المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 09 أيار/2013

 

عناوين النشرة

*إنجيل القدّيس لوقا 06/12-19/دعوة يسوع للتلاميذ الإثُني عشر

*بري يدعو لجلسة عامة في 15 ايار لدرس قانون الانتخاب

*وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل  اعد صيغة "معدّلة" للـ60 ومعلومات عن "مخرجَيْن" للتمديد لمجلس النواب

*وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل  اعد صيغة "معدّلة" للـ60 ومعلومات عن "مخرجَيْن" للتمديد لمجلس النواب

*مطر: نحن في صدد البحث عن قانون توافقي ينصف الجميع ونتمنى ترجمة ايجابية للأفرقاء في قانون كهذا

*سليمان: لانهاء ملفات البلديات تمهيدا لاعتماد اللامركزية على قاعدة الشفافية والكفاءة

*سلام التقى الحجار وشخصيات

*بري: لجلسات متتالية لمناقشة وإقرار قانون الإنتخاب والتمثيل في الحكومة وفق حجم الكتل

*سيرا ترأس الإجتماع العسكري الثلاثي في الناقورة: كل الأطراف ملتزمة بالحفاظ على الهدوء ومنع الحوادث والتوتر

*اهالي مخطوفي اعزاز دخلوا المركز الثقافي التركي بعد معلومات عن وجود اتراك فيه واعلنوا اعتصاما مفتوحا

*امانة 14 آذار: المصلحة الوطنية تمر حكما في تشكيل حكومة حيادية

*الإجتماع الدوري لقادة الأجهزة الأمنية اكد ضرورة التشدد في إتخاذ الإجراءات لضمان الأمن في الداخل وعلى الحدود

*رئيس لجنة الاشغال العامة والطاقة والمياه النائب محمد قباني  وجه أسئلة الى اللجنة الوزارية حول فاطمة غول سلطان

*ميقاتي استقبل الداعوق والحوت: اعتقال مفتي القدس واستجوابه فصل جديد من ارهاب اسرائيل

*الراعي التقى نائب رئيسة الجمهورية البرازيلية ووزير الخارجية

*الفرزلي بعد لقائه سامي الجميل: متمسكون باقتراح اللقاء الارثوذكسي في غياب البديل

*نهاد المشنوق: لن نشارك "حزب الله" في أي حكومة قبل انسحابه من سوريا

*الرئيس الجميل تبلغ من جورج صبرا ان مطراني حلب بصحة جيدة:اختطافهما يتناقض واهداف الثورة السورية

*طلاب الاحرار ردا على باسيل: جيلنا لن يصغي الى وعود مختلقة تحت شعار الاصلاح

*اسرائيل تخشى انتقال اسلحة استراتيجية من سوريا الى حزب الله تهدد منصات التنقيب البحرية

*اوباما ونتانياهو يبحثان أزمة سورية هاتفياً

*عكاظ": إتصالات دولية جنـبت لبنان تصعيداً عسكرياً على حدوده مع إسرائيل

*"ABC" الاسترالية: العميل "أكس" سـجن بعد افشال عملية كبيرة للموساد في لبنان

*"هآرتس": هدوء بشار الأسد بعد الغارة دليل الى خياراته الضيقة

*"الراي" عن نصر الله: لو أغارت اسرائيل على لبنـان لكان الرد فوريا

*اسرائيل تخشى انتقال اسلحة استراتيجية من سوريا الى حزب الله تهدد منصات التنقيب البحرية

*عاصم قانصوه: بعثيون و"زوبعيون" يقاتلون في "القصير"!

*اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات حذرت من سوء استخدام المناصب العامة لمصالح انتخابية

*جنبلاط استقبل عمرو موسى في حضور العريضي

*قاووق: المقاومة حاضرة لتصنع لإسرائيل النكبة الكبرى والهزيمة

*ابو فاعور بعد زيارته شربل: اقتراح الرئيس المكلف بالتوزيع الحكومي عادل ومنصف

*السنيورة: لتطبيق فعلي لسياسية النأي بالنفس عبر الالتزام بإعلان بعبدا وابعاد لبنان عن سياسة المحاور

*باسيل من نقابة المحررين: لحكومة وحدة يتمثل فيها كل الاطراف بحسب حجمهم النيابي واللقاء مع جعجع لا يستهدف احدا

*نحاس افتتح معرض صنع في أيران:المعارض رافعة لتلاقي المصالح ابادي: حجم التبادل مع لبنان بلغ 115 مليون دولار في ال2012

*رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان عصام سليمان: "الدستوري" قانوني وقراراته غير قابلة للشك

*غداء تكريمي في سيدني على شرف بارود وغانم

*السفير : بري ينتقد "الوسطيين" قيامة ل"الأرثوذكسي"

*رؤساء الحكومة يعطون المفتي.. الفرصة الأخيرة

*عن حمية: لا عناصــــر لبنانية تشارك في القتال و"القومي" موجود في النسيج السوري ومعني بالصراع

*لا "ممانعة ولا من يُمانعون/علي الحسيني/المستقبل

*"التيار" و"الحزب" و.. ما بعد بعد الانتخابات

*استنفار إيراني لرفع معنويات الأسد المنهارة

*السنيورة أطلق كتاب "الإفتراء في كتاب الإبراء" وفنّد سلسلة الفضائح العونية

*الارثوذكسـي" الى المقصلة التشريعية في 15 ايـار

*بري مسـتاء من التجاوب اللفظي والعرقلة العمليـة

*المصيطبة تستبشر خيراً بتشكيل وشيك رغم الشروط

*نحاس أمام "المطبوعات" في دعوى "سبينس"

*مناورة للجيشين اللبناني والفرنسي

*متمردو حزب العمال الكردستاني يبدأون انسحابهم من تركيا الى شمال العراق

*أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في روسيا الجمعة ليبحث مع بوتين ملف سوريا

*جنيف ثانية حول سوريا.. وتركيا تتحدث عن سيناريو «دولة علوية»

*داود أوغلو يتهم الأسد بإقامة ممر آمن لـ«النصيريين» بين حمص ولبنان

*55قتيلا في هجمات شنها اسلاميون في شمال شرق نيجيريا

*التشكيلة كانت مقرّرة اليوم فهل تعلن قبل 15 أيار؟ والرئيس المكلّف يسابق إحراج التمديد لمجلس النواب

*لا حكومة ولا انتخابات/علي حماده/النهار

*اذا لم تنجح بكركي في مساعيها للاتفاق سليمان وسلام لن ينتظرا حتى يقع الفراغ/اميل خوري/النهار

*ربيع إسرائيلي بامتياز/أحمد الجارالله/السياسة

*عقارب الولي الإيراني الفقيه السامة/داود البصري/السياسة

*قوات الثورة السورية تستعد لنقل المعركة الى لبنان وتطويع آلاف المبتدئين أضعف حزب الله داخلياً/حميد غريافي/السياسة

*كيف نشأت القبضة الحديد ومَن الذين يشاغبون عليها؟ النبطية قلعة حزب الله ... انتكاس التفاؤل والسيطرة على المجتمع أطفالاً وكباراً، أحياءً وشهداء

*النبطية قلعة "حزب الله" تحدّيات السياسة والتعايش في زمن الثورة والأزمة السوريّتين

*لافروف وجر المنطقة للهاوية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الغارات الإسرائيلية على دمشق تختبر الحرب مع إيران/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

*سوريا.. هل اتفق الروس والأميركيون/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*ما بين نصر الله والقرضاوي.. تغيَّرَ الزمن/فادي شامية/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

إنجيل القدّيس لوقا 06/12-19/دعوة يسوع للتلاميذ الإثُني عشر

في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله. ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم: سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس،ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور، ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا. وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا، جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون. وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.

 

بري يدعو لجلسة عامة في 15 ايار لدرس قانون الانتخاب

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النواب، الى عقد جلسة عامة في الخامس عشر من ايار الجاري، لدرس قانون الانتخابات. ووفق الدعوة، فإن الجلسة ستُعقد عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الاربعاء في 15 ايار. وقد نقل النواب عن بري في لقاء الاربعاء النيابي، قوله انه سيطرح "المشروع الاورثوذكسي (حيث كل طائفة تنتخب ممثليها) على التصويت في 15 ايار لانه المشروع الوحيد المدرج على جدول الاعمال". يُشار الى الدعوة لعقد جلسة عامة، تأتي في ظل عدم اتفاق الافرقاء السياسيين على قانون انتخاب، تجري على اساسه الانتخابات في السادس عشر من حزيران المقبل، خصوصاً في ظل رفض العودة الى القانون النافذ اي قانون الستين. يُشار ان اللجان النيابية اقرت المشروع الاورثوذكسي في ظل رفض كتلتي "المستقبل" و"التقدمي الاشتراكي" والنواب المستقلون في 14 آذار، فضلاً عن رفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعد ان كانت الحكومة قد اقرت في ايلول اجراء الانتخابات وفق القانون النسبي في 13 دائرة انتخابية.

 

وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل  اعد صيغة "معدّلة" للـ60 ومعلومات عن "مخرجَيْن" للتمديد لمجلس النواب

كشف وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل انه اعد صيغة "معدّلة" لقانون الستين الانتخابي، لم يعرضها بعد على الافرقاء، مجدداً اشارته الى انه في حال عدم التوصل لقانون توافقي، فعلى المرشحين تقديم ترشيحاتهم وفق الستين. وفي حديث الى صحيفة "السفير"، الاربعاء، قال شربل انه في حال عدم التوصل الى توافق حول قانون الانتخاب قبل التاسع عشر من ايار فعلى المرشحين تقديم ترشيحاتهم على اساس الستين.

كما اوضح انه و"في هذه الحالة على مجلس النواب ان يجتمع ليمدّد لنفسه لمدة شهرين، بحيث ستكون المهلة كافية لقيام وزارة الداخلية بالترتيبات لإنجاز الانتخابات". وكشف شربل عبر الصحيفة عينها انه اعدّ صيغة لقانون الستين معدّلة، انطلاقاً من قناعته بعدم امكانية التوصل الى قانون توافقي، الا انه لم يعرضها على اي من الأفرقاء السياسيين. يُشار ان اللجان النيابية اقرت المشروع الاورثوذكسي (حيث كل طائفة تنتخب ممثليها) في ظل رفض كتلتي "المستقبل" و"التقدمي الاشتراكي" والنواب المستقلون في 14 آذار، فضلاً عن رفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعد ان كانت الحكومة قد اقرت في ايلول اجراء الانتخابات وفق القانون النسبي في 13 دائرة انتخابية. والى جانب هذه الصيغة، تحدث شربل عبر "السفير" عن مشروع انتخابي على مرحلتين، حيث تقضي المرحلة الاولى بإجراء الانتخابات على اساس مذهبي، والثانية على اساس اكثري، الامر الذي من شأنه "تحسين مستوى التمثيل المسيحي بشكل كبير". واشار شربل الى ان "كل فريق حاول ان يحصل على قانون يعطيه الأكثرية. فمنذ البداية ثمة من رفض مشروع الحكومة القائم على النسبية قبل ان يقرأه، والبعض الآخر وافق من دون ان يقرأه ايضاً". من جانبه، افادت صحيفة "النهار"، الاربعاء، عن سيناريو، يجري اعداده من خلال اتصالات بين مختلف الافرقاء، يوصل الى مخرجين.

واوضحت ان المخرج الاول، يقضي بأن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري، الهيئة العامة الى الانعقاد على رغم عدم الاتفاق على قانون جديد. و"يطرح "المشروع الاورثوذكسي"، عندها ينسحب من الجلسة النواب السنة والدروز، فتفقد الجلسة ميثاقيتها، ويعلق الرئيس نبيه بري الجلسة". بعد ذلك، يدعو بري الى عقد جلسة ثانية، "يطرح فيها مشروع التمديد للمجلس مدة لا تقل عن ستة اشهر، لإعطاء مزيد من الوقت للتوصل الى قانون انتخاب يرضي الجميع". اما المخرج الثاني، وفق "النهار"، يُصار الى اسقاط المشروع الاورثوذكسي "بالتصويت، وفي ظل عدم الاتفاق على بديل، يصير قانون الستين امراً واقعاً". وفي حال عدم التمديد للمجلس "سيكون الجميع مضطرين الى الترشح على اساسه. وبما ان لا اتفاق على اجراء الانتخابات بموجب احكامه، فإن المجلس سيطرح التمديد لنفسه في اليوم الأخير من الجلسة قبل نهاية الاسبوع". يُذكر ان رئيس مجلس النواب نبيه بري كان قد امهل الكتل السياسية حتى 15 ايار من اجل التوافق على قانون انتخاب، والا فسيدعو الى جلسة عامة للتصويت على مشروع "اللقاء الاورثوذكسي".

 

مطر: نحن في صدد البحث عن قانون توافقي ينصف الجميع ونتمنى ترجمة ايجابية للأفرقاء في قانون كهذا

أعلن موفد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مطران بيروت للموارنة بولس مطر أننا "في صدد البحث عن قانون توافقي ينصف الجميع، وما نتمناه ترجمة ايجابية للافرقاء في قانون كهذا"، مردفاً أن "لقاءً للأقطاب المسيحية سيعقد في بكركي قبل 15 أيار لمناقشة وجوجلة كلّ الامور التي توصّلنا اليها واتّخاذ الخطوات المقبلة في ضوئها". وأشار مطر في حديث لصحيفة "الجمهورية" نشر الأربعاء الى أنّ "جولته الثلاثاء أتت في إطار استكمال المشاورات حول قانون الانتخاب"، مردفاً "نقلت رسالة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى (رئيس كتلة "المستقبل" النيابية) فؤاد السنيورة يتمنى فيها العمل على إنجاز قانون انتخاب عادل وإجراء الانتخابات في موعدها، ومن ثم انتقلت الى بعبدا ووضعت (رئيس الجمهورية) ميشال سليمان في أجواء اللقاءات التي عقدتها مع القيادات، كذلك استقبلت (وزير الشؤون الإجتماعية) وائل أبو فاعور و(عضو "جبهة النضال الوطني") أكرم شهيّب اللذين أوفدهما جنبلاط، وردّاً لزيارتي الى المختارة، وكان اللقاء إيجابياً، والأمور تتقدّم بنحو يبشّر بالخير". وأضاف أنّ "الجميع يتحدّثون عن القانون المختلط، لكن هذا القانون لم يكتب بعد لندخل في مناقشة تفاصيله والعمل على حلحلة العقد داخله، وجولتي تأتي بتكليف من الراعي من أجل الضغط لإقرار قانون إنتخاب جديد وإجراء الانتخابات في موعدها"، مردفاً ولسنا مخوّلين أن نناقش التفاصيل، بل إنّ أهل السياسة هم من يحضّرون القانون، وتسويق المختلط يحصل من خلال الاجتماعات الثنائية والمحادثات بين جميع القيادات".  كذلك، أدرج مطر الاجتماع بين (رئيس حزب "القوات اللبنانية") سمير جعجع و(وزير الطاقة) جبران باسيل "في إطار الجهد المستمرّ للتوصّل الى قانون جديد"، متفهّماً "تمسّك بعض القيادات المسيحية بالقانون الأرثوذكسي، لأنه حتى الآن لم يتأمّن أيّ بديل آخر، و"الأرثوذكسي" هو الذي يؤمّن صحّة التمثيل".

وبالنسبة الى جمع القيادات المسيحية، أكّد مطر أنّ "لقاءً للأقطاب المسيحية سيعقد في بكركي قبل 15 أيار لمناقشة وجوجلة كلّ الامور التي توصّلنا اليها واتّخاذ الخطوات المقبلة في ضوئها"، معلناً أنّ "المطران سمير مظلوم ما زال مكلّفاً عقد اجتماعات لجنة بكركي، وهو يتولّى الشقّ المسيحي، بينما أتولّى أنا الاتصال بالقيادات الاسلامية، وقد أُنيطت هذه المهمّة بي نتيجة وجودي في العاصمة"، مشيراً إلى" انتهاء جولته على القيادات".

وأشار مطر في حديث لإذاعة "صوت لبنان" (93.3)، صباح الأربعاء، أنه "حمل رسالة الى القيادات في بيروت واطلع رئيس الجمهورية على هذه الحركة"، مردفاً أننا " في صدد البحث عن قانون توافقي ينصف الجميع، وما نتمناه ترجمة ايجابية الافرقاء في قانون كهذا". وفي هذا السياق، أكّد (عضو كتلة "المستقبل") النائب أحمد فتفت، الذي شارك في لقاء مطر والسنيورة لـ"الجمهورية" أنّ "اللقاء كان إيجابيا، والمطران جاء باسم بكركي في محاولة للتوصّل الى اتّفاق على قانون انتخاب جديد، وقد اعتبر مطر أنّ قانون الستين غير صالح، وأنّ "الأرثوذكسي" تصادميّ، وبالتالي من هنا يجب علينا أن نبحث عن بديل وهو القانون المختلط".

وأضاف فتفت أنّنا قلنا للمطران مطر إنه "إذا قبل جميع الأفرقاء المسيحيّين بالمختلط سيكون النقاش جدّياً، والأمر متوقّف على "التيار الوطني الحر" الذي لا يأتي بطرح بديل عن "الأرثوذكسي" ويكتفي بالقول أعطوني بديلاً، بينما قلنا لمطر أن يطرح التيار العوني قانوناً جديداً لنناقشه ونصل إلى اتّفاق سريع".

وبدوره قال أبو فاعور لـ"الجمهورية" أن "ما هو حاصلٌ اليوم نتيجةُ مسعى من البطريركية المارونية بهدف توحيد الرؤية الوطنية للتوصّل الى قواسم مشتركة للخروج بقانون انتخابات يحظى برضى الجميع، والوجهة التي نعمل من أجلها هي الإتيان بقانون يؤمّن صحة التمثيل المسيحي ويؤمّن العيش المشترك".  وأضاف أن "النقاش ما يزال في بداياته، وكلّ طرف حدّد لنفسه سقفاً معيّناً ونتمنّى من هؤلاء جميعاً التنازل بعض الشيء عن هذا السقف لنصل الى صيغة وسطية ترضي الجميع"، مؤكداً أنّ "المساعي مستمرة للوصول الى قانون انتخاب، لأنّ عدم إجراء الانتخابات يدخل البلد في وضعية خطرة".

وردّاً على سؤال عن الصيغة التي تحظى بتأييد غالبية الأطراف، أردف أبو فاعور "يبدو أنّ القانون المختلط بين الأكثري والنسبي هو الصيغة الاكثر قبولاً حتى الآن، ونحن كحزب تقدّمي نسعى الى تأمين التوافق الوطني على حساب المصلحة الحزبية الضيّقة ومستعدّون لتقديم كلّ التنازلات لذلك". وعقد مطر اجتماعات منذ صباح الثلاثاء، وذلك في إطار البحث بموضوع الانتخابات المقبلة والقانون المناسب لكافة الأفرقاء اللبنانيين".

وفي هذا السياق، استقبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان مطر الثلاثاء في بعبدا. وأفادت معلومات صحافية أن "مطر أطلع سليمان على اجواء الاتصالات الاخيرة التي اجراها مع عدد من المسؤولين والقيادات وتتناول الشأن الانتخابي". كذلك، افادت الـLBCI أن "المطران بولس مطر التقى (رئيس كتلة "المستقبل" النيابية) فؤاد السنيورة بحضور النائب أحمد فتفت ومستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، محمد شطح.

يُشار ان معلومات صحفية، افادت الجمعة، عن اتجاه بكركي لعقد اجتماع للقادة المسيحيين للتوصل الى توافق في ما خص قانون الانتخاب، كما يُذكر ان اقتراح (رئيس مجلس النواب) نبيه بري قائم على المشروع المختلط اي 50 في المئة من النواب على اساس الأكثري و50 في المئة منهم على اساس النسبي، وفي 26 دائرة انتخابية. كما يُشار ان بري دعا الى جلسة عامة في 15 ايار لطرح مشروع "اللقاء الاورثوذكسي" (حيث كل طائفة تنتخب نفسها) على التصويت.

 

سليمان: لانهاء ملفات البلديات تمهيدا لاعتماد اللامركزية على قاعدة الشفافية والكفاءة

وطنية - اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم من الهيئة العليا للتأديب برئاسة القاضي مروان عبود على عمل الهيئة وحضها على انهاء الملفات واصدار الاحكام بحق الموظفين المرتكبين في أسرع وقت ممكن. كما طلب الى السلطات المعنية احالة الملفات الى هيئة التأديب الخاصة لرئيس البلدية او نائبه او العضو الذي يتولى اعمال السلطة التنفيذية التي تم تشكيلها أخيرا للتحقيق في ملفات البلديات ومحاسبة المسؤولين واصدار الاحكام المناسبة للتمكن من اعتماد اللامركزية الادارية على قاعدة الشفافية والكفاءة في العمل والمساءلة والمحاسبة.

مقبل

وعرض رئيس الجمهورية مع نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال سمير مقبل للأوضاع الراهنة وما انجزته اللجان الوزارية المختصة برئاسته من ملفات كلفها بها مجلس الوزراء.

وزراء

وتناول الرئيس سليمان مع كل من وزيري المهجرين علاء الدين ترو والزراعة حسين الحاج حسن للتطورات السائدة والمشاورات السياسية والنيابية الجارية من اجل التوصل الى تأليف حكومة جديدة وانجاز قانون للانتخابات النيابية.

حبيب

وبحث رئيس الجمهورية مع النائب خضر حبيب في الشؤون والقضايا المطروحة قيد النقاش بين المعنيين إضافة الى الاوضاع في طرابلس ومحيطها.

ابراهيم

واطلع الرئيس سليمان من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على الاوضاع على المعابر إضافة الى ما توصلت اليه المساعي المبذولة في شأن الافراج عن المخطوفين اللبنانيين في اعزاز.

 

سلام التقى الحجار وشخصيات

وطنية - عرض الرئيس المكلف تمام سلام في دارته في المصيطبة مع زواره تطورات الاوضاع، حيث استقبل النائب محمد الحجار ثم وفدا من إتحاد روابط الأرمن في لبنان برئاسة جيرار توفنجيان، ووفدا من مدارس العرفان برئاسة الشيخ سامي أبي المنى في حضور رئيس لجنة شؤون الإغتراب في المجلس المذهبي الدرزي كميل سري الدين. كما التقى رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي.

 

بري: لجلسات متتالية لمناقشة وإقرار قانون الإنتخاب والتمثيل في الحكومة وفق حجم الكتل

وطنية - نقل النواب بعد لقاء الأربعاء اليوم عن الرئيس نبيه بري تأكيده مجددا على عقد جلسات متتالية للمجلس اعتبارا من قبل ظهر الاربعاء في 15 أيار الحالي لمناقشة وإقرار قانون الانتخابات. ومعلوم أن الاقتراح الارثوذكسي أقر في اللجان المشتركة وسيكون في أول الجلسات. وفي شأن الحكومة شدد الرئيس بري على التمثيل وفقا لحجم الكتل النيابية متسائلا: من أين يأتي حق تمثيل "الوسطية" بالحجم الذي نسمعه ونقرأه، وأضاف فليعطناأصحاب هذه النظرية تعريفا للوسطية وليفتحوا الباب امام الانتساب لهذا النادي المحظوظ. من جهة ثانية ، كشف الرئيس بري أمام النواب عن أعمال تنقيب قامت بها شركة ألمانية من العام 1963 في الجنوب في عدلون ومناطق أخرى. وتبين ان هناك كميات من النفط لكنها لم تكن تتلاءم مع سعر النفط آنذاك. وأشار الى أن الأهم اليوم في هذا المجال هو أن المخزون من الغاز والنفط الموجود في الجنوب يضاف الى مخزون من طبقة الهيدروجين بكميات وافرة تعود على لبنان بعوائد مالية كبيرة. وقال: أن كل ذلك يستلزم إيلاء لبنان المزيد من الإهتمام بهذه المسألة"، مشيرا الى أنه "حتى الآن ليس هناك الإهتمام الرسمي اللازم". وكان الرئيس بري استقبل النواب السادة: محمد رعد، علي بزي، هاني قبيسي، أيوب حميد، وليد سكرية، كامل الرفاعي، إميل رحمة، علي عمار، نبيل نقولا، نواف الموسوي، غازي زعيتر، نوار الساحلي، قاسم هاشم، عباس هاشم، علي المقداد، بلال فرحات، مروان فارس، علي خريس، عبد المجيد صالح، ناجي غاريوس، ميشال موسى، علي فياض، عبد اللطيف الزين، ياسين جابر، اسطفان الدويهي وغسان مخيبر. واستقبل الرئيس بري بعد الظهر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في حضور السيد أحمد بعلبكي، وعرض معه الوضع الأمني والتطورات المتعلقة بقضية المخطوفين اللبنانيين في أعزاز.

 

سيرا ترأس الإجتماع العسكري الثلاثي في الناقورة: كل الأطراف ملتزمة بالحفاظ على الهدوء ومنع الحوادث والتوتر

وطنية - ترأس القائد العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" اللواء باولو سيرا اليوم، الاجتماع العسكري الثلاثي العادي في موقع الأمم المتحدة عند معبر رأس الناقورة. وناقش الإجتماع، بحسب بيان ل"اليونيفيل"، "الوضع على طول الخط الأزرق، بما في ذلك الإنتهاكات البرية والجوية ومسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال الغجر، إضافة إلى مسائل متعلقة بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 في إطار ولاية اليونيفيل، بما في ذلك عملية وضع العلامات المرئية الجارية على الخط الأزرق". وبعد الإجتماع قال سيرا: "أعرب الطرفان عن دعمهما الكامل والتزامهما بالعمل مع اليونيفيل لتنفيذ البنود ذات الصلة من القرار 1701، وقد إلتزمت الأطراف بالحفاظ على الهدوء في المنطقة ومنع الحوادث والتوتر على طول الخط الأزرق". وفي ما خص الأشغال المخطط لها من قبل اسرائيل في قرية الغجر، قال سيرا: "أجرينا مناقشة بناءة بشأن هذه المسألة التي أثارت بعض التوترات خلال الأسبوعين الماضيين. وكما تعلمون، فإن كلا من القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل يعارضان إجراء أشغال من هذا النوع في المنطقة المحتلة. وينصب تركيزنا على ضمان الإحترام الكامل للبنود ذات الصلة من القرار 1701 ومنع انتهاكها، وإن موقف اليونيفيل واضح جدا، وهو أن إسرائيل ملزمة بالإنسحاب من شمال الغجر". واشار سيرا الى انه "سيواصل المناقشات مع الأطراف على المستوى الثنائي بهدف تعزيز الأمن في هذه المنطقة الحساسة"، داعيا "الأطراف إلى مواصلة الإستفادة من آلية الإرتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل لضمان الحفاظ على وقف الأعمال العدائية"، وشدد على ان "اليونيفيل ملتزمة تنفيذ ولايتها، ولن تدخر جهدا لتنفيذ مهامها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701".

 

اهالي مخطوفي اعزاز دخلوا المركز الثقافي التركي بعد معلومات عن وجود اتراك فيه واعلنوا اعتصاما مفتوحا

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" نبيل ماجد أن أهالي مخطوفي اعزاز اقتحموا المركز الثقافي التركي بعدما وصلتهم معلومات عن أن هناك أتراكا داخله، واعلنوا انهم لن يتراجعوا عن تحركهم وسيعملون على إقفال المركز بالشمع الأحمر. واكدوا انهم اتخذوا قرارا بالاعتصام المفتوح أمام كل المصالح والمؤسسات التركية، فنصبوا الخيم أمامها، إلى حين إطلاق المخطوفين اللبنانيين.

 

امانة 14 آذار: المصلحة الوطنية تمر حكما في تشكيل حكومة حيادية

وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار إجتماعها الدوري في مقرها في الأشرفية في حضور النائبين السابقين مصطفى علوش وفارس سعيد، الى جانب آدي أبي اللمع، يوسف الدويهي، ساسين ساسين، شاكر سلامة، الياس أبو عاصي، نوفل ضو، هرار هوفيفيان، واجيه نورباتيليان، راشد فايد، علي حماده، جوزف كرم، شربل عيد وسيمون ضرغام، والمنسقة العامة لقوى 14 آذار في أوستراليا ماي شدياق. وصدر اثر الاجتماع بيان اشار الى ان ا"لأمانة العامة لقوى 14 آذار توقفت في اجتماعها الدوري اليوم أمام ما ينطوي عليه يوم 7 ايار (امس) من مغاز تحملنا إلى شهداء الوطن جميعا منذ مشانق جمال باشا السفاح، إلى اليوم البغيض في 2008، في بيروت والجبل، حين حول "حزب الله" سلاحه من سلاح "مقاومة" إلى سلاح ميليشيا سفك دماء اللبنانيين، مضيفا إلى شهداء "ثورة الاستقلال 2005"، عشرات الشهداء العزل. كذلك بتفاؤل أمام الخطوات الإيجابية في شأن المخطوفين اللبنانيين الـ9 في أعزاز، وجددت إدانتها لكل اعتداء على حرية اي لبناني أيا يكن مصدره. وهي تطالب مدير عام الأمن العام بأن يحمل معه إلى دمشق المطالبة بإطلاق المعتقلين اللبنانيين والمخفيين في سجون النظام السوري منذ وضع نظام الوصاية الأسدي يده على لبنان". وبعدما أدانت ألأمانة العامة "الاعتداء الاسرائيلي المتجدد على سيادة لبنان في خرق فاضح للقرار 1701 وكذلك على الاراضي السورية"، اكدت انه "في ظل الأحداث المتسارعة في المنطقة لا سيما ما يجري في سوريا، ينظر اللبنانيون إلى دولة رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بعين الأمل طالبين منه الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على إدارة شؤونهم وحماية مصالحهم. كما يناشد اللبنانيون فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الدفع بهذا الاتجاه منعا لاي ابتزاز من اية جهة أتى". ورأت "إن المصلحة الوطنية تمر حكما في تشكيل حكومة حيادية قادرة على منع انتقال العنف من سوريا إلى لبنان وتحمي اللبنانيين من إصرار البعض على ربط مصير لبنان بمصير أحداث سوريا. كما وتدعو الأمانة العامة الكتل النيابية إلى التجاوب مع طرح إعتماد الحياد الإيجابي".

وتابعت: "لا يزال قتال "حزب الله" في الداخل السوري يشكل الحدث الأهم، بما يرتب على لبنان واللبنانيين من تداعيات مكلفة. وفي هذا السياق تجدد الأمانة العامة مطالبتها "حزب الله" بالانسحاب الكامل من الاراضي السورية والإلتزام بالإجماع اللبناني الذي يطالب بتحييد لبنان عن أحداث سوريا"، وتمنت "الأمانة العامة على فخامة رئيس الجمهورية بصفته حامي الدستور، التوجه إلى مجلس النواب برسالة - وفقا للمادة 54 من الدستور، فقرة 10-، تدعوه إلى تبني "إعلان بعبدا" الذي وافقت عليه كل القوى السياسية، والداعي إلى تحييد لبنان عن الصراع في سوريا لتدارك الأخطار الناجمة عن تورط "حزب الله" في أزمتها". وطالبت "بمناقشة هذا الوضع الخطير في اطار جامعة الدول العربية لأنه يمس بأمن لبنان بصفته عضوا مؤسسا فيها". وتمنت الأمانة العامة "على جميع مكونات 14 آذار الحزبية والمستقلة وكل الكتل المعنية التوصل إلى صياغة قانون انتخابات جديد يصحح التمثيل ويراعي صيغة العيش المشترك الاسلامي - المسيحي التي كانت ولا تزال في صلب ثورة الأرز". وردت شدياق على أسئلة الصحافيين وأكدت "إستمرار التنسيق بين الأمانة العامة لقوى 14 آذار في أوستراليا وأمانة بيروت، وأعلنت عن مؤتمر سيعقد قريبا في أوستراليا ستشارك فيه كل مكونات 14 آذار".

 

الإجتماع الدوري لقادة الأجهزة الأمنية اكد ضرورة التشدد في إتخاذ الإجراءات لضمان الأمن في الداخل وعلى الحدود

وطنية - عقد في مكتب المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بعد ظهر اليوم، الإجتماع الدوري لقادة الأجهزة الأمنية وشارك فيه مدعي عام التمييز القاضي حاتم ماضي، وضم كلا من المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد روجيه سالم، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد ادمون فاضل وضباط أمنيين من الأجهزة المذكورة، وذلك في إطار الإجتماعات التنسيقية الدورية بناء لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وتنفيذا لقرارات مجلس الدفاع الأعلى، وناقش المجتمعون الاوضاع العامة في البلاد، مؤكدين على ضرورة التشدد في إتخاذ الإجراءات الكفيلة لضمان الأمن في الداخل وعلى الحدود.

ثم استقبل ابراهيم السفير البولندي في لبنان توماس نيوغودزيتش وبحث معه امورا مشتركة تتعلق بالتعاون بين السفارة البولندية والمديرية العامة للامن العام. كما اطلع ابراهيم وفد اهالي المخطوفين اللبنانيين في اعزاز على اجواء الاتصالات التي اجراها ويجريها في الداخل والخارج، في اطار العمل الذي يقوم به للوصول بهذا الملف الى نهاياته السعيدة. ومساء التقى ابراهيم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد موفدا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

 

رئيس لجنة الاشغال العامة والطاقة والمياه النائب محمد قباني  وجه أسئلة الى اللجنة الوزارية حول فاطمة غول سلطان

وطنية - وجه رئيس لجنة الاشغال العامة والطاقة والمياه النائب محمد قباني اليوم ومن مجلس النواب أسئلة إلى اللجنة الوزارية حول فاطمة غول سلطان. وقال في بيان الاسئلة:"يحاول البعض جاهدا الايحاء أن هناك موضوعا شخصيا بيني وبين الوزير جبران باسيل. وهذا غير صحيح اطلاقا لأن الموضوع هو المصلحة الوطنية اللبنانية واحترام الدستور والقوانين وحماية المال العام. فبالنسبة إلى موضوع الباخرة فاطمة غول سلطان أوجه أسئلتي اليوم إلى الحكومة، وتحديدا اللجنة الوزارية المؤلفة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 44 تاريخ 27/6/2011 برئاسة رئيس المجلس وعضوية وزراء الطاقة والمياه والمالية والبيئة، وطبعا خاص إلى الوزير المختص.

نشرت إحدى الصحف نص كتاب القنصل اللبناني العام في اسطنبول هاني شميطلي لوزارة الخارجية بتاريخ 20/12/2012 وأشارت أنه بقي ضمن الوزارة. معلوماتي التي سيؤكدها بيان وزارة الخارجية الذي سيصدر اليوم أن الكتاب المذكور أحيل في حينه إلى الرئاسات الثلاث وإلى وزير الطاقة. وأعيد ارسال الكتاب مرة ثانية إلى الجهات نفسها قبل أسبوع. وفي الوقت الذي أؤكد فيه دعوة اللجنة الوزارية من خلال دولة رئيس مجلس النواب إلى اجتماعنا المقبل بتاريخ 14/5/2013 أوجه لها الأسئلة التالية مطالبا بأجوبة عليها:

1-لقد استلمنا قبل حوالي تسعة أشهر بواسطة البريد الالكتروني نص الدعوى من المدعي العام الباكستاني ضد الشركة التركية وقمنا بإيصالها إلى رئاسة مجلس الوزرا. فلماذا لم يتم الاهتمام بمضمونها؟

2-إن كتاب القنصل العام في اسطنبول شديد الوضوح في تحذيره من استعمال الشركة التركية موضوع الفيول كما حدث مع باكستان حيث يقول في الفقرة الأخيرة:

" ختاما ينصح محدثنا (أي المسؤول الباكستاني) بوجوب الانتباه إلى النواحي المطاطة في العقد (but and if) ولا سيما أن لبنان قد التزم أيضا، كما باكستان، بتوفير مادة الفيول"المناسب" للتشغيل، كما يشير إلى وجوب الزام الشركة بمعايير أخلاقية بما يرجح دوما حسن النية في تصرفاتها وردات فعلها، ناهيك عن استحسان التعاطي معها بلغة واحدة تعكس متانة وجدية الموقف الوطني من قطاع حيوي كهذا متمنيا أن تكون تجربة بيروت هذه ناجحة على صعيد الكهرباء كما السياسة."

3-إن بيان مؤسسة كهرباء لبنان حول موضوع الباخرة يشير أنها تلتزم بتنفيذ عقد الاستئجار بين وزارة الطاقة والشركة:

"إن مؤسسة كهرباء لبنان تلتزم تنفيذ عقد استئجار الطاقة الكهربائية الموقع في تموز 2012 بين وزارة الطاقة والمياه وشركة Karpowership التركية المالكة للباخرة "فاطمة غول"، تنفيذا لقرار مجلس الوزراء رقم 44 تاريخ 27/6/2012 والذي أتى بناء على دراسات أعدتها لجان متخصصة شكلها مجلس الوزراء لهذه الغاية".

