المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 نيسان/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى27/من62حتى66/سبت النور

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

*قداسة البابا فرنسيس يغسل قدم مسلم ليبي وينحني ويقبّلها

*مسخرة اميل رحمة تبين احتقار 8 آذار لموقع الرئاسة/الياس بجاني

*ترشيح رحمة بين المزح والجدّ/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*أيقوناتٌ رشحَت زيتاً... عجائبُ تتجدّد وشفاءاتٌ تتكرّر

*مانشيت جريدة الجمهورية: الإستحقاق الرئاسي يُلملم صفوف « 14 آذار»... و«8» تحضّر لمفاجآت

*من يمسخر الاستحقاق والمرشحين؟

*رئيس الجمهورية شارك برتبة دفن المسيح في الكسليك

*الطوائف المسيحية أحيت مجتمعة رتبة دفن المسيح صلوات ومسيرات في كل لبنان جسّدت طريق الجلجلة

*جامعة الروح القدس أحيت رتبة سجدة الصليب بحضور رئيس الجمهورية نعمة لسليمان: اشكرك على كل خير صنعتموه للبنان ولمجتمعنا

*لبنان الحر”: “القوات” و”الكتائب” اقتربا جدا من الاتفاق على مقاربة الاستحقاق الرئاسي

*عون لن يتوجه إلى جلسة الإنتخاب إلّا إذا تمّ التوافق عليه رئيساً

*عون يبحث عن "كميل الخوري" لمواجهة جعجع

*"حزب الله" يتريث في تبني ترشيح عون للرئاسة!

*الراعي هنأ جعجع على ترشحه وشكره على تسليمه برنامجه الرئاسي  

*مصادر بتيار المستقبل تنفي للـ LBCI الأنباء عن عودة الحريري الى لبنان 

*حريق في معمل للاسفنج في البقاع الغربي

*توقيف علي فراشة أحد مقاتلي جبل محسن في عكار

*الجيش الاسرائيلي يفرج عن الراعيين المختطفين

*خلية حزب الله في تايلاند”: السلطات كشفت مخططا لضرب اهداف اسرائيلية خلال الفصح اليهودي

*بري: عون هو مرشح 8 آذار وآمل حضور الحريري في الجلسة

*المشنوق: يخطئ من يعتقد ان الحكومة الحالية هي حكومة اتفاقات سياسية

*اميل رحمة لمواجهة سمير جعجع في الانتخابات الرئاسية

*حزب الله" يُهدّد بالفراغ الرئاسي ربطا بـترشيحات ممّن ليسوا أهلا لها"

*تحقيق عسكري للمقاومة: 3 مسلحين قتلوا فريق المنار

*من هو السفير الإيراني الجديد في لبنان؟

*الفراغ في سدة الرئاسة والتمديد للمجلس النيابي مرة ثانية؟

*النائب محمد رعد: نريد مرشحا يحفظ خيار المقاومة ويدافع عنه

*المفتي قباني يعدّ أشهر ولايته الأخيرة ويبحث عن تسوية؟

*نائب وزير الدفاع الإيطالي وصل بيروت وريفي عاد من الرياض

*السنيورة عاد من عمان بعد اجتماعات مع محمود عباس ومسؤولين أردنيين

*جنبلاط: لا يمكنني أن أصوّت لشبح

*ما وراء اليافطة في الضاحية: "المسيح قام.. حقاً قام"

*خاص: هذا هو عنوان رفعت عيد في كاليفورنيا الأميركية

*اعادة انتخاب بوتفليقة رئيسا للجزائر لولاية رابعة

*الجيش النيجيري يقر بان معظم الفتيات المخطوفات ما زلن مفقودات

*اتفاق في جنيف ينفذ على مراحل لنزع فتيل التوتر في الازمة الاوكرانية

*داعش تتهم القاعدة بالانحراف عن منهج الجهاد وبشق صفوف مقاتليه

*حصرياً لـ"العربية.نت": قطر وافقت على بنود خليجية

*الكسليك» عمقُ الموارنة... لن «نُجنّز» وطنَنا/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*تحسباً لتداعيات محتملة جراء تصاعد الحرب السورية دول خليجية وأوروبية تدعو هولاند إلى الإسراع بتسليح الجيش اللبناني/حميد غريافي: السياسة

*الخليج.. مصالحة أم تهدئة؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الخلاف الخليجي مطمئن/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*ولادة عسيرة لرئيس لبنان بانتظار التجديد للأسد/سليم نصار/الحياة

*لبنان: تطيير النصاب واحد من خيارات «8 آذار» والجميل لن ينافس جعجع في الجلسة الأولى

*حربان: "إلغاء" في 14 و"تحرير" في 8 آذار/احمد عياش/النهار

*23 نيسان جلسة نصاب و"بروفة" انتخاب البحث عن مرشح توافقي... وإلا الفراغ/اميل خوري/النهار

*لا رئيس جديداً الاربعاء المقبل [2]/علي حماده/النهار

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى27/من62حتى66/سبت النور

"في الغَد - أَيْ بَعْدَ التَّهْيِئَةِ لِلسَّبْت - ٱجْتَمَعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ لَدَى بِيلاطُس، وقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّد، لَقَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ المُضَلِّلَ قَال، وهُوَ حَيّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَقُوم. فَمُرْ أَنْ يُضْبَطَ القَبْرُ إِلى اليَوْمِ الثَّالِث، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلامِيذُهُ ويَسْرِقُوه، ويَقُولُوا لِلشَّعْب: إِنَّهُ قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، فَتَكُونَ الضَّلالَةُ الأَخِيرَةُ أَكْثَرَ شَرًّا مِنَ الأُولى!». فقَالَ لَهُم بِيلاطُس: «عِنْدَكُم حُرَّاس، إِذْهَبُوا وٱضْبُطُوا القَبْرَ كَمَا تَعْرِفُون». فَذَهَبُوا وضَبَطُوا القَبْر، فَخَتَمُوا الحَجَرَ وأَقَامُوا الحُرَّاس.

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

اتباع يسوع عن قرب ليس بأمر يسير، لأن الدرب الذي يختاره يسوع هو درب الصليب.

 

قداسة البابا فرنسيس يغسل قدم مسلم ليبي وينحني ويقبّلها

لندن - كمال قبيسي/العربية نت

قام البابا فرنسيس الأول، رأس الكنيسة الكاثوليكية وبطريرك الكرسي الفاتيكاني، بإثارة الجدل مجدداً، أمس الخميس، حين غسل قدم ليبي عمره 75 سنة، ثم انحنى برأسه عليها وقبّلها بشفتيه، متخذاً من طقس "غسل الأرجل" المستمد من ممارسات السيد المسيح شخصياً، كما وردت في الأناجيل "وسيلة للتعبير عن قبوله للآخر"، على حد تعبير "الوكالة الكاثوليكية للأنباء" وغيرها من الوكالات.

ومن قام بابا الفاتيكان بغسل وتقبيل أرجلهم هم 12 شخصاً متنوعو الأديان والجنسيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، أعمارهم بين 16 و86 سنة، منهم 3 أفارقة، بينهم ليبي ذكرت الحاضرة أن اسمه حامد "ويعاني من تشنج شبه دائم من اعاقة بجهازه العصبي نتجت عن حادث سيارة تعرض له" طبقا لما ورد الجمعة في صحيفة L'Avennire الفاتيكانية الرسمية.

وكان البابا فعل الشيء نفسه في عيد الفصح العام الماضي، وبطريقة غير معهودة، فقد زار أحد سجون ضواحي روما للأحداث، وفيه أقدم على غسل وتقبيل أقدام شباب معتقلين أعمارهم بين 14 و21 سنة، ومن بينهم فتاتان، إحداهما مسلمة صربية، "وذلك لأول مرة في التاريخ الفاتيكاني"، طبقاً لتعبير إذاعة الفاتيكان ذلك الوقت؛ لأن القوانين الكنسية تقضي بإقامة تلك الشعائر على أرجل الرجال فقط، لذلك لم يسبق لحبر أعظم أن غسل أقدام نساء وقبّلها من قبل. وطقس غسل الأرجل، المعروف باسم "يوم السر العظيم"  كنسياً، يجري الخميس قبل يوم من الجمعة العظيمة أو الحزينة، حيث تذكر الأناجيل أن المسيح غسل أقدام تلامذته الاثني عشر وقبّلها، تواضعاً منه؛ لأن العادة في فلسطين القديمة كانت أن يغسل العبيد أرجل سادتهم قبل عشاء ذلك اليوم.

"سرقتُ وكنت حارساً لملهى ليلي" والبابا فرنسيس مثير للجدل دائماً في دورة حياته اليومية، فقد تخلى عن معظم الامتيازات الممنوحة للباباوات، بينها الحذاء الأحمر الملكي والسيارة الفخمة والجناح الملكي في الحاضرة الفاتيكانية، لكن أكثر ما أثار به الجدل حتى الآن هو ما فعله يوم 10 أبريل الجاري، وفاجأ به العالم. في ذلك اليوم تقدم إلى "كرسي الاعتراف" في الفاتيكان، وركع على ركبتيه أمام أحد الكهان، طالباً منه "سر التوبة" وبأن يعترف عن آثام وخطايا ارتكبها في حياته، ومنها سرقة قام بها، وعمله كحارس ليلي في أحد الملاهي، وهو "اعتراف" لم يقم به أي بابا سابق، باعتبار أن الباباوية معصومة، والبابا هو مَنْ يمنح البركة الرسولية، ويتلقى سر الاعتراف. كما اعترف البابا بأنه خالف أحد تعاليم المسيح، وهي "مَنْ ضربك على خدّك الأيمن، أدر له الأيسر" فقال إنه "لم يدره دائماً"، وقال إنه قبل أن يصبح راهباً اشتغل بأعمال عدة من ضمنها العمل كحارس لصالح نادٍ ليلي في بوينس آيرس، وفيها حين كان طالباً موّل دراسته من خلال العمل في مسح الأرضيات وفي أحد مختبرات الكيمياء.

 

مسخرة اميل رحمة تبين احتقار 8 آذار لموقع الرئاسة

الياس بجاني/ومن قال إن عون أو حزب الله أو أي قيادي وسياسي من مرتزقة واسخريوتي 8 آذار يحترم موقع الرئاسة الأولى؟ هؤلاء مجرد مرتزقة يرتزقون من الذين يمولونهم ويؤمنون منافعهم الشخصية. هؤلاء قاقية ونقطة ع السطر. من هنا على اللبناني الحر أن يرذلهم ويبتعد عنهم. هؤلاء أبالسة وليس أكثر. أما اميل رحمة فهو بغنى عن التعريف كونه من الصنف المرتزق وبوقاحة غير مسبوقة. يبقى أن هذا زمن بؤس وهو لن يدوم وكل من يتطاول على قداسة لبنان ورسالته لن تكون نهايته غير الانكسار والخيبة

 

ترشيح رحمة بين المزح والجدّ

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

تتَّجه الأنظار إلى سيناريو جلسة 23 نيسان، ولا يمكن رصد ما سيحصل بدقّة. لكنّ تسريب إمكان ترشيح قوى «8 آذار» النائب إميل رحمة، لم يُضِف أيّ مفاجأة إلى المشهد، في ظلّ جملة معطيات حتَّمت الذهاب في مناورة المرشّح ـ التسوية النائب ميشال عون إلى النهاية.

في الخلاصة الأولى لهذه الخطوة، دلالات، أوّلها أنّ قوى «8 آذار» لم تجد مَن تُرشّحه إلى الرئاسة في وجه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلّا نائباً فاز بأصوات الكتلة الشيعية، ولم ينَل في بلدته الحدّ الأدنى المطلوب ليصبح نائباً مسيحيّاً بمواصفات المنافسة. في المعلومات، أنّ جعجع ضحكَ كثيراً عند سماعه باحتمال ترشيح رحمة، لأنّ الخصوم أعطوه دليلاً إضافيّاً على استخفافهم بموقع الرئاسة، فـ»حزب الله» الذي نجح بإسقاطه نائباً بالمظلة، قادر على على إسقاطه مرشّحاً رئاسياً شكليّاً، في مجلس النواب، كمرشّح مؤهل لتمثيل دور الرئيس.

ترى مصادر «القوات» أنّ هذا الترشيح إذا تبنّاه «حزب الله» وعون سيكون نسخة شبيهة لمصادرة قرار الناخبين المسيحيين في الانتخابات النيابية، ومن تركيب الكتل النيابية الوهمية، بنواب الاحتياط، ككتلة النائب طلال أرسلان على سبيل المثال لا الحصر. وتضيف المصادر أنّ عجز الحزب عن التعامل مع الجلسة الأولى بمرشّح من الأقوياء، دفعَه إلى هذا الاستعراض، الذي إن حصلَ سيَمسّ هيبة الرئاسة ويوضح الحقيقة القائلة إنّ الحزب يُحرّك حلفاءَه المسيحيين مثلما تتحرَّك الأحجار على طاولة الشطرنج، وهذه في رأي «القوات» أكبر خدمة معنوية لجعجع أمام الرأي العام المسيحي.

وتكشف المصادر أنّ رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي عُرض عليه لعب دور المرشح الاحتياط، المكلّف التمهيد للتوافق على عون، رفضَ القيام بهذا الدور، واشترط أنّه في حال ترشّحَ في الدورة الاولى، فإنّه لن ينسحب في الدورة الثانية لا لعون أو غيره، ومِن هنا رست القرعة على أيّ نائب مسيحي يقبل القيام بدور الرئيس. في الحسابات الأوّلية للجلسة الأولى بات شبه مؤكّد توافر النصاب، بعد ذلك سيبدأ الـ»بوانتاج» بين قوى «14 و8 آذار» والنائب وليد جنبلاط ومن يلتف حوله من نواب ينتظرون الجلسة الثانية للانخراط في التسوية.

مهما كانت نتائج هذا الـ»بوانتاج» فهو سيكون المؤشّر الأوّل على الحاجة إلى البدء بإيجاد التسويات. وسيطرح السؤال منذ الآن: متى سيُحدّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي الجلسة الثانية التي ستنتخب الرئيس بأكثرية 65 نائباً؟ وما هي شروط هذا التحديد؟ وهل سيصل التفاهم الإقليمي على التهدئة في لبنان إلى حدّ إنتاج رئيس تسوية يوافق عليه جميع الأطراف؟

النزاع بين جعجع وعون سيكون مختلفاً هذه المرّة. الأوّل يريد أن يكون رئيساً أو ناخباً، وقد تحقّق جزء من أهداف ترشيحه. أمّا الثاني فلا يريد إلّا أن يكون الرئيس، وهو يعمل لتحقيق هذا الهدف بلا كَلل، لكنّه لم يوفّق في تقديم نفسه رئيساً توافقياً بسبب عمق ارتباطه بـ»حزب الله»، وعدم قدرته على التملّص من التزامات، لا يُفترض بأيّ رئيس توافقي أن يلتزمها، خصوصاً إذا كانت تتعلّق بسلاح يقاتل في سوريا، وبسلاح خارج عن الشرعية في لبنان. لم ينجح عون في تسويق نفسه على أنّه رئيس على مسافة واحدة من الجميع، وكلّ الاجتماعات التي عقدها مع سفراء عرب وأوروبّيين ومع السفير الاميركي ديفيد هيل، لم تفضِ إلى إقناع أحد بأنّه قادر على الابتعاد، ولو لمسافة بسيطة، عن مشروع «حزب الله». أمّا الإشارات الداخلية التي أعطاها في مجلس النواب، فهي غير صالحة كأوراق رئاسية عند الناخبين الكبار، الذين لا يتوقّفون عند الخطوات التكتية الانتخابية. الجميع يريد منع إيران من الفوز في الانتخابات الرئاسية في لبنان، وهذا ما سيُنتج في النهاية رئيس تسوية، سواءٌ أتى ذلك بعد فراغ، أو حصل في الموعد الدستوري

 

أيقوناتٌ رشحَت زيتاً... عجائبُ تتجدّد وشفاءاتٌ تتكرّر

جريدة الجمهورية

حافية القدَمين دخلت راغدة إلى كنيسة القدّيس جاورجيوس جدَيدة - مرجعيون. في قلبها حرقة وعلى شفتيها حسرة، بشوقٍ اقتربت تُتَمتم في أذن أيقونة العذراء: «أتوسّلك بحقّ الابن الذي بكيتِه جاثيةً، ألّا تأخذي ابني، أهديكِ الثقبَ الذي في قلبِه لتملئيه بزَيتِك المقدّس». تصمتُ، تجهشُ بالبكاء... مُردّدةً «دعيني أموت قبله». منذ أن رشحَت أيقونة العذراء زيتاً، في كنيسة القدّيس جاورجيوس في جديدة مرجعيون، «لنحو شهرِ»، على حدّ قول خادم الرعية الأب فيليب عقلة، لا تزال العذراء تُمطِر النِعم على أبنائها وكلِّ من يلجأ إليها، مُحدثةً علامةً فارقة في النفوس. ويوضح الأب عقلة لـ«الجمهورية»: «العجائب بالنسبة إلى الله أمر عاديّ، فهو مَن خلَق أنظمة الطبيعة، وقادرٌ على تجاوزها عندما يشاء». ويتوقّف عقلة مستذكِراً أعجوبة رشحِ الزيت التي شهدتها رعيته، فيقول: «بينما كنتُ أحضّر القدّاس في السكرستيا، لاحظَتْ إحدى المؤمنات أنّ الزيت يرشح من حول الهالة التي تحيط بوجه العذراء، فأخبرَتني، وعلى الفور وضعت منديلاً لالتقاط الزيت. أذكر كم كان شذا الزيت يعبق في أرجاء الكنيسة وكأنّه ممزوج بالطيب. وعند المساء عاودَت الأيقونة الرشحَ واستمرّت لأسابيع». لا يُنكر الأب عقلة أنّ في تهافت المؤمنين عند سماعهم بالأعاجيب شيئاً من الفضول، و«لكنْ في نفوس العدد الأكبر منهم عطشٌ للتمسّك بما يزيدهم إيماناً ورجاءً في خِضمّ تقلّبات الحياة، لذا يسارع بعضهم لتبشير الآخرين ودعوتِهم لالتماس البَركة والنِعم».

شاهد عيان

راغدة ليست المؤمنة الوحيدة التي تتوسّل أعجوبة، فالدكتور جان شاتيلا الذي تسنّى له أن يكون شاهدَ عيان في كنيسة مار جاورجيوس لحظة رشحَت العذراء زيتاً، يتمنّى بدوره لو تتكرّر الأعجوبة، «فالحياة بعد الأعجوبة، ليست كما قبلها»، على حدّ تعبيره. بحماسةٍ متناهية وبخشوع التائبين يروي لـ«الجمهورية» عن التغيّرات التي أحدثتها فيه، فيقول: «أجدُ نفسي محظوظاً، لم أعاين في حياتي أجملَ من هذا الحدث، فقد أعادني إلى ذاتي، وتبدّل بعدَه مفهومي للحياة، فلم أعُد أرى الأمور في مادّيتها، إنّما بمنحى أكثر روحانيّة». ويضيف: «في اللحظة التي أشار فيها أحد المؤمنين إلى الزيت كيف يجري نزولاً وكأنّ شخصاً ما يسكبه، بلمحِ البصَر تغيّرَ مجرى الزيت وانعطف جانبياً، فِعلاً لا حدودَ لمقدرة الله».

من مرجعيون إلى الأشرفية

ساعاتٍ جلسَت نغم تبكي في المقاعد الخلفية من كنيسة دخول السيّدة في الأشرفية، وتندبُ حظّها، بعد اكتشافها أنّ زوجها مصابٌ بمرض السرطان، وليس أمامه سوى أيام معدودة يمضيها مع عائلته. هل تصارح أولادَها بالحقيقة؟ كيف ستقوى على فراقه؟ هل تبدأ بالبحث عن عمل؟ صراعٌ من الأسئلة تجاذبَ فكرَها. إلّا أنّها وقبل أن تغادر الكنيسة التفتَت إلى الأيقونة العجائبية عن شمال الباب، قائلةً: «أنا أضعفُ من أن أخسر زوجي، ولكن لتكن مشيئتك». بعد نحو شهرين عادت نغم إلى الكنيسة، وبكت طويلاً على المقعد عينِه، جلست ساعاتٍ تتأمّل تلك الأيقونة العجائبية، ولكنْ هذه المرّة لشُكرِها ومَدحِها على العمر الجديد الذي وهبته لزوجها، فبعد المراجعة الطبّية الأخيرة لم تُسجّل الفحوص أيّ نتيجة سلبية.

الأيقونة العجائبية نفسها التي شفَت زوج نغم العام المنصرم، كانت قد بكت عام 1975 تزامُناً مع الأحداث اللبنانية، ورشحت زيتاً مِراراً، جاذبةً نحوَها آلاف المؤمنين المندهشين.

«أعجوبة مستمرّة»

من جهته، يحرص خادم الرعية الأب إلياس فرح على التعامل بثقة وإيمان عميقين، مع ما يسمعه من شفاءات ويشهده من عجائب، مردّداً في قرارة نفسِه وعلى مسامع الجماعة المؤمنة: «ألله قادرٌ على كلّ شيء». ويوضح فرح لـ«الجمهورية» خلفية عدم استغرابه قائلاً: «إذا تأمّلنا في عقيدة إيماننا نلاحظ أنّنا نعيش عجيبة يوميّة في كلّ لحظة ودقيقة أثناء الذبيحة الإلهية، وتحديداً عند حلول الروح القدس على القرابين، مع تحوّل الخبز والخمر دمَ وجسدَ سيّدنا يسوع. فهل نستغرب بعد مقدرة الله على صنع أعاجيب أخرى؟».

