المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 25 تشرين الثاني/2013

عناوين النشرة

*رسالة يوحنا الأولى الفصل 04/04-21/الله محبة

*النائب جمال الجراح يعري هرطقات حزب الله الإرهابي

*بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة مع النائب جمال الجراح مع مقدمة للياس بجاني وتقرير عن الاتفاق الإيراني الغربي/24 تشرين الثاني/13

*فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مع النائب جمال الجراح/24 تشرين الثاني/13

*نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/24 تشرين الثاني/13

*نشرة الأخبار باللغة الانكليزية

*سرطان حزب الله وراء كل ظواهر التعصب ووراء كل أنواع الفتن/الياس بجاني

*صوت صيدا... والا / نبيل بومنصف/النهار

*حزب الله ينعي عنصره "علي عزالدين هزيم"

*إيران والغرب.. قرض لا دبلوماسية/طارق الحميد/الشرق الأوسط/

*أبرز بنود الاتفاق الإيراني-الغربي

*نهاية حزب الله قريبة جداً/الياس بجاني/

*أيّ دور إيراني بعد الإتفاق النووي/بقلم شارل جبور

*كندا تبقي عقوباتها على ايران رغم الاتفاق بين طهران والقوى الكبرى

*أي اتفاق، حتى لو كان سيئاً، يبقى افضل من أي حرب

*أوباما اتصل بنتانياهو لبحث الاتفاق النووي مع إيران

*الاتفاق الإيراني الدولي يستبدل أنماط النفوذ/وسام سعاده/المستقبل

*70 عاماً على الاستقلال لم تكن كافية لجعل اللبنانيين يبلغون سن الرشد/اميل خوري/النهار

*الجيش يفكك عبوة ناسفة... مصدر أمني: " العبوة تأتي على اثر رسائل تهديد متبادلة بين "حزب الله" وجند الشام"

*شمعون استنكر ازالة لوحة بذكرى خروج الجيش السوري من لبنان من نهر الكلب

*فوز القوات و14 آذار بالتزكية في انتخابات نقابة المعالجين الفيزيائيين

*البابا اختتم سنة الايمان بقداس عاونه فيه بطاركة الشرق الكاثوليك: متضامنون معكم بالصلاة والشركة الكنسية ومع آلام ابناء الشرق الاوسط وندعو للسلام

*بري وصل إلى طهران ويلتقي روحاني ولاريجاني غدا: الآن تولد السياسة من ايران والاتفاق يشكل قنبلة نووية سياسية

*المطران معوض :الرئيس معوض شهيد الحرية والاستقلال ورجل المصالحة ونفتقد مزاياه اليوم

*شمعون في تكريم رجالات الاستقلال:لبنان لا يرغب بمغامرات دونكيشوتية بهية الحريري: الاستقلال لم يعد مناسبة لهذا الفريق أو ذاك بل قضية وجود وهوية

*فارس سعيد: اتفاق ايران مع الغرب جردها من انيابها العسكرية في المنطقة

*انتصار "اليسوعية".. سقوط ثقافة التهديد وتغطية "حزب الله" ونتائج الانتخابات أظهرت تحولاً في المزاج المسيحي وقوة تضامن 14 آذار

*امين الجميل في ذكرى تأسيس الكتائب: نحن حزب الشهداء لا السلاح طريق الخروج من الأزمة يستدعي تأليف حكومة قادرة وانتخابات رئاسية في موعدها

*زهرا في لقاء بعشقوت: لن نعطي شرعية لحزب الله في حكومة جامعة

*منصور للوطنية: الاتفاق النووي مع إيران أسقط النقاب عن الوجوه التي استفادت من الخلاف الايراني الغربي على مدى عقود

*اطلاق اسم وديع الصافي على الجادة بين مستديرتي المكلس والدكوانة فضول في أربعين الفنان الراحل: كان مدرسة للفن وللانتماء للوطن وبناء جسور المحبة

*طرابلس احتفلت بالاستقلال برعاية قهوجي: احداث طرابلس إستثناء فأبناؤها يعشقون السلام والدليل إلتفافهم حول الجيش ورهانهم عليه

*دوفريج: تداعيات الاتفاق الاميركي الايراني على لبنان لا يمكن أن تكون إلا إيجابية

*الجوزو: الدماء التي تسيل أنهارا بين السنة والشيعة سببها ايران وثقافة الكراهية

*طعمة: ليراجع حزب الله موقفه في الداخل اللبناني ويسهل تشكيل حكومة واقعية دون أن يصر على إمتلاك سلاح تعطيلها

*إسرائيل المعزولة دولياً أعربت عن استيائها الشديد/نتانياهو: الاتفاق خطأ تاريخي ولا يلزمنا وسندافع عن أنفسنا

*العسكر: أجندة طهران قبيحة ولن ينام أحد في الشرق الأوسط بعد اتفاقها مع القوى الكبرى/مخاوف خليجية من مقايضة إيران "النووي" بالهيمنة على المنطقة

*تفاصيل الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 /إيران توقف النشاط في عدد من منشآتها مقابل إزالة بعض الحظر

*الاتفاق النووي مع ايران وتداعياته: 7 مليار دولار الى طهران من عائدات النفط...وتنازلات اقليمية هي الثمن/طارق نجم/موقع 14 آذار

*التسوية تسلك طريقها في الملف الايراني

*الاتحاد الاوروبي يحث على تطبيق الاتفاق مع ايران في المهل المحددة

*ليبرمان: نأسف لتحقيق ايران اكبر انتصار دبلوماسي عبر اتفاق جنيف

*روحاني:الاتفاق النووي في مصلحة بلدان المنطقة والسلام العالمي

*لافروف عن اتفاق جنيف:الكل رابحون وليس هناك من خاسر

*وزير الخارجية الصيني:اتفاق جنيف سيصون السلام في الشرق الاوسط

*فابيوس: اتفاق جنيف تقدم مهم على طريق الامن والسلام

*الحاج حسن: التفاهم مع التيار الوطني الحر راسخ وسيبقى لا ايران ولا سوريا منعتانا يوما من اتخاذ اي قرار سياسي داخلي

*عندما يضمن "حزب الله" أمن إسرائيل/مارون حبش/موقع 14 آذار

*الحرب التي اشعلها الملالي ترتد عليهم أو بالأحرى بضاعتهم الفاسدة تعود إليهم/سعيد ب. علم الدين

*بيان المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية

*المطران ايلي نصار لـ"المستقبل": صيدا صمام أمان لكل لبنان

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة يوحنا الأولى الفصل 04/04-21/الله محبة

فليحب بعضنا بعضا، أيها الأحباء لأن المحبة من الله وكل محب مولود من الله ويعرف الله من لا يحب لا يعرف الله، لأن الله محبة. والله أظهر محبته لنا بأن أرسل ابنه الأوحد إلى العالم لنحيا به. تلك هي المحبة. نحن ما أحببنا الله، بل هو الذي أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا. فإذا كان الله، أيها الأحباء، أحبنا هذا الحب، فعلينا نحن أن يحب بعضنا بعضا. ما من أحد رأى الله. إذا أحب بعضنا بعضا ثبت الله فينا وكملت محبته فينا. ونحن نعرف أننا نثبت في الله وأن الله يثبت فينا بأنه وهب لنا من روحه. ونحن رأينا ونشهد أن الآب أرسل ابنه مخلصا للعالم. من اعترف بأن يسوع هو ابن الله ثبت الله فيه وثبت هو في الله. نحن نعرف محبة الله لنا ونؤمن بها.الله محبة. من ثبت في المحبة ثبت في الله وثبت الله فيه. واكتمال المحبة فينا أن نكون واثقين يوم الحساب، فنحن في هذا العالم مثلما المسيح في العالم. لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تنفي كل خوف، لأن الخوف هو من العقاب، ولا يخاف من كان كاملا في المحبة. فعلينا أن نحب لأن الله أحبنا أولا. إذا قال أحد: أنا أحب الله وهو يكره أخاه كان كاذبا لأن الذي لا يحب أخاه وهو يراه، لا يقدر أن يحب الله وهو لا يراه. وصية المسيح لنا هي: من أحب الله أحب أخاه أيضا.

 

النائب جمال الجراح يعري هرطقات حزب الله الإرهابي
بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة مع النائب جمال الجراح مع مقدمة للياس بجاني وتقرير عن الاتفاق الإيراني الغربي/24 تشرين الثاني/13
فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مع النائب جمال الجراح/24 تشرين الثاني/13
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/24 تشرين الثاني/13
نشرة الأخبار باللغة الانكليزية

مواقف علنية وواضحة وجريئة ووطنية للنائب جمال الجراح من ضمن مقابلة مطولة وشيقة وشاملة أجراها يوم أمس عبر تلفزيون المر. الجراح كشف كل هرطقات حزب الله الإرهابي وسمى الأشياء بأسمائها دون مواربة أو مساير، كما تناول باسهاب خلفيات ومسببات تفجير السفارة الإيرانية وتطرق إلى مشروع ملالي إيران التوسعي وإلى واجرام نظام الأسد الكيماوي وأخطارهما على لبنان الكيان والرسالة.

 

حزب الله ينعي عنصره "علي عزالدين هزيم"

موقع 14 آذار/نعى حزب الله عنصره علي عزالدين هزيم الذي قضى "أثناء قيامه بالواجب الجهادي المقدس وبحسب معلومات فقد تم فصل رأسه عن جسده.

 

تعليق على مقالة لنبيل بومنصف/سرطان حزب الله وراء كل ظواهر التعصب ووراء كل أنواع الفتن

http://newspaper.annahar.com/article/86253-صوت-صيدا-والا

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/13/حزب الله هو من زرع الفتنة والتعصب والمذهبية واشعر الآخرين بالعجز مما دفع كثر من معارضيه إلى التطرف وأحياناً في أبشع صور التطرف والجنون كما فعل الشاب الصيداوي. باختصار حزب الله هو السرطان وهو الذي ليس فقط يحتل لبنان عن طريق الإرهاب والبلطجة والغزوات، بل يفكك دولته ويزرع بين شرائحه ثقافة مد اليد أي شرعة الغاب وقد تفشت هذه الثقافة داخل بيئة حزب الله نفسه ولا يكاد يمر يوم دون حوادث من هذا النوع بين جماعات الحزب وهي الثقافة الأخطر والتي في النهاية ستفجر الحزب من الداخل بعد أن تكون فتكت بالمجتمعات اللبنانية وأعادتها إلى القرون الحجرية. ما يمر به لبنان هو غير مسبوق في تاريخ هذا البلد. العلاج يكمن في التخلص من الاحتلال الإيراني ومن عسكره حزب الله.

 

صوت صيدا... والا !

نبيل بومنصف/النهار

مع الامل الضعيف جداً في ان تتحلى سائر القوى اللبنانية بالحد الادنى الذي يمليه هول التفخيخات والتفجيرات يكفي اللبنانيين ان يتوقفوا بتمعن امام حقيقة هم من اوائل شعوب المنطقة اكتواء بتجاربها واكلافها. ليست مصادفة ان تتفجر تداعيات الصراع السوري في لبنان على غرار صدمة تورط شاب صيداوي في تفجيري الجناح كرد على تورط فريق في القتال في سوريا فيما تعلن في فجر جنيف صفقة التسوية النووية بين الغرب وايران. لا يمكن في اي شكل التقليل من خطورة اكتشاف "قاعدة شغل ايد" في لبنان سواء كانت من بقايا خلايا احمد الاسير او عبدالله عزام او ما شاكل من تنظيمات تتبع هذا النمط الارهابي. لا بل لكان الشر اقل رهبة لو لم يكن ثمة ملامح ملبننة وراء " قاعدة " من صنع بلدي لاستعادة واجهة ملبننة لاشعال الفتنة المذهبية. لذا لا يملك اي فريق لبناني الا ان يأخذ صوت صيدا الحقيقي معياراً حاسماً في صد هذا الخطر وتجنب الخطأ القاتل الذي يقدم بعضهم عليه في التحريض او الامعان في الضرب على الجرح بزعم تجريم الكل بجريرة الفرد. ليس من مصلحة احد ادارة الظهر الى انتفاضة الاصوات الصيداوية والقيادية في التبرؤ من انتحاري تورط في الاجرام. وصيدا قالت كلمتها بالاصوات اللبنانية الصرفة شاء من شاء ان يعترف بذلك ام ابى. اشد الاخطار هو الذهاب في اتجاه يمعن على تحفيز التحريض عبر تلك المقولة المشؤومة التي تتهم " بيئة حاضنة " لا بل طوائف بعينها. معنى ذلك لن يقل خطورة عن القول انه لم يعد في لبنان سنة وشيعة لبنانيون بل "قاعدة" اصولية من هنا و"قاعدة" سلفية من هناك. على غرار ما فعلته صيدا في التبرؤ من انتحاري متطرف سيكون الجميع محكومين بالانصياع لاصوات كهذه لانها ما تبقى تماماً من خطوط الدفاع ليس عن المدينة فحسب بل عن اي انتهاك للبنانية الجماعات اللبنانية والا...

 

إيران والغرب.. «قرض» لا «دبلوماسية»!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/هرول الرئيس أوباما لوصف الاتفاق الأميركي - الغربي النووي مع إيران بأنه انتصار للدبلوماسية التي «فتحت مسارا جديدا نحو عالم أكثر أمانا»، والحقيقة أن أدق وصف للاتفاق هو أنه اتفاق مناقشة ديون متعثرة، أكثر من كونه دبلوماسيا، أو سياسيا. نحن الآن أمام اتفاق يمكن كل الأطراف من إعلان الانتصار، وهذا ما حدث في طهران وواشنطن، بينما العنوان العريض للاتفاق هو أن تمنح كل الأطراف مهلة ستة أشهر لإثبات حسن النيات، مع تعطيل إيران لبرامج التخصيب إلى أقل من 20 في المائة، التي تمكنها من صنع السلاح النووي، وبموجب ذلك تحصل إيران على مبالغ محددة من مليارات الدولارات من أموالها المجمدة. وجرى وضع سقف منخفض لتلك الأموال ليتمكن الرئيس أوباما من التوقيع عليها من دون الرجوع للكونغرس، والحصول على موافقته على الاتفاق مع إيران، حيث من المتوقع أن يعطل الكونغرس ذلك الاتفاق! وبالتالي فنحن فعليا أمام اتفاق مناقشة ديون متعثرة أكثر من كونه اتفاقا سياسيا جادا يمنع إيران من الوصول للسلاح النووي، ويضمن الحد من انتشاره، ويضمن أمن المنطقة! ومن جرب شراء سيارة بأقساط، أو منزل، سيعي تماما طبيعة تفاصيل هذه المفاوضات، والاتفاق الذي جرى التوصل إليه.. ففي هذا الاتفاق نحن أمام عميل سيئ السمعة، ويملك رصيدا في البنك، لكن لا تنطبق عليه شروط الإقراض، وبالتالي قام البنك بإقراضه المبلغ المطلوب من أمواله المحتجزة للتأكد من انضباطه في الأشهر الستة المقبلة، هكذا هي القصة بكل بساطة. وبالتأكيد أن المستفيد من ذلك اثنان، إيران وأوباما. بالنسبة لإيران، فليس بسر أن الرئيس روحاني أمام اقتصاد داخلي منهك، ويحتاج الآن لالتقاط الأنفاس، بأي ثمن، وهذا الاتفاق يمنحه نافذة مهمة لالتقاط الأنفاس. وبالنسبة للرئيس أوباما، فإن الاتفاق يمنحه فرصة التهرب من مواجهة إيران، وتحويلها إلى أزمة للرئيس الذي يأتي بعده، ويكفي هنا تأمل أسلوب إدارة أوباما، فعندما أراد التهرب من ضرب الأسد لجأ للكونغرس لأنه ضامن معارضته، لكن عندما أراد أوباما الآن تمرير اتفاق إيران السيئ فإنه سعى إلى تكتيكات قانونية برفع العقوبات بشكل محدود ليتمكن من الإمضاء عليها من دون اللجوء للكونغرس! ولذا، فنحن فعليا أمام اتفاق سيئ هو أقرب لمناقشة ديون متعثرة، وليس اتفاقا سياسيا ينزع فتيل أزمة لا تعني حربا ودمارا فحسب، بل إنها تعني أيضا أن سباق التسلح النووي بالمنطقة قد فتح على مصراعيه الآن، فإذا كانت إيران تدعي أن برنامجها النووي سلمي، فمن سيمنع باقي الدول الآن من الحصول على مشروع مماثل قد يتحول في أي لحظة إلى مشروع نووي متكامل، على غرار ما حدث بين الهند وباكستان؟! وعليه، فما دمنا أمام اتفاق «حسن نيات»، فالأكيد أن الأزمة قد انتقلت إلى مستوى أكبر وأخطر، ولم تحل على الإطلاق كما يحاول الرئيس أوباما القول الآن.

 

أبرز بنود الاتفاق الإيراني-الغربي

لندن - جنيف: «الشرق الأوسط»

وقعت إيران مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وألمانيا اتفاقا أوليا فجر أمس بهدف التوصل إلى اتفاق شامل لمنع إيران من تطوير سلاح نووي. ويهدف الاتفاق الأولي إلى وضع حد لطموحات إيران النووية مقابل وقف جزئي للعقوبات الدولية والغربية المفروضة على طهران، ومدة الاتفاق ستة أشهر ستشهد مراقبة دولية دقيقة للنشاط النووي الإيراني والتزام طهران ببنود الاتفاق.

وفيما يلي أبرز ما جاء في الاتفاق:

* وقف تخصيب اليورانيوم لنسبة أعلى من خمسة في المائة لمدة ستة أشهر

* التخلص من نصف كمية اليورانيوم المخصبة إلى نسبة 20 في المائة

* عدم بناء أو إعادة تشغيل أي منشأة قادرة على إعادة التطوير

* عدم زيادة مخزون اليورانيوم المخصب إلى نسبة 3.5 في المائة

* وقف أي نشاط في مفاعل آراك ووقف أي تقدم في مجال تخصيب البلوتونيوم

* الشفافية التامة في السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش المفاجئ واليومي لمنشآت إيران النووية، بما في ذلك مصانع أجهزة الطرد.

تلتزم القوى الكبرى بتخفيف «محدود ومؤقت وقابل للتغيير» لنظام العقوبات على إيران، مع الإبقاء على الهيكل الأساسي للعقوبات كما هو خلال فترة الستة أشهر، ويتضمن ذلك:

* عدم فرض عقوبات جديدة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إذا التزمت إيران بما تم الاتفاق عليه خلال فترة ستة أشهر.

* تعليق العمل بعقوبات محددة مثل العقوبات على التعامل في الذهب والمعادن وقطاع السيارات الإيراني وصادرات إيران البتروكيماوية.

* السماح بصيانة وإعادة تأهيل بعض خطوط الطيران الإيرانية.

* الإبقاء على مبيعات النفط الإيرانية عند مستواها المنخفض الحالي والسماح بتحويل جزء من عائدات تلك المبيعات إلى إيران على أقساط بالتزامن مع التزام طهران بتعهداتها في الاتفاق. «التجارة الإنسانية» ستسمح لمعاملات تشمل مواد غذائية وزراعية بالإضافة إلى الدواء والتكاليف الطبية للإيرانيين.

* رفع القيمة المسموحة للتعاملات مع الاتحاد الأوروبي إلى كمية متفق عليها بين الأطراف المعنية.

 

نهاية حزب الله قريبة جداً

الياس بجاني/مقالة رائعة لشارل جبور نشرتها الجمهورية اليوم وهي تحاكي وتحكي الوقائع دون كذب ونفاق وانتصارات وهمية. الصفقة الإيرانية -الغربية هي خسارة موصوفة للثورة الإيرانية وتضع حداً لتصديرها ومن أهم بنود هذه الصفقة التطبيع التدريجي مع إسرائيل بما معناه نهاية مسرحيات نفاق المقاومة والممانعة والتحرير.ونهاية حزب الله جيش إيراني الإرهابي في لبنان.

 

أيّ دور إيراني بعد الإتفاق النووي؟

http://www.aljoumhouria.com/news/index/105528

شارل جبور/جريدة الجمهورية

بإمكان أيّ طرف إدعاء ما يريد من انتصارات، ولكنّ الوقائع شيء والإدعاءات شيء آخر مختلف تماماً، وهذا ما ينطبق تحديداً على الاتفاق النووي الغربي مع إيران حيث باستطاعة محور الممانعة قول ما يشاء. ولكنّ هذا الاتفاق لما حصل لولا تراجع طهران لا الغرب بطبيعة الحال. إن دل هذا الاتفاق على شيء فعلى أنّ لا قوة أو دولة في العالم بإمكانها تحدي الإرادة الدولية التي أثبتت مجدّداً أنّ توحّدها حول قضية معينة لا بدّ من أن يقود إلى حلها، مهما طال الزمن أو قصر، وفق المعايير الدولية، والواضح أنّ العقوبات قد فعلت فعلها، ما دفع طهران إلى التراجع عن مشروعها بعد وصولها إلى حافة الانهيار والإفلاس.

وفي هذا السياق لا يجب التقليل من أهمية أنّ المجتمع الدولي انتزع من محور الممانعة، في أقل من شهرَين، ورقتَين أساسيتَين: الكيماوي السوري والنووي الإيراني، ومع انتزاع هاتين الورقتَين يكون هذا المحور قد فقد أهم عناصر قوته الاستراتيجية، لأنه لو أُتيح لطهران دخول النادي النووي لكانت حققت تفوّقاً نوعياً أتاح لها تثبيت نفوذها الإقليمي وتوسيعه، فيما انتزاع هذه الورقة منها يجعل المواجهة معها متكافئة نسبياً، خصوصاً بعد الضربة التي تلقتها في سوريا. وإذا كانت إيران خسرت نووياً ومعنوياً بفعل استثمارها الطويل في هذا المجال وتكابرها برفضها التنازل ومن ثم التراجع، إلّا أنّ رفع العقوبات عنها ولو جزئياً يؤدي إلى ترييحها مالياً واقتصادياً وتمكينها من تعزيز أساليب مواجهتها الإقليمية عبر دعم القوى والمكونات التابعة لها داخل الجسم العربي، حيث إنّ السؤال الذي طرح نفسه في الساعات الأخيرة، هو، إذا كانت إيران قد استطاعت أن تتدخل بدول عدة وهي في حال من الإفلاس، فكيف سيكون الوضع بعد رفع العقوبات عنها؟ وفي حال صح ما تقدم بأنّ ترييحها اقتصادياّ سيدفعها إلى مزيد من توسيع سياسات النفوذ والتدخل، إلّا أنه في المقابل يجب الأخذ في الاعتبار العوامل الآتية:

أولاً، الاتفاق الأولي بين إيران والغرب يضع طهران بشكل أكبر تحت المجهر الدولي، فضلاً عن أنّ المرحلة الأولى من التفاهم بينهما تتطلّب من إيران إظهار المزيد من حسن النوايا للانتقال إلى المراحل اللاحقة من الاتفاق، ما يجعلها تتلافى في هذه المرحلة الاصطدام مع المجتمع الدولي تحت أيّ عنوان، وبالتالي لن يكون بوسعها التلاقي مع هذا المجتمع تحت العنوان النووي والتناقض معه في العناوين الإقليمية الممتدة من سوريا إلى فلسطين، ولذلك ستواصل في أفضل الأحوال سياستها الحالية مع خطوة إلى الوراء لا الى الأمام.

ثانياً، الأزمة السورية والمفاوضات الغربية مع إيران أدتا إلى استنهاض الدول العربية وفي طليعتها السعودية، وبالتالي من المؤكد أنّ هذه الدول ستحافظ على التوازن الذي نجحت في إرسائه مع طهران في أكثر من عاصمة عربية، ولا بل المواجهة أصبحت أكثر تكافؤاً، وهي تحتاج من الآن وصاعداً إلى استكمال ما بدأته وتنظيمه ومأسسته، خصوصاً أنّ تحركها والرسائل التي وجهتها أظهرا أنه لا يمكن الاستهانة بدورها.

ثالثاً، الدور الإقليمي لإيران مأزوم بخلاف المناخ الإعلامي لمحور الممانعة الذي يحاول أن يعمّم أجواء انتصارية، بدليل وضع حدّ لمحاولاتها زعزعة الاستقرار في البحرين واليمن، في مقابل ضرب أهم موقع نفوذ لطهران في سوريا التي سيتمحور مستقبل الوضع داخلها بين دولة معادية لطهران أو بالحد الأدنى غير قابلة للاستخدام بفعل التوازن الناشئ بين المعارضة والموالاة. وفي لبنان لم ينجح "حزب الله" في إعادته إلى زمن الوصاية، والتحديات التي تواجه الحزب في دمشق وبيروت أكبر من طاقته على تحملها طويلاً. وأما في فلسطين فالثورات العربية أخرجت حماس من الحضن الإيراني، وتأثيرها داخل المعادلة الفلسطينية أصبح محدوداً جداً. وفي مصر شكل ردّ الفعل المصري على التصريحات التركية مؤشراً إلى الدور العربي المرتقب للقاهرة إقليمياً كسند للسعودية في مواجهة إسرائيل، إيران وتركيا. ومن الواضح أنّ الغرب لم يعد يعتمد في سياسته مبدأ المقايضة، حيث إنّ تخلي النظام السوري عن الكيماوي جنّبه الضربة العسكرية الغربية فقط لا غير، بدليل أنّ ما أعقب هذا الاتفاق لم يُظهر تراجعاً عن عزم المجتمع الدولي على تنحي الرئيس السوري، ورفضه أن يكون بشار الأسد ضمن المرحلة الانتقالية، ما يؤكد على الفصل التام الذي يعتمده بين الأزمتين الكيماوية والسياسية. وما ينطبق على دمشق ينسحب على طهران وفي تخليها عن النووي ما يتيح لها رفع العقوبات عنها حصراً. ومن هنا، فإنّ ما حصل هو هزيمة لطهران وقبلها لدمشق، وعلى الدول المتوجسة من الدور الإقليمي الإيراني العمل على تحصين وضعها واستكمال مواجهتها، وما تحقق لغاية اليوم على يد المجتمع الدولي أكثر من المطلوب كيماوياً ونووياً، وهذا المجتمع أولويته مصالحه ولا يقدم هدايا مجانية لأحد. ولا شك أنه بالنسبة إلى البعض، الحلّ الأمثل كان بتوجيه ضربة عسكرية غربية ضدّ النظام السوري، كما توجيه ضربة أخرى ضدّ المنشآت النووية الإيرانية، ولكنّ هذا الأمر لم يحصل بفعل تراجع النظامَين السوري والإيراني، وبالتالي في ظل غياب الأسباب لا يمكن للغرب أن يُقدم على ضربة من هذا النوع، إلّا أنه قدّم في المقابل خدمة مهمة للمنطقة وشعوبها، فضلاً عن أنه على دول هذه المنطقة وشعوبها أن تقوم بالدور المطلوب منها وألّا تكون اتكالية وكأنّ الأمور يجب أن تُقدّم لها على طبق من فضة. ومَن يعتقد أنّ إيران يمكن أن تتحايل على المجموعة الدولية يكون واهماً، فهذه الاتفاقات لا يمكن إلّا أن تنفّذ، والثابت الأساس في كل ما جرى هو أنّ إيران النووية انتهت إلى غير رجعة، وعلى الدول العربية أن تستفيد من هذه اللحظة التاريخية بغية دفع طهران إلى التراجع عن مشروعها الإقليمي بعد تراجعها عن النووي، خصوصاً أنّ المدخل للإستقرار في المنطقة ومواجهة التطرف وإرساء مناخات الاعتدال تكمن في عودة إيران إلى داخل حدودها الجغرافية.

 

كندا تبقي عقوباتها على ايران رغم الاتفاق بين طهران والقوى الكبرى

أوتاوا - ا ف /اعلن وزير الخارجية الكندية جون بيرد امس الاحد ان كندا ستبقي على عقوباتها المفروضة على ايران بانتظار اتفاق نهائي بشأن برنامجها النووي على رغم التوقيع على اتفاق مرحلي في جنيف.

واعتبر بيرد ان "فرض عقوبات فاعلة" دفع بالنظام الايراني الى "اعتماد موقف اكثر اعتدالا وفتح الباب للمفاوضات" التي قادت الى هذا الاتفاق المرحلي، محذرا من "استغلال او تقويض الاتفاق عن طريق الخداع".

وبانتظار توقيع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا وألمانيا) وايران على اتفاق نهائي، "ستبقي كندا عقوباتها القاسية حيز التطبيق بشكل كامل"، بحسب بيان جون بيرد.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف على تخفيف العقوبات على بعض القطاعات من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لكن مع بقاء كل العقوبات التجارية والمالية الاميركية كذلك العقوبات المفروضة بموجب قرارات مجلس الامن الدولي.وكانت كندا شددت عقوباتها على ايران في الربيع الماضي من خلال منعها كل الصادرات الى هذا البلد وكل الواردات منه باستثناء تلك التي لها طابع انساني (غذاء، ادوية...). كذلك قامت كندا بتوسيع عقوباتها لتشمل عددا اكبر من المسؤولين والمؤسسات المشمولين بقرارات تجميد الارصدة في كندا. وفي المحصلة هناك 78 شخصا و508 منظمات يشملها قرار تجميد الارصدة في كندا

 

أي اتفاق، حتى لو كان سيئاً، يبقى افضل من أي حرب

"المستقبل اليوم"/بديهي القول ان أي اتفاق، حتى لو كان سيئاً، يبقى افضل من أي حرب حتى لو كانت "جيدة". وبالتالي بديهي الترحيب بالاتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي، خصوصاً انه يريح المنطقة في الإجمال، ويفتح الباب أمام إزالة التهديد الذي يشكّله المشروع النووي الإيراني، ليس لدول الخليج العربي فقط، وإنما لكل الجوار الممتد من تركيا إلى روسيا، وإلى ما هو أبعد من ذلك. وجيّد مبدئياً أن تتراجع إيران بعد عشر سنوات من التمنّع، وتقبل بفتح منشآتها، خصوصاً مفاعل أراك، أمام الإشراف الدولي اليومي، وأن تخطو باتجاه العودة من عزلتها لاكتشاف العالم، ثم التطلّع نحو التصالح أو التطبيع معه، طالما أن الخط الآخر الذي اعتمدته على مدى السنوات الماضية، جعلها تدفع أغلى الأثمان، وتعاني الأمرّين من وطأة العقوبات التي استدرجتها بفعل سياساتها وطموحاتها ومكابراتها. غير أن السؤال الذي يطرح بإلحاح، هو عمّا إذا كان الاتفاق النووي مع المجتمع الدولي سيكون جزءاً من مقاربة إيرانية جديدة حيال السياسة الخارجية في الإجمال، وفي الجوار العربي الإسلامي تحديداً .. إذ ان المنطق البسيط مثل المعقّد، يقول إن أزمة إيران ليست مع المجتمع الدولي وحده، وليست في طموحها النووي وحده، وإنما في السياسة الكارثية التي اعتمدتها، ولا تزال مبدئياً: سياسة التدخّل السلبي في الدول القريبة منها والبعيدة على حد سواء، والتي أوصلت الوضع إلى حدود فتنوية وكارثية. والمنطق البسيط، كما المعقّد، يقول إن تطبيع إيران مع الدول البعيدة عنها يفترض أن لا يمنعها، بل العكس، أن يشّجعها على "تطبيع" علاقاتها مع سائر العرب والمسلمين. فهل يحصل ذلك؟ أم أن طهران ستحاول الاستمرار في سياساتها ومحاولاتها لبناء مشروعها على حساب هؤلاء العرب والمسلمين؟ ما بدا بالأمس من لهجة حلفائها إزاء اتفاق جنيف، يقدّم جواباً لا يشجّع على توقّع تغيير جدّي فعلي وملموس في الملفات الفتنوية التي فتحتها، إن كان في العراق أو سوريا أو لبنان. ومع ذلك، فإن السؤال يبقى في مكانه، والجواب عليه يبقى طي الأيام الآتية.