إن هذا الأمر يشكل مخالفة قانونية لأن مؤسسة كهرباء لبنان مستقلة ماليا وإداريا وكان من المفروض أن تتعاقد هي مبدئيا وترفع العقد إلى وزير الوصاية ثم مجلس الوزراء. فلماذا وافقت اللجنة ومجلس الوزراء على المخالفة هذه؟

4-لماذا التفاوض للوصول إلى حل؟ فهل المطلوب تجهيل المسؤولية والمسؤول؟

فإاذ كان الفيول مطابقا للمواصفات فهناك عطل ما في المحركات. وإذا لم يكن مطابقا فماذا عن أوضاع باقي المحركات المشابهة التي تستعملها المؤسسة؟

ثم لماذا الكلام عن الحل المناسب وهل المطلوب تبويس اللحى ووضع الحق على الطليان؟

5-كيف تقبلون بأن تتولى الشركة التركية دفع كلفة المراقبة بحيث تفقد الشركة المراقبة صفة الحياد؟ ويصبح من الضروري تكليف شركة تدقيق دولية حيادية؟

أسئلة نأمل الحصول على أجوبتها الثلاثاء المقبل".

 

ميقاتي استقبل الداعوق والحوت: اعتقال مفتي القدس واستجوابه فصل جديد من ارهاب اسرائيل

وطنية - دان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في تصريح اليوم، "إعتقال قوات الاحتلال الاسرائيلية مفتي القدس والاراضي الفلسطينية محمد حسين".

وقال: "إن اعتقال المفتي حسين وإستجوابه لساعات حول مواقف أدلى بها يمثل فصلا جديدا من ارهاب الدولة الذي يقوم به الاحتلال الاسرائيلي لمنع الفلسطينيين من التعبير عن رأيهم وممارسة شعائرهم الدينية والتمسك بحقوقهم المشروعة في أرضهم ودولتهم ومقدساتهم. إننا، إذ نضع هذا التعدي السافر برسم المجتمعين العربي والدولي، نجدد الدعوة الى تحرك عربي شامل وموّحد لثني إسرائيل عن المضي في سياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني".

الداعوق

وكان ميقاتي إستقبل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد الداعوق عصر اليوم في السرايا وبحث معه شؤونا تتعلق بوزارته.

طيران الشرق الأوسط

وإستقبل رئيس مجلس إدارة "شركة طيران الشرق الأوسط" محمد الحوت الذي قال بعد اللقاء: تشرفت بزيارة دولة الرئيس وأطلعته على أوضاع الشركة وتطور الحركة في المطار والزيادة الملحوظة في عدد الركاب. كما زودنا دولة الرئيس بتوجيهاته بالنسبة الى المرحلة المقبلة، وقد انتهزت هذه الزيارة لشكره على كل ما قدمه من أجل دعم شركة طيران الشرق الأوسط طوال فترة توليه مسؤولياته".

 

الراعي التقى نائب رئيسة الجمهورية البرازيلية ووزير الخارجية

وطنية - التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، نائب رئيسة الجمهورية البرازيلية ميشال تامر اللبناني الاصل، في القصر الجمهوري في برازيليا، نيابة عن الرئيسة ديلما روسيف الموجودة خارج البلاد. واستمر اللقاء ساعة وربع ساعة، تخللته خلوة بين الجانبين لمدة نصف ساعة. ورافق الراعي سفير لبنان جوزف صياح والوفد الرسمي. في بداية اللقاء، رحب تامر بالبطريرك معربا عن سعادته وفخره بالزيارة، "وخصوصا أنه لبناني الاصل يحمل في قلبه الشوق الكبير والحنين الى وطنه الام". وأبدى قلقه ازاء الاوضاع العامة في منطقة الشرق الاوسط وتداعياتها على لبنان. وكان توافق خلال اللقاء على مجمل نقاط البحث، وأبرزها "ضرورة ايجاد الحلول السلمية لقضايا الشرق الاوسط على قاعدة الحوار والتفاهم وعدم الانجرار وراء الحروب والعنف". وتناول البحث ايضا نتائج الحرب في سوريا على لبنان اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا في ظل تزايد النزوح السوري اليه، فضلا عن دور الاسرة الدولية حيال ذلك وضرورة مساعدة لبنان على تخطي هذه النتائج التي تفوق بكثير طاقاته على كل المستويات ومساحته الجغرافية. وكان الراعي فور وصوله الى العاصمة البرازيلية برازيليا قد التقى وزير الخارجية انطونيو باتريوتا، في حضور نائبه باولو كورديرو والأمين العام للخارجية السفير ادواردو دو سانتوس ومديرة مكتب الوزير اليانا زغيب، اللبنانية الأصل، اضافة الى السفيرين اللبناني والبابوي وعدد من الموظفين الكبار في قسم الشرق الاوسط. في بداية اللقاء، رحب الوزير بزيارة البطريرك للبرازيل، موضحا "أنها المرة الاولى يزور فيها بطريرك وزارة الخارجية، وهذا شرف كبير لأننا نعلم مكانتكم ودوركم وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة التي تمر بها منطقتكم". وأعرب وزير الخارجية البرازيلي عن قلق بلاده مما يجري في الشرق الاوسط مؤكدا "أن البرازيل لن تألو جهدا في سبيل الدفع الى الامام بعملية السلام"، كما أثنى على دور غبطته في ذلك وعلى "ضرورة العمل المشترك لرفع الصوت عاليا بوجه العنف والارهاب باسم السلام والاستقرار". بعد اللقاء اقامت الخارجية البرازيلية مأدبة غداء على شرف الراعي في مبنى الوزارة، حضرها أيضا ممثل الجامعة العربية السفير بشار غيه وعدد من كبار المستشارين فيها.

 

الفرزلي بعد لقائه سامي الجميل: متمسكون باقتراح اللقاء الارثوذكسي في غياب البديل

وطنية - زار النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي بكفيا، مكلفا من رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل، في حضور نائب رئيس الحزب سجعان قزي. وتناول اللقاء وفق بيان للكتائب "حق المسيحيين في تمثيل صحيح في الندوة البرلمانية، بنواب يمثلون عن حق، الشريحة المسيحية في الوطن". كما أكد الفرزلي "التمسك باقتراح اللقاء الاورثوذكسي طالما ان البديل الذي ينصف المسيحيين غير موجود". وقال الفرزلي: "اللقاء مع الشيخ سامي هو لقاء مع المستقبل ولقاء مع الغد، لذلك يتسم الكلام دائما بطابع ذي بعد استراتيجي لان التفكير هو بعيد المدى لكل ما يتعلق بالجماعة التي يمثل، وعلى المستوى الواسع للكلمة هو التفكير الوطني الحقيقي. الزيارة هي من موقع شخصي ومن موقع التكليف من العماد عون لوضع الشيخ سامي وحزب الكتائب اللبنانية باجواء اجتماع معراب، لقد كان لنا بحث مطول في الخلفيات والاسباب والابعاد المترتبة على ضرورة انتاج قانون انتخابات يعيد انتاج الحياة السياسية في لبنان لكي تكون جديدة، كما ان الشيخ سامي شخصية مسيحية واعدة جديدة تسمح للبنان بان يستعيد تألقه".

سئل: "على ماذا تركز النقاش؟ وهل بحثتم في لقاء معراب بالاقتراح المختلط؟". اجاب: "اللقاءات تركز جميعها على الاقتراح الارثوذكسي. هذا الاقتراح الذي له اسبابه الموجبة. فمنذ اليوم الاول قلنا ان اي اقتراح يتضمن الاسباب الموجبة الموجودة في الارثوذكسي نحن معه، ونحن مع القرار الذي اتخذته اللجنة الرباعية حول تعليق الارثوذكسي كي يتم اصدار قانون جديد. حتى الآن وقبل خمسة ايام من الجلسة العامة لم يأت احد بقانون يلحظ حق المسيحيين ويلحظ تنفيذ المادة 24 من الدستور ويلحظ وقف عملية الاعتداء على الحقوق الدستورية للمسيحيين منذ 1991. حتى اللحظة الاخيرة اذا وجد قانون يلبي الاسباب الموجبة للاقتراح الارثوذكسي فنحن معه. وبعد اللقاء اليوم زادت القناعة بان الاورثوذكسي هو الخيار مع امل ايجاد قانون يلبي الاسباب الموجبة ويلقى توافق كل اللبنانيين الا اننا يجب ان نعلم ان الجلسة النيابية جلسة ميثاقية بامتياز اذا وجد مكون اسلامي ومسيحي، وليس مكون مذهبي. هذا ما يعتقده الرئيس بري من هنا دعوته للجلسة، فالشرط وجود الطائفتين المسيحية والاسلامية وليس وجود المذاهب".

 

نهاد المشنوق: لن نشارك "حزب الله" في أي حكومة قبل انسحابه من سوريا

المستقبل/سأل عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق "كيف يحدد "حزب الله" من يواجهه في سوريا؟ وهل كل من هو مع الثورة في سوريا تكفيري وارهابي؟ رافضاً اختصار الثورة السورية بالارهاب والتكفير". وأشار إلى أن "مقام السيدة زينب ليس مقاماً سنياً او شيعياً، هو مقام لكل المسلمين، فهل اصبحت حماية هذا المقام حقاً حصرياً لـ"حزب الله" ؟ هذا استفزاز للشعب السوري". واعلن ان "التورط في الدماء السورية انتحار وخروج عن النظام اللبناني والنظام السوري اياً كان النظام المقبل سيبقى هذا الجرح قائماً ولن يحل الا بمزيد من الدم". وانتقد في حديث إلى محطة "المستقبل" أمس، وصف الفريق الآخر لما حدث في السابع من أيار "بالاحداث المؤسفة". وكرر المطالبة بـ"الاعتذار من بيروت التي شرفت كل الثورات"، مؤكداً أن "هذا الاعتذار يشرف من يقوم به ومن لا يقدم اعتذاره لهذه المدينة يكون اصغر منها بكثير، ولذلك تحدثت عن الاعتذار منذ اللحظة الاولى".

وقال: "اخطأنا بالتسوية واعتقدنا ان هناك مجموعة أخرى في البلد يعبر عنها "حزب الله" تريد الاستقرار والامان والسلام لكل اللبنانيين، وتبين العكس". وشدد على أن "المفعول السياسي للسابع من أيار انتهى ولن تشكل حكومة على قاعدة اتفاق الدوحة مهما فعلوا". اضاف: "هم فرضوا "الدوحة" بالقوة، وهم تخلوا عنه وظهروا بأنهم أناس لا يحترمون توقيعهم ولا تعهدهم".

وفي موضوع الحكومة العتيدة، أعلن أن "الواضح من كل المشاورات السياسية الجارية اننا لن نشارك في اي حكومة مع "حزب الله" قبل الانسحاب فوراً من القتال في الاراضي السورية، هذا موقف جدي وحاسم ونهائي".

ووصف الرئيس المكلف تمام سلام بأنه "رجل مبدئي ويعرف القواعد التي كُلف على اساسها، وهي قواعد قائمة على مرحلة انتقالية فيها ممثلون غير مستفزين ولا يوجد فيها ثلث معطل ومؤلفة من اعضاء غير مرشحين لقيادة مرحلة انتقالية". وكرر التأكيد أن "العودة إلى صيغة اي حكومة سياسية تشارك فيها كل قوى الرابع عشر من آذار مع "حزب الله" قبل الانسحاب من سوريا امر غير وارد على الاطلاق". وأوضح أن "طاولة الحوار التي يدعو اليها رئيس الجمهورية هي طاولة ضرورة لحفظ الاستقرار الوطني واستمرارها، ولا تعني المشاركة في اي هيئة من هيئات السلطة التنفيذية". وقال: "نحن حاضرون دائما لتلبية دعوة رئيس الجمهورية مع بعض القواعد المتعلقة بجدول الاعمال الذي بقي منه وضع سلاح "حزب الله" والاستراتيجية الدفاعية".

أضاف: "نحن مجموعة سياسية لا تملك السلاح وتعبر عن معارضتها بطريقة سياسية واحدى وسائل حفظ البلد هي ضرورة الانسحاب الفوري لمقاتلي حزب الله من سوريا لأن الايغال في دماء الشعب السوري ليس في مصلحة اللبنانيين ولا المسلمين ولا الشيعة ولا استقرار لبنان وامنه، وهذا الأمر لن يسبب الا المزيد من الطائفية والمذهبية ومن يريد الهروب من الفتنة لا يذهب للقتال في سوريا".

ورأى أن "حزب الله يقاتل في ريف القصير كي يساعد النظام السوري في فتح الطريق ما بين دمشق وحمص وهذا النظام لو احتفظ بكل مدن العالم فهو لن يحكم سوريا"، معتبراً أن "المجزرة التي حصلت مؤخرا في بانياس تعد جزءاً من التطهير العرقي في منطقة الساحل السوري". وتابع: "باستطاعة النظام السوري ان يقتل لكنه من المستحيل ان يحكم سوريا والشعب السوري مرة اخرى حتى لو وصل عدد الشهداء الى مئات الآلاف، فليس النظام السوري هو المقاوم بل الشعب السوري الذي دفع ثمن كل قطعة سلاح وصلت الى المقاومة".

ولاحظ ان "الضربة الاسرائيلية لسوريا وضعت قاعدة جديدة للعلاقات العسكرية بين البلدين، فاسرائيل ارادت ان تقول ان من خلال الضربة ان ما وافقت عليه خلال سنوات طويلة من نقل السلاح الايراني عبر سوريا الى حزب الله في لبنان انتهى وانها لن تسمح بمرور اي سلاح متطور ونوعي وصاروخي من سوريا الى لبنان اياً كان مصدره".

وقال: "انا قابلت نائب وزير الخارجية الروسي وانا اعتقد انه طلب من (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد نصرالله ان ينفي علاقة حزب الله بالطائرة من دون طيار التي اسقطت فوق اسرائيل لأن روسيا لا تستطيع حماية النظام السوري وفي نفس الوقت تحمي اطلاق طيارة من دون طيار او القيام بأي عملية ضد اسرائيل فروسيا ملتزمة بأمن اسرائيل والموقف الروسي لا يقل التزاما بأمن اسرائيل عن الموقف الاميركي ".

اضاف: "لا اعتقد بأن نائب وزير الخارجية الروسي طلب من حزب الله سحب مقاتليه من سوريا بل هو قال إن النظام السوري حر بأن يستعين بمن يريد وحزب الله حر بأن يستجيب. موقفه لم يكن ديبلوماسيا بل يشجع على القتل والدم واحتقار الثورات". وجزم بأن "النظام السوري مستحيل ان يبقى وان يحكم سوريا ولو امطرت شلالات من الدم وهو يعلم ذلك، حزب الله وقيادته والسيد حسن نصر الله يعلمون ذلك". وناشد رئيس مجلس النواب نبيه بري بدعوته الى الوحدة الاسلامية واصراره على حماية منطقته وطائفته ومذهبه ويجب ان يكون له موقف علني من مسألة القتال في سوريا وحتى مسألة الطائرة". واكد ان "هناك مبالغة بالحديث عن الدور السعودي، فالسياسة السعودية قائمة على دعم كل الاطراف اللبنانية التي تريد الاستقرار للشعب اللبناني"، لافتاً إلى أن "تصرف السعودية في لبنان تصرف ديبلوماسي فقط لا غير، هناك من يحاول المبالغة في الدور السعودي وذلك لتحميل السعودية اي شيء قد يحصل او اي خسارة تنتج عن تكليف الرئيس تمام سلام".

 

الرئيس الجميل تبلغ من جورج صبرا ان مطراني حلب بصحة جيدة:اختطافهما يتناقض واهداف الثورة السورية

وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي وفدا ضم: مطران جبل لبنان للسريان الأرثوذكس جورج صليبا ومطران بيروت دانيال كورية ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام والأب جوزف شابو نائب مطران السريان الأرثوذكس المخطوف في حلب واعضاء من المجلس الملي للطائفة في حلب. وحضر اللقاء الذي خصص لمتابعة وضع المطرانين المختطفين في حلب الأمين العام لحزب الكتائب ميشال الخوري وعضو المكتب السياسي فدوى يعقوب ورئيس مجلس الإعلام جورج يزبك.  واعرب الرئيس الجميل للوفد عن قلقه الكبير لخطف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، معتبرا "ان استهدافهما وما يمثلان من مرجعية دينية، شكل رسالة غير مطمئنة للوجود المسيحي في المنطقة، وهذا ما يتناقض والأهداف التي اعلنتها الثورة السورية". واجرى الرئيس الجميل خلال الإجتماع اتصالا مطولا برئيس الإئتلاف السوري المعارض جورج صبرا دعاه فيه الى "استنفاد كل الإتصالات والضغوط من اجل الإفراج الفوري عن رجلي الدين اللذين يجسدان رمزا للتعددية والعيش الواحد في سوريا".  وتبلغ الرئيس الجميل من صبرا آخر المعلومات المتوفرة "ان المطرانين بصحة جيدة ومحتجزان لدى مجموعة صغيرة، وانهما في بلدة تسمى بشقاتين على بعد عشرين كيلومترا شمال غرب حلب، وهي بلدة لا تبعد عن براد سوى خمسة كيلومترات .  وتحدث المطران صليبا بدوره الى صبرا وناشده باسم الطائفة الإفراج عن صاحبي السيادة.

كما اجرى الرئيس الجميل اتصالا مماثلا بالسفير التركي في بيروت انان اوزيلديز الذي ابدى اهتمام بلاده بالقضية، وحدد موعدا للوفد السرياني في دار السفارة التركية ظهر غد الخميس لمتابعة الموضوع.

وتحدث المطران جورج صليبا بعد اللقاء واعلن:"ان اللقاء يأتي في اطار التشاور الدائم مع الرئيس الجميل الذي وضع منذ اليوم الأول لحادث الإختطاف كل امكاناته بتصرف القضية. والح الرئيس الجميل على المسؤولين ذوي التأثير ان يبذلوا بدورهم الجهود من اجل اطلاق المطرانين المختطفين.

وكشف المطران صليبا انه لم يتم الإتصال بالمطرانين حتى اليوم ولم تتبلغ المرجعيات الدينية من أحد انه تواصل معهما شاكرا للرئيس الجميل وسائر فاعليات الدولة اللبنانية الجهود التي يبذلونها لحل هذه القضية".

وختم:" انه اذا بقيت الحالة على وضعها سيصيب التشاؤم الكل ولا ادري ماذا سيفعل المسيحيون هل سيغادرون المنطقة ام سيبقون او يقومون بردات فعل لا نريدها".

 

طلاب الاحرار ردا على باسيل: جيلنا لن يصغي الى وعود مختلقة تحت شعار الاصلاح

وطنية - صدر عن منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار البيان الآتي: "أنتجت وزارة الطاقة والمياه في الآونة الأخيرة قصة مصورة بعنوان "حلم وطن"، يخبر خلالها الوزير جبران باسيل نجله الانجازات المحققة في العام 2020. وفي نهاية القصة التي يجول فيها باسيل ونجله على محطات القطار ومعامل انتاج الكهرباء والسدود ينصحه بالقول: "إفعل ما تؤمن به آمن بما تفعله فالحياة إيمان وفعل".

اضاف البيان: "نحن بدورنا كمنظمة طلاب في حزب الوطنيين الأحرار وشباب لبنانيين نتطلع الى الازدهار في وطننا، نأسف بأن نعلم بهكذا قصة من إخراجك وفريق عملك لأهداف انتخابية صرف.من هنا نتوجه الى وزير الطاقة:

- عن اية محطة للقطار في مدينة البترون تتحدث ولبنان يفتقد الى التجهيزات لاعادة تشغيل سكك الحديد، وهل سلعاتا باتت مؤهلة لانتاج الكهرباء بالمروحة الهوائية؟

- كيف تبشر نجلك بشواطىء عمومية والتعديات متراكمة؟

- في القصة شاهدت سربا من الطيور قرب دواخين معمل الزوق، كيف سنرتاح من انبعاثاتها و"فاطمة غول" فشلت لتتمكن من اعادة تاهيله؟

- إنتهت الرحلة عند حقل بيروت الشمسي، محطة تكرير الصرف الصحي وصولا إلى منصة التنقيب عن الغاز، هل فعلا تتحدث عن لبنان؟ هل فعلا تتحدث عن انجازاتك؟".

وتابع البيان: "نقول لك ونحن على مسافة قليلة من العام 2020، لم تفلح في السنين الماضية من انجاز المشاريع التي يحتاجها لبنان وبالتالي تحقيق ما يريده اللبنانيون، وبالتأكيد لن تنجح بذلك.يا معالي الوزير، فاتك ان الشباب البناني واع ويدرك تماما فظاعة ما قمت به في الوقت الذي اتهمت فيه الفريق الآخر بالسرقة".

وختم البيان: "في النهاية، سنذكرك يوما ما بأنك نسجت في خيالك قصة ترويها لنجلك فقط لأن جيلنا لن يصغي الى المزيد من الوعود المختلقة تحت شعار "الاصلاح" وهي لا تخفي الا الدواهي".

 

اسرائيل تخشى انتقال اسلحة استراتيجية من سوريا الى حزب الله تهدد منصات التنقيب البحرية

المركزية- شغلت الطائرة من دون طيار التي حلقت في الاجواء الاسرائيلية منذ اسبوع ونيف وتمكنت القوات الاسرائيلية من اسقاطها فوق حيفا، الاجهزة العسكرية والامنية لمعرفة حقيقة مصدرها خصوصا ان "حزب الله" لم يتبن اطلاقها ونفى ان تكون تابعة له. واضافة الى الاهمية العسكرية لهذه الطائرة التجسسية المختصة في نقل وقائع وصور عما يجري على الارض تبدي تل ابيب خشية وتخوفا من ان تكون منصاتها النفطية البحرية هي المستهدفة في هذه العملية. واورد احد التقارير الدبلوماسية التي تبلغتها دوائر وزارة الخارجية ان القناعة السائدة في الاوساط العسكرية الاسرائيلية هي ان "حزب الله" سيواصل جهوده ليصبح اول منظمة تمتلك ترسانة عسكرية موازنة لتلك التي تمتلكها الدول وان الغارات التي شنها الطيران الاسرائيلي على اهداف في سوريا تباعا هدفت للحيلولة دون حصول الحزب على اسلحة ذات تأثيرات استراتيجية اي اسلحة كيميائية وانظمة الدفاع الجوي SA-17 التي من شأنها ان تحد من الحرية الكاملة التي يتمتع بها الطيران الاسرائيلي في المجال الجوي اللبناني. وتخشى اسرائيل كما جاء في التقرير ان يستفيد "حزب الله" من الفوضى الحالية في سوريا للحصول على صواريخ ارض – بحر من طراز YAKHONI التي يبلغ مداها عدة مئات من الكيلومترات وتتميز بدقتها العالية وتحليقها بسرعة تفوق سرعة الصوت. وترى تل ابيب في حصول "حزب الله" على هذا النوع من الاسلحة ما يجعله قادرا على ضرب الزوارق والسفن الحربية الاسرائيلية وتهديد منصات التنقيب عن الغاز في البحر الابيض المتوسط وشل الحركة البحرية من والى الدولة العبرية والتي تمر عبرها 90% من الواردات الاسرائيلية وان بين الاسلحة السورية التي يخشى الاسرائيليون وصولها الى "حزب الله" الصواريخ المرتبطة بنظام GPS وفي مقدمها صواريخ scud-c والقذائف الصاروخية من طراز M600 المصنعة في سوريا. وان اسرائيل كثفت استعداداتها في السنوات الاخيرة تحسبا لانتقال هذا النوع من الاسلحة السورية الى "حزب الله"، علما ان الدبابات الاسرائيلية كانت تعرضت في العام 2006 لخسائر كبيرة نتيجة استخدام "حزب الله" قذائف صاروخية روسية امدته بها دمشق.

ويلفت التقرير الى ان التوقعات بانهيار نظام الرئيس الاسد عاجلا ام اجلا دفعت تل ابيب الى تكثيف الاتصالات والاجتماعات من اجل تحديد التكتيكات والخطوط الحمراء التي لن يسمح لحزب الله وسوريا بتجاوزها حتى لا تضطر الدولة العبرية للرد عسكريا. ويعتبر ان مثل هذه العمليات ليست امرا جديدا. فخلال السنوات العشر الاخيرة هاجمت اسرائيل مركز تدريب تابع للمنظمات الفلسطينية بالقرب من دمشق بعد هجوم نفذته حركة الجهاد الاسلامي. كما دمر الطيران الاسرائيلي المفاعل النووي في شمال سوريا الذي قامت ببنائه كوريا الشمالية في السادس من ايلول العام 2007. ويضيف التقرير انه لا يمكن مقارنة الهجوم على قافلة الاسلحة في اوائل شهر شباط الماضي بهذه العمليات الكبيرة انما يمكن مقارنتها بالضربات التي وجهها الطيران الاسرائيلي لقوافل تهريب الاسلحة الى حركة حماس في غزة عبر الاراضي السودانية. وانه في الحالتين كان الهدف الحد من سرعة تسليح القوات المعادية. ويؤكد التقرير ان القوات الاسرائيلية وضعت منذ ذلك الحين في حالة تأهب في الجبهة الشمالية والحدود مع لبنان كاجراء وقائي وتحسبا. كما قامت بنشر بطاريتين لاعتراض الصواريخ من طراز القبة الحديدية. وتفسيرها لذلك ان حزب الله يعمل للحفاظ على ترسانته العسكرية من اجل الرد على اي هجوم اسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية وان "حزب الله" لن يهدر وقته في الرد على ضرب قافلة اسلحة او ما شابه من الاعمال العسكرية.

 

اوباما ونتانياهو يبحثان أزمة سورية هاتفياً

واشنطن – رويترز/اكد البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتناياهو بحثا قضايا الامن الاقليمي وسلام الشرق الاوسط في اتصال هاتفي اليوم الاربعاء. وهذه اول محادثة بين الزعيمين يعلن عنها البيت الابيض منذ هاجمت طائرات اسرائيلية اهدافا سورية مرتين يومي الجمعة والاحد. وقال البيت الابيض دون الخوض في تفاصيل ان الزعيمين اتفقا على مواصلة التعاون الوثيق بشأن عدد من القضايا الامنية

 

عكاظ": إتصالات دولية جنـبت لبنان تصعيداً عسكرياً على حدوده مع إسرائيل

المركزية- نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر دبلوماسية غربية في بيروت أن "إتصالات دولية أجريت عبر قنوات روسية وفرنسية جنبت لبنان أي تصعيد عسكري على حدوده مع إسرائيل على خلفية الغارة الإسرائيلية على مواقع سورية". وأضافت أن "التحرك الروسي كان فاعلاً لجهة لجم الأمور ومنع تدهورها خصوصا مع الجانب الإيراني للعمل على منع أي ردة فعل من قبل حزب الله على إسرائيل".

 

"ABC" الاسترالية: العميل "أكس" سـجن بعد افشال عملية كبيرة للموساد في لبنان

المركزية- أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية إلى أن "تحقيقا صحافيا أعدته شبكة ABC الفضائية الأسترالية كشف تسبب بني زايغر، عميل المخابرات الإسرائيلية الأسترالي الجنسية، المعروف بالعميل "أكس" الذي أقدم على الانتحار في زنزانته في كانون الأول الماضي، في أفشال عملية كبيرة للموساد في لبنان، ما أدى إلى سجنه وعزله، ثم انتحاره في السجن الإسرائيلي.وأشارت الصحيفة إلى أن "الصحافي الأسترالي التقى في إطار تحقيقه لبنانيا يدعى زياد الحمصي الذي قال إنه تم تجنيده للموساد في عام 2007، وكانت مهمته إعادة جثث الجنود الإسرائيليين الثلاثة، زكريا باومل ويهودا كاتس وتسيفي فيلدمان، المفقودين في معركة السلطان يعقوب، التي وقعت بين القوات السورية والإسرائيلية في لبنان، عام 1982، والذين قال الحمصي إنه حصل على معلومات دقيقة حول مكان دفنهم في لبنان"، لافتة إلى أن "دور الحمصي كان استخراج رفات الجنود الإسرائيليين الثلاثة والاحتفاظ بها لحين صدور تعليمات جديدة له، تتضمن كيفية نقلها إلى إسرائيل إلا أن بني زايغر، كشف عن "الحمصي" عندما حاول تجنيد شخصية من "حزب الله" دون علم "الموساد" وأبلغه بتفاصيل العملية".

 

"هآرتس": هدوء بشار الأسد بعد الغارة دليل الى خياراته الضيقة

المركزية- رأت صحيفة "هآرتس" أن الحفاظ على الهدوء بعد الهجوم الاسرائيلي على سوريا، دليل على الخيارات الضيقة للرئيس السوري بشار الاسد، مضيفاً أنه ما زال هناك امكانية بأن تتلقى اسرائيل رداً في وقت متأخر كما حصل مع التفجير الذي حصل في بلغاريا في تموز 2012، الذي اعتبر رداً متأخراً من قبل حزب الله وايران على سلسلة اغتيالات استهدفت علماء نوويين ايرانيين، تم اتهام اسرائيل بها.

ولفتت الى أن هناك امكانية ايضاً بأن يرد المعسكر الايراني السوري بعمليات تسمى "اللهب الخفيف" سواء عبر الحدود مع سوريا او لبنان او ضد احد الاهداف الاسرائيلية في الخارج من دون الاعلان عن المسؤولية.

وأوضحت الصحيفة أن المخاطرة بمهاجمة اهداف في سوريا تم بحثها في القيادتين السياسية والامنية بجدية أشهراً كثيرة، لكن الجمهور لم يكد يعرف ذلك الا في نهاية الاسبوع الاخير، موضحة أن التقدير الاستخباري الاسرائيلي يرى بأن الاسد يفضل الا ينجر إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع اسرائيل خشية توجيه ضربة قاتلة تؤدي إلى هزيمته في الحرب التي يخوضها.

 

"الراي" عن نصر الله: لو أغارت اسرائيل على لبنـان لكان الرد فوريا

المركزية- نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قوله في مجالسه الخاصة ان ما من خيارات جيدة او مثالية لحل الازمة في سوريا وللحرب الدولية الدائرة على أراضيها، ولن تكون هناك نتائج ايجابية لأيّ طرف مهما كانت النتائج التي ستؤول اليها الحرب حتى ولو حطت رحالها غدا" معتبرا أن الهوة اصبحت عميقة جدا بين أطراف النزاع الذين أعادوا الصراع الى ما قبل 1400 عام. ويستبعد السيد نصرالله، بحسب "الراي"، أن تكون لاسرائيل نية في الدخول الى لبنان من جنوبه لانها تدرك تماما بأن مقبرة تنتظرها، والقبة الحديدية التي تتباهى بها أثبتت انها أوهن من بيت العنكبوت. ويتابع نصرالله بحسب الصحيفة: "كل الخيارات أصبحت مفتوحة في سوريا، وكل الخيارات سيئة، ونتائج الحرب اسوأ"، وحزب الله احتفظ بتنسيق عال وعلى كل الصعد الأمنية والعسكرية والاستراتيجية مع سوريا، واسرائيل تعتقد انها اذا أغارت على مواقع ومستودعات استراتيجية فإنها تغير من قدرات المقاومة، فهذا خطأ تقديري عال واستعراض فولكلوري لأن مخزون المقاومة في لبنان امتلأ بكل ما تحتاجه، وأي اعتقاد غير ذلك يصب في التقديرات الفقيرة الخاطئة، ولو أغارت الطائرات الاسرائيلية على اي من مخازن "حزب الله" في لبنان فلكان الرد فوريا، والحرب ستكون شاملة ومن المعتقد ان الغارة الاسرائيلية على سوريا كان مقدرا لها ان تقع في ربيع 2010 وتأجلت".

          

اسرائيل تخشى انتقال اسلحة استراتيجية من سوريا الى حزب الله تهدد منصات التنقيب البحرية

المركزية- شغلت الطائرة من دون طيار التي حلقت في الاجواء الاسرائيلية منذ اسبوع ونيف وتمكنت القوات الاسرائيلية من اسقاطها فوق حيفا، الاجهزة العسكرية والامنية لمعرفة حقيقة مصدرها خصوصا ان "حزب الله" لم يتبن اطلاقها ونفى ان تكون تابعة له. واضافة الى الاهمية العسكرية لهذه الطائرة التجسسية المختصة في نقل وقائع وصور عما يجري على الارض تبدي تل ابيب خشية وتخوفا من ان تكون منصاتها النفطية البحرية هي المستهدفة في هذه العملية. واورد احد التقارير الدبلوماسية التي تبلغتها دوائر وزارة الخارجية ان القناعة السائدة في الاوساط العسكرية الاسرائيلية هي ان "حزب الله" سيواصل جهوده ليصبح اول منظمة تمتلك ترسانة عسكرية موازنة لتلك التي تمتلكها الدول وان الغارات التي شنها الطيران الاسرائيلي على اهداف في سوريا تباعا هدفت للحيلولة دون حصول الحزب على اسلحة ذات تأثيرات استراتيجية اي اسلحة كيميائية وانظمة الدفاع الجوي SA-17 التي من شأنها ان تحد من الحرية الكاملة التي يتمتع بها الطيران الاسرائيلي في المجال الجوي اللبناني. وتخشى اسرائيل كما جاء في التقرير ان يستفيد "حزب الله" من الفوضى الحالية في سوريا للحصول على صواريخ ارض – بحر من طراز YAKHONI التي يبلغ مداها عدة مئات من الكيلومترات وتتميز بدقتها العالية وتحليقها بسرعة تفوق سرعة الصوت. وترى تل ابيب في حصول "حزب الله" على هذا النوع من الاسلحة ما يجعله قادرا على ضرب الزوارق والسفن الحربية الاسرائيلية وتهديد منصات التنقيب عن الغاز في البحر الابيض المتوسط وشل الحركة البحرية من والى الدولة العبرية والتي تمر عبرها 90% من الواردات الاسرائيلية وان بين الاسلحة السورية التي يخشى الاسرائيليون وصولها الى "حزب الله" الصواريخ المرتبطة بنظام GPS وفي مقدمها صواريخ scud-c والقذائف الصاروخية من طراز M600 المصنعة في سوريا. وان اسرائيل كثفت استعداداتها في السنوات الاخيرة تحسبا لانتقال هذا النوع من الاسلحة السورية الى "حزب الله"، علما ان الدبابات الاسرائيلية كانت تعرضت في العام 2006 لخسائر كبيرة نتيجة استخدام "حزب الله" قذائف صاروخية روسية امدته بها دمشق.

ويلفت التقرير الى ان التوقعات بانهيار نظام الرئيس الاسد عاجلا ام اجلا دفعت تل ابيب الى تكثيف الاتصالات والاجتماعات من اجل تحديد التكتيكات والخطوط الحمراء التي لن يسمح لحزب الله وسوريا بتجاوزها حتى لا تضطر الدولة العبرية للرد عسكريا. ويعتبر ان مثل هذه العمليات ليست امرا جديدا. فخلال السنوات العشر الاخيرة هاجمت اسرائيل مركز تدريب تابع للمنظمات الفلسطينية بالقرب من دمشق بعد هجوم نفذته حركة الجهاد الاسلامي. كما دمر الطيران الاسرائيلي المفاعل النووي في شمال سوريا الذي قامت ببنائه كوريا الشمالية في السادس من ايلول العام 2007. ويضيف التقرير انه لا يمكن مقارنة الهجوم على قافلة الاسلحة في اوائل شهر شباط الماضي بهذه العمليات الكبيرة انما يمكن مقارنتها بالضربات التي وجهها الطيران الاسرائيلي لقوافل تهريب الاسلحة الى حركة حماس في غزة عبر الاراضي السودانية. وانه في الحالتين كان الهدف الحد من سرعة تسليح القوات المعادية. ويؤكد التقرير ان القوات الاسرائيلية وضعت منذ ذلك الحين في حالة تأهب في الجبهة الشمالية والحدود مع لبنان كاجراء وقائي وتحسبا. كما قامت بنشر بطاريتين لاعتراض الصواريخ من طراز القبة الحديدية. وتفسيرها لذلك ان حزب الله يعمل للحفاظ على ترسانته العسكرية من اجل الرد على اي هجوم اسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية وان "حزب الله" لن يهدر وقته في الرد على ضرب قافلة اسلحة او ما شابه من الاعمال العسكرية.

 

عاصم قانصوه: بعثيون و"زوبعيون" يقاتلون في "القصير"!

