتى لا يفتخر بشر أمام الله. وأما أنتم، فبفضله صرتم في المسيح يسوع الذي هو لنا من الله حكمة وبرا وقداسة وفداء،

كما جاء في الكتاب: من أراد أن يفتخر، فليفتخر بالرب.

 

بن أليعازر: أسلحة كيماوية تتسرب من سورية لـ "حزب الله"

عواصم - وكالات: حذر عضو الكنيست العمالي بنيامين بن اليعازر من أن أسلحة كيماوية بدأت تتسرب من سورية إلى "حزب الله".

وقال للإذاعة الإسرائيلية, ليل اول من امس, إنه لا يساوره الشك في أن جيش النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية, مؤكدا أن هذه الأسلحة تنقل إلى "حزب الله" في لبنان.  من جهته, أكد مسؤول اسرائيلي أن هناك أدلة دامغة على استخدام الجيش النظامي السوري أسلحة كيماوية في قتاله ضد قوات المعارضة, مشدداً على أن الحديث يدور عن إثباتات عملية تتعدى التقييمات الاستخبارية. وفي واشنطن, أعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل ان الولايات المتحدة "تواصل تقييم" امكانية ان يكون النظام السوري استخدم اسلحة كيماوية, رافضا تأكيد ما إذا كان استخدام هذه الاسلحة يشكل مقدمة لعمل عسكري. وقال هاغل الذي التقى ليل أول من أمس الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الاخضر الابراهيمي "نواصل تقييم ما حصل ومتى وأين مع حلفائنا ووكالات استخباراتنا". وردا على سؤال عن الخطوات التي قد تتخذها واشنطن, ذكر الوزير الاميركي بأنه "ينتظر الحصول على الوقائع", مضيفاً "دوري ومسؤوليتي هما تقديم خيارات للرئيس لمواجهة اي وضع. لن اطلق تكهنات بشأن طبيعة هذه الخيارات ولن اناقشها في العلن". وكان المتحدث باسم البيت الابيض أكد الجمعة الماضي ان "كل الاحتمالات مطروحة" في حال تم تأكيد استخدام غاز الاعصاب (السارين) في سورية, وهذه الخيارات "ليست حصرا" عسكرية. من جهته, أبلغ الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين ب¯"قلق" الولايات المتحدة بشأن الاسلحة الكيماوية السورية, خلال محادثة هاتفية بينهما. وذكر البيت الأبيض, في بيان, أنه خلال هذه المحادثة, "تدارس الرئيس اوباما والرئيس بوتين الوضع في سورية, وشدد الرئيس اوباما على القلق ازاء الاسلحة الكيماوية السورية". واضاف البيت الأبيض "قبل الرئيسان مواصلة التشاور الوثيق بينهما وطلبا من وزيري الخارجية (جون) كيري و(سيرغي) لافروف مواصلة التباحث بشأن سورية". في غضون ذلك, حذر وزير الدفاع الألماني توماس دو ميزيير من فرض "خطوط حمر" في النزاع الجاري في سورية. وقال للصحافيين في واشنطن "انني اؤيد جميع اشكال الضغط السياسي لكنني لا ارى في الوقت الحاضر دورا للقوات العسكرية", رافضا اي عمل عسكري "تلقائي" ردا على امكانية استخدام اسلحة كيماوية في سورية. وأضاف محذرا في واشنطن ان "القيام بعمل عسكري فعال سيكون عملية بالغة التعقيد ومكلفة". ويشير الوزير الالماني على ما يبدو في تصريحاته الى تحذيرات أوباما بانه في حال ثبت استخدام النظام السوري اسلحة كيماوية, فإن ذلك سيشكل "خطا احمر" سيستوجب تدخلا أميركياً أكبر. من جهتها, أكدت إيران, على لسان وزير خارجيتها علي أكبر صالحي, أن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية "خطاً أحمر", لكنها اعتبرت أن المعارضة المسلحة هي المتهمة الرئيسية وليس حليفها نظام دمشق.

 

الرئيس الاسرائيلي شيمون بيري  يدعو البابا الى زيارة القدس والأخير يأمل باستئناف سريع للمفاوضات

دعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الثلاثاء البابا فرنسيس الى زيارة القدس باسم "كل الشعب الاسرائيلي" كما افادت مجموعة صحافيين في الفاتيكان في ختام اول لقاء بين رئيس الدولة العبرية والحبر الاعظم. وقال الرئيس الاسرائيلي للبابا في ختام هذا اللقاء الذي استمر نصف ساعة "انتظركم في القدس، ليس فقط انا وانما كل شعب اسرائيل". ولم يكشف مضمون المحادثات لكن ينتظر صدور بيان في وقت لاحق. وقدم الرئيس الاسرائيلي للبابا نسخة عن التوراة بالعبرية والانكليزية كتب عليها "الى قداستك البابا فرنسيس أملاً في أن يكتب لك النجاح في كل ما تقوم به واينما ذهبت". و بيريز الحائز جائزة نوبل للسلام الذي سيزور الاربعاء اسيزي (وسط ايطاليا) اكد انه "سيصلي من اجله" في مدينة القديس فرنسيس. وكان الكاردينال الارجنتيني خورخي برغوليو اختار اسم فرنسيس في ذكرى القديس فرنسيس الاسيزي. وهذه الزيارة، الاولى لرئيس من منطقة الشرق الاوسط الى الحبر الاعظم الجديد" تراقبها كل المنطقة عن كثب بسبب الوضع المتوتر جدا لا سيما مع جمود المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية والحرب في سوريا وتصاعد موجة الاسلاميين في عدة دول. من جهته عبر البابا فرنسيس عن امله في "استئناف سريع للمفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين" بفضل "قرارات شجاعة" و"استعداد الطرفين" كما جاء في بيان صادر عن الكرسي الرسولي. واستئناف المفاوضات هذا يجب ان يؤدي الى "اتفاق يحترم التطلعات المشروعة للشعبين والمساهمة عبر ذلك بشكل حاسم في السلام واستقرار المنطقة"، كما جاء في البيان الذي اكد من جانب اخر، ان الطرفين يتشاركان الرغبة في الوصول الى "حل سياسي في سوريا". مصدر/وكالة الصحافة الفرنسية

 

صُوّر/"مهدي الموسوي" و"علي سعد" ينضمان إلى قتلى حزب الله في سوريا

http://youkal.net/2012-12-02-14-05-23/24-25/14237-2013-04-30-11-46-12

يشيع حزب الله اليوم عند ال-3 عصراً في بلدة النبي شيت - بعلبك عنصرة "مهدي الموسوي" (الصورة الأولى) المعروف بلقب  "مسلم" والذي قتل أثناء قيامه "بواجبه الجهادي المقدس" دفاعاً عن مقام السيدة زينب بحسب بيان النعي .أما الثاني فهو علي سعد (الصورة الثانية) وبحسب بيان النعي استشهد  الليلة متأثراً بجراحه وسيشيع اليوم عند الرابعة عصرا.  وكانت مصادر قد تحدثت أمس عن وصول 30 جثة لعناصر حزب الله إلى مستشفى الرسول الأعظم .

 

فارس سعيد: “حزب الله” ينتشر على سفوح جبل لبنان وسيارة العاقورة كان يستقلها امنيون منه

رأى منسق الأمانية العامة لقوى “14 آذار” فارس سعيد أن الجميع بات يعلم أن كل سفوح جبل لبنان فيها دوريات لحزب الله وهي تتعرض دائماً لحوادث إنفجارات ألغام، موضحا أن ما حصل في العاقورة ليس بجديد ويتكرر دائما.  واضاف في حديث لـ”صوت لبنان” 100.5 أن السيارة الغامضة في جرد العاقورة هي سيارة مدنية يستقلها عناصر امنيون من حزب الله وهذه الزيارات الامنية مرفوضة. وطالب سعيد بأن ينتشر الجيش في كل سفوح جبل لبنان وعدم السماح للزيارات الأمنية لأنها تضرب المفهوم السياحي ومفهوم العيش المشترك وتثير الهلع في نفوس المواطنين، مضيفا أنه يمكننا أن نتجنب هكذا حوادث.

 

الشركات اللبنانية متهمة بالعمل لصالح حزب الله في واشنطن

أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى ان "إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إتهمت اثنتين من المؤسسات المالية اللبنانية بالتورط في عمليات غسل ملايين الدورات من الأموال المستخدمة في أنشطة تهريب المخدرات لدعم جماعة حزب الله"، لافتةً إلى أنه "يتم توجيه جزء من هذه الأموال عبر البنوك الأميركية". وفي مقال تحت عنوان "واشنطن تتهم الشركات اللبنانية بالعمل لصالح حزب الله"، أشارت إلى ان "المسؤولين الأميركيين ربطوا المؤسسات اللبنانية بما وصفوه بأنه شبكة إجرامية تجمع الأموال عن طريق بيع العقاقير المخدرة والسيارات المستعملة وغيرها من الأنشطة التي تتم ممارسها في أربع قارات على مستوى العالم، لافتين إلى انه يتم نقل أموال تلك العمليات إلى لبنان حيث يتم غسلها عن طريق بنوك شرعية وشركات خاصة، وبعضها يذهب إلى جماعة حزب الله التي تصنفها الولايات المتحدة والعديد من الحلفاء الأميركيين على أنها منظمة إرهابية".

وأضافت ان "المسؤولين الأميركيين صنفوا كل من شركة حلاوي للصرافة وشركة قاسم رميتي على أنهما مؤسسات داعمة للأنشطة الإجرامية، وإتخذوا تدابير لمنعهما من التعامل مع النظام المصرفي الأميركي، وكان هذا في إطار أحدث حلقة من سلسلة الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة ضد جماعة حزب الله، التي إتضح منذ وقت طويل أنها متورطة في صفقات لبيع العقاقير المخدرة وغيرها من الأنشطة الأخرى المحظورة لجمع الأموال اللازمة لدعم جناحها السياسي والعسكري في جنوب لبنان".

 

سليمان يدين تفجيري دمشق: العنف لا يمكن ان يشكل وسيلة تفضي الى حلول

أعرب رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن "إدانته للتفجير الذي استهدف موكب رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في منطقة المزة في دمشق الاثنين وتفجير السيارة المفخخة امام وزارة الداخلية في ساحة المرجة الثلاثاء"، مردفاً أن " العنف لا يمكن ان يشكل وسيلة تفضي الى حلول لا بل يضاعف من تعقيدات الازمة ومن اخطار التشرذم". وفي هذا السياق، أدان سليمان الثلاثاء، "التفجير الذي استهدف موكب الحلقي في منطقة المزة في دمشق وتفجير السيارة المفخخة امام وزارة الداخلية في ساحة المرجة". وأعرب عن "أسفه لسقوط الضحايا الابرياء"، مؤكداً ان "العنف لا يمكن ان يشكل وسيلة تفضي الى حلول لا بل يضاعف من تعقيدات الازمة ومن اخطار التشرذم".

وفي هذا السياث، جدد "الدعوة الى الحوار بين جميع الافرقاء للتوصل الى حل سياسي يحقق المصلحة الوطنية السورية". وقتل 13 شخصا واصيب اكثر من 70 آخرين الثلاثاء في تفجير وقع في منطقة المرجة المكتظة بالمارة والتي تضم مراكز تجارية كبيرة في وسط دمشق، بحسب ما افادت وزارة الداخلية السورية. كذلك، شهدت العاصمة السورية سلسلة من التفجيرات بسيارات مفخخة بعضها انتحاري خلال النزاع المستمر منذ اكثر من عامين بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضيه. واتهم النظام مقاتلي المعارضة الذين يصنفهم ب"الارهابيين"، بالمسؤولية عن هذه الهجمات. ووقع آخر هذه التفجيرات الاثنين في حي المزة في غرب العاصمة، واستهدف موكب رئيس الوزراء وائل الحلقي الذي نجا منه، في حين قتل ستة اشخاص بينهم حارسه الشخصي.

 

سليمان دعا التفتيش المركزي الى التحقيق في توقف عمل "فاطمة غول"

طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من المراجع المعنية في التفتيش المركزي التحقيق في موضوع توقيف الباخرة التركية "فتطمة غول" عن الانتاج والامداد بالطاقة الكهربائية، وفقا للعقد الموقع بين وزارة الطاقة والمياه والموافق عليه من قبل مجلس الوزراء. ودعا سليمان المراجع الى تبيان الظروف والاسباب المؤدية الى ذلك، مشددا على وجوب إظهار المسؤوليات الناجمة عن هذا التوقف. وكانت توقفت تسعة مولدات من اصل 11 مولداً عن الانتاج في الباخرة التركية، وفق ما كشفت معلومات صحفية، ما يعني انها باتت تنتج 15 بالمئة من اجمالي طاقتها اي 27 ميغاواط. وسبق أن كشفت صحيفة "السفير"،أن اعطال تقنية عدة برزت في الباخرة التي بدأت عملها مطلع الشهر الجاري، بسبب الرحلة الطويلة من تركيا الى لبنان. وكان وزير الطاقة جبران باسيل قد وقع في تموز 2012، عقد إستقدام البواخر إلى لبنان مع شركة "كارادينيز التركية". كما وافق مجلس الوزراء في آذار الماضي على استئجار البواخر لتأمين الطاقة بحوالى 700 ميغاوات لمهلة اقصاها ثلاث سنوات، وعلى الاسراع في تنفيذ معامل 1500 ميغاوات وفق ورقة سياسة قطاع الكهرباء وانجاز كل ما يلزم من ناحية الدراسات ودفاتر الشروط وشبكة النقل، والعمل على تأمين التمويل اللازم واتخاذ الخطوات لتسهيل مشاركة القطاع الخاص.

 

المجلس الدستوري: لا ضرورة لوقف العمل بقانون تعليق المهل بانتظار قرار نهائي بدستوريته

أوضح رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان ان المجلس بتّ بطلب وقف العمل بقانون تعليق المهل المطعون فيه من قبل نواب جبهة "النضال الوطني"، ولم يبت بدستورية القانون من عدم دستوريته .

وأكّد سليمان لـ "المستقبل" أنه جرى "تعيين مقرر لاعداد تقريره في مدى دستورية قانون تعليق المهل.. ومن المقرر أن يضع هذا التقرير بتصرّف المجلس في غضون عشرة أيام، الذي سيدرسه ويصدر قراره النهائي في مهلة لا تتعدى الشهر من تاريخ تقديم الطعن، أي قبل 27 ايار المقبل". ورداً على سؤال عما إذا كان قانون الستين يبقى ساري المفعول في حال ابطل المجلس قانون تعليق المهل، أكّد سليمان أن "قانون الستين يبقى عندها القانون النافذ والذي تقدّم الترشيحات على أساسه"، مضيفاً "كل ما قلناه في جلسة (اليوم) أمس أنه لا ضرورة لوقف العمل بالقانون المطعون فيه بانتظار أن يصدر القرار بمدى دستورية هذا القانون وإمكان إبطاله أو عدم إبطاله".

 

سلام بحث مع وفد من قوى 8 آذار في تشكيل الحكومة

وطنية - استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام بعد ظهر اليوم، في دارته في المصيطبة، وفدا من قوى 8 اذار ضم الوزراء: علي قانصو، علي حسن خليل، جبران باسيل، مروان خيرالدين، النائب اغوب بقردونيان، والمعاون السياسي للامين العام ل"حزب الله" الحاج حسين خليل، في اطار التشاور لتشكيل الحكومة.

 

كتلة "المستقبل" تطالب حزب الله بسحب مسلحيه من سوريا لعدم تهديد استقرار لبنان

أكدت كتلة "المستقبل" ان المعطيات السياسية تشير الى ان قوى الثامن من آذار، التي سارعت الى المشاركة في تسمية رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بعد استقالة نجيب ميقاتي، انما قامت بهذه الخطوة فقط وعلى ما يبدو من باب المناورة الاعلامية والسياسية وذلك في محاولة لتخفيف الخسارة التي لحقت بهم. لكن وبالرغم من ذلك فإن نوايا ومواقف هذه القوى بالاستئثار والسيطرة ما زالت كما هي، والدليل على ذلك لائحة الشروط التعجيزية التي يحاولون تكبيل الرئيس المكلف بها. وأشارت في بيان بعد لقائها الاسبوعي ان "ما لاح للبنانيين مع تكليف سلام، من إمكانية التوجه نحو تأليف حكومة تفتح نوافذ من الأمل تؤدي إلى التخفيف من حدة التوتر الداخلي وتكون مهمتها اجراء الانتخابات النيابية، يبدو بنتيجة الشروط التعجيزية التي تفرضها قوى الثامن من آذار انها لم تكن اكثر من امال مضخمة".

واعتبرت الكتلة أن "الهدف الاساسي لتأليف الحكومة الجديدة يجب ان يتركز في عملها على إجراء الانتخابات النيابية التي اقترب موعدها وان تضم الى صفوفها وزراء غير مرشحين لهذه الانتخابات وان يصار الى الالتزام بمبدأ المداورة في تسلم الحقائب احتراماً لمبدأ التداول في السلطة، وعلى ان تساهم هذه الحكومة وبأدائها في نقل البلاد الى مرحلة جديدة تعكس النتيجة التي تحملها صناديق الاقتراع، وتعمل على اعادة الثقة بالنظام السياسي اللبناني وبمؤسساته الدستورية وتحرك عجلة الاقتصاد والنمو والتنمية المستدامة".

ولفتت الى ان "تكاثر وتراكم الشروط التعجيزية التي يجري وضعها في عجلة تأليف الحكومة يطرح احتمالات خطيرة على مستقبل البلاد وعلى مختلف المستويات وخاصة السياسية والامنية والاقتصادية، وهو الأمر الذي يجب تجنبه بعد ذلك الكم المثقل بالسلبيات الذي خلفته حكومة حزب الله على البلاد واقتصادها والثقة الخارجية بها وما يزال بعض وزرائها يلحقون الضرر بالبلاد خلال مرحلة تصريفهم للأعمال".

وجددت كتلة المستقبل "استعداداتها الايجابية للبحث والنقاش والتوافق من اجل التوصل الى صيغة مقبولة لقانون الانتخابات النيابية يؤمن عدالة وصحة التمثيل وحرية الاختيار ويحافظ على اسس العيش المشترك الواحد بين اللبنانيين"، معربة عن اعتقادها انه "على الرغم من السلبيات المتراكمة على هذا المستوى ممن لا يريدون ان تجري الانتخابات، فان الوقت ما يزال متاحا للوصول الى هكذا صيغة، اذ ان خيار اجراء الانتخابات النيابية في اقرب فرصة هو الخيار الاوحد الذي يجب احترامه واعتماده دون اي تردد تجنباً للمحاذير والأخطار التي يحملها تأجيل الانتخابات لمدة تتعدى مدة التأجيل التقني".

وأسفت كتلة المستقبل اشد الاسف واستنكرت استمرار توارد الانباء التي تشير الى عمق مشاركة وتورط حزب الله في القتال الدائر في سوريا نصرة للنظام الجائر والمجرم في مواجهة شعبه ومواطنيه .

واعتبرت ان "حزب الله المستمر في المشاركة في هذه الجريمة، يخل بكل الموازين والمواثيق الوطنية والانسانية والاخلاقية ويهدد بانزلاق لبنان نتيجة لهذا التدخل نحو لجة بالغة الخطورة تؤدي الى تشريع ابوابه على كافة انواع المخاطر والتدخلات في شؤونه الداخلية". واعتبرت كتلة المستقبل ان "اولى الخطوات المطلوبة من حزب الله في هذه المرحلة وقبل اي شيء اخر هي سحب مسلحيه من سوريا واعادة أولئك الشباب اللبناني الى عائلاتهم، لاتاحة المجال امام الحياة السياسية والوطنية لكي تستقيم وتعود الى الانتظام".

ورأت أن "الشباب اللبناني الذي كان قد انخرط في صفوف حزب الله لقتال اسرائيل يجري اليوم تحويله رغماً عنه، الى قتال اخوانه السوريين لمصلحة اسرائيل وهنا عمق المأساة التي اوصل حزب الله نفسه اليها".

وأشارت الى انه "مع حلول الذكرى الثامنة لانسحاب جيش النظام السوري من لبنان، والتي ترافقت مع الاسف مع استدعاء رئيس النظام المسؤول عن الكارثة التي تحل في سوريا لوفدٍ من الاحزاب اللبنانية للاجتماع به"، دانت "هذا الاجتماع المهين للبنان واللبنانيين مع رئيس تلطخت يداه بدماء اطفال شعبه"، مستنكرة "استمرار جريمة خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم في سوريا على ايدي مسلحين مجهولين"، معتبرة ان "ما جرى جريمة لا يمكن القبول بها وهي تخدم اهداف اعداء سوريا والنظام الحاكم وبالتالي يجب تضافر جميع الجهود لاطلاق سراحهما باسرع وقت ممكن، كما يجب اطلاق سراح اللبنانيين المخطوفين في اعزاز اليوم قبل الغد فقد طال امد غيابهم عن عائلاتهم و استمرار احتجازهم".

من جهة ثانية، اعتبرت ان "الفضيحة المدوية نتيجة الفشل بايصال التيار الكهربائي بشكل مؤقت عبر الباخرة فاطمة غول سلطان الى اللبنانيين، هو الدليل الساطع على الفشل والعجز وانعدام القدرة على الانجاز لدى المسؤولين عن هذا الملف"، مشيرة الى ان "هذا القطاع، والذي هو بإدارة ومسؤولية ممثلي التيار العوني في الحكومة اللبنانية منذ سنوات ماض في التقهقر والتراجع الأمر الذي يكبد اللبنانيين الخسائر الكبيرة بسبب الادارة السيئة التي تسيطر عليها الذهنية الكيدية وسياسة السمسرات والمنافع قبل اي شيء اخر"، مذكرة أنه "لو تم القبول بمشاريع العروض التي تقدم بها للدولة اللبنانية الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية الاجتماعية في مطلع عام 2009 باسمه وباسم الصناديق العربية والدولية لتمويل معمل جديد لإنتاج الطاقة الكهربائية في دير عمار لكان لدى لبنان اليوم معمل جديد قادر على انتاج نحو 500 ميغاوات من الطاقة الكهربائية دون الحاجة للخضوع لابتزاز وفشل وسوء ادارة وعدم شفافية الوزراء المتعاقبين للتيار العوني". ورأت ان "ما جرى ويجري بحق المواطن اللبناني نتيجة الفشل الرهيب في قطاع الكهرباء كفيل بتوضيح كل حقائق الادعاءات عن الاصلاح والتغيير، والتي تفاقمها روائح صفقات السمسرة والتنفيعات المستمرة بالانتشار وليس اخرها ما بدأ يتكشف عن هدر اموال جراء صفقة تلزيم تفكيك معمل الانتاج القديم في الزوق".

 

التأليف... يتطلّب خطوة من «14 آذار»

شارل جبور/جريدة الجمهورية

رئيسا الجمهورية والحكومة فوّتا فرصة تشكيل حكومة تكنوقراط-حيادية كانت متاحة في الأسبوع الأوّل على التكليف، حيث كان باستطاعتهما إحراج الجميع بتشكيلة متوازنة من اختيارهما لا تشكل تحدّياً لأحد، بل تأخذ في الاعتبار التمثيل الشيعي تحديداً عبر تسمية وزراء قريبين من بيئة "حزب الله"-"أمل"، والمثول لاحقاً أمام مجلس النواب لنيل الثقة.

ففي حال نالت الثقة تدخل البلاد في مرحلة جديدة بأولويّات مختلفة على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية. وفي حال حجب هذه الثقة يتحمّل كلّ فريق مسؤولية موقفه، وتتحوّل هذه الحكومة فوراً إلى حكومة تصريف أعمال يدخل معها الرئيس المكلّف إلى السراي الحكومي لممارسة مهامّه ومسؤوليّاته ولو بالحدّ الأدنى.هذه الخطوة قد تكون أصبحت متعذّرة اليوم، الأمر الذي وضع الأمور أمام احتمالين:

الأوّل، التشكيل بشروط 8 آذار: وجهة النظر الـ14 آذارية المؤيّدة لهذا الاحتمال تنطلق من فرضية أنّ "حزب الله" لا يريد قيام حكومة، وأنّ مصلحته تكمن في الفوضى الدستورية وصولاً إلى دستور جديد في اللحظة المناسبة، كما إبقاء لبنان في الفراغ ليتمكّن من التفرّغ لأجندته السورية، وبالتالي من مصلحة 14 آذار الحفاظ ولو على شكل الدولة في هذه المرحلة، قطعاً للطريق أمام أهداف الحزب ورغباته. ولذلك فإنّ منحَه الثلث المعطل والوزارات التي يرغب ليست آخر الدنيا، لأنّ المهم هو إبعاد شبح الحرب عن لبنان.

الثاني، التشكيل بشروط المرحلة السياسية التي تتطلّب حكومة من خارج الاصطفاف القائم لتتمكّن من قيادة المرحلة الانتقالية وإتمام الانتخابات النيابية. فقوى 14 آذار لا يمكنها المشاركة في حكومة إلى جانب 8 آذار، كون أيّ مشاركة من هذا النوع توفّر الغطاء لـ"حزب الله" من اتّهام عناصره باغتيال الشهيد رفيق الحريري إلى تفجيرات بلغاريا وقبرص وصولاً إلى سوريا.

وأيّة مشاركة تتطلّب بالحدّ الأدنى تعهّد الحزب بالانسحاب من المعركة السورية بغية أن تضمن تطبيق سياسة النأي بالنفس الفعلية لا الشكلية، وإلّا فما قيمة مشاركتها في حكومةٍ أحدُ أطرافها الرئيسيّين يخوض أشرس المواجهات العسكرية إلى جانب النظام ضدّ المعارضة، الأمر الذي يضع لبنان في قلب محور الممانعة وطرفاً في المواجهات الدائرة، لأنّ هناك اختلافاً جذريّاً بين الحكومة الميقاتية التي اعتبرتها 14 آذار حكومة "حزب الله"، وبين حكومة وحدة وطنية تشكّل غطاءً لبنانيّاً للحزب وتضع لبنان الرسمي في كلّ مكوّناته في مواجهة المعارضة السورية، مع كلّ ما يترتّب على ذلك من تداعيات على لبنان.

فتورّط "حزب الله" في الحرب السورية ليس تفصيلاً، وهذا التورّط يجعل المشاركة معه في حكومة واحدة مستحيلة، وبالتالي شرط هذه المشاركة الانسحاب من المعركة السورية.

وحيال هذه الوقائع، وأمام استحالة تسليم 14 آذار بالتشكيل بشروط "حزب الله" حماية للبنان، وأمام استحالة تسليم "حزب الله" بالتشكيل بشروط غيره، على قاعدة أنّ توازن القوى القائم في المنطقة وسوريا ولبنان لا يسمح لـ14 آذار بأكثر من استعادة رئاسة الحكومة، يجب على 14 آذار أن تعلن رفضها المشاركة في الحكومة التي يصرّ "حزب الله" على المشاركة فيها مقابل دعمها المطلق للتشكيل بين الوسطيّين و8 آذار من منطلق تفويض رئيسَي الجمهورية والحكومة صلاحية تسمية من يرتؤون من حصّة 14 آذار ومن خارج صفوفها على أن تحجِب الثقة عنها في مجلس النوّاب انسجاماً مع رفضها لمقولة "جيش وشعب ومقاومة" وأيّ عمل في سوريا يتنافي مع المصلحة اللبنانية، في موازاة أن تتمنّى لها كلّ التوفيق في عملها...

 

جعجع- بوغدانوف: إطالة أمد الحرب يزيدها راديكالية

فادي عيد/جريدة الجمهورية

علمت «الجمهورية» أن اللقاء الذي جمع رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع والموفد الرئاسي نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد اتّسم، إلى جانب الودّ الذي ساده، بصراحة شاملة.