 

أوباما اتصل بنتانياهو لبحث الاتفاق النووي مع إيران

واشنطن - أ ف ب/أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، للبحث في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في شأن البرنامج النووي الإيراني، والذي يهدد بتوتير العلاقة بين الدولتين الحليفتين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست للصحافيين، إن "الرئيس أبلغ رئيس الوزراء رغبته في بدء الولايات المتحدة وإسرائيل على الفور بمشاورات تتناول جهودنا للتفاوض على حل شامل". .

 

الاتفاق الإيراني الدولي يستبدل أنماط النفوذ

وسام سعاده/المستقبل

مستوى المجازفة في الإتفاق الذي وقّع بين ايران ومجموعة الدول الست غير قليل، طالما أن نقاطاً تقنّية حسّاسة كانت دخلت في صميم الفعالية الرقابية على ما كانت تقتضيه الوكالة الدولية للطاقة الذرّية لم يؤخذ بها، أو تركت قيد الإلتباس. هذه المجازفة الغربية تتجاوز مسألة "حفظ ماء الوجه" للإيرانيين كما قد يطيب للمعسكر المناهض لسياسة ايران الهيمنية والمذهبية في المنطقة أن يعتقد. ما قد يبدو قضايا تقنية تفصيلية بموجب الإطار الذي يرسمه هذا الإتفاق سيحتاج على الأرجح الى مفاوضات مريرة بداعي "التطبيق". هذه المفاوضات ستكون أكثر ارتباطاً من الآن فصاعداً مع بداية الحوار المتشعب الذي يسمح به هكذا اتفاق بين ايران والغرب، ابتداء من معالجة مسألة العقوبات الاقتصادية والتجارية، ووصولاً الى مختلف المسائل الإقليمية المتعلّقة بالنفوذ الإيراني وأشكاله، وآفاق استبدال أنماط من هذا النفوذ بأخرى. لا وجه للشبه بين تفكيك المنظومة الكيماوية السورية وبين الإتفاق الأخير. دعائياً يمكن طبعاً الغمز من قناة الشعارات المناهضة للامبريالية في طهران وما آلت اليه. لكن الاسترسال في هذا الغمز لا يفيد كثيراً. أوّلاً لأنّ ما بعد الإتفاق لن يكون مجرّد تطبيق اجرائي او اداري له، بل حلقات جديدة من الشدّ واللين، ومن القبض والبسط على مدى الإقليم، وستكون للرطانة الشعبوية "المعادية للامبريالية" دورها أنى دعت الحاجة، تماماً مثلما أنّ التقاطع الأميركي - الايراني ابان اسقاط الولايات المتحدة لنظام صدّام حسين لم يحل دون صعود النغمة المعادية لواشنطن في ايران اثر ذلك. ينبغي الافلات من سطوة المشاهد التي لا تشبه ما هو حاصل الآن. لسنا أمام وضعية معمر القذافي وهو يسوي قضية لوكربي، ولا أمام وضعية بشار الأسد وهو يفكك الترسانة الكيماوية من بعد استعمالها. لكننا أيضاً بعيدون جداً عن لحظة انقلابية في المشهد، تقارن مثلاً بلحظة الانقلاب في علاقة الغرب مع بكين وتايبيه، يوم طردت "الصين الوطنية" من مجلس الأمن وحلّت مكانها "الصين الشعبية" ويوم صارت بكين عملياً "مائلة للغرب" في الحرب الباردة. مهما كانت المؤثرات المباشرة للحظة الراهنة، لن تنقلب نسبة كل من معسكري "الممانعة" و"الاعتدال" في المنطقة بشكل دراماتيكي لتصبح الممانعة اعتدالاً، أو الاعتدال ممانعة.الإتفاق في جنيف هو فعلاً "تاريخي". هو تحوّل. وجه التحوّل أنّه يرسم اطاراً يمكن من خلاله للسياسة الايرانية أن تستبدل أنماطاً من جموحها ونفوذها تقلق المجتمع الدولي ولا تنفع الايرانيين كثيراً، بأنماط أكثر رشداً تكرّس ايران احدى الأمم الأسيوية الرئيسية في هذا القرن. لكن هذا الاطار الذي يرسمه الاتفاق لا بدّ وأن يطرح تحديات أساسية للمنظومة الأيديولوجية التي يقوم عليها النظام. في كتابه "ايران الثورية. تاريخ للجمهورية الاسلامية" يذكر مايكل اكسورثي ان القائد السابق للباسدران محسن رضائي، وفي ندوة ذات طابع اكاديمي جمعته بأميركيين واسرائيليين بأثينا قبل عشر سنوات، كان قد استشرف امكانية ان تنتهج بلاده سياسة ذات "طابع باكستاني او ماليزي" حيال الدولة العبرية، أي عدم اعتراف دائم من دون سياسة عدائية حيوية. بعد الاتفاق الأخير، هل باشرت طهران العد العكسي نحو تطبيق ما ذكره رضائي، أو هي تعتقد فعلاً بأنه يمكن "فصل المسارين" في هذا المقام؟ الجواب السريع: لا يمكن فصل هذين المسارين الى وقت طويل. تطبيق اتفاقية جنيف رهن بتطبيق "النقلة الماليزية" التي تحدّث عنها رضائي في أثينا قبل عشر سنوات. دفن النعامة - ان لم يكن الطاووس - رأسها في الفتنة المذهبية السنية الشيعية، وفي النعرة القومية العربية الفارسية لا ينفع كثيراً.

 

70 عاماً على الاستقلال لم تكن كافية لجعل اللبنانيين يبلغون سن الرشد؟!

اميل خوري/النهار

كثر التعليق على استقلال لبنان لأنه بلغ السبعين من عمره ولا يزال قاصراً... وذلك لقلة ولاء اللبنانيين له بحيث جعلتهم غير مستقلين بل تابعين، ولا يعرفون كيف يحافظون على الاستقلال ليبقى تاماً ناجزاً ومستقلاً عن كل خارج، ولا يتذكرون منه سوى النشيد الوطني والعرض العسكري الذي يقام كل سنة، في حين ان الاستقلال ليس عَلماً ونشيداً فحسب. الواقع انه عندما لا يكون ولاء الشعب كاملاً وصادقاً للوطن، فالدولة فيه تكون ضعيفة وعاجزة، لأن قوتها هي من قوة شعبها، وضعفها من ضعفه، وعندها لا يعود لها قرار الحرب ولا قرار السلم. سبعون عاماً على استقلال لبنان وكأنها لم تكن كافية لجعل اللبنانيين يحكمون انفسهم بأنفسهم بل في حاجة الى من يحكمهم، ولم تكن كافية لجعل ولائهم للبنان وحده والمواطنية فيه اقوى من الطائفية، ولم تكن كافية لجعل شعبه واحداً بل مجموعة شعوب مضروبة ومطروحة ومقسومة... ولا هي كافية لجعله أمة واحدة فيها عقلاء يحصنون استقلالهم بوحدتهم ولا يبقى أمنهم من امن الآخرين، ووطنهم مخطوفاً ينتظر من يدفع عنه الفدية للافراج عنه... وبالعودة الى تاريخ الاستقلال بعد مرور 70 عاماً يتبين ان سوريا لم تكن راضية على ان يصبح لبنان دولة مستقلة بعدما كان تابعاً لها وتربطها به مصالح مشتركة من خلال "بنك سوريا ولبنان" وظلت عينها على الأقضية الاربعة التي سلخت عنها لتضم الى لبنان الصغير ليصبح كبيراً. وعندما عقد منفرداً اتفاق النقد مع فرنسا، قامت قيامتها عليه وقالت عنه انه لا يزال يحن الى الانتداب الفرنسي، مع انها عقدت هي في ما بعد مثل هذا الاتفاق. وعندما نجح الزعيم رياض الصلح في جعل غالبية المسيحيين يتخلون عن انتداب فرنسا مقابل ضمانات محلية، وجد نفسه امام مشكلة اقناع سوريا باستقلال لبنان، ومن يومها صارت العلاقات بين البلدين كعلاقة "الكنة والحماة"، بل حب بالاكراه... ولبنانيون لم يكن ولاؤهم واحدا لاستقلال لبنان والطائفية لديهم تتقدم على المواطنية، فانقسموا بين مناصرين لسوريا ومناهضين لها، فعادت عيون تتطلع الى ما وراء البحار وعيون تتطلع الى ما وراء الحدود. وبلغ انقسام اللبنانيين ذروته عندما وقفت فئة منهم مع السلاح الفلسطيني في لبنان وفئة ضده، فكانت الحرب التي دامت 15 سنة تخللتها مواجهات مع اسرائيل واجتياحات لأراض لبنانية، فشهد لبنان لفترة قصيرة ما سمي "العصر الاسرائيلي" الذي عقبه "العصر السوري" بوصايته الطويلة عليه، فدفع لبنان بسبب فلتان السلاح الفلسطيني على ارضه ثمن دخول اسرائيل الى الجنوب ومنه الى العاصمة بيروت، ووصاية سورية عليه دامت 30 عاماً... واليوم يواجه اللبنانيون ذروة الانقسام الحاد في ما بينهم بسبب سلاح "حزب الله" المتفلت في الداخل وفي الخارج، فمنهم من هو مع هذا السلاح انّى اتجه، ومنهم من هو ضده ولا يرى سبيلاً لقيام دولة قوية في لبنان تكون سيدة حرة مستقلة مع وجود هذا السلاح ليكون للاستقلال معنى ومبنى. وكما انقسم اللبنانيون حول السلاح الفلسطيني فكانت حروب داخلية تحولت حروب الآخرين في لبنان. جعلت اللبنانيين يعيشون لفترة قصيرة "العصر الاسرائيلي" ولفترة طويلة "العصر السوري"، فإن انقسامهم اليوم حول سلاح "حزب الله" لا أحد يعرف الى أين يوصلهم، هل الى حروب جديدة في الداخل تعيد لبنان ساحة مفتوحة للصراعات وتصفية الحسابات أم لتدخلات خارجية تذهب بما تبقى له من سيادة واستقلال وحرية، لا بل تذهب بلبنان الواحد أرضاً وشعباً ومؤسسات؟

إن استمرار الوحدة الوطنية والسلم الأهلي باتا متوقفين على مصير سلاح "حزب الله"، فإما يوضع في كنف الدولة لتقوم عندئذ الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها فلا تكون سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها، وإما لا يكون في لبنان دويلات... وفي انتظار أن يقرر "حزب الله" موعد سحب مقاتليه من سوريا كي يبنى على الشيء مقتضاه، يبقى لبنان مخطوفاً ويواجه المجهول.

والسؤال المطروح هو: متى يسحب "حزب الله" مقاتليه من سوريا، هل بعد حل الأزمة السورية مهما طال الوقت، أم بعد أن يتحقق الانتصار على من يسمونهم ارهابيين وتكفيريين؟ ويتذكر اللبنانيون أن السلاح الفلسطيني لم يخرج من لبنان إلا عندما خضع لوصاية سورية. فمن يخرج مقاتلي "حزب الله" من سوريا ويعيدهم الى لبنان، ومن يضع سلاح الحزب في كنف الدولة؟ هل بوصاية جديدة أم بصفقة تعقد على حسابه؟ في الماضي رُبط حل الأزمة اللبنانية بحل أزمة الشرق الأوسط وتحديداً بالقضية الفلسطينية، واليوم يربط حل أزمته بحل الأزمة السورية... والسؤال الذي يقلق اللبنانيين ويشعرهم باليأس والغضب هو: متى تحل الأزمة السورية وعلى أي أساس، وهل يضمن هذا الحل سيادة لبنان واستقلاله وحريته؟

لقد حذر الرئيس ميشال سليمان من أن "دولة الاستقلال لا يمكن أن تقوم إذا ما قرر أطراف أو جماعات الخروج عن التوافق الوطني باتخاذ قرارات تسمح بتخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلح على أرض دولة شقيقة وتعريض الوحدة الوطنية والسلم الأهلي للخطر"، مشدداً على التزام "اعلان بعبدا"، لكن بات معلوماً ان "حزب الله" لن يلتزمه إذا كان يتعارض وقرار ايران...

 

الجيش يفكك عبوة ناسفة... مصدر أمني: " العبوة تأتي على اثر رسائل تهديد متبادلة بين "حزب الله" وجند الشام"

موقع 14 آذار/فكك الجيش اللبناني مساء اليوم عبوة ناسفة تم اكتشافها قرب منزل مسؤول في حزب الله من آل الديراني داخل منطقة التعمير التحتاني، فيما اوقفت مخابرات الجيش ولدين فلسطينيين شقيقين للإشتباه بقيامهما بنقل العبوة ووضعها في هذا المكان. الجيش نفّذ انتشاراً واسعاً بالتزامن، كما سجّل استنفار امني لعناصر من "حزب الله" و "سرايا المقاومة". تنفذ وحدات من الجيش اللبناني انتشارا امنيا كثيفا عند مداخل منطقة تعمير عين الحلوة على اثر تفكيك عبوة ناسفة تم اكتشافها قرب منزل مسؤول في حزب الله من آل الديراني داخل منطقة التعمير التحتاني ، فيما اوقفت مخابرات الجيش ولدين فلسطينيين شقيقين للإشتباه بقيامهما بنقل العبوة ووضعها في هذا المكان .

انتشار أمني لعناصر من " الحزب" و "سرايا المقاومة:" وذكرت مصادر امنية ان عناصر من حزب الله في منطقة التعمير ابلغوا مخابرات الجيش بالاشتباه بجسم غريب قرب منزل الديراني ، حيث حضرت الى المكان قوة كبيرة من الجيش وضربت طوقا امنيا حول المكان ، واغلقت المنافذ المؤدية اليه ، كما سجل انتشار لعناصر من الحزب وسرايا المقاومة تزامنا . وحضر الى المكان خبير عسكري عمل على تفكيك العبوة التي قدرت زنتها بحوالي كيلوغرام واحد من المتفجرات. واضافت هذه المصادر ان عناصر من حزب الله اشتبهوا بفلسطينيين يعتقد انهما كانا مكلفين بنقل هذه العبوة الى المكان المذكور ولا يتعدى عمرهما الثانية عشرة والثالثة عشرة فاوقفوهما ومن ثم سلموهما الى مخابرات الجيش وتبين انهما شقيقان وهما " علاء واحمد ناصر الصالح ". كما تم توقيف مشتبه به ثالث في هذه الحادثة من قبل مخابرات الجيش مصدر امني للمستقبل: عبوة التعمير تأتي على اثر رسائل تهديد متبادلة بين الفلسطيني صالح ابو السعيد وبين محمد الديراني (احد مسؤولي حزب الله في التعمير أكد مصدر امني ل"المستقبل" أن "عبوة التعمير تأتي على اثر رسائل تهديد متبادلة بين الفلسطيني صالح ابو السعيد ( احد مسؤولي ما تبقى من تنظيم جند الشام في مخيم عين الحلوة ) وبين محمد الديراني (احد مسؤولي حزب الله في التعمير) والذي عثرت العبوة على بعد امتار من منزله في التعمير. علما ان الديراني هو احد المتهمين في حادثة مقتل المهندسين الصيداويين لبنان العزي وعلي سمهون في حادثة التعمير في تشرين الثاني من العام 2012 ابان تحرك لمناصري الأسير ضد حزب الله في التعمير آنذاك".

 

شمعون استنكر ازالة لوحة بذكرى خروج الجيش السوري من لبنان من نهر الكلب

استنكر رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون في بيان ازالة مفرزة انطلياس في قوى الامن الداخلي بطلب من مديرية الاثار ووزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غابي ليون اللوحة التي وضعها حزب الاحرارعلى صخور نهر الكلب في ذكرى جلاء الجيش السوري من لبنان ، مشيرا الى "ان المكان الذي وضعت فيه اللوحة بعيد عن اللوحات المسماة "بالاثرية". وحول كلام الوزير ليون بأن "اللوحة التي وضعت ليست أثرية بالتأكيد، وحتى لو تقدم أي حزب بطلب رسمي لوضع أي لوحة سنرفضه"، رد شمعون بالقول: "لو كان لدى وزير الثقافة جنس الحس الوطني لم يكن ليقوم بعمل من هذا النوع". وأضاف: " لسوء الحظ ايقن الوزير انه بازالته لهذه اللوحة التي وضعها الحزب يكون قد ربح المعركة ولكنها وصمة عار سيحملها على صدره من اليوم مدى الحياة".وتوعد النائب شمعون "بوضع لوحة اخرى اكبر من التي نزعوها في المكان عينه"، معتبرا "أن جلاء الجيش السوري من لبنان محطة تاريخية كبيرة"، أشار الى "أن من أزالوا اللوحة مزولين من الحس الوطني والتاريخي"وتمنى على "الاجيال الجديدة القادمة ان تتمكن من محاكمتهم على افعالهم".

 

فوز القوات و14 آذار بالتزكية في انتخابات نقابة المعالجين الفيزيائيين

وطنية - فازت "القوات اللبنانية" وقوى "14 آذار" في إنتخابات نقابة المعالجين الفيزيائيين.فقد عقدت النقابة جمعيتها العمومية اليوم، وأعلنت "الفوز بالتزكية للأستاذ المحاضر في جامعة القديس يوسف النقيب خليفة خليفة".

أسماء الفائزين المدعومين جميعا من "القوات اللبنانية" وقوى "14 آذار" والمستقلين:

- منصب النقيب: خليفة بطرس خليفة.

- أعضاء مجلس النقابة: خليفة بطرس خليفة، أنطوان روبير خوري، ايلي رئيف صقر، جويل رفيق البستاني والياس ميخائيل دانييل.

- المجلس التأديبي: روني جورج كفوري وزاهر محمد زاهر.

- لجنة الصندوق التقاعدي: روجيه نعمه سعاده وحسن علي كركي.

- مراقب عام: النقيب جورج لويس البواري.

- مساعد مراقب عام للصندوق التقاعدي: زياد محمد اسماعيل وايلي جوزف عاقوري.

 

البابا اختتم سنة الايمان بقداس عاونه فيه بطاركة الشرق الكاثوليك: متضامنون معكم بالصلاة والشركة الكنسية ومع آلام ابناء الشرق الاوسط وندعو للسلام

وطنية - ترأس البابا فرنسيس، عند العاشرة والنصف من صباح اليوم، قداس اختتام "سنة الايمان"، في ساحة القديس بطرس في روما، وقد عاونه فيه بطاركة الشرق الكاثوليك الذين شاركوا في اعمال الجمعية العمومية لمجمع الكنائس الشرقية. وفي عظته توجه البابا بالتحية القلبية والاخوية لبطاركة ورؤساء أساقفة الكنائس الشرقية الكاثوليكية، وأكد أن "تبادل السلام الذي سيقوم به معهم، يعني قبل كل شيء تقدير أسقف روما لهذه الجماعات التي اعترفت باسم المسيح بأمانة مثالية، وأنه يريد من خلالهم وبهذه العلامة، بلوغ جميع المسيحيين في الأرض المقدسة، سوريا وفي الشرق بأسره، كي ينال الجميع عطية السلام والوئام". أضاف: "إن الاحتفال بعيد المسيح ملك الكون، في هذا الأحد الأخير من السنة الليتورجية، يطبع أيضا اختتام "سنة الإيمان" التي أعلنها البابا بندكتس السادس عشر والذي أوجه إليه تحية مفعمة بالمحبة والتقدير على هذه العطية. ومن خلال هذه المبادرة من العناية الإلهية، قدّم لنا فرصة إعادة اكتشاف جمال مسيرة الإيمان التي بدأت يوم معموديتنا، وجعلتنا أبناء لله وأخوة في الكنيسة، وهي مسيرة هدفها اللقاء التام مع الله، والتي من خلالها ينقينا الروح القدس ويقدّسنا، ليجعلنا ندخل في السعادة التي يطمح إليها قلبنا". وتوقف البابا بعدها عند "القراءات البيبلية" التي تتمحور حول مركزية المسيح، وأشار إلى أن بولس الرسول، وفي رسالته لأهل قولوسي، "يقدم لنا نظرة عميقة لمركزية يسوع، فهو "بكر كل خليقة. ففيه يخلق كل شي. كل شيء خلق به وله. هو قبل كل شيء، وبه قوام كل شيء. هو البدء. فقد شاء الله أن يحل به الكمال كله، وبه شاء أن يصالح كل موجود". ان هذه الصورة تجعلنا نفهم أن يسوع هو محور الخلق، وقال إن المؤمن مدعو ليعترف ويقبل مركزية يسوع المسيح في حياته، أفكاره، كلماته وأعماله. فحين نخسر هذا المحور لأننا استبدلناه بشيء آخر، تنتج أضرار للبيئة من حولنا وللإنسان نفسه".

وتابع فرنسيس عظته في قداس اختتام "سنة الإيمان" قائلا: "إن المسيح هو محور الخلق ومحور المصالحة، وهو أيضا محور شعب الله، وسلط الضوء بهذا الصدد على القراءة الأولى من سفر صموئيل الثاني، الفصل الخامس حين أقبل جميع أسباط إسرائيل إلى داود، وأمام الرب مسحوه ملكا على إسرائيل، ومن خلال البحث عن الصورة المثالية للملك، كان هؤلاء الأشخاص يبحثون عن الله نفسه. إن المسيح هو محور تاريخ البشرية ومحور تاريخ كل إنسان. فإليه نستطيع أن ننقل الأفراح والآمال، الأحزان والهموم التي تنسج حياتنا. وحين يكون يسوع محور حياتنا، حتى اللحظات الأكثر ظلاما تستنير، ويهبنا الرجاء كما حصل مع لص اليمين في إنجيل اليوم. ففي حين كان الجميع يهزأون من يسوع قائلين "إن كنتَ ملك اليهود فخلِّص نفسك"، فإن هذا الرجل الذي أخطأ في حياته، يتوب ليسوع المصلوب قائلا "إذكرني إذا ما جئت في ملكوتك"، فقال له يسوع "ستكون اليوم معي في الفردوس".

وقال البابا فرنسيس إن يسوع "لفظ فقط كلمة المغفرة، لا الإدانة؛ فحين يجد الإنسان الشجاعة لطلب هذه المغفرة، فإن الرب يجيب دائما"، داعيا الى ان "ننظر إلى يسوع ونكرر له مرات كثيرة، ومن القلب، "إذكرني يا رب إذا ما جئت في ملكوتك"، مشيرا إلى أن "وعد يسوع للص اليمين أعطاه رجاء كبيرا: يقول لنا إن نعمة الله هي دائما أكثر وفرة، فالله يعطينا دائما أكثر مما نطلبه. تطلب منه أن يذكرك، فيقودك إلى ملكوته".

وقبل اختتام الاحتفال بالقداس الإلهي، وجه البابا فرنسيس كلمة قال فيها إنه يتجه بفكره اليوم نحو المرسلين الذين، وعلى مر العصور، قد أعلنوا الإنجيل، وزرعوا بذرة الإيمان في أماكن عديدة من العالم، بينهم الطوباوي جونبيرو سيرا، المرسل الفرنسيسكاني الإسباني الذي يحتفل بالمئوية الثالثة لولادته. كما وشكر المطران فيزيكيلا رئيس المجلس البابوي لتعزيز الكرازة الجديدة بالإنجيل وجميع معاونيه على عملهم الكبير خلال "سنة الإيمان". وقال: "سنصلي الآن صلاة التبشير الملائكي: من خلال هذه الصلاة نطلب شفاعة مريم العذراء لاسيما لأخوتنا وأخواتنا المضطهدين بسبب إيمانهم". هذا وتخلل القداس الإلهي عرض ذخائر القديس بطرس والتي حملها البابا فرنسيس بكل خشوع وصلاة بعد العظة التي ألقاها، كما وسلم الحبر الأعظم الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، الذي سيقدم رسميا خلال مؤتمر صحافي في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، الثلاثاء المقبل في السادس والعشرين من تشرين الثاني الجاري. وبعد القداس صافح البابا فرنسيس بطاركة الشرق، محملا اياهم البركة الرسولية لكنائسهم ولابنائها. وأكد على "تضامنه الدائم معهم بالصلاة وبالشركة الكنسية ومع آلام ابناء الشرق الاوسط"، داعيا لهم بالسلام "الحقيقي، النابع من سلام المسيح". وفي المعهد الحبري الماروني في روما قدم ابناء رعية مار مارون الى جانب المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران فرنسوا عيد ونائبه المونسنيور طوني جبران التهاني للكردينال الماروني ما ربشارة بطرس الراعي بمناسبة مرور سنة على تعيينه كاردينالا في الكنيسة الجامعة، متنمنين له دوام العطاء في سبيل الكنيسة ولبنان والموارنة المقيمين فيه والمنتشرين. وغدا يترأس الراعي احتفال ذكرى ميلاد الطوباوي البابا يوحنا 23 في بلدته بيرغامو قرب مدينة ميلانو الايطالية.

 

بري وصل إلى طهران ويلتقي روحاني ولاريجاني غدا: الآن تولد السياسة من ايران والاتفاق يشكل قنبلة نووية سياسية

وطنية - وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر اليوم، الى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية تلبية لدعوة من نظيره الايراني علي لاريجاني، يرافقه وفد نيابي يضم النواب: عبداللطيف الزين، اغوب بقرادونيان، غازي زعيتر، علي فياض، وقاسم هاشم، ووفد اداري واعلامي. واستقبله في المطار، نائب رئيس مجلس الشورى الايراني محمد رضا باهنر، وعدد من رؤساء اللجان في المجلس، والسفير اللبناني في طهران فادي الحاج علي، واركان السفارة، وعدد من اركان الجالية اللبنانية في طهران. وسيجري بري محادثات مع القيادة الايرانية، تتناول العلاقات الثنائية، والتطورات الراهنة في المنطقة. وشكر الرئيس بري في صالون الشرف "رئيس مجلس الشورى الايراني على دعوته لزيارة ايران"، آملا ان "تتوج بما هو لمصلحة تعزيز العلاقات بين البلدين، خصوصا، ان هذه الزيارة تأتي في لحظة دقيقة للغاية". وإذ سأل "من قال ان ليس في السياسة ولادات؟"، قال: "الآن تولد السياسة من ايران، ومن طهران بالذات، بعد هذا الاتفاق، او هذه الصفقة الدولية"، مذكرا "لقد كنت قد صرحت قبل ان يحصل الاتفاق، انه في حال حصوله، فانه يشكل قنبلة نووية سياسية، هي فرصة ليست للشعب الايراني فقط، الذي جاهد قيادة ورئاسة ومجلسا وشعبا، طيلة عقود للوصول الى مثل هذا الاتفاق الحق اصلا، وانما يعود في رأيي لمصلحة السلم في المنطقة العربية، وفي المنطقة الاسلامية عموما".

وأمل ان "يكون هذا الاتفاق، منطلقا لتسوية ايضا في سوريا الشقيقة، وبعد ذلك يفتح باب اعادة الثقة بين العرب، والجمهورية الاسلامية الايرانية. هذه الثقة التي هي من الضرورة الآن بمكان كبير بدلا، من حصان طراودة الذي يعتمد الآن، اي الفتنة السنيةـ الشيعية". وأعرب عن اعتقاده ان "تصحيح البوصلة لا يكون بمثل هذه الفتنة، انما بالعودة الى القضية المركزية، اي قضية فلسطين"، معتبرا أن "اسرائيل هي المتضرر من مثل هذا الاتفاق، لانه يخفف من دورها، ومن اعتماد الغرب عليها في المنطقة، وتاليا عليها ان تبحث وتفتش عن مدار آخر، وهذه مشكلتها الاستراتيجية"، سائلا "هل نستفيد نحن العرب والمسلمين من هكذا اتفاق، وهكذا ولادة كما قلت؟ التاريخ سيسجل ذلك، وان شاء الله سيسجله على خير".

باهنر

من ناحيته، قال باهنر: "نحن نتفاءل بزيارة الرئيس بري في هذا الظرف الحساس، ونأمل في ان تؤدي الى ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين، كما الزيارة السابقة، ونعلم بان المؤامرات تحاك من قبل الاستكبار الغربي، لاثارة المشاكل والفتن الطائفية في المنطقة، لكن هناك تفاهمات ومشتركات كثيرة نعمل عليها، إلا أن التكفيريين الذين يعملون بالامكانات الغربية، يريدون ايذاءنا والمنطقة. لكن المقاومة ستعمل على محو احلام الدول الغربية في هذا الصدد". وأسف ل"للتفجير الذي حصل قبل ايام، في بيروت، وأدى الى استشهاد احد الديبلوماسيين الايرانيين، وعدد من المدنيين الابرياء، لكننا نأمل في ان مرتكبي هذا العمل سينالون من الدولة اللبنانية عقابهم". ويجري الرئيس بري صباح غد، محادثات مع رئيس مجلس الشورى الايراني، تتناول التعاون البرلماني، والعلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الراهنة، يعقدان بعدها مؤتمرا صحافيا مشتركا. وبعد الظهر، سوف يقيم الدكتور لاريجاني، مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس بري والوفد المرافق. ليلتقي بعد الظهر الرئيس الايراني الشيخ الدكتور حسن روحاني.