ويتوقّف فرح عند معاينته لأعجوبة رشحِ الأيقونة العجائبية زيتاً، فيقول: «قبل فترة وجيزة من رشحِ الأيقونة زيتاً عام 2007، وصلت تقديمات هائلة إلى الدير تقدَّر بنحو 200 كيلو بخور وصفائح من الزيت من دون معرفة مصدرها. بعد فترة وجيزة لاحظَت إحدى الراهبات أنّ الأيقونة ترشح زيتاً، وكانت نقطة الزيت أشبه بحبّة الألماس، تلمع على نحو غريب، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الأيقونة موضوعة في زجاج مقفل، لا نُخرجها منه إلّا مرّتين في السنة». ويضيف: «وصل الخبر تدريجاً إلى المؤمنين الذين توافدوا من كلّ حدبٍ وصَوب لتلمّس النِعم وأخذِ البركة، إلى حدّ أنّ ما نملكه من بخور وزيت كاد لا يكفي حاجتنا... ما حدث معنا ليس دليلاً إلّا على أنّ العذراء نظَّمت حضورَها بحسن تدبيرها المعهود».

ما الذي يريد الربّ قوله من الأعاجيب؟ يجيب فرح: «في البداية لا بدّ من التعامل مع هذه الظاهرة كفرصةٍ للصلاة وشكر الله على نعمِه. ففي وقت من الأوقات يرسل لنا الربّ علامات وإشارات، ليُثبّت إيماننا، ويظهر لنا قدرته ومقدرته على تجاوز المعقول». ويضيف: «قد يسأل البعض لماذا يشفي الله فلاناً وليس غيره، فهذه جدَليّة لا ندخل فيها، كلّ ما يجب معرفته هو أنّ الله موجود ولا يحجب رحمته عن أحد، ولنتذكّر كلام القدّيس بولس «حيث تكثر الخطيئة تكثر النِعم».

لماذا التعلق بالأعاجيب؟

يذهب عميد كلّية اللاهوت في جامعة القدّيس يوسف الأب طوم سيكينغ أبعدَ من حدثِ رشحِ الزيت أو الماء، مشدّداً على مرحلة ما بعد الأعجوبة؟ ويوضح لـ«الجمهورية»: «بعد حدوث الأعجوبة والتبارك، من غير المنطق أن يعود المرء إلى دياره كما جاء، لا بدّ لهذه الأعجوبة أن تُحدِث تغييراً ما في حياته نحو الأفضل، وإلّا تفقد الأعجوبة دورَها ودلالتها، من عبَر مستخلصة». ويضيف: «على سبيل المثال، كلّ مَن يعاني في حياته من عادة سيئة، كالسرقة أو اشتهاء مقتنى غيره، لن يعود إلى ممارسة تلك السيئات بعد التماسه البرَكة».

ويعتبر سيكينغ أنّ الأعجوبة لا تنتهي مع توقّف عملية الرشح، فيقول: «توقّف الزيت أو الماء، لا يعني غياب إمكان التماس النِعم والبركات، فالله حاضرٌ دائماً معنا، ولا يحتاج دائماً للأعاجيب ليخاطبَنا، فكلامُه في الكتاب المقدّس وحضوره الدائم في الافخارستيا يغنينا عن أيّ شيء آخر». لماذا يتعلق المرء بالأعاجيب؟ يجيب سيكينغ: «تتفاوت الأسباب بحسب طبيعة البشر، ولكنّ معظم الذين يبحثون عن عجيبة لا يشعرون بالامتنان في حياتهم العادية، ويفتقرون للسعادة الشخصية، والدليل أنّ العدد الأكبر من الناس لا يطلب أعجوبة إلّا في أوقات حرِجة صعبة».

ينهي الأب سيكينغ كلامه مشدداً على أهمّية ثقة المؤمن بربّه، فيقول: «منهم من يطلب إشارةً أو دليلاً أو عجيبة من الربّ قبلَ الشروع بأمرٍ ما، وكأنّ إيمانه ضعيف، وفي المقابل هناك من يعمل من دون أن ينتظر أعجوبة، يُسلّم أمرَه لربّه، فتحدثُ أعجوبة تزيد إيمانَه وتُرسّخ ثقته، لذا فلننتبه حيث يقلُّ الإيمان تشحُّ الأعاجيب».

 

مانشيت جريدة الجمهورية: الإستحقاق الرئاسي يُلملم صفوف « 14 آذار»... و«8» تحضّر لمفاجآت

جريدة الجمهورية

لم يحُل الإنشغال المسيحي بإحياء مناسبة يوم الجمعة العظيمة، وإقامة القداديس ورفعُ الصلوات، دون اهتمامهم بالاستحقاق الرئاسي الذي تكثّفت المشاورات في شأنه، وفُتِحت الاتصالات على كلّ الخطوط تحضيراً للجلسة وتجهيز السيناريوهات، على رغم استبعاد الجميع تصاعد الدخان الأبيض وانتخاب رئيس جديد في الدورة الإنتخابية الأولى. تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 23 الجاري فتحَ باب الاتصالات واسعاً أمام مكوّنات 14 آذار الحزبية والمستقلة من منطلق أنّ قوّتها تتجسّد في قوّة مرشّحها أو مرشّحيها، لأنّ أيّ تصفية حسابات داخلية في الجلسة الأولى ستؤسّس لتصفيات متبادلة في الجلسات اللاحقة، ما يفتح الطريق أمام وصول مرشّح من 8 آذار. فالسياسة لن تستريح في عطلة عيد الفصح، على رغم أنّ كل القوى السياسية شبه متيقّنة من أنّ جلسة 23 ستشهد نصاباً لا انتخاباً، إلّا أنّ الجميع يتعامل معها باعتبارها جلسة اختبار تؤسس للجلسات اللاحقة. فقوى 8 آذار تريد أن تمتحن وحدة 14 آذار حيال ترشيح رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع لتبني على الشيء مقتضاه، فضلاً عن كيفية إدارة هذه القوى للمعركة بعد هذا التاريخ، بمعنى هل ستتمسك بترشيح جعجع أم ستنقل دعمها إلى مرشّح آخر؟ وهل سيكون هذا المرشّح من داخل 14 آذار أو خارجها؟ وماذا عن ردّ فعل رئيس القوات؟ وماذا عن تصويت الكتائب» والمستقلين و»المستقبل» وتحديداً نواب طرابلس، في ظلّ الحديث عن أنّ بعضاً منهم لن يصوّت لجعجع؟

وعلى جبهة 14 آذار الاتصالات مفتوحة على مصراعيها، واللقاءات وراء الكواليس تجري على قدم وساق من أجل إنضاج التفاهم الذي يحفظ وحدة الحركة الاستقلالية ويؤمّن فوز أحد مرشّحيها أو يجعلها المقرّرة والناخب الأوّل في اختيار الرئيس المقبل. ولا تهاون ولا تساهل مع أيّ محاولة لتسجيل النقاط الداخلية في هذه اللحظة المفصلية، لأنّ أيّ دعسة ناقصة من قبل أيّ فريق ستدفع 14 آذار مجتمعة ثمنَها، والكلام الذي قيل في الغرف المقفلة كان واضحاً: يخطئ من يعتبر أنّ حظوظه يمكن أن تكون مؤمّنة إن لم يساهم في حفظِ وحدة صفّ 14 آذار والتصويت كتلة واحدة في 23 الجاري، لأنّ أيّ محاولة لاستهداف ترشيح معيّن من أجل تعويم آخر سترتدّ عليه، لأنّ لكلّ فريق كتلته النيابية وقدرته على قطع الطريق أمام كلّ من سيحاول تظهير أنّ هذا الترشيح لا يمرّ تمهيداً لترشيح آخر. وفي موقف قاطع قيل: 14 آذار إمّا تكون موحّدة في 23 أو لا تكون. وفي المعلومات أنّ الاتصالات بين مكوّنات هذه القوى قطعت شوطاً واسعاً، وأنّ العقبات التي كانت قائمة تمّ تذليلها، والعمل يتركّز على توسيع دائرة الاتصالات واللقاءات. وأكّدت أنّها لا تعير أهمّية لمناورات 8 آذار، إنْ بترشيح شخصية معيّنة كورقة استخدامية، أو بالإبقاء على ورقة مرشّحها الأساسي طيّ الكتمان، لأنّ الأهمية بالنسبة إليها تكمن في وحدة صفوفها التي وحدها تؤهّلها خوضَ مفاوضات جدّية مع الفريق الآخر، وحتى جذب الكتلة الوسطية إليها.

برّي

ونشطَ رئيس مجلس النواب نبيه برّي في اتصالاته في اتجاهات عدة من أجل ضمان نجاح جلسة الإنتخاب، وهو يؤكّد أمام زوّاره أنّه حريص على إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، لما في ذلك من فائدة ومصلحة للبلاد، وأنّه حريص ايضاً على منع تكرار التجربة السابقة عام 2008 عندما اضطرّ إلى دعوة المجلس عشرين مرّة لانتخاب الرئيس. لكنّ هذه الجلسات لم تُعقد الى أن حصل الاتفاق في الدوحة على انتخاب الرئيس ميشال سليمان، فانعقدت جلسة الانتخاب بُعيدَ عودة جميع القيادات من العاصمة القطرية.

«8 آذار»

في غضون ذلك، كشفت المعلومات المتداولة أنّ قوى 8 آذار تحضّر سيلاً من المفاجآت يوم الأربعاء المقبل، فهي كما قالت مصادرُها، قد حسمَت خيارها نهائياً بعدم ترشيح رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير»النائب ميشال عون، بناءً على رغبته في أن يكون مرشّح تسوية أو توافق بين الأطراف كافّة، علماً أنّ مختلف أطياف فريق 14 آذار لن تصوّت له، كذلك نوّاب «جبهة النضال الوطني»، إضافةً إلى النواب: مروان حمادة، أنطوان سعد وفؤاد السعد وهنري حلو.

«جبهة النضال»

وعُلم أيضاً أنّ رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط صرف النظر نهائياً عن ترشيح حلو أو السعد بعدما رفضا الخطوة، وقد تأكّد ذلك في الإجتماع الذي عقدته الجبهة عصر أمس في كليمنصو برئاسة جنبلاط وناقشَت خلاله السيناريوهات المتوقّعة ليوم الأربعاء المقبل. وكان جنبلاط أوضح في حديث صحافي أنّه لن يعلن عن خياراته الرئاسية الآن. وقال: «سأبحث مع كلّ الناس كيفية إتمام الاستحقاق، سيكون لنا في المجلس النيابي خيار انتخاب مَن هو الافضل في المرحلة الحالية، وكذلك لنا خيار الامتناع، وسنرى». وأضاف: «أختار في الدقيقة الاخيرة بعد التشاور مع ضميري ومع شركائي، أتشاور اوّلاً مع الرئيس نبيه برّي وأيضاً مع تيار المستقبل وجهات أخرى»، وفضّل أن يكون هناك مرشّحون علنيّون وبرامج، خصوصًا اجتماعية - اقتصادية، سواءٌ أكان هناك ترشيح أو لا، وقال: «لا يمكنني أن أصوّت لشبَح».

عودة الحريري؟

وبعد المعلومات التي تحدّثت عن عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان للمشاركة في جلسة إنتخاب الرئيس المحدّدة في 23 نيسان الحالي، قالت مصادر بارزة في تيار «المستقبل» لـ»الجمهورية»: «إنّ احتمال عودة الحريري الى بيروت مطروح، وهو اعلن في اكثر من مناسبة انّ وجوده بيننا سيكون قريباً، ولكنّ بعض ظروف هذه العودة لم تنضج بعد، فجزء منها يتعلق بالوضع الامني، حيث إنّ الضمانات الامنية لعودته ليست متوافرة بعد، وجزء آخر يتعلّق بالأفق السياسي أي هل هناك إمكانية لانتخاب رئيس جمهورية جديد أم لا؟ فكلّ هذه الامور مرتبطة بعودته.

أندراوس

وعن عودة الحريري الى بيروت، قال نائب رئيس تيار «المستقبل» انطوان اندراوس لـ»الجمهورية»: «نتمنّى جميعاً أن يعود الرئيس الحريري الى لبنان، لكن يدرك الجميع انّه لو كانت لديه النيّة بالعودة فأمرُ عودته سيفاجئنا كما يفاجئ الجميع، فلا أحد يستطيع معرفة متى يعود، حتى آخر لحظة، والظروف الأمنية لا تسمح بمعرفة موعد عودته. فلا أحد يعرف، كلّها تكهّنات، والتكتّم الشديد في موعد عودته يصبّ في مصلحته، في ظلّ المخاطر الأمنية. ولدى سؤاله عمّا إذا كان لا يعتبر أن الوضع الامني هدأ والمخاوف قد انتفَت؟ أجاب أندراوس: «عندما نسمع ما يقوله النائب محمد رعد وتهديداته ونرى رفع الأصابع مجدّداً، فما معنى ذلك؟ أضاف: «في النتيجة، جعجع حليف 14 آذار وحليف سعد الحريري وحليفنا جميعاً، فليحترم ترشيحات الناس وليحترم الديموقراطية. لا يستطيع اللبناني أن يعيش في التوافق كلّ الأوقات. ألم يعد قادراً على اتّخاذ قرار إلّا إذا توافقنا جميعاً عليه؟ هذا يعني موت لبنان. لبنان الذي نعرفه، «حزب الله» يواصل قتله». وأضاف: «جعجع الشخص الوحيد الذي اعتذرَ للشعب اللبناني في الحرب، وجميعهم خاضوا الحروب، ولم يدخل أحد الى السجن سواه، بل هم جلسوا في غرفهم الذهبية، ويريدون محاسبته حتى آخر لحظة، فليسمحوا لنا، هذا الرجل يمثّل قسماً كبيراً من المسيحيّين وربّما الاكثرية المسيحية، فليحترموا الرأي المسيحي». ومتى ستحسم 14 آذار خيارَها من الاستحقاق والاتّفاق على مرشّح واحد؟ أجاب: «لا يزال هناك مُتّسع من الوقت لتتبلوَر الأمور، لكن بعد تهديد النائب رعد اليوم أشكّك في ان تنعقد الجلسة الاربعاء، يبدو جليّاً أنّهم يريدون تطيير النصاب».

نادر الحريري إلى الرياض

في غضون ذلك، تنشط الإتصالات لحسمِ الموقف من ضمن صفوف 14 آذار، وقد توجّه نادر الحريري الى الرياض في الساعات الماضية لوضع الرئيس الحريري في حصيلة المشاورات التي أجراها والرئيس فؤاد السنيورة مع جنبلاط وقيادات 14 آذار، وإطلاعه على حصيلة المشاورات الديبلوماسية التي شارك فيها والسنيورة الذي زار الأردن على مدى يومين وعاد منها الى بيروت مساءً بعد لقاءات عدّة أبرزها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كذلك ستناقش هذه اللقاءات الموقف النهائي لتيار «المستقبل» من حركة المرشّحين والتي لم ترسُ بعد على أيّ منهم بشكل نهائي.

... وهيل

وكشفت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» أنّ السفير الأميركي في بيروت دايفيد هيل اجرى سلسلة من مشاورات علنية وغير علنية مستطلعاً الأجواء التي رافقت تحديد موعد الجلسة الأولى للإنتخابات، وأنّه يستعدّ لزيارة الرياض مطلع الأسبوع المقبل. وقالت المصادر إنّ هيل الذي واصل لقاءاته السياسية، أظهرَ أنّه كان مستمعاً مستطلعاً الأجواء وفقَ كمٍّ هائلٍ من الأسئلة عن كلّ الخيارات المفتوحة والسيناريوهات الرئاسية الإنتخابية، من دون ان يفصح عن أيّ موقف يُلزم بلادَه بتأييد هذا المرشح أو ذاك، وحتى لا يمكن ان يفسّر كلامه على هذا المستوى من خلال اختياره للعبارات الدقيقة والغامضة وتأكيد حرصه على مواكبة التطوّرات لحظة بلحظة من دون أن يكون لبلاده ايّ قرار في هذا الإستحقاق الى اليوم.

الجميّل لن يعلن ترشيحه

كتائبياً، قالت مصادر كتائبية لـ«الجمهورية» إنّ رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل لن يعلن ترشيحه بالمفهوم التقليدي للخطوة. وتمّ التوصّل الى هذا القرار في اجتماع اللجنة الفرعية التي شكّلها المكتب السياسي في اجتماعها المطوّل ليل الخميس – الجمعة في بكفيا، وهي سترفعه مع حصيلة مشاوراتها الى المكتب السياسي للحزب الذي سيجتمع عصر الإثنين المقبل في موعده الأسبوعي لبتِّها وتحديد الموقف النهائي من مجريات جلسة الأربعاء. وكشفت المصادر نفسها انّ مكتب الجميّل تلقّى اتصالاً هاتفياً من النائب ستريدا جعجع طلبت فيه موعداً من القيادة الكتائبية لتسليمها البرنامج الإنتخابي لرئيس حزب القوات سمير جعجع، في إطار جولة وفد القيادة القواتية على رؤساء الكتل النيابية والمراجع الدينية. ورحّب الجميّل بالوفد الذي سيزور بكفيا في الساعات المقبلة. واستغربت المصادر كلّ ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن مبادرات أو مشاريع تفاهمات قواتية ـ كتائبية بشأن الإستحقاق الرئاسي، واعتبرت انّ في هذه المعلومات ما يوحي بأنّ هناك خلافاً في هذا الموضوع، فيما هو ملفّ مفتوح ومطروح للمناقشات على كلّ قوى 14 آذار، والقوات والكتائب إحدى هذه القوى ومن أطرافها الأساسية، وما عليهما سوى التزام ما يتمّ الإجماع عليه.

قزّي

إلى ذلك، اعتبر وزير العمل سجعان قزي الرئيسَ الجميّل قادراً على تمثيل 14 آذار والبقية في لبنان»، وأكّد أنّ «معيار مرشّح 14 آذار يجب ان يتمثّل بقدرته على الحصول على أصوات خارج فريق 14 آذار»، وقال إنّ جعجع «هو أحد المرشحين الاساسيين، ولكنّ الاستفراد والتفرّد مرفوضان». وفي هذا السياق علمت «الجمهورية» أنّ الكتائب فوّضت الوزير السابق سليم الصائغ إدارة ملفّ الانتخابات الرئاسية.

«حزب الله» وأعربَ «حزب الله» عن أمله في «أن يُجرى الإستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، لكنّه اعتبر «أنّ بعض الترشيحات ممّن ليس أهلاً لها قد يعوق إجراءه»، معتبراً أنّ البلاد «لا تتحمّل مشكلة وتصادماً بين خيارين وطنيين، والوقت لا يتّسع لتسوية سياسية كبيرة حول هذين الخيارين، لأنه لا يمكن الإتفاق على رئيس ما لم يحصل التوافق على تسوية». وطالبَ رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد بمرشّح يحفظ «خيار المقاومة ويدافع عنه ويحرص على وحدة اللبنانيين وما يتوافقون عليه لتسيير أمورهم الداخلية». ونصحَ رعد «بأن يتعقّل المعنيون بهذا الإستحقاق، فلا يعملوا على مغامرات غير محسوبة، والمطلوب هو أن نعبر ببلدنا إلى شاطئ حفظ سيادته في مرحلة تعصف بالسيادات الكيانية في منطقتنا». من جهته، قال عضو الكتلة النائب نوّاف الموسوي: «إنّنا نسعى الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، قادرٍ على الدفاع عن كلّ لبنان بصيغته التعدّدية، رئيس يجسّد وحدة البلاد، لا رئيس يأتي بالتحدّي، رئيس يقف الى جانب المقاومة لمقاومة إسرائيل لا رئيس يستقوي بمقولة لبنان قوي بشعبه».

برّي و«السلسلة»

على صعيد آخر، أبدى برّي لـ«الجمهورية» استياءَه من الطريقة التي تعاطى بها البعض مع موضوع سلسلة الرتب والرواتب، وقال إنّ هذه السلسلة هي من حيث الأهمّية توازي الخطة الأمنية التي تنفّذ في الشمال والبقاع، وإنّ الذين عارضوها عليهم أن يدركوا أنّهم عارضوا خطّة ترمي إلى إطلاق ورشة إصلاحية تحتاجها البلاد منذ عشرات السنين. واستغرب برّي كيف أنّ البعض بدّلوا موقفهم بين ليلة وضحاها من موضوع السلسلة، وقال إنّ هذا البعض أبلغَ إليّ انّه يعارض اقتراح عدد من النواب تحويل جلسة السلسلة إلى جلسة سرّية وإنّني اتّخذت معهم الموقف نفسه وأكّدت لهم جازماً أنّني لن أسير في هذا الاقتراح، وإذ بي خلال الجلسة أُفاجَأ بأنّ هؤلاء انبروا لاتّخاذ موقف معاكس يدعو الى تحويل الجلسة سرّية، فظننتُ انّني سمعت ما أبلغوه إلي في جلستي معهم خطأً، ولكن تبيّن لي أنّهم فِعلاً انقلبوا على مواقفهم بدليل انّ بعض من كان معهم صوّتوا ضدّ سرّية الجلسة مثلما كنّا اتّفقنا عليه في اللقاء مع الرئيس فؤاد السنيورة عندما زارني في عين التينة وعلى اثر هذه الواقعة ادركتُ انّ شيئاً ما دبّر في الليل من اجل الحؤول دون اقرار السلسلة في الجلسة النيابية.

