المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 آب/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 14 و15 أب/14

إنقاذ المسيحيين لإنقاذ الإسلام/محمد جاسم الصقر/15 آب/14

إيران من السيطرة بالجملة إلى التعامل بالمفرّق/جاد يوسف/15 آب/14

عودة الحريري: حذارِ شياطين التسويات/طوني عيسى/15 آب/14

إلتقاء المسيحيين على رفض التمديد يفرض خياراً: إنتخابات نيابية أو مساواة لنبيه بري بميشال سليمان/ايلي الحاج/15 آب/14

بري أخّر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لمزيد من الاتصالات وانتظار تطوّرات العراق/اميل خوري/15 آب/14

الفراغ لمواجهة العاصفة/البروفسور باسكال مونان/15 آب/14

داعش تحوّل إلى محرّك لإنعاش الاعتدال السني/راغدة درغام/15 آب/14

الكذب كسلاحٍ مشروع/حسام عيتاني/15 آب/14

إعادة تكوين نظام الاعتدال العربي/وليد شقير/15 آب/14

رعاية أميركية للإرهاب/خالد غزال/15 آب/14

العبادي وطهران.. التباس الربح بالخسارة/مصطفى فحص/15 آب/14

متغيرات العراق والسياسات الإيرانية بالمنطقة/رضوان السيد/15 آب/14

مسيحيو لبنان ومذبح أوباما/فارس خشان/15 آب/14

من يصنع الجهاديين في سوريا والعراق ولبنان/عبد الكريم أبو النصر//15 آب/14

 

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/رسالة أفسس الفصل 06/من 01حتى04/الآباء والأبناء

**الياس بجاني: رسالة من القلب إلى من تابعنا في كنداعبر صوت فينيقيا منذ العام1988

*بالصوت/فورماتMP3 /الياس بجاني: رسالة من القلب إلى  من تابعنا عبر صوت فينيقيا منذ العام1988/ 14 آب/14

*بالصوت/فورماتWMA /الياس بجاني: رسالة من القلب إلى  من تابعنا عبر صوت فينيقيا منذ العام1988/ 14 آب/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الخدمة مستمرة عبر مواقعنا الألكتروني/الياس بجاني

*إنقاذ المسيحيين لإنقاذ الإسلام/محمد جاسم الصقر/النهار

*لبنان يوافق على هبة البليون دولار السعودية

*عودة الحريري: حذارِ «شياطين التسويات/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*شمعون لـ”السياسة”: بري وعون “أصل العلة والبلاء” بيروت

*مانشيت جريدة الجمهورية: ملامح حلّ قريب للسلسة والإفادات للطلاب والمرّ ضد التمديد

*حمادة لـ”السياسة”: الحريري وبري وجنبلاط سيرجحون كفة رئيس توافقي

*البابا في سيول يرد على الصواريخ الكورية الشمالية بدعوة الى "الحوار"

*الحكومة توافق على هبة السعودية للجيش وتفوض بو صعب إعطاء إفادات السبت كحد أقصى

*قتلى لـ"حزب الله" في محيط المعرة... ومحاولات التسلل من نحلة مستمرة

*نصرالله: الرعاية اللبنانية لمسلحي سوريا قائمة "تمويلا ً وتسليحا وتوجيها"

*الادعاء على 43 سوريا بينهم جمعة بجرم الانتماء لتنظيمات ارهابية مسلحة و"النصرة" منزعجة

*الاحرار: عون يتحمل مسؤولية اضعاف موقع رئاسة الجمهورية

*قاطيشا: المفتاح الأساسي لكل الملفات العالقــة هو إنتخاب رئيس الجمهورية

*قهوجي: لا مساومة على كرامة الجيش

*أبو خاطر: الفكر الداعشي الإلغائي للآخرين كان في لبنان قبل أن يكون في العراق

*حمادة بعد لقائه دريان: الوفاق عندما يحل يضفي بكل ايجابياته على الوطن

*ملخص مقابلى الدكتور جعجع منع تلفزيون المر/برنامج بموضوعية

*فليتشر زار قهوجي: ناقشنا كيفية تلبية الاحتياجات لتعزيز قدرة الجيش على حماية المدنيين والجنود حول وداخل عرسال

*سليمان بعد لقائه الجميل: نبحث عن طريقة للخروج من الازمة وايصال الاستحقاق الرئاسي الى الشاطئ الأمين

*صقر ادعى على 43 سوريا بينهم عماد جمعة واحالهم الى ابو غيدا

*الراعي ترأس قداسا في دير سيدة قنوبين: نصلي لانتخاب رئيس واستقرار لبنان والسلام في سوريا والعراق وفلسطين

*مشغّل "أحرار السنّة بعلبك" شاب بعلبكي بات في قبضة قوى الأمن

*أكثر من ألفي لاجىء سوري "عالقون" عند تلة مشرفة على عرسال

*القوات السورية تسيطر بشكل كامل على بلدة المليحة قرب دمشق

*إيران من السيطرة بـ«الجملة» إلى التعامل بـ«المفرّق/جاد يوسف/جريدة الجمهورية

*الفراغ لمواجهة العاصفة/البروفسور باسكال مونان/الجمهورية

*داعش تحوّل إلى محرّك لإنعاش الاعتدال السني/راغدة درغام/الحياة

*الكذب كسلاحٍ مشروع/حسام عيتاني/الحياة

*إعادة تكوين نظام الاعتدال العربي/وليد شقير/الحياة

*رعاية أميركية للإرهاب/خالد غزال/الحياة

*مسيحيو لبنان و"مذبح" أوباما/فارس خشان/يقال نت

*إلتقاء المسيحيين على رفض التمديد يفرض خياراً: إنتخابات نيابية أو مساواة لنبيه بري بميشال سليمان/ايلي الحاج/النهار

*بري أخّر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لمزيد من الاتصالات وانتظار تطوّرات العراق/اميل خوري/النهار

*المطران مظلوم يروي في "مشواري" محطات من سيرته وملفات تابعها: اتفاق الطائـف طُبِّق انتقائياً ووزّع الإرث المسيحي بين الشيعة والسنّة/عبد الكريم أبو النصر/النهار

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/رسالة أفسس الفصل 06/من 01حتى04/الآباء والأبناء

أيها الأبناء، أطيعوا والديكم في الرب، فهذا عين الصواب. أكرم أباك وأمك، تلك أول وصية يرتبط بها وعد وهو: لتنال خيرا وتطول أيامك في الأرض. وأنتم أيها الآباء، لا تثيروا غضب أبنائكم، بل ربوهم حسب وصايا الرب وتأديبه.

 

بالصوت/الياس بجاني: رسالة من القلب إلى من تابعنا في كنداعبر صوت فينيقيا منذ العام1988

بالصوت/فورماتMP3 /الياس بجاني: رسالة من القلب إلى  من تابعنا عبر صوت فينيقيا منذ العام1988/ 14 آب/14
بالصوت/فورماتWMA /الياس بجاني: رسالة من القلب إلى  من تابعنا عبر صوت فينيقيا منذ العام1988/ 14 آب/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

الخدمة مستمرة عبر مواقعنا الألكتروني

الياس بجاني/14 آب/14 كما كنا ذكرنا طوال الشهر المنصرم سوف تتوقف ابتداءً من يوم غد الجمعة خدمتنا الإخبارية عبر صوت فينيقيا في كندا والتي استمرت دون انقطاع وبشكل يومي منذ العام 1988. الخدمة هذه عبر الخطوط الهاتفية، صوت فينيقيا، سوف تتوقف ولكن الخدمة نفسها وبشكل أفضل لن تتوقف وهي مستمرة عبر موقعنا الالكتروني ومن خلال مواقعنا على التويتر والفايس بوك وأيضاً بشكل يومي. إن أمر توقيف الخدمة عبر الخطوط الهاتفية في كندا فرضه التقديم في عالم الالكترونيات حيث لم يعد بإمكاننا تقنياً وفنياً الاستمرار. نشكر أهلنا الذين تابعونا طول كل السنوات الماضية ونطلب منهم متابعتنا على موقعنا الالكتروني على العنوان

http://www.eliasbejjaninews.com

 

إنقاذ المسيحيين لإنقاذ الإسلام

محمد جاسم الصقر/النهار

15 آب 2014/ليس ما يحدث في حق اقليات العراق وخصوصا المسيحيين جزءا من حروب عبثية أهلية واقليمية، إنه كارثة بالمعنى السياسي والاجتماعي والأخلاقي.

جرت في المنطقة حروب وفظاعات، ومر العراق بأوضاع عانينا نحن منها في الكويت الأمرين على يد الاستبداد ورمزه صدّام. لكن الفظاعات التي يرتكبها تنظيم "داعش" البربري الذي يدعي الاسلام فاقت كل التصورات.غير مقبول على الاطلاق أن يقتلع شعب كامل من أرضه بسبب انتمائه الديني. وما يتعرض له مسيحيو العراق هو اقتلاع وليس تهجيرا قابلا للمعالجات. هو إنهاء وجود مئات آلاف الناس الأصليين الذين استوطنوا هذه الأرض قبل الإسلام وانتهوا الى العيش معه في سلام ووفاق. يجري اليوم امام اعيننا القضاء على جزء من أهل منطقتنا ليس بسبب الانتماء الديني فحسب، بل بسبب همجية الذين يذبحون باسم الاسلام ويدَّعون اقامة "خلافة" ويدمرون الآثار والمخطوطات والمزارات وآخر مظاهر الحضارة في أجزاء واسعة من العراق. نرفع الصوت شجبا واستنكارا لعلمنا ان ما يحصل ضد المسيحيين هو افراغ للمنطقة من تنوعها. فالسنة والشيعة مهما تقاتلوا وتبادلوا المجازر والقساوات هما اكثريتان باقيتان في المنطقة ومصيرهما العودة الى الاتفاق والتفاهم ونبذ الفتنة والفرقة كما حصل دائما منذ الفتنة الكبرى. أما المسيحيون، فمعظمهم مغادر الى غير رجعة. راجِعوا تاريخ منطقتنا كلها لتتيقنوا كيف تناقصت أعدادهم على مدى القرون الماضية سواء بفعل الاضطهاد السلطاني أو القومي العروبي الاستبدادي أو الديني الاسلامي المتطرف. كارثة اقتلاع المسيحيين من العراق وسوريا، ومن المنطقة كلها على وجه العموم، نتحملها كلنا وليس فقط أوباش "القاعدة" و"داعش". نتحملها بفشل علمائنا ومرجعياتنا في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال. نتحملها في "كسل العلماء" ورجال الدين عن القيام بمهماتهم الدعوية الاصلاحية حسبما عبّر غاضبا خادم الحرمين الشريفين قبل أيام. نتحملها بالسكوت المريب والمصلحي والأناني عن مجازر صغيرة وكبيرة واستهداف للأقليات الدينية أو السياسية تارة بحجة القضية القومية وطورا بذريعة المواءمة السياسية منذ تكونت دولنا الوطنية.

نضم صوتنا الى صوت بطاركة الشرق الذين دعوا المرجعيات الاسلامية الى اصدار فتاوى تحرم الاعتداء على المسيحيين، ونطالب بتحرك دولي بكل الوسائل يمنع جرائم الابادة. لكننا نقول أكثر من ذلك، إن الإجرام الحاصل هو نتيجة تفكك الدول الوطنية. والحل يكمن في اعادة بنائها على قاعدة المواطنة والديموقراطية بلا تمييز عرقي أو ديني. واجبنا الأخلاقي قبل السياسي اليوم ان نتذكر كيف أنقذ الغرب مسلمي البوسنة من أيدي مجرمي بلغراد، فنؤيد أي خطوة عسكرية وسياسية لانقاذ ما تبقى من مسيحيي العراق، ومحاولة ارجاع من يستطيع الى أرضه وارض أجداده وموطنه التاريخي. فهم مثلنا أهل هذه الأرض، لهم ما لنا وعليهم ما علينا. وباعتبارنا أكثرية، علينا حماية الجار لا شفقة ولا منة، بل لأنها واجب انساني ووطني وديني، ووجوده الآمن والحر يعكس صورتنا الحضارية في المرآة.

انتهى زمن مسايرة التطرف. انتهى زمن التبريرات المخزية لارتكابات من يدعون الاسلام وهو منهم براء. هذه ليست معركة انقاذ أهلنا المسيحيين فحسب، إنها معركة انقاذ الاسلام من المجرمين باسم الاسلام.

 

لبنان يوافق على هبة البليون دولار السعودية

 بيروت – الحياة/15 آب/14

قرر كبار المسؤولين اللبنانيين الحكوميين والعسكريين حصر عملية التفاوض على تحرير العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى المسلحين السوريين من تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» منذ الاشتباكات في بلدة عرسال مطلع الشهر الجاري ضمن قنوات محددة من أجل ضبطها وتجنباً للتسريبات التي حصلت في شأن شريط الفيديو الذي سلمته الجهة الوسيطة «هيئة العلماء المسلمين» الى دوائر رئاسة الحكومة أول من أمس عن أسماء العسكريين السبعة الذين ظهروا في الشريط ومطالب الخاطفين، نظراً الى أنها تؤثر في حسن سير العملية التفاوضية. وفيما استمر الاستنفار الرسمي لدعم الجيش والقوى الأمنية في حربهما على الإرهاب بعد تمكن وحدات الجيش من السيطرة على الوضع الميداني في عرسال وانسحاب المسلحين الى جرودها وإلى القلمون السورية، تواصلت خطوات عدد من الدول لتزويد الجيش بالأعتدة والذخائر، بينما أقر مجلس الوزراء في جلسة برئاسة الرئيس تمام سلام قبول الهبة التي قدمتها المملكة العربية السعودية (بليون دولار أميركي) لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة بصفتها هبة عينية، لتسهيل استخدامها في شراء المعدات المطلوبة بالسرعة اللازمة. وأعلن السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل بعد لقائه سلام أن بلاده ستقدم «ذخائر وعتاداً لعمليات الجيش القتالية الهجومية والدفاعية، استجابة لطلب الجيش». وأكد أن هذه المساعدات ستصل في الأسابيع القليلة المقبلة وتستمر خلال الأشهر المقبلة. واعتبر هيل أنه «على رغم أن العنف في عرسال توقف بفضل جهود الجيش فإن تهديد عرسال ولبنان المتمثل بالمتطرفين العتاة لا يزال قائماً».

وزار السفير البريطاني توم فليتشر قائد الجيش العماد جان قهوجي وأبلغه أن بلاده «ستعمل بسرعة لتوفير حماية بالستية إضافية للبنية التحتية للجيش في أنحاء عرسال». وقال فليتشر إنه أكد لقهوجي التزام المملكة المتحدة سيادة لبنان واستقراره وأبلغه الحزمة الإضافية للمساعدات البريطانية لتعزيز قدرة الجيش على حماية المدنيين والجنود حول عرسال وداخلها. وأكد قائد الجيش أنه «لا مساومة على كرامة الجيش وعسكرييه كافة، وأن قضايا الشهداء والجرحى والمفقودين العسكريين ستبقى في طليعة اهتمامات المؤسسة العسكرية». وفي باريس قالت مصادر فرنسية مطلعة لـ «الحياة» إن هناك معدات فرنسية جاهزة لتسليمها الى الجيش اللبناني بينها مدافع، في إطار هبة الـ 3 بلايين دولار السعودية التي تقررت سابقاً والتي تأخر تسليمها نتيجة التأخر في توقيع العقد.

وعلى صعيد الاتصالات من أجل الإفراج عن العسكريين المحتجزين لدى المسلحين السوريين في جرود عرسال قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن هناك قراراً رسمياً لبنانياً بمواصلة الاتصالات في هذا الصدد لكن بأسلوب متكتم حرصاً على سلامة العسكريين ولأنه لا يجوز التفاوض عبر الإعلام. وفيما كان شريط الفيديو الذي أظهر العسكريين السبعة أول من أمس جاء عبر «هيئة العلماء المسلمين» من تنظيم «داعش»، فإن الأخبار عن أوضاع العسكريين الآخرين بقيت غامضة، بينما أكد مصدر في «هيئة العلماء» لـ «الحياة» أن وسيطاً سورياً تتواصل معه زارهم وجميعهم بخير. إلا أن المصدر لم يشر الى عدد الذين التقاهم الوسيط. وترددت معلومات عن أن الخاطفين يطالبون بالإفراج عن موقوف هو شقيق مساعد عماد جمعة الذي كان أدى توقيفه في عرسال في 2 آب (أغسطس) الماضي الى اقتحام عرسال من المسلحين. إلا أن أي مصدر رسمي لم يؤكد ذلك. وعلمت «الحياة» بأن جهات لبنانية فتحت خطاً للتفاوض مع «جبهة النصرة» التي تحتجز عدداً من العسكريين، من خارج الوساطة التي تقوم بها «هيئة العلماء المسلمين». وقالت مصادر مطلعة لـ «لحياة» إن المحاولات التي بذلها الرئيس سلام مع السلطات القطرية كي تلعب دوراً في تحرير العسكريين أفضت الى إبلاغ الأخيرة لبنان أنها فقدت الاتصال بالجهات التي كانت على صلة بها حين ساهمت في تحرير راهبات معلولا ومخطوفي أعزاز قبل أشهر. وقالت مصادر مطلعة إن وفداً من «هيئة العلماء» زار أمس العماد قهوجي وينتظر أن يزور اليوم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وكان الرئيس سلام وصف «استمرار خطف العسكريين بأنه «أمر مقلق»، آملاً بتحريرهم.

 

عودة الحريري: حذارِ «شياطين التسويات»

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الجمعة 15 آب 2014

لا صفقة جاءت بالرئيس سعد الحريري إلى لبنان. هذا مؤكّد. وأساساً يجدر السؤال: صفقة مع مَن... وعلى حساب مَن؟ ولكن يجدر الإعتراف بأنّ وجود الحريري- إذا قرَّر البقاء في لبنان بلا إنقطاع- يمكن أن يُسهّل إبرام التسوية، عندما تنضج ظروفها الإقليمية. ما حقّق «المعجزة» بعودة الحريري المفاجئة إلى لبنان، هو عينه الذي حقّق «معجزة» التوافق «السحري» والمفاجئ بين «المستقبل» و«حزب الله» ضمن حكومة الرئيس تمام سلام. فالخطوتان كانتا مطلوبتين دولياً، وتحظيان بتغطية إقليمية، تحت عنوان «مواجهة الإرهاب». يومذاك، بدا أنّ لا قدرة على وقف العمليات الإنتحارية في مناطق الشيعة وإحتمال توسُّعها، ومنع فقدان طرابلس، إلّا بتسليم «سنّة الإعتدال» المسؤولية في مواجهة «سنّة التطرُّف». ولذلك تخلّى «حزب الله» طوعاً عن رئاسة الحكومة ووزارات الدفاع والداخلية والعدل والإتصالات لـ«المستقبل» وآخرين. واليوم، لا قدرةَ على منع وقف تمدُّد «داعش» وفقدان عرسال ووحدة المؤسسات الوطنية إلّا بغطاءٍ من زعيم الإعتدال. ولذلك عاد الحريري بناءً على «كلمة السرّ» الدولية إياها، للتصدّي لثلاثة أخطار مترابطة أظهرتها معركة عرسال، وتُعتبر من الخطوط الحمر:

- بدء إنتقال الحرب السورية عملياً بكامل عناصرها من سوريا إلى لبنان.

- تجاوز «داعش» والجماعات التكفيرية خطوطها الجغرافية المرسومة.

- مواجهة لبنان خطر السقوط الحقيقي نتيجة إندلاع الصراع المذهبي. وفي عبارة أكثر دقة، نتيجةَ إنفجار الوضع السنّي الذي يُحشَر أكثر فأكثر بين كأسين مريرتين: «خلافة داعش» أم «ولاية الفقيه»؟

 وهنا، تكفي قراءة المعطيات المحلية المتسارعة، تزامناً مع العودة: إنتهاء معركة عرسال في شكل سريع ومفاجئ، قرار السعودية تقديم هبة المليار دولار للجيش، تكليف الحريري إدارتها، إنتخاب المفتي عبد اللطيف دريان، إجتماع الأقطاب السنّة جميعاً تحت سقف «بيت الوسط» للإستماع إلى الحريري يدعوهم إلى الإعتدال، إستيعاب الرؤوس الحامية مذهبياً داخل تيار «المستقبل»، وتبرُّع الحريري شخصياً لأهالي عرسال بـ15 مليون دولار... أما في العراق، فالتصدّي لـ«داعش» دفع الأميركيين إلى ضربها عند حدود كردستان، وأتاح أن توافق طهران على تسوية تأتي بخلفٍ لنوري المالكي أقلّ إستفزازاً للسنّة.

إذاً، القوى الدولية هرَعت إلى تدارك كارثة مؤكدة، وطلبت من رئيس تيار «الإعتدال» السنّي، الأقوى شعبياً في طائفته، أن يسارع إلى تطويق النار عن كثب، وفي داخل البيت في الدرجة الأولى. لأنّ أحداً لا يستطيع القيام بهذه المهمة بدلاً منه. وهكذا كان.

ولذلك، إنّ مهمة الحريري ليست تأمين إنتخاب رئيس للجمهورية. فإختيار الرئيس لا يحتاج إلى وجود الحريري في لبنان، وهو ممكن فيما الحريري موجود بين جدّة وباريس. لكن ما يصعب تنفيذه من دون الحريري هو ضبط الوضع السنّي الذي بلغ الإنفجار في عرسال، وتحديداً، ملامح التشقّق في الجسم السنّي، وحتى داخل «المستقبل»، بعدما بدأ يهدِّد وحدة المؤسسات الشرعية.

لقد حضر الحريري كرجل إطفاء لا كمفاوض سياسي، وفي اللحظة التي لم يكن فيها صوتٌ يعلو فوق صوت المعركة. واليوم، توقّف أزيز الرصاص في عرسال، لكنّ أنين الضحايا وذويهم، وذوي المفقودين والمخطوفين، ما زال مسموعاً أكثر من كلام المبادرات السياسية.

وعلى رغم أنّ إنتهاء ولاية المجلس النيابي تشكِّل هاجساً للجميع، فلا تسوية وشيكة في ملف رئاسة الجمهورية. ولكن يجدر تسجيل ملاحظة، وهي أنّ «حزب الله» ربما بات أقلّ رفضاً للحريري في السراي. والأحرى أنه قد يرضى بعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، لكنه لا يحبّذ وصولَ عون إلى بعبدا.

إنها مرحلة تتداخل فيها النسمات الباردة والساخنة. فهل ستتمكّن البيئة السياسية الحاضنة لعودة الحريري من إستيلاد تسوية سياسية- دستورية؟

 المواكبون يعتقدون أنّ ذلك ممكنٌ جداً، وقريباً جداً ربما. لكنّ المشكلة تبقى في «شياطين التسويات» التي تستفيق في أيّ لحظة وتنقضُّ على التسويات وتغتالها. وهذه الشياطين تتخفّى، ويصعب تمييزها عن الملائكة أحياناً.