 

المطران معوض :الرئيس معوض شهيد الحرية والاستقلال ورجل المصالحة ونفتقد مزاياه اليوم

وطنية - ترأس النائب البطريركي العام على رعية اهدن - زغرتا المارونية المطران جوزف معوض، القداس العائلي الذي أقيم بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لاستشهاد الرئيس رينيه معوض ورفاقه في كنيسة سيدة زغرتا، حيث يرقد الرئيس الشهيد، عاونه فيه الاب جان مورا أخ الشهيد سايد مورا الذي استشهد مع الرئيس معوض، وحضره الوزيرة السابقة نايلة معوض ، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض وعقيلته المحامية ماريال واولادهما نايلة ورينيه ويارا ومالك ،النائب السابق جواد بولس، عائلات الشهداء ، حشد من الفاعليات والمخاتير ورؤساء البلديات ، ممثلون عن الجمعيات والهيئات الاقتصادية والتربوية وأبناء زغرتا - الزاوية. وخدمت جوقة رعية زغرتا - اهدن .

العظة

بعد تلاوة الانجيل ، ألقى المطران معوض عظة جاء فيها:"نقدم هذه الذبيحة في هذا الأحد المبارك لراحة نفس المرحوم فخامة رئيس الجمهورية الرئيس رينيه معوض ورفاقه في الذكرى ال24 لاستشهادهم . ويشرفني في هذا القداس أن أنقل إليكم تعازي غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يتضامن معنا في رفع هذه الصلوات من أجل أشخاص أحباء لنا . إن الرئيس معوض هو وجه وطني بارز يتمتع بمزايا كثيرة ، هو الرئيس الاول للجمهورية اللبنانية بعد اعلان وثيقة الوفاق الوطني التي نصت على قرارات وتشريعات تطال الرئاسة الاولى والسلطة التشريعية والتنفيذية وأيضاً على الصعيد القضائي والإداري ، وهي التي نصت أيضا على نهائية لبنان كوطن لجميع اللبنانيين ، وهذا ما يجعل رئيس الجمهورية هو الساهر والضامن للعيش المشترك في هذا البلد". أضاف: "يتميز الرئيس معوض بأنه رجل المصالحة ، هو الذي قال في خطابه عشية استشهاده، عشية عيد الاستقلال أن المصالحة تتسع للجميع. وهذه هي الحكمة والعقلانية التي يجب أن يتميز بها كل مسؤول ان على الصعيد المدني أو على الكنسي . ان هذه الحكمة هي التي تجعل من المسؤول إنسانا جامعا لكل الأطراف وهذا ما يساهم في نشر السلام في المجتمع وفي الدولة ". وتابع: "اننا اليوم في لبنان أشد ما نحن بحاجة اليه، هو هذه المصالحة وهذه المصارحة، وأن يجتمع اللبنانيون معا على طاولة الحوار متعالين على المواجهات الفئوية التي تشل هذا البلد ، خصوصا وأن لبنان لديه استحقاقات عدة ، استحقاقات تأليف الحكومة ووضع قانون نيابي جديد والانتخابات النيابية وقريبا رئاسة الجمهورية، مع ما يتخبط به من أخطار ومشاكل على الصعيد الأمني والاقتصادي ".

وقال: "أن الرئيس معوض هو شهيد للبنان ووفاء لاستشهاده واستشهاد جميع الشهداء الذين سقطوا من أجل هذا الوطن الحبيب . نحن مدعوون لنعمل كلنا من أجل وطن سيد حر مستقل ، وهذه الأهداف لن نصل اليها الا بوحدتنا الوطنية ، وهذا ما يحصن هذا الوطن داخليا من كل الأزمات المحيطة به ، وما يجعل هذا الوطن محافظا على دوره كوطن نموذجي في العيش الواحد للشرق وللغرب ".وختم: "نحن نرفع هذه الصلاة اليوم من أجل هذا الرئيس ورفاقه الشهداء لكي يكونوا اليوم في السماء يتمتعون برؤية وجه الله ، وهذا ما يعطي الانسان السعادة الأبدية. ونرفع صلواتنا من أجل هذا الوطن لكي يعطيه الرب السلام والاستقرار والازدهار هو وسائر شعوب المنطقة ".

ثم تلا أبناء ميشال معوض: نايلة ورينيه ويارا النوايا . وقبل بدء القداس ، توجه المطران معوض وعائلة الرئيس الشهيد والمشاركون الى مدفن الرئيس معوض في الكنيسة حيث صلوا لراحة نفسه . وكانت الوزيرة السابقة نايلة معوض ورئيس حركة الاستقلال ميشال والى جانبهم عائلات الشهداء قد تقبلوا التعازي في دارة العائلة في زغرتا، من رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات وهيئات وأبناء زغرتا الزاوية . وللمناسبة، انتشرت في شوارع زغرتا وقرى الزاوية الرئيسية صور للرئيس الشهيد رينيه معوض.

 

شمعون في تكريم رجالات الاستقلال:لبنان لا يرغب بمغامرات دونكيشوتية بهية الحريري: الاستقلال لم يعد مناسبة لهذا الفريق أو ذاك بل قضية وجود وهوية

وطنية - نظم حزب الوطنيين الأحرار، اليوم في فندق "مونرو"، احتفالا تكريميا لرجالات الاستقلال لمناسبة الذكرى السبعين لإستقلال لبنان، حضره النائب هنري حلو ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي، ممثل رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل نائب رئيس الحزب شاكر عون، وزير الإعلام وليد الداعوق، رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، النواب: أنطوان سعد، عمار حوري، نبيل دو فريج، نديم الجميل، فؤاد السعد ومحمد الحجار، الوزير السابق جو سركيس ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الوزير السابق حسن منيمنة، العميد الركن الطيار عساف ابراهيم ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المقدم عماد دمشقية ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المقدم روني بيطار ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم، نجل الرئيس الراحل بشارة الخوري ميشال الخوري، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، فادي الشامي ممثلا اللواء أشرف ريفي، كميل دوري شمعون، رئيس بلدية بيروت بلال حمد، وفد من تيار "المستقبل"، رؤساء بلديات ومخاتير، وحشد كبير من الشخصيات السياسية والإجتماعية. بعد النشيد الوطني افتتاحا، ألقى أمين الأعلام في حزب الوطنيين الأحرار أمين العلية، كلمة قال فيها: "سبعون عاما مر واللبنانيون يتذكرون الإستقلال ولا يعيشونه، فيتراءى لهم من بعيد الإستقلال حلما شامخا مترنحا بين مطرقة عدو حقود في الجنوب، وسندان شقيق لدود في الشمال". ولفت الى أن الإستقلال أعلن "بعدما انتفض اللبنانيون لزعمائهم الذين اعتقلهم الإحتلال، وخرج الرئيس بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح وكميل شمعون وعادل عسيران وسليم تقلا وعبد الحميد كرامي من الإعتقال، وخرج اللبنانيون الى الإستقلال"، وقال: "ما أن خرج الجيش الفرنسي من لبنان، حتى تفتحت شهية الطامعين، الصديق والعدو والشقيق".

وتابع: "لن ننسى في هذه المناسبة وفي كل سنة، كبارنا الذين حققوا استقلالنا الأول سنة 1943، كما أننا لا ننسى أبطال استقلالنا الثاني، وفي طليعة هؤلاء ذاك الذي أحب وطنه حتى قدم ذاته في سبيل هذا الوطن، ذاك اللبناني الآتي من عروس الجنوب صيدا، جامعا حوله اللبنانيين مسيحين ومسلمين لا يميز بين لبناني وآخر، إلا بقدر محبة هذا اللبناني للبنان، عنيت به الشهيد الأول للاستقلال الثاني الرئيس رفيق الحريري".

الخوري

ثم كانت كلمة لميشال الخوري، فذكر بما قاله الرئيس كميل شمعون في كتابه "مذكراتي" بأن المستقبل في لبنان "يتوقف علينا دون سوانا، وعلى كيفية ممارستنا حرياتنا، وعلى الحكمة التي تسير أعمالنا، وتوجه سياستنا الدولية"، مشيرا الى "أن هذه النصائح التي يختتم بها الرئيس كميل شمعون الجزء الأول من كتابه، يحدد فيها أربعة أمور أساسية يرتبط بها مصيرنا الوطني، لا بد من إعادة التذكير بها في حياتنا الحاضرة:

الأول: اننا نحن من يقرر خيارنا ودورنا ومصيرنا التاريخي، وليس الآخرون. وثانيا: أن ارتباطنا المعروف بالحرية لا يفسح لنا في المجال للتصرف بها على هوانا، بل يلزمنا بالأصول المحددة والمناسبة لطريق ممارسة هذه الحرية.

والثالث: أن دولة كلبنان بشعبها المتنوع وتياراتها المختلفة وتركيبتها الدقيقة، هي دولة تعددية، وبالتالي لا تحل قضاياها بالقوة والعنف، بل بالرؤية والحكمة.

ورابعا: أن سياسية لبنان الدولية كانت دائما المحرك الأساسي والمؤثر على الوضعية الداخلية، سلما أم حربا أهلية، ولهذا فمن الضروري دائما بل ومن الواجب أيضا أن يتبنى لبنان سياسة خارجية لا تثير أو تصدم مكوناته الداخلية، وعادة ينبغي أن تكون سياسة استقلالية حيادية تحترم خيارات اللبنانيين ومشاعرهم ومصالحهم". وتابع: "إن هذه النصائح التي أوردها الرئيس شمعون، هي ذاتها قواعد العمل الوطني التي تعبر عن فكر بشارة الخوري ورفيق الحريري وكل القيادات الوطنية اللبنانية، وبخاصة قوى 14 آذار"، مشيرا الى "أنه مع هذه القوى تم تجديد معنى السيادة والإستقلال، وانتقلنا من أهم حدث في تاريخنا العام 1943، إلى أهم تجديد لميثاقنا العام 2005". وقال: "بين آذار 2005 وتشرين الثاني 1943 علاقة نسب وقربى، النسب في الدم اللبناني الأحمر القاني الصافي، كما القربى في العذاب والإضطهاد والإعتقال الذي جمع بشارة الخوري وكميل شمعون سوية في قلعة راشيا، تحديا للاحتلال وإيذانا ببزوغ فجر الإستقلال". وعرض في كلمته لبعض العناوين "بين معنى الإستقلال الأول 1943، ومعنى الإستقلال الثاني 2005"، وقال: "لقد حدث تحول كبير في أسلوب معاملة القادة الإستقلاليين بين 1943 و2005، وهذا التحول يعبر عنه بثلاث كلمات: من الإحتلال الى الإعتقال فإلى الإغتيال"، مضيفا إن "إرادة اللبنانين تمكنت من طرد الإحتلال الفرنسي، كما تمكنت من طرد الإحتلال السوري"، وإن "موقف الشعب الللبناني كان حاسما بعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وما رافقه وتبعه من تحد لشعور اللبنانيين مرة بإغتيال رمز وطني كبير، ومرة بإحياء يوم الشكر لسوريا".

وتطرق إلى مواقف الكنيسة المارونية على رأسها البطريرك الماروني آنذاك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، والسينودس والإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" ونداء بكركي الشهير ولقاء "قرنة شهوان"، ومصالحة الجبل، وقرار مجلس الأمن 1559، معتبرا انه "كان لها كلها تأثير مهم في خلق الأجواء والتهيئة لتحقيق الإستقلال الثاني".

الحريري

بعد ذلك، تحدثت النائب الحريري، واستهلت كلمتها، بالقول: "نبدأ اليوم العام الأول بعد سبعين عاما على الإستقلال. وكل لبنانية ولبناني في الوطن ودنيا الاغتراب سيشعر في هذا اليوم، الكبار والصغار، بأن الوطن ليس مجرد مكان ولدوا فيه، إنما هو قصة بناء وتضحيات وعقول وإبداعات ونهوض وتقدم وتحديات، وإن حب الوطن وحده يبقي الأوطان". أضافت: "قوافل من القادة والمفكرين والعاملين في كل مجال، صنعوا تلك الإرادة الوطنية في قبول التحدي، بأن شعب لبنان قادر على حكم نفسه بنفسه وبناء دولته والنهوض بأهله، فتجلى ذلك علما وتشريعا وتعليما وتحديثا، حتى صار هذا الوطن الصغير منارة لكل طالب علم أو طبابة أو حرية أو مطبعة أو فنون، فكان لبنان معبرا للنجاح والتقدم وجسر تواصل بين الأشقاء والأصدقاء". وتابعت: "لا بد لنا في اليوم الأول من العام الأول بعد سبعين عاما، أن نعترف لهؤلاء الرواد الكبار بإنجازاتهم وإبداعاتهم وحبهم الكبير لوطنهم الحبيب لبنان، كي لا يعتقد شابات وشباب لبنان أننا لم نكن ندرك رفعة قادتنا وإنجازاتهم، وإن الدمار الذي حل بنا ربما كان بأيدينا لكنه لم يكن بإرادتنا". وشددت على "ان هذه المراجعة الواضحة والصريحة والعلنية، هي ألف باء المواطنية. نعم، كلنا في مكان ما كنا أضعف من أن نصون وحدتنا ونحافظ على سيادتنا وعلى دولتنا واستقلالنا. نعم، علينا أن ندخر طاقات شاباتنا وشبابنا لبناء المستقبل وحفظ الوطن بدل أن تذهب هذه الطاقات هدرا في مسائلاتنا، والبحث عن أخطائنا ولملمة تراثنا ونجاحاتنا التي أضعناها أيام ضياعنا". وقالت: "لقد بدأ العام الأول بعد السبعين للاستقلال، وحب الوطن في كل مقلة وعلى كل لسان، من كل شعب لبنان. ألم يقل جبران خليل جبران الذي جعل لبنان الإنسان عابرا للغات والثقافات والحضارات: "إن المحبة لا تدرك عمقها إلا ساعة الفراق"؟ نعم، إن اللبنانيين قلقون على وطنهم، ومن كل الطوائف والمناطق والأحزاب. ويسألون أين نذهب إذا ذهب مرة أخرى لبنان؟".

وأردفت بالقول: "إنني على يقين أن كل اللبنانيين كانوا يسألون بالأمس عن الإستقلال وليس عن الإحتفال بالإستقلال، أي أن الإستقلال لم يعد مناسبة لهذا الفريق أو ذاك، بل أصبح قضية وجود وهوية وانتماء، وأن فيه معنى وجودهم وغاية أحلامهم ومحل سكينتهم وأمانهم، وأرض أجدادهم وأبنائهم وأحفادهم. ورغم ما حملت الأيام الماضية من العام السبعين للاستقلال من آلام وأحزان وجرائم نكراء ذهب ضحيتها الأبرياء، وحاصر استقلالنا الخطر والإرهاب، والتهديد بضياع وجودنا ودولتنا وانجازاتنا مرة أخرى، إلا أنني أجدد ثقتي بشابات وشباب لبنان بأنهم سيحفظون وطنهم واستقلالهم، وسيكونون قادرين على قيادة سفينة الوطن إلى شاطئ الأمان".

وخاطبت الحضور، قائلة: "أردت أن أطمئن أرواح أبطال الإستقلال ورجالات لبنان الكبار على مر العقود السبعة وعلى مر العقود العشرة، أي منذ إعلان لبنان الكبير حتى الآن، والذين أبدعوا وطنا كاد أن يكون ليس ككل الأوطان، أولئك الذين رفضوا أن يمروا بحياة الوطن مرور الكرام، فطمحوا وحلموا وحققوا الأحلام، إن نهضة الأوطان لا تكون إلا بتحقيق أحلام الرواد".

أضافت: "لقد أدركنا منذ بداية مسيرة النهوض والإعمار، بأن العمل يجب أن يبدأ بالاعتذار من الماضي، والمصالحة مع الذات ومع التجارب المضيئة في مسيرتنا الوطنية، في السياسة والفنون والعمران، وكدنا أن نكمل مسيرتنا ونحقق أحلامنا في وصل ما انقطع بيننا وبين مدننا وقرانا، واستطعنا أن نحمي جيلين من الضياع. وكدنا أن نجعل من الزمن الجميل سياقا انسيابيا بعد انقطاع طويل، لكن الزمن الرديء كان بانتظارنا مرة أخرى عند مفترق الطريق". وختمت بالقول: "أشكر الصديق دوري شمعون وحزب الوطنيين الأحرار، على هذه الإرادة الوطنية المميزة التي تختصر سبعين عاما من الإستقلال، وتوصلنا برجالات الوطن والإستقلال، الرئيس الأول فخامة الرئيس بشارة الخوري، وفخامة الرئيس الثاني كميل نمر شمعون، ليتكاملوا مع شابات وشباب الإستقلال الثاني. وكل الحب والوفاء لكل من ضحى وعمل وأبدع وأخلص واستشهد من أجل كل لبنان. عاشت الحرية، عاشت العدالة، عاش الاستقلال، عشتم وعاش لبنان".

شمعون

ثم القى النائب شمعون، كلمة قال فيها: "نحتفل اليوم بالعيد السبعين لاستقلال لبنان، والعيد، كل عيد، يفترض ان يحمل معه البهجة والفرح والاعتزاز، فهل يشعر أحد منا بالبهجة والفرح؟ وأهم من ذلك: أين الاعتزاز؟".

وتابع: "منذ العام 1943 واللبنانيون يعيشون في وطن تحول إلى ساحة صراع بين أبنائه على تفسير معنى الاستقلال دون الاخذ بمفهومه الحقيقي، كل على مقياس مصالحه واجتهاداته الشخصية الضيقة، وكأن على الاستقلال ان يتكيف مع مزاج كل فئة ومصالحها واهوائها السياسية". ن فيه قسم من أبنائه غير مقتنعين بسلخ وطنهم عن فرنسا، لأنهم كانوا يرون في ذلك خطرا على مستقبل وجودهم في منطقة غالبية سكانها من المسلمين، فيما كان قسم آخر منهم يرون في الاستقلال انفصالا عن الأمة العربية الاسلامية الجامعة. أما القسم الثالث، وهم الأكثرية، فقد قرروا المضي قدما في خيارهم والسير بخطى واثقة نحو الحرية في تقرير مصيرهم ومصير أبنائهم ضمن دولة سيدة حرة مستقلة". واستطرد بالقول: "وبعد سنوات معدودة من استقلالنا، بدأت رياح عاتية تعصف بالمنطقة فأدت إلى حروب وانقلابات عسكرية واضطرابات اجتماعية، كانت شرارتها الأولى حرب ونكسة 1948 وكان لا بد ان يترك ذلك أثرا سلبيا على صحة المولود الجديد ويهدد استقراره ونموه. منذ ذلك الحين والجمهورية اللبنانية تدفع الفاتورة تلو الأخرة عن جيرانها، وبخاصة الأقربين منهم. وحتى يومنا هذا، مازالت العاطفة الساذجة تتغلب على العقل، ومازال بعض اللبنانيين يرفضون الاقرار - لغاية في نفس يعقوب - بأن بلدا بحجم لبنان وبفرادة تكوينه ويفتقر إلى الامكانيات المادية والبشرية، غير مؤهل وقد لا يرغب في شن الحروب والقيام بمغامرات عسكرية دونكيشوتية". أضاف: "إن أفضل دور يمكننا ان نضطلع به هو الحياد، الحياد عن كل الخلافات والتجاذبات والحروب. لا يعني ذلك اننا بصدد التخلي عن واجبنا تجاه الشعب الفلسطيني - دون ان نستغل ذلك الدور - كما اننا لن نتأخر عن لعب دور المصلح بين اخواننا العرب كوننا من مؤسسي الجامعة العربية. ان العرب بحاجة إلى لبنان معافى مزدهر رائد، وليس إلى دولة ممزقة قاصرة منحازة، يمنعها وضعها من لعب دورها الجامع". وختم شمعون: "كفى إظهارنا كالزوج المخدوع، ولننصرف إلى تدعيم مستقبلنا ومستقبل أولادنا ولنتفرغ إلى تدبير شؤوننا الداخلية وترتيب بيتنا الصغير والعظيم، ولنسع إلى تحييده إيجابيا عن كل المآسي والويلات وبخاصة في هذه المرحلة الضبابية الهوجاء التي تجتاح العالم العربي بأسره. هذا ليس فقط دورنا بل واجبنا تجاه من من علينا ببقعة من الأرض تمجد خالقها".

 

فارس سعيد: اتفاق ايران مع الغرب جردها من انيابها العسكرية في المنطقة

اكد منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد لـ"النهار" ان "الاتفاق بين ايران والغرب ممتاز لانه يجعل ايران خالية الانياب على المستوى العسكري، ما من شأنه ان يفتح صفحة جديدة في المنطقة لاعادة ترتيب العلاقات". واضاف ان "ايران لم تعد دولة اقليمية قادرة على تهديد امن المنطقة وسيسهم الاتفاق باعادة ترتيب نفوذها في المنطقة". واعتبر ان "ايران رتبت ملفها النووي مع الغرب بعدما تمت السيطرة على الملف الكيميائي في سوريا والملف المقبل سيكون ملفها الصاروخي في المنطقة". وعن تأثير الاتفاق على لبنان قال "لن يؤثر على لبنان"، وسأل "الذين يعتبرون ان الاتفاق هو انتصار لهم ليشرحوا لنا كيف؟ هل رضوخ ايران لشروط الغرب هو انتصار، لو ان الغرب خضع للشروط الايرانية وسمح لها بالحفاظ على تفوقها العسكري عندها بامكانهم اعتبار ذلك انتصارا لكن الذي حصل عكس ذلك". وفي رده على سؤال في شأن اعتبار الامين العام لـ"حزب الله" في خطابه الاخير انه "اذا اتفق ايران مع الغرب" فسيكون انتصارا لفريقه، قال سعيد "اذا السيد حسن بات يشرب الـ"كوكا كولا" ويأكل من الـ"ماكدونالد" فمبروك عليه، لكني اعود واكرر ان ايران باتت اليوم اضعف من قبل الاتفاق مع الغرب".

 

انتصار "اليسوعية".. سقوط ثقافة التهديد وتغطية "حزب الله" ونتائج الانتخابات أظهرت تحولاً في المزاج المسيحي وقوة تضامن 14 آذار

كارلا خطار/المستقبل

ما لم تحققه القوى السياسية في لبنان، إن لناحية إقرار قانون انتخاب حديث وإجراء الإنتخابات النيابية، حقّقه شباب قوى 14 آذار في جامعة القديس يوسف "اليسوعية"، وبرهنوا أن إلغاء الإنتخابات النيابية العامة لأسباب سياسية لا تلغي كون فريق 14 آذار يمثّل الغالبية الشعبية اليوم لأنه وبكل بساطة حقق الغالبية الطلابية.

لا ينكر المسؤولون في أحزاب قوى 14 آذار أن النتيجة شكّلت مفاجأة لهم، لكنّ ضميرهم مرتاح الى انهم علّموا الفريق الآخر أن الإنتصار لا يكون بالتهديد والملاحقة والشتم إنما بالديموقراطية وحرية التعبير عن الرأي. حمل شباب قوى 14 آذار قضيّة الوطن وأضاءوا على ممارسات خصمهم التي لا تمت الى الثقافة الجامعية بصلة، واداروا ماكينة التنسيق وقادوا الحملة الإنتخابية "عَ قلب واحد".

حزب "القوات اللبنانية" كان لاعبا أساسيا من حيث قلب المعادلة، لكن وفاء تيار "المستقبل" للتحالف زاد من حتمة تحقيق النصر فصبّت كل أصوات "المستقبل" في صالح "القوات" التي عملت على استقطاب أصوات المستقلين أو ما يعرف بالـ neutre على المستوى السياسي، اضافة الى أصوات غالبية المسيحيين غير المقتنعين بدفاع "التيار الوطني الحر" عن "حزب الله" وشتم الاخير الرموز السياسية المسيحية من دون أي رد فعل من العونيين. ويفخر حزب "الكتائب اللبنانية" أن عددا لا بأس به من طلاب الطائفة الشيعية غير مقتنع بخطّ "حزب الله" على الرغم من المضايقات التي يتعرضون لها. أما همّ حزب "الوطنيين الأحرار" فهو التنسيق الدائم والإبتعاد عن المحاصصة لأن المهم هو إيصال رسالة الى السياسيين والشعب على السواء. في أي إطار يضع مسؤولو الطلاب هذا النصر؟ وكيف سيحافظون عليه وسط المتغيرات السياسية وما هي دلالاته؟

رالف عقل: 80% للمسيحيين

نقطة الإنطلاق بالنسبة الى رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونية في "القوات اللبنانية" رالف عقل هي الجامعات والعمل الطلابي الأكاديمي ومنها ينطلق لتصوير المجتمع اللبناني السياسي في ظل الأحداث الامنية الخطيرة التي تتفجّر في لبنان، مرورا بمشاركة "حزب الله" في الحرب السورية. يؤكد رالف أن "عمل "القوات" وتنظيم الإنتخابات كان له الفضل في ربح هذه الإنتخابات، واستقطاب الناخبين والخطاب الواقعي الذي توجّهنا به اليهم أن كان أكاديميا أم سياسيا، وهذا الخطاب كان مقنعا بالنسبة الى المستقلين أو من لا يؤيدون أي طرف سياسي".

مسيحيا، يفوق التصويت المسيحي الـ80% لصالح "القوات اللبنانية"، وهذا ما يعتبره رالف "تاريخيا"، ولفت الى أن "هذه النتيجة ما كانت "القوات" لتحققها وحدها، خصوصا أننا لا نتوجّه فقط الى فريق "القوات" في الجامعة، إنما السرّ يكمن في اننا تمكّنا من استقطاب الأصوات من خلال المشاريع". وعن دور الحلفاء في هذه المعركة، يقول رالف ان "الحلفاء قدّموا نسبة التزام عالية، فكان مثلا التزام تيار "المستقبل" في كليتي إدارة الأعمال والهندسة 99%، وقد عملنا كفريق واحد موحّد مع "المستقبل" و"الأحرار" والكتائب" كأننا حزب واحد".

ومع انتصار قوى 14 آذار في جامعة القديس يوسف، تكون المعركة في كل لبنان على المستوى الجامعي حُسمت لمصلحة قوى 14 آذار، ويشدد رالف على ان "الصورة باتت واضحة، وان الربح الذي حققته قوى 14 آذار في الكليات الكبيرة كان كاسحا وصل في بعضها الى 40 صوتا بحسب السنوات، اما "التيار" مثلا فقد حقق ربحا خجولا أي بفارق صوت واحد في صفوف الدراسات العليا التي لا يتعدى عدد الطلاب فيها الـ10، بينما ربحنا في السنوات الأولى وفيها أكثر من مئة طالب بفوارق عالية".

اما الفارق الذي تحقق في كلية الهندسة في المنصورية، فمردّه بحسب رالف الى "البرامج الإنتخابية المتطورة التي قدّمناها والمرفقة بإعلانات لرعاية تكاليف تلك البرامج، وهذا برهان على أن برامجنا ليست "حبرا على ورق"، وقد استقطبنا من خلال ذلك مجتمع الجامعة وقسما منه غير المنغمس في القضايا السياسية ومنهم من ترشّح على لوائح 14 آذار".

كيف تصف إذاً المعركة على مستوى لبنان بين "القوات" و"التيار"؟ يشرح رالف أن "كلية "هوفلان" أي كلية إدارة الاعمال مثلا فيها "بلوك" تيار "المستقبل" الذي يوازي 200 صوت بمواجهة "حزب الله" الذي يوازي الضعف تقريبا، ويمكن إجراء عملية حسابية بسيطة وإحصاء لمعرفة نسبة الأصوات المسيحية التي صبّ أكثر من 70 % منها لصالح قوى 14 آذار وهو مؤشر واضح لميل الدفّة لـ"القوات".

وعن اهتمام القوى السياسية بهذه الإنتخابات، يؤكد رالف أن "الامور السياسية لم تتبدل كثيرا في لبنان منذ سبع سنوات حتى اليوم لكن الفارق هو "النَفَس" القواتي الذي قلب المعادلة في الجامعة".

طارق حجار: خيارات 8 آذار سقطت

"إنها شرارة للواقع الطلابي والشبابي الذي يهم كل المجتمع" يقول مسؤول الطلاب المركزي في تيار "المستقبل" طارق حجار، ويتابع "هذه الإنتخابات هي صورة عن المجتمع لمستوى تطور الشباب"، ويشرح أن "كل السنوات الاولى في الكليات ربحتها قوى 14 آذار وهذه إشارة الى اتجاه شباب لبنان خصوصا في هذا الوضع المأزوم، خصوصا منهم الشباب المسيحيين الذين يرفضون توجّه "حزب الله" وما يقوم به رئيس "التيار الوطني الحر" من تغطية للحزب، لذا حققنا انتصارات للمرة الأولى منذ سنوات وأبرزها كلية الطب المعروفة بأنها معقل "التيار".

ويرى حجار ان "كل الطلاب اكّدوا ولاءهم وخيارهم لقوى 14 آذار في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، وكل خيارات "التيار" و"حزب الله" في هذه الكليات سقطت وأن الشعب اللبناني واعٍ لا ينجرف خلف الخطابات والكل يعلم أن ما يقوم به "حزب الله" سيؤدي الى خراب لبنان وتغطية "حزب الله" له برهنت أن الشارع المسيحي يرفض هذا التوجّه ويفضّل قوى 14 آذار".

ولكن هل الواقع أعطى الانتخابات حقّها؟ يشدد حجار على ان "الاحداث المتسارعة في البلد طغت عليها، وفي البلد مؤشرات خطيرة ساهمت في ميل كفّة الميزان لصالح قوى 14 آذار في الجامعات". ويضيف "الرسالة واضحة والتحالف بين كل احزاب قوى 14 آذار كان له الدور الأكبر في هذا الإنتصار، وان اكثر من 90% من شباب "المستقبل" دعموا الحلفاء.

ويختم جحار قائلا "هذا النصر ما كان ليتم لولا شباب 14 آذار والتنسيق فيما بينهم وهذا يحمّلنا مسؤولية أكبر لنكون على قدر طموحاتهم، وهي رسالة الى السياسيين حتى لا يتراجعوا وليكونوا على ثقة بأننا دوما سنكون السبّاقين في مواقفنا".