صراحة شاملة

وقد لفتت مصادر ديبلوماسية مطّلعة الى أن بوغدانوف قدم لجعجع شرحاً مفصلاً استمرّ لأكثر من نصف ساعة عرض خلاله الموقف الروسي والدور الذي لعبته روسيا لحل الأزمة السورية، ولكن من دون جدوى، معتبراً أن اتفاق جنيف يمثّل القاعدة الأساسية للحلّ بالنسبة إلى موسكو، وهي التي جاهدت للوصول إلى هذا الإتفاق الذي شاركت في إنجازه معظم الدول باستثناء السعودية وايران.

في المقابل، تابعت المصادر، عرض جعجع لبوغدانوف وجهة نظره من الوضع السوري، مشدّداً على ضرورة إنهاء الأزمة سريعاً وإرساء الديموقراطية في سوريا، وأكدت معلومات متطابقة أن رئيس "القوات"، أشار إلى "سلمية الثورة في الأشهر الستة الأولى من بداياتها، قبل أن تتعسكر نتيجة إصرار النظام على الحل العسكري والأمني، ما أدخل سوريا في مرحلة أكثر خطورة، وصولاً الى ازدياد الجانب الراديكالي للثورة لتبلغ نسبة غير قليلة، فلنقل 15 % من جو الثورة، عند نهاية السنة الثانية لها". وأضاف: "إذا استمرّت الحرب لسنة ثالثة ستزداد الراديكالية، وسيتصاعد العنف، وقد يصبح من الصعوبة بمكان إعادة جمع سوريا من جديد، من دون أن ننسى حجم الخسائر البشرية والمادية المرتفع باضطراد". بوغدانوف الذي وافق جعجع على مقاربته هذه، أكد له أن روسيا هنا في محاولة لخدمة لبنان والشعب اللبناني، فاستطرد جعجع على الفور ليستفيض في شرح مخاطر إطالة الأزمة السورية على لبنان، ومخاطر انعكاس تدفّق النازحين على الوضع الداخلي فيه، وقال "إن الحل الأمثل مرحلياً هو مثلّث الأضلاع ويقضي بتوزيع النازحين على مخيمات يرعاها مجلس الأمن الدولي في نطاقات جغرافية داخل سوريا وعلى الحدود مع لبنان وتركيا والأردن". فشدد الموفد الرئاسي الروسي على "إقامة مناطق عازلة سبق أن نجحت في دول عدة وفي نزاعات مشابهة كيوغوسلافيا مثلاً"، لكنه اشترط موافقة روسيا إذا تفاوض مجلس الامن في هذا الخصوص مع الحكومة الشرعية السورية، ليجزم مجدداً أن روسيا لا تؤمن إلاّ بحلّ سياسي للأزمة هناك. وقبل التطرّق إلى الملف الأخير الذي شمله اللقاء، والذي استمرّ لأكثر من الوقت المخصص له بكثير، سأل بوغدانوف جعجع عن محاولة الإغتيال التي كان تعرّض لها، وطلب منه أن يرى التلّة ومواقع الرصاصات الثلاث التي أطلقت عليه في محاولة اغتياله، ليطرحا معاً أهمية حماية الحدود اللبنانية والوضع عليها إن من جانب سوريا أو من جانب إسرائيل. جعجع الذي شدّد على ضرورة حماية الإستقرار في لبنان معتبراً أنه لا يقوم من دون قيام دولة فاعلة لها وحدها القرار العسكري والأمني، فوجىء بأسلوب بوغدانوف الذي بدا الودّ والتفاعل في تعاطيه السياسي وتفهّمه لموقف "القوات اللبنانية" ووضع لبنان.

 

النائب سمير الجسر: مخالفات البناء في البداوي جزء من الفلتان الأمني في طرابلس

رأى عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب سمير الجسر أن "مخالفات البناء في منطقة البداوي هي جزء من الفلتان الامني الذي تشهده طرابلس عقب الاحداث والانفجارات المتتالية والتي تخللها حالات فوضى وفلتان امني"، مشيرا الى ان "الناس عبرت عن رفضها لحالة الانفلات الامني يوم الاحد الماضي بالتظاهرة التي نفذها المجتمع المدني في المدينة، لان الكل يعي مخاطر الانفجار وضرورة وضع حد لحالة الفلتان والفوضى".

واعتبر الجسر في حديث لقناة "الجديد" أن "ما حدث في منطقة البداوي هو اعتداءات كبيرة على الاملاك العامة والخاصة معا، وعلى الطريق العام، لذا تحركت القوى الامنية لوضع حد لهذه التعديات منذ حوالى الاسبوع عبر سلسلة اجراءات وتدابير، لكنهم جوبهوا بمجموعات مسلحة على اسطح المباني ما اضطرهم الى التراجع حتى لا يقع الصدام مع الاهالي، وبعد ساعات اتتهم قوات دعم من الجيش اللبناني واستطاعوا ايقاف المخالفات".

وتابع الجسر: "يوم الاحد الفائت تكرر الموضوع من خلال محاولات البعض استكمال البناء فتوجهت القوى الامنية واصطدمت مع الناس وقتل دركي وجرح اكثر من اربعة، ويؤسفنا ان تصل الامور الى هذا الحد، لكن على رجال الامن ان يفرضوا الامن وعلى الناس ان تتجاوب معهم". وشدد على ان "هناك مبدأ عام هو اما ان يطبق القانون او لا يطبق، اذا اردنا عدم تطبيقه سينسحب على كل شيء، وليس فقط على مسألة البناء المخالف، لانه ليس هناك اجتزاء بالامن، فاما ان نريد الامن والقانون او لا نريده". وردا على سؤال قال الجسر: "ملف المخالفات ليس محصورا في منطقة البداوي بل هو موجود في كل لبنان، في طرابلس وعكار والبقاع وغيرها كان هناك مخالفات، وتم توقيفها، ولا يمكننا ان نحتج بالآخر اذا خالف لاننا بذلك نشرع الغلط ونقول اننا لا نريد القانون ولا نريد قوى الامن بل نريد شريعة الغاب".

واشار الى ان "الاجتماع الذي عقد بالامس في منزل الوزير احمد كرامي كان مقررا من قبل لمناقشة الوضع الامني في طرابلس، وبالطبع عندما استجدت مشكلة مخالفات البناء تطرقنا لها وشددنا على اهمية استيعاب الامر وكيفية تطبيق القانون"، مضيفا: "المشكلة ان عديد قوى الامن الداخلي غير كاف لمعالجة الموضوع، خاصة وان هناك حوالى 300 عسكري من القوى الامنية متواجدين على الحدود لمنع التهريب ضمن القوى الامنية المشتركة لمنع التهريب، واعتقد ان تواجدهم هناك مضيعة للوقت، فليس من مهامهم حماية الحدود، لذا يجب اعادتهم الى الداخل حتى يتمكنوا من ضبط الامن وفرض النظام".

وشدد على ان "الامن لا يكون بالتراضي بل يفرض، ونحن ضد الظلم على اي شخص لكن هذا لا يعني ان يقع الظلم على القوى الامنية"، مؤكدا ان "ما يجري من قمع للمخالفات انما هو لخدمة الناس لا ضدها".

 

قرعة القانون وأينشتاين البترون

أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ

مشهد أول

كنا نقول احترنا يا قرعة منين بدنا نبوسك . اليوم عبّرت القرعة عن حيرتها من حيرتنا . وانتفضت غاضبة ، ما اضطرنا الى تطييب خاطرها وشرح الأسباب :

يا قرعتنا العزيزة ، المشكلة عند الجنرال . وما باله الجنرال ؟ يا سيدتي القرعة ، اليوم يريد الجنرال واحداً من مستحيلين : إما انتخاب على أساس مشروع اللقاء الاورثوذكسي ، وإما انتخاب على أساس قانون الستين .

وكيف ذلك ولماذا؟ حسناً ، سنعيد الخبرية ، علماً أن التكرار لم يعلم بعد الحمار ! كان يا ماكان لجنة في بكركي لقانون الانتخاب ، وفيما كانت تدرس مشروع الدوائر المصغرة كأولوية بمشاركة ممثلي الجنرال ، فاجأ وزراؤه الجميع بالموافقة ومن دون تحفظ على مشروع الحكومة بانتخابات وفق دوائر متوسطة مع النسبية . ثم فجأة أعاد العماد عون اكتشاف مشروع اللقاء الأورثوذكسي . ثم وافق على مناقشة المشروع المختلط . ثم وافق في بكركي على تعليق البحث في الأورثوذكسي لمصلحة قانون يؤمن صحة التمثيل . ثم طرح مشروع ” ناخب واحد صوت واحد ” ، لينتهي إلى القول : سنشارك في الانتخابات حتى ولو تمت على أساس الستين . فهمتي يا قرعة . وفي رأيكم ، بماذا ردت القرعة ؟ ردت بالحرف : في الواقع أنا احترت من وين بدي بوس الجنرال ، فقلنا لها : وطّي صوتك ، أحسن ما يجيكي جواب من تحت الزنار !

مشهد ثان

مقاتلو حزب الله بالآلاف في سوريا وقتلاه بالمئات . والسبب ؟ حماية المقامات الدينية الشيعية ، والدفاع عن القرى الشيعية الحدودية مقابل الهرمل ، وبالطبع قد نسمع تبريرات إضافية : السعي لتحريرمخطوفي أعزاز . محاولة فتح الطريق أمام العتبات المقدسة في النجف وكربلاء، أو بكل بساطة تأمين التواصل مع الجمهورية الإسلامية ، بسبب محاذير الانتقال بحراً لوجود الاسطول السادس للعم سام في المتوسط ، وجواً بسبب الأقمار الصناعية الامريكية وطلعات الطيران الصهيوني . وقد نسمع مبرراً آخر مفاده أن من الأفضل أن نقاتل التكفيريين في سوريا كي نمنع خطر امتدادهم إلى لبنان ، ومبرراً فهلوياً مفاده أن الجيش السوري الحر مجرد فصيل تابع لجيش الدفاع الاسرائيلي ، يحاول إلهاء الجيش النظامي السوري عن المواجهة الشرسة التي أطلقها وما زال يخوضها منذ أربعين عاماً لتحرير الجولان !

إن كل النظريات الاستراتيجية جائزة لتبرير مشاركة حزب الله في الحرب السورية . ومنها أن الحزب ” عم بيقشّق البواريد ويزيّت الصواريخ ” استعداداً للمعركة الفاصلة التي سيدمر فيها الكيان الغاصب ويصل إلى ما بعد بعد يافا وتل أبيب ، إلى بئر السبع الذي سيغيّر اسمها إلى بئر الأسد . أخيراً ، وبعد البيان الصادر أمس عن أهالي البترون في القرن الخامس قبل الميلاد ، اعتراضاً على إشاعة تؤكد أن وزير الطاقة هو الذي بنى السور الفينيقي عند الواجهة البحرية للمدينة ، وردنا بيان موقع من ديوان الامير فخر الدين يتحفظ على التسريبات التي تشير إلى أن معالي جبران هو الذي كان وراء فكرة بناء قلعة المسيلحة ، ولو لم يتمكن في حينه من تدشينها لانشغاله بزيارة آل سيفا في عكار بناء على نصيحة من والي الشام . وفي آخر المعلومات أن معاليه يحاول تطبيق نظرية اينشتاين بالعودة بالزمن إلى الوراء عبر معادلة إبطاء الوقت بالمقلوب ، ليستطيع المشاركة في وضع الميثاق الوطني والحصول على شرف الاعتقال مع رجال الاستقلال في قلعة راشيا . والسلام

 

سلام: لا أريد حكومة سياسية بل تشكيل فريق منسجم

كشفت مصادر الرئيسي المكلف تمام سلام لـ"الشرق الأوسط" أن النقاش خلال الاتصالات والمشاورات التي يجريها الرئيس المكلف اليوم تدور حول نقاط عدة، أولها موضوع المداورة في تولي الحقائب الوزارية، أي إسناد حقائب وزارية تتمسك بها بعض الكتل حاليا إلى كتل أخرى، وهو ما ترفضه بعض مكوّنات فريق "8 آذار"، مشيرة إلى اعتراض بعض القوى السياسية على مبدأ أن يكون الوزراء من غير المرشحين للانتخابات النيابية، في موازاة رفض سلام المطلق لإعطاء الثلث المعطل داخل الحكومة لفريق من دون آخر. ونقلت مصادر الرئيس المكلف عنه قوله إنه "لا يريد حكومة "خاضعة للتجاذبات السياسية"، بل سيسعى إلى تشكيل فريق منسجم، وهو كان ولا يزال يسعى لتشكيل قوة وسطية داخل الحكومة". وعما إذا كان سلام، انطلاقا من حصيلة المشاورات والشروط التي تضعها بعض القوى السياسية، متفائلا بإمكانية تشكيل حكومة، أجابت مصادره: "نحن في مرحلة أخذ ورد، ونعتبر أننا ما زلنا ضمن الوقت المعقول"، مذكرة في الوقت عينه بتكرار سلام الإشارة إلى أنه "لن يقبل بأن تمتد عملية التأليف لشهرين أو ثلاثة أو أربعة". وأضافت: "إذا اكتشف الرئيس المكلّف أنه لا نية لدى الفرقاء السياسيين لتسهيل تشكيل الحكومة ووصل إلى طريق مسدود، فسيحدد لنفسه مهلة ويبادر إلى إعلان موقف في حينه، ليبني على الشيء مقتضاه".

 

تقارير: مؤيدو حزب الله مستعدون للموت في سوريا

لم يعد قتال حزب الله الى جانب قوات النظام السوري في الأرض السورية المجاورة، في مناطق نفوذ حزب الله في شرق لبنان، سراً محظوراً. فاللبنانيون المؤيدون للحزب فخورون بانجازات مقاتليهم الذين يدافعون عن الارض والمقامات الدينية الخاصة بالشيعة، بحسب ما يقولون.

في مدينة بعلبك ذات الغالبية الشيعية تبكي عائلة حسين حبيب، القائد الميداني في حزب الله، ابنها الذي قتل في ريف القصير في سوريا في معارك مع المجموعات المعارضة المسلحة منذ حوالى أسبوعين، وتنتظر تسلم جثته لتدفنه. الزوجة وافراد العائلة القريبون يرفضون التحدث الى الصحافيين، وتبدو عليهم علامات التأثر الشديد. وتقول فاطمة حبيب (30 سنة)، ابنة عم حسين، "نتعذب بسبب عدم تسلم جثته التي لا تزال مع المسلحين".

وتشير الى ان حبيب من مواليد قرية في ريف القصير ومن سكان بعلبك، "ذهب ليدافع عن اهله وبيته". وتضيف "فقدنا عزيزا والوضع صعب لكن اذا احتاج الامر شخصا آخر من العائلة، لا مشكلة في ان يذهب ويستشهد".

وحسين حبيب متزوج وله ولدان. وهو معروف بانه من كبار مقاتلي حزب الله. لكن العائلة تؤكد انه كان يقاتل في اطار لجان الحماية الشعبية الموالية للنظام السوري.

على بعد كيلومترات من بعلبك، عند مدخل بلدة القصر في منطقة الهرمل التي تعرضت أخيراً لقصف من مواقع مقاتلي المعارضة السورية في الجانب الآخر من الحدود، ترتفع صور الرئيس السوري بشار الأسد.

ويقول احد سكان البلدة ابو فادي كنعان مستعيدا العبارة التي يطلقها النظام السوري على مقاتلي المعارضة "الارهابيون اضطهدوا الاف اللبنانيين الموجودين في قرى سورية حدودية مع لبنان، فطلب هؤلاء من المقاومة (حزب الله) معونة للدفاع عن ارضهم وعرضهم".

ويضيف وهو يراقب بمنظار من على سطح منزله المطل على منطقة القصير دخانا اسود يتصاعد نتيجة غارة من طائرة حربية "نحن نحمي منازلنا في هذه القرى (...) نعم نحن نرسل أولادنا للدفاع عنها، ومستعدون لخوض المعركة".

رواية ابو فادي وعائلة حبيب هي الرواية الرسمية لحزب الله التي كان اول من اعلنها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في تشرين الاول الماضي.

وقال نصرالله في حينه ان بعض المنتمين الى حزبه من اللبنانيين المقيمين في قرى سورية ذات غالبية شيعية على الحدود "اشتروا السلاح واتخذوا قرار الدفاع عن انفسهم واعراضهم واملاكهم في مواجهة مجموعات مسلحة (...) اعتدت عليهم وهاجمتهم"، مشيرا الى ان لا علاقة للحزب بقرارهم.

لكن عشرات الجثامين التي تنقل من سوريا لتدفن في لبنان في مناطق تعتبر معاقل لحزب الله في الجنوب والبقاع (شرق)، تؤكد ان مقاتلي الحزب ليسوا من سكان القرى الشيعية السورية فحسب.

قبل المأتم، ينعي حزب الله عادة "الشهيد الذي قضى أثناء تاديته واجبه الجهادي"، من دون تفاصيل اضافية.

لكن "السر" لم يعد سرا. ويقول سكان بقاعيون وجنوبيون لوكالة "فرانس برس" رافضين الكشف عن اسمائهم ان عددا كبيرا من عناصر حزب الله المدربين يذهبون الى سوريا وهم "من المتفرغين لدى الحزب"، يختفون فجأة لاسابيع او اشهر، ثم يعودون (...) او لا يعودون.

ويؤكدون ان هؤلاء يقاتلون خصوصا في منطقتي القصير ومقام السيدة زينب الشيعي قرب دمشق.

ويقدر الاستاذ الجامعي وواضع كتاب "دولة حزب الله" وضاح شرارة عدد عناصر الحزب الذين يقاتلون في القصير بما بين 800 الى 1200.

ولا يكترث ابو فادي للانتقادات التي يتعرض لها الحزب حول تغيير وجهة سلاحه من "مقاومة" اسرائيل الى الدفاع عن النظام السوري.

ويقول "العين على اسرائيل (...) وهؤلاء (المعارضون السوريون) صهاينة ايضا (...). لنا الحق بالدفاع عن اللبنانيين اينما كانوا، وخصوصا اذا كانوا شيعة. هذه تصفية لنا".

الا ان مقاتلي المعارضة السورية لا يستسيغون ما يسمونه "تدخل حزب الله في الشؤون السورية الداخلية". وقد تبنوا قصف مناطق في الهرمل ردا على هذا التدخل ما تسبب بمقتل شخصين.

على مدخل مدينة الهرمل التي تبعد نحو 15 كيلومترا عن الحدود السورية، يقف علي شمص (54 عاما) على سطح مبنى من ثلاث طبقات قيد الانشاء، حاملا بيده شظايا صاروخ اخترق المبنى الذي ينوي الانتقال للاقامة فيه مع عائلته، واحدث اضرارا بالغة. ويطالب شمص الدولة اللبنانية بحماية المنطقة، و"اذا لم تقم بواجبها، المقاومة والناس جاهزون للدفاع عن انفسهم".

ويحذر خبراء من جر لبنان، البلد الصغير ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة، الى اتون الحرب السورية، بسبب تورط حزب الله العسكري في النزاع الذي رد عليه بعض رجال الدين السنة المتطرفين بدعوة اللبنانيين الى الجهاد ضد النظام السوري. على الطريق المؤدي الى بعلبك، ترتفع صور "الشهيد" حسين حبيب ولافتات كتب عليها "نعزي صاحب الزمان باستشهاد القائد الميداني حسين حبيب"، او "تحية الى القائد البطل حسين حبيب".

لكن نجل حبيب البالغ من العمر سبع سنوات يفتقد الاب لا "البطل". ردا على سؤال من والدته التي تساله ان كان فخورا بوالده "الشهيد"، يجيب ببساطة "كنت افضل الا يموت... كنت افضل ان يكون هنا معي".

مصدروكالة الصحافة الفرنسية

 

بين مناطق "الست والجارية" ... قمع مخالفات البناء يفجر الوضع الأمني شمالاً خالد موسى

ارتاحت عاصمة الشمال - طرابلس من الإشكالات الأمنية المتنقلة ضمن أحيائها، خصوصاً من المعارك التي تقع بين جبل محسن وباب التبانة، لكن هذه المدينة التي شبعت أصوات الرصاص والقنابل والمدافع، نامت أول من أمس على وقع إشكال حصل بين القوى الأمنية والأهالي في منطقة البدواي على خلفية قمع مخالفات البناء، وتسبب بمقتل شخصين من الاهالي واستشهاد عنصر من قوى الامن الداخلي محترقاً داخل آليته العسكرية، بالإضافة الى عشرة جرحى، أربعة منهم حالتهم خطرة. وكان هذا الامر حصل، في ظل غياب شبه واضح للدولة عن تطبيق القوانين المتعلقة بمخالفات البناء، والتغاضي عن بعض المخالفات الحاصلة في العديد من المناطق التابعة لنفوذ حزب الله منها الضاحية الجنوبية لبيروت وفي مناطق جنوبية، نظراً لأن الدولة غير مخولة الدخول الى هذه المناطق والتعاطي مع هذه الحالات من دون تنسيق مسبق مع قيادة الحزب في هذه المناطق، والسؤال: لماذا هذا التمييز الواضح والتغاضي عن المخالفات بين منطقة وأخرى، اين دور السلطات العسكرية والأمنية قي ضبط الفساد المستشري في بعض الأماكن في المؤسسات الأمنية، خصوصاً المتعلقة منها بتسوية أمور البناء؟!

علوش: هناك تغاضي في موضوع ملف مخالفات البناء في مناطق دون أخرى في هذا السياق، رأى المنسق العام لتيار "المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن "ما حصل في البدواي نتيجة لتفلت الأمني الحاصل في لبنان، في ظل غياب واضح للسلطة والدولة، عملياً، هناك عملية لتطبيق القانون أو محاولة تطبيق قانون في أمكنة والتغاضي عن تطبيق القانون في أمكنة أخرى".

وأضاف: "هناك مخالفات في الجملة كانت قائمة في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي مناطق نفوذ حزب الله في الجنوب وفي مناطق أخرى، لم يتم التعامل معها بالطريقة المناسبة، وهناك مواطنين يعتبرون أن الخروج عن القانون أسلوب حياة وأن الدولة لا تقدر على ملاحقتهم وبالتالي محاكمتهم في حال قيامهم بأي مشاغبات".

معالجة القضية

ولفت الى أن "هذا الأمر لا يمكن معالجته من خلال معالجة موضعية، إنما يحتاج الى معالجة شاملة ومتكاملة، أولاً من أجل ضرب الفساد القائم بين الأفراد المسؤولين عن الأمن، وثانياً من أجل تطبيق القانون في كل الأراضي"، مضيفاً أنه "طالما يوجد هناك سلاح بين المواطنين بدءاً من حزب الله وحتى أصغر حزب، في هذه الحالة تصبح إمكانية تطبيق القانون مهددة بخطر ردود الفعل".

الجهات المسؤولة

وعن الجهة التي تتحمل مسؤولية ما جرى في البداوي، أشار الى أن "التحقيق لم ينته بعد وهو غير واضح المعالم، لكن من المؤكد أن هناك وضعاً متشنجاً، والقوى الأمنية في وضع نفسي غير مريح، وفي الوقت نفسه، هناك نوع من إستسهال القتل وإستسهال إطلاق النار، ويبدو أن هذا الأمر أصبح معمماً على الجميع".

دور البلديات

وعن دور البلدية في هذا الملف، شدد على أن "للبلديات دور أساسي ومهم في هذا الموضوع، وهو تطبيق القوانين ضمن نطاقها ومتابعة سير هذه القوانين، وهي تعتبر الأداة التنفيذية، خصوصاً عندما يكون هناك نوع من التعدي على القوانين، فالبلديات لا تمتلك قوة تنفيذية كبيرة نظراً للإمكانية البسيطة والمتاحة، وهي بالتالي تستنجد بالقوى الأمنية وفي مقدمتها قوى الأمن الداخلي، وهذه القوى وضعها معروف جيداً لدى المواطنين"، لافتاً الى أنه "في عديد من الأماكن يكون هناك إستقواء على القوانين والأنظمة المرعية الإجراء، مثلما يحصل هذا الإستقواء في أماكن أخرى من البلد".

القوى السياسية وضبط الوضع

وعن دور القوى السياسية في ضبط هذه الإشكالات ومنع حصولها، لفت علوش الى أن "القوى السياسية في مدينة طرابلس قامت بواجبها في حلحلة هذا الملف حتى النهاية، وكل القوى السياسية في المدينة أعلنت أنها غير مسؤولة عن المسلحين وعلى القوى الأمنية أن تقوم بواجباتها في ضبط أمن المدينة".

وأضاف:" طالما أن هذا الوضع قائم في البلد، حيث هناك اناس تقتل ضباط من الجيش اللبناني ومن القوى الأمنية ويتم الإفراج عنها، وأيضاً من يبني على أملاك الدولة والغير في بعض المناطق ولا أحد يقوم بمحاسبتها، ومن يقوم بحمل السلاح تحت مسميات مختلفة، ودون وجود أي رادع لضبطه من قبل الدولة، وما حصل في البدواي ما هو إلا نموذج قد يتكرر في أي منطقة من المناطق اللبنانية في ظل هكذا وضع وفي ظل غياب الدولة ومؤسساتها".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

جنبلاط يدعو الى حكومة وحدة وطنية: بالموافقة على مبدأ المداورة في الحقائب نجتاز ثلاثة أرباع الشوط

رأى رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط أن " رئيس الحكومة المكلف تمام سلام رفع شعار حكومة المصلحة الوطنية، وأنا من جهتي دعوت الى حكومة وحدة وطنية، وأعتقد أن لا فرق بين التسميتين، علما ان الرئيس المكلف موافق على حكومة وحدة وطنية"، مردفاً أنه "بالموافقة على مبدأ المداورة في الحقائب الوزارية نكون بذلك قد قطعنا ثلاثة أرباع الشوط". واشار جنبلاط فيحديث لصحيفة "السفير" نشر الثلاثاء، الى أن "الحراك مستمر لتقريب وجهات النظر بين الجميع لكي نصل في أقرب وقت الى تأليف الحكومة التي تتناسب مع هذا الظرف الذي يمر به البلد". ورفض جنبلاط مقولة "ان الحركة بلا بركة حتى الآن"، مشدداً على أن "المطلوب تفعيل الاتصالات أكثر". ودعا الى "الصبر قليلا"، لافتاً الانتباه الى أنه "يجب ألا ننسى التجارب السابقة حيث كان تأليف الحكومات يتطلب وقتا طويلا، ولذلك فلنصبر قليلا".

وأعرب جنبلاط عن دعوته "الى تقديم كل التسهيلات للرئيس المكلف لكي يشكل حكومته في أقرب وقت ممكن". وحول احتمال حكومة الأمر الواقع أو اللون الواحد،أردف جنبلاط أنه "يجب أن نراعي الظروف الحالية، فلقد رفع الرئيس المكلف شعار حكومة المصلحة الوطنية، وأنا من جهتي دعوت الى حكومة وحدة وطنية، وأعتقد أن لا فرق بين التسميتين، علما ان الرئيس المكلف موافق على حكومة وحدة وطنية، ليست هي حاجة للبنان في هذا الظرف، بل دائما وفي كل الظروف". وعن النسب والمداورة وغيرهما من الشروط، قال جنبلاط "اذا تمت الموافقة على مبدأ المداورة في الحقائب الوزارية، فهذا أمر جيد، ويمكن أن نكون بذلك قد قطعنا ثلاثة أرباع الشوط".

يُذكر ان سلام الذي كلّف مطلع نيسان الجاري، اجرى وما زال مشاورات مع مختلف الافرقاء، لتشكيل الحكومة العتيدة، "حكومة المصلحة الوطنية"، على حد قوله في حين تطالب قوى 14 آذار بحكومة حيادية تريد 8 آذار حكومة سياسية وقال رئيس "الحزي التقدمي الاشتراكي" جنبلاط أنه لن يصوت على حكومة من لون واحد.

