المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 نيسان/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا 07/32حتى36/أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي

*عون والمبادئ لا يلتقيان/الياس بجاني

*المانع الأساس من وصول عون إلى الرئاسة هو «حزب الله»/شارل جبور/الجمهورية

*لا صفقة رئاسية بين عون والحريري/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*مانشيت جريدة الجمهورية:أسبوع أمني وتشريعي وبكركي لرئيس قوي وجنبلاط في باريس

*تحذيرات من إقحام لبنان في مغامرة مالية عبر معالجة «سلسلة الرتب»

*الغرام والهيام بيع عون ونصرالله

*حكومة سلام ستتولى "تصريف مهام رئيس الجمهورية" بانتظار "توافق دولي"

*مستشار الرئيس سعد الحريري داوود الصايغ: لبنان الأكثرية أقوى من لبنان الأقلية المغامرة 

*الأحدب: ميقاتي موَّل وسلَّح وسوَّق أن طرابلس هي مدينة للإرهاب 

*"ازالة حواجز حزب الله في البقاع" تحضيراً للخطة الامنية

*مسيرة في باب التبانة للمطالبة بالعفو عمن صدرت في حقهم مذكرات توقيف

*مسيرة في جبل محسن دعما لرفعت عيد

*نصرالله: خطر سقوط النظام السوري انتهى

*داود الصايغ:الانتخابات الرئاسية ستحصل بموعدها ومن حقّ جعجع الطبيعي ان يترشح

*حزب البعث في ذكرى تأسيسه: سنبقى ضمير الأمة العربية

*آلان عون: عون سيكون رئيسا قويا ووازنا ومن مصلحة المستقبل انتخابه

*التوحيد الاسلامي: 14 و8 آذار لن يسيرا بترشيح جعجع

*فيصل كرامي: بكركي مرجعية وطنية وننتظر منها موقفا من ترشح جعجع

*ترايسي شمعون: الوضع يتطلب مرشحا رئاسيا لا يكون تحديا لأحد

*أبو فاعور: للتوجه للاستحقاق الرئاسي بعقلية الوفاق لا الشقاق والباب مفتوح لكل الترشيحاتط

*الراعي: لبنان يحتاج الى رئيس قوي وحذار التلاعب بالاستحقاق الرئاسي فالكلام عن الفراغ إهانة لكرامة الوطن والشعب

*سيناريوهات إسقاط "المرشحين الأربعة: "حزب الله يخشى وصول عون بصفقة "سرية " مع المستقبل/وليد شقير

*دكاكين الفيصل والأمين/ أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

*العلاقة السرية بين عون وإسرائيل/أحمد عدنان/صحيفة العرب

*تكريم مقام ولبننة إستحقاق/الياس الزغبي

*هل يستجيب «حزب الله» لعَرض جعجع؟/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*الاستحقاق الرئاسي مؤجل وأمام الحكومة مهمات أمنية دفعة تعيينات وخزينة جوفاء تموّل السلسلة بضرائب جديدة/سابين عويس/النهار

16 نيسان جلسة الانتخاب الأولى وترشيح جعجع "خط عسكري"/ايلي الحاج/النهار

*أي مسار انتخابي وأي رئيس جديد للبنان وسط تزاحم الاستحقاقات في المنطقة؟/روزانا بومنصف/النهار    

*رئاسيات 2014 - زياد بارود مرشح "المجتمع المدني" والقوة حتى في الظل! مسار حياد بدأ من "مطلوب" في الداخلية الى وزير لها/ريتا صفير/النهار

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا 07/32حتى36/أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي

سَمِعَ الفَرِّيسَيُّونَ مَا كَانَ يَتَهَامَسُ بِهِ الجَمْعُ في شَأْنِ يَسُوع، فَأَرْسَلُوا هُمْ والأَحْبَارُ حَرَسًا لِيَقْبِضُوا عَلَيْه. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا. فَقَالَ اليَهُودُ بَعْضُهُم لِبَعْض: إِلى أَيْنَ يَنْوِي هذَا أَنْ يَذْهَب، فلا نَجِدَهُ نَحْنُ؟ هَلْ يَنْوِي الذَّهَابَ إِلى اليَهُودِ المُشَتَّتِينَ بِيْنَ اليُونَانيِّينَ، ويُعَلِّمُ اليُونَانيِّين؟ مَا هذِهِ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا: سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا؟.

 

عون والمبادئ لا يلتقيان

الياس بجاني/07 نيسان/14

بالعودة إلى تاريخ عون السياسي ومراجعة محطاته بدقة لكل تلوناته وتقلباته القوس قزحية، وأيضاً الغوص في قلة وفائه وغدره لكل من ناصره ووقف إلى جانبه نصل إلى خلاصة مؤكدة هي أن عون لا مبادئ لديه ولا عرفان بالجميل ولا ذمة ولا ضمير ولا ثوابت ولا حتى إيمان صادق، بل انتهازية ووصولية وحربائية وأنانية وهوس هستيري بكرسي بعبدا.

من هنا لا يمكن معرفة ما قد يقدم عليه هذا العون في حال وصل إلى كرسي بعبدا وحزب الله مدرك لهذه الحقيقة جيداً، علماً أنه لن يصل إليه لا اليوم ولا غداً ولا في أي يوم.

من هنا هل يعقل أن يؤيده حزب الله والسيد نصرالله نفسه قال فيه ما لم يقله مالك في الخمرة؟ بالطبع لا لأن الحزب يستعمله كأداة ومجرد أداة لا أكثر ولا أقل ويرضيه بالمنافع والوزارات وما من هذا القبيل.

وهذا حرفياًًُ ما قاله نصرالله عن عون حسبما جاء في جريدة النهار في 6 نوفمبر 89: “ميشال عون مشكلة، لأنه حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية ولا يرى إلا مصالحه الشخصية ومصالح طائفته. هو النهج الماروني العنصري في الشرقية”. وبما يخص أحلام عون الرئاسية يسوّق كثر من زلمه والودائع وبهدف التشويش ليس إلا أن الرئيس الحريري عقد مع عون صفقة بناء على فرمانات أميركية وسعودية لانتخابه رئيساً.

حتى الآن لا دليل حسي ملموس أن هذه الصفقة تمت ولكن من يراجع تراجعات تيار المستقبل واللعب بسقوف مواقفه صعوداً وهبوطاً منذ العام 2005 لا يستبعد كلياً هكذا صفقة والأيام القليلة القادمة سوف تكشف الواقع من الخيال.

مما هو واضح أن حزب الله لا يحترم عون بالمرة ولكنه مضطر التلحف به مسيحياً وهذا أمر آني لحين تنتفي الحاجة إليه.

نعتقد ومعنا كثر أن حزب الله لن يعمل على إيصال عون إلى الرئاسة وهو حرقه وحرق فرصه منذ أن تحالف معه. كما أن ترشح الدكتور جعجع قتل كل فرص عون الحالية وبنفس الوقت قتل جعجع فرصه هو أيضاً والاثنان لن يصلا لأن ليس بإمكان أي منهما تأمين لا النصاب ولا النصف زائد واحد في حال تم تأمين هذا النصاب.

في سياق متصل ليس خفياً على أحد أن الثنائي بري وجنبلاط يعملان على تسويق جان عبيد وهما لن يوصلا عون تحت أي ظرف لبعبدا.

في الخلاصة عون وجعجع لا فرص لهما ولكن الفرق بين الرجلين هو احترام جعجع للمبادئ وعدم احترام عون لها... ونقطة ع السطر

 

المانع الأساس من وصول عون إلى الرئاسة هو «حزب الله»

شارل جبور/الجمهورية

قد يعتبر البعض أن هذا الكلام غير واقعي وهدفه فقط حشر «حزب الله» والعماد عون من خلال التقدّم بطرح أو مقايضة مستحيلة، لأنّ قرار انسحاب «حزب الله» من سوريا إيراني، كما أن تسليم سلاحه غير مطروح على بساط البحث في دوائر القرار الإيرانية. ولكنّ موقف الحزب لا يُفقد عرض الدكتور جعجع جدّيته، ويُظهر أن المانع الأساس من وصول عون إلى الرئاسة هو «حزب الله» نفسه الذي تجاهل العرض نهائياً، فيما كان باستطاعته، لو كان بهذا الوارد، ردّ التحدي بالقول إنه على استعداد لتقديم تنازلات سياسية مؤلمة في حال التوافق على عون رئيساً، لأنه عبر انتخابه يطمئن إلى وجوده ودوره، خصوصاً أنه شريك أساسي في السلطتين التنفيذية والتشريعية. وبالتالي، مشكلة عون الأساسية هي مع «حزب الله» أولاً وأخيراً. ويُظهر عرض جعجع أيضاً أن لا قيمة مضافة لعون لدى «حزب الله»، إذ ما أهمية انتقاله إلى بعبدا إذا كان عاجزاً عن تقديم حلول واضحة لأزمتين وطنيتين متفاقمتين: تدخّله في سوريا وتمسّكه بسلاحه، إلّا إذا كان المقصود إيصال رئيس يغطي سلاح الحزب وتدخّله في سوريا، وفي هذه الحال لا يجب أن يتوقع عون ولا الحزب أيّ مهادنة أو مسايرة، لا بل مواجهة سياسية تقطع الطريق أمام أيّ محاولة تهدف إلى تغطية سلطة الأمر الواقع بالسلطة الشرعية. وتحت هذا العنوان بالذات يندرج ترشّح جعجع الذي قال لـ»حزب الله» صراحة: «خذوا الجمهورية وأعطونا الوطن»، في موقف يؤشّر إلى أنّ الهدف الأساس من ترشّحه هو هدف مبدئي لا سلطوي، وهذا لا يعني أن التنافس السياسي الديموقراطي مسألة فيها عيب أو غير مطلوبة، خصوصاً أنّ أحد أبرز أهداف العمل السياسي الوصول إلى السلطة، وهذا هدف مشروع، فيما الزهد والترفّع والطوباوية لا علاقة لها بالسياسة، وبالكاد مكانها في الأديرة، إنما كلام الدكتور جعجع يعني أن الأزمة في لبنان هي من طبيعة وجودية، وبالتالي تتطلّب مقاربات غير تقليدية، الأمر الذي يحوّل السلطة من هدف سياسي إلى هدف نضالي.

وفي السياق نفسه أتى كلام جعجع عن وجوب حصر المواجهة بالبعد السياسي لا العسكري في رفض مُطلق للعودة إلى ما قبل العام 1990، ولكنّ إقفال أبواب المواجهة السياسية كما حصل مع إسقاط الحكومة الحريرية بالقوة، كاد في السنتين المنصرمتين أن ينقل الطائفة السنية من موقعها الطبيعي كطائفة اعتدال إلى طائفة متطرفة ومدججة بالسلاح. وبالتالي، من مصلحة «حزب الله» عدم إقفال منافذ الصراع السياسي التي دَلّت التجربة أنها دفعته إلى رفع يده عن رئاسة الحكومة تجنّباً للفتنة المذهبية. ومن هذا المنطلق المطلوب رفع اليد عن رئاسة الجمهورية، والكف عن التعاطي مع الرئاسة الأولى وكأنها ملك سائب أو مشاع، حيث يتمّ اختيار الرؤساء من دون العودة إلى إرادة المسيحيين، هذه الإرادة التي تمّ التعبير عنها بشكل واضح وصريح من جانب بكركي والقيادات المارونية الأربعة بأنّ أيّ رئيس يجب أن «يستمد دعمه من المكوّن الذي ينتمي إليه، فيكون معبّراً عن وجدان المسيحيين وثوابتهم الوطنية ومستعيداً دورهم». وإذا كان الهدف من وراء وضع هذه القاعدة إسقاط الحجة القائلة إن الانقسام المسيحي بين قوّتين متوازنتين يحول دون الإتيان بشخصية تمثيلية وترجيح اختيار رئيس توافقي، إلّا أنّ أول خرق لهذه القاعدة جاء من قبل إحدى الشخصيات الأربعة في بكركي عندما هدّد العماد عون «المستقبل» من مغبّة انتخاب الدكتور جعجع، وهذا الموقف هو برسم البطريرك الراعي الذي عليه أن يسمّي أمام الرأي العام كل طرف يخرج عن هذه القاعدة أو القاعدة الأخرى المتصلة بنصاب جلسة الانتخاب. فالتوافق الذي تمّ في بكركي هو سيف ذو حدين: إيجابيته المشتركة لدى الطرفين المسيحيين المتنازعين أنه يعيد الاعتبار إلى المرشحين التمثيليين، وسلبيته لدى كلّ منهما أنه يفسح في المجال أمام إيصال خصمه اللدود. وبالتالي، على الفريقين إمّا تجرّع هذه الكأس لفتح الباب لوصول أحدهما إلى الرئاسة الأولى، أو إقفال هذا الباب والذهاب نحو المرشحين الوسطيّين. فإمّا تنطبق هذه القاعدة على جعجع وعون، وإمّا لا تنطبق على أيّ منهما، وسيتحمّل الطرف الذي يجهض هذه القاعدة فرصة إعادة الاعتبار لدور المسيحيين داخل السلطة بدءاً من رئاسة الجمهورية

 

لا صفقة رئاسية بين عون والحريري!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

عندما أعلَن رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ترشيح نفسه للرئاسة، هل أحرَج الرئيس سعد الحريري أم أرَاحه، ولماذا؟ يقول القريبون من «التيار الوطني الحر» إنّ العماد ميشال عون بات يحظى بالغالبية لانتخابه رئيساً قبل 25 أيار. ويقولون: معنا حلفاؤنا في «8 آذار» جميعاً، بمَن فيهم النائب سليمان فرنجية، ولن يكون النائب وليد جنبلاط وسائر الوسطيّين خارج هذا الاصطفاف. وهكذا، نحن قادرون على تأمين غالبية 65 صوتاً لانتخاب عون. ولا ينقصنا سوى نصاب الثلثين لعقد الجلسة. ولذلك، يقولون، الطبخة ناضجة مع السعودية ليساهم «المستقبل» في تأمين النصاب. وإذا لم يكن قادراً على الاقتراع لعون، فيكفي أن يحضر ويؤمِّن النصاب، ونحن نتكفّل بتحصيل 65 صوتاً من «8 آذار» وجنبلاط وبعض الآخرين. ووسط حِرص أميركي على تجنّب الفراغ  في موقع الرئاسة، «وليصل مَن يصل ديموقراطيّاً»، فإنّ القريبين من عون يؤكّدون أنّ انتخابه رئيساً قبل 25 أيار، سيكون استكمالاً للصفقة التي أدَّت إلى الانقلاب الحاصل في الحكومة الحاليّة. والانتخابات الرئاسية ستجري بالتأكيد في موعدها، لأنّ هناك قراراً دوليّاً بمنع الفراغ في موقع الرئاسة، كونه يُهدّد الإستقرار. ووفق الصفقة أيضاً، سيكون الحريري أوّل رئيس للحكومة في عهد عون، وأنّ الإنتخابات الرئاسية ستجرى قبل 20 تشرين الثاني، وأنّ الرئيس نبيه برّي سيبقى أيضاً على رأس المجلس النيابي المقبل.في اختصار، وفق الشائعات، إنّها «دوحة» جديدة تمّت في هدوء، وبالتقسيط، من خلال لقاءات واتصالات عون والحريري. إذا كان ذلك صحيحاً، فإنّ إعلان جعجع ترشّحه، لا يزعج عون بل يريحه، لأنّه سيشكّل حافزاً لنزول كلّ الكتل إلى المجلس والتصويت لمرشّح: البعض يصوّت لعون والآخر لجعجع. ولأنّ النصاب يكون قد اكتمل، فلا يفوز أحد في الدورة الأولى التي تحتاج إلى غالبية الثلثين. وأمّا في الدورة الثانية، فيضمن عون مسبقاً حصوله على 65 صوتاً في المجلس، ولو صوّت تكتّل «لبنان أوّلاً» لجعجع، فيفوز بالرئاسة. لذلك، لا بأس أن يأتي الحريري ونوّاب تكتّله إلى الجلسة، وليقترعوا لمَن يريدون، حتى لجعجع! المهم تأمين النصاب. فعون يفوز.

الجانب الصحيح من المعلومة هو أنّ اتّصالات سرّية حصلت بين الجانبين، إلى أن كشفها الفريق القريب من عون. لكنّ استعجال عون تسريب الخبر يعني أنّه يستعجل فرض معطيات معيّنة على الحريري، بحيث لا يعود قادراً على التنصّل منها. فصحيحٌ أنّ الولايات المتحدة، عبر سفيرها ديفيد هيل، تريد رئيساً في الموعد الدستوري، لكنّ رعايتها لصفقة توصِل عون ليست صحيحة. وصحيحٌ أنّ بكركي تريد وصول رئيس له تمثيل مسيحيّ، وتخشى الفراغ، لكنّ الخيارات المطروحة عليها كثيرة. وصحيح أنّ الحريري، بالوساطة السعودية، وجدَ مصلحة في فتح الباب لعون، بما يسهّل المشاركة في الحكومة وتليين الأجواء، لكنّه لن يمنح النصاب لانتخاب عون، ولن يحرق مراكبه مع الحليف المسيحي. كما أنّ ظروف عودة الحريري إلى لبنان والسراي - أمنيّاً - قد لا تكون مضمونة حتى الآن. وفوق كلّ ذلك، صحيح أنّ حلفاء عون يتمسّكون به ويحرصون على معنويّاته... ولكن ليس إلى حدِّ الثقة في إيصاله إلى الرئاسة. لذلك، فالسيناريوهات التي وُزِّعت عن صفقة بين الحريري وعون، تنطلق من معطيات صحيحة أساساً، لكنّ عون عمد إلى «تلغيمها». ولذلك، فالأرجح أنّ الحريري هو أكثر المرتاحين إلى ترشيح جعجع، لأنّه يعفيه من الإحراج. وربّما هو الذي يشجّعه على الترشُّح. وبعد ذلك، يُتاح للأقوياء أن يلعبوا لعبتهم بعيداً عن متاعب الأقطاب، و»حيث لا يريد الآخرون»!

 

مانشيت جريدة الجمهورية:أسبوع أمني وتشريعي وبكركي لرئيس قوي وجنبلاط في باريس

جريدة الجمهورية

ملفّات عدّة ستتصدّر الاهتمامات الداخلية هذا الأسبوع. فإلى الاستحقاق الرئاسي المفتوح منذ دخول البلاد في المهلة الدستورية لإنجازه في 25 آذار الماضي، هناك الملفّ الأمني المفتوح شمالاً وبقاعاً، الذي سيعرضه المجلس الأعلى للدفاع اليوم فيقوّم خطّة طرابلس الأمنية، ويبحث في خطّة البقاع.