 

شمعون لـ”السياسة”: بري وعون “أصل العلة والبلاء” بيروت

“السياسة”: استبعدت مصادر نيابية مستقلة حصول أي خرق يوحي بفتح كوة في جدار أزمة الاستحقاق الرئاسي المعطل منذ 25 مايو الماضي, ورأت أن الاتصالات التي يجريها الرئيس الأسبق للحكومة سعد الحريري في هذا الشأن لن توصل إلى شيء سوى تبريد الأمور على الساحة. وحذرت من أن التمديد للمجلس النيابي سيطيل أمد الفراغ الرئاسي, داعية الكتل المعطلة إلى التواضع وانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت, لأن البلد لا يمكن أن يبقى بلا رئيس. وفي هذا السياق, قلل رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون من إمكان انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية العام الجاري كما يعتقد البعض. وقال لـ”السياسة”: “ما الذي يمكن أن يتغير من الآن حتى آخر السنة? هل سينسحب حزب الله من سورية? وهل سيغير العماد ميشال عون موقفه?”, متهماً “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية بشكلٍ متعمد على طريقة “أنا أو لا أحد”. كما قلَّل شمعون من أهمية كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري لجهة إصراره على رفض التمديد للمجلس الحالي, “فهو لم يفعل شيئاً في هذا الصدد وعطل الحياة السياسية في البلد”. وقال إن “الرئيس بري هو أصل العلة, وكل تعطيل في عمل المجلس يكون من مسؤوليته لأنه هو الرئيس, وهو الذي يوجه الدعوات لعقد جلسات المجلس”, ورأى أن “التمديد أصبح واقعاً لا مفر منه لأن مجلس النواب هو المؤسسة الوحيدة الشرعية القائمة”. وفي تعليقه على ادعاء رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون بأنه يعمل على حفظ حقوق المسيحيين, اكتفى بالقول: “يجب أن نعلق له “خرزة زرقاء” خوفاً من “صيبة العين”, لأنه أصل البلاء وهو وشريكه حزب الله يمنعان انتخاب رئيس الجمهورية”. -

 

مانشيت جريدة الجمهورية: ملامح حلّ قريب للسلسة والإفادات للطلاب والمرّ ضد التمديد

جريدة الجمهورية/الجمعة 15 آب 2014

التحدّي الكبير الذي واجهه الجيش اللبناني في عرسال أظهرَ أنّ مقولة «الخطوط الحمر» التي تضعها الدوَل الكبرى حول بلد معيّن من أجل تظليله وحمايته ومنعِ تمدّد النيران إليه هي فعلية، لا وهمية، والدليل المواقف الدولية-الإقليمية المحذّرة من سورَنة لبنان الذي نجحَ في تجاوز قطوعات عدّة منذ اندلاع الثورة السورية، وآخرُها الاختراق الإرهابي الذي دفع المجتمعَين الدولي والإقليمي إلى مَدّ لبنان بمساعدات ماليّة وعسكرية سريعة، من أجل إحباط أيّ محاولة لزعزعة استقراره. وفي هذا السياق بالذات تأتي الهبة السعودية التي سلكت خطاً عسكرياً منذ لحظة الإعلان عنها وصولاً إلى الموافقة عليها أمس في مجلس الوزراء، والتي تزامنَت مع كشفِ السفير الأميركي ديفيد هيل أنّ «الولايات المتحدة الأميركية ستقدّم قريباً ذخيرةً إضافية وعتاداً إلى الجيش، ما يُعزّز قدرتَه على تأمين حدود لبنان وحمايته من العنف الممتد من الحرب في سوريا، ومحاربة الجماعات المتطرّفة العنيفة». وإنْ دلَّ كلُّ ما تقدّم وغيرُه على شيء، فعلى أنّ لبنان «خط أحمر»، وأنّ عنوان المرحلة سيكون مزيداً من تعزيز قدرات المؤسّسات العسكرية والأمنية لمواجهة الإرهاب وحماية الاستقرار. وأمّا على المستوى السياسي، فتصدّر عنوان التمديد كلّ العناوين الأخرى، حيث ركّزت المواقف على تأييد التمديد أو رفضه، وفي هذا السياق أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر بعد استقباله وفداً من حزب «الطاشناق» أمس أنّه يريد الانتخابات النيابية اليوم قبل الغد، «وإذا كان صوتي مرجّحاً في مجلس النواب لجهة التمديد للمجلس فسأصوّت ضدّه، لأنه لا بأس هنا من أن نُعيد تمرين عضلاتنا في إجراء الانتخابات، بدلاً من التمديد، والرئيس سعد الحريري من هذا الرأي». (صفحة 6-7) وعلى خط آخر، وفي تطوّر إقليمي يأتي استكمالاً لخطوة تكليف حيدر العبادي تأليفَ حكومة عراقية جديدة حظيَت بترحيب إقليمي ودولي، جاءت خطوة تنَحّي نوري المالكي لتؤكّد مجدّداً أنّه عندما ينطلق مسار التسوية لا يمكن لأيّ شخص أو جهة أو فريق مهما علا شأنه أن يقف في وجهه.

أعادت أحداث عرسال لبنان إلى صلب الاهتمامات الدولية، فيما الاهتمام المحَلي يتركّز على إقفال هذا الملف من خلال تحرير الرهائن في ظلّ إجماعٍ لبنانيّ على رفضِ أيّ مقايضة أو مساومة أو تفاوضٍ في هذا الملف الوطني، كما شكّلت مواجهة الإرهاب نقطة تقاطع بين 8 و14 آذار تحت سقف التوافق الحكومي والسياسي الرامي إلى تظليل المؤسسات العسكرية والأمنية بغية تمكينها من القيام بمهامّها على أفضل ما يرام.

مجلس الوزراء

 وفي هذا السياق قرّر مجلس الوزراء في اجتماعه أمس الموافقة على الهبة السعودية بقيمة مليار دولار لتسليح وتجهيز الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة. وقد أكّد رئيس الحكومة تمّام سلام «أنّ موقف الحكومة الصارم قد أدّى إلى السيطرة على الوضع الميداني، بالرغم من أنّ استمرار خطف العسكريين أمرٌ مقلِق، ونأمل التمكّن من تحريرهم»، وأشارَ إلى «الدعم الدولي والعربي الذي لاقته سياسة الحكومة وموقفها في عرسال وفي مكافحة الإرهاب». ويُذكَر أنّ وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش قال قبلَ دخوله الجلسة: «نرحّب بأيّ هبة تأتي لتسليح الجيش وتطويره».

برّي

 وقال رئيس مجلس النواب نبيه برّي لزوّاره أمس إنّه اطّلعَ من قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي زاره أمس، على أوضاع المؤسسة العسكرية وعلى الإجراءات التي يتّخذها الجيش في عرسال، وتبلّغَ منه أنّ قرار الجيش هو عدم التفاوض في شأن العسكريين الذين تحتجزهم المجموعات الإرهابية. كذلك اطّلعَ برّي من قهوجي على موضوع هبة الثلاث مليارات من الدولارات التي قدّمتها السعودية لدعم الجيش اللبناني، وتبيّنَ أنّ العقدة التي تحول دون تسييل هذه المليارات الثلاث أسلحةً وعتاداً للجيش هي عقدة فرنسية.

قهوجي

 وكان قهوجي قد أكّد خلال استقباله أفرادَ عائلة العقيد الشهيد داني حرب، أن «لا مساومة على كرامة الجيش وعسكريّيه كافّة، وأنّ قضايا الشهداء والجرحى والمفقودين العسكريين ستبقى في طليعة اهتمامات المؤسسة العسكرية».

عسيري

 وكشفَ السفير السعودي علي عواض عسيري أنّ «دور المملكة العربية السعودية محصور بدفع قيمة الهبة، وليس لها دور آخر»، واعتبرَ أنّ «الطلبات يُحدّدها الجيش اللبناني، والفرنسيون يؤمّنونها والمملكة تدفع للفرنسيين، وهذا الأمر بالنسبة إلى الهبة الأولى». وشدّد عسيري على أنّ «الملك حرصَ على إبعاد الهبة الثانية عن البيروقراطية وتأمين ما يطلبه الجيش اللبناني لمكافحة الإرهاب من خلال أسلحة محدّدة له». وعمّا إذا كانت هذه الهبة ضدّ «حزب الله»، أكّد أنّ «المملكة وقيادتها أكبر وأسمى من أن تفكّر بهذا التفكير. وعندما تقول شيئاً فهي تعلنُه. ولنا تجربة في الماضي، وما قُدِّم هو لخدمة لبنان والدفاع عنه وسيُسلَّم إلى الجيش اللبناني الذي هو من كلّ الطوائف، وجزء كبير منه هو من الطائفة الشيعية الكريمة، فأرجو ألّا نفكّر بطريقة سلبية». ويبدو أنّ موضوع الهبة، كما معرفةُ عسيري بتفاصيل الملف اللبناني، فضلاً عن التحدّي الإرهابي الذي واجهه لبنان، أمورٌ دفعَت بالمملكة إلى إبقائه في لبنان حتى إشعار آخر.

الجرّاح

 وعلى خط العسكريّين الذين تحتجزهم المجموعات الإرهابية، أكّد النائب جمال الجرّاح لـ«الجمهورية» أنّه «منذ البداية كانت المفاوضات تحصل بطريقة غير مباشرة مع المسلحين عبر هيئة العلماء المسلمين، لكن بعد خروجهم من عرسال انقطع الاتّصال بهم»، لافتاً إلى أنّه «يتابع هذا الموضوع مع الهيئة، لكنّ المفاوضات متعثّرة، ولا اتّصالات جدّية حالياً، فهمُّنا الأساسي هو إعادة العسكريين». وأكّد أنّ «الأوضاع في البقاع عادت الى طبيعتها بعد انتهاء المعارك، والشارع السنّي البقاعي يشعر بالارتياح بعد عودة الحريري، ونعمل الآن على لملمة آثار المعركة ومساعدة عرسال من النواحي الإنسانية والاجتماعية والمادية، مُتّكلين على الهبة التي قدّمها الحريري للبلدة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ «الخطّة الأمنية في البقاع تعرّضت لنكسة قوية بعد أحداث عرسال، لكنّنا سنطالب بتطبيقها لحفظ الأمن في المنطقة».

شعبة المعلومات

وفي السياق الأمني أيضاً، وفي خطوة تؤشّر إلى مدى الاستنفار العسكري والأمني، تمكّنت شعبة المعلومات من توقيف مُشَغّل موقع «أحرار السُنّة-بعلبك» في منطقة بعلبك، ويدعى حسين ح. من مواليد 1995، وقد اعترفَ بتشغيله الموقع. ويُذكر أنّ هذا الموقع كان عمَد إلى بثّ أخبار الهدفُ منها ترهيب المسيحيين وترويعهم، كما تخويفُهم من شركائهم في الوطن، والدفع إلى الفرز في لبنان استكمالاً للمشهد في المنطقة.

التمديد

 وعلى المستوى السياسي، ظلَّ موضوع التمديد لمجلس النواب متقدّماً على ما عداه من ملفات سياسية مع اقتراب دعوة الهيئات الناخبة في 20 الجاري وفي ظلّ المواقف المتناقضة بين مؤيّد للتمديد بسبب الفراغ الرئاسي والإشكاليات الدستورية التي يمكن أن تنجمَ عن هذا الواقع وتحديداً لناحية تكليف رئيس الحكومة، فضلاً عن إبقاء التركيز على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية، وبين مؤيّد لإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري. واللافت أنّ هذا العنوان أدّى إلى كسر الاصطفاف التقليدي بين قوى 8 و14 آذار، إلّا أنّ تقاطع مكوّنات الفريقين على إجراء الانتخابات أو التمديد لا ينسحب على الملفات الساخنة التي ما زال الخلاف حولها كبيراً.

«أنا ضدّ التمديد كما صرّحت»

وفي هذا الإطار، سُئل برّي عن التمديد للمجلس، فقال: «لا أزال على موقفي الرافض هذا التمديد لمجلس لا يجتمع ولا يشرّع، ولا جديد عندي في هذا الأمر». وقيل لبرّي إنّ الرئيس سعد الحريري أعلنَ تأييدَه التمديد للمجلس، فقال: «الحريري مع التمديد كما صرّح، وأنا ضدّ التمديد كما صرّحت».

موسى

وأكّد عضو مكتب مجلس النواب النائب ميشال موسى لـ«الجمهورية» أنّه «بات واضحاً أنّ معظم الكتل ترفض التمديد»، معتبراً أنّه «من الآن حتى موعد إجراء الانتخابات النيابية ربّما يُصار إلى انتخاب رئيس، ويكون هذا الأمر سبباً للتعجيل في حلّ أزمة الرئاسة». وأكّد موسى أنّ «برّي والكتل الرافضة لن تقبل بالتمديد في آخر لحظة، لأنّ الموقف الآن مختلف عن التمديد الأوّل»، لافتاً إلى أنّ «وزارة الداخلية تقوم بتحضيراتها لتنظيم الانتخابات»، مُشدّداً على أنّ «مسار الانتخابات الرئاسية لا يعطّل النيابية، فالموضوعان منفصلان على رغم أنّهما مترابطان في السياسة».

الإفادات للطلّاب

وعلى خط إنقاذ العام الدراسي واستطراداً مستقبل الطلّاب، أكّد مجلس الوزراء على قراره السابق بتفويض وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب إصدارَ الإفادات من أجل إنقاذ مستقبل الطلاب، وكان بو صعب عرَض في مجلس الوزراء لآخر التطوّرات في هذا الملف، وأنّه أخذ الوقت الكافي في محاولة لإقناع هيئة التنسيق، وأكّد أنّه سيضع حدّاً لهذا الملف وحدّاً لمعاناة الطلّاب وأهلهم غداً السبت 16 الجاري، خصوصاً بعد أن تأكّد من جميع الفرقاء السياسيين أن لا أحدَ يضمن تاريخ انعقاد الجلسة التشريعية في المجلس النيابي لإقرار سلسلة الرتب والرواتب.

السلسلة

 وعلى مستوى السلسلة، كلّ المؤشرات تدل إلى أنّ هناك تسوية جدّية بدأ العمل عليها ويمكن أن تبصر النور قريباً، وذلك في سياق حلحلة الملفات الخلافية وتنفيس مناخات الاحتقان، خصوصاً أنّ القوى النقابية، كما السياسية، أدركت مدى مسؤوليتها في التنازل من أجل الوصول إلى مساحة مشتركة في ظلّ التحدّيات الإرهابية التي تواجه لبنان واللبنانيين. وفي هذا السياق سُئل الرئيس برّي: يبدو أنّ هناك اتفاقاً بين رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري ووزير المال علي حسن خليل حول سلسلة الرتب والرواتب سيكرَّس في اجتماع ستعقده الحريري معك، فقال: لقد طلبَت السيّدة بهية موعداً وحدّدته. وحتى الآن لا إشارات جدّية إلى انعقاد المجلس النيابي كما يقولون. لا حلّ لموضوع السلسلة سوى بأحد خيارين: إمّا زيادة واحد في المئة على ضريبة الـ TVA، أو تخفيض 10 في المئة من كلفة السلسلة والتقسيط، وليس هناك حلّ آخر».

مسيحيّو العراق

 وفي وقتٍ تعلو الأصوات في الداخل اللبناني وعلى لسان المسؤولين الروحيّين لإنقاذ مسيحيّي العراق، حيث باتت هذه القضية محوريّة بالنسبة للدولة اللبنانية وليس فقط المسيحيّين، بعدما أكّد مجلس الوزراء في جلسته أمس أنّ الحكومة «يؤلمها المشهد اللاإنساني الحاصل في الموصل والمناقض للنموذج اللبناني القائم على التعايش والتسامح، وتطالب المجتمع الدولي بالتحرّك السريع لوقف مسلسل القتل والتهجير في الموصل لحماية جميع مكوّنات المجتمع العراقي، وتناشد كلّ الدول المعنية لاتّخاذ الإجراءات القانونية لدى المحكمة الجنائية الدولية، وتؤكّد أنّ لبنان الرسمي والشعبي سيتابع عبر وزارة الخارجية كلّ الاتصالات اللازمة تحفيزاً لتحرّك مساعد واستشعاراً بفظاعة الجريمة ضدّ شعب مقهور، في هذا الوقت، علمَت الجمهورية أنّ خمسة بطاركة سيزورون كردستان العراق للاطّلاع على أوضاع المسيحيين هناك. وقد أكّد النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح لـ«الجمهورية» أنّ بطاركة الكنائس الشرقية، وفي طليعتهم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي سيزورون كردستان العراق للاطّلاع عن كثب على أوضاع المسيحيين، ومَدّهم بجرعة دعم عملية ومعنوية من أجل استمرارهم في أرضهم.

 

حمادة لـ”السياسة”: الحريري وبري وجنبلاط سيرجحون كفة رئيس توافقي

بيروت “السياسة”: استمر الوضع الداخلي في لبنان, أمس, متأثراً بالرياح الساخنة التي تلفح ملفاته الموزعة سياسياً بين الأزمة الرئاسية والتمديد للمجلس النيابي, وأمنياً بين العسكريين المختطفين من جانب المسلحين السوريين في عرسال وحياتياً بين الصراع المفتوح للمياومين في شركة كهرباء لبنان وادارة المؤسسة من جهة, وهيئة التنسيق النقابية والحكومة من جهة ثانية.

كل هذه الملفات حضرت امس بثقلها على طاولة مجلس الوزراء في جلسة ماراثونية امتدت حتى مساء أمس, وافق خلالها على هبة المليار دولار السعودية لدعم القوى العسكرية والأمنية, على أن تودع في المصرف المركزي ويتم صرفها بحسب الاحتياجات, في حين أبقى مداولاته في شأن ملف المخطوفين سرية.

وفيما لفت سفر السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري إلى بلاده التي استدعته على عجل بعدما سبقه إلى جدة الرئيس سعد الحريري, زار السفير الاميركي ديفيد هيل السراي الحكومي, وأكد لرئيس الحكومة تمام سلام التزام بلاده دعم لبنان, معلنا عن تقديم ذخيرة اضافية وعتاد لعمليات الجيش اللبناني القتالية الهجومية والدفاعية لتعزيز قدراته على تأمين الحدود وحماية اللبنانيين ومحاربة الجماعات المتطرفة العنيفة. واذ اشار الى ان تهديد عرسال وكل لبنان من المتطرفين لا يزال قائما, اوضح ان “المساعدات العسكرية الاميركية ستبدأ بالوصول خلال الاسابيع القليلة المقبلة وتستمر خلال الاشهر المقبلة”, بهدف تمكين الحكومة من تنفيذ قرارات مجلس الامن 1559 و1701. يشار إلى أن الهبة الأميركية لم تلق اعتراضاً من جانب وزراء “حزب الله” خلال جلسة الحكومة, أمس, حيث قال وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش: “أي شيء يأتي للجيش اللبناني لتعزيز قدراته نرحب به”. إلى ذلك, وبعد معالجته ملفات ساخنة, مثل تسلل الإرهاب إلى لبنان وانتخاب مفتٍ جديد ودعم المؤسسة العسكرية, وانفتاحه مجدداً على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط, رجحت مصادر متابعة أن يضع الرئيس سعد الحريري بعد عودته من جدة, مسألة التمديد للمجلس النيابي على نار حامية, بالرغم من معارضة “التيار الوطني الحر” ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي هذا السياق, اعتبر عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة أن عودة الرئيس سعد الحريري أحدثت صدمة كهربائية إيجابية في الجسم اللبناني وأنعشت قوى “14 آذار” ولملمت المناخ والأجواء داخل الطائفة السنية الكريمة, كما أعادت فتح باب حوار مع الاعتدال الشيعي المتمثل بالرئيس نبيه بري ووضعت كامل الفرقاء أمام مسؤولياتهم تجاه الانتخاب الرئاسي بالتحديد, مشيراً إلى أن الهبة التي حملها الرئيس الحريري من المملكة العربية السعودية للجيش اللبناني أعادت الثقة, لأن الأخوة العرب ما زالوا يعتبرون لبنان جزءاً من عقلهم وقلبهم وهم بالتالي حريصون على المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية. وقال حمادة ل¯”السياسة” إن “جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز يتابع شخصياً تطورات القضية اللبنانية, عاملاً على إنعاش القطاعات المتعثرة وترتيب البيت الداخلي, كما أن “لفتة الرئيس الحريري حيال مأساة عرسال تضميداً للجراح النفسية والمادية, بالإضافة إلى الإجماع الذي أحاط بانتخاب المفتي الجديد للجمهورية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان يؤكدان توازناً ما عاد إلى البلد, ففيما “حزب الله” منغمس حتى أذنيه في المأساة السورية, مساهماً في المذبحة التي ينفذها آل الأسد في شعبهم وفيما يصطدم حليفه العماد ميشال عون بحائط الرفض الكلي لتبوئه رئاسة الجمهورية, نرى أن المبادرة عادت إلى قوى الاعتدال وإن مثلث (الحريري بري جنبلاط) القريب بنسب متفاوتة من نظرية هي الأقرب إلى “14 آذار” سيكون المؤثر الأساس في ترجيح كفة مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية وللحد من تجاوزات “حزب الله” و”التيار العوني” التي أوصلت البلاد إلى حافة الهاوية”. وأشار حمادة إلى أن “الاستحقاق الرئاسي المعلق قد يجد طريقاً إلى الحل, فكما العراق الذي حرم من الرئاسات الثلاث بسبب التصادم الخارجي ثم عاد لينتخب مرشحين معتدلين ومقبولين في كل هذه المناصب, فسيسلك لبنان نفس الطريق في أي لحظة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة”, لافتاً إلى أنه رغم أن الظروف بين لبنان والعراق ليست متطابقة, “إلا أن قول بعض المعلقين بأن عون هو مالكي لبنان ونوري المالكي كان عون العراق, صحيح وثابت, ولكن كما تخلص العراق من مالكه, سينهي لبنان المغامرة القاتلة العائدة جذورها إلى العام 1988 والتي اسمها الشعبوية العونية”. واضاف انه إذا تم اختيار رئيس للجمهورية من الآن وحتى شهر أكتوبر المقبل من الممكن إجراء انتخابات نيابية, “لكن إذا قطعنا هذه التواريخ ولم ننتخب رئيساً, فمن غير الوارد أن تترك البلاد بلا مجلس وبلا رئيس جمهورية وبلا حكومة”.

 

البابا في سيول يرد على الصواريخ الكورية الشمالية بدعوة الى "الحوار"

وجه البابا فرنسيس الخميس لدى وصوله الى سيول نداء الى الكوريتين دعاهما فيه الى تجاوز "الاتهامات المتبادلة" عبر الحوار والكف عن "نشر القوات"، وذلك بعد ساعات على اطلاق صواريخ كورية شمالية.

وامام الرئيسة بارك غوين-هيي ومسؤولي البلاد، اشاد البابا الذي تجنب بحذر الدخول في متاهات نزاع اقليمي معقد،  ب "الجهود المبذولة من اجل المصالحة والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية". وقد شجع هذه الجهود معتبرا انها "الطريق الوحيد نحو سلام دائم". وتجنب البابا الذي تحدث بالانجليزية للمرة الاولى في مناسبة رسمية تسمية النظام الشيوعي في كوريا الشمالية، محاذرا بصفته زعيما دينيا صب الزيت على النار، وان كانت تلميحات الى مظالم واضطهادات ونشر قوات مسلحة، تعني بيونغ يانغ اولا. وقال ان "الدبلوماسية بصفتها فن الممكن تقوم على التمسك بالاعتقاد الحازم بأنه يمكن بلوغ السلام عبر الاصغاء الهادىء والحوار، بدلا من تبادل توجيه الاتهامات والانتقادات العقيمة ونشر القوات". وتعبر هذه الفكرة عن رؤيته العامة لطريقة حل النزاعات التي اعرب في الطائرة عن قلقه العميق في شأنها.

وذكرت الرئيسة بارك غوين-هيو التي استقبلته في البيت الازرق، مقر اقامتها الرسمي، بأن "اكثر من 70 الف عائلة ما زالت منقسمة" منذ تقسيم شبه الجزيرة اواخر الحرب (1950-1953).

وقالت "نريد توحيد" شبه الجزيرة، مشيرة الى ان "على كوريا الشمالية التخلي عن برنامجها النووي". وتؤكد بيونغ يانغ ان البرنامج مخصص لاهداف مدنية لكن سيول وواشنطن تشتبهان في ان النظام يريد حيازة صواريخ بالستية مزودة بعبوات نووية. واشار البابا الى اسم "بلاد الصباح الهادىء" الذي يطلق على كوريا، ليشيد ب "ارث صاغته سنوات من العنف والاضطهادات والحرب".