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار: المشكلة هي بالتقسيمات الإدارية لجبل لبنان على أساس النسبي وليس الأكثري

 أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري طلب أن يلتقي بالكتلة لمناقشة قانون الانتخاب"، قائلاً "سنلبي هذا الطلب، ونحن قلنا منذ اليوم الاول إننا جاهزون لتقديم كل التسهيلات للوصول الى قانون انتخاب". الحجار، وفي حديث الى قناة "المستقبل"، اضاف "المشكلة هي بالتقسيمات الادارية لجبل لبنان على أساس النسبي وليس الاكثري، ونحن كفريق قدمنا كل التنازلات لمصلحة البلد لكي تحصل الانتخابات في وقتها ولكي لا يقال إن لبنان دولة فاشلة وليس باستطاعته تنظيم انتخابات بالاضافة الى الضغط الدولي المطالب بإجراء انتخابات".

ولفت الى أن "آخر تسهيل قامت به "المستقبل" هو موضوع النظام المختلط بين النسبي والأكثري"، متابعاً "وهنا توافقنا مع "القوات اللبنانية" ومع "الكتائب" وفريق "14 آذار" بشكل عام على أن نتبع النظام المختلط الاكثري والنسبي، الاكثري على أساس الاقضية الموجودة حاليا والنسبي هل يكون على أساس 6 دوائر او 9 دوائر أو يكون على أساس 12 دائرة، هنا النقاش يدور بيننا وبين حلفائنا ولكن بالحوار مع النائب وليد جنبلاط المشكلة عالقة حول هذا الموضوع تحديدا والى كم دائرة يقسم جبل لبنان". واضاف الحجار :"في خضم كل ذلك، ومشكور العمل الذي يقوم به الرئيس بري لأنه يحاول أن يصل الى قانون مختلط والى حل في هذا الموضوع، أريد أن اسأله لماذا لا يتوجه الى حلفائه "حزب الله" وتكتل "التغيير والاصلاح؟"، معتبرا أن "عملية الحشر والمكاسب السياسية الآنية على حساب مصلحة الوطن هي بمثابة سياسة اللعب على حافة الهاوية".

وعن تدخل "حزب الله" في الشأن السوري، قال: "بتقديري الحزب لا يستمع الا لمطلب القيادة الايرانية في هذا الاطار، والقرار الذي اتخذه بالتدخل في الموضوع والداخل السوري حماية للنظام قرار يتناقض مع كل الفلسفة التي كنا نسمعها وعقيدة "حزب الله". وسأل :"حزب الله" بالأساس فكرته قائمة على نصرة المستضعفين والمظلومين ومواجهة العدو الاسرائيلي، أين نحن من ذلك اليوم؟"، محذراً من أن "هذا التدخل للحزب في غاية الخطورة وهو مشروع فتنة ليس فقط في لبنان بل على مستوى المنطقة العربية وعلى مستوى العالم الاسلامي بأجمعه وهذا التدخل يستدرج التطرف والتدخل من الآخرين".

وتابع :"نحن قلنا موقفنا أننا لا نريد التدخل في الموضوع السوري بل نريد فعلا أن ننأى بأنفسنا عما يحصل في سوريا فليكن الدعم سياسيا أو اعلاميا أو إنسانيا، أما الذهاب والقتال هناك، فذلك معناه أننا نقاتل هذا الشعب وهناك في لبنان وفي العالم العربي من يؤيد الشعب السوري وثورته". وعن رحلة الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله الاخيرة الى طهران، أشار إلى أن "ذهاب نصر الله الى ايران مؤشر خطير في هذا الظرف بالذات، مع المخاطر الامنية التي تجعل نصر الله يأخذ كل الاحتياطات المطلوبة ولو لم يكن هناك شيء مهم جدا يطرح أو سيطرح لما كان ذهب. نرى ذلك من خلال التدخل المباشر لـ"حزب الله" في الداخل السوري والحديث عن آلاف المقاتلين اللبنانيين، وليس صحيحا انهم يدافعون عن القرى ال 11 والدليل القتلى الذين يقعون للحزب والذين يشيعون بشكل يومي"، معتبرا أن "هذا دم لبناني يراق في غير مكانه في مواجهة شعب سوريا".

وعن قرار المحكمة الدولية التحقيق بترهيب شهود مزعومين، قال: "لا شك في أن هذه الخطوة التي تتخذها المحكمة خطوة في مكانها وهذا الامر يجب أن يحصل وهناك من يريد التهويل على الشهود استكمالا لمسار بدأ منذ زمن الى اليوم ودأب هذا الفريق عليه وهو محاولة تهشيم المحكمة والتشكيك الدائم فيها".

 

النائب محمد الحجار: دم مقاتلي حزب الله يراق في غير مكانه

وطنية - أوضح عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد الحجار في حديث الى قناة "المستقبل" أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري طلب أن يلتقي بنا لمناقشة قانون الانتخاب ونحن سنلبي هذا الطلب، ونحن قلنا منذ اليوم الاول إننا جاهزون لتقديم كل التسهيلات للوصول الى قانون انتخاب". وقال :"المشكلة هي بالتقسيمات الادارية لجبل لبنان على أساس النسبي وليس الاكثري، ونحن كفريق قدمنا كل التنازلات لمصلحة البلد لكي تحصل الانتخابات في وقتها ولكي لا يقال إن لبنان دولة فاشلة وليس باستطاعته تنظيم انتخابات بالاضافة الى الضغط الدولي المطالب بإجراء انتخابات".

ولفت الى أن "آخر تسهيل قمنا به هو موضوع النظام المختلط بين النسبي والأكثري وهنا توافقنا مع القوات اللبنانية ومع الكتائب وفريق 14 آذار بشكل عام على أن نتبع النظام المختلط الاكثري والنسبي، الاكثري على أساس الاقضية الموجودة حاليا والنسبي هل يكون على أساس 6 دوائر او 9 دوائر أو يكون على أساس 12 دائرة، هنا النقاش يدور بيننا وبين حلفائنا ولكن بالحوار مع النائب وليد جنبلاط المشكلة عالقة حول هذا الموضوع تحديدا والى كم دائرة يقسم جبل لبنان". وتابع :"في خضم كل ذلك، ومشكور العمل الذي يقوم به الرئيس بري لأنه يحاول أن يصل الى قانون مختلط والى حل في هذا الموضوع، أريد أن اسأله لماذا لا يتوجه الى حلفائه حزب الله والتيار العوني؟"، معتبرا أن "عملية الحشر والمكاسب السياسية الآنية على حساب مصلحة الوطن هي بمثابة سياسة اللعب على حافة الهاوية".

وعن تدخل "حزب الله" في الشأن السوري، قال :"بتقديري حزب الله لا يستمع الا لمطلب القيادة الايرانية في هذا الاطار، والقرار الذي اتخذه بالتدخل في الموضوع والداخل السوري حماية للنظام قرار يتناقض مع كل الفلسفة التي كنا نسمعها وعقيدة حزب الله". وسأل :"حزب الله بالأساس فكرته قائمة على نصرة المستضعفين والمظلومين ومواجهة العدو الاسرائيلي، أين نحن من ذلك اليوم؟"، محذرا من أن "هذا التدخل لحزب الله تدخل في غاية الخطورة وهو مشروع فتنة ليس فقط في لبنان بل على مستوى المنطقة العربية وعلى مستوى العالم الاسلامي بأجمعه وهذا التدخل يستدرج التطرف والتدخل من الآخرين".

وتابع :"نحن قلنا موقفنا أننا لا نريد التدخل في الموضوع السوري بل نريد فعلا أن ننأى بأنفسنا عما يحصل في سوريا فليكن الدعم سياسيا أو اعلاميا أو إنسانيا، أما الذهاب والقتال هناك، فذلك معناه أننا نقاتل هذا الشعب وهناك في لبنان وفي العالم العربي من يؤيد الشعب السوري وثورته".

وعن رحلة الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الاخيرة الى طهران، أشار إلى أن "ذهاب نصر الله الى ايران مؤشر خطير في هذا الظرف بالذات، مع المخاطر الامنية التي تجعل نصر الله يأخذ كل الاحتياطات المطلوبة ولو لم يكن هناك شيء مهم جدا يطرح أو سيطرح لما كان ذهب. نرى ذلك من خلال التدخل المباشر لحزب الله في الداخل السوري والحديث عن آلاف المقاتلين اللبنانيين، وليس صحيحا انهم يدافعون عن القرى ال 11 والدليل القتلى الذين يقعون للحزب والذين يشيعون بشكل يومي"، معتبرا أن "هذا دم لبناني يراق في غير مكانه في مواجهة شعب سوريا".

وعن قرار المحكمة الدولية التحقيق بترهيب شهود مزعومين، قال: "لا شك في أن هذه الخطوة التي تتخذها المحكمة خطوة في مكانها وهذا الامر يجب أن يحصل وهناك من يريد التهويل على الشهود استكمالا لمسار بدأ منذ زمن الى اليوم ودأب هذا الفريق عليه وهو محاولة تهشيم المحكمة والتشكيك الدائم فيها". ورأى أن "هذه الوسائل الاعلامية بمن تمثل تقول انها تعلم كل شيء ونحن جاهزون لكي نحاسب كل شخص اينما كان ويدنا تستطيع أن تصل الى الجميع. أي أننا نستطيع أن نعرف أسماء شهود سريين في المحكمة بالتالي نستطيع الوصول الى المعلومة التي نريدها". وعن إرجاء موعد افتتاح المحاكمة إلى أجل غير مسمى، قال: "اتمنى اليوم أن تباشر المحكمة عملها وأن تصدر الاحكام، وطالما انا مؤمن بالمحكمة وبهذا الخيار وطالبت به بالأساس لا أريد من موقعي أنا أن أشكك بهذا الموضوع"، مشيرا إلى أن "هذا يدل على وجود رغبة أكثر وإرادة وقرار لدى هذه المحكمة والقيمين عليها بأن يؤمنوا الشفافية المطلقة في التعاطي". وختم الحجار :"أن الحقيقة ستكشف والاحكام والعقوبات المطلوبة ستطبق إن طال الوقت أم قصر في نهاية المطاف هذه المحكمة ستنال من المجرمين والقتلة اينما كانوا. والاحكام ستصدر عن هيئة قضائية مشهود لها وهذه الاخيرة لنا ملء الثقة بها ولديها اجراءاتها وستعمل على تطبيقها".

 

نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: الشركات النفطية لم تكن لتجرؤ على الاستثمار في لبنان لولا ثقتها بمعادلة المقاومة والجيش والشعب

وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "هناك فرصة في لبنان اليوم بتوفر مناخات ايجابية أراحت الناس، إلا أن الادارة الاميركية ازعجها التوافق فبدأت ببث سمومها".

وقال خلال رعايته للاحتفال التكريمي السنوي الذي تقيمه التعبئة التربوية في الحزب للفتيات اللواتي بلغن سن التكليف والتزمن الزي الشرعي في منتزه العرايش في البازورية: "ينبغي أن نكون واعين للنوايا والإملاءات الخارجية لا ان نفتح لها الابواب لإعادة لبنان الى حالة الاحتقان والتوتر السياسي والأمني". أضاف: "إننا ومن موقع القوة والحرص والمسؤولية الوطنية، أعطينا الاشارات الإيجابية في تسمية رئيس الحكومة وليس من موقع تغير المعادلة لأن معادلة المقاومة ازدادت قوة عسكرية وسياسية وشعبية". وأكد قاووق أن "الشركات النفطية الكبرى في العالم لم تكن لتجرؤ على الاستثمار في حقول النفط اللبنانية لولا ثقتها بمعادلة المقاومة والجيش والشعب التي تحمي هذه الاستثمارات". وقال: "إن التهديدات الإسرائيلية رغم أنها لا تخيفنا إلا أننا لا نسخفها أو نتجاهلها فتبقى عين المقاومة على العدو وردها على تهديداته بأن تقوم بزيادة قوتها واستعدادها لمواجهة أي احتمال عدوان من اسرائيل التي باتت قوة المقاومة في لبنان هو أكثر ما تخشاه في المنطقة فأصبحت عاجزة وضعيفة أمامها وتراهن اليوم على استهدافها بطريق غير مباشر من خلال الأزمة في سوريا لاستنزافها ومحاصرتها أو من خلال الاستحقاقات السياسية الداخلية كالاستحقاق الحكومي والنيابي". أضاف: "إن اسرائيل التي كنا نقول إنها تخشى معادلات ومفاجآت قائد المقاومة التي أدت الى هزيمتها، لم نتوقع أنها بجيشها ومستوطنيها وسياسييها باتت تخشى صورة له مع السيد القائد حفظه الله حيث أن هذه الصورة قد هزتها من مكانها وارعبتها واخافتها".

ولفت الى أن "تهديدات اسرائيل ومناوراتها التي تجريها وحشد قواتها على الحدود لم تعد تخيف شعب المقاومة الذي أدرك جدوى معادلاتها".

وأشار قاووق الى أن "اسرائيل على عكس العرب رغم مراهنتها على استنزاف المقاومة وضعفها وإخراج سوريا من المعادلة، بدأت تعلن خطأ تقديراتها الاستراتيجية وتعترف بقولها "إننا اخطأنا الحسابات مع سوريا بعد أن قدرنا سقوط النظام خلال شهر وشهرين او سنة وسنتين"، كما تقوم بتحليل عناصر قوة النظام المتمثلة بدعم شريحة كبيرة من الشعب السوري له".

وسأل: "أليس من الشعب السوري من يقوم بدعم النظام؟". وقال: "إن الفشل الميداني للمعارضة المسلحة دفع البعض إلى توجيه التهم والذرائع الجاهزة وتحميل المسؤولية لحزب الله كما حصل في السنة الماضية حين كانت هزائم المعارضة في بابا عمرو وكذلك اليوم بعد الهزائم المتلاحقة في غوطة دمشق والقصير وحمص وحلب تحركت ماكينة الدعاية المغرضة لتغطية هذا الفشل بالحديث عن آلاف المقاتلين من حزب الله وعشرات الشهداء منه ليفسروا خسارتهم لمعلميهم". وختم: "إن حزب الله لا يخفي شهداءه بل يعتز ويفتخر بأي شهيد ويزفه أمام الملأ على رؤوس الأشهاد".

وألقى مسؤول التعبئة التربوية في الجنوب موسى عبد علي كلمة أكد فيها أن "اقامة هذا الاحتفال للسنة السابعة على التوالي انما يأتي تأكيدا للمعاني السامية التي ارستها سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء".

وفي الختام، قام قاووق يرافقه عبد علي بتقديم الهدايا للمكلفات.

 

الكتائب احيت ذكرى استشهاد نصري ماروني في زحلة ودعوات الى قيام الدولة الحرة القوية

وطنية - أحتفل حزب الكتائب اللبنانية بالذكرى الخامسة لاستشهاد الصحافي الكتائبي نصري ماروني، فأقام قداسا الهيا في كنيسة مار جرجس المارونية في المعلقة حضرته الشيخة جويس الجميل ممثلة رئيس الحزب الشيخ أمين الجميل، كما حضر رئيس كتلة نواب زحلة طوني أبو خاطر والنواب أيلي ماروني عاصم عراجي نديم الجميل وشانت جنجنيان ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في البقاع أدمون جريصاتي ،ممثلون عن أحزاب القوات اللبنانية، الاحرار، السريان، وجمع من أهالي زحلة والبقاع. بعد القداس الالهي الذي ترأسه راعي رعية مار جرجس الاب انطوان بدر ولفيف من الكهنة، القى الاب بدر عظة حول مزايا الشهيدين سليم عاصي ونصري ماروني والى عظمة الاستشهاد والتضحيات التي قدماها في سبيل رفعة زحلة والوطن. ثم أنتقل الحضور الى صالون الكنيسة فقدم ايلي الحاج كلمة بأسم شباب المعلقة، استعرض فيها تاريخ المعلقة وصمود أهلها أيام الحرب وكيف أن دبابات الجيش السوري احترقت عند مشارفه ولم يتمكن من الدخول اليها. وتوقف عند مزايا الشهيد ماروني الاعلامية ومواقفه من خلال مقالاته الاسبوعية في الصحافة اللبنانية وفي مجلته التي يصدرها في مدينة زحلة (مرحبا) وأنه دفع ثمنا لحياته. وختاما تحدث شقيق الشهيد النائب أيلي ماروني الذي اسف في بداية كلمته أن يحول القضاء ملف شقيقه من قضية سياسية بأمتياز الى قضية حادث سير مع العلم أن السير كان مغلقا أنذاك الوقت.

وتوجه ماروني الى القضاء بالسؤال عن ملفات شهداء الكتائب من الشيخ بشير الجميل الى بيار الجميل الى نصري ماروني وسليم عاصي وشهداء لبنان، متخوفا "من أن يستمر القضاء بهذه الطريقة وعندها يتحول لبنان الى شريعة الغاب ويأخذ كل واحد حقه بيده". وقال :"نحن في حزب الكتائب مؤمنون بالدولة الحرة القوية ونحن نموت لكي نبنيه، جربنا الدويلات فماذا حصل في لبنان؟".  وختم ماروني :"لذلك نحن نتمسك بالدولة فلا يجروناالى اللا دولة ونحن الى آخر لحظة نعطي دمنا مستعدين أن ننسى ونسامح عندما نرى الدولة". بعدها تقبلت العائلة مع الشيخة جويس الجميل التعازي من الحضور.

 

حرب: الأطراف السياسية تسعى لتأجيل الانتخابات لمدة طويلة لمصالح شخصية

رأى النائب بطرس حرب أن التمديد التقني لمجلس النواب سيحصل حتى لو تم الإتفاق على قانون الانتخاب، موضحاً أن هذا يمكّن وزارة الداخلية من أخذ التدابير اللازمة لإجراء الانتخابات. حرب إعتبر في حديث لإذاعة "صوت لبنان" أن عمل البعض يتناقض مع قولهم بأنهم يحرصون على إجراء الانتخابات في موعدها، لافتا إلى أن هناك مصالح تؤخذ بعين الإعتبار على حساب حق المواطن في المشاركة في الحياة السياسية، مشيراً الى أن الاطراف السياسية تسعى لتأجيل الانتخابات لمدة طويلة لمصالح شخصية. وشدد حرب على أنه علينا بذل جهد جدي لإجراء الإنتخابات لأنها بمثابة "ورقة التين الأخيرة" التي تجعلنا نظاماً ديمقراطياً، مؤكداً التمسك بما تبقى من النظام الديمقراطي إلى حين بناء الدولة التي نحلم أن نعيش في كنفها.

 

جنبلاط: عنصر في قوى الأمن علمني بلياقته درساً لن أنساه

 أدلى رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط بالتصريح الآتي: "أثناء عودتي بالأمس إلى منزلي، إستوقفني أداء جندي مجهول على حاجز لقوى الأمن الداخلي في وسط بيروت، لفتني بلياقة وتهذيب إلى ضرورة وضع حزام الأمان قائلا لي: "يا أستاذ وليد، الحزام يحميك". لقد علمتني هذه العبارة درسا لن أنساه، وأكدت لي أن قوى الأمن الداخلي هي احتياط مهم للبنانيين جميعا، وبمثابة صمام الأمان لهم. والأهم أنها بعثت لي برسالة مهمة عن ثقافة المواطنية التي غالبا ما تتغاضى عنها الطبقة السياسية التي تكاد بمعظمها تمتهن تغطية من يخالف القانون، بينما يفترض بها أن تكون المثال في تطبيقه". وأضاف: "كم أتمنى لو ان الطبقة السياسية برمتها تستخلص عبرة من هذا الدرس، عل ذلك يعيد شيئا من ثقة المواطنين المفقودة بها، ويعطي مساحة لتعزيز مفهوم ثقافة القانون التي تستطيع حصرا مؤسسات الدولة وأجهزتها تطبيقه". وختم: "كل التحية لقوى الأمن الداخلي على جهودها الجبارة في أداء مهماتها من ضبط التزام حزام الامان وصولا الى حماية الاستقرار والسلم الأهلي، والتحية موصولة لوزير الداخلية مروان شربل على جهوده المستمرة لحفظ الامن في أوج الانقسام السياسي والطائفي والمذهبي، وهو الذي تمكن بأدائه من التأكيد أن الدولة هي المرجعية الاولى والاخيرة لنا جميعا، سياسيين ومواطنين".

 

الراعي يصل مساء الى البرازيل ماضي للوطنية :البطريرك لكل اللبنانيين وليس فقط للموارنة

وطنية - يصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء اليوم بتوقيت البرازيل الى ولاية ساو باولو المحطة الرابعة في زيارته الى اميركا الجنوبية على متن طائرة خاصة وضعها بتصرفه بإسم الجامعة الثقافية في العالم الرئيس السابق للجامعة ايلي حاكمه وعضو مجلس الامناء انطوان ابي شديد وسيكون في استقباله في المطار قنصل لبنان العام قبلان فرنجية رئيس الجامعة المارونية في البرازيل انطوان العتر وانطوان ابي شديد وعدد من ابناء الجالية اللبنانية في ساو باولو رئيس الجمعية المارونية السابق انطونيو شاهين .

ومن المطار يتوجه البطريرك الراعي والوفد المرافق بمواكبة امنية رسمية الى مقر اقامته في المطرانية المارونية.

وفي دردشة مع "الوكالة الوطنية للاعلام" وصف راعي ابرشية البرازيل المارونية المطران ادغار ماضي الزيارة ب"الوطنية"، مؤكدا ان "اللبنانيين على اختلاف طوائفهم سيشاركون في كل اللقاءات التي ستحصل هنا ويعتبرون البطريرك الراعي لكل اللبنانيين وليس فقط للموارنة".

ولفت الى ان "البطريرك يدعو المغتربين لان يبقوا على تواصل مع وطنهم الام لبنان".

من جهته، اكد الرئيس السابق للجامعة الثقافية في العالم ايلي حاكمة ان "زيارة البطريرك الراعي لها اهمية كبرى خصوصا وانها تظهر اهمية التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب لا سيما وان البطريرك الراعي يدعو اللبنانيين في بلاد الاغتراب للتضامن من اجل رفع اسم لبنان عاليا في المحافل الدولية واينما حلوا".

واكد عضو مجلس امناء الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم انطوان ابي شديد ان "هذه الزيارة مهمة خصوصا وانها تأتي بعد 16 عاما على الزيارة التاريخية التي قام بها الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عام 1997".

ونوه ابي شديد بمواقف البطريرك الراعي متمنيا له التوفيق والنجاح، كما تمنى "الصحة والعمر الطويل للكاردينال صفير"، واشاد ب"الدور الوطني الكبير لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يعمل بإخلاص للحفاظ على وحدة لبنان واللبنانيين"، لافتا الى ان "زيارة الرئيس سليمان الاخيرة الى البرازيل ارخت جوا من الارتياح لدى ابناء الجالية اللبنانية"، كما اشاد ابي شديد ب"الدور الذي يقوم به وزير الداخلية العميد مروان شربل للحفاظ على امن اللبنانيين على اختلاف طوائفهم".

 

بعد دعوات الجهاد.. لبنانيون دخلوا سوريا من تركيا.. بكري يؤيد دخول "جبهة النصرة": الأرضية مهيأة لاحتضان القاعدة

ما زالت دعوات الجهاد التي أطلقها الشيخان أحمد الأسير وسالم الرافعي ترخي بثقلها على الساحة السياسية اللبنانية والسورية، ويتزامن ذلك مع مواصلة "حزب الله" خوض المعارك في القصير في سوريا، إلى جانب النظام السوري. منذ إعلان الدعوة إلى الجهاد وحتى اليوم، ينتظر اللبنانيون أي معلومة جديدة تثبت أن هذه الدعوة ليست مجرد كلام بل أفعال، لأن ذلك قد يؤدي إلى توتير الجمهورية، خصوصاً مع ردود الفعل المستمرة ضد تصرفات "حزب الله" في القصير. موقع "14 آذار" تحدث مع الداعية السلفي والخبير في الجماعات السلفية وتنظيم القاعدة الشيخ عمر بكري الذي دعا إلى انشاء "مجلس إسلامي – سني – عسكري لنصرة سوريا"، لافتاً إلى ان كل جماعة تعمل حالياً بشكل منفرد ولا بد من توحيد الصف عبر هذا المجلس. وطالب بفتح الحدود الشمالية مع سوريا، وأن ينأى الجيش اللبناني بنفسه ليدخل الشباب لنصرة اخوانهم في سوريا، محذراً من حصول مواجهات في حال لم تفتح الحدود. وكشف بكري عن دخول دفعات من اللبنانيين المجاهدين إلى سوريا قبل دعوة الشيخين وبعدها، موضحاً أن عملية الدخول تنحصر حالياً من تركيا لأن الدخول من الشمال اللبناني صعب. وأشار إلى أن هناك "فصائل في تركيا من أهل السنة تجمع من اللبنانيين والسوريين والعراقيين ومن أهل السنة من أوروبا والشيشان تجمعهم للدخول إلى سوريا". وتمنى بكري أن تدخل "جبهة النصرة" إلى لبنان، إلا انه نفى وجودها حالياً، نافياً أيضاً وجود أي فصيل سلفي يسعى إلى انشاء إمارة إسلامية سلفية في لبنان، لكن أكد أن الأرضية مهيأة في الشمال اللبناني لتحضن جبهة النصرة وتنظيم القاعدة.

وهذا نص الحوار.

بعدما دعا الشيخان الأسير والرافعي الشباب اللبناني إلى الجهاد في سوريا، هل تم تأسيس غرفة عمليات مشتركة لتنظيم الدعوة أم كل مجموعة تعمل وحدها؟

سبق قمت بالدعوة إلى التنسيق وإلى إنشاء مجلس اسلامي - سني – عسكرري لنصرة سوريا وإلا حتى الان كل جماعة تعمل وحدها وتنسق وحدها وترسل الشباب وحدها، منهم من دخل إلى سوريا عبر تركيا من أهل السنة من اللبنانيين ومن غير اللبنانيين، لأن طريق الدخول من عرسال صعب جداً.

هل كلامك يعني أن هناك دفعة لبت نداء الشيخين ودخلت إلى سوريا؟

طبعاً هناك دفعات كثيرة دخلت إلى سوريا. وأطالب بفتح الحدود اللبنانية في الشمال كما فتحت الحدود بين تركيا وحلب، وأطالب ان تكون الحدود مفتوحة من شمال لبنان إلى القصير، وأطالب أن ينأى بنفسه الجيش كما نأى بنفسه في المصنع لدخول قوات "حزب الله" إلى دمشق في سوريا، فيومياً، مئات الرجال من حزب الله يدخلون إلى دمشق وعناصر قوى الأمن والجيش لا يعارضون دخولهم من المصنع، كذلك أطالب الجيش اللبناني أن ينأى بنفسه في شمال لبنان ليدخل الشباب لنصرة اخوانهم في القصير وإلا قد تقع مواجهات بفتح الحدود بالقوة. حتى الان ما زالت عمليات الدخول تتم عبر تركيا بحسب علمي ومعرفتي.

هل المجموعات التي قلت أنها دخلت غلأى تركيا من أنصار الشيخ الرافعي ام أنصار الأسير أم إلى اي جهة تتبع؟

جميعها بدأت تتحرك استجابة لنداء المشايخ وهي استجابة لطاعة الله ولنداء الاسلام أن الجهاد هو ضد النظام المجرم بشار الأسد. ومن استجاب ولديه الطريق فذهب إلى سوريا، ومن ليس لديه الطريق سأل كل المشايخ والفصائل الجهادية والفصائل السنية في لبنان، هناك من وصل إلى سوريا، وهناك من وصل سابقاً، وهناك من كانوا في سوريا من اللبنانيين وأعلنوا تاييدهم لفتوى الشيخ الأسير وبات لديهم الغطاء بكل معنى الكلمة، لأن الآن لم تعد القضية ان هناك من يتسلل لنصرة اخوانه بل اصبحت العملية ان هناك من يخرج بعزة وكرامة من أجل النضال مع اخوانه في سوريا.

يعني لا يمكن أن نخصص المجموعات التي دخلت بجهات معينة؟

قطعاً لا، هناك مجموعات كبيرة في الداخل، سواء من اللبنانيين السنة وسواء من السنة من غير اللبنانيين، وهناك فصائل في تركيا من أهل السنة تجمع من اللبنانيين والسوريين والعراقيين ومن أهل السنة من أوروبا والشيشان تجمعهم للدخول إلى سوريا. فتوى الأسير رائعة ومباركة كذلك فتوى الرافعي لأن المواجهة مع نظام بشار وحزب الله لا تنحصر في القصير بل في عمق دمشق وحلب والمدن السورية التي دخل اليها المجاهدون.