ميشال الخوري: يرفعون أعلام إيران وسوريا

ويعتبر رئيس خلية حزب "الكتائب اللبنانية" في كلية إدارة الاعمال ميشال الخوري أن "الاهم في عمل قوى 14 آذار أننا لم نهدد احدا ولم نمارس الضغط على أحد للتصويت لصالحنا، وهذا ما نواجهه في كل عام حيث يهدد "حزب الله" بعض الطلاب في الجامعة، وغالبا ما تأتي الطالبات الشيعيات المنتميات الى قوى 14 آذار، بالسرّ طبعا، متنكرات حتى لا تتم ملاحقتهن بسبب إدلائهن بأصواتهن لصالحنا". ويتابع الخوري "الشباب أيضا تتم ملاحقتهم، فأحدهم مثلا ينتمي الى حزب "القوات" يواجهه طلاب "حزب الله" يوميا بالشتائم عبر مواقع التواصل الإجتماعي".

وشدد الخوري على ان "شباب قوى 14 آذار علموا الجميع كيف يكون العمل الديموقراطي القائم على حرية التعبير عن الرأي والربح من دون ممارسة أي ضغط". ويعدد بعض الممارسات التي يقوم بها "حزب الله" ضدّهم: "تعليق علم إيران على صورة الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل في الجامعة، وإذا ربحوا يهددون بإزالة صورته، ونكاية بنا ولأننا انتصرنا رفعوا علمي إيران وسوريا"، وعلّق الخوري "نحن نرفع أعلام أحزابنا ولم نرفع يوما علم دولة خارجية لان وطننا وحده هو اولوية بالنسبة إلينا". ورأى أن "الجامعة كالوطن تبدّلت كليا بعد العام 2005، ودخول "حزب الله" الحرب في سوريا ساعدنا في نشر الخطاب السياسي المتقدّم في الجامعة".

وأكّد الخوري ان "كل الطلاب يتابعون الأحداث ويحكمون، ويعرفون أن "التيار" لا يعارض أي تصرّف لـ "حزب الله" في الجامعة"، خصوصا حين تُشتم رموزنا السياسية والدينية، فكان "التيار" ينحاز دائما الى جانب "حزب الله"، وفيما كان الخطاب السياسي يتمحور حول استخدام سلاح الحزب في الداخل، فقد بات اليوم يدور حول مشاركة الحزب في سوريا". واشار الى أن "الهيئة الطالبية التابعة لقوى 8 آذار لم تقدّم أي مشروع مفيد للطلاب، فقد كانوا يسخرون من الحفلة البسيطة التي نقيمها قبل عيد الميلاد أي cheese and wine، ويقولون انهم يريدون التحضير لحفلةcheese and Shay!. وختم الخوري أن "القضية هي الأساس في ربح هذه المعركة، قضية النضال من أجل الوطن والتي تحمل لواءها قوى 14 آذار، وممارساتهم السلبية ساهمت في هذا الإنتصار".

يارا أسمر: لا لتدخّل الحزب في سوريا

من جهتها، أشارت المسؤولة الإعلامية في منظمة طلاب حزب "الوطنيين الأحرار" يارا أسمر الى ان "طلاب قوى 14 آذار كانوا مستعدين لهذه المعركة ولكنّهم لم يتوقّعوا هذه النتيجة، وكان الإصرار على التنسيق لبلوغ نتيجة مفاجئة، وهذه الوحدة حققت لنا النصر". ولفتت الى ان "النضال يكون من أجل القضية لا من أجل مقعد، وقد تمكنّا من أيصال صوتنا أن الغالبية غير موافقة على تدخل "حزب الله" في سوريا".

 

امين الجميل في ذكرى تأسيس الكتائب: نحن حزب الشهداء لا السلاح طريق الخروج من الأزمة يستدعي تأليف حكومة قادرة وانتخابات رئاسية في موعدها

وطنية - احتفل حزب "الكتائب اللبنانية" بذكرى تأسيسه السابعة والسبعين ورفع الستارة عن مجسم الوزير الشهيد بيار الجميل على مدخل نهر الكلب الأثري، في احتفال حزبي وشعبي حاشد أقيم في مجمع البيال.

شارك في الاحتفال نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي، النائب هنري حلو ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الإستاذ محمد المشنوق ممثلا الرئيس المكلف تمام سلام، النائب احمد فتفت ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، النائب ادغار معلوف ممثلا رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، النائب جان اوغاسابيان ممثلا الرئيس سعد الحريري، المطران بولس صياح ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، النائب ستريدا جعجع ممثلة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على رأس وفد ضم النائبين فادي كرم وانطوان زهرا، الوزير السابق يوسف سعاده ممثلا رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية. وحضر الرئيس أمين الجميل محاطا بنوابه شاكر عون، سجعان قزي وأنطوان ريشا، الامين العام ميشال خوري، رئيس مجلس الشورى ابراهيم ريشا وكتلة نواب الكتائب ايلي ماروني، سامي الجميل، فادي الهبر، نديم الجميل وسامر سعاده.

كما حضر الوزراء: وليد الداعوق، فادي عبود، فريج صابونجيان، سفراء مصر اشرف حمدي، الولايات المتحدة ديفيد هيل، بريطانيا توم فليتشر وفلسطين اشرف دبور، والنواب: ميشال المر، دوري شمعون، فؤاد السعد، روبير غانم، أمين وهبة، عماد الحوت، ميشال فرعون، سمير الجسر، طوني ابو خاطر، هادي حبيش، هنري خلو، ايلي عون، قاسم عبد العزيز، انطوان سعد، سيبوه كالباكيان، جوزف معلوف، عاصم عراجي وخالد زهرمان، ممثل النائب وليد جنبلاط أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، الوزراء السابقون: خالد قباني، سامي الخطيب، مخايل الضاهر، محمد شطح، ماريو عون، سليم الصايغ، منى عفيش، منير الحاج، زياد بارود، يعقوب الصراف، فوزي حبيش، كريم بقرادوني، انطوان كرم ونائلة معوض، نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي، والنواب السابقون: ابراهيم دديان، مروان ابو فاضل، انطوان حداد وميشال ساسين، والعقيد الركن جوزف غريب ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي.

وحضر نقيب المحامين جورج جريج على رأس وفد من اعضاء مجلس النقابة، نقيب محامي الشمال ميشال الخوري، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، رئيس الرابطة المارونية سمير ابي اللمع، ممثل حركة التجدد الديموقراطي وفيق زنتوت، أمين عام حزب القوات اللبنانية انطوان سعد، أمين عام تيار المستقبل احمد الحريري، أمين عام حزب الوطنيين الأحرار الياس ابو عاصي، رئيس بلدية بيروت بلال حمد، رئيس غرفة بيروت محمد شقير، رئيس صندوق المهجرين فادي عرموني، رئيسة اتحاد بلديات المتن ميرنا المر، نقيب اصحاب المحطات سامي البراكس، رئيس جمعية الصناعيين السابق جاك صراف، رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحاله، الإعلامية مي الشدياق. وحضرت السيدة جويس أمين الجميل والسيدة باتريسيا بيار الجميل وولداها أمين وألكسندر،السيدة نيكول الجميل، وشارك في الاحتفال فعاليات ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وهيئات المجتمع المدني وحشد من الكتائبيين والاصدقاء وسط بحر من الأعلام الكتائبية.

رفع الستارة وكلمة سامي الجميل

بداية النشيد الوطني والنشيد الكتائبي، ثم ادت الفنانة بسكال صقر ترنيمة "يا عدرا المعونة". وصعد النائب سامي الجميل الى المنصة على وقع الهتافات يحيط به نجلا الشهيد أمين والكسندر وتوجه الى قتلة الوزير الشهيد بالقول: "في الكتائب الشهيد لا يموت بل يحيا الى الأبد. تحديتمونا واعتقدتم انكم تقتلونا باغتيال بيار ونرد اليوم لنقول: "انظروا الى هذه الصالة كل واحد منا اسمه بيار الجميل، سنبقى في خدمة لبنان ولا احد غيره".

وضغط الجميل وأمين والكسندر على زر احمر ليرفعوا الستارة عن لوحة للوزير بيار الجميل في نهر الكلب، تجسد الشهيد يقبل علم لبنان وترفرف فوقه وحوله مجموعة أعلام.

وترمز اللوحة الى الحركة والنبض اللذين طبعا حياة الشيخ بيار وما جسده من رمز للشباب وثورة للحياة والامل بالحرية والسيادة والاستقلال. اللوحة كناية عن مجسم فسيفسائي من قطع الرخام الطبيعي للشيخ بيار وهو يقبل العلم، إرتفاعه 5,70 أمتار بعرض 4,50 أمتار وعمق 3,50 أمتار. وتشمل اللوحة ثمانية أعلام من الفسيفساء وشلح من الغار. واستخدم في اللوحة نحو 170 ألف قطعة من فسيفساء الرخام الطبيعي تتراوح أحجامها بين 2 ملم و10 ملم للقطعة الواحدة. تلا ذلك شريط مصور لخص محطات ومواقف من نضاله.

خوند

ثم كانت كلمة لربيع نجل بطرس خوند المعتقل في السجون السورية فقال: "حزب الكتائب كان حياة ونبض وشرف بطرس خوند الذي كان المناضل وصاحب القضية الوطنية، كان مخلصا للحزب وعندما اصبح وجوده عائقا خطفوه".

وتابع: "عرف اهالي مخطوفي اعزاز كيف يتعاملون مع مسؤولين نسوا مسؤولياتهم ويبدو انها الطريقة الوحيدة التي تفهمها الدولة ليس لانها لا تفهم بالطرق السلمية بل انها لا تريد ان تفهم" مضيفا: "مضت 22 سنة نطالب بالتعاطف مع قضيتنا والاهتمام بها ونسأل انفسنا هل بطرس مريض؟ ماذا يأكل؟ هل فكر اننا تخلينا عنه يوما من الايام؟ ليس من العدل الا تكون قضية بطرس خوند، الانسان الذي ضحى من اجل الوطن، قضية الوطن والدولة والشعب اللبناني كله نحن بحاجة الى كل مواطن لبناني مهما كانت طائفته او انتماؤه السياسي لان القضية اصبحت قضية انسانية ولم تعد قضية سياسية".

سلام

وكانت كلمة لرئيس تحرير جريدة "اللواء" الصحافي صلاح سلام رأى فيها :"ان حزب الكتائب هو عنوان للتجربة الوطنية المميزة المستمرة من جيل الى جيل والتي انتجت رئيسين للجمهورية وعددا لا يحصى من النخب ولم تبخل في تقديم اغلى الشهداء على مذبح الوطن".  وقال: "ان حزب الكتائب كان دائما في صلب الوجود المسيحي لا يلين امام المواقف المصيرية وكان وسيبقى احدى المرجعيات الوطنية والسياسية في مختلف المراحل" مشيرا الى انه "تحالف باخلاص وخاصم بشرف وفي كل الحالات يبقى الاعتدال السبيل لخلاصنا من الانقسامات ويبقى الحوار السبيل للخروج من الازمات" لافتا الى انه "ليس مستغربا ان يكون حزب الكتائب بعيدا عن كل محاولات مصادرة القرار الوطني في السلم وفي الحرب". ودعا سلام ل"الإقلاع عن خطاب التحريض والعودة الى لغة التسامح والاعتدال والاعتراف باختلاف الآخر" مضيفا: "يجهل كثيرون من اللبنانيين التاريخ الوطني الجامع لحزب الكتائب على عكس ما يحاول خصومه السياسيون تشويه صورته وكأنه حزب طائفي منعزل عن شريكه الاسلامي في حين ان التاريخ يؤكد مدى التزام الحزب باستقلال لبنان ولا بد من شهادة للتاريخ للشيخ بيار الجميل المؤسس الذي استطاع اقناع المسيحيين بالاستقلال". وتابع: "لقد التزم حزب الكتائب منذ بداياته بالثوابت الميثاقية وحافظ على قيم العيش بين اللبنانيين في نظام ديموقراطي يحافظ على المساواة والعدالة وقد تابع الرئيس امين الجميل هذا النهج لحماية روح الميثاق الوطني من الانهيار تحت ضغط الاقتتال العبثي من الميليشيات وحظيت المؤسسة العسكرية بالاهتمام الاكبر من الرئيس الجميل الذي استحصل على المساعدات من الاشقاء والاصحاب".

ولفت الى ان "القيادة الكتائبية حرصت على التواصل مع قيادات عربية تاريخية واقام الشيخ بيار المؤسس وبعده الرئيس أمين الجميل التواصل مع القيادات والزعماء العرب مع الحفاظ على عدم تدخل اي بلد بشؤون الاخر"، مشيرا الى ان "الحرب افرزت تيارات بين الشباب اتسم معظمها بالتشدد لكن حزب الكتائب حافظ على اعتداله في اقسى لحظات الحرب شدة ولم يتردد في الوقوف الى جانب البطريرك صفير في تأييد ودعم اتفاق الطائف سعيا للخروج من نفق الحرب الاهلية". واضاف: "من الكتائب نتعلم ان عدم تنفيذ بعض بنود اتفاق الطائف لا يبرر الدعوات للابتعاد عن الميثاق نصا وروحا"، مشيرا الى انه "وبالعودة الى تجارب الكتائب فان حدوث بعض الخلل في المعادلة الوطنية لبعض الوقت لا يبرر الخروج من معادلة الشعب الواحد والبلد الواحد والمصير الواحد". وتابع: "المتتبع لمواقف الكتائب يلاحظ ان الاعتدال والانفتاح اصبحا من الثوابت في سياسة الحزب وليس من المصادفة ان يكون الحزب سباقا في المطالبة بسياسة النأي بالنفس والحياد وليس مفاجئاان يكون الحزب من اول الداعمين لاعلان بعبدا". وتوجه سلام بالتحيات الى الرئيس الامين على هذه المسيرة والى كل كتائبي وكتائبية يؤمنون بالمبادئ والثوابت التي ضحى من اجلها الشهداء. كما وجه تحية الى كل من استشهد من اجل لبنان وفي مقدمهم الرئيس بشير الجميل والوزير بيار الجميل واشد على يد القيادي الواعد الشيخ سامي الجميل وتبقى التحية الكبرى للرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميل.

الفيلم التصويري

وعرض فيلم تصويري شرح بطريقة جديدة ومبتكرة وجهة نظر الكتائب للمعضلات الأساسية التي تهدد وجود لبنان والحلول التي يقترحها لها وهي التعددية والحياد واللامركزية.

الرئيس الجميل

وألقى الرئيس أمين الجميل كلمة جاء فيها: "حين يغيب الشهداء يطلون في كل زمان ومكان. وها هو بيار، يطل علينا بقامته، بابتسامته، ببريق عينيه، بقبلة على علم لبنان. لبنان الذي استشهد بيار في سبيله.تشتد العواصف ونؤمن بلبنان. يمتد اليأس ونؤمن بلبنان. تتعطل المؤسسات ونؤمن بلبنان. يشتعل العالم العربي ونؤمن بلبنان. إيماننا بلبنان أقوى من كل التحديات. نستمد إيماننا من ثلاثية مقدسة هي الله والشعب والشهداء. نستمد إيماننا من سبع وسبعين سنة من عمر حزب الكتائب. نستمد إيماننا من تجربة صمود أجدادنا عبر العصور بوجه كل غاز أو طارئ أو محتل. نستمد إيماننا من مناعة لبنان الكيان أمام المتغيرات فبقي، ولو مترنحا، يؤدي رسالته، عربيا ودوليا، في خدمة قضايا الحق والحرية والانسان. نستمد إيماننا من بيار الجميل المؤسس، وعلى خطاه نحن سائرون غير مبالين بالسهام والصعاب. نستمد إيماننا من بيار الجميل الشهيد، نجلي الذي سررت به طفلا وفتى ومناضلا ونائبا ووزيرا، وافتخرت به شهيد الحرية والاستقلال. نستمد إيماننا من بشير، الرئيس الذي استشهد على طريق الجمهورية ووحدة لبنان. نستمد إيماننا من كل شهداء الحزب، شهداء المقاومة اللبنانية، وشهداء ثورة الأرز، ومن بينهم رفيقنا الشهيد أنطوان غانم". وتابع: "نحن جماعة نذرت نفسها للبنان. شباب الكتائب على مدى الأجيال، شهداؤها بالألوف، وهم أوائل من سيج الأمة بالتضحيات، نخبها في كل منتدى، وبالأمس انتخب رفيقنا المحامي جورج جريج نقيبا للمحامين، عربون ثقة بمسيرة مهنية وبمدرسة وطنية تسمو على الفئوية.

نحن حزب الشهداء لا حزب السلاح، فرجاء لا تخطئوا العنوان. نحن جماعة لا تبحث عن أعداء لكنها ترد العدوان. نحن جماعة لا تبحث عن سلاح لكنها تقاوم كل سلاح. نحن جماعة تمد يدها وتحتفظ بزندها، فزنود شباب الكتائب أنقذت ألف مرة لبنان. نحن حزب في خدمة لبنان. نعمل من أجل الشراكة مع كل اللبنانيين". وقال: "هل من مناسبة أسمى من التقاء عيد الكتائب وعيد الاستقلال وذكرى الشهيد الحبيب بيار، لتجديد الأيمان بالوطن، والثقة بالمستقبل، والحلم برؤية الحرية والديمقراطية تعم الشرق المصلوب. من ها هنا، من العاصمة، وعلى مقربة من ساحة الشهداء، حيث روت دماء بيار الجميل، في مثل هذا اليوم، سنة 1937 انطلاقة انتفاضة الاستقلال، أجدد رهان حزب الكتائب على لبنان الكيان والوطن والدولة، على التجربة اللبنانية بفكرتها المبدعة وبعدها الرسولي وبقدرتها على التطور لتلبي طموح الأجيال والتكيف مع المتغيرات. من ها هنا، أجدد رهان الكتائب على قدر المسيحيين والمسلمين أن يحيوا معا بسلام ومساواة بحلة دستورية حديثة. معا نهزم مخطط التقسيم، معا نزيل حالات الانفصال، معا ننهي ظواهر العصيان، معا نعزل التطرف والهيمنة، معا نمنع مشاريع التوطين وأخطار النزوح، معا نسترجع وحدتنا ونصون حدودنا، ومعا نبني مؤسساتنا الدستورية ومعا نستعيد قرارنا الوطني الحر.

اخترنا، إذن، إكمال ورشة بناء لبنان الكبير. ولا لبنان إلا كبيرا. ليس اليوم وقت التراجع عن رهاننا العظيم، بل وقت تثبيته وترميمه وإصلاحه وإنقاذه وتجديد شبابه.

لم يستشهد شبابنا من أجل تجزئة الكيان، استشهدوا من أجل لبنان المميز والمتجدد في هذا الشرق. ومميزات لبنان هي الحرية والديموقراطية والتعددية، الحياة الميثاقية والدستورية، والمساواة السياسية والاجتماعية والأمنية والانمائية". واضاف: "أعرف أن هناك ألف سبب يدعونا إلى التشكيك بالتجربة اللبنانية بعد عقود من الحروب والازمات والخيبات والانقسامات والمآسي. لكن ما هي التجربة البديل؟ وما هو الرهان الآخر؟ وما هو الحل الأفضل؟ إن تعزيز الوحدة اللبنانية ممكن بعد، أما التقسيم فمستحيل أمس واليوم وغدا. إن قيام الدولة ممكن بعد، أما الدويلات فمرفوضة أمس واليوم وغدا.

لذلك، ما باله حزب الله يرفع الصوت ضد شركائه في الوطن. ما باله يخرج عن الانتظام العام. ما باله يطرح نمط حياة غريبا عن نمط حياة اللبنانيين، بمن فيهم الشيعة، وعن تقاليد لبنان وقيمه وهويته. لقد تفاهمنا معا في هيئة الحوار الوطني على أن يكون سلاحه داعما للدولة اللبنانية في إطار استراتيجية دفاعية يقودها الجيش اللبناني، وليس أن يكون سلاحه في خدمة أنظمة خارجية في إطار استراتيجية إقليمية لا علاقة لنا بها. حسبي أن حزب الله، بمواقفه الأخيرة في لبنان وسوريا، يضع نفسه أمام أخطار لا طاقة له ولا للبنان على تحمل نتائجها، وقد بدأت بالظهور بأبشع صورها، إن التفرد بتقرير مصير أمن اللبنانيين مرفوض".

ولفت الجميل الى "ان أحد أسباب تجدد الأزمات في لبنان يعود إلى أننا نتذمر من سيئات التجربة اللبنانية من دون أن نستنبط أوجهها الإيجابية وقدرتها على تجديد جوهرها من خلال تطوير شكلها لتبقى حية وملائمة لتطور المجتمع اللبناني ولتحولات المنطقة. نجاهر بالمشاكل ونتجاهل الحلول وهي موجودة. لكن، منا من يحجم عن قبولها خشية المس بمصالح الطوائف غير عابئ بمصلحة الدولة وانتظام عمل مؤسساتها ومصالح الأجيال الجديدة. ومنا من يرفض قبول الحلول اليوم أملا، بتطور ما، يحسن موقعه غدا على حساب الآخرين.

هذا يعني أن منسوب الطائفية والهيمنة والارتباط بمحاور أجنبية لا يزال مرتفعا في حياتنا السياسية اللبنانية. وهذا هو التهديد الحقيقي للتجربة اللبنانية التي ندعو إلى تحسينها قبل فوات الأوان. هل يجوز أن يخاطب بعضنا البعض الآخر انطلاقا من معادلات خارجية وليس من ثوابت لبنانية؟ الحلول موجودة من خلال الدولة وآلياتها الديموقراطية. مشاكلنا الأمنية يحلها الأمن الشرعي. مشاكلنا الكيانية يحلها الولاء المطلق للبنان. مشاكلنا المؤسساتية يحلها الدستور. مشاكلنا الدستورية يحلها الإصلاح الدستوري. مشاكلنا الاجتماعية يحلها التضامن. مشاكلنا الاقتصادية يحلها الاستقرار. مشاكلنا الأخلاقية تحلها النزاهة. مشاكلنا الطائفية تحلها المواطنية. مشاكلنا السياسية يحلها الاحتكام إلى الديموقراطية. ومشاكلنا الميثاقية يحلها الحوار. لنخرج من مخاوفنا وهواجسنا. لنكف عن الشك ببعضنا البعض. حربا واجهنا، مقاومة خضنا، شهداء قدمنا، احتلالا شبعنا، وصاية تحملنا، تقسيما عرفنا، تهجيرا عانينا، هجرة صدرنا. مرت علينا كل حالات الزمن، فكفى". وسأل: "أيعقل بعد نحو مئة عام على تأسيس دولة لبنان الحديثة أن نكون نبحث بعد عن ذاتنا ونتساءل عن مدى ضرورة الاعتراف بالآخر؟أيعقل بعد نحو مئة عام على تأسيس دولة لبنان الحديثة أن نكون ننقب بعد عن استراتيجية دفاعية وكأن لبنان حافظ على كيانه وحدوده طوال مئة عام بالصدفة؟ وكأن لا جيش فيه ولا مناضلين ولا شهداء، ولا علاقات دولية راسخة، ولا قرارات أممية ضامنة؟ أيعقل بعد نحو مئة عام على تأسيس دولة لبنان الحديثة أن نكون متعددي الولاءات بعد لدول أجنبية على حساب مصلحة الوطن، وكأن لبنان بالنسبة للبعض منا هو الوطن الرديف؟ أين صار الاعتراف بلبنان وطنا نهائيا؟ هل جف حبره أيضا؟ أيعقل بعد نحو مئة عام على تأسيس دولة لبنان الحديثة أن يبقى الفساد مستشريا، والمحسوبية قاعدة، والاهمال عابرا كل المناطق، والهجرة قدر كل الأجيال، والسلطة عاجزة على كل المستويات؟ أيعقل بعد نحو مئة عام على تأسيس دولة لبنان الحديثة ألا نتمكن بعد من وضع قانون انتخاب، ومن إجراء انتخابات نيابية، ومن تأليف حكومة في مهلة معقولة، ومن احترام استحقاق الرئاسة الأولى؟ لا يعقل أن نبقى بعد هذا الزمن الطويل نتلمس أبجدية بناء الدولة وممارسة الديمقراطية فيما كنا أول دولة تتأسس وأول ديمقراطية تنبت وأول تجربة إنسانية تولد في هذا الشرق. ما هو معقول، هو الخروج من الضياع والتمزق نحو الثقة والتصميم والإيمان بلبنان. وهنا تبرز مسؤولية قادة الشعب.

نحن الذين نناضل على صعيد الشأن الوطني لا نمثل أطرافا بالمعنى السياسي الحصري، كما هي الحال في البلدان الأخرى. نحن نمثل مكونات وطنية وروحية وحضارية ارتضت، أن تشكل نموذج وجود خاص في هذا الشرق والعالم. وبالتالي، إن خلافاتنا محكومة أخلاقيا بسقف ميثاقي لا نملك حق تجاوزه، فنحن عابرون والميثاق باق. كما أن خلافاتنا محكومة وطنيا بمسؤولية كيانية لا نملك حق تغافلها، فنحن وكلاء الكيان، والأجيال مالكوه. لا يجوز أن تهدد خلافاتنا حياتنا الميثاقية.

لا نخاف تطوير النظام، حان الزمن لتطوير نظامنا من منطلق مدني ووطني، لا من منطلق طائفي وفئوي. إن الحل الوحيد لوقف زحف التعصب الديني هو الانتقال، دون إبطاء، إلى المجتمع المدني. إن حزب الكتائب، ذو التفكير اللبناني، والوجه المسيحي، والامتداد العربي، والانتشار العالمي, يتجرأ ويقول ذلك، فتعالوا نقولها معا وننفذها معا ليبقى لبنان واحة المحبة المواطنية وليصبح نظامه قبلة الشرق، شعوبا وثورات وأنظمة".

واعتبر ان "التعديلات التي طاولت النظام اللبناني حتى الآن لم تكن جزءا من تطوير النظام نحو الأفضل لإلحاقه بركب الحداثة ولتعزيز سلطة الدولة وتوازن مؤسساتها. أكثر من ذلك، لقد أتت هذه التعديلات في ظروف قاهرة وافتقرت إلى الاجماع الوطني. إن كل تعديل دستوري لا يحقق عمليا اللامركزية الموسعة ليس تطويرا للنظام. والكتائب تعمل من دون ملل ومنذ سنوات، لتحقيق اللامركزية. مصير لبنان رهن قدرة اللبنانيين على مواكبة تغير استراتيجي وتاريخي يحدث حاليا في منطقة الشرق الأوسط. فعلى الدولة اللبنانية أن تحصن وحدتها الداخلية، وتقيم شبكة أمان سياسي وديبلوماسي وعسكري. وإذا كنا نرحب بأي تغيير يحفظ حق الشعوب بتقرير مصيرها، فسنتصدى، كما تعودنا، لأي تغيير يتناقض ومصلحة اللبنانيين.في مثل هذه المراحل المصيرية لا بد لنا جميعا، والكتائب في الطليعة، من أن نتوافق عبر مجموعة مبادرات إنقاذية تتعدى الانقسام القائم في البلاد. التموضع السياسي الحالي لمختلف القوى اللبنانية يحتاج إلى نبض جديد وهندسة جديدة وإعادة انتشار. لا جديد لدينا نقدمه من خلال متاريسنا الحالية لأن بعضنا تحول، بفعل التورط الخارجي والانحياز، جزءا من الأزمة، فيما يجب أن نكون كلنا شركاء حل. إن الخروج من وراء المتاريس السياسية هو بحد ذاته مبادرة عظيمة. فهلموا نلتقي. ما فتئنا في الكتائب نعمل من أجل الوحدة اللبنانية والحرية. هدفنا إنقاذ لبنان، سلوكنا التعالي عن الانقسام، وسيلتنا الحوار، سلاحنا الموقف، ومشروعنا الدولة. هذه هي المقاومة الضرورية اليوم. في هذا الإطار، حين وجدنا الطائفية وصلت أمام طريق مسدود طرحنا العلمنة، وحين وجدنا الانحياز جلب الحروب طرحنا الحياد، وحين وجدنا المركزية ضربت الانماء المتوازن والأمن المناطقي طرحنا اللامركزية، وحين وجدنا التطرف يتصاعد ويزداد طرحنا لبنان واحة حوار بين الأديان والثقافات".

ورأى الجميل ان "طريق الخروج من الأزمة الكبيرة العاصفة بالبلاد يمر بإعلان نيات يؤكد إرادة الحياة المشتركة. طريق الخروج من الأزمة الكبيرة يستدعي تأليف حكومة قادرة، معالجة قضايا الناس، إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري ووفقا للأصول الدستورية، إطلاق حوار وطني في إطار جديد ينهي وضع استراتيجية دفاعية ويتناول الاصلاحات الضرورية، إنهاء كل تورط عسكري وغير عسكري في حروب الآخرين، ومواكبة الأحداث الإقليمية والمفاوضات الدولية لئلا يولد شرق جديد على حسابنا. لذا، ينتظر لبنان رئيسا جديدا يحمل قضية شعبه التاريخية، يصون القرار الوطني الحر، يدرك أبعاد الصراع الإقليمي والعالمي، يصالح الدولة مع الناس، يقدم خطة إنقاذ للبلاد. إن لبنان ينتظر رئيسا يتميز، علاوة على الأخلاق والنزاهة، بشجاعة اتخاذ القرار المستقل، بصمود تجاه التحديات، وبثبات وطني. فهذا زمن التحديات.

إحدى التحديات الكبرى، هي الشجاعة على الاعتراف بأن حياد لبنان الإيجابي هو ضمان وحدة لبنان ومعيار توازنه وملازم لنهائية الوطن. لقد أمعنا بالانحياز طوال ثلاث وتسعين سنة، فكانت النتيجة حروبا وأزمات وانقسامات واحتلالا ووصاية وهجرة. فلنعتمد الحياد، لاسيما وأنه يعني دولة قوية، وانفتاحا لا انعزالا، وتضامنا من دون تورط وتعاونا من دون ذوبان.

وريثما يحصل ذلك، لا يستطيع الشعب اللبناني انتظار مصير الثورات، فيما هو يفقد ثرواته ولقمة عيشه. إن لبنان يشهد ظاهرة خطيرة هي سقوط اقتصاد المجتمع وولادة اقتصاد الأفراد. لذا، إن الدولة مدعوة فورا إلى معالجة قضية الأجور من خلال حوار بناء بين الدولة وأرباب العمل والنقابات، لئلا يعود الصراع الطبقي بين اللبنانيين، فهل تنقصنا صراعات؟ لا يعقل أن تبقى أجور الموظفين والمعلمين والعمال على حالها. لا يمكن أن تبقى أوضاع الضمان الاجتماعي والصحي على حالها؟ لا يمكن أن يبقى اللبنانيون الذين لم يجدوا عملا بعد، من دون تغطية اجتماعية، أو الذين تقاعدوا من دون ضمان. فمشروع ضمان الشيخوخة يجب أن يطبق والمواطن على قيد الحياة وليس بعد الوفاة".