«السلسلة» تتصدّر جلسة اللجان النيابية المشتركة اليوم

بين «الإستحقاق» والأمن، يتصدّر ملف سلسلة الرتب والرواتب الذي ستدرسه اللجان النيابية المشتركة مجدّداً اليوم، علّها تصل إلى خلاصات تتيح لرئيس مجلس النواب نبيه بري وضعه على جدول أعمال الجلسة التشريعية المقرّرة يومَي الاربعاء والخميس المقبلين، وإلّا فقد يتأخّر الى مرحلة لاحقة، إذ لربّما كانت هذه الجلسة التشريعية الأخيرة التي يعقدها المجلس قبل أن يتحوّل هيئة ناخبة لانتخاب رئيس جمهورية جديد، في حال دعاه برّي إلى جلسة انتخابية.

موقف الراعي

وفي هذا السياق، ناشدَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بري أن يدعوَ المجلسَ فور انتهاء جلساته التشريعيّة إلى عقد جلسات إنتخابية لبلورة شخص الرئيس العتيد. وحذّر من»التلاعب بالاستحقاق الرئاسيّ»، معتبراً أنّ «الكلام عن الفراغ أو السعي إليه لأغراضٍ خفيَّة، إنّما هو إهانة لكرامة الوطن والشعب، ودليل عجزٍ لدى نوّابِ المجلس والمسؤولين».

وحدّد الراعي مواصفات الرئيس العتيد، وقال:»إنّ لبنان يحتاج اليوم إلى رئيسٍ قويّ أوّلاً بأخلاقيّتِه ومثاليّة حياته وأدائه عبر تاريخه، ثمّ بقدرته على تقوية الدولة بكيانها ومؤسّساتها ووحدتها وسيادتها، وبالدفاع عنها وعن الدستور والميثاق الوطني والثوابت، رئيسٍ قويّ، قوَّتُه في وضعِ حدٍّ للفساد في الإدارة ولسلبِ المال العام وإرهاقِ خزينة الدولة بسرقتها وحرمان المواطنين حقوقَهم، رئيسٍ قويّ في المكوّن الآتي منه».

وعلمت «الجمهورية» أنّ الراعي سيسافر إلى جنيف اليوم، حيث يتوقع أن يلتقي، إلى أبناء الجالية اللبنانية في سويسرا، عدداً من الشخصيات الدولية. كذلك سيستقبل الموفد الأممي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي.

زوّار برّي

وأشار زوّار برّي إلى أنّه يبدي تفهّمه لاهتمام البطريرك الماروني، ودعوته إيّاه الى عقد جلسات انتخاب رئيس جمهورية جديد، وهو سيعمل كلّ ما في وسعه من أجل عقد جلسة انتخاب ناجحة، بعد تهيئة كلّ المستلزمات المطلوبة لها. وأشار هؤلاء الى انّ بري سيطّلع اليوم من اللجنة النيابية المختصة على حصيلة جولتها على رؤساء الكتل النيابية وبعض المرجعيات السياسية والدينية، وأنه سيشرع في التحضير العملي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي فور الإنتهاء من الجلسات النيابية التشريعية.

«حزب الله»

في غضون ذلك، أعلن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد استعداد «حزب الله» للتعاون مع جميع القوى السياسية بحثاً عن الرئيس الجديد. وقال إنّ الحزب يبحث أيضاً عن البرنامج الذي سيلتزمه الرئيس المقبل للبلاد.

وبدوره عضو الكتلة النائب حسن فضل الله، قال: «نرفض التعليق اليوم على من يترشّح أو لا يترشّح، المهم هو أنّنا عندما نصل إلى المجلس النيابي وإلى الجلسة المحدّدة لانتخاب الرئيس نرى هناك مَن هو الذي سيحوز على ثقة اللبنانيين وثقة المجلس، ومن هو الذي يستطيع أن يدير هذه المرحلة الجديدة».

جنبلاط

وفي هذه الأجواء، علمت «الجمهورية» أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الموجود في باريس منذ أيام في زيارة خاصة، قد أجرى اتصالات مع عدد من المسؤولين الفرنسيين في قصر الإليزيه وفي وزارة الخارجية، ولمسَ منهم إصرارهم على ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، وتأكيدهم أنّ لبنان في حاجة إلى رئيس قويّ لمواجهة التحدّيات، كما أكّدوا أنّ فرنسا ستضع كلّ ثقلها مع حلفائها لتأمين توافق اللبنانيين على الاستحقاق. وفي السياق تردّدت معلومات إعلامية تفيد أنّ جنبلاط سيتوجّه قريباً إلى موسكو للقاء المسؤولين الروس.

«القوات» و«المستقبل»

إلى ذلك، تحوّلت معراب بعد ترشّح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع محور حركة سياسية تصدّرها تيار «المستقبل»، إذ زارها نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، فالسيّد نادر الحريري مستشار الرئيس سعد الحريري.

وعلمت «الجمهورية» أنّ الإستحقاق الرئاسي شكّل الطبق الرئيس للمناقشات التي تركّزت حول الخطوات الواجب اعتمادُها لخوض الإنتخابات بقوّة وفعالية من أجل فوز مرشّح 14 آذار.

وأفادت معلومات أنّ كلّ طرَف عرض اتصالاته ولقاءاته وتقويمه للمعركة الرئاسية، وشدّد على القيام بكلّ ما يلزم لرفع حظوظ المعركة. وأكّد أنّ 14 آذار ستخوض المعركة الرئاسية موحّدةً وبمرشّح واحد.

وذكرت المعلومات أنّ هذا اللقاء «جاء ليؤكّد متانة العلاقة بين مكوّنات الحركة الإستقلالية والتشاور القائم في ما بينها». وأبدت مصادر «القوات» ارتياحها إلى هذه اللقاءات، وقالت لـ»الجمهورية» إنّ اتصالات جعجع مفتوحة مع كلّ أطراف 14 آذار بغية بلورة رؤيةٍ مشتركة لخوض الانتخابات الرئاسية.

وفي سياق متصل، أكّد نائب رئيس حزب «القوات» النائب جورج عدوان «أنَّ حلفاء «القوات» كانوا على عِلم بترشيح جعجع للانتخابات الرئاسية». وأشار إلى أنَّ «المعركة بين مشروعين في البلد، وبالتالي نريد لانتخابات الرئاسة أن تكون على مستوى المشروعين، لذلك حصل هذا الترشيح».

وفي هذا السياق أكّد منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد لـ»الجمهورية» أنّه «سيكون إلى جانب جعجع في معركته الرئاسية لأسباب وطنية أوّلاً، مرتبطةٍ بوضوح مواقفِه وخياراته، وذاتيةٍ ثانياً، متصلةٍ بوقوفه إلى جانبنا في معاركنا السياسية والنيابية».

سلسلة الرتب

وعلى وقع تهديد «هيئة التنسيق النقابية» بالتصعيد في حال عدم إقرار سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام، تستكمل اللجان النيابية المشتركة في جلسة تعقدها اليوم البحث في موارد تمويلها.

ونقل زوّار برّي عنه تشديده على ضرورة أن تتوصّل اللجان إلى حلّ لهذا الموضوع، حتى يتسنّى وضع مشروع قانون السلسلة على جدول أعمال الجلسة التشريعية بعد غدٍ الأربعاء. وقد طلب برّي من نائب رئيس المجلس النيابي تأخيرَ سفره إلى باريس حتى تنجز اللجان هذا المشروع.

مجلس وزراء

وفي هذه الأجواء، يجتمع مجلس الوزراء الخامسة مساء غدٍ، وعلى جدول أعماله 40 بنداً عادياً، بينها بنود تتعلق بقبول هبات مختلفة. ولم تستبعد مصادر وزارية أن يبتّ بعض التعيينات من خارج جدول الأعمال.

خطّة البقاع

وعلى الخطّ الأمني، اقتربت التحضيرات لاستكمال تنفيذ الخطة المقرّرة لبعلبك والهرمل والحدود اللبنانية - السورية من البقاع الشرقي إلى الحدود الشمالية من مراحلها النهائية، لضبطِ الوضع الأمني والتشدّد على طول الحدود، خصوصاً في محيط المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا، على رغم حجم المصاعب المتوقّعة بسبب طول هذه الحدود، علماً أنّ الحدود التي يسيطر عليها «حزب الله» من الجانب اللبناني والنظام من الجانب السوري قد توسّعت، وظلّ انتقال مسلّحي المعارضة السورية محصوراً بجبهة الطفيل - تلال عرسال، وهي بقعة محدودة ومتوتّرة.

وقالت مصادر أمنية إنّ دورية للجيش أوقفت أمس في وادي حنين - عرسال أربعة سوريّين مسلحين، كانوا ضمن مجموعة مسلّحة أطلقت النار عليها فاشتبكت معهم وأوقفت أربعة منهم.

وأضافت هذه المصادر: المُهم في المرحلة الثانية من الخطّة هو الشِقّ الذي سينفّذ في الداخل، والمتصل بمواجهة عصابات الخطف مقابل فِدية، وعصابات سرقة السيارات، والتي تتمركز في بعض القرى والمناطق. وأدّت الإتصالات بالقيادات الحزبية إلى رفع الغطاء عنهم وعن بعض المجموعات التي يديرونها، ففرّ قادتُها إلى جرود المنطقة.

... وطرابلس

أمّا في طرابلس، فبدأ تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة العسكرية والتي تتّصل بتعزيز السِلم الأهلي في المنطقة وملاحقة المطلوبين أيّاً تكن انتماءاتهم المذهبية أو السياسية، فمَن صدرت بحقّه مذكّرة توقيف ستنفَّذ، ومن يعتقد أنّه بريء فعليه إثبات ذلك أمام المراجع القضائية المختصة.

 

تحذيرات من إقحام لبنان في مغامرة مالية عبر معالجة «سلسلة الرتب»

بيروت – «الحياة»

تتهيّب الكتل النيابية في البرلمان اللبناني، مع عودة اللجان النيابية المشتركة الى الاجتماع اليوم للبحث في سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام، من إقحام البلد في مغامرة مالية واقتصادية غير محسوبة الأخطار في حال إقرار السلسلة وإحالتها على الهيئة العامة للمجلس في جلسة تعقدها خصيصاً بعد غد الأربعاء للنظر فيها. وذلك في حال لم توازن بين الواردات المالية المطلوبة لتمويلها لتغطية النفقات المترتبة على إفادة العاملين منها، خلافاً للتحذيرات الصادرة عن الهيئات الدولية المعنية بالتصنيف المالي للبنان، وفيها أنه سيتراجع في شكل ملحوظ ويقضي على الآمال المعقودة لإعادة تحريك النمو الاقتصادي. في هذه الأثناء أطلق ترشح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للانتخابات الرئاسية، مع دخول لبنان في مهلة الشهرين لانتخاب رئيس جديد قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان في 25 أيار (مايو) المقبل، حراكاً رئاسياً استدعى فتح الباب على مصراعيه أمام إجراء مشاورات مع حلفائه في «14 آذار»، على قاعدة ضرورة التريث وعدم الاستعجال في حرق المراحل إفساحاً في المجال أمامها للتوصل إلى مقاربة موحدة من الملف الرئاسي لئلا يؤدي التسرع في حسم الموقف إلى إحداث انقسامات هي في غنى عنها الآن.

وكشفت مصادر نيابية ووزارية مواكبة للظروف التي أملت على جعجع الترشح قبل أن يستمزج رأي حلفائه، بأن قوى «14 آذار» في حاجة الى مزيد من المشاورات قبل أن تستقر على رأي موحد من الانتخابات الرئاسية. وقالت لـ «الحياة» ان التسرع في اتخاذ موقف من ترشح جعجع يمكن ان يعرضها الى اهتزاز، وان لديها المزيد من الوقت لدراسة المعركة الرئاسية من جوانبها المحلية والخارجية كافة رغم أن مكوناتها تطمح بأن تكون المعركة لبنانية بامتياز. ولفتت الى ان لا اعتراض من «14 آذار» على ترشح جعجع. وقالت ان من حقه الطبيعي خوض الانتخابات الرئاسية لكن لا بد لحلفائه من أن يأخذوا وقتهم لإجراء مشاورات مفتوحة يمكن ان تؤدي الى التوافق على اسم المرشح من دون أن تقفل الباب في وجه احتمال التوصل الى مرشح تسوية.

وبالعودة الى سلسلة الرتب والرواتب علمت «الحياة» من مصادر نيابية بارزة أن مختلف الكتل في البرلمان لا تتنكر لحق العاملين في القطاع العام في وجوب تسوية أوضاعهم، لكن على قاعدة التوصل الى إرساء معادلة من شأنها أن توازن بين نفقاتها المالية وبين القدرة على تأمين وارداتها لتغطيتها بالكامل، بعيداً من المزايدات «الشعبوية» التي لا تقيم وزناً لارتداداتها على الوضعين الاقتصادي والمالي، خصوصاً في ضوء المخاوف التي حذرت منها الهيئات الاقتصادية التي ستلتقي اليوم نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري قبل ترؤسه اجتماع اللجان النيابية المشتركة.

واعترفت المصادر بأن جميع الكتل النيابية اضطرت أخيراً الى إعادة النظر في حساباتها «الشعبوية» تحت ضغط التحذيرات من ان الدراسات التي أعدت في خصوص تأمين الموارد المالية لتمويل سلسلة الرتب حملت أرقاماً وهمية وتضمنت تقديرات لزيادة الرسوم الجمركية وكأن لبنان يعيش في جزيرة نائية ولا يلتزم بالحد الأدنى من التسعيرات الجمركية المعمول بها بين لبنان والدول العربية والأجنبية، ويعود له كل الحق في رفع هذه الرسوم.

ومع ان المصادر سألت عن عدم حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أو من ينوب عنه اجتماعات اللجان المشتركة للوقوف بدقة حول تقديره لمستقبل الخزينة العامة في حال أقرت السلسلة من دون أن تخضع لبعض التعديلات لتقليص حجم الإنفاق ليأتي متوازناً مع الموارد المالية لتمويلها، فإن المصادر أجمعت على أن جميع الكتل النيابية بدأت تتفهم الوضع المالي العام، وتميل الى وضع ضوابط من شأنها توفير الحماية للاستقرار المالي.

ورأت أن حجم المقترح للواردات يقوم على أرقام خيالية فيما هي أقل من المتوقع بحوالى ألف بليون ليرة. وقالت ان هناك ضرورة للدخول مع هيئة التنسيق النقابية في حوار صريح لمصلحة الحفاظ على الاستقرار المالي، بدلاً من جر البلد الى قفزة في المجهول في ظل الركود الاقتصادي الذي يمر فيه، شرط أن يتزامن هذا الحوار مع قرار يقضي بالإسراع في إقرار الإصلاحات المالية والإدارية.

 

الغرام والهيام بيع عون ونصرالله

ميشال عون مشكلة، لأنه حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية ولا يرى إلا مصالحه الشخصية ومصالح طائفته. هو النهج الماروني العنصري في الشرقية”. هذه الجملة لم يقلها سمير جعجع أو رفيق الحريري، قائلها هو حسن نصرالله، في احتفال ذكرى الحر العاملي، ونشرتها صحيفة “النهار” في 6 نوفمبر 1989.

 

حكومة سلام ستتولى "تصريف مهام رئيس الجمهورية" بانتظار "توافق دولي"

مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي وعدم وضوح الصورة حول مصير "الكرسي"، كشفت مصادر صحافية، ان حكومة الرئيس تمام سلام ستقوم بـ"أعمال تصريف مهام رئيس الجمهورية"، في انتظار "توافق اقليمي ودولي".

فقد نقلت صحيفة "الانباء" الكويتية، الاحد عن مصادر ديباوماسية قولها، ان النقاش حول الاستحقاق الرئاسي لا يزال "داخل الأروقة الإقليمية والدولية"، لافتة الى انه من المفترض ان يُنقل الى مرحلة النقاش "المحلي اللبناني" في بداية أيار المقبل. وأشارت الى انه في حال لم يتم ذلك، "فهذا يعني أنه لا رئيس مقبل للبنان". في 25 آذار بدأت المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته في 25 أيار المقبل، الذي يرفض التمديد له. الى ذلك، شددت مصادر "الانباء" على انه "بات من شبه المؤكد أن تقوم الحكومة السلامية بأعمال تصريف مهام رئيس الجمهورية". واذ أشارت الى أن الوضع الإقليمي والدولي يبدو "غير ناضج لتسوية تنتج رئيساً"، مردفة انه "لا تكفي الرغبة المحلية وحدها، في حسم الملف الرئاسي والكلام عن استقلالية القرار في عملية انتخاب الرئيس لا يعدو كونه نوعا من الأوهام". وكان سلام وفي حديث الى اذاعة "مونت كارلو"، السبت قد أكد " لسنا حكومة ملء الفراغ، ولا نريد أن نكون كذلك، ولا نريد أن نشجع احدا على ذلك"، محذراً من أنه إذا " لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية ودخلنا في واقع الفراغ، فهذه الحكومة أو حتى أي حكومة أخرى لن تكون في وضع مريح". يُذكر ان الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية"، قررت يوم الجمعة الفائت بالاجماع ترشيح رئيس الحزب سمير جعجع لانتخابات رئاسة الجمهورية. في حين أن قوى 14 آذار لم تجمع حتى الآن على مرشح واحد من فريقها. وكان قد أكد المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غيّاض، اثر اجتماع للاقطاب الموارنة نهاية آذار الفائت ان الاربعة مرشحون للرئاسة (أي جعجع ورئيس "حزب الكتائب امين الجميل"، ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية").

 

مستشار الرئيس سعد الحريري داوود الصايغ: لبنان الأكثرية أقوى من لبنان الأقلية المغامرة 

رأى مستشار الرئيس سعد الحريري داوود الصايغ أن لبنان نموذج توازن للعالم ولا أحد فيه يريد أن ينفصل عن الآخر، مؤكدا أن لبنان الرافض هو أقوى من لبنان المغامر ولبنان الأكثرية أقوى من لبنان الأقلية المغامرة.

وقال الصايغ، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال": "الكيان اللبناني أقوى من أن يمس به محور عابر أو تحالفات مرجعيتها خارجية. لم ارى بعد مكونا اساسيا من المكونات اللبنانية نادى بغير العيش المشترك، بغير الصيغة اللبنانية واحترامها". وشدد على أن "الخيار الوحيد للبنانيين هو العيش المشترك، ولبنان يجب أن ننظر اليه من خلال دوره".

وفيما يتعلق بالحكومة الحالية، لفت الصايغ الى أن "الارادات الحاسمة تجمعت، بالنتيجة كان هناك تنازلات لمصلحة لبنان وتألفت الحكومة بعد أشهر طويلة وهذا ما حصل بالنسبة للبيان الوزاري"، موضحا أن "الوضع السوري غير مرشح ان ينتهي بالمدى المنظور هذه الصعوبة الاساسية، ولدينا خلافات داخلية ومطالبات اجتماعية، بالتالي يمكن أن ننجح بانقاذ لبنان بالنأي عن الصراعات".