هل دخول المجموعات من تركيا له علاقة بزيارة الشيخ الأسير الاخيرة إلى تركيا؟

للشيخ أحمد الأسير تحركاته الخاصة ولا اطّلع عليها وأنا كخبير اراقب تحركات من وصل عبر تيارات اسلامية أتواصل معها واسمع عنها، واعلم من بياناتهم ومواقعهم أنه قد وصل من لبنان كذا وأنهم شكروا الشيخ أحمد السير والرافعي ومشايخ أهل السنة على نصرة اخوانهم وفتواهم.

وقع الظلم من قبل المجرم بشار وللأسف حالفه حزب الله وما فعله الأخير هو عمل اجرامي بامتياز.

الشيخ الأسير أعلن ان هناك ما يفوق الـ 300 شخص انتسبوا للقتال في سوريا، هل من بينهم من دخل إلى سوريا؟

حسب علمي أن هناك من دخل قبل فتوى الشيخ الأسير بالمئات وهناك من سيدخل، لكن من دخلوا سابقاً دخلوا سراً ولما أعلن الأسير الفتوى أعلنوا تأييدهم لها.

في حال قرر هؤلاء الشباب الدخول من لبنان، هل سيحملون السلاح من هنا أم سيحصلون عليه من المعارضة السورية؟

أعتقد أن الفتوى هي دافع معنوي ولم تنظم بشكل حقيقي، وفي الدافع المعنوي يستفيد من ذهب إلى هناك سابقاً او من يذهب بشكل أفراد يومياً من أهل السنة لمناصرة اخوانه، لكن الفتوى على ارض الواقع لا تترجم، إلا إذا كان هناك مجلس عسكري يعمل على دعم وامداد القصير بالشباب والسلاح عبر الحدود الشمالية وفتحها سواء بأن ينسحب الجيش أو ينأى بنفسه أو فتحها بطريقة أخرى!

أما السلاح فمن دخل أخذ السلاح من الداخل وهناك من الجيش االحر أو الفصائل الجهادية في الداخل، أما من الخارج فأنا اطالب بفتح الحدود الشمالية ليصل السلاح والدعم إلى الاخوة في القصير لرفع الظام عنهم. وإلا فلتنسحب قوات حزب الله وتنأى بنفسها لأن الامر اصبح معركة بين الثورة والنظام وحزب الله وسنناصر الثورة.

أعتقد أن المعركة قادمة وسيخرج من أهل السنة من شمال لبنان من يفتح الحدود في الشمال وليس المقصود هنا محاربة أحد من الضباط اللبنانيين، لكن اذا لم تنأى الدولة اللبنانية بنفسها عن دخول الشباب إلى حمص في المقابل تنأى بنفسها عن دخول حزب الله عن طريق المصنع إلى دمشق، فحينها ستكون هناك مواجهات لا يحمد عقباها، نطالب مشايخ أهل السنة ان يوحدوا صفهم وينظموا الشباب اللبناني حتى لا يصبح العمل فردياً أو عبثياً، ويكون منظماً كجناح عسكري من أهل السنة لنصرة اخوانهم في سوريا.

ألا تعتبر أن هذه الافعال ستؤدي إلى فتنة وبالتلي ستجر لبنان إلى حرب طائفية؟

الحرب الطائفية والمذهبية للأسف، قد ساعد فيها تدخل حزب الله ووقوفه مع النظام المجرم منذ الاحداث الأولى، وكان اثباتها صعباً بسبب التضليل الاعلامي السوري ومن يواليه في لبنان، أما الان قد وصلت إلى مرحلة يسيطر عليها أهل السنة لكن إلى متى ذلك؟

هل هناك جبهة نصرة في لبنان، خصوصاً أن إحدى الصحف اللبنانية ذكرت معلومات عن أن الجبهة متواجدة ومن مواقعها عرسال وعين الحلوة وطرابلس، وأن هناك بعض المشايخ يتحضرون لإمارة اسلامية؟

إذا كان التقرير صحيحاً، فالحمد الله حمدا كثيراً مباركاً ونتمنى ان يكون كذلك، وهذا ما أؤيده، ونؤيد أن يكون لأهل السنة في لبنان جبهة عاملة تناصر أخوانها في سوريا، لكن الان حسب معلوماتي أن هذه أمنيات. ليس في لبنان جبهة نصرة وليس في لبنان أي فصيل سلفي جهادي سيقوم بإمارة إسلامية لكن الأصل هو الاعلان عن مجلس عسكري سواء سميناه جبهة النصرة أم سميناه الجبهة الاسلامية لمناصرة اخواننا في سوريا ويتم بعدها فتح الحدود لأنه من دون هذا العمل كل هذه الادعاءات أمنيات في الهواء.

يعني هل تؤيد دخول جبهة النصرة إلى لبنان؟

أعتقد أن لبنان في الوضع الحالي، خصوصاً في شمال لبنان.. الأرضية مهيأة لتكون حاضنة لجبهة النصرة ولتنظيم القاعدة ولكل فصيل جهادي، الأرضية مهيأة لكن حتى الان ليس هناك من جبهة نصرة او تنظيم قاعدة والشباب المسلم السني ملتزم بكلام المشايخ والعلماء من أهل السنة في لبنان والتي لم تتجاوز فتاويهم سوى الدعم المعنوي والانساني والمالي، واتمنى ان يتحول إلى دعم بشري. واتمنى عليهم أن يجتمعوا لوضع استرايتيجية حقيقية جهادية لنصرة اخوانهم في القصير.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

مقتل 13 وجرح اكثر من 70 في تفجير سيارة مفخخة في دمشق

قتل 13 شخصا واصيب اكثر من 70 آخرين اليوم الثلاثاء في تفجير وقع في منطقة المرجة المكتظة بالمارة والتي تضم مراكز تجارية كبيرة في وسط دمشق، بحسب ما افادت وزارة الداخلية السورية.

ووصفت دمشق التفجير بـ"الارهابي".  من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني عن "ارتفاع حصيلة القتلى السوريين الذين سقطوا اثر تفجير سيارة مفخخة قرب مبنى وزارة الداخلية القديم الى 14، بينهم تسعة شهداء مدنيين وخمسة على الاقل من العناصر الامنيين النظاميين". ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزارة الداخلية في شريط عاجل ان "حصيلة التفجير الارهابي الجبان الذي استهدف الوسط التجاري والتاريخي لدمشق في منطقة المرجة" هي "13 شهيدا واكثر من 70 جريحا". وكانت الوزارة افادت في حصيلة سابقة عن مقتل عشرة اشخاص واصابة اكثر من 60 آخرين "بينهم حالات خطيرة".

وعرضت القنوات التلفزيونية الرسمية السورية مشاهد من مكان التفجير، ظهرت فيها سيارات اسعاف واطفاء في شارع يغطيه غبار ابيض كثيف، ويتصاعد الدخان من بعض السيارات المتضررة او المحترقة فيه.

كما اظهرت اللقطات عددا كبيرا من الاشخاص يهرعون في المنطقة، بعضهم تبدو عليه آثار الصدمة. ويعمل اشخاص آخرون على استخدام خراطيم المياه لاطفاء الحرائق. وبدا عدد كبير من السيارات وقد اصيب باضرار بالغة.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر اعلامي سوري اتهامه "الارهاب الممول والمدعوم دوليا" ب"ارتكاب مجزرة جديدة بشعة بحق المدنيين السوريين".

وذكرت صحافية في وكالة فرانس برس ان دوي الانفجار الذي وقع قبيل الساعة الحادية عشرة والنصف (8.30 ت غ) كان قويا جدا وسمع في ارجاء العاصمة، وسجل على اثره اطلاق رصاص كثيف من اسلحة رشاشة.

وشهدت العاصمة السورية سلسلة من التفجيرات بسيارات مفخخة بعضها انتحاري خلال النزاع المستمر منذ اكثر من عامين بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضيه. واتهم النظام مقاتلي المعارضة الذين يصنفهم ب"الارهابيين"، بالمسؤولية عن هذه الهجمات. ووقع آخر هذه التفجيرات امس الاثنين في حي المزة في غرب العاصمة، واستهدف موكب رئيس الوزراء وائل الحلقي الذي نجا منه، في حين قتل ستة اشخاص بينهم حارسه الشخصي. مصدر/وكالة الصحافة الفرنسية

 

مال "سلاح" قديم ـ جديد لجذب "المنتفعين" وإسكات "المفجوعين"عندما يتحوّل "حزب الله".. إلى مصدر موت

فاطمة حوحو/المستقبل/الخوف لا يزال يعشش داخل نفوس الاهالي الذين يستقبلون يومياً جثة ابن قيل لهم انه قضى نتيجة قيامه بواجبه الجهادي في سوريا، تطوي الامهات آلامهن من الفراق الصعب، يصعب عليهن التعبير وهن محاطات بعشرات النساء اللواتي يباركن دخول الغائب جنّة الخلد، كما وعدهم الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فيعشن حالة تناقض، في داخلهن عدم قناعة وتشكيك بعدالة المهمة التي اوكلت الى اولادهن من قبل نظام ولاية الفقيه، ومن جهة ثانية هناك وعد الجنة الذي يُردنه لأولادهن ايماناً بالله وليس بحزبه ربما. محاصرة "حزب الله" للاهالي في الاماكن التي يسيطر عليها، لا تترك مجالاً لاحد بالتفكير في خسائره وعواطفه، ويصف احدهم المشهد الذي يحصل بالقول: "عندما يقتل عنصر في سوريا تأتي النسوة بالعشرات والمئات ليلا ونهارا الى منزل الام يساعدنها وطوال الوقت لا يندبن، بل يشجعن الام على تقبل استشهاد ابنها لانه في الجنةّ وعليها ان تكون مرتاحة، عندها الام لا تضعف وان ارادت لا مجال لها لذلك، الجو الذي يحيط بها يضغط عليها فتمتنع عن طرح السؤال الى اين يأخذ حزب الله اولادنا في حربه بسوريا؟".

لم يصل التململ داخل بيئة "حزب الله" الى مرحلة النقد العلني او التمرد، فهذه البيئة لا تزال متماسكة وملتفة حول الحزب بحسب ما تقول مصادر جنوبية مراقبة لـ "المستقبل"، مشيرة الى ان "هناك شعوراً بان الكلفة المترتبة عن هذا التدخل لم تصل الى مرحلة إحداث تمرد، هناك ضخ اعلامي "لإراحة الضمير" يقول إنّ هؤلاء يدافعون عنا تعويضاً عن المخاوف المكبوتة ربما، وهذا يكشف ان الحزب يبحث عن مبرر لتدخله وإرساله الشباب للانتحار في الداخل السوري". حتى الآن إذاً، لم يصل الوجع الذي يمكن ان يغير في المزاج الشيعي ويفك ارتباط البيئة الشيعية بهذا الحزب الى الذروة، ولا تزال "بروباغندا" الحزب معممة على الطريقة الالهية اياها التي لا تترك مجالاً للعقلانية، والنقد يبقى خجولاً، لا سيما وان المال متوافر والمعاش ماشي وكذلك التعويض المالي والضمانات لاهل القتيل في سوريا واولاده المادية والاجتماعية والتعليمية والصحية كفيلة بإسكات الاصوات المعارضة، وعدم الانفكاك عن الحزب". هذا الامر بحسب المصادر نفسها، لا ينفي "حصول حالات انتقاد ومواجهة كما حصل في بلدة ميس الجبل مثلا، لكنها حالات فردية لا تُبنى عليها قراءة بتغير المزاج الشيعي، الا انه يمكن المراهنة على تراكم مثل هذه الحالات رغم صعوبة الامر، خصوصا وان الاهالي يعيشون محاصرين بعناصر "حزب الله" ومناصريه في قراهم من الجامع الى الحسينية الى المدرسة وفي البلدية وفي الشارع ولا مفر امامهم الا التعاطي مع عناصره".

وعليه ترى المصادر، انه "اذا لم تحدث خسارة كبيرة وتعلن الأعداد الحقيقية للقتلى في المعارك الدائرة في سوريا فلن يتغير المزاج الشيعي المتعاطف مع الحزب، الذي لا يزال يحتفظ بفائض القوة رصيده الكبير الذي لم يفقده حتى الآن في شارعه، الذي يقنعه عبر اعلامه انه قادر على تحرير فلسطين وقادر على اطلاق طائرات فوق اسرائيل وقادر على القتال في سوريا وباستطاعته الرد باحتلال بيروت ساعة يشاء".

وتصف واقع الحال بان "هناك اليوم في البيئة الشيعية مجموعة كبيرة لا تزال صامتة وهناك مجموعة تتحدى وتنتقد حزب الله على ممارساته، لكن من المستبعد حاليا حصول خرق في بيئة الحزب لاسيما وان نصر الله يطل عليها دوماً ويستعجل اطلالاته ليوجه الحالة الشيعية اللبنانية وفق ما تخيطه ايران، لكن الاصوات المعارضة اخذت نفساً الآن وصار بامكانها التوضيح لجمهور الشيعة بان لغة التدخل في سوريا ضعيفة لان مقاتل "حزب الله" لا يقاتل اسرائيل بل في سوريا، والناس بدأوا يسمعون، من قبل لم يكونوا يسمعون اي نقد يوجه إلى الحزب، لكن الامر لم يتحول الى حالة قادرة على الفعل وتغيير المعادلة الموجودة".

وتلفت الى حالة "عشرات الشبان الذين رفضوا الذهاب الى القتال في سوريا"، مشيرة الى انه "منذ العام 2006 استقطب "حزب الله" من البيئة الشيعية عناصر منتفعة لكي تستفيد من السلطة والهيمنة وصار الانتساب للحزب مرتبطاً بتأمين المستقبل، بمعنى تأمين راتب للمتفرغ والمقاتل وضمانات وسلطة وتوظيف في مؤسسات الدولة وقرض منزل، الحزب اصبح مصدر حياة لا مصدر موت، قبل العام 2006 كان الانتساب للحزب يتم على اساس قتال اسرائيل في الجنوب والمقاومة لكن التحول الذي جرى داخله كبير إذ اصبح حزباً للمنتفعين وما روائح الفساد والسرقات والمخدرات إلا مثال على ذلك".

وإذ تشير الى ان بعض مقاتلي الحزب من هؤلاء المنتفعين هربوا من ساحات القتال، تقول المصادر إن "الحزب زاد الرواتب ومن كان يفكر بالانسحاب يضطر الى القبول لاسيما وأنه مهدد بقطع الراتب وفي المقابل هناك من يرفض ابتزاز الحزب ويترك".وتخلص الى الاستنتاج بان هناك تغيرات ما لكن يجب الانتظار ليبنى على الشيء مقتضاه"، متوقعة اتساع حالة المعارضة مع تصاعد خسائر الحزب البشرية، فالوجع عندها سيكون حقيقياً والناس ستعيد النظر في موقفها من حزب الله وقتاله الى جانب النظام السوري".

 

سفير "الحزب المجاهد".. ضد الشعب السوري

كارلا خطار/المستقبل

يهوى سفير نظام بشار الأسد في لبنان علي عبدالكريم علي الإستخفاف بعقول اللبنانيين، ويستغل كل إطلالاته، أو بالأحرى فهو لا يطلّ إلا للإيحاء للمجتمعَين العربي والدولي بأنه يتحدث وملؤه الثقة بانتصار رئيسه. ورئيسه ذاك محظوظ بوجود أمثاله في لبنان، وبمن لا يترددون في الجهاد طمعا بالنصر فلا يجدونه. وهذا ما ينكره السفير السوري، ولا عجب من ذلك، وإن كان يشاهد مختلف وسائل الإعلام، لكنه يشاهدها من دون أن يصدّقها، وهذا يعود الى أن السفير معتاد في بلده وفي ظل نظامه أن يمارس النظام ضغوطا على وسائل إعلامه لتنشر الدعاية السياسية وتتّخذ طابع الإعلام الموجّه. السفير السوري لم يعتد قول الحقيقة في سوريا ولن يقولها في لبنان، أي أنه لن يبوح بحقيقة سوريا في لبنان، وهو العالم بأن الأحرار في الوطن المعلّق ينتظرون نهاية عهد الأسد في سوريا. والحقيقة بكل بساطة أن عناصر "حزب الله" تؤدي "واجبها الجهادي" في العمق السوري، أما حمايته لحلفائه الممانعين عبر القول إنهم يدافعون عن القرى الحدودية، فلا يبرر العدد الكبير الذي يقضي في الداخل السوري والذي يدخل الى لبنان جثة محمّلة، علماً أن عدد الجثث الذي يبقى في أرض المعركة أكبر بكثير من تلك المحمّلة..

وقتال عناصر "حزب الله" في المناطق الحدودية ينطوي على العديد من التساؤلات، فإما أن هؤلاء يقاتلون من فتحوا أبواب منازلهم للبنانيين الهاربين من حرب تموز، وإما أنهم السبب في سيناريو الردّ بالقذائف التي تستهدف أهالي المناطق الحدودية اللبنانية. وفي كلتا الحالتين فإن السفير لم يُصب في تحليلاته واستراتيجيته إخفاء أمر الحزب المجاهد ضدّ الشعب السوري.

من جهة أخرى، لن يكون سهلا الإعتراف بأن النظام السوري لا يستطيع تحمّل ما يجري وحده، بطريقة يبدو معها النظام وكأنه عاجز وهو فعلا كذلك، أو يتكبّر على نعمة ولاء "حزب الله" له، بعدما كانت إيران جهّزته ليكون له "قرصا في كل عرس"، في الداخل اللبناني اي في بيروت وعلى الحدود الجنوبية ضد إسرائيل وفي الداخل السوري ضدّ الشعب السوري، ولهذا أصلا خُلق الحزب ولكنّه خسر شعبيته في لبنان بعد اجتياحه بيروت، وفي كل الوطن العربي بعد انحيازه الى جانب بشار الأسد. هذا ما يجعل من كلام السفير السوري "مقلوبا"، بحسب وصفه لما تقوم به وسائل الإعلام، قائلا "(..) ولا تحتاج (سوريا) كجيش ومؤسسات الى من يدعمها بالمال والسلاح والمقاتلين.."وربط السفير إنهاء الأزمة في سوريا بـ"وقف مدّ المسلّحين بالمال والسلاح"، فما يحلل للنظام يحرّم على غيره، الحقيقة بالنسبة اليه والى كل الممانعين هي "مقلوبة"، مؤكدا أن "سوريا تمسك بالخيوط التي توصل الى انتصارها". فماذا ينتظر النظام السوري لكي يحسم الثورة إذاً؟ هل يريد أن يقضي كل عناصر الحزب في سوريا، أم هو يعتمد على السلاح الكيماوي كخطة بديلة للنزاع؟ ولماذا تخلّى حليف "حزب الله" في لبنان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عن دعمه لنظام الأسد معلنا أحد نواب التكتل دعم التكتل للشعب خصوصا بعد عودة النائب السابق سليم عون من زيارة للأسد مع وفد لبناني؟

ولا يتردد السفير في القول إن "ما تتعرض له سوريا هو حرب تستهدف المنطقة يراد منها اضعافها"، وكأنه يختصر بكلامه المنطقة العربية بسوريا أو بالنظام السوري الذي ما عاد يلقى دعما معنويا أو سياسيا من أي دولة عربية، إلا من لبنان طبعا والفضل في ذلك يعود الى حكومة بشار الأسد المستقيلة التي تقاسمت غلّة اجتياح بيروت وها هم وزراؤها المشاركون في الإنقلاب يعرقلون تشكيل حكومة جديدة اليوم.

منذ 30 عاما واللبنانيون يعيشون بالمقلوب، بدل التقدّم فقد خطا وطنهم خطوات الى الوراء، بدل الإنفتاح والتطور عاش فيه أبناؤه في انغلاق إلا على النظام السوري الذي كان يراقب الشاردة والواردة، خسر خيرة شبابه عوض أن يكمل معهم الدرب حتى تحقيق الإستقلال الكامل عن النفوذ السوري، وتكبّدت خزينته كلفة تسديد أثمان الحروب الباهظة والمرتبطة بـ"لو كنت أعلم"، حتى السيّاح بدّلوا وجهتهم رافضين ديكتاتورية الممانعين وسطوتهم على الدولة اللبنانية.. عهد الوصاية السورية وعهد نفوذها من بعده هما عهدان مقلوبان وهذا ينسحب على كل ما يتعلّق بهما، وحده الشعب اللبناني يعرف المقلوب من عكسه لأنه لطالما رددّ المثل القائل "قعود أعوج وحكي جالس"..

 

"حزب الله" في سوريا: الحل "الشيعي" للمسألة "العلوية"

وسام سعادة/المستقبل/نظام الملالي في ايران ليس غبياً: هو يعلم أن تجدّد الثورة الخضراء في الداخل الايراني ينتظره، اذا ما سقط نظام بشار الاسد، بل ما إن يسقط هذا النظام. لأجل ذلك، يستميت نظام الملالي في عمليات الاطالة "غير الرحيمة" لعمر الحليف البعثيّ. مرة لا تعجبهم الثورة السورية لانها اسلامية، كما لو ان ثورتهم الايرانية، بلشفية، ومرة يتهمونها بالعلمانية، كما في الموقف الاخير لعلي خامنئي، في وقت يبحث فيه بشار الأسد عن آخر تسويغ لفضيحة بقاء نظامه الى الحين، باسم العلمانية والتقدم.  "حزب الله" بدوره ليس غبياً. هو يعلم ان سقوط نظام بشّار الأسد سيعني انقطاع الامداد، وانقلاباً شاملاً في المشهد الاقليمي ومن ضمنه اللبناني، وبداية تحلّل لجهازه الحزبي، مع تسلّل الأهواء اليه. نور الدين المالكي كذلك الأمر ليس غبياً. هو يعلم ان سقوط نظام بشّار الأسد سيفتح على أوسع نطاق مشكلة الاحتكار الفئوي للسلطة الذي يمثّله، وسيعيد خلط الأمور في العراق.

ايران و"حزب الله" والمالكي ليسوا أغبياء من هذه الناحية: سقوط نظام بشّار الأسد ليس أبداً في مصلحتهم. مصلحتهم في اطالة أمده قدر المستطاع.

اذاً، لا يمكن لهذا الثلاثي أن يأخذ على محمل الجد الحجج البلاغية والسجالية التي يسوقها أخصامه في سوريا والمنطقة، من نوع انه ليس من مصلحة ايران، أو "حزب الله" أو المالكي، الانخراط في دعم نظام الأسد. هم يدركون قبل سواهم "سلبيات" هذا الدعم، لكنهم يعتبرونه دعماً ضرورياً، لأن بشّار الأسد ان سقطَ سقطوا تباعاً معه، وهم ان لم يدافعوا عنه بشراسة لغامروا بأن يسقطوا قبله.

بهذا المعنى، من المفهوم تماماً ان يناشد العقلاء "حزب الله" لتغيير سياسته التدخلية الى جانب النظام الدموي الفئوي في سوريا، الا انّ هكذا مناشدة تدخل اما في خانة الموقع الانسانوي أو في خانة الاحراج السياسي، والاخلاقي، والايديولوجي، للحزب. أما اذا تجاوزنا الاحراج، فلا ينبغي التعامي على أصل المشكلة: الحزب يدرك تماماً انه ساقط حكماً اذا ما سقط النظام السوري، وانه يمكنه ان يسقط قبله اذا لم ينهض بنفسه، وبكل قوة لمحاولة الدفاع عن هذا النظام. الى هنا، يمكن القول انه من الناحية المنطقية، ثمة نقطة تغيب عن اخصام "حزب الله" في حين يستوعبها الحزب بشكل جيد. هم يقولون له لا مصلحة لديك في الدفاع عن نظام ساقط. وهو يدرك انه بدوره ساقط اذا ما أطيح بالنظام في سوريا. لكن المشكلة ان مشاركة الحزب في القتال الى جانب النظام لا تعتمد على "صمود" الحزب كما في حرب تموز، بل على "صمود" النظام نفسه. طبعاً الحزب يحاول ان يقنع نفسه انه عامل مساعد على تمكين هذا النظام من الصمود. هنا بالذات يقع الرهان. لكن الرهان هنا هو الفتنة بعينها: كي يصمد النظام السوري عليه، وفقاً للقراءة الثلاثية، لايران وحليفها في العراق وتابعها في لبنان، أن يشهر هويته "المذهبية المعدّلة"، اي المعاد انتاجها بشكل منسجم مع الهوية المذهبية لحلفائه في الاقليم. في المقاربة الايرانية، لا يمكن السماح بقيام نظام يمثّل النسيج الاكثري من المجتمع السوري، لكن ما عاد ممكناً بقاؤه كنظام اقلية معزولة في نسيجها الاثني والديني الخاص. ينبغي ان يتحول الى نظام يشبه مذهبياً نظام الملالي في ايران، وحلفاء ايران في العراق، والحزب التابع لايران في لبنان. "حزب الله" بهذا المعنى يخوض معركتين في سوريا، لا واحدة. من جهة، معركة الدفاع عن النظام الأقلوي، ذي الصبغة "العلوية"، ومن جهة ثانية، معركة "تشييع" العلويين. من جهة، يريد ان يقف حجر عثرة في وجه الاكثرية السنية الثائرة من المجتمع السوري، ومن جهة، هو يعمل على حل "شيعي" للمسألة العلوية، حل يقوم على الغاء الوجود المستقل بذاته تراثياً ووجدانياً لهذه الطائفة، وادماجها في البوتقة الشيعية المعاد انتاجها وفقاً لشروط ومقتضيات ايديولوجية الثورة الخمينية وولاية الفقيه.

 

سليمان لـ"النهار": الانتخابات ستحصل وعدم حصولها خطر ولا للثلث المعطّل والدولة لا تمشي بحصانين متعارضين

روزانا بومنصف/النهار

يناقض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كل الانطباعات السائدة من ان لا انتخابات نيابية محتملة قريبا ولا حكومة ايضا في ظل الشروط الصعبة لبعض الافرقاء فيعلن موقفا حازما وحاسما وواثقا من اجراء الانتخابات النيابية مؤكدا انها ستحصل وانه يدفع بقوة وبكل قواه في هذا الاتجاه معلنا عدم مهادنته في تطبيق القانون والدستور. يجزم الرئيس سليمان بان الافرقاء السياسيين سيذهبون الى الانتخابات ويجب ان يذهبوا اليها بأي قانون انتخاب "يخترعون" اكان قانونا جديدا يتفق عليه ام قانون الستين لكنه يصر على ان "تمشي دولة القانون". ويحذر بقوة من التساهل حيال عدم اجرائها ويدق ناقوس الخطر. يقول لـ"النهار": "هناك خطر على الاقتصاد وعلى الليرة اذا لم تجر الانتخابات اذ ان كل نية يستشف منها عدم اجراء الانتخابات تكلف البلاد غاليا". مشيرا الى اهمية العامل الاقتصادي والثقة بالوضع اللبناني ومستقبله اللذين هما ثروة لبنان ومن هنا اهمية اجراء الاستحقاقات في مواعيدها . وينطلق الرئيس في موقفه من موقع قوة مبني على نيته في الطعن في اي قانون للتمديد للمجلس النيابي ما لم يكن قانون التمديد مشفوعا ببند يحدد القانون الذي ستجرى بموجبه الانتخابات وتاريخ اجرائها . وقراره في حتمية اجراء الانتخابات لا يردعه احتمال حصول فراغ في حال طعن بقانون التمديد ونجح الطعن الذي قدمه لان الفراغ سيشكل حافزا يدفع بالافرقاء السياسيين الى الانتخابات في اقرب وقت ممكن بناء على القانون الموجود او ان مهلة تقديم الطعن وقبوله ستشكل فترة كافية للاتفاق على قانون جديد تجرى على اساسه الانتخابات .