وقال البابا بتأثر "على رغم المحن، دائما ما كانت حرارة النهار وعتمة الليل، تسفران عن ولادة الصباح الهادىء، اي الامل الراسخ في العدالة والسلام والوحدة". ودعا الى "تجاوز" المظالم "بالصفح والتسامح والتعاون". وسيمضي البابا فرنسيس وهو اول بابا يزور آسيا منذ زيارة يوحنا بولس الثاني في 1999، خمسة ايام في كوريا الجنوبية للتشجيع على التبشير ببشارة الانجيل في القارة الاسيوية والدعوة الى المصالحة بين الكوريتين. ولدى نزوله من الطائرة في مطار اينشون في سيول، كانت كوريا الشمالية تطلق في البحر ثلاثة صواريخ قصيرة المدى، على ان تطلق اثنين آخرين بعد الظهر.

وكانت بيونغ يانغ طالبت الخميس كوريا الجنوبية بالتخلي عن مناورات عسكرية سنوية مع الولايات المتحدة، من المقرر ان تبدأ الاثنين وقد تدفع بالبلدين الى "شفير الحرب".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية ان "من غير الملائم اطلاق هذا النوع من الصواريخ يوم وصول البابا  الذي جاء ليبارك جميع سكان شبه الجزيرة الكورية سواء كانوا  يعيشون في الجنوب او الشمال". وسيترأس "قداسا من اجل السلام والمصالحة" في شبه الجزيرة الكورية في كاتدرائية ميونغ دونغ في سيول في 18 آب في اليوم الخامس والاخير من زيارته الى كوريا الجنوبية.

وتشهد الكاثوليكية المقموعة في الشمال ازدهارا في كوريا الجنوبية التي تعد من "نمور" آسيا وتسجل نسبة نمو مرتفعة. وقد زارها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في 1989. وكانت كوريا الجنوبية دعت الكاثوليك في كوريا الشمالية لكن بيونغ يانغ رفضت السماح لهم بتلبية الدعوة. وتقول الامم المتحدة ان المسيحيين الكوريين الشماليين يتعرضون للاضطهاد. ووجه البابا الذي يرسل دائما رسائل الى سلطات الدول التي تحلق طائرته فوقها "تمنياته" الى الرئيس الصيني شي جينبينغ "ومواطنيه (...) بالسلام والرخاء". وكانت بكين منعت طائرة يوحنا بولس الثاني من التحليق فوق اراضيها خلال الزيارة التي قام بها الى كوريا الجنوبية قبل 25 عاما. ونقلت وكالة الانباء الكاثوليكية ايجانيوز عن مصادر ان حوالى عشرة من رجال الدين الصينيين موجودين في كوريا الجنوبية بمناسبة يوم الشباب الكاثوليكي، انذروا من قبل الحكومة الصينية بانهم سيواجهون مشاكل عند عودتهم اذا حضروا زيارة البابا فرنسيس. وكالة الصحافة الفرنسية

 

الحكومة توافق على هبة السعودية للجيش وتفوض بو صعب إعطاء إفادات السبت كحد أقصى

نهارنت/وافق مجلس الوزراء الخميس على الهبة السعودية للجيش التي تقدر بقيمة مليار دولار كما فوضت من جهة أخرى وزير التربية الياس بو صعب إعطاء إفادات للطلاب في مهلة أقصاها يوم السبت القادم بعد فشل المفاوضات مع هيئة "التنسيق" النقابية. وقال وزير الإعلام رمزي جريج بعد جلسة للحكومة عصر الخميس من السراي الكبير في وسط بيروت أنه تمت "الموافقة على قبول الهبة العينية من السعودية بمليار دولار لتسليح وتجهيز الجيش والأمن الداخلي والأمن العام والقوى المسلحة". وكان قد أعلن رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري الأربعاء الفائت عن مساعدة سعودية للجيش بقيمة مليار دولار ثم عاد إلى بيروت بطريقة مفاجئة الجمعة الفائت والتقى فورا رئيس الحكومة تمام سلام لبحث الهبة بعد اشتباكات دامية بين الجيش وجهاديين في عرسال. وأكدت قناة الـ"NBN" أن "الحكومة وضعت آلية لصرف الهبة وستؤمن الاحتياجات على المدى القصير للجيش والقوى الأمنية"، في حين قال وزير الداخلية نهاد المشنوق أن "أموال الهبة ستودع في المصري المركزي وتصرف لدعم الجيش والقوى الأمنية بشفافية وفق صيغة يعدها قانونيون". من جهة أخرى كشف جريج أن وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب قال في الجلسة أنه بعد أن حاول عمل كل ما بإمكانه عمله لإنقاذ العام الدراسي وبعد أن تأكد من جميع الأفرقاء السياسيين أن لا أحد يضمن تاريخ انعقاد جلسة لمجلس النواب لإقرار سلسلة الرتب والرواتب أبلغ الوزير أعضاء هيئة التنسيق هذا الأمر وحاول إنصاف الطلاب.

وأضاف بو صعب أنه "أخذ الوقت الكافي لإقناع هيئة التنسيق وأكد أنه سيضع حدا لهذا الملف وحدا لمعاناة الطلاب وأهلهم يوم السبت المقبل".

وعليه أكد مجلس الوزراء للوزير "قراره السابق بتفويض بو صعب إصدار الإفادات من أجل إنقاذ مستقبل الطلاب" بحسب جريج. وكان قد اتخذ بو صعب قرار بإعطاء الإفادات الثلاثاء في حال لم يأت العدد الكافي من الأساتذة للتصحيح وهذا ما حصل. لكن بو صعب تراجع عن قراره بضغط من هيئة "التنسيق" التي تجري مشاورات جديدة مع القوى السياسية حول السلسلة. وفي الجلسة تمت "الموافقة على مشروع قانون بفتح اعتماد إضافي بقيمة 450 مليار ليرة لتغطية العجز الحاصل في اعتماد معاشات التقاعد". كذلك وافق "على مشروع مرسوم بإعطاء المؤسسة العامة للإسكان سلفة خزينة بقيمة 30 مليار لتسديد فوائد القروض المستحقة عليها للمصارف". من جهة أخرى تمت قبول مشاريع عدة "ترمي إلى نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة إلى موازنات بعض الوزارات للعام 2014 على أساس القاعدة الإثني عشرية".

كذلك أقر مجلس الوزراء المرسوم الرامي الى انشاء دائرة ثانية للعمل في جبل لبنان من اجل تسهيل انجازات معاملات المواطنين. كما اقر بناء على طلب وزير العمل سجعان قزي أيضا مشروع مرسوم اعطاء منح تعليم بصورة موقتة للمستخدمين والعمال للعام الدراسي 2013 - 2014، شرط ان يكون التلميذ قد اكمل الرابعة من عمره خلال السنة الدراسية ولم يتجاوز الخامسة والعشرين.

ولا تستحق المنحة للمستخدمة عن اولادها الا اذا كانوا على عاتقها وكانت تتقاضى عنهم تعويضات عائلية او اذا كانت متزوجة من اجير لا يتقاضى منح التعليم عن اولاده. ولا يستفيد الاجير من المنحة الا اذا كان قد مضى على استخدامه في المؤسسة سنة قبل بدء العام الدراسي. ويحدد عدد الاولاد المستفيدين بثلاثة فقط (من العائلة) ولا تتجاوز قيمة المنحة عنهم مبلغ مليون و500 الف ليرة.

في الجلسة أكد رئيس الحكومة تمام سلام أن "موقف الحكومة الصارم أدى للسيطرة على الوضع الميداني في عرسال بالرغم من أن خطف العسكريين أمر مقلق ونأمل تحريرهم".

وبعد مطالبات من تكتل "التغيير والإصلاح" بتوضيح ما حصل بخصوص انسحاب المسلحين، شدد سلام على أن "أي مناقشة للظروف والمسببات يمكن أن تتم بعد العمليات العسكرية واستتباب الوضع الأمني".

من جهة أخرى أشار سلام إلى "الصدى الإيجابي الذي تركه انتخاب مفت جديد للجمهورية الذي من شأنه توحيد الموقف داخل الطائفة السنية وتبني الخطاب المعتدل الذي يعبر عن رأي ومشاعر أبناء تلك الطائفة".  إلى ذلك أخذ المجلس علما "باستنكار وزير العدل (أشرف ريفي) ووزير الشؤون الإجتماعية (رشيد درباس) لما تتعرض له طرابلس من افتراءات بتأكيدهما أن كانت وتبقى مدينة للعيش المشترك".

وكان قد اتخذ رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال قرارا بإزالة إعلانات لمشروب البيرة بحجة "التطرف وعدم توتير الأوضاع"، في حين سرت أنباء غير مؤكدة عن تفضيل سلفيين في المدينة عدم بيع الصلبان في محلات المجوهرات. هذا ودعت الحكومة وسائل الإعلام للإلتزام بالمبادئ التي تحفظ وحدة لبنان "وتجنب كل ما يسيء إليه وكلف المجلس وزير الإعلام رصد أي مخالفة للقانون وإجراء المقتضى القانوني مؤكدا ان الحكومة لن تتهاون مع هذه المخالفات". وتشير الحكومة بذلك إلى أخبار المخطوفين العسركيين بأيدي المجموعات المسلحة في عرسال.

 

قتلى لـ"حزب الله" في محيط المعرة... ومحاولات التسلل من نحلة مستمرة

وكالات/١٤ اب ٢٠١٤ /رغم انصراف اللبنانيين عن متابعة اخبارها، خصوصاً بعد ما جرى في عرسال، إلا أن المعارك في القلمون والجرود لا تزال مستمرة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري و"حزب الله". وبحسب مصادر سورية معارضة فإن "المقاتلين استطاعوا أن يسيطروا على اربع نقاط محيطة ببلدة المعرة، وقتلوا فيها عناصر من جيش الدفاع الوطني وحزب الله ومنهم من استطاع الفرار". وأشارت الى "تكتم الاعلام في الفترة الماضية عما يجري في القلمون بسبب اهتمام الجميع بمعارك عرسال". ولفتت إلى أن "حزب الله لا يزال يحاول التسلل إلى القلمون من بلدة نحلة اللبنانية، ويومياً يسقط له قتلى، فضلاً عن تعرض قواته لضربات متتالية في بلدة جريجير". ورغم ذلك لا تخفي المصادر "تراجع حدة الاشتباكات وانحصارها بالعمليات العسركية أو معارك الكر والفر"، مشيرة إلأى أن "المعارك تدور حالياً في القلمون الشرقي مع قوات النظام". خاص 14 آذار

 

نصرالله: الرعاية اللبنانية لمسلحي سوريا قائمة "تمويلا ً وتسليحا وتوجيها"

نهارنت/أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن الرعاية "اللبنانية" للمسلحين في سوريا ما زالت قائمة، مكررا القول أنه لولا قتال الحزب في القصير والقلمون المجاورتين لكان وصل تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى بيروت. وقال نصرالله في الجزء الثاني من مقابلته مع صحيفة "الأخبار" الذي ينشر صباح الجمعة "لو لم نقاتل في القصير والقلمون لكان تنظيم "داعش" وصل الى بيروت والساحل".

وكانت قد سيطرت القوات السورية مدعمة بقوات من حزب الله منذ أشهر على تلك المنطقتين بعد معارك شرسة في أكثر من بلدة تقع ضمن القلمون ما أدى لانسحاب المسلحين منها. لكن بعض المسلحين الذين انسحبوا نحو جرود عرسال شنوا في الآونة الأخيرة هجمات في تلك البلدات ما أدى لوقوع خسائر في صفوف الحزب. وإذ أبدى نصرالله اعتقاده أن "الرعاية اللبنانية للجماعات المسلحة في سوريا ما زالت قائمة تمويلا وتسليحا وتدخلا وتوجيها" رأى أن "الاحساس بالخطر يكبر والمزاج الشعبي بات اكثر تقبلا لقتالنا ضدّ التكفيريين". وأضاف "نحن موجودون حيث يوجد دفاع عن محور المقاومة".

وشرح نصرالله أنه "توجد ارضية لداعش حيث يوجد أتباع للفكر التكفيري وهذا يسري على الأردن والسعودية ودول الخليج". لكنه أوضح قائلا "تركيا وقطر تدعمان "داعش" وانا مقتنع بخشية السعودية منها".

 

الادعاء على 43 سوريا بينهم جمعة بجرم الانتماء لتنظيمات ارهابية مسلحة و"النصرة" منزعجة

نهارنت/ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الخميس، على عدد من السوريين بينهم الموقوف عماد احمد جمعة، بجرم الانتماء الى تنظيمات ارهابية مسلحة. وأفادت قناة الـ"LBCI" أن "هيئة علماء المسلمين تبلغت من الوسيط انزعاج جبهة النصرة من قرار القاضي صقر الادعاء على سوريين وجمعة وقد توقف المفاوضات". وطال الادعاء 43 سورياً بينهم عشرة موقوفين على رأسهم جمعة وهم من قادة الالوية وأمراء الجبهات ورؤساء كتائب لا سيما في بلدة جبهة القلمون. وذلك في جرم الانتماء الى تنظيمات ارهابية مسلحة والقيام بأعمال إرهابية والسعي للسيطرة على مناطق لبنانية لاقامة امارتهم وعلى قتل عسكريين ومدنيين وعلى محاولة قتل عسكريين وتخريب آليات عسكرية والحاق الاضرار بها بالممتلكات والابنية الخاصة والعامة. وأحال صقر المدعى عليهم الى سندا الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا. وشن مسلحون مطلع الشهر الجاري هجوما على مواقع للجيش في محيط عرسال، اثر قيام الاخير بتوقيف جهاديا سوريا اسمه عماد احمد جمعة. وقال الجيش ان جمعة اعترف بانتمائه الى "جبهة النصرة"، ذراع القاعدة في سوريا. بيد ان حسابات جهادية على مواقع التواصل، تداولت شريطا مصورا لجمعة، يعلن فيه حديثا مبايعته زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي.

وقد انسحب المسلحون فجر الخميس من عرسال بعد تدخل هيئة العلماء المسلمين، الا انهم أخذوا معهم أكثر من 35 أسيرا من الجيش وقوى الأمن. واعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي ان عدد عناصر الجيش المفقودين "يبلغ 20، ومن الاحتمال أن يكون بعضهم قد استشهد".

 

الاحرار: عون يتحمل مسؤولية اضعاف موقع رئاسة الجمهورية

النهار/١٤ اب ٢٠١٤/رأى حزب الوطنيين الاحرار في بيان انه "بتنا نعد الجلسات المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية من دون أمل في إنجاز الاستحقاق جراء سياسة الفراغ التي يمارسها حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر، هكذا جاءت الجلسة العاشرة تكرر سابقاتها، وبقي التعنت ذاته والتعطيل نفسه في ظل المعادلة العبثية التي أرستها ممارساتهما. وعليه فإنهما يتحملان تبعات الفراغ وتداعياته وخصوصا انكشاف لبنان أمام التحديات والأخطار المحدقة به، كما يتحمل العماد عون مسؤولية إضعاف موقع رئاسة الجمهورية في وقت يجمع المسيحيون والمسلمون على الحاجة التي يمثلها رئيس مسيحي في لبنان وعلى مساحة العالم العربي". واكد الحزب على "دعم الجهود التي تبذلها الحكومة وقيادة الجيش لتحرير العسكريين المخطوفين، ونوصي بعدم التعامل مع المجموعات الإرهابية او تلبية اي من مطالبها. ونرى انه يجب العمل على إطلاقهم سواء بتطبيق القوانين اللبنانية، حتى لو أدى ذلك الى اللجوء للوسائل العسكرية، او باعتماد الطرق الدبلوماسية بالتعاون والتنسيق مع الدول التي تملك تأثيرا معينا على المجموعات الخاطفة وتبقي على قنوات إتصال معها". ورأى "في عودة الرئيس سعد الحريري دعما كبيرا لتيار الاعتدال السني خصوصا واللبناني عموما. ومما لا شك فيه انه وإذ أؤتمن على الهبة السعودية الثانية للجيش وقوى الامن الداخلي فإنه سيكون صاحب تأثير أكبر في دعم مسيرة الدولة ومؤسساتها وفي محاربة الإرهاب ، وفي حض الحكومة على اتخاذ قرار ضبط الحدود اللبنانية ـ السورية شرقا وشمالا من طريق نشر الجيش بمؤازرة قوات اليونيفيل عملا بالقرار 1701 لاسيما الفقرتين 12 و 14 منه". وسأل الحزب "عن سبب تعثر قرار الخطة الامنية في البقاع رغم استمرار اعمال الإخلال بالأمن، ومنها المستجد الذي تجسد بالخطف بهدف طلب فدية مالية وهذا من أسوأ اعمال المافيات. ولا نرى ضرورة للتذكير بكل الارتكابات التي حصلت في وضح النهار حيث كان المجرمون يعملون بكل حرية، وآخرها الاعتداء المسلح على عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار الصحافي نوفل ضو والذي نجا منه بأعجوبة. وعليه نطالب الاجهزة الامنية بالإسراع في كشف الفاعلين وسوقهم أمام المحاكم ليلقوا العقاب الذي يستحقون، وليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه خرق القوانين اللبنانية". وتقدم الحزب "بالتهاني الحارة من مفتي الجمهورية الجديد الشيخ عبد اللطيف دريان"، متمنيا له "التوفيق في مهمته لما فيه خير اللبنانيين وعيشهم المشترك في وطن التنوع والتعددية"، آملا أن "يعمل مع المرجعيات الدينية الاخرى للدفاع عن لبنان وسيادته واستقلاله وحريته، وان يكون الصوت المدوي في وجه التعصب والظلامية".

 

قاطيشا: المفتاح الأساسي لكل الملفات العالقــة هو إنتخاب رئيس الجمهورية

 وكالات /١٤ اب ٢٠١٤ /لفت مستشار رئيس حزب "القوات" وهبي قاطيشا الى أن آراء الأفرقاء حول استحقاقي الإنتخابات الرئاسية والنيابية متباينة جداً، مستبعداً التوصل الى سلّة واحدة لحلهما، مشيراً الى ان المفتاح الأساسي لكل الملفات العالقة هو إنتخاب رئيس الجمهورية، قائلاً: دولة بلا رئيس يعني ان فيها الكثير من المشاكل ومؤسساتها لا تعمل بشكل سليم، وبالتالي إنتخاب الرئيس لا يعني حل كل المشاكل دفعة واحدة إنما يشكل البداية كي تبدأ المؤسسات بالعمل أقلّه بنسبة 60 بالمئة في حين راهناً لا تعمل إلا بنسبة 10 بالمئة. وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، أيّد قاطيشا موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدم التمديد لمجلس لا يعمل ولا يجتمع ولا يشرّع، مؤكداً ان التمديد للمجلس لا يفعّل عمله، داعياً الى إنتخاب الرئيس بأسرع وقت ممكن لأن ذلك يكون المفتاح للبدء بمعالجة كافة الأزمات. وسئل: ألم يصبح التمديد للمجلس أمراً واقعاً، فلو انتخب الرئيس هناك حاجة لفترة من الوقت لإعداد قانون جديد كون قانون الستين مرفوض من الجميع، أجاب قاطيشا: هذا التمديد لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر هو فقط للتصويت على القانون، علماً أن امام المجلس أربعة مشاريع واقتراحات قوانين، وبالتالي عندها نكون أمام تمديد تقني وليس سياسياً او دستورياً، مشيراً الى أن هذا الأمر يحصل إذا تم التوافق على إنتخاب رئيس للجمهورية خلال هذا الشهر او الشهر المقبل. ولفت الى أنه في حال إنتخب الرئيس او لم يُنتخب، يستطيع المجلس النيابي الاجتماع للبت بقانون الإنتخاب خصوصاً وان كل مكوّنات هذا القانون موجودة أمامه. وفي موضوع تسليح الجيش، أوضح قاطيشا ان كل جيوش العالم بما فيها الجيش الأميركي دائماً بحاجة الى المزيد من التسليح والذخائر. مشيراً الى أن ما يُحكى اليوم هو عن السرعة في دعم الجيش اللبناني بهدف مواجهة التخريبيين أكانوا "داعش" او سواها، والتصدّي لهم او مواجهتهم، مشدداً على أهمية الأسلحة الدفاعية كالرادار الأرضي والأسلحة الهجومية كالهيليكوبتر المزوّدة بالصواريخ التي تساعد في ملاحقة المخرّبين. واعتبر أن تزويد الجيش بالذخائر لا يعني تسليحه بالأسلحة الهجومية والدفاعية 

 

 قهوجي: لا مساومة على كرامة الجيش

السياسة/التقى قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة, أمس, عضو الكونغرس الأميركي لاند مور ويست لين على رأس وفد مرافق, في حضور السفير الأميركي ديفيد هيل. وتناول البحث في الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين جيشي البلدين. ثم بحث مع السفير البريطاني طوم فليتشر, التطورات الراهنة وعلاقات التعاون بين الجيشين اللبناني والبريطاني. كما استقبل قهوجي عددا من أفراد عائلة العقيد الشهيد داني حرب, الذين شكروا قائد الجيش على تعزيته لهم, معبرين عن “ثقتهم الكاملة في إجراءات قيادة الجيش لتحقيق العدالة في الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له الجيش في بلدة عرسال”. بدوره, أكد قائد الجيش أنه “لا مساومة على كرامة الجيش وعسكرييه كافة, وأن قضايا الشهداء والجرحى والمفقودين العسكريين ستبقى في طليعة اهتمامات المؤسسة العسكرية”.

 

أبو خاطر: الفكر الداعشي الإلغائي للآخرين كان في لبنان قبل أن يكون في العراق

وكالات/١٤ اب ٢٠١٤/رأى رئيس كتلة نواب زحلة عضو تكتل 'القوات اللبنانية” النائب الدكتور طوني أبو خاطر، أنه 'في الوقت الذي يصرّ فيه الإعتدال الإسلامي على تعزيز دور المسيحيين في لبنان والمنطقة ردّا على الهمجية الداعشية، يتنطح جنرال مسيحي متقاعد في لبنان ليساهم إنطلاقا من مصالحه الشخصية والعائلية في إضعافهم وتهديد وجودهم من خلال تعطيله لموقعهم السياسي الأول على رأس الجمهورية، معتبرا بالتالي أن ما يتعرض له مسيحيو العراق وسوريا من قتل وتهجير وتنكيل على يد التكفير والإرهاب، لا يقل خطورة عما يسوقه العماد عون بحق مسيحيي لبنان مع إختلاف في الأسلوب والأهداف”. ولفت أبو خاطر في تصريح الى أن 'ما يزيد في الطين بلة، هو أن 'حزب الله”،الذي يردّ أسباب إنغماسه في الحرب السورية الى 'مواجهة” التكفير والإرهاب”لمنعه” من عبور الحدود اللبنانية، يعمل في الوقت عينه وبغطاء من حليفه العماد عون، على ضرب الموقع المسيحي الأول، بمثل ما يضرب التكفير الوجود المسيحي في العراق وسوريا. بمعنى آخر يعتبر أبو خاطر أنه بدلا من أن يبادر حزب اللهالى طمأنة اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا حيال دوره في لبنان والمنطقة،يتعمد نسف النصاب في جلسات إنتخاب رئيس، بما يوحي أن الفكر الداعشي الإلغائي للآخرين كان في لبنان قبل أن يكون في العراق”. وأكد أبو خاطر أن 'قوى 14 آذار لن تستسلم للأمر الواقع الذي يحاول حلفاء الأنظمة الإقليمية فرضه على لبنان، خصوصا وأن القوى المذكورة إستطاعت من خلال إيمانها بمشروع الدولة الحقيقية، إجتياز العديد من المراحل الصعبة والشاقة لا سيما مرحلة الإغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية بحق قيادات وأعضاء ثورة الأرز، معتبرا من جهة ثانية أن سقوط ورقة المالكي في العراق قد يقطف لبنان بعضا من إيجابياته ويعطي اللبنانيين آمالا جديدة بإعادة ترتيب الوضع الداخلي بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية وعودة الحياة السياسية الى المؤسسات الدستورية”.