في موضوع الإنتخابات الرئاسية، ذكر الصايغ أن "الدستور والكيان مرتبطين بلبنان واعتقد أن الانتخابات حاصلة في موعدها". وقال: "رئيس الحزب القوات اللبنانية سمير جعجع من حقه الطبيعي أن يترشح وهو رئيس حزب فاعل قوي وموجود ولديه مسيرة سياسية وانسانية متميزة وهو صاحب رؤية سياسية ومشروع سوف يعلنه وإن اتفقت عليه قوى 14 اذار فما من مشكلة".

اما بالنسبة الى الجو الإقليمي، فأوضح الصايغ أننا "لسنا في أولوية المجتمع الدولي غير أن لبنان ليس متروكا. حاليا هناك يقظة داخلية اجدها للالتفاف حول انفسنا اولا لمعالجة القضايا الامنية التي تتقدم وبالتالي من الممكن جدا أن نصل الى اتفاق حول شخص الرئيس".

أضاف: "نحن اليوم مقبلون على انتخاب رئيس في ظل اوضاع اقليمية شديدة التعقيد متوترة، لكن اللبنانيين واعين لهذا الواقع والمشاورات تتم مع وجود تشجيع خارجي وتوافق اقليمي دولي متفق على ابقاء لبنان بلدا مستقرا وبرأيي مقياس القوة ليس بالضرورة أن يكون زعامة شعبية".

وتابع: "رئيس الجمهورية لاعب سياسي اساسي على الصعيدين الدستوري والسياسي وهو بما يمثله لا يمكنه أن يكون على الحياد والاهتمام الاعلامي دليل على أن التاريخ اللبناني الحديث يقاس بولاية الرؤساء" .

أما فيما يتعلق بمحاولة بكركي جمع القيادات المارونية، أشار الصايغ الى أن "البطريرك بشارة الراعي جمعهم مرات عدة في البداية للتوصل الى قانون موحد والآن لا إمكانية للاتفاق على مرشح للرئاسة".

كما أكد أن "البطريرك الماروني يتشاور مع القيادات من دون أن يكون لبكركي مرشح لا بالمنصب الرئاسي ولا بغيرها فبكركي سلطة معنوية روحية لها بعد وطني، والجميع يحترم رأيها ودورها ولكن هي لا تزكّي مرشحا على آخر، ولكنها تهتم بهذا الاستحقاق كي يجري في موعده للحؤول دون الفراغ"، معتبرا أنه إن "لم يستطع مجلس النواب أن ينتخب رئيس جمهورية عندها ندخل في الفراغ، ويصبح مجلس النواب هيئة ناخبة" .

وأوضح أن "قوى 14 اذار ممكن أن تتبنى سمير جعجع كمرشح لرئاسة الجمهورية وقد أعلن ترشيحه وهذا من حقه فهو وحزب القوات اللبنانية ركنين أساسين في تجمع 14 آذار والمشاورات ستستمر وسيكون هناك مرشحا لـ14 اذار للانتخابات الرئاسية". وقال: "الآن ستبدأ المرحلة لتسمية المرشح، هذا الاستحقاق يجب أن يمر بسلام وبالصورة الطبيعية وفق أحكام الدستور ومصلحة لبنان. وفي حال تبين أنه لن تكون هناك حظوظ لهذا المرشح أو ذاك فهناك شخصيات أخرى ممكن أن تكون هي الحل".

الى ذلك، أشار الصايغ الى أن "العروبة كلها في ازمة اليوم وهذا الامر يضرنا في لبنان لان العروبة بمفهومها الصحيح تحمينا وانا لا اعتقد ان لسوريا اليوم دورا مقررا في الشأن اللبناني".

وعن الخطة الامنية، قال الصايغ: "هذه الخطة قامت بخطوات من دون فشل".

أما بشأن الادعاء الذي اصدره القاضي صقر صقر بحق عدد من اهالي جبل محسن وتحديدا رفعت عيد، أجاب: "قضاءنا جدي بهذا الموضوع ولو لم يكن هناك دلائل لما تم الادعاء عليه وقضاءنا ليس مسيسا". ورأى أنه "من فوائد تأليف هذه الحكومة أنهم وضعوا خطة أمنية وصار هناك تفاهمات عليها بين كل المسؤولين الامنيين".

في سياق آخر، وفيما يتعلق بموضوع السلسة، أشار الصايغ الى أن "هناك آراء عديدة بشأنها ولكن معظم الآراء تحذر منها لأن هناك مشكلة اقتصادية ستحصل في البلد إذا تم إقرارها لكن هذه من المشاكل التي تعالج ".

وردا على سؤال، أوضح أنه "ما من حوار حالي بين تيار المستقبل وحزب الله، لكن كان هناك تواصل أمني سابق من خلال اللواء أشرف ريفي عندما كان رئيسا لقوى الامن الداخلي مع المسؤول الامني لحزب الله وفيق صف" .

 

الأحدب: ميقاتي موَّل وسلَّح وسوَّق أن طرابلس هي مدينة للإرهاب 

رأى رئيس لقاء 'الاعتدال المدني” النائب السابق مصباح الاحدب ان 'وقف القتال في طرابلس لم يكن بحاجة لاكثر من قرار سياسي صادر عن الحكومة، ولو اخذت في الاعتبار الخطة الانقاذية التي تقدمنا بها بلقاء الاعتدال المدني لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي آنذاك، لتجنبنا دماء مئات القتلى من الابرياء والجرحى فضلا عن اليتامى والمعوقين والدمار الهائل في المنازل والمحلات التجارية”. ولفت الى انه 'بعد ان سقطت الاقنعة وكشف النقاب عن حجم المؤامرة التي كادت ان تطيح بطرابلس تبين ان طرابلس لم ولن تكن يوما كما حاولوا تصويرها بيئة حاضنة للارهاب لا بل كانت الضحية لمؤامرة مخابراتية ممولة من جهات سياسية عدة لتشويه صورة المدينة واظهارها ارهابية وارضا خصبة للامارة كما سبق وحصل في الثمانينات تمهيدا لضربها ومصادرة قرارها كما تبين ان طرابلس هي مدينة التنوع مدينة لكل ابنائها من السنة والعلويين والمسيحيين وما ان توقف القتال حتى عاد الجميع للعيش سوية”. ورأى انه '”أصبح واضحا ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ابن طرابلس الذي كان محصنا بأربعة وزراء من مدينته لم يتخذ قرار وقف القتال في المدينة لا بل على العكس كان يمول ويسلح ويسوق دوليا ان طرابلس باتت بيئة حاضنة للارهاب وارضا خصبة للامارة تنفيذا لسياسة نظام بشار الاسد الذي يريد اظهار السنة في طرابلس ارهابيين. وتبين ايضا ان اجهزة الدولة التي اعطت الاوامر اليوم بإنهاء المظاهر المسلحة كان عدد من ضباطها يرعون وينظمون ويحمون لا بل ويحركون المجموعات المسلحة تنفيذا لسياسة الحكومات السابقة القاضية بضرب مقومات طرابلس الاقتصادية وسيطرة فوضى السلاح غير الشرعي عليها”. واضاف الاحدب: '”ثبت ايضا ان اهل طرابلس هم ابناء الدولة لهم ثقافتهم وتاريخهم الذي يفرض عليهم العيش بسلام مع كل الطوائف التي تشكل وطننا ، وهم مؤمنون بمؤسسات الدولة الشرعية لا سيما الجيش الوطني في حين ان مشكلة الجيش هي مع البعض الاخر الذي يحاول استخدامه لمصلحته على حساب الوطن”. وشدد على ان 'الحل يكون بوضع رؤية شاملة متكاملة لمشاكل طرابلس المزمنة والطارئة واستخراج حلول جدية لتحريك مؤسساتها”.

 

"ازالة حواجز حزب الله في البقاع" تحضيراً للخطة الامنية

استهل الجيش اللبناني، التحضيرات لتنفيذ الخطة الامنية في البقاع الشمالي، بتسلم حواجز "حزب الله" الممتدة من بعلبك الى عرسال، وفق ما أفادت المعلومات الصحافية الاحد. فقد لفتت صحيفة "النهار" الى ان الجيش بدأ السبت الخطوات التمهيدية لتمدد الخطة الامنية من خلال ازالة حواجز " حزب الله " بين بعلبك والهرمل ومنطقة عرسال "طوعاً". ووفق ما نقلته عن معنيين، فإن هذا الامر "يعكس متانة القرار السياسي الذي يغطي الشق الثاني من الخطة التي ستبدأ فصولها تباعا في وقت وشيك". وأشارت الى ان الخطة الامنية في البقاع سوف تلحظ تعزيز القوى العسكرية والحواجز والاجراءات على المعابر والمناطق المتاخمة للحدود اللبنانية - السورية لمزيد من التشدد في الرقابة ومكافحة محاولات التنظيمات الارهابية في تصدير سيارات مفخخة الى لبنان.  وأعرب أوساط معنية بالخطة، عبر "النهار" عن اعتقادها ان الخطة "ستلقى حظوظاً وظروفاً مشابهة تماما لتلك التي رافقت خطة طرابلس".

وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد أكد السبت اثر لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، انه "لم يعد هناك أية حواجز غير رسمية على طريق عرسال"، لافتا الى أن "كل القوى المسلحة غير الرسمية لم تعد موجودة على الطرقات في منطقة بعلبك- الهرمل". يوم الثلاثاء، انتشر الجيش اللبناني في طرابلس، حيث عمل على ازالة الدشم والمتاريس، والقى القبض على عدد من المسلحين، في حين تمكن عدد بعض قادة المحاور من الهرب من المدينة. وجرت مصالحة بين اهالي باب التبانة وجبل محسن، حيث جرى توزيع للحلوى.

 

مسيرة في باب التبانة للمطالبة بالعفو عمن صدرت في حقهم مذكرات توقيف

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس عبد الكريم فياض، عن مسيرة راجلة تجوب أحياء باب التبانة الداخلية، يردد المشاركون فيها هتافات تطالب بإصدار عفو عام عمن صدرت في حقهم مذكرات توقيف بسبب مشاركتهم في جولات العنف التي شهدتها المدينة.

 

مسيرة في جبل محسن دعما لرفعت عيد

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس عبد الكريم فياض عن مسيرة في جبل محسن تجوب أحياء الجبل دعما للأمين العام ل"الحزب العربي الديمقراطي" رفعت عيد.

 

نصرالله: خطر سقوط النظام السوري انتهى

رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن خطر التفجيرات الارهابية في الداخل اللبناني تراجع كثيراً، ونوه بالاجراءات الحدودية من الجانبين اللبناني والسوري. وقال نصرالله في حوار مع صحيفة "السفير"، ينشر الجزء الأول منه غداً، إن "خطر سقوط النظام السوري قد انتهى، كما تجاوزنا خطر التقسيم"، معتبراً أن "الخيار العسكري قد فشل". وأكد أن "معركة سوريا ليس هدفها صنع ديمقراطية أو عدالة أو مكافحة فساد بل تغيير موقع سوريا وموقفها بدليل العروض التي تلقاها الرئيس السوري بشار الأسد أكثر من مرة". وأشار نصرالله إلى أن أغلبية الدول تتبنى اليوم الحل السياسي، وتوقع أن يزداد الموقف الروسي تصلباُ في المرحلة المقبلة، وعبر عن اطمئنانه لمجرى الأحداث في جنوب سوريا وعلى حدودها الشمالية. وقال إن أحداث سوريا جاءت لتحقق أهم خيارات اسرائيل بعد فشل حرب تموز 2006، لجهة ضرب الحلقة الوسطى، غير أن المجريات الميدانية تزيد قلق الاسرائيليين و"صارت عينهم على الجليل"، مشيراً إلى أن القلق الاسرائيلي من ايران يزداد يوماً بعد يوم. وشدد نصرالله على أهمية تماسك جمهور المقاومة وبيئتها الحاضنة، وقال: "نحن لا نواجه مشكلة مع جمهورنا حول مشاركتنا في سوريا، بل على العكس هناك فئة كانت مترددة ولكنها حسمت خيارها معنا"، وأضاف: "أستطيع القول أن بعض جمهور 14 آذار يؤيد تدخلنا في سوريا حماية للبنان من المجموعات التكفيرية الارهابية".إلى ذلك، عرض نصرالله رؤيته الشاملة لـ"الربيع العربي"، كاشفاً أنه سمع قبل سنوات من التطورات العربية نقاشاً حول تقسيم عدد من الدول العربية.

 

داود الصايغ:الانتخابات الرئاسية ستحصل بموعدها ومن حقّ جعجع الطبيعي ان يترشح

رأى مستشار الرئيس سعد الحريري داود الصايغ ان لبنان هو نموذج توازن للعالم وان لا أحد فيه يريد ان ينفصل عن الآخر ، مشيرا إلى ان الكيان أقوى من ان يمس به أي محور عابر. ورأى الصايغ عبر الـ LBCI ان انتخاب الرئيس أمر طبيعي ، وأبدى اعتقاده ان الانتخابات الرئاسية ستحصل بموعدها، لافتا إلى انه من حق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الطبيعي ان يترشح للرئاسة . وقال : إذا اتفقت عليه قوى 14 آذار فلا مشكلة. وشدد الصايغ على ان هناك فرصة داخلية لانتخاب الرئيس مع وجود توافق إقليمي ـ دولي لابقاء لبنان مستقرا ، واعتبر انه ليس بالضرورة ان يكون الرئيس المتوافق عليه ضعيفا .

 

حزب البعث في ذكرى تأسيسه: سنبقى ضمير الأمة العربية

وطنية - اعتبر "حزب البعث العربي الاشتراكي"، في بيان بمناسبة ذكرى تأسيسه السابعة والستين، أن الأمة العربية تمر بأخطر المراحل والتحديات في تاريخها المعاصر، حيث التقت القوى الاستعمارية مع القوى الرجعية والعصابات التكفيرية الارهابية في عدوان مستمر، الهدف منه الإنقضاض على المنجزات القومية والوطنية في أكثر من قطر عربي وبشكل خاص على سوريا العربية، والسعي لتصفية القضية الفلسطينية من خلال الاعتراف بالدولة اليهودية الصافية والهيمنة على مقدرات الوطن العربي وثرواته. ولقد اعتبر التحالف المعادي ان العقبة الأساس أمام تحقيق مشروعه التآمري هو صمود سوريا بشعبها وجيشها وقيادتها والتزامها خط الممانعة والمقاومة. وبعد فشل كل محاولاته لحرفها عن الثوابت المتمسكة بها، شن حربه العدوانية التي حشد لها كل الإمكانات وسخر لها قوى الارهاب والتكفير الذي استجلبهم من كل حدب وصوب، وأمن لها كل وسائل الدعم المالي والاعلامي والسياسي، معتقدا انه بذلك يستطيع تغيير وجه سوريا ودورها التاريخي. ان صمود سوريا في وجه العدوان الكوني وانتصارها على المؤامرة سيعيد تشكيل المنطقة من جديد ويغير واقعها لمصلحة الخيارات القومية والوطنية للأمة العربية". ورأى أن "البعث شكل على الدوام المرتكز والدليل للعمل القومي ولحركة التحرر العربية واضطلع بدور كبير في النضال والتصدي لكل ما رسم من مخططات استهدفت الامة العربية، واستمر في دوره النضالي تنتقل رايته من يد الى يد، من حركة تصحيح قادها حافظ الاسد، الى مسيرة تحديث وتطوير وممانعة وصمود بقيادة بشار الاسد، وجاء كل ذلك استجابة لحاجات الوطن والأمة وتعبيرا عن إرادة البعث في مواجهة الصعاب والتحديات ومن أجل تعزيز واقعنا الوطني والقومي. وها هو البعث اليوم يحمل قضايا الامة من محيطها الى خليجها، ويقف بثبات أمام كل ما يحاك من مؤامرات تستهدف مصالحها وحقوقها العادلة والمشروعة، وسيبقى البعث ضمير الأمة العربية والمعبر عن آمالها وتطلعاتها حتى تنتصر إرادتها في بناء مجتمعها العربي الجديد".

 

آلان عون: عون سيكون رئيسا قويا ووازنا ومن مصلحة المستقبل انتخابه

وطنية - أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون أن "النائب العماد ميشال عون ليس مرشحا كطرف وسيكون رئيسا قويا ووازنا وهو رجل المرحلة لإيجاد حلول سياسية وليس مرشحا صداميا كسمير جعجع".

وقال في حوار ل"اللواء" ينشر غدا: "جعجع مرشح 14 آذار وعون مرشح تكتل التغيير والإصلاح وليس 8 آذار، وهو سيعمل لوصل ما انقطع بين المستقبل و"حزب الله"، والصوت العالي لم يغير من واقع سلاح "حزب الله"، والحل يكون بمجيء رئيس قوي يبني دولة قوية ويغير الواقع المستمر منذ سنوات طويلة". ورأى ان "قيام الدولة بواجباتها بحفظ أمن اللبنانيين ليس سلعة سياسية، ولا أعتقد ان نجاح الخطة الأمنية سيفتح طريق بعبدا أمام قائد الجيش العماد جان قهوجي". وأوضح أن "عون استطاع ان يحدث خرقا في علاقة المسلمين السنة وهذا لم يستطع ان يحدثه جعجع مع المسلمين الشيعة". أضاف: "من مصلحة تيار المستقبل انتخاب عون رئيسا، فهو قادر على تأمين الاستقرار، وإجراء مصالحة وطنية، وإعادة العلاقة بين السنة والشيعة، وكذلك إعادة الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة". وختم: "منذ 1989 لم يكن للمسيحيين الدور المؤثر في الاستحقاق الرئاسي واليوم حجم الفريق المسيحي المتحرر ووزنه في المعادلة بات من الصعب على العوامل الخارجية تخطيه وتجاوزه".

 

التوحيد الاسلامي: 14 و8 آذار لن يسيرا بترشيح جعجع

وطنية - اعتبرت "حركة التوحيد الإسلامي"، في بيان أن "ترشح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية مؤشر للهوة التي وصل إليها لبنان والمنطقة". وأكدت أن "لبنان يختزن الكثير من الطاقات والقامات التي تفخر به ويفخر بها وتوحي بالثقة وتشكل عنصر اطمئنان لكل العوائل الروحية في لبنان وتسير به صوب بر الأمان". ورأت ان "ليس هناك أي فرصة لنجاح جعجع بالوصول إلى الرئاسة، وأن تيار 14 آذار بمسيحييه قبل مسلميه، كما تيار 8 آذار، لن يسيرا بهذا الترشيح".