واشار الى انه "بعد سبع وسبعين سنة على تأسيس حزب الكتائب اللبنانية، يجد الكتائبيون أنفسهم أمام إعادة تجديد المسيرة. تجديد المسيرة لا يستدعي بالضرورة تبديل منطلقات الحزب وأهدافه وثوابته، بل الثبات عليها، خصوصا وأن خيارات الحزب ومواقفه أثبتت الأحداث صحتها على الصعيدين الداخلي والخارجي. وأساسا من يعتمد مصلحة لبنان أولا وآخرا لا يخطئ الموقف ولا يختلف مع الكتائب ويتمايز عنها. واستنادا إلى هذه الثوابت، ينطلق الحزب في تحديث بنيته وتعزيز انتشاره وتجديد كوادره الشبابية. ينطلق الحزب في تحرك وطني يقوي تواصله مع الناس والمرجعيات، مع النخب والشباب، مع الطلاب والأجيال، مع الهيئات الاقتصادية والنقابات. هذه بيئتنا، هذا نبع الكتائب منذ قلنا: "الشعب أولا ولبنان أولا والكرامة أولا. قلناها حين رفضنا مشروع التوطين والوطن البديل. قلناها حين قاومنا الاحتلال السوري. قلناها حين رفضنا الاجتياح السوري في 13 تشرين الأول سنة 1990. قلناها حين قاطعنا الانتخابات الزائفة سنة 1992، قلناها حين رفضنا وجود سلاحين في دولة واحدة، قلناها حين انطلقنا في ثورة الأرز مع حلفائنا، قلناها حين قدنا الانتفاضة الطلابية. وقلناها أصلا حين رفضنا كل تسوية دستورية مصيرية بذريعة وقف إطلاق نار مرحلي".

واعلن ان "الحزب ينطلق في تموضع وطني ودولي من وحي التغييرات اللبنانية والمشرقية والعربية حرصا على وجود لبنان ووحدة اللبنانيين. فمنذ بدء الحراك العربي التزم الحزب قضية حرية الانسان العربي وكرامته. التزم حق الشعوب بتقرير مصيرها. التقينا قادة العالم. نبهنا إلى مخاطر القمع والتطرف والإرهاب. حضرنا مؤتمرات عربية وإقليمية ودولية، ونظمنا في لبنان مؤتمرا أطلقت خلاله "الشرعة ـ الإطار" للثورات العربية والأنظمة البديلة. إن حزب الكتائب اللبنانية بقدر ما هو مؤمن بالحياد الإيجابي الناشط، هو معني بنهضة الشعوب العربية ومشارك فعال بورشة الحوار بين الحضارات والثقافات ولاسيما بين الإسلام والمسيحية. هذه هي القيمة المضافة التي يؤديها المسيحيون واللبنانيون عموما في هذا الشرق. ما يشجعنا على القيام بهذا الدور هو محبة الناس وثقة المسؤولين العرب والدوليين بحزب الكتائب الذي اختبروا أهميته طوال سبع وسبعين سنة. كل يوم من تاريخ لبنان الحديث ينبض بدور الكتائب وتفانيها في خدمة لبنان والانسان. كل يوم استقلالي يشهد على نضال الكتائب وتضحيات بناتها ورموزها وشهدائها. كل يوم تشرق فيه شمس الحرية يتذكر اللبنانيون بيار الجميل المؤسس، فلولا خيارات هذا الرجل ومواقفه وصموده لتغير وجه لبنان منذ الأربعينات إبان معركة الاستقلال، ولتغير الوجود اللبناني المميز منذ الخمسينات وما بعدها حين برزت الأطماع التوسعية المختلفة بلبنان. لذلك أجدد إيماني بلبنان، وهذه المرة لا أريد أن ينقل الإيمان القوي الجبال، بل أن يثبت إيماننا القوي جبال لبنان وكل لبنان".

 

زهرا في لقاء بعشقوت: لن نعطي شرعية لحزب الله في حكومة جامعة

وطنية - اقامت منسقية كسروان - الفتوح في "القوات اللبنانية" وبالتعاون مع الجامعة الشعبية، اللقاء السياسي الاول الذي يندرج ضمن سلسلة لقاءات تنظمها الجامعة بغية التواصل السياسي مع القاعدة الحزبية. حضر اللقاء الذي اقيم في منطقة عشقوت النائب انطوان زهرا الذي شدد على "الالتزام الحزبي واهمية الانخراط في صفوف القوات حيث للحزب دور مؤثر وفاعل في قوى 14 اذار"، متطرقا الى "خطورة النفوذ الايراني في المنطقة"، رابطا عمل "حزب الله" في سوريا بالاجندة الايرانية، وواصفا الحزب ب"المرتزقة الايرانية التي تسعى الى احلال الفراغ في جميع مؤسسات الدولة وتعطيل كل الاستحقاقات الدستورية". وأعلن زهرا ان "القوات اللبنانية لن تعطي شرعية ل"حزب الله" في حكومة جامعة وان للانتخابات الرئاسية اهمية كبرى حيث تسعى القوات و14 اذار الى ايصال رئيس قوي سيادي يحصن الدولة ويطبق الدستور" معتبرا أن "الرئيس ميشال سليمان صمام امان المرحلة التي نعيشها بالدفاع عن منطق الدولة واحياء المؤسسات". وعن موضوع النازحين، حمل زهرا الحكومة "مسؤولية تفاقم المشاكل الحياتية التي يعيشها النازحون السوريون، فالحكومة تقاعست عن اداء دورها في ترتيب وضع اللاجئين منذ البداية لأنها لم تنشئ مخيمات خاصة بهؤلاء اللاجئين وتحصيهم كي لا يتحولوا إلى أزمة داخل المجتمع اللبناني".

حبشي

واعتبر رئيس جهاز التنشئة السياسية في القوات أنطوان حبشي في كلمة ان "الحزب هو في خدمة الناس في الاطار العام بحيث يسعى الى ايصال مشروع الدولة الذي يؤمن فرصا للجميع بحسب الكفاءة ويؤمن جميع الحاجات الحياتية دون السعي للحصول على الخدمة الصغيرة". ولفت الى انه "في القوات اللبنانية مساحة للجميع من خلال تأمين حزب مؤسسة يقوم على نظام داخلي ويطرح مبادئه في الشرعة السياسية، حزب يريد لنفسه أن يكون بحجم تطلعات الشعب وطموحاته" مشددا على "بناء القوات بروحية المناضل المتجرد من كل حسابات ضيقة، فالسلطة والمسؤولية تنبع من كل فرد من افراد الحزب. بالعمل اليومي والمثابرة تستطيع القوات ايصال مشروعها السياسي فيحصل شبابنا وأطفالنا على الحلم الذي يطمحون له".

خليل

وتحدث منسق منطقة كسروان - الفتوح في القوات جوزيف خليل عن البيت الداخلي القواتي الكسرواني، وتطرق الى المشاكل التي تعاني منها منطقة كسروان وخصوصا مشكلة انقطاع المياه، متسائلا عن الغياب الكلي لممثلي الشعب في كسروان، فالنواب قي المنطقة في وضعية النوم العميق".

 

منصور للوطنية: الاتفاق النووي مع إيران أسقط النقاب عن الوجوه التي استفادت من الخلاف الايراني الغربي على مدى عقود

وطنية - رأى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور، ردا على سؤال ل"الوكالة الوطنية للاعلام" عن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة ال5 + 1، أن هذا الاتفاق "يشكل منعطفا مهما في العلاقات الايرانية الغربية، لاسيما مع الولايات المتحدة الأميركية، بعد قطيعة دامت لأكثر من ثلاثة وثلاثين عاما". وقال: "الاتفاق يشكل بلا شك انتصارا مهما لحق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، وحقها في تخصيب اليورانيوم على أرضها، وهوالحق الذي كان ينكره عليها الغرب". كذلك رأى أن هذا الاتفاق "أسقط الفزاعة التي كانت تلوح بها اسرائيل وبعض الأطراف الدولية والاقليمية في العالم، وأسقط النقاب عن الوجوه التي استفادت من الخلاف الايراني - الغربي على مدى عقود والذي كانت تعمل إسرائيل على تعميقه وتعزيزه كما يكشف سياساتها ونواياها العدوانية ويضعها على المحك، فالخطر الايراني النووي الذي كانت تروج له اسرائيل سيتبدد من خلال هذا الاتفاق، والخطر النووي الاسرائيلي هو الذي سيطفو على السطح الدولي. واسرائيل اليوم ملزمة بالانضمام الى معاهدة حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل". أضاف: "إن ايران والدول العربية ستكون في موقع قوي، والغرب سيكون أمام حقيقة لا مفر منها وهي انه يتوجب عليه العمل على جعل منطقة الشرق الاوسط منزوعة من اسلحة الدمار الشامل، وذلك بارغام اسرائيل على التوقيع على الاتفاقية الدولية". وختم بالقول: "ايران على مدى 33 عاما، استطاعت ان تصمد وتتمسك بحقها، وها هي اليوم ومن خلال هذا الاتفاق تثبت انها دولة اقيلمية كبرى فاعلة على الساحة الدولية، استطاعت ان تقف في وجه سياسات القطب الواحد وهي تتعاطى مع المسائل الاقليمية الحساسة في منطقة الشرق الأوسط بجدارة ومسؤولية".

 

اطلاق اسم وديع الصافي على الجادة بين مستديرتي المكلس والدكوانة فضول في أربعين الفنان الراحل: كان مدرسة للفن وللانتماء للوطن وبناء جسور المحبة

وطنية - أحيت بلدية الدكوانة ذكرى مرور أربعين يوما على رحيل الفنان وديع الصافي، بقداس الهي أقامته في كنيسة مار جرجس- الدكوانة، ترأسه المونسنيور سيمون فضول، عاونه فيه الابوين جورج حبيقة وجان جبور، وحضره النائب السابق ادمون رزق، رئيس بلدية الدكوانة أنطوان شختورة، النقيب السابق للفنانين احسان صادق وعدد من الفنانين وعائلة الراحل. بعد الانجيل، ألقى فضول عظة توجه فيها الى عائلة الراحل الكبير بالقول: "لم افكر يوما أني سأحتفل بأربعين هذا العظيم من بلادي، علما أني كنت لفترة وجيزة قريبا منه، نناجي معا الرب مخلصنا، امه العذراء مريم، كما تشاركنا الموسيقى والكلمات الرائعة التي كان يختارها بدقة ويتأمل بها كثيرا قبل تلحينها، أغنية أو ترتيلة، فوديع حين غنى صلى وناجى الله وحين رتل فتح بصوته وغنى قلبه أبواب السماء ليعانق صوته أصوات أجواق الكاروبيم والملائكة". وهنأ المسؤولين على إفراد مساحة لوديع وذكراه وأغانيه الوطنية خلال حفل الاستقبال السبعين، داعيا الى "إدخال وديع وأسلوبه الموسيقي أقله في مناهج معاهد الموسيقى في لبنان".

أضاف: "كان وديع الصافي إنسانا شفافا حتى أقصى الشفافية، الى درجة نادرا ما تلتقي أحدا يشبهه بذلك، كان يتألم مع المتألمين ويشعر مع الفقراء والمهمشين ويحزن مع الحزانى ويقلق لقلق الأهل الذين لا إمكانية لديهم كي يوفروا الحياة الكريمة والتربية الصالحة لاولادهم، كل هذا أخذه من تربيته المسيحية الطيبة انعكست إيمانا ساطعا تجلى بلأبهى مظاهره حين كان يقبل كل دعوة للمشاركة في قداس أو احتفال ديني أو حفلة خيرية لمساعدة مؤسسة أو جمعية دون مقابل. كذلك رتل وديع القديسين، شربل ورفقا والحرديني وغيرهم، مظهرا فضائلهم وطالبا شفاعتهم للبنان وبنيه وخصوصا لفقراء الروح والساعين الى السلام. كان مسيحيا ملتزما دون تعصب وتقوقع، معبرا عن احترامه للاخر المختلف ولدين الاخرين ورأي الاخر، لقد كان مدرسة ليس للفن والموسيقى والغناء فقط، بل أيضا وبصورة خاصة بعيش الايمان وبالانتماء الحقيقي للوطن وبامتهان بناء جسور المحبة والمصالحة والسلام بين اللبنانيين".

وختم فضول: "طوبى لك يا وديع الصافي لانك تممت رسالتك وكنت ممن طوبهم الرب يسوع".

شختورة

وبعد القداس ألقى رئيس البلدية أنطوان شختورة كلمة أعلن فيها "اطلاق اسم الدكتور وديع الصافي على الجادة الممتدة من مستديرة المكلس حتى مستديرة الدكوانة"، مؤكدا "وفاء الدكوانة للراحل الكبير".

الصافي

ثم ألقى نجل الراحل، فادي الصافي، كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على "عاطفته النبيلة تجاه الراحل الكبير، وعلى إعادة إحياء يوم وديع الصافي الاخضر في ذكرى ميلاده كل عام"، كما شكر جميع الفاعليات والشخصيات والاصدقاء "لمشاركتهم خسارة العائلة الراحل وديع لبنان والعرب".

وقال: "في يوم الوفاء هذا لحبيب لبنان الوديع الصافي، فنان الوطن، قديس الطرب الذي نذر حياته وفنه للبنان والقيم، وما صدح صوته يوما الا وكان الوطن بمقيميه ومغتربيه هدفه الاول. كان للجميع، نذر صوته وألحانه لمجد لبنان وخلوده، لم يبخل على وطنه يوما من عطاءته وسيبقى أبدا حيا فينا جمعيا، وسنبقى أوفياء لرسالته ولذكراه وسنستمر في حمل الرسالة وتخليدها، هذه الرسالة التي حملها في قلبه وصوته على مدى 75 عاما، اعطى لبنان تغريدة القلب ودمع الحنين وعرق الجبين، فكبر الوطن بالوديع الغالي وكبرت عائلتنا الصغيرة بأمثالكم جميعا". كما ألقى الشاعر ميشال جحا قصيدة بالراحل الكبير، توجه بعدها الحضور لافتتاح "جادة الدكتور وديع الصافي" عند مستديرة الدكوانة.

 

طرابلس احتفلت بالاستقلال برعاية قهوجي: احداث طرابلس إستثناء فأبناؤها يعشقون السلام والدليل إلتفافهم حول الجيش ورهانهم عليه

وطنية - أقامت بلدية طرابلس احتفالا مركزيا بمناسبة عيد الاستقلال، في باحة معرض رشيد كرامي الدولي، رعاه قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعميد الركن يوسف بزي، وحضره الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور عبد الإله ميقاتي، وزير المال في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي ممثلا بأحمد الصفدي، النائب خضر حبيب، النائب روبير فاضل ممثلا بمدير مكتبه سعد الدين فاخوري، النائب سمير الجسر ممثلا بمدير المستشفى الحكومي ناصر عدرة، قنصل تشيكيا في لبنان ورئيس التجمع الإقتصادي النقيب عامر إرسلان، السفير السابق محمد عيسى، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد ابراهيم بصبوص العميد بسام الايوبي، ممثل مدير عام الجمارك العقيد جورج منصور، المنسق العام ل"تيار المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش، ممثل مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار الشيخ فراس بلوط، رئيس فرع المخابرات في الشمال العميد عامر الحسن، وحشد من ضباط وقيادات الجيش وقوى الأمن الداخلي في الشمال، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، رئيس إتحاد بلديات الفيحاء الدكتور نادر الغزال، رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي، ورؤساء بلديات أقضية الشمال، وأعضاء المجالس البلدية، والمخاتير، ونقباء المهن الحرة: بشير ذوق، راحيل الدويهي، ميشال خوري، إيلي حبيب، قائد إطفائية طرابلس عبد الحميد عويك، محمد عبيد عن غرفة التجارة، عمداء ومدراء الكليات والجامعات والمدارس في المدينة، إضافة الى فاعليات إقتصادية، وكشفية، وطلاب المدارس الرسمية. بداية، النشيد الوطني، ثم عرض عسكري لمغاوير البحر، وكشاف التربية الوطنية، وطلاب المدارس، ثم كلمة ترحيب من الاعلامي أحمد درويش، الذي أكد على "معنى الإستقلال ودور الجيش اللبناني في الحفاظ على الوطن وأمنه وإستقلاله".

قبيطر

ثم ألقى رئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي حسام قبيطر كلمة قال فيها: "نرحب بكم جميعا في رحاب معرض رشيد كرامي الدولي، في مناسبة وطنية مميزة، وهي ذكرى الإستقلال السبعين، من عمر لبنان المستقل، للرسالة الحضارية التي تعتبر مثالا يحتذى به، لتمسكه بالأصول الديمقراطية، لدولة المؤسسات بسلطاتها الثلاث: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية".

أضاف "هذا الإستقلال الذي ضحى أجدادنا وآباؤنا للحصول عليه، جاء نتيجة لكفاح سياسي وشعبي طويل، من مختلف المذاهب والطوائف والمناطق. هذا الإستقلال الذي نتمسك به ونتعايش ونضحي من أجله، رغم الأزمات والنكسات المتعددة، التي مررنا بها، من أحداث 1958، وأحداث 1975، حتى 1990، والعدوان الإسرائيلي المتكرر، من قبل عدو لا يزال يتربص بنا، ويحتل جزءا من أرضنا الحبيبة، وصولا الى الربيع العربي، الذي إجتاح المنطقة، وكان لنتائجه إنعكاسات سلبية نمر بها ونعيشها يوميا، لا سيما خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إنعكاسا لما يجري في البلد الشقيق سوريا".

وتابع "نتواجد اليوم على جزء من أرض الأحلام في مدينة طرابلس، حيث حلم أهلنا ونحن من بعدهم، لمشروع المعرض الدولي منذ وضع حجر الأساس لهذا الصرح الإقتصادي والثقافي الإجتماعي والسياحي، منذ أكثر من نصف قرن من الزمن، وقد عين مجلسنا الحالي بهدف إستكمال المشروع، وإعادة إطلاقه في عملية إنمائية، سيكون لها تأثيرها الإيجابي على أهل مدينة طرابلس والشمال وكل لبنان. وقد سعت عدة مجالس إدارة من قبلنا لتشغيله على طريقة الخصخصة، أو إقامة مدينة معارض وسياحة، او من خلال المعرض الدائم للمنتجات الصينية"، آسفا ل"فشل جميع هذه المحاولات، بسبب الإضطرابات الأمنية والسياسية التي شهدها لبنان عامة، وطرابلس خاصة".

وأوضح "أنتم تعلمون جميعا، أننا نمر بأصعب هذه المراحل الآن، ومع ذلك، ورغم مرور أشهر معدودة على تسلمنا مهامنا عملنا بجدية، ووضعنا المشاريع والدراسات لتحديث قوانين المعرض وتأهيل بعض منشآته، كما وضعنا دراسة أكلاف إستكمال وتأهيل جميع مبانيه ومنشآته وأراضيه، ساعين إلى تأمين التمويل اللازم، إما من مصادر رسمية، أو محلية أو خارجية". وأعرب "بإسمي وبإسم زملائي في مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي"، عن أمله أن "نراكم في المناسبة الوطنية ذاتها، في العام القادم، وأن تكون أوضاعنا الأمنية والسياسية أكثر إستقرارا، ونكون أكثر تفاؤلا وأملا، لتفعيل هذا المشروع الحيوي لأهل طرابلس والشمال خاصة، ولبنان عامة، لما له من تأثير إيجابي على النهضة والإزدهار في كافة المجالات". وإذ لفت إلى أننا "نعول على إستمرار صمود جيشنا اللبناني الباسل والموحد والمتعاون مع كافة القوى الأمنية، لترسيخ الإستقلال والسلام في الوطن"، أشار إلى أننا "نلتقي اليوم بتعاون من مؤسسة الجيش، ومؤسسة المعرض بدعوة كريمة من بلدية طرابلس"، متوجها ب"الشكر الجزيل الى الذين عملوا على تأمين هذا اللقاء الوطني وتنظيمه، سواء في مؤسسة الجيش من قيادة وضباط ورتباء وأفراد، أو في بلدية طرابلس من رئيس وأعضاء في المجلس البلدي، والى زملائي في مجلس الإدارة، ومدير عام المعرض"، متمنيا "ذكرى إستقلال، وأنتم بخير، وإن شاء الله نلتقي في الذكرى القادمة بوضع أفضل مما نحن عليه اليوم، وأن تتكرر مثل هذه اللقاءات الوطنية الجامعة، على أرض معرض رشيد كرامي الدولي".

بلوط

بعدها، ألقى الشيخ بلوط كلمة مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، فقال: "إن ما نجتمع من اجله اليوم، هو مناسبة جامعة شارك في صناعتها الجميع، فكانت عرسا جامعا منذ سنين، وهذه المناسبات إنما تتحقق عندما تكون الرؤية والأهداف واضحة. وعندما يكون مشروع الدولة أولا، الدولة المستقلة بمؤسساتها كل مؤسساتها مستقلة عن أطماع الخارج وأهواء الداخل". أضاف "كثيرون هم الذين يحسنون صناعة المناسبات، ولكن قليلون هم الذين يحافظون عليها، ويعملون على تطويرها بشتى المجالات، وفي أجواء هذه المناسبة الجامعة المطلوب منا جميعا، وبالدرجة الأولى، أن نخلع من واقعنا حسابات الآخرين، وننظر بجد كيف نحافظ على الإستقلال وكل المناسبات، الإستقلال الذي يعني مصلحة البلاد أولا، والذي يعني رفض مصالح الآخرين على حساب بلدنا، الإستقلال الذي يعني تكامل المؤسسات وتعاونها، الإستقلال الذي يعني الأمن بكل معانيه، الأمن السياسي والإقتصادي والإعلامي والتربوي والسلوكي، وبالتالي يحقق أمن الناس الذي هو الرقم الأول في لبنان". واعتبر أن "لا أمن عندما يتعطل العقل، وعندما يلغى العدل، فلا عقل عندما تسيطر المصالح الذاتية والطائفية على المصلحة العامة، ولا عقل عندما نقدم مصالح الآخرين على مصالحنا، ولا عقل عندما تكون المؤسسات الأمنية هي الحلقة الأضعف، ومحور التجاذبات بين أبناء هذا البلد، خصوصا السياسيين، ولا عدل أيضا، لا عدل عندما يكون أناس تحت القانون، وأناس فوق القانون، لا عدل عندما تقدم وتؤخر المحاكمات في حق الناس المتهمين لإعتبارات سياسية، وتلغي الإعتبارات الإنسانية والأخلاقية، لا عدل عندما تكون التنمية في مكان دون أمكنة أخرى، لا عدل عندما تكون هناك مربعات أمنية خارجة عن سلطة الدولة محفوظة، وعليها خطوط حمر، وهناك مناطق مستباحة. ولا عقل ولا عدل عندما تكون هناك أحزاب أو مؤسسات أو جهات أقوى من الدولة ومؤسساتها".

وقال: "نحن اليوم، عندنا عدو مشترك ليس التطرف بل هو مسبب التطرف وهو الجهل والأهواء والظلم بكل مظاهره، هي الأسباب الرئيسية لكل المصائب في البلد، وللبطالة وللهجرة ولإختلال والأمن، وكذلك للتطرف والغلو بكل أشكاله السياسية والإعلامية قبل الدموية". ورأى من أجل أن نحفظ ونحافظ على الإستقلال وكي يبقى لهذا البلد صيغته في العيش المشترك بل المشاركة في العيش لمستقبل رائد علينا أن "نحكم منطق العقل والعدل والى منطق القانون، ونتكامل من أجل أن يعم الأمن والأمان، ونعيش هذا الإستقلال بحقيقتة ومضمونه، وننأى عن مصالح الآخرين، وأطماعهم".

الغزال

بدوره، استهل الغزال كلمته بالحديث عن "طرابلس الإعتدال، الفيحاء مدينة العلم والعلماء، طرابلس الوفاء للوطن، مدنية التقوى والسلام، طرابلس التي نحب جميعا، طرابلس التي ضحت من أجل الوطن، فكان لها من رجالات الوطن الأول أمثال الرئيس عبد الحميد كرامي، وكان لها اللمسات الأولى في الوطنية حتى عبر الحرب الأهلية، لتقول كلمتها مؤكدة أنها ملتزمة دائما بقضية الوطن أولا وآخرا".

وقال: "يمر علينا عيد الإستقلال، ولا نريد أن نقول: عيد بأي حال عدت يا عيد؟ بل نقول: لولا الأمل لبطل العالم، وها نحن في مدينتنا الغراء، نؤكد على وطنيتها، ونؤكد أن كل ما يجري على أرض الوطن، وفي كل بقعة من بقاعه، يعني هذه المدينة المشهود لها بالوطنية والعروبة، إن ما جرى في بئر حسن، لا يقل أضرارا وإيذاءا عما جرى في مسجدي التقوى والسلام، وسواهما، من المناطق التي أصابها الشلل والألم".

واعتبر أن "طرابلس تخلت عن الطائفية، وإستقلت عنها، لتتطلع إلى الوطنية، وتخلت عن التطرف والإرهاب لصالح الوسطية والإعتدال، وعن الجهل لتكون مدينة للعلم والعلماء، هذه هي طرابلس، وهذه هي المبادئ التي تربينا عليها، وإن لطرابلس حقوقا لا بد من إعطائنا إياها. وأولها، الأمن. فلا وطنية بدون أمن، ولا عدل دون أمن وقانون وعدل دون وتطبيق القانون بالعدل"، مطالبا الدولة ب"إستكمال التحقيقات بما يعني تفجير المسجدين، ونرجو منها أن تقوم بواجبها، في إستكمال تحقيقات كافة الجرائم، وإلقاء القبض على الفاعلين، وكذلك من باب العدل، نطالبها بالإسراع في قضية المعتقلين الإسلاميين، كي لا تبقى قضيتهم دملة في قلوب لبنان".

وأشار إلى أن "الأمن لا ينجلي إلا بتأمين ثلاثة شروط، وفخامة الرئيس قد أشار لها وكذلك قائد الجيش، وهي أولا: العدالة في تطبيق القانون بمساواة على الجميع، وثانيها: العدالة الإجتماعية عبر تأمين فرص العمل للجميع، وثالثها: تطبيق الخطة الأمنية بشكل متوازن، خصوصا في طرابلس"، مذكر أن ل"طرابلس حقوقا لا بد من التطرق إليها، وأعني بذلك حقوق الإنماء. فطرابلس غابت ولا تزال غائبة الى حد كبير عن برامج الإنماء"، سائلا "كيف لنا أن نطالب المواطن بتكامل الإنتماء الى الوطن، ولا تقوم الدولة بتأمين حقه، والحد الأدنى من فرص العمل، والعيش الكريم على أراضيها؟. وطالب ب"إطلاق المشاريع المتوقفة، وحتى المتعثرة، للمدينة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هذا المعرض ،معرض رشيد كرامي الدولي، وما فيه من مساحات تساعد على تطوير المدينة وتنميتها، وتفعيل دور مجلس الإدارة، وتحرير المنطقة الإقتصادية من التجاذبات السياسية، كي ينطلق المعرض في خدمة الوطن، والمنطقة، وكذلك الملعب الأولمبي، وسواها من مشاريع تنتظر قرارات تربوية، لا سياسة، وصرف المئة مليون دولار التي وعدت بها المدينة، لفك أزمتها".

وفي الشأن البلدي أعلن "آلينا على أنفسنا في المجلس البلدي، التعالي عن الخلافات الصغيرة مقارنة، بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وننطلق نحو مبادرتين مهمتين للمدينة، ولعلها للوطن، وأولها تعزيز شعور المواطنة، والإنماء للوطن ولطرابلس، التي أعطت درسا في الوطنية، والعيش الواحد وفي الصبر على المعاناة، من أجل الوطن والبعد عن الفتن، حين حصل التفجير بين التقوى والسلام، وكذلك سيقوم الزملاء أعضاء المجلس البلدي بمؤتمر صحفي لإطلاق حملة تنموية تحت شعار "مدينتي أجمل"، آملين من الله التوفيق". ونوه ب"مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وكل مندرجات خطاباته، وخصوصا الخطابات التي سمعناها في الآونة الأخيرة، كونها تضع الإصبع على الجرح، وطبع اليد على المشكل"، متمنيا على "كافة الفاعليات السياسية والأمنية والمجتمع المدني، أن تبقى صفا واحدا خلف فخامة الرئيس، لما يمثله من قيمة وطنية وإرث وطني معتدل، يعبر عن حقيقة لبنان". وأشاد ب"مواقف قيادة الجيش، ومخابراته، خصوصا، في الشمال، والتوازن في عملها بالضرب من يد من حديد، والجانب الإنساني الذي يراعي الشؤون الإقتصادية، ولا بد لنا من التنويه بدور القيادات السياسية للمدينة، التي نحمد على توحدها من اجل أمن المدينة، وكانوا صفا واحدا حفاظا على أمنها". وأثنى على دور "المجتمع المدني الحي، الذي إستيقظ من سباته، وعاد إلى حراك مجتمعي مدني، يحافظ على الرقابة بما يستطيعه من قوة".

وختم شاكرا "قائد الجيش العماد جان قهوجي، لرعايته الإحتفال، وأعضاء المجلس البلدي، وكل الذين ساهموا بإنجاح الإحتفال، كذلك رئيسة المنطقة التربوية، لما قدمته من جهد، لأنه لا تقوم قائمة بوطن، إلا إذا تشارك الجميع بحمل مسؤولياته".