 "هناك انتخابات نيابية" يعيد رئيس الجمهورية التأكيد "ونحن على المحك اذ لا يعقل ان تدفع الدول العربية عشرات الالوف من القتلى من اجل ان تذهب الى انتخابات ديموقراطية ونحن نخشى او نرفض الذهاب الى الانتخابات، علما اننا دفعنا ثمن هذه الديموقراطية غاليا، فهل علينا ان ندفع ثمن ديموقراطية غيرنا "؟ يتساءل: "اذا غيرنا  حرارته مرتفعة ومحموم فهل نقتل انفسنا "؟

لا اوهام لدى رئيس الجمهورية حول مدى دقة الوضع "فوضعنا محرج وصعب". ولذلك يصر على اهمية تأليف حكومة سريعا بالمقدار نفسه الذي يصر على الانتخابات النيابية خصوصا انها "حكومة انتخابات". وعلى رغم تحفظه عن الدخول في طبيعة المناقشات التي تجرى خصوصا انها في عهدة رئيس الحكومة المكلف تمام سلام ، فانه يجزم بجملة بديهيات من بينها في شكل اساسي انها "حكومة انتخابات". وفي حال تقرر التمديد لمجلس النواب فان على الحكومة التي ستتألف من اجل اجراء الانتخابات ان تقدم استقالتها كأنما حصلت انتخابات جديدة مما يحتم ذهابها والتوجه الى تأليف حكومة جديدة من غير المستبعد ان يتم الاستعانة بسلام مجددا لرئاستها.

لا ينفي الرئيس سليمان تحبيذه تأليف حكومة يكون فيها لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة القدرة على حسم الامور. ويستعير بذلك معادلة للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير عن دولة يجرها حصانان باتجاهين مختلفين ما يؤدي الى انقسامها اذا لم يكن ما يوحّد الرؤية . ومن هنا اهمية دور الوسطيين في الحكومة والذي اكتسب اهمية مضاعفة في ضوء تجربة الحكومة السابقة متسائلا عن المواقف التي ترفض ان يكون لرئيس الجمهورية او لرئيس الحكومة وزراء في الحكومة بذريعة انهما ليسا صاحبي كتل نيابية في المجلس النيابي في حين ان لرئيس الحكومة ان يأخذ الحصة الاكبر من الحكومة التي يرأسها كما يحتاج رئيس الجمهورية الى وزراء يستطيع من خلالهم الموازنة في مجلس الوزراء ولو انه لا يصوّت شخصيا . كما انه يرى دورا لا يستهان به للنائب وليد جنبلاط في دعم هذا التوجه من دون الاستهانة بدور بيضة القبان الذي بات يلعبه النائب جنبلاط وكتلته.

ويعلن الرئيس سليمان بقوة رفضه لمطلب الحصول على الثلث المعطل في الحكومة "فاذا كانت الحكومة حكومة انتخابات وتصدى الثلث المعطل لتأليف هيئة الاشراف على الانتخابات التي كانت سببا في تطيير الحكومة السابقة ، فان الحكومة تتعطل لانها لن تستطيع اجراء الانتخابات عندئذ". فهناك ازدواجية او تناقض في مواقف افرقاء الحكومة المستقيلة يستعيدها رئيس الجمهورية اذ وافقت على اعطاء وزارة الخارجية مبلغ 10 مليارات ليرة من اجل تحضير انتخابات المغتربين ووفقا للقانون الانتخابي القائم مما رتب نفقة مادية تجرى المساءلة في شأنها في حين رفضت هذه القوى تأليف هيئة الاشراف على الانتخابات والتي تصح ان تتألف وفق اي قانون ستجرى عليه الانتخابات.

ويتحفظ رئيس الجمهورية ايضا عن مطالب ترفض المداورة في الحقائب الوزارية او ان تبقى هذه الحقائب من ضمن الفريق السياسي الواحد مما يثير اسئلة عما يترك للافرقاء السياسيين الآخرين خصوصا ان الحقائب التي نالتها قوى 8 آذار في الحكومة السابقة انما تعود لكونها كانت الوحيدة في الحكومة الى جانب الوسطيين ولم تكن قوى 14 آذار موجودة في الحكومة.

ولا يخفي الرئيس سليمان تفاؤله في حال نجح الرئيس سلام في تأليف الحكومة التي يريدها ان تكون لبنة اضافية في عملية تغيير تأليف الحكومات .

واذا كانت هذه المواقف تستقطب الاهتمام الاكبر في المرحلة الراهنة، الا ان رئيس الجمهورية يبدو على عتبة بداية السنة الاخيرة من عهده متمسكا اكثر من اي وقت مضى بفكرة تطبيق القانون والدستور وعدم المهادنة في شأنهما. فيتوقف طويلا عند رفضه "تعيينات محاصصة لا تحصل وفق آلية التعيينات التي كرسناها" حتى لو بقيت مواقع اساسية من دون تعيينات. وهو يفتخر بالخطوات التي حققها على صعيد استعادة لبنان قراره الخارجي من خلال محطات عدة تولاها بنفسه مستعيدا لهذا الموقع مرجعيته وموقفه كما يفتخر باعلان بعبدا الذي بات معادلة لا يمكن القفز فوقها وكذلك بالنسبة الى ورقة الاستراتيجية الدفاعية التي وضعها للنقاش على طاولة الحوار.

وإزاء رفضه الحاسم للتمديد لمجلس النواب والذي يوجّه من خلاله ايضا رسالة برفضه التمديد لأي موقع آخر بما فيها التمديد له، وموقفه الحاسم بالطعن في اي قانون للتمديد لمجلس النواب استثناء وحيد يخرقه الموقف من التمديد هو التمديد لقائد الجيش لاعتبارات مختلفة من بينها ان هذا الموقع يتم التعيين فيه ولا يحصل ذلك بالانتخاب فضلا عن سبب جوهري وفق الرئيس سليمان يتصل بالعمر الذي يجب الا يقتصر على السقف الحالي نظرا الى ان هذه هي الحال في كل دول العالم وهناك حاجة للاستفادة من خبرات الضباط والعسكريين عبر تمديد سن التقاعد وفق ما كان اقترح في وقت سابق. 

 

انفجار قرب وزارة الداخلية السورية في دمشق يخلف 13 قتيلاً و70جريحاً

 صرحت الداخلية السورية أن الانفجار بجانب وزارة الداخلية في ساحو المرجة في دمشق خلف إلى الآن 13 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً. وبث التلفزيون السوري صوراً من محيط الانفجار، تظهر حجم الأضرار التي خلفها. من جهتها أفادت وكالة "فرانس برس" عن سقوط 5 قتلى على الأقل. في حين أعلنت لجان التنسيق أن الانفجار وقع بسيارة مفخخة عند فندق "سمير أميس". من جهته، أكد عمر حمزة، المتحدث الإعلامي لمجلس قيادة الثورة، أن الانفجار ضخم جداً إذ سمع دويه في كافة أنحاء العاصمة السورية. ولفت إلى أن توقيت الانفجار في ساعة الذروة، يهدف إلى ايقاع أكبر قدر ممكن من الأضرار والضحايا. يأتي ذلك، بعد يوم واحد من وقوع انفجار استهدف موكب رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي، في الساعة التاسعة بتوقيت دمشق. أدى إلى مقتل حارسه الشخصي وسائقه الخاص. وأفاد ديب الدمشقي من مجلس قيادة الثورة أن هناك قتلى سقطوا جراء هذا التفجير، مشيراً إلى أن وزير الإعلام السوري حضر إلى موقع التفجير بعد دقائق من وقوعه. وبحسب التلفزيون السوري، فإن الاعتداء وقع قرب حديقة عامة ومدرسة في المزة، الحي الخاضع لحماية أمنية مشددة في وسط غرب العاصمة السورية والذي توجد فيه عدة سفارات ومبان حكومية ومقار لأجهزة استخبارات، وتقيم فيه عدة شخصيات سياسية.

 

535 ألف منزل دمر بالكامل في سوريا.. ومليونان و800 ألف مواطن بلا مسكن

كشفت دراسة خاصة حصلت عليها "الوطن" السورية عن أن "عدد المساكن التي تعرضت للدمار وهدمت بشكل كامل بلغت إلى ما قبل شهر من الآن تقريباً نحو 535 ألف مسكن على مستوى القطر، تتراوح مساحة كل من هذه المساكن بين 50 متراً مربعاً إلى 250 متراً مربعاً". وأكدت الدراسة بحسب ما بينه الخبير في الشؤون العقارية عمار يوسف أن "بعض تلك المساكن كان يقيم فيها 2- 3 عائلات، وشملت هذه الفئة مدن ومناطق السكن العشوائي وهي الرقم الأكبر والصعب من حيث عدد الأسر التي تم تهجيرها في هذه المناطق مما يجعل العائلات المشردة أو التي لم يعد لديها مسكن لتعود إليه ما يزيد على 700 ألف عائلة".

وبينت الدراسة التي استندت إلى إحصائيات عن واقع العقارات وصفت بالأقرب ما تكون إلى الدقة، أن "التكاليف الحقيقية لإعادة أعمار سوريا قد وصلت إلى مبلغ فلكي يقدر بنحو 68 مليار دولار يشمل ما تم تهديمه وكلفة إعادة أعماره بطريقة جيدة ولائقة وصالحة لسكن السوريين، وذكر اليوسف أن البلاد بحاجة إلى 250 ألف مسكن على الأقل وبشكل إسعافي".

 

الإئتلاف السوري يرد على خطاب نصرالله ويوجه نداءً للحكومة اللبنانية

اصدر المكتب الإعلامي للإئتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية البيان التالي: أمسى السوريون واللبنانيون على خطاب زعيم “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله، منتظرين منه أن يكف يده عن الآمنيين في حمص ودمشق، وآملين من قيادة الحزب أن تعي خطورة الوضع في المنطقة وما آلت إليه الأمور بسبب تمسكها بنظام سياسي أجرم بحق الشعبين في البلدين. ولكن السوريين واللبنانيين لم يسمعوا إلا تهديدات تعودوها من نظام الأسد، وتحذيرات باحتراق المنطقة سمعوها من مسؤولي إيران، إضافةً لاعترافات بالتدخل السافر في شؤون سورية الداخلية، وذرائع تدعي حماية اللبنانيين في حمص وحماية المقامات الدينية في دمشق. يجدد الائتلاف الوطني السوري دعوته للحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها والإيقاف العاجل، بكل الوسائل الممكنة، لجميع العمليات العسكرية المنسوبة لـ”حزب الله” في المواقع القريبة من الحدود السورية. لقد آن الأوان للحكومة اللبنانية التي اتخذت سياسية النأي بالنفس، إلى التوقف عن غض النظر عن السياسات التعسفية التي يمارسها حزب الله في تدخله بالشؤون السورية، عبر انخراطه السافر ووقوفه إلى جانب نظام الأسد في حربه على الشعب السوري، داخل سورية أولاً وعلى الأراضي اللبنانية من خلال الضغوط التي يمارسها على اللاجئين السوريين. ويشدد على أن السوريين هم وحدهم المسؤولون عن الحفاظ على الأضرحة والمقامات في دمشق وغيرها من محافظات سورية، لا ميليشيات النظام أو عناصر الحزب، فهذه بلدنا وأرضنا وعليها تكون سيادة السلطة الشرعية التي يريدها الشعب، وإننا نذكر بالمساجد والكنائس والمقامات التي دمرها النظام وحرقها وخرّب طابعها الحضاري والأثري، والتي لم يذكر منها نصر الله شيئاً. إن سقوط نظام الأسد هو إحياء للدولة وحماية للمنطقة من ظلام دامس قد يحيق بها، وإننا بدافع قلقنا العميق وحرصنا على استقرار الإقليم سنبقى ماضين في ثورتنا ومتخذين مطالب الشعب نبراساً في أي اتجاه نسير. الرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا والحرية لمعتقلينا، عاشت سوريا حرة وعاش شعبها حراً عزيزاً

 

لحماية "الدويلة"؟: نقل السلاح الكمياوي إلى "الساحل" وحزب الله

الشفاف

يصعب تصوّر استخدام حزب الله للسلاح الكيميائي، لأن استخدامه ضد الإسرائيلييين سيفتح باب الجحيم عليه. ولكن يسهل تصوّر استخدام نظام الأسد، و"جنوده الإلهيين" السلاح الكيميائي لحماية "الدويلة" التي قد يضطر بقايا النظام للجوء إليها بعد انهيار النظام في دمشق! مشكلة الأسد أن السلاح الكيميائي يمكن أن يشكل رادعاً ظرفياً، ولكنه لا يبني دولة أو حتى "دويلة"!

كشفت مصادر في الجيش الحر لـ كلنا شركاء معلومات هامة تنشر لأول مرة حول السلاح الكيماوي، وأهم مواقعه في سورية، مع ذكر أسماء المسؤولين عن المراكز والمواقع، فضلاً عن تفاصيل حول نقل الترسانة الكيماوية إلى مواقع ومناطق جديدة، وخصوصاً إلى حزب الله.

تفيد المعلومات بأن قوات خاصة تابعة للنظام قامت في ليل الثامن عشر من نيسان 2013م، بعملية سرية دامت 12 ساعة، في موقع “علي” أحد أهم مراكز السلاح الكيماوي. حيث سيطرت المجموعة على الموقع بشكل كامل بما فيه حراسته، وأبعدت الموجودين من العسكريين المناوبين فيه، وقاموا بنقل موجودات المركز الذي يضم كميات كبيرة جداً من مختلف أنواع السلاح الكيماوي إلى منطقة مجهولة، يعتقد أنها أحد مستودعات مطار ضمير تمهيداً لنقلها إلى مستودع مصياف للسلاح الكيماوي.

يقع مركز “علي” شرقي مطار ضمير العسكري في ريف دمشق، ويبعد مسافة بـ 3 كم، فقط عن المطار، ويتموضع على تلة ذو ارتفاع بسيط، وسط أرض جرداء مكشوفة للمطار ونقاط الحراسة الأمنية حوله، محاطاً بطوق من الألغام من مختلف اتجاهاته.

ويتبع مركز علي إلى مركز الدراسات والبحوث العلمية، ويعتبر مصنعاً ومختبراً ومستودعاً للسلاح الكيماوي، ويعد هذا الموقع الثاني من حيث درجة الأهمية بعد موقع أو مركز زوبع للسلاح الكيماوي الذي يقع قرب الناصرية بريف دمشق.

يتواجد في مركز علي العديد من الضباط منهم العقيد تامر قليوح الضابط العلوي من بلدة تلدو والذي ظهر في الشريط المصور الذي تداولته المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، دون أن يعرف مصير العقيد بعد نشر الشريط، أو أي جهة قامت بعملية التصوير، في حين نفت كافة كتائب وألوية الجيش الحر أي صلة لها بإعداد الشريط أو نشره.

أما فيما يتعلق بإدخال وإخراج المواد من المركز فهي محصورة بموافقة الدكتور زهير فضلون مدير معهد 3000 ، ورئيس لجنة مصدري الصناعات الدوائية، ومستشار اللواء مدير إدارة الحرب الكيماوية، والأمين العام لمجلس الصناعات الدوائية، وهو شامي شيعي متزوج من علوية، يتمتع بعلاقات قوية جداً مع اللواء جميل حسن مدير المخابرات الجوية الذي أهداه سيارة لاندكروزر بالإضافة إلى مرافقة مسلحة ترافقه أينما يتحرك. وهو يسكن في المزة قرب منزل اللواء علي مملوك في أبنية المراوح خلف جامع الأكرم.

يتواجد في المركز إلى جانب العقيد تامر قليوح، العقيد حسان شاهين ، والمركز بإشراف العميد غسان عباس الذي يرتبط مباشرة بالعميد بسام حسن الذي له صلات مباشرة مع بشار الأسد. والعميد غسان يسكن في ضاحية جمرايا التي تقع إلى جانب المقر الذي جرى قصفه مؤخراً بالطيران الإسرائيلي، ويملك أيضاً العميد غسان سيارة لاندركروزر مثيلة لسيارة الدكتور زهير فضلون، والذي يعتقد أن مصدرها أيضاً اللواء جميل حسن.

عملية اقتحام مركز علي جرت بتعاون بعض الضباط والأفراد في المركز منهم المساعد أول سمير أسعد والمساعد أول محمد مصطفى الذين غادرا مع المجموعة برفقة السلاح الكيماوي وللتضليل الإعلامي أخرج العقيد تامر الشريط المصور الذي يبدو للمتابع أنه ليس من إعداد الجيش الحر في كثير من تفاصيل الشريط، فضلاً عن أن العقيد تامر ذكر مواقع غير صحيحة في الشريط وهو الذي يعلم أدق تفاصيل تلك الأماكن.

هذه العملية تعكس مقدار الخلافات داخل النظام من جهة، كما تؤكد السباق الذي يجري بين كافة رموز النظام وأدواته في جمع واستحواذ أي شيء يقع بين أيديهم بعدما باتوا متأكدين من سقوط النظام.

ويستحيل أي مجموعة أو تنظيم القيام بعملية الاقتحام دون التنسيق مع مطار ضمير المدرع والمحصن والذي لم يستطع الجيش الحر الوصول إليه حتى الآن، كما يستحيل أن تتم العملية دون معرفة اللواء جميل حسن التي تشرف أجهزته على أمن تلك المنطقة، والذي بات يتمتع بحلف مقدس مع ماهر الأسد وعلاقات أمتن بكثير مما تربطه مع بشار الأسد. أي أن العملية جرت بمعرفة ماهر الأسد. وهي تعكس استمرار حالة الصراع بين أعمدة النظام التي عمدت على السيطرة قصراً على قسم كبير من مخزون السلاح الكيماوي لنقله إلى الساحل أو إلى حزب الله أو لاستخدامه لاحقاً في مناطق دون الانتظار لقرار أعلى. يؤكد ذلك عدم إعلان النظام عن عملية سرقة المواد الكيماوية أو اتهام الجيش الحر بسرقتها.

يشار أن النظام كان يخزن كميات كبيرة من السلاح الكيماوي في موقع يدعى المالكي القريب من معمل السكر بعدرا، وهذا المقر جرت عملية تفريغه قديماً ونقله براً باتجاه الساحل، حينها تمت عملية سرقة الكميات كافة أو بيعها إلى حزب الله كما يشير البعض، وسط صمت النظام. وبعد حادثة السرقة هذه صدرت التعليمات باستكمال نقل المواد إلى مطار قريب من مركز المالكي، تمهيداً لنقله إلى منطقة مصياف. يذكر أن المسؤول عن مركز المالكي هو العميد علي ونوس مسؤول تخزين وتجهيز السلاح الكيماوي في المنطقة الجنوبية، أما المسؤول عن المنطقة الوسطى فهو العميد سمير دعبول.

 

إضافة إلى "جيوب أمنية" على حدود لبنان لاستيعاب اللاجئين 

الثوار يسعون لإقامة منطقتي حظر جوي في جنوب سورية وشمالها بدعم "أطلسي"

حميد غريافي/السياسة

تعمل قوات "الجيش السوري الحر" والكتائب الإسلامية الثورية مثل خلايا النحل لشل المطارات المدنية والعسكرية في شمال سورية وشمالها الغربي, وإسقاطها عسكريا, بحيث بات الإقلاع منها والهبوط فيها مغامرة أكيدة, كما تسعى للسيطرة على قواعد الدفاع الجوي الصاروخي والمدفعي في جنوب البلاد, بهدف إفراغ المناطق الممتدة من حدود الأردن إلى دمشق من أسلحة الجو والصواريخ متوسطة وبعيدة المدى, لإنشاء منطقتي حظر جوي, تغطي إحداهما جنوب سورية من حدود اسرائيل الى مثلث الحدود الاردنية - السورية - العراقية في أقصى الشرق وتشكل محمية بشرية لنحو 400 ألف لاجئ سوري الى الاردن, فيما تغطي منطقة الحظر الجوي الأخرى في الشمال على امتداد الحدود التركية بعمق ما بين 15 و25 كيلومتراً داخل سورية, بعد نقل بطاريات صواريخ "باتريوت" الأطلسية الثلاث من داخل حدود تركيا الى ذلك الحزام الأمني الاوسع في تاريخ المنطقة, وبطاريتي صواريخ "باتريوت" من داخل الحدود الاردنية الى محافظة درعا دفاعاً عن المنطقة التي سيتم إخلاؤها وتبلغ مساحتها نحو أربعة آلاف كيلومتر مربع وصولاً الى مشارف دمشق.

وقالت أوساط عسكرية في وزارة الدفاع البريطانية ل¯"السياسة", أمس, ان اقتراح نقل بطاريات "باتريوت" الأطلسية والاميركية من تركيا والاردن إلى داخل الحدود السورية في الشمال والجنوب, جاء من الجانب العسكري البريطاني في قيادة الحلف في بروكسل الخميس الفائت, متبوعاً بإصرار بريطاني - فرنسي - سكندينافي (ما عدا السويد) على ضرورة إقامة منطقتي الحظر الجوي, لأنه آن الاوان لانهاء الحرب بعدما صدرت التعليمات الدولية الى قوات المعارضة داخل سورية لوضع كل ثقلها في إفراغ المنطقة الجنوبية الممتدة من حدود الاردن الى مداخل دمشق والمنطقة الشمالية الممتدة على حدود تركيا بطول نحو 40 كيلومترا من الشرق حتى البحر المتوسط.

وتأكيداً للمعلومات الموثوقة, أكد أحد قادة "الجيش الحر" في ريف دمشق ل¯"السياسة" أن التعليمات صدرت الى مئات المسؤولين السوريين عن أكثر من 400 الف لاجئ سوري في الاردن, و250 ألفاً في تركيا مسجلين رسمياً لدى سلطات البلدين, بضرورة الاستعداد للانتقال الى البلدات والمخيمات السورية في الحزامين الامنيين الجديدين.

وبشأن مصير نحو مليون لاجئ سوري وفلسطيني من سورية الى لبنان, أعرب المسؤول العسكري البريطاني عن اعتقاده بأن تتمكن قوى المعارضة المسلحة, وخصوصاً السلفي منها, التي تتجمع في محافظة حمص قبالة الحدود اللبنانية الشرقية والشمالية, من بسط سيطرتها على شريط حدودي لبناني - سوري بعرض 40 كيلومتراً من البحر شمالاً, لمنع "حزب الله" من دخول تلك الحدود الى القصير وريفها لمقاتلة الثوار, ثم إنشاء "جزر أمنية" على تلك الحدود داخل سورية تستوعب اعداداً كبيرة من النازحين السوريين الى لبنان, بعد نشر مئات الصواريخ وبطاريات المدافع بعيدة المدى على تلك الحدود يمكن ان تبلغ مدينة بعلبك البقاعية الشمالية (12 كيلومتراً) التي تحولت خلال الشهرين الماضيين ثكنة عسكرية واسعة النطاق تعج بالعصابات المقاتلة والاسلحة وكذلك بلدة الهرمل الخط الامامي الاول لمقاتلي "حزب الله".

 

عون بعد اجتماع تكتله: الأرثوذكسي يعيد التوزان ولا يمس بالعيش المشترك ولا تمديد لأحد من رأس السلطة الى أدناها

وطنية - ترأس رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون الإجتماع الأسبوعي لتكتله في الرابية.

وعلى الأثر، تحدث عون فقال: "سنراجع اليوم سويا قوانين الإنتخابات التي جاءت بعد اتفاق الطائف، أي بعد صدور وثيقة الوفاق الوطني. جميعنا يعلم، أن قوانين الإنتخابات تلك خالفت النصوص، أولها من خلال تعيين النواب، حتى ولو اعتبروا أن ذلك حصل بالتوافق. النائب وفقا لكل القواميس يكون منتخبا وليس معينا، ومع ذلك، عينوا نوابا، ولم يكن النصاب يومها معطلا، لأنه لو احتسبنا عدد النواب المتوفين، لوجدنا أن النصاب كان ليكون مكتملا يومها، ولم يكن هناك من داع لمخالفة القانون. وصلنا، بعد ذلك، إلى قانون انتخابات عام 1992، الأقرب الى المسخ، ويومها، قاطع تلك الإنتخابات أكثر من 87 في المئة من الشعب اللبناني، مسيحيين ومسلمين، ومع ذلك اعتبروا تلك الإنتخابات ميثاقية، وذلك كان أكبر وصمة عار في تاريخ الديموقراطية في العالم، لأنه لا يمكن أن تقوم إنتخابات في أي مكان بأقل من 25 في المئة من إجمالي الناخبين".

أضاف: "بعد إتفاق الطائف الذي ينص على المناصفة، وصحة التمثيل وفعاليته، تعاملوا مع المسيحيين كسبايا حرب، معتبرين أن حقوقهم المعنوية والمدنية هي مغانم يتقاسمونها في ما بينهم. لم يكن هناك عهد تكلم عن الوحدة الوطنية يشبه من حيث السلوك عهد من وقعوا اتفاق الطائف. قسم أذعن وكان عبارة عن "سبايا"، وقسم آخر اعتبر نفسه منتصرا، ورغم ذلك، أطلقوا على ذلك العهد تسمية الوفاق الوطني، ولكنه كان عارا على كل أنواع الوفاق، بالقبول بالظروف وبالشروط التي فرضت عليهم. أما قانون عام 1996، فكان أسوأ من الذي سبقه، إذ تم إلغاء أصوات المسيحيين في 4 محافظات، وحيث كانت هناك أكثرية مسيحية، قاموا بتقسيم المحافظة إلى أقضية عدة، تماما كما "فرموا" محافظة جبل لبنان. لقد قاموا بهذا التقسيم لكي يخففوا من سم الوجود المسيحي في مجلس النواب".

وتابع: "وأنتج قانون عام 2000 أسوأ المجالس النيابية على الإطلاق، فجعلوا من بيروت sandwich. وبهذا، تحولت الأقلية إلى أقل، وبات من السهل أن تقضمها الأكثرية في الإنتخابات، فلا يكون لها أي أثر في التصويت، ولا تكون مرجحة لأي فئة. ولأن هذا القانون أعجبهم، عطلوا تعديله في عام 2005 ليجددوا لأنفسهم. وكانت هناك أكثرية شعبية واضحة، إلا أن الأقلية الشعبية هي من فازت بالإنتخابات، فليحيا العدل، إن الأكثرية الشعبية خسرت في الإنتخابات. فليحيا العدل أيضا، فهذه هي العدالة بالنسبة إليهم، والعدالة بالتمثيل وفي صحته".

وأردف: "في عام 2009، طرحنا في الدوحة التمثيل النسبي للشعب اللبناني، وبعد صراع عنيف توصلنا إلى حل ارتضينا به للخروج من الأزمة الكبيرة وللضغط العربي المتمادي لمصلحة تيار "المستقبل". وأنا من تلقيت هذا الضغط، ووافقت يومها على إصلاح جزئي لقانون الإنتخابات، فخرجنا بقانون الدوحة الذي استرجعنا بواسطته جزءا: 23 مقعدا للمسيحيين، 10 منها في الشمال و7 في بيروت و3 في جزين وغيرها. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، لم نتوصل إلى إقرار قانون يحترم الدستور اللبناني والوفاق الوطني، لم يكن أي قانون من القوانين التي ذكرت دستوريا، وأرجو أن يسمعني كل الذين يفهمون بالقوانين الدستورية ومروا على المجالس الدستورية من رؤساء وأعضاء. لم يكن أي قانون من القوانين التي ذكرت الآن دستوريا ويحترم العيش المشترك".

ولفت إلى أن "المرتكز الأول للعيش المشترك هو المساواة والعدالة"، مشيرا إلى أنه "لم يتم احترام لا مبدأ المساواة ولا مبدأ العدالة في كل تلك التشريعات"، وقال: "أساس العيش المشترك أن يشعر كل إنسان بأنه يحصل على حقوقه كاملة، وليس مظلوما، إلا أن هذا المبدأ لم يكن محترما أيضا. إذا، الميثاق الوطني هو ما ورد في الدستور وفي وثيقة الميثاق، فالمادة 24 من الدستور نصت على المناصفة، والميثاق الوطني نص على صحة التمثيل وفعاليته. إن الدستور ووثيقة الميثاق الوطني يحددان قانون الإنتخابات، ووحده قانون الأرثوذكسي يحترمهما. وما يقولونه عن أن هذا القانون يمس بالعيش المشترك كلام غير صحيح، لأنه ما من شيء يمس بالعيش المشترك في لبنان، إلا عملية السطو على الحقوق".