 

فيصل كرامي: بكركي مرجعية وطنية وننتظر منها موقفا من ترشح جعجع

وطنية - رأى الوزير السابق فيصل كرامي أن ترشح رئيس "حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لرئاسة الجمهورية هو قمة الانحدار الأخلاقي والسياسي"، وقال: "لم يخطر في بالي، في أسوا كوابيس السياسة اللبنانية، ان تصل به الجرأة لأن يترشح لرئاسة الجمهورية". وشدد على "ضرورة ان يكون لبكركي موقف من ذلك، فنحن نعتبر ان بكركي مرجعية وطنية ساهمت في تأسيس لبنان وبناء الكيان اللبناني وننتظر منها ان تعالج الموضوع".

وقال: "لن أدخل في جدلية ودستورية ترشح جعجع، لأن كل هذا هو تبرير لهذا الترشح، وأنا أنتظر رأي القوى، وسيكون لدينا مواقف ونحن لن نسكت عن هذا الامر لكننا لسنا مضطرين لإظهار الخطوات التي سنقوم بها في المستقبل".

 

ترايسي شمعون: الوضع يتطلب مرشحا رئاسيا لا يكون تحديا لأحد

وطنية - علقت رئيسة حزب "الديمقراطيون الأحرار" ترايسي شمعون، على ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، بالقول: "يقع لبنان حاليا على مفترق طرق قد يقرر مصيره كوطن. علينا كلبنانيين أن نبرهن لأنفسنا وللعالم أننا جديرون بهذا الوطن. هذا الأمر يتطلب منا احترام الأستحقاقات الدستورية والالتزام بمواعيدها مع التأكيد على أن المرشح الى موقع رئاسة الجمهورية يجب أن يكون محترما وأهلا لهذا المنصب". أضافت في بيان: "ان الخروج من المأزق الذي يمر به بلدنا يتطلب مرشحا رئاسيا لا يكون تحديا لأحد ويشكل انتخابه قوة دفع للمصالحة والحوار وألا يكون قد بنى سمعته على بث الخوف وعدم الثقة".

وقالت: "اذا كنا نريد استعادة ثقة المواطنين في مؤسساتنا، علينا التشدد في المحافظة على صفات التجرد والنزاهة. إن خيارنا للمرشح الرئاسي سوف يكون مؤشرا أساسيا الى نجاحنا أو فشلنا في إعادة الاعتبار الى هذه القيم. من هنا، لا يمكننا تجاهل الماضي لدى اتخاذ قرار بهذه الأهمية". وختمت: "ان تاريخ عائلتي واستشهاد والدي داني شمعون وزوجته مع اخوي طارق وجوليان يدفعانني الى مناشدة نواب الامة التصرف من وحي ضميرهم وعدم اختيار رئيس تلطخت يداه بدماء الأبرياء".

 

أبو فاعور: للتوجه للاستحقاق الرئاسي بعقلية الوفاق لا الشقاق والباب مفتوح لكل الترشيحات

وطنية - شدد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور على "ضرورة التوجه الى الاستحقاق الرئاسي بعقلية الوفاق لا بعقلية الشقاق، بعقلية التفاهم لا بعقلية التناحر، بعقلية ديمقراطية"، معتبرا أن "الباب مفتوح لكل الترشيحات للمنافسة الحرة الشريفة". كلام أبو فاعور جاء احتفال تكريمي للدفعة الاولى من طلاب الجامعة اللبنانية- كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال- الفرع السادس- راشيا، في مبنى الجامعة، في حضور عميد الكلية الدكتور غسان الشلوق، مديرة الفرع السادس الدكتورة ليلى تنوري، رئيسي اتحادي بلديات جبل الشيخ وقلعة الاستقلال مروان زاكي واحمد ذبيان، وكيلي داخليتي التقدمي في البقاع الجنوبي وحاصبيا رباح القاضي وشفيق علوان، طوني الحداد عن "التيار الوطني الحر"، زياد جمال عن "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، محمد الخشن عن "حركة أمل"، رئيس المنطقة التربوية في النبطية علي فايق، العميد فؤاد أبو غوش وممثلي أحزاب وقوى سياسية وشخصيات وفاعليات. وأمل "أن نبني على الايجابيات التي تحققت في الاسابيع الماضية والسير بها قدما نحو الاستحقاق الرئاسي، الانجاز الاول تحقق في تشكيل الحكومة والاتفاق على البيان الوزاري، والثاني في الخطة الامنية التي بدأت تعطي ثمارها في طرابلس، على أمل ان تنتقل قريبا الى البقاع، هذه الخطة الامنية التي كشفت انه ليس هناك عطب لدى الجيش ولا تقصير لدى الاجهزة الامنية، بل التقصير من القوى السياسية ومن الحكومة التي لم تعط الغطاء السياسي الفعلي للاجهزة العسكرية والامنية في حسم هذا الامر، لان الدولة عندما تتقدم يتراجع المخالف والمعتدي عليها، وعندما تتقهقر يتمادى الخارجون على القانون".

وتساءل "ألم يكن من الاجدى والاجدر ان نخفف على أهل طرابلس وعلى أبناء المؤسسة العسكرية كل هذه الدماء والخسائر والتضحيات"؟ وشدد على "ضرورة البناء على هذه الايجابية التي ظهرت مؤخرا في اقرار سلة التعيينات في مجلس الوزارء والتي اعادت بعض الحيوية الى العروق اليابسة للدولة اللبنانية في مواقع اساسية، في مصرف لبنان والنيابة العامة التمييزية وديوان المحاسبة ومؤسسة قوى الامن الداخلي، على أمل ان نستكمل هذه التعيينات بنفس الروحية الوفاقية، روحية البحث في كيفية إعادة ترميم الهيكل المتداعي للدولة اللبنانية". ودعا الى "الاتجاه مباشرة الى الاستحقاق الرئاسي بعقلية الوفاق لا بعقلية الشقاق، بعقلية التفاهم لا بعقلية التناحر، بعقلية ديمقراطية حيث الباب مفتوح لكل الترشيحات للمنافسة الحرة الشريفة، ولكن ان يكون الاستحقاق الرئاسي محطة اضافية لمزيد من التفاهم بين اللبنانيين وليس لمزيد من الانقسام".

وتوجه الى الخريجين بالقول: "هناك ازمة في سوق العمل لكن شهادة الجامعة اللبنانية تتفوق على كثير من الشهادات وسوف تلمسون هذا الامر في سوق العمل. اليوم تخرج الجامعة الدفعة الاولى وسنسعى الى تطوير هذه الجامعة، وطموحنا مع الجميع ان نطور هذا الفرع بالتعاون مع الاتحادات البلدية والبلديات والمخاتير والفاعليات لاحتضان فعلي للفرع السادس".

وأعرب عن استعداد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "لتقديم كل الدعم من مالي ومعنوي واجتماعي الى الحد الاقصى وصولا الى الماجستير والى فتح فروع جديدة، ولكن هذا الامر يحتاج الى مسؤولية الجميع".

وختم أبو فاعور: "ان هذا الفرع هو من افضل المستويات الموجودة في فروع الجامعة ومن المعالم القليلة التي تشعر هذه المنطقة بأنها على خارطة الدولة اللبنانية، فلنبق راشيا والبقاع الغربي على هذه الخارطة سويا تربويا وانمائيا وفي غير ذلك من المجالات".

الشلوق

واعتبر الشلوق ان "وجود الجامعة اللبنانية في هذا المكان هو جزء من الدور الوطني والتنموي المطلوب، وللمرة الاولى فرع راشيا لم يطلب منة من أحد، وللمرة الاولى وصل عدد المتخرجين دون اية مساعدة الى ما هو مطلوب، واتوقع ان نكون في العام المقبل في موقع افضل بكثير، برعاية ودعم من اصحاب الجهود الخيرة وهم كثر في هذه المنطقة".

ورأى أن "الجامعة اللبنانية تستأهل اكثر من التفاتة، فهي ثاني أكبر مؤسسة في لبنان، 74 الف طالب 6 آلاف استاذ، 3 آلاف موظف و10 آلاف من اصحاب المصالح المباشرة مع الجامعة، هذه الجامعة بحاجة الى كثير من المسائل، وهناك عرقلة ما، الجامعة بحاجة الى مجلس عمداء، الى تفرغ، نحن ملتزمون وبدعم من الوزير ابو فاعور، وبالتعاون مع رؤساء الاتحادات والبلديات، سنبدأ بسنة أولى ماجستير والتزامات أخرى".

تنوري

واستعرضت تنوري استراتيجية الكلية لبناء الانسان والمجتمع، معتبرة ان "رسالتنا هي ريادة الدور الاقتصادي من تخطيط وانماء وتدريب، وهناك مشاريع قيد الدراسة منها مشروع النادي الرياضي، مركز التخطيط والانماء، مركز التدريب لتنظيم وتنفيذ دورات تدريبية، المشروع التعاضدي للعناية بالمجتمع والصحة ومشروع المبدع الاداري للرسم والفنون".

ذبيان

واعتبر ذبيان ان "فروع الجامعة اللبنانية تنتشر في كل المناطق وتؤمن الخدمة التربوية والتعليمية للكثيرين من ابنائنا"، داعيا القائمين على فرع راشيا والوزير ابو فاعور الى "السعي لزيادة اقسام عليه لتأمين استمراريته".

زاكي

وشدد زاكي على "بذل الجهود من اجل انعاش المنطقة، وستكون الجامعة السند المعين لها"، داعيا الطلاب الى "ان يكون سلاحهم العلم والعقل والمعرفة والحوار، فوجهة استعمال البندقية لا تكون الا باتحاه العدو الاسرائيلي". وأثنى على دور الجيش والقوى الامنية.

كلمة الخريجين

كلمة الخريجين ألقتها زينة يوسف التي أثنت على "الجهود التي بذلت لانشاء هذا الفرع الذي يلامس هموم اهالي القرى ويحقق طموحاتنا".

واختتم الاحتفال الذي قدمه هادي عصام الهادي بتوزيع الشهادات وحفل كوكتيل.

 

الراعي: لبنان يحتاج الى رئيس قوي وحذار التلاعب بالاستحقاق الرئاسي فالكلام عن الفراغ إهانة لكرامة الوطن والشعب

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا على مذبح الباحة الخارجية للصرح "كابيلا القيامة"، لمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس الحركة الرسولية المريمية في زوق مصبح، عاونه فيه المطارنة: بولس الصياح، منير خير الله وعاد ابي كرم ولفيف من الكهنة، في حضور وزير العمل سجعان القزي، وفد من رؤساء الكنائس الانجيلية في الولايات المتحدة الاميركية، رئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان، قنصل مولدافيا ايلي نصار، وفد من جمعية كشافة لبنان، الهيئة الادارية للمؤتمر الكشفي الكاثوليكي العالمي ، وفد من لجان الاهل في المدارس الكاثوليكية وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "يا معلم أن أبصر" (مر10: 51)، قال فيها: "في آية شفاء الأعمى في أريحا، يبين لنا الرب يسوع أنه بالحقيقة "نور العالم" (يو8: 12)، ويعلمنا أنه نور البصيرة الداخلية، نور العقل والقلب، وأن هذا الأعمى العينين كان مبصرا حقا بإيمانه. فأدرك أن "يسوع الناصري" هو المسيح المنتظر الحامل رحمة الله للبشر، "والنور العظيم للسائرين في ظلمة الموت"، كما سبق وتنبأ أشعيا(راجع اش9: 1؛ متى4: 16). فلما سأله يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك؟" أجاب بالثقة الكاملة: "يا معلم، أن أبصر". فقال له يسوع: "أبصر! إيمانك خلصك"(مر10: 50-51).

وتابع: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونلتمس نور المسيح، يضيء عقولنا وقلوبنا، ويمنحنا البصيرة الداخلية، لكي نسير في ضوء إيماننا المسيحي المستنير، ولكي نحسن قراءة علامات زمننا، ومعاني أحداث الحياة اليومية، الخاصة والعامة. ونصلي من أجل المسؤولين في بلادنا لكي يستنيروا بنور المسيح، نور شخصه وكلامه وآياته، لكي يحسنوا انتقاء خياراتهم الفضلى في خدمة الوطن وشعبه، وتأمين الخير العام الذي منه خير الجميع".

أضاف: "نحيي جميع الحاضرين معنا، وبخاصة سيادة أخينا المطران منير خيرالله، على رأس جمعية كشافة لبنان التي يرعاها، ونحيي رئيسها السيد جان أبو صوان والهيئة الإدارية للمؤتمر الكشفي الكاثوليكي العالمي الذي يختم اليوم أعماله في بيروت، وقد بدأها منذ يومين. ونرحب برئيسي المؤتمر الآتيين من الولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا، وبالمرشد العالمي الآتي من فرنسا، وبأمناء السر ومرشدي المناطق وأمين الصندوق، وهم من لبنان وأميركا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا".

وتابع: "كما نرحب بالحركة الرسولية المريمية، فرقة "أم المشورة الصالحة"، في رعية سيدة الوردية - زوق مصبح، التي نحتفل معها اليوم، بحضور المجالس المسؤولة والأعضاء والمرشدين في الحركة على الصعيد اللبناني، بافتتاح اليوبيل الذهبي، وهو مرور خمسين سنة على تأسيسها في الرعية. فنحييهم جميعا، ونحيي فرقها الخمس: البالغين والشبيبة والفتيان والأحداث والبراعم وأهلهم، وجوقة الرعية وفرقة خدمة المذبح، الآتين جميعا من زوق مصبح. تعود بي الذاكرة إلى سنوات ما بين 1975 و 1984، التي كنت أخدم فيها هذه الرعية، مع آباء من رهبانيتنا المارونية المريمية، وأرشد الحركة الرسولية المريمية في لقاء أسبوعي، وأتعاون معها في مختلف النشاطات الروحية والراعوية واللقاءات الإنجيلية، والرياضات الروحية، وقد أعطت الكنيسة دعوات رهبانية رجالية ونسائية. وكانت الحركة في بداياتها.

إننا نشكر الله معكم على الثمار الروحية والكنسية والاجتماعية التي أغدقها عليكم وعلى رعية زوق مصبح العزيزة وعلى المجتمع والكنيسة، على مدى هذه الخمسين سنة. وها أنتم تجددون الوعد بالاغتناء من روحانية الحركة، وبسماع كلام الرب في الإنجيل، وتثقيف الذات بتعليم الكنسية، والالتزام بدينامية في الرسالة المسيحية على صعيد الحياة العائلية والاجتماعية والوطنية، تحت نظر أمنا مريم العذراء وعلى مثالها في قول "نعم" لتصميم الله الخلاصي، والمشاركة في تحقيقه. وتنطلقون من جديد نحو آفاق جديدة، على هدي الروح القدس، وبالتعاون الكامل مع رعاة الكنيسة وتوجيهاتهم، التي تصل إليكم عبر الأسقف المحلي وكهنة الرعية".

وقال: "يا معلم أن أبصر"(مر10: 51). ما أحوجنا اليوم، أفرادا وجماعات، إلى أن نوجه هذه الصرخة إلى المسيح الرب: "أن أبصر، أن نبصر". إلتمس الأعمى البصر لعينيه المنطفئتين، أما عقله وقلبه فكانا مبصرين، إذ عرف حقيقة يسوع الناصري. الجمع الغفير الذي كان يرى يسوع ويرافقه، لم ير فيه سوى إنسان مذهل، إسمه "يسوع الناصري"، كما سمع الأعمى من المرافقين. أما هو، وبفضل عقله المستنير وقلبه المؤمن، فراح يصرخ وينادي يسوع، لا باسمه الاجتماعي، بل باسمه الروحي، الكتابي، المشتق من رسالته: "يا ابن داود ارحمني"(مر 10: 47و48). لقد أبصر أنه المسيح المنتظر، الملك الجديد من سلالة داود، الحامل رحمة الله إلى مساكين هذا العالم.

ألم يعلن يسوع هويته ورسالته الخلاصية، يوم دخل مجمع الناصرة، وقرأ ما كتب عنه أشعيا قبل سبعماية سنة: "روح الرب علي: مسحني وأرسلني لأبشر المساكين، وأنادي للمأسورين بتخليتهم، وللعميان بالبصر، وللمرهقين بتحريرهم، وأنادي بزمن مقبول لدى الله"(لو4: 16-21)؟ هوية يسوع الناصري هذه ورسالته، أدركهما الأعمى ببصيرة قلبه المؤمن. فكان حقا المبصر الحقيقي بين الجمع.

سقط نداء الأعمى الإيماني في صميم قلب يسوع، فأمر بدعوته إليه، ليبين للجمع أن هذا الأعمى هو المبصر الحقيقي، وسأله يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك؟". لا شك في أن الشعب كان يتوقع من الأعمى أن يطلب صدقة اعتاد استعطاءها من الناس، وهو جالس على قارعة الطريق. أما هو فطلب من يسوع ما كان يؤمن به: "يا معلم، أن أبصر". فقال له يسوع: "أبصر. إيمانك خلصك". فأبصر للحال ومشى معه في الطريق(مر10: 51-52). وهكذا اكتمل الأعمى في كل إنسانيته: بعينين خارجيتين تنظران جمال خلق الله، وببصيرة القلب المستنير بالإيمان ترى ما وراء المحسوس والمنظور في عالمنا وفي حياتنا اليومية وأحداثها، وتقرأ علامات زمننا المتلاحقة والمتجددة. بفضل شفاء الأعمى انكشفت هوية يسوع ورسالته. هويته أنه النور، ورسالته أنه ينير كل إنسان يأتي إلى العالم(يو1: 4)".

وتابع: "نعيش في زمن، لا يرى فيه معظم الناس سوى مصالحهم وسطحيات الأمور، ولا يدركون إلا ما يرونه هم وبحسب فهمهم وإدراكهم. ذلك أنهم فريسة تيارات ثلاثة تجتاح المجتمعات البشرية، وهي النسبية والاستهلاكية والنفعية.

فالنسبية تضع جانبا الحقيقة الموضوعية المطلقة، فلا يصدق الانسان الفرد أو يعتقد إلا ما يراه من منظاره الضيق المرتبط بمصلحته واختباراته ومنحى حياته، ويعتمد بالتالي على حريته الشخصية، كقيمة مطلقة، ويتصرف كيفما يشاء من دون أي مرجعية روحية وأخلاقية. تيار النسبية يمنع الحرية من أن تكون في خدمة الحقيقة.

والاستهلاكية تضع الانسان في حالة من العبادة لما يملك، والسعي المفرط إلى جمع المال، وتلبية نداءات الشهوة. الاستهلاكية تنتزع من داخل الانسان أسسه الأخلاقية والمناقبية، وتفرغ نفسه من القيم الروحية، وتخلف عنده ذهنية مادية كلمتها واحدة: "ماذا تعطيني".

والنفعية تخلق عند الانسان عينا جائعة، تبحث فقط عن المنفعة الشخصية. تحت وطأتها يصم الإنسان أذنيه، لئلا يسمع نداء المحتاج والمسكين، فيحجب نظره عن بؤس الآخرين لئلا يضطر إلى مد يد المساعدة إليهم.