حينما سقط نيقولاي تشاوشيسكو، قام معارضون سوريون مجهولون بكتابة كلمة "شاوشيسكو" على الجدران في دمشق ومدن سورية أخرى! وقد فهم النظام الرسالة، وقام عُسُس النظام بمحو الكلمة المليئة "المخيفة" عن الجدران. وقد تناقلت وكالات الأنباء في أسبوع سقوط الطاغية الروماني أنباءً غامضة عن "سوريين" و"فلسطينيين" قاتلوا إلى جانب الطاغية حتى النهاية. ومع ذلك سقط..!

الصورة أعلاه وأدناه لـ"الرفيق" البعثي عاصم قانصوه مع "عبقري الكاربات" نيقولاي تشاوشيسكو. ولم نعثر على صور لـ"قوميين سوريين" مع الطاغية الروماني، ولكن من المؤكّد أن حزب أنطون سعادة (صدّق أو لا تصدّق!) حصل على دعم من تشاوشيسكو في أيام عزّه، وقبل أن يموت مع زوجته الغالية أمام جدار في ضاحية رومانية!

الشفاف

خاص-"النهار"

علمت "النهار" ان شباناً من حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان يقاتلون في سوريا الى جانب النظام تحت راية الرئيس بشار الاسد.

وفي الاسبوع الفائت، شيعت بلدة يحمر (النبطية) العضو في الحزب عدنان الراعي الذي سقط في بلدة الفوعا السورية.

ويؤكد عضو القيادة القومية في الحزب النائب عاصم قانصوه لـ "النهار" صحة هذه المعلومات علماً ان الحزب لم يصدر قراراً في هذا الشأن، وان هؤلاء من المتطوعين ولا تعارض القيادة مشاركتهم.

ويوضح قانصوه ان عناصر من البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي يقاتلون في ريف القصير في حمص "دفاعاً عن أرضهم من اخطار الجماعات التكفيرية. وثمة من يحمل الجنسية اللبنانية ويقطن في سوريا وهم اعضاء في البعث ويحمون بلداتهم. وان مشاركة عناصر لبنانية من حزبنا في القتال الدائر في سوريا هي من باب الواجب الوطني والقومي".

عاصم قانصوه "متنكّراً" باللباس العربي: أمة عربية واحدة من شاوشيسكو إلى بشّار

ويسأل: "لماذا كل هذه الضجة التي يحدثها البعض في لبنان عن مشاركة عناصر من حزب الله في معارك القصير وحماية عائلات لبنانية. وفي المناسبة لا خوف على الجيش السوري الباسل ومعنوياته، ومعركتنا واحدة".

 

 

اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات حذرت من سوء استخدام المناصب العامة لمصالح انتخابية

وطنية - اصدرت "الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات" بيانا حذرت فيه من "سوء استخدام المناصب العامة لمصالح انتخابية"، واشارت في بيانها الى انه "وبعد افتتاحه عددا من مشاريع السدود والكهرباء وغيرها في الفترة الزمنية الاخيرة بالتزامن مع بدء فترة الحملة الانتخابية، نشر وزير الطاقة الاستاذ جبران باسيل في الاسبوع الماضي قصة كاريكاتورية من بطولته، تحدث فيها عن الانجازات التي ستحصل في لبنان في الاعوام القليلة المقبلة وابرزها انشاء السدود واستخراج النفط وغيرها". واعتبرت ان "ما يقوم به الوزير جبران باسيل، في حال لم يعلن صراحة عدم ترشحه للانتخابات المقبلة، هو استخدام لمنصبه لغايات انتخابية، خاصة وانه قد وقع الكتاب باسم وزارة الطاقة، مستخدما موقعه للتسويق لنفسه ولتياره ومصورا للرأي العام انه والوزارة واحد، وكأنه ما من تمييز بين الاملاك الخاصة والعامة". وذكرت الجمعية "بأن المادة 71 من قانون الانتخاب في الفقرة الثانية تمنع استخدام النفوذ من أجل مصلحة اي مرشح كان". وأكدت أنه "احتراما لمبدأ تساوي الفرص بين المرشحين، واحتراما لمناصب الدولة والنفوذ المعطاة للوزراء والنواب، تطلب من الوزير جبران باسيل بشكل خاص ومن كل من لديه النية باستعمال منصبه لغايات خاصة بالكف عن هذا النمط من التعاطي".

 

جنبلاط استقبل عمرو موسى في حضور العريضي

وطنية - استقبل النائب وليد جنبلاط في حضور وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، عند السابعة من مساء اليوم في دارته في كليمنصو، الامين العام لجامعة الدول العربية السابق عمرو موسى، وجرى البحث في آخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والمحلية.

 

قاووق: المقاومة حاضرة لتصنع لإسرائيل النكبة الكبرى والهزيمة

وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق خلال لقاء أقامته وحدة الإعلام الالكتروني مع مجموعة من الناشطين الاعلاميين على الشبكات الاجتماعية في قاعة "رسالات"، ان "اسرائيل تقصف مواقع القدرة والقوة في سوريا لأنها تخيفها وتقلقها، ولا تقصف مواقع عسكرية للمسلحين فيها لأن هؤلاء يريحونها ويخدمونها. ورأى أنه "بعد الذي حصل في سوريا من الطبيعي جدا أن نستخلص أن اسرائيل تريد استغلال الأزمة في سوريا لتغيير المعادلة، وهي تسعى الى جر المنطقة الى حرب بشروطها، وتعمل على تهيئة مقدمات الحرب القادمة".  وقال: "ردنا في حزب الله هو المزيد من التسلح والاستعداد والجهوزية لمواجهة أي عدوان اسرائيلي على لبنان"، مشددا على أن "المقاومة نجحت في أن تعاظم قدراتها العسكرية أكثر من أي وقت مضى". وتوجه قاووق الى اسرائيل بالقول :"موتوا بغيظكم فبعد كل المتغيرات في سوريا، المقاومة أكملت مسار تعزيز قدراتها العسكرية كما ونوعا وهي حاضرة اليوم لتصنع لإسرائيل النكبة الكبرى والهزيمة التي ما بعدها هزيمة". كذلك تحدث في اللقاء مسؤول وحدة الإعلام الالكتروني في حزب الله الدكتور حسين رحال، عن "أهمية الاعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي سيما في الدعوة لفكر المقاومة وشرح أهمية عملها"، معتبرا ان "مناسبة 25 أيار هي نموذج لانتصار المقاومة استراتيجيا واعلاميا"، مشددا على "ضرورة الاستفادة من هذه المناسبة في استنهاض الأمة وتعزيز ثقتها بالنفس في مواجهة العدو الصهيوني، والحرب الناعمة التي يشنها الاميركيون على شعبنا".

 

ابو فاعور بعد زيارته شربل: اقتراح الرئيس المكلف بالتوزيع الحكومي عادل ومنصف

وطنية - بحث وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، في مكتبه في الوزارة، مع وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، في الاوضاع السياسية العامة. اثر الاجتماع، أوضح ابو فاعور ان "النقاش تناول الاستحقاقين الداهمين تشكيل الحكومة والانتخابات النيابية". وقال: "في موضوع الحكومة، اعتقد ان الامور أصبحت في مرحلة يجب معها حسم الكثير من الخيارات، بمعنى اننا لا نستطيع ان نبقى في هذه الدوامة، وما نسعى اليه ويسعى اليه الرئيس المكلف وفي شكل أساسي فخامة رئيس الجمهورية هو ان تكون هناك حكومة تحظى بقبول كل الاطراف وهو ما يفترض ألا يكون هناك اصرار على الوقوف عند بعض الصيغ الجامدة من قبل بعض القوى، بمعنى ان التوزيع الذي يقترحه رئيس الحكومة المكلف هو توزيع عادل ومنصف ويجب القبول به". اضاف: "بالنسبة الى استحقاق الانتخابات النيابية، ننتظر ما ستؤول اليه الاتصالات الجارية مع غبطة البطريرك ومع بكركي ليبنى على الشيء مقتضاه، ومن الواضح ان الاتجاه الغالب أو الاكثر قابلية للتحقيق هو القانون المختلط بين الاكثري والنسبي من دون ان يسقط ذلك فرضية اعتماد قانون الستين النافذ اذا لم يتم الاتفاق على أي قانون جديد، ويجب ان تكون الاولوية لاجراء الانتخابات على أسلس قانون جديد لكن اذا لم يتم الاتفاق فلنعد الى القانون المعمول به".

 

السنيورة: لتطبيق فعلي لسياسية النأي بالنفس عبر الالتزام بإعلان بعبدا وابعاد لبنان عن سياسة المحاور

وطنية - دعا رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب فؤاد السنيورة في كلمة ألقاها في مناسبة إطلاق كتاب "الافتراء في كتاب الابراء"، الذي أعده نواب في تيار "المستقبل"، الى "تطبيق فعلي لسياسية النأي بالنفس عبر الالتزام بإعلان بعبدا وابعاد لبنان عن سياسة المحاور"، وجدد "تأكيد تيار المستقبل التمسك بالعيش المشترك الواحد، وبقانون توافقي للانتخابات يؤمن صحة التمثيل للجميع"، وقال: "نحن مع أي قانون مختلط يؤمن هذه المعايير، كما إننا حريصون على إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن بعد تعذر إجراءها في وقتها بسبب بعض الطروحات، ولن نقبل بما سمي مشروع اللقاء الارثوذكسي لانه يغير من طبيعة لبنان المعبر عنه في مقدمة الدستور".

ودعا الى "ضرورة تقديم الدعم والتعاون وعدم وضع العراقيل والشروط في وجه تأليف الحكومة، ومع ضرورة ترشيح غير الحزبيين او المرشحين للانتخابات"، لافتا الى أن "هذه الامور تسهل عملية التأليف وتخفض مستويات التوتر والتشنج في البلد، لتنطلق بعدها لحل الامور والقضايا العالقة، وقد بات من الضروري دعم رئيس الحكومة المكلف تمام سلام إجراء الانتخابات، لأن هناك في الحكومة الحالية أحزابا تقاتل في سوريا مما يزيد الامور تعقيدا وتوترا". ورأى أنه "قد يكون من الصعب ايجاد تغطية للذين يقاتلون الى جنب النظام السوري"، معتبرا أن "حكومة من غير المرشحين او الحزبيين لاجراء الانتخابات هي المطلوبة الآن".

وأوضح السنيورة أن "التطورات الامنية والعسكرية في سوريا تشكل بالنسبة لنا وللشعب اللبناني أهمية خصوصية بسبب مشاركة "حزب الله" الواسعة في القتال في سوريا، للدفاع عن النظام السوري الغاشم، وما يشكل من خطورة على الشعب اللبناني"، مشيرا الى أن "المطلوب الآن وقبل أي شيء آخر هو ان يبادر حزب الله الى سحب مسلحيه من سوريا ووقف المشاركة في القتال". ولفت الى أن "اللبنانيين لا يريدون ان يقتل اولادهم وشبابهم دفاعا عن النظام السوري"، منوها الى أن "قتال العدو الاسرائيلي تحت كنف الدولة شرف، انما القتال من اجل النظام السوري عار ما بعده عار". وطالب القيادات الروحية والسياسية ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس الحكومة المكلف والنواب جميعا الى "الانتباه الى المخاطر التي تعصف ببلدنا جميعا وكسر حاجزي الصمت والخوف ومطالبة حزب الله بسحب مسلحيه". وأشار الى أن "ما يجري اليوم خطير وخطير جدا وهو ان تنخرط احزاب لبنانية في الاحداث السورية من دون ان يتحرك احد"، مناشدا كل أمّ وأبّ أن يصرخ عاليا "لا للقتال في سوريا"، لا نريد ان يقتل شبابنا في القتال الدائر بين النظام والشعب السوري، ونحن مع اغاثة النازحين الا اننا لسنا مع قتل شبابنا في ما يتعارض مع ديننا الحنيف ومع قناعاتنا". وفي موضوع "الافتراء في كتاب الابراء"، إستهل السنيورة كلمته بالإشارة الى ان "هذا اللقاء هو للرد على حملة سابقة على رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وكل الانجازات التي تحققت خلال وجوده في مجلس الوزراء وكل انجازات فريقه السياسي". وأوضح أنه "صحيح أنه ترفعنا في كثير من الاحيان بالرد على الافتراءات وعملنا على الانجازات، الا أنه مع الوقت إستمرت الافتراءات، وقد تمت اشاعة مقولة الحجر أهم من البشر، والحجر الذي عمره الحريري لم يكن من اجل الحجر بل من اجل البشر، وقد تم اغتيال الحريري لوقف مشروعه، الا ان الاخطر من الاغتيال الجسدي هو الاغتيال المعنوي، والمفارقة الكبيرة ان من شارك في تدمير لبنان جاء اليوم ليحاضر بالتطوير والاصلاح". وتابع: "جئنا اليوم لاطلاق الكتاب للرد على افتراءات التيار الوطني الحر في كتاب الابراء المستحيل عبر جمعه كل شائعات الماضي وزاد عليها بعض الشائعات"، معتبرا أن "كتاب "الافتراء في كتاب الابراء" يوضح حقيقة التلفيق والافتراء، وقد تمت صياغته بشكل واضح وعميق وتمت تلخيص القضايا ب16 ملفا".

وأعلن أنه "سيتم إتباع كتاب الابراء كتبا أخرى لشرح للناس أن أبواق الدعاية تخالف ما يجري على الواقع، وكيف أن حكومة حزب الله وتيار التخريب أبدت أسوأ تجربة في الحكم".

وردا عن سؤال حول مشاركة "حزب الله" بالقتال في سوريا، أعلن السنيورة "أننا في لبنان نعيش في بلد ديمقراطي، ولكل شخص حرية التعبير عن رأيه بشكل ديمقراطي، الا اننا ضد أي مسلح يدخل من لبنان الى سوريا، وأهل سوريا أدرى بشعابها".

 

باسيل من نقابة المحررين: لحكومة وحدة يتمثل فيها كل الاطراف بحسب حجمهم النيابي واللقاء مع جعجع لا يستهدف احدا

وطنية - زار وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ظهر اليوم، نقابة المحررين والتقى النقيب الياس عون واعضاء مجلس النقابة والمستشارين واجرى معهم حوارا شاملا حول كل مواضيع الساعة خصوصا ما يتعلق بقانون الانتخابات والحكومة العتيدة والباخرة غول. استهل عون اللقاء بكلمة حيا فيها جهود باسيل في الوزارة وتوجه اليه بالقول: "معالي الوزير اهلا بك في نقابة الكلمة والحرية بين زملاء جاؤوا ليتحاوروا معك لانهم على يقين ان صدرك واسع وصريح وتتحمل كل الصعوبات وتتصدى لكل التحديات". ثم دار حوار بين باسيل والحاضرين فرد على استفهاماتهم واسئلتهم حول العقبات التي تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة واتهام تيار الوطني الحر بهذه العرقلة فقال: "اتهام التيار والتكتل بعرقلة تشكيل الحكومة ليس جديدا لان التيار الذي يطالب تصحيح الاخطاء واستعادة الحقوق يزعج الكثيرين. وانا اقول فليتهموننا بالعرقلة اذا كانت مطالبنا غير محقة وخارجة عن الاحجام. الخروج عن النظام يخالف العمل الديمقراطي وانا اسأل هل من بلد في العالم لا حكومة سياسية فيه. معركتنا كانت وستبقى ضد الفساد. لا يريدون اعادة الحق لاصحابه فيقولون ان التيار يعرقل. ونحن عندما نطالب بأمر غير محق حسب نظمنا السياسي باستطاعة الشخص ان يقول لنا انكم تطالبون بأمور غير محقة".

اضاف: "عندما نقول نريد حكومة تتمثل فيها القوى السياسية بحسب احجامها هل نمس بأحد! مخالفة ذلك هو تعد على نظامنا الديمقراطي وعلى حقوق القوى السياسية، حملت الحكومة العتيدة عناوين كثيرة تستهدف تكتل التغيير والاصلاح والتيار الوطني بدءا من ان الحكومة يجب الا تكون سياسية. او حكومة حيادية او حكومة لا تضم سياسييين وحكومة لا تضم اسماء نافرة"، وقال: ماذا يعني اسماء نافرة؟ هناك مشكلة فساد في لبنان. هل يقول احد ان لبنان خال من الفساد؟ هل تعتقدون ان احدا يريد مواجهة الفساد دون ان يواجه باتهامات ؟ هل تعتقدون ان من يريد تصحيح الاعوجاج المستشري ولا يتهم بشيء؟".

وتابع: "الطائف جاء نتيجة حرب فيها رابح وخاسر والدستور فرض تحت القصف وتحت الوصاية السورية وانا ادعو الجميع الى تصحيح الخلل والاعوجاج من دون توجيه التهم بالعرقلة. ليس هناك شيء بالدستور اسمه حكومة انتخابات وعندما يثبت لنا ان الحكومة العتيدة وظيفتها الاولى اجراء الانتخابات بعد اقرار قانون انتخابات وموعد محدد لها يسهل طريقة تشكليها على الجميع وليس على التكتل وحده. لكن عندما يكون موضوع الانتخابات مجهولا والقانون غير محدد فان هذه الحكومة لا حدود زمنية لها خصوصا في ظل الاوضاع الحالية في لبنان ومحيطه وبذلك ستكون حكومة بصلاحيات كبيرة وكثيرة. هل اذا حصل شيء في لبنان تقول لنا لا اتدخل فأنا حكومة انتخابات؟ هل الحكومة العتيدة لا تتعاطى بالملف الاخطر حاليا وهو ملف النازحين السوريين وتداعيات الازمة السورية على لبنان؟ اذا عندما يقر قانون الانتخابات مع موعد محدد لها تسهل عملية تشكيل الحكومة مع العلم عليك ان تطمئن على تمثيلها السياسي وحقائبها خصوصا تلك التي تتعلق بالانتخابات مباشرة".

واردف: "الحكومة العتيدة بامكانها ان تكون عاملا مساعدا لاجراء الانتخابات، لانه بمجرد تشكيلها بتوافق القوى السياسية يحفز لاقرار قانون الانتخابات، وتكون بذلك طاولة يجلس حولها كل المكونات السياسية تغني عن طاولة حوار يلبي دعوتها اشخاص واشخاص يرفضونها. برأيي اي منطق عادل يسهل التعامل معه ويصل بك الى حكومة انتخابات. علينا اعتماد العدالة وحسن التمثيل والانصاف لاقرار قانون الانتخابات. لماذا علينا التفكير بحكومة فيها ثلث او بدون ثلث؟ التجربة برهنت ان لا وسطيين في هذه الظروف. هل الوسطي لا يقترع على موضوع او لشخص؟ ماذا يعني شخص محايد في الحكومة، الا يشارك في قراراتها؟ سأقولها امام الاعلام وبصراحة اختلفنا كثيرا وعدة مرات مع حلفائنا في الحكومة وعلى عدة مواضيع . علينا ان لا نفكر بالحكومة كقطع بل يجب اعطاء الكل حسب الحجم الذي يمثله الذي يمثله في المجلس النيابي. نحن نريد حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها الاطراف بحسب تمثيلها النيابي وبحسب احجامها".

وردا على سؤال حول ضياع لبنان بسبب خلافات 8 و 14 اذار قال باسيل: "نحن قدمنا ايجابيات كثيرة واولها تسمية الرئيس تمام سلام. لان نيتنا كانت التفاهم لاننا كنا واعين لخطورة الاوضاع. التكتل قال في قصر بعبدا التكليف والتأليف مرحلتان نحن اعطينا ثقتنا بالتكليف ولكن هذه الثقة لا تنسحب على التأليف وهذا شيء طبيعي ويحصل. حكومة الوحدة الوطنية لها قواعدها واصولها، في الحكومة السابقة اقرت 179 وظيفة فئة اولى حسب المعايير المطلوبة وحسب آلية التعيين ولكن لم يتم تعيينهم لان هناك استهدافا للتكتل والتيار بالنسبة اليهم نحن ممنوع علينا ان نكون موجودون في الادارة. في هيئة النفط وضعنا آلية تقدم 679 مرشحا وصلنا الى خيار واحد من ثلاثة. حكومات جاءت وعينت ناسها. في هيئة النفط عينا نحن من المستقبل والقوات لماذا لا يتم هذا النموذج الذي اعتمدناه نحن؟ وانا اخذت خيارا عن قناعة تامة بكفاءتهم وقدرتهم".

وردا على سؤال حول الرواتب العالية التي سيتقاضاها اعضاه هيئة النفط قال: "رواتبهم قليلة بالنسبة الى ما سيجنيه لبنان من نفط وهناك رواتب تدفع في لبنان اكثر من رواتبهم. وبالوصول الى موضوع التفرغ في الجامعة اللبنانية في العام 2008 كان نسبة المسيحيين في موضوع التفرغ 32 بالمئة. هذه المرة بلغت نسبة الاساتذة المسيحيين في الموضوع نفسه ال 47 بالمئة. رفض هذا المشروع رئيس الجمهورية لان بين المعينين "عونيين". نحن لا نعرف من تم تعيينهم ولكن هذا الملف جاء ونحن في الحكومة ونحن ليس لنا علاقة بالملف ووزير التربية ليس من تيارنا او تكتلنا. اختيروا وفق معايير معينة ولكن الملف مجمد. لماذا؟ ولم تكن لدينا مشكلة في موضوع تشكيل مجلس الجامعة. الدستور يعطي المسيحيين النصف وهناك من يقول لا نريد اعطاء المسيحيين النصف ونريد اخذ هذا الحق منهم. لنقولها كما هي: علينا اتخاذ الخيار النهائي ونحن لسنا خائفين في طرح هذا الموضوع في الحكومة والادارة والمجلس علينا الا نأخذ بلعبة العدد علينا المحافظة على لبنان بمسيحييه ومسلميه".

اضاف: "سأتحدث عن حلفائنا الشيعة هل باستطاعة احد تعيين شيعي في مكان ما من دون الاخذ برأيهم؟ انا سميت الشيعة لانهم وقفوا الى جانبنا في قانون الانتخابات وقالوا اننا موافقون على المناصفة اذا كان المسيحيون يريدون ذلك هذا حقهم والتزم حلفاؤنا بهذا الموضوع. عندما لا يشعر احد بالغبن تصفى الامور. ما نطرحه نحن هو استعادة حق المسيحيين، المسلمون لا يشتكون من هضم حقوقهم في الانتخابات. الوزير الصفدي وحده سأل المسلمين: هل سأل احد لماذا اوصلنا المسيحيين للتمسك بقانون مثل القانون الاورثوذكسي يعيد لهم حقهم. هناك قسم من المسلمين ادرك وقال علينا اعطاء المسيحيين حقوقهم . هل نقول له لا؟ قسم وافق وقسم نعول على وطنيته وايمانه بلبنان للموافقة على اعطاء الحقوق للمسيحيين ونحن لا نطلب اكثر من ذلك ولا نرضى التعدي على حقوق غيرنا".

وردا على سؤال حول الاتهامات المتبادلة التي قد تودي بلبنان وباقتصاده وبحياة ابنائه قال: "ليس من المستحيل ان يكون في لبنان انقياء. وليس من المستحيل بناء هذا الوطن من دون فاسدين وانا برأيي ان الاغلبية الساحقة في لبنان هم من الاوادم غير الانطباع السائد لدى البعض او لدى الجميع. حتى في وزارتي كنت اعتقد ان كل ادارتها فاسدة هذا امر غير صحيح. طبعا الفساد ينخر الادارة والنظام ليس قضية استعادة حقوق بل فرض الاستقرار في المجتمع اهم شيء ان يشعر كل انسان بالمساواة والعدالة. الفساد لا طائفة له ولا حدود له . انا نفسي لم اتحدث في السابق كمسيحي ولكن التجربة علمتني ان اتحدث بحقوق المسيحيين بعد الغبن الذي حصل لهم ولاني من المحاربين للفساد يريدون ان يتهموني بالفساد. هناك استهداف ممنهج ضدنا لماذا يريدون ان نكون خارج دراسة قانون انتخابي وخارج الحكومة وخارج الادارة؟ انا افهم ان يحصل ذلك زمن الوصاية السورية. السوري يخرج ويريدون نحن ايضا ان نخرج. لن اتحدث عنا فقط. فأنا اسأل لماذا اعطوا القوات والكتائب وزيرا واحدا في الحكومة؟".

وردا على سؤال حول اللقاء الذي جمعه مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس، قال باسيل: الهدف من هذا اللقاء ليس عراضة بل هو أبعد من لحظة. انه استشعار، منا بالخطر. الخطر الداخلي الذي تحدثت عنه هو مبرمج اما الخطر الخارجي هو ظاهر، خصوصا بعد خطف المطرانين في سوريا بالاضافة الى تهديم الكنائس وقتل كهنة وتهديد الاقليات ونحن نشعر بخطورة هذا الموضوع واننا مستهدفون. الرد على هذا الخطر يجب الا يكون بالتقوقع والانعزال بل بانفتاح عنوانه الوجود الحقيقي والكامل. لهذا ندعو الشريك الاخر في الوطن ان يطمئننا بحقوقنا. لدينا رغبة في المحافظة على لبنان بميزته المسيحية والمسلمة. الشيء الداهم الذي فرض هذا اللقاء هو قانون الانتخابات، لاننا نعتبر ان هذا القانون هو وسيلة اساسية لتكريس الوجود المسيحي والمشاركة في بناء لبنان. الهدف نعرفه ولكن علينا الوصول اليه".

اضاف: "القانون الارثوذكسي لم يكن لتيارنا وليس قانوننا وليس قانون القوات نحن لا نريد تسجيل نقاط على احد ولا نريد ان يشعر احد انه خاسر في قانون ما يراد اقراره، نحن نتحدث عن اعطاء كل المكونات اللبنانية حقوقها. نحن لا نريد ان نستغل لحظة. اعددنا لهذا اللقاء والهدف كان، اننا قلنا انه افضل من حليف وصديق. هذا اللقاء لا يستهدف، لا تفاهما ولا تحالفا والذي لا يفهمه خارج هذا الاطار فهو قاصر في البعد الوطني الحقيقي، اعني انه لا يستهدف ما هو بيننا مع "حزب الله" و"امل" وما هو بين "القوات" و"المستقبل". هذا اللقاء يجب ان يطمئننا نحن ويطمئن الاخر. تفاهمنا مع القوات ليس استهدافا لحزب الله. كما اننا لا نريد ان يكون تفاهم القوات معنا استهدافا للمستقبل. اكرر واقول ان المثالية في التعاطي السياسي تصل اليها من خلال قانون عادل الا وهو القانون الارثوذكسي الذي يعطي لكل الناس حقوقها من دون المس بأحد".

وردا على سؤال قال: نحن نريد كل الابواب مفتوحة والسماء مفتوحة من اجل خير لبنان".

وردا على سؤال حول اتهام 8 اذار في المماطلة ان في تشكيل الحكومة او في قانون الانتخابات وان هذه القوى لا تريد الانتخابات؟ قال باسيل: "ابشع شيء بالنسبة لنا هو التمديد.اولا، لاننا مع تداول السلطات الذي اعتبره ضرورة لبلد مثل لبنان. ثانيا، لو كنا الاكثرية حاليا يمكن ان نتهم بأننا معرقلون للانتخابات من اجل ان نبقى في البرلمان. ولكن هل نمدد للاقلية التي نمثلها اليوم؟ لذلك سبق لنا وقلنا ان اول شيء القانون الارثوذكسي واخر شيء التمديد، ولسنا مع مقاطعة الانتخابات بل مع المشاركة فيها مهما كان قانونها. علينا ان نخرج بقانون منصف وعادل وفي يدنا اليوم القانون الارثوذكسي مع العلم ان هناك قوانين اخرى تعطي المناصفة".

وردا على سؤال حول قضية الباخرة فاطمة غول قال: "انها المرة الاولى التي سأتحدث في هذا الموضوع بعد الضجة التي اثيرت حوله. الدولة اللبنانية تستأجر كهرباء وليس باخرة وهي تأخذ الكهرباء من هذه الباخرة مثلما تأخذها من سوريا ومصر. الدولة في هذا الموضوع تدفع حسب العداد والدولة تأخذ الكهرباء من هذه الباخرة وتعطيها الفيول. مسؤولية الدولة واحدة في هذا الموضوع الا وهي اعطاء الفيول. كل فكرة تقول ان لبنان يخسر في هذه القضية، فأنا اقول نعم اننا نخسر في الكهرباء ولكن بتوقف الباخرة لا نخسر شيئا. نخسر انتاجا للكهرباء ولكننا لا ندفع المال. لا يعتقد احد انني اوافق ان تدفع الدولة اللبنانية ليرة واحدة على شيء خصوصا وهي غير مخطئة به. نحن ندفع ثمن الكهرباء التي تعطى لنا. صحيح لقد دفعنا للباخرة دفعة اولى لكن في مقابل ذلك هناك كفالة بحجم المبلغ المدفوع. اذا تقاعست الشركة تدفع قيمة البند الجزائي واذا لم تعطنا خلال السنة 93 بالمئة من الكمية المطلوبة تدفع قيمة البند الجزائي عن قيمة النسبة التي لم تعطنا اياها".

اضاف: "الفيول الذي اعطي الى الباخرة موجود في لبنان منذ عام 2006 بحسب عقد. نحن لسنا مسؤولين عن المحرك. بحثنا في الموضوع ووجدنا الأتي: اذا تغير شيء في مواصفات الفيول، الدولة لا تدفع قرشا زيادة على ثمن الفيول كما هو في العقد. وهم وافقوا. ممكن ان تستفيد الشركة بالفيول، نحن لا نرضى ان تستفيد مهما كان شكل الافادة. وعلى هذا الاساس اتفق على ان يأتي فيول جديد بدون اي كلفة على الدولة. ونحن بانتظار وصول الفيول في وقت تعمل الشركة على اصلاح المحركات. اعود واقول ما حصل ليس مسؤوليتنا، توقف جر الكهرباء من سوريا ومصر منذ فترة لماذا لم نسمع اصواتا حوله. طبعا ما حصل محزن وانا حزين عليه ولن نتساهل في تحميل الشركة المسؤولية بل لا نريد ان تصبح قضية الباخرة قضية فضيحة. بعدما اصدرت الحكومة عقد الباخرة وضعت شرطا اضافيا قلت فيه اذا تبين في اية مرحلة ان اية رشوة دفعت هناك بند جزائي بقيمة 25 مليون دولار يتوجب على الشركة دفعها". وردا على سؤال قال باسيل: "بسبب تصرفات "ولادية" وقعنا في ورطة في قضية الحدود البحرية وهناك مسؤولون تحدثوا عن هذا الموضوع اضروا بمصلحة لبنان".

وردا على سؤال حول قضية النفط الموعود به لبنان قال: "اسرائيل بدأت منذ عام 1991 اما نحن، فعليا، فقد بدأنا الآن النظر بهذا الموضوع المهم جدا الذي صدر القانون حوله في آب 2010. لبنان قام برقم قياسي والعالم يشهد لنا بذلك فيما خص القانون والمراسيم وتعيين الهيئة وغرفة المعلومات ومسح البحر وتحرير المعلومات ودفتر الشروط والعقود وقطع "البلوكات البحرية " وجاءت ب 46 شركة اجنبية للمشاركة بالمناقصة . علينا ان نفرح الشعب اللبناني بهذه الاخبار السارة لا ان نكتفي فقط بالاضاءة على الاشياء السلبية . في اذار 2014 بامكاننا توقيع اول عقد وبعد اكثر من سنة باستطاعتنا ان نكتشف اول بئر. وافضل ما يجب ان نتحدث عنه هو ثقة الشركات الاجنبية الكبيرة بوطننا وبالنظام النفطي الذي وضعناه حتى الان وهناك في الداخل من يشكك به. علينا ان نضمن للشركة الفائزة بالمناقصة المناخ الجيد وان نضمن لدولتنا المردود الاكبر من النفط. فالخطأ ممنوع في ادارة هذا المورد والا كانت الخسائر بالملايين". وردا على سؤال حول استمرارية العمل في قضية النفط قال: "لا احد من الخارج يريد ان يكون للبنان قوة نفطية واهمال دراسة الخبير غسان قانصو عام 1975 وخبراء غيره في الستينات اكبر دليل على كلامي، ان هناك ارادة خارجية لعدم ايجاد النفط في لبنان وانصياع داخلي لهذه الارادة. القطار النفطي يجب الا يتوقف لاي سبب كان ولاية تدخلات كانت، علينا ان نستمر في التنقيب عن النفط ويجب الا تكون اية حجة سببا لتوقفنا والبرنامج واضح والقضية لن تتوقف. علينا عدم الاستهزاء بهذا الخير الذي اعطانا اياه الله". وعن قضية الكهرباء قال باسيل ردا على سؤال: "لبنان سينعم بالكهرباء 24 على 24 ساعة عام 2015 ولقد وقعنا كل العقود من اجل تحقيق ذلك وان صيف 2013 لن تكون التغذية فيه كما يشتهيها اللبناني لان النزوح السوري زاد من النقص في الطاقة والباخرة الثانية لن تحل المشكلة كما يعتقد البعض بل ستخفف من التقنين.

 

نحاس افتتح معرض صنع في أيران:المعارض رافعة لتلاقي المصالح ابادي: حجم التبادل مع لبنان بلغ 115 مليون دولار في ال2012

وطنية - افتتح وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس افتتاح معرض الجمهورية الاسلامية الايرانية الثاني "صنع في ايران" الذي يقام في البيال من 8 الى 21 ايار الجاري، برعاية وزارة الاقتصاد والتجارة.

حضر حفل الافتتاح النائب مروان فارس، محافظ مدينة بيروت ناصيف قالوش، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت محمد اللمع، رئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام السيدة لور سليمان صعب، محافظ المركزية الايرانية علي اكبر شعباني فرد، نواب سابقون، ممثلون عن السلك الدبلوماسي في لبنان، ممثلون عن الاحزاب اللبنانية وحشد من التجار والصناعيين اللبنانيين والايرانيين.

سفير ايران

استهل الحفل بالنشيدين اللبناني والايراني، ثم تحدث السفير الايراني في لبنان الدكتور غضنفر ركن ابادي فقال: "نشهد اليوم معكم ومن خلال حضوركم الدافيء والبهيج أنتم الأعزاء، إفتتاح المعرض التخصصي الثاني للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان. لا شك أن هذا المعرض يشكل حدثا تجاريا هاما بالنسبة لبلدينا الصديقين والشقيقين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهوررية اللبنانية بإتجاه تطوير وتدعيم ورفع مستوى العلاقات التجارية والإقتصادية بين البلدين. فبعد الترحيب الكبير الذي لقاه معرض "صنع في إيران" الأول العام الماضي، أخذت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت على عاتقها القيام بمزيد من المبادرات الهادفة إلى تطوير ورفع مستوى العلاقات التجارية والإقتصادية وتعزيزها بين البلدين. فنحن نطمح لأفضل العلاقات التجارية مع لبنان. ومن هنا نرى أن علينا إستثمار كل ما لدينا من جهد بإتجاه التقدم بمسيرة العلاقات بين ايران ولبنان. ولم تكن المحاولات الجادة التي بذلتها سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إطار التوقيع على أكثر من ثلاثين وثيقة تعاون مع لبنان خلال ثلاث سنوات وبما يؤمن مناخات العمل المؤاتية التي تتطلبها نشاطات القطاعات العامة والخاصة إلا جزءا من النشاطات الهامة والمؤثرة لهذه السفارة".