وتعليقا على تجديد 'التيار الوطني الحر” مطالبته بتعديل النظام اللبناني، لفت أبو خاطر الى أن 'الأنظمة في العالم ليست قرءانا منزلا ولا إنجيلا أو نصوص سماوية يُحرّم إعادة النظر بها، خصوصا وأن الدساتير والقوانينتُوضع لخدمة المواطنين وليس العكس، إلا أن أبو خاطر يؤكد أن توقيت هذا الإقتراح العوني فيظل المناخ المحلي والإقليمي الملتهب،يراد منه شرّا للبلاد، مستدركا بالقول أن التيار العوني يدرك جيدا بأن تعيين عمداء للكليات في الجامعة اللبنانية هدد حكومة الرئيس سلام بالسقوط، فكيف والبحث بتعديل النظام برمته، معتبرا بالتالي أن المطالبة العونية بتعديل النظام في أسوأ مرحلة يمر بها لبنان وتمر بها المنطقة، ما هو إلا فخ للكيان اللبناني ويتلاقى مع هدف حزب الله لجهة دعوته اللبنانيين الى مؤتمر تأسيسي”. وفي سياق مختلف، أعرب النائب أبو خاطر عن 'رفضه التمديد للمجلس النيابي، كونه يتعارض وأصول العمل الديمقراطي، خصوصا وأن الشعب صاحب الوكالة النيابية، ينتظر موعد الإنتخابات لمحاسبة من لم يلب طموحاته، فيأتي التمديد ليشكل حالة قمع لرأيه وحقوقه، لكن أبو خاطر يعود ليقف عند التقارير الأمنية وعند رأي وزير الداخلية نهاد المشنوق غير المطمئن لإنجاز الإنتخابات النيابية في موعدها، خصوصا وأن أحداث عرسال كادت تأخذ البلاد الى منزلق لا أفق له ولا قرار، لولا العناية الإلهية واستبسال الجيش، بمعنى آخر يعتبر أبو خاطر أن المطلوب هو انتخابات نيابية في موعدها، لكن إذا فُرض الوضع الأمني التمديد للمجلس سيجري اتخاذ القرار المناسب في حينه”.

 

حمادة بعد لقائه دريان: الوفاق عندما يحل يضفي بكل ايجابياته على الوطن

النهار/استقبل مفتي الجمهورية المنتخب الشيخ عبد اللطيف دريان، في منزله وفدا نيابيا ضم النواب: مروان حمادة، نعمة طعمة، فؤاد السعد وانطوان سعد. بعد اللقاء قال حمادة باسم الوفد: 'زيارتي مع عدد من الزملاء في 'اللقاء الديمقراطي” حيث فاتتنا الزيارة الرسمية الاولى، هي تعبير عن ايماننا الكبير بأن الوفاق عندما يحل وعندما يأتي وعندما يعود الى مكون اساسي في وطننا اللبناني وفي امتنا الاسلامية، يضفي بكل ايجابياته على الوطن وعلى اهمالنا في اعادة توحيد لبنان فعلا، لان لبنان وطن واحد ولكنه بلد منقسم للأسف ويحتاج الى المداواة نفسها التي اتت بسماحة المفتي دريان الى سدة الافتاء في لبنان”. اضاف: 'مفتي الجمهورية اللبنانية هو مفتي كل المسلمين بل مفتي كل اللبنانيين وهو بالتالي عنوان للوحدة الوطنية لمكافحة الارهاب وايضا لمنع تسلط اي فئة على الفئات الاخرى كي يبقى الوضع في لبنان وضع الوئام والوفاق ووضع الاعمال بإعادة المؤسسات الدستورية وتثبيت وحدة القوى المسلحة واحاديتها في لبنان من جيش وقوى امنية اخرى رسمية”. كما التقى دريان وفدا من العلماء للتهنئة بانتخابه ضم: رئيس دائرة اوقاف عكار الشيخ مالك جديدة، شيخ قراء بيروت الشيخ محمود عكاوي، شيخ قراء طرابلس الشيخ بلال بارودي، مدير كلية الشريعة في جامعة بيروت الاسلامية وازهر لبنان في عكار الشيخ عبد الرحمن الرفاعي والمفتش الديني الشيخ فواز الحولي.

 

ملخص مقابلى الدكتور جعجع منع تلفزيون المر/برنامج بموضوعية

موقع القوات/14 آب/14

رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “أننا قادرون على الذهاب الى المجلس وانتخاب رئيس ولكن كتلتي حزب الله والعماد ميشال عون تعرقلان هذا الاستحقاق”، لافتاً الى ان “المواطنين قادرون على محاسبة النواب الذين قاطعوا جلسات انتخاب رئيس للجمهورية”.

 واذ شدد أنه لا يرى “امكانية إنشاء مؤتمر تأسيسي في لبنان”، دعا جعجع الى “عدم العبث باتفاق الطائف”.

وأكّد أن “ القوات اللبنانية لن تصوت الى جانب التمديد لمجلس النواب بل الى جانب اجراء انتخابات نيابية بموعدها رغم الاعتبارات الدستورية”، متمنياً على الرئيس نبيه  دعوة المجلس النيابي لإقرار قانون انتخابي جديد.

وحول أحداث عرسال، أشار الى ان “البعض كان يحاول التآمر على الجيش عبر إدخاله بمرحلة استنزاف طويلة للتخفيف عن النظام السوري لكن هذا الهدف لم يتحقّق، اذ كان “حزب الله” يرغب باكمال الجيش للمعركة في عرسال من دون الاخذ بالاعتبار مصلحة لبنان.”

مما قاله جعجع خلال مقابلة مع الـmtv ضمن برنامج “بموضوعية” مع الاعلامي وليد عبود، فقال:

” اخجل مما سأقوله للناس وتنتابني الحيرة حين أتكلم عن الإستحقاق الرئاسي، باعتبار أننا قادرون بكل بساطة على النزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس ولكن العرقلة تأتي من كتلتين بالتكافل والتضامن، والتعطيل مستمر حتى إشعار آخر للأسف”.

وحول إمكانية التصعيد وصولاً حتى العصيان المدني للضغط بهدف انتخاب رئيس،  أجاب:”عندما نراجع كل التحركات يبقى هناك حس من المسؤولية يمنعنا من التصعيد، فالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان لديه أفكار من هذا القبيل ولكن التحرك في هذا الإتجاه لا أحد يضمن الى أين سيؤدي بنا”.

ولفت الى أنه “بعد ما جرى في العراق أرى ان موقف “حزب الله” سيتشدد أكثر بالنسبة للرئاسة في لبنان بعدما تلقت ايران خسارة ولو لم تكن كبيرة بتغيير نوري المالكي اذاً للأسف الستاتيكو في لبنان مستمر”.

وعمّا اذا كانت عودة الرئيس الحريري ستسرّع في انتخاب رئيس للجمهورية، قال جعجع:” كيف لعودة الحريري الى لبنان ان تسرّع انتخابات الرئاسة؟ وغير صحيح الكلام عن وجود صفقات، فأنا لم اشعر بوجود صفقة في هذا الاطار قبل او بعد عودة الحريري.”

واذ أكّد أن “سحب ترشيحي للرئاسة على غير هدى لا يقدم أي نتيجة فأنا لم أترشح لأتسلى”، قال جعجع:”ترشحت لأنني رئيس أحد الاحزاب الكبرى مسيحياً إن لم يكن الأكبر ولدي مشروع سياسي ومنضوٍ في تحالف وطني عريض، فنحن نعمل بالسياسة للوصول الى واقع ملائم لتنفيذ مشروعنا السياسي، وفي النهاية من يرفضون برنامجي هم أحرار ومن لا يحب ان يصوّت لي فليقم بذلك لكن لينزلوا الى المجلس النيابي”.

وعن إمكانية سحب ترشحه لصالح الرئيس أمين الجميل، قال:”لقد تبيّن ان الرئيس الجميل ستكون حظوظه اقل من حظوظي حتى أنني تحدثت معه مباشرة في هذا الموضوع، وهو تشاور بدوره مع الكتل الاخرى التي لها مواقف واضحة، ويا ريت يكون موقفها مغايراً، هل يرضى العماد ميشال عون انتخاب الرئيس الجميل؟ اذا فعل أنا أول من يقبل بهذا الأمر”.

وأضاف:” ان قوى 14 آذار مجتمعة ومتوافقة على مشروع سياسي وبالتالي لن تنتخب هذه القوى رئيساً مناقضاً لمشروعها السياسي، والرئيس الحريري لا يحتاج الى صفقة كي يأتي رئيساً للحكومة لأنه الأكثر تمثيلاً في الساحة السنيّة”.

واشار الى أنه “ يمكن للمواطنين الذين انتخبوا النواب المعرقلين ان يرفعوا دعاوى ضدهم والناس يمكنهم التصرف بعدما أدينا دورنا.”

وعن امكانية طرح فكرة مؤتمر تأسيسي في ظل هذه الظروف التي نعيشها، شدد جعجع على انه ” ان تلاعب احدٌ باتفاق الطائف، لا أحد يعلم أين سنصبح؟ وحتى من ينادي بمؤتمر تأسيسي اليوم علامَ هو متفق مع الآخرين؟ فالجنرال عون لا يمكن معرفة ماذا يريد فهو حيناً مع الطائف وحيناً ضده، وبالتالي ما هو مشروعهم وما هدفهم من طرح فكرة مؤتمر تأسيسي؟ فحزب الله منذ البداية لا يريد الطائف”.

واعتبر جعجع “ان “داعش” كذبة كبيرة وهي فورة تختفي بالسرعة التي ظهرت بها وتعيش حالاً من الضعضعة، هي كناية عن مجموعات مخرّبة تتصرف على هواها لأن لا وجود لدولة في أماكن انتشارها، هي كناية عن مجموعة من “الزعران” تقوم بأعمال لا يقوم بها الا المنحرفين”.

واستطرد:” لا يفكرّنَ احد ان داعش خطر وجودي في لبنان او الشرق الأوسط، إن الذي غيّر المعادلة في العراق هو الوضع السياسي المفكك في هذا البلد والذي أدى الى ظهور داعش. اما في لبنان فهناك دولة موجودة والجيش قد احتوى احداث عرسال بمقوماته، ولنفترض ان ما تبقّى من الدولة تعطّل لسبب من الأسباب، فلماذا نحملُ همّاً؟  المسيحيون في لبنان يعيشون في بيئة حاضنة لهم والدولة موجودة، و ما هي داعش امام المجموعات المسلّحة والغزوات التي مرّت على لبنان في التاريخ، فحتى منظمة التحرير الفلسطينية خلال الحرب اللبنانية على سبيل المثال لا الحصر كانت تملك مكاتب منظمة ومسلحين في لبنان…”

وأوضح أن “ ما حصل في عرسال هو ان العنصر الذي فجّر الأزمة هو اعتقال ابو عماد جمعة، والعامل الآخر هو العدد الكبير للنازحين السوريين الذين كان المسلحون يحاولون تجنيدهم معهم ليشكّلوا عامل ضغط على حزب الله، والعملية في عرسال نجحت في دحر المسلحين الى خارج الحدود وهذا كان الهدف، فمنذ اول لحظة نُل العسكريون المخطوفون الى خارج عرسال وانا ضد التفكير بأي تبادل مع المسلحين، فلو استمر القتال في عرسال هل كان تحرر المخطوفون؟ ان الهدف العسكري كان اخراج اي مسلح من لبنان وقد تحقق”.

وأشار الى ان “البعض كان يحاول التآمر على الجيش عبر إدخاله بمرحلة استنزاف طويلة للتخفيف عن النظام السوري لكن هذا الهدف لم يتحقّق، ان “حزب الله” كان يرغب باكمال الجيش للمعركة في عرسال من دون الاخذ بالاعتبار مصلحة لبنان.”

وطمأن جعجع الجميع بأن “لا يخافوا من “داعش” فالوجود المسيحي مستمر منذ 1500 سنة وعلى المسيحيين ان لا يخافوا اليوم…”

وأردف:” أنا لست مع مواقف بعض النواب ضد الجيش لكن هؤلاء أوضحوا مواقفهم في اليوم التالي.”

وأكّد أن “المملكة العربية السعودية صرفت مبلغ المليار دولار لدعم الجيش فعلاً وليس كما يُسوق البعض أنها لتعويم الرئيس الحريري، ولكن قبل وجود رئيس للجمهورية لن يتم صرف مبلغ الـ3 مليار”، مشيراً الى ان “السعودية ضنينة على محاربة المجموعات المتطرفة نظراً للضرر الذي تلحقه هذه المجموعات بالإسلام وصورته”.

جعجع لم يرَ “ان ثمة مخططاً دولياً واضحاً لتقسيم المنطقة بل يتم دعم الاطراف تبعاً لظروف تكتية، فداعش قوة تخريبية فعلاً حاضراً لكنها موجودة الآن باعتبار ان القوى الفعلية لم تشارك على الساحة بعد، ثمة نظام واحد ساعد “داعش” على الاقل منذ بدايتها وهو النظام السوري، واكبر ضرر ألحق بالثورة السورية هو من داعش وحتى اكثر من نظام الاسد.”

وفي موضوع التمديد للمجلس النيابي، قال جعجع :” لن نستسلم عند واقع المقاطعة وبما يتعلق بالمجلس النيابي فانا ضد الشعبوية والطروحات المثيرة، عقدنا اجتماعات عدة إن كان في التكتل او في الهيئة التنفيذية فرأينا ان الذهاب للإنتخابات النيابية يبقى أفضل ولن نذهب الى التمديد للمجلس النيابي. الذهاب الى الإنتخابت هو الحلّ الأفضل ولن نصوّت للتمديد للمجلس النيابي. لن نصوت الى جانب التمديد بل الى جانب اجراء انتخابات نيابية بموعدها رغم الاعتبارات الدستورية. هل يمكن ترك البلاد بتمديد وراء تمديد في ظل هذا الوضع الأمني الهش؟ نحن كلياً مع منطق انتخاب رئيس للجمهورية قبل اجراء الإنتخابات النيابية ولكن اذا لم ننجح في اجراء انتخابات رئاسية ووصلنا الى آخر يوم من الإنتخابات النيابية فالأفضل الذهاب الى الإنتخابات وليس التمديد، وعلى الحكومة التحضير للانتخابات النيابية، ولا أرى ظروفاً أمنية قاهرة تمنع حدوثها كما ان وزير الداخلية يحضّر للإنتخابات وكأنها حاصلة غداً. “

وتمنّى جعجع على الرئيس  بري ان يدعو المجلس لإقرار قانون انتخابي جديد، كما أمل “ان يكون الرأي العام متحركاً عند الطائفة الشيعية والطائفة السنية كما هو حاصل عند المسيحيين…”

وتابع:”ان الشكوى فقط لا تفيد واقول لكل مواطن لبناني ان جزءاً كبيراً من الحلّ بيده والثورة تكون من خلال تغيير أنماط تصرفنا السياسي عبر الانتخابات علينا ان نعرف هذه المرة كيف سننتخب والا سوف نبقى في الوضع الذي نحن فيه.”

وأعلن أنه “اما ان تقوم دولة في لبنان او لا تكون، فالاوضاع لا تستقيم الا بقيام دولة فعلية ووجود حزب الله المسلّح لا يتناسب مع ذلك، وانطلاقاً من هنا “بدنا سلاح تنرتاح ولكن بيد الدولة اللبنانية” وهذا هو الحلّ الفعلي، وليرتاح المسيحيون يجب إقامة دولة قوية في لبنان وهي الطريقة الوحيدة الثابتة والأفعل”.

واذ أبدى تعاطفه “بشكل كلّي وتام في ملف الامتحانات الرسمية اذ لا يجوز اتخاذ الطلاب رهينة”، أكّد جعجع ان “عمل وزير التربية هو البحث عن بدائل وقال انه يريد اعطاء افادات وكان يجب ان يعطيها، فاذا كان الحل اعطاء الإفادات فلتعطى إفادات ولا يؤخذ الطلاب أسرى. البلد كله على المستوى السياسي معطل وبمواجهة ذلك على وزير التربية ايجاد الحل المناسب وليس إنتظار ماذا سيحصل في ملف سلسلة الرتب والرواتب، ان الوسائل القانونية متواجدة بين يدي وزير التربية وهيئة التنسيق اتخذت قراراً خاطئاً بعدم التصحيح.”

ولفت الى “ أننا كقوى 14 آذار نبحث عن طريقة لنجعل السلسلة أقل كلفة على المواطنين، وأرى ان فريق 8 آذار يزايد في هذا الموضوع، فثمة مشروع حل موجود ومطروح على طاولة البحث”، منوهاً أن ” 14 آذار والحزب الاشتراكي يتصرفان بشكل صحيح في هذا الملف.”

وحول وضع المسيحيين في المنطقة، اعتبر جعجع أن “ مصير شعوب المنطقة للأسف في مهب الريح ويجب العمل لدعم المسيحيين كما المسلمين في الشرق الاوسط وتثبيتهم اينما هم والظروف ستعود لتسمح بذلك.”

واستبعد جعجع امكانية حصول تقسيم طائفي ومذهبي في المنطقة “ولكن ثمة مكان وحيد يمكن ان تذهب به الامور الى هذا الحد وهو في كردستان.”

وأشار الى ان ” النظام في سوريا انتهى وما يجري الآن هو في الوقت الضائع وحالٌ من الفوضى، واستطراداً لو لم يقاتل حزب الله في سوريا لما كنا نرى هذه الاخطار الامنية في لبنان.”

وذكّر ان ” القرار 1701 يطالب بتأمين الحدود لمنع دخول الاسلحة والمسلحين ويشير الى ان مكان الطلب من الامم المتحدة المساعدة بذلك”.

وختم جعجع :”سنواصل العمل بكل قوتنا للتوصُل الى انتخابات رئاسية، ولكن ان وصلنا الى المهلة الدستورية للانتخابات النيابية فنحن مع اجرائها ولسنا مع التمديد”.

 

فليتشر زار قهوجي: ناقشنا كيفية تلبية الاحتياجات لتعزيز قدرة الجيش على حماية المدنيين والجنود حول وداخل عرسال

الخميس 14 آب 2014 / وطنية - زار السفير البريطاني في لبنان طوم فليتشر قائد الجيش العماد جان قهوجي اليوم، وقال في تصريح وزعته السفارة على الاثر: "قدمت تعازي لقائد الجيش للخسارة الأخيرة في أرواح الجنود والمدنيين اللبنانيين في عرسال. وأبلغت العماد قهوجي بأن المملكة المتحدة ستعمل بسرعة لتوفير حماية بالستية إضافية للبنية التحتية للجيش اللبناني في أنحاء مدينة عرسال".

أضاف: "أكدت لقائد الجيش مجددا على التزام المملكة المتحدة بسيادة لبنان واستقراره ودعمنا المستمر للجيش اللبناني. وقد أبلغته بالحزمة الإضافية للمساعدات البريطانية، وناقشنا كيف ستلبي الاحتياجات العاجلة لتعزيز قدرة الجيش اللبناني على حماية المدنيين والجنود حول وداخل عرسال".

 

سليمان بعد لقائه الجميل: نبحث عن طريقة للخروج من الازمة وايصال الاستحقاق الرئاسي الى الشاطئ الأمين

الخميس 14 آب 2014 /وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل، الرئيس العماد ميشال سليمان، وتناولا الاوضاع السياسية والامنية والمعيشية ومسألة المعاناة التي يواجهها المسيحيون في المنطقة وبشكل خاص في العراق. بعد اللقاء قال سليمان: "كانت زيارتي للرئيس الجميل لشكره على وقوفه الداعم لموقع رئاسة الجمهورية ولي شخصيا خلال ولايتي، ومن المهم هذا التلاقي وهذا النمط في التعاطي العام لضمان المصلحة الوطنية. وتوافقت مع الرئيس الجميل على العمل معا للبحث عن طريقة من شأنها الخروج من الازمة وايصال الاستحقاق الرئاسي الى الشاطئ الامين". وأضاف: "أؤكد أن الانتخابات النيابية يجب أن تحصل في موعدها وهذا عنوان كبير للديموقراطية"، وقال: "اذا وضع قانون جديد للانتخابات او تم تعديل القانون الحالي فأتمنى ان يلحظ القانون الجديد بندا ملزما للنواب بحضور جلسة الانتخابات الرئاسية مع توضيح ما التبس بشأن نصاب الجلسة". وفي الموضوع الامني، أكد سليمان "أهمية الدعم السياسي والمادي للجيش اللبناني والتوقف عن أي حملة تشكيك تطاله"، مشيرا الى "أن الدعم المادي السريع توافر من السعودية من خلال هبة المليار، ومن الولايات المتحدة الاميركية من خلال المساعدات الفورية التي وصلت الى الجيش". وأوضح أن "هبة المليار هي لتأمين الحاجات الضرورية والملحة للاسلحة المتوافرة أصلا عند الجيش، وهي متنوعة المصادر من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين. أما هبة الثلاثة مليارات فهي لتجهيز الجيش بالعتاد، وهنا أريد ان أطمئن الى ان وظيفة هذه الهبات ليست تصفية المقاومة بل تقوية الجيش وبالتالي يجب وقف هذا التشكيك الذي يربط تسييل الهبة بمشروع تصفية المقاومة. إن حل المقاومة ممكن فقط من خلال الاستراتيجية الدفاعية بحيث يصبح الجيش والقوى الشرعية هي الوحيدة على الارض، لافتا الى ان هبة الثلاثة مليارات ليست سريعة المفاعيل وقد يستغرق الوضع 3 سنوات لاتمامها. واوضح انه تلقى اتصالا من العاهل السعودي بعد احداث عرسال وكانت مناسبة للطلب من خادم الحرمين الشريفين اعطاء تعليماته لتسريع هبة الثلاثة مليارات. واقترح الرئيس سليمان على الحكومة متابعة الشائعات التي تصدر وتبديد هذا الحديث الباطل عن وجود صفقات وهو أمر يسيء الى الواهب والى الحكومات الثلاث المعنية في لبنان وفرنسا والسعودية. ودعاالحكومة الى تشكيل لجنة تتابع الموضوع مع السعودية وفرنسا وترفع تقريرها الى رئاسة الحكومة بما يسرع الهبة السعودية".

اضاف سليمان: "تحدثت أيضا مع الرئيس الجميل في الوضع المعيشي وأكدنا وجود ضائقة عند الناس. لكن لا يمكن رهن مستقبل الطلاب بتحقيق مطالب العمال والموظفين التي يمكن ان تقر في اي وقت مع مفعول رجعي"، داعيا الحكومة والهيئات العمالية الى الاتفاق على حل سريع بما يكفل فك أسر الطلاب. وقال: "تحدثت ايضا مع الرئيس الجميل في موضوع العراق وما يتعرض له المسيحيون، وهذه مسؤولية عربية ودولية. وأدعو جامعة الدول العربية الى وضع مخطط يضمن عودة المسيحيين الى ديارهم فور استتباب الوضع الامني، لأن الهجرة من شأنها تغيير وجه المنطقة وإفقادها أقلياتها، وبالتالي ذوبان حضارة المنطقة العربية. وأطالب هنا بإشراك الاقليات في القرار السياسي بغض النظر عن أحجامهم وأعدادهم".وردا على سؤال قال سليمان: "إن الانتخابات الرئاسية مسألة داخلية يجب ألا يكون للخارج دور فيها"، مؤكدا أن "لا دولة دون رأس، وحتى داعش لديها أمير".

 

صقر ادعى على 43 سوريا بينهم عماد جمعة واحالهم الى ابو غيدا

الخميس 14 آب 2014 /وطنية - ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 43 سوريا بينهم عشرة موقوفين على رأسهم الموقوف عماد جمعة وهم من قادة الالوية وأمراء الجبهات ورؤساء كتائب لا سيما في بلدة جبهة القلمون، في جرم الانتماء الى تنظيمات ارهابية مسلحة والقيام بأعمال إرهابية والسعي للسيطرة على مناطق لبنانية لاقامة امارتهم وعلى قتل عسكريين ومدنيين وعلى محاولة قتل عسكريين وتخريب آليات عسكرية والحاق الاضرار بها بالممتلكات والابنية الخاصة والعامة، سندا الى مواد تنص عقوبتها على الاعدام. وأحالهم الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا.