لعلنا نحن منهم! يا رب، أعطنا إيمان الأعمى وبصيرته، لكي ندرك هذا العمى فينا، ولكي يدركه كل إنسان، ولا سيما المسؤول في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة".

أضاف: "إننا نصلي من أجل المسؤولين في المجلس النيابي، الذي يعقد جلساته التشريعية في هذه الأيام لكي يروا الأمور على أساس الحقيقة المطلقة المتعلقة بالدولة والإنسان والوطن، وبحاجات المؤسسات العامة وحاجات المواطنين، وبإمكانيات الدولة وموجباتها تجاه الشعب، مع حفظ التوازن في ما بينها، حماية للجميع. هذه الرؤية متوجبة أيضا على الشعب اللبناني والنقابات".

وقال:"إنطلاقا من هذه المبادىء، نرجو من نواب الأمة وضع التشريع المناسب للأمور العالقة، ونذكر منها سلسلة الرتب والرواتب بحيث تضمن الدولة مصادر تمويلها من دون أن ترهق الخزينة والمواطنين بمزيد من الضرائب وسط أزمة إقتصادية ومعيشية خانقة، وتعطي أصحاب الحقوق حقوقهم العادلة، والزيادة المحقة لأجور المعلمين، مع المحافظة على المدرسة الخاصة والكاثوليكية، فلا ترهق الأهل، ولا تظلم المعلمين، ولا ترغم المدرسة على إقفال أبوابها، وحرمان المعلمين من فرص العمل، وتشريدهم. بل من واجب الدولة أن تحافظ على هذه المدرسة، وتعمل على شد أواصر الوحدة والتعاون بين الأهل والمعلمين والإدارة، لخير أجيالنا الطالعة. وإننا نكرر رفض الظلم المتعمد بحق أهالي الطلاب والمدرسة معا في إقرار أي مفعول رجعي لزيادة الأجور. كما نذكر إقرار ما يتعلق بالتعديلات على القانون 210 بحيث يساوي بين المؤسسات الإسلامية والمسيحية لناحية الضرائب والرسوم المفروضة عليها، علما أنها مؤسسات لا تتوخى الربح لكونها تعمل في خدمة التربية والصحة والحاجات الاجتماعية والروحية والإنسانية، وتخفف عن الدولة عبئا كبيرا من مسؤولياتها الأساسية".

وتابع: "أما والبلاد تستعد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في غضون المهلة الدستورية الجارية، وقد انقضى منها حوالي خمسة عشر يوما، فإننا نصلي لكي ينظر المسؤولون السياسيون إلى هذا الاستحقاق الأساسي في حياة الوطن، بروح التجرد من المصالح الشخصية والفئوية، وبروح المسؤولية في إيجاد الرئيس المناسب للظرف الراهن المتنوع الحاجات: السياسية والاقتصادية والأمنية، وهو ظرف يقتضي بناء الوحدة الداخلية، ونسج علاقات التعاون مع العالم العربي والأسرة الدولية، وإعادة لبنان إلى تحمل مسؤولياته ودوره في صنع الاستقرار والسلام في المنطقة، وتعزيز العيش معا بالمساواة والممارسة الديموقراطية الحقة".

وختم: "إننا، باسم الجميع، نناشد دولة رئيس مجلس النواب أن يدعو المجلس، فور انتهاء جلساته التشريعية، إلى عقد جلسات إنتخابية، لكي يتبلور، عبر الاقتراع والتشاور، شخص الرئيس العتيد. ولبنان يحتاج اليوم إلى رئيس قوي أولا بأخلاقيته ومثالية حياته وأدائه عبر تاريخه، ثم بقدرته على تقوية الدولة بكيانها ومؤسساتها ووحدتها وسيادتها، وبالدفاع عنها وعن الدستور والميثاق الوطني والثوابت، رئيس قوي، قوته في وضع حد للفساد في الإدارة، ولسلب المال العام وإرهاق خزينة الدولة بسرقتها وحرمان المواطنين حقوقهم، رئيس قوي في المكون الآتي منه. إن "المذكرة الوطنية" التي أصدرناها ترسم تماما شخصية الرئيس القوي الذي يحتاج إليه لبنان اليوم. فحذار التلاعب بهذا الاستحقاق الرئاسي الذي هو أساس كل مؤسسات الدولة! فالكلام عن الفراغ أو السعي إليه لأغراض خفية، إنما هو إهانة لكرامة الوطن والشعب، ودليل عجز لدى نواب المجلس والمسؤولين. إن تأمين النصاب وانتخاب الرئيس إلتزام وطني وأخلاقي مشرف.

هذه صلاتنا نرفعها إلى الله، على يد أمنا مريم العذراء سيدة لبنان وسلطانة السلام، التي كرسنا لقلبها الطاهر لبنان وبلدان الشرق الأوسط، مسبحين وممجدين الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، الآن وإلى الأبد، آمين.

مغامس

وألقى في ختام القداس رئيس الحركة المريمية الرسولية جوزف مغامس كلمة، شكر فيها للبطريرك رعايته هذا اليوبيل، حيث "كانت له اليد الكبرى في إنجاح هذه الجماعة، ولصلواته الفضل في استمراريتها".

استقبالات

بعد القداس، استقبل البطريرك الراعي المشاركين في الذبيحة الالهية، كما التقى وفدا من تجمع لجان الاهل في المدارس الكاثوليكية سلمه بيانا: "بناء على تكثيف العمل على اقرار سلسلة الرتب والرواتب كما اقرتها لجنة المال النيابية ودون البحث في دعم التعليم الخاص من خلال تأمين موارد تمويل مستحقات الاساتذة التي ستترتب على كاهل الاهل في حال اقرار السلسلة بالشكل المطروح ، وبناء على عودة استعمال تلاميذ المدارس وقودا في معركة موظفي القطاع العام مع الدولة، عقد ممثلو لجان الاهل في المدارس الكاثوليكية اجتماعا استثنائيا.

وصدر عن المجتمعين بيان أكدوا فيه "أن الاجحاف والظلم الذين يشعر بهما الاساتذة هما نفس الاجحاف والظلم المادي الذين يطالا اهالي التلامذة في دولة لا تقوم بأدنى واجباتها تجاه اولادها"، شاجبين "اللامسؤولية التي يتعاطى بها السادة الوزراء والنواب ، وذلك بمحاولة رمي كرة النار بين أيدي الاهل والتخلص من مسؤولية تأمين الموارد اللازمة لدعم القطاع التربوي، خصوصا لجهة دعم استمرار، لا إقفال المدارس الخاصة".

كما شجبوا "عدم التزام الاساتذة الوعد الذي قطعه باسمهم السيد نعمة محفوظ منذ بدء السنة الدراسية نتيجة اتفاق قضى بالتوقف عن التظاهر وتعطيل الدروس واعادة النظر بجداول السلسلة مقابل الحصول على غلاء المعيشة كسلفة بانتظار صدور قانون بذلك عن مجلس النواب".

ورأوا أن "أي زيادة قد تطرأ على الاقساط المدرسية في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، ستكون بمثابة الرصاصة الاخيرة في معركة إقفال العديد من المدارس الخاصة".

لذلك، يدعو المجتمعون وزير التربية والسادة النواب "لايقاف اقرار القسم المتعلق بالمعلمين في سلسلة الرتب والرواتب لحين تأمين التمويل اللازم لدفع المستحقات التي ستترتب لاساتذة التعليم الخاص كما الاساتذة التعليم الرسمي، وذلك لمنع اي زيادة على الاقساط المدرسية"، مؤكدين ان "أي محاولة جديدة من قبل الاساتذة للنكس بالاتفاق الذي عقده باسمهم السيد محفوظ سيرافقه تخل من قبل الاهل عن الاتفاق وبالتالي التوقف عن دفع غلاء المعيشة، وان استمرار الاضرابات قد يؤدي الى التوقف من دفع الاقساط. مؤكدين "أن أي محاولة لاقرار أي قانون يؤدي الى اقفال المدارس الخاصة، سيؤدي الى إقفال المدارس والمؤسسات التربوية الرسمية كافة وأبواب مجلس النواب".

وأملوا أن تجد مناشداتهم وتحذيراتهم "آذان صاغية وأذهان واعية وإلا".

هذا، ويبقي المجتمعون اجتماعاتهم مفتوحة لاتخاذ الخطوات اللازمة التي سيعلن عنها تباعا.

وفد رؤساء الكنيسة الانجيلية

كما التقى وفدا من رؤساء الكنائس الانجيلية في ولايتي تينيسي وكارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الاميركية، وجه له دعوة لزيارة الولايتين ، ورافق الوفد القس شوقي بولس ورئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان.

 

سيناريوهات إسقاط "المرشحين الأربعة: "حزب الله يخشى وصول عون بصفقة "سرية " مع المستقبل!

وليد شقير

الحريري-عون

فتح ترشيح حزب «القوات اللبنانية» رئيسه سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، البحث بالآلية التي ستعتمد لانتخاب الرئيس الجديد، وإمكان حصولها قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 أيار (مايو) المقبل أو بعدها، في حال تعذر التوافق على انتخاب الرئيس الجديد، وبالتالي إذا حصل الفراغ الذي سيطلق ضغوطاً على الطبقة السياسية اللبنانية، سواء من الداخل أم من الدول المعنية «باستمرارية المؤسسات» من أجل تأمين نصاب الثلثين وانتخاب رئيس من غير أسماء الأقطاب الذين يستحيل التوافق على أي منهم.

فالآلية السياسية للانتخاب مرتبطة بالتوافق السياسي ومدى حظوظه وسط سيناريوات عدة مطروحة في ظل عجز أي من الفريقين الرئيسيين في لبنان، 14 و8 آذار، عن تأمين نصاب الثلثين، وعدم حصول أي منهما حتى على أكثرية النصف زائد واحداً، من دون التحالف مع الوسطيين، أي كتلة «جبهة النضال الوطني» النيابية برئاسة وليد جنبلاط (8 نواب) ونواب طرابلس الثلاثة الرئيس نجيب ميقاتي والنائبين أحمد كرامي ومحمد الصفدي.

فالسيناريوات المطروحة بالنسبة إلى آلية اختيار الرئيس اللبناني المقبل، تبدأ بأن يدعو رئيس البرلمان نبيه بري إلى جلسة انتخاب يغيب عنها نواب أحد الفريقين الرئيسيين 8 أو 14 آذار فلا يتأمن نصاب الثلثين، مرة أو اثنتين، ليكتشف الجميع صعوبة مرور أي من المرشحين الأربعة الأقطاب، جعجع ورئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق أمين الجميل، وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، وأن لا حظوظ لأي منهم، وبالتالي هناك ضرورة للاتفاق على مرشح توافقي من غير الأقطاب.

أما السيناريو الثاني، فهو أن يتأمن نصاب الثلثين نتيجة دعوة بري، والضغوط المسيحية والفاتيكانية والخارجية من أجل نزول النواب إلى الجلسة، ليفشل جعجع ومن يترشح من الأقطاب الثلاثة الآخرين في الحصول على الثلثين في الدورة الأولى وحتى على أكثرية النصف زائد واحداً في الدورة الثانية، ليكتشف الأقطاب أيضاً أن لا حظ لأي منهم، فتنفض الجلسة في انتظار الاتفاق على مرشح توافقي من الصف الثاني. أما الثالث، فهو السيناريو الذي يفترض انسحاب بعض الكتل بعد الدورة الأولى بحيث يسقط نصاب الثلثين فلا تحصل الدورة الثانية بأكثرية النصف زائد واحداً.

ويقول غير مصدر سياسي إن هناك حاجة للسيناريو الثاني، من أجل أن يقتنع الأقطاب الأربعة أن لا حظ لأي منهم، من أجل التفتيش عن الشخصية الوسطية والإقلاع عن وضع شرط «الرئيس القوي»، بعدما يلمس الأقوياء لمْسَ اليد استحالة وصول أي منهم، فيبدأ عندها البحث الجدي باسم الرئيس العتيد.

الحزب يرفض المغامرة

ويرجح عارفون السيناريو الأول، ألاّ تنعقد الجلسة أصلاً بعد دعوة بري إليها، نظراً إلى أن الأطراف الفاعلة، لا سيما «حزب الله»، ليست في وارد المغامرة بالنزول إلى البرلمان في ظل عدم الوضوح وفي ظل ما يشاع عن توافق بين تيار «المستقبل» ورئيسه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وبين عون على دعم ترشح الأخير للرئاسة الأولى في إطار صفقة برعاية أميركية - سعودية. وعلى رغم نفي «المستقبل» ذلك مراراً، ونفي مصادر أميركية وغربية وجود مثل هذه الصفقة، فإن هؤلاء العارفين يؤكدون أن الحزب، مع إدراكه ذلك، فإنه يفضل وحلفاؤه ألاّ يخاطر بحصول عملية اقتراع في الدورة الثانية قد تؤدي الى نجاح عون، نتيجة انحياز «المستقبل» إليه، أو انحياز جنبلاط إلى غيره ممن تكون المعادلة الدولية - الإقليمية نجحت في تأمين التوافق عليه. ولذلك، فإن الحزب يجنح نحو استبعاد أكثرية الثلثين إذا لم يكن هناك اتفاق بينه وبين سائر الفرقاء، ما يعني ترجيح السيناريو الأول، أي عدم انعقاد الجلسة النيابية، في انتظار التفاهم معه، مع ما يعنيه تأخر حصول هذا الاتفاق من الوقوع في الفراغ، لا سيما إذا كان إتمام الانتخاب الرئاسي في لبنان سيكون مرهوناً بالوضع الإقليمي، وتحديداً بمرحلة الانتخابات الرئاسية في سورية التي ينوي النظام السوري الدعوة إليها لينجح فيها بشار الأسد صورياً، ثم يبدأ بعدها التفتيش عن اسم الرئيس اللبناني العتيد من ضمن مسار للتعاطي مع الساحة اللبنانية باعتبارها امتداداً لما يجري في سورية، في نظر حلفاء النظام في سورية، خصوصاً إيران.

تكريس معادلة

وفي اعتقاد أوساط قريبة من «القوات اللبنانية» أن جعجع بترشحه لا يستبعد أياً من السيناريوات الثلاثة، ومنها السيناريو الأول، أي عدم تأمين 8 آذار نصاب الثلثين وبالتالي عدم انعقاد الجلسة. وهي تعتبر أنه «رابح من أي من السيناريوات الثلاثة بترشحه، لأن تعطيل نصاب الثلثين سيكون صفعة لخصومه المسيحيين، سواء ترشح عون أو فرنجية وإذا لم يترشح أي منهما أيضاً. في الحالة الأولى يكون ظهر أمام الرأي العام المسيحي على أنه المستهدف على رغم أنه انسجم مع دعوة البطريركية المارونية إلى عقد جلسة الانتخاب في أسرع وقت ومع دعوتها إلى ترشح الأقوياء. وفي الحالة الثانية، أي عقد الجلسة من دون أن ينجح هو أو عون، يكون رابحاً، وهذا ليس في مصلحة الأخير. ومع أن جعجع (ومعه قادة القوات) يقول إن ترشحه ليس لقطع الطريق على ترشح عون، فإن أوساطاً في 14 آذار وفي 8 آذار ترى أن السيناريوات المطروحة تؤدي عملياً إلى تكريس المعادلة القائلة إن ترشح جعجع هدفه إلغاء ترشح عون أو «القوطبة» عليه.

إلا أن مصادر «القوات» ترى أنه على رغم أن السيناريوات الثلاثة تنتج منها استحالة وصول جعجع، فإن مكسبه منها أنه يكون فرض نفسه الأقوى في 14 آذار، وأن حصول الفراغ الرئاسي يسمح له بدءاً من 26 أيار بأن يكون ناخباً قوياً يصعب تجاوزه في اختيار الرئيس العتيد من غير الأقطاب، لا سيما إذا كانت العواصم الدولية والإقليمية ستدخل على خط اختياره. وهذا سيحتمه ترشح جعجع.

إلا أن هذه الحسابات لمفاعيل ترشح رئيس «القوات»، تفترض أن قوى 14 آذار ستجتمع على تأييده حصاناً لها في التمرين الذي يمكن أن يحصل على السيناريوات الثلاثة المذكورة وستتفق على دعمه، وهو أمر ينتظر اجتماع قادتها وتشاورهم مع الرئيس الحريري، فضلاً عن تشاورهم مع الوسطيين الذين يرجحون أكثرية النصف زائداً واحداً. وفي هذا المجال تعتبر مصادر مطلعة على خطوة جعجع أن من بين استهدافاتها، إضافة إلى المذكور أعلاه، رفع التحدي في وجه حلفائه بقدر خصومه، لأن رئيس «القوات» يعتبر أن ما أقدم عليه اختبار لمدى انسجام حلفائه في 14 آذار معه، والذي يتوقف عليه مدى استمرار التحالف في المرحلة المقبلة، بعد التباينات التي نجمت عن انفتاح الحريري على عون من دون التنسيق معه، وفي شأن إقبال «المستقبل» على الاشتراك في الحكومة الحالية التي رفضت «القوات» أن تكون في عدادها، بل إن بعض الأوساط يقول إن جعجع يعتبر أنه إذا لم تدعم 14 آذار ترشحه، من زاوية دعمها المشروع الذي يحمله في مواجهة السلوك السياسي لـ «حزب الله» بالاستقلال عن الدولة، فإنه يرجح تفكك التحالف بينه وبين حلفائه.

الخطة (أ) والخطة (ب)

وإذ تقر أوساط في «القوات» بأن ترشح جعجع يخلط الأوراق داخل 14 آذار، فإن أوساطاً مراقبة تعتبره أيضاً اختباراً منه لمدى عمق أو متانة تفاهم الحريري مع عون أو لقطع الطريق على تمتينه إذا كان ما زال محدوداً بالمضمون حتى الآن.

وتدعو أوساط «القوات» إلى التعاطي مع السيناريوات الثلاثة التي تقود إلى استحالة انتخاب جعجع (وغيره من الأقطاب استطراداً) على أساس أن الخطة (أ) تقتضي تأييده من حلفائه فتستعيد تماسكها عن طريق خوض الدورة الأولى للاقتراع حتى لو لم تحصل مجتمعة، تمهيداً للخطة (ب) المتعلقة بالتفتيش عن الرئيس التسوية، فتذهب مجتمعة إلى هذا الخيار أيضاً وتستعيد تماسكها، وإلا خسرت وحدتها في الخطتين معاً.

بل إن البعض يذهب إلى حد القول إنه إذا كان من تفاهم مع 8 آذار أو مع عون على الرئيس الجديد، حتى لو كان عون نفسه، فإن ترشح جعجع يساعد 14 آذار على أن تحدد ما هو التوجه الذي سيسلكه في عهده والذي تريده منه للمساهمة في إيصاله إلى سدة الرئاسة.