أضاف: "لقد أصبحت مجالات العمل على تطوير التعاون بين البلدين في قطاعات التجارة والمعارض والصناعة والعلوم والتقنيات والاعمار والصحة والأدوية والسياحة والطاقة وإنشاء السدود ونقل الكهرباء وما إلى ذلك مهيأة الآن وترسم أمامنا آفاق الوصول إلى رقم المليار دولار في عملية التبادل التجاري بين البلدين وكلي أمل في أن نتوصل إلى هذا الرقم في المستقبل القريب من خلال الجهود والمحاولات التي تبذلها القطاعات الخاصة في البلدين. لقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي ما مجموعه مئة وخمسة عشر مليون دولار منه 78 مليون دولار قيمة الصادرات الإيرانية إلى لبنان و37 مليون دولار قيمة الصادرات اللبنانية إلى ايران. وهذا الحجم من التبادل التجاري ليس مرضيا قطعا ولا بد من العمل على زيادته. وفيما يتعلق بقطاع التبادل التجاري بين ايران والعالم فقد قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العام الماضي بتصدير 70 مليون طن من السلع بقيمة 55 مليار دولار (هذا عدا النفط والغاز) إلى 150 بلدا في العالم. فيما استوردت في نفس هذا العام أيضا 39 مليون طن من السلع بقيمة 65 مليار دولار من بلدان العالم. وبمعنى آخر فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول العالم في العام الماضي 120 مليار دولار دون احتساب قيمة النفط والغاز. هذا في الوقت الذي شهد حجم الإستيراد الإيراني من الولايات المتحدة الأميركية في العام الماضي زيادة بنسبة 30 بالمئة فارتفع من 100 مليون دولار إلى 130 مليون دولار رغم العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

واردف: "من جهة اخرى، فإن نجاح لجنة التعاون الإقتصادي المشتركة في إقامة سبعة إجتماعات لها حتى الآن وكذلك رفع مستوى هذه اللجنة إلى لجنة عليا في العام الماضي إنما يعبر عن ارادة كبار المسؤولين في البلدين لتطوير التعاون الثنائي في كافة المجالات. وإنه لمن دواعي إعتزاز سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت أنها لم تبخل عن بذل أي جهد باتجاه رفع مستوى العلاقات الإقتصادية والتجارية مع لبنان خلال السنوات الثلاث الماضية ويمكن الإشارة في هذا المجال إلى مساعيها وتعاونها في إقامة معرض ”صنع في إيران“ الأول في بيروت العام الفائت وتوفير المناخ لمضاعفة تبادل الوفود التجارية والإقتصادية بين البلدين وإقامة المؤتمر التجاري الإيراني- اللبناني الأول للتعرف على الفرص التجارية بين البلدين في طهران وكذلك عملها الدؤوب بإتجاه تطوير التواصل والتعامل بين الغرف التجارية في البلدين وباتجاه دعم مجلس الأعمال الإيراني-اللبناني المشترك".

وقال ابادي: "برأيي أن بلدينا الصديقين ايران ولبنان يحظيان بقدرات وإمكانيات إقتصادية كبيرة وأن إقامة مثل هذا المعرض من شأنه أن يقدم خدمة كبيرة للتعرف على هذه القدرات والإمكانيات. فرغم أن لبنان يعتبر بلدا صغيرا من حيث السكان لكنه يشكل نقطة ارتكاز في التعامل التجاري والإقتصادي على مستوى منطقة الشرق الأوسط. هذا فيما ينتشر التجار اللبنانيون في مختلف بقاع الأرض وفي أبعد البلدان في أفريقيا وأميركا اللاتينية وهذه فرصة يجب إغتنامها لإطلاق المنتجات الإيرانية ذات الجودة العالية والأسعار التنافسية باتجاه الأسواق البعيدة ثم أن ايران تشكل سوقا كبيرة وملائمة للتجار اللبنانيين والفاعليات الإقتصادية اللبنانية. ولا شك أن استغلال هذه الفرص هو لمصلحة التجار في البلدين.إن حضوركم أنتم الأعزاء والأصدقاء وممثلو الأجهزة الحكومية والخاصة إنما يعبر عن وجود ارادة جادة لتطوير ورفع مستوى العلاقات التجارية والإقتصادية بين طهران وبيروت".

وختم: "آمل أن يؤتي هذا المعرض ثماره لما يخدم مصالح بلدينا الوطنية متمنيا لكل الحاضرين الكرام النجاح والتوفيق. كما أرجو أن يحقق هذا الحدث التجاري الهام نتائج طيبة لبلدينا الصديقين والشقيقين ايران ولبنان.

وفي الختام، أرى من الواجب أن أشكر كل القائمين على هذا المعرض والذين سعوا إلى إنجاحه لا سيما محافظ المحافظة المركزية الأستاذ علي أكبر شعباني فرد المحترم.

وأختم كلمتي بإبلاغ التجار والصناعيين المحترمين إيرانيين ولبنانيين بأن هناك لقاء (B2B) تجاريا سيعقد في الساعة العاشرة من صباح يوم غد الخميس في البيال بين الشركات الإيرانية واللبنانية وسيرعاه معالي وزير الصناعة اللبناني الأستاذ فريج صابونجيان. وأن حضوركم أنتم الأعزاء سيضفي مزيدا من البهجة على هذا اللقاء".

نحاس

ثم تحدث وزير الاقتصاد والتجارة فقال: "إنه لمن دواعي سروري ان اقف للمرة الثانية على هذا المنبر مفتتحا معرض "صنع في ايران 2"، مع ما يشكله هذا المعرض من فرصة اضافية للعلاقات التجارية بين ايران ولبنان، ويعكس توفر الفرص للتعاون بين فعاليات القطاع الخاص في كلا البلدين. واني اذ اغتنم هذه الفرصة لأعبر عن كامل تقديري لسفارة الجمهورية الإسلامية الايرانية في لبنان على جهودها المستمرة في سبيل تفعيل العلاقات التجارية المتبادلة بين لبنان وايران، كما ارحب باسم الحكومة اللبنانية بكافة المشاركين والعارضين في هذا المعرض".

أضاف: "ان مستوى العلاقات بين بلدينا اثمر في الماضي عن العديد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون على مستوى القطاعات العامة وفي مختلف الميادين، حيث تقوم الادارات المعنية بوضعها موضع التنفيذ تدريجيا بطريقة تكرس فيها روحية هذا التعاون والرغبة في تعزيز العلاقات بين بلدينا. وعلى الرغم من ان مستوى العلاقات بين البلدين قد قطع شوطا بعيدا في مجال التعاون على مختلف الصعد، فلا بد من تكثيف الجهود من أجل تسريع وتيرة نمو هذه العلاقات مع توسيع أطرها وتنويع قطاعاتها، لذلك، اود ان انتهز هذه الفرصة لأدعو الى:

1.تفعيل العلاقات التجارية بين لبنان وايران، وانتهاز فرصة اقامة هذا المعرض لتشجيع التعاون بين فعاليات القطاع الخاص في كل من لبنان وايران، باعتبار ان الفرص موجودة لدى كل منهما، وان القطاع الخاص هو الاقدر على استشعار هذه الفرص.

2.تفعيل مجلس الاعمال اللبناني الايراني، لما يشكله هذا المجلس من نواة تعاون بين القطاعات الخاصة في كلا البلدين".

وفي الختام جدد نحاس الترحيب بكافة المشاركين والمشاركات، متمنيا التوفيق والنجاح لفعاليات هذا المعرض.

شعباني فرد

بعد ذلك، قدم محافظ المركزية الايرانية السيد علي اكبر شعباني فرد لمحة عن محافظة المركزية التي يبلغ عدد سكانها مليون و400 الف نسمة اي 2% من مجموع سكان ايران ومساحتها 29 الف كيلومتر مربع، مشيرا الى ان "هذه المحافظة تمتاز بقدراتها العمرانية والبنى التحتية وموقعها الجغرافي المميز، وتتوافر فيها مناجم للعديد من المعادن".

وفي النهاية، جال المشاركون على أرجاء المعرض بعد ان قص نحاس شريط الافتتاح.

 

رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان عصام سليمان: "الدستوري" قانوني وقراراته غير قابلة للشك

المستقبل/شدّد رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان على أن قرارات المجلس غير قابلة للشك وأنه لن يأبه للافتراءات، وهو ماضٍ في القيام بمهماته على أكمل وجه، في إطار الصلاحيات الممنوحة له، على الرغم من الإمعان في تهديم المؤسسات، وخصوصاً الدستورية منها، مؤكداً قانونية المجلس ووجوده ودوره". ومشيراً الى ان "المجلس سيصدر قراره بالطعن المقدم بقانون تعليق مهل الترشح للانتخابات ضمن المهلة المحددة له بالقانون".

وقال في بيان تلاه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقر المجلس ـ الحدث أمس، في حضور أعضاء المجلس الدستوري: "يهم المجلس الدستوري، إنارة للرأي العام، توضيح دستورية وقانونية وجوده ودوره، لقد أقسم أعضاء المجلس الدستوري اليمين في 5 حزيران 2009 وتسلموا مهماتهم وكان من المفترض أن تنتهي ولاية خمسة منهم بالقرعة في 5 حزيران 2012، ولم يحدد القانون الجديد تاريخ إجراء القرعة، غير أن المهلة القصوى لإجرائها هي 5 حزيران 2012، ليصار الى تعيين أعضاء جدد بدلاً من المنتهية ولايتهم وفقاً للقانون".

وأوضح أن "المجلس الدستوري اجتمع في 5 حزيران 2012 وتداول في الأمر، ووجد أن غياب الترشيحات لعضوية المجلس الدستوري عطل آلية التعيين، لأنه لا يمكن انتخاب وتعيين أعضاء جدد إلا من بين المرشحين ضمن المهلة المحددة بالقانون. وإجراء القرعة يعني، والحالة هذه، سقوط عضوية نصف أعضاء المجلس الدستوري واستحالة انتخاب أو تعيين بدلاء عنهم، لذلك اتخذ المجلس الدستوري قراراً بالإجماع بالتريث بإجراء القرعة، حفاظاً على انتظام العمل فيه وعدم الوقوع في التجربة التي عانى منها ما بين العامين 2005 و2009". أضاف: "بعد ذلك صدر قانون بإلغاء القرعة ونشر في الجريدة الرسمية بعد التاريخ الذي كان من المفترض إجراء القرعة فيه، وادعى البعض أن هذا القانون لا ينطبق على القرعة التي كان يجب أن تجرى قبل صدوره، لأنه لم ينص على مفعول رجعي. إن القانون الذي ألغى القرعة ليس بحاجة إلى مفعول رجعي، لأن القانون رقم 43/2008 نص على إجراء القرعة بشكل استثنائي ولمرة واحدة بالنسبة الى هيئة المجلس الدستوري المشكلة بعد صدور هذا القانون، وعندما ألغى القانون القرعة ألغى هذه القرعة تحديداً لأن لا وجود لقرعة سواها".

وأكد أن "لا مكان للفراغ في المجلس الدستوري، وذلك بقوة الدستور الذي جعل المجلس هيئة دستورية أناط بها الرقابة على دستورية القوانين والبت في الطعون بالانتخابات النيابية والرئاسية. فالمجلس الدستوري مؤسسة دستورية لا غنى عنها في المنظومة الدستورية اللبنانية وهي حجر الأساس في دولة القانون والحق، وهذا ما أكده القانون رقم 243 (النظام الداخلي للمجلس الدستوري) الذي جاء في مادته الرابعة أنه "عند انتهاء الولاية، يستمر الأعضاء الذين انتهت ولايتهم في ممارسة أعمالهم إلى حين تعيين بدلاء عنهم وحلفهم اليمين". وذلك تجنباً لأي فراغ في المجلس الدستوري نظراً إلى أهميته كمرجعية دستورية. وهذا ما تأكد أيضاً في قرار المجلس الدستوري في العام 2005 عندما أبطل القانون الذي قضى بعدم النظر بالطعون النيابية ريثما يتم تعيين أعضاء في المجلس الدستوري بدل الأعضاء المنتهية ولايتهم". وأعلن "أن قرارات المجلس الدستوري غير قابلة للشك بقانونيتها أو دستوريتها، حتى ولو كانت صادرة عن هيئة انتهت ولاية أعضائها جميعاً، طالما أنه لم يعين أعضاء جدد مكانهم"، موضحاً أن "من لا يتقيد بقرارات المجلس الدستوري يكون خارجاً على الدستور، وعلى الانتظام القانوني العام في الدولة". ورأى أن "القول إن المجلس الدستوري لم يحقق شيئاً منذ إنشائه، فيه الكثير من التجني، فالقرارات التي صدرت عنه لها أهمية كبرى، ولعبت دوراً أساسياً في ضبط عملية التشريع في إطار الدستور، كما كان لها الأثر البارز في الدفع باتجاه تطوير إدارة العمليات الانتخابية النيابية وضبطها، وهذه القرارات هي أساس العدالة الدستورية في لبنان، وقد عززت الثقافة الدستورية في الجامعات وبين رجال القانون، وخصوصاً بعد أن عمد المجلس الدستوري إلى إصدار كتاب سنوي يتضمن دراسات في القضاء الدستوري". وطمأن "اللبنانيين، الطامحين إلى بناء دولة المؤسسات، بأن المجلس الدستوري ماض في القيام بمهماته على أكمل وجه، في إطار الصلاحيات الممنوحة له، على الرغم من الإمعان في تهديم المؤسسات، وخصوصاً الدستورية منها. وهو لن يأبه للافتراءات، وسيستمر في تعزيز موقعه، وتوسيع نشاطاته، في لبنان والخارج، من أجل بناء العدالة الدستورية أساس العدالة".

وأعلن أن "المجلس الدستوري سينظم في العام المقبل، وبمناسبة الاحتفال بمرور عشرين عاماً على بدء مهماته، مؤتمراً دولياً للعدالة الدستورية، يقيم فيه تجربته، ونطرح رؤية لتوسيع صلاحياته، ونصوغ مشروع قانون، نضعه بتصرف مجلس الوزراء والنواب، وبعهدة رجال القانون وهيئات المجتمع المدني، وذلك من أجل تفعيل المجلس الدستوري وتعزيز دوره في صون الحقوق والحريات".

وأكد أن مراجعة الطعن الذي تقدمت به "جبهة النضال الوطني" قيد التداول بين أعضاء المجلس الدستوري "وسيصدر القرار ضمن المهلة المحددة في قانون المجلس". وقال: "لن نتباطأ في إصدار القرارات في موعدها".

 

غداء تكريمي في سيدني على شرف بارود وغانم

وطنية - سيدني - أقيم في ولاية نيو ساوث ويلز في سيدني، غداء تكريمي على شرف وزير الداخلية السابق زياد بارود والاعلامي مرسيل غانم، بدعوة من رئيس حكومة الولاية باري اوفاريل والوزير المساعد جان عجاقة والزميل انور حرب، في حضور قنصل لبنان العام جورج البيطار غانم ورئيس المجلس التشريعي (مجلس الشيوخ) دون هاروين ولورد مايور باراماتا جان شديد وفاعليات من الجالية، بينها رئيسا غرفة التجارة في سيدني وملبورن جو خطار وفادي الزوقي ورئيسا الرابطة المارونية والتجمع المسيحي توفيق كيروز ووالي وهبة ورئيسة المؤسسة الاوسترالية-اللبنانية العميدة فاديا بو داغر غصين، ورئيس حزب الكتائب بيتر مارون ورئيس مجلس ادارة "النهار" الاوسترالية طوني خطار وشخصيات. وشارك من لبنان رئيسة مؤسسة "بيت لبنان العالم" باتي هندي ومدير بنك الشرق الاوسط جوزف الشدياق والزميلان دنيز عطاالله وفيليب ابو زيد. وكان سبق الغداء اجتماع في مكتب اوفارول مع الزميلين غانم وحرب، وتوالى على الكلام كل من اوفارول ورئيس المجلس والوزير عجاقة عن التطورات الاقليمية وخصوصا في سوريا. وبعد ذلك تبادل اوفارول والضيفان والزميل حرب الهدايا.

 

السفير : بري ينتقد "الوسطيين" قيامة ل"الأرثوذكسي"

كتبت "السفير " تقول : مع انتهاء عطلة الأعياد، اكتسبت الاتصالات السياسية زخماً إضافياً، بحثاً عن حكومة وقانون انتخاب، في مرحلة لا تحتمل المزيد من الفراغ والوقت الضائع، لا سيما أن التطورات الدراماتيكية المتسارعة من حولنا، تتطلّب وجود حكومة أصيلة، ومجلس نواب منتخب، يكونان قادرين على التعامل مع كل الاحتمالات. وقد جاء العدوان الاسرائيلي على سوريا، والذي تردّدت أصداؤه في لبنان، ليشكل جرس إنذار، يُفترض أن ينبّه المعنيين الى خطورة الاستمرار في حالة المراوحة الحالية، فيما التحديات تطرق الأبواب بقوة، وتكاد تحطمها.  وإذا كان لقاء معراب قد تمكّن من إعادة تنشيط خلايا ملف قانون الانتخاب، على قاعدة إعادة الاعتبار المسيحي لمشروع "اللقاء الأرثوذكسي"، فإن المشاورات السياسية المتصلة بعملية تأليف الحكومة لم تنجح بعد في إحداث اختراق حقيقي.

الحكومة: مراوحة

وعلمت "السفير" أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وفور عودته الى بيروت مساء الاثنين، التقى بعيداً عن الإعلام الرئيس المكلف تمام سلام، الذي وضعه في صورة الموقف في ضوء الاتصالات واللقاءات التي يجريها لتشكيل الحكومة.

وقالت مصادر مواكبة إنه لم يسجل "تطوّر نوعي في شأن تأليف الحكومة وإن الأمور لا تزال عالقة عند عقدة حجم التمثيل".

وأضافت المصادر "إن الرئيس المكلف وضع سقفاً للمشاورات هو منتصف الشهر الجاري، وإن الاتفاق على قانون الانتخاب قد يُسرّع عملية التأليف".

وأشارت المصادر إلى أن الحديث عن البديل لسلام في حال اعتذاره بدأ يدور في الكواليس.

في المقابل، نفت أوساط مقربة من سلام وجود توجه لديه للاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة في حال تأخرت عملية التشكيل، وأكدت أن التأخير لن يكون الا تقنياً ولفترة وجيزة، ما يعطي الرئيس المكلف مزيداً من الوقت للاتصالات لإنهاء التشكيل.

وقالت الاوساط إن سلام توافق مع النائب وليد جنبلاط، خلال لقائه به أمس الاول في المصيطبة، على إعطاء عملية التشكيل وقتها اللازم، لكن ليس المفتوح، على ان يتم التشكيل بالتوافق بين كل القوى السياسية وبمشاركتها، وعدم فرض حكومة أمر واقع، ولا حكومة بمن حضر.

بري.. والوسطية

أما الرئيس نبيه بري، فأوحى أيضاً امام زواره بأن الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة لم تحقق بعد تقدماً نوعياً، موجّهاً عبر "السفير" انتقادات الى الذين يصنفون أنفسهم في خانة الوسطية، بالقول: أستغرب كيف يكون البعض جزءاً من "14 آذار" ثم يقدّم نفسه وسطياً ويطلب منحه حصة في الحكومة على هذا الأساس، واستغرب كيف أن البعض الآخر ممن يشغل موقعاً متقدماً في الدولة يتخذ مواقف حادة ضد قوى سياسية تنتمي الى فريق معين، ثم يقدم نفسه وسطياً ويطلب أن يتمثل في الحكومة على هذا الأساس.

وأضاف: الغريب أن هؤلاء الوسطيين يريدون حصة في حكومة من 24 وزيراً، تتجاوز الحصة التي نالوها في حكومة من 30 وزيراً.. فكيف ذلك، ووفق أي حساب توصلوا الى هذه المعادلة. وتابع: لا أعرف إذا كانوا سيقبلون بضمّي الى نادي الوسطية في حال قدّمت طلب انتساب، ولا أعرف إذا كنت أصنف في الأصل وسطياً وأنا الذي أحافظ على جسور التواصل مع الجميع؟

وأكد بري انه سيدعو الى عقد جلسات عامة متلاحقة، ليلاً نهاراً، في 15 و16 و17 و18 أيار، مشيراً الى ان النواب سيكونون أمام خيارين، إما التفاهم على قانون انتخاب توافقي وإما التصويت إذا تعذّر الاتفاق.

ورداً على سؤال، قال: إذا خُيرت شخصياً بين قانون الستين و"الارثوذكسي"، فانني أختار الثاني بكل تأكيد، لأنه على الاقل يتضمن النسبية في إطار لبنان دائرة واحدة.

وإذ أشار الى ان النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي نقل إليه أجواء لقاء معراب، لفت الانتباه الى انه عرض مقترحات وأفكاراً في سياق السعي الى التوافق على قانون الانتخاب، معتبراً أن المشكلة تكمن في أن هناك ضمن هذا الفريق وذاك من يحاول تفصيل قانون يتيح له السيطرة على الآخرين.

لقاء معراب

وفي سياق متّصل، عادت الروح الى المشروع "الأرثوذكسي"، عبر اجتماع معراب الذي جمع سمير جعجع مع الفرزلي والوزير جبران باسيل بحضور النائبين جورج عدوان وإيلي كيروز.

وبالتزامن، جرى اتصال مطوّل بين جعجع ورئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، اتفق خلاله الطرفان على "إبقاء خطّ التواصل مفتوحاً للتوصّل الى تصوّر مشترك ونهائي في شأن قانون الانتخاب"، كما جاء في موقع "القوات" الالكتروني.

وعُلم أن الفرزلي وباسيل وضعا جعجع في أجواء رغبة "التيار الوطني الحر" وقوى مسيحية عدة في التصويت على "الأرثوذكسي"، في حال طرحه على الجلسة العامة في 15 أيار الجاري، وضرورة حصول التواصل المباشر بين كل القيادات المسيحية من أجل التوصل إلى قرار مشترك حول قانون الانتخاب.

وردّ جعجع مؤكداً أنه لا يحتاج الى من يبشّره بـ"الأرثوذكسي" لأنه كان أول الداعمين له. وطرح بعض الأسئلة طالباً من موفدي الرابية أن يأتوه بضمانات في شأنها، كي يترجم دعمه للمشروع تصويتاً في الجلسة النيابية العامة.

وقال الفرزلي لـ"السفير" إن الزيارة الى معراب كانت من قبيل إثبات حسن النية وتأكيد الموقف المشترك للقيادات المسيحية من قضيتي تمثيل المسيحيين وتأمين المناصفة الحقيقية، موضحاً أن جعجع أبدى استعداد نواب "القوات" للتصويت على المشروع "الأرثوذكسي" في الجلسة العامة إذا لم يتم التوصّل قبلها إلى التوافق على مشروع يؤمن المناصفة والتمثيل الحقيقي للمسيحيين.

أما في عين التينة التي قصدها أمس الفرزلي، فأكد بري "تمسّكه بموقفه القائل بأن ما يتفق عليه المسيحيون نحن ندعمه"، وهو الموقف الذي سمعه الفرزلي أيضاً من رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد إبراهيم أمين السيد، بحضور عضو المجلس السياسي في الحزب غالب أبو زينب.

شربل: التمديد

في هذه الأثناء، أكد وزير الداخلية مروان شربل لـ"السفير" أنه "في حال الوصول الى 19 أيار من دون التوصّل الى قانون انتخابي، على المرشحين والنواب تقديم ترشيحاتهم على أساس قانون الستين، وفي هذه الحالة على مجلس النواب أن يجتمع ليمدّد لنفسه مدة شهرين، وهذه ستكون مهلة كافية لإنجاز وزارة الداخلية الترتيبات كافة لإجراء الانتخابات".

وأشار إلى أنه أعدّ صيغة معدّلة لـ"قانون الستين"، وتتضمّن تقسيمات من شأنها تحسين التمثيل المسيحي.

 

المراد لـ "المستقبل": المصلحة الإسلامية تقضي باتخاذ قرارات تضع حداً لممارساته

رؤساء الحكومة يعطون المفتي.. الفرصة الأخيرة

المستقبل/هل تجد أزمة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى حلاً جذرياً نهاية هذا الأسبوع ، عبر رفع الغطاء عن الأخطاء التي ارتكبها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني من قبل رؤساء الحكومات السابقين الذين سيجتمعون لاتخاذ قرارات حساسة لكنها ضرورية لمعالجة واقع الحال؟ ولن تكون هذه القرارات غير قانونية أو قابلة للطعن فيها، لكونها خاضعة لأنظمة المجلس، ومواده الدستورية، عبر استخدام حق تقصير مدة ولاية المفتي وانتخاب مفتٍ آخر، بعد توجيه رسالة أخيرة له، وبعد أن اكتوت الطائفة السنيّة واكتفت من سلوك يؤدي الى إضعافها وجعلها مثل ورقة يستخدمها فريق الثامن من آذار لمصالحه السياسية، ولا سيما "حزب الله" الذي يحاول الاستفادة من سلوك المفتي الكيدي تجاه "تيار المستقبل" والذي يصرّ على اتخاذ قرارات تضرب الوحدة وتفرّق الشمل من اجل مصالح شخصية.

وبحسب المطلعين، فإن اجتماعاً للمجلس الشرعي سيعقد بعد اجتماع رؤساء الحكومات من أجل وضع التوجهات العامة في إطارها عبر صياغة قرارات تنشر عبر الجريدة الرسمية لتصبح سارية المفعول قانونياً.

وكان المجلس انعقد أول من أمس في جلسة طارئة وقرر التجديد لولاية مفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان، بعد تلقيه عريضة من قبل فاعليات صيدا لإعادة تعيينه، بعدما كان قباني يتوجه الى عدم التجديد له ولمفتي البقاع الغربي الشيخ خليل الميس.

ولعل القرار الأهم الذي اتخذه المجلس هو الطلب من مديرية الأوقاف إعداد لوائح الشطب لانتخابات المفتين في المناطق للمناصب الشاغرة وأعضاء "الشرعي" ومجالس الإدارة وعرضها على اللجنة القضائية وفقاً للأصول وإعداد لوائح الشطب وتحديد الانتخابات في مدة أقصاها أول أحد من شهر أيلول وأول أحد من شهر تشرين الأول 2013 وسط تأكيد "لا شرعية" الانتخابات التي دعا إليها المفتي والتعيينات والقرارات التي أجراها والتي أسقطها المجلس الشرعي كونها مخالفة للقرارات القضائية وقرار رئاسة مجلس الوزراء ورؤساء الحكومات، واعتماداً على قرارين اتخذهما مجلس شورى الدولة الذي اعتبر دعوة المفتي للانتخابات غير شرعية.

ويوضح عضو المجلس المحامي محمد المراد لـ"المستقبل" أن "ما قرره المجلس الشرعي في جلسته بتاريخ 7/5/2013 يصب في تفعيل عمل مؤسسات دار الفتوى، لأن من كان يفكر بتعطيل عملها تدريجاً ومنها ما حصل وسيحصل، بعد أن توصلت نية المفتي الى عدم التجديد لمفتين كبار على قاعدة مواقف شخصية، باعتبار أن هؤلاء لا يقدمون له خدمات شخصية، علماً أنهم يقومون بما يحقق المصلحة الإسلامية العليا على مستوى كل منطقة يمثلونها". ويشير الى أنه "عندما قررنا استمرار عمل أصحاب السماحة في البقاع وراشيا وصيدا وصور وحاصبيا مرجعيون كان الهدف هو تأكيد استمرار العمل الى حين إجراء الانتخابات وهذا الأمر مطلوب بمفهوم العلم الإداري، أي لا بد من استمرار المرفق في عمله بين شخص يذهب وآخر يأتي، كما أكد المجلس أن جميع القرارات التي صدرت عن مفتي الجمهورية بخصوص الانتخابات وما تبعها من قرارات باطلة ومنعدمة الوجود، لأنها جاءت خلافاً لحكم القضاء وتحدياً له، ولأنها لم تراعِ الحدود الدنيا للأصول المنصوص عنها في المرسوم 55/81 ولأنها ضربت عرض الحائط بمفهوم إعلان نتائج الانتخابات المزعومة وبالتالي نحن أردنا من خلال هذا القرار أن نبعث برسالة تأكيدية لسماحته أنه كفى تخطياً للقواعد وللأصول واستهتاراً بالمؤسسات والقوانين وتجاوزاً وتحدياً للقضاء، وأننا أيضاً أكدنا مسألة لا ولن نحيد عنها إطلاقاً وهي مسألة وجوب إجراء الانتخابات ولهذا قررنا الطلب من المديرية العامة للأوقاف أن تتخذ كل الإجراءات اللوجستية بما فيها لوائح الشطب من أجل التحضير لانتخابات مفتي المناطق الشاغرة وللمجالس الإدارية للأوقاف والمجلس الشرعي وحددنا مهلة زمنية لذلك، هذا الكلام هو تأكيد مبدأ ممارسة الديموقراطية والحرص على مؤسسات دار الفتوى لكي تنهض على أسس قانونية صحيحة وسليمة ولكي يدخل عليها العنصر الجديد لتفعيلها".

وعن تقديره لإمكان التعاطي بإيجابية من قبل المفتي مع هذه القرارات يرى المراد انه "منذ ان اجتمع رؤساء الحكومات نحن كمجلس شرعي تفاهمنا مع اصحاب الدولة على ان يأخذوا المباردة من اجل حل هذه المسألة وهم لم يقصروا في هذا الامر، بل انهم لم يتركوا سبيلاً الا وسلكوه من اجل معالجة الموضوع ووضع حد لتجاوزات المفتي، الا انه وبكل اسف كان كلما تقدم رؤساء الحكومات بمبادرة او قرار او رأي قابلهم بالتحدي والاستفزاز، ولكن اصحاب الدولة، بإدراكهم، يستمرون من اجل وضع حد لهذه القضية التي بات الرأي العام فيها غير مرحب بها بعد ان اوصل مفتي الجمهورية الامور الى ما وصلت اليه والتي هي ببعدها الحقيقي مسألة شخصانية، والمسائل الشخصية والشخصانية لا يمكن ان تستمر، لأن المصلحة الاسلامية العامة تقضي باتخاذ قرارات تضع حداً لممارسات المفتي".

ويعرب عن اعتقاده بأنه "اذا لم يتجاوب المفتي مع المبادرة الطيبة لرؤساء الحكومات فإن هناك آليات منصوص عليها في القانون يمكن ان تسلكها، لان ذلك يحقق المصلحة الاكيدة للمسلمين ولمؤسسات دار الفتوى واخراجها من الدائرة التي لا تخدم احداً". ويوضح أن "رؤساء الحكومات يضعون الرؤية العامة، اما الآليات فهي منصوص عنها في القانون، حيث تتحدث المادة السادسة من القانون 55/18 عن الخطر الذي يمكن ان يصيب الطائفة، ويمكن عندها اتخاذ اجراءات قانونية مدروسة في مراحل معينة، وقد يكون الاعفاء واحدا من هذه الخيارات، لافتاً الى انه "بعد اكمال المفتي طريقه بعكس التوجهات التي وضعها رؤساء الحكومات لحل الازمة، يكشف حجم الضرر والخطر للطائفة، وان لم يستجب المفتي ويعود الى عمله الحقيقي والمؤسساتي، فإن الامور ستأخذ مجراها بما يحفظ دار الافتاء من الخطر وحال الانقسام".

ويشير الى ان "الرئيس المكلف تمام سلام في اجواء كل ما يحصل ولديه رؤية في هذا المجال لا تخالف رؤية رؤساء الحكومات جميعاً".

ويشيد المراد "بشبه الاجماع الذي حصل من قبل فاعليات صيدا وحرصهم على موقع دار الافتاء من خلال التمسك بمفتي صيدا الحالي، حيث وقّع العريضة اربعون عضواً من مجلس صيدا من اصل 46 عضواً، مما يدل على اجماع صيداوي يقول لسماحة مفتي الجمهورية، انتبه لان مصلحة استقرار صيدا ووحدتها متقدمة على كل ما تشتهيه وترغب به خدمة لمصالحك الشخصية، والذي على اثرها قرر المجلس الشرعي باستمرار عمل المفتين حتى إجراء الانتخابات".

فاطمة حوحو

 

معن حمية: لا عناصــــر لبنانية تشارك في القتال و"القومي" موجود في النسيج السوري ومعني بالصراع

المركزية- طغي موضوع المشاركة اللبنانية في الصراع الدائر في سوريا من قبل لبنانيين منتمين الى احزاب مختلفة على غيره من المواضيع الشائكة، وبعد "حزب الله" بدأت تتردد معلومات عن مشاركة عناصر حزب البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي في القتال الى جانب النظام السوري وتوجه عدد من الشبان الى دمشق لمناصرة الحليف الابرز لهم. وفي هذا السياق، اعلن مدير الدائرة الاعلامية في الحزي القومي معن حمية لـ"المركزية" "ان ما يشاع عن مشاركة عناصر لبنانيين من الحزب ليس صحيحا"، قائلا: "اكثر من مرة تم زج اسم الحزب في هذا الموضوع"، لافتا الى "ان الحزب السوري القومي الاجتماعي موجود في سوريا، لكن لا فصائل لديه للمشاركة في المعارك، رغم ان القوميين الاجتماعيين يتعرضون للقتل والذبح على ايدي المجموعات الارهابية ".ولفت الى ان ما ذكره بعض وسائل الاعلام حول هذا الموضوع ليس جديدا. مشيرا الى ان لا اتجاه لاصدار بيان حول الامر.

واشار الى ان الحزب القومي موجود في سوريا، ويتعرض ككل السوريين لما يحصل، لافتا الى وجود مجموعة من القياديين تم اغتيالهم، والحزب كونه موجودا في النسيج السوري معني في مواجهة المجموعات الارهابية، وهذا حق شرعي لكل مواطن".

 

لا "ممانعة" ولا من "يُمانعون"

علي الحسيني/المستقبل

للمرة العاشرة أو ربما أكثر، تُقصف سوريا بطائرات وصواريخ إسرائيلية، وللمرة العاشرة أيضاً ترد على مسامع الشعوب العربية عبارة "حق الرد في الزمان والمكان المناسبين"، حتى باتت هذه الشعوب كلها، تخشى أن لا يأتي ذلك اليوم أو أن يأتي في زمن هم ليسوا موجودين فيه، وفي كلتا الحالتين، يبدو أنه من الأنسب والأنفع لكل من ينتظر أو يترقّب تلك الساعة، أن يصبّر نفسه بأغنية "ايمتى الزمان يسمح يا جميل" للراحل محمد عبد الوهاب، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

العرب بشيبهم وشبابهم، قد حفظوا جملة "حق الرد في الزمان والمكان المناسبين" عن ظهر قلب، ليس منذ مجيء بشار الأسد إلى الحكم في سوريا بل منذ كان والده حافظ الأسد صاحب الشعارات الرنّانة والطنّانة وزيراً للدفاع، حتى أنهم باتوا يرددونها مع كل غارة تشنها الطائرات الإسرائيلية على سوريا، وأهم الشعارات التي ورثها الابن عن والده "إنّ سوريا لن تنجر إلى حرب ما لم تكن مستعدة لها" و"كرسي تحكم من خلاله أهم وأفضل من بلد لا تملك فيه موطئ قدم".

وللأسد الأب كما نجله، مآثر كثيرة في التخاذل. فعلى سبيل المثال لا الحصر، هو الذي أمر جيشه بترك الأسلحة والتراجع عن جبهة الحرب في العام 1967، تاركاً للإسرائيليين حينها، ترسانة حربية لا يُستهان بها مع عشرات القرى في جبل الشيخ، حتى قيل وقتها إن الترسانة تلك، كانت تكفي لصمود جيشه شهوراً عدّة.

لم تقف مآثر الأسد الأب عند هذه الحدود، بل قرر معاقبة الضباط والجنود الذين تأخروا في تنفيذ الانسحاب وأحالهم على المحاكم الميدانية بدلاً من مكافأتهم، كما عمد في حينه إلى إذاعة بيان يعلن فيه سقوط القنيطرة قبل 48 ساعة من سقوطها الفعلي. ولذلك لا عجب في كل ما يراه المواطن من مواقف متخاذلة للرئيس السوري الحالي، والتي أقل ما يُقال فيها إنها لا تنم عن مواقف شجعان ولا تمت لأصحاب النخوة والشهامة بصلة، لكن كل هذه الاتهامات لا يعود لها أي نفع عندما يستذكر المرء أن الأسد الابن قد شب على الظلم وتربّى على سياسة طأطأة الرؤوس ودفنها في الرمال كالنعام منذ كان طفلاً يحبو في منزل والده.

وبالرغم من أن إسرائيل قد انتهكت الأراضي السورية مرات عدة، منها قصفها للحدود السورية ـ اللبنانية في العام 2006 ولمنطقة البوكمال السورية، ورادارات الجيش السوري في البقاع، وأيضاً قصفها لموقع الكبر في دير الزور التي تُسيطر عليه اليوم قوات الجيش السوري الحر بشكل كامل، إلا ان الجواب السوري كان دائماً يأتي مخيباً لآمال الشعوب العربية التي باتت مقتنعة أن لهذا النظام جيشاً برسم الإيجار وليس للدفاع عن سوريا، فهو تارة يُتم إستئجاره في الكويت وطوراً في لبنان، على أن يكون المكسب دائماً إنعاش حسابات عائلة الأسد في المصارف العالمية.