 

من يمسخر الاستحقاق والمرشحين؟

خاص-"النهار"/من بدأ يمسخر الاستحقاق الرئاسي ويمسخه ويمسخر معه المرشحين للرئاسة قاطبة وربما ايضا طائفة الرئاسة؟  لم يعد السؤال افتراضيا امام نوع طارئ من التسريبات سرت في الساعات الاخيرة وتحدثت عن "استعمال" اسماء يجري اعدادها لحرق اسماء مرشحين معينين او تشتيت الاصوات في الجلسة الاولى الانتخابية الاربعاء المقبل. ولم يعد الامر مجرد مناورات انتخابية مألوفة او مشروعة بل اكتسب طابعا شديد الخبث والاذى لانه ينذر باشاعة اجواء هابطة من شانها وضع الاستحقاق الرئاسي برمته في مراتب غير مسبوقة من الهبوط والتدني خدمة لمآرب قد يقف وراءها جهات تتربص بالموقع الدستوري الاول في الدولة بقصد التشفي او الانقضاض على هذا الموقع في لحظة حاسمة حساسة. ويبدو ان الامر لن يقف عند حدود هذه المسخرة اذ ثمة ما يشي بان اساليب اكثر تشويها لصورة الاستحقاق يجري الاعداد لها في مطابخ معتمة فيما قادة الموارنة السياسيون والدينيون لا ينتبهون الى هذه المهزلة التي ستنسحب اثارها الشديدة السلبية على الطائفة كلا والموقع الدستوري الاول في البلاد وللبحث صلة وبقية في النسخة الورقية لـ "النهار" غدا.

 

رئيس الجمهورية شارك برتبة دفن المسيح في الكسليك

وطنية - شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم، بمراسم رتبة دفن السيد المسيح، التي اقيمت في قاعة يوحنا بولس الثاني في جامعة الروح القدس الكسليك، ورأسها الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة، عاونه فيها لفيف من الكهنة والرهبان، بحضور السفير البابوي في لبنان غبريال كاتشيا ووزراء ونواب حاليين وسابقين وعدد من السفراء المعتمدين في لبنان واعضاء السلك الديبلوماسي والقنصلي وقائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من كبار ضباط الاجهزة الامنية ورؤساء هيئات قضائية ونقابية واقتصادية واجتماعية، الى حشد من الفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وبعد قراءة عدد من الكهنة فصول من النبوءات، القى الاباتي نعمة عظة رأى فيها "اننا كلما نظرنا الى لبنان ومشرقنا وعالمنا، نفهم ان لا مجال ان نستمر في الحرب والاحباط"، مشددا على ان "سبيلنا الوحيد كمؤمنين هو التشبث بالخير والانفتاح على كل انسان وبزرع المحبة والخير والصلاح اينما حللنا، لان في ذلك فقط حياة وقيامة". واكد عدم الخوف على لبنان "لانه موطن الايمان والقديسين"، داعيا الى ان "نؤمن به ونكون ايجابيين في التعاطي مع شؤونه مبتعدين كل البعد عن التباكي والتشكي، عاملين بجهد من اجل بنيانه واعلاء شأن الحياة فيه". وتوجه الى الرئيس سليمان، شاكرا اياه على كل خير صنعه ويصنعه للبنان، مؤكدا الصلاة من اجله ومن اجل عائلته، لكي تتكلل حياته على الدوام بنعم الرب، قائلا "انتم الذين خدمتم الوطن في مؤسسة التضحية والوفاء والشرف وتحملتم بعدها هذه المسؤولية العظيمة عاملين بكل جهد ومن اجل ان تكمل سفينة الوطن رحلتها فتصل الى شاطىء الامان، كافأكم الرب بنعمه على كل خير اديتموه وتقدمونه الى وطننا والينا جميعا".

 

الطوائف المسيحية أحيت مجتمعة رتبة دفن المسيح صلوات ومسيرات في كل لبنان جسّدت طريق الجلجلة

النهار

أحيت الطوائف المسيحية أمس رتبة دفن السيد المسيح، باحتفالات عمّت كل الكنائس والأديار.

وفي قاعة البابا يوحنا بولس الثاني في حرم جامعة الروح القدس - الكسليك احتفل بالمناسبة ، في حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وزراء ونواب حاليين وسابقين وقادة الأجهزة الأمنية، وفاعليات وحشد من المصلين. ترأس الرتبة الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، بمشاركة السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا، وعاونه الآباء المدبرون ورئيس الجامعة الأب هادي محفوظ ولفيف من الآباء. ألقى نعمة عظة من وحي المناسبة، وقال: "في ضوء الأمثولة الرائعة التي يعطينا إياها يسوع الحزين والوحيد، ننظر الى لبناننا، وإلى مشرقنا والى عالمنا. فنفهم أن لا مجال لنا، نحن المؤمنين بالله، أن نتسمر في الحزن والقلق والاحباط. فكلما شعرنا، كمسيحيين، في العالم كله، وخصوصاً في مشرقنا، أننا نعيش كيسوع في بستان الزيتون أو على الصليب، فلنعلم أن سبيلنا الوحيد، كمؤمنين، هو التشبث بالخير وبالانفتاح على كل إنسان وبزرع المحبة والخير والصلاح أينما حللنا، لأن في ذلك فقط حياة وقيامة. حسبنا أن يعمل كل منا عقله وقلبه فيكتشف ما هو للخير وللحب ويمضي الى الأمام. هذا ما نتمناه للبنان وللعالم اجمع. نحن لا نخاف على لبنان، لأنه موطن الإيمان والقديسين. فلنؤمن به وطننا ولنكن إيجابيين في التعامل مع شؤونه، مبتعدين كل البعد عن التباكي والتشكي، عاملين بجهد من أجل بنيانه وإعلاء شأن الحياة فيه".

بكركي

وعلى مذبح "كابيلا القيامة ـ البطريرك صفير" في بكركي، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رتبة سجدة الصليب بمشاركة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ولفيف من المطارنة والكهنة، في حضور عدد من الشخصيات ومصلين. وألقى الراعي عظة عنوانها "طعن وعوقب بسبب آثامنا وبجرحه شفينا"، تحدث فيها عن صلب المسيح، وقال: "إننا مدعوون كل مساء، قبل ان نخلد الى النوم، إلى أن نلقي نظرة تقويمية، في ضوء كلام الله، على أقوالنا وأفعالنا وتصرفاتنا ومواقفنا في النهار الذي انقضى، وفقا للقاعدة الخلقية التي تميز بين الخير والشر، بين العدالة والظلم، بين المحبة والبغض، بين الحقيقة والكذب. اذا تمرسنا على هذه الوقفة التقويمية، استطعنا ان نقول مع الرب يسوع عند ساعة الموت: "لقد تم كل شيء على انه وفقا لإرادة الله والواجب".

بيروت

وفي كاتدرائية مار جرجس في بيروت احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر برتبة سجدة المصلوب، يحوطه لفيف من الكهنة. وحضر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن ومصلون. وبعد تلاوة الأناجيل الأربعة، ألقى المطران مطر عظة دينية، وقال: "في هذه الساعة المملوءة رهبة وسلاماً، نسأل من عُلّق على الصليب رحمة بالشرق كلِّه وبالعالم ورأفةً بلبنان، أهل الشرق يسيل دمهم، فيا ربي أوقف سيل الدماء. أهل الشرق يتعادون في ما بينهم يا ربي، أنت غلبت العداوة بصليبك وجعلت من الغريبين والقريبين واحدًا. ويا ربي، إلتفت إلى هذا الوطن العزيز، في كلّ ظروفه ليكن سكناك هنا بيننا نحن الذين حملنا صليبك وحمانا صليبك على الدهر". وفي كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في وسط بيروت ترأس المتروبوليت الياس عوده خدمة جناز المسيح يحوطه لفيف من الكهنة. وحضر نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ووزراء ونواب حاليون وسابقون وحشد من المصلين. وفي كنيسة مطرانية بيروت للروم الكاثوليك في رأس النبع ترأس المطران كيرلس بسترس رتبة جناز المسيح في حضور حشد من أبناء الطائفة يتقدمهم وزراء ونواب وشخصيات. وألقى المطران بسترس عظة دينية، وأضاف: "تاريخ البشريّة هو تاريخ الصراع بين الحقّ والباطل. جاء يسوع إلى العالم ليشهد للحقّ، وقد أوجز الإنجيليّ يوحنا رسالة يسوع بقوله إنّه "الطريق والحقّ والحياة". أين نحن اليوم من اتّباع الحقّ ومن الشهادة للحقّ؟ ماذا نرى في العالم؟ على الصعيد العالميّ، معظم الدول لا تعرف الحق، بل تتبع مصالحها السياسيّة والاقتصاديّة. وعلى صعيد لبنان يسود الفساد، وتسود الرشوة، ويسود الباطل بين الأفراد وفي المجتمع وفي كثير من مؤسّسات الدولة. نطالب المسؤولين في الدولة أن يتعالوا عن مصالحهم الفرديّة الأنانيّة الضيقة، لينظروا إلى مصلحة الشعب ومصلحة هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه. كما نرجو أن تتحقّق رغبة جميع اللبنانيّين بأن يتمّ بدون تأخير، وفي المهلة التي يحدّدها الدستور، انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة. هذه المسؤوليّة قد ألقاها الشعب على عاتق نوّاب الأمّة. فنطالبهم بتحمّلها بدون تلكّؤ ولا تهرّب".

 

جامعة الروح القدس أحيت رتبة سجدة الصليب بحضور رئيس الجمهورية نعمة لسليمان: اشكرك على كل خير صنعتموه للبنان ولمجتمعنا

وطنية - أحيت جامعة الروح القدس - الكسليك رتبة سجدة الصليب، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، إضافة إلى حشد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وقادة الأجهزة الأمنية، وفاعليات وأعضاء مجلس الجامعة وحشد من المؤمنين، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني في حرم الجامعة الرئيسي.

ترأس الرتبة الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا، عاونه فيها الآباء المدبرون ومجلس الرئاسة في الرهبانية ورئيس جامعة الروح القدس الأب هادي محفوظ ولفيف من الآباء. خدمت الرتبة جوقة الجامعة بقيادة الأب يوسف طنوس.

وبعد القراءات وتلاوة الأناجيل الأربعة، ألقى نعمة عظة قال فيها: "بين بستان الزيتون، في بداية الآلام، وصرخة الصليب، في نهاية الآلام، حزن شديد وعزلة رهيبة. في كلا المشهدين، يسوع وحده، حزين، في عزلة موحشة. في البستان، يحزن يسوع حزنا شديدا (متى 26: 38)، ويأخذه الجهد فيمعن في الصلاة ويصير عرقه مثل قطرات دم تسيل على الأرض (لو 22: 44). يقول لأبيه: "أبت، إن شئت، أبعد عني هذه الكأس! ولكن لا تكن مشيئتي بل مشيئتك" (لو 22: 42). هو حزين حتى الموت (متى 26: 38)، والتلاميذ غير قادرين على السهر معه، ولو الى حين. هو وحده، معزول، تجاه ما سوف يبدأ من آلام".

أضاف: "على الصليب، يسوع وحده، وليس من معين. التلاميذ هربوا. بطرس انكره. يهوذا خانه. بيلاطس غسل يديه من قضيته. رؤساء الشعب ورؤساء الكهنة والكتبة والفريسيون، نفذوا مآربهم بالحكم عليه بالموت. الجنود راحوا يهزأون به. المارون جدفوا عليه، معتبرينه غير قادر على تخليص ذاته. كل من أراد له شرا نجح. فنراه معلقا وحيدا، كل الوحدة، بين الأرض والسماء. وهو حزين، يشعر بتلك الوحدة، فحتى من جهة العلى، حين يتوجه الى الله أبيه، وهو الحاضر الدائم، يصرخ اليه: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟" (متى 27: 46)".

ورأى "أن اختبار يسوع هو الاختبار الانساني بأوجه. فمن خلال موقف يسوع الحزين والوحيد، نرى اختبارات أجيال وأجيال من الناس الذين حزنوا وتألموا. وقف الموت، أو شكل من أشكاله، أمام جيلهم، فأقلقهم وأدخل الحزن والوحدة الى قلبهم. فكل الأجيال تعاني حروبا أو مجاعات أو تهجيرا أو نزاعات أو أوبئة أو مشاكل أو انهيارات مادية أو صعوبات اجتماعية أو صعوبات إنسانية أو فقدان قضية".

وتابع: "لكن، على الأخص، هي حكاية كل إنسان، بدون استثناء. هي حكاية كل منا إذا فكرنا بشكل عميق في حياتنا، ولم نمضها هاربين من التفكير. حتى في حالة الهروب الدائم، يطرق الألم باب حياتنا ويدخل بدون أي استئذان. فكل منا يأتيه الألم، بطريقة ما، فيجعله يعيش اختبار يسوع في بستان الزيتون، وعلى الصليب، صليب الحزن والوحدة. أي إنسان لا يصيبه ألم متأت عن المرض الشخصي أو مرض عزيز، أو الحروب، أو التهجير، أو الجوع، أو عن فقدان عزيز، أو عن خيانة، أو عن ضائقة مادية أو معنوية أو نفسية، أو عن فقدان نوع من أنواع الفرح والحياة؟ وغالبا ما يترافق الألم مع الشعور النفسي بالعزلة عن الآخرين وعن فرح الوجود، خاصة عندما تعجز الوسائل البشرية عن تبديد الألم. كم من مرة نقف في وسط هذه الدنيا وتكون الوحدة رفيقتنا الوحيدة، فيما كثير من الناس حولنا وفيما تتوفر لنا أمور كثيرة؟ كم من مرة نشعر أننا متروكون من البشر ومن العلى"؟

وأردف: "هي قراءة لحزننا وألمنا ووحدتنا، على ضوء حزن يسوع وألمه ووحدته في الإنجيل. فلا يجب أن تكون قراءتنا مجتزأة، بل فلنتذكر كل ما قاله يسوع وما عمله ولنقرأ الإنجيل بكامله، لنفقه التعليم الذي يعطينا إياه عن الحزن والألم والوحدة. فيسوع، في عمق حزنه وألمه ووحدته، توجه الى الله، وصرخ اليه بكلمات المزمور الذي يبدأ بعبارة: "إلهي، إلهي لماذا تركتني؟" (مز 22: 2)، عالما أن المزمور نفسه ينتهي على وقع خلاص الرب إذ يقول: "لأن الرب لا ينبذ المساكين. ولا يستهين أبدا بعنائهم.. الأجيال الآتية ستخبر عنه وتحدث الشعب الذي سيولد بما تم على يده من خلاص" (مز 22: 25. 32). في عمق الحزن، عرف يسوع أن الخلاص موجود. وهو علم سابقا: "طوبى للحزانى فإنهم يعزون" (متى 5: 5)".

وأكد أنه "في كل ذلك، دل يسوع الى سبيل عدم التسمر في الحزن والألم والوحدة. فعندما يشعر الإنسان أنه فريسة الحزن، عليه سحب الذات من موقع الآلام، لوضعها قرب الله ومعه. عليه ألا يسمر عينيه على المشكلة بل عليه أن ينظر الى تاريخه الشخصي والتاريخ الجماعي، بشكل أشمل. كل الحكاية، هي حكاية حسن نظرة الى الوجود، من خلال عيني الله. فإما أن نغرق في آن الألم وإما أن نوسع آفاق نظرنا في أزلية التاريخ الذي الله سيده. لذا قال يسوع لتلاميذه ولنا، نحن المؤمنين به: "إنكم ستبكون وتنوحون.. أنتم ستحزنون ولكن حزنكم سيتحول الى فرح.. ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 20. 22)".

وشدد على أن "هذه ليست نظرة هروبية من واقع أليم قد يعيشه كل منا، بل نظرة واقعية تعني أولا الإقرار بأننا غير قادرين على حل لغز الألم والحزن والوحدة، الا بالنظر الى الله والى علاقته بالانسان عبر التاريخ، خاصة من خلال ابنه يسوع. إنها نظرة الى الله وإقرار بأن تعليمه وطريقة محبته اللامتناهية للإنسان هما اللذان يقوداننا الى ملء الفرح. جميل أن نقرأ ما يعلمنا قداسة البابا فرنسيس في هذا الصدد، في ارشاده الرسولي "فرح الإنجيل": "حزننا اللامتناهي يشفى فقط بحب لامتناه" (عدد 265). وإن الحزن والوحدة اللذين يسبب أحدهما الآخر، يتبددان عندما نعيش الإنفتاح على الله وعلى الآخر، ونصنع الخير، وفق قصد الله. هذا أيضا ما يعبر عنه قداسته في بداية الإرشاد الرسولي عينه، حين يقول: "الخطر الكبير الذي يضرب عالم اليوم.. هو الحزن الفرداني المتأتي عن قلب مسترخ وجشع، وعن التفتيش المريض عن لذات سطحية، وعن الضمير المنعزل. عندما تنغلق الحياة الداخلية في مصالحها الخاصة، لا يعود هناك مكان للآخرين، ولا يكون هناك مجال للفقراء، ولا يعود يسمع صوت الله، ولا يعود بالامكان تذوق فرح حبه، ولا تعود حماسة صنع الخير متوقدة فينا"(انتهى كلام قداسته) (عدد 2)".

واعتبر أن "قصة يسوع ملؤها التناقض الخلاق والشافي والمخلص. هو يدعونا الى الهناء والى الفرح ويدلنا، في الوقت عينه، الى لغة الصليب، كمنطق لا نفهمه، ولكنه وحده الصحيح. إذا ما حاولنا التفتيش عن الهناء بدون هذا المنطق، غرقنا في حزن أكبر وفي وحدة أكثر عزلة. والعكس صحيح. يسوع يعلمنا ان ننجو من الوحدة، ونعيش في ملء الحياة، كل وفق الدعوة التي دعي اليها ووفق الحالة التي يعيشها. الخروج من الوحدة يعني الانخراط في جماعة تبني العالم نحو الافضل. هذا ما عمله يسوع".

كما أكد "أنه على ضوء الأمثولة الرائعة التي يعطينا إياها يسوع الحزين والوحيد، ننظر الى لبناننا، وإلى مشرقنا والى عالمنا. فنفهم أن لا مجال لنا، نحن المؤمنين بالله، أن نتسمر في الحزن والقلق والاحباط. فكلما شعرنا، كمسيحيين، في العالم كله، وخاصة في مشرقنا، أننا نعيش كيسوع في بستان الزيتون أو على الصليب، فلنعلم أن سبيلنا الوحيد، كمؤمنين، هو التشبث بالخير وبالانفتاح على كل إنسان وبزرع المحبة والخير والصلاح أينما حللنا، لأن في ذلك فقط حياة وقيامة. حسبنا أن يعمل كل منا عقله وقلبه فيكتشف ما هو للخير وللحب ويمضي الى الأمام. هذا ما نتمناه للبنان وللعالم اجمع. نحن لا نخاف على لبنان، لأنه موطن الإيمان والقديسين. فلنؤمن به وطننا ولنكن إيجابيين في التعاطي مع شؤونه، مبتعدين كل البعد عن التباكي والتشكي، عاملين بجهد من أجل بنيانه وإعلاء شأن الحياة فيه".

وختم نعمة: "أتوجه اليكم يا فخامة الرئيس، شاكرا إياكم على كل خير صنعتموه للبنان ولمجتمعنا، ومؤكدا لكم صلاتنا من أجلكم ومن أجل عائلتكم الحبيبة، لكي تتكلل حياتكم على الدوام بنعم الرب، أنتم الذين خدمتم الوطن في مؤسسة التضحية والشرف والوفاء وتحملتم بعدها هذه المسؤولية الجسيمة، عاملين بكل جهدكم من أجل ان تكمل سفينة الوطن رحلتها فتصل الى شاطئ الأمان. كافأكم الرب بنعمه على كل خير أسديتموه الى وطننا والينا جميعا. صلاتي، في هذا اليوم المجيد، أن نعيش الفرح في كل آن، وننخرط في مجتمعنا، حيث نحن، زارعين الخير والمحبة والصلاح. صلاتي أن نفهم أن حياتنا هشة، كل الهشاش، ومهمة، كل الأهمية، فنضعها بين يدي الله. هكذا نكون معه، وهكذا نلون تلك الصورة القاتمة التي يفرضها الحزن والألم والوحدة، نلونها بالحياة وبنور القيامة. تلك اللوحة التي ترتسم، بين بستان الزيتون وصرخة الصليب، اللذين، مع كل مأساتهما، يحملان في طياتهما نور الفرح والقيامة".

وختاما حمل الآباء نعش المسيح المغمور بالزهور وجالوا في أرجاء القاعة مقيمين الزياح.

 

لبنان الحر”: “القوات” و”الكتائب” اقتربا جدا من الاتفاق على مقاربة الاستحقاق الرئاسي

علمت إذاعة لبنان الحرّ أنّ الإتّصالات تكثّفت في الساعات الأخيرة بين بكفيا ومعراب في إطار نقاشات معمّقة وبالتّفاصيل حول الإستحقاق الرّئاسيّ. وعُلم أنّ حزبي “القوات” و”الكتائب” أصبحا قريبين جدا من الإتّفاق على مقاربة الإستحقاق بما يضمن وحدة 14 آذار لخوض المعركة بأفضل شكل ممكن.