قهوجي

ثم ألقى العميد بزي كلمة العماد قهوجي فقال: "إنه لمدعاة شرف كبير للمؤسسة العسكرية، أن تحتفل وإياكم بمناسبة الذكرى السبعين لعيد الإستقلال. فالمناسبة غالية على قلوب جميع اللبنانيين، والأكثر إلتصاقا بوجدانهم، والمكان هو مدينة الفيحاء- طرابلس، ذات التاريخ الوطني الناصع، بثقافة العيش المشترك بين جميع مكوناتها، وبثروات وطاقات إنسانها، المتمثلة بالعلم والتفوق والإبداع في مختلف ميادين العطاء. وما يزيد إعتزازنا، هو هذا الحضور الزاخر بقامات روحية ورسمية وثقافية وإجتماعية، مشهود لها في خدمة المصلحة العامة، قد تداعت الى هنا، تأكيدا على رفض الفتنة، والتمسك بوحدة لبنان وسيادته وإستقلاله على الرغم من المصاعب التي شهدتها البلاد، خصوصا هذه المدينة الأبية، التي كان قدر أبنائها أن يقدموا الأثمان الباهظة من أرواحهم وممتلكاتهم". أضاف "في عيد الإستقلال، سنتذكر وإياكم، حقبة مفصلية من تاريخنا المجيد، حين وقف اللبنانيون، ورجالاتهم الكبار صفا واحدا في مواجهة الإنتداب الأجنبي، رافضين الإنصياع لجبروته، مقدمين التضحيات الجسام، شهداء وجرحى ومعتقلين، في سبيل التحرر من نير هذا الإنتداب، الى أن تحقق حلمهم المنشود بإستقلال وطنهم في 22 تشرين الثاني العام 1943، كما نستذكر بتهيب وإجلال جميع الشهداء، عسكريين ومواطنين، الذين سقطوا حفاظا على هذا الإستقلال، سواء في مواجهة العدو الإسرائيلي الغاصب، أو في مواجهة الإرهاب، والعابثين بأمن الوطن وإستقراره".

وتابع "إن ما جرى من احداث أليمة في طرابلس، خلال المرحلة السابقة، هو في الحقيقة إستثناء، فالجميع يدرك طبيعة أبنائها الذين يعشقون السلام، ويتآخون ويتضامون في ما بينهم. وخير دليل على ذلك، إلتفافهم حول الجيش ورهانهم عليه بإعادة المدينة الى سابق عهدها من الأمان والإستقرار والإزدهار". وأردف "لقد إختبرنا طويلا الأحداث الداخلية العبثية، ولم ينجم عنها سوى المآسي والخراب، وتأخير نهوض الوطن لعقود من الزمن، ولعل الطريق الأقصر الى طي صفحة تلك الأحداث نهائيا، الى غير رجعة، يكمن في إدراكنا جميعا، أنه لا معنى لوجود لبنان من دون رسالته الإنسانية القائمة على التنوع والإنفتاح والحوار والعيش المشترك، وأن أي محاولة، ومن أي فئة كانت للخروج على هذه المبادئ، هي في نهاية المطاف سعي الى تغيير وجه لبنان، ودوره، وستعود بالخسارة على الشعب اللبناني بأسره، ومن ضمنه تلك الفئة بطبيعة الحال".

وأكد أن "طرابلس التي طالما كانت عضدا للجيش، ومقلعا لرجاله الأبطال، ستبقى في قلبه ووجدانه، وهو لن يدخر جهدا في سبيل حمايتها، وتأمين إستقرارها، كما نعاهدكم أن الجيش ماض على عهده وقسمه، مدافعا صلبا عن وحدة الوطن، وسيادته وإستقلاله، وساهرا على أمن جميع المواطنين، وحريتهم وكرامتهم، الى أي جهة أو منطقة إنتموا".وختم ب"إسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أتوجه بخالص الشكر والإمتنان الى المجلس البلدي على دعوته الكريمة الى رعاية الإحتفال. كما أتوجه بالتحية والتهنئة بالعيد الى الحاضرين، ومن خلالهم الى أبناء المدينة كافة. وفقكم الله وأدامكم عنوانا للمحبة والإخلاص".

بعد الكلمات، قدمت فصيلة من فوج مغاوير البحر في الجيش، عروضا عسكرية، إضافة الى إنزال الأعلام اللبنانية، وأعلام الجيش وصور قائد الجيش، من فوق الابراج، ليقدم بعدها الدكتور غزال، وأعضاء المجلس البلدي دروعا تكريمية للعماد قهوجي ومدير فرع المخابرات في الشمال العميد عامر الحسن. ثم أطلقت البالونات الحمراء والخضراء والبيضاء في سماء المعرض والمدينة، وأقيم حفل كوكتيل.

إشارة إلى أن عضو المجلس البلدي خالد صبح، وضباط من الجيش، وأعضاء المجلس البلدي أشرفوا على تنسيق وتنظيم المهرجان.

 

دوفريج: تداعيات الاتفاق الاميركي الايراني على لبنان لا يمكن أن تكون إلا إيجابية

وطنية - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دوفريج ان "عملية تفجير السفارة الايرانية في بيروت غير مقبولة، ولا يمكن لأحد ان يبررها". وقال في حديث الى اذاعة "صوت لبنان (93.3)" اليوم: "من فجر السفارة الايرانية ليس طرفا لبنانيا، واهالي مدينة صيدا قالوا أمس، انهم لا يقبلون بما حصل، وأهل من قام بهذه العملية الارهابية، كانوا قد بلغوا الجيش ان ابنهم مختف منذ فترة، ولا يعرفون أين هو".

أضاف: "هناك الكثير من التيارات المتشددة، ولكن كل من يستخدم اسم الله، يكون بعيدا عن الله مثل بعده عن الصين". وتابع: "اننا في تيار المستقبل، وفي قوى 14 آذار، نقول منذ سنوات، إن الطريقة الوحيدة ليبقى لبنان الذي نعرفه، هي الحفاظ على الاعتدال". ولفت إلى أن "النظام السوري ربح الحرب الاعلامية الديماغوجية، عندما سهل دخول الانتحاريين الى سوريا، على الرغم من انه كان يعلم أنهم ضد النظام، ولكنه اراد بذلك ان يقول، إن من يريد ان يحل محل النظام، هو الجماعات المتطرفة"، مشيرا إلى أن "النائب ميشال عون، يسير اليوم، في هذا التوجه، إذ قال بعد تفجير السفارة الايرانية، انه اذا طار النظام السوري، سيأتي مكانه الانتحاريين"، مردفا "هذا الامر غير صحيح". واعتبر ان "الاتفاق الايراني ـ الاميركي، ما كان ليحصل، لو ان العقوبات الاقتصادية على ايران لم تعط نتيجة، فكل المؤشرات الاقتصادية والمالية، في إيران، والفقر والحال الاجتماعية تراجعت، حتى بات المسؤولون الايرانيون يرون ان لديهم مشكلة في الداخل، قد لا يتمكنون من السيطرة عليها". ورأى أن "تداعيات الاتفاق الايراني ـ الاميركي على لبنان، لا يمكن ان تكون الا ايجابية. مجرد ان يقول امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله: "اذا حصل اتفاق سنحكم لبنان"، معتبرا أن "هذه علامة ضعف عنده، فمن يكون قويا لا يقول هذا الكلام، ولا يظهر في الاعلام مرتين، او ثلاث اسبوعيا، كي يستمر بتجيش الناس"، مستدركا "لا شك ان حزب الله اليوم، دخل في موضوع كبير جدا هو الازمة السورية". وقال: "ان حزب الله بشرنا بمعركة القلمون، وأنا أقول إنه عندما تنتهي معركة القلمون، اعتقد ان الحزب سينسحب من سوريا، وآخر هم لديه دير الزور والحسكة والرقة. فالموضوع هو توزيع نفوذ". أضاف: "حزب الله يريد ان يغير اسلوب العيش في لبنان"، مشيرا إلى أنه "لن يتمكن من ذلك، لأنه اذا حاول اغلاق المقاهي والملاهي في بيروت، سيكون هناك خطر حرب اهلية في لبنان، لأن فرض طريقة العيش التي يريدونها غير مقبول". وردا على سؤال، اجاب: "ان اللقاء الذي حصل بين تيار المستقبل، وبين التيار الوطني الحر، جاء عندما طرح النائب ابراهيم كنعان الموضوع، على النائب جمال الجراح، وعندما بلغ الجراح، رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، برغبة التيار الوطني الحر بلقائنا، لم يتردد احد فينا، فنحن في كتلة المستقبل دائما مع الحوار، ولم نرفض الحوار يوما مع الاطراف". وأعرب عن اعتقاده ان "هذا الحوار كان يجب أن يحصل منذ زمن، لكن اليوم هناك استحقاقا رئاسيا، ونعلم ان الجنرال عون مرشح للرئاسة، حتى وإن قال إنه ليس مرشحا". وفي موضوع النفط، اوضح دوفريج انه "لا يوجد اي شركة كبيرة في العالم، تدخل في مناقصة او مزايدة مع وزير في حكومة تصريف اعمال"، لافتا "نحن نريد النفط قبل الجميع، لكننا لا نرضى بمناقشة موضوع النفط، في مجلس النواب حفاظا على الدستور". وأكد ان "الفريق الآخر لا يريد تشكيل حكومة، لأنه يريد الفراغ، ومؤتمرا تأسيسيا، ونحن لن نذهب الى هكذا مؤتمر". وختم دو فريج: "خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ومواقفه الاخيرة، تبين انه ليس مرشحا للتمديد، فمن يريد ان يتم التمديد له، يحاول ان يرضي جميع الناس، ولكن الرئيس سليمان اصدر مواقف لا تعجب فريق 8 آذار. وانا مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية".

 

الجوزو: الدماء التي تسيل أنهارا بين السنة والشيعة سببها ايران وثقافة الكراهية

وطنية - رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان "الارهاب الدولي أشد فتكا بالناس من الارهاب الذي ينسب الى بعض المنظمات المتطرفة ولو أحصينا ما دفع من دول الغرب عند استعمارها للدول العربية لتواضع ارهاب الارهابيين الى أقصى درجة، ولو وقفنا عند الحرب العالمية الثانية التي نشبت بين دول الغرب نفسها والتي ذهب ضحيتها مئات الملايين من أبناء اوروبا وروسيا وغيرها لكان ارهاب المنظمات الاسلامية نوعا من اللعب واللهو لا أكثر ولا أقل. الغرب كان أكثر قسوة ووحشية من جميع المنظمات الارهابية الاسلامية". وتابع: "لذلك لم أجد فتوى أقدمها للاعلام اللبناني حول ما حدث من عملية انتحارية حول السفارة الايرانية، بخاصة وان ايران هي الشريك الاكبر في ارتكاب الجرائم الوحشية ضد الشعب السوري، وهي الحاضن الاول للسفاح بشار الاسد، وهي التي تعطي التعليمات لحزب الله في لبنان، وللتنظيمات الشيعية العراقية بالمشاركة في القتال الى جانب بشار الاسد، ولولا الطيران والسلاح الايراني لما بقي الاسد". اضاف: "نحن نعيش كارثة اخلاقية وانسانية واسلامية ودولية بكل معنى الكلمة، وايران هي العامل الاول والاساس في نشوء هذه الكارثة لانها تحرص على نشر ثقافة الكراهية وتحرض الشيعة العرب على مواطنيهم وحكوماتهم وشعوبهم كافة، ما أوجد نوعا من الحقد والبغض الاسود في نفوس الشيعة ضد ابناء جلدتهم". وتابع: "الدماء التي تسيل أنهارا على ارض العراق وسوريا والبحرين واليمن والباكستان وافغانستان بين السنة والشيعة سببها ايران وثقافة الكراهية التي تبشر بها ايران. هذه الفلسفة الفارسية المغرقة في التعصب والحقد على العرب، ودمار الدولة السورية، وبحور الدماء في بلاد الشام، ظاهرة فارسية تحمل في طياتها حقدا وحبا للخراب والفساد لا يمكن ان يخفى على أحد". وختم الجوزو: "نحن أمام ظاهرة استغلال مأساة الحسين، وهي تخدم العدو الاسرائيلي قبل اي فريق آخر، لان اسرائيل هي التي يهمها تمزيق الشعوب العربية، وزرع الفتنة في الارض العربية، وإضعاف الدول العربية، وايران هي التي تقوم بهذا الدور للاسف الشديد".

 

طعمة: ليراجع حزب الله موقفه في الداخل اللبناني ويسهل تشكيل حكومة واقعية دون أن يصر على إمتلاك سلاح تعطيلها

وطنية - اكد النائب نضال طعمة "ان القراءات تتعدد وتتنوع في موضوع إتفاق السداسية مع إيران بشأن برنامجها النووي، واعتبر انه "بين معتبر الإتفاق كسب للمجتمع الدولي، ومنظر لمكسب إستراتيجي لإيران، يهمنا أن نقارب الموضوع من زاوية الحد من القدرات العسكرية الإيرانية، وتوجه برنامجها نحو القضايا السلمية". وقال في تصريح اليوم: "يمكننا أن نعتبر ذلك لجما للطموحات المرتكزة على منطق الاستقواء وفرض الرأي على الآخرين، ونراه إنجازا مهما ثانيا عطفا على تخلي سوريا عن ترسانتها النووية. إن ذلك يشكل دون شك مكسبا لمحبي السلام، ويقلل من فرص إستعار الحرب في الشرق الأوسط، وذلك نصر مبين لمحبي الديمقراطية الحقيقية وللساعين إلى ربيع حقيقي في هذا الشرق الذي أن طويلا من وطأة الديكتاتوريات". وتابع: "في ما تحاول وسائل إعلام المحور الإيراني في المنطقة، أن تصور إنتصارات وهمية لها دبلوماسيا، وتبالغ في الإيحاء بأن المعركة الميدانية في سوريا باتت في مرحلتها الأخيرة، وأن نصر النظام آت لا محال، بالتزامن مع تقديم التنازلات الإستراتيجية الكبرى، نفهم أن ذلك في إطار التعمية على الإخفاقات الكثيرة، وإثارة الغبار في ساحة المعركة، وتحويل الإنكسارات إلى إنتصارات، حفاظا على ما تبقى من ماء الوجه". ونأمل في "أن ينعكس التوجه صوب السلام خيرا على الداخل اللبناني، وألا يبقى بلدنا ورقة وحيدة يناورون عليها في سياستهم الإقليمية، لأن الإصرار على عدم قراءة الواقع بشكل عملي وواقعي، والجنوح في اتجاه تحدي مشاعر الأكثرية الشعبية في المنطقة، لا يؤسس سوى لتأجيج المشاعر المتطرفة هنا وهناك، ويؤسس لتحويل المنطقة إلى بؤر طائفية، ودويلات عنصرية، ما يخدم بشكل أساسي الكيان الصيوني ويعطيه مبررا قويا لعنصريته، ولتماديه في تمييع القضية الفلسطينية، وتصفيتها نهائيا". وختم طعمة: "من هنا نأمل في أن يراجع حزب الله موقفه في الداخل اللبناني، ويسهل تشكيل حكومة واقعية، دون أن يصر على إمتلاك سلاح تعطيلها. فلنجنح نحو التخصيب السلمي للعمل الحكومي ما يعني التخلي عن منطق الإستقواء وفرض الشروط، وصولا إلى شراكة وطنية حقيقية، تسهم في إطلاق مسيرة بناء الدولة، وعودة عمل المؤسسات، وتنفيذ خارطة الطريق التي أرستها استراتيجية وطنية واضحة، وضعها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية وعبر عنها في أكثر من مناسبة".

 

دوليات

 

إسرائيل المعزولة دولياً أعربت عن استيائها الشديد/نتانياهو: الاتفاق خطأ تاريخي ولا يلزمنا وسندافع عن أنفسنا

القدس - ا ف ب, رويترز: نددت إسرائيل بشدة بالاتفاق بين إيران والدول الكبرى معتبرة أنه "خطأ تاريخي" ويشكل "أكبر انتصار ديبلوماسي" لإيران, التي لم تستبعد اللجوء إلى الخيار العسكري ضدها, لمنعها من تطوير قدرات نووية عسكرية. وجاء التنديد على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي وضع شروطا صارمة للغاية على أي اتفاق مع ايران وشن حملة لمنع التوصل إليه خاصة في الولايات المتحدة ضد إدارة باراك اوباما التي يتهمها بتقديم الكثير من التنازلات لطهران. وقال نتانياهو, في الاجتماع الأسبوعي لحكومته, أمس, إن "ما تم التوصل إليه في جنيف ليس اتفاقاً تاريخياً بل خطأ تاريخي. العالم أصبح مكاناً أكثر خطراً لأن النظام الاخطر في العالم قام بخطوة هامة لحيازة أكثر سلاح خطر في العالم". وأعلن أن "اسرائيل غير ملتزمة بهذا الاتفاق" لأن "النظام الايراني ملتزم تدميرها", مضيفاً ان "اسرائيل لديها حق وواجب بالدفاع عن نفسها أمام أي خطر وأؤكد باسم الحكومة أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير قدرة نووية عسكرية". واعتبر نتانياهو أن "القوى الكبرى في العالم قبلت للمرة الأولى ان تقوم ايران بتخصيب اليورانيوم", مشيراً الى أنه "تم رفع العقوبات مقابل تنازلات شكلية من قبل إيران".

وجاء في بيان صدر عن مكتبه بعد ساعات من ابرام الاتفاق التاريخي بين القوى الكبرى وإيران في جنيف, "انه اتفاق سيئ يقدم لإيران ما كانت تريده: رفع جزء من العقوبات والابقاء على جزء أساسي من برنامجها النووي".

وأعرب عن أسفه لان "الاتفاق يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم, ويسمح ببقاء أجهزة الطرد المركزي كما يسمح لها بإنتاج مواد انشطارية لـ(صنع) سلاح نووي", كما أنه "لم يؤد إلى تفكيك محطة آراك", المفاعل الذي يعمل بالمياه الثقيلة والواقع في شمال ايران. وأضاف "أن الضغط الاقتصادي المفروض على ايران كان يمكن أن يفضي الى اتفاق أفضل من شأنه أن يؤدي الى تفكيك القدرات النووية الايرانية".

وطرح نتانياهو في السابق أربعة شروط لرفع العقوبات وهي الوقف التام لبرنامج تخصيب اليورانيوم, وتفكيكه من قبل طهران, وإرسال مخزونها من اليورانيوم الى الخارج, وإقفال موقع فوردو تحت الارض لتخصيب اليورانيوم قرب قم, ووقف بناء مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة. وجميع هذه الشروط لم تتحقق في الاتفاق المبرم بين إيران والدول الكبرى. من جهته, اعتبر افراييم هليفي, الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات (الموساد), أنه "من السذاجة الاعتقاد بأنه يمكننا إقناع ايران بتفكيك أجهزة الطرد المركزي كافة", مشيراً إلى أنه "بالإضافة الى ذلك فإن اتفاق جنيف يوفر سيطرة لم يسبق لها مثيل على المنشآت النووية الايرانية". أما الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الجنرال احتياط عاموس يادلين فاعتبر أنه حتى لو لم يتم إبرام اتفاق في جنيف "لواصلت إيران تطوير برنامجها النووي". ودعا يادلين وهليفي الى "التنسيق مع الولايات المتحدة" بدلاً من مواجهتها. بدوره, أكد وزير الاقتصاد نفتالي بينيت أن اسرائيل غير ملزمة باتفاق جنيف ومن حقها الدفاع عن نفسها. وقال بينيت, زعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف القريب من لوبي المستوطنين "ان اسرائيل غير ملزمة باتفاق جنيف. ان ايران تهدد إسرائيل ومن حق اسرائيل الدفاع عن نفسها", مضيفاً " أن الاتفاق يترك الآلة النووية الايرانية كاملة ومن شأنه ان يسمح لإيران بانتاج قنبلة في فترة ستة الى سبعة اسابيع. ان اسرائيل جاهزة لاي احتمال". وتابع "لم نكسب هذه المعركة لكن ما زال هناك مسار طويل أمامنا للدفاع عن امن دولة اسرائيل". ورغم أن القادة الاسرائيليين كانوا يتوقعون التوصل الى اتفاق ما في جنيف, لخص وزير الخارجية افيغدور ليبرمان شعور الهزيمة في اسرائيل بقوله ان اتفاق جنيف يشكل "أكبر انتصار ديبلوماسي لإيران التي حصلت على اعتراف بحقها المشروع المزعوم في تخصيب اليورانيوم".

 

العسكر: أجندة طهران قبيحة ولن ينام أحد في الشرق الأوسط بعد اتفاقها مع القوى الكبرى/مخاوف خليجية من مقايضة إيران "النووي" بالهيمنة على المنطقة

ا ف ب, رويترز: تخشى دول مجلس التعاون الخليجي, التي تشعر بالخذلان إزاء واشنطن, من تعاظم دور إيران في المنطقة بعد توصلها الى اتفاق بشأن ملفها النووي مع القوى الكبرى, ولو أنها من حيث المبدأ تؤيد وجود علاقات حسن جوار مع طهران. وقال المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي "أعتقد ان دول الخليج من ناحية المبدأ تريد علاقات جيدة مع ايران", مشيراً إلى أن "الاتفاق (في جنيف) يزيل القلق بشأن الملف النووي لكنه لا يشمل القضايا الاخرى, أي انه اختصر المسائل الخلافية في النووي". وشدد على أن "المشكلة الاساسية بالنسبة لدول الخليج هي تدخل ايران في شؤون المنطقة", إذ لطالما شجبت دول مجلس التعاون تدخل ايران في شؤون دول المنطقة, سيما سورية حيث تدعم نظام الرئيس بشار الأسد, فضلاً عن لبنان والبحرين والعراق واليمن وغيرها. واضاف إن دول الخليج "تخشى أن تفسر إيران الاتفاق على أنه يترك لها اليد الطولى في المنطقة", معتبراً ان "إيران تخلت عن المشروع النووي وكسبت الهيمنة". وإذ لفت إلى أن "الأميركيين لم يعودوا يهتمون بقضايا (في المنطقة) يعتبرونها محلية", أكد خاشقجي عدم وجود تقاطع بين موقف الخليجيين واسرائيل, موضحاً أن "موقف إسرائيل مختلف, فبالنسبة لها المشكلة هي النووي". من جانبه, قال المحلل السعودي أنور عشقي انه "بالنسبة لدول الخليج, الاتفاق ليس سلبياً لكنه غير كاف", مؤكداً بدوره أن المشكلة مع ايران بالنسبة لدول الخليج تتخطى بأشواط المشروع النووي. وقال في هذا السياق "المشكلة مع ايران اكبر, فهي تشمل اثارة النعرات الطائفية, ودعم الازمات في المنطقة فضلاً عن المناطق المتنازع عليها" في اشارة الى الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران.

وأشار عشقي إلى أن رفع العقوبات سيؤمن لايران عائدات مالية كبيرة, معتبراً أن "رفع العقوبات يطرح تساؤلا: أين ستضع إيران هذه الاموال? في خدمة شعبها أو لتمويل الازمات الاقليمية".

لكن المحلل الاماراتي عبدالخالق عبدالله أبدى تفاؤلا ازاء الاتفاق, معتبراً أن دول الخليج قد تستفيد كثيراً في النهاية من الاتفاق. وقال عبدالله ان "الصفقة جيدة, ودول الخليج ليس لها ثقة بالولايات المتحدة لكن الاتفاق هو بين المجتمع الدولي وايران وليس بين الولايات المتحدة وايران, وبالتالي يمكن أن تثق دول الخليج بهذا الاتفاق". وأقر بوجود "تخوف خليجي من إدارة أوباما التي تعتبر مندفعة أكثر مما ينبغي تجاه ايران", لكن الاستقرار الذي قد ينجم عن الاتفاق قد يجعل دول الخليج "المستفيدة الأكبر من الاتفاق". وفي السعودية, قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي عبد الله العسكر, أمس, إن النوم سيجافي سكان منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق بين إيران والدول الكبرى, في إشارة الى حالة عدم الارتياح الشديد التي تسود دول الخليج بسبب التقارب بين الغرب وطهران. أوضح العسكر, في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز", إنه ليس لديه علم برد حكومة بلاده الرسمي لكنه يشعر بالقلق شخصياً, قائلاً "أخشى أن تكون إيران ستتخلى عن شيء (في برنامجها النووي) لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الاقليمية. أشعر بالقلق بشأن إتاحة مساحة أكبر لإيران أو إطلاق يدها اكثر في المنطقة". وأضاف "أثبتت حكومة ايران الشهر تلو الشهر أن لديها أجندة قبيحة في المنطقة وفي هذا الصدد لن ينام أحد في المنطقة ويفترض أن الأمور تسير بسلاسة", مشيراً إلى أن "سكان المنطقة يعرفون السياسات الايرانية والطموحات الايرانية. يعلمون أن ايران ستتدخل في سياسة الكثير من دول المنطقة". كما حذر من أنه إذا لم ينجح الاتفاق في منع ايران من تصنيع قنبلة نووية فإن السعودية ودولا أخرى ستسعى لامتلاك واحدة على الارجح. وأضاف "أعتقد أن السعودية ستمضى قدماً إذا مضت ايران قدماً. أعتقد أن مصر وربما تركيا والسعودية وربما الامارات ستمضي قدما وتحصل على نفس التكنولوجيا. هذا سيفتح الباب على مصراعيه للتسلح" النووي في المنطقة. بدوره, أكد سفير الولايات المتحدة السابق في الرياض روبرت جوردان ان السعوديين قد يكونون قلقين إزاء اكتساب إيران نفوذاً في المنطقة أكثر من قلقهم بشأن امتلاكها قنبلة ذرية.

وقال جوردان الذي كان سفيراً في الرياض بين العامين 2001 و2003 "الاتفاق قد يريح السعوديين من القلق بشأن اضطرارهم لمواجهة تهديد نووي من ايران لكن هذا لا يبدد مخاوفهم الجيوسياسية التي ربما تكون أكثر عمقاً".

وأضاف "لا يتناول هذا الاتفاق سلوك ايران في ما يتعلق بالشرق الاوسط وبالتالي قد يشير الى استعداد للوصول الى مواءمات أوسع مع ايران يعتبر السعوديون أنها ليست في مصلحتهم".

 

تفاصيل الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 /إيران توقف النشاط في عدد من منشآتها مقابل إزالة بعض الحظر

 لندن - هادي طرفي/العربية

ينص الاتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 على وقف إصدار عقوبات جديدة على إيران، وإزالة بعض العقوبات بالتدريج في فترة 6 أشهر، واستمرار المفاوضات حتى إزالة الغموض بشأن البرنامج النووي. أما تفاصيل الاتفاق هي: تجنب إصدار أي عقوبات جديدة ضد إيران خلال الأشهر الستة المقبلة، والحرص على عدم وصول نسبة صادرات نفط إيران إلى ما هو أقل من النسبة الحالية، وإزالة الحظر على شراء وبيع الذهب والمعادن الثمينة، وإزالة الحظر المفروض على صناعة السيارات وكذلك المنتجات البتروكيماوية،.وتسهيل التعاون مع إيران لتصليح الطائرات المدنية العائدة لشركات الطيران الإيرانية، وتحرير 400 مليون دولار من أموال إيران في الخارج لتسديد تكاليف دراسة الطلبة الإيرانيين المبتعثين إلى الخارج، والتعاون مع إيران لشراء المواد الغذائية والطبية.

من جانب آخر، أعلن المكتب الإعلامي للبيت الأبيض أن الحكومة الإيرانية تعهدت بالأمور التالية خلال الأشهر الستة المقبلة.

وقف عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 5%، وإبطال ذخائر اليورانيوم المخصب بنسبة 5% إلى 20%، وعدم إضافة أي جهاز للطرد المركزي في المنشآت النووية.

وقف عمل نصف أجهزة الطرد المركزي في منشأة ناطنز (وسط)، و75% من هذه الأجهزة في منشأة فردو (جنوب طهران)، وتكتفي إيران باستبدال أجهزة الطرد المركزي التي يطرأ عليها عطل وتتجنب إنتاج أجهزة أخرى، وتتجنب إنشاء منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم.

تحتفظ إيران فقط بتلك الذخائر من اليورانيوم التي تبلغ نسبتها 3.5% خلال الأشهر الستة الماضية، وتتجنب التخصيب بأعلى من هذه النسبة، وتقوم بتحويل الذخائر التي تتعدى هذه النسبة إلى "أوكسيد اليورانيوم"، ووقف النشاط في منشأة أراك، خاصة إنتاج الوقود للمنشأة وإنتاج الماء الثقيل.

السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش اليومي لمنشآت ناطنز وفردو وكذلك مراكز إنتاج قطعات أجهزة الطرد المركزي ومستودعات تخزينها وكذلك تفتيش المناجم في إيران.

وضع المعلومات التي يطلبها مفتشو الوكالة حول منشأة أراك بحوزتهم، وتسهيل التفتيش اليومي لهذه المنشأة.

وتقرر خلال المفاوضات في جنيف تشكيل لجنة مشتركة بين إيران ومجموعة 5+1 لتسهيل عملية تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتتمكن من التحقق من عدم انحراف نشاط إيران نحو إنتاج قنبلة نووية.

نتائج محدودة لإيران

والاتفاق النووي الجديد لم يكفل لإيران اجتياز الكثير من الأزمات المالية وصرف مستحقاتها النفطية، حيث تستطيع إيران بموجب الاتفاق الوصول إلى 7 مليارات من مواردها لأغراض معينة فقط، لكنها لم تفلح في الوصول إلى حوالي 100 مليار دولار من أموالها في البنوك الخارجية بفعل الحظر الدولي.

وكذلك لا تستطيع إيران رفع مستوى صادراتها خلال الأشهر الستة القادمة، وهذا يعني أنها ستخسر ما قيمته 30 مليار دولار خلال هذه الفترة، أي خمسة مليارات دولار كل شهر مقارنة مع ما كانت تحصل عليه في عام 2011.

وأكد البيت الأبيض أن إيران بإمكانها الوصول إلى 4.2 مليار دولار من مستحقاتها من بيع النفط، وسيتم تحويل 15 ملياراً أخرى من أموالها إلى الأرصدة الخارجية ولم تتمكن إيران من الوصول إليها.

وخلال هذه الفترة يستمر الحظر على البنك المركزي وباقي البنوك الإيرانية وشركات الضمان والملاحة البحرية.

وتقرر أن تستمر المفاوضات للوصول إلى اتفاق نهائي، وأكدت القوى الغربية أنها ستعمل لإصدار عقوبات جديدة في حال عدم التوصل إلى هذا الاتفاق.