أضاف: "أسوأ ما حصل في تاريخنا، ليس وقوع الجرائم، إنما قولهم إن القانون الأرثوذكسي يضرب العيش المشترك ويؤدي إلى المشاكل، ومنهم من توصل إلى حد القول إن هذا القانون يؤدي إلى الكوارث، فمن يتمسكون بقانون الستين، ويقولون إن هذا القانون الأرثوذكسي يؤدي إلى الكوارث، هم نفسهم من قاموا بمجازر الجبل، وهم من هجروا الناس واحتلوا أملاكهم. لقد صارت هناك مصالحة وعادوا، ولكن حتى الآن لم يؤمنوا لهم وسائل الحياة الطبيعية واحترام حقوقهم، ومع ذلك لم يضرب العيش المشترك. يريدون الآن أن يضرب العيش المشترك لأن اللبنانيين ينتخبون وفقا للمذاهب؟ لن يضرب أحد الآخر، فكفى. لا أحد سيزور للآخر انتخاباته، لا بل على العكس، هذا سيخلق توازنا في المجتمع السياسي اللبناني، ولن تبقى أقلية غير ممثلة. إذا، سيصبح هناك تمثيل لكل مكونات المجتمع اللبناني بأكثريته وأقليته. هذا هو القانون الوحيد الذي بعد صدور نتائج الإنتخابات ستؤلف جبهات وطنية مع ممثلين حقيقيين للشعب اللبناني، الأقلية ممثلة والأكثرية كذلك، إنه القانون الوحيد الذي في إمكانه أن يعيد التوازن".

ولفت إلى أن "الأحادية الطائفية والمذهبية في الطوائف الأخرى ذبحت المسيحيين، ذبحتهم من الناحية السياسية. واليوم، لا مجتمع مسيحيا في عكار أو في الشوف أو في عاليه أو في البقاع الغربي أو في أي منطقة أخرى له صوت انتخابي. في بعبدا هناك أكثرية مسيحية، ولكن ليست هي التي تنتخب لوحدها، عند المسيحيين ثنائية فينقسمون أكثرية وأقلية، ومن يرجح هي الطوائف الأخرى. ففي جبيل طائفة أخرى ترجح، وفي الكورة أيضا، وحتى في الأشرفية فمن يرجح هم السنة. وبسبب الأحادية السياسية لدى الطوائف الأخرى، حرم الناخب المسيحي من إيصال نوابه. فما هذه "المسخرة"، إذا أنت تقاطعني ولا تصوت لي تعزلني بأصواتك. وإذا طالبت بحقي أصبح أنا من يضرب العيش المشترك، لكن هذا السلوك الأحادي ليس ضربا للعيش المشترك. سابقا حتى أيام الستين، كانت هناك مداورة في النجاح، وكانت كل الطوائف حزبين: الدروز كانوا يزبكيين وجنبلاطيين، الشيعية كان منهم أسعديين وغير أسعديين، فلسنا نلومهم أنهم توحدوا، فليتوحدوا، ولكن نريد قانونا آخر. ففي عكار كان هناك بيت العثمان وبيت العلي إقطاعيين وغير إقطاعيين، ولكنهم كانوا قسمين. وكان المسيحيون قسما منهم هنا وآخر هناك، وكان ثمة تنافس حقيقي، وكان الجميع في حاجة الى بعضهم كي ينجحوا".

وتابع: "نحن نقدم وقائع دستورية ونعطي وقائع عملية. لذلك، مهما كان رأيهم – هؤلاء من يرفضون القانون – أعتبرهم من السبايا الخاضعين لسلطة معينة بالتبعية الداخلية أو الخارجية ويعوضون عنها بالمال المقبوض من أجل الإنتخابات المقبلة. أما كل إنسان حر إن كان معنا أم ضدنا فعليه الإعتراف بحقنا، وإلا لن يكون هناك تكافؤ في الوطن، وهذا سيشكل مصدرا لمشكلة، وليس مصدرا لاستقرار. لقد دفعنا الكثير، وخصوصا منذ بداية هذا العقد بسبب تضحياتنا من أجل المحافظة على الإستقرار، ومن أجل المحافظة ولو شكلا على الديموقراطية".

وأردف: "في تشكيل الحكومات المتعاقبة كانت تأتينا في كل مرة عقبة، وندخل أزمات طويلة كي تؤلف الحكومة. والسبب هو دائما ذاته: السطو على حقوقنا. وفي النهاية، ولأن إعلامهم قوي يصبح الحق علينا، ولا يقولون إن أكبر تكتل مسيحي له الحق في وزارة سيادية. كلا، نائب واحد يأخذ وزارة سيادية و27 نائبا لا يحصلون عليها، هذا في المفهوم الديموقراطي، أحدهم ليس لديه أحد فيحصل على أربعة وزراء، وغيره لا يحصل، أي أننا نعيش كاريكاتورا في السلطة، وكاريكاتورا في السيادة، وكاريكاتورا في الدستور، ويقولون إنهم يريدون أن يبنوا دولة. والأبشع من ذلك، صارت المؤسسات الوطنية كلها مؤسسات استثمار، فيأتي الموظف مهما كانت طبيعته، وفي أي قطاع، يوضع على رأس هذه المؤسسة، وبعد فترة نجده يريد أن يجدد عقد الإستثمار، يريد تجديدا، فأين يصير هذا؟ في أي بلد في العالم؟ كأن الرجال "انقطعوا" و"انقطع" أصحاب الإستحقاق في هذه المؤسسات، أليس هذا أيضا تعتيرا؟ كل مرة تعدل القوانين على قياس أشخاص، وأكبر أزمة نعيشها الآن بعد استقالة الحكومة بسبب إرادة التمديد لمدير قوى الأمن والحبل على الجرار".

وأشار إلى أن "طبيعة الأجيال المتتالية تقول إن كل جيل يأتي بعده جيل آخر، فيحصل أكثر ويعرف أكثر من الجيل الذي سبقه لأن هناك تقنيات أكثر ووسائل أكثر وتجارب أكثر، أي تجمع تجربة وتجمع معلومات أكثر"، وقال: "وإلا كيف نحترم من تقدمونا؟ ومن تقدموا الآن؟ فيجب إعطاء الأجيال الصاعدة تجربتنا، وهي تعطينا تجربتها، فتجتمع سويا لخلق أشخاص أكفاء منا من أجل معالجة المؤسسات والوطن. إذا انطلاقا من هنا، هناك تحريم لأي تمديد لأي كان، من رأس السلطة إلى أدناها. ممنوع على أحد أن يدعو إلى التجديد أو التمديد، فيكفينا، وإذ أخطأنا في المرة الأولى، لن نخطىء مرة ثانية في مواضيع كهذه".

وأكد أن "القانون الأرثوذكسي وحده صالح للتصويت، وهناك إلزامية لطرحه على مجلس النواب، لأنه الوحيد الذي وصل إلى الجمعية العامة، وتمت الموافقة عليه في اللجان المشتركة"، وقال: "أما إذا سقط في المجلس فيسقط، ولكن أنا أريد أن أميز من هم خصومي ومن هم معي، لأن ما أراه حاليا من مناورات للهرب و"اللوفكة" أصبحت غير محدودة، ولم أعد قادرا على تمييز من هم معي ومن ضدي في القانون الذي قدمناه. نقرأ في الصحف يوميا أخبارا إشاعات، فأحيانا يتهمون أصدقاءنا بأنهم يلعبون من تحت الطاولة، ثم يقولون لاحقا إن خصومنا يناورون علينا فيخبروننا أنهم معنا، وهم ليسوا كذلك. هذه الطريقة لا تؤدي إلى حياة سياسية على مستوى وطن قرر حل المشكلة في ظرف صعب يقلق جميع المواطنين، هذا في ما يتعلق بقانون الإنتخاب. أما إذا قدموا قانونا آخر وجدوه جيدا وصوتوا عليه، فهذا الأمر مشكلتهم ويتحملون مسؤولية موقفهم، ولكن على الأقل فالمسيحيين، جميع المسيحيين، سواء أكانوا معارضة أم غير معارضة يتحملون مسؤوليتهم أمام شعبهم، إنما أن يخرج أحد ويختلق الأعذار حينا، ويطلق الإشاعات أحيانا ويحمل المسؤولية لغيره، ثم يقول إن السنة لا يقبلون والدروز لا يقبلون، والشيعة لا يقبلون، وأخيرا يقول إن القوات لا يقبلون القانون، أو إن الرئيس نبيه بري هو الذي لا يريد أن يعرضه في المجلس. فلماذا كل هذا الكلام؟ هناك مجلس ومؤسسة وقوانين جميعنا نخضع لها، وعلى الجميع أن يتحملوا مسؤولية موقفهم".

وعن طريق ترشيش، قال: "نود إبلاغ الذين تظاهروا أو قادوا المظاهرة، أننا أنهينا معاملات الطريق. لقد كانت هناك صعوبات لإمكانية مرورها في ديوان المحاسبة، ولكننا مررناها. كما كانت هناك أيضا مشكلة شكلية مالية أنهيناها، وعندما يعود الوزير من السفر، سيتم توقيعها في المالية وستنفذ الطريق، وهنيئا لأهل المتن بها، وطالما أنني باركت لهم بها، فذلك يعني أن الطريق آت".

حوار

ثم أجاب عون على أسئلة الصحافيين:

سئل: في ما خص الشأن الحكومي، لقد طالبتم ب6 وزراء، فهل تريدون أيضا الثلث المعطل؟

أجاب: "كي نتفق أولا على الحكومة، طلبنا توزيع المقاعد، وفقا لأحجام الكتل النيابية، وعندما نتفق على هذا الموضوع نتحدث في غيره. لقد طالبنا برقم 6 نسبة إلى ال30 وزيرا، ولكنهم يتحدثون الآن عن 24 وزيرا".

سئل: كم وزيرا تريد من أصل 24؟

أجاب: "لا أريد شيئا سوى سلامتهم، فما أريده هو قانون للانتخابات".

سئل: لقد قدمتم اليوم كتاب الإبراء المستحيل، ولكن في المقابل يتم تحضير كتاب جديد سيكون أيضا إبراء مستحيلا. وهناك اليوم معارضة شرسة جدا تجاه الوزير جبران باسيل وعمله. فما رأيك بما يحصل؟

أجاب: "هذه الأمور هي في باب الدعاية الوسخة، أي أن ما يحصل هو نوع من تشويه السمعة. لقد وقعت اليوم مشروع اقتراح قانون تم تسجيله في مجلس النواب يتعلق باقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى إنشاء محكمة خاصة ومتخصصة في الجرائم المالية. وأرى أن من يتحدثون عنا يقولون كلاما فارغا، فإذا كانوا رجالا وكلمتهم كلمة ولهم ضمير نظيف فليتفضلوا ويلاقونا في المجلس كي نقر هذا القانون ونذهب سويا إلى المحكمة، ولن أضيع وقتي يوميا في رد على أناس لا يملكون شيئا من روح المسؤولية أو الضمير أو التهذيب. إ إن الفرق الذي بيننا وبينهم ليس فقط سياسيا، ففي السياسة نجد الكثير من المعارضة، ولكن ثمة فوارق أخلاقية بيننا وبينهم، والمعايير السياسية أيضا مفقودة في ممارسة السلطة. نحن نريد أن نبني مؤسسات. أما هم فيريدون أن يبنوا دكاكين، وهذه الفوارق تجعلنا على مستويين وليس على مستوى واحد. وإن كانوا رجالا فليواجهونا في المحكمة. الإبراء يحصل في القضاء وليس في ورقة من دون مستندات. نحن كتبنا كتابا ونتحمل مسؤولية كلامنا، وليس هناك افتراء من دون محاكمة، ولا يحاول أحد إضاعة المواضيع".

سئل: البعض اعتبر أن ثمة تناقضا في كلامك حول قانون الإنتخاب، فبعدما سرت في قانون الدوائر المتوسطة والنسبية عدت وسرت بقانون اللقاء الأرثوذكسي، ويقال إنك وضعت النواب في أجواء الإستعداد للانتخابات بحسب قانون الستين. ما تعليقك؟

أجاب: "غلط بغلط بغلط. بداية، طرحنا قانون الدوائر المتوسطة، ولكنه رفض، بعد أن كنا قد اتفقنا عليه في لقاء بكركي. مجلس الوزراء اقترح 13 دائرة، فردوا أنهم لن يسيروا بال13 دائرة، إنما بال15 فوافقنا وتجاوبنا معهم، وقلت لهم أعدهم بتأمين الأكثرية لل15 دائرة، ثم رفضوا ال15 دائرة. وفي حفل إفطار في رمضان في ال"سان جورج" وبعد أن رفضوا ال15 دائرة، صرح فريق "المستقبل" بأنهم لا يريدون أن يسمعوا بالنسبية أبدا، فوجدنا عندها أنه لم يبق سوى قانون اللقاء الأرثوذكسي الذي كان أيضا مقترحا في اجتماعات بكركي. وبعدما طرحنا هذا القانون، قالوا إن قانون اللقاء الأرثوذكسي هو مناورة منا، فطلبنا منهم عندئذ أن يلاقونا في المجلس، تماما كما نطلب منهم اليوم أن يلاقونا في المحكمة، فرفضوا الأمر معتبرينه مناورة ومزايدة. وبالنتيجة، تم تعيين لجنة فرعية للتواصل، وافقت عليه بالأكثرية، ثم أقر في اللجان المشتركة، ولكننا لا نزال ننتظر حتى الآن، ونسمع من يقول إن القوات لا تريد المشاركة، ومن يقول إن الرئيس بري هو الذي لا يريد أن يعين الجلسة، حتى أن بعضهم قال إن حزب الله يريد القانون في العلن ويطلبون في السر من الرئيس بري ألا يعين الجلسة. إذا، تجاه هذه الإشاعات، نريد قرارا حاسما يحسم موقف الجميع كي لا تظل هناك شكوك في الرأي العام. أنا أعرف جيدا من يريد القانون ومن لا يريده، ليست هنا المشكلة، إنما هي في وجود رأي عام يستحق أن نحترمه وأن يعرف الحقيقة كاملة لأنه يريد أن يصنع خياراته السياسية على أساس مواقف، ولا يجوز لهذه المسألة أن تبقى غامضة على الإطلاق. فإذا وجدنا الرأي العام مخطئين فليحاسبنا، وإذا وجد غيرنا مخطئا فليحاسبه أيضا".

 

مأزق نصرالله: ذعر من إسرائيل ورد على تذمّر الشيعة وإصرار على مغامرة سوريا

الشفاف

ما هي الرسائل التي وجّهها حسن نصرالله في خطابه؟ ولماذا تعجّل بإلقاء خطابه الليلة مع أنه كان مقرّراً أن يلقيه بعد أيام؟

ولماذا "تبرّأ" نصرالله من "الطائرة بدون طيّار" ولماذا برّأ إيران، وحرسها الثوري، من الطائرة؟ ولماذا "تمنّى التحقيق في الموضوع"؟ ولماذا لم يطرح فرضية "معقولة" بدورها، وهي أن يكون نظام الأسد هو الذي أطلق الطائرة من طرطوس مثلاً؟ كما سبق للنظام نفسه أن "أطلق" جماعة "فتح الإسلام" وأرسلها إلى لبنان؟

السبب واضح. وهو أن نصرالله يخشى من ضربة إسرائيلية وشيكة تستفيد من "فائض القوة" الذي حشدته إسرائيل لضرب إيران، والذي تمنعها الولايات المتحدة من استخدامه حتى الآن! وهذا "الفائض" يمكن أن يوجّه ضد "الحزب"، وضد لبنان الذي يتّخذه نصرالله رهينة، في أي وقت. وخصوصاً حينما يرسل نصرالله بضعة ألوف من عسكره إلى ريف "القصير" وإلى حمص، وإلى ريف دمشق!

نصرالله مصاب بحالة "ذعر" من ضربة إسرائيلية، وكلامه واضح: "هناك "مؤشرات مقلقة في المنطقة وهذا صحيح وهناك حشد في شمال فلسطين"! ويضيف: "لكن ما زلنا نقدّر ان هذه الامور مرتبطة بالتحولات في سوريا". وهنا كان ينبغي له أن يستبدل كلمة "نقدّر" بكلمة "نتمنّى"!

بعد ذلك يتابع نصرالله كلامه الموجّه للإسرائيليين، وليس للبنانيين: "اذا كان هناك من يتوهم او يظن ان المقاومة في لبنان ونتيجة ما يجري في سوريا والعراق والضغوط على ايران وما يجري في فلسطين ان تكون المقاومة في لحظة وهن او وهنت او ضبابية فهو خاطىء. لا بل العكس فالمقاومة يدها على الزناد وتمتلك الارادة والعزم والتقييم للدفاع عن الانجازات التي حققها الجيش والمقاومة. وسنواجه اي عدوان بشجاعة ووعي وسننتصر في اي مواجهة مقبلة"!

باختصار، نصرالله يفضّل "معاهدة عدم إعتداء" مع الإسرائيليين، إلا إذا قرّر الإسرائيليون العكس، وعندها "فلا حول ولا.."!

لكن، كم عدد قتلى الحزب؟

الرسالة الثانية لنصرالله تعبّر عن "عصبيّته" الشديدة تجاه الجمهور الشيعي: ففي موضوع مخطوفي "أعزاز"، فإن نصرالله مستعد للقيام بكل ما يلزم (ما عدا تغيير موقفه من نظام الأسد) للإنتهاء من هذا الملف! وكلام نصرالله عن المخطوفين "الأبرياء" كلام حق، وكان يجدر به أن ينطق به حينما كان حزبه يخطف الديبلوماسيين والصحفيين الأجانب من شوارع بيروت!

لكن بيت القصيد في "نرفزة" نصرالله هو رقم ١٣٨ قتيلا وعشرات الجرحى الذي خرج به الأمين العام الأسبق لحزب الله، الشيخ صبحي الطفيلي، وما "تتجرّأ" وسائل الإعلام على نشره حول عدد قتلى الحزب في سوريا. وبالمناسبة، فلم تذكر أية وسيلة إعلامية رقم ٥٠٠ قتيل الذي أشار له نصرالله! وأعلى رقم تردّد في الأيام الأخيرة كان ٣٥٠ قتيلاً!

ماذا يعني كلام نصرالله؟ إنه يعني، فقط، أن عدد قتلى الحزب لم يصل إلى ٥٠٠ قتيل بعد!

نصرالله لا يملك قرار التراجع عن دعم الأسد عسكرياً

الرسالة الثالثة هي أن حزب الله لن يتراجع عن المشاركة في قمع الثورة السورية. فهو يقول أن الجيش السوري "انكفأ" عن ريف "القصير"! وهذا يعني أن الذي يخوض القتال في "القصير" هو حزب الله والإيرانيين.

وإصرار نصرالله على خوض المعركة ليس جديداً! فقد اتخذت إيران قرار المعركة، ولا يملك حسن نصرالله "رأيا" في موضوع تقرّره إيران وحدها.

نصرالله في أي عصر يعيش؟

أما الرسالة الرابعة في خطاب نصرالله فتدفع للتساؤل التالي: في أي عصر يعيش حسن نصرالله؟ هل يعيش في القرن الواحد والعشرين، أم أنه يعيش في عصر يزيد والحسين (لم تكن هنالك حدود بين العراق والسعودية، ولا جمارك في عصر الحسين ويزيد، ولا جوازات سفر، ولا أمم متحدة..)؟ بكلام آخر، هل يعترف حسن نصرالله بأنه "مواطن لبناني" يحمل جواز سفر لبنانياً، وأن سوريا بلد مستقل، وأن بين البلدين "حدوداً دولية" لا يجوز لفريق مسلح غير سوري أن يجتازها بذريعة دينية أو غير دينية؟

وإذا كان الدفاع عن مقام السيدة زينب مبرّراً لحملة عسكرية ضد الشعب السوري، فماذا عن نسف تماثيل "البوذا" في أفغانستان؟ وماذا عن المجازر التي يتعرض لها المسيحيون في نيجيريا على أيدى أولاد الحرام من جماعة "بوكو حرام"؟

بل، ولماذا لا يرسل نصرالله حزبه للدفاع عن الشيعة المظلومين فعلاً في مقاطعة بالوشتستان الباكستانية؟

طز في مصر، وفي سوريا، وفي لبنان!!

لا نعرف إذا كان حسن نصرالله "يصدّق" فعلاً "خبرية" الدفاع عن مقام السيدة زينب (في الشام فقط، وليس في القاهرة!). ولكن من الواضح أنه لا فرق بين نصرالله والإخوان المسلمين، الذين قال زعيمهم المصري "طز في مصر"، وقال الناطق السوري بإسمهم "طز في سوريا"!

والمشكلة، بالنسبة لنا، هي أن كل مغامرات حسن نصرالله وحزبه لا تعني سوى "ظز في لبنان"!

ماذا يبقى من خطاب نصرالله.

يبقى منه: " انتم لا تستطيعون اسقاط دمشق، ولستم قادرين على اسقاط النظام عسكريا. ما زلتم تقتلون الجيش السوري والقوات الموالية للنظام، ولا يوجد قوات ايرانية كما تدعي بعض الفضائيات العربية، ولو انه موجود لكانت الدول الغربية علمت بذلك.

ويبقى منه: "ان لسوريا في المنطقة والعالم اصدقاء حقيقيين لن يسمحوا لسوريا ان تسقط بيد اميركا واسرائيل او الجماعات التكفيرية وما اقوله معلومات وليس تكهنا"!

وهذا كله لا يعني سوى أن أميركا وإسرائيل لم تقطع الأمل نهائياً بإنقاذ نظام الأسد!

ولولا تردّد إدارة أوباما، لكنا قلنا أن كلاماً من نوع "لا تستطيعون إسقاط دمشق" يذكّرنا بتصريحات محمد سعيد الصحاف بأن "العلوج" لن يدخلوا بغداد!

 

نصرالله: لا نريد مشكلة في لبنان ولا ان ينتقل الصراع اليه من يريد انقاذ سوريا يجب ان يعمل لايجاد حوار وحل وتسوية سياسية

الأربعاء 01 أيار 2013 وطنية - القى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم عبر شاشة "المنار"، كلمة قال فيها:"في البداية أتوجه إلى الجميع بالتهنئة والتبريك، أولاً بمناسبة ذكرى ولادة بنت رسول الله، بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام. وثانياً، أتوجه إلى العمال في لبنان والعالم، بالتهنئة في مناسبة عيدهم، عيد كدحهم وتعبهم وعرقهم وجهدهم وجهادهم.

في الحقيقة، اليوم أحببت أن أتحدث في الوقت المتاح، الآن في لبنان كل شيء خاضع للتحليل، من المفترض، إن أبقانا الله على قيد الحياة، أن أتحدث في إحتفال إذاعة النور في الذكرى التأسيسية بعد أيام، ولكن كنت أراقب الموضوعات، طبيعة الوقت في الاحتفال والمساحة المتاحة لن تسمح بتناول موضوعات عديدة وحساسة وخصوصاً بعد انقطاع عنكم لمدة من الزمن. فرأيت أن أقسم الموضوعات، ما هو في بالي، بعض هذه الموضوعات أطرحها الليلة، وبعض الموضوعات نطرحها بالاحتفال إن شاء الله، فإن شاء الله لليلة وإن شاء الله للأيام المقبلة.

العنوان الأول الذي أود أن أتحدث عنه، وسأحاول أن أتحدث قليلاً بسرعة حتى أستفيد من الوقت، لأن الموضوعات دقيقة وحساسة ويجب أن نتابعها جميعاً وأن يواكبها الرأي العام أيضاً في لبنان وفي المنطقة، لأنها تعني مصيرنا جميعاً، سواء في ما يعني الوضع الاقليمي أو الوضع المحلي.

أولاً، في العنوان الأول العنوان الاسرائيلي، أهم ما لدينا في العنوان الإسرائيلي هو ما حصل قبل أيام، حيث "ادعى" الإسرائيليون أنهم أسقطوا طائرة من دون طيار يدّعون أنها دخلت من الأجواء اللبنانية إلى أجواء فلسطين المحتلة وتم إسقاطها بالقرب من مدينة حيفا، من ساحل حيفا.

طبعاً، وسائل الإعلام الإسرائيلية والمحللون الاسرائيليون والمراقبون اتهموا مباشرة، إتهمونا بأننا نقف وراء هذا الشرف الذي لم ندعيه. وبحسب متابعة الجهات المعنية في حزب الله لم يصدر من ذلك الوقت إلى اليوم أي اتهام رسمي من قبل مسؤولين رسميين إسرائيليين لحزب الله سوى في الدقائق الأولى، نائب وزير الحرب الاسرائيلي وجه اتهاماً من هذا النوع على العجالة، ولكنه لم يكرر هذا الموقف لاحقاً.

طبعاً، مباشرة هناك جهات لبنانية أيضاً حمّلتنا مسؤولية إطلاق الطائرة من دون طيار، يعني ما يدّعى أن هناك طائرة من دون طيار، وبدأت تعزف على المعزوفة والألحان التي تعرفونها. حزب الله، أولاً لأنه فعلاً لم يقم هو بإرسال طائرة من هذا النوع، ثانياً إدراكاً منه لحساسية الوضع في المنطقة، أصدر بياناً دقيقاً، يعني سطر واحد وليس سطرين، "لا مقدمات ولا نتائج": ينفي حزب الله أن يكون قد أرسل طائرة من دون طيار إلى أجواء فلسطين المحتلة، نقطة على أول السطر.

طبعاً لماذا كان النص كذلك، الآن عندما أتقدم بالتعليق أشير إلى هذا الأمر. حسناً، أصبح السؤال الكبير أنه إن لم يكن حزب الله هو من أرسل هذه الطائرة، فمن إذن؟

هذه الوقائع، طبعاً في الوقائع حتى هذه اللحظة لم يقدّم الاسرائيليون فيلماً أو مشاهد مسجلة، من المفترض أن تكون مسجلة لديهم، حول إسقاط طائرة مدّعاة من هذا النوع، وحتى الآن لم نعرف، أو لم يطرح في الإعلام بشكل جدي، هل عثروا على حطام الطائرة المدّعاة أو لم يعثروا، أين هو هذا الحطام، هذا أيضاً في الوقائع.

عندما أذهب الى التحليل، أولاً الكل يعرف أن حزب الله يملك شجاعة أن يتحمل المسؤولية وأن يتبنى أي عمل يقوم به، وخصوصاً إذا ما كان يعني العدو الاسرائيلي.

نحن نملك هذه الشجاعة، ونفتخر بعمل شجاع من هذا النوع إذا قمنا به ولا يقلقنا أو يزعجنا الكثير من الاتهامات أو التحفظات أو القراءات المختلفة إذا أُحسن الظن. وما قيل عن هذه الطائرة، هو ليس أهم ولا أخطر من أن يتبنى حزب الله مسؤولية طائرة أيوب التي دخلت إلى جنوب فلسطين المحتلة واقتربت من مفاعل "ديمونا".

فإذن أولاً حزب الله، في كل صراعه مع العدو الاسرائيلي، ليس هناك سابقة أن يقوم بعمل ثم ينفي، يوجد لدينا تاريخ. إذا كان هناك أناس معتادون على الكذب فنحن هذا تاريخنا، واحد وثلاثين سنة من الصراع مع العدو الاسرائيلي، ما نقوم به نعترف به ولا نتنكر له ونعتز به أيضاً، بعد ذلك من شاء أن يصدق فل يصدق ومن لا يصدق فلا يصدق، من لا يريد أن يصدق هذا شأنه، لا نريد أن نشغل بالنا في هذا الموضوع.