 

عون لن يتوجه إلى جلسة الإنتخاب إلّا إذا تمّ التوافق عليه رئيساً

لم تتخذ قوى "8 آذار" و"التيار الوطني الحر" بعد أيّ قرار يتعلق بالمشاركة في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية والمحددة يوم الأربعاء المقبل. وتقول مصادر في هذه القوى إنها مازالت في حال تشاور، وأنها ستتخذ موقفاً من الموضوع يوم الثلاثاء عشية الجلسة المرتقبة، إلّا أن اللافت في موقف قوى "8 آذار" وفي مقدمها "حزب الله"، أنها تربط قرارها المتعلق بالجلسة بالقرار الذي سيتخذه النائب ميشال عون.

المصدر : LBCI

 

عون يبحث عن "كميل الخوري" لمواجهة جعجع

لم يستبعد أحد المقربين من العماد ميشال عون أن يلجأ الأخير وبالتنسيق مع "حزب الله" وحركة "أمل" و"المردة" إلى ترشيح شخصية مارونية مغمورة لمواجهة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في جلسة 23 نيسان التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري، على غرار ما فعل في "فرعية المتن" عام 2007، يوم وضع الدكتور كميل الخوري في مواجهة الرئيس الأسبق للجمهورية امين الجميل.

ليبانون تايم - 17\4\2014

 

"حزب الله" يتريث في تبني ترشيح عون للرئاسة!

 استبعدت مصادر مقربة من "حزب الله" أن "تكون هناك أي مفاجآت في جلسة انتخاب الرئيس الأسبوع المقبل، لافتة إلى أن "رئيس المجلس النيابي حدد هذه الجلسة للإيفاء بوعد قطعه للبطريركية المارونية".

وقالت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم ، "نحن لن نتبنى ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون حتى يعلنه هو بشكل رسمي بعد أن ينتهي من مشاوراته واتصالاته الداخلية والإقليمية والدولية، عندها طبعا سنكون معه". وتوقعت المصادر أن "تكون هناك جلسات متواصلة حتى 25 أيار قد لا تفضي إلى الهدف المرجو". وأضافت:"شبح الفراغ لا يزال يلوح في الأفق بانتظار تفاهم ما يقطع الطريق على كل هذه السيناريوهات غير المستحبة".

 

الراعي هنأ جعجع على ترشحه وشكره على تسليمه برنامجه الرئاسي  

اتصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الخميس برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وشكره على إرسال وفد لتسليمه برنامجه الرئاسي، كما هنأه على ترشحه واعلان برنامجه بعنوان "الجمهورية القوية".

 

مصادر بتيار المستقبل تنفي للـ LBCI الأنباء عن عودة الحريري الى لبنان 

نفت مصادر بتيار المستقبل للـ LBCI الأنباء عن عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان للمشاركة في جلسة إنتخاب الرئيس المحددة في 23 نيسان الحالي. 

 

حريق في معمل للاسفنج في البقاع الغربي

شب حريق في معمل للاسفنج في بلدة لوسي في البقاع الغربي وتعمل فرق الدفاع المدني على اخماده

 

توقيف علي فراشة أحد مقاتلي جبل محسن في عكار

تمكن فرع المعلومات من توقيف علي فراشة ليلا وهو أحد مقاتلي جبل محسن في بلدة عين يعقوب في عكار وهو يعتبر من المقاتلين والقناصين المحترفين.

 

الجيش الاسرائيلي يفرج عن الراعيين المختطفين

نهارنت/أفرج الجيش الاسرائيلي ليل الخميس، عن الراعيين اللبنانيين بعد ساعات على اختطافهما في مزرعة بسطرة في مزارع شبعا. وأعلنت قيادة الجيش في بيان الخميس، ان مديرية المخابرات تسلمت بواسطة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان عبر معبر الناقورة، المواطنين اللبنانيين حسن زهرا وشقيقه اسماعيل اللذين كانا قد خطفا من قبل دورية تابعة للجيش الإسرائيلي في مزرعة بسطرة. ولفتت الى ان التحقيق معهما بوشر لكشف ملابسات عملية الخطف. يُشار الى ان الجيش الاسرائيلي قد خطف صباح الخميس راعيين وثلاث نساء، نهاد علي عواد ووفاء علي موسى وورود حسين، اللواتي أفرج عنهن بعد وقت قصير.

وكثير من الأحيان ما تقوم القوات الإسرائيلية بخطف رعاة في المنطقة الحدودية، ويتم استجوابهم ثم الافراج عنهم في وقت لاحق.

 

خلية حزب الله في تايلاند”: السلطات كشفت مخططا لضرب اهداف اسرائيلية خلال الفصح اليهودي

ذكرت وسائل اعلام تايلندية ان “حزب الله” خطط لضرب أهداف اسرائيلية في قب العاصمة التايلاندية بانكوك. وأظهر تقرير في صحيفة “بانكوك بوست” التايلاندية أن السلطات أحبطت مؤامرة من قبل عناصر تابعة لحزب الله كانت تخطط لمهاجمة إسرائيليين خلال عيد الفصح اليهودي. وأضاف التقرير أن اثنين من بين أربعة أشخاص اعتقلتهم السلطات التايلاندية خلال الأسبوع الماضي هم ضمن خلية تابعة لحزب الله، مشيرًا إلى أنهما اعترفا خلال التحقيق معهما أنهما يخططان لتنفيذ عملية تستهدف سائحين إسرائيليين خلال “عيد الفصح”.  ووفقًا للتقرير فإن أحد المعتقلين قد اعترف بأنهم كانوا يخططون لتنفيذ عملية في شارع “كان سان” وسط بانكوك خلال مهرجان كان سيقام في مطلع العام التايلاندي، حيث تعتبر تلك المدينة من المدن المفضلة لدى السائحين الإسرائيليين. كما افاد ان السلطات التيلاندية تشتبه في 9 من عناصر حزب الله موجودين في البلاد. الموضوع كما ورد في الموقع التايلندي

http://www.bangkokpost.com/lite/topstories/405420/terror-suspect-admits-israeli-attack-plan

 

بري: عون هو مرشح 8 آذار وآمل حضور الحريري في الجلسة

نهارنت/اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون هو المرشح الوحيد لدى 8 آذار"، آملاً " حضور رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري لجلسة الأربعاء".

وأشار بري في أحاديث صحافية نشرت الجمعة الى أن الامور ليست ناضجة حتى هذه اللحظة في موضوع الإستحقاق الرئاسي. وأضاف أنه "حتى الاربعاء المقبل قد تحصل بعض التطورات في هذا الشأن"، مؤكداً انه "سيدعو كتلته النيابية عشية جلسة الانتخاب للنقاش وفي ضوء ما سيكون عليه الوضع سيقرر من ينتخب". ولفت بري الى أن لـ" 8 آذار مرشحا واحدا هو عون الذي حجب الترشح عن الآخرين داخل هذا الفريق بينما الامر يختلف عند قوى 14 آذار لان لديها اكثر من مرشح". وفي حديثه عن الجلسة، أعلن بانه سيفتتحها "عند اكتمال نصاب الثلثين". وأوضح "اذا جرى انتخاب الرئيس من الدورة الاولى انتهى الامر والا سنتجه الى دورة ثانية وثالثة"، مضيفاً انه اذا طرح اقتراح عليه لرفع الجلسة للتشاور داخل القاعة سيفسح في المجال من غير ان يختم محضر الجلسة. و"اذا طلب تأجيل الجلسة بضعة ايام او فقد النصاب أختم المحضر وأدعو الى جلسة ثانية تبدأ طبعا بنصاب الثلثين". وحول ما يتردد عن احتمال حضور رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري للجلسة، أمل بري أن يتحقق ذلك، وأن يبقى الحريري في لبنان بصورة مستمرة. يذكر أن بري دعا، ظهر الاربعاء، الى جلسة انتخابية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، خلفاً للرئيس ميشال سليمان، في 23 نيسان الجاري. ومن المتوقع أن تعقد الجلسة عندا الساعة 12 ظهراً من الاربعاء المقبل. يُشار الى انه في 25 آذار بدأت المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد خلفا لسليمان الذي تنتهي ولايته في 25 أيار المقبل والذي يرفض التمديد له. ومطلع الشهر الجاري، أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ترشحه للرئاسة، في حين لم تعلن قوى 14 آذار مرشحها الرئاسي، ولا قوى الثامن من آذار.

 

المشنوق: يخطئ من يعتقد ان الحكومة الحالية هي حكومة اتفاقات سياسية

رأى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق انه "يخطئ من يعتقد ان الحكومة الحالية هي حكومة اتفاقات سياسية او وفاق سياسي لانها حكومة انتقالية يجري فيها تجميد الخلاف الى حين تخليص البلاد من خطر الفراغ السياسي، واي احتمال من خطر امني على البلاد لا اكثر ولا اقل". وقال المشنوق في عشاء تكريمي: "اننا ما زلنا نختلف على الكثير من الامور مثل القتال في سوريا والسلاح خارج مقاومة اسرائيل وكل موقف سياسي خارج منطق الدولة"، لافتا الى ان "هذه الحكومة ليست لتعالج او تناقش هذه الخلافات، بل لحماية كل مواطن بريء وآدمي من ان يتعرض للظلم او للقهر او لاصابة هو ليس بمسؤول عنها، بل غيره مسؤول بسياسته وتفكيره ". ولفت المشنوق الى "ان اهل السنة هم اهل الدولة وليسوا اهل دين فقط، اهل الدولة بمعنى استقرارها وعدلها وقوتها ومنع الظلم عن المظلوم وانتصارها له". مؤكدا ان "هذه الدولة هي الباقية، والمثل الافضل للتعبير عن الرغبة في الدولة هي العاصمة بيروت واهلها من كل الطوائف والمذاهب والانتماءات وعلى تنوع اشغالهم، اذ انهم كانوا على الدوام المخلصين والصادقين والداعمين لها". 

 

اميل رحمة لمواجهة سمير جعجع في الانتخابات الرئاسية

 كشفت معلومات خاصة بـ"اللواء" أنه يجري التداول بين قيادات قوى 8 آذار على نطاق واسع حول اتباع تكتيك في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تؤكد مختلف المصادر على ترجيح تأمين نصاب الثلثين لها، يقضي بترشيح النائب إميل رحمة للانتخابات الرئاسية، وتوفير أكبر عدد من الأصوات له، في مواجهة ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وذلك بهدف إصابة عصفورين بحجر واحد. الأول: تبرير عدم إعطاء أصوات "حزب الله" وحلفائه (القومي السوري و"البعث") الى عون في جلسة الانتخاب الأولى، على غرار ما سيفعله النائب وليد جنبلاط بترشيحه النائب هنري حلو بقصد حجب أصواته عن أي من المرشحين الآخرين. والثاني: وضع النائب رحمة في مواجهة مباشرة مع راعيه السابق سمير جعجع ومحاولة توفير أصوات له تفوق تلك التي سيجمعها جعجع.

 

"حزب الله" يُهدّد بالفراغ الرئاسي ربطا بـترشيحات ممّن ليسوا أهلا لها"

هدّد "حزب الله" بالفراغ الرئاسي.

هذا التهديد جاء على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.

وربط رعد بين الفراغ وبين " بعض الترشيحات ممن ليس أهلا لها"، في إشارة الى رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع، وربطا من يمكن أن يخوض المعركة الرئاسية من لدن 14 آذار.

وأشار رعد الى أنه لا يمكن البحث في رئيس تنتجه تسوية سياسية كبيرة بين خيارين وطنيين"لأن الوقت لا يتسع لذلك"

وفي كلمة ألقاها خلال احتفال تأبيني في حومين الفوقا، إعتبر رعد أن "بعض الترشيحات ممن ليس أهلا لها قد يعوق إجراء هذا الإستحقاق، فالبلد لا يتحمل مشكلة وتصادما بين خيارين وطنيين والوقت لا يتسع لتسوية سياسية كبيرة حول هذين الخيارين لانه لا يمكن الإتفاق على رئيس ما لم يحصل التوافق على تسوية". وقال: "إن المرشح الذي نريده هو الذي يكون حافظا لخيار المقاومة ومدافعا عنه وحريصا على وحدة اللبنانيين وما يتوافقون عليه لتسيير أمورهم الداخلية، أما بالنسبة للمسائل الوطنية الكبرى فإن الخروج عن خيار المقاومة إلى أي خيار آخر هو خيار يهدد السيادة الوطنية ويضع البلاد على شفير هاوية جديدة، لذلك نحن ننصح بأن يتعقل المعنيون بهذا الإستحقاق فلا يعملون على مغامرات غير محسوبة، والمطلوب هو في أن نعبر ببلدنا إلى شاطىء حفظ سيادته في مرحلة تعصف بالسيادات الكيانية في منطقتنا".

أضاف: "إن الفريق الذي ناوأ المقاومة وخيارها وجد أنه لم يحقق أي نتيجه ففتحنا له السبيل لكي يعيد حساباته وأن يقبل بالمشاركة في الحكومة بعد ثلاث سنوات من إثارة الغضب والتشنج والرهان على الخيارات الإرهابية فإذ بالأمور تهدأ ليصبح الجيش مقبولا ويتوفر له الغطاء ليدخل في الشمال والبقاع ، كما لم يعد هناك من مقاطعة لا للحكومة ولا للمجلس النيابي، وهناك ارتياح لهذا التغيير والمراجعة وهذا الأداء ولإنتاجية المجلس النيابي". وعن المطالب الاجتماعية قال: "نترك للعبة النيابية أن تأخذ مداها. تم التوصل إلى الإستجابة لمطالب الفقراء والمستضعفين في قطاعات العمل في هذه الدولة الذين ظلموا لعشرات السنين لأنهم كانوا خارج منظومة التفكير لدى حيتان رأس المال وجماعات المصارف في لبنان، المصارف كانت تستثمر على حسابنا كما لم تشارك في تنمية بلدنا ، وانما شاركت في انتزاع الأرباح في المصرف المركزي. إذا لم يشارك أصحاب المال في تحمل أعباء ترفيع الوضع المعيشي المتدني للفقراء وأصحاب الدخل المحدود فكيف يمكن أن تعطى الحقوق؟"

ونبه إلى أن "سحب مشروع سلسلة الرتب والرواتب ينطوي على مخاطرة تطيير سلسلة الرتب والرواتب وخصوصا مع دخولنا الإستحقاق الرئاسي، لكننا لا نريد استباق الأمور، وإذا كان إرجاء بت هذا الموضوع خمسة عشرة يوما فليكن، ونريد الإلتزام بهذه المدة حتى يستطيع المجلس النيابي أن يشرع ويصدر القانون المناسب في هذا الموضوع". ورأى أن "لبنان تجاوز الكثير من المحطات الصعبة لكن لا يزال امامه ضباب يمنع البعض من رؤية الأفق الواضح الذي لا مفر من الإذعان له، وهذه المقاومة هي التي صنعت مجد لبنان وعزه وفخره ، وهي التي بقيت في سماء منطقتنا العربية والإسلامية وحيدة تلمع في دياجير الظلمة بعدما أفلست خيارات كل الأنظمة الحاكمة في المنطقة وبعدما تلوت شعوب منطقتنا جوعا وفقرا وخذلانا وانكسارا أمام تحديات عدو لا يمثل مقدار معشار من حجم قوة أمتنا إذا توفر لها من يرعى شؤونها ويدير مصالحها ويحفظ سيادتها بشكل صادق ومخلص".

 

تحقيق عسكري للمقاومة: 3 مسلحين قتلوا فريق المنار

 ذكرت صحيفة "الأخبار" أن كل التفاصيل تؤكد مسؤولية المجموعات المسلحة عن جريمة اغتيال 3 من فريق تلفزيون المنار وهم حمزة الحاج حسن ومحمد منتش وحليم علوه في معلولا.

وتكشف معلومات مصدرها التحقيق نفسه الرواية التالية، بحسب ما أوردتها الصحيفة : بعد السيطرة على بلدة الصرخة، تقدمت الوحدات العسكرية نحو بلدة معلولا سالكة اتجاهين، الأول من الجهة الشمالية حيث تمت السيطرة على مرتفعات معلولا وفندق "السفير" والحارة الغربية، والثاني من الناحية الشرقية حيث حررت كامل الحارات الشرقية، ودوهمت المنازل داخل البلدة حيث عثر على بعض اﻻسلحة التي خلّفها المسلحون ، عندها أُعلنت السيطرة الكاملة على البلدة واعتبرت منطقة آمنة، وسمح لوسائل الإعلام بالحضور الى معلولا.

وسرعان ما وصل موفد من التلفزيون السوري ومراسل "المنار" في سوريا جعفر مهنا ، وعند الساعة 2:10، فتح بث مباشر من أمام فندق "السفير". في هذه الأثناء كان فريق المنار القادم من لبنان قد وصل، وضم عدداً من الزملاء، واستقبلهم الشهيد منتش بصفته من الإعلام الحربي وعارفاً بكل تفاصيل المنطقة، فاصطحبهم الى معلولا، وكانت الساعة نحو 3:10 بعد الظهر .وبعد وصول فريق "المنار"، جرى الاتفاق مع منتش على بدء البث المباشر من الساحة القريبة لدير مار تقلا.

وتوجه الجميع في ثلاث سيارات، اﻻولى يقودها منتش، والثانية هي سيارة النقل المباشر، والثالثة كانت سيارة الشهيد الحاج حسن. بعد وصول الموكب الى الساحة القريبة من الدير، كانت الأجواء عادية، وجنود الجيش يتجولون بشكل عادي. ولدى انعطافهم يساراً باتجاه الدير، عند الساعة 3:30، تعرض موكبهم لرصاص غزير ومباشر من ثلاثة مسلحين شوهدوا بالعين المجردة من قبل العناصر العسكريين المتمركزين في فندق "السفير" المشرف على الموقع، ومن قبل بعض الصحافيين كمراسل قناة "العالم" حسين مرتضى.

ونتيجة إطلاق النار الكثيف على السيارات، أصيب كل من كان في داخلها، ما أدى الى استشهاد منتش على الفور، ثم علوه، كما أصيب الحاج حسن الذي حاول الرجوع بسيارته الى الخلف قبل أن يخرج منها، ليصاب برصاصة أخرى أدت الى استشهاده. وجراء إطلاق النار نفسه، استشهد 4 جنود سوريين كانوا في المكان. بعد ذلك، تم تقدير الموقف ميدانياً، وحُدد مكان وجود المسلحين، فشنّت المجموعات هجوماً مباشراً عليهم، ثم أرسلت عربة عسكرية من نوع (بي أم بي) لنقل الشهداء والجرحى ومتابعة اﻻشتباك مع المسلحين وقتلهم. وبعد حوالى الساعة عاد الهدوء.

وفي وقت لاحق، تبين أن المسلحين الثلاثة كانوا مختبئين في حفر سرية وفي شقوق الصخور وبعض المغاور الملاصقة للمنازل ولدير مار تقلا، ويقدّر المحققون أنهم لم يستطيعوا اللحاق ببقية المسلحين الذين فروا من البلدة، وعندما وصلت مجموعات عسكرية من المقاومة والجيش الى المرتفع نفسه، الذي يقع مباشرة فوق الدير، شعر الثلاثة بالخطر، وتوجهوا نزولاً الى المنازل القريبة، وتحديداً الى حيث بادروا الى إطلاق النار على سيارات «المنار»، مع الإشارة هنا الى أن أحداً لم يكن يعلم بقدوم فريق «المنار» من بيروت، كما أن قرار التغطية المباشرة من معلولا، وبالتحديد من داخل البلدة، اتخذ في لحظته». 

مواضيع ذات صلة

•هل للجيش السوري علاقة بالكمين الذي استهدف طاقم "المنار"؟

 

 من هو السفير الإيراني الجديد في لبنان؟

علمت "الانباء" أن السفير الإيراني الجديد في لبنان يدعى فتح علي وكان يشغل سابقا سفارة إيران في أوزبكستان، كما كان لفترة مستشارا اقتصاديا في وزارة الخارجية. والسفير الجديد الاقتصادي يعطي أولوية بناء على تعليمات الرئيس حسن روحاني لتعزيز العلاقات الاقتصادية التجارية والاستثمارية بين لبنان وإيران.