 

 

الراعي ترأس قداسا في دير سيدة قنوبين: نصلي لانتخاب رئيس واستقرار لبنان والسلام في سوريا والعراق وفلسطين

الخميس 14 آب 2014

وطنية - سار البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي على خطى البطاركة القديسين الى دير سيدة قنوبين الاثري، في مناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، يرافقه المطارنة: بولس صياح، مارون العمار، وحنا علوان، المونسنيوران جوزف البواري ونبيه الترس، والكهنة: حبيب صعب وخليل عرب والاب بطرس عازار والمسؤول عن الدائرة الاعلامية المحامي وليد غياض. ولدى وصوله الى محيط الدير، قرعت الاجراس وانشدت راهبات الدير واهالي قنوبين الترانيم واناشيد الترحيب. وترأس الراعي قداسا في كنيسة السيدة، في حضور حشد من الاهالي ومؤمنين من مختلف المناطق. وبعد تلاوة الانجيل، القى عظة عنوانها "منذ الآن تطوبني جميع الأجيال لأن القدير صنع بي العظائم"، دعا فيها الى الصلاة من اجل مسيحيي الشرق ولبنان والعالم وقال: "من نعم الله علينا أننا نندرج في مسيرة الأجيال التي عظمت الرب وطوبت مريم على كل العظائم التي تممها الرب الإله في العذراء وجعلها لكل إنسان والكنيسة النموذج والمثال.

وطبعا بتأثر كبير نحتفل بالعيد في هذا المكان الذي عاش فيه البطاركة 400 عام تقريبا منذ 1440 الى 1823 وكم إرتفعت أنأشيد وأصوات من هذا المكان المقدس وكيف على مدى التاريخ تتواصل جيلا بعد جيل صلاة مريم التعظيمية للرب وكيف أنه جيل بعد جيل نطوب الأم السماوية وننظر إليها وهي أيقونة، الصورة، المرآة التي عبرها نتعلم مسيرتنا مع الله ونتعلم كم أن الله سباق في حياتنا وكم أن كل إنسان هو شريك الله في تتميم تدبيره الخلاصي وبناء تاريخ البشر".

اضاف: "نحن نقدم هذا القداس اليوم ونذكر جميع البطاركة والأحبار والكهنة والرهبان والراهبات وصولاً الى اليوم الذين يعتنون بهذا المكا ، ومع الجمهور الموجود معنا وكل الناس التي ستؤم هذا المكان وكل الذين سيكونون في كل كنائس الأرض يرفعون الأناشيد لتعظيم للرب والتطويب لمريم. نحن اليوم يسعدنا أن ننتمي الى هذه المسيرة وبالتأكيد نصلي من أجل كل شعبنا المسيحي في: لبنان، العراق، سوريا، فلسطين، مصر الذين معهم بدأت مسيرة إعلان إنجيل الخلاص من عهد المسيح الى يومنا هذا. نحن نذكرهم في صلاتنا وهم الذين يعانون المعاناة التي نعرفها جميعاً أكان حرب أو تهجير أو طرد من بيوتهم، نحن نذكرهم اليوم في صلاتنا نلتمس من مريم التي بإنتقالها من أرضنا الى السماء لم تغادر أرضنا ولم تتركها ولكنها من السماء تقود مسيرتنا في بحر هذا العالم".

وتابع: "نحن نصلي من أجل كل الأحياء وجميع المسيحيين الذين يرفعون الأناشيد تحت قبة الكنائس كافة، نحن نذكر بصلاتنا المسيحيين المعذبين بهذه الأيام في الشرق الأوسط ، نصلي من أجل لبنان وإستقراره، نصلي من أجل إنتخاب رئيس الجمهورية ، من أجل كل الأزمات المطروحة في حياتنا، من أجل السلام في سوريا ، السلام في العراق ، السلام في فلسطين، هذه صلاتنا نرفعها الى مريم اليوم الى جانب أمنيات كل واحد منا وهذه مناسبة لأحيي الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات وأريد أن أشكرهن على وجودهمن في هذا المكان وحفاظهن عليه ويخدمن كل حياتهن الروحية الرهبانية والنسكية والمسيحية ، نصلي من أجل الجمعية وإزدهارها والدعوات المقدسة فيها لتكمل رسالتها في لبنان وعالم الإنتشار".

واردف: "رسالة إعلان إنجيل يسوع المسيح، نحن لا نريد أن ننسى أبدا أو نعيش شيئا من اليأس وهي كلمة كبيرة أو شيئا من الإستسلام في هذا الوقت. أنا أعتقد اننا اليوم في لبنان والعراق ومصر وسوريا وفلسطين نعيش الوقت الصعب المظلم، ضياعا، حروبا، نزاعات، دمارا، قتلا وتهجيرا. اليوم هذا الشرق في حاجة الى المسيحيين كي يحملوا إنجيل الإخوة، إنجيل السلام، إنجيل العيش مع كل الشعوب، إنجيل الإنفتاح مع الآخر ، إنجيل العدالة ، الغفران ، المصالحة ، الآن دور المسيحيين، الآن دور الكنيسة حتى تستمر من جيل الى جيل نبوءة مريم تطويبها من قبل كل إنسان وعلى كل لسان ونعظم ونمدح ونمجد عظائم الله فيها وفينا وفي التاريخ".

وقال: "عندما أعلن المكرم البابا بيوس الثاني عشر بأول تشرين الثاني عام 1950 في مناسبة السنة المقدسة عقيدة إنتقال مريم بالنفس والجسد الى السماء قال بجملة تختصر كل شيء: "إن مريم الكلية القداسة التي لم تعرف خطيئة والتي أعطت الحياة لإبن الله المتجسد مخلص العالم وهي أم وبتول وشاركته في عمل الفداء عندما أنهت حياته على هذه الأرض نقلها الله بنفسها وجسدها الى مجد السماء وجعلها طريق للكنيسة، طريق المسيحيين وجعلها النموذج الذي يريد الله أن يتعامل مع كل إنسان. نعم العذراء للرب يتكلم عليها البابا بيوس الثاني عشر. أولا هي عصمتها من خطيئة الأصلية التي يولد فيها كل إنسان تدخل الله وعصمها من خطيئة آدم لأنه بتدبيره السابق لنا، السابق لولادتنا، كان يختار مريم إبنة الناصرة لتكون أم الإله المتجسد، وأول شيء يخطر في بالنا وهذه الكلمة تقول لنا أن أي إنسان من أي لون أو جنس او دين إلا وهو معروف من الله ومراد من الله لأنه ينفخ به حياة من حياته عندما يلد بيولوجيا ثمرة إتحاد أبيه وأمه".

وتابع: "هذه طمأنينة لنا جميعا معروفون من الله، مدعوون من الله، رفيق دربنا ينتظر معاونتنا في بناء التاريخ. وهكذا إستباقا لآلام يسوع مخلص العالم وموته وإستحقاقاته، أجرى الرب فيها كل عمل الخلاص وعاشت بقوة النعمة بعيدة عن أي خطيئة شخصية. ننظر إليها هي النقية، هي البريئة، بريئة من كل خطيئة وهذه العقيدة الأساسية الثانية التي أعلنها البابا القديس بيوس التاسع عام 1854 مريم حبل بها معصومة من خطيئة آدم مهيأة كي تكون هيكل الرب الذي يعطي حياة بشرية لإبن الله المتجسد وهي بإتحادها مع الرب يسوع وبقوة إيمانها ورجائها ومحبتها حفظت نفسها من أي خطيئة . لهذا السبب نقلت بالنفس والجسد الى السماء لأنها لا تحتاج الى أي مرحلة من التطهير كما تعلمنا الكنيسة. مريم نقلت لأنها لم تعرف فساد الخطيئة. والعظمة الثانية هي أنه دعا عذراء كي تكون أم الله الذي أخذ جسده منها وبقيت بتولا بنبوءة أشعياء "العذراء تحبل وتلد إبنا إسمه عمانوئيل" أي الرب معنا".

وقال: "هذه الحقيقة العظيمة تعلمنا نحن ايضا المطلوب منا أن نجسد الإله الكلمة يسوع المسيح نجسده فينا ونجسده في أعمالنا وأقوالنا وأفعالنا وهذه النعمة الكبيرة المعطاة لنا كمسيحيين بحكم المعمودية أن نعطي حضورا ليسوع المسيح ونقبله فينا ويصبح حاضرا فينا ومن خلالنا، يتحد فينا حتى التماهي كي يكون كلامنا كلامه محبة قلوبنا محبته، الحقيقة التي نشهد لها هو ذاته حقيقته والخير الذي نفعله يكون هو نفسه يعمله بواسطتنا.

وثالث عظمة تحدث عنها البابا هي شهيدة الفداء، مريم تعلمنا أن نقول نعم في كل حالة ، قالت نعم يوم البشارة بفرحة كبيرة، وقالت النعم نفسها على أقدام الصليب، عندما قالت نعم في البشارة إستحقت الأمومة للاله المتجسد، وعندما قالت نعم على أقدام الصليب إستحقت أن تكون أم البشرية أم الكنيسة . هي مثالنا ويجب أن نكون مثلها شركاء في الفداء، لا أحد إلا ويتألم آلاما جسدية ومعنوية وروحية في كل مرة الإنسان يشعر بالوجع يجب أن نتذكر بأننا مدعوون الى أن نكون شركاء المسيح في آلامه لخلاص العالم. ويجب أن نتذكر دائماً كلمة بولس الرسول بآلامه يجب أن تكون كلمة كل واحد منا، أكمل في جسدي ما نقص من آلام المسيح من أجل الكنيسة. دعونا نتعلم أن نقول دائما نعم في الحلو والمر نعم لإرادة الل ، ونحن في حياتنا المسيحية جميعاً قلنا نعم يوم معموديتنا وكبرنا على هذه النعم وتربينا عليها ونحن رهبان وراهبات وكهنة وأساقفة قلنا نعم يوم نذورنا، قلنا نعم يوم رسالتنا وهذه النعم ستبقى كل يوم نقولها بفرح وسخاء وخصوصا عندما تشتد علينا الصعوبات وآلام هذه الأرض".

واضاف: "يا مريم، أنت المرآة، أنت الأيقونة، ننظر إليك بمسيرة حياتنا نتعلم منك كيف ننفتح لعمل الله، كيف نبحث عن إرادته ونكمل تصميم الله الخلاصي بسخاء. كل واحد منا في موقع حياته نحن ننظر إليك كي نتعلم منك قوة الكلام، بكلام الرب الذي قبلتيه كما هو، قوة الرجاء، قوة الحب في قلوبنا كما أحببت أنت يسوع. ولكن نطلب منك أن تعلمينا وأن تساعدينا حتى ننتصر بالنعمة الأسرارية على كل خطايانا نلتمس منك أن تساعدينا أن نقوم من حالة عتيقة رتيبة من حالات تعودنا عليها لا تتلاءم مع حياتنا المسيحية والرهبانية والكهنوتية والأسقفية، نلتمس منك أن تساعدينا كي نصعد من مستنقع حدود حياتنا الشخصية كي ننفتح لعالم الروح. نلتمس منك ان تعلمينا كيف ننتصر بقوة النعمة الإلهية على الشر الموجود فينا ونلتمس منك أن تكوني الى جانب كل إنسان متألم وما أكثرهم .آلام المشردين آلام النازحين آلام المطرودين من أرضهم آلام الذين يأتون من أزيز الرصاص كل يوم ، المتألمين في جسدهم المتألمين في معنوياتهم ، يا مريم كافة البشرية التي تعاني ساعدينا وساعديهم حتى نقبل صليب الألم ونعطيه قيمة خلاصية وندرك أن من خلالنا أيضا يتواصل عمل الفداء".

وختم: "نحن اليوم من قنوبين نرفع إليك مع مسيرة كل الأجيال الطوبى لأن القدير صنع فيك عظائم ساعدينا إفتحينا قلبا وكيانا لكي يصنع الرب ويكبر عظائمه فينا".

 

مشغّل "أحرار السنّة بعلبك" شاب بعلبكي بات في قبضة قوى الأمن

نهارنت/أعلنت قوى الأمن مساء الخميس توقيف مشغل حساب "لواء أحرار السنّة بعلبك" في منطقة بعلبك وهو شاب يبلغ من العمر 19 عاما. وقالت قوى الأمن الداخلي عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر" أن شعبة المعلومات أوقفت " بتاريخ اليوم مشغلّ موقع احرار السنة بعلبك في منطقة بعلبك". و يدعى المشغّل ح.ش.ح وهو لبناني من مواليد عام 1995. وبحسب قوى الأمن "لقد اعترف بتشغيله الموقع".

ولواء "أحرار السنة" هو حساب غامض تبنى العديد من العمليات الإرهابية وظهر للمرة الأولى في 28 تشرين الاول 2013 بعد اشتباكات في سوق مدينة بعلبك بين حزب الله وآل شيّاح أدّت إلى مقتل اثنين من عناصر الحزب وشخصين اخرين. وتبنى هذا الحساب العديد من عمليات الإعتداء بالصواريخ على مناطق شيعية كاللبوة والنبي عثمان والهرمل. كذلك إدعى أنه وراء العديد من التفجيرات الإنتحارية في الضاحية الجنوبية والهرمل وجرود عرسال. وما دلّ على أنه غير جدي هو الإشكال الذي حصل بينه وبين تنظيم "جبهة النصرة في لبنان" إلى حد أن اتهمه هذا الأخير أنه تابع لإيران. في 24 تموز الفائت اختفى الحساب عن موقع "تويتر" وكان لديه العديد من المتابعين. لكن تم تأسيس حساب آخر لم يلق آذانا صاغية له. مؤخرا وقبل أن يلغى الحساب الأول عاد "اللواء" إلى الضوء من باب تهديد المسيحيين في "إمارة البقاع" التي وعد بـ"تطهير الصليبيين منها" ما أثار استنكارات واسعة. وما أجج الأمور طائفيا حينها ظهور حساب آخر يدعى "لواء أحرار الصليبيين" للرد على "أحرار السنّة". وهدد هذا الحساب كل من وزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيسة مكتب مكافحة المعلوماتية الرائد سوزان الحاج وقائد الجيش العماد جان قهوجي. ووصف الجيش اللبناني أكثر من مرة بـ"الجيش الصليبي". ووصل الأمر به إلى تبني إنفجار في مدينة قزوين شمال إيران وقع في السادس من أيار هذا العام.

 

أكثر من ألفي لاجىء سوري "عالقون" عند تلة مشرفة على عرسال

نهارنت/لا يزال اكثر من ألفي لاجىء سوري عالقين منذ ايام في منطقة جبلية تطل على بلدة عرسال الحدودية التي شهدت الاسبوع الماضي معارك دامية بين الجيش وجهاديين. وأدت المعارك في عرسال والتي حصلت بين الثاني من آب والسادس منه،الى استشهاد 19 عسكريا واحتجاز 19 آخرين و17 عنصرا من قوى الامن الداخلي، اضافة الى نزوح الآلاف من اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم هذه البلدة. وقالت الراهبة انييس التي تعمل في مساعدة اللاجئين لوكالة "فرانس برس" "ما بين الفين و2500 لاجىء سوري تركوا عرسال من اجل العودة الى بلادهم، موجودون حاليا على تلة مشرفة على البلدة، ولا يتلقون اي مساعدات لان المنظمات غير الحكومية غير قادرة على الوصول اليهم، لان المنطقة تعد حاليا منطقة عسكرية". واوضحت ان هؤلاء "كان من المقرر ان يكونوا برفقة دفعة اولى من 1700 لاجىء سوري (غادروا عرسال وعادوا الى سوريا)، الا اننا لم نتمكن من استقبالهم. لاحقا، رفض اهالي عرسال عودتهم، والجيش لم يسمح لهم بالوصول الى بلدة رأس بعلبك". وافادت المفوضية العليا التابعة للامم المتحدة انها "ليست على علم بقضية الالفي لاجىء، لكنها تتابع الوضع عن كثب"، مشيرة الى ان "الوضع في سوريا لا يتيح عودة آمنة للاجئين، ولذا نحن لا نشجع او نسهل ذلك". وتستضيف عرسال نحو 47 الف لاجىء سوري هربوا من النزاع المستمر في بلادهم منذ منتصف آذار 2011. وتتشارك البلدة حدودا طويلة مع منطقة القلمون السورية والتي تشهد معارك بين القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله ، ومقاتلين معارضين متحصنين في الاحراش والمغاور الطبيعية. وتعرضت البلدة مرارا لقصف من الطيران السوري منذ اندلاع النزاع. واثر توقف المعارك بين الجيش والجهاديين الاسبوع الماضي، غادر نحو 1700 لاجىء سوري البلدة والمخيمات العشوائية المقامة على اطرافها، عائدين الى سوريا. وافادت انييس ان هؤلاء دخلوا سوريا في العاشر من آب. وقالت "ابدى لبنان وسوريا حسن نية (لعودة اللاجئين)، وبات هؤلاء حاليا في مركز ايواء في قدسيا" قرب دمشق، مشيرة الى ان السلطات السورية تبذل جهودا لتسوية اوضاعهم "نظرا الى ان غالبية اللاجئين تركوا سوريا بطريقة غير شرعية، والعديد منهم لا يملكون اوراقا ثبوتية". وشاركت هذه الراهبة في السابق في وساطات بين النظام والمعارضة لا سيما لتأمين الافراج عن مخطوفين. واكدت انها "غير مقربة من اي نظام.

وأوضحت "أنا اعمل مع الادارات المعنية في الحكومات، كالوزارات ووكالات الاغاثة، اضافة الى المنظمات غير الحكومية". ويستضيف لبنان اكثر من مليون لاجىء سوري منذ اندلاع النزاع الذي ادى الى مقتل اكثر من 170 الف شخص، وتهجير نحو ثلاثة ملايين الى الدول المجاورة. وكالة الصحافة الفرنسية

 

القوات السورية تسيطر بشكل كامل على بلدة المليحة قرب دمشق

نهارنت/إستعادت القوات النظامية السورية السيطرة على بلدة المليحة جنوب شرق، والتي تشكل مدخل الغوطة الشرقية للعاصمة، بعد اشهر من المعارك مع مقاتلي المعارضة، بحسب ما افاد مصدر امني سوري وكالة فرانس برس. وقال المصدر ان "الجيش السوري بات اليوم يسيطر سيطرة كاملة على بلدة المليحة". واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس سيطرة "القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني بشكل كامل على بلدة المليحة في الغوطة الشرقية"، مشيرا الى ان معارك لا تزال تدور في المناطق المحيطة بها. وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات مباشرة من الشارع الرئيسي للبلدة، ظهرت فيها منازل مدمرة واخرى محترقة، اضافة الى ركام في الشارع. واشار مراسل التلفزيون الى ان القوات السورية سيطرت على البلدة "بعد عمليات محكمة ودقيقة باغتت فيها الارهابيين".

وتقع البلدة على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق دمشق، وتحاول القوات النظامية وعناصر حزب الله منذ نيسان الماضي السيطرة عليها. وادت المعارك في المليحة في ايار الى مقتل قائد قوات الدفاع الجوي السورية العميد حسين عيسى. وتعد البلدة مدخلا نحو الغوطة الشرقية لدمشق، ابرز معاقل مقاتلي المعارضة في محيط العاصمة، والمحاصرة منذ اكثر من عام وتتعرض بشكل يومي لقصف من القوات النظامية.

واوضح المصدر الامني السوري ان السيطرة على المليحة "تسرع في الاجهاز على ما تبقى من بؤر ارهابية في الغوطة الشرقية". وقال عبد الرحمن ان "استعادة المليحة تسمح للنظام بحماية بعض مناطق دمشق من القذائف التي تستهدفها، ومصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة"، مشيرا الى ان هذه البلدة هي "مدخل الغوطة الشرقية". وتحاول القوات النظامية منذ نحو عام، مدعومة بحزب الله، استعادة معاقل المعارضين في ريف دمشق، ودفعهم بعيدا من دمشق، المدينة الشديدة التحصين والتي تعد نقطة ارتكاز نظام الرئيس بشار الاسد. وبعد اكثر من ثلاثة اعوام على اندلاعه، بات النزاع السوري الذي اودى باكثر من 170 الف شخص، متشعب الجبهات، لا سيما مع تصاعد نفوذ تنظيم "الدولة الاسلامية" الجهادي الذي بات يسيطر على مناطق في شمال سوريا وشرقها، اضافة الى مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.

وافاد المرصد اليوم ان عناصر من التنظيم قاموا بقطع رؤوس تسعة مقاتلين معارضين على الاقل في ريف حلب (شمال)، اثر سيطرتهم امس على بلدات قريبة من الحدود السورية كانت تحت سيطرة مقاتلين معارضين. وكان المرصد افاد امس عن سيطرة التنظيم الذي عرفت عنه ممارساته المتشددة وتنفيذه اعدامات ميدانية، على ثماني بلدات على الاقل بين حلب والحدود التركية، ابرزها اخترين حيث عثر على الجثث المقطعة الرؤوس. وقال المرصد ان هذه المعارك ادت الى مقتل 40 مقاتلا معارضا على الاقل، و12 عنصرا من "الدولة الاسلامية". كما اسر الجهاديون نحو 50 مقاتلا آخرين، بحسب المرصد.

وتدور منذ كانون الثاني معارك بين تشكيلات من مقاتلي المعارضة السورية، والتنظيم الذي اعلن نهاية حزيران اقامة "الخلافة الاسلامية"، ما ادى الى مقتل قرابة ستة آلاف شخص على الاقل، بحسب المرصد.

وكالة الصحافة الفرنسية

 

إيران من السيطرة بـ«الجملة» إلى التعامل بـ«المفرّق

جاد يوسف/جريدة الجمهورية

الجمعة 15 آب 2014

ليس واضحاً حتى الساعة كيف ستستَقرّ وجهة الأحداث ومسارها في العراق، وإستطراداً في غيره من دول الإقليم المتفجّر والمتفلّت من عقاله. يسود التشاؤم صفوف عدد من المعلّقين والمسؤولين الأميركيين من دخول العراق مرحلة طويلة من عدم الإستقرار، قد تكون أخطر وأشد من التي يمرّ بها راهناً. قد يكون لإصرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على التمسك بـ«الدستور»، ليُقرّر ما إذا كان سيُغادر موقعه طوعاً أو إكراهاً، دورٌ رئيس بل مؤشّر على تلك المخاوف، فيما مواقف اللاعبين الإقليميّين والمحليّين، المعلََنة أو المبطّنة، تُنذر بأنّ الأمور قد لا تصل الى خواتيمها باليُسر المرتجى.

يقول بعض المراقبين إنّ خطاب المرشد الإيراني علي خامنئي أمس الاول أمام عدد من الديبلوماسيين عن أنّ العلاقة مع الاميركيين، في ما عدا الملف النووي، أمرٌ لا يرتجى منه، يعكس خيبة أمل طهران من إمكان عقد شراكة فعلية مع واشنطن، في الوقت الذي قدّمت فيه ما هو مطلوب منها في العراق! وتخشى أوساط ديبلوماسية أخرى من أن يكون إعلان نائب مستشارة الامن القومي بن رودس، تأليف «تحالف دولي لحماية الأقليات»، لتنفيذ عمل عسكري في جبل سنجار وفكّ الطوق عن الأزيديين المحاصَرين ونقلهم الى مناطق آمنة، هو إشارة أخرى الى حدود العملية المتوقّعة في العراق، في وقت لا يبدو فيه أنّ اتفاقاً أو تعاوناً أوسع يشقّ طريقه الى حلحلة الخلافات المستعصية التي تعصف بالمنطقة.

وتضيف تلك الأوساط بأنّ الضربة التي تلقتها طهران في العراق لم تُثر نقاشاً إيرانياً يشير الى أنها في طور إعادة قراءة سياساتها الإقليمية على نحو استدراكي. ويُدرك الاميركيون هذه الحقيقة، مثلما يُدركون أيضاً أنّ الطرف الآخر لم يتخلَّ عن مواقفه. وتؤكّد الاوساط أهمية الرسائل الخليجية الاخيرة والموجّهة، ليس الى الداخل فحسب بل الى الخارج خصوصاً، والاستعداد لتكون رأس الحربة في مواجهة الارهاب في المنطقة.