 

الاتفاق النووي مع ايران وتداعياته: 7 مليار دولار الى طهران من عائدات النفط...وتنازلات اقليمية هي الثمن!؟

طارق نجم/موقع 14 آذار

منذ زيارته الى نيويورك، أصبحت العبارة المفضلة لدى الرئيس الايراني حسن روحاني هي "تسوية الازمة النووية من خلال فوز متبادل Win-Win Situation" . ويبدو روحاني اليوم أقرب الى تبرير هذه النظرة خصوصاً حين وقف وزير خارجيته اليوم الأحد الى جانب الدبلوماسيين لتوقيع الاتفاق المبدأي الذي تمّ التوصل اليه في جنيف والقاضي بوقف أنشطة ايران النووية لمدة 6 أشهر، على أن يكون ذلك مرحلياً ويمهد لاتفاقية دائمة مع المجتمع الدولي. ما توصل اليه روحاني هو نجاحه في الاحتفاظ بالقدرات النووية الايرانية ولكن مع التركيز على تجميد مستويات الانتاج. هذه الخطوة منحت مصداقية كبيرة للرجل على المستويين الداخلي اي في بلاده والخارجي اي مع الغرب، وضمن له 6 أشهر للتوصل الى صفقة جديدة مع امكانية تمديد الاتفاق الأول، خصوصاً أنّ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي أعتبر أنّه من الضروري الحفاظ على المستوى المتقدم لإيران على المستوى العلمي في العالم الإسلامي واصفاً إياه بـ" الخط الأحمر ".

نص الاتفاق المرحلي الإيراني – الدولي: وقف بعض العقوبات مقابل تجميد التخصيب عند مستوى محدد

وقد نشرت وكالة فارس الإيرانية نص الاتفاق المرحلي الذي تمّ التوصل اليه في جنيف بين مجموعة ال5+ 1 وبين الوفد الإيراني المفاوض. وقد جاء في المقدمة، أكدت فيها ايران أنها "في ظل أي ظرف من الظروف لن تسعى لتطوير أي أسلحة نووية". وهذا من شأنه التوصل الى حلّ شامل سيبدأ من خلال خطوة أولى محددة زمنياً بـ6 أشهر، وتجدد بالتراضي، وستتخذ خلالها ايران عدة تدابير طوعية منها :عدم استعمال اليورانيوم المخصب الا بنسبة 20% وان لا تقوم بتخصيب اليورانيوم بما يفوق الـ5% خلال هذه المدة، وكذكل ان لا تقوم بأي نشاطات في مفاعلاتها في ناظانز، فوردو، وآراك، مع عدم انشاء محطات جديدة للتخصيب. ومن ناحية عملية تعزيز الرقابة، حدد الاتفاق جملة نقاط مثل: توفير معلومات معينة لوكالة الطاقة الذرية بشأن الخرائط التفصيلية والتصاميم للمنشآت النووية في إيران، ومناجم ومطاحن اليورانيوم، ومعلومات عن مصادر المواد المستعملة، على أن تقدم هذه المعلومات في غضون ثلاثة أشهر. كما نص الاتفاق على ضمان الرقابة اليومية في حال عدم تواجد المفتشين الدوليين الذين سيتركز اهتمامهم على مراقبة ورش تجميع وانتاج وتخزين أجهزة الطرد المركزي.

بالمقابل، سيكون هناك وقف وتعليق للعقوبات الأمريكية والأوروبية ومن قبل مجلس الأمن على مبيعات النفط الخام الايراني، وصادرات البتروكيماويات الى إيران، فضلاً عن عقوبات على الخدمات المرتبطة بها مثل الذهب والمعادن الثمينة ، وصناعة السيارات في إيران، وتوريد قطع الغيار للطيران للطيران المدني الإيراني، على ان يتواكب ذلك مع انشاء قناة مالية من مصارف غير ايرانية لتمويل تجارة ايران المرتبطة بالحاجات الانسانية ودفع مستحقاتها الدولية والتعليمية من خلال العائدات النفطية.

الخطوة النهائية من اتفاقية الحلّ الشامل النهائي سيبدأ تنفذيها في فترة لا تزيد عن سنة واحدة من اعتماد هذه الوثيقة، على ان تتمتع بالخصائص التالية:مدة طويلة الأجل، وتعكس حقوق والتزامات الأطراف في معاهدة عدم الانتشار واتفاقات الضمانات الدولية للطاقة الذرية. وأهمّ بنود اتفاقية الحلّ النهائي بعد نجاح المفاوضات هو رفع شامل للعقوبات الدولية بجميع انواعها، وكذلك وضع برنامج محدد للتخصيب مع معايير متفق عليها، مع قدرة على التخزين لفترة يتم الاتفاق عليه، مع عدم بناء اي منشأة قادرة على إعادة المعالجة مع التنفيذ الكامل لتدابير الشفافية المتفق عليها، بما يتوافق مع ادوار كل من الرئيس الإيراني ومجلس النواب. ويجب على الاتفاقية أن تنص على التعاون الدولي المدني النووية، بما في ذلك الحصول على الطاقة الحديثة من خلا تقنية "الماء الخفيف" ومفاعلات البحوث و المعدات المرتبطة بها، وتوريد الوقود النووي الحديث. كما تضمنت الوثيقة هوامش حول تفاصيل التنفيذ.

العودة الى سياسة العصا والجزرة...أم زلزال شرق أوسطي يغير التوازنات؟

بالنسبة للغرب، فالاتفاق لا يوقف النشاط النووي في بلاد الولي الفقيه والصفقة لا تؤشر الى تراجع بموضوع العقوبات لإنّ ايران لا تزال تواجه تصلباً من قبل الشبكات المصرفية الدولية و فيما خص مبيعات النفط التي جففت تمويل البلاد بما يقارب النصف . ومع ذلك، فإنّ صفقة جنيف تخفف بعض العقوبات المتعلقة بالذهب والمعادن الثمينة الأخرى، وصناعات السيارات والطيران الايراني وصادرات البتروكيماويات. كما ان الاتفاق يمنع فرض أي عقوبات نووية جديدة لمدة ستة أشهر مقابل التزام يران بالصفقة. وذلك من شأنه يسمح بتحويل 4.2 الى 7 مليار دولار من مبيعات النفط على دفعات خلال 6 أشهر المقبلة. المقاربة الدبلوماسية الايرانية أثبتت جدواها أيضاً من خلال مؤشر اقتصادي آخر هو ارتفاع قيمة العملة الإيرانية والتي فقدت ثلثي قيمتها بسبب العقوبات.

الاتفاق بالنسبة للايرانيين ليس سوى متنفساً قبل التوصل الى حلّ حقيقي لفكرة "الحق في تخصيب"، حيث يعتبرون أن لديهم الحق في تخصيب اليورانيوم للاغراض السلمية، مع رفض المجتمع الدولي لذلك. وربما يمكن لطهران أن تدّعي انّها تمكنت من اسقاط فكرة "Iranophobia" أي الرهاب من ايران وفق الرئيس روحاني لكن من المبكر ان يدعي الإيرانيون اعتراف العالم لهم بهذا الحق، كما يحاول الرئيس المعمم ان يروجه لدى الشعب الإيراني الذي بات ثلثه تحت خط الفقر. الإدعاء الأبعد عن الواقع والذي يجافي الحقيقة هو أنّ العقوبات الاقتصادية لا تؤدي الى نتيجة، فما جرى التوصل اليه في جنيف كان بفعل الوضع الاقتصادي الخانق في ايران وفقدانها للتمويل اللازم في وقت تستهلك فيه الجبهة السورية الكثير من الموارد الحيوية والتي باتت أندر بفعل العقوبات. الرئيس الأمريكي باراك اوباما يعي تماماً وقع العقوبات وتأثيره على قرار المرشد الأعلى وقد أقرّ أنّ نظام العقوبات سيبقى قائماً لممارسة الضغوط، بحيث أنه في حال حاولت ايران التملص من تعهداتها، فستتوقف عمليات تمرير عائدات النفط وسيرتفع منسوب الضغوط.

التداعيات على الشرق الأوسط قد تكون بالغة الأهمية وخصوصاً إن أخذنا بالإعتبار ما كتبه توماس فريدمان في النيويورك تايمز حيث أشار أنّ الاتفاق النووي بين الغرب وإيران يشكّل "صدمة للشرق الأوسط، وله وقع الزلزال...لأنّه من شأنّه وضع كل حلفاء أميركا في المنطقة على حافة الهاوية بمن فيهم السعودية ودول الخليج الأخرى ومصر والأردن، وخاصة في ظل تدخل إيران على عدة محاور". فالكثير من دول المنطقة قلقة من انّ الصفقة، والتي بموجبها يتم إعطاء إيران تخفيف من العقوبات في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، ستشير إلى ذوبان الجليد بعد 30 عاماً من العداء بين طهران وواشنطن ما سيمنح ايران نفوذ أكثر الإقليمي.

ومن ابرز ما تتوقعه هذه الدول هو التساهل الغربي والدولي مع ايران فيما خص بعض الملفات الأقليمية واطلاق يدها أكثر من السابق في ظل حماوة الجبهات الباردة والساخنة، خصوصاً أنّ هذه الدول تتواجه مع النظام الإيراني مباشرة او غير مباشرة في مناطق عدة ومنها سوريا، اليمن والبحرين ولبنان والعراق. وإذ يمكن اعتبار الجبهة السورية هي المرجح ان يتم تقديم التنازلات فيها لانّها الأكثر ثقلاً والتي نجحت في قلب الموازين، ولذا يجب ان تكون البداية من هناك. لكن هذا الاتفاق الإيراني – الغربي، قد يؤدي من ناحية اخرى الى نشوء تحالفات اقليمية جديدة في الشرق الأوسط لم يسبق ان للمنطقة أن شهدتها وبعضها قد يبقى طي الكتمان ولا يعلن عنه، خصوصاً إذا أصبحت مصائر هذه الدول مهددة بفعل الخطر الإيراني القادم من الشرق، ما سيؤدي في الوقت عينه الى زيادة التوتر المذهبي.

 

التسوية تسلك طريقها في الملف الايراني

ام تي في/تمكنت إيران ودول مجموعة "5+1" من التوصّل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني يضمن لطهران حقها في تخصيب اليورانيوم. وأعلنت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، بحضور وزراء خارجية مجموعة "5+1" ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظریف، في مقر الأمم المتحدة في جنيف، عن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في مفاوضات تواصلت لـ3 أيام.

وتلت آشتون إعلانا مشتركا يشمل "اتفاقا على خطة عمل". ومن جانبه، قال ظريف في مؤتمر صحافي إن "الاتفاق الذی حصل فی جنیف سیدخلنا إلی مرحلة جدیدة وإن الحاقدین بلغوا بذلك طریقا مسدودا".

وأضاف أن "المفاوضات ستستمر حتى إزالة العقوبات نهائیا وأن إیران ستواصل تخصیب الیورانیوم بنسبة 5% وعلی هذا الأساس فلا یتم إغلاق أية محطة نوویة ولا یتم فرض أية عقوبات جدیدة علی إیران کما سیتم تخفیض العقوبات السابقة". وشدد ظريف على أن "بعد الاتفاق الذي تم التوصل إلیه في جنیف بین إیران ومجموعة (5+1) ستمهد الأرضية للإفراج عن جمیع الأرصدة الإيرانية التي تم تجمیدها بشکل غیر شرعي". وأكد على أن إيران منذ البداية "شددت على حقها في برنامجها النووی السلمي وتأمل أن تلمس ظروفا جدیدة في المستقبل.. والأهم من ذلك أن البرنامج النووي الإیراني ماض نحو الأفضل وتم إنهاء الأزمة غیر الضروریة التي افتعلها الحاقدون وسعوا من خلالها لأن یؤججوا الفتنة في المنطقة". وقال ظريف إن بعض الأطراف وعلی رأسها إسرائيل "بذلوا جهودا کبیرة لإظهار صورة غیر حقیقیة عن الشعب الإيراني ولکن مساعیهم للتأثیر علی مسار المفاوضات قد أخفقت کلها". وبدوره، اعتبر وزير الخارجية الأميركية، جون كيري أن "الاتفاق الشامل سيجعل العالم أكثر أمنا، وشركاؤنا في المنطقة أكثر أمنا"، وأكد على أن "هذه الخطوة الأولى لا تنص على حق إيران في التخصيب، أيا كانت التفسيرات التي تم إعطاؤها".

 وفي أول تصريح له اشاد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بالاتفاق الذي تم التوصل اليه بشأن البرنامج النووي الايراني، ورأى أن من شأن ذلك ان يفتح آفاقا جديدة. وكتب روحاني في رسالة عبر موقع "تويتر" أن الإتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف بين ايران ومجموعة 5+1 بشأن البرنامج النووي الايراني، "سيفتح آفاقا جديدة". وأضاف أن "تصويت الشعب لصالح الإعتدال والإلتزام البناء والجهود الحثيثة لفرق المفاوضين ستفتح افاقا جديدة" لمسيرة البلاد نحو مزيد من التقدم. ومن جانبه، كتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي قاد المفاوضات مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون المفوضة من جانب مجموعة 5+1، على صفحته عبر موقع "فيسبوك" ان المفاوضات "انتهت بنجاح". واضاف: "تم الاعتراف بالتخصيب.. العقوبات بدأت مسارا تنازليا".

وبدوره، قال كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي، عباس عراقجي، على حسابه في موقع "تويتر" انه "تم الاعتراف ببرنامج التخصيب الايراني خلال المفاوضات مع القوى الكبرى".

إسرائيل، أعلنت أن الإتفاق الذي توصلت إليه الدول العظمى مع إيران حول البرنامج النووي للأخيرة، فجراً، هو اتفاق سيء ويمنح إيران كل ما أرادت تحقيقه، واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أنه بدأ الآن سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.

وعلّق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الاتفاق بالقول إن "هذا اتفاق سيء ويمنح إيران كل ما أرادت تحقيقه، كما منحها تخفيفا بالعقوبات والحفاظ على الأجزاء الأكثر أهمية في برنامجها النووي".

وأضاف أن الاتفاق "يسمح لإيران بالإستمرار في تخصيب اليورانيوم ويبقي لديها أجهزة الطرد المركزية التي تمكن من إنتاج المادة الإنشطارية لصنع سلاح نووي.. وحتى أنه لا يؤدي إلى تفكيك المفاعل النووي في أراك".

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان، قوله إنه "لا يوجد في هذا الاتفاق أي انجاز، وهو أكبر انتصار دبلوماسي سياسي عرفته إيران في السنوات الأخيرة ومنذ تأسيس نظام الخميني"، مشددا على أنه لا يوجد في الاتفاق أية نقطة إيجابية. وقال ليبرمان "واضح أن الاتفاق يقر بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، وعندما يعترف العالم بحقها في ذلك فإن هذا الأمر يقودنا إلى سباق تسلح نووي... وسيكون مثيرا للاهتمام سماع السعوديين ومحلليهم اليوم، وليس صدفة أنه عقد أمس لقاء قمة في دول الخليج، وهذا الأمر الأكثر إشكالية بالنسبة لنا". وأردف أن "لا السعودية ولا تركيا ولا مصر ستقف جانبا وتصفق، ونحن الآن في عصر جديد ويتعين على دولة إسرائيل أن تجري حساباتها".

وأضاف أن "جميع هذه الدول ستنضم إلى السباق، ولا شك في أن السعودية ومصر وتركيا ستتحدث بالمصطلحات نفسها: نووي من أجل السلام، تطوير محطات توليد نووية لأغراض سلمية فقط، لكن كل واحدة منها ستعمل بالطريقة نفسها مثل الإيرانيين". ورأى ليبرمان أن "إيران تحولت إلى دولة على عتبة صنع سلاح نووي وهناك الكثير من دول العتبة في العالم، مثل ألمانيا واليابان، لكن أحدا لا يخشاها رغم أن لديها الخبرات والتكنولوجيا، لأنه توجد في هذه الدول قيادة تتحلى بالمسؤولية وتنشد السلام". وتابع "لكننا نعرف تماما أية قيادة توجد في إيران، وهم يواصلون تنفيذ العمليات الإرهابية بهدف محاولة المس باليهود والإسرائيليين، وهم ضالعون في ما يحدث في سوريا ولبنان وغزة". وفي رده على سؤال حول ما إذا كان الاتفاق يقرب إسرائيل من عمل عسكري ضد إيران، قال ليبرمان إن "هذا يجلبنا إلى واقع جديد".

من جانبه، قال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس، للإذاعة العامة الإسرائيلية إن "التعديلات التي تم إدخالها على الاتفاق في اللحظة الأخيرة بعيدة عن أن تكون مرضية لنا، والاتفاق كان وما زال اتفاقا سيئا ويصعب من التوصل إلى حل دائم مناسب". وأضاف شتاينيتس أنه "مثلما كان الاتفاق الفاشل مع كوريا الشمالية فإن الاتفاق الحالي من شأنه أن يقرب إيران من الحصول على القنبلة النووية، وإسرائيل لا يمكنها أن تشارك في الاحتفالات الدولية التي تستند إلى التضليل الإيراني والاحتيال على الذات". وشدد أنه "على الرغم ممن خيبة الأمل، فإننا سنواصل في الإصرار على مواقفنا والعمل مع أصدقائنا في الولايات المتحدة والعالم كله من أجل السعي إلى حل شامل يشمل تفكيك حقيقي للبنية التحتية النووية العسكرية الإيرانية".

وينص الاتفاق الذي وقعت عليه الدول العظمى وإيران في جنيف في وقت ماخر من ليل أمس على أن تجمد إيران برنامجها لمدة نصف عام وتفكك مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20% وتحديد مستوى التخصيب بنسبة 3.5%. كذلك يقضي الاتفاق بتحديد حجم النشاط في عدة منشآت نووية إيرانية وبينها المنشأة في أراك، وأن تشرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تطبيق الاتفاق. وفي مقابل ذلك، سيتم تخفيف العقوبات الإقتصادية المفروضة على إيران.

الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أكد أن الاتفاق الذي توصّلت إليه مجموعة "5+1" مع إيران بشأن برنامجها النووي، هو "أكثر تقدّم ملموس" يحرز مع طهران حتى الآن، لكنه حذّرها من عدم الإلتزام بمبادئ الإتفاق الصارمة.

وقال أوباما في البيت الأبيض، إن "الولايات المتحدة اتخذت اليوم مع حلفائها وشركائها الوثيقين، خطوة مهمة باتجاه حل شامل يعالج هواجسنا من البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مضيفاً أنه منذ توليه منصبه أظهر عزماً على منع إيران من الحصول على سلاح نووي وشدد على أفضلية حل هذه القضية سلمياً "ومد يد الدبلوماسية". وأضاف أن إيران في المقابل لم تبدِ لسنوات الاستعداد لتحقيق التزاماتها أمام المجتمع الدولي، وبالتالي عملت الولايات المتحدة ومجلس الأمن على فرض عقوبات غير مسبوقة على الحكومة الإيرانية كان لها "تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني". واعتبر أوباما أن انتخاب رئيس إيراني جديد هذا العام فتح الباب أمام الدبلوماسية بين واشنطن وطهران. وقال "لقد فتحت الدبلوماسية اليوم الباب أمام مسار جديد نحو عالم أكثر أمناً، ومستقبل يمكننا خلاله التحقق من أن برنامج إيران النووي سلمي، ولا يمكن أن يبني سلاحاً نووياً". وأضاف أن "الإعلان هو الخطوة الأولى، ويحقق اتفاقاً كبيراً"، "فلأول مرة منذ قرابة عقد، نوقف تقدم البرنامج النووي الإيراني، وأجزاء أساسية من البرنامج سيتم التراجع عنها.. لقد التزمت إيران بوقف تخصيب اليورانيوم لبعض المستويات وإبطال مفعول جزء من مخزونها". وقال أوباما إن إيران لا يمكنها بعد استخدام أجهزة الطرد المركزي من الجيل التالي، التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم، ولا يمكنها تثبيت أو إطلاق أجهزة طرد مركزية جديدة، وسيكون انتاجها من هذه محدوداً. وأضاف أن إيران ستوقف العمل بمفاعلها الخاص بإنتاج البلاتينيوم، و"ستجري عمليات تفتيش جديدة مكثفة لمنشآت إيران النووية، وسيسمح للمجتمع الدولي التحقق ما إذا كانت إيران تحافظ على التزاماتها". واعتبر أن هذه "قيود كبيرة ستساعد على منع إيران من بناء سلاح نووي.. لقد قطعت ببساطة مسارات إيران على الأرجح باتجاه تصنيع قنبلة". وأشار الى أن هذه الخطوة "ستمنح الوقت على مدى الـ 6 أشهر المقبلة لمزيد من المفاوضات لمعالجة هواجسنا تماماً بشأن البرنامج الإيراني.. وبسبب هذا الاتفاق لا يمكن لإيران استخدام المفاوضات كغطاء للتقدّم في برنامجها".

وبالنسبة للعقوبات، قال أوباما إن "الولايات المتحدة بجانبها وأصدقاءها وحلفاءها اتفقت على إعفاءات متواضعة لإيران، مع مواصلة تطبيق أشد عقوباتنا"، وأضاف "سنمتنع عن فرض عقوبات جديدة، وسنسمح للحكومة الإيرانية بالحصول على جزء من العائدات التي حرمت منها بفعل العقوبات، غير أن البنية الأوسع للعقوبات ستبقى كما هي وسوف نستمر في تنفيذها بقوة". وحذّر من أنه في حال عدم تطبيق إيران التام بالتزاماتها خلال الأشهر الـ 6 المقبلة، "سنتراجع عن إعفائنا ونزيد الضغط". وقال أوباما "سنعمل خلال الأشهر الـ 6 المقبلة على التفاوض على حل شامل.. لقد توصلنا بهذه المفاوضات إلى فهم أساسي بأنه ينبغي أن تحصل إيران، كما أي بلد آخر، على طاقة نووية سلمية.. لكن بسبب سجلّها من خرق الالتزامات، فإن على إيران القبول بقيود صارمة على برنامجها النووي تجعل من المستحيل لها تطوير سلاح نووي".

وأكد على بقاء الولايات المتحدة على التزاماتها الثابتة تجاه حلفائها وأصدقائها و"خصوصاً إسرائيل وشركائنا في الخليج، الذين لديهم سبب وجيه للشك بنوايا إيران"، مضيفاً أن "عبر الدبلوماسية القوية والمبدئية، ستقوم الولايات المتحدة بدورها في التوصل إلى عالم فيه المزيد من السلام والأمن والتعاون بين الدول". وكانت إيران تمكنت ودول مجموعة "5+1" من التوصّل فجر اليوم في ختام مفاوضات في جنيف إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني يضمن لطهران حقها في تخصيب اليورانيوم.

 

الاتحاد الاوروبي يحث على تطبيق الاتفاق مع ايران في المهل المحددة

وطنية - اشاد رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي اليوم الاحد ب"الشجاعة" التي ابدتها ايران والقوى الكبرى للحد من البرنامج النووي الايراني، لكنه اكد ان المهم هو تطبيقه "في المهل المحددة". وقال فان رومبوي "من الضروري الان التأكد من تطبيق الاتفاق في المهل المحددة ومواصلة العمل على اساس الثقة التي بنيت، نحو تسوية نهائية لهذه المسألة".

 

ليبرمان: نأسف لتحقيق ايران اكبر انتصار دبلوماسي عبر اتفاق جنيف

وطنية - عبر وزير خارجية العدو الاسرائيلي افيغدور ليبرمان اليوم عن اسفه لابرام اتفاق حول الملف النووي الايراني في جنيف، معتبرا انه يشكل "اكبر انتصار دبلوماسي لايران". وقال ليبرمان: "هذا الاتفاق هو اكبر انتصار دبلوماسي لايران التي نالت اعترافا بما يسمى حقها الشرعي بتخصيب اليورانيوم".

 

روحاني:الاتفاق النووي في مصلحة بلدان المنطقة والسلام العالمي

وطنية - اعتبر رئيس ايران حسن روحاني في رسالة الى المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي "ان الاتفاق بين ايران والقوى العظمى بشأن البرنامج النووي الايراني يصب في مصلحة بلدان المنطقة والسلام العالمي".

وقال: "أن القوى الكبرى اعترفت بالحقوق النووية وحقوق ايران في تخصيب اليورانيوم".

 

لافروف عن اتفاق جنيف:الكل رابحون وليس هناك من خاسر

وطنية - رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم بالاتفاق الذي أبرم بين القوى الكبرى وطهران حول البرنامج النووي الايراني، وقال: "ليس هناك من خاسر،الكل رابحون".

 

وزير الخارجية الصيني:اتفاق جنيف سيصون السلام في الشرق الاوسط

وطنية - رحبت الصين اليوم بالاتفاق التاريخي الذي تم التوصل اليه بين ايران والقوى الكبرى في جنيف حول البرنامج النووي معتبرة انه "سيسهم في صون السلام والاستقرار في الشرق الاوسط". وقال وزير الخارجية الصيني وانغ ويي في بيان: "الاتفاق سيسهم في الحفاظ على نظام حظر انتشار الاسلحة النووية الدولي، وسيصون السلام والاستقرار في الشرق الاوسط".

 

فابيوس: اتفاق جنيف تقدم مهم على طريق الامن والسلام

وطنية - أشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم باتفاق جنيف بشأن البرنامج النووي الايراني ، واصفا إياه بأنه "تقدم مهم على طريق الامن والسلام".وقال فابيوس ان هذا الاتفاق "يؤكد حق ايران في الطاقة النووية المدنية، لكنه يلغي من جهته اي امكان لحيازة السلاح النووي"، معتبرا "ان اتفاق جنيف بين طهران والقوى الكبرى يمثل خطوة اول

 

الحاج حسن: التفاهم مع التيار الوطني الحر راسخ وسيبقى لا ايران ولا سوريا منعتانا يوما من اتخاذ اي قرار سياسي داخلي

وطنية - تناول وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسين الحاج حسن المستجدات السياسية والامنية التي يشهدها لبنان والمنطقة، في لقاء حواري أقيم في مركز التيار الوطني الحر في رياق، في حضور النائب السابق سليم عون، منسقي التيار في زحلة ورياق قزحيا الزوقي وايلي سلامة ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من البلدة والمنطقة. وعزا الحاج حسن أسباب مشاكل الشرق الاوسط الى كونه "منطقة هي محط اهتمام العالم بسبب وجود اسرائيل فيها وما تمثله بالنسبة الى الغرب، وكذلك لوجود النفط والغاز والممرات المائية والبرية الاستراتيجية". ورأى "ان هذه الثروات والميزات الجيوستراتيجية إما ان تأخذنا الى التقدم، وإما الى الخراب، وهذا سببه ليس فقط المؤامرة، بل بعض العقول السياسية لدى بعض القادة والمجموعات والاحزاب"، منوها "بالموقف الذي اتخذه التيار الوطني الحر وعلى رأسه الجنرال ميشال عون في موضوع ما سمي بالمسيحية المشرقية، وبالمسلمين والمسيحيين الذين فهموا حقيقة التنوع، وكيف يستثمر التنوع مع الثروة لبناء المجتمعات السليمة والصحيحة والدول، في مقابل آخرين جعلوا من التنوع جانبا سلبيا لمجتمعهم يؤدي الى التعصب وانفلات الغرائز والتدمير والتفتيت". وتطرق الى الربيع العربي، فأكد انه "ما من أحد منصف إلا ويقول انه مع خيارات الشعوب في التبديل والتغيير"، متوقفا عند "بعض ما شاب هذا الربيع العربي من صعود مخيف للعصبيات القبائلية والطائفية والمذهبية"، داعيا الى عدم اتهام الغرب لوحده بتعزيز هذه العصبيات "في ظل وجود فضائيات عربية وقادة سياسيين من رؤساء وملوك وأمراء وعلماء دين ومفكرين واعلاميين على المنابر والتلفزيونات، لا يجدون وسيلة استقطاب واستنهاض إلا اللغة الطائفية والمذهبية والعشائرية والقبلية". واعتبر "ان ما جرى في سوريا كان الذروة في استنفار العصبيات، بقدوم آلاف المقاتلين من جميع أنحاء العالم مع الممارسات التي مارسوها تحت عنوان إسقاط النظام"، مشيرا الى ان "كل الحملات التي شنت على الاسلام في ما مضى لم تستطع ان تشوه صورته مثلما تفعل ممارساتهم الآن".

وسأل: "لماذا لم تشهد القضية الفلسطينية منذ 65 عاما وحتى الآن هذا الحشد من الرجال من جميع أنحاء العالم وكل هذا المال العربي لقتال اسرائيل، ولماذا لم يصرف هذا المال على التنمية"، مشيرا الى ان "الطبقة السياسية الحاكمة في معظم الدول العربية ليس لديها مشروع تنمية، بدليل وجود 100 مليون أمي بين العرب، فالمال العربي ليس للتنمية، بل ليستعملوه تارة في حرب صدام على ايران، وطورا في الحرب على صدام، فالمال العربي هو للاميركيين". وأمل "ان يحصل في سوريا حل سياسي، يقوم على ما يريده الشعب السوي من خيارات سياسية، ويوقف القتل والتدمير".

وأكد ان "مشروع المقاومة في لبنان وطني بكل ما للكلمة من معنى، فنحن نعتقد بالجمهورية الاسلامية كاعتقاد عقائدي وايديولوجي، وليس لدينا مشروع لإقامة دولة او جمهورية اسلامية في لبنان، حيث ان مشروعنا هو بناء الدولة العادلة لجميع اللبنانيين، والدستور الذي يتوافق عليه اللبنانيون نحن جزء منه".

وفيما أكد "ان التفاهم مع التيار الوطني الحر راسخ وسيبقى راسخا"، أوضح ان حزب الله والتيار وحلفاءهما "لا ينتظرون تعليمات من الخارج للتوافق مع الفريق الآخر، مشيرا الى "ان لا ايران ولا سوريا منعتانا يوما او أجبرتانا على اتخاذ اي قرار سياسي داخلي لبناني"، داعيا في هذا السياق الى "تشكيل الحكومة والتوافق على قانون الانتخاب وتفعيل عمل المجلس النيابي وإطلاق عجلة المؤسسات في كل الاتجاهات".

ولفت الى انه "لا حل للازمة الاقتصادية من دون استخراج النفط والغاز". غير انه رأى في المقابل "سياسة تعطيل مقصودة من قبل فريق 14 آذار، لان هناك من قرر ان يربط لبنان كي يستخدم كورقة ضغط أمام الخسائر التي مني بها فريق معين في الاقليم". وأبدى دهشته ل "تبرير بعض القوى السياسية للارهاب الذي بدأ يضرب منذ فترة في لبنان، تحت عنوان ان هذا الارهاب هو ردة فعل على أعمال معينة"، مشددا على ان "لا شيء يمكن ان يعطي تبريرا للارهاب الذي هو نتاج للخطاب التحريضي وللبيئة الثقافية والجغرافية الحاضنة له"، متهما "بعض القوى السياسية بالقيام بممارسات تؤدي الى تعديل قدرة الاجهزة الامنية على القيام بواجباتها تجاه المخلين بالامن".