 

دكاكين الفيصل والأمين

 أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

حمل الوزير السابق فيصل كرامي على سمير جعجع، رداً على ترشيحه لرئاسة الجمهورية . وعليه نقول: ليت فيصل كرامي يسأل ميشال عون كيف اغتيل عمُّه بطوافة عسكرية زُرعت فيها العبوة بعناية وانطلقت من قاعدة جوية عسكرية يوم كان عون قائداً للجيش. ليت فيصل يسأله لماذا لم يستقل على الأقل بعد تلك الفضيحة ، أم أنه كان يعلم وصمت؟! ليت الفيصل يتذكّر أن اغتيال رشيد كرامي جاء حينها في سياق مسلسل اغتيال الرموز السنّية الوطنية المستاءة من قمع الوصاية، على غرار النائب ناظم القادري والمستشار الرئاسي محمد شقير والشيخ صبحي الصالح والصحافي سليم اللوزي والشيخ أحمد عساف وصولاً إلى المتي حسن خالد. اغتيل رشيد كرامي بعدما سجلت الاتصالات تقدما بينه وبين الرئيس كميل شمعون تقدما ملحوظاً في التقريب بين اللبنانيين. وأذكر حينها أننا تبلغنا في إذاعة لبنان الحر قراراً من قيادة القوات اللبنانية بالسماح بإيراد تصريحات الرئيس كرامي بالصورة الصوتية عبر أثير الإذاعة تأكيداً على تلك الأجواء. نعم عبد الحميد كرامي كان رجل استقلال. نعم آل كرامي من عائلة طرابلسية عريقة. ولكن لن نسأل عن الفوقيّة التي تعاطى بها بعض رموزها مع أبناء طرابلس،

وكيف كان زوار مرياطة يشربون من النربيش، وكيف مارس الأفندي عمر “التنس” على أرض سُوّيت فوق ضحايا جيش الوصاية خلال قتال ياسر عرفات وحركة التوحيد. أليس أفضل لفيصل كرامي أن يسأل: لماذا فشل والده مرتين في الحصول على ثقة أهل طرابلس في الانتخابات النيابية؟ أليس من الأفضل له أن يخجل، وهو في موقع الحليف للنظام السوري الذي يقتل أبناء طائفته في مدن شقيقة لطرابلس كحمص وحلب وحماه ودمشق ، طرابلس الشام ، وهي اليوم والحمدلله ليست ضمن الدولة السورية ، وإلا لكانت دُمِّرت بالبراميل المتقجرة والكيماوي ، علماً أن أنصار النظام والحزب المقدس في جبل محسن وخارج جبل محسن لم يقصّروا معها.

لو أن أهل طرابلس يُجارون الفيصل في أحقاده الصغيرة، لرفضوا أساساً اختيار تيار المستقبل المتحالف مع القوات اللبنانية لتمثيلهم في الندوة النيابية.

إن سمير جعجع اليوم يمثل تطلعات العديد من أبناء طرابلس الناقمين على النظام السوري وحزب الله، أكثر مما يمثلها فيصل كرامي الذي لم يرفّ له جفن سياسي بعد تفجير المسجدين، ولم نسمع منه أي دعوة ملحة للقبض على المجرمين الحقيقيين والمحرضين. على خط مواز، عندما نتحدث عن الصحافة الصفراء ، ثمة نماذج عدة في العالم يمكن الإشارة إليها بوضوح، أما عندنا ، فثمة صحافة بل صحيفة تستقطب أسماء معروفة وتستكتب العشرات ، وليس فيها أحيانا إعلان واحد ، فكيف لها أن تعتاش وتقتات ، اللهم إلا بالمال الأصفر النظيف. إنها صحيفة الأخبار التي لا شغل لها في الغالب إلا التربص لسمير جعجع والقوات اللبنانية بقيادة المدعو ابراهيم الأمين ، الذي تهرب منه السماجة لشدة ما استهلكها ، ويتقدم بأشواط على المشنخرين في الحزب المقدس بخفة الدم ودماثة الخلق. هذا الإبراهيم غير الخليل، ولو فتّش عن خليل في سوق الأحد، فلن يقع حتى على خليل واحد أعمى، وهذا الأمين المؤتمن على رصيد النجاسة والنخاسة في 8 آذار، وصف سمير جعجع بالوقح ودعاه إلى أن يستحي وينضبّ

الردّ على هذا المستكتَب المرتزق يمكن اختصاره بشعر للشافعي يقول فيه: إذا نطق السّفيه فلا تُجبهُ فخيرٌ مِن إجابته السكوتُ فإن كلّمتَه فرَّجتَ عنه وإن خلّيتَه كَمَداً يموتُ.

 

العلاقة السرية بين عون وإسرائيل

كتب أحمد عدنان في صحيفة “العرب”: ميشال عون يمثل التطرف المسيحي المؤمن بتحالف ‘الأقليات’ لمواجهة ‘الخطر’ السني. على هذا الأساس، قام تحالفه مع حزب الله، وعليه وقف مع الأسد ضد شعبه.

أولى اللمحات الموثقة للعلاقة بين ميشال عون وإسرائيل، أوردها آلان مينارغ في كتابه “أسرار حرب لبنان- الجزء الأول” حين وثق اقتراح الكولونيل ميشال عون على قائد القوات اللبنانية بشير الجميل، توقيع اتفاقية اعتراف متبادل وميثاق للدفاع المشترك بين لبنان وإسرائيل. عاد مينارغ ليروي في الجزء الثاني من كتابه قصة حرب الجبل (وهي من الفصول المروعة في رواية الحرب الأهلية اللبنانية): “اعتاد الكولونيل عون- قائد اللواء الثامن بالجيش اللبناني- أن يتجول في دوريته برفقة ضباط إسرائيليين”!. مطالعة كتاب مينارغ بجزئيه، تؤكد دورا رئيسا لميشال عون في توريط مسيحيي لبنان وحزب الكتائب والقوات اللبنانية في العلاقة مع إسرائيل، إضافة إلى تحذيره الدائم من “أخطار” الابتعاد عنها. تلك العلاقة التي قطعها سمير جعجع (القائد الحالي للقوات) ومرشح 14 آذار الجدي للرئاسة.

يورد الرئيس إلياس الهراوي، في كتابه “عودة الجمهورية”، القصة التالية: “استدعيت أحد ضبّاط العماد عون، وسألته عن دوافع زيارته لإسرائيل مع اثنين من رفاقه، قبل القضاء على التمرد بفترة وجيزة. فأجاب أن العماد عون كلفهم بمقابلة أوري لوبراني، وطرح عدد من الأسئلة عليه. وحين سألته هل سألهم السوريون عن لقائهم بلوبراني، أجاب أنهم كانوا على علم بأدق التفاصيل”.

وثمة تحقيق مهم للصحافي طارق حسون، عنوانه “نمشي وبيننا يندس عونيون”، رصد فيه الاتصالات العونية الإسرائيلية من مختلف المراجع التاريخية:

في السابع من أبريل 1989، اجتمع ميشال عون بمسؤول نمور الأحرار في الشريط الحدودي، وطلب منه الاتصال بالإسرائيليين وإبلاغهم عن دخول السفن الحربية السورية إلى مرفأ طرابلس، داعياً إيّاه إلى تحريك جماعات “الأحرار” في المناطق المحتلة للقيام بعمليات عسكرية ضد السوريين.

في تاريخ 15 نوفمبر 1989 وجّه ميشال عون رسالة باللغة الفرنسية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اسحاق شامير، وهذا بعض ممّا جاء فيها: “إن سوريا تواصل مناوراتها السياسية والعسكرية لإفشال المقاومة اللبنانية، ولاسيمّا التي نمثّلها نحن شعبياً ودستورياً وعسكرياً. إن هذه المقاومة تشكّل السدّ الأخير في وجه عدوان السوريين والقوى الأصولية المتعصّبة على لبنان. فإذا بلغت هذه القوى أهدافها، فإن عنفها سيُوجّه كلّه إلى إسرائيل… إن اتفاق الطائف يوجب على الجيش اللبناني مواجهة إسرائيل، وبالتالي وضع إمكاناته بتصرّف المقاومة وميليشياتها الموالية لسوريا وإيران”.

بتاريخ 26 نوفمبر 1989، أرسل عون إلى الموساد الإسرائيلي التلكس الآتي: “الوضع حرج جداً. نطلب جواباً واضحاً من قبلكم. لقد أعطى الهراوي ضوءاً أخضرَ لعملية سورية. الأميركيون موافقون… نريد معلومات عن الحشود السورية ونيات دمشق في ما يتعلق بعمل عسكري؟ هل هو دائم؟ وفي أي وقت؟ وما هي الجبهات التي سيشملها؟… في 25 نوفمبر 1989، دخلت فرقة سورية الأراضي اللبنانية لتعزيز تحضيرات الهجوم. نطلب موقفاً واضحاً وحازماً”.

ثم يوثق طارق حسون في تحقيقه الاتصال بين عون والبعثيين، بعد انتقاله إلى المنفى في باريس، والتي توجت بعودته عقب ثورة 14 آذار لمواجهة تيار السيادة والاستقلال أملا بنيله لكرسي الرئاسة. هناك احتمال لوصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية في لبنان، وهذا الاحتمال ليس في صف المصالح اللبنانية والعربية، والحديث عن تحوله ضد المشروع الإيراني- البعثي في حال وصل إلى الرئاسة محض وهم.

أبرز المخاطر الناجمة عن تحقق هذا الاحتمال إقليميا: منح حزب الله الغطاء الشرعي لمشاركته في سوريا، وتخفيف الضغط الداخلي عن حزب الله مما يسمح له أكثر بتهديد المصالح العربية والخليجية، لأنه سيتمتع بحرية حركة أكبر، وكذلك توفير مساحة جديدة أمنيا وسياسيا لبشار الأسد.

إذا استحوذت قوى 8 آذار على رئاسة الجمهورية، ومعها رئاسة مجلس النواب وسلاح حزب الله، فستتحول لبنان إلى محمية إيرانية صرفة، ما يحسن وضعها التفاوضي بشأن المشروع النووي بحكم التماس مع إسرائيل، ويعزز حضورها الإقليمي الذي سينعكس بلا شك على المستوى الدّولي، وفي الوقت ذاته، سيرفع حظوظ الحرب الأهلية في لبنان تماهيا مع نوايا بشار الأسد، ويعزل- أيضا- لبنان عن صداقاته العربية والخليجية مما يوقع أفدح الأضرار الاقتصادية والسياسية.

أبرز المخاطر التي ستنجم عن تحقق هذا الاحتمال لبنانيًّا، ستتمثّل في قِياَمِ مشكلة كبيرة سياسية وإنسانية وأمنية ستحدق باللاجئين السوريين في لبنان، بسبب الموقف المعادي لهم من قبل الجنرال وتياره، وهذا سيؤثر سلبا على لبنان وسوريا معا.

سيكون هناك ضغط كبير على الطائفة السنية بحكم معاداة الرئاسة لها، الأمر الذي سيضاعف الاحتقان الطائفي ويدعم المتطرفين الإسلاميين- الذين سيشكل ظهورهم دافعا للمتطرفين في الطوائف الأخرى للبروز.

ميشال عون يمثل التطرف المسيحي المؤمن بتحالف “الأقليات”- حتى لو كانت إسرائيلية- لمواجهة “الخطر” السني. على هذا الأساس، قام تحالفه مع حزب الله، وبناء عليه وقف مع الأسد ضد شعبه، وعلى أساسه سيبني حكمه إذا وصل إلى قصر بعبدا.

مع أن حزب الله يفضل الفراغ، إلا أن الاهتمام الدولي بملف رئاسة لبنان، والضغط الداخلي شعبيا وكنسيا يرجح- ولو بنسبة طفيفة- حدوث انتخابات الرئاسة وعدم حصول الفراغ، وهو ما يتيح للقوى الوطنية اللبنانية والدول الصديقة فرصة دعم المرشح المناسب، والحذر من دعم مرشح بلا قاعدة شعبية مسيحية، لأن النتيجة ستكون تقوية عون سياسيا وانتخابيا.

“ميشال عون مشكلة، لأنه حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية ولا يرى إلا مصالحه الشخصية ومصالح طائفته. هو النهج الماروني العنصري في الشرقية”. هذه الجملة لم يقلها سمير جعجع أو رفيق الحريري، قائلها هو حسن نصرالله، في احتفال ذكرى الحر العاملي، ونشرتها صحيفة “النهار” في 6 نوفمبر 1989.

أحمد عدنان/المصدر: العرب

 

تكريم مقام ولبننة إستحقاق

الياس الزغبي

ما أقدم عليه د. سمير جعجع بإعلانه رسميّاً ترشيح نفسه لرئاسة الجمهوريّة، ولاحقاً برنامجه الرئاسي، يندرج في تراث الاستقلاليّين السياديّين، منذ 32 عاماً، في خطوة الأب الأوّل لـ “14 آذار”، بشير الجميّل، وقبل 7 سنوات في خطوتَيْ إثنين من آبائها الجدد: نسيب لحّود وبطرس حرب. وَحْدَهم المرشّحون السياديّون الواضحون قدّموا ويقدّمون ترشيحهم العلني، الشفّاف، الحاسم، الديمقراطي، المحترِم عقول اللبنانيّين وإرادتهم. بينما يتسلّل الآخرون تحت جنح العتمة إلى المفاتيح المحليّة والخارجيّة، ملتزمين مسار القوى المؤثّرة منذ عهد القناصل إلى عهد الوصايات. وإذا اضطرّ بعض هؤلاء المرشّحين المستورين للخروج إلى العلن عبر الشاشات والصحف المتهافتة والمتسابقة على الاستحقاق، نراهم يقعون في مطبّات سياسيّة خطيرة لا تليق بسياسي عادي فكيف برئيس جمهوريّة مفترض. وهذه 3 نماذج منهم:

-  أوّلهم، من مرشّحيّ الدرجة الثالثة، وصنّف نفسه من فئة “التجديديّين”، قدّم أفكاراً جيّدة في الاقتصاد والمجتمع، ووقع في مطبّ سياسي سيادي خطير، فأعلن أنّه سيحلّ مشكلة تورّط “حزب الله” في سوريّا بـ”سحبه إلى الحدود”! وكرّر “فكرته السياديّة” مراراً، من دون أن يتوقّف سائله (الغافل أو المتغافل) عند هذا الطرح الخطير الذي يجعل من ميليشيا حرساً للحدود إلى جانب الجيش اللبناني، وربّما أمامه وفوقه! ولم يكلّف المرشّح الاسترئاسي “التجديدي” نفسه توضيح فكرته وتفسيرها في الدستور ومبدأ السيادة.

-  ثانيهم، مرشّح مزمن تكاد حرقته على الكرسي تقتله  منذ 27 عاماً، لم يجد ما يقوله في “رؤيته” الإصلاحيّة التغييريّة إلاّ القول بأنّ الشعب يقاوم أفضل من الجيش، ولا بدّ من الاحتفاظ بـ”المقاومة” إلى ما شاء الله، وما يشاء قرار تصفية لبنان!.. ثمّ يزيد أنّه لا “ينبطح ويزحف” للوصول إلى الكرسي “كما يعتقد الناس”. ولكنّ الناس يعتقدون، بل يرون بأمّ العين ويلمسون لمس اليد هذا الزحف “المقدّس”!

-  أمّا ثالثهم، فلم يتورّع عن إعلان نيّته ربط مصير لبنان بمصير نظام الأسد في سوريّا، وكأنّ لبنان لم يكن قبل هذه العائلة الحاكمة، ولن يكون بعدها. إضافةً إلى ضحالة في الفكر السياسي والثقافة والرؤية المطلوبة من رئيس للبلاد، تكاد تلامس الأُميّة.

وخارج هذه النماذج الثلاثة، مرشّحون يمارسون التقيّة والكتمان، ويعتذرون عن عدم تلبيتهم الحديث المفتوح على الشاشات، إمّا لقصور في الرؤية والموقف، وإمّا لإتقانهم فنّ “الديمقراطيّة العليا” في تجاهل حقّ الناس في الرأي والمعرفة.

لو كان في لبنان ديمقراطيّون فعلاً، لأسّسوا لحكم الحزبَيْن مع أحزاب صغيرة على ضفّتيهما، كما يحصل في الدول المتقدّمة. وقد سمحت تطوّرات السنوات التسع الأخيرة بنشوء تكتّلين سياسيّين كبيرين، 8 و14 آذار. فمن المنطقي أن يعمدا إلى ممارسة الديمقراطيّة في الاستحقاق على مستووين: كلّ فريق يحسم داخليّاً مرشّحه عبر آليّة إختيار تعتمد الشورى، وربّما التصويت، ثمّ يحتكمان إلى الاقتراع في مجلس النوّاب للمرشّحَين، مع من يترشّح من خارجهما.

هذه الآليّة ممكنة جدّاً داخل “14 ولا بدّ أن تحصل قريباً، وتسبقها مشاورات حثيثة بلغت ذروتها. ولكنْ، هل تستطيع “8 إنتاج قرارها الداخلي ديمقراطيّاً؟

أثبتت الممارسة أنّ حالة بطريركيّة أتوقراطيّة تحكم “8، على طريقة الحزب “قائد الدولة والمجتمع”، فلم نرَ إجتماعات مفتوحة ومتلاحقة كما في “14. وعلى الأكثر كانت تحصل لقاءات ثلاثيّة أو ثنائيّة متباعدة عند توزيع حصص الحكومات والتعيينات فقط. كما لا نعرف مكتباً أو مكاناً أو هويّة واضحة للأولى.

وآخر “إبداعات” ما يروّج له “قائدها” مناورة مخجلة لمكانة أيّ مرشّح للرئاسة: نرشّح سليمان فرنجيّة كحصان معركة، ونقدّم ميشال عون كمرشّح تسوية!

هي عندهم لعبة 3 أوراق أو ورقتين، طرّة ونقشة، لعبة كشاتبين!.. فأيّ رئيس للبنان سيقدّمون؟!

يكفي “ثورة الأرز” فخراً أنّ لديها رأياً عاماً، ولقاءات عامّة، وأمانة عامّة. وتحتدم فيها النقاشات والآراء والخيارات. تختلف، تتصادم، تتباعد.. وتتلاقى على بناء لبنان.

وهي اليوم تقدّم أداءً ديمقراطيّاً في أسماء مرشّحيها وبرامجهم، وفي تكريم المقام.

شكراً سمير جعجع على لبننة الإستحقاق، واستعادة كرامته.

 

هل يستجيب «حزب الله» لعَرض جعجع؟

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

توجّه رئيس حزب «القوات اللبنانية» في إحدى إطلالاته إلى «حزب الله» قائلاً: «ليَقل الحزب إنه إذا أصبح العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية ينسحب من سوريا ويسلّم سلاحه، فأصوّت للعماد عون».

الحليف الأول» يقسم «المستقبل» مجموعات رئاسيّة متباينة

ترشّح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى رئاسة الجمهوريّة اللبنانية، وينتظر أن تدعمه قوى «14 آذار» عموماً وتيار «المستقبل» خصوصاً، في وقت لم يُصدر الرئيس سعد الحريري أيّ موقف عَلني مرحّب.