هذا ما أعلنه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز حين دعا رجال الدين الى القيام بواجبهم لمكافحة الارهاب وطرده. وهكذا تُقرأ مهلة الايام السبعة التي أعطاها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الى قطر لتطبيق اتفاق الرياض، ودعوتها الى التراجع عن سياساتها الداعمة للتيار الإسلامي الأصولي والمعتدل على السواء. وخلافاً لما يعتقد البعض، فإنّ امكان حصول حلحلة او تسويات «عاقلة» في ملفات سوريا ولبنان واليمن وليبيا، قد تكون بعيدة المنال حتى اللحظة. وإذا كانت سيطرة إيران على الدول التي تمسك بأوراقها بـ«الجملة» مُتعذّرة، فلا شيء يوحي بأنّ استمرار تلك السيطرة غير ممكن بـ«المفرّق».

وفي هذا الاطار، تقول الأوساط الديبلوماسية «إنّ الوضع في سوريا، ولبنان خصوصاً، قد يشهد مزيداً من التأزّم، مع فشل «موقعة عرسال» واحتمال تجديدها في مناطق اخرى.

وكلّ الكلام الذي يتحدّث عن بقاء «المظلّة» عصية فوق لبنان في معزل عما تشهده المنطقة، يحتاج الى جهود جبارة، خصوصاً أنّ الطرف الذي حاول إسقاط الجيش بالضربة القاضية عبر توريطه في ما حصل، لا يبدو أنّه في طور تغيير أدائه السياسي والأمني والعسكري، سواء داخل لبنان أو خارجه». لكنّ تلك الاوساط تؤكد أنّ ما تضمنه تلك المظلّة حتى الساعة هو عدم تحوّل الأزمات الأمنية مشكلاتٍ تطيح بمقوّمات البلد، ما يعني أنّ تعليق مؤسساته الدستورية سيبقى الى ما شاء الله. وتختم: «إذا كان العراق يعكس نموذج ما يمكن أن يحصل في لبنان أو سوريا، فعلينا مراقبة ما سيحصل هناك في الساعات والايام القليلة المقبلة، لتبيان الخيط الأبيض من الأسود».

 

الفراغ لمواجهة العاصفة

البروفسور باسكال مونان

جريدة الجمهورية/الجمعة 15 آب 2014

لم يعد ممكناً مواجهة الأوضاع الاستثنائية بقرارات عادية. دخل لبنان منذ اندلاع الحرب السورية دائرة الخطر، ودفعت تطورات الأسابيع الأخيرة في سوريا والعراق نيران الحريق الاقليمي الى داخل لبنان في شكل غير مسبوق. عاد الرئيس سعد الحريري الى بيروت الأسبوع الماضي تحت وطأة التطورات الحاصلة، ساعياً الى تأمين شيء من التماسك الداخلي في مواجهة العاصفة الزاحفة. إلّا أنّ هذه العودة قد تكون غير كافية اذا لم تواكبها إعادة نظر لبنانية شاملة من مختلف الأطراف اللبنانيين في أسباب ما بَلغه لبنان، وقرارات تعيد الاعتبار الى الطبقة السياسية التي صارت في مكان، والرأي العام اللبناني في مكان آخر.

تُبنى الأوطان بالآمال والأحلام، وهي اليوم مفقودة في لبنان. في عزّ سنوات الحرب المشؤومة 1975 - 1990 كان اللبناني على الدوام، وعلى رغم كل السواد المحيط به، مؤمناً بأنّ الفجر آتٍ، وأنّ لبنان الوطن والدولة واقف في نهاية النفق.

لم يكن اتفاق الطائف في العام 1990 سوى إعلان لنهاية الحرب الساخنة، وعلى مدى السنوات الـ24 الأخيرة اختبر اللبنانيون الحرب الباردة حيث النزاع «مُنظّم» والخلاف خاضع لقواعد محدّدة تمنع الانفجار الكبير من جديد. حلّ الهدوء ولم يأتِ السلام.

وبقيَ السؤال الذي برز مع إعلان الاستقلال في العام 1943 من دون جواب: أيّ لبنان نريد؟ ومن دون الغَوص في تأثيرات الوضعين الاقليمي والدولي بين عامَي 1990 و2014 يمكن القول إن لا شيء أساسياً في المشهد قد تغيّر.

لا مغالاة في القول إنّ دور الساحة يكاد يكون الدور الوحيد لوطننا، في منطقة تغرق بالنار والدم وبمشاريع ومخططات من النوع الذي يُحدث تغييرات جذريّة وتحوّلات مصيرية في بنيان الدول والمجتمعات ومصائر الشعوب.

من الملاحظات اللافتة أنّ لبنان عاش احتلالات مباشرة لأرضه من قوى خارجية على مدى 94 عاماً منذ إعلان دولة لبنان الكبير تجاوَزت الـ60 عاماً. وهذا الأمر وحده يدلّ على حجم الارتباط الهائل بين المحلّي والخارجي في القضية اللبنانية.

ولذلك، فإنّ أيّ تسوية لبنانية كانت على الدوام مقرونة برعاية خارجية أو مبارَكة منها. لم ينجح اللبنانيون بكلّ أسف في بناء الدولة الموعودة، وظلّ اللبنانيون رعايا يأملون أن يصبحوا مواطنين. لا يمكن تحميل المسؤولية دوماً للخارج، فحروب الآخرين خاضَها اللبنانيون بأيديهم، ولا يزالون.

كان اللبنانيون يتقاتلون في منطقة مستقرة ممسوكة بأنظمة ديكتاتورية قاهرة، الى أن انفجرَت المكوّنات الطائفية والمذهبية في الجوار واختلطت الأحلام بالأوهام والمطالب المحقّة بالمصالح الدولية في لعبة الأمم. كان يمكن للبنان أن «يطمَئنّ» الى أنّ استقرار الجوار سيؤمّن صراعاً منضبطاً على أراضيه، والى أنّ إمكانات الحياة ستبقى متوافرة فيه. صار الخوف على سوريا مثلاً، بعدما كان منها، وصار ما يحدث في سوريا والعراق تحديداً يُحرّك مشاعر الخوف والقلق من الآتي الأعظم الى لبنان. والمؤسف أنه في مواجهة العواصف العاتية الآتية عبر الحدود يفتح المسؤولون الابواب والنوافذ، ويطرحون الفراغ دواءً. من فراغ الى فراغ، وهم ينبّهون الى خطورة الفراغ. لا يمكن اللجوء الى شمّاعة الخارج وغسل أيدي المسؤولين اللبنانيين من الأزمة الكيانية التي يعيشها لبنان. صار من الضروري المبادرة فوراً، وبعد عودة الرئيس الحريري، الى ملء الشغور في الرئاسة الأولى قبل فوات الأوان. وما جرى بعد الشغور الرئاسي عامَي 1988 و2007 ما يزال ماثلاً في الأذهان بنتائجه المستمرة حتى اليوم. ويفترض أن يواكب ذلك توحيد الموقف من الخطوات المطلوبة لمنع انتقال الحريق السوري مجدّداً الى لبنان. صارت الرهانات اللبنانية على الوضع السوري قاتلة، وأثبتت التطورات أنّ قتال «حزب الله» خارج الحدود لم يحمِ لبنان من آثار الحريق السوري وامتداده الى لبنان. ويسأل الكثيرون ايضاً عن مقدار الوعي اللبناني والمسؤولية في التعاطي مع الملف السوري، ويعطون مثالاً كيفية معالجة تركيا والأردن موضوع النازحين وحصر وجودهم على الحدود، في حين تحوّلت مخيّمات النازحين الى لبنان قنابل موقوتة، أظهرت الحرب الأخيرة في عرسال القليل ممّا يمكن أن تُحدِثه من عواصف. وما هو مطلوب من «حزب الله» في مراجعة قرار قتاله خارج الحدود، مطلوب في المقابل من الرئيس الحريري وتيار «المستقبل» لجهة استخراج الدروس اللازمة من مسيرة السنوات الأخيرة وما بَلغته الاوضاع على الساحة السنيّة تحديداً. كيف وصلَ النفس المتطرّف الى الأرض اللبنانية؟ هل من أخطاء ارتُكبَت؟ وكيف السبيل لإعادة الاعتبار الى لغة العقل؟ وربما تكون المراجعة مطلوبة هنا أيضاً من فريق «8 آذار» و«حزب الله» خصوصاً.

تفترض مواجهة العواصف الداخلية والتغييرات الهائلة الحاصلة في الجوار تحصين المؤسسات وإعادة الاعتبار لدورها. والمبادرة في أيدي القيادات المسيحية تحديداً، لكي تُثبت مدى تقديرها للمصلحة الوطنية العليا ومصلحة المسيحيين، فتقدّم المطلوب لإنجاز الانتخابات الرئاسية. من المعيب أن يقدّر العالم المَخاطِر التي تتهدّد لبنان أكثر من اللبنانيين أنفسهم، وقد أثبتت السنوات الأخيرة بعد الانسحاب السوري سوءاً في إدارة المصالح اللبنانية من جانب المسؤولين والقيادات في فريقَي «14 و8 آذار» على حدّ سواء. تكفي نظرة بسيطة الى الملفات المعيشية الغارقة في حسابات التوظيف السياسي، والعجز الرسمي عن إيجاد حلول ناجعة لمشاكل البطالة، والهجرة، والصحّة، والتربية، والبيئة، والكهرباء، والمياه... للدلالة على حجم الافلاس السياسي عند أهل السياسة، ولمعرفة الهاوية التي يعيش فيها اللبنانيون اليوم.

من المؤسف القول إنّ التجربة اللبنانية على صعيد ممارسة الحكم وإدارة شؤون الناس فاشلة جداً، وعلّة النظام السياسي القائم أنه لا يتيح محاسبة المسؤولين. وقد يكون من الضروري التفكير مستقبلاً بصيغة جديدة يتفّق عليها اللبنانيون من دون ضغوط الخارج والداخل، تكفل المساواة بينهم، وتوفّر إمكانية المحاسبة، وانتظام الحكم وإنجاز الاستحقاقات في مواعيدها.

لكن قبل ذلك لا بدّ من إقفال الأبواب امام العواصف الزاحفة، والخطوة الأولى تكون في انتخاب رئيس للجمهورية يقود معركة إنقاذ الجمهورية، ويحصّنها في مواجهة حروب الآخرين في الجوار القريب والبعيد.

 

داعش تحوّل إلى محرّك لإنعاش الاعتدال السني

راغدة درغام/الحياة

15 آب/14

قد يشكّل حدث العراق هذا الأسبوع مدخلاً إلى مقاربة جديدة في العلاقة السعودية الإيرانية بعد إزالة عقدة نوري المالكي والتوافق على تسلم حيدر العبادي رئاسة الحكومة لتشكيل حكومة وفاق غير إقصائية في العراق. هذه خطوة مهمة مبشّرة باحتمال أن يكون حدث العراق بوابة التفاهمات الأوسع عراقياً، وأن تكون الساحة العراقية بوابة التفاهمات الإقليمية، السعودية- الإيرانية تحديداً. هذه خطوة وليست استراتيجية متكاملة لقلب موازين العلاقة الثنائية، فالطريق طويل، والثقة لم تولد فجأة من بطن العراق بمجرد إزالة عقدة المالكي أو الالتقاء على مكافحة «داعش» وإرهابه. الأمل بألا يكون الحدث العراقي خلال الأسابيع القليلة الماضية، من «داعشه» إلى «مالكيته»، جزءاً من خطوات تكتيكية لطرف ما أو لمجموعة أطراف، ذلك أن التكتيك ليس أبداً استراتيجية، وهو أحياناً يتعمد التضليل بمفاجأة موقتة فيما تمضي الاستعدادات لإحياء الاستراتيجية الأصلية. الأمل بأن يوصل الحدث العراقي إلى عتبة جديدة للعراق نفسه كي يخرج من عهدة هذا وقبضة ذاك ويسير نحو الفيديرالية الصحية، وليس بالضرورة نحو الكونفيديرالية بمفهومها التقسيمي. هناك مؤشرات على احتمال تمكّن الحدث العراقي من إحداث تغيير إيجابي في التفاهمات الإقليمية والدولية لأسباب متنوعة ومتعددة. وحتى الآن، موقتاً كان أو مبشّراً على ديمومته، يتسلق الاعتدال إلى مكانة جديدة بعدما كانت داسته التيارات والتنظيمات والأنظمة المتطرفة بعونٍ خارجي، لا سيما من الولايات المتحدة، باحتضان بعض قطاعاتها لكل من الثيوقراطية الشيعية في إيران و «الإخوان المسلمين» بمشروعهم الثيوقراطي للسنّة انطلاقاً من مصر.

كَثُرَ الانبهار بـ «داعش» والانصباب عليه منذ بضعة أشهر، لا سيما عندما ظهر «داعش» بزخم المفاجأة وتقهقر الجيش العراقي أمامه بمفاجأة مدهشة ما زالت مجهولة المعالِم والخلفية والمنطق. النظريات عديدة ومتضاربة حول هوية «داعش» ومَن وراءه. إحدى النظريات تعتبره خليطاً جهنمياً لمجموعة من الاستخبارات في دول متعددة، شرق أوسطية وغربية وشرقية. نظرية أخرى تراه أداة إيرانية لتعميم الفوضى كجزء من استراتيجية الاحتياج إلى سيطرة إيرانية على العراق لضبط الوضع فيه وردع التطرف الإرهابي عنه. وهناك بالتأكيد النظرية التي تعتبر «داعش» من صنع السلفية السنّية بهدف المواجهة مع إيران وحلفائها بلغة «النار بالنار» في العراق وفي سورية وفي لبنان.

«داعش» في رأي البعض يشبه «راجح» في مسرحية فيروز، أي الشخصية الوهمية التي تنتجها مخيّلة كل من يُرتعب بها لتصبح واقعه، لكن الواقع الذي يخلّفه «داعش» وراءه بفظائعه وعنفه القاطع وإرهابه الصريح يجعل منه حقيقة وليس وهماً.

النقاش يحتد حول ما إذا كان «داعش» ظاهرة عابرة، بمعنى أنه ببطشه الفظيع لن يتمكن من الدوام والبقاء لأنه يفتقد البيئة الحاضنة على المدى البعيد. أو أنه حصيلة بيئة حاضنة له أساساً في العراق وسورية ولبنان في إطار مواجهة البطش بالبطش، القتل بالقتل، التطرف بالتطرف، والاستقواء باستقواء مماثل وأكثر.

«داعش» مزيج من الاثنين من ناحية البيئة الحاضنة التي ساهمت في إطلاقه وجعلت منه المحرك المرعب catalyst ومن ناحية عدم تمكنه من الديمومة لأنه لن يلاقي البيئة الحاضنة له ما بعد إحداثه الهزة الكهربائية.

لعل التاريخ يسجّل لاحقاً ما يهمس به البعض بأن «داعش» شرّ لا بد منه كحركة تصحيحية للإفراط الإيراني في الهيمنة على العراق والسيطرة على مصير سورية ورسم مصير لبنان. ولعل التاريخ يسجل أيضاً أن «داعش» أحبط المشروع الإيراني الذي دعمه المحافظون الجدد في إدارة بوش وسُمي «الهلال الشيعي» وذلك من خلال إعادة تعريف الحدود العراقية- السورية سنيّاً بدلاً من تواصلها شيعياً. لكن التاريخ لن يغفر لـ «داعش» ومن يدعمه أو يتفهمه ارتكابه الفظائع ضد المسيحيين والأيزيديين والكرد والشيعة وغيرهم من الأقليات أينما كان. وبالتأكيد، لن يسود ذلك «الاعتدال» الذي أطلقته وحشية تطرف «داعش» إذا فشلت بيئته بإبلاغه بصرامة أنها ليست بيئة حاضنة له.

جرائم «داعش» حقّرت إرهاب الآخرين وطمست جرائم الآخرين وبات «داعش» العنوان الجديد لمكافحة الإرهاب لكنه في الوقت ذاته تحوّل، كأمر واقع، إلى المحرّك الرئيس في إنعاش الاعتدال السني ولمّ شمل السنّة في العراق إلى لبنان بقرار سعودي.

عراقياً، نجح كل من «داعش» ورئيس الحكومة السابق نوري المالكي في جمع الأعداء والاتفاق على إزالتهم عن المشهد العراقي. توافقت القيادة الأميركية والسعودية والإيرانية والأوروبية على التخلص من الخطرين وبرزت مواقف عراقية مهمة ضد الاثنين معاً. ولعلهما معاً ساهما من دون قصد في تقوية كفّة الاعتدال ضد التطرف ليس فقط في العراق وإنما أيضاً في المعركة الدائرة إيرانياً بين قوى التطرف التي يقودها قاسم سليماني و «الحرس الثوري» وقوى الاعتدال بقيادة الرئيس حسن روحاني.

حالياً، واضح انحسار سليماني وصعود روحاني عبر مواقف مرشد الجمهورية آية الله خامنئي الذي دعم توّلي حيدر العبادي رئاسة حكومة العراق وأوضح لنوري المالكي أن عليه الرحيل. كانت تلك صفعة لسليماني الذي تمسّك بالمالكي وأراد الاستفادة من الفوضى التي أطلقها «داعش» في العراق ليفرض حاجة العراق للمالكي. إنما ليس من الواضح إذا كان هذا تكتيكاً ضمن توزيع الأدوار كما شاء آية الله خامنئي، أو تقهقهراً جدياً لقوى التطرف الذي يسيطر عليها تيار سليماني بإيعاز من آية الله خامنئي، كما يُقال.

فإذا كان صعود حظوظ الاعتدال داخل إيران تطوراً جديّاً بقرار من مرشد الجمهورية وليس ضمن تكتيك توزيع الأدوار، فإن حدث العراق سيكون فائق الأهمية لأنه سيُطلق توجهاً إيرانياً جديداً وكذلك حديثاً إيرانياً- سعودياً مختلفاً عن السابق.

القيادة السعودية تبنّت الاعتدال عنواناً لزخم في سياساتها الجديدة الممتدة من هبات لمكافحة الإرهاب إلى معونات لتقوية صفوف الاعتدال بين السُنّة. وهي أكثر استعداداً للتحاور مع القيادة الإيرانية في إطار تقوية الاعتدال، لا سيما إذا تصرّفت ايران كدولة وليس كثورة.

«داعش»، كما «القاعدة» وأخواتها، تشكل خطراً ليس فقط على المملكة العربية السعودية وإنما أيضاً على السُنّة ككل. ويبدو اليوم أن هناك استطلاعاً لدور سعودي مختلف عن الدور السعودي المتحالف مع باكستان والولايات المتحدة لدعم «الجهاديين» في أفغانستان قبل ثلاثين سنة بهدف إسقاط الشيوعية السوفياتية. فتشبيع المقاتلين من أينما أتوا بالجهاد، بغسل دماغ على أيدي الاستخبارات الأميركية، أسفر عن إنمائهم لدرجة نمو الوحش فوق العادة وفوق السيطرة عليه.

قد يقال انه لولا نمو وحش «داعش» إلى درجة دب الرعب في القلوب لما كان إنعاش الاعتدال السني ممكناً كما لم كان إيقاف التطرف الشيعي ممكناً، وبالتالي هذا يشفع للذين أصرّوا على أسلوب «النار بالنار» ويصرّون على إبقائه متأهباً في حال فشل أسلوب الاعتدال.

القرار السعودي الرسمي اليوم هو رفع راية مكافحة الإرهاب والتطرف عالية بإجراءات ومواقف مدروسة سياسياً أيضاً، فالهبة بمئة مليون دولار للأمم المتحدة للحشد العالمي لمكافحة الإرهاب مهمة ليس فقط من ناحية دلالتها المالية والإعلامية وإنما من ناحية الدلالة السياسية، لا سيما في إطار سورية.

الرئيس السوري بشار الأسد نصب نفسه واجهةً لمكافحة الإرهاب السنّي وحماية الأقليات من «داعش» وأمثالها، مع أن عناصر «داعش» أخرجهم الرئيس السوري من السجون السورية لتلويث المعارضة السورية وسمعتها ولنصب نفسه العنوان الأساسي للولايات المتحدة وروسيا والدول الغربية لمكافحة الإرهاب.

الهبة السعودية للأمم المتحدة أتت برسالة سياسية لسحب البساط من تحت أقدام النظام في دمشق كي لا تترك له الساحة خالية لمزاعم دحض الإرهاب السنّي. كما أن قيام الحكومة السعودية بتقديم الأموال لمكافحة الإرهاب للأمم المتحدة بالإضافة إلى هبات أخرى لدعم جهودها في العراق تأتي جزءاً من استراتيجيتها الأشمل، القائمة على انفتاح جديد على المنظمة الدولية وعلى التعاون العالمي في مكافحة الإرهاب وفي مساعدة العراق على التعافي شرط التوقف عن إقصاء السُنّة وهضم حقوقهم بقرار من طهران.

لبنانياً، أسرعت القيادة السعودية إلى الوقوف ضد «داعش» إبرازاً للاعتدال السنّي وأرفقته بمبلغ بليون دولار حملها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عائداً إلى لبنان زعيماً للاعتدال السني، جاهزاً للتفاهمات.

بقدوم الحريري إلى لبنان واستعادته الزعامة السنّية بعنوان الاعتدال، وبرحيل المالكي عن العراق متأبطاً عنوان الإقصاء والطائفية والتطرف، هناك مساحة للتفاؤل بتوجه جديد للبلدين وبهامش تفاهمات ممكنة بين القيادتين السعودية والإيرانية على وتر الاعتدال لمكافحة التطرف.

سورية تبقى الآن الشوكة في خاصرة التفاهمات لأنها ما زالت حصراً في عهدة «الحرس الثوري» الإيراني، لا غير. وهذا بالطبع سيؤثر على لبنان على رغم أن «حزب الله» يستمع إلى مرشد الجمهورية وله حساباته اللبنانية وهو ليس مجرد ملحق في «الحرس الثوري» الإيراني على رغم علاقتهما الوثيقة.

وسورية ليست حصراً مسألة إيرانية- سعودية، بل هي أيضاً مسألة روسية وقطرية وأوروبية باختلاف الأبعاد.

روسياً، من اللافت قيام الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوثيق العلاقات بصفقات الأسلحة بأموال سعودية وإماراتية إلى جانب فتح قناة السويس أمام روسيا. فمصر تشكّل إحدى وسائل التفاهم السعودي مع روسيا، كما يشكل العراق إحدى وسائل التفاهم السعودي مع إيران.

يبقى أميركياً، بدا الرئيس باراك أوباما جاهزاً للتحرك بخطوات صغيرة ظهرت وكأنها حصراً دعم للأكراد إن كان عبر قصف مواقع «داعش» أو عبر النظر في احتمال توسيع الدور الأميركي في العراق عن طريق الطائرات بلا طيار drones. هكذا بدا أوباما جاهزاً للتحرك ضد التطرف الإرهابي على نسق جرائم «داعش»، بالتزامن مع التوافق على إزاحة نوري المالكي عن السلطة كي لا يبدو أنه يقف مع إيران في العراق لو لم يضغط لإزالة المالكي.

أوباما لن يجر أميركا إلى المعركة المباشرة مع «داعش» أو غيرها لأنه عقد العزم على عدم التورط في حروب الآخرين تلبية للمطالب الشعبية الأميركية، بحسب تقويمه.

حدث العراق يشكّل فرصة للرئيس الأميركي لإعادة فرز العلاقات الأميركية بكل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية نحو رعاية التفاهمات ودعم الاعتدال حقاً. فهكذا ينفض باراك أوباما عن نفسه صيت دعم التطرف بشق «الإخوان المسلمين» في مصر وبشق شغفه لإرضاء إيران لتكون له تركته التاريخية إذا أنجز الاتفاق النووي معها.

المفاوضات النووية مع إيران متعثرة وقد لا تؤدي إلى ما يشتهيه باراك أوباما بسبب اتساع الفجوة بين ما تريده طهران وما تستطيع أن تقبل به إدارة أوباما وتسوّقه مع الكونغرس في واشنطن.