وأكد "ان حزب الله وحلفاءه يريدون دولة بكل ما للكلمة من معنى، تأخذ فيها القوى الامنية دورها في حماية السلم الاهلي والمواطنين في كل المجالات، دولة تبني الاقتصاد والامن والمجتمع وكل المؤسسات، كما نريد بلدا ومنطقة قادرين على مواجهة التهديد الاسرائيلي والتوطين". وختم:" نحن أمام مرحلة فيها صعوبات وتحديات، وخيارنا، لا قدرنا، هو المواجهة، وسنتغلب على هذه التحديات، وسنصل الى غايتنا بهزيمة المشروع الصهيوني والتكفيري ومعه مشروع زرع العصبيات التي تريد تفتيت المنطقة".

 

عندما يضمن "حزب الله" أمن إسرائيل

مارون حبش/موقع 14 آذار

رغم الانشغال المحلي بتفجيري السفارة الإيرانية وما تبعهما من كشف عن هوية الانتحاريين وجنسيتهما، تركزت الأنظار أمس على "جنيف" حيث ابرم الاتفاق "التاريخي" بين إيران ومجموعة 5+1 )الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا) في شأن برنامج إيران النووي، وانتلا بانتزاع "أنياب" ايران النووي لصالح الغرب كما فعلت تماماً أميركا مع النظام السوري بانتزاع الكيميائي.

بما أن "الشيطان الأكبر" أميركا باتت حليفة اتفاقات مع إيران، وبما أن السياسة اللبنانية مرتبطة بما يجري حولها، خصوصاً أن "حزب الله" جهة لبنانية تتلقى أوامرها من إيران، فكان لا بد من قراءة الاتفاق من نظرة الاقليمية أكان على الصعيد اللبناني الداخلي أو الخارجي وخصوصا على الأزمة في سوريا. هي صدمات يلاحظها البعض في هذا الاتفاق. الصدمة الأولى هي في الاتفاق نفسه، فما كان مستحيلاً حصل، وباتت إيران دولة إقليمية تكتسب "الدلع" الغربي، إلا أن هذا الاتفاق أثبت ضعف طهران بعد الأزمة السورية، وفي توضيح بسيط، فإيران تقدم للنظام السوري الدعم المادي كي يحافظ على بقائه، واستثمرت في سوريا ملايين الدولارات حتى لا يسقط محور الممانعة، لكن إلى متى كانت ستستطيع الصمود في ظل العقوبات الغربية التي كسرت ظهرها وتم تخفيفها الان؟  الصدمة الثانية، جاءت على لسان وزير خارجية "الشيطان الأكبر" أميركا جون كيري الذي سعى أمس الى تقديم تطمينات الى اسرائيل في شأن الاتفاق النووي مع إيران، وقال ان "الاتفاق سيجعل اسرائيل أكثر أمناً على مدى الأشهر الستة المقبلة". في المقابل، لم تشعر إسرائيل إلا بالطمأنينة، إذ قال رئيسها شمعون بيريز أن اسرائيل "مثل جميع الشعوب، وتفضل الحل الدبلوماسي على أي حل آخر". خلاصة التصريحين أن الاتفاق لن يخدم سوى إسرائيل اقليمياً وأن إيران اقدمت بطريقة غير مباشرة على ضمان أمان إسرائيل، وبالتالي أصبح "حزب الله" من المساهمين في الحفاظ على أمن "الصهيونيين" بالنسبة إلى أميركا التي نفسها انترزعت الكيميائي من حليفه النظام السوري.

الصدمة الثالث تمثلت بترحيب النظام السوري بالاتفاق عبر خارجيته، التي اعتبرت ان الاتفاق دليل على أن الحلول السياسية لأزمات المنطقة هي الطريق الأنجح لضمان الأمن والاستقرار فيها، فهل فتحت شهيتها على جنيف – 2 في الوقت الذي تواص فيه بقتل السوريين وتدمير القرى والبلدات؟انها فسيفساء سياسية حصلت أمس، وبات للغرب مكسبين "الكيميائي" و"النووي"، ويبقى الشعب السوري ورقة تفاوض بيد المجتمع الغربي، ويبقى "حزب الله" أداة بيد غيران تكشفها في مفاوضاتها... وكله من أجل اسرائيل

 

الحرب التي اشعلها الملالي ترتد عليهم أو بالأحرى بضاعتهم الفاسدة تعود إليهم

سعيد ب. علم الدين

نعزي بالضحايا البريئة والبريئة فقط التي سقطت نهار أمس في انفجار الضاحية في بيروت قرب سفارة ملالي ايران، وذلك وبلا ادنى شك بسبب انغماس هؤلاء الفاضح بقتل السوريين، واحتلالهم عبر ميليشيا حزب الله للبنان، وسيطرتهم على العراق، وتدخلاتهم الاجرامية المخابراتية العدوانية الوقحة في الشأن العربي. فهم اي الملالي وبحق كابوس ثقيل حط رحاله على قلب شرقنا العزيز، وورم سرطاني شرير خبيث لا يمكن ان تتم معالجته بالمسكنات وانما بالبتر او من خلال عملية جراحية استئصالية لا تبقي من شرورهم المستطيرة شيئا ولا تذر. الكل دان تفجيري الضاحية الارهابيين ونحن بشدة ندين! خاصة وان هذا الارهاب الدموي الاسلامي قد غسل دماغ المسلم المتطرف وحوله من انسان محدود عاقل الى جاهل فاشل بحزام ناسف وسيارة مفخخة وقنبلة متفجرة وساطور وسكين.

نحن والكل ندين ولكن ماذا عن تفجيراتهم هم التي طالت كل المدن والأرياف السورية؟

وماذا عن مجازرهم البشعة بذبح الأبرياء الآمنين السوريين المساكين بالسكاكين؟

وماذا عن ممارساتهم الارهابية القذرة، وحربهم العدوانية المتمادية في قمع الشعب السوري وقتله بكل انواع الأسلحة حتى الكيماوي المحرم دوليا؟

ماذا عن ارهاب ايران وميليشياتها الاجرامية المتمثلة بحزب الله ضد لبنان المغلوب على أمره دولة وشعبا وجيشا ؟

وماذا عن التفجيرات والاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي ضربت لبنان وأودت بحياة شهداء ثورة الأرز والمتهمين الوحيدين فيها هم الحرس الرجعي الايراني من جماعة حزب الله.

ونحن هنا ندين كل انواع القتل والارهاب ونقول:

لا لاجرام القاعدة وكتائب عبد الله عزام، ولا لاجرام حزب الله والميليشيات الطائفية  العراقية بأوامر من ملالي ايران!

فبضاعتهم المذهبية القذرة االتي رفعوا راياتها باسم الحسين على اشلاء السوريين وأنقاض مساجدهم المدمرة في القصير وحمص وبكل بساطة ترتد عليهم وسترتد عليهم بعنف اكثر واكثر ونحن في بداية المشوار.

لا بد هنا من التوقف قليلا للتذكير بأن الملالي هم أول من اسس لهذا الارهاب الدموي المذهبي البغيض والذي اوصلنا الى ما نحن فيه من حرب مذهبية مستعرة من قبل المحور الايراني ضد الشعب السوري وكل الدول العربية.

فمنذ قيام ما يسمى بالثورة الاسلامية في ايران والمنطقة بأكملها تتعرض لحروب وازمات ونزاعات لخلاياهم التجسسية الطويلة الباع والمتغلغلة وبشكل تآمري ومخابراتي خبيث ومقيت النصيب الاكبر فيها. فهم من اشعلوا الحرب ضد العراق ايام صدام. وهم  من هدد باحتلال البحرين والكويت وتابع احتلال الجزر الامراتية الثلاث وهم من يحتل اليوم لبنان ويخرب في العراق واليمن وسوريا.

هدفهم تفكيك دولنا العربية واضعافها لتقع فريسة الواحد بعد الاخرى في حضن ملالي الظلام والثأر والحقد والانتقام. وهذا ما حدث للبنان والعراق وسوريا وكاد ان يحدث لليمن. حيث تعاني الدول الاربع وشعوبها من السيطرة الإيرانية الاستعمارية عبر أدواتها الاجرامية، والمعطلة لأي حراك ديمقراطي تحرري حقيقي.

فهم الماضي الدموي المظلم بكل تفاصيله. حيث يعتاشون سنويا من اعادة احياء ذكرى عاشوراء بمظاهرات صاخبة ولطميات دموية استفزازية تحريضية غير بريئة البتة. تعيد فتح جروح الماضي بين المسلمين وتزرع الأحقاد بين الناس وتلهب مشاعرهم وتلعب بعواطفهم الدينية باستعادة ذكرى مآس وآلام عفا عليها الزمن وتسببت بكثير من سفك الدماء بين الأهل والأشقاء.

وتحت شعار تحرير القدس وازالة اسرائيل استطاعت ملالي الظلام ان تجد من يسير معها الى حد الخراب كما فعلت حماس بدعم ايراني أدى الى تشويه القضية الفلسطينية وتحويلها الى قضية معبر من هنا وحصار من هناك. والنتيجة ان ايران واذرعها المسلحة في المنطقة لم تقدم للفلسطينيين الا المؤتمرات الشعبوية بالشعارات الجوفاء والخطابات النارية الخرقاء.

المهم ان ايران هي من أنشأت عبر حرسها الرجعي ميليشيا طائفية مذهبية تعيث فسادا بلبنان تسمى حزب الله. والملالي هم وليس غيرهم اول من أسس لكل الممارسات الارهابية الدموية البربرية البشعة ولما يسمى الاستشهاد اي الانتحار. فمرشدهم خميني هو اول من افتى بثقافة الانتحار ووزع المفاتيح على المنتحرين ليدخلوا الجنة فرحين بلقاء الحور العين.

وهم من أسسوا للتفجيرات الارهابية الأولى في الثمانينات بتفجير السفارات الأمريكية والفرنسية والعراقية في بيروت. وهم من أسس لأعمال الخطف الارهابية في لبنان بخطف الصحفيين الأجانب وابتزاز دولهم ومقايضة تحرير رهائنها في الحصول على صفقات سياسية ومادية. وهم من أنشأ المتطرفين السنة ايضا لضرب خصومهم في لبنان والمنطقة. فكتائب عبد الله عزام أسسها صالح عبد الله القرعاوي، الذي كان يتخذ من إيران مركزاً له. ولماذا ايران لأنها راعية الارهاب السني والشيعي الدموي المتطرف الى ابعد الحدود. ولا عجب ان يهرب الكثير من جماعة القاعدة بعد سقوط طالبان الى ايران ويجدوا هناك الملاذ الآمن والحضن الدافئ والداعم لاجرامهم.

لقد نسي ملالي الحقد والجهل والثأر وقلة العقل والتكبر والاستكبار، بأن من يلعب في النار المذهبية القذرة سيحرق ليس فقط اصابعه، وانما سيتلظى بلهيبها ويحترق في آتونها. خاصة وانها نار دينية عاطفية حماسية جارفة لا ترحم أحدا وتتخطى الحدود والدول وتسري عند اشتعالها بسرعة كسريان النار في الهشيم. هم ايقظو الفتنة عن سابق تصور وتخطيط وتصميم واخرجو المارد المذهبي البغيض من قمقمه. ولن يستطيو الى القمقم بسهولة اعادته.

هم لم يتركو من شرورهم احد لا في فلسطين فتدخلوا بها سلبيا وخربوا قضيتها العادلة وقسموها بأموالهم النجسة بين الضفة وغزة، ولا في العراق فتغلغلوا فيه عبر مخابراتهم فسادا وخربوا ديمقراطيته اليافعة وقسموه بين سنة وشيعة، ولا في لبنان فزرعوا فيه جسما ارهابيا بربريا غريبا واغتالو الحريري لانه كان زعيما سنيا وسدا منيعا في وجه مخططاتهم بالسيطرة على لبنان. ولا في سوريا ولا في البحرين ولا في الكويت ولا في الامارات. ولو وجد هؤلاء في كل الدول العربية ادوات تنفذ مشاريعهم على العماء، وعملاء صغار كحسن نصرالله والمالكي وبشار، لكنا اليوم خاضعين لإمبراطورية ظلامية فارسية تمتد من العراق الى موريتانيا. 

فمنذ انتصار ثورة الخميني ودولة الملالي تمارس تحت عباءة التقية الفضفاضة حربها الخفية الاجرامية على العالم العربي. على الدول العربية ان تستعد للحرب الكبرى القادمة وعلى مصر ان تستيقظ من غفلتها لما يحدث حولها. برلين 23. 11. 2013

 

بيان المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية

عقد " المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية ] إجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام ، وحضر جميع أعضاء المكتب السياسي الممثلين لأحزابهم  وناقشوا كُلْ البنود المدرجة على  جدول الأعمال ، وفي نهاية الإجتماع  صدر عن أمانة  الإعلام البيان الآتي نصه :

1. إستذكر المجتمعون واقع إستقلال الدولة اللبنانية حاليًا ، وكم نحن اليوم أحوج ما نكون الى الإستقلال ، ويعتبر المجتمعون أنه لا إستقلال من دون الركون الى الثورة التي لا تتقيّد بأحد من هؤلاء الكذبة الذين يُزاولون مهنة التسكّع وبيع الذات ، في ذكرى الإستقلال يدعوا أعضاء المجلس الوطني لثورة الأرز وبكامل أحزابهم اللبنانية كل مواطن الى الثورة ، ويدعون كل اللبنانيين الشرفاء وكل مكوّنات المجتمع المدني من :  موظفين – أساتذة – أطباء – محامين – مهندسين – كل مواطن شريف ومستحق لجنسيته الى الثورة الحقيقية في وجه الطغاة والإستغلاليين وأصحاب المصالح الخاصة . ويدعوا أعضاء المكتب السياسي كل المواطنين الشرفاء الى التغلّبْ على : الأنانيات – النزاوت – الكبرياء– حب التملّكْ – التسلّط – الكذب - السمسرة  ، لأنّ هذه المظاهر القبيحة إستشرت في كل مكان من الوطن وعلى كل الصعد ، وكل مواطن مدعو الى الثورة لأنّ الفساد إستشرى تحت قناع النفاق لدرجة لا يستطيع أحدْ مع هذه الموجة النفاقية العاتية أن يوقِفْ جيش قطّاع الطرق ، الفئة السياسية التي تتقّنْ التمثيل وتسوق ورائها قطعان من السُذّجْ ويربونها على التطبيل ، ويعتبر المجتمعون أنّ هؤلاء السّياسيين الكذبة تحت ضوضاء الكذب والبهرجة تمتّد أيديهم القذرة في الظلام لتسرق الوطن من مقوماته التربوية والفكرية والإجتماعية والأخلاقية والعلمية . ولمناسبة الإستقلال الزائف هذه السنة كما في السنوات الماضية التي حكم وتسلّط فيها الباطل والعاهر ، يتمنى المجتمعون لكل لبناني شريف ومخلص مستقبلاً أفضل في ظل إستقلال ننشده بفضل الشرفاء والأبرار من أبناء السلك العسكري الشرعي وكل راعٍ شريف يخدم وطنه وكنيسته خير خدمة . كما يعتبر المجتمعون أنه بفضل كل الشرفاء سنُعيّد السنة المقبلة إنْ شاء الله إستقلالاً حقيقيًا والذي سيعمل له المجلس الوطني لثورة الأرز وبمن يمثل ومع سائر الشرفاء زمنيين وروحيين لخلاص الوطن من الكذب والرياء وحكم الأهواء الى حكم الشرفاء ونخبة النخبة ، وإلاّ سنكون أمام مصير مؤلم لا نألفه لأننا والحق أكثرية .

2. كثيرًا ما نبّه أعضاء المجلس الوطني لثورة الأرز من خطورة المرحلة الحالية وإنعكاساتها على الساحة اللبنانية الداخلية وقد صحّتْ تخوفاتهم التي نبهّتْ أكثر من مرجعية سياسية رفيعة المستوى ودينية كبيرة من تصعيد خطير توقعّ أعضاء المكتب السياسي من أنْ يُطاول لبنان تبعًا للإستعدادات التي بدأها النظام السوري مع حلفائه وقبل إنعقاد مؤتمر جنيف 2 ، من أجل محاولة الحسم في بعض المناطق السورية .  كما نبّه أعضاء المكتب السياسي عبر مذكرات قدّمتْ في حينها من القلق الذي سيحوّل أرض لبنان إلى أرض نصرة في أكثر من منطقة وهذا الأمر يشمل منظمات سُنيّة وشيعية ، وإعتبر المجلس الوطني لثورة الأرز أنّ هذا الأمر سيشكّل خطرًا على الوجود اللبناني لأنّ جوهر لبنان هو التعايش المسيحي الإسلامي في مفهومه العام ويتحوّل اليوم وللأسف الى إستحالة التعايش السُني – الشيعي الذي سيضرب الكيان اللبناني . ويذكّر المجتمعون أنّ أكثر من مذكّرة سُلمّت الى سياسيين ورجال دين تضمنّتْ تخوّفهم من تداعيات الأزمة السورية وأنّ إنعكاساتها لم ولن تقتصر على العدد الكبير من النازحين السوريين بل سيكون هناك تفجيرات أمنية خطيرة لا قدرة على الدولة اللبنانية بمؤسساتها الرسمية الشرعية على تحمّلْ أعبائها ، كما تضمنّتْ المذكرات تخوفًا وقلقًا من إذكاء عوامل الفتنة بين الطائفتين السُنيّة والشيعية في الكثير من المناطق اللبنانية . ويشجب المجتمعون بعض الأصوات التي علت بعد محاولة إستهداف السفارة الإيرانية من " مهاجمة سفارة المملكة العربية السعودية " . كما يُوّجه المجتمعون أسئلة مقلقة الى قادة الأجهزة اللبنانية الرسمية عن مغزى إستهداف السفارة الإيرانية التي تقع في قلب منطقة الضاحية الجنوبية حيث السيطرة التّامة لحزب الله وما يمثله هذا الحزب بالنسبة الى الخط الإيراني في المنطقة ، ويشجب المجتمعون ما تتناقله وسائل الإعلام من معلومات عن مشاركة وفد إيراني مع السلطات اللبنانية في التحقيق ، ليستطرد المجتمعون ويذّكروا أنّ لبنان دولة ذات سيادة مطلقة وليستْ عاجزة أو مقصّرة في القيام بواجباتها تجاه رعاياها والرعايا الأجانب . ويعتبر المجتمعون أنّ محاولة إستهداف السفارة الإيرانية  تُصنّف في خانة التصعيد النوعي لمستوى الصراع من حيث الهدف والمكان والزمان ، وهذا تطوّر خطير قد يحمل معه إنعكاسات سلبية كون هذه الجرائم تستدرج ردود فعل مقابلة وصولاً الى الإنتقال الفعلي والعملي الى الساحة اللبنانية على غرار الساحات الإقليمية الأخرى ، وأخيرًا يَطْلُبْ المجتمعون من ذوي الشأن إحترام عقول الشعب اللبناني وكفى تلفيقات وأخبار صُبيانية تتناول ما حصل في محيط السفارة الإيرانية وما إستتبعها من تحقيقات وما يُقدّمْ عبر بعض وسائل الإعلام  من فبركات وهمية، لأن هذا الشعب يملك نضجًا في التحليل ولم تعُدْ تنطلي عليه هذه الفبركات التي يتحفونه بها .

3. يُوجّه المجتمعون نداءً مُلحًا الى غبطة السيّد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يتمنّون عليه لعب دور سياسي جامع ومنقذ سواء في تشكيل الحكومة وبالأخص في موضوع الإستحقاق الرئاسي ، ويعتبر المجتمعون أنه في حال تأجيل موعد الإستحقاق الرئاسي سيقع لبنان في دائرة المحظور وعليه يجب أنْ يتحمّل زعماء الموارنة العفنين كامل المسؤولية لأنهم هم الذين أبقوا أعلى منصب لهم في الدولة فارغًا . ويتمنّى المجتمعون من صاحب الغبطة التعاون لما فيه مصلحة الموارنة خاصةً واللبنانيين عامةً والعمل معًا لإعداد مشروع بناء دولة قوية قادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل الأراضي اللبنانية ، حيث لا يكون قانون غير قانونها ولا سلطة غير سلطتها ولا سلاح غير سلاحها . ويعتبر المجتمعون أنّ الواقع يفرض على بكركي والشرفاء التعاون معًا لإنضاج فكرة تشكيل حكومة حيادية وذلك بأن يُلزما كل الأطراف الداخلية واللاعبين على المسرح السياسي الدولي على أن يكون للبنان حكومة وأن يكون لبنان مُحيدًا عن الأزمات الخارجية ، وممنوع أن يكون وزن كلمة بكركي في هذا الموضوع " صفر " بل يجب أن يكون وزن كلمتها فاعل ، وممنوع على أي طرف عرقلة أو تمييع أي مسعى بطريركي لحل الأزمة المستفحلة لأنّ الوضع يُهدّدْ بإنهيار كُلي خصوصًا مع ما يتزامن من تصاريح تنبىء بهجمات إنتحارية في كافة المناطق اللبنانية ، لذلك يُلح أعضاء المكتب السياسي على صاحب الغبطة لعب دور بيضة القبّان في تشكيل الحكومة وفي الإستحقاق الرئاسي المقبل ، ويعتبر المجتمعون أنّ الصرح البطريركي بحكمته وجرأته ونبله وبأوزانه العظيمة بإستطاعته والشرفاء إصلاح الأمور ويغنيهم عن الفراغات ، ويُثبّتْ دولة لبنان الكبير بكامل حدودها وبصيغتها التي لا تعلو عليها أي صيغة . هذا وقد كلّف الأمين العام للمجلس الوطني لثورة الأرز ثلاثة من أعضاء المكتب السياسي المُكلفين التواصل مع الصرح البطريركي إجراء اللازم لبلورة هذا الطرح الذي إنْ كُتِبَ له النجاح وشرطه الرئيسي التعاون والإنفتاح  ومجرد المبادرة والسعي وإتمام هذا الطرح يكون الباب الرئيسي للولوج الى دولة بكل ما للكلمة من معاني سيادية  ولإعادة الإعتبار للحضور الماروني بعد هذه السنوات العجاف وللوطن إستمراريته .

 

المطران ايلي نصار لـ"المستقبل": صيدا صمام أمان لكل لبنان

المستقبل/قال راعي ابرشية صيدا ودير القمر للمورانة المطران الياس نصار ان الأحداث السورية تنعكس بأوجه سلبية كثيرة على وطننا، سياسية وامنية وانسانية، وان الأجواء كلها في البلد تعطي اشارة انه ربما هذه التداعيات لن تتوقف. وفي حديث لـ"المستقبل" اعتبر ان مدينة صيدا نالت نصيبها من ارتدادات الأحداث السورية ولا تزال، ولكنه رأى ان هناك وعيا عند الشعب الصيداوي الذي يعرف عنه اصلا انه شعب مسالم بكل مذاهبه وطوائفه ويسعى دائما الى العيش الأخوي والمحبة، متوجها برسالة لكل القيمين على الوضع الصيداوي ان يكونوا بمستوى من الوعي لدرء اي فتنة واي صراع مذهبي في قلب المدينة. وان يكونوا واعين دائما لدقة المرحلة وخطورتها معتبرا أن صيدا هي صمام امان لكل لبنان والسلام في صيدا ينعكس سلاما في كل لبنان

انعكاس الأحداث السورية

فيما يتعلق بانعكاس الأحداث السورية على لبنان وصيدا قال نصار: "لا شك ان الأحداث السورية تنعكس بأوجه سلبية كثيرة على وطننا، تتمثل اولاً في ايقاف حركة السياسة في لبنان الى حدود معينة بالنسبة لتأليف حكومة جديدة وبالنسبة للإستحقاقات الدستورية وكان تمديد للمجلس النيابي الذي شجبناه في وقتها ولا زلنا حتى الآن في ظل هذا المجلس لم يستطع حتى الآن ان يعود ويتخذ موقفا موحدا من قانون انتخابي جديد تجرى على اساسه الانتخابات . والآن نحن قادمون على استحقاق دستوري جديد هو انتخاب رئيس جمهورية . كل هذا الشلل هو بسبب الأحداث السورية وخلط الأوراق على المستوى الاقليمي . الى جانب الوضع الأمني ايضا الذي نرى كم تسجل خروقات امنية وآخرها الانفجار الذي وقع في بيروت وادى الى خسائر بشرية كبرى في حياة اشخاص كما ان هناك اناس جرحى، طبعا بالمناسبة نعزي كل الذين خسروا أناسا ابرياء من المدنيين ونتمنى الشفاء العاجل لكل الذين سقطوا ايضا جرحى بسبب هذا التفجير. وكما سمعتم الأجواء كلها في البلد تعطي اشارة انه ربما هذا المسلسل لن يتوقف . وكذلك هناك التداعيات الانسانية بوجود الأعداد الكبيرة من النازحين في كل المناطق اللبنانية وفي صيدا قسم منهم، وهذا الملف ايضا خطير جدا لأن البلد اصلاً مديون وشعبه في كل المناطق غارق في الديون وفي الوضع الاقتصادي الصعب ولا يستطيع الخروج منه، فكيف اذا جاء اعداد كبيرة بهذا الشكل من الأخوة السوريين ولو انه بالنهاية هروبهم مشروع لهم بالنتيجة ان يلجأوا الى مكان آمن . ولكن العدد الكبير شكل عبئا كبيرا على الدولة اللبنانية وعلى الشعب اللبناني بكل طوائفه ومناطقه. وصيدا اصابها شيء منه لذلك هي تعاني كما تعاني المناطق الأخرى" .

ملفات أمنية وقضائية

وفي موضوع تداعيات احداث عبرا وملف الموقوفين قال: "دعونا نفصل الموضوع بين شقين: الشق المتعلق بالحادث بحد ذاته، نحن نشجب هذا التعدي على الجيش ومرة جديدة نؤكد على دعمنا الكامل للجيش اللبناني وعلى حرصنا عليه وعلى وحدته، وحدها المؤسسة التي لا تزال الآن تحمي حدود لبنان وارض لبنان وشعب لبنان. ومن ناحية ثانية لا شك ان كل الذين يطالبون بأن تجرى المحاكمات العادلة نحن ايضا مع هذا الموقف لأنه موقف انساني بغض النظر عن الفعل الذي حدث .. اليوم المجرم يجب ان يظهر على انه مجرم ويحاكم بطبيعة الحال. لذلك نحن بكل الملفات اللبنانية وليس فقط في الأحداث العسكرية التي تتسبب بتوقيفات متنوعة، نحن نريد ان تكون عجلة القضاء اللبناني سريعة .. وان يتحقق العدل، فالمرتكب يحاكم على ارتكابه والبريء يطلق سراحه بأسرع وقت ممكن حتى لا نزيد ظلما على الشعب اللبناني اكثر مما هو مظلوم" .

وحول الوضع في صيدا قال: "صيدا نالت نصيبها من ارتدادات الأحداث السورية ولا تزال، واقول والحمد لله انه لا يزال هناك وعي عند الشعب الصيداوي الذي يعرف عنه اصلا انه شعب مسالم بكل مذاهبه وطوائفه يسعى دائما الى العيش الأخوي والمحبة، ربما لأن الناس في صيدا كانت تعيش قبل كل هذه الأحداث بمحبة وبتواصل. وان كانت هناك اليوم موجات من التعصب وموجات الفتنة والتحريض المذهبي الذي يشهده كل اللبنانيين".

وردا على سؤال حول موضوع سرايا المقاومة قال: "هذا الموضوع يدخل في الصراع السياسي الكبير على الساحة اللبنانية، وما يجري على الساحة الصيداوية احداث بسيطة دائما تطوق في وقتها، ونأمل ان يبقى الوضع على هذه الحالة بشكل لا يكون هناك شرارة تتوسع ولا سمح الله ترتد على المدينة بكل اهلها بالسوء. ونوجه بهذه المناسبة رسالة لكل المسؤولين في صيدا ولكل القيمين على الوضع الصيداوي من سياسيين واداريين وغيرهم ان يكونوا بمستوى من الوعي كما هم حتى الساعة، لدرء اي فتنة واي صراع مذهبي في قلب المدينة . لأن صيدا هي صمام امان لكل لبنان والسلام في صيدا ينعكس سلاما في كل لبنان نوعا ما .. لذلك يهمنا امن صيدا وان يبقى التواصل بين كل الأطراف . لأننا اليوم في مرحلة يجب ان تكون مرحلة وعي ومرحلة حكمة عند كل الأفرقاء السياسيين، نعرف ان هناك خلافا سياسيا لكن بالنهاية امن اللبنانيين ومصلحة لبنان والمجتمع اللبناني يفترض ان يقدم على المصالح السياسية . وبالنهاية سلامة لبنان تعطينا كلنا سلاما ووحدة لبنان تعطينا جميعا اطمئنانا .هذه الرسالة التي اوجهها الى المسؤولين ليبقوا واعين دائما لدقة المرحلة وخطورتها".

رسالة الى الصيداويين

وعن الرسالة التي يوجها للصيداويين قال المطران نصار: "لأهالي صيدا نوجه رسالة انه كما عرفناكم انكم شعب طيب وشعب محب مسالم تلاحقون دائما لقمة عيشكم بكرامة، ان تكونوا ايضا على مستوى من الوعي، ونطالب الشعب الصيداوي ان يبقى متكاتفا ومتحابا كما عهدناه واذا كانت هناك يد غريبة تريد ان تدخل الى صيدا علينا ان نوقف عمل هذه اليد الغريبة بشكل لا نسمح للفتنة ان تدخل الى صيدا ولا نسمح بأن تنقسم البيوت الصيداوية عموديا ايضا كما هي الحالة السياسية. نحن بحاجة الى تكاتف والى وعي لأنه من الممكن ان تصل هذه الأحداث المتنقلة ومفتعلي الشر الى صيدا، وبالتالي يكون الافتعال من الخارج وليس من اهل المدينة، فنتمنى ايضا ان يكون اهل المدينة واعين متنبهين وان يكونوا خفراً، لأنه للأسف ليس لدينا عديد كاف من العسكر في لبنان . فكل صيداوي وكل مواطن يجب ان يكون خفيرا على شارعه وعلى بيته حتى لا تدخل ادوات تخريبية وادوات قتل الى المدينة وتعبث بأمن الأبرياء.. فللأسف لا يموت الا الأبرياء".

صيدا ـ رأفت نعيم