نوّاب الشمال يؤيّدون ترشيح جعجع

تحسم الأوساط القواتية دعم الحريري لجعجع في معركته الرئاسيّة، وتعتبر أنّ «تأخّره عن إعلان هذا الدعم، هو مسألة وقت ليس إلّا، لأنَّ كلَّ فريق في «14 آذار» يتَّبع آلية لاتخاذ قرار مختلفة عن الآخر، فلو أعلن الحريري ترشّحه لرئاسة الحكومة لكان جعجع أوّل الداعمين، وهكذا سيفعل الحريري مع جعجع في الرئاسة».

وفي وقت أعلن صقور «المستقبل» أنّهم سينتخبون جعجع، «حليفهم الأول»، تعاملت القيادة المستقبلية بتباطؤ مع هذه الخطوة، عازية هذا الأمر إلى «حاجة هذه المسألة لمزيد من الدرس وليس لعدم وجود رغبة في إيصال جعجع الى الرئاسة». وعلى هذا الأساس، ينقسم «المستقبل» الى ثلاث مجموعات، لكلّ واحدة رأيها في الاستحقاق الرئاسي:

- المجموعة الأولى هي مجموعة الضغط والتأثير، وتتكوّن في غالبيتها من نوّاب الشمال، وبعض النواب والوزراء الصقور في بيروت والبقاع، وهذه المجموعة تؤيّد ترشيح جعجع علناً وتسعى لإيصاله الى الرئاسة لأسباب عدّة أبرزها: التقارب الجغرافي والتفاعل بين مناصري «المستقبل» في خزّانه الأساسي في طرابلس وعكار والضنية مع المجموعات القواتيّة في أقضية الشمال المسيحي، أي بشري والكورة وزغرتا والبترون.

إضافة الى ذلك، يتمسّك نوّاب الشمال بجعجع لأنّه ينتمي الى خطّهم السياسي، ويدعم الثورة السورية التي تُدغدغ مشاعر الشارع السنّي الشمالي، ولأنّ موقفه ثابت من «حزب الله». وفي هذا السياق، أعلن النائب أحمد فتفت أنه سينتخب جعجع رئيساً.

- المجموعة الثانية، هي مجموعة الرأي داخل «المستقبل» وتتألف في غالبيتها من نوّاب بيروت الذين يؤيدون ما يقرّره الحريري، لا يمانعون في دعم جعجع، لكنهم يعتبرون أنّ هناك مرشحين آخرين من فريق «14 آذار»، ولا يمكن حصر معركة هذه القوى بمرشّح واحد.

- أمّا المجموعة الثالثة، أيّ مجموعة القرار، فتملك الكلمة الفصل في تحديد الاتجاه الذي سيسلكه تيار «المستقبل» في المعركة الرئاسيّة، وتتألّف هذه المجموعة من مستشاري الحريري و»اللوبي» الذي له علاقات مع عواصم القرار. ولهذه المجموعة رأي في ترشيح جعجع، وستدعمه اذا رأت أنّ فرَص نجاحه ممكنة.

تتفاعل هذه المجموعة مع السياسة الإقليمية والدولية، وخصوصاً سياسة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، وترى أنّ حسابات المعركة الرئاسية مغايرة للواقع اللبناني.

فجعجع ترشّح من أجل خَوض استحقاق داخلي بأبعادٍ اقليمية وهو يستطيع رفع السقف كما يريد بلا ضوابط، لكن لتيار «المستقبل» ارتباطات اقليمية ودولية، والرياح الدولية تجري بعكس ما يشتهي «هواء» «المستقبل» و»القوات» التصادمي. فالمرحلة الحالية هي مرحلة تسويات اقليمية ودولية: واشنطن انفتحت على طهران بعد قطيعة طويلة.

الثورة السورية لم تستطع إسقاط النظام السوري، من هنا تعتبر هذه المجموعة أنّ دعم جعجع واجب لكن بعد درس ظروف المعركة كافة، ولا تمانع من إيصال مرشّح من «14 آذار» غير جعجع، إذا جرت الرياح الخارجية في هذا الاتجاه. لذلك، تأخّر موقف «المستقبل» الحاسم في تبنّي ترشيح جعجع. وتتكثّف المشاورات بين المجموعات الثلاث للبحث عن أفضل السبل لاجتياز هذا الإستحقاق، مع ارتفاع منسوب الإحراج لديهم. فمِن جهة لا يستطيعون إلّا دعم رئيس حزب «القوات»، ومن جهة أخرى، هم محرجون تجاه المرشحين المنتمين الى خطّ «14 آذار»، أي الرئيس أمين الجميّل الذي لم يعلن ترشيحه بعد، والوزير بطرس حرب، والنائب روبير غانم.

وبترشيحه، خلقَ جعجع مشكلة لتيار «المستقبل»، فانقسمت الآراء داخله وتضاربت لجهة طريقة التعامل مع المرحلة المقبلة، وارتفعت حدّة النقاش على أن يتبلور الموقف في الأيام المقبلة، في ظلّ عدم اجتماع كتلة «المستقبل» وغياب الرئيس فؤاد السنيورة، ما يتطلّب ظهور الحريري لحسم النقاش والمرشّح سوياً.

 

الاستحقاق الرئاسي مؤجل وأمام الحكومة مهمات أمنية دفعة تعيينات وخزينة جوفاء تموّل السلسلة بضرائب جديدة

سابين عويس/النهار

تطرح الوتيرة المتسارعة لتفعيل العمل الحكومي والتشريعي علامات استفهام كبيرة حول "النخوة" التي دبت فجأة في عروق الحكومة والمجلس النيابي لينجزا في فترات قياسية لا تتجاوز الأيام ما عجزت عنه هاتان السلطتان على مدى أشهر وأعوام. هل هذا يعود الى السباق الحاصل مع الوقت من جانب الحكومة في الدرجة الاولى الراغبة في تحقيق إنجازات تدرجها في رصيدها السياسي في الوقت القصير المتاح أمامها، بما يجعلها مؤهلة لملء أي فراغ رئاسي محتمل، او هو نفسه السباق من جانب المجلس النيابي الذي يرغب رئيسه في " تنظيف" أدراجه من مشاريع القوانين وإشغال النواب "بإنجازات" تعزز رصيدهم لدى قواعدهم، فيما الغاية الاساسية هي الانشغال عن الاستحقاق الرئاسي والدعوة الى جلسات انتخاب رئيس جديد، في انتظار نضج القرار في هذا الشأن؟

كل الأهداف المشار اليها تصح في تفسير سبب العجلة الحاصلة في التعامل مع الملفات الشائكة المطروحة. لبعضها ما يبررها مثل التعيينات التي ستستكمل دفعة جديدة منها في الجلسة المرتقبة لمجلس الوزراء غداً الثلثاء ومن أبرزها مجلس الخدمة المدنية، فيما تحوم حول بعضها الآخر الشكوك مثل قانون الإيجارات أو سلسلة الرتب والرواتب.

والواقع أن مسار العمل الحكومي والتشريعي لا يؤشر الى ان البلاد مقبلة على استحقاق رئاسي بعد ٤٦ يوماً بالتحديد، على رغم ان لا حديث يفوق اليوم هذا الحديث، الا إذا برزت عصا سحرية وسهلت العبور الآمن لرئيس جديد الى قصر بعبدا على غرار تلك العصا التي فعلت فعلها في لحظة إقليمية ودولية سانحة في الحكومة فأمنت ولادتها ثم سهلت عبورها الى الثقة.

ليس في المعطيات ما يؤشر اليوم لفاعلية السحر في الاستحقاق الرئاسي، أقله في المرحلة الراهنة. وهذا ما يفسر ربما الاندفاعة الحكومية نحو الإنجاز والتي يصفها رئيس الحكومة بالضرورية والملحة بعد فترة الفراغ الماضية وتراكم الملفات وشؤون الناس، ولا سيما ان الوقت المتاح أمام الحكومة للعمل قصير، ويجب الإفادة القصوى منه لإنجاز أكبر قدر ممكن من الأمور المتراكمة. اما الاندفاعة التشريعية فليست لإشغال النواب بممارسة دور افتقدوه اخيراً بفعل تعطيل المجلس، او لإنجاز ملفات متراكمة، بقدر ما هو لإشغالهم عن الانتخاب بالتشريع، في انتظار نضج القرار في شأن الاستحقاق. وربما هذا ما يفسر عدم استجابة رئيس المجلس نبيه بري بعد للمناشدات المتكررة لسيد بكركي لإطلاق الدعوة للمجلس النيابي ليقوم بدوره في انتخاب رئيس.

وفي رأي مراجع سياسية بارزة أن لا أحد مستعجلاً على خوض الاستحقاق الرئاسي بإستثناء المرشحين. وهي إذ تستبعد حصول الانتخاب في موعده، ترى ان هذه الحكومة لم تولد لتعمر شهرين فقط وإنما من أجل القيام بمهمات يأتي الأمن في مقدمها، وقد ظهر ذلك جلياً في تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس، والتي عجزت عنها الحكومة السابقة. وترى هذه المراجع ان امام الحكومة المزيد من المهمات في إطار عملية " تنظيف" ستتناول مناطق وجبهات أخرى، وقد لا يسلم منها "حزب الله" الذي يلاحظ ان رئيس الحكومة لا يوفره في أي خطاب من دون أن يسميه مباشرة.

لكن المفارقة أن المهمات المطلبية والنقابية، باتت في ملعب السلطة التشريعية التي يعود اليها قرار بتها. من دون ان يعفي ذلك الحكومة من مسؤولية مواجهتها او الوقوع ضحيتها اذا ذهب التحرك النقابي، مدفوعاً بخلفية سياسية غير بريئة وغير مبررة حتى، نحو التصعيد.

لكن الواضح ان ثمة قراراً سياسياً واضحاً لإقرار السلسلة ولتغطية اكلافها.

وينتظر ان تستكمل اللجان النيابية المشتركة جلساتها اليوم لمتابعة البحث في البنود الضريبية المتبقية. فمن أصل ١٧ بندا اقترحتها الحكومة السابقة، تم إقرار ثمانية، فيما علق اثنان هما الأهم: زيادة نسبة الضريبة على القيمة المضافة الى ١٥ في المئة على بعض الكماليات مثل السيارات والدخان والسلمون والكافيار، وتقدر الإيرادات المرتقبة منها بـ١٤٠ مليار دولار، ورخص البناء التي علقت بسبب التباين بين وزير المال علي حسن خليل ورئيس لجنة المال والموازنة ابرهيم كنعان على مردودها. ففيما يقدر كنعان بحسب الدراسات لدى اللجنة المردود بـ٤٠٠ مليار ليرة، تقدرها دراسات خليل بـ٧٦ ملياراً. وينتظر ان يحسم التنظيم المدني اليوم التفاوت الهائل في التقديرات. ويبقى امام اللجان بنود ابرزها الأملاك البحرية، والأرباح العقارية، وزيادة استثمار البناء الأخضر.

وينتظر ان تؤمن من هذه الرسوم والضرائب إيرادات إضافية يجب الا تقل عن ١٣٠٠ مليار ليرة هي الحاجة الفعلية لتغطية اكلاف السلسلة. اذ ان جزءاً من السلسلة المتعلق بغلاء المعيشة قد بدأ دفعه منذ عامين ( نحو ١٦٠٠ مليار ليرة) وتم احتواء مفاعيله على العجز المالي على ما يقول كنعان لـ"النهار"، مضيفاً ان المطلوب تمويله الآن هو الرواتب. ويكشف كنعان ان هناك خيارات ضريبية اخرى يجري طرحها من بعض التيارات السياسية، مثل الاكتفاء بزيادة الضريبة على القيمة المضافة من ١٠ الى ١٣ في المئة، لكنه يعارض هذا الطرح لما يترتب عليه من ضرب للعدالة الضريبية ولذوي الدخل المحدود.

لا يختلف اثنان على أن إقرار السلسلة وإقرار البنود الضريبية سيكون له انعكاسات سلبية جداً على الاقتصاد المنهك والنمو المعدوم أساساً، علماً أن الزيادات المعطاة لأصحاب الحقوق في السلسلة ستتآكلها الضرائب في حلقة مفرغة لن ينجو منها أحد، وخصوصاً اذا لم يتزامن إقرار السلسلة مع قرار سياسي جريء وجدي (؟) بالسير بالإصلاحات المطلوبة لجهة خفض الإنفاق ووقف التعاقد العشوائي والمتفلت من اي ضوابط ومعايير الا المعايير الانتخابية وإجراء عملية تطهير للإدارة والجسم التعليمي الفائض والاستعاضة عنه بملء الشواغر التي فاقت ٧٠ في المئة في الادارة. علماً أن مشروع الإصلاحات موجود في المجلس وأمام اللجان. وأخطر ما في اقرار السلسلة في الظروف الاقتصادية والمالية الراهنة، ان القوى السياسية، وتحقيقاً لحسابات انتخابية، او في إطار المزايدات، لا تأخذ في الاعتبار المعطى المالي.

ولا بد في هذا المجال من الإضاءة على بعض المعطيات الواجب الوقوف عندها قبل الشروع في أي قرار:

- ان المالية العامة في عجز. وقد كشف وزير المال امام رئيس الحكومة وفي اللجان ان المبلغ المتبقي في الاحتياط للأمور الملحة لا يتجاوز ٢٧٠ مليار ليرة، كاشفا انه تم في الأشهر الأربعة الاخيرة من عمر الحكومة السابقة إنفاق ما يقارب ٢٧٠٠ مليار ليرة من الاحتياط.

- ان تصنيف لبنان مهدد بالخفض الى مستويات لم يشهدها سابقاً. خصوصاً ان تصنيفه الراهن بات على عتبة B- مع توقع سلبي، وأي تراجع جديد سينخفض التصنيف الى CCC وهو تصنيف الدول المتخلفة.

- ان الاقتصاد لم يسجل اي نمو في العام الفائت، وهو مهدد على أبواب الصيف وفي ظل استحقاقات رئاسية وأمنية واجتماعية ناجمة عن أزمة النزوح بالا يشهد اي تحسن.

تبدو المؤشرات الاقتصادية والمالية كثيرة الخطورة، وليس واضحاً بعد إن كان المجلس النيابي يتعامل معها بحس عال من المسؤولية، اما على مستوى الحكومة، فلا يخفي رئيسها امام "النهار" انه سيكون له موقف من هذا الموضوع في ضوء موقف المجلس.

 

مقالات  16 نيسان جلسة الانتخاب الأولى وترشيح جعجع "خط عسكري"

ايلي الحاج/النهار

سيدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية الأسبوع المقبل، الأرجح الأربعاء 16 نيسان الجاري أو اليوم الذي يليه. كان يراجع المفكرة ويسأل عن عيد الفصح والطقوس التي تسبقه ليتأكد أن الموعد لا يتقاطع معها. مصدر المعلومة صاحب مصداقية متأكد منها "بنسبة 90 في المئة"، يقول. تتكثف الاتصالات في الانتظار بين الأطراف في الداخل، وبين لبنان والخارج. لا جديد معلن عند فريق 8 آذار على ما يبدو. يستمر أداء "التيار الوطني الحر" في هدوئه واعتماد سياسة الصمت والمهادنة على أمل اتفاق مع "تيار المستقبل" يوصل رئيسه النائب الجنرال ميشال عون إلى القصر الجمهوري على بساط ريح. يستمر تأكيد "المستقبل" عبر مصادره كافة في نفي أي احتمال من هذا القبيل. "غير واردة"، يقولون. إلا أن الجنرال وفق معلومات رشحت عنه يؤكد تصميمه على تلبية الدعوة وأعضاء تكتله "التغيير والإصلاح" إلى جلسة الانتخاب. كله ثقة بأن منافسه الدكتور سمير جعجع لن يفوز. أما فوزه هو فشأن آخر. سيتعادلان في حساباته. وماذا يحدث بعد ذلك؟ "نتركها لوقتها" تقول مصادر الجانبين. لا يغفل بعضها نفياً صريحاً أبلغه السفير السعودي علي عواض عسيري ليل أمس إلى شخصية بارزة، مؤيدة لقوى 14 آذار لكنها بعيدة عن الأضواء، سألته عن صحة ما ورد في مقال بجريدة "الرياض" السعودية عن احتمال تأييد المملكة لترشيح الجنرال. قال السفير بحسب المصادر إن "هذا كلام عارٍ من الصحة، لا يقارب في أي شكل القراءة السعودية للموقف" في لبنان. في معراب حركة كثيفة بعيدة من الإعلام، وترقب. لم يُفاجأ أركان جعجع السياسيون بالحملة الصحافية وبعض مواقع التواصل على ترشيحه. حملة يصفها أحد نواب "القوات" البارزين، بأنها "أقل شيء ممكن أن يقوم به فريق 8 آذار بعد إعلان الترشيح". لا يريدون التعليق ولا حتى التلويح كالعادة برفع دعاوى قضائية.

في سياق الاتصالات مع الحلفاء زار مدير مكتب الرئيس الحريري، السيد نادر الحريري، معراب موفداً من رئيس "المستقبل"، بعد ظهر السبت مدى ساعتين تقريبا. الأحاديث مع جعجع تناولت "الخطوط العريضة لحملته من أجل بلورة المواقف" (مصادر "القوات"). زيارة نادر الحريري أتت بعد لقاءين لنائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري مع جعجع في مقره. وفي الجانب "المستقبلي" استعدادات لإعلان "كبير" خلال الأيام المقبلة في إطار الإستراتيجية المرسومة للتعامل مع الاستحقاق الرئاسي. خطوط "القوات" مفتوحة أيضاً على وسعها مع الحلفاء، مع قيادة حزب الكتائب في بكفيا، وقيادة حزب الأحرار، و"حركة الاستقلال" و"اليسار الديمقراطي، و"التجدد الديموقراطي" والمستقلين في التحالف الأوسع. يريدها جعجع مواجهة بين مشروعين: في جانب 14 وفي جانب 8 آذار و"قد خيّرتك فاختاري". وتباعاً يُقنع المترددين والمتحفظين والمشككين بأن حامل مشروع 14 آذار، لم يخلّ بعناوينه الرئيسية مرة منذ 2005. يقول سياسي خبير عجنه الدهر والانتخابات: "14 لا تقدر أن تطلع من سمير. و8 لا تقدر أن تطلع من عون". يلاحظ أن "ترشيح جعجع يسير بين حلفائه بسرعة. خط عسكري".