لذلك، قد يفيد الرئيس الأميركي أن يرسم مساراً متوازياً مع انصبابه على إرضاء طهران ويأخذ من حدث العراق موقع قدم لإطلاق صورة جديدة عنه تبيّنه داعماً جدياً وصارماً لقوى الاعتدال

 

الكذب كسلاحٍ مشروع

حسام عيتاني/الحياة

15 آب/14

الثورة المعلوماتية حملت في أحشائها نقيضها. مثل كل الثورات، جاء الفضاء الافتراضي بحرية غير مسبوقة في تداول المعلومات والأخبار وبنوع جديد من العولمة يضفي أبعاداً إنسانية وثقافية على العولمة الاقتصادية، وترافق أيضاً مع استغلال هذه الميزات في الصراعات والحروب ونشر «الحقائق المضادة» و «اللاحقائق» ناهيك عن أنصافها وأرباعها.

وليس التضليل وبلبلة الخصم ونشر الشائعات في صفوفه بجديدة، فهذه ممارسات معروفة منذ بدأ البشر يقتتلون ويختلفون، وكانت تتخذ في كل عصر الشكل الذي يغلب على نقل الأخبار والمعلومات. شبكة الإنترنت التي تحقق انتصارات هائلة في نشر المعرفة والتواصل وتسهيل نقل العلوم والفنون وانفتاح الثقافات والحضارات بعضهاعلى بعض، تساهم من جهة ثانية في تعميم الأكاذيب والمغالطات المقصودة واغراق القارئ والمشاهد بكمٍّ لا يستهان به من اللغو والترهات، العفوي والبريء والمقصود والمدروس والمخطط له مسبقاً.

وعلى غرار الأساليب القديمة في نشر الشائعات في معسكر الخصم، تقف أجهزة استخبارات كثيرة وراء حملات تضليل تُستخدم فيها الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. ولا جدال في أن درجة احتراف الواقفين وراء الحملات هذه متفاوتة لكن بعضها يحقق نجاحاً وانتشاراً كبيرين وتتحول المعلومات الخاطئة الى جزء من «الوعي» العام غير القابل للدحض عند حامليه.

مئات الصور ومشاهد الفيديو والأخبار التي تعرضت الى التلاعب عبر طرق تمتد من التجزئة إلى الفبركة الكاملة، باتت اليوم من الحقائق الراسخة. وتبدو كل محاولة للتصحيح من قبل الأطراف المتضررة جهداً ضائعاً بسبب كثرة المروجين. وليس نادراً أن تصل هذه المواد الكاذبة إلى وسائل الإعلام المُشكّلة لـ «التيار الرئيسي»، محطات التلفزة الفضائية والصحف الكبرى التي يقع العاملون فيها في شرك الترويج لأكاذيب صريحة وواضحة.

قصة المقتطفات المنسوبة الى كتاب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن مشاركتها في تأسيس «داعش» مثال حديث على ذلك. هناك من رأى في الخبر الذي كان من السهل كشف زيفه، فرصة لتوجيه المزيد من الضربات إلى السياسة الأميركية –وكأن هذه تحتاج الى الأكاذيب للتعرف الى الكوارث التي تعممها-، وثمة من انزلق الى ترداد القصة لعيب في مهنيته ومستوى الوسيلة الإعلامية التي يعمل فيها.

الطوفان هذا من الأكاذيب والأخبار المزيفة يفرض على وسائل الإعلام والصحافيين (الراغبين في الحفاظ على حد أدنى من الموضوعية والمصداقية، وهؤلاء باتوا مثل الغول والعنقاء والخِلّ الوفي...) الالتزام بقواعد صارمة في قراءة المواد الخام أو ما يسمى «التدقيق المزدوج» الذي يفترض أن يتعلمه طلاب الإعلام في كلياتهم والذي تمتنع وسائل كثيرة عن استخدامه، كلٌّ لأسبابه.

تكسير الاصطفاف في المعسكر المعادي وراء رواية واحدة سائدة وتبرير التزييف بذريعة ضرورات المعركة، غالباً ما ينجحان مع غيرهما من تقنيات التضليل، في الجماعات الأقرب الى الوعي الخرافي أو الأسطوري، تلك التي لا تنبذ الحوادث الخارقة لقوانين الطبيعة من قاموسها ولا تجد مانعاً من الإيمان بالشعوذات. وهذا ما نحن عليه، بغض النظر عن اسم المعسكر الذي ننتمي إليه.

قبل «تأسيس» هيلاري كلينتون «داعش» وبعده، يظل المتلقي العربي هدفاً سهلاً لصنّاع الأكاذيب وسوقاً رابحة لبائعي الأوهام الذين لا يتورعون عن اعتماد الكذب الصريح سلاحاً في معارك «القضية العادلة» التي تسير من انتصار الى آخر ومن مجزرة إلى مجزرة.

 

إعادة تكوين نظام الاعتدال العربي

وليد شقير/الجمعة ١٥ / آب ٢٠١٤

مع تعدد القراءات للتطورات الإقليمية، لا سيما في العراق بعد صعود «داعش» وسيطرته على أجزاء منه وعبثه بتركيبته الاجتماعية والديموغرافية التاريخية، فإن مفاعيل مواجهة كل ذلك تستدعي المراقبة الدقيقة للتغييرات الحاصلة في المنطقة إزاء الخطر الداعشي. الحاجة الملحة لمحاربة هذه الظاهرة فرضت على القيادة الإيرانية التراجع عن تشبثها بالمعادلة الحاكمة التي أرستها لسنوات بحكم نفوذها في بغداد، فوحش التطرف والإرهاب الذي كان برز في سورية قبل العراق، والذي كان النظام في دمشق سهّل بروزه بهدف شيطنة المعارضة المعتدلة ووصمها بالإرهاب، بتأييد من إيران نفسها، أفلت من عقاله الى درجة بات يهدد بالتوسع إلى الحدود الإيرانية نفسها، فضلاً عن أنه أخذ يتسبب بتداعيات تمس المصالح الاستراتيجية لطهران طالما أنه أنشأ أمراً واقعاً من مخاطره احتمال استقلال إقليم كردستان وضمه أراضي عراقية، الأمر الذي يشكل خطراً مباشراً على مستقبل وحدة الأراضي الإيرانية لاحقاً بوجود ملايين الأكراد فيها.

اضطرت طهران للتضحية بنوري المالكي بعدما أبلغها من استنجدت بهم من دول الغرب والإقليم، أن المساعدة في محاربة «داعش» مشروطة بقيام حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها المكونات السياسية والطائفية العراقية كلها، بدلاً من معادلة التفرد التي رعتها القيادة الإيرانية لمصلحة مقياس وحيد هو الولاء لها ولسياساتها، الى درجة أن «الحرس الثوري» الإيراني بات يعتمد بغداد متنفساً للاقتصاد الإيراني، يقاسمها ثروتها النفطية في موازنات الدفاع عن نظام بشار الأسد، فضلاً عن استخدام العراقيين للقتال إلى جانبه.

وإذا كان كثر يتريثون في اعتبار تراجع القيادة الإيرانية في بغداد تمهيداً لسياسة جديدة لها في المنطقة تسهل انفتاحها على الخصوم وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، نتيجة لقائهما على الترحيب بتكليف رئيس الحكومة الجديد في العراق، فإن الذي يحتاج الى مراقبة أكثر، هو مدى استعادة محور الاعتدال العربي شيئاً من الحيوية تحت عنوان مواجهة التطرف والإرهاب. والواضح أن القمة السعودية – المصرية جاءت مطلع الأسبوع في صلب هذه التطورات وفي سياق عمل بدأ يتبلور لإعادة تكوين نظام الاعتدال (السنّي) عربياً، خصوصاً أن التطرف ينمو على حدود الدولتين: في العراق واليمن بالنسبة الى السعودية، وفي ليبيا بالنسبة الى مصر، فضلاً عما تشهده الأراضي المصرية من أعمال إرهابية، فإعلان «دولة الخلافة الإسلامية» من قبل «داعش» هو بمثابة إعلان حرب على نظام الاعتدال هذا الذي تشكل تاريخياً مصر والسعودية قاعدته الأساسية. وليست صدفة أن تكون سبقت القمة مواقف غير مسبوقة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 4 رسائل صدرت منذ خطوة «داعش» في العراق، الأولى حين أمر بحماية المملكة من الإرهاب، والثانية في عيد الفطر حين خاطب المسلمين معتبراً «الطغيان والإرهاب أشد خطراً من أعداء الأمة المعلنين»، ملتزماً مواجهة «الفئة الباغية»، ثم في 2 آب (أغسطس) حين طالب علماء الأمة الإسلامية بأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه على أنه دين التطرف والإرهاب، ثم إعلانه تقديمه بليون دولار لدحر الإرهاب في لبنان إثر هجوم «النصرة» و «داعش» على بلدة عرسال اللبنانية، وأخيراً في تبرعه بمئة مليون دولار الى الأمم المتحدة من أجل محاربة الإرهاب. ولعلّ عودة زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى بيروت في 8 آب (أغسطس) هي التقاط للحظة التي يسعى فيها «محور الاعتدال» لاستعادة المبادرة في وجه تنامي مظاهر التطرف، لكن كل هذه الأحداث، من العراق الى لبنان، تمت بمعزل من سياسة إيران في المنطقة، وهي ليست بالاتفاق معها ولم تكن في سياق المواجهة الدائرة بينها وبين عدد من الدول العربية، بل لإحداث توازن سياسي يضع حداً للتطرف، وهو أمر قد يقود الى شيء من الانفراج لا التصعيد.

لكن طهران بدلت موقفها في بغداد، ليس استناداً الى خيارات استراتيجية تعيد النظر بسياسات تسببت بما شهدته المنطقة، بل لاضطرارها الى اللحاق بالمرجعية الدينية العراقية التي أصرّت على تغيير نوري المالكي وعلى التفاهم مع المكون السنّي الشريك...

 

رعاية أميركية للإرهاب

خالد غزال/الحياة

 الجمعة، ١٥ / آب ٢٠١٤

تدعي السياسة الأميركية، جمهورية أكانت أم ديموقراطية، بأن استراتيجيتها الأمنية والسياسية تقوم على مكافحة الإرهاب في العالم. تبلورت هذه النظرية بعد هجمات أيلول (سبتمبر) 2001، مما استوجب إعلان الإدارة الأميركية ان التصدي للإرهاب يجب ان يكون في عقر داره، بما يستدعي حرباً مسبقة عليه قبل ان يعود الى الأرض الأميركية. واستناداً الى ذلك، خاضت الولايات المتحدة ومعها المعسكر الغربي معركة احتلال افغانستان وإسقاط نظام طالبان، ثم احتلال العراق وإنهاء نظام صدام حسين. فهل صحيح ان الولايات المتحدة مناهضة للإرهاب؟ وهل أمكن لحربي افغانستان والعراق إبعاد شبح الإرهاب عن الاميركيين والأوروبيين؟ الجواب يشي بالسلبية ويطلق اتهامات في وجه الولايات المتحدة في وصفها راعية أساسية للإرهاب، بل ومولّدة له.

اذا كان تنظيم «القاعدة» قد شكل رأس الحربة الإرهابي ضد الولايات المتحدة، فإن هذا التنظيم ولد وترعرع ونما واشتد عوده برعاية أميركية صافية. رعت أميركا هذا التنظيم واستخدمته في الحرب ضد الاتحاد السوفياتي السابق في افغانستان، ونجحت في تمكينه من توجيه ضربات أساسية ساهمت في إسقاط النظام. وظفت العداء للشيوعية والدفاع عن الإسلام لخلق أوسع تأييد اسلامي «للقاعدة». بعد انتهاء الحرب التي خلفت وراءها آلاف من أعضاء التنظيم الذي يحتاجون الآن الى عدو، فتوجه هؤلاء الى الأميركي الذي انتج التنظيم، وخلق الوحش، فاذا بهذا الوحش يرتد عليه ويسبب له الخسائر المعروفة.

على امتداد عقود سابقة، مارست السياسة الأميركية دعماً مطلقاً للأنظمة الاستبدادية في العالم العربي، ولم تستنكر يوماً سياسات القمع والإبادة التي مارستها أجهزة الامن العربية ضـــد الشعوب والمعارضين للنظام. هذه السياسات العربية كانت تؤسس لدى أجيال من الشباب روح الكراهية والحقد على الأنظمة وداعميها، يعزز هذا العنف الداخلي حالات الفقر والتهميش والبطالة والأمية، وهي كلها تربة خصبة لإنتاج التمرد والإرهاب. رعت الولايات المتحدة إرهاب الدولة في أكثر من مكان. في اسرائيل مارست الولايات المتحدة سياسة دعم مطلق للإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني منذ قيام الدولة العبرية، عطلت أي قرار يصدر عن الأمم المتحدة في إدانة جرائم اسرائيل، ولم ترَ في قتل الآلاف وجرح مئات الآلاف سوى عملية دفاع عن النفس، فيما يمثل النضال الفلسطيني من أجل الحد الأدنى من حقوقه بالنسبة الى أميركا أعمالاً إرهابية. كان مثيراً للسخرية استنكار اميركا لضرب مدارس الأونروا في العدوان الأخير على غزة، فيما وضعت اميركا جسراً جوياً لإرسال السلاح الثقيل لاسرائيل لتواصل قصف المدنيين في غزة. فهل من الغريب ان تفرز هذه السياسة إرهاباً في المجتمع الفلسطيني والعربي؟

تحت حجة كاذبة بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، احتلت الولايات المتحدة هذا البلد، ودمرت مؤسساته العسكرية والمدنية والإدارية خصوصاً الجيش وأجهزة الشرطة. خلقت الفوضى في كل مكان في العراق، ومارست سياسة تغليب فئة على فئة، مما أيقظ أحقاداً طائفية ومذهبية واثنية. في المقابل، كان انهيار الجيش فرصة ذهبية لخروج عصابات وقتلة جرى استخدامهم من هذه الفئة او تلك في الصراع الذي انفجر خلال السنوات الماضية، وكان الإرهاب ممارسة مشتركة من جميع الأطراف، عبر السيارات المتفجرة وعمليات القتل والنهب وغيرها.

تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية مركزية في الإرهاب المنفجر على الأراضي السورية. وضعت السياسة الأميركية هدفاً مركزياً يقوم على تدمير سورية وتمزيق مجتمعها وإنهاء جيشها، خوفاً من سقوط النظام ومجيء نظام يكون معادياً فعلاً لا قولاً لاسرائيل. اعتمدت سياسة التدمير على تصعيد الحرب الأهلية في سورية التي كان بشار الأسد قد اتخذها وسيلة لإنهاء الانتفاضة. عملت المخابرات الأميركية على تشجيع انتقال التنظيمات الإرهابية الموجودة في العالم العربي وخارجه، لتأتي الى سورية وتتقاتل على ارضها ضمن مبدأ ليفنوا بعضهم بعضاً بدل ان يأتوا الينا. خلافاً لادعاءات كاذبة عن التخلي عن بشار الأسد، كانت السياسة الأميركية، ولا تزال، الداعم الأول له، لأن وجوده ضمانة لتواصل الحرب الأهلية في سورية.

اما الدعم الفاقع للارهاب فهو ما ظهر في السنوات الأخيرة خصوصاً بعد قيام انتفاضات في بعض الأقطار العربية. منذ سنوات دخلت الإدارة الاميركية في علاقات مع تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، وفق نظرية ترى ان مصالح الولايات المتحدة تتحقق من خلال دعم الإسلام السياسي في الوصول الى السلطة. هكذا أعطت دعمها المطلق لحكم «الإخوان» في مصر، وعندما سقط نظام «الإخوان»، ظل الأميركيون على دعمهم لهم في وجه النظام الجديد. على رغم انتقال «الاخوان» الى ممارسة إرهاب عار في مصر بعد سقوطهم، إلا ان الموقف الأميركي ظل مراهناً على عودتهم الى السلطة، فتغاضى عن أعمالهم الارهابية. اذا كانت الولايات المتحدة ترى اليوم في تنظيمات الإسلام السياسي، المنتشرة في كل الأرجاء العربية، المصدر المركزي لتفشي الإرهاب، فإن هذه التنظيمات بمختل اتجاهاتها هي الأبنة الشرعية لتنظيم الإخوان المسلمين، وهي جميعها ولدت من رحمها. ان المراهنة على «الإخوان» وتنظيماتهم هو مدخل لتصعيد ظاهرة الإرهاب الذي لن تنجو منه اميركا وحلفاؤها.

 

مسيحيو لبنان و"مذبح" أوباما

فارس خشان/يقال نت

الغرب يعلن الحرب على الدولة الاسلامية؟

خطأ!

في الواقع، ان الغرب يعلن، بالنار، اقامة حدود آمنة لتمدد الدولة الكردية في العراق، نحو منطقة تعوم على النفط العراقي.

والصحيح، أيضا أن ثمة خطوطا حمراء مرسومة للدولة الاسلامية، ممنوع تجاوزها.

وهذا يعني، أنه دون هذه الحدود، كل الجغرافيا الممتدة من العراق، مرورا بسوريا، وصولا( لاحقا) الى لبنان متاحة.

وبالغارات الجوية الاميريكية وبالسلاح الاوروبي " العاجل" تترسخ حدود الدولة الكردية... حدود الدولة العائمة على النفط.

أما الحديث عن حماية الاقليات، فمجرد كذبة عالمية ...تتجدد.

لم يتحرك باراك اوباما، لا من اجل المسيحيين ولا من اجل الايزيديين. بقي يتفرج على تمدد الدولة الاسلامية في رحم الجزر التي أقامتها الجمهورية الاسلامية في ايران، صامتا، فيما سارعت فرنسا الى عرض استضافة مسيحيي العراق، أي تنظيم هجرتهم الجماعية، ولم بختلف هذا الوضع، الا مع ظهور تفوق الدولة الاسلامية على حماة حدود توسع الدولة الكردية.

العواطف الكاثوليكية التي بدأت بالظهور، تأخرت كثيرا.

الدولة الاسلامية أخذت بالنمو ، فعليا، يوم أجهض اوباما فكرة الضربة العسكرية لنظام بشار الاسد، والتزم صمت المتواطئ، حيال دخول ميليشيات ايران المذهبية، في تصفية الثورة السورية، من بوابة ضرب الجيش السوري الحر، الذي يدرجه الغرب في خانة الاعتدال.

وكما جذب "داعش" المقاتلين والمنظرين والممولين، بعد "تخاذل" أوباما، وتحول من مجموعة مسلحة عادية الى قوة عسكرية ضاربة، فإن "الدولة الاسلامية" ستبلور جاذبيتها، بعد توجيه واشنطن ضربات جوية ضدها، لأنها والحالة هذه، ستكون موئل الشباب السني المعادي لايران الشيعية ول"كفار" اميركا وسائر الغرب.

في الواقع، ان مجرد المقارنة بين الصمت على مجازر بشار الاسد، من جهة وبين التحرك السريع ضد تهديد "داعش" للجغرافيا النفطية الكردية، من جهة أخرى سيجعل "داعش" اكثر استقطابا من ذي قبل، لان التفسيرات التي تعطى وستعطى، هي تفسيرات طائفية، تلقي ثوب الضحية على "الدولة الاسلامية".

والمشكلة الأكبر في كل ذلك، ستلقى على عاتق من تبقى من مسيحيي الشرق، وفي "بلاد الشام" تحديدا، بعد دخول الكنيسة الكاثوليكية العالمية، على خط تأييد الضربات العسكرية لداعش، خصوصا وأن هذه الكنيسة يتقدمها البابا فرنسيس، كانت قد اتخذت موقفا معارضا، وبشدة، لاي ضربة عربية يمكن ان توجه ضد نظام بشار الاسد، باسم السعي الى السلام.

ان هذا الموقف الكاثوليكي، سيحول مسيحيي الشرق الى هدف مشروع، خصوصا وانه باسم حمايتهم، وهذا وهم مؤكد، تشن واشنطن حرب ترسيم حدود لمصلحة الاكراد، ضد "داعش".

ووفق جميع الاستراتيجيين، فان حرب ترسيم الحدود هذه، لن تقضي على "داعش"، بل على العكس، ستعطي هذا التنظيم جاذبية غير مسبوقة، وتاليا ستوفر له قوة استقطاب شبابي ومالي.

اساسا، لم تتمكن واشنطن، بقوتها الهائلة في حرب مفتوحة، من التطرف الاسلامي.

في افغانستان تعود طالبان، وفي باكستان تمددت، وفي العراق انسحب الاميريكي وحل مكانه الايراني،ليتفاجأ الحليفان المدعيا خصومة، بنشوء دولة اسلامية اقوى بكثير من تلك التي تخيلا القضاء عليها، في السنوات القليلة الماضية.

ايران وجزرها تحارب بالفائض، فأرضها محصنة بوجه "داعش"، لا بل ان "داعش" يعطي النظام الايراني دفع حياة جديدة.

الاكراد تحصنوا.

اسرائيل اليهودية متفوقة استراتيجيا.

وحدهم المسيحيون في هذه المنطقة...مساكين.

مساكين بانهيار مفهوم الوطنية. مساكين بسقوط حدود سايكس بيكو. مساكين باستخدامهم حجة لحرب جوية تجر الغضب عليهم، من دون ان توفر لهم اي حماية... باستثناء معابر آمنة لاستكمال هجرة جماعية.

لا جغرافيا يقيمون عليها دولة خاصة بهم، لأن لا وجود وازنا لهم على ارض نفطية.

ليس لديهم كركوك كالأكراد، وليس عندهم، لا تيمور الشرقية ولا جنوب السودان.

للمسيحيبن وجود وازن في لبنان، ولكنه وجود على ارض بلا ثروات.

سبق ان جرب مسيحيو لبنان حظهم في الحرب الاهلية، ولكن، على الرغم من صمود طويل، عانوا كثيرا من اهمال متماد، الى ان صفى ميشال عون قوتهم، في حربين سلطويتين خاسرتين، فعهد امرهم الى وصايات.

في واقع الحال، مسيحيو لبنان مصيرهم مرتبط بمستقبل سنة لبنان.

وحده الاعتدال يحميهم.

صدام حسين حمى من تبقى منهم في العراق، ولكنه، لم يتمكن من تخليد نفسه، ليعطيهم حماية دائمة.

بشار الاسد ، وفي حال صح انه حماهم، الا انه بالكاد يحمي نفسه، وحيث يسقط نفوذه تسقط الحماية عن جميع داعميه.

اللجوء الى حماية أي سلاح مذهبي وديكتاتوري في لبنان، لن يكون مستقبله أفضل مما حصل ويحصل في سوريا والعراق.

وحده الاعتدال ينفع.

الاعتدال بما يعني من توازن في الرؤية الى كل تطرف، الى اي مذهب انتمى، ومن توفير ما يلزم من قوة للدولة، حتى تكون قادرة على التعاطي الحاسم مع أي قوة أخرى.

وهنا يبدو واضحا ان هناك مصيرا مشتركا يربط المسيحيين في لبنان بالاعتدال الاسلامي فيه، لأن هدف هذا الاعتدال، يتلاقى مع حاجة المسيحيين الى دولة- حامية والى دولة - راعية.

وخلاف ذلك، مجرد هرولة الى ... الهاوية!

 

إلتقاء المسيحيين على رفض التمديد يفرض خياراً: إنتخابات نيابية أو مساواة لنبيه بري بميشال سليمان

ايلي الحاج/النهار/15 آب 2014

بدأت المخاوف مما قد تحمله الشهور، بل الأسابيع المقبلة تتسيّد التوقعات في لبنان.