وبالعودة إلى الغارات الأخيرة التي شنّتها الطائرات الإسرائيلية منذ أيام قليلة على مواقع عسكرية سورية في ضواحي دمشق، ومواقع أخرى فوق جبل قاسيون المطل على القصر الجمهوري السوري، يبدو أن هذه الغارات لم تُفاجئ فقط الرادارات السورية التي لطالما تغنّى بها النظام السوري يوم كانت تتركّز على تلال البقاع اللبناني تحت حجة الدفاع المشترك بين البلدين، إنما فاجأت أيضاً حلف "الممانعة" الممتد من إيران إلى العراق وصولاً إلى بعض من هم في لبنان ولتكشف في الوقت عينه، عقم هذا الحلف "المفشكل" والذي أمضى اليومين الأخيرين تنظيراً، بين عروضه المغرية لتدريب جيش النظام السوري واستعداده للدخول على خط الحرب مباشرة دفاعاً عن أشخاص لا عن شعوب مظلومة، ودائماً من بوابة لبنان وليس من طهران.

التدخل العلني لـ"حزب الله" في الشأن السوري وتصريحات أمينه العام السيد حسن نصر الله بأن حزبه لن يسمح بسقوط النظام السوري، يُضاف اليها تصريحات القادة الإيرانيين بأن أمن بلادهم يمتد إلى شرق المتوسط وتحديداً إلى جبهة جنوب لبنان التي باتت منصّة لصواريخ الحرس الثوري الإيراني، وأيضاً في ظل غياب التفاهم الأميركي - الروسي على إنهاء الحرب في سوريا، من شأنه أن يزيد الأمور تعقيداً خلال المرحلة المقبلة، وعليه يجب توقّع مزيد من القتلى في صفوف "حزب الله" ومزيد من الغارات الإسرائيلية على سوريا وربما لبنان، وفي هذه الحال من يدري، فقد يطل علينا لاحقاً قائد الحرس الثوري ليسمعنا "نكتة" جديدة بأن بلاده مستعدة لتدريب مقاتلين من "حزب الله".

في ظل ما يجري من غارات إسرائيلية على سوريا وطلعات جوية فوق الأراضي اللبنانية، لم نسمع كلمة فصل لـ"الممانعة" ولم يخرج من يقول نحن "الممانعون" هنا، ففي السابق قُصفت "الممانعة" في غزة، فأتخذ "حزب الله" موقف المتفرّج تاركاً حلفاء الأمس يواجهون مصيرهم لوحدهم، قبلها وبعدها، كان اجتياح الأراضي اللبنانية فأطلقت كل من طهران وسوريا العنان لإذاعاتهما المرئية والمسموعة لإسماع العالم الأناشيد الثورية، واليوم يقصف أحد الأنظمة "الممانعة".. فهل من ممانع يمنع يرد؟.

 

"التيار" و"الحزب" و.. ما بعد بعد الانتخابات

المستقبل

لم يتحالف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون مع "حزب الله" مصادفة، بحيث أن ما يحصل اليوم مع اقتراب نقطة الصفر ليس سوى وليد أعوام من التحالف القائم على المصالح الضيقة والحسابات الشخصية. فالجنرال لا يتوقّف عن دغدغة مشاعر المسيحيين كونه يريد منهم أن يكونوا طرفاً في تأمين اللحظة التي ستصاب فيها كل المؤسسات في لبنان بالشلل. كل المؤشرات تعبّر عن تلازم الأهداف بين الطرفين، ففيما "حزب الله" منشغل بالحرب الدائرة في سوريا وفي القتال الى جانب بشار الأسد، فإن عون هنا مسلّح بعدّة العمل، ملوّحاً بالتعطيل ومروّجاً للبنان غير لبنان الذي نعرفه اليوم.

وتترافق عملية دغدغة مشاعر المسيحيين بالتذكير الدائم بمشروع قانون "اللقاء الأرثوذكسي"، فبالنسبة الى الجنرال، هذا المشروع، من بين كل القوانين، "يحظى بالدستورية، ويوصل الحقوق الى أصحابها 100%". ويتابع "الاعتداء وضرب العيش المشترك هو عندما يرفض أحدهم قانون اللّقاء الأرثوذكسي كي يحقّق مكسباً له". فقبل أن يقسّم القانون اللبنانيين، فرزهم النائب عون بناء على معيار من هم مع المشروع ومن هم ضدّه. فمشروع اللقاء الأرثوذكسي يجعل اللبنانيين على ضفتين، واحدة للمسيحيين والأخرى للمسلمين وكلّما "دقّ الكوز بالجرّة" تتدخل الدول الإقليمية والدولية.. هذا فضلاً عن أنه سيصبح للمسيحيين مناطقهم وللمسلمين مناطق أخرى. وهذا يتناقض مع الفقرة "ط" من مقدمة الدستور "أرض لبنان أرض واحدة لكل اللبنانيين (..) فلا فرز ولا تقسيم ولا توطين".

هذا مشهد واحد من مشاهد نهاية "فيلم" مشروع "اللقاء الأرثوذكسي".. فلِمَ يتمسّك به "التيار الوطني الحرّ" إذاً؟ أولاً لأن التيار لم يتقبّل يوماً الدستور اللبناني وما زال رافضاً له مناقضاً كل أحكامه في المشاريع التي يطرحها أو التي يتبنّاها تماماً كما هو مصرّ اليوم على "اللقاء الأرثوذكسي". ويترافق الإصرار على "الأرثوذكسي" مع تأخّر تشكيل الحكومة لأسباب تتحمّل مسؤوليتها قوى 8 آذار حيث بات اللاعبان الأساسيان فيها هما "التيار" و"الحزب"، وحين تتناقض مصالح الطرفين يكون الحسم للأخير كما حصل في قضية المياومين العام الماضي.

لكن في هذه القصة التي تقترب من كتابة نهاية "حزب الله" في سوريا وبالتالي كل حلفائه الثانويين في لبنان، يلعب الجنرال دوراً رئيساً في سعيه الى تعميم الشلل المؤسساتي دونما التفاتة الى الأطراف المعارضة له. وبهذا ستتعطّل الانتخابات النيابية، والتمديد سيجابه بطعن من رئيس الجمهورية، لكن التمديد يصبّ في مصلحة "حزب الله" الذي سيطيل إحكام سلاحه على أعناق اللبنانيين.. وإما سيدخل لبنان في الفراغ وأصلاً الحكومة مستقيلة..

إذاً، إنه السيناريو المطلوب لهذه اللحظات "العصيبة" التي يختبرها "حزب الله" في سوريا ويعيشها عون ربما للمرة الأخيرة في لبنان محاولاً توزير الراسبين في الانتخابات النيابية. إزاء كل هذه التطورات لا بدّ أن عون، الرافض للدستور اللبناني، و"حزب الله"، الذي لم يشارك في مؤتمر الطائف.. سينتفضان على الواقع ويطالبان بلبنان على صورة لم نعهدها من قبل.. طبعاً، إن أتت على شاكلة الحزب المنقلب على الديموقراطية والمشارك في دم الشعب السوري والتيار الذي شارك في مفاعيل الإنقلابات ووضع يده على وزارات يحسب أنها ملك له.. فإن لبنان سيفقد من دون شكّ وجهه العربي ليصبح "لبنان ذو الوجه الفارسي" أو "ذو وجه ولاية الفقيه" مثلاً.

ولم تكن من باب المصادفة دعوة عون الى الاقتداء بـ"المفكّر الكبير ميشال شيحا الّذي ساهم بتأسيس الكيان اللّبناني ووضع الدّستور اللّبناني الأوّل"، مستشهداً بأحد أقواله "كل من يحاول إلغاء طائفة في لبنان، يحاول إلغاء لبنان"، حيث أن هوس رئاسة الجمهورية ما زال يسكن الجنرال آملاً أن يتسلّح بصلاحيات رئيس في دستور الـ1926 غير المعاصر اليوم. لكن ماذا إذا حاول أحدهم بالمفرد أو بالمثنى إلغاء لبنان وتبديل وجهه ونظامه ربّما ومرتكزاته وقواعد عيشه المشترك وعاداته وتقاليده؟ فهلا بحث الضالعون في هذه الإنقلابات عن إجابات عن كل هذه الأسئلة في كتب ومفكرات كل المساهمين في وضع دستور لبنان الأول؟

إنها طريقة جديدة، مكمّلة لأسلوب الإنقلاب في 7 أيار لنعي الحياة السياسية في لبنان.. إنه نعي على الطريقة العونية و"الممانعجيي" للتنسيق والتوفيق في ما بينهم على شلّ المؤسسات.. في الحقيقة لقد سبق للبنانيين أن نعوا تلك الأطراف في لبنان، لأن الأحزاب تذهب أما لبنان فباقٍ والسياسة الديموقراطية باقية فيه لتمنع التقسيم والفرز عملاً بدستور الطائف. ولا عجب في أن يلتقي الجنرال عون و"حزب الله" حول طموح واحد هو "ما بعد بعد الانتخابات"، فلأن الدستور اللبناني، ولعلمه بارتهان بعض الأطراف اللبنانية الى دول خارجية تسلّح الميليشيات كان حازماً في رفض كل هذه الأشكال الدخيلة.. الدستور لفظهم فهل تشرّعهم الانتخابات أم بيان الحكومة؟.. الاحتياط واجب.. والانتباه ضروري.. ومَن يجرّب المجرّب؟!

كارلا خطار

 

استنفار إيراني لرفع معنويات الأسد المنهارة

المستقبل

لم تقتصر نتائج الغارة الإسرائيلية الأخيرة على منطقة تحاذي القصر الرئاسي في دمشق، وتعدّ واحدة من أكثر المناطق العسكرية تحصيناً، على الخسائر المادية والبشرية بل أضعفت بوضوح معنويات الأسد ونظامه، ما استدعى على الفور تحركاً إيرانياً ديبلوماسياً في المنطقة لرفعها عبر الكشف عن استعداد طهران للتورط مباشرة وعلناً في الحرب السورية.

ففي زيارة مفاجئة، وصل وزير الخارجية الإيراني محمد علي صالحي الى عمان، رغم برودة العلاقات بين البلدين وخلافهما على الملف السوري، قبل أن يحط رحاله في دمشق التي أعلن منها أنه "آن الأوان لردع إسرائيل" من دون أي ترجمة عملية لهذا التهديد رغم اتفاقيات الدفاع المشترك التي تربطهما. وسبق لوزير دفاع إيران أحمد وحيدي أن أوحى بالاستعداد لإرسال قوات عبر كشفه عما يحصل فعلياً منذ أشهر ألا وهو تدريب السوريين، كما سبق للأمين العام لـ"حزب الله" التأكيد "أن أصدقاء سوريا سيدافعون عنها". لكن يدا إيران وحليفها اللبناني مقيدة: نظام إيران يواجه معارضة داخلية وإن مقموعة فيما هو على مشارف انتخابات رئاسية الشهر المقبل، و"حزب الله" منغمس عسكرياً في سوريا فكيف له بالتورط في جبهتين؟!.

بالتأكيد خلطت الغارة الإسرائيلية الأوراق خصوصاً لتزامنها مع تكثيف الأسد محاولات استعادة السيطرة على ريف دمشق حفاظاً على العاصمة بين يديه، ولوقوعها عشية محادثات أميركية روسية في موسكو. وقد تجلى أثرها على معنويات الرئيس السوري في تخبط ردود الفعل الرسمية ومراوحتها بين "الرد في الوقت المناسب" والتلويح بتحويل هضبة الجولان الى "فتح لاند" عبر فتحها أمام الراغبين بمقاومة إسرائيل في ما بدا كمهزلة بالنسبة الى جبهة لم يعكر صفو هدوئها أي حادث منذ احتلالها قبل نحو أربعة عقود.

وأتى التخبط رغم مسارعة إسرائيل الى طمأنة النظام عبر تأكيدها أن لا علاقة لتدخلها الجوي بمعاركه مع معارضيه وإنما هدفه التذكير بضرورة عدم تجاوز الخطوط الحمر عبر إيصال أسلحة إيرانية نوعية الى"حزب الله"، وبأن ذلك مرفوض لأنه يندرج في إطار محافظة الدولة العبرية على أمنها القومي بغضّ النظر عما يمكن أن يؤدي اليه من نتائج سواء عبر إشعال جبهة الجولان أو جنوب لبنان أو استهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج. ولذا لم يغيّر مثلاً بنيامين نتنياهو موعد رحلته المقررة الى الصين.

بالمقابل عمدت إيران، كما "حزب الله"، الى حصر هدف الغارة في دعم المعارضة عبر نفي أن تكون الأسلحة المستهدفة إيرانية الصنع أو في طريقها الى لبنان.

ويلفت ديبلوماسي لبناني سابق الى أن إسرائيل كانت مطمئنة الى انعدام الردود على غارتها التي ستجددها كلما استدعت الحاجة. فإيران ورغم تمسّكها القوي بنظام يشكل ركيزة نفوذها الإقليمي منشغلة بأمورها الداخلية وبالعقوبات. ونظام الأسد لم يرد قبل الثورة على غارة استهدفت عام 2007 منشاة ذرية في شمال البلاد فكيف له أن يفعل الآن؟ ونفذت إسرائيل هذا العام ثلاث غارات بما فيها الأخيرة التي استهدفت قبيل فجر الأحد مستودعات صواريخ استراتيجية وقواعد للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري المكلفان خصوصاً حماية العاصمة. وفيما قابلت سوريا غارتي هذا العام السابقتين بصمت مطبق انحصر التطور الوحيد بعقد جلسة طارئة للحكومة أعلن بعدها "أن كل الخيارات مفتوحة".

ويبقى السؤال هل يشكل دخول إسرائيل على خط ما تشهده الأراضي السورية، وهو من مفاعيل المصالحة التركية الإسرائيلية، حافزاً لتوصل الولايات المتحدة وروسيا الى توافق ما لن يكون ثمنه أقل من رأس الأسد خوفاً من انفجار إقليمي تصعب حصر نتائجه. فإثر الغارة أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف التوافق على ضرورة الحل السياسي عبر إيجاد آليات لتطبيق "إعلان جنيف" الذي أقرّ قبل نحو عام من دون أن يتوصل الطرفان الى تفاهم على مصير الأسد فيه. عقب ذلك جدّد "الائتلاف السوري المعارض" تأكيده أن "أي حل سلمي مقبول للمعارضة يقتضي جلاء بشار الأسد والقيادات الأمنية عن البلاد، وأن أي مقترح آخر يشركهم في سوريا المستقبل مرفوض".

ويتوقع سياسي لبناني متابع أن يستمر التصعيد حتى موعد القمة الروسية - الأميركية المرتقبة الشهر المقبل متسائلاً عما إذا كان الوقت قد حان لأميركا لتفاوض فعليّاً روسيا على ما تريده، سعياً الى التوصل الى نظام جديد يتشاركان رعايته بدل مواصلتها التلكؤ في دعم المعارضة لأنها تستنزف في هذا الوقت النظام السوري كما حليفه الإيراني.

وثمة تساؤل مشروع عما إذا كانت الغارة الإسرائيلية تشكل استطلاعاً مسبقاً لردود الفعل على احتمال تدخل خارجي ما لفرض حظر جوي على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. فيما تشدد تعليقات المحللين الإسرائيليين على أن بلادهم لا تقوم بعمل الحلف الأطلسي ولا تأتي رداً على التفاهمات الدولية بشأن عدم التدخل العسكري، رغم أنها تخدم بوضوح مصالح الغرب من دون حاجة الى تدخله المباشر.

ربى كبّارة

 

السنيورة أطلق كتاب "الإفتراء في كتاب الإبراء" وفنّد سلسلة الفضائح العونية

اغتيال المشروع النهضوي لرفيق الحريري أخطر من الاغتيال الجسدي

المستقبل       

أعلن رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أنّ "لبنان يمرّ في ظروف خطيرة واستثنائيّة، وليس واضحاً أين ستوصل اللبنانيين". ورأى أن "ما يحصل في سوريا يقلقنا خصوصاً بعد انخراط "حزب الله" فيه من خلال حماية النظام الغاشم في مواجهة شعبه"، مشدداً على أنّ "مشاركة الحزب في القتال هو السبب الأساسي الذي يشكل الخطر على لبنان وشعبه". وأكد أنّ "المطلوب قبل أي شيء آخر هو أن يبادر "حزب الله" الى سحب مسلحيه من سوريا ووقف مشاركته بالقتال"، لافتاً إلى أنّ "الشعب اللبناني لا يريد أنّ يُقتل أبناؤه دفاعاً عن النظام السوري لأنّه شر لا يغتفر في حين أنّ القتال بوجه اسرائيل شرف لنا.

ودعا السنيورة "القيادات الروحيّة والسياسيّة والرؤساء الجمهورية ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي والمكلف تشكيل الحكومة تمام سلام وكل القيادات المسؤولة، الى التنبه لهذه المخاطر التي تعصف بوطننا وكسر حاجزَي الخوف والصمت والمطالبة بسحب مقاتلي "حزب الله من سوريا". وإذ وصف ما يحصل بأنّه "خطير"، ناشد "كل أم وأب وكل عائلة بأن ترفع الصوت ضد المشاركة بالقتال في سوريا". وقال: "إزاء هذه المحنة الدائرة هناك نعمل على إيواء النازحين لكن لا نريد ان نرسل أبناءنا للقتال في سوريا".

وعن الحكومة، أشار إلى أنّ "لبنان، في ظل التطورات في سوريا، في أشد الحاجة لحكومة تكون مهمتها اجراء الانتخابات النيابية وصون المؤسسات الدستورية، ووجوب تأمين الدعم اللازم لسلام ليتعاون مع سليمان وينجز هذه المهمة الأساسيّة" بتشكيل الحكومة، وعدم وضع العراقيل والشروط بوجه تشكيل الحكومة من غير الحزبيين وغير المرشحين"، معتبراً أن "حكومة من غير المرشحين هي المطلب الواقعي لتجنيب لبنان من تداعيات ما يجري في سوريا ولتفادي الألغام للخروج من هذه الأزمة، كما أنّ المطلوب تطبيق سياسة "النأي بالنفس" والالتزام بـ"إعلان بعبدا" وتجنيب لبنان سياسة المحاور".

ووصف الرئيس السنيورة كتاب "الإفتراء في كتاب الإبراء" الذي أطلقه بأنّه "بليغ في المضمون"، لافتاً إلى أنّ "عدداً من النواب في "المستقبل" قاموا بتحضيره للرد على الحملة التي يقوم بها الآخرون ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وضد فريقنا السياسي في المناصب التي تولوها". وأضاف: "كنت أقول لرفيق الحريري إنّه يجب أن نعمل على تعزيز قيم لبنان واقتصاده كما كنا في أغلب الأحيان نترفّع عن الاتهامات مدركين أن النتائج ستظهر الحقيقة، أما اليوم فبتنا كمن يحمل لوحاً من زجاج وهناك من يرمينا بالحجار لكسر زجاج الثقة، واستمرت الافتراءات خصوصاً ما روّج من مقولة "الحجر قبل البشر" التي أرادوا لها الانتشار للنيل من مشروع الحريري"، مشيراً إلى أنّ "الأخطر من الاغتيال الجسدي للحريري كان التمادي بالاغتيال المعنوي واغتيال مشروعه النهضوي ولقد فاتهم أنّ حضوره يزداد في غيابه". ورأى أنّ "المفارقة أنّ من دمّر لبنان وشرّد ناسه جاء اليوم ليحاضر الناس بالعفة فيما الروائح تسكن الأنوف نتيجة ممارساته"، وقال: "أتينا اليوم للإعلان عن هذا الكتاب للرد على الكتاب العوني الذي أصدره لأهداف انتخابيّة وجمع فيه الأكاذيب ولأنّ التجارب علمتنا ألا نسكت بوجه الباطل". لافتاً الى أنّ "الكتاب أصبح في المكتبات ويوضح التشويه بعدما تعمد صياغته بأسلوب واضح وعميق، ومن يحاول رمينا بالحجارة فليعلم أنّ بيته من زجاج، ففي هذه المرحلة تولى فيها وزراء التيار الوزارات وخرجت سلسلة من الفضائح تعطيكم نموذجاً عمّا يجري بالبلاد من باخرة "فاطمة غول"، وفضيحة انشاء هيئات في الطاقة بعد استقالة الحكومة، وفضيحة تبديل الوقائع في الاتصالات، والكبتاغون والأدوية المزوّرة، كما حجز الأموال عن وزارة الاتصالات وغيرها".

عقد الرئيس فؤاد السنيورة، مؤتمرا صحافيا في بيت الوسط، أعلن خلاله إصدار كتاب "الإفتراء في كتاب الإبراء" وتحدث عن التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة، بحضور نواب كتلة المستقبل وعدد من الشخصيات وحشد من الصحافيين ووسائل الإعلام. وقال في مستهل مؤتمره: "يمر بلدنا وتمر منطقتنا هذه الايام في ظروف خطيرة واستثنائية وفي الوقت عينه ليس من الواضح اين يمكن ان تنتهي الأمور باللبنانيين ما لم تتضافر قواهم وهممهم ونواياهم لإنقاذ لبنان من المخاطر التي تحدق به، دعوتي ولقائي معكم اليوم كانت مخصصة لمسألة هامة واساسية، لكنها مع اهميتها قد تبدو صغيرة امام الاسئلة التي تطرح على اللبنانيين وتدق أبوابهم بعنف متزايد على اكثر من مستوى ان لناحية المتغيرات التي تشهدها منطقتنا العربية أو لناحية التطورات العنفية الخطيرة التي تشهدها سوريا، والتي لها انعكاسات شديدة وبعيدة التأثير علينا، وأيضاً لناحية الحكومة الجديدة التي هي في مرحلة التشكيل او في خصوص مشروع قانون الانتخاب واقتراب موعد انعقاد الجلسة التشريعية المزمع عقدها".

التطورات العسكرية

أضاف: "أيها الأخوة، لقائي معكم اليوم كان مخصصاً للإعلان عن صدور كتاب صغير في الحجم كبير في المعنى، بليغ في المضمون وهو هذا الكتاب (الافتراء في كتاب الابراء)، الذي اعده عدد من الزملاء في كتلة المستقبل النيابية للرد على حملة سابقة ومستمرة حافلة بالافتراء والتشويه على الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل الإنجازات التي تحققت خلال وجوده في رئاسة مجلس الوزراء او من خلال وجود فريقنا السياسي في مواقع المسؤولية. لكن قبل ان اعرض للكتاب، اود ان اشدد على النقاط التالية:

[ أولاً: ان التطورات العسكرية والامنية الجارية في سوريا تشكل بالنسبة لنا وللشعب اللبناني مصدر القلق الاساسي وخاصة بسبب الانخراط الكبير والعلني لحزب الله في القتال الدائر في سوريا حماية للنظام الغاشم في مواجهة شعبه . واسمحوا لي ان اوضح ان مسألة مشاركة حزب الله الواسعة في هذا القتال هي المسألة الاساس التي تشكل مصدر الخطر الكبير على لبنان وعلى الشعب اللبناني في هذه المرحلة. من هنا فإن المطلوب الان وقبل اي شيء اخر ومن أجل حماية لبنان وسلمه الأهلي ووحدته الداخلية هو ان يبادر حزب الله إلى سحب مسلحيه من سوريا ووقف المشاركة في ذلك القتال. لننعم النظر وبصدق فيما يجري. اللبنانيون، الشعب اللبناني، العائلات اللبنانية، امهات لبنان، أطفال لبنان، لا يريدون ان يقتل اولادهم وشبابهم وآباؤهم دفاعا عن النظام السوري. القتال في مواجهة اسرائيل، اي العدو المحتل للأرض تحت لواء وأمرة الدولة اللبنانية شرف نفتخر به، لكن القتال حماية للنظام السوري ضد شعبه عار ما بعده عار، وجريمة لا تغتفر. من يريد تجنيب لبنان انعكاسات ما يجري في سوريا ويتجنب توريط بلده وأبناء بلده في حرب ليست له لا يرسل شبابه للقتال الى جانب ذلك النظام الظالم.

من هنا، من هذا المنبر، فإني اطالب القيادات الروحية، والقيادات السياسية، اطالب رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب ورئيسي الحكومة المستقيل والمكلف، وكل القيادات والمسؤولين والنواب جميعاً، التنبه إلى هذه المخاطر التي تعصف ببلدنا وبالتالي المبادرة إلى كسر حاجز الصمت والخوف والتحرك فوراً للمطالبة بسحب المقاتلين والمسلحين الذين يرسلهم حزب الله الى سوريا والذين يعترف ويتباهى بوجودهم وبدورهم في ذلك القتال. ان ما يجري الآن خطير، وخطير جدا ان تنخرط قوى حزبية لبنانية وتحت نظر وسمع الدولة اللبنانية ومؤسساتها الامنية والسياسية في القتال في مواجهة الشعب السوري ولا يعترض احد او يتحرك رفضاً لهذا التورط أمر جلل. اني من هنا اناشد كل أم وكل أب، كل عائلة، بان ترفع الصوت عالياً وتصرخ لا للمشاركة في القتال في سوريا، لا نريد لأولادنا ان يموتوا في المعارك الدائرة في سوريا بين ذلك النظام والشعب السوري. من جهة أخرى، وإزاء هذه المحنة الدائرة هناك، نحن مع العمل لإغاثة النازحين السوريين ومساعدتهم لكن لسنا مع قتل شبابنا في سوريا في معركة نكون فيها على خصومة مع قناعاتنا، ومع قوميتنا، ومع قيمنا السامية، وديننا الحنيف. انا ادعو هيئات المجتمع المدني والاهلي في لبنان، الامهات والاباء، للتحرك وكسر حاجزي الصمت والخوف ضد التورط في سوريا وضد التورط في نصرة نظام قتل ويقتل شعبه ويدمر بلده.

حكومة انتخابات

[ ثانياً: أنه وبسبب خطورة التطورات في المنطقة وفي سوريا تحديدا فنحن أشدّ ما نكون بحاجة اليوم قبل الغد لحكومة تكون مهمتها الأساسية اجراء الانتخابات النيابية وذلك لحماية لبنان وصون مؤسساته الدستورية. ولذلك فإننا نرى وجوب توفير الدعم اللازم للرئيس المكلف تمام سلام ليتولى وبالتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إنجاز هذه المهمة الدقيقة والأساسية. أقول تقديم الدعم والتعاون وليس وضع العراقيل والشروط في وجه قيام مثل هذه الحكومة التي يجب ان تشكل بنظرنا من غير الحزبيين او المرشحين للانتخابات النيابية. ان هذه المقاربة الهادئة والعقلانية للحكومة العتيدة تسهل عملية تأليفها، والتي تسهم عند تأليفها في تحقيق خفض في مستويات التوتر والتشنج في البلاد وتمهد الطريق لمرحلة جديدة قادمة يصار فيها إلى معالجة الكم الكبير من المسائل والقضايا المطروحة الشائكة بالحوار من جهة أولى وبالحكم الرشيد من جهة ثانية. لقد بات من الضروري دعم مهمة الرئيس المكلف بحكومة لإجراء الانتخابات، لان حكومة بممثلين حزبيين منهم من يقاتل في سوريا ستزيد من صعوبات وتعقيدات تأليف الحكومة ناهيك عن كونها تضع عناصر انفجارها وسقوطها في مكونات تأليفها مما يزيد المشاكل تعقيداً والأزمة توتراً. لنكن واقعيين، انه قد يكون من المتعذر تأمين التغطية السياسية لمن يقاتل في سوريا الى جانب النظام السوري. ولهذه الاسباب فان حكومة تعمل لإجراء الانتخابات من غير المرشحين هي الممكنة وهي المطلوبة اكثر من اي يوم مضى وهي المطلب الواقعي لتجنيب لبنان انعكاسات ما يجري من حولنا ويخلق الأجواء الملائمة لتفادي الالغام المتكاثرة على طريق خروجنا من هذه الأزمة. المطلوب اليوم تطبيق فعلي وغير انتقائي أو مجتزأ لسياسة النأي بالنفس في لبنان عبر الالتزام بإعلان بعبدا "وتحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية".

[ ثالثاً: في ما خص قانون الانتخاب فإني اعلن من هنا، من امامكم تأكيدنا تمسك تيار المستقبل بالعيش المشترك الواحد وبالتالي بقانون توافقي للانتخابات النيابية يؤمن مصالح الجميع وصحة وعدالة التمثيل وحرية الاختيار ونحن متجاوبون مع اي طرح مختلط يؤمن هذه الاهداف ويحافظ على عيشنا المشترك الذي هو القاسم المشترك الأساسي في اجتماع اللبنانيين. كما اني أؤكد لكم بأننا حريصون على أن تجري هذه الانتخابات في أقرب موعد ممكن بعد أن أصبح متعذراً على ما يبدو إجراؤها في موعدها الدستوري بسبب الطروحات والمشاريع الواهية التي كانت تطرح من هنا وهناك لإرباك اللبنانيين وحرفهم عن قضيتهم الأساس في التمسك بمؤسساتهم الدستورية وبنظامهم الديمقراطي وفي الدفاع عن وحدة لبنان وسيادته وحريته واستقلاله والعيش المشترك بين اللبنانيين. لذلك ليكن معلوماً، وقد قلنا ذلك من اليوم الاول اننا لن نقبل بما سمي مشروع اللقاء الارثوذكسي لانه يغير من طبيعة لبنان، الذي يقوم على العيش الواحد المعبَّر عنه في مقدمة الدستور، ولأنه يضرب ميثاق العيش المشترك الذي يقوم عليه وطننا والذي ارتضيناه بعد سنوات طويلة ومضنية من العذاب والمعاناة والتضحيات".

مرارة الافتراءات

وتابع السنيورة: أيها الاخوة والاخوات، هنا سأعود الى موضوعنا الثاني، اي موضوع "الافتراء في كتاب الابراء". في النقاشات التي كانت تجري مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد كل حملة تهجمات وافتراءات كانت تقابلنا في تلك الفترة، كان رحمه الله يشعر بالمرارة والالم نتيجة حملات الافتراء والتجريح الشخصي التي كانت تشن علينا صبح مساء. واذكر اني كنت اقول له وفي أكثر من مناسبة اننا بكوننا نحمل لواء الدفاع عن مصالح لبنان واللبنانيين والعمل على اعداد لبنان المستقبل وتعزيز الثقة به وبقيمه وباقتصاده، فقد بتنا كمن يحمل لوحاً من الزجاج، فيما يتجمع من حوله من يحاولون رمي ذلك اللوح وكسر تلك الثقة بحجارة العرقلة والمصالح الضيقة. ونحن بالمقابل كنا نلجأ الى اتخاذ وضعية الاحتماء يمينا ويسارا، أملاً بضمان استمرار سلامة الاستقرار في البلاد والمضي بالمشروع التنموي الذي أطلقناه من أجل إقدار وطننا ومواطنينا على سلوك الدرب الذي يأخذهم نحو المستقبل والتلاؤم المستمر مع متطلباته وتحدياته. صحيح أننا كنا في اغلب الاحيان نترفع عن الاجوبة والسجالات ونسعى للتركيز على العمل والانجاز معللين النفس بأن النتائج المحققة هي الكفيلة بإقناع الجميع في محصلة الأمر بصوابية ما نعمل من أجله.

مع مرور الايام استمرت الحملات والافتراءات ومنها وكما تذكرون ما درج يومها على ترداد مقولة: "الحجر قبل البشر"، التي أرادوا لها الانتشار للنيل من مشروع الرئيس الحريري العمراني... لمن كانوا يوجهون هذا الاتهام؟ أللرئيس الشهيد الذي اطلق عملاً غير مسبوق في التاريخ العربي المعاصر والذي كان قد ساهم في تعليم 30 الف طالب لبناني في الجامعات اللبنانية والأجنبية والذي انشأ العديد من المدارس! إلى الرجل الذي أطلق في الدولة اللبنانية وفي المجتمع اللبناني جهداً غير مسبوق من أجل بناء المستشفيات الحكومية والجامعة اللبنانية ومطار بيروت الدولي وتوسيع مرفأي بيروت وطرابلس وإعادة بناء وسط مدينة بيروت المدمرة وبناء الاوتوسترادات والمدارس وإعادة بناء البنى التحتية في البلاد وتوسيعها واعادة الحياة والنمو للاقتصاد اللبناني المدمر والمنهك بالتضخم، ورغم ذلك كان يقال له "الحجر قبل البشر". الحقيقة لم يكن الحجر الذي بناه الرئيس الحريري من أجل الحجر بل كان من أجل البشر".

الاغتيال المعنوي

وأشار الى أن "حملة التهجم والتجريح بالرئيس الشهيد ومشروعه إستمرت الى ان اقدمت يد الاجرام على اغتياله لشطبه وشطب مشروعه. لكن الاخطر من الاغتيال الجسدي كان وما يزال محاولة التمادي في الاغتيال المعنوي للرئيس الشهيد واغتيال مشروعه النهضوي ومآثره وانجازاته. ولكن فاتهم ان حضوره يزداد في غيابه ومآثره تكبر بينما اخطاء وخطايا غيره تكبر وتتضح اكثر فأكثر من امام اللبنانيين يوماً بعد يوم. المفارقة الرهيبة هي أن من ارتكب وتورط في تدمير لبنان وتدمير مؤسساته وتشريد ناسه، جاء اليوم ليحاضر في الناس بالعفة ومشاريع التطوير والتغيير والإصلاح فيما الفشل والازمات والفضائح والروائح تزكم الانوف بنتيجة ممارساته وممارسات وزرائه، لقد اتينا اليوم للإعلان عن اصدار هذا الكتاب للرد بشكل اولي على حملة التشويه التي سبق ان شنها التيار العوني، حيث قام بإصدار كتاب بهدف تنشيط حملته الانتخابية وجمع مناصريه، فأقدم على تجميع كل الشائعات والاقاويل والاتهامات الباطلة التي كانت أُطلقت سابقا وزاد عليها بعضاً من الاختلاقات والأقاويل والاتهامات الملفقة واصدرها في كتاب، لقد علمتنا التجارب، ان السكوت لا ينفع في اغلب الاحيان، وليس من الجائز ترك الباطل يسرح ويمرح دون الوقوف في وجهه بحيث يتمكن من التلاعب بعقول الناس وتكوين انطباعاتهم من دون مواجهة او توضيح او رد.

هذا الكتاب (الافتراء في كتاب الابراء)، الذي اصبح اليوم في المكتبات وفي متناول جميع القراء والراغبين في الاطلاع على الحقيقة يوضح حقيقة التلفيق والافتراء والتشويه. وحتى نوفر على المواطن عناء الاطالة، فقد تعمدنا زملائي وانا، صياغته بأسلوب مبسط مختصر ولكن بشكل واضح وعميق. ولقد لخصنا القضايا المثارة في ذلك الكتاب بـ16 خبرية منها ما يتعلق بحسابات الدولة اللبنانية وسلفات الخزينة والدين العام والهبات والتجاوز في الانفاق العام والحوالات والشيكات المفقودة والهيئة العليا للإغاثة وعدد آخر غيرها. وتقدمنا بردنا عليها عبر معلومات واضحة مكثفة، لن اعرض كل ما جاء في الكتاب، لكن سأتناول قضية واحدة من النقاط التي يتطرق اليها الكتاب، للدلالة على حجم الافتراء والتشويه الذي اثير في وجهنا من غير حق بل من اجل طمس حقائق دامغة ومحاولة اختلاق حقائق مصطنعة".

تصفير الحسابات

وأوضح أنه "خلال الفترة الماضية سمعنا ضجيجاً كبيراً بشأن مقولة حاول البعض تردادها لتصبح ثابتة في عقول اللبنانيين والتي تقول ان حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري قامت بتصفير الحسابات في الدولة اللبنانية وذلك بهدف الايحاء ان الحسابات باتت صفراً، اي بعبارة أخرى ان الاموال العامة تم الاستيلاء عليها آنذاك، وان ديوان المحاسبة كان يعترض على هذه الحسابات مرة بعد أخرى في عملية مراقبة قطع الحساب وحساب المهمة أو الخزينة... الخ من أقاويل... لكن ما هي القصة الحقيقية للأمر؟ ، القصة الحقيقية تكمن في انه وبعد سنوات طويلة امتدت من العام 1979 وحتى العام 1992 توقف فيها إعداد قطع حساب الموازنة العامة وحسابات الخزينة العامة في الدولة اللبنانية وتوقف في بعض منها اعداد واقرار الموازنات العامة ولم يجر على الاطلاق إعداد تلك قطوعات الحسابات وحسابات المهمة على مدى 13 سنة متوالية وخاصة بعد الدمار والحريق الذي تعرضت له مكاتب وزارة المالية ولاسيما تلك التي احرقت خلال تولي العماد ميشال عون السلطة، ولاسيما مباني الواردات ومبنى كورنيش النهر وذلك بسبب خوض الجنرال عون لما يسمى بحرب الالغاء آنذاك. لقد احرقت آنذاك الكثير من سجلات الدولة المالية وحيث وكما يذكر اللبنانيون كان يجري نقل الأموال النقدية التي يتم جبايتها من مبنى المالية في منطقة النهر الى العماد عون وبالتالي إلى حساباته الشخصية في باريس والشيكات المصروفة والتي نشرت في أكثر من مناسبة شاهدة على ذلك.