 

الفراغ في سدة الرئاسة والتمديد للمجلس النيابي مرة ثانية؟

د. توفيق هندي/بحسب معلوماتي وقراءتي للمسارات التي تتخذها الأوضاع في العالم والإقليم ولبنان، كما بحسب تحليلي الموضوعي لها، أرى أن الإنتخابات الرئاسية حتى اللحظة، سوف تؤول إما إلى إنتخاب ميشال عون إما إلى "الفراغ" في سدة الرئاسة. بتاريخ 5 نيسان كتبت على صفحتي هذه مقالا" بعنوان "حذار من اللعب بالنار"، ومما جاء فيه:

"إنتهاء ولاية المجلس النيابي الممددة حتى تاريخ 20 تشرين الثاني 2014 لن تؤدي على الأرجح إلى إنتخابات نيابية في حال إتجاه الأوضاع نحو الفراغ في سدة الرئاسة، بل التمديد مرة ثانية للمجلس النيابي، وقد يحصل ذلك قبل 15 أيار حيث أنه من بعد هذا التاريخ لا يحق للمجلس النيابي أن يشرع، إذ أن مهمته الوحيدة تصبح حصرا" إنتخاب رئيسا" للجمهورية." واليوم بتاريخ 18 نيسان، تنشر السفير مقالا" بعنوان: "هل يمدّد «الفراغ» الرئاسي ولاية النواب؟"، وما جاء فيه: "واللافت للانتباه، على ذمة مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، أن احتمال الفراغ الرئاسي، جعل بعض القوى اللبنانية الوازنة تتبادل رسائل سياسية في الآونة الأخيرة، محورها الأبرز تمديد ولاية مجلس النواب الحالي، سنة جديدة، أي حتى خريف العام 2015. وقالت المصادر لـ«السفير» انه حصل توافق مبدئي على هذا النوع من التمديد، لكن تم التفاهم على ابقائه طي الكتمان الى ما بعد الخامس والعشرين من أيار." بنظري، معلومة السفير تفتقد إلى الدقة، إذ أن إبتداء" من تاريخ 15 أيار يفرض الدستور اللبناني على المجلس النيابي أن يكون بحالة إنعقاد دائم لحين إنتخاب رئيس للجمهورية ولا يحق له التشريع إلى حين إتمام مهمته الإنتخابية، وبالتالي لا يحق له إصدار قانون يمدد بموجبه ولايته. من هنا، فإن التوجه إلى جلسة تشريعية لتمديد ولاية المجلس النيابي قبل 15 أيار، يشكل مؤشر جدي لفراغ طويل في سدة الرئاسة، أي لفراغ يتجاوز تاريخ إنتهاء ولاية المجلس، أي 20 تشرين الثاني.

 

النائب محمد رعد: نريد مرشحا يحفظ خيار المقاومة ويدافع عنه

وطنية - أمل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "يجرى الإستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري"، واعتبر أن "بعض الترشيحات ممن ليس أهلا لها قد يعوق إجراء هذا الإستحقاق، فالبلد لا يتحمل مشكلة وتصادما بين خيارين وطنيين والوقت لا يتسع لتسوية سياسية كبيرة حول هذين الخيارين لانه لا يمكن الإتفاق على رئيس ما لم يحصل التوافق على تسوية". وقال خلال كلمة في احتفال تأبيني في بلدة حومين الفوقا: "إن المرشح الذي نريده هو الذي يكون حافظا لخيار المقاومة ومدافعا عنه وحريصا على وحدة اللبنانيين وما يتوافقون عليه لتسيير أمورهم الداخلية، أما بالنسبة للمسائل الوطنية الكبرى فإن الخروج عن خيار المقاومة إلى أي خيار آخر هو خيار يهدد السيادة الوطنية ويضع البلاد على شفير هاوية جديدة، لذلك نحن ننصح بأن يتعقل المعنيون بهذا الإستحقاق فلا يعملون على مغامرات غير محسوبة، والمطلوب هو في أن نعبر ببلدنا إلى شاطىء حفظ سيادته في مرحلة تعصف بالسيادات الكيانية في منطقتنا". أضاف: "إن الفريق الذي ناوأ المقاومة وخيارها وجد أنه لم يحقق أي نتيجه ففتحنا له السبيل لكي يعيد حساباته وأن يقبل بالمشاركة في الحكومة بعد ثلاث سنوات من إثارة الغضب والتشنج والرهان على الخيارات الإرهابية فإذ بالأمور تهدأ ليصبح الجيش مقبولا ويتوفر له الغطاء ليدخل في الشمال والبقاع ، كما لم يعد هناك من مقاطعة لا للحكومة ولا للمجلس النيابي، وهناك ارتياح لهذا التغيير والمراجعة وهذا الأداء ولإنتاجية المجلس النيابي". وعن المطالب الاجتماعية قال: "نترك للعبة النيابية أن تأخذ مداها. تم التوصل إلى الإستجابة لمطالب الفقراء والمستضعفين في قطاعات العمل في هذه الدولة الذين ظلموا لعشرات السنين لأنهم كانوا خارج منظومة التفكير لدى حيتان رأس المال وجماعات المصارف في لبنان، المصارف كانت تستثمر على حسابنا كما لم تشارك في تنمية بلدنا ، وانما شاركت في انتزاع الأرباح في المصرف المركزي. إذا لم يشارك أصحاب المال في تحمل أعباء ترفيع الوضع المعيشي المتدني للفقراء وأصحاب الدخل المحدود فكيف يمكن أن تعطى الحقوق؟" ونبه إلى أن "سحب مشروع سلسلة الرتب والرواتب ينطوي على مخاطرة تطيير سلسلة الرتب والرواتب وخصوصا مع دخولنا الإستحقاق الرئاسي، لكننا لا نريد استباق الأمور، وإذا كان إرجاء بت هذا الموضوع خمسة عشرة يوما فليكن، ونريد الإلتزام بهذه المدة حتى يستطيع المجلس النيابي أن يشرع ويصدر القانون المناسب في هذا الموضوع".

ورأى أن "لبنان تجاوز الكثير من المحطات الصعبة لكن لا يزال امامه ضباب يمنع البعض من رؤية الأفق الواضح الذي لا مفر من الإذعان له، وهذه المقاومة هي التي صنعت مجد لبنان وعزه وفخره ، وهي التي بقيت في سماء منطقتنا العربية والإسلامية وحيدة تلمع في دياجير الظلمة بعدما أفلست خيارات كل الأنظمة الحاكمة في المنطقة وبعدما تلوت شعوب منطقتنا جوعا وفقرا وخذلانا وانكسارا أمام تحديات عدو لا يمثل مقدار معشار من حجم قوة أمتنا إذا توفر لها من يرعى شؤونها ويدير مصالحها ويحفظ سيادتها بشكل صادق ومخلص".

 

المفتي قباني يعدّ أشهر ولايته الأخيرة ويبحث عن تسوية؟

خالد موسى/موقع 14 آذار/موعد وادع دار الفتوى لمفتي الجمهورية اللبنانية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أصبح قاب قوسين أو ادنى، خصوصاً بعد رفض المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ومعه رؤساء الحكومات التمديد له في أيلول المقبل وفق عريضة موقعة من قبلهم، بعد سوء الإدارة التي تميزت به ولاية قباني وعدم محافظته على وحدة الدار والطائفة من خلال تعيينه لمجلس شرعي جديد خلفاً للأصول المرعية الإجراء التي تنص عليها قوانين دار الفتوى.

قرارات قباني باطلة بموجب "الشورى"

جديد هذا الملف، إصدار مجلس شورى الدولة أمس الأول بالإجماع قراراً نهائياً رد فيه دعوى طعن الشيخ رشيد قباني بقرار المجلس الشرعي الإسلامي الاعلى برئاسة نائب رئيس المجلس المحامي عمر مسقاوي التمديد لولايته الحالية من كانون الثاني عام 2014 لغاية حزيران 2015، وذلك لأن تقديم الطعن جاء في الشكل خارج المهلة الدستورية، حيث لم يعد هناك فائدة من بحث الموضوع.

ويعني قرار مجلس الشورى، أن الأشخاص المعينين من قبل قباني في مجلسه لم تعد لهم أي صفة قانونية، وأنهم يتحملون مسؤولية القرارات التي يتخذونها أو يشاركون في تغطيتها أمام القانون تحت طائلة الملاحقة القانونية بتهمة انتحال صفة. ومن المقرر أن يبلغ مجلس الشورى المستدعي الشيخ قباني وفق الأصول المعتمدة، وينشر نص القرار حيث تدعو الحاجة.

روايات عديدة سيقت حول إمكانية تسوية الموضوع بين المفتي قباني والمجلس الشرعي وأن إتصالات ولقاءات تعقد من أجل هذه الغاية بين معنيين كبار في هذا الملف، وأبرزهم مدير مكتب الرئيس سعد الحريري الشيخ نادر الحريري، الذي وبحسب مصادر المجلس "عقد لقاء فيما بينه وبين نجل المفتي الشيخ راغب قباني من أجل حلحلة الأمور وترتيب البيت الداخلي قبل رحيل المفتي عن الدار في 16 أيلول المقبل، وطلب الحريري عودة المفتي عن جميع قراراته السابقة التي تضر بالدار والمسلمين".

المشكلة ليست سياسية

وتلفت المصادر الى أن "المشكلة بين المفتي والمجلس ليست سياسية كما صورها الفريق الآخر عن أن الخلاف هو بين "المستقبل" والمفتي، فيما الدليل الواضح الذي ينفي هذا الموضوع هو في موافقة رؤساء الحكومات السابقين وإجماعهم على موضوع المفتي وليس كل الرؤساء يديرون في فلك "المستقبل"، فقط هناك إثنان منهم الرئيسيان الحريري وفؤاد السنيورة، وبالتالي الخلاف ليس سياسياً بل يعود إلى إداراته لشؤون الدار والطائفة". وكشفت مصادر المجلس لموقع "14 آذار" عن أنه "سيتم إنتخاب مفتي جمهورية فور انتهاء عهد قباني وفقاً للقوانين المرعية الإجراء وسيتم دعوة الهيئة الناخبة من أجل ذلك"، مشيراً الى أن "لا شيء يمنع من أن يكون المفتي خارج نطاق بيروت، لكن المطروح في أوساط المجلس أن يكون من بيروت وفق العرف الذي جرى بناء على قاعدة أنه طالما لا وجود لمفتي محلي لبيروت يكون مفتي الجمهورية من بيروت". وفي شأن العريضة التي وقعت في السابق من أجل عزل المفتي، لفت المصدر الى أن "الهدف من هذه العريضة كان لإعلام المفتي بأن غالبية الهيئة الناخبة لم تعد تؤيده، فيما لم يعمل الإجراء القانوني المناسب لعزله"، مشيراً الى أنه "بعد أن صدر قرار مجلس شورى الدولة الأخير في ما يخص طعون المفتي قباني بالتمديد للمجلس الإسلامي الشرعي الحالي، أصبحناً شرعيين أكثر بموجب القانون وأصبح المجلس الذي عينه المفتي بمثابة مجلس منتحل الصفة، وبالتالي المجلس الشرعي برئاسة المحامي عمر مسقاوي هو المجلس الشرعي الوحيد".

 

نائب وزير الدفاع الإيطالي وصل بيروت وريفي عاد من الرياض

وطنية - وصل الى بيروت نائب وزير الدفاع الايطالي دومينيكو روسي من ايطاليا على متن طائرة عسكرية على رأس وفد، وذلك في اطار زيارة قصيرة للبنان تستمر حتى المساء يتفقد خلالها القوة الايطالية في اليونيفيل ويشاركهم عيد الفصح المجيد.

وكان في استقباله السفير الإيطالي جوزيه مورابيتو وعدد من اركان السفارة.

ريفي

كذلك عاد ليلا من الرياض وزير العدل أشرف ريفي.

اسطفان

بدوره وصل اليوم من روما سفير لبنان في ايطاليا شربل اسطفان لتمضية إجازة عيد الفصح في لبنان.

 

السنيورة عاد من عمان بعد اجتماعات مع محمود عباس ومسؤولين أردنيين

وطنية - عاد رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة الى بيروت من العاصمة الاردنية عمان بعد اجتماع مطول مع وفد مجلس العلاقات العربية والدولية برئاسة محمد جاسم الصقر بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، تم خلاله التطرق الى مختلف المواضيع المطروحة في المنطقة وعلى وجه الخصوص آفاق التسوية لقضية الصراع العربي الاسرائيلي والعملية السياسية والاتصالات والاجتماعات. والتقى السنيورة على هامش زيارته مع وفد مجلس العلاقات الى عمان، رئيس الديوان الملكي الاردني فايز الطروانة ووزير الخارجية الاردنية ناصر جودة.

 

جنبلاط: لا يمكنني أن أصوّت لشبح

"الاسبوع العربي/رأي رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أنّ "هناك دائماً عامل خارجي يدخل على الخط، ولكن في الاستحقاق الحالي فالعامل الداخلي هو المسيطر". وقال، في حديث الى مجلة "الماغازين" و"الاسبوع العربي" أنّه يتشاور مع الرئيس بري وايضاً مع "تيار المستقبل" وجهات اخرى في شأن الاستحقاق الرئاسي. و"لن اعلن شيئاً عن هذا الموضوع وافضل ان يكون هناك مرشحون علنيون وبرامج خصوصاً اجتماعية - اقتصادية. سواء كان هناك ترشيح او لا. لا يمكنني ان اصوت لشبح". وعما إذا كانت الظروف السياسية تجمعت كلها حتى يتم الاستحقاق في موعده الدستوري؟، أجاب: "لا ارى لماذا لا يكون هناك رئيس. ولا ارى عقبات كبرى تمنع خصوصاً وان الوضع وبما يشبه الاعجوبة تبدل على الصعيد الامني، وان قادة المحاور في طرابلس وغيرها اختفوا والتحقوا بالجامعات في اكسفورد وفي الولايات المتحدة. وقد سبق وقلت وليس من باب التبجح: ان الذين يغطون قادة المحاور علىالارض اذا توقفوا عن تغطيتهم مالياً وسياسياً يمكننا عندها الوصول الى حل. ويقال ان مختلف الفرقاء قاموا بذلك. لماذا؟ لا اعلم ولحسن الحظ انه قام حوار وخصوصاً بين تيار المستقبل وحزب الله". وأضاف أنّ "الرئيس بري على حق بالقول ان نصاب جلسة الانتخاب الرئاسي يجب ان تعقد باكثرية ثلثي عدد النواب". وتابع: "وبما انني لست اختصاصياً كبيراً في الدستور لا يمكنني التأكيد في شأن هذا الموضوع". وقال: "المهم بالنسبة اليّ هو ان يستطيع الرئيس استيعاب المشكلات كلها وانا اصر على ان القضية هي اجتماعية - اقتصادية. البعض يقول ان السلاح (سلاح "حزب الله") هو المشكلة وانا اجيبهم بان السلاح ليس قضية يمكن حلها في لبنان. فلننتظر ان تتحدد ظروف المنطقة حتى يلتحق حزب الله بالجيش. وعلى الصعيد الاجتماعي - الاقتصادي، فنحن لا نملك اي تقدير صحيح. فالادارة ينخرها الفساد الذي تغطيه الطبقة السياسية، وانا جزء منها". وفي الموضوع السوري، قال أنّ سوريا "تتجه نحو التفكك الكامل. فبعد حرب العراق جاء دور سوريا وسواء احببنا حافظ الاسد ام لا، فانه بنى سوريا قوية لا يمكن تجاوزها ولكن الابن دمر كل شيء. وهكذا لم يبق على ساحة الشرق الاوسط الا ثلاث قوى غير عربية: اسرائيل وايران وتركيا".

 

ما وراء اليافطة في الضاحية: "المسيح قام.. حقاً قام"

خاص "ليبانون ديبايت" - وائل تقي الدين:

قد يتحدث البعض عن دعاية سياسية بارعة، والبعض الآخر عن محاولة من حزب الله لاحتواء الاقليات لشدّ روابط تحالفهم في المنطقة، ولذلك انتشرت صور لمقاتلي الحزب يلقون التحية العسكرية لتمثال السيدة العذراء في سوريا. يقولون ان هذه الصورة ليست عفوية، بل هي جزء من حرب حزب الله الدعائية، يريد ان يقول خلالها، انا لست ارهابياَ، انا بعكس من أُقاتل، احترم المسيحيين ومقدساتهم.

في الامر الكثير من المنطق فالحزب اشتهر بدعايته السياسية الهادئة والفاعلة، لكن لدى العقائديين قاعدة ايمانية تقول، "لا يطاع الله من حيث يعصى". اي انه من غير الجائز دينياً استعمال وسيلة فيها مخالفة للدين والعقيدة لتحقيق امر ما يرضي الله. هذه هي القاعدة، واذا قلنا ان القاء التحية على تمثال السيدة العذراء ليس امراً مخالفا للدين والعقيدة، وتاليا يمكن ان يكون دعاية سياسية، بماذا يمكن تفسير ما علّق من يافطات في الضاحية الجنوبية لبيروت في مناسبة عيد الفصح؟ انتشرت الكثير من اليافطات في ضاحية بيروت الجنوبية تعايد المسيحيين. الامر الى الآن طبيعي، بل واكثر. الا ان غير الطبيعي هو العبارة التي ارفقت مع هذه اليافطات، "المسيح قام.. حقاً قام". ان ما علّق في الضاحية من يافطات طبع عليها صور السيد المسيح مصلوباً، هو انعطافة كبيرة في فكر حزب الله. المسيح في عقيدة الحزب والمسلمين جميعاً لم يصلب وتالياً لم يقم. لقد قرر حزب الله عن طريق بلديات المنطقة (التي لا تقوم بشيء دون موافقته) معايدة المسيحيين وفق معتقداتهم. لم يقل لهم فصح مجيد. قال: "المسيح قام حقاً قام".

قد تبدو القصة بسيطة، لكن من يعرف طريقة تفكير "حزب الله" يعرف ان الامر ليس بسيطاً. ليس سهلا ان تضع صوراً للمسيح معلقاً على الخشبة في الضاحية. ليس سهلاً ان تقنع ناسك (جمهور الحزب) الذين اخبرتهم يوماً، بطريقة مباشرة او غير مباشرة، ان جميع الطوائف في لبنان توابع نتحالف معهم دون تنازلات لنحقق اهدافنا السياسية والعسكرية وتاليا العقائدية، ليس سهلا ان تقنعهم ان الزمن اليوم هو زمن تقبل الآخر كما هو. احترام الآخر كما هو. ليس سهلا القول في الضاحية المسيح قام، فهو لم يصلب، وهو عائد وفق عقيدة "الشيعة" مع الامام المهدي الذي يحاربون اليوم في سوريا من اجله.

لقد حاول الحزب قبل سنوات فرض على عناصره الذين يقودون دراجات نارية ارتداء الخوذ. عوقب كثر من العناصر الذين خالفوا القرار، حتى اصبح اليوم ارتداء الخوذ عادة يلتزم بها جميع عناصر حزب الله. حاول الحزب يومها الارتقاء بجمهوره الى الاحسن. لم يكن الامر سهلاً، لكنه نجح في النهاية. واليوم ايضاً يحاول الحزب الارتقاء بجمهوره مجددا، بعد قناعة يبدو انه اكتسبها باعتبار الآخر شريك كامل الحقوق، ليس في الاعلام فقط، بل بالواقع. يبدو ان الحزب يريد اليوم اقناع جمهوره بمنطقه الجديد. صحيح، قد يكون ما علّق في الضاحية وما قام به المقاتلون من القاء للتحية على تمثال السيدة العذراء في سوريا، هو جزء من بروباغاندا الحزب، لكن الاكيد ان هذه البروباكاندا وللمرة الاولى ليست موجهة للآخر (المسيحيين في هذه الحالة)، بروباغاندا الحزب موجهة اليوم الى جمهوره الى جمهوره حصراً، الذي يبدو انه لم يمتعض. فهو لم يحرق او يمزّق اي مما علق لانه يخالف عقيدته، بل على العكس، جمهور الحزب تلقف بسرعة هذه المبادرة وساهم بنشرها متبنياً، وما عليكم الا مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن ما رأي الدين في هذا الموضوع؟ يبدو ان التصرف في الذي حصل في الضاحية فاجأ كثر من رجال الدين، واحدث حال من الارباك. حاولوا التهرب من الحديث عن الموضوع. قال احدهم لموقع "ليبانون ديبايت"، ان معايدة المسيحين امر طبيعي، وليس امراً مكروهاً في الدين بل على العكس. وقال آخر المشكلة فقط في العبارة التي وضعت، ففي عقيدتنا المسيح لم يقم لانه لم يصلب. رجل دين آخر اعتبر ان المجاملة في الاعياد واجبة، لكن ليس الى هذه الدرجة التي تطيح بالنص القرآني.  تظهر هنا معركة "حزب الله" الحقيقية. تظلل الحزب بصفة البلدية ليعلق اللافتات التي تقبلها جمهوره بسرعة وسهولة، لكن رجال الدين يبدو انهم لم يستسهلوا الامر. تبدو هنا معركة الحزب في التطوير الديني الاجتماعي. حرب قد تبدو اكثر صعوبة من حروبه العسكرية، فهل ينجح؟ او يستسلم للواقع؟

 

خاص: هذا هو عنوان رفعت عيد في كاليفورنيا الأميركية

موقع القوات اللبنانية/بعد اعلان وزير العدل أشرف ريفي ان امين عام الحزب العربي الديمقراطي رفعت علي عيد الذي جرى تهريبه من جبل محسن قبيل بدء الخطة الامنية في طرابلس موجود في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الاميركية، حصل موقع “القوات اللبنانية” على معلومات عن مكان وجوده هناك. وتؤكد المعلومات ان عيد يقيم في منزل تملك زوجته دانا عباس وعائلته في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا. وعنوان المنزل هو: Santa Barbara, Irvine, CA, 92606-8890ـ444

اشارة الى انه صدرت بحق عيد مذكرة توقيف غيابية من القضاء اللبناني بجرم تأليف خلية ارهابية.