ثانياً، أنا أحب أن أقول للبنانيين وللرأي العام، ليس هناك ما يؤكد الحادثة أساساً، حتى هذه اللحظة، أنا لا أنفي حصولها، لا أقول لم تدخل طائرة من دون طيار، لكن ليس هناك ما يؤكد أن هناك طائرة من دون طيار قد دخلت إلى شمال فلسطين المحتلة، ليس هناك ما يؤكد، لم يقدّم دليل حتى الآن، لم يُرَ حطام حتى الآن، وحتى قوات اليونيفيل قالت: نحن لم نتثبّت من أمر من هذا النوع، (وكذلك) الأجهزة الأمنية الرسمية اللبنانية.

إذن هناك فرضية يجب أن نأخذها بعين الاعتبار وهي أن يكون كل الذي قيل هو مختلق وليس له أي أساس من الصحة.

ليس لدي ما أثبت هذه النظرية، ولكن حتى الآن لم يُقدَّم ما ينفي هذه الفرضية. حسناً، لو فرضنا أصل الحادثة، لو فرضناها مسلّمة، وأن هناك طائرة من دون طيار بالفعل دخلت من الأجواء اللبنانية، والاسرائيليون ضائعون، بعضهم يقول هدفها إستطلاعي، بعضهم يقول هدفها مجرد خرق الأجواء، بعضهم يقول إنها مسلّحة وكانت تستهدف ما تستهدف، لو فرضنا أصل الحادثة أنها مسلّمة، من ممكن أن يكون (أرسلها)؟ الإسرائيليون حتى الآن، وهم يملكون أجهزة ردارات قوية وأجهزة معلومات قوية ويستعينون بمخابرات دولية وبقوات كبيرة موجودة أيضاً في البحر الأبيض المتوسط، حتى الآن لم يستطيعوا أن يحددوا من أين انطلقت هذه الطائرة وما هو المسار الذي مشته، وهذا أمر غريب، أو في الحد الأدنى لم يعلنوا عن شيء من هذا حتى الآن. ولذلك حتى هذه اللحظة لا يبدو أن هناك اتهامات رسمية إسرائيلية، نعم في التلفزيونات الاسرائيلية، في القنوات، الصحفييون، المحللون، خبراء متابعون يتحدثون عن فرضيات.

إذا أردنا أن نمشي مع الذي قاله الاسرائيلي، أو ما يمكن أن نفترضه ـ أنا لا أتكلم بهذا الشكل، لا لترف فكري ولا لشيء، وإنما هذا موضوع حساس وقد تترتب عليه آثار في المرحلة المقبلة ـ هناك عدة فرضيات:

الفرضية الأولى ذكرها محللون إسرائيليون وهي أن يكون الحرس الثوري الإيراني هو الذي أطلق هذه الطائرة، وأنه ـ صدقاً ـ حزب الله ليس له علاقة. أنا اقول لكم هذه الفرضية غير صحيحة وغير واقعية، غير واقعية وغير ممكنة وغير صحيحة.

ثانياً، الفرضية الثانية أن نأتي ونفترض "نحسن الظن"، ونقول بشكل جدي إن هناك جهة صديقة في لبنان موجودة على الأراضي اللبنانية، فلسطينية أو لبنانية، امتلكت قدرة أن ترسل طائرة صغيرة ـ لأنهم تحدثوا عن طائرة صغيرة وليست بحجم طائرة أيوب ـ إلى أجواء فلسطين المحتلة، حتى الآن، ممكن هذا الأمر ولكن ليس لدينا أي معلومات ونحن في الحقيقة نبحث عن هذه الجهة إذا كانت جهة صديقة لنتعاون وننسق في ما بيننا في هذا الأمر. هذه فرضية ولكن ليس لها أي مؤشر، لكن الاحتمال موجود.

الفرضية الثالثة هي أن تكون جهة غير صديقة، لا أريد أن أقول عدوة أو ما شاكل، غير صديقة وغير إسرائيل، وبدون علم حزب الله والدولة اللبنانية وبدون علم إسرائيل أيضاً، وقامت باطلاق طائرة من هذا النوع، إما من الأراضي اللبنانية أو من غير الأراضي اللبنانية وأدخلتها الى فلسطين المحتلة بخلفية ـ هنا نريد أن نسيئ الظن ـ أن الإسرائيلي سيسارع إلى اتهام حزب الله، وفي وضع حساس من هذا النوع، سيقوم الاسرائيلي برد فعل عسكري مباشر، سيقوم حزب الله برد دفاعي مباشر وبالتالي يكونون قد دفعوا لبنان إلى مواجهة بين اسرائيل وبين المقاومة في لبنان وفي التحديد مع حزب الله في هذا التوقيت، الوضع في المنطقة متوتر. وهنا تدخل ـ عندما نتكلم عن سوء الظن ـ احتمالات البعض أن حزب الله مشغول في سوريا وحزب الله ـ هم طبعاً يفترضون أنه ـ مرتبك وقلق وقد لا يملك إرادة المواجهة وما شاكل، في هذا التوقيت دعونا نأخذ لبنان والمنطقة إلى حرب بين حزب الله وبين إسرائيل أو بين إسرائيل وبين حزب الله.

هذه الفرضية أيضاً موجودة، ليس هناك مؤشر يدل عليها. لكن إن فسد الزمان فمن حسن الفطن أن تسيئ الظن، وتقول نعم هذه الفرضية موجودة.

الفرضية الرابعة، التي يتحدث عنها، ولماذا لا نستبعد هذا الامر، وهي أن تكون إسرائيل نفسها هي التي أدخلت الطائرة إلى الأجواء اللبنانية وهي التي أعادتها إلى الأجواء الفلسطينية وقامت باسقاطها، "وتعمل جو معين" وترسل تهديدات معينة وتحقق مجموعة من الأهداف النفسية والمعنوية والردعية والسياسية والإعلامية، ويمكن أن نتحدث طويلاً في أهداف أو نتائج متوخاة من هذه الفرضية. أي أن الإسرائيلي يُدخل طائرة إلى لبنان ثم يقوم بإرسالها، يدخلها عبر الجو يدخلها عبر البحر، بلد مفتوح، يعني تعرفون الشبكات الاسرائيلية شغالة وعلى الشواطئ شغالة، وهذا أمر ممكن بدرجة كبيرة جداً.

إذاً هذه الفرضيات..

اللبنانيون معنيون أن يدققوا بهذه الفرضيات، والآن يوجد أناس يرتاحون ليقولوا إن حزب الله هو الذي أرسلها ولا نريد أن نعذب أنفسنا ولا نريد أن نناقش وهذا خطأ، وأنا أقول لكم هذا خطأ.

المسؤولون في الدولة، المسؤولون في الأجهزة الأمنية، القوى السياسية في لبنان، أتمنى خصوصا على القوى السياسية التي تصنّف نفسها في موقع الخصم أن كل شيء متعلق بإسرائيل أن لا نأخذه إلى موقع المزايدات ولا نأخذه إلى الخصومة، لأننا هنا بدأنا نتحدث في المنطقة الخطرة، في المنطقة الحساسة، في المنطقة التي لا تحتمل المزاح ولا تحتمل الخصام ولا تحتمل الأحقاد.

أحياناً نشعر بأن بعض الرجال، نتيجة الخصومة والحقد، لديهم عقول أطفال في هذه المسألة. لذلك نحن نتمنى التدقيق في هذا الأمر ونحن بالتأكيد سنتابع. نعم هناك مؤشرات مقلقة في المنطقة بشكل عام، هذا صحيح. الاستنفارات وبعض الحشود وبعض الاستدعاءات باتجاه شمال لبنان التي يتحدثون عنها، وقبل قليل الناطق الرسمي باسم جيش اسرائيل قال شيء من ذلك، نحن ما زلنا نقدّر أن هذه الامور مرتبطة بالتطورات في سوريا أكثر مما تعني لبنان بشكل مباشر. وبمعزل عن سوريا، نعم هناك مؤشرات مقلقة باتجاه غزة، قيل هذا في وسائل الإعلام وما يزيد هذا القلق هو الأخبار عن مساع أميركية عربية خليجية جديدة لتسوية ما في الموضوع الفلسطيني وفرض شروط جديدة على الفلسطينيين أو حلول لم يقبل بها الفلسطينيون سابقاً. نعم هنا هذا مجال خشية، لأنه عادة عندما يتم اللجوء إلى تسوية ما أو فرض شروط سياسية على الفلسطينيين معاً، يجب أن يسبقها، عادةً يسبقها عدوان ما لهزّ إرادة شجاعة وصلابة الفلسطينيين، وفرض هذه الشروط عليهم، ولذلك أنا من موقع الأخوّة ووحدة ورفقة السلاح مع حركات المقاومة في فلسطين، وخصوصاً في غزة، أدعوهم في هذه المرحلة إلى التنبّه والحذر، خصوصاً في حركة القيادات العسكرية، ومتابعة هذا الأمر.

لكن ما أود أن أختم به العنوان الإسرائيلي القول: إذا كان هناك أحد في الإقليم أو في لبنان أو في مكان ما في العالم يتوهم أو يظن أن المقاومة في لبنان الآن وفي هذه المرحلة، ونتيجة ما يجري في سوريا وما يجري في العراق وما يجري في المنطقة والضغوط التي تتعرض لها الجمهورية الاسلامية في إيران وما يجري في فلسطين، من يتوهم أن المقاومة في لبنان قد تكون في لحظة ضعف أو في لحظة وهن أو في لحظة ارتباك أو في لحظة عدم وضوح، يعني ضبابية، فهو مشتبه جداً وخاطئ جداً. وأنا أحذّر العدو الإسرائيلي ومن يقف خلف العدو الاسرائيلي من ارتكاب أي حماقة في لبنان وباتجاه لبنان، لأن المقاومة رغم كل ما يقال عن انشغالات هنا وهناك، يقظة (فاتحة عينها وعقلها وقلبها) ويدها على الزناد وتملك الإرادة والعزم والتصميم على الدفاع عن لبنان وعن أرضه وعن شعبه وعن كل الانتصارات والإنجازات التي حققها الشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية والجيش اللبناني خلال 30 عاماً في مواجهة العدو الاسرائيلي ونحن سنواجه أي عدوان بأعلى درجة مما يتصوره أحد من شجاعة ووعي وكفاءة وقدرة وإمكانات، وسننتصر بأي مواجهة مقبلة إن شاءالله، لذلك في هذه النقطة أدعو الجميع أن لا يحسب أحد حسابات خاطئة على هذا الصعيد.

العنوان الثاني هو العنوان السوري الأشد اهمية وخطورة وحساسية، ليس في سوريا فقط، وإنما للبنان، لفلسطين، لكل شعوب ودول المنطقة، ومن يحاول أن يهرب من هذا الملف تحت أي عنوان من العناوين أو الادبيات المستخدمة في لبنان وفي غير لبنان هو يختبئ خلف إصبعه. في هذا العنوان يوجد عدد من المسائل أتحدث بها الواحدة تلو الاخرة، وإذا كنت قد خصصت "فهرس" إلا أنني لن أذكرالفهرس لأنه في حال ضاق الوقت سوف أؤجل بعض المسائل إلى لقاء آخر.

أولاً: قبل أن أدخل إلى الموقف العام والرؤية العامة مما يجري في سوريا وينسحب على ذلك بعض القضايا التفصيلية التي تمس بشكل مباشر اللبنانين والشأن اللبناني، يجب أن أوضح وأقول مقدمة: أنه خلال الاسابيع الماضية قيل الكثير وتم استنفار إعلامي وسياسي واسع جداً، يعني لم يتركوا (أي) سياسي، صحفي، شاعر، كاتب، عالم دين، رجل دين، شيخ، سيد، حجة، أستاذ، كل شيء ممكن خلال الأسابيع القليلة الماضية أن يقال قيل من الآخرين وليس منا، الآن ستتركون لنا المجال لنتحدث قليلاً، كل ما يمكن أن يكتب كُتب، كل ما يخطر في البال وما لا يخطر في البال.

أيضاً قيل، وأحيانا بطريقة حادة وقاسية، ونحن كنا نستمع إلى كل هذه الأجواء وإلى كل هذه الأقاويل وكل هذه المناخات وكل ما حصل هو محاولة بكل الأحوال للمس بموقفنا، برؤيتنا، بموقعنا، بحركتنا، بسلوكنا، بإرادتنا، بوعينا، بأعصابنا، بعواطفنا، بعقولنا، ولكن كله فشل وسيفشل.

وهذه ليست هي المرة الأولى التي نواجه فيها حرباً نفسية من هذا النوع في موضوع كهذا وفي قضية كهذه، نحن منذ ثلاثين عاماً نعيش في قلب الحرب النفسية، في كل يوم وكل ساعة وكل لحظة، كما نعيش في قلب الحرب الأمنية في كل يوم وكل ساعة وكل لحظة، نعم، والمواجهات العسكرية بين الحين والاخر.

ومن جملة الأمور التي تم التركيز عليها وأود أن اشير فقط إلى هذه الجزئية إلى أن أعود إلى موضوعي الأساسي لأن هذه من الاكاذيب التي يظنون أنها يمكن ان تؤثر، هو الحديث عن قوافل الشهداء وأعداد الشهداء. في الأسابيع الأخيرة بعض اللبنانيين، بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية فتحوا مزاداً علنياً، واحد يقول خمسين شهيد، واحد مئة، مئة وثمانية وثلاثون، مئة وثلاثة وثمانون، مئتين، ثلاثمائة، خمسميئة.

امس لوحدها فقط قناة العربية نقلاً عن مصادرها قتلت لنا 30 شهيداً، أنا جمعت ما تقوله ـ خصوصا قناتا العربية والمستقبل ـ وما تذكره قنوات اخرى ومواقع الانترنت خلال أشهر قليلة ـ لانه لديهم معدل يومي، يقتلون منا ثلاثين وأربعين وخمسين وتحدثوا أيضاً عن مقابر جماعية وعن إخفاء لاجساد الشهداء وتشييع بالتقسيط ـ أنا جمعت العدد، يعني ما لايقل ـ كما يفترضون ـ نحن خلال هذه المدة لدينا ما لا يقل عن 1000 شهيد، يا أخي اقسمهم إلى النصف، 500 شهيد، بالله عليكم انتم لبنانيون تعرفون هذا البلد بلد صغير ما فيه شيء مخبأ، الإعلام موجود حتى ضمن القرى وحتى في الزواريب، من يستطيع أن يخفي 500 شهيد أو 1000 شهيد أو 100 شهيد أو 50 شهيدا؟ من يستطيع أن يخفي هؤلاء عن شعبه وعن مجتمعه وعن أهل القرى وعن عائلاته، نحن ليس لدينا سوابق من هذا النوع. لم نخفِ في يوم من الأيام شهداءنا ثم نشيعهم بالتقسيط. أنا اقول لكم بكل صدق وجدية أن أي أخ من إخواننا عندما يسقط شهيداً في أي مكان من الامكنة عائلته تأخذ علما ويشيّع في اليوم التالي، وأحياناً عائلته تأخذ علماً قبل أن نعرف نحن، لأنه موجود في هذه الأيام التلفونات والانترنت وكله مفتوح

هذا أمر سخيف وهذا أمر استخدم كجزء من الحرب النفسية وكل الذين تحدثوا بهذا الأمر تحدثوا بلا علم ـ إذا أردت أن أحسن الظن ـ أو مشتبهين. ولكن كلا، هناك كذب متعمد في هذا السياق، والقاعدة التي تسير في هذا الوضوع وفي غيره اكذب اكذب اكذب، عندما يكذبون في الليل وفي النهار قد يصدقهم بعض الناس، وإن كانت قواعدنا وعوائلنا وجمهورنا لا يصدقون الكذب، وهم اعتادوا على كذبهم أيضاً خلال سنوات طويلة جداً، من يستشهد منا نشيّعه علناً، كل من سقط شهيد منا في أي مكان من الأمكنة وخصوصاً هؤلاء الشهداء في الأسابيع الأخيرة ومن سبقهم من إخوانهم نعتز بهم، نحن لا نخجل بشهدائنا، لا نستحي بشهدائنا، نحن نعتز بهم، نرفع رؤوسنا بهم كما تفعل عائلات الشهداء، وكل هذه الأجواء التي افتعلت هي أجواء غير صحيحة. وانا هنا بالمناسبة أود أن أتوجه إلى عائلات الشهداء الكرام والعظام والذين زارهم إخواني في قيادة حزب الله ومسؤولين مختلفين ونقلوا لي رسائلهم ومشاعرهم، أنا اشكرهم على موقفهم، على صبرهم، على بصيرتهم، على وعيهم التاريخي، وهذا هو أملنا بهم، وكل ما نقل عن آباء الشهداء وأمهات الشهداء وعوائل الشهداء يزيدنا يقيناً وعزماً على مواصلة الطريق.

أحببت أن أشير إلى هذه الجزئية قبل أن أنتقل إلى الموقف العام، في الموقف العام في الموضوع السوري لانني منه سأنتقل لبعض التفاصيل، مثل ريف القصير ومثل السيدة زينب ومثل موضوعات عديدة يمكن أن نتحدث عنها قليلاً

خلال عامين في الموقف العام:

أ- أهداف ما يجري في سوريا باختصار شديد يجب أن نعلق عليها، إذا أخذنا بعين الاعتبار خلال عامين مجريات الميدان والوقائع والأحداث وأيضاً المواقف الدولية الأمريكية والأوروبية، المواقف الإسرائيلية الواضحة، مواقف القوى الاقليمية، مواقف القوى المعارضة السورية والجماعات المختلفة التي تقاتل في سوريا ومجمل الأحداث والتطورات، يصل الانسان إلى استنتاج قاطع أن ـ عندما نريد ان نبني موقف يجب أن نبني على رؤية على فهم على تحليل ـ الهدف مما يجري في سوريا لم يعد فقط إخراج سوريا من محور المقاومة، هذا ما كنا نقوله في البداية، الموضوع أصبح أكبر من ذلك، لم يعد فقط إخراج سوريا من محور المقاومة ومن معادلة الصراع العربي – الاسرائيلي، وأيضا لم يعد الهدف فقط اخذ السلطة بأي ثمن من النظام الحالي والقيادة الحالية، بل يمكن القول بشكل قاطع إن هدف كل الذين يقفون خلف الحرب في سوريا هو تدمير سوريا كدولة وشعب ومجتمع وجيش.

النتيجة الميدانية، أولاً حتى لا تكون في سوريا دولة قوية مركزية، الجيش قوي، حتى تصبح سوريا دولة فاشلة، دولة عاجزة، حتى عن أن تأخذ قرارات ترتبط بنفطها أو غازها أو بحرها أو أرضها أو حدودها أو سواحلها، كما يحصل الآن في بعض دول ما يسمى بالربيع العربي، ولا أريد أن أدخل في الأسماء، ويمكنكم أن تتابعوا تصريحات قيادات كبيرة في الدولة الحالية وفي المعارضات السابقة، ويتحدثون عن دول محددة تمنع قيام جيش، تمنع قيام دولة مركزية. الصورة الفضلى في أي بلد هي وجود جماعات مسلحة، كل جماعة تقتطع جزءاً من هذه الأرض، هيكل دولة، شكل دولة ضعيفة هشة، وهذه الجماعات المسلحة كل واحدة منها موصولة بجهاز مخابرات وبدولة عربية أو غربية وتتحكم بمصير تلك الدولة ونفطها وغازها وخيراتها، وتترك شعب تلك الدولة للتقاتل والتناحر والخصومات وعدم الاستقرار الامني، هذا أولاً.

وأنا أحب من من يسمع من السوريين ومن لا يسمع أن يعرفوا أن المطلوب أن لا تقوم لهم دولة مركزية قوية في المستقبل، بمعزل عن الحكومة التي تدير بلدهم في المستقبل، القيادة الحالية أو غيرها. وأبعد من ذلك هم يريدون أيضاً تدمير سورية حتى تشطب من المعادلة الإقليمية. بعض الدول العربية دائماً كانت تتهم سورية أنها تمارس دوراً إقليمياً أكبر من حجمها الطبيعي، هذا لم يكن صحيحاً.

المطلوب الآن هو شطب سوريا من المعادلة الإقليمية ومن التأثير الإقليمي، سوريا التي كانت بشكل أو بآخر شريكة بما يحصل أو بتداعيات ما يحصل أو برسم خطوط أو توجهات على مستوى المنطقة، في لبنان، في فلسطين والعراق وأماكن أخرى من المنطقة، يراد لها أن تتحول إلى سورية المهشمة الجائعة المدمرة المتقاتلة والتي يصبح فيها كل سوري لا يملك وقتاً أو "نفساً" ليفكر بما يجري بالاقليم، هذا هدف ما يجري الآن في سورية، بمعزل عن الاستهداف وتشخيص الهدف، طبعاً (قد يسأل البعض) أن بعض مّن المعارضة السورية يعرفون هذا، نعم كثيرون منهم يعرفون هذا، كثيرون منهم قد يسيرون مع هذا الهدف من حيث يعلمون أو لا يعلمون.

بمعزل عن الاستهداف، ما يجري الان في سورية هو مستمر، يحمل الكثير من الأخطار والتحديات والتهديدات والاذى لسورية نفسها، للقضية الفلسطينية كما كنا نقول في الأيام الأولى، الآن ما يحاك للقضية الفلسطينية، ما يعدّ في مرحلة التعب والضبابية ومجهولية المستقبل لدى الفلسطينيين، في مرحلة العتوّ الاسرائيلي، وعودة الأميركيين بقوة إلى المنطقة بفعل الفتنة التي أشعلها البعض، القضية الفلسطينية اليوم تواجه خطر تصفية رسمي حقيقي، انعكاسه على لبنان، "ما نتخبى وراء اصبعنا في لبنان"، على لبنان والعراق الاردن وتركيا وكل المنطقة، ولا يجادل في هذا إلا مكابر، فيما تتربع اسرائيل على عرشها وتستنفر قواتها وتنتظر أن تأخذ زمام المبادرة لتجني الثمار، وعلى مرأى ومسمع منا جميعاً،

ثالثاً: منذ البداية إلى اليوم، هذه سورية يوجد صراع فيها، من هو خارج سورية أو حتى داخلها من أصدقاء أو مؤيدين سواء كنا أصدقاء أو مؤيدين ـ طبعاً تحتها خطين ـ للطرف الآخر الذي يقاتل النظام والذي يعارض النظام، أو الأصدقاء والمؤيدون الذي يقولون إنهم لا يوافقون على إسقاط النظام في سورية ولا يوافق على القتال في سورية ونحن جزء من هؤلاء، كان يوجد دائما اتجاهان:

الاتجاه الأول ذهب إلى أبعد مدى، إسقاط النظام. ولهذا الامر، ذهب إلى الخيار العسكري، وكان يعلق آمالاً كبيرة على الخيار العسكري. القتال والقتل والاستنزاف وابشع أنواع القتال أيضاً من ذبح وقطع رؤوس وإلقاء من على الأسطح، وصولا إلى استدعاء التدخل الدولي العسكري، استدعاء سياسي وميداني، وما لعبة السلاح الكيمياوي في الأيام الأخيرة إلا محاولة أيضاً جديدة لاستدعاء تدخل خارجي، ليأتي هؤلاء ويدمروا سورية، كما دمرت من قبل دول أخرى. يؤيد هذه الإتجاه أو جزء من هذا الاتجاه علماء وقيادات وجماعات، وهناك من أصدر فتاوى حادة، ما زالت تذاع حتى الآن على الفضائيات وموجودة في مواقع الإنترنت بالصوت والصورة. حتى بعض ممن يعدّون من كبار العلماء ويصنفون في خانة الاعتدال أصدروا فتاوى غريبة عجيبة، حتى بالمنطق الشرعي، وأنا لا أريد أن أدخل بنقاش فقهي أو تخصصي في هذا الأمر، يُسأل أحد هؤلاء العلماء الكبار، هل يجوز استهداف من يؤيد النظام السوري؟ حتى يُسأل كل العسكريين يجوز قتلهم؟ مع أنه يوجد عسكريون قد يفكرون بالانشقاق ولم تتح لهم الفرصة، حتى هؤلاء المساكين صدرت الفتوى فيهم، فيأتي الجواب : "كيف أعرف؟ من أين أعلم؟ الذين يعملون مع السلطة يجب قتالهم جميعاً، عسكريين ومدنيين، علماء جاهلين كلهم"، ثم يقول: "الذي يكون مع هذه السلطة الظالمة الجائرة المتجبرة ـ الأمانة العلمية تقتضي أن انقل كامل النص ـ المتجبرة في الأرض التي قتلت الناس بغير حق هو ظالم مثلها يأخذ مثلها حكمها فكل من يقاتل يجب أن يقاتل هؤلاء"، يعني علماء مدنيين عسكريين جاهلين كلهم، صدرت الفتوى بالجميع، وبعد ذلك اذا كان هناك أناس مظلومون يدخلهم الله إلى الجنة. هكذا نحن واجهنا خلال عامين سيلاً من الفتاوى، سيلاً من إعلانات الجهاد، لم يكن جديداً. منذ عامين هناك فتاوى وبيانات تصدر ودعوات إلى الجهاد، وتحريض على "الجهاد" وهذا ليس امراً جديداً، ليس له علاقة باتهام حزب الله أنه يتدخل أو لا يتدخل في سورية، هذه الفتوى التي أنقلها هي منذ بدايات الأحداث، يعني الموظف في الدولة السورية التي يريد أن يصلح الكهرباء نتيجة الانقطاع في هذه المحافظة أو تلك، الآن يقتل بهذه الفتوى، اذا عامل بلدية ينظف الطريق يقتل لأنه يعمل مع النظام السوري، إذا كان انسان مدني يعمل بمستشفى أو مركز صحي أم مهندس زراعي، انتهى، نحن نعرف هذه الفتاوى، يقولون لك، كل موظف في هذه الدولة الظالمة دمه مباح، حسناً، العلماء يقتلونهم ويخطفونهم، رجال الدين الناس العاديين، يجدون فتوى لكل هؤلاء، حسناً إلى أين يؤدي هذا الاتجاه؟ إلى تدمير سورية.

الاتجاه الثاني، والذي نعتبر أنفسنا جزءاً منه، هو الدعوة منذ اليوم الأول، التنبيه منذ اليوم الأول إلى خطورة ما يجري في سورية، على سورية وشعبها، على مسلميها ومسيحيها جميعاً، على لبنان، على القضية الفلسطينية، على العراق والأردن وتركيا والمنطقة، وكنا ندعو دوماً إلى الحوار السياسي، الحل السياسي والتسوية السياسية، وأنا أريد أن أسألكم جميعاً، هل يوجد في هذا الاتجاه، من علماء هذا الاتجاه الثاني، سواء كانوا شيعة وفيهم شيعة أو سنة ومنهم سنة أو مسلمون أو مسيحيون، هل يوجد من أطلق فتوى تقول إن كل من يعمل مع المعارضة السورية وكل من يؤيد المعارضة السورية دمه مباح؟ اقتلوهم؟ عسكريين مدنيين علماء جاهلين، فلتأتوا لي بعالم أصدر فتوى من هذا النوع، لأن هذه فتوى ليس لها علاقة لا بالدين ولا بالفقه ولا بالشريعة ولا بمصالح المسلمين ولا بمصالح الأمة. وإنما كان هذا الاتجاه الثاني دائماً يدفع باتجاه الحوار والحل السياسي.

أصحاب الاتجاه الأول، كانوا دائماً يرفضون الحوار والحل السياسي، ويصرون على إسقاط النظام، ويقومون بحسابات خاطئة.

حتى في هذه النقطة يوجد أصدقاء سورية، ممن يسمي نفسه بأصدقاء سورية، ويدفع بالمزيد من المال والسلاح والتحريض والدعوة إلى التدخل العسكري الدولي، وحتى إذا كان يوجد أحد في المعارضة السورية يفكر بالحوار السياسي يقمع، وأنا اعرف ذلك وعندي أسماء ومعطيات، وفي مرحلة من المراحل لم يكن أحد من العارضة السورية ـ خصوصاً من الموجودين في الخارج ـ يجرؤ أن يتحدث عن حوار سياسي، لا يجرؤ، يخاف من هذه الدول التي ترعى الحرب ومن الجماعات المسلحة التي تدير هذه الحرب.