بعد ذلك كله، ولما اتت حكومات الاعمار مع الرئيس رفيق الحريري في مطلع العام 1993 اكتشفنا التدمير الذي تعرضت له حسابات ومستندات الدولة المالية خلال السنوات السابقة للعام 1993، ولذلك كان علينا معالجة هذه المشكلة المستعصية حيث تم ابتكار مفهوم الانطلاق مما كان متوفراً من معلومات ومن الصفر في حالات محددة لكي تتمكن الدوائر المالية من العودة إلى اعداد الموازنات العامة والعودة إلى الانتظام في اعدادها ضمن المهل الدستورية وكذلك إلى إعادة بناء حسابات المالية العامة، وذلك بعد أن جرى تحويل جميع أرصدة الصناديق المالية أي الأموال النقدية الموجودة آنذاك في صناديق وزارة المالية في نهاية العام 1992 إلى حساب الخزينة العامة في البنك المركزي. وجرى بناء لذلك البدء في تسجيل الحسابات الكاملة للمالية العامة ابتداء من مطلع العام 1993. ولقد كان ذلك هو الأسلوب العملي الوحيد للبدء في إعادة بناء المالية العامة وذلك ابتداء من تاريخ تسلمنا المسؤولية في الحكومة اللبنانية آنذاك.. تخيلوا المفارقة، سجلات وزارة المالية يتم احراقها خلال فترة مسؤولية العماد عون، ايام الحكومة العسكرية، والحروب العبثية التي اعلنها وخاضها الجنرال عون، وتيار العماد عون نفسه مع كل ارتكاباته يتهم حكومات الرئيس الحريري بإخفاء الحسابات. عن أي فترة، أيها السادة يتحدثون عن الفترة التي سبقت تسلم الرئيس الحريري المسؤولية في الحكومة اللبنانية مرة ثانية ويا للعجب".

الفضائح العونية

وأردف السنيورة: "الحقيقة ان الوقت القليل الذي انقضى بعد الانتهاء من اعداد هذا الكتاب وارساله الى الطبع، هذه المرحلة قد حفلت كما سبقها من سنوات تولي فيها وزراء التيار الوطني الحر المسؤولية الحكومية بسلسلة من الفضائح المتعلقة بهذا الفريق تعطيكم نموذجا عن حقيقة الذي يجري في البلاد، ففي غضون ايام قليلة سمعنا عدة فضائح وهي غيض من فيض، سمعنا عن فضيحة توقف الباخرة فاطمة غول سلطان. سمعنا عن فضيحة انشاء هيئات في وزارة الطاقة بعد استقالة حكومة حزب الله بشكل مخالف للقوانين وللدستور وللصلاحية المحدودة المعطاة لحكومات تصريف الأعمال. وسمعنا عن فضيحة وضع اليد على السجلات وتبديل وتغيير الوقائع في وزارة الاتصالات بعد استقالة الحكومة. هذا من دون ان ننسى الحديث عن فضائح الكابتاغون والمازوت الاحمر والادوية المزورة والصيدليات المخالفة وغيرها من فضائح الفساد وقضاياه واستمرار حجز الأموال عن المالية العامة في وزارة الاتصالات بما يكلف المكلف اللبناني هدراً وخسارة تعادل مئات الملايين من الدولارات سنوياً وغيرها وغيرها كثير.. لقد باتت كمية الفساد كافية لإصدار كتاب كل بضعة اسابيع. في كل الاحوال ما اردت قوله اننا لن نستمر بالسكوت وعدم الرد بل اننا سنتكلم وسنكتب وسنقول ان كتاب اليوم ستتبعه كتب اخرى تتناول كل القطاعات بشكل شامل ومفصل لكي نشرح للناس حقيقة ما جرى ويجري وكيف ان بوق الدعاية مسألة مختلفة عما هو على ارض الواقع. وكيف ان حكومة حزب الله وحليفه، تكتل الافساد والتخريب، قدمت أسوأ ممارسة يمكن ان تصدر عن اية حكومة لبنانية منذ الاستقلال.

أيها الاخوة، أشكركم على حسن استماعكم. والان أرحب بالأسئلة التي تودون طرحها.

حوار

سئل: في حين تتحدثون عن مشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا، هناك كلام عن فقدان مجموعة من اللبنانيين من طرابلس أيضا في سوريا، هذا يعني أن هناك مجموعات قريبة منكم أيضا تذهب للقتال في سوريا، فما ردكم؟. فأجاب: نحن في لبنان نعيش في بلد ديمقراطي ونقدس الحريات المتاحة لكل إنسان لكي يعبر عن رأيه، ولكننا ضد أي سلاح أو مسلحين من أي مصدر كان يدخل إلى سوريا عبر لبنان أو يأتي إلى لبنان عبر سوريا. ليكن هذا الأمر واضحا، كائنا من يكون، نحن ضد أي تدخل في الشأن السوري، وأهل سوريا أدرى بشعابها.

سئل: قبيل كل استحقاق يلجأ التيار الوطني الحر إلى السيمفونية نفسها في موضوع الفساد وما إلى هنالك من اتهامات، فهل ستلجأون إلى القضاء لوضع حد نهائي لهذه الافتراءات؟ أجاب: في الحقيقة لجأنا إلى القضاء في أكثر من قضية كانت تثار في الإعلام، وفي هذا الكتاب قلنا في نهايته إن "السؤال الذي يطرحه كل مواطن لبناني على نفسه، لو أن ما يدعيه فريق الإصلاح والتغيير يستند إلى الحد الأدنى من الجدية، أما كان من الأجدى به الذهاب إلى القضاء الذي هو الفيصل في دحض الادعاءات". نحن نؤمن بهذا النظام الديمقراطي وبالقضاء، وبالتالي إذا كانت لهم من قضية فليذهبوا إلى القضاء، نحن بالنسبة لنا سنذهب إلى القضاء في أي مسألة ستواجهنا.

سئل: قلتم إن العماد عون حوّل حسابات المالية العامة إلى حسابات خاصة، ألم تفعلوا أنتم الأمر نفسه في تحويل القروض والهبات إلى حسابات خاصة خلال فترة حكمكم؟ أجاب: أنا لم أتهم بل استشهدت بما رآه اللبنانيون من شيكات صادرة وموجهة إلى حسابات العماد عون في باريس في تلك السنوات. كما أننا قلنا في أكثر من مناسبة إن سبق أن طالبنا في العام 2006 بأن يصار إلى التعامل، كما هو الحال في الغالبية الساحقة من دول العالم، باللجوء إلى مؤسسات التدقيق الدولية، بالإضافة إلى دور التفتيش المركزي وديوان المحاسبة، وذلك من أجل التدقيق في حسابات المالية العامة وكل المؤسسات العامة، وفي العام 2006، حين لم يكن رئيس مجلس النواب نبيه بري يقول عن الحكومة بأنها بتراء، فيما كانت حكومة بكل معنى الكلمة، قلنا حين كان كل أعضاء الحكومة موجودين، في أيار من العام 2006، قررنا أن نرسل مشروع قانون إلى مجلس النواب للتدقيق في حسابات الدولة اللبنانية ومؤسساتها منذ اتفاق الطائف في العام 1989 وحتى يومنا الحالي وايضا في المستقبل. أما بالنسبة إلى القروض الدولية، فإنني أقول إنه لا يوجد أحد يقدم قروضا لتنفيذ مشاريع إلا ويشترط أن يكون مشرفا على عملية التلزيم، ويحوّل الأموال مباشرة إلى من ينفذ الأعمال، أي أن الأموال لا تدخل في حسابات الدولة اللبنانية بل تذهب مباشرة من المقرض إلى المتعهد بناء على كل الكشوفات اللازمة من أن هذا المتعهد نفذ كل العمل المطلوب، وبالتالي ليست هناك حسابات خاصة فيما يخص القروض.

أما بالنسبة إلى الهبات فإن كل هبة قُدمت إلى لبنان صرفت بحسب مشيئة الواهب. الهبة تصرف على هذا الأساس وهذه قاعدة دولية، وبالتالي فإن جميع الهبات التي وصلت إلى لبنان إما أنها أودعت في حساب الدولة اللبنانية في البنك المركزي وجرى الانفاق منها حسب مشيئة الواهب وبعلمه وبتوقيعه أيضا، وإما أنه قدم الهبة واشترط أن يتولى إنفاقها هو بمعرفة الدولة اللبنانية. وبالتالي إنها أكذوبة حاولوا ترويجها عن موضوع الهبات. وعليه فإن الهبات لا تدخل حسابات خزينة الدولة لأنها حينها تصبح خاضعة لشروط الإنفاق المطلوبة من الدولة وهذا ما يرفضه الواهب والذي يشترط أن يوقع هو على عملية الإنفاق. وضمن هذا الإطار أتت هبات حرب تموز، وقد نُشرت كتب ومجلدات وعلى المواقع الإلكترونية حول كيفية إنفاق كل قرش من الأموال التي حصل عليها لبنان كهبات، وهي فعليا استعملت من أجل إعادة بناء ما دمرته إسرائيل على مدى تلك الفترة وبلغت أكثر من 130 ألف وحدة سكنية. ونحن نشكر كل من قدم هبة لخروج لبنان من المأزق الذي أدخلته فيه إسرائيل، ونشكر كل هبة قدمت لإغاثة الشعب اللبناني.

سئل: فكرة الإبراء المستحيل أنه ليست هناك حسابات مالية مدققة قبل العام 1975، فهل تنفون هذا الأمر في هذا الكتاب بشكل واضح وبالوثائق؟

أجاب: في هذا الكتاب عدة جداول أحدها حول موضوع إعداد الموازنات والآخر حول قطع الحساب، بعد 13 سنة من الانقطاع أعادت الدولة اللبنانية الانتظام أولاً لإعداد الموازنات. لأول مرة شهدنا في إعداد الموازنات اللبنانية أنها عادت توضع ضمن المهل الدستورية وتقر ضمن هذه المهل، لثماني سنوات منذ العام 1994، تقر في وزارة المالية وترسل إلى مجلس النواب وتقر ضمن المهلة الدستورية، حتى العام 2005. ولأول مرة بعد انقطاع 13 سنة يتم تحضير قطع الحساب ابتداء من العام 1993، أما في موضوع ما يسمى بحساب المهمة، فإن الحسابات تبدأ من آخر حساب تم وضعه، أما نحن فبدأنا من لا شيء، بدأنا نجمع كل ما لدينا من أوراق لكي نجمع كل الأموال الموجودة في صناديق وزارة المالية وجرى إيداعها في حساب الخزينة في مصرف لبنان، ثم جرى وضع قطع الحساب، وكنا نضع في قطع الحساب ما كان يقره مجلس النواب، وكل هذه الحسابات أقرها المجلس مع تحفظ أننا أعطينا مجلس النواب صلاحية أي تعليق أو انتقاد أو ملاحظة، وحين بدأ ديوان المحاسبة عمله بعد طول انتظار، قال إنه ليست لديه حسابات افتتاحية، فيما الدستور والقانون يقول بوجوب وجود هذه الحسابات، وهذا صحيح، لكن الحسابات الافتتاحية لم تكن موجودة على مدى 13 عاما، لذلك اضطررنا للقول إننا بدأنا من البداية لأن كل هذه الحسابات كانت مدمرة ومحروقة من قبل من يدعون الآن العفة. لذلك قلنا إن هناك طريقة لمعالجة الأمر، بعد سنوات طويلة من سكوت ديوان المحاسبة عن هذا الأمر، حين جاء في العام 2005 ليقول إن هناك مشكلة في الحسابات الافتتاحية. وحين يقال في كتاب الإبراء المستحيل إن ديوان المحاسبة قال 16 مرة إن هناك مشكلة الحسابات الافتتاحية فإن هذا صحيح، ولكن حل هذه الإشكالية لا يمكن إلا من خلال هذه الآلية التي وضعناها في موازنة العام 2005.

الاتعاظ من الماضي

سئل: هل "تيار المستقبل" مستعد للقبول بحكومة وحدة وطنية؟ وهل التقارب الحاصل بين القوات اللبنانية وفريق العماد عون يؤثر عليكم بشكل سلبي؟ أجاب: ما يهمنا الآن هو أن تتألف حكومة وأن نتعظ من التجارب التي مررنا بها ولا سيما في حكومتي الثانية وحكومة الرئيس سعد الحريري وحتى في حكومة اللون الواحد التي ألفها الرئيس نجيب ميقاتي. نحن نعيش في ظرف شديد الصعوبة ويتطلب أن نعمل جميعا على تخفيض مستوى التوتر في البلد وان يتحقق أمر اساسي وهو إجراء الانتخابات، لأن لذلك تداعيات على نظامنا الديمقراطي وعلى استمرار مؤسساتنا الدستورية وتجديدها عن طريق الانتخابات. من هنا اقتراحنا أن الوسيلة الفضلى أن يصار إلى تأليف حكومة من غير الحزبيين والمرشحين وان يصار إلى الالتزام بتحقيق المداورة في الحقائب من أجل ما يسمى المحاسبة الحقيقية وتمكين الجميع من أن يكون لهم الحق من تسلم أي مسؤولية في الدولة اللبنانية. وعليه، لا نرى أن حكومة وحدة وطنية مؤاتية لا في الظرف ولا في الأوضاع الإقليمية ولا هذا يؤدي إلى تخفيض مستوى التوتر، وبالتالي نعتقد أن الوسيلة الفضلى لهذه المواجهة هي تحقيق الأهداف وإجراء انتخابات وتخفيض التوتر والإعداد للمرحلة الجديدة واستعادة اللبنانيين لرباطة جأشهم بما يؤدي إلى سحب المسلحين الذين يرسلهم "حزب الله" أو أي فريق آخر "فاتح على حسابه" أياً يكن. نحن مع أن تقوم الدولة بوضع منع حقيقي كامل على كل من يحمل السلاح أو يحاول تهريب السلاح من وإلى سوريا. نحن نعتقد أن هذا هو الأسلوب الصحيح الذي يحقق الهدف ويعيد إلى اللبنانيين القدرة على التفكير بهذا الكم الكبير من المشاكل المتراكم عليهم، وهم فعلياً مغيّبون عنه. على صعيد آخر، لكل فريق من اللبنانيين أن يقوم بما يراه مناسباً، نحن بالنسبة لنا نمد يدنا ونفتح قلبنا وعقلنا على التعاون مع كل اللبنانيين على القواعد الوطنية الكبرى وعلى الاحترام الكامل لفكرة العيش المشترك بين اللبنانيين. ونحن على تواصل مستمر مع حلفائنا في الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية والتواصل مستمر مع النائب وليد جنبلاط والرئيس بري.

 

"الارثوذكسـي" الى المقصلة التشريعية في 15 ايـار

بري مسـتاء من التجاوب اللفظي والعرقلة العمليـة

المصيطبة تستبشر خيراً بتشكيل وشيك رغم الشروط

المركزية- ببضع كلمات وبيان مقتضب، احال رئيس المجلس النيابي نبيه بري مشروع اللقاء الارثوذكسي الى المقصلة النيابية لوضعه امام واحد من خيارين في جلسة 15 الجاري التي وجه الدعوة اليها اليوم، طرحه على التصويت وسقوطه الحتمي بأصوات المعترضين او انسحاب النواب السنة والدروز وافقاد الجلسة ميثاقيتها، وفي كلا الحالتين فالمفعول نفسه، التمديد للمجلس النيابي اقله ستة اشهر.

هجوم بري: ووسط اصرار الرئيس بري على عقد جلسات متتالية اعتبارا من قبل ظهر الاربعاء المقبل لمناقشة واقرار قانون الانتخاب حتى ولو اضطر الامر الى عقد جلسات ايام العطل، برز تشدد ملحوظ في موقفه الحكومي ومضيه في الهجوم على الفريق الوسطي لمطالبته بتمثيل داخل الحكومة اكبر من الكتل الاخرى، بما رسم علامات استفهام حول الجهة المستهدفة وما اذا كان رئيس المجلس يوجه كلامه في اتجاه بعبدا التي انقطع عن زيارتها في اطار لقاء الاربعاء الدوري لاسباب امنية منذ اكثر من سنة بحسب ما تؤكد اوساطه ام نحو المصيطبة التي اطلقت صيغة الثلاث ثمانيات رافضة اعطاء الثلث المعطل لفريق 8 اذار، ومتمسكة بالمعايير التي حددها الرئيس المكلف تمام سلام لحكومة المصلحة الوطنية، خصوصا ان زيارة "الخليلين"، المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ومعاون الرئيس بري الوزير على حسن خليل للرئيس سلام مساء الاحد الماضي، لم تقدم جديدا على المستوى الحكومي واقتصرت مفاعيلها على التوافق في شأن استمرار الاتصالات واللقاءات بوتيرة سريعة لاحداث الخرق المنشود.

تشكيل قريب: ومع ان الاجواء المحيطة بملف التشكيل اعتبرت ان الاتصالات لم تؤت ثمارها بعد مع فريق 8 اذار الذي ينتظر ان يبلغ سلام جوابا على اسئلة طرحها، معتبرة ان لا تشكيل قريباً ومستشهدة بموقف الرئيس بري في هذا الخصوص حيث طالب خلال لقاء الاربعاء النيابي بحكومة سياسية يكون التمثيل فيها وفقا لاحجام الكتل النيابية، فان مصادر مواكبة للحراك على خط التأليف جددت تفاؤلها بامكان تشكيل الحكومة الاسبوع المقبل وفق معايير الرئيس المكلف وتحدثت عبر "المركزية" عن اجواء ايجابية بلغت مسامع الرئيس سلام بالسير بصيغة الثلاث ثمانيات وبشخصيات قريبة من القوى السياسية كافة.

ودعت المصادر الى ترقب مضمون كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله غدا حيث سيتطرق حكما الى الملف الحكومي ليظهر الخيط الابيض من الاسود.

مكتب المجلس: وفي انتظار ما قد تحمله الجلسة الانتخابية من تطورات، فان مصادر واسعة الاطلاع كشفت لـ"المركزية" ان الرئيس بري وجه الدعوة لاعضاء هيئة مكتب مجلس النواب لاجتماع يعقد ظهر الاثنين في 13 الجاري للبحث في جدول اعمال الجلسة والمواضيع المطروحة على بساط البحث.

جدل بيزنطي: وقالت المصادر ان المسار الانتخابي يشبه الجدل البيزنطي الذي لا يوصل الى اي نتيجة، في ظل تعنت الاطراف وتمسك كل فريق بمواقفه ومصالحه الانتخابية التي لا يمكن ان تثمر قانونا على مستوى الوطن بل على مستوى القوى السياسية، مشيرة الى ان الشروط التعجيزية التي يطرحها البعض ويقابلها الآخر بشروط مماثلة لا توحي بالرغبة بتشكيل حكومة طالما ان الوضع الراهن يناسب الكثير من القوى.

واعتبرت ان حراك بكركي على الخط الانتخابي عبر جولة راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر هو بادرة جيدة وايجابية خصوصا اذا ما أُخذت في الاعتبار واقعة، ان بكركي كانت راعية للمشروع الارثوذكسي ووفرت الغطاء للوفاق المسيحي عليه، اما اليوم فالمطران مطر يتحدث عن الصيغة المختلطة بما يؤشر الى وصول سيد الصرح الى قناعة بعدم جدوى الارثوذكسي كما الستين والحل بايجاد صيغة تجمع النسبي والاكثري.

فتور بري: في غضون ذلك لم تعكس اجواء النواب الذين زاروا بري سوى المزيد من الضبابية التي تحيط بالمداولات لاقرار قانون جديد للانتخابات ولمس النواب من بري فتوراً في "حماسته المعهودة" بعدما بات يشعر وفق مصادر نيابية ان الجميع يغدقون بالوعود وبالكلام المعسول وعلى ارض الواقع يعرقلون.

وعلمت "المركزية" ان اتفاقاً سيسري مفعوله من اليوم وحتى موعد الجلسة يقضي بالتزام نواب وممثلي كل من حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر والمردة عدم التصريح حول قانون الانتخاب وترك الامر لرؤساء الكتل بالتشاور مع بري حتى لا يفسر الموضوع على انه تشويش على المساعي التي يقوم بها اكثر من طرف".

نقاش حول النسب: واشارت المصادر الى ان "التركيز في لقاء الاربعاء النيابي اليوم كان على استعراض الصيغ المطروحة للاقتراح المختلط سابقاً ومناقشة النسب وتقسيم الدوائر".

من جهتها، اشارت اوساط قيادية بارزة في 8 آذار الى ان "الامتعاض الذي عبر عنه بري امام النواب في تصريحين صحافيين اليوم يعبر عن مشكلة حقيقية يواجهها مع اكثر من جهة، ولمس بري خلال مشاوراته الاخيرة ان الجميع يتجاوبون لفظياً معه ويعطونه من طرف اللسان حلاوة، الا ان واقع الامور لا يبدو كذلك فالعرقلة موجودة في كل الامكنة والاستحقاقات".

ملف المخطوفين: وفي هذه الاجواء، وضع ملف المخطوفين التسعة في اعزاز على نار هادئة، منذ ان سلم الخاطفون لائحة النسوة المحتجزات في السجون السورية. وقالت مصادر مطلعة ان الاتصالات بدأت لترتيب زيارة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى دمشق تمهيدا للبحث في عملية التبادل، بعد التأكد من مضمون اللائحة والتثبت من الاسماء وكونهن من المحتجزات في السجون السورية.

واضافت المصادر ان المشاورات الداخلية مستمرة تمهيدا لاتخاذ موقف رسمي يدعم اي توجه او اي صيغة للحل. وربطت بين التريث في الملف قبل تحديد الخطوات اللاحقة وما اظهره الامين العام لحزب الله وعبَر عنه من استعدادات ليكون على خط الاتصالات مع دمشق تسهيلا للعملية ومن اجل ان تجد خواتيمها السعيدة. الى ذلك، نفت مصادر في الامن العام ما تردد عن زيارة اللواء ابراهيم الى دمشق امس واكدت ان الزيارة لن تكون سرية لا في هذا الملف ولا في غيره من الملفات التي تخضع للنقاش والحوار مع المسؤولين السوريين. وكان اللواء ابراهيم اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس بري على ما توصلت اليه المساعي المبذولة للافراج عن المخطوفين بعدما زار مساء امس الرئيس المكلف واستعرض معه نتائج زيارته الى انقرة وقضايا امنية اخرى، علما ان اللواء ابراهيم وضع قادة الاجهزة الامنية ومدعي عام التمييز القاضي حاتم ماضي خلال الاجتماع نصف الشهري الذي انعقد في مقر الامن العام في اجواء اتصالاته للافراج عن المخطوفين.

 

نحاس أمام "المطبوعات" في دعوى "سبينس"

المركزية- إستمعت محكمة المطبوعات اليوم في جلسة عقدتها إلى الوزير السابق شربل نحاس، في قضية القدح والذم التي رفعها ضده المدير التنفيذي لـ"سبينيس" في لبنان مايكل رايت على خلفية تصريحات أدلى بها نحاس. وارجأ القاضي الجلسة الى 26-6-2013. وفي خلال الجلسة رد نحاس على مسألة الخبر الكاذب الذي اورده بأن "الشركة الام المسؤولة عن "سبينس" قد نقلت رايت من مركز عمله في لبنان، فقال: إن ما فعله هو نشر رابط تقني للخبر على صفحته على "الفايسبوك"، وبالتالي فإنه ليس هو مصدر الخبر"، واعتبر في الوقت نفسه ان "هذا الخبر قد لا يكون كاذبا في النهاية، الا انه لم يتحقق بعد". اما بالنسبة الى اتهامه بالقدح، فأجاب ان "القدح هو اطلاق صفة مشينة دون سبب، مشددا على ان "صفة القدح ليست متوفرة في هذه الحالة لانه لا توجد اي علاقة مع رايت سواء مباشرة او غير مباشرة". وعن تهمة الذم، أكد نحاس انها "غير متحققة ايضا لان الجهة المدعية تستند لما قلته شخصيا بأن الشركة حولها مديرها من مؤسسة تجارية الى مؤسسة تقوم بترهيب النقابيين ومن يطالب بحقوقهم"، واعتبر ان "استعمال مصطلح "الترهيب والارهاب" يقع لغويا في المقام الصحيح في وصف افعال المدعي". وقال: ان "الموضوع المثار لا يمت الى الذم بصلة، اولا لغياب اي نية في الاذية المعنوية، ثانيا "لكون مبرر الوصف الذي قدمته مبررا مشروعا ومتصلا بالحقوق الاساسية"، وثالثا لان "كل المعلومات والصفات التي اطلقتها مبنية على معلومات دقيقة وعلى متابعة حثيثة لاعمال المدعي". واعتبر نحاس بعد خروجه من المحكمة أن الدعوى المقدمة ضده من قبل المدير التنفيذي لـ"سبينيس" تثبت منهجهم الارهابي. وقال: "المسألة ليست شخصية، ولكن كل شخص يجب أن يكون معنيا بالدفاع عن الحريات والحقوق، وأنا واثق بأن المسألة ذاهبة في الاتجاه الصحيح وسنؤكد واجب التشهير لمن يعتدي على حقوق الناس".

 

مناورة للجيشين اللبناني والفرنسي

المركزية- نفذت وحدات من القوات البحرية وفوج مغاوير البحر، بالاشتراك مع الفرقاطة الفرنسية Courbet التي وصلت الى لبنان قبل بضعة ايام، ضمن اطار التعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والفرنسي، مناورة تدريبية في المياه الاقليمية اللبنانية قبالة رأس بيروت. وشملت المناورة اعمال غطس وعمليات تفتيش سفن واخماد حرائق في

 

متمردو حزب العمال الكردستاني يبدأون انسحابهم من تركيا الى شمال العراق

نهارنت/اكد زعيم اكبر حزب مؤيد للاكراد في تركيا لوكالة "فرانس برس" الاربعاء بدء انسحاب متمردي حزب العمال الكردستاني من تركيا الى شمال العراق. وقال صلاح الدين دمرتاش الذي يشارك في رئاسة حزب السلام والديموقراطية "نعرف ان حركة (انكفاء) المتمردين بدأت". الا ان دمرتاش اكد ان "المقاتلين يستفيدون من ظلام الليل على الارجح لينكفئوا" الى معسكرات كردستان العراق. واكد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني الثلاثاء ان انسحابه الى قواعده الخلفية سيبدأ في وقت مبكر من الاربعاء كما اعلن في اطار عملية سلام جارية مع انقرة. لكنه حذر من اي "استفزاز" يمكن ان يزعزع العملية. وحول هذه النقطة، عبر النائب الكردي النافذ دمرتاش ايضا عن قلقه من تدخل ممكن "لقوى ظلامية". وقال "لا نتوقع هجوما من قبل الجيش (التركي) لكن قوى ظلامية او ناشطين من قوات شبه عسكرية لا تخضع للقوات الحكومية يمكنها تخريب العملية". وكالة الصحافة الفرنسية.

 

أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في روسيا الجمعة ليبحث مع بوتين ملف سوريا

أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء، أنه سيتوجه الجمعة الى سوتشي في روسيا ليبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ملف سوريا.وقال كاميرون امام مجلس العموم في لندن: "هناك حاجة ملحة لبدء تفاوض جدير بهذا الاسم لفرض انتقال سياسي (في سوريا) ووضع حد لهذا النزاع. ساتوجه الى سوتشي (جنوب روسيا) الجمعة للقاء الرئيس بوتين بغية البحث في هذه المسألة". وتابع "هناك معلومات متزايدة, محدودة لكنها مقنعة، تدل على ان النظام استخدم وما يزال يستخدم اسلحة كيميائية بما في ذلك غاز السارين ومجال التشكيك يضيق اكثر فاكثر". وقال ايضا "سنستمر في التحرك على كافة الجبهات (...) من اجل حل سياسي". واضاف رئيس الوزراء البريطاني انه بحث صباح الاربعاء الوضع في سوريا مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري. ودعا وزير الخارجية الاميركي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء في موسكو الى "ايجاد ارضية تفاهم" من اجل انهاء النزاع السوري، ساعيا الى تقليص الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن هذه المسألة. وروسيا هي احد ابرز حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وتسعى القوى الغربية وفي طليعتها الولايات المتحدة الى الضغط على موسكو من اجل انهاء هذا النزاع الذي اسفر عن سقوط اكثر من 70 الف قتيل في خلال سنتين بحسب الامم المتحدة. ووصل كيري الاربعاء الى روما للقاء مسؤولين ايطاليين واسرائيليين واردنيين كبار في اطار مساعيه لمحاولة انهاء هذا النزاع.وكالة الصحافة الفرنسية.الشرق

 

«جنيف ثانية» حول سوريا.. وتركيا تتحدث عن سيناريو «دولة علوية»

داود أوغلو يتهم الأسد بإقامة ممر آمن لـ«النصيريين» بين حمص ولبنان

حلب: هانا لوسيندا سميث واشنطن: هبة القدسي ـ بيروت: كارولين عاكوم

الشرق الأوسط

في الوقت الذي تتحدث فيه تركيا عن سيناريو «دولة علوية» يعتزم الرئيس السوري اقامتها، من وسط سوريا إلى ساحلها، تمخضت اللقاءات الأميركية - الروسية في الأيام الأخيرة عن اتفاق لعقد «جنيف 2» للتوصل إلى حل «سلمي» للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عامين. وصدر الإعلان عن «جنيف 2»، الذي ستكون توصيات بيان «جنيف 1» الصادرة في 30 يونيو (حزيران) العام الماضي أرضية له، عقب محادثات ماراثونية استغرقت أكثر من 5 ساعات خلال زيارة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري إلى موسكو التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين أولا، ومن ثم نظيره سيرغي لافروف. لكن البيت الأبيض أصدر مساء أمس بيانا قال فيه إن مستقبل سوريا لا يمكن أن يساهم الرئيس بشار الأسد في رسمه، الأمر الذي يتناغم وموقف المعارضة السورية التي أكدت رفضها أي تسوية سياسية لا تنص صراحة على تنحي الأسد.

وأصدر مكتب الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي - العربي لسوريا، أمس بيانا وصف فيه التقارب الروسي - الأميركي بأنه «أول معلومات تدعو إلى التفاؤل منذ وقت طويل جدا»، مؤكدا أن «التصريحات التي صدرت في موسكو تشكل خطوة أولى إلى الأمام، تحمل الأمل بشأن ذلك البلد التعيس (سوريا)، لكنها ليست سوى خطوة أولى، ومن المهم أن تحدث تعبئة في المنطقة بأكملها من أجل دعم هذه العملية».

مواضيع ذات صلة

«الحر» يسيطر على خربة غزالة وانقطاع الإنترنت دخل يومه الثاني

مؤتمر دولي حول سوريا نهاية الشهر.. والمعارضة ترفض أي تسوية لا تنص على تنحي الأسد

من جانبه، شن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو هجوما غير مسبوق على نظام الأسد، متهما إياه بالضغط على زر الخطة (ب) القاضية بتطهير الساحل من الطائفة السنية، وتأمين «ممر آمن للنصيريين» (العلويين), بين قلب حمص ولبنان. وأضاف أوغلو أن «خطط الأسد للقضاء على الثورة الساعية لإسقاطه، تضمنت 5 مراحل؛ بدأت باستخدام القناصة لقتل المدنيين الأبرياء والمتظاهرين السلميين، وانتهت بالقتل في الساحل على أساس طائفي من أجل إقامة كيان منفصل على أساس طائفي، أي دولة نصيرية».

الى ذلك، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أمس أن القائد العام لجبهة النصرة في بلاد الشام أبو محمد الجولاني أصيب بجروح خلال قصف القوات النظامية السورية على ريف دمشق.

 

55قتيلا في هجمات شنها اسلاميون في شمال شرق نيجيريا

وطنية - شهدت نيجيريا مجددا سلسة من الهجمات المنسقة شنتها، أمس، جماعة بوكو حرام الاسلامية على باما شمال شرق البلاد اسفرت عن سقوط 55 قتيلا وحرر خلالها المقاتلون 105 سجين، على ما افاد الجيش. واستهدفت الهجمات ثكنا وسجنا ومراكز شرطة ومستوصف، كما اوضح ناطق عسكري نيجيري. وقال الناطق العسكري موسى صغير في مايدوغوري التي تعتبر معقل بوكو حرام: "ان ارهابيين من بوكو حرام مدججين بالسلاح" شنوا هجمات في الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي على بعض ثكن الجيش والشرطة وسجون. واضاف: "قتل في تلك الهجمات 55 شخصا بينهم جنديان وحراس سجون وشرطيون ومدنيون". واوضح ان "بعض المسلحين هاجموا ثكنا لكنهم دحروا وقتل اثنان منهم واعتقل اثنان اخران لكن مسلحين دخلوا السجن وافرجوا عن 105 سجين وقتلوا كل الحراس باستثناء الذي تمكنوا من الاختباء". وتابع المتحدث ان "الارهابيين هاجموا ايضا ثكنة شرطة ومركز شرطة متنقل ومركز شرطة ومستوصف".

 

التشكيلة كانت مقرّرة اليوم فهل تعلن قبل 15 أيار؟ والرئيس المكلّف يسابق إحراج التمديد لمجلس النواب

سابين عويس/النهار/كل المؤشرات تشي بأن الاندفاعة التي اتسمت بها الاجواء السياسية الاسبوع الماضي في اتجاه ولادة قريبة لحكومة الرئيس المكلف تمام سلام، انتفت أو على الاقل تراجعت تحت وطأة التطورات السياسية المحلية المعطوفة على التطورات العسكرية التي تشهدها سوريا بعد الانخراط العلني لـ"حزب الله" في القتال الى جانب النظام وتعرضها لغارة إسرائيلية اعادت خلط الاوراق الداخلية، وشدت عصب القوى المنحازة الى النظام دافعة بها نحو مزيد من التصلب في مواقفها وشروطها حيال التشكيلة الحكومية. وقد تعزز هذا الانطباع باعتصام الرئيس المكلف بصمت مطبق رافضا الافصاح عما تكوّن لديه من معطيات نتيجة لقاءاته على قاعدة ان التكتم يعطي فرصا أكبر للعمل والانتاج. ولكن هل صمت سلام مؤشر إلى فشل مشاورات التأليف في ظل الشروط التعجيزية لفريق 8 آذار ولا سيما في مسألة الثلث المعطل أو هو يندرج في إطار العمل الصامت لإنجاح الطبخة الحكومية المنتظرة؟ وفي مثل هذه الحال، هل يكون الثالث عشر من أيار تاريخ مولد الرئيس المكلف موعد الولادة الحكومية أو أن في هذا التكهن إفراطاً في التفاؤل؟

في متابعة لحركة زوار المصيطبة، لم تنقطع اتصالات سلام بفريق الثامن من آذار وإن كان وفد ممثلي هذه القوى لم يحضر بعد بشكل رسمي لإبلاغ الرئيس المكلف موقفها النهائي من التشكيلة الحكومية العتيدة.

وإذا كانت تطورات سوريا فرملت الاجواء الايجابية بقرب التشكيل، فإن للزيارات التي يقوم بها وسطاء 8 آذار وآخرها أول من أمس زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، دلالات بارزة بأن الامور سائرة وإن بوتيرة اخف، خصوصاً أن سلام وضع امام عينيه مهلة زمنية لا يرغب في تجاوزها. كان الموعد الاولي لإعلان التشكيلة بموجب تفاهم بين سلام ورئيس الجمهورية اليوم ولكن هذا الموعد ارجئ إلى الاسبوع المقبل من دون أن يكون الامر مرتبطا بالكلمة المرتقبة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله عصر اليوم. ولئلا يكون الموعد مرتبطا بالجلسة العامة للمجلس النيابي وما قد تنتجه على صعيد التمديد للمجلس، فإن التوقعات ترجح أن يتم اعلان التشكيلة قبل الخامس عشر من أيار. لأن أي سير في خيار التمديد للمجلس سيحرج الرئيس المكلف الذي حدد لحكومته مهمة إجراء الانتخابات، كما سيحرج رئيس الجمهورية الذي هدد بالطعن بأي تمديد محتمل للمجلس.

والصورة الضبابية في المسار الحكومي لا تقل شأنا على جبهة المجلس النيابي. لا تقلل مصادر سياسية بارزة أهمية انعكاس ما يحصل في سوريا ولا سيما في أعقاب الغارة الاسرائيلية الاخيرة على المشهد السياسي الداخلي مع بدء العد العكسي بالنسبة إلى استحقاقي تأليف الحكومة وتحديد مصير مجلس النواب الذي تنتهي ولايته في 20 حزيران المقبل.