 

اعادة انتخاب بوتفليقة رئيسا للجزائر لولاية رابعة

وطنية - أعلن وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز ان الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة فاز بولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية، جامعا 81,53 في المئة من الاصوات. وأكد بلعيز ان نسبة المشاركة التي بلغت 51,7 في المئة لا تأخذ في الحسبان الجزائريين الذين انتخبوا في الخارج وعددهم اكثر من مليون ناخب.

 

الجيش النيجيري يقر بان معظم الفتيات المخطوفات ما زلن مفقودات

وطنية - اقرت وزارة الدفاع النيجيرية بان معظم التلميذات ال129 اللواتي خطفهن مسلحون من جماعة بوكو حرام الاسلامية في شمال شرق البلاد ما زلن مفقودات. وكان الجيش اعلن ان ثمانية فقط من التلميذات اللواتي خطفن الاثنين ما زلن محتجزات وان الاخريات تمكن من الفرار، وهو ما نفته مديرة المدرسة لاحقا.

 

اتفاق في جنيف ينفذ على مراحل لنزع فتيل التوتر في الازمة الاوكرانية

نهارنت/توصلت الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي واوكرانيا في ختام اجتماع في جنيف الخميس الى اتفاق ينفذ على مراحل لنزع فتيل الازمة الاوكرانية، ولكن على الرغم من الاجواء التفاؤلية التي اشاعها فقد بدت واشنطن مشككة بالتزام روسيا به. وهذا الاتفاق الذي بدا مفاجئا بعدما كان دبلوماسيون استبعدوا قبيل بدء الاجتماع امكانية خروجه باي نتيجة، ينص خصوصا على نزع اسلحة المجموعات المسلحة غير الشرعية واخلاء المباني التي تحتلها هذه المجموعات، كما ينص على صدور عفو عام. والاتفاق الذي توصل اليه وزراء الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والاوروبية كاثرين آشتون والاوكراني اندريي ديشتشيتسا، ينص ايضا على صدور عفو عام. وجاء في نص الاتفاق ان "كل المجموعات المسلحة غير الشرعية يجب ان تنزع اسلحتها، وكل المباني المحتلة بشكل غير شرعي يجب ان تعاد الى اصحابها الشرعيين، وكل الطرقات، وكل الساحات، وكل الاماكن العامة في المدن الاوكرانية يجب ان يتم تحريرها". ونص الاتفاق ايضا على ان بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ستتولى مساعدة السلطات الاوكرانية على تطبيق هذه الاجراءات. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اول من اعلن عن التوصل الى هذا الاتفاق خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام الاجتماع الرباعي، وذلك بعدما ضاعفت موسكو في الايام الاخيرة تصريحاتها الشديدة اللهجة والتي كررها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس بتهديد مبطن باستخدام القوة في اوكرانيا.

وقال لافروف "لقد وافقنا على وثيقة، اعلان جنيف ليوم 17 نيسان/ابريل، وفيها اتفقنا على ضرورة اخذ اجراءات اولية ملموسة للتوصل الى نزع فتيل التوترات وضمان الامن لجميع المواطنين الاوكرانيين".

من جهتها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي ان "منظمة الامن والتعاون في اوروبا يجب ان تلعب دورا قياديا" في تطبيق هذا الاتفاق الذي ينص على استعداد كل من الولايات المتحدة  وروسيا والاتحاد الاوروبي لتوفير مراقبين للاشراف على حسن تنفيذه. ويلحظ الاتفاق ايضا صدور عفو عام عن كل الذين يحترمون مفاعيله، باستثناء "اولئك المسؤولين عن ارتكاب جرائم قتل".

واكد لافروف في مؤتمره الصحافي ان بلاده ليست لديها "اي رغبة" في ارسال قوات الى اوكرانيا، وذلك بعدما اطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديدات ضمنية باللجوء الى القوة في اوكرانيا.

وقال الوزير الروسي "ليس لدينا اي رغبة في ارسال قوات الى اوكرانيا. هذا الامر ضد مصالحنا الجوهرية". من جهته رحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالتوصل الى الاتفاق، مهددا في الوقت نفسه روسيا بفرض "مزيد من العقوبات" عليها اذا لم يتم احراز تقدم في نزع فتيل التوتر في الازمة الاوكرانية. وقال كيري "اذا لم نر تقدما لن يكون امامنا من خيار سوى فرض عقوبات اضافية، اثمان اضافية".

وردا على سؤال عن شبه جزيرة القرم التي انفصلت عن اوكرانيا وانضمت الى روسيا بموجب استفتاء جرى في آذار/مارس ولم تعترف به الاسرة الدولية، قال كيري ان الولايات المتحدة "لم تتراجع ولكننا لم نأت الى هنا (جنيف) للحديث عن القرم". من جهتها اكدت آشتون ان الاتحاد الاوروبي "سيواصل جهوده لدعم اوكرانيا اقتصاديا وماليا وسياسيا".

وينص اتفاق جنيف ايضا على وجوب ان تتم عملية مراجعة الدستور التي اعلنت عنها كييف "بشفافية" وان تستند الى "حوار وطني موسع لضم كل المناطق الاوكرانية وكل الكيانات السياسية".

وتعليقتا على الاتفاق قال الرئيس الاميركي باراك أوباما انه ليس واثقا من ان روسيا ستلتزم به، مهددا اياها بفرض عقوبات اميركية واوربية جديدة عليها اذا تأزمت الامور.

وصرح اوباما في البيت الابيض "لا اعتقد انه يمكن ان نكون واثقين من اي شيء في هذه المرحلة"، مضيفا ان "هناك امكانية بان تؤدي الدبلوماسية الى تهدئة الوضع (...) الامر يتطلب عدة ايام اخرى قبل ان نرى ما اذا كانت التصريحات ستصبح واقعا ملموسا". وتابع اوباما "اعددنا مع الاوربيين اجراءات اضافية يمكن ان نفرضها على الجانب الروسي اذا لم نر اي تحسن حقيقي في الوضع (...) آمل ان نرى تطبيقا (للاتفاق) خلال الايام المقبلة ولكن لا اعتقد انه بالامكان التعويل على ذلك نظرا الى ما رأيناه في الماضي".

من ناحيته قال وزير الخارجية الاوكراني اندري ديشتشيتسا انه "من المهم ان يبدأ تطبيق هذه الاجراءات (...) في غضون اليومين او الايام الثلاثة المقبلة"، معتبرا ان تطبيق روسيا التعهدات التي قطعتها في جنيف "ستكون امتحانا، سنرى ما اذا كانت روسيا تريد المساعدة في ارساء الاستقرار في هذه المنطقة". من جانبه أعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في مقابلة مع قناة ايه ار دي التلفزيونية العامة ان اتفاق جنيف "خطوة اولى مهمة ولكن يجب ان تتلوها خطوات اخرى كثيرة". واتى التوصل الى اتفاق جنيف بعد ساعات من اطلاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديدات ضمنية باللجوء الى القوة في اوكرانيا. واتهم الرئيس الروسي في لقائه التلفزيوني السنوي للرد على اسئلة الجمهور السلطات الاوكرانية بقيادة البلاد نحو "الهاوية"، معربا عن أمله في ان لا يضطر الى استخدام "حقه" في ارسال قوات عسكرية الى اوكرانيا، معتبرا ان تسوية الازمة التي تشهدها اوكرانيا مرتبطة "بالضمانات" التي يمكن ان تعطى لاحترام حقوق الناطقين بالروسية في شرق البلاد. واضاف "من المهم جدا اليوم البحث في كيفية الخروج من هذا الوضع" و"عرض حوار حقيقي على الناس"، مشيرا الى ان المحادثات الرباعية التي تعقد في جنيف "مهمة جدا". كما اكد ان الحلف الاطلسي "لا يخيفه". وقال "يمكننا بانفسنا ان نخنقهم جميعا، لماذا انتم خائفون؟" ردا على سؤال صحافية روسية. وفي تحذير الى مولدافيا البلد الصغير الموالي لاوروبا اعتبر الرئيس الروسي انه ينبغي ان تتمكن منطقة ترانسندستريا الانفصالية "ان تقرر مصيرها بنفسها".

واعلن رئيس ترانسدنستريا يفغيني تشيفتشوك في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس الاربعاء ان "على الاتحاد الاوروبي ان يعترف بترانسدنستريا التي لا تمثل ولن تمثل اي خطر بالنسبة اليه. في هذه الحالة فقط ستكون هناك منطقة استقرار في الاقليم".

على صعيد آخر، اعتبر كيري ان الاجراءات التي اتخذت، بحسب تقارير اعلامية، في احدى مدن الشرق الاوكراني المضطربة بحق سكانها اليهود الذين فرض عليهم التعريف عن انفسهم بصفتهم يهود، هي اجراءات "شنيعة ولا تحتمل". وقال كيري انه "في العام 2014، بعد كل الاميال التي قطعت وكل التاريخ الذي مضى، هذا ليس فقط امرا لا يحتمل بل هو شنيع. هذا يتخطى اللامقبول".

وجاء تعليق كيري بعد تقارير اكدت ان مدينة دونيتسك في شرق اوكرانيا والتي اعلن فيها انفصاليون قيام سلطات انتقالية مستقلة عن كييف، شهدت توزيع مناشير تطالب اليهود بتسجيل انفسهم لدى هذه السلطات في لوائح مخصصة لهم، وذلك تحت طائلة تعرضهم للترحيل ومصادرة ممتلكاتهم. ولكن حاخام المدينة قلل مساء الخميس من شأن هذه المناشير، واضعا ما حصل في خانة "الاستفزاز"، ومؤكدا ان القضية "منتهية". ميدانيا وقبيل انطلاق مباحثات جنيف قتل ثلاثة مهاجمين واصيب 13 بجروح في هجوم استهدف ليل الاربعاء الخميس وحدة من الحرس الوطني الاوكراني في ماريوبول جنوب شرق البلاد، على ما اعلن وزير الداخلية ارسين افاكوف. وتحولت المواجهة مع المتمردين في الشرق الاوكراني الاربعاء الى نكسة لقوات النظام المؤيد لاوروبا. فقد تكبدت القوات الاوكرانية هزائم متتالية الاربعاء أمام مجموعات مسلحة حول سلافيانسك اخر مدينة في سلسلة المناطق التي سيطر عليها عناصر موالون لروسيا منذ السبت. وتؤكد كييف والغربيون ان هذه المجموعات المسلحة التي يطلق عليها في اوكرانيا من باب السخرية اسم "الرجال الخضر"، هي في الواقع مجموعات جنود من قوات النخبة الروسية على غرار المجموعات التي نشطت في القرم قبل ضمها الى روسيا في اذار. وتنفي موسكو من جهتها ارسال جنود او عناصر الى الاراضي الاوكرانية. واعلنت شركة ايروفلوت الروسية انه "عملا باشعار رسمي تلقته الشركة، يحظر على جميع المواطنين الروس الذكور بين 16 و60 عاما دخول اوكرانيا". كما يحظر دخول اوكرانيا على كل الرجال الاوكرانيين بين 16 و60 عاما والنساء الاوكرانيات بين 20 و35 عاما "المقيمين في اراضي جمهورية القرم ومدينة سيباستوبول"، بحسب الشركة. من ناحيته وافق الاتحاد الاوروبي على اجراء محادثات مع روسيا حول الغاز، محذرا موسكو من ان "مصداقيتها" كمصدر للطاقة على المحك بعد تهديدها بوقف الامدادات. وكالة الصحافة الفرنسية

 

داعش تتهم القاعدة بالانحراف عن منهج الجهاد وبشق صفوف مقاتليه

نهارنت/شن تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الذي يخوض معارك دامية مع تنظيمات جهادية اخرى في سوريا هجوما غير مسبوق على قيادة تنظيم القاعدة، متهما اياها بالانحراف عن المنهج الجهادي وبشق صفوف المقاتلين الجهاديين. ودعا التنظيم المعروف اختصار باسم "داعش" على لسان المتحدث باسمه ابو محمد العدناني في تسجيل صوتي نشر على منابر جهادية الجمعة، المقاتلين في صفوف الجماعات الاخرى الى تاييد تنظيمه في خلافه مع القاعدة التي راى انها "لم تعد قاعدة الجهاد". وقال العدناني في التسجيل "لقد انحرفت قيادة تنظيم القاعدة عن منهج الصواب (...) ان القاعدة اليوم لم تعد قاعدة الجهاد، فليست بقاعدة الجهاد من يمدحها الاراذل، ويغازلها الطغاة، ويناغيها المنحرفون والضالون". واضاف "القاعدة اليوم لم تعد قاعدة الجهاد، بل باتت قيادتها معولا لهدم مشروع الدولة الاسلامية والخلافة القادمة باذن الله. لقد حرفوا المنهج، وأساؤوا الظن، وقبلوا بيعة المنشقين، وشقوا صف المجاهدين، وبدأوا بحرب دولة للاسلام". وتابع العدناني ان "الخلاف بين الدولة والقاعدة ليس على قتل فلان، او على بيعة فلان (...) ولكن القضية قضية دين اعوج، ومنهج انحرف (...) منهج يؤمن بالسلمية، ويجري خلف الاكثرية، منهج يستحي من ذكر الجهاد والصدع بالتوحيد". ويخوض تنظيم "داعش" منذ مطلع كانون الثاني/يناير معارك عنيفة مع تشكيلات اخرى من المعارضة السورية المسلحة على راسها "جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة. واندلعت هذه المواجهات التي قتل فيها نحو اربعة الاف شخص بعد اتهامات واسعة وجهت الى تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي تاسس في العراق بانه "من صنع النظام" السوري ويقوم ب"تنفيذ مآربه"، وكذلك بالتشدد في تطبيق الشريعة. وفي شباط/فبراير، اعلنت القيادة العامة لتنظيم القاعدة تبرؤها من "داعش" ودعتها الى الانسحاب من سوريا. وخير العدناني في التسجيل الصوتي مقاتلي التنظيمات الجهادية الاخرى بين القاعدة وتنظيمه. وقال "اختاروا أيها المجاهدون: على يد من تأخذون؟"، مشددا على ان "داعش" باق "على منهج الامام الشيخ اسامة" بن لادن، الزعيم السابق للقاعدة الذي قتل في عملية عسكرية اميركية في باكستان العام 2011. وكالة الصحافة الفرنسية

 

حصرياً لـ"العربية.نت": قطر وافقت على بنود خليجية

الرياض - العربية.نت/علمت "العربية.نت" من مصادر غير مؤكدة أن هناك عدداً من النقاط تم التفاهم عليها مع الجانب القطري في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الذي عقد في مطار قاعدة الرياض الجوية مساء أمس الخميس، بحضور جميع وزراء الخارجية. وقالت المصادر لـ"العربية.نت" إن الجانب القطري تعهد لدول المجلس بعدم تجنيس أي مواطن من دول مجلس التعاون سواء من المعارضين أو العاديين، كما تعهد بترحيل بعض الأجانب الذين ينتمون إلى تنظيم الإخوان المسلمين من الأراضي القطرية، وعدم دعم أي معارضين لدول مجلس التعاون الخليجي، ووقف أي حملات إعلامية أو أي إعلام عدائي لأيٍّ من دول المجلس. وعلمت "العربية.نت" أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون اجتماعاً بعد نحو أسبوعين؛ لبحث مدى الالتزام بآلية التنفيذ.

 

الكسليك» عمقُ الموارنة... لن «نُجنّز» وطنَنا

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

توجّهت الأنظار إلى جامعة الروح القدس - الكسليك، لمتابعة رتبة دفن السيّد المسيح، وقد حملَ هذا القدّاس معانيَ دينية ووطنية للموارنة، حيث يودّعون الرئيس الثاني عشر للجمهوريّة بعد الإستقلال، آملين أن يحضر قدّاس السنة المقبلة رئيس جديد للجمهورية على رأس الدولة اللبنانية التي وُجدت لكي يكون للموارنة والمسيحيّين كيانٌ مستقلّ حرّ في هذا الشرق.

نعمة: لا تخافوا على لبنان لأنّه موطن الإيمان والقدّيسين

لا يخاف الموارنة في جونية، عمقهم الإستراتيجي، الإنحدار الديموغرافي، على الرغم من بعض التهديدات الجغرافية، في وقت يواجه مسيحيّو الشرق صراعاً وجوديّاً.

حيث ستنقل وسائل الإعلام العالمية ووكالات الأخبار الدولية احتفالات الجمعة العظيمة وعيد الفصح، وستُردّد ككُلّ سنة، أنّ مسيحيّي العراق احتفلوا بحزن وسط المخاوف من التفجيرات، وأنّ مسيحيّي فلسطين أحيوا العيد مع تناقص أعدادهم والهجرة المستمرّة التي تضربهم، فيما أطلّ العيد حزيناً على مسيحيّي سوريا مع استمرار خطف المطرانين بولس اليازجي ويوحنّا ابراهيم وما يعانونه من تهجير قسري. لكنّ المادّة الإعلامية الجديدة التي ستضاف إلى الأخبار العالمية، ستكون احتفال مسيحيّي لبنان في العيد مع تزايد المخاوف من فراغ رئاسي.

حاولَ الموارنة في جامعة الكسليك، إحياء التقليد السنوي، والإحتفال بالجمعة العظيمة مع ما تعني هذه الذكرى من رمزية للمسيحيين، وقد جمعت هذه المناسبة أقطابَ الدولة من مختلف الطوائف، أبرزُهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ووزراء ونوّاب حاليّون وسابقون، وعددٌ من السفراء المعتمدين في لبنان وأعضاء السلك الديبلوماسي والقنصلي، إضافةً إلى ركائز المجتمع الماروني وبنيتِه المؤسساتيّة والدينية والسياسية، وأجيال الرهبان الذين شكّلوا الرافعة التي سنَدت المجتمع المسيحي أيام الحرب الأهلية وأوصلت الرئيس الشهيد بشير الجميّل إلى السلطة، والذي شكّل اغتياله اغتيالاً لمشروع الرهبانية المارونية في تلك الفترة.

في هذه الجامعة، وتحديداً في قاعة الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني، حيث تقام رتبة الدفن، لا مكانَ لليأس والحزن، فالبابا يوحنا بولس الثاني زار لبنان في زمن الإحباط المسيحي والخيبة، وأعطى أملاً للشباب المسيحي بوطنِهم، وحاولَ الرهبان في الأمس، طمأنة الموارنة والمسيحيين ببقاء وطنهم للأجيال المقبلة، لأنّ لبنان يواجه الصعوبات ويُصلب مرّات عدّة، لكنّه يقوم من بين الآلام ويستمرّ.

في القاعة نصف الدائرية التي تشبه المدرّج، رُفع قدّاس دفن المسيح. هنا ترى أجيال الرهبان، فمنهم الشباب الذين يضعون اللمسات الأخيرة على ترتيبات الجنّاز، حركة لا تهدأ، يتغلغلون بين المؤمنين كما كانوا دائماً. وتجد أيضاً الجيل الأكبر الذي يشرف على الرهبان الشباب ويتولّى حاليّاً قيادة الرهبانية اللبنانية المارونية، إضافةً الى الجيل الذي لعب دوراً تاريخياً في أصعب المراحل من تاريخ لبنان، حيث يدخل الرئيس العام السابق للرهبانية الأباتي بولس نعمان، ويشقّ طريقه بين الحضور ويصعد إلى المذبح، ويجلس على الكرسيّ المخصّص للرهبان، في إشارة رمزيّة إلى أنّ الرهبانية تستمدّ روحها ومستقبلها من نضالاتها التاريخيّة، ويجلس أمامه السفير البابوي غابريال كاتشيا.

ففي كلّ قدّاس جمعة عظيمة في الكسليك يحضر السفير البابوي، لأنّ العلاقة المباشرة التي تربط الرهبانية المارونية بالفاتيكان هي علاقة عضوية رعويّة، وقد شبَّهها أحد الحاضرين بزمنِ «الانتداب الإيجابي» مع استقلاليةٍ تتلاقى والتركيبة اللبنانية، بعدما حصر الفاتيكان عام 1986 مع نهاية ولاية الأباتي نعمان، دورَ الرهبانية وانفلاشها، وسلّم دفّة قيادة المركب الماروني إلى البطريركيّة المارونيّة حصراً.

مراسم الدفن تتوالى، على وقع تراتيل الآلام، وقراءة عدد من الكهنة فصولاً من النبوءات، وتشديد الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، على «أننا كلّما نظرنا إلى لبنان ومشرقِنا وعالمنا، نفهم أن لا مجال للإستمرار في الحرب والإحباط»، مؤكّداً «عدم الخوف على لبنان لأنه موطن الإيمان والقدّيسين»، داعياً إلى أن «نؤمن به ونكون إيجابيين في التعاطي مع شؤونه، مبتعدين كلّ البعد عن التباكي والتشكّي، عاملين بجهدٍ من أجل بنيانه وإعلاء شأن الحياة فيه».

وشكرَ نعمة لسليمان، «كلّ خير صنَعه ويصنعه للبنان»، قائلاً: «أنتم الذين خدمتم الوطن في مؤسّسة التضحية والوفاء والشرف وتحمّلتم بعدها هذه المسؤولية العظيمة، عاملين بكلّ جهد لتكمل سفينة الوطن رحلتها فتصل إلى شاطئ الأمان، كافأكم الربّ بنعمِه على كلّ خير أدّيتموه وتقدّمونه إلى وطننا».