هناك نوع ثانٍ من أصدقاء سورية، منهم إيران وروسيا والصين ودول البركيس ودول أخرى، وهي تدعو من اليوم الأول من الحوار وتدفع باتجاه الحوار.

رابعاً، وتحت هذا العنوان أيضا في الوقائع الميدانية حصلت حسابات خاطئة ورهانات خاطئة على الوقائع الميدانية، وأنا لا أتكلم كتحليل، كثيرون من الذين التقوا برؤساء وأمراء وشيوخ ووزراء خارجية دول تحارب الآن في سوريا بالواسطة، سمعوا تقديرات واضحة تقول إن النظام يصمد شهرين وبعد ذلك جددوا له شهرين وبعد ذلك ثلاثة أشهر وبعد ذلك قالوا شهر رمضان الذي مضى قبل أن يقولوا شهر رمضان الحالي الذي مضى منذ بضعة أشهر، وكل جمعة أو جمعتين يطلون على الفضائيات العربية ويقولون معركة الحسم في دمشق، والأمور لا تسير هكذا.

حسناً مر عامان على الحرب والقتال الدامي في سورية، إلى أين ستؤدي الوقائع الميدانية؟ هناك من يضغط، وخصوصاً في الأشهر القليلة المقبلة، فلنكن صريحين، بعض الناس ينتظر أن قمة اوباما بوتين وتندفع الأمور إلى أسوأ مرحلة من أجل فرض وقائع سياسية من خلال الوقائع الميدانية، حسناً إلى أين يمكن أن تصل سورية في هذه الحالة؟

أنا أحب هنا أن أخرج بالموقف حتى لا أبقى في مناقشة الرؤيا، بناءً على هذه الرؤيا أنا أستطيع أن أقول لهم، أنتم لن تستطيعوا أن تسقطوا دمشق، أنتم غير قادرين على إسقاط النظام عسكريا،ً المعركة طويلة ونحن لا ندعو وكل اتجاهنا وفريقنا الدولي والإقليمي والمحلي والإسلامي والشيعي والسني والدرزي والمسيحي والعلوي والذي تريدون، لم نكن في يوم من الأيام ندعو حتى النظام إلى حسم عسكري لو كان يقدر على الحسم العسكري ولا نحرض في اتجاه من هذا النوع أيضاً لأسباب لها علاقة بالرؤيا والموقف الشرعي، ولكن نحن نقول لكم أنتم بالقدرة العسكرية غير قادرين على إسقاط النظام عسكريا.

بعد مضي سنتين ومن خلال وقائع الميدان ـ ولا تلتفتوا إلى ما يحكى في الفضائيات العربية ولا بالعالم التي تكذب على بعض ـ من خلال الوقائع ـ المعلومات والمعطيات الميدانية لا قدرة فيها على هذا الموضوع. مع العلم أنكم ما زلتم تقاتلون الذي يقاتلونكم وتقاتلونه ـ وأيضا دفعاً لبعض ما يقال في الإعلام ـ هو الجيش السوري والقوات الشعبية الموالية للنظام في سوريا، حتّى هذه اللحظة لا توجد قوات إيرانية في سوريا والكل يعرف هذا، ولم يدّع أحد ذلك إلاّ بعض الفضائيّات العربية للأسف، ولو كان هناك معطيات لدى الأمريكيين أو الإنكليز أو الفرنسيين أو الأوروبيين لكانوا أثاروا هذا الموضوع وصنعوا منه "قصّة طويلة عريضة"، الكل يعرف أنّه لا توجد قوات إيرانية في سوريا، وقد يوجد بعض الخبراء بعدد قليل موجودون في سوريا منذ عشرات السنين قبل هذه الأحداث. مَن تقاتلونهم هم الجيش السوري والقوات الشعبية الموالية للنظام وما يقال غير ذلك من قوات وتدخلات إمّا أساساً غير صحيح أو مبالغ فيه كثيراً.

إذا كان هذا هو واقع الحال حتى الآن فكيف إذا تدحرجت الأمور في المستقبل إلى ما هو أخطر ومِمّا قد يضطر دولاً أو قوى أو حركات مقاومة إلى التدخل الفعلي في المواجهة الميدانية في سوريا.

الموقف الذي أريد أن أقوله أمران:

الأول بالخط العريض ـ ومثلما يقولون ويكتبون في آخر البحث العلمي : فافهم وتأمّل وتدبّر ـ إنّ لسوريا في المنطقة والعالم أصدقاء حقيقيين لن يسمحوا لسوريا أن تسقط في يد أمريكا أو في يد إسرائيل أو يد الجماعات التكفيرية، لن يسمحوا، كيف؟ هذا تفصيله وتفسيره يأتي لاحقاً، وأنا عندما أقول هذا أقوله من موقع المعلومات والمتابعة التفصيلية وليس من موقع التكهن والتحليل والأماني.

الأمر الثاني : إعادة توجيه نداء وليس كلام جديد، إلى الشعوب العربية وإلى الشعوب الإسلامية وإلى الدول العربية وإلى الدول الإسلامية وإلى السوريين جميعاً، من يريد إنقاذ سوريا ومن يدّعي أنّ قلبه يحترق على الشعب السوري بمختلف طوائفه ومن يحزن كل يوم على الدماء التي تسفك في سوريا، من لديه عقل وأخلاق ودين وقيم، من لا يريد أن تضيع القضية الفلسطينية في مشاريع التصفية الجديدة، من يريد مصلحة لبنان من اللبنانيين والعراق من العراقيين والأردن من الأردنيين وتركيا من الأتراك وكل شعوب المنطقة، من يحمل هذا الهم وهذه القناعة، يجب أن يعمل لإيجاد حوار سياسي وتسوية سياسية وحل سياسي، هذا هو الطريق الوحيد، من يريد أن يحل مشكلة ومأساة النازحين ـ الأردن تطلب اجتماعا لمجلس الأمن ولبنان يصرّخ ـ كل الوعود لم يحقق منها شيء، لبنان ينوء بمليون نازح، الحل الجذري لمشكلة النازحين هو أن يعودوا إلى قراهم وبلادهم وبيوتهم أعزاء كرماء شرفاء أحراراً، هذا طريقه التسوية السياسية، والواجب الشرعي والسياسي والقومي والوطني والأخلاقي هو أن يعمل الجميع لتسوية سياسية ولحل سياسي.

وأما استمرار الرهان، وأنا لا أقول هذا لأنّ بعض الناس يمكن أن يفهموا الأمور خطأ كلا ، نحن منذ اليوم الأول ندعو إلى هذا واليوم ندعو أيضا له ونؤكد أن الرهانات على الخيارات العسكرية هي مغامرات كبرى ولن توصل إلى مكان وستؤدي إلى المزيد من الأضرار والنزف بشعوب المنطقة وبكل مصالح الأمةّ من مسلمين ومسيحيين، من يفكر بالمسلمين ومن يفكر بالمسيحيين ومن يفكر بالشيعة والسنة يجب عليه أن يعمل ليكون هناك حل سياسي وتسوية سياسية حقيقية في سوريا وبأسرع وقت ممكن.

ما أعرفه في هذا السياق أنّ النظام أعلن منذ وقت طويل استعداده للحوار والتسوية السياسية، وما أعرفه أيضا أنّه قد أبلغ أيضا الجهات الروسية أسماء الوفد السوري الممثل للنظام في الحوار، لكن الطرف الآخر ما زال يرفض الحوار ويرفض التسوية السياسية ويضع شروطا معطلة لأي حوار ويدفع الأمور باتجاه المواجهة الكبرى والتدخل العسكري الدولي، وكلنا شاهدنا رئيس الإئتلاف المستقيل في اليوم الأول عندما أعلن استعداده للحوار كيف تمّ تخوينه والهجوم عليه بقساوة لأنه فقط تحدث بمفردة الحوار.

الحل اليوم الذي يحقق مصالح سوريا وشعبها وجيشها ومستقبلها وحاضرها وموقعها الإقليمي ومصالح اللبنانيين ومصالح الفلسطينيين وشعوب المنطقة هو هذا الإتجاه، وأي إصرار على رفض الحوار وعلى رفض الحل السياسي ودفع الأمور هو طبعاً... بماذا نحكم على أناس يفكرون بهذه الطريقة. هذا في الموقف العام وفي الرؤية العامة، هكذا كنّا نرى الأمور وما زلنا نرى الأمور، لم يصدر من كل هذا الإتجاه المؤيد فتاوى تستبيح دماء الناس، وللأسف الشديد في الإتجاه الآخر دول وحكومات ومشايخ وحتى سياسيين أصدروا فتاوى إباحة الدماء بناء على موقف سياسي وعلى رؤيا سياسية.

بموضوع ريف القصير، تحدثت سابقا حول هذا الأمر، وذكرت أنّ هناك ما يزيد عن ثلاثين ألف لبناني موجودين في عدد من البلدات وبينهم مسلمون ومسيحيون، فالموضوع ليس فقط أبناء طائفة واحدة، وقلت إنهم مستهدفون وأنهم استهدفوا وتعرضوا لحرق بيوتهم ولإحتلال بعض الضيع والقتل والخطف ومنعهم من الذهاب إلى أعمالهم وإلى حقولهم ومهددون بأصل وجودهم في تلك القرى، وهذا التهديد لم أخترعه وهو موجود في الهواتف والرسائل ومواقع الأنترنت وبما كان يشن من حروب نفسية على هؤلاء السكان في تلك المنطقة. زاد في الأمر خطورة في الأشهر القليلة الماضية أنه نتيجة الوقائع الميدانية هناك اضطر الجيش السوري إلى إخلاء بعض المناطق أو الإنكفاء منها وبالتالي صار هؤلاء الناس وجها لوجه أمام الجماعات المسلحة.

في كلام سابق أيضاً أنا قلت: نحن دائماً كنا ندفع بسكان هذه البلدات وهذه القرى إلى الاتفاق مع الجوار، إقامة هدنة ، وكلما كانت تعرض هدنة أو مصالحة كنا ندفع ونؤيد بهذا الاتجاه، ولكن كانت تأتي الجماعات المسلحة وتسقط أي اتفاق هدنة وأي مصالحة تحصل بين السكان في تلك المنطقة، لأن مشروعهم شيء آخر. هم ليس لديهم مشروع محلي.

خلال الفترة الماضية تصاعدت وتيرة الاعتداءات على هذه القرى، بل أكثر من ذلك، هناك معلومات قطعية وأكيدة ويمكن أن يأتي يوم نقول فيه الأسماء والأرقام والتفاصيل، وبعض اللبنانيين متورط في هذا الأمر، وهو تحضير أعداد كبيرة من المقاتلين للسيطرة على هذه البلدات التي يسكنها اللبنانيون، وكان من الطبيعي أن يقوم الجيش السوري والقوات الشعبية المؤيدة له وسكان هذه المنطقة وأن تقدم لهم أيضاً المساعدة المناسبة أو الممكنة لمواجهة هذا التهديد فحصل ما حصل في الأسابيع الماضية في ريف القصير ولم ينتهِ بعد، لأنه ما زالت هذه القرى وهذه المناطق تتعرض أيضاً للاعتداءات وللقنص وللقصف وللعمليات. على كل، فحصل ما حصل وانقلب السحر على الساحر.

قام الصراخ في البلد هنا، وحصل كلام كثير، طبعاً، جزء من الكلام الذي صدر قدّر بأن هذا رد فعل، هناك أناس خرجت تفتي بالجهاد وتدعو إلى إرسال مقاتلين إلى القصير وإلى سوريا، وأنا أحب هنا (أن أذكّر) "حتى ما حدا يربح حدا جميلة" في لبنان منذ سنتين كل من يستطيع أن يعطي فتوى، يقدر أولا يقدر، الفتاوى والخطابات والتحريض وإرسال المال وإرسال السلاح وإرسال المقاتلين ليس فقط عبر الحدود، وإنما عبر تركيا وعبر الأردن وعبر العراق، كل شيء يستطيعون أن يعملوه في لبنان في سوريا عملوه. لا أحد يقدّم نفسه أنه مدني وحضاري ولديه موقف سياسي وهو ناءٍ بنفسه، وإن كنتم تحبون في يوم من الأيام، نجلب لكم التفاصيل وأرقام وأسماء وهذا الأمر يأتي وقته.

الذي حصل بعد ريف القصير أنه ـ نعم ـ بعض ما كان يقال في غير العلن قيل في العلن، وإلا هناك لبنانيون قاتلوا في السابق، وشاركوا أيضاً في الاعتداءات على اللبنانيين في ريف القصير.

صدر كلام آخر يقول إذا أحد ساعد في ريف القصير من كلفكم أنتم؟! هذه مسؤولية الدولة. نحن نقول دائماً هذه مسؤولية الدولة، لكن ماذا فعلت الدولة؟ وحتى لا أحمّل الدولة اللبنانية ما لا تطيق، أصلاً ماذا تستطيع الدولة أن تفعل؟ فلنكن موضوعيين، هل تستطيع الدولة اللبنانية أو الحكومة اللبنانية السابقة أو الآتية أن ترسل الجيش اللبناني إلى القرى السورية في داخل الأراضي السورية التي يسكنها لبنانيون؟ دولة أخرى قد تفعل ذلك، ولكن الدولة اللبنانية بحسب طبيعتها وتركيبتها لا تستطيع أن تفعل ذلك. أقصى ما تستطيع أن تفعله الدولة اللبنانية هو أن ترسل احتجاجاً إلى جامعة الدول العربية. "ما" جامعة الدول العربية هي التي تسلح وهي التي تموّل وهي التي تحرض وهي التي تدير هذه المعركة؟ لمن نتوسل، للجلاد؟ من الطبيعي، من حق هؤلاء كما قلنا سابقاً أن يدافعوا عن وجودهم وعن أنفسهم وأن يقوموا بكل ما يلزم ليثبتوا بقائهم وحضورهم، وأن يحصلوا على المساعدة المناسبة وهذا لا يحتاج إلى قرار من أحد، هذا أمر أخلاقي وإنساني، وهنا نحن لا نتحدث عن لبنانيين من طائفة معينة، نتحدث عن كل اللبنانيين الذين يسكنون في قرى وبلدات في ريف القصير.

في هذه النقطة، أختم وأقول : بعيداً عن كل الضوضاء، نحن بوضوح لن نترك اللبنانيين في ريف القصير عرضة للهجمات وللاعتداءات القائمة من الجماعات المسلحة، ومن يحتاج إلى المساعدة أو المساندة لكل ما يلزم لبقائهم وصمودهم لن نتردد في ذلك.

في النقطة الأخرى التي فيها حساسية أيضاً، موضوع منطقة السيدة زينب (عليها السلام)، لأعطي فكرة عامة، أو أن ألفت عناية الجميع، لأنه أحياناً هناك مشهد كبير ومعقد، لكن تكون فيه تفاصيل حساسة وتفاصيل قد تكون ليست بهذا المستوى من الحساسية. هذه التفاصيل الحساسة خطيرة وكبيرة.

في دمشق هناك منطقة موجودة اسمها منطقة السيدة زينب عليها السلام تحتضن مقاماً منذ مئات السنين للسيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام . هذا الأمر ليس مهماً كيف تفهمه أنت، المهم كيف يفهمه آخرون. التسامح في هذا الأمر، منذ مدة ضمن الأولويات التي كانت يعمل عليها أن المعارضة المسلحة تأخذ الغوطة الشرقية والغوطة الغربية وتحكم الحصار على دمشق. استطاعت المعارضة المسلحة والجماعات المسلحة أن تسيطر على بعض القرى في الغوطة الغربية في محيط بلدة السيدة زينب (عليها السلام) ، والآن ، وليس الآن منذ أشهر، هناك جماعات مسلحة موجودة في نقاط تبتعد مئات الأمتار فقط عن مقام السيدة زينب (عليها السلام) في الشام. هذا واقع بمعزل من يتدخل ومن لا يتدخل. في حساسية الأمر، نعم هذا أمر له حساسية مفرطة جداً وبالغة جداً. لماذا؟ لأن هذه الجماعات المسلحة، خصوصاً التي تنتمي إلى الاتجاه التكفيري هي أبلغت رسائل واضحة وهددت وحتى على المواقع الأنترنت أنه "إذا دخلنا وسيطرنا على هذه البلدة سندمر هذا المقام". هل يصدقون؟ نعم يصدقون، لأن هم لديهم مشكلة عقائدية وفقهية في هذا الموضوع، وشاهدنا في مالي ورأينا في ليبيا ورأينا في تونس وفي مصر وفي الصومال، هؤلاء عندما يدخلون إلى بلد قبل أن يبحثوا كيف يحققون للناس الأمن والسلام والاستقرار والماء الصحي ولقمة العيش ورغيف الخبز والكرامة الانسانية يبحثون أين يوجد ضريح أين يوجد قبر أين يوجد مقام ويعتبروها أصناماً وأوثاناً ويقومون بهدمها، وهذا الأمر قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة جداً.

لا يقول أحد ما إننا نبالغ، في السابق قام التكفيريون في العراق بتفجير مقام الإمامين العسكريين في سامراء، وكلنا نتذكر تلك الأيام السوداء مما أدى إلى تداعيات خطيرة في العراق وفي خارج العراق، وهنا في لبنان لولا الجهد المضاعف والمكثف من قبل الشيعة والسنة والعلماء والقيادات والسياسيين لاستيعاب الموقف كان يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة. في السيدة زينب لا أحد يختبئ خلف أصبعه، إن قيام أي جماعات تكفيرية بتفجير أو هدم هذا المقام ستكون له تداعيات خطيرة جداً وستخرج الأمور عن سيطرة الجميع، لا أنا ولا أنت نستطيع أن نفعل شيئاً.

ولذلك، أنا أقول هنا عدة مسؤوليات:

المسؤولية الأولى على جماعات المعارضة السورية، لا يكفي الائتلاف السوري المعارض أو جهات سياسية معارضة أن تصدر بيانات وتقول نحن نرفض ونحن ندين التعرض لهذا المقام أو للمقدسات لنا أو لغيرنا في سوريا ، هذا الحكي أين يصرف، لا يصرف في مكان، لأن الجماعات المسلحة الموجودة على الأرض هي لا تصغي لكل هذه الائتلافات الموجودة في الخارج.

الدول التي تقف خلف هذه الجماعات التكفيرية والتي تمولها والتي تسلحها هي تتحمل مسؤولية، وهي التي يجب أن تمنع هؤلاء من الإقدام على خطوة خطيرة بهذا الحجم وبهذا المستوى، هذا هو الموقف المطلوب.

وفي المقابل هناك من يدافع عن هذه البقعة، ومن يستشهد دفاعاً عن هذه البقعة، وهؤلاء هم الذين بدفاعهم ودمائهم وشهادتهم يمنعون الفتنة المذهبية، وليس هم الذين يفتحون الباب للفتنة المذهبية، هم الذين يمنعون الفتنة المذهبية. نعم، هذا المقام الشريف هو لكل المسلمين هو للسنة وللشيعة، ونحن لا نتهم السنة أبداً. أنا الشيعي لا أتهم السنة، في حادثة تفجير مقام الإمامين العسكريين (عليهما السلام) تذكرون جيداً نحن قمنا بتظاهرة ضخمة في لبنان وأنا وقفت خطيباً وقلت للشيعة في لبنان وللشيعة في العالم، المشكلة ليست عند إخواننا أهل السنة، لأن مقام العسكريين كما هو مقام السيدة زينب هو في رعاية وحماية وعناية أهل السنة منذ مئات السنين، ولكن مشكلتنا هي مع الجماعات التكفيرية التي تقتل وتدمر وتذبح السنة والشيعة، أضرحة السنة وأضرحة الشيعة، وتكفّر السنة والشيعة. هؤلاء ما هو السبيل لمنعهم من أن يدفعوا السنة والشيعة إلى الفتنة وإلى القتال، هو أن نقف في وجههم جميعاً، من موقع علمي، من موقع فتوائي، من موقع سياسي، وحتى إذا اضطر الأمر من موقع ميداني بأن يقف مجاهدون شرفاء ليمنعوا سقوط بلدة السيدة زينب أو مقام السيدة زينب وإقدام التكفيريين على هدم هذا المقام لأن له تداعيات ومخاطر كبيرة جداً.

أنا رأيت بعض التلفزيونات في لبنان أجرت حوارات تفيد أن المدفونة في الشام ليست السيدة زينب، السيدة زينب مدفونة في مصر. الآن ليس وقت هذا الترف الفكري، هل هذا يغير شيئاً في المعادلة؟ هذا لا يغير شيئاً في المعادلة. تجري تحقيق علمي وتحقيق تراثي، هناك وجدان عند مئات الملايين من المسلمين يتعاطون مع هذا المقام على أنه مقام شريف ومبارك ومقدس. "بلا هذا اللعب وتضييع الوقت". إذا أحد في لبنان أو غير لبنان يحمل مسؤولية هناك دول لن أسميها الآن، يأتي وقت ونسمّي. هناك دول تمول وتسلح وتطلب أيضاً من هذه الجماعات التكفيرية الإقدام على خطوات من هذا النوع، عليها أن تردع هؤلاء، وهناك أيضاً في الميدان من يردعهم، وهذا الأمر لا يأخذ إلى فتنة مذهبية، هذا هو الذي يحمي الجميع من الفتنة المذهبية. الفتنة المذهبية تفتح أبوابها إذا تساهلنا بهذا الامر واكتفينا بكلمات وبأدب وبشعر وبترف فكري من هنا ومن هناك.

كلمة أخيرة في موضوع مخطوفي أعزاز وأختم، يوجد بعد نقطتين أؤجلهم، اللبنانيات نحكيهم إن شاء الله بعد عدة ايام.

في موضوع مخطوفي أعزاز، طبعاً إستمرار هذه القضية إلى اليوم مؤلم جداً، مشهد الأهالي والنساء والأطفال ينتقلون في إعتصامهم من شارع إلى شارع ومن مكان إلى مكان، أيضاً مؤلم جداً.

الدولة حتى الآن لم تصل إلى نتيجة، الامر الذي يستدعي التوقف هو ان من يخطف أشخاصاً ويبقيهم على قيد الحياة، يعني هو خطف، هو لا يريد أن يقتل، هو يفعل فعل الخطف من أجل هدف معين، ما هو هدف هؤلاء الخاطفين؟

واقعاً حتى الآن لا يوجد فهم في لبنان ورؤية في لبنان لهدف هؤلاء الخاطفين. ماذا يريد هؤلاء؟ هل يريدون فدية، هل يريدون مال، هل يريدون تبادل على سجناء في سوريا، هل يريدون ضغط سياسي.

إذا كان المقصود ضغط سياسي، هذا فشل منذ الايام الاولى. نحن نتيجة موقفنا في سوريا الذي ينطلق من رؤية وطنية وقومية وإسلامية ورؤية إستراتيجية لها علاقة بكل المنطقة، لا يستطيع أحد أن يضغط علينا أو على موقفنا من خلال هذه الممارسات غير الانسانية.

طيب، ماذا تريدون؟ تريدون مالاً ، قولوا نريد مالاً، ممكن أحد أن يخرج ويقول هم قد طلبوا مالاً، ممّن طلبوا مالاً؟ وهل هذا الطلب الذي نقل هو طلب صحيح أو غير صحيح نحن لا نعلم. تريدون سجناء، سمعنا في الايام الماضية أو الاسابيع الماضية أنهم يطلبون السجينات في السجون السورية، طيب أنا إتصلت بمسؤولين في الدولة اللبنانية قلت لهم تأكدوا، "شيّكوا هذا الموضوع"، إذا هذا الموضوع صحيح، أنا حاضر، أنا أذهب إلى دمشق وأتحدث مع القيادة السورية في هذا الامر لإنهاء هذا الملف، لكن بعد ذلك يظهر في الاعلام نفي أنهم لم يطلبوا. طيب، أنتم ماذا تريدون؟ ما هو طلبكم؟ إلى أين تريدون أن تصلوا بالامور؟ التظاهر والاعتصام هنا وهناك قد لا يحل مشكلة، تفاوض الدولة اللبنانية على مدى أشهر طويلة وسعيها مع السعودية وقطر وتركيا ودول أخرى، حتى الآن لم يؤدّ إلى نتيجة. هل تتصورون انه نحن نستطيع أن نبقى ننتظر هكذا ونشاهد النساء والاطفال ينتقلون من شارع إلى شارع وتستمر هذه المأساة دون أن نحرك ساكناً. هل تتصورون ذلك، إلى أين يراد دفع الامور في هذا الملف، هل.. هنا في الحقيقة تأتي فكرة معقولة، وتقول هناك من لا يريد للخاطفين أن يقدموا مطلباً يمكن تحقيقه وإنجازه و هناك من لا يريد للخاطفين أن يطلقوا المخطوفين اللبنانيين بإنتظار توقيت سياسي مناسب، ضعوا تحتها "شحطين"، نتكلم "بعدين" أكثر، هذا معيب، إذا يوجد كذلك فرضية، هذا معيب، أخرجوا المخطوفين اللبنانيين في إعزاز من الصراع السياسي، هؤلاء زوار لا جريمة لهم ولا ذنب لهم، كما كان يقال في الماضي نحن الذين تدعون أننا نقاتلكم تقاتلوننا ونقاتلكم، لكن هؤلاء الزوار لا ذنب لهم ولا جريمة. كذلك عندما نتحدث عن بقية المخطوفين من اللبنانيين، من آل المقداد، هناك عائلات لبنانية فقدت أيضاً مخطوفين في داخل الأراضي السورية وهذا ينعكس أيضا على رجال الدين المخطوفين في سوريا، على المطرانين اللذين خطفا في الآونة الاخيرة. في كل الاحوال هذا ملف يجب أيضاً ان نجد له خاتمة ونهاية.

في كل الاحوال، أنا أود أن أختم بكلمة وأقول للبنانيين ولكل من يسمع، نحن لا نريد "مشكل" في لبنان ولا نريد أن ينتقل الصراع إلى لبنان، وأنا أقول لكم أكثر من ذلك، نحن نعرف مجموعات لبنانية إعتدت على اللبنانيين في ريف القصير، نعرفهم بالاسماء ونعرف المجموعات ونعرف من أرسلهم، ولكن لم نحرك ساكناً في لبنان لأننا إلتزمنا منذ البداية، يجب تجنيب لبنان أي مواجهة أي صراع أي قتال، حرصاً لا خوفاً، حباً لا طمعاً، من موقع المسؤولية الوطنية والشرعية والاخلاقية والاخوية، لكن أريد أن أقول للجميع ما يجري في سوريا هو يعنينا جميعاً، وانتهى الوقت أو كاد أن ينتهي الوقت الذي يكتفي فيه اللبنانيون وغير اللبنانيين بالتمنيات وبالتعبير عن العواطف وبإبراء الذمة من خلال إصدار بيان.

الشعب اللبناني، القوى السياسية اللبنانية، المسلمون والمسيحيون على حد سواء، الدولة والحكومة، كل من له علاقات خارج لبنان مع دول مع حكومات أجنبية وعربية، يجب أن يسمعوا جميعاً صوتاً واحداً، وهو يجب أن يقف ما يجري في سوريا، يجب أن تقف الحرب في سوريا. ومن المعيب إذا قام رجل دين كبير بالتعبير عن هذا الموقف، سواء كان مسيحياً أو مسلماً، أن يتهم بأنه سفير للنظام السوري، كل من يعبر عن هذا الموقف، مسلماً كان أو مسيحياً، هو يعبر عن القيم والدين والاخلاق والمصالح القومية والوطنية، وكل من يريد أن يأخذ سوريا ومنطقتنا إلى الدمار هو الذي يجب أن يتهم في عقله و في دينه وفي خلفيته وفي موقعه باتجاه ما يجري في هذه الامة.

وأختم بالقول لا تراهنوا، لا تراهنوا على الميدان، الدفع بالميدان إلى اتجاهات خطرة لن يقف عند حدود، من كان حريصاً على الدماء والاموال والاعراض والمصائر والمصالح الوطنية والقومية يجب أن يذهب ويتحمل مسؤوليته في إيجاد الحل السياسي الكبير الذي ستنعم ببركاته سوريا ولبنان وكل المنطقة. والبقية تأتي لاحقا.x