فمع تسلم النواب جدول أعمال الجلسة العامة للمجلس النيابي في 15 من الجاري وعلى جدول أعماله بند وحيد يتعلق بمشروع القانون الارثوذكسي، بدا أن حسم مصير القانون بدأ يسابق الملف الحكومي ويحكم تاليا مصيرها وتركيبتها. ففي المعلومات المتوافرة لـ"النهار" ان رئيس المجلس نبيه بري أدرج بندا وحيدا على جدول اعمال الجلسة قبل مناقشة الامر في هيئة مكتب المجلس، ما أثار حفيظة عدد من النواب لعدم جواز تحديد جدول الاعمال وتسمية الجلسة قبل التوافق على ذلك في هيئة المكتب. الامر الذي دفع بري إلى إعادة سحب المشروع وتغيير تسمية الدعوة من جلسة لقانون الانتخاب إلى جلسة عامة، على أن يتقرر في هيئة المكتب جدول الاعمال.

وقد رأت مصادر نيابية في الدعوة المستعجلة لبري مؤشراً إلى أن المعركة التي ستسبق انعقاد الهيئة العامة ستتركز حول مسألة النصاب. وتشي اللقاءات المفتوحة على الجبهة المسيحية بأن ثمة اتجاهاً يدفع نحو تأمين النصاب لإقرار هذا المشروع كما كشفت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات بين الرابية ومعراب وبكفيا، فيما يجري العمل على الجبهة المقابلة لتطيير هذا النصاب على قاعدة عدم ميثاقية أي جلسة تعقد في غياب مكونات طائفية أساسية. والمعلوم أن كتلة المستقبل وجبهة النضال الوطني الى نواب مستقلين لن يشاركوا في جلسة مخصصة حصرا لمشروع الارثوذكسي.

وفيما تتحفظ مصادر كتلة "المستقبل" عن إبداء رأيها في هذا الشأن في انتظار استكمال حلقة المشاورات والاتصالات لبلورة موقفها، كان لرئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة أمس موقف علني واضح قطع فيه الطريق على أي محاولات لإمرار المشروع الارثوذكسي بتأكيد رفض كتله القاطع له تاركا الباب مفتوحا أمام أي مبادرات يمكن أن تنتج مشروعا مختلطا.

الا أن ما بات أكيدا وعلى رغم إصرار بري على إبقاء الجلسات العامة مفتوحة حتى إنضاج قانون للانتخاب أن المجلس ماض نحو التمديد لنفسه أقله لمدة 6 أشهر في مرحلة أولى مشروطة بإقرار قانون انتخابي.

بين محطة الكلمة المرتقبة لنصر الله اليوم وموعد الجلسة العامة للمجلس في 15 الجاري، أيام قليلة يتضح فيها مصير الاستحقاقين الحكومي والنيابي. ولكن من دون أدنى شك يظل الاستحقاقان مطبوعين بالمشهد السوري. وفي تعليق لمصدر سياسي بارز ان "الاسد يرد على العدوان الاسرائيلي على اراضيه بعدوانه على لبنان عبر تعليق الاستحقاقات الدستورية ودفع البلاد نحو الفراغ".

 

لا حكومة ولا انتخابات

علي حماده/النهار

كان يفترض ان تكون استقالة الرئيس نجيب ميقاتي مصدرا لارتياح كبيرفي البلد. والحقيقة ان حكومة ميقاتي، او قل حكومة "حزب الله" كانت بلغت نهاياتها، ووصلت الى افق مسدود على كل الصعد، حتى قيل ان البلاد انهارت بين يدي ميقاتي، فقد كان من المستحيل تشكيل حكومة اسوأ من الحكومة المستقيلة، وبمرجعية اسوا من مرجعتيها، اي "حزب الله" والنظام في سوريا. أحدهما اكثر سوءا من الآخر. وكلاهما مشروع حروب اهلية متنقلة في لبنان وسوريا وسائر المنطقة. كان يفترض ان تشكل استقالة ميقاتي، وتكليف تمام سلام، الشخصية الميثاقية الوطنية الهادئة مناسبة لجمع ما يمكن جمعه لبنانيا، ومنع سقوط البلاد في محظور الاقتتال الداخلي. لكن ما جرى لاحقا    اعاد لبنان الى الخلف، اي الى معادلة حكومة الرئيس ميقاتي السيئة الذكر. فقد حصل تعطيل في تشكيل الحكومة، وعرقلة واضحة على قاعدة ان "حزب الله" ومن معه يريدون اعادة عقارب الزمن الى الوراء بتشكيل حكومة تعطيل جديدة عبر رفض مقترح تشكيل حكومة حيادية تريح البلاد، وتتفرغ لمصالح الناس الحيوية، وتنجز انتخابات بشفافية وسلاسة. وما زاد من تعقيدات الوضع ان "حزب الله" عطل تشكيل الحكومة الجديدة بشروط غير منطقية، ونسف امكانية التوصل الى قانون انتخاب جديد يراعي هواجس جميع مكونات البلد. وهذه لا تقتصر على العونيين او المسيحيين. ثم جرى نسف "اعلان بعبدا" الذي وقعته كل القوى السياسية بما فيها "حزب الله"، و ينص على تحييد لبنان عن صراعات المنطقة و لا سيما سوريا . و حصل العكس و صار "حزب الله" جزءا اساسيا من القتال في سوريا، و تورطه مرشح للتزايد يوما بعد يوم.

بعد هذا كله، صار تشكيل حكومة في ظل تورط الحزب المذكور في الدماء السورية، ومثلها اجراء الانتخابات النيابية التي لن تحصل في كل الاحوال، وخصوصا ان الفشل في تشكيل حكومة جديدة يمهد حكما ومنطقيا لتأجيل الانتخابات. واذا لم يكن في حسابات "حزب الله" الدفع نحو فراغ على مستوى مجلس النواب، فإن افضل السيناريوات يكون بتأجيل الانتخابات لسنة، و بالتالي تمديد ولاية المجلس الحالي سنة اضافية على الاقل.

نحن اذا امام حقيقتين ترتسمان في المدى المنظور: لا حكومة في الوقت الراهن ما دام "حزب الله" غارقا في دماء الشعب السوري كما هو الحال راهنا، و لا انتخابات ولا ضمانات مؤكدة بعدم حصول فراغ في السلطة التشريعية، ولا سيما ان ثمة من بدأ يطرح في دوائر مغلقة ان لبنان صار بحاجة الى نظام جديد ينبثق من ميثاق جديد يأخذ في الاعتبار متغيرات طرأت على الخريطة السياسية والامنية في المرحلة الاخيرة . هذا ما يسميه البعض "المؤتمر التأسيسي". بمعنى آخر نسف الصيغة في مرحلة تبدو فيها حدود "سايكس- بيكو" في طريقها للسقوط من العراق، الى سوريا فلبنان.

البداية هنا: لا حكومة ولا انتخابات.

 

اذا لم تنجح بكركي في مساعيها للاتفاق سليمان وسلام لن ينتظرا حتى يقع الفراغ

اميل خوري/النهار

لم يعد في امكان الرئيس ميشال سليمان ولا الرئيس المكلف تمام سلام انتظار الاتفاق على قانون للانتخاب كي يتم تشكيل حكومة حيادية لا مرشحين بين اعضائها، ولا انتظار الاتفاق بين قوى 8 و14 آذار على تشكيل حكومة وحدة وطنية وهي مختلفة في ما بينها ليس على توزيع الحصص فحسب بل على توزيع الحقائب، وهذه المرة ليس على الحقائب السيادية انما على الحقائب الدسمة.

لقد تحسست بكركي خطورة الوضع في البلاد واحتمال مواجهة الفراغ الشامل في كل المؤسسات اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على قانون للانتخاب وعندها تنتفي اسباب تشكيل حكومة حيادية للاشراف عليها فتنتهي ولاية مجلس النواب في 20 حزيران ولا حكومة ولا مجلس نيابي، ما جعل بكركي تتحرك بقوة وتسعى جاهدة لجعل القيادات المسيحية والاسلامية تلتقي على قانون للانتخاب يكون عادلا ومنصفا للجميع، لا ان يكون مشروعاً يحظى بغالبية مسيحية ولا يحظى بغالبية اسلامية أو العكس، لان هذا من شأنه ان يقوّض الوحدة الوطنية واسس العيش المشترك. فاذا نجحت مساعي بكركي في التوصل الى اتفاق على قانون للانتخاب يرضي الجميع او اقله الغالبية من المسلمين والمسيحيين، فان تشكيل حكومة من مستقلين سوف يكون هو الحل في غياب الاتفاق على حكومة وحدة وطنية. اما اذا لم تنجح مساعي بكركي، لا سمح الله، فان الرئيس سليمان لن يترك البلاد تغرق في فوضى وفي فراغ شامل خصوصا في الظروف الدقيقة الراهنة والتخوف من احتمال انتقال ما يجري في سوريا الى لبنان.

لذا فهو مصمم بالتفاهم مع الرئيس المكلف على ان يتم تشكيل حكومة من سياسيين مشهود لهم بالاستقلالية والكفاية والاستقامة، حكومة قادرة على مواجهة شتى الاحتمالات والتطورات والتصدي لها بوحدة موقف وبانسجام تام بين اعضائها لان تشكيل حكومة وحدة وطنية تواجهه عراقيل كثيرة بفعل التجاذب الحاد بين قوى 8 و14 آذار، والخلاف ليس على توزيع الحصص والحقائب فحسب، وقد باتت الدسمة منها اهم من السيادية، بل على وضع بيان وزاري يتم الاتفاق على مضمونه قبل التشكيل لئلا ينفجر الخلاف من داخل الحكومة بعد التشكيل، وتتحول الازمة الوزارية عندئذ ازمة حكم وهو ما يخطط له بعض اركان قوى 8 آذار وذلك بجعل الفراغ يشمل حتى رئاسة الجمهورية اضافة الى الحكومة ومجلس النواب.

والخلاف على البيان الوزاري مع حكومة وحدة وطنية ظاهر منذ الآن حول معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" اذا ما اصر "حزب الله" على ادراجها في البيان واصرت قوى 14 آذار على رفض ذلك بشدة خصوصا بعدما تبين ان هذه المعادلة غير عادلة وهي ثالوث منقسم ولا رأي واحدا موحدا له في مواجهة الاخطار، وان هذه المعادلة كانت مقبولة الى حد لو ان المقاومة وهي جزء من هذا الثالوث تنسق على الاقل مع الجيش في ما تقرر، او لو انها وافقت على الاستراتيجية الدفاعية التي اقترحها الرئيس سليمان لتصبح المعادلة ثالوثا غير منقسم ورأيه واحدا في المواضيع المهمة. اما الخلاف الآخر وهو الاشد فحول الموقف الواجب اتخاذه من الازمة السورية، وهو موقف سبق "حزب الله" الدولة بكل مؤسساتها في اتخاذه عندما قرر المشاركة في الحرب مع الجيش النظامي السوري من اجل دعم حكم الرئيس بشار الاسد وضمان بقائه، وهذا يخالف "اعلان بعبدا" الذي دعا بوضوح وصراحة الى تحييد لبنان عن الصراعات لئلا يظل ساحة مفتوحة لها والشعب اللبناني الذي لا ناقة له ولا جمل فيها يدفع الثمن الفادح.

وحكومة السياسيين المنسجمة والمتجانسة هي التي ينبغي تشكيلها لتكون منتجة وتهتم بأولويات الناس في حال تعذر الاتفاق على قانون للانتخاب يبرر تشكيل حكومة حيادية. وتشكيل هذه الحكومة يضع الجميع امام مسؤولياتهم والنواب امام خيار تقديم مصلحة الوطن على اي مصلحة اخرى والقبول حتى بالسيئ من الحلول على مواجهة الاسوأ وهو الفراغ الشامل.

 

ربيع إسرائيلي بامتياز!

أحمد الجارالله/السياسة

ماذا حل بالعالم العربي؟ هل باتت شماتة العرب ببعضهم بعضا سمة عصر ما سمي زورا "الربيع العربي", فيما هو ربيع اسرائيلي وخريف دموي عربي بامتياز؟

للمرة الاولى في تاريخ الصراع مع اسرائيل نجد بين العرب من يفرح بضربات وجهتها الى بلاده أو أشقائه, وللمرة الاولى يقولها الفلسطينيون علنا: قضيتنا شأن داخلي اتركونا نحلها وحدنا مع اسرائيل, لا نريد تدخلا عربيا فيها, أوليس هذا من سخرية القدر! إذ بعد 68 عاما على نكبة العرب بفلسطين, وبحور الدم وعشرات المعارك والحروب تسقط القضية, التي اعتبرت مصيرية, من حساباتهم وتتقدم عليها القضايا الثانوية الاخرى, من تصفية حسابات الى تنكيل بشعوب وصولا الى اضمحلال دول؟  أَلم تخض المحاور العربية أشرس المعارك بين بعضها بعضا تحت شعار "تحرير فلسطين وفك قيد الاقصى و كنيسة القيامة ومهد السيد المسيح"؟ أَلم تستعر الحرب اللبنانية طوال 15 عاما تحت هذا الشعار فيما كان يحصل العكس, اذ وصل الجيش الاسرائيلي الى بيروت؟!

كم معركة اندلعت بين الفصائل الفلسطينية بحجة القبول بالتسوية السلمية او رفضها, وكم دولة عربية انقسمت معسكرين, واستنزفت ميزانياتها إما في العسكرة أو في تمويل الحروب, وفي كل ذلك كانت دولنا تضعف واسرائيل تزداد قوة, إلى ان امتلكت أسلحة نووية, في حين كنا لا نزال نسلح جيوشنا بأسلحة قديمة وبالية, وجيشها يكبر, بينما ضباطنا يحيكون مؤامرات الانقلابات, وعقولنا تهاجر, فيما العقول تتوافد عليها من جهات الارض الاربع.

اسرائيل هذه التي قيل يوما ان العرب سيرمون مواطنيها في البحر, عقدت تحالفات منذ عقود مع الدول الكبرى المتحالفة معها الدول العربية, وفيما هي تتقدم نحن نتراجع, فقد باتت واحدة من أكثر الدول حضورا في المحافل الدولية, أكان في المنتديات الاقتصادية او العلمية او البحثية او في المجالات الرياضية والفنية, فكم عالما إسرائيليا نال جائزة نوبل, وكم عالماً عربياً ترك بلاده مرغماً أو جراء الاحباط, فيما العرب يتقاتلون على السماء, وعلى التاريخ, ويغرقون في تفسير الاحلام واجتراح الشعارات الرنانة والجهاد والقتل والتكفير وتهجير بعضهم بعضا.

شئنا أم أبينا اسرائيل منذ عقود هي اللاعب الاساسي في الشرق الاوسط, تفتعل الحروب الداخلية في دوله, تحرض على الانقلابات, وللأسف تنساق الحكومات والشعوب خلفها بلا وعي, والدليل أن وسائل إعلامها كانت اول من هلل وطبل لJ"الربيع العربي" فيما كانت سابقاً تحذر من أية ديمقراطية عربية تشكل خطراً وجودياً على اسرائيل, وكلنا نعرف ما للاستخبارات الاسرائيلية من تأثير على تلك الوسائل, فلماذا فجأة انقلبت وشجعت هذا الربيع الذي دمر الدول التي طرق أبوابها وأغرقها بالفوضى والحروب الاهلية وأصبحت أكثر ضعفا وفقرا من ذي قبل, فيما من يسمونه العدو يتسلح ويقوى واقتصاده مستقر, بل ان العرب الذين يكثرون الحديث عن السلام معه لم يدركوا بعد ان تل أبيب لم تعد بحاجة الى سلامهم, لانها ببساطة تراهم ليسوا أهلا له, كما ترى أنهم أضعف من ان يحافظوا عليه.

شاهِدُنا في ذلك أنه قبل سقوط مصر في براثن فوضى الاخوان المسلمين, كانت تقوم قيامة تل أبيب وواشنطن والعديد من عواصم العالم اذا اطلقت رصاصة واحدة في سيناء, وتنشغل القاهرة بتلقي الاتصالات والاستفسارات ويجهد مسؤولوها في تقديم التطمينات والايضاحات, بينما اليوم تلوذ تلك العواصم بالصمت عن عمليات تسلل وصواريخ تطلق من صحراء سيناء باتجاه اسرائيل, فماذا تغير؟ أَلم يكن نظام الرئيس حسني مبارك حليفا لواشنطن الراعية الاولى لسياسات تل ابيب, أَليست جماعة "الاخوان" كانت لعقود في نظر العالم, وبخاصة العرب, من الجماعات الداعية الى الجهاد ضد "العدو الصهيوني"؟ فماذا تغير ليصبح شيمون بيريز صديقا عزيزا لقادة مصر"الاخوانيين"؟  يبدو أن أمة إقرأ لا تقرأ, فما كشفته الوثائق السرية عن تعاون التيارات الاسلامية مع الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية من المفترض ان يزيل اي غشاوة عن العيون, ويدحض اي شك بأن تلك الجماعات صنيعة استخباراتية غربية واسرائيلية بامتياز, اذ كيف لمن احتكر الجهاد, أن يصوب بندقيته الى صدر مواطنه تحت حجة الدفاع عن القضية الفلسطينية وتحرير القدس, التي اصبحت عاصمة لاسرائيل, وفي احسن الاحوال ستخضع التسوية السلمية الاماكن المقدسة للتدويل, و لن يرفع اي علم عربي عليها, فهل يكون العرب قد حققوا بذلك مرادهم وترجموا شعاراتهم؟

هؤلاء العرب الغارقون في بحور دمهم يتلقون الضربات الاسرائيلية الاستباقية بالتهليل والتكبير والتصفيق, وباتوا كمن يحمل كتاب إعدامه بيده, ففيما هي تشبعنا قتلا, يشبعها بعضنا شتما وتهديدا, والبعض الآخر يهلل لضرباتها أو يستبسل في سفك دم أبناء شعبه تحت عنوان "فتح الأبواب للربيع العربي أو إغلاقها منعاً لوصوله", أليست تلك مفارقة المفارقات؟ إنه حقاً ربيع إسرائيلي بامتياز!

أحمد الجارالله

 

عقارب الولي الإيراني الفقيه السامة

داود البصري/السياسة

الحقد الإيراني الرسمي على ثورة الشعب السوري العارمة ليس له حدود ولا سدود, ولا حتى نهايات محتومة, وقد تفنن الإيرانيون في محاولاتهم الحثيثة والخبيثة لإيذاء الشعب السوري الحر ولإجهاض ثورتهم التاريخية التي تراها سلطات الولي الفقيه بمثابة شيطان رجيم يتفوق حتى على الشيطان الأكبر! فمن تشكيل غرف للعمليات القذرة, ومن إرسال الأسلحة والخبراء لنظام القتلة السوري, ومن تجييش وتحشيد وتعبئة للعصابات الطائفية في العراق ولبنان ودعمها وإرسالها للقتال ضد الشعب السوري في عمق المدن السورية, إلى التآمر الدولي الحثيث واستغلال كل الطاقات الإيرانية في دعم نظام القتلة والسفاحين في الشام الذين توارثوا الجريمة والتسلط كابرا عن كابر وسرت في أجسامهم مجرى الدماء. النظام الإيراني يعتبر قضية النظام السوري قضيته المركزية والمقدسة, لذلك فهو لا يتوانى من خلال أجهزته وعملائه الإقليميين وهم كثر, عن ابتداع واختراع مختلف الوسائل لإرهاب الشعب السوري والتآمر على ثورته, ولو عن طريق أحط الوسائل وأقذرها وأكثرها سفالة, وكانت آخر منجزات عملاء نظام الولي الإيراني الفقيه الجامع للشرائط, والذي يتنطع لقيادة المسلمين في العالم هو مضايقة اللاجئين السوريين المساكين في مخيمات كردستان العراق من خلال أسلوب جديد ومبتكر وشيطاني وهو حرب "العقارب السامة"! إذ ضبطت قوات "البيشمركة" الكردية مجموعة من العملاء الإيرانيين, وهم يحملون صناديق مليئة بالعقارب السامة من أجل إدخالها لمخيم للاجئين السوريين في المنطقة وبهدف إحداث أضرار بالناس المسالمين الهاربين من الموت والوحشية البعثية المدعومة من قوات الولي الإيراني الفقيه الذي تحول عن واجباته الشرعية ليكون مصدرا للعقارب والأفاعي السامة! وهي وظيفة ومهمة جديدة ومبتكرة لم نقرأ عنها في روايات التاريخ المندرسة, ولا يوجد ما يماثلها في أساليب الحرب النفسية أو العامة! وهنا نعترف ولابد أن نعترف بعبقرية أجهزة القمع الإيرانية المسددة من "نائب الإمام" في اختلاق أساليب القمع والتطفيش وبصورة طبيعية و"شرعية"!

ومن الواضح أن النظام الإيراني في حالة حركية معقدة, وهو يخوض حربه في الشام معززا برواياته الخرافية وبأساليبه العسكرية البائسة, وهو يصارع الزمان من أجل إنقاذ رقبة نظام فاشي ما عاد ممكنا التعامل معه إلا من خلال قطعها وإرسالها لمزبلة التاريخ, هو وحتى حلفاؤه الذين يخوضون معه اليوم معركة المصير الفاشي الواحد, الأنظمة مهما بلغت حصانتها فإنها ستنتهي في يوم ما, ولكن الشعوب هي الباقية, والشعب السوري لن يغادر أرضه أبدا, وهنا لا أدري كيف يفكر النظام الإيراني في مستقبل العلاقة مع الشعب السوري وهو لم يعدم أي وسيلة بما فيها العقارب من أجل إيذائه, ومحاولة تعطيل مسيرة تحرره وانعتاقه, من المؤسف أن يلجأ نظام الولي الفقيه لمثل تلك الأساليب التعبانة والمثيرة للسخرية في محاولة إيذاء السوريين والتعدي على لاجئيه ومشرديه, وبوسائل إيذاء أقل ما يمكن القول عنها بأنها خسيسة ومعيبة ولا تليق بدولة, وقيادة بحجم الدولة الإيرانية, ولا دولتها التي تصدر الشعارات المنافقة, وتمارس سلوكا عدوانيا فظا ضد الشعوب الحرة وتروع الآمنين والمحرومين, وهي التي تصدع رؤوسنا ومنذ ثلاثين عاما ونيف من السنين بشعارات المظلومية وبحتمية انتصار الدم على السيف! إلا أن الواقع قد أفرز الحقيقة العارية وهي أن تكون  "الجمهورية الإسلامية" مصدرا للعقارب السامة الموجهة شوكة سمومها القاتلة للمحرومين من الأطفال والنساء أما رجال الشام الأحرار فهم الذين يعلمون اليوم غلمان الولي الفقيه معنى الحرية والشجاعة والكرامة, إنها ابشع نهاية أخلاقية لنظام قام على الدجل والخديعة والخرافة.

 

قوات الثورة السورية تستعد لنقل المعركة الى لبنان وتطويع آلاف المبتدئين أضعف حزب الله داخلياً

لندن- كتب حميد غريافي: السياسة

كشفت أوساط دفاعية بريطانية في لندن, أمس, أن "البنية القتالية لحزب الله داخل لبنان, أصيبت بضعف ووهن شديدين بعد إرسال آلاف المقاتلين جيدي التدرب والمجربين في معارك سابقة, للقتال في سورية ضد الجيش المنشق الذي خاض معارك طاحنة في لبنان, والآن في بلاده طوال سنتين وضد كتائب جهادية اسلامية وسلفية قريبة من تنظيم "القاعدة", وبعيدة عنه, لكنها في أحسن حالاتها من التدريب والإلمام باستخدام مختلف انواع الاسلحة".

وأكدت تلك الأوساط في تصريحات لـ"السياسة", أن "قيادة حسن نصرالله العسكرية والأمنية, اضطرت لإعلان النفير العام للتطوع في الجنوب والبقاع وبيروت, ما حول البنية القتالية الداخلية للحزب في لبنان الى بنية ضعيفة, لنقص خبرة المتطوعين على عجل, والبالغ عددهم أكثر من خمسة آلاف, بعد امتناع شبان مدن وبلدات شيعية في الجنوب والبقاع الشمالي (بعلبك ومحافظتها), عن الانخراط في عمليات التطوع, رغم الاغراءات المالية الشهرية, إذ بلغ راتب المقاتل العادي ما بين 200 و300 دولار, ومن هو برتبة أعلى ما بين 200 و500 إضافة الى امتيازات اجتماعية لمساعدة عائلاتهم في مختلف مناحي الحياة كالمأكل والمشرب والطبابة والمدرسة والمستشفى".

ونقلت الأوساط الدفاعية البريطانية, عن تقارير أمنية بريطانية من لبنان "ان هذا التطور السلبي في مسار هذا الحزب, يجعله مقصرا جدا عن تحدي إسرائيل كالسابق, إذ ان 20 في المئة فقط من مقاتليه الاشداء الذين خاضوا حرب 2006 مع اسرائيل مازالوا في جنوب وشمال الليطاني, فيما تم رفدهم بثلاثة آلاف متطوع جديد جرى تدريبهم على عجل في البقاعين الشمالي والغربي, وهو أمر يهدد بسقوط الجنوب من الخط الأزرق الفاصل حتى نهر الليطاني (ما بين 8 و 15 كيلوا مترا) بسرعة اكبر وفي غضون اربعة وخمسة ايام فقط في حال اجتياح الجيش العبري اراضي لبنان, فيما تعذر على القوات الاسرائيلية العام 2006 احتلال تلك المنطقة بأقل من 25 يوما, بسبب مقاومة المقاتلين الأشداء المدرب معظمهم اما في ايران او في البقاع الشمالي على ايدي مدربين من الحرس الثوري الإيراني".

وأعربت الأوساط البريطانية العسكرية, عن قناعتها بأن "ميزان القوى الراهن, خصوصا في محافظة حمص, وتحديدا في بلدة القصير, بين الحشود المقاتلة, ستعود كفته فترجح لصالح مقاتلي الثورة السورية بعدما كان حسن نصرالله رمى في المعركة في مطلع ابريل الماضي, بأربعة آلاف من نخبة مقاتليه لدعم الفين آخرين هناك, تمكنوا بالفعل خلال ثلاثة اسابيع من احتلال قرى وبلدات سنية ومسيحية, كما استطاعوا قتل اكثر من 150 من الجيش الحر والكتائب الاسلامية المشاركة في المعارك, إلا ان وصول وحدات مقاتلة معارضة من قرى وبلدات درعا ومدن الشمال من ادلب وحلب وحماة وشرقي وشمال حمص, أعاد تعديل الميزان لصالح الثوار ما أدى الى فقدان "حزب الله" حسب قيادة الجيش الحر في حمص, اكثر من 130 قتيلا وعدد مضاعف من الجرحى والمعوقين, اذ فوجئ قادة الحزب والحرس الثوري وشبيحة بشار الاسد بظهور "أسلحة فتاكة" في ايدي مقاتلي الثورة على عكس التصريحات الاميركية المتذبذبة, كما فوجئوا بمئات المقاتلين المعارضين يستعيدون سبع بلدات شمال القصير, ويقصفون البلدات الاخرى المتداخلة في اراضي سورية, وصولا الى سقوط صواريخ غراد وانواع اخرى من صواريخ ارض- ارض متوسطة المدى في عشرات البلدان والمناطق في محافظتي الهرمل وبعلبك, بعدما كانت مستشفياتها غصت بالجرحى من المقاتلين الشيعة, واضطرار قياداتهم الى نقل اعداد منهم الى مستشفيات رياق وزحلة في البقاع الاوسط".

وذكرت التقارير البريطانية الواردة الى لندن خلال الساعات الست والثلاثين الماضية, ان قيادات "الجبهة الشعبية- القيادة العامة" بزعامة احمد جبريل, أحد كبار داعمي نظام الاسد, والمتمركزة في مرتفعات البقاع الأوسط من مواقع قوسايا ودير الغزال ورعيت وفي مرتفعات كفر زبد على بعد نحو 6 كيلومترات منها "امتنعت عن ارسال عناصر فلسطينية لدعم قوات حزب الله في جنوب سورية, واعدة بإرسال عناصر مقيمة في دمشق, إلا انها لم تصل اطلاقا لا الى منطقة السيدة زينب في العاصمة ولا الى القصر وضواحيها, اذ يعتقد جبريل والاستخبارات السورية التي تشرف على فصيله, انها قد تكون قريبا بحاجة ماسة الى كل عنصر من عناصره في لبنان (قوسايا البقاعية والناعمة الساحلية جنوب بيروت) عندما ستنتقل الحرب الى لبنان قريبا لمطاردة عناصر "حزب الله" في عقر دارهم بعد طردهم من الاراضي السورية, حسب ضابط كبير في الجيش السوري الحر".

 

كيف نشأت القبضة الحديد ومَن الذين يشاغبون عليها؟ النبطية قلعة حزب الله ... انتكاس التفاؤل والسيطرة على المجتمع أطفالاً وكباراً، أحياءً وشهداء

(1من3)   النبطية قلعة "حزب الله"... تحدّيات السياسة والتعايش في زمن الثورة والأزمة السوريّتين (3 من 3)

النبطية (جنوب لبنان) -حازم صاغيّة وبيسان الشيخ

الخميس ٩ مايو ٢٠١٣

بعد أن تناولت حلقة الأمس نشأة القبضة الحديد لـ «حزب الله» في مدينة النبطية ومحيطها والذين يشاغبون عليها، هنا التتمّة الأخيرة:

ما يزيد البَرم الصامت لأهل النبطيّة بسلطة «حزب الله» وحركة «أمل» تلك المحاصصة بينهما التي لا تكلّ عن العمل.

فمعروفٌ أنّ الحساسيّة التي تربط كلاًّ من الطرفين بالآخر هي ما لم يبدّده اتّفاق الأمر الواقع الذي توصّلا إليه أواخر الثمانينات من القرن الماضي. وفي المنافسة مع الحزب، بقدراته الماليّة الإيرانيّة المصدر وبطاقته الإيديولوجيّة والتعبويّة النشطة، راهنت الحركة على اعتصار المؤسّسات، العامّة منها والخاصّة. وثمّة أكثر من إشارة إلى أنّ الحزب، ربّما بسبب الأزمة الماليّة في إيران المحاصَرة وتراجع معوناتها، شرع ينافس الحركة، بعد طول ترفّع، في مجالها هذا.

الثقافة المحرّمة

وعلى العموم، غدا معظم المؤسّسات الخاصّة والعامّة اليوم في أيدي أشخاص من محيط الحركة والحزب، حيث يُعدّ مَنح العمالة والخدمات لحمةً مضمونة تربط المانح بجمهور واسع كما تستقطب المتردّد والمتحفّظ. يكفي، وهذا مجرّد مثل غير حصريّ، أنّ فاتورة الألف دولار في المستشفى الحكوميّ تصبح للمريد والتابع 200 دولار فيما يعفى منها الحزبيّ بشكل كلّي.

والمحاصصة وما يتأتى عنها من حصر الوظائف في الحزبين، لا سيّما أمل، تعطّل عمل المؤسّسات في النبطيّة، كما توسّع، في طبيعة الحال، الفجوة القائمة بين الكفاءة وفرصة العمل.

لكنْ لئن تركت هذه التطوّرات آثارها على نوعيّة الحياة، فأوضح ما يشهد للانحدار هو الحياة الثقافيّة التي استطاعت الحفاظ على نفسها ونشاطها حتّى إبّان الحروب الأهليّة السابقة. فاليوم تكاد محاضرات «مركز الإمام الخمينيّ» تختصر الحيويّة الثقافيّة لمدينةٍ مُنع الكونسرفتوار اللبنانيّ من أن ينشئ فيها مقرّاً لتعليم الموسيقى. صحيح أنّ نائب النبطيّة الوزير ياسين جابر وبعض الذين يمثّلون حركة أمل في بلديّتها يهرّبون أحياناً، ومن وراء ظهر الحزب، سهرة أو أمسية أو مهرجاناً أو تكريماً لواحد من «أعلام المدينة»، لكنّ الثقافة الجديدة تبقى، في متنها العريض، امتداداً للتعبئة الدينيّة والحزبيّة المتزايدة الحضور في الحياة اليوميّة. وهذه متعدّدة المستويات والتعابير، بحيث أنّ طرق السلام والتحيّة المألوفة اختفت أو كادت، وفق أحدهم، فيما تولّت «السلام عليكم» طرد «صباح الخير» والـ «مرحبا» من التداول العامّ.

نوعيّة الحياة

وقد ضاقت كثيراً، حتّى كادت تنعدم، فسحات السهر المختلط التي استمرّت حتّى أواخر التسعينات. وليس صدفة بالتالي أنّ روائيّة من النبطيّة، هي علويّة صبح، كانت من سجّل في روايتها «مريم الحكايا» تدهور أحوال النساء في مناخات الحروب والتعبئة ونكوصهنّ نحو التديّن والطائفيّة.

وفي المقابل، خفت بريق «حزب الله» في السنوات الأخيرة، وتراجع بالتالي تعويضه الأخلاقيّ عن أشكال البؤس الواقعيّ. ففي حرب تمّوز (يوليو) 2006 «لم يفقد أحد شيئاً من بيته... لقد حافظوا على بيوتنا بينما كانوا يقاومون إسرائيل». لكنّ مال التعويضات المتدفّق ما لبث أن نمّى جمهور «حزب الله»، لا بوصفه «مقاومة نؤيّدها كلّنا»، بل بوصفه فئة تُخضع السياسيّ للدينيّ. وبدوره، طرأ نموّ عمرانيّ هائل بين 2006 و2012 بسبب أموال التعويضات التي تكفل بها الحزب، ما رفع أسعار العقارات كثيراً. هكذا وُزّع المال بحجّة إعادة التعمير وأيضاً لإسكات الأصوات المتململة، فدخلت كميّات هائلة منه بلا رقيب عليها أو حسيب، كما نشأ أثرياء جدد هم واجهات ماليّة لـ «حزب الله» وممتلكاته، حتّى بات البعض يهمس ساخراً بأنّ الحزب بات «شركة نصر الله». وبالفعل لم يكن لإفلاس صلاح عزّ الدين، ثمّ فضيحة الادوية المزورة التي ارتبطت بعبداللطيف فنيش، شقيق الوزير الحزب اللهيّ محمّد فنيش، إلاّ رفع جرعة السخرية الهامسة تلك.

غير أنّ تلطّخ الصورة الأخلاقيّة لم يحل دون المضيّ في حملة أخلاقيّة مباشرة تارةً ومداورة طوراً. فالذين آثروا، من المسلمين الشيعة، المضيّ في بيع المشروبات الكحوليّة، عُرّضوا لمقاطعة دكاكينهم ومخازنهم، ما جعلهم يعيدون النظر في قرارهم ذاك. أمّا نادي الشقيف مثلاً، والذي كان له في السابق دوره الثقافيّ والاجتماعيّ البارز على نطاق الجنوب كلّه، فوضعت حركة أمل يدها عليه واستمرّ يقدّم المشروبات الكحوليّة وتُحيى فيه أماسٍ راقصة. إلاّ أنّ وقوع النادي في عجز ماديّ حمل «حزب الله»، من خلال أحد أفراده المتموّلين، على أن يضمن الكافتيريا، وعلى هذا النحو مُنع المشروب والرقص.

وقد حصل شيء مشابه مع «قصر الملوك» الذي «أنقذته» أيضاً أموال «حزب الله» فكفّ عن تقديم الخمر الذي بات ينحصر بيعه في دكاكين قليلة ومتناثرة، أهمّها يملكه شيوعيّ، من غير أن يأمن أصحابها خطر التفجير. أمّا الذي يريد أن يشرب بأمان، فعليه التوجّه إلى قرى وبلدات مسيحيّة في الجوار. وهذا، بدوره، انقلاب آخر، إذ يتذكّر مَن هم فوق الأربعين من النبطانيّين أنّ أهل المنطقة كلّها كانوا يتزوّدون بالخمر من دكّان سليمان بو رعد الذي جاء دركيّاً من عمّاطور إلى النبطيّة فاستقرّ فيها وسمّى نفسه «أبو محمود».

سوريّة... والسياسة الصعبة

لقد ظلّت السياسة عملاً سهلاً على «حزب الله» حتّى اليوم. فابتداءً بانتخابات 1992، حين شُطب كامل الأسعد من المعادلة بخليط من تجاوزه الطبيعيّ ومن الابتزاز المنظّم للوائحه ومرشّحيه، تربّع «حزب الله» وحركة «أمل» في صدارة تمثيل الجنوب، يحتكرانه ويوزّعان فُتاته على من يرضى بالتبعيّة والإذعان. ثمّ جاء التحرير في 2000 ليجعل انتخابات 2005 ربحاً صافياً لا يرقى إليه الشكّ، وبعده جاء «النصر الإلهيّ» في 2006 ليزيد في صفائه الذي شهدت عليه انتخابات 2009.