قد يكون زمن الآلام والقيامة هو زمن التوبة والغفران، لكنّ الموارنة الذين يجتمعون تحت سقف الكنيسة الواحدة في القداديس، يتفرّقون عندما يحين موعد النزاع على السلطة، والتجارب التاريخية علّمت أنّ الرهبانية المارونية وبكركي والفاتيكان غير قادرين على جمعهم إذا لم يكن هناك إرادة تَصاُلحٍ نابعة من داخلهم، والموعد في 23 نيسان هو اختبار أوّليّ، أمّا 25 أيار فاستحقاقٌ نهائي..

 

تحسباً لتداعيات محتملة جراء تصاعد الحرب السورية دول خليجية وأوروبية تدعو هولاند إلى الإسراع بتسليح الجيش اللبناني

لندن – حميد غريافي: السياسة/حضت قوى اغترابية لبنانية في باريس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند, أمس, على “الاسراع في البدء بتنفيذ صفقة الثلاثة مليارات دولار السعودية لتسليح الجيش اللبناني”, بأسلحة اختيرت أنواعها بدقة, ومن خبراء عسكريين دوليين لتتناسب مع السلاح المنتشر في لبنان في كل المحافظات, خصوصاً في أيدي ميليشيات “حزب الله” و”حركة امل”, لمواجهة مضاعفات وتبعات نتائج الثورة السورية. وعلى الرغم من بدء وصول ضباط لبنانيين الى فرنسا للتدريب بموجب صفقة الهبة السعودية, وتمهيداً لاعلان دولتين خليجيتين على الاقل السير على خطى السعوديين في تقديم هبتين بملياري دولار على الاقل لشراء طائرات مقاتلة ومروحيات عمودية, إلا ان دولا خليجية واوروبية تستعجل بدء تنفيذ الصفقة الفرنسية- السعودية- اللبنانية بأسرع وقت “كي يكون الجيش اللبناني واجهزة الامن جاهزة لتنفيذ ما قد يصدر إليها من اوامر خلال الاشهر الاربعة المقبلة, التي تتوقع اوساط برلمانية في كل من الكونغرس الاميركي و”الجمعية الوطنية” الفرنسية (مجلس النواب) ان تنتهي برحيل بشار الاسد انقلاباً أو اغتيالاً أو هرباً أو اعتقالاً”, بعدما قدم قادة الاستخبارات الغربية في اجتماع لهم السبت الماضي في أحد منتجعات بروكسل مقترحاتهم لإنهاء هذا النظام الدموي بعمليات استخباراتية.

من جهته, كشف ديبلوماسي خليجي في ابوظبي ل¯”السياسة” عن ان المملكة العربية السعودية “ما كانت لتعلن تقديم هبة المليارات الثلاثة للبنان, لولا شعورها بضرورة الاستعداد لمرحلة ما بعد الثورة السورية سلبا او ايجابا, ولولا مخاوفها على لبنان وحلفائها فيه”. وقال الديبلوماسي ان لبنان قد يشهد “مرحلة مأسوية هذا الصيف أو في مطلع الخريف المقبل بسبب عدم استخدام جيشه بصورة حاسمة لإقفال الحدود اللبنانية السورية بإحكام, وإذا لم يمنع ميليشيات “حزب الله” من الاستمرار في التدفق على المناطق المشتعلة في سورية”. واضاف الديبلوماسي, استناداً إلى مصادر المعارضة السورية في القاهرة, ان “السفير الروسي في بيروت تدخل شخصياً لدى قيادة “حزب الله” من اجل ارسال مئات عدة من ميليشياتها إلى مدينة طرطوس ومحيطها حيث تقع اهم قاعدة بحرية روسية في مياه الشرق الاوسط, رغم نزوح آلاف من المواطنين الروس العاملين في شمال البلاد مع عائلاتهم على دفعات منذ نوفمبر الماضي, ومرابطة خمسة طرادات بحرية روسية جديدة في الميناء وامتداداته للقيام باخلاءات أخرى, اذا فاجأ الثوار دمشق وموسكو ببلوغ طرطوس كما فاجأوهما بالوصول الى البحر شمال اللاذقية”.

 

الخليج.. مصالحة أم تهدئة؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

البيان الذي نقلته وكالات الأنباء الرسمية لدول مجلس التعاون عن اجتماع وزراء الخارجية الأخير في الرياض، كتب بـ«اللغة الخليجية». أهم ما ورد فيه أنهم عقدوا «اجتماعا تم خلاله إجراء مراجعة شاملة للإجراءات المعمول بها فيما يتعلق بإقرار السياسات الخارجية والأمنية، وتم الاتفاق على تبني الآليات التي تكفل السير في إطار جماعي، ولئلا تؤثر سياسات أي من دول المجلس على مصالح وأمن واستقرار دوله، ودون المساس بسيادة أي من دوله. وفي هذا الخصوص (أكدوا) موافقة دولهم على آلية تنفيذ وثيقة الرياض، التي تستند إلى المبادئ الواردة في النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية». طبعا، يستحيل على أحد أن يفهمه دون الاستعانة بمترجم محلي، فالغموض لغتنا في الخليج التي تعتمد على الإشارات، واللبيب الحر تكفيه الإشارة. حقا، مهمة صعبة فك الشفرة، كيف يمكن توضيح معاني: «الاتفاق على أهمية التنفيذ الدقيق لما جرى الالتزام به»، والبيان لا يقول تنفيذ ماذا، ولا على ماذا تم الالتزام. الأكيد، أن الكويت لعبت دورا إيجابيا لوقف الانهيار داخل مجلس التعاون، آخر التجمعات الصامدة والمستقرة في المنطقة. والأكيد أن الأمور، قبل الوساطة الكويتية، كانت تنزلق سريعا نحو خلافات سيصعب حلها مع الوقت، بعد أن سحبت ثلاث دول سفراءها غضبا من قطر، وكانت عازمة على خطوات عقابية لاحقة أكثر من الرمزية الدبلوماسية. هذا البيان المشفر يوحي لنا من كلمتي «التنفيذ الدقيق»، وجود مطالب محددة لا بد من تنفيذها، وأن هناك فريقا يقوم برصد التنفيذ. دون إذاعة ملاحق الاتفاق يبقى المجال واسعا لنا لتفسير معنى النشاطات المحرمة، والأخرى التي يمكن التسامح حيالها. الخلاف الثلاثي، السعودي الإماراتي البحريني، مع قطر، بعضه معروف ويصرح به في الهواء الطلق، وربما أنه أهون البنود، لكن هناك إشكالات محرمة قد تنذر بالقطيعة، ومن ثم انهيار المجلس، ومعه انهيار الجبهة الخليجية. فالخلافات العلنية بين دول الخليج عريضة بعرض خريطة منطقة الشرق الأوسط، في مصر، واليمن، وسوريا، وليبيا، وتونس، أما غير المعروفة فهي عميقة عمق السيادة نفسها! وسواء كان «اتفاق الرياض» على «وثيقة الرياض»، مصالحة، أو تهدئة، فإن مسؤولية قيادات دول الخليج كبيرة في أن تدرك أن قيمة مجلسها لها أعظم من صناديقها الاستثمارية التريليونية، التي أسست للأيام المظلمة. وفي أوقات الرخاء يسهل العبث بالعلاقات، وتحويل الاختلافات إلى خلافات، ومباريات سياسية، لكن من يدري كيف تدلهم الأمور، ومتى تظلم الدنيا. أهمية استقرار دول مجلس الخليج ليست فقط لأهلها، بل للمنطقة عموما التي تحتاج إلى بر للأمان قادر على موازنة الأمور، ودفعها باتجاه الاستقرار. ولو أن هذه القوى، التي تبدو ضعيفة وهادئة، اتفقت ووحدت سياستها لاستطاعت تغيير المنطقة نحو الأفضل.

 

الخلاف الخليجي مطمئن!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

كثيرة هي التسريبات، والتفاصيل، حول الخلافات الخليجية - الخليجية، ومنذ سحب السفراء من الدوحة وحتى صدور البيان الخليجي الخميس الماضي في الرياض إعلانا عن توقيع آلية تنفيذ وثيقة الرياض، أو «الوثيقة القضية»، إلا أن اللافت في كل ذلك هو طريقة معالجة هذا الخلاف، وحتى اللحظة! السمة الواضحة لهذا الخلاف الخليجي الحساس أنه ليس نتاج انفعال، أو رغبة في كسر طرف لطرف آخر، بل هو خلاف مصيري بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وحلوله تطبخ على نار هادئة؛ فقبل اجتماع الرياض الأخير قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي إنه لا محادثات سرية بين السعودية وقطر، حيث يقول: «كل اتصالاتنا معلنة، ودول المجلس مبنية قاعدتها على حرية الدول في سياستها في إطار عدم الإيذاء بمصالح الدول الأخرى، وطالما التزمت الدول بهذا المبدأ فلن تكون هناك مشكلة». مع تأكيد الفيصل أنه لا توجد وساطة حقيقية بين السعودية وقطر. ويقول لي دبلوماسي خليجي مطلع عن كثب على ملف الخلاف الخليجي: «لسنا في حلبة مصارعة.. هناك آلية إذا تم الالتزام بها ينتهي الخلاف»! والأمر نفسه سمعته من مسؤول خليجي رفيع المستوى حيث يقول: «لا نريد وضع أحد في الزاوية، ولا نريد منتصرا وخاسرا؛ نريد فقط الالتزام بما اتفق عليه».

حسنا، قارن التصريحات أعلاه بالبيان الصادر الخميس الماضي حول الاتفاق على آلية وثيقة الرياض، فسيتضح أن البيان لم يرد على اسم قطر، كما لم يعلن عن عودة السفراء، ولم يكن بيان انتصار طرف على آخر، مما يقول لنا إن إدارة الأزمة الخليجية تسير بشكل مطمئن، لأن آخر ما تحتاجه دول المجلس هو حل خلافاتها بطريقة شكلية، فآلية وثيقة الرياض، مثلا، تتضمن خمس صفحات، ومحددة بشكل مفصل، ومقبولة من جميع الدول الخليجية، مما يعني أنها لا تمس السيادة، ولا تفرض شروطا تعجيزية، وبالتالي فإن عدم الاستعجال بعودة السفراء، وإعطاء مجال للتأكد من تنفيذ الآلية المقرة يعني أن الخليجيين يحسمون ملفاتهم بكل شفافية، ودون مجاملات لا فائدة منها. وهذا هو الأهم، والمطلوب منذ فترة، فلا مجال للمجاملات، أو المناورات، ونحن نرى المنطقة برمتها تهتز من حجم الأزمات، والقلاقل.

ولذا فإن المعالجة المتأنية، والحاسمة، للخلاف الخليجي - الخليجي هي أكثر مدعاة للتفاؤل والاطمئنان، لأن جميع الأمور ستكون على بينة، وليس من خلال التهييج، ونسج القصص. صحيح أن التحدي الأكبر أمام الخليجيين الآن هو تنفيذ آلية الرياض، إلا أن الأهم هو أن طريقة المعالجة هذه توحي بالجدية، وعدم تكرار أخطاء الماضي القريب. وعليه فلا يمكن القول بأن صفحة الخلاف الخليجي - الخليجي قد طويت، وإنما يمكن القول إن العلاقات الخليجية تمر الآن بمنعطف مهم ومطلوب، وقادم الأيام، وهو ليس ببعيد، سيثبت جدية ما تم الاتفاق عليه من عدمه.

 

ولادة عسيرة لرئيس لبنان بانتظار التجديد للأسد

سليم نصار/الحياة

عرضت صالات السينما في بيروت وطرابلس عام 1958، فيلماً طريفاً اشترك في بطولته طوني كيرتس وهاري باليفونتي تحت عنوان «التحدي الكبير». ويروي الفيلم حكاية أسيرَيْن نجحا في الهرب من السجن، على رغم الأصفاد التي تغلل يديهما وتعيق ابتعاد الواحد عن الآخر. وهكذا اكتشفا، وهما يركضان هرباً من رجال الشرطة، أن حريتهما مقيّدة عملياً برباط معدني. لذلك اتفقا على البحث عمّن يحطم أصفادهما بحيث يستطيع كل واحد منهما مواصلة طريقه على نحو مستقل. ولوحظ في حينه أن إقبال اللبنانيين على مشاهدة ذلك الفيلم كان مرتبطاً بالتمزق السياسي الذي أبعد تيار الناصريين عن تيار حلف بغداد بزعامة الرئيس كميل شمعون وسامي الصلح. ومثل ذلك الانشطار السياسي والعقائدي ينسحب على الوضع القائم في لبنان اليوم. خصوصاً أن جماعة 14 آذار افتتحت البازار الانتخابي بالحديث عن حاجة لبنان إلى رئيس «قوي» يعيد الاعتبار إلى الطائفة المسيحية المهمّشة، وإلى قصر بعبدا الذي جرّده اتفاق الطائف من الصلاحيات المعطاة له في دستور 1926 وميثاق 1943.

في إحدى جلسات طاولة الحوار، حاول الرئيس ميشال سليمان عرض استراتيجية وطنية للدفاع مستوحاة من الدستور والقوانين ومستلزمات العيش المشترك وقرارات الشرعية الدولية. وتوقع الرئيس أن يحلّ العرض الذي طرحه إشكالية سلاح «حزب الله.»

ولكن كيف؟

جاء في اقتراح رئيس الجمهورية: «ضرورة التوافق على الأطر والآليات المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد إمرته، ولإقرار وضعه بتصرف الجيش المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في خططه العسكرية». في تعليقه على اقتراح الرئيس، تحدث في حينه باسم 14 آذار النائب بطرس حرب، الذي اعترض على اعتراف الرئيس بالمقاومة كجسم مستقل عن الدولة.

وفي رده على العرض الذي تقدم به الرئيس ميشال سليمان، قال المتحدث باسم «حزب الله» إنه «مهما ازدادت أهمية الجيش فلن يتمكن من كسر العدو، لأن الشعب هو المدافع الأول عن الوطن. والمجتمع المقاوم هو الأساس في الاستراتيجية الدفاعية». وكان بهذا الكلام يحدد مهمات الجيش المدافع عن الدولة ومؤسساتها... ومهمات المقاومة المدافعة عن الشعب الذي انبثقت منه.

ويرى الفريق المحايد أن تنفيذ رؤية الرئيس يحتاج إلى إلغاء الطائفية السياسية كما تنص المادة 95 من الدستور. وعندها فقط تنتقل مقاومة «حزب الله» من القوقعة المذهبية، كحزب يقتصر تكوينه على الشيعة، لتصبح مقاومة وطنية مشَكَلة من مختلف أطياف المجتمع اللبناني وطوائفه المتعددة.

ويرى المراقبون أن التطورات السياسية والعسكرية التي حدثت في سورية، خلال السنوات الثلاث الماضية، قد حسمت هذا الإشكال المزمِن لمصلحة «حزب الله.» والسبب أنه تدخّل في الوقت الحرج لإنقاذ النظام وتغيير ميزان القوى على ساحات المعركة. وهو حالياً يستعد للإشراف على عملية إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد في منتصف حزيران (يونيو).

ومن المتوقع أن يختار «حزب الله» فريقاً مدرباً وموثوقاً لملء الفراغ الذي سيتركه قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، الذي نقلته طهران إلى العراق لدعم مرشحها نوري المالكي.

وفي رأي المحللين، فان إدارة باراك أوباما تُعتَبر المسؤولة الأولى عن بقاء نظام بشار الأسد، بسبب الخلافات القائمة بين وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل. فالأول يستند في موقفه الصدامي إلى توصيات الجنرال ديفيد بترايوس الذي شغل منصب قائد القوات في العراق وأفغانستان. وكان يسعى إلى تنفيذ خطة تسليح مقاتلي المعارضة السورية، إلى جانب توسيع تدريبهم. كذلك طالب بضرورة تحديد أماكن محظورة للطيران، كالتي تقررت في حرب العراق. وزير الدفاع هيغل، عارض مطالب زميله لأنها، في نظره، تورط بلاده في حرب إقليمية مكلفة كالحرب التي أغرقت الجيش في معارك الاستنزاف داخل العراق وأفغانستان. وقد وجد هذا الموقف السلبي تأييداً من رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، الذي ادّعى بأن الاشتراك في الحرب السورية سيكلف الخزينة الأميركية خمسين مليون دولار يومياً. ووصفها بأنها حرب بلا نهاية كونها تستمد استمرارها من اندفاع روسيا وإيران. بين هذين الموقفين المتعارضين، اتخذ الرئيس أوباما موقفاً متحفظاً انتهى بالمصادقة على تزويد ثوار سورية بسلاح نوعي متطور ضد الدبابات، وتوسيع خطة التدريب لمئة مقاتل كل شهر. وقد وافقت الإدارة الأميركية على زيادة العدد إلى ستمئة كل شهر، على أن يتم تدريبهم في الأردن وقطر.

منذ أسبوعين نُشرت على الإنترنت أفلام تُظهِر الثوار في سورية وهم يحملون صواريخ متطورة مضادة للدبابات والمصفحات. وأعلن قائدهم أن الصواريخ نُقِلت من ترسانات الجيش الأميركي. علماً أن السلاح المتطور يثير قلقاً في البنتاغون بسبب الخوف من انتقاله إلى أيدي جماعة «القاعدة» وأنصارها. وتحاشياً لهذا المأزق، اكتشفت واشنطن نوعاً جديداً من الثوار الذين يحملون لقب «الإسلاميين المعتدلين.» وقد حصلوا على بعض الأسلحة وفق شروط مشدّدة. ويقدّر النظام السوري أن هذا الاختبار سيفشل مثلما فشل اختبار «طالبان المعتدلة» في أفغانستان. حقيقة الأمر أن تراجع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ناتج من ثلاثة أسباب مرتبطة باستراتيجية السياسة الخارجية التي وضعها أوباما:

أولاً- استقلال الطاقة، ومعنى هذا أن أميركا في عام 2016 لن تستهلك نفطاً مصدره الشرق الأوسط، وإنما ستصبح أكبر بلد منتج للنفط في العالم... أكبر من روسيا ومن السعودية. وقد اتفقت مع كندا والمكسيك على التعويض عن أي نقص في هذه المادة الحيوية.

ثانياً- يرى أوباما أن سياسة سلفه جورج بوش قد فتحت للبلاد جرحاً نازفاً في أفغانستان والعراق. كما أن «الربيع العربي» كان بمثابة عملية مرهقة، أفسحت المجال لظهور ثلاث قوى غير عربية هي: إيران وتركيا وإسرائيل. وعليه، قرر الرئيس الأميركي أن يتعامل مع الواقع حفاظاً على مصالح بلاده.

ثالثاً- من المُلاحظ أن مركز الاهتمام الدولي قد نقل مصالح الولايات المتحدة من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى. وهذا يعني أن واشنطن أصبحت مشغولة بتطور الصين والهند وتايوان وجنوب شرقي آسيا. ويتوقع الإسرائيليون أن يخف اهتمام أميركا بدولتهم وحليفتها التاريخية بريطانيا، بينما تصبح استراليا واليابان وكوريا الجنوبية هي البدائل في سلم الأولويات.

ومثل هذا التغيير الواسع في استراتيجية واشنطن الخارجية، أبعدها تدريجياً عن أصدقائها التقليديين في الشرق الأوسط كالسعودية ولبنان والبحرين. أما علاقتها مع الأردن، فهي باقية بفضل قوة الاستمرار. خصوصاً بعدما سقط المبرر الأميركي للحفاظ عليها سابقاً، كجدار واقٍ يمنع إسرائيل من الوصول إلى نفط الخليج. حيال هذا التحول العميق، لوحظ أن واشنطن تتعاطى بعدم اهتمام مع انتخابات الجزائر ومصر والعراق ولبنان. وكل ما ذكره مساعد وزير الخارجية، لاري سيلفرمان، كان من نوع رفع العتب. وقد ذكر، أمام لجنة العلاقات الخارجية في المجلس النيابي، أن الإدارة قررت الابتعاد عن لعبة الأسماء في انتخابات الرئاسة اللبنانية، وانفتاحها على كل الخيارات بما في ذلك تعديل الدستور، وإعطاء أولوية لتوافق اللبنانيين حول اسم الرئيس المقبل.

وكان بهذا الإعلان يحدد مواصفات الرئيس المقبل بـ «التوافقية» المُستَبعَدَة في ظل الوضع القائم. والسبب أن السيد حسن نصرالله حدد، في المقابلة المسهبة التي أجراها مع جريدة «السفير»، خريطة الطريق لعام 2014، ما لم تحدث مفاجأة تبدل في الوضع القائم.

قال إن برنامج رئيس الجمهورية المقبل يجب أن يوافق عليه «حزب الله». وإن الحزب ملتزم استمرار المقاومة ضد إسرائيل... وحماية نظام الأسد في سورية.

وهذا معناه، بحسب قاموس «حزب الله»، إبعاد كل المرشحين الذين يرفضون الانصياع لهذا المنطق... وانتخاب رئيس يتبنى شعارات المقاومة، ويسمح بعودة النفوذ السوري إلى لبنان.

ويبدو أن هذا الإملاء السياسي أنتج ردود فعل غاضبة لدى الكتل المنتمية إلى السنّة والمسيحيين والدروز، وكأن انتصار نصرالله في سورية حقق له انتصاراً آخر في لبنان. وقد تبدّت هذه الحقيقة للجناح المعتدل في «حزب الله»، الأمر الذي دفع بنائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم إلى انتهاج خط مهادن يساوي بين اللبنانيين، ولا يميّز طائفة عن أخرى.