 

أي مسار انتخابي وأي رئيس جديد للبنان وسط تزاحم الاستحقاقات في المنطقة؟

روزانا بومنصف/النهار

قد لا يكون مهما بالنسبة الى لبنان متابعة نتائج الانتخابات الرئاسية في افغانستان او تلك التي يزمع خوضها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مجددا في الجزائر في 17 الجاري نظرا الى بعد البلدين وعدم تأثيرهما في لبنان، الا ان مصادر ديبلوماسية متابعة تلفت الى اهمية الانتخابات الرئاسية في لبنان وتوقيتها من باب تأثير انتخابات مرتقبة في دول الجوار من جهة، من باب ما يمكن اعتباره اعادة تشكيل المنطقة او تجميدها عند الحال التي هي عليها في الظرف الراهن من جهة اخرى. ومع ان لبنان دخل المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد يفترض حصوله قبل 25 ايار المقبل علما ان تقديرات كثيرة ترجح تأجيل الانتخابات حتى اواخر الصيف المقبل، فان المصادر المعنية تراقب بقلق مجموعة من المواعيد التي لا يمكن عزل الاستحقاق اللبناني عنها نتيجة لاعتبارات متعددة.

والبداية من الانتخابات البرلمانية في العراق في 30 نيسان الجاري في ظل صراع غير خاف على السلطة التي يحاول رئيس الوزراء نوري المالكي الفوز بها من اجل الحصول على ولاية ثالثة على رغم اتساع الصراع المذهبي الذي ساهم في تسعيره في الآونة الاخيرة في منطقة الانبار. ومع ان المجال ليس للتفصيل في الانتخابات العراقية، الا ان الدور الذي تلعبه دول مؤثرة في العراق كإيران والولايات المتحدة فضلا عن تأثير الحرب في سوريا ومواقف دول الخليج يعزز الاعتقاد ان مسار الانتخابات العراقية ونتائجها لهما الاثر البالغ على دول المنطقة.

وهناك نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية التي ستجرى في 25 و26 ايار وهي شبه محسومة للفريق اول عبد الفتاح السيسي تبعا للمجريات القائمة مع ما يعنيه ذلك من تثبيت لموازين القوى الاقليمية التي رست عليها التطورات في مصر في الظروف الحالية. ثم يأتي موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا الذي يفترض حلوله في 27 ايار باعتبار ان تجديد الولاية الثانية للرئيس السوري عام 2007 جرى في 27 ايار ويحل الاستحقاق السوري في ظل صراع معروف على خلفية الثورة التي قامت في 2011 فيما ينوي حلفاء النظام عدم الاعتراض على انتخابه لولاية ثالثة بل دعمه في مقابل اعتبار كل معارضيه المحليين والخارجيين انتخابه غير شرعي. وليس واضحا اذا كان النظام يعتزم التجديد لنفسه في هذا التاريخ او في اي تاريخ آخر قبل نهاية ولاية الاسد في تموز المقبل، الا ان الكباش الدولي والاقليمي على هذا الصعيد والذي اخذ بعداً جديداً على اثر توتر الوضع بين الدول الغربية وروسيا على خلفية الازمة في اوكرانيا لا يعبر عن نفسه فحسب بل له تداعيات في ظل استمرار عدم التوافق على حل سياسي ليس واضحا في الافق حتى الآن. ولعل الاسد في رأي المصادر المعنية في ظل ما آلت اليه الثورة في مصر من وصول للاخوان ومن ثم الانقلاب عليهم واحياء حكم العسكر مجدداً وفي ضوء الفشل الذريع للديموقراطية في العراق، فضلا عن نجاحه في تغليب طابع الارهاب على معارضيه اثر انضمام تنظيمات ارهابية مفبركة او غير مفبركة الى هؤلاء يحاول الافادة من هذه المعطيات من اجل تسويق بقائه اكثر من اي وقت مضى في ظل استمرار عدم القدرة على توفير البديل والمراوحة في مواقف الدول المعارضة لبقائه. الا ان التسليم بذلك كأمر واقع فضلا عن قدرة المالكي برعاية ايرانية على الحصول على ولاية ثالثة من شأنه ان يرسم علامات استفهام او بالاحرى اشارات على بقاء الامور في المنطقة على حالها وبموازينها لمدة مجهولة.

ولا تبعد عن هذا السياق الانتخابات الرئاسية في تركيا المرتقبة في 10 آب المقبل والتي ستكون اول انتخابات رئاسية تجرى من الشعب والتي ينوي من خلالها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي فاز حزبه في الانتخابات البلدية التي اجريت قبل عشرة ايام الترشح لهذا المنصب مكان عبدالله غول. ومن دون الدخول في التفاصيل ايضا فان لفوز اردوغان في سياق التطورات التي شهدتها مصر خصوصا والمنطقة عقب الانقلاب على الاخوان المسلمين دلالاته الكبيرة ايضا في المعطيات السياسية المتعلقة بالمنطقة وفي التوازنات والصراعات الجارية خصوصا اذا استمر نظام الاسد .

وبالنسبة الى اي مراقب خارجي او دولي فان الانتخابات الرئاسية في لبنان لا يفترض ان تكون اكثر من مجرد تفصيل في ظل اهتمامات باستحقاقات اكثر اهمية ومحورية وتأثيرا على المشهد السياسي في المنطقة وتوازناته السياسية وان من دون تقليل لأهميتها في سياق المسار السياسي في لبنان وجواره ايضا. لكن الاسئلة التي تثار هي اي انتخابات رئاسية للبنان في هذا السياق واي نوع من المرشحين المحتملين يمكن ان يكون لهم الحظ الوافر للوصول وهل يحتمل لبنان اي تغيير بعيداً من مرشح توافقي او وفاقي بحيث يكون تعبيراً عن تحول ولو طفيف في ميزان القوى الاقليمي او يكون هناك تعبير متساو لميزان القوى الذي عبر عن نفسه في الحكومة حتى اشعار آخر؟ وهل ان توقع اجراء الانتخابات في اواخر الصيف وحصول فراغ رئاسي من 25 ايار حتى ذلك الوقت يضمر انتظارا لإنهاء كل هذه الاستحقاقات ولو ان احدا من المسؤولين لا يدخلها كلها في حساباته بل يركز غالب السياسيين على نتائج المفاوضات الايرانية مع الغرب مع الملف النووي الايراني؟

 

رئاسيات 2014 - زياد بارود مرشح "المجتمع المدني" والقوة حتى في الظل! مسار حياد بدأ من "مطلوب" في الداخلية الى وزير لها

ريتا صفير/النهار

عام 1901، تسلّم تيودور روزفلت مقاليد الرئاسة الاميركية بعد اغتيال سلفه وليم ماكينلي. كان في الـ42 من عمره. أعاد "الحلم الاميركي" نفسه ولو بفارق سنة مع جون ف. كينيدي. عام 1963، انتخب JFK رئيسا للولايات المتحدة وهو في الثالثة والاربعين. وكرّت السبحة. لبنانياً، "حلم" اللبنانيون مرة واحدة بجمهورية او كادوا. شكّل انتخاب بشير الجميل سابقة. دامت "الفرحة" اياما. استفاقوا بعدها على رائحة دماء ابن الـ33 عاما، فتسلم شقيقه امين الامانة. بعد نحو 40 عاماً، بدت "ظاهرة" زياد بارود نموذجا مصغرا "لحلم المجتمع المدني اللبناني". بسرعة البرق، انتشرت صور الشاب محمولا على الاكتاف في وسائل التواصل الاجتماعي. عام 2008، بدأ الوزير مشوارا حكوميا دام 3 اعوام. استفاق بعدها اللبنانيون على اصوات الخلافات المذهبية والسياسية، هذه المرة. نتيجتها خروج بارود من تركيبة الحكم... معتكفا فمستقيلا.

من باب الحياد او الوسطية، يعود اسم بارود الى الواجهة اليوم. هو مرشح لادارة "ما تبقى" من جمهورية. قد يغلب الوهم على الحقيقة، في نظر كثر. ركيزته ربما "يفاعة" التجربة. الا ان في سجل الشاب ما يكفي اقله... "للحلم" بجمهورية. من قلب المجتمع المدني، كانت انطلاقة زياد بارود. كأحد ممثليه، خاض اولى تجاربه السياسية في "سان كلو". يومذاك، تلقى دعوة من وزارة الخارجية الفرنسية لحضور "حوار الطرشان" اللبناني، فلبّاها. هذا في الظاهر. الا ان العودة الى خطوات الشاب الاولى في السياسة تكشف منحى مغايرا. من مدرسة القديس يوسف في عينطورة "دشن" زياد بارود "حالاته الاعتراضية". آنذاك، تولى ابن "المعلّمين" (والداه يعملان في مجال التدريس) قيادة التحرك الرافض لزيادة الاقساط. تداخلت البيانات بالدعوة الى الاعتصام، ففرضت على الادارة مراجعة التدابير المتخذة.

في "الجمعية اللبنانية لمراقبة الانتخابات"، اطلّ على الشأن النيابي بتفرعاته. وقد سمح له الانضمام الى الجمعية كمراقب بالاحتكاك "مع الارض". حينذاك تضاربت الرقابة الانتخابية مع النفوذ السوري الذي كان يسعى الى الامساك بمفاصل الدولة. فأدخلت زياد بارود "الداخلية" معترضا وشاكيا مرات ومرات. في تلك الفترة، تعرّف على الوزارة "بوجهها الآخر"... قبل ان يدخلها وزيرا بعد اعوام.

لا وسطية في الحق

على عكس شباب كثر، لم ينتمِ بارود الى اي من التيارات والاحزاب السياسية. تحدث مرارا عن "احترامه" لهذه التجربة، الا انه بقي "حياديا" على رغم رفضه تكرارا هذا التوصيف:"لست وسطيا ولا محايدا. لا وسطية في الحق"، قالها مرة، "مارست مهمة حيادية ووسطية يوم كان مطلوبا مني تنظيم انتخابات في ظل الاصطفاف الحاد بين فريقين ونجحت". الرقابة الانتخابية قادته الى رئاسة الامانة العامة لـ"الجمعية اللبنانية لمراقبة الانتخابات". "نقلة" تزامنت مع تعيينه عضوا في "الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب" مع زميلين من الجمعية هما نواف سلام وبول سالم. هناك تجددت الحالة الاعتراضية. شاركه فيها هذه المرة الرئيس السابق للهيئة العليا للتأديب ميشال تابت. اما السبب فتمثل في آلية تعامل الهيئة مع مشروع قانون الانتخابات، "مشروع بطرس". توسّع الاشتباك الذي بلغ الرئيس فؤاد السنيورة فبكركي. وكانت نتيجته "تسوية" اخذت بملاحظات المعتكفَين والمستقيلَين. فعادا الى مقعدهما سالمين. عن هذه التجربة التي ازعجته كثيرا، تحدث بارود في مقابلة اعلامية عن "تعلّمه كيف تبرم الامور". في "سان كلو"، تجدد "الاحتكاك" ولو تبدلت "نوعية" اللاعبين. عام 2007، جلس ابن الـ37 عاما وجها لوجه مع الـ"establishment" اللبناني والغربي. بدأ يتعلّم كيف تدار الامور من الداخل، تحت ستار الحوار او غير الحوار. فهم الاحرف الاولى "للعبة الامم" بأدواتها المحلية والخارجية. آنذاك، حضرت ايضا مشكلة السلاح بمدلولاتها ورسائلها، فقرر مواصلة المشوار. في الكواليس، عاون زياد بارود غسان سلامة في وزارة الثقافة، كما انصرف الى متابعة شؤون الطعون وشجونها باستشارات من هنا ودراسات من هناك. وهو بقي "على السمع " يوم انهمرت عليه الاتصالات من المعاونين والمستشارين المشاركين في "اجتماع الدوحة"، شارحاً تقسيمات انتخابية تارة وتداعياتها السياسية طورا.

طبعا، لم يدرك بارود آنذاك ان التسويات السياسية التي راحت تركّب بدعم عربي ستفتح له باب "جنّة الحكم" ذات يوم. كانت علاقاته بقائد الجيش السابق العماد ميشال سليمان الذي بقي ورقة رئاسية "مستورة" شبه معدومة، الى ان جمعهما "ظرف مهني". تجدد الالتقاء باتصال تهنئة اجراه بارود بالرئيس المنتخب... وانتهت الامور عند هذا الحد.

في "مختبر" الداخلية

وجب انتظار صباح 11 تموز 2008، لتتطور المعرفة برئيس البلاد. يومذاك تلقى زياد بارود اتصالا هاتفيا من رئيس الجمهورية ابلغه فيه تعيينه وزيرا للداخلية والبلديات في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. فوجىء الشاب بالخبر على رغم ان اسمه كان متداولا في الاعلام. في "مختبر" الداخلية، بدأ رحلة من نوع آخر.

يقول بارود في احد احاديثه ان معرفته بالوزارة اقتصرت على ثلاثة مجالات. مجال دخولها "مطلوباً" يوم سعى الى تصويب اداء الوزارة عبر رقابته لانتخاباتها. ومجالها الاداري ولاسيما انه كان استاذا محاضرا في القانون الاداري. فمجالها "اللامركزي" انطلاقا من عمله في برنامج الامم المتحدة الانمائي مستشارا لشؤون اللامركزية الادارية. ببساطة، اقر الوزير في اطلالاته بحداثة تجربته مع القطاع الامني فيها. ووقت يعترف بعدم خوضه "امتحانات" في هذا الشأن نتيجة استقرار الاوضاع في تلك الفترة، يتحدث عن سعي دؤوب شرع به ليعزز معرفته في هذا المجال الدقيق. سعي بلوره كلامه المتكرر عن رفضه أن يبقى "وزيرا اداريا" وكلّلته الجولات التي حاول القيام بها على الاجهزة الامنية في محاولة للتعرف عن كثب على نشاطاتها. وقد شاهده المواطنون مرارا على حواجز قوى الامن الداخلي والمطار.

قضية مبادئ

قد يجوز القول ان "الاشتباك" حول مبنى وزارة الاتصالات شكل "معمودية النار" للوزير الشاب. رفض تكرارا إعطاء الخلاف طابعا مذهبيا او سياسيا يطاول جهة او طرفاً سياسياً معيناً. مجددا، عاد الى المبادىء. لم يخض معركة شخصية مع اللواء اشرف ريفي ولا مع اللواء وسام الحسن، علّق ذات يوم. كانت القصة قصة مبادىء. بكلمتين، لست "خيال صحراء". في مراجعة للتجربة التي اخرجته من الحكم، يرى احد مستشاري بارود الذي حافظ على "علاقة مودة" مع ريفي، انه دفع ثمن وجوده "في النصف". طبعا لم يكن يدرك آنذاك انه نقطة تقاطع "الاجندات" على اختلافها، وأن "المعارك المستترة" تتجاوز شخصه. مرة اخرى، ينفي مواجهة فريق معين. يستشهد تكرارا بـ"حرب مرادفة". حرب طاولت "الثنائي الشيعي" برفضه التمديد لوفيق جزيني مديرا عاما للامن العام، كما اعلن في حديث اذاعي، على خلفية عدم قانونية الخطوة. هكذا تحقق "التوازن"، فسار بالـ6 و6 مكرر!

في الشكل، ادرج بارود في خانة فريق رئيس الجمهورية الوسطي، على رغم انه لم يخض "معارك" الرئيس، اقله اعلاميا. عمل سياسيا "على القطعة". عمل كانت حصيلته ان ضاعت "البوصلة" في حالات كثيرة. فاتهم تارة بقربه من فريق 14 آذار وطورا بتنسيقه مع فريق 8 آذار، وقت انصب همه كما قال مرارا على النأي "بالداخلية" عن الاصطفافات بأنواعها.

خرج بارود من الحكم... منتصرا للمبادىء التي يحلم بها. ارتاح من "عبء" الحكم الذي ازعج زوجته ووالديه كما اعترف ذات يوم. "ادركت انه سيأتي نهار واكون خارجه. بقي رأسي على كتفي. التجربة عن بعد اجمل وضرورية".

يفاجأ زائر صفحة زياد بارود على "فايسبوك" او "تويتر" بعدد المتابعين ونوعية التعليقات المؤيدة التي تطارده يوميا. هو ربما ضمن مسؤولين قلة يزدادون شعبية في الظلّ! "شرعية شعبية" لم يسع اليها، هو الذي سئل مرة عن تهمة "حداثة" تجربته في الحكم والتي يرشقه بها البعض، فردّ مصوبا على "المراهقة السياسية". "النضج السياسي لا يقاس بالاعوام بل بحجم التجربة"، رد: "لقد عانى اللبنانيون طويلا من المراهقة السياسية"!

محطات

¶ في 11 تموز 2008 عين زياد بارود وزيراً للداخلية والبلديات في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. ويبدو الأول – من اليمين – في الصف الثالث.

¶ نال جوائز وتنويهات عدة لتنظيمه انتخابات 2009 في يوم واحد. وفي الصورة يبدو مكرّماً من الرئيس الأميركي سابقاً جيمي كارتر.

¶ عُرف زياد بارود بمتابعته عن كثب شؤون وزارة الداخلية والبلديات وشجونها. فقد ظهر تارة على الحواجز وطوراً في مكاتب الموظفين. وفي الصورة يبدو مقترعاً في مسقطه جعيتا.

¶ حافظ على علاقاته الوسطية والحيادية مع الزعماء المسيحيين رافضاً الاصطفافات. ويبدو في الصورة زائراً لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون.

سيرة ذاتية

¶ أكمل دراسته الجامعية في كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف. عمل في مكتب المحاماة التابع للبروفسور إبرهيم نجار إلى أن استقل بمكتبه الخاص عام 2003. يعمل الآن محاميا في الاستئناف ومقرر اللجنة التشريعية لنقابة المحامين في بيروت، و يحاضر في القانون في جامعة القديس يوسف. له مشاركات في الهيئات واللجان الرسمية والمدنية، وهو:

¶ مستشار قانوني لعدد من المنظمات الدولية.

¶ عضو لجنة تحديث القوانين في وزارة العدل التي ترأسها الوزير بهيج طبارة.

¶ عضو لجنة تأليف كتاب التربية المدنية للصف الثانوي الثالث.

¶ باحث في المركز اللبناني للدراسات.

تولى رئاسة الأمانة العامة للجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات في الفترة ما بين 2004 – 2005.

¶ عضو في مجلس إدارة "نهار الشباب" الذي يصدر عن "النهار" وعضو في مجلس إدارة "الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية - لا فساد"، وعضو مجلس أمناء "جمعية بيروت ماراثون".

¶ أختير في المنتدى الاقتصادي العالمي من بين 250 قيادياً شاباً عام 2007.

¶ عضو اللجنة الوطنية للأونيسكو.

¶ له العديد من المؤلفات القانونية والأوراق البحثية في مسائل دستورية وانتخابية.

¶ عين وزيراً للداخلية والبلديات في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي استمرت إلى 9 تشرين الثاني 2009 وعندما شكلت حكومة الرئيس سعد الحريري احتفظ فيها بمنصب وزير الداخلية والبلديات، وظل فيه حتى 13 تموز 2011.

متزوج من ليندا كرم.