لكنْ يبدو أنّ القضايا ذات الربحيّة السهلة تراجعت اليوم فيما بدأت الصعوبات تحفّ بالسياسة. وهذا، على ما يبدو جليّاً، بعض نتائج الثورة السوريّة وتورّط «حزب الله» القتاليّ في القصير وحمص وربّما سواهما.

فأنت تسمع من النبطانيّين، المؤيّدين له والمعارضين، تنويعات على الحجج التي ساقها «حزب الله» تبريراً لتورّطه: من الدفاع عن الشيعة اللبنانيّين المقيمين داخل الأراضي السوريّة إلى الدفاع عن مقام السيّدة زينب في دمشق، ومن تأمين طريق المقاومة وسلاحها الآتي من إيران كي لا تضعف أمام إسرائيل إلى ضرورة القضاء على التكفيريّين هناك كي لا يقضوا هم «علينا» هنا. وثمّة من يربط أداء «الواجب الجهاديّ» بإملاءات ولاية الفقيه، مستنتجاً أنّ المشاركة في القتال «فوق النقاش»، وثمّة أيضاً من يتحدّث عن بدء ظهور منظومة الغيبيّات والسحريّات في بيئة الحزب، وأنّها تتّخذ شكل علامات وإشارات وأخيلة تبرّر الانخراط القتاليّ وتحدّد مواعيد الانتصارات المقبلة.

والحال أنّه منذ سنة تقريباً بات بعض الشبّان يتغيّبون عن مدارسهم مدّة شهر أو أكثر، من غير أن يدري بأمرهم أهلهم الذين يحضر بعضهم إلى المدارس للسؤال عنهم. وحين يعود التلاميذ يجيبون سائلهم في المدرسة أنّهم كانوا «في دورة»، بينما يطلب بعضهم عدم نقل الخبر إلى الأهل.

صحيح أنّ ثمّة درجة بعيدة من الإجماع بين مردّدي الحجج هذه، غير أنّ تعدّد الحجج وتفاوتها في تبرير «الواجب الجهاديّ»، وخلال فترة قصيرة نسبيّاً، يبثّان ضعفاً ملحوظاً في منطق قائلها. فحين نضيف تزايد أعداد القتلى من شبّان «حزب الله» ويافعيه، وكون حمص والقصير لا يقعان في المخيّلة «العامليّة» كما رعاها الحزب طوال عقود ثلاثة، يرتفع احتمال التدرّج من تململ صامت إلى تململ ناطق.

تعزّز هذا الافتراضَ صعوبة أنّ يأتيهم «حزب الله» بنصر حاسم وساطع من سوريّة، هو الذي بنى مجده على ما رسمه من انتصاراتٍ حاسمة وساطعة لا يكفّ عن إحرازها. وهذا جميعاً ما قد يفسّر تكتّم الحزب، أقلّه في المراحل المبكرة لتورّطه العسكريّ، على شهادة شهدائه، «ومتى – على ما قال أحد أكثر نقّاده جذريّة – كان حزب هو حزب الشهداء يمتنع عن التباهي بشهدائه؟».

 

لكنّ تأثيرات الأزمة السوريّة لا تقف هنا. ففي الجنوب، كما في كلّ لبنان، يتكاثر عدد اللاجئين السوريّين الذين يعيش معظمهم في ظروف شديدة البؤس وفي شروط سكنيّة شديدة الاكتظاظ. أمّا العدد الشائع فهو خمسون ألفاً في مدينة النبطيّة وحدها، كلّهم تقريباً من السنّة، وغالبيّتهم من درعا.

ويقول نبطانيّون إنّهم باستقبالهم السوريّين «يردّون الجميل»، قاصدين استقبال السوريّين للجنوبيّين النازحين في حرب 2006، كما يبدي بعضهم التذمّر الذي بات يُسمع في مناطق مختلفة من لبنان لأسباب تتعلّق بالعمالة الرخيصة أو بالسرقات.

في الأحوال جميعاً، فالشائع أنّ «حزب الله» وحركة «أمل» قدّما بعض المساعدات الغذائيّة والصحّيّة للاجئين السوريّين في مناطق نفوذهما. بيد أنّ طول الأزمة السوريّة وازدياد تورّط الحزب في سياسات القتل هناك قد يجعلان الاحتكاك خطيراً في الجنوب، بما فيه النبطيّة، بحيث تعجز تلك المساعدات عن ضبط العلاقة بين جيش قائم وجيش محتمل القيام!

أيّ تعايش؟

ليس في النبطيّة أقليّات طائفيّة أو مذهبيّة وازنة. هناك أرمن لم يعد منهم أحد هناك، وهناك سنّة يُقدّر عددهم بألف، هم فلسطينيّو الأصل تجنّسوا. صحيح أنّ المرشّحين إلى النيابة يزورونهم في المواسم الانتخابيّة طلباً لأصواتهم، إلاّ أنّ أحداً منهم لا يستجيب مطلبهم البسيط: ذاك أنّ هؤلاء لا يملكون مقبرة خاصّة بهم، ما يدفعهم إلى تكديس موتاهم جثّةً فوق جثّة، إذ المقبرة الإسلاميّة الوحيدة موقوفة على شيعة النبطيّة وحدهم، لا تتعدّاهم حتّى إلى شيعة المناطق الأخرى.

أمّا المسيحيّون فهم ذوو وجود تاريخيّ قديم في النبطيّة. وكثيراً ما يقال إنّهم لم يتعرّضوا لأيّ أذى أو مضايقة، وإنّ «حزب الله» دفع تعويضات للذين منهم تضرّرت منازلهم في حرب 2006. هكذا يمضي المسيحيّون في احتفالاتهم ومناسباتهم الدينيّة كما دأبوا عليها، متمتّعين بمختار لحارتهم وبعضو يمثّلهم في المجلس البلديّ. لكنّهم، وهذه سمة لازمة في العلاقات الذمّيّة، لا يتدخّلون بتاتاً في السياسة. ففي الستينات والسبعينات انتسب بعض شبّانهم إلى الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، وأقلّ منهم إلى الحزب الشيوعيّ. غير أنّهم اليوم، وفي ما يستدعي المشهد القبطيّ في مصر، «لا يفعلون إلاّ ما تقوله لهم الكنيسة» التي يعود بناؤها إلى 1902.

فوق هذا، أقيم قبل سنوات ثلاث «مصلّى السيدة مريم» على تخوم حارتهم المتفرّعة عن السوق، ما حدا بهم إلى الطلب من ميشال عون أن يتدخّل لدى حليفه «حزب الله» لإبعاد المصلّى قليلاً. وبالفعل أُنزل مكبّر الصوت الذي كان موجّهاً إلى الحارة، لكنّ المصلّى إيّاه ما لبث أن وُسّع وزُيّن بالحجر.

ثمّ إنّ حارة المسيحيّين التي هي واحدة من أربع حارات تتشكّل منها المدينة تقليديّاً (حيّ السراي، حيّ المسلخ، حيّ البياض)، شهدت انخفاضاً سكّانيّاً، اتّخذ منحى تدريجيّاً. ذاك أنّ الحارة التي ضمّت في 1976 أكثر من 65 بيتاً، استقرّ اليوم عدد قاطنيها على أقلّ من مئة شخص. فحين حدّثنا نبطانيّ «أصليّ» عن مرارة التحوّلات التي تشهدها مدينته، استعاد قولة شعبيّة تفيد أنّ «الحيّ بلا نصارى... خساره». لكنّه، بعد برهة صمت وانكفاء على النفس، سألنا: «هل تعرفون أنّ معين جابر، رئيس بلديّة النبطيّة حتّى وفاته في 1995، تعرّض للخطف على أيدي الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين وإسرائيل وأمل والجيش السوريّ؟ إنّ قصّته تلخّص أحوالنا».

 

لافروف وجر المنطقة للهاوية

عبد الرحمن الراشد/الشرقالأوسط

هناك فارق كبير بين الخوف على وحدة سوريا والتهديد بتفكيكها، وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث مهددا وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف.

خطاب روسيا يعبر عن قناعته بفشل دعمه، وإيران، لنظام الأسد لهذا يريد فرض حل سياسي من فوق، يقوم على المصالحة تحت عنوان اتفاق جنيف. المشروع السياسي الروسي الإيراني هدفه إقناع الغرب بعدم دعم المعارضة حتى يحين موعد نهاية فترة رئاسة الأسد في منتصف العام المقبل، كما لو كان الأسد أصلا انتخب بطريقة شرعية حتى يحترم العالم نهاية فترة حكمه القانونية! وبعدها الروس يريدون إجراء انتخابات تضمن إيصال الأطراف المتصارعة اليوم إلى حكومة ما! يمكن أن يحقق مشروع روسيا - إيران شيئين فقط؛ تقسيم المعارضة وتخريب ما تبقى من سوريا. لذا، الوزير لافروف يهدد السوريين إن رفضوا ستفكك بلادهم وستدمر. السؤال ماذا بقي في وحدة البلاد أو نظامه يمكن للروس، والإيرانيين، وجماعة الإخوان المصرية، أن يتعهدوا بضمانه؟

فالسوريون أمامهم خيارات قليلة ليس بينها التعايش مع النظام أو بعضه، لأن ذلك سيشغل المعارضة، ويشعل حروبا داخلية إضافية، وسيدمر ما تبقى واقفا! الخيار المعقول هو القبول بانتقال سلمي ترعاه وتتعهد به الدول المعنية، من بينها طبعا روسيا، يخرج بموجبه رموز النظام وفي مقدمتهم الرئيس بشار الأسد إلى روسيا أو الجزائر أو إيران أو بغداد أو أي من الملاجئ الأخرى التي في صفهم. ومن المقبول أن يفرض على المعارضة القبول بمنح الحماية الدولية للأقليات في مناطقها التي تخاف من سقوط النظام، وعلى رأسها الطائفة العلوية التي هي ضحية لنظام تعمد الأسد الأب بناءه طائفيا لدعم وجوده. مقابل هذه الحماية الدولية تمنح الدولة الجديدة الحماية من أطراف مثل حزب الله وبقايا النظام.

ما يمكن أن نقوله لوزير الخارجية الأميركي جون كيري ألا يصدق عرض الروس والإيرانيين المبني على مخاوف الأميركيين فقط، بفرض حل سياسي هدفه التخلص من الجماعات الجهادية، لأن ما يطرحونه عمليا سيوسع دائرة النزاع، ويعزز وضع الجماعات الإرهابية، التي ستتبنى حتما غضب الأغلبية التي ركعت بالقوة وأجبرت على حل لا ترضاه بعد أن دفعت مائة ألف قتيل، وخمسة ملايين مشرد، وبلدا مدمرا. الحل يجب أن يسير في الاتجاه المعاكس؛ أن يمكن المجتمع الدولي الأغلبية من حقوقها السياسية، ضمن نظام ديمقراطي عادل، وهذا يعني إقصاء الأسد فورا وليس بعد عام.

مشروع لافروف، ويبدو أن الأميركيين يسيرون خلفه بكل أسف، فرض شراكة سياسية مستحيلة، وتعطيل تقدم المعارضة لمنتصف العام المقبل. وأول من طرح هذه الفكرة هم الإيرانيون بحجة منع الفتنة الطائفية، والسيطرة على الوضع الداخلي. أمر يكاد أقرب إلى الجنون لأنه يحقق أهداف نظام إيران بمنع ولادة دولة سورية جديدة تهدد مصالحهم، وأصبح لافروف صوت الإيرانيين، يهدف إلى إبقاء سوريا في فوضى وصراع مستديم وليس العكس.

فكرة الإيرانيين دائما هي زرع الفوضى ودعم الإرهاب للتخويف من الفوضى والإرهاب، كما لو أن الأسد هو السد ضد هاتين الآفتين! كل ذلك من أجل وقف التسليح الغربي لمنع المعارضة من التقدم، خاصة بعد فشل إيران وروسيا عسكريا. حليفهم الأسد بات جثة في قصره، يمثل دور الرئيس في مسرحية بشكل مبالغ فيه، حيث كثف من ظهوره الإعلامي وزياراته، حتى إنه زار حديثا محطة كهرباء لأول مرة في حياته ليقول للناس إنه حي وموجود، في حين أن العاصمة أصبحت مدينة أشباح!

الروس يعرفون أن الأميركيين يتفرجون منذ عامين من بلكونة الأقمار الصناعية على ما يجري على الأرض، وهم يتمنون بالتأكيد سقوط خصمهم الأسد، حليف عدوتهم إيران، لكن فكرة وجود جماعات جهادية بديلة للأسد تؤرقهم. الآن الإيرانيون، عبر الروس يلعبون على هذا الوتر الحساس مع الأميركيين، محذرين من أن سوريا ستدخل في فوضى وإرهاب، في وقت تعد فيه سوريا اليوم في فوضى وإرهاب منذ عامين. والحقيقة أن قمع الأغلبية الثائرة سيجعل من المستحيل تحقيق أي استقرار، وستجد جماعات إرهابية مثل «القاعدة» حلفاء كثيرين لأول مرة في تاريخ المنطقة.

إسقاط الأسد ودعم الجماعات المعارضة المعتدلة سيحقق نتيجة أكيدة، سوريا جديدة معتدلة.

 

الغارات الإسرائيلية على دمشق تختبر الحرب مع إيران

هدى الحسيني/الشرق الأوسط

إذا كان مفاعل «بوشهر» يعتبر المفاعل السلمي الوحيد حتى الآن في إيران، فإن هناك المنشآت التي تتعامل مع دورة الوقود النووي، وهذه اكتشفت في بداية «الألفين»، رغم أن الإيرانيين كانوا يعملون عليها منذ أكثر من عشرين سنة من دون أن يلفتوا أحدا من الخارج، وكانوا اشتروا تقنية تخصيب اليورانيوم من العالم الباكستاني عبد القدير خان. في البداية، عندما اكتشف برنامجهم لتخصيب اليورانيوم، قال الإيرانيون إنه لأغراض سلمية، وإنهم لم يعلنوا عنه لأسباب تقنية، وإنهم كانوا ينوون فعل ذلك عندما يبدأ التشغيل. فنيا، تحققت الوكالة الدولية للطاقة النووية ورأت أنه في بعض البنود حصل خرق للاتفاقيات الدولية، وهكذا أحيل الملف إلى مجلس الأمن الدولي الذي فرض على إيران التوقف عن أنشطتها، وعندما لم تتوقف سمح مجلس الأمن بفرض العقوبات الاقتصادية.

من هنا، بدأت قصة العقوبات الاقتصادية المرتبطة بالبرنامج النووي.

رب من أصفهان. هي تحت الأرض من جناحين؛ الجناح الأول يضم مصنعا ومختبرات للتخصيب على مستوى صناعي، والجناح الثاني للأبحاث والتجارب الأولية والإنتاج النمطي.

بدأت إيران فعلا بالإنتاج النمطي والأبحاث، وصار لديها بالمصنع في «ناتانز» نحو عشرة آلاف جهاز طرد مركزي.

الطاردات المركزية التي تحصل فيها عملية التخصيب يجب أن تكون مركبة على شكل متتال (cascade)؛ إذ لا يمكن تخصيب نسبة 0.07% من اليورانيوم الطبيعي للوصول إلى 5% من اليورانيوم المخصب في أنبوب واحد. كل أنبوب يستعمل للتحسين قليلا، ومن ثم يكون الذهاب إلى الأنبوب الآخر.

كل مركب لديه ما يغذيه للوصول، من نسبة 1%، إلى 5% للاستخدام السلمي، وللوصول إلى استخدام وقود للأبحاث تصبح الحاجة إلى نسبة 20%. وإذا أرادت إيران إنتاج الوقود الذي يستخدم لتصنيع القنابل والأسلحة النووية، تصبح الحاجة إلى 85% أو 90%، وكلما ارتفعت نسبة التخصيب، صار التصميم أسهل. في «ناتانز» وفي المرحلة الأولى وهي عشرة آلاف جهاز طرد مركزي، أنتجت إيران كمية من اليورانيوم المخصب.

يتم التخصيب على شكل غاز اليورانيوم، وهو نوع من أنواع أكسيد اليورانيوم يكون لونه أصفر، وهو ما يسمى «الكعكة الصفراء». يتم تحويله إلى غاز الفلورين، هذا الغاز يمكن تخصيبه في أجهزة الطرد المركزي، وعند الانتهاء منه يصبح على شكل غاز، لكن من أجل استخدامه في المفاعلات أو الأسلحة النووية يجب أن يعاد تحويله إلى أكسيد، وإذا أرادوا تحويله إلى أسلحة نووية، فيجب تحويل الأكسيد إلى معدن.

جزء من اليورانيوم المخصب بنسبة 5% حوّله الإيرانيون إلى أكسيد لاستخدامه في إنتاج الوقود النووي لمفاعل «بوشهر» أو مفاعل أبحاث طهران.

مع بداية عام 2012 في «ناتانز» بدأوا أخذ نسبة 5%، ورفعوها إلى نسبة 20%. وفي شهر فبراير (شباط) الماضي أنتجت إيران 280 كيلوغراما (كلغم) من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، هذه الكمية تعتبر أكبر من الكمية المطلوبة لإنتاج 90% من اليورانيوم الذي هو 25 كلغم.. إذ لإنتاج قنبلة نووية (يورانيوم) تكون الحاجة إلى 25 كلغم، (قنبلة البلوتونيوم 10 كلغم فقط). ولإنتاج 25 كلغم (90% من اليورانيوم) فالمطلوب إنتاج 240 كلغم (20% من اليورانيوم المخصب).

في إيران هناك مصانع للتحويل، من الأكسيد إلى معدن، المهم أن يكون النقاء عاليا جدا. كما أن لديها مصانع للتحويل من الغاز إلى الأكسيد إلى المعدن.

استخدمت إيران جزءا من العشرين في المائة، نحو 130 كلغم، حولتها إلى أكسيد على أساس تحويلها إلى وقود لمفاعل طهران.

بهذه العملية، ارتاح الأميركيون والإسرائيليون قليلا؛ إذ لم يعد لدى إيران 240 كلغم (20% من اليورانيوم المخصب). الارتياح ناجم عن أنه إذا قررت إيران طرد المفتشين الدوليين، فلن تعود لديها الكمية الكافية لصناعة السلاح النووي؛ إذ تبقى في حاجة إلى أن تعوض ما استعملته لمنشأة طهران، إلا إذا قررت أن تحوله مرة جديدة من معدن إلى أكسيد، ومن ثم تأخذ الغاز الذي هو 20% من اليورانيوم المخصب، وتغذي به المصانع من أجل إنتاج الكمية اللازمة التي هي 90% من اليورانيوم المخصب.

لذلك، تقول التقديرات الحالية إن إيران لم تصل بعد إلى الكمية الكافية من العشرين في المائة، وبالتالي يبقى «الخط الأحمر» لإنتاج قنبلة نووية بعيدا.

وإذا قررت إيران طرد المفتشين، كما فعلت كوريا الشمالية (في كوريا القنبلة من البلوتونيوم) وافتراضا أنها استكملت كل شيء، فإنها تحتاج من 3 إلى 6 أشهر لإنتاج الكمية الكافية من الـ90% من اليورانيوم. ثم عليها أن تحوله إلى أكسيد، ومن أكسيد إلى معدن عالي النقاء.. هذه العملية قد تستغرق نحو تسعة أشهر (3 أشهر لاستكمال الكمية اللازمة للعشرين في المائة، ومن 3 إلى 6 أشهر لإنتاج 90%)، وبعد ذلك التحويل إلى أكسيد. هنا يفهم قول الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل: «لدينا أكثر من سنة».

معظم الخبراء النوويين المتابعين يقولون إن هناك متسعا من الوقت يتجاوز السنة للوصول إلى «الخط الأحمر» الذي صار يعني الحرب. لكن بالنسبة لـ«الخط الأحمر» الإسرائيلي، فقد يكون في وصول إيران إلى نسبة 20% وامتلاك 200 كلغم من اليورانيوم.

الجانب الأميركي يقول إن هناك متسعا من الوقت للتفاوض حتى لو أنتجت إيران 220 كلغم، ما دامت لم تحولها إلى 90% أو جمدتها أو أخذت جزءا منها مرة ثانية. ثم عندما تطرد إيران المفتشين الدوليين فإن المجتمع الدولي كله سيعرف.

لكن هل «الخط الأحمر» الذي حددته إسرائيل بالنسبة لإيران يشمل فقط برنامجها النووي؟

الغارتان على دمشق الأسبوع الماضي أعلنتا تقريبا أن الحرب بين إيران وإسرائيل قد بدأت. يوم الأحد الماضي، كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إسرائيل بقصفها مستودعات الذخيرة أظهرت أنها جاهزة للالتزام بـ«الخطوط الحمر» التي وضعتها. ويوم السبت الماضي جاء في مجلة «فورين بوليسي» أن «الغارة على دمشق رسالة إلى إيران، حيث تعهدت إسرائيل بتدمير برنامجها النووي إذا ما عبرت (الخط الأحمر) الذي وضعه بنيامين نتنياهو». وعكس أموس يادين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق هذا التوجه بقوله للإذاعة الإسرائيلية صباح الأحد الماضي: «من المؤكد أن إيران تراقب تصميم إسرائيل والولايات المتحدة في ما يتعلق بـ(الخطوط الحمر)، وما تراه في سوريا يوضح لها أن بعض الأطراف، على الأقل، عندما يحددون (الخطوط الحمر)، وإذا ما تم تجاوزها، فإنهم يتعاملون مع هذا الأمر بجدية».

التطورات الأخيرة كشفت أن محاولات إيران التحضير المسبق لحرب متوقعة، باءت بالفشل، أو انكشفت، فهي أرسلت صواريخ «فاتح 110» إلى سوريا لإيصالها إلى حزب الله في لبنان.. جاءت هذه الصفقة بعدما انكشفت صفقة أخرى وقعها «الحرس الثوري» الإيراني مع حكومة السودان لشحن صواريخ وأسلحة إلى حماس في غزة. وحسب الاتفاق، تنقل الأسلحة من طهران إلى دمشق، ومن دمشق إلى الخرطوم جوا، ثم تنقل برا من السودان إلى غزة عبر مصر وصحراء سيناء. هنا تبرز أهمية دمشق بالنسبة لإيران؛ إنها الحلقة الأساسية في سلسلة كل الخطط الإيرانية، إذا فقدتها، انفرط عقد السلسلة.

تشير هذه التطورات إلى «خطوط حمراء» جديدة سيتم وضعها إلى جانب «الخط الأحمر» المعني بالبرنامج النووي الإيراني.

 

سوريا.. هل اتفق الروس والأميركيون؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/09 أيار/13

الإجابة عن السؤال أعلاه هي أنهم لا يزالون في مراحل التفاوض الأولى، فعلى الرغم من كل ما قيل في المؤتمر الصحافي لوزيري خارجية كل من أميركا وروسيا مساء الثلاثاء، فإن عبارة واحدة لخصت فحوى زيارة الوزير الأميركي جون كيري لموسكو، واجتماعه بالرئيس الروسي، وكشفت أنه لا اتفاق واضحا حول سوريا. أهم ما قاله كيري بالمؤتمر الصحافي، هو أن «لقاء بوتين - أوباما سيحدد مسار الأمور بشأن سوريا» مما يعني أنه لا اتفاق روسيا أميركيا، وإن أعلن الوزيران، الأميركي والروسي، عن إمكانية عقد مؤتمر دولي للأزمة السورية انطلاقا من اتفاق جنيف، وهذا المؤتمر المزعم، أو المؤمل، عقده ليس بالفكرة الجديدة، بل هو مقترح روسي قديم. وعليه فإنه لا شيء حاسما حول الأزمة السورية الآن، وإنما على الجميع الانتظار حتى لقاء أوباما - بوتين. الروس بدورهم قاموا بإرسال رسائل بهذا المعنى، وقبل أن يدلف كيري للقاعة المخصصة للقاء الرئيس فلاديمير بوتين. فبينما كان كيري منتظرا لمدة ثلاث ساعات للقاء بوتين، الذي قيل إنه كان في اجتماع آخر، نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية تصريحات لمصادر رسمية روسية في موسكو تقول، إن «الرئيس الروسي ما زال يكتب رده على رسالة بعث بها نظيره الأميركي، باراك أوباما، بشأن الأزمة السورية»، مضيفة أن بوتين عبر عن أمله في لقاء أوباما «في أقرب وقت»!

وهذا يقول لنا بوضوح، إنه لا اتفاق بين الروس والأميركيين على مخرج للأزمة السورية، بل إنهما ما زالا في مراحل التفاوض الأولية، وكل ما قيل في المؤتمر الصحافي لم يكن إلا لغة دبلوماسية الهدف منها هو ترك الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات انتظارا للقاء الرئيسين. ومن الواضح أن مفاوضات كيري مع الروس بموسكو كانت كما أشرنا بالأمس مفاوضات «محبطين»، فالأميركيون لا يعرفون حتى الآن الثمن الذي تريده موسكو مقابل رأس الأسد، وهاهم الروس يفضلون الانتظار حتى لقاء أوباما - بوتين، وإحباط الروس يتمثل أيضا في تزايد حماقات النظام الأسدي التي تضعهم في موقف محرج، خصوصا استخدام الأسلحة الكيماوية، التي أبدى الروس استعدادا للتحقيق فيها، كما قال وزير خارجيتهم لافروف الذي كان محتقنا بشكل واضح وخصوصا عندما نعت المعارضة بـ«المتطرفين». ومما سيزيد من إحباط واشنطن وموسكو أكثر إعلان رئيس الوزراء البريطاني أمس أن الشكوك حول استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية بدأت تنحسر، حيث إن كل المؤشرات تقول إن النظام هو من استخدمها، ومن شأن ذلك إحراج أوباما أكثر، خصوصا مع تزايد الضغوط، الداخلية والخارجية، عليه للقيام بعمل ما بعد أن تجاوز الأسد الخطوط الحمراء التي حددها أوباما بنفسه. ملخص القول إنه إذا كان هناك من اتفاق روسي أميركي حول سوريا فهو الانتظار حتى لقاء أوباما - بوتين، وعدا عن ذلك فهو عملية شراء وقت وحتى القمة المرتقبة بين الرئيسين.

 

ما بين نصر الله والقرضاوي.. تغيَّرَ الزمن!

فادي شامية/المستقبل

لا يخفى ما للسيد حسن نصر الله من تأثير في العالم الإسلامي عموماً، ولدى الشيعة خصوصاً. الأمر نفسه- وأكثر- ينطبق على العلامة يوسف القرضاوي، أحد أكثر الرجال الذين يتأثر بهم المسلمون في هذا العالم، لما له من مكانة علمية، ومن تاريخ سياسي وجهادي عريق (منذ حرب العام 1948). الأمر لا يقتصر على ذلك، فالرجل الأول؛ أي السيد حسن نصر الله، هو الأمين العام لأهم تنظيم شيعي في العالم؛ "حزب الله". أما الثاني؛ القرضاوي، فهو بمثابة الأب الروحي لجماعة لها وجودها الفاعل في أكثر من 80 بلداً حول العالم؛ جماعة "الإخوان المسلمين"، ما يعني أن لحُسن أو سوء العلاقة بين الرجلين تأثير على العالم الإسلامي عموماً، فضلاً عن تداعياتها السياسية.

أثناء حرب تموز 2006، صدرت مواقف "حذرة" من "حزب الله"، بناءً لـ"عقيدته ولارتباطه بإيران"، وذلك من مراجع علمية معتبرة في المملكة العربية السعودية وغيرها، فوجد القرضاوي أن الأمر يحتاج إلى أكثر من موقف مقابل، فأفتى بـ"وجوب دعم حزب الله"، معتبراً أن "المقاومة اللبنانية جهاد شرعي، وتمثل أشرف مقاومة على الأرض مع شقيقتها بفلسطين، وأن الشيعة جزء من الأمة الإسلامية وواجب على كل مسلم نصرة هذه المقاومة ضد العدو الإسرائيلي". لم يعبأ القرضاوي يومها بموقف النظام المصري، الذي يحمل جنسيته، ولا بموقف أي دولة خليجية يقيم فيها، وشكّل موقفه هذا رافعة قوية للدعم الشعبي الذي تلقاه الحزب خلال حرب تموز من الأمتين العربية والإسلامية.

بعد انتهاء الحرب راجع كثيرون القرضاوي في موقفه، انطلاقاً من أن الحزب سرعان ما انقلب على الحكومة اللبنانية، وأنه جزء من المشروع الإيراني، لكن القرضاوي أكد الدعوة إلى التقريب بين المذاهب، وأضاف: "أؤيد حزب الله في مقاومته... حسن نصر الله متمسك بشيعته ومبادئه، ولا يمكن أن ننكر هذا، ولكنه أفضل من غيره من القاعدين والمتخاذلين" (2-9-2006).

في هذه المرحلة لقي القرضاوي كثيراً من المديح والإشادة من المرتبطين بالمشروع الإيراني، لكن تعظيم القرضاوي انقلب إلى عكسه في العام 2008 عندما أطلق سلسلة مواقف متلاحقة حذّر فيها من "تمادي الغزو الإيراني الشيعي للمجتمعات الإسلامية السنية". يومها حاول أقرب المقربين منه أن يقللوا من حدة كلامه، لكنه أبى، بل عتب على بعض تلاميذه المصريين جراء ذلك، وقال: "لقد أردت أن أنذر قومي، وأصرخ في أمتي، محذراً من الحريق المدمر الذي ينتظرها".

تعرض القرضاوي لهجمات قاسية جراء تحذيره من المشروع الإيراني، وصلت إلى حد مطالبة وكيل المرجعيات الشيعية في الكويت محمد باقر المهري إلى "خلع عمامة القرضاوي الدينية ومنعه من الظهور إعلامياً، لأنه يسيء إلى جميع السنة وعلمائهم الشرفاء، ويفرق جماعة المسلمين ويخدم الصهاينة وأعداء الإسلام"، ولم يصدر عن السيد نصر الله أي موقف دفاعاً عن القرضاوي، الأمر الذي أثار استياء الأخير، وقد عبّر عن هذا الاستياء علناً عندما سئل لاحقاً عن رأيه بنصر الله.

مع انطلاقة مرحلة "الربيع العربي" قام القرضاوي بدور كبير في تزخيم الثورات العربية، لكنه رفض إقحام الحراك الشعبي في البحرين في عدادها، حيث اعتبر أن الاحتجاجات هناك ذات طابع مذهبي مرتبط بالخارج، الأمر الذي أخرج السيد نصر الله عن صمته في احتفال جماهيري خُصص لدعم الثورات العربية (عدا بدايات الحراك في سوريا والثورة الخضراء في إيران)، حيث استغرب كيف "يدعو البعض (قاصداً القرضاوي) أهل مصر للنزول إلى الشارع، وفي ليبيا يدعوهم لقتل القذافي، وعندما تصل الأمور إلى البحرين ينكسر القلم ويجف الحبر ويخرس الصوت" (18/3/2011)، لكن الامتعاض الأشد من القرضاوي جاء على خلفية مواقفه من النظام السوري، وقد جر عليه هذا الأمر في بدايات الثورة مواقف حادة، أسهم إعلام "حزب الله" في بثها وترويجها.

مع تزايد قمع النظام السوري لشعبه، زاد القرضاوي من حدة مواقفه تجاه هذا النظام وتجاه داعميه، لدرجة أنه دعا إلى اعتبار إيران وروسيا والصين أعداءً للأمة الإسلامية، وقد حضّ ملايين الحجاج المسلمين في موسم الحج على الدعاء على هذه الدول (13 -10-2012).

خلال العام الحالي سجّل القرضاوي مواقف لافتة جداً. سُئل عن بشار الأسد، فوصفه بالمجرم، لكنه أضاف موقفاً في غاية الخطورة، قال: "بشار الأسد، والمالكي، وحزب الله - الذي يأتي برجاله ليقتل الرجال والنساء والأطفال- هؤلاء لا يخافون الله، وهم أول من يجب أن يُقتلوا وأن يحاسبوا؟" (7/3/2013). سئل عن البوطي، فقال: "هو الذي فقد هويته، وفقد عقله... كنا نحسبه من العلماء، وكنا نحسبه ممن يملكون عقلاً ويملكون رشداً ويملكون علماً، إذا به يفقد هذا كله ويسير في ركاب الظالمين". أضاف رداً على سؤال: هؤلاء الذين يعملون مع السلطة (النظام السوري) يجب أن نقاتلهم جميعاً، عسكريين، مدنيين، علماء، جاهلين، الذي يكون مع هذه السلطة الظالمة الجائرة المتجبرة في الأرض التي قتلت الناس بغير حق، هو ظالم مثلها، يأخذ حكمها. فكل من يقاتل عليه أن يقاتل هؤلاء" (17/3/2013).

لم يكتفِ القرضاوي بمواقفه من الأحداث الراهنة؛ بل قدّم مراجعة لطروحه السابقة، فأعلن الشهر الماضي ما يأتي: "كنت قديماً من دعاة التقريب (بين المذاهب)، وبقيت سنوات في هذه المسيرة، ولكني في الحقيقة وجدت أن الذين يستفيدون من عملية التقريب هم الشيعة (يقصد إيران)، أما السنة فلا يستفيدون شيئاً. لقد ذهبنا إلى سوريا (مؤتمر)، ودعونا للتقريب، فكانت النتيجة أن فتحوا عشرات الحسينيات في أماكن ليس فيها شيعي واحد، ويقولون نحن سوا سوا"! أضاف: "نحن لا نعلّم (أبناءنا) ما عند الشيعة حتى لا ندخل في الفتنة، لكن أصبح الآن لزاماً أن نعلّم أبناءنا ما عندهم" (8/4/2013).

في خطابه الأخير (30/4/2013) رد نصر الله للمرة الثانية على القرضاوي، من دون أن يسمه أيضاً، معتبراً القرضاوي مسؤولاً عن "القتل والاستنزاف، وأبشع أنواع القتال أيضاً، من ذبح وقطع رؤوس وإلقاء من على الأسطح، وصولاً إلى استدعاء التدخل الدولي العسكري، استدعاءً سياسياً وميدانياً... يؤيد هذا الاتجاه أو جزءاً من هذا الاتجاه علماء وقيادات وجماعات، وهناك من أصدر فتاوى حادة، ما زالت تذاع حتى الآن على الفضائيات وموجودة في مواقع الإنترنت بالصوت والصورة. حتى بعض ممن يعدّون من كبار العلماء ويصنفون في خانة الاعتدال أصدروا فتاوى غريبة عجيبة، حتى بالمنطق الشرعي"، مستنتجاً أي نصر الله -: "يعني الموظف في الدولة السورية الذي يريد أن يصلح الكهرباء نتيجة الانقطاع في هذه المحافظة أو تلك، الآن يُقتل بهذه الفتوى" (فتوى قتال السلطة السابق ذكرها).

لم يتأخر رد القرضاوي؛ فأوضح أنه لم يُفتِ بقتل الناس كما استنتج نصر الله، موضحاً: "هناك من يتخفون بثياب مدنية، هؤلاء هم الشبيحة، وهم يجب أن يُقتلوا. نرفض قتل المدنيين وإذا قُتل بعضهم فهذا من ضروريات الحرب ونحتسبهم من الشهداء"، أضاف القرضاوي: خلال خطبة الجمعة (3/5/2013): "إن هذا الحزب (حزب الله) ما من مكان فيه للخير والدين والله، لأنه يقاتل في سبيل الطاغوت بسوريا... حزب الله لا ينصر أهل الظلم، هذا حزب الشيطان، حزب الشر، حزب الطغيان".

بهذه المواقف؛ يبدو واضحاً أن القرضاوي قطع شعرة معاوية مع نصر الله ومع المشروع الذي ينتمي إليه، بعدما انتقل من مناصرته إلى ما يشبه الدعوة إلى قتله، وتالياً فقد خسر "حزب الله" ظهيراً سنياً غاية في الأهمية والتأثير.

وبنظرة أكثر عمقاً؛ يمكن أن يظهر بوضوح كم أسهمت الثورة السورية في تغيير واقع الأمة، والعلاقات البينية بين مكوناتها السياسية والمذهبية، وكم بات المشروع الإيراني خطراً على المنطقة، على اعتبار أن الخاصة قبل العامة باتوا ينظرون إليه بصفته مشروعاً معادياً... فضلاً عن أن كثيراً من المسلمين الشيعة باتوا يتحسسون المخاطر التي يجنيها عليهم ربطهم بإيران.

فادي شامية