وفي لقائه مع أهالي منطقة الشياح، قال لهم الشيخ قاسم: «لا يوجد في لبنان توازن دقيق بين ما يُسمّى 8 آذار و14 آذار. لا هم أكثرية ولا نحن أكثرية. ولو افترضنا العكس، فان طبيعة التوازنات لا تسمح بالغلبة، لأننا بذلك يمكن أن نوجد حالاً من الصدام لا ينتهي. ويبقى التفاهم هو الخيار الوحيد للوصول إلى نتيجة مُرضية في لبنان».

وزاد على ذلك: «استقرار لبنان هو مطلب إجماع يلتقي حوله الأميركي والعربي واللبناني من جماعة 8 و14 آذار، لأن الفوضى يمكن توظيفها لمصلحة الأزمة السورية. والكل لا يريد ذلك». ثم دعا إلى إنجاز الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في موعده، متعهداً بتحسين لغة الحوار مع كل الأطراف التي تهمها مصلحة لبنان.

وعلى رغم تلطيف لغة الأمر والإملاء التي تحدث بها السيد حسن نصرالله، إلا أن مرشحي الرئاسة توقعوا ترجمة كلامه إلى العمل على تأجيل الانتخابات إلى ما بعد 25 أيار (مايو) المقبل. أي إلى منتصف حزيران (يونيو) المقبل، موعد انتخابات التجديد للرئيس بشار الأسد. ومن الطبيعي أن ينعكس انتصار «حزب الله» في سورية على المناخ السياسي اللبناني بحيث يبتسم الحظ لمرشح الحزب الذي بقي اسمه سراً حتى اليوم. أما السيناريو الذي يراه المشككون بدعم «حزب الله» للحليف العماد ميشال عون، فيتلخص بالتأجيل المتواصل بحيث يقع لبنان في الفراغ السياسي، تماماً مثلما حدث بعد انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود. يومها تولت حكومة فؤاد السنيورة ملء الفراغ، مثلما قد تتولى حكومة تمام سلام المهمة ذاتها في حال تكررت تلك السابقة.

الأميركيون يستبعدون حدوث ذلك الفراغ لأنهم عازمون على مصالحة السعودية وإيران، وأن جدول الأعمال يتضمن زيارة الرئيس حسن روحاني إلى المملكة. وفي تقدير واشنطن أن السعودية تملك في لبنان قوة الرفض، مثلما تملك إيران بواسطة «حزب الله» قوة الفرض. وهذا يقتضي تعاون هاتين الدولتين من أجل انتخاب رئيس لبنان الثالث عشر!

 

لبنان: تطيير النصاب واحد من خيارات «8 آذار» والجميل لن ينافس جعجع في الجلسة الأولى

بيروت – «الحياة»/أكد وزير العمل اللبناني، نائب رئيس حزب «الكتائب» سجعان قزي لـ «الحياة» أنه لن تكون هناك منافسة بين رئيس الحزب الرئيس السابق أمين الجميل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في الجلسة الانتخابية الأولى التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري الأربعاء المقبل في 23 الجاري.

ورجح قزي أن تكون هذه الجلسة تجريبية. وأوضح ان القرار من قبل قوى 14 آذار ومن قبل حزب «الكتائب» بمن يؤيدان في جلسة الأربعاء المقبل لم يتخذ بعد ولا ينتظر أن يتبلور قبل مطلع الأسبوع المقبل والرئيس الجميل منفتح على كل الطروحات في إطار التأييد المتبادل (لترشحه وترشح جعجع وغيرهما) ضمن آلية يتم الالتزام بها من هذه القوى. وهذه الآلية لم يبدأ البحث فيها حتى عصر أمس. (للمزيد)

وكشف قزي أن النائب ستريدا جعجع أجرت أمس اتصالاً هاتفياً بالرئيس الجميل طلبت فيه لقاءه واللقاء سيتم خلال الـ48 ساعة المقبلة لتبادل الآراء. واعتبر أن الحديث عن تنافس بين الجميل وجعجع صحيح وأمر طبيعي، لكن لا اتفاق في الوقت نفسه على كيفية خوض الانتخابات الرئاسية لأن المفاوضات في شأنها لم تحصل بعد، لكن المؤكد أنه لن يحصل تنافس في جلسة الأربعاء بينهما، إذا انعقدت.

ورأى قزي ان الاتفاق على آلية خوض المعركة الرئاسية ضمن قوى 14 آذار مسألة مهمة، خصوصاً أن هناك مرشحين آخرين للرئاسة في صفوف «14 آذار» مثل النائب روبير غانم والوزير بطرس حرب الذي لم يعلن ترشحه لكن اسمه مطروح، فضلاً عن غيرهما. و «لذلك علينا ان نضع آلية لخوض المعركة. ووجود أكثر من مرشحين سبب اضافي للاتفاق على آلية حول الدورة الأولى والدورة الثانية والتي تتبعها».

وأوضحت مصادر قيادية في حزب «الكتائب» أن هدف قوى 8 آذار وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، «أن تشهد جلسة الأربعاء تنافساً بين الرئيس الجميل وبين جعجع حتى يتمكن عون من أن يعلن نفسه لاحقاً مرشحاً توافقياً. وهذا التنافس لن يحصل ونسعى الى عدم تقديم هذه الورقة لهم».

وفيما ينتظر أن تتواصل المشاورات ضمن قوى 8 آذار، ولا سيما في قيادة «التيار الوطني الحر» حول الموقف من حضور جلسة الأربعاء أو عدم حضورها، خصوصاً أن «حزب الله» يربط موقفه منها بما يقرره العماد عون، فإن مصادر مطلعة قالت إن من بين الاعتبارات التي تؤخذ في الاعتبار في هذه المشاورات ما «إذا كان يفترض أن تُحرق ورقة حاجة أي مرشح لثلثي أصوات البرلمان في الدورة الأولى منذ الآن أم أنه يجب ابقاؤها قائمة بعدم عقد جلسة الأربعاء عبر تطيير نصاب الجلسة». وأوضحت المصادر نفسها أنه «إذا انعقدت الجلسة وفشل جعجع أو أي مرشح آخر في الحصول على الثلثين، فهذا يعني أن أي جلسة ثانية تُعقد حتى لو تأمن نصاب الثلثين المتوجب فيها، يمكن انتخاب الرئيس فيها بالأكثرية المطلقة أي النصف زائداً واحداً. وقد يكون الوصول الى هذه المرحلة مبكراً طالما ان مسألة الرئاسة لم تنضج بعد كما قال الرئيس بري في تصريح له».

وستواصل قيادة «التيار الوطني الحر» مشاوراتها خلال عطلة عيد الفصح، بالتوازي مع اتصالات تجريها مع فرقاء آخرين، تمهيداً لصوغ موقف عون النهائي خلال اجتماع «كتلة التغيير والإصلاح» الثلثاء المقبل، وكرر مصدر قيادي في التيار القول لـ «الحياة» إن من بين الخيارات المطروحة التصويت بورقة بيضاء إذا حضر التكتل، وعدم الحضور. لكن المحسوم هو أن عون لن يترشح في مواجهة جعجع حتى يحتفظ لنفسه بموقع المرشح التوافقي.

وعلى صعيد المواقف الأخرى قالت مصادر متصلة بـ «جبهة النضال الوطني» النيابية برئاسة وليد جنبلاط (8 نواب) انها تتجه الى حضور الجلسة، مشيرة الى ان ترشيح أحد نوابها الموارنة تراجع لمصلحة فكرة التصويت بورقة بيضاء باعتبار ان جنبلاط لا يؤيد جعجع ويفضل مرشح تسوية، غيره وغير العماد عون. وترأس جنبلاط اجتماعاً لكتلته عصر أمس لبحث الموقف الذي ستتخذه الأربعاء.

 

حربان: "إلغاء" في 14 و"تحرير" في 8 آذار

احمد عياش/النهار

مَن يراقب المشهد على ضفتي 8 و14 آذار والوسط الذي بينهما، على مسافة ايام من الجلسة الاولى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قد يجد نفسه وقد اختلطت عنده صورة آخر أنتخابات رئاسية جرت قبل الحرب الاهلية 1975، أي في العام 1970 والتي فاز فيها سليمان فرنجية على منافسه الياس سركيس بفارق صوت واحد، مع صورة آخر انتخابات رئاسية جرت في نهاية تلك الحرب التي انتجت اتفاق الطائف وجاء بموجبها الرئيس رينه معوض رئيساً بتأخير لمدة تزيد عن العام عن موعد اجراء تلك الانتخابات. في هذا الاختلاط يبدو ان الانقسام الذي يسود حاليا قوى 14 آذار وكأنه يعكس انتخابات 1970 مع فارق ان الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع ليسا في موقع سركيس وفرنجية، في حين ان الصمت الذي يسود قوى 8 آذار يبدو وكأنه يعكس مرحلة الفراغ الرئاسي الذي ساد بعد 23 أيلول 1988 عندما ترك الجميل قصر بعبدا بيد قائد الجيش ميشال عون على رأس حكومة انتقالية ليخوض من موقعه الجديد حرب الغاء ضد "القوات اللبنانية" بقيادة جعجع وحرب تحرير ضدّ قوات الرئيس السوري حافظ الاسد. وعلى رغم وجود ملامح تبرّر هذا الاختلاط فأن القاعدة الذهبية"لا يستحم المرء في ماء النهر نفسه مرتيّن" هي الادق كي لا يذهب الفكر الى الظن ان التاريخ يعيد نفسه. في المقابل تبقى هناك ملامح مما مضى. ويخشى البعض ان يكون التنافس غير المبرر الذي يدور حاليا بين الجميل وجعجع وكأنه استعادة "حرب الالغاء"، في حين ان انكفاء عون وكأنه تسليم بـ"حرب تحرير" لا يخوضها هو هذه المرة بل يخوضها حليفه "حزب الله" في سوريا. من المؤسف ان لبنان لم يعد يملك القدرة على ممارسة ديموقراطية 1970 الممهورة بمسدسات وعضلات اقتحمت مبنى البرلمان في ذلك العام.لكن من المفرح ان لبنان لم يعد الى ظروف عام 1988 عندما حذر المبعوث الاميركي لبنان ريتشارد مورفي من معادلة "إما مخايل الضاهر رئيسا وإما الفوضى" فانتهى الأمر الى الفوضى. ما يجري اليوم، ولو بدا هذا التوصيف جارحاً، هو حالة دونكوشيتية تسود 14 آذار وكأن هناك تجاهلاً فاضحاً للواقع الذي يقول إن هذه القوى ليست في موقع المنتصر لتملي شروطها. كما ان هناك حالة انكار تسود قوى 8 آذار الذي يخيّل فيها لـ"حزب الله" انه ينتصر في سوريا فيما هو يقامر بدماء الآلاف من الشباب الشيعة انفاذاً لأوامر سيده في طهران الذي يقود ايران وعدداً من اقطار المنطقة الى الخراب. اذن، ليس ما يدور على جبهة الجميل - جعجع هو "حرب الغاء" بل هو "حرب تشتيت" لـ 14 آذار. كما أنه ليس ما يدور على جبهة "حزب الله" - عون "حرب تحرير" بل "حرب تجهيل" للاسباب الحقيقية التي تضع لبنان على رف الانتظار في الشهور المقبلة. اذا لم تكن هناك آذان صاغية وعيون مفتوحة قبل جلسة الاربعاء المقبل، فإن الايام المقبلة ستقنع الجميع ان لبنان صار اليوم رصيف انتظار. لننتظر.

 

23 نيسان جلسة نصاب و"بروفة" انتخاب البحث عن مرشح توافقي... وإلا الفراغ

اميل خوري/النهار

جلسة 23 نيسان لمجلس النواب هي جلسة اختبار لنيات النواب حول حرصهم على حضور الجلسة وعدم التغيب عنها من دون عذر شرعي، والتزامهم من جهة أخرى ما تعهدوه للجنة النيابية الثلاثية التي شكّلها الرئيس نبيه بري. أما موضوع مباشرة الاقتراع السري لانتخاب رئيس للجمهورية فسوف يكون مجرّد "بروڤة" لمعرفة كيف ستتوزّع أصوات نواب 8 و14 آذار والمستقلين على المرشّحين المعلنين وغير المعلنين، وهل ستصب كل أصوات نواب 14 آذار مع المرشّح سمير جعجع؟ أم أن نواب الكتائب سيقترعون للرئيس أمين الجميل على رغم الاتصالات الجارية معهم لجعل كل أصوات نواب 14 آذار تصب مع جعجع لتأكيد وحدتهم وتضامنهم خصوصاً أن الجلسة الأولى لن تكون حاسمة بالنسبة إلى انتخاب رئيس للجمهورية بل ستتبعها جلسات عدّة. أما نواب 8 آذار فيرى بعضهم الاقتراع بورقة بيضاء استعداداً للاقتراع لمرشحهم في جلسات تالية، وبعض آخر يرى الاقتراع للمرشح ميشال عون أو للمرشح سليمان فرنجيه أو لمرشّح غير جدّي ولمجرّد "الزكزكة" فقط، وأما نواب كتلة جنبلاط فيقترعون لمرشح منهم هو هنري حلو حفاظاً على وسطيتهم. ولم يعرف بعد ما إذا كان الرئيس بري سيرفع الجلسة بعد إجراء دورة اقتراع أولى إلى جلسة تالية يحدّد موعدها أم لا. فثمّة من يرى رفعها لفترة قصيرة ويبقى النواب خلالها داخل القاعة من أجل أرجاء أكثر من دورة اقتراع حتى إذا تبين أن النتائج لم تختلف كثيراً عن الدورة الأولى يرفع عندئذ الجلسة ويحدّد موعداً لجلسة أخرى قد يظهر فيها عدد جديد من المرشحين وتجرى خلالها دورات اقتراع جديدة قبل الانتقال للبحث عن مرشح توافق. وثمّة من يرى أنه بعد اجراء دورة اقتراع أولى في جلسة 23 نيسان ترفع الجلسة إلى موعد آخر وهو الموعد الذي يخشى أن تؤدي التجاذبات السياسية والتنافس على رئاسة الجمهورية إلى عدم اكتمال النصاب فيها إذا لم يحصل اتفاق مسبق على اسم المرشح الذي يحظى بالأكثرية النيابية المطلوبة، ذلك أن كلاً من 8 و14 آذار يخشى إذا ما عقدت الجلسة الثانية واكتمل النصاب فيها أن يفاجأ بفوز مرشح يكون قد صار الاتفاق عليه مع النائب جنبلاط لضمان فوزه ولا يكون مقبولاً من أحد التكتلين الكبيرين.

ولأن بكركي تنظر بأهمية إلى اكتمال نصاب الجلسات وستحمّل مسؤولية حدوث فراغ رئاسي لمن يغيبون عن أي جلسة، فإنها ترى تفادياً لذلك عقد جلسات متواصلة يتنافس فيها مرشحو 8 و14 آذار الاربعة حتى إذا لم ينل أي منهم الأكثرية المطلوبة بعد إجراء أكثر من دورة اقتراع، تُرفع الجلسة من دون تحديد موعد لها إفساحاً في المجال للاتصالات والمشاورات للاتفاق على مرشح يحظى بالأكثرية النيابية المطلوبة، وإلا فإنهم يتحملون مسؤولية حدوث فراغ إذا ظلّوا مصرين على الاستمرار في ترشحهم حتى بعد تأكدهم من أن أيّاً منهم لن يحصل على الأكثرية.

والسؤال الذي يطرح ولا جواب عنه حتى الآن هو: هل سيحصل فراغ رئاسي؟ لأن لا مرشح من 8 أو 14 آذار سيفوز بالأكثرية المطلوبة، وان لا اتفاق بينهم على مرشح يفوز بها فيستمر الفراغ الرئاسي عندئذ إلى ان يتمّ التوصل إلى هذا الاتفاق أو إلى أن تأتي "كلمة السر" من مراكز القرار في صنع الرؤساء في لبنان، وعندها يكون الفراغ من صنع قوى 8 و14 آذار وليس من صنع أي خارج، وتكون هذه القوى قد أفسحت في المجال لهذا الخارج كي يصنع رئيساً للبنان عوض أن يتفاهموا هم على هذا الرئيس ويكون من صنعهم.

إلى ذلك يمكن القول إن المدّة الباقيّة من المهلة الدستورية المحدّدة لانتخاب رئيس للجمهورية تنتهي في 25 أيار وقد لا يتم التوصل إلى اتفاق على انتخاب الرئيس لإصرار مرشحي 8 و14 آذار على انتخاب مرشح منهم وإلا فليكن الفراغ... ولان كل مرشح منهم يأمل في الفوز بالرئاسة في ضوء تطوّر الأزمة السورية وفي ضوء نتائج المحادثات الأميركية – الايرانية ومساعي التقارب بين السعودية وإيران.

يرى المتابعون لسير الانتخابات الرئاسية أنه من الصعب انتخاب رئيس من 8 أو 14 آذار في ظل الظروف الراهنة إلا إذا حصلت معجزة على يد مرجعية خارجية مؤثرة، ومن دون حصول هذه المعجزة فإن دورات الاقتراع سوف تستهلك الوقت على انتخاب أحد المرشحين الأربعة من 8 و14 آذار إلى أن يقتنعوا بوجوب انسحابهم لمرشح توافقي وإلا تحملوا هم مسؤولية الفراغ. وسيجرى وراء الكواليس خلال فترة استهلاك الوقت على دورات الاقتراع بحث عن المرشح الذي يصير توافق عليه ليكون رئيس وفاق قادراً على الجمع بين 8 و14 آذار حول المواضيع التي تخدم مصلحة الوطن والمواطن، ولا سيما الجمع بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" على أساس أن يسلّم الحزب سلاحه إلى الدولة، في مقابل مصالحة شاملة تقوم على التسامح والغفران بحيث تكون دماء الشهداء الذين اغتالتهم يدّ الغدر قد افتدت لبنان وكانت حبل نجاة له.

 

لا رئيس جديداً الاربعاء المقبل [2]

علي حماده/النهار

كل المؤشرات تدل على ان دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يوم الاربعاء المقبل لن تتوج بانتخاب الرئيس الجديد. بل ان جلّ ما في الأمر هو اطلاق جولة تفاوض في الكواليس بين مختلف الكتل، وفي صلب الفريقين الكبيرين 14 و8 آذار، فضلاً عن فتح باب المناورات الظاهرة والمستترة. ولا شيء يفيد بأن بري سيعاود الدعوة الى جلسة ثانية مباشرة ما لم تكن الدعوة جزءاً من مناورة لتعجيل التصفيات، ولا سيما على صعيد قوى 14 آذار التي تشهد انقساماً لم يعد خافياً، بعدما سرَّب الرئيس أمين الجميل أخباراً عن استيائه من الطريقة التي ترشح فيها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من دون مشاورة حلفائه المسيحيين أولاً. وفي هذا السياق سوف تتجه الانظار الى رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري الذي ستقع عليه مسؤولية لملمة الصفوف، وانقاذ 14 آذار من انفجار ممكن، والأهم من ذلك انه ستقع على كاهل الحريري مهمة مواجهة مناورات بري- "حزب الله" لايصال المرشح الحقيقي الى سدّة الرئاسة أكان الجنرال ميشال عون أو غيره (يحكى عن سليمان فرنجية).

على مستوى آخر، لا بد من تسجيل نقطة ايجابية تتصل بتقاطع عريض للمصالح داخلياً وخارجياً من أجل الحفاظ على حدّ معين من الاستقرار، على قاعدة الاستثمار في تهدئة مفيدة للجميع حتى اشعار آخر. فإذا حصلت الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية بحدود الخامس والعشرين من أيار المقبل كان به، وإلا فإن صيغة الحكومة الحالية تبقى ملائمة لكل الاطراف لامرار مرحلة من الفراغ الرئاسي قد تطول الى ما بعد نهاية تموز المقبل موعد انتهاء المفاوضات الايرانية مع المجتمع الدولي حول البرنامج النووي، بعد ان يكون بشار الأسد قد أجرى انتخابات مهزلة في سوريا لتجديد ولايته الرئاسية على بعض سوريا، وبالطبع بعد انتهاء الانتخابات التشريعية في العراق. لكن الخوف دائماً في حالات الفراغ على مستوى منصب رفيع كرئاسة الجمهورية ان يطول الأمر، وتتزايد التعقيدات من كل صنف هنا وهناك. ومن يراهن على فراغ لمدّة ثلاثة أو أربعة أشهر قد يفاجأ بأن المدّة طالت أكثر من ذلك بكثير مما سيطيح موعد اجراء الانتخابات النيابية المقرّرة مبدئياً في حدود تشرين الأول المقبل.

ان المرحلة الراهنة في لبنان هي مرحلة تهدئة موقتة يفيد منها الجميع. ودور اللاعبين المحليين ينبغي ان يكون بتعزيز فرص انتخاب رئيس جديد ضمن المهل الدستورية، لا ان تدخل البلاد في فراغ يمكن ان يكون مديداً فيزيد من اهتراء المؤسسات. ان سعد الحريري ووليد جنبلاط مطالبان بأمرين: الاول ان يحفظا وحدة قوى 14 آذار مهما كلّف الأمر لافساح المجال أمام وصول رئيس تجد هذه القوى نفسها فيه كلياً أو جزئياً، والثاني ان يلعبا دور المحرض على التسوية ما دام موعد الحلول لم يحن بعد.