لا ضرورة لنبوءات هنا عندما يضع اللاعبون أوراقهم على الطاولة. هناك فراغ رئاسي وقد يتوسع الفراغ للمرة الأولى في تاريخ لبنان الحديث، فيصير لبنان بلا مجلس للنواب أيضاً. وهل من يحلم بعد بأن يكون لهذه البلاد رئيس للجمهورية على المدى المنظور، ما دام الجنرال ميشال عون على موقفه المقاطع للجلسات، وخلفه يقاطع حليفه "حزب الله"؟

أكثر من أي يوم، تبدو واهية وواهنة، إلى أقصى الحدود مراهنة بعض السياسيين على تغيير في موقف الجنرال، تغيير يأمل المراهنون أن تبنيه إعادة حسابات لـ"حزب الله" يليها قرار لا يستطيع الجنرال رده، كأنه القدر. لكنه لن يكون عند ذلك الجنرال عون الذي يعرفه اللبنانيون. فالرجل أثبت قدرة مذهلة لخصومه- يجب الإعتراف بها- على إدارة ظهره لكل التحليلات المنطقية عندما يتعلق الأمر بمعركة وصوله إلى رئاسة أمسك بها جزئيا عام 1988، وما لبثت أن أفلتت منه، وها هو يخوض الجولة الأخيرة مصمما على تعطيل النتيجة إذا كانت خسارته حتمية. وحتى "حزب الله" يمكن أن يدفعّه حليفه المسيحي الثمن غالياً إذا اعترض وخالف تطلع عون هذا إلى الرئاسة. ثم أن وضع الحزب دقيق في لبنان وفي سوريا وأبعد من سوريا. ليس وقتها أن يخوض في سجالات و"حرتقات" مع حليفه الوفي. ولماذا يفعل ما دام يربح من إحالة إيران الوسطاء عليه وهو يحيلهم على عون؟ ولكن طبعاً مصالح الدول لا تتوقف عند مصلحة رجل واحد. من لا يذكر أن الجنرال تبلغ في الدوحة الإتفاق على انتخاب الجنرال ميشال سليمان رئيساً في اللحظات الأخيرة قبل العودة إلى بيروت، واقتنع عندما اقتنع حليفه؟ تختلف الظروف اليوم. إنها المعركة الأخيرة أمام الجنرال. خصومه لا يقلون عنه عزماً على الحؤول دون تحقيق حلمه الكبير. والأحداث يجرّ بعضها بعضا، والناس أيضاً. لبنان في فراغ رئاسي والولاية الممددة لمجلس النواب تنتهي في موعد قريب. التشارين خلف الباب وبالأمس أعلن مرشح قوى 14 آذار سمير جعجع- القوي هو الآخر بمواصفات العونيين- أن نواب حزبه سيعارضون تمديد الولاية مرة ثانية. حزب الكتائب أيضاً سيعارض إذا تغلبت فيه وجهة نظر الرجل القوي فيه النائب سامي الجميّل على وجهة نظر البرغماتيين داخل الحزب. صارت ثلاثة أحزاب مسيحية، الأحزاب الأقوى، ضد التمديد فكيف يستطيع "تيار المستقبل" السيرعكس وجهة سير غالبية المسيحيين، أحلفاء كانوا أم خصوماً؟

سيستدعي الأمر قراراً واجباً يصدر عن قوى 14 آذار مجتمعة. فبعد أسابيع ستنعدم رفاهية تمايز ليس وقتها. ولعل "تيار المستقبل" المتحوّط دوماً للمفاجآت لم يخطئ عندما أطلق ماكينته بعيداً عن الأضواء منذ نحو شهرين، تحضّر لانتخابات نيابية قد تحصل فقط لاستحالة التمديد. لكن الدكتور جعجع أخذ وقته هو أيضاً في الإعداد لإعلان قرار الإعتراض. في جلسة خاصة قبل نحو شهر تساءل أمام بعض من يثق بهم: ماذا نفعل إذا انتهت الولاية الممددة للبرلمان وكان الفراغ الرئاسي متمادياً، هل نجدّد له؟ لدينا مجموعة استفهامات كبيرة ونحتاج إلى تصور للوضع من دون رئيس ولا برلمان. إلا أنني شخصيا أفكر بأن نندفع بقوة تحت شعار "إنتخابات نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية". أول يوم بعد الإنتخابات النيابية يجب إنتخاب رئيس. لا يهم هنا إذا كانت النتيجة لمصلحتنا كقوى 14 آذار بنسبة 5 أو 20 في المئة. الأكيد أننا سنتقدم ولن يستطيعوا اللحاق بنا. في المقابل ليسوا قلة من لا يريدون للإنتخابات النيابية أن تحصل. لم يعد سراً أن أجهزة الدولة الأمنية لا تنصح بها، ولا رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط، ولا "حزب الله" أو حركة "أمل" رغم أن رئيسها، ورئيس المجلس نبيه بري لا ينفك يعلن رفضه التمديد على أمل تحميل مسؤوليته لغيره. في خلفية رفض التمديد من حزبيي 14 آذار المسيحيين اًيضاً رسالة قد يودون إيصالها بوضوح إلى الشريك الشيعي في الوطن ممثلاً بالثنائي الحزب والحركة: أنتم تمنعون ملء كرسي رئيس الجمهورية المسيحي وتتوقعون منا أن نجدد لكم في كرسي رئاسة مجلس النواب؟ بعد انتهاء ولاية البرلمان الممددة في 20 تشرين الثاني سيكون على الرئيس نبيه بري مغادرة مقر الرئاسة في عين التينة كما غادر الرئيس ميشال سليمان القصر الجمهوري، ومن دون أن ينظر خلفه. سيصير للمرة الأولى منذ 22 سنة الرئيس السابق نبيه بري.

 

بري أخّر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لمزيد من الاتصالات وانتظار تطوّرات العراق

اميل خوري /15 آب 2014/النهار

عندما أرجأ الرئيس نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إلى 2 أيلول اعتبر البعض ذلك مماطلة أو إضاعة وقت، في حين أن الرئيس بري أراد إعطاء فسحة جديدة من الوقت لإجراء مزيد من الاتصالات والمشاورات توصلاً إلى حلحلة عقدة الانتخاب حتى إذا نجحت في تحقيق ذلك تكون قد حلّت عقدة الخلاف على التمديد لمجلس النواب، وكأن الرئيس بري أيضاً من خلال تأجيل جلسة الانتخاب مدة ثلاثة أسابيع كان يتطلع إلى ما يجري في العراق علّ التطورات فيه تنعكس إيجاباً على أزمة الانتخابات الرئاسية إذا ما سارت الأمور سيراً طبيعياً في تشكيل حكومة وحدة وطنية في هذه الدولة الشقيقة.

وتختلف الآراء في الاوساط الرسمية والديبلوماسية والسياسية في تفسير ما يجري في العراق. فمن قائل إن مصالح الدول المعنية التقت على استبعاد نوري المالكي رئيس الحكومة الحالية وتكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة تتمثل فيها كل القوى السياسية في العراق، كي تستطيع التصدي للحركات الاصولية والارهابية صفاً واحداً، لا أن تستفيد هذه الحركات من الانقسامات السياسية، ولاسيما المذهبية الحادة، فتسجل تقدماً على الأرض يهدد وحدة العراق ويساهم في رسم خريطة جديدة فيها لم تظهر معالمها بعد. لذلك يرى أصحاب هذا الرأي أنه لا بد من انتظار تطورات أزمة تشكيل حكومة جديدة في العراق كي يبنى على الشيء مقتضاه في لبنان. وثمة من يرى أن مصالح الدول المعنية إذا كانت قد التقت في العراق على موقف واحد جعلها تؤيد تكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة وحدة وطنية واستبعاد المالكي، فإن هذه المصالح قد لا تلتقي في لبنان ويكون موقفها واحداً من أزمة الانتخابات الرئاسية، لذلك فإن أصحاب هذا الرأي لا يربطون بين معطيات الوضع في العراق ومعطيات الوضع في لبنان لان نظرة الدول إلى كل منهما مختلفة، وعندما تنجلي الصورة يصير في الامكان توقّع ما يمكن أن تنتهي إليه ازمة الانتخابات الرئاسية في لبنان، وهل في الامكان التوصل الى اتفاق على حل هذه الازمة وحل أزمة التمديد أو عدم التمديد لمجلس النواب في وقت واحد. في معلومات سياسي متابع أن العماد ميشال عون أعاد اتصالاته بالسعودية ظناً منه أن التقاءها مع إيران على موقف واحد من تشكيل حكومة عراقية جديدة ربما يجعلهما تلتقيان أيضاً على موقف واحد من الانتخابات الرئاسية في لبنان فتعود حظوظه الى الارتفاع، ذلك أنه يعتقد أن السعودية التي لم تؤيد ترشحه للرئاسة الاولى جعلت النواب السنّة في لبنان ولاسيما "تيار المستقبل"، لا يؤيدون هذا الترشح وإن كان الصحيح هو العكس أي أن موقف السنة المناهض لترشيح عون هو الذي جعل السعودية لا يؤيد ترشيحه. وعن عقدة إجراء انتخابات رئاسية يقول السياسي نفسه إن مرشحَين يقفان على باب الرئاسة الأولى هما الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون ويسدانه. وإذا كان جعجع قد زاح ولو قليلاً عن هذا الباب، فإن عون لم يزح حتى الآن عنه قيد أنملة وهو غير مستعد أن يفعل إلا إذا طلب منه ذلك من وعدوه بتأييده أو صوّروا له ذلك وهم على الأخص الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصرالله والسعودية التي لم تبلغه أي موقف حتى الآن كي يعيد النظر في حساباته.

والسؤال المطروح هو: ما العمل لجعل العماد عون ينسحب من معركة الانتخابات الرئاسية ومَنْ من الجهات التي تمون ستطلب منه ذلك؟ وما العمل إذا لم تطلب لئلا تتحمّل ردّ فعل عون فيكشف عما هو مستور... وإذا ابدى عون استعداده للانسحاب من المعركة فما هو الثمن السياسي الذي يطلبه، وهل في الإمكان دفعه، ومن الذي يتعهد دفعه ويضمن ذلك؟ أهو المرشح الذي يتم التوافق عليه أم المجموعة التي تؤيد هذا المرشح؟ ثمة من يقول إن العماد عون قد يشترط أن تكون ولاية الرئيس العتيد سنتين فقط، على أن يتولى مجلس نواب منبثق من انتخابات نيابية جديدة تجرى على أساس قانون عادل ومتوازن يحقق التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب وأجياله، انتخاب رئيس جديد للجمهورية عند انقضاء السنتين. وثمة من يقول إن العماد عون قد يطلب مقابل العزوف عن ترشحه للرئاسة الأولى قانوناً للانتخابات يضمن له العودة بأكبر كتلة نيابية لا بل بأكثرية مع حلفائه يكون لها الحكم كاملاً برئاسة جمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة حكومة... أو أن آخر ما يطلبه إذا لم يحصل على شيء من ذلك، ضمان تعيين من يخصه في مراكز إدارية وأمنية وعسكرية تجعله شريكاً في الحكم مع أي رئيس أو حكومة. يقول مسؤول سابق تعليقاً على كل هذه الافتراضات إن العماد عون يستطيع أن يقبض الآن ثمن انسحابه من معركة الانتخابات الرئاسية، أما انتظار الغد فإن انسحابه يصير "ببلاش"... ذلك أن الخلو لا يدفع لمن لا يشغل المأجور إنما لمن يشغله وهو لا يزال منشغلاً بكيفية التوصل إلى إشغاله...

 

المطران مظلوم يروي في "مشواري" محطات من سيرته وملفات تابعها: اتفاق الطائـف طُبِّق انتقائياً ووزّع الإرث المسيحي بين الشيعة والسنّة

15 آب 2014/النهار

صدر للنائب البطريركي الماروني المطران سمير مظلوم كتاب "مشواري"، يؤرخ فيه لخمسين سنة من حياته، كاهناً من العام 1964 الى 2014. والكتاب يقع في 13 فصلاً و160 صفحة، ويتناول بدايته منذ الطفولة في القعقور، ودخوله الاكليريكية المارونية، ثم دخوله العمل الاجتماعي، وصولاً الى اسقفيته، وورشة بكركي. ويتحدث ايضاً عن الأمن المسيحي، واتفاق الطائف، ومسيحيي الشرق. "النهار" تنشر فصلاً من الكتاب".

ربع قرن تقريباً انقضى على إقرار اتفاق الطائف (1989) الذي أعاد صياغة "هوية لبنان" بعد الحرب، وأحدث تغييرات واسعة في توزيع أو تقاسم السلطات، وأرسى عدداً من الإصلاحات أبرزها: اللامركزية الإدارية، المجلس الاقتصادي الاجتماعي، مجلس الشورى، ومجلس الشيوخ مستقبلاً.

باختصار، كان لبنان بلا بوصلة ونشط العرب في محاولة لمصالحة القيادات. كانت هناك حكومة عون وحكومة سليم الحص، وحسين الحسيني كان رئيساً لمجلس النواب الذي بقي موحّداً من دون أن يكون قادراً على الانعقاد. وفي 14 شباط 1989 قصفت الميليشيات مرفأي جونيه وبيروت، رداً على حصار الجيش مرفئها غير الشرعي، وردّ عون بقصف منطقة الأونيسكو في بيروت الغربية، فبادر السوريون وحلفاؤهم الى قصف مقر وزارة الدفاع وأصيب مكتب الجنرال – ولم يكن فيه – وفي مساء اليوم عينه أعلن عون ما سمي "حرب التحرير". بعد أيام انعقد "اجتماع بكركي الأول" الذي حضره نواب وسياسيون وقيادات مسيحية، من المقيمين في منطقة سيطرة الجيش و"القوات اللبنانية"، وتلاقى المجتمعون على غسل أيديهم من هذه الحرب لأنهم كانوا متخوفين من نتائجها.

في تلك المرحلة، وبفعل تقاطع إقليمي بين ياسر عرفات وصدام حسين، دعم الفلسطينيون والعراقيون عون في حربه ضد سوريا، خصوصاً بعدما حوصرت منطقته، وبدأت المساعي الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة اللبنانية على قاعدة الوفاق وإخراج لبنان من محنته، برعاية لجنة عربية ثلاثية ضمّت الملك فهد بن عبد العزيز العاهل السعودي، ملك المغرب الحسن الثاني، والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، أعطيت صلاحية مطلقة لإنجاز الاتفاق.

بقية القصة معروفة وقد لعب فيها الأخضر الابراهيمي دوراً محورياً، لا سيما في إقناع الجنرال عون بعدم إعتراض النواب الذين سافروا الى الطائف في 30 أيلول من العام 1989، بعد وقف إطلاق النار. يومذاك شارك 62 نائباً (من أصل 73) في المؤتمر وتغيّب 11 لأسباب غير سياسية و3 لأسباب سياسية واعتبروا مقاطعين، وهم: ريمون إده، إميل روحانا صقر، وألبير مخيبر. والذين أقروا الطائف لم يعد منهم الى المجلس النيابي سوى 17، ولم يعد من المسيحيين المشاركين سوى 8، وهذا يعني أن الرأي العام المسيحي في أغلبيته القصوى لم يكن راضياً عن الاتفاق.

ومن الواضح أن تطبيق الطائف، على الطريقة السورية، لم يكن ممكناً لولا المواجهة الدامية التي حصلت في أواخر كانون الثاني من العام 1990 بين الجيش اللبناني بقيادة عون والقوات اللبنانية بقيادة جعجع. هذه المواجهة قصمت ظهر المسيحيين ميدانياً وسياسياً ونفسياً بعد حرب طالت. فقد تبادل الطرفان احتلال المواقع والمناطق فقتل المئات وأصيب الآلاف من المدنيين، وتجدّدت وتيرة الهجرة بكثافة مذهلة. ونهاية المواجهة العبثية سمحت للقوات السورية، لأول مرة، باجتياح المناطق المسيحية. معارك الدبابات والمدفعية والأسلحة الثقيلة والخفيفة، تواصلت ثمانية أشهر وأسبوعين، وانتهت بدخول الجيش السوري قصر بعبدا بعد قصفه بالطيران. والنتائج كانت كارثية على "المناطق الشرقية" على كل المستويات (...).

وفي غياب عون وجعجع والجميّل انحصرت المبادرة في يد البطريرك صفير الذي تلقّى دعماً غير محدود من البابا يوحنا بولس الثاني، بعدما أطلق لقاءات قرنة شهوان التي وصفت بأنها "مكتب صفير السياسي". في تلك المرحلة البالغة الحساسية لعبت بكركي دوراً ريادياً لأنها استطاعت التصدي للهيمنة السورية، وتقريب المواقف المسيحية – الإسلامية التي شكلت في النهاية حزام أمان حول لبنان وكرّست سيادته واستقلاله.

يومذاك توافقت السعودية وسوريا على إعطاء لبنان الأمن مقابل انتزاع سيادته، فدفع المسيحيون بصورة خاصة ثمن توازن القوى المفقود. ومن الواضح أن هذا الإتفاق استدرج قوى عدة، بدءاً بسوريا، الى التدخّل في الشؤون اللبنانية، نتيجة الغموض الذي يكتنف الكثير من مواد الدستور التي تحكم العلاقة بين المؤسسات(...). ورئيس الجمهورية الذي كان حاكماً تحوّل حكماً من دون صلاحيات، وهو لا يملك حتى صفارة أو بطاقة حمراء أو صفراء يرفعها بوجه اللاعبين... وبعد ربع قرن على إقرار الطائف لم تصدر القوانين التطبيقية التي نص عليها، وهذا يعني أنه لم يطبّق إلا بصورة انتقائية ومزاجية في بعض الحالات.

بكلام آخر، كثيرون هم المسيحيون، إن لم يكن جلّهم، الذين يرون أن المناصفة التي أقرّها الطائف دستورياً تعطّلها عملياً قوانين الانتخابات، وهذه المعادلة لم تتبدّل وليس مقدّراً لها أن تتبدل في ضوء التجارب المعروفة، وهذا يعني أن تهميش المسيحيين أو تقاسم تركتهم حالة تترسّخ على مستوى الممارسة والتسويات التي تجري بشكل فاضح، وهي توزّع الإرث المسيحي بين الشيعة والسنة باسم "الميثاق والشراكة الوطنية".

والعودة الى الظروف الموضوعية التي حملت المسيحيين على القبول بالطائف كافية لتبرير هذا القبول. لقد ارتضوه مكرهين لوقف طاحونة الحرب، بعدما قصمت المواجهة العسكرية بين عون وجعجع ظهورهم وصارت المسألة مسألة حياة أو موت، لأن الأخطار التي تهدّدهم كانت وجودية. يومذاك حاولت البطريركية تهدئة الأمور وهدّدت المتقاتلين من داخل البيت الواحد أحياناً بالحرم، لكن العسكريين أداروا الأذن الطرشاء. كان المسيحيون أمام خيارين: الاتفاق كما عرض عليهم بكل ثغراته، أو استمرار القتل والتدمير، وتقبلوا "الحل" لأنهم كانوا في حاجة الى هدنة. وما حصل بعد الاتفاق أن اللبنانيين جميعاً، بدءاً بالمسيحيين، كانوا مكشوفين، وبسرعة أدركوا أن دستور الطائف كان آلية سورية لحكم لبنان، وعندما حصل الانسحاب السوري "الشكلي" أدركوا، مرة أخرى، أن ورثة السوريين ليسوا أكثر مرونة وتسامحاً منهم، لأن الطائف وصفة سحرية لوقف الحرب بقدر ما هو خلطة معقدة، والدليل أنه أسّس لحرب أهلية إسلامية (بين السنة والشيعة) زادت الأوضاع تشابكاً على المستوى الإقليمي.

وليس سراً أن السوريين الذين تعهدوا السهر على تطبيق الطائف (بصورة إنتقالية) طبّقوه بأساليب ملتوية بإشراف أجهزتهم الأمنية، ما أدى الى نفي عون والتنكيل بضبّاطه، وزجّ سمير جعجع في السجن، ومنع أمين الجميّل من العودة. ريمون إده كان قد غادر، وتبخّرت المرجعيات المسيحية الواحدة تلو الأخرى ولم يبق هناك إلا بكركي تلعب دور المدافع عما تبقى من المبادئ والحريات والكرامات والحقوق(...).

الفراغ الذي أحدثه السوريون في الساحة السياسية، من أجل بسط هيمنتهم على كل شاردة وواردة، دفع بالمسيحيين في النهاية إلى كره الطائف وذكراه لأنه مرحلة سوداء في تاريخ الديموقراطية وفي تاريخ الوطن. واليوم، بعد الانسحاب السوري، تطلع أصوات مسيحية تطالب باستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية، وأصوات شيعية بقيادة "حزب الله" تطالب بمؤتمر تأسيسي يعيد تقاسم الصلاحيات، لكن السنّة، بقيادة "تيّار المستقبل"، يدافعون عن الطائف متمسّكين بحروفه كاملة، وبالأجزاء التي لم تطبّق منه، لأنه يشكّل مكسباً تاريخياً بالنسبة إليهم في صراعهم مع "حزب الله". وحقيقة الأمر أن الطائف انتزع سلطة من المسيحيين والمسلمين معاً، لأنه فشل في ضمان استقرار لبنان وسيادته، وفشل في تطوير نظامه ومؤسساته، وارتباط القوى السياسية اللبنانية بالخارج (السعودية وإيران بصورة خاصة) يسحب القرار الفعلي من يد اللبنانيين حتى الذين يتوهّمون أنهم يملكون السلطة، إلى أجل غير معروف (...).

وفي محاولة للتقريب بين اللبنانيين من أجل الحدّ من التوظيفات السورية في الخلافات اللبنانية – اللبنانية، سعى البطريرك إلى "مصالحة الجبل". يومها تجاوب جنبلاط مع هذا المسعى لأنه شعر بالحاجة إلى هذه المصالحة، ورغم قربه من دمشق فقد كان يشعر بالعبء السوري لأن الشوف كان قد بدأ يفرغ من أبنائه، ولأن الدروز منفردين لا يستطيعون تأمين دورة إقتصادية كاملة في الجبل، وقد استثمروا لفترة الأراضي المسيحية وبعدها أحسّوا بالحاجة إلى عودة المسيحيين. من جهة أخرى كان جنبلاط متضايقاً من الضغوط السنّية والشيعية، ومن عقود البيع العقارية التي نقلت أملاكاً للمسيحيين إلى الشيعة، فاتّخذ قراراً بمنع بيع الأراضي وأوفد إلى بكركي من يهيّئ للمصالحة. وفي بكركي كان هناك رأي يقول بضرورة فتح الباب أمام العودة ولو أنها لا تلبّي كل الشروط المطلوبة للمحافظة على كرامة المسيحيين، لأن العودة قدتسهم في تخفيف وتائر الهجرة، ولأن لا مصلحة للمسيحيين، خصوصاً مسيحيي الجبل بالتقوقع في المتن وكسروان، هم الذين تمدّدوا على مساحة لبنان كله طوال القرون الماضية.

بكل أسف أسجّل هنا حقيقة كنت شاهداً عليها وهي أن الذين تسلّموا ملف العودة في وزارة المهجرين لم يتصرّفوا بعدل وإنصاف ولم يعملوا على تشجيع عودة المسيحيين. بخلاف ذلك عملوا على استثمار ولاءاتهم السياسية والمذهبية إلا مع العودة. كان المسيحي يتقاضى تعويضات بسيطة عن الأضرار الكبيرة التي لحقت به حين تخصّص للدرزي الذي صادر أملاكه تعويضات مضاعفة من أجل إخلاء البيوت المسيحية، وقد تحوّلت المصالحة صفقات موسمية بين قرية وأخرى، بحيث يخلي الدروز بيتاً في قرية ما مقابل إغراءات مالية، لينتقل إلى قرية مجاورة ويصادر بيتاً بديلاً في انتظار صفقة جديدة، ثانية وثالثة ورابعة. لهذه الاسباب تعثّرت عودة المسيحيين إلى قراهم وأرزاقهم، لأن ما كان المهجّرون يتقاضونه لم يكن يكفي لرفع الدمار في ممتلكاتهم، في حين أن التعويضات المخصّصة للدروز كانت غير عادلة (...).

هذا الخلل لا يساعد في أي حال على إقرار قانون انتخابات عادل، ولا يساعد في السعي إلى تعديل الطائف أو استكمال تطبيقه على الأقل، لأن المستفيدين من اللاتطبيق – أي السنّة والشيعة – لا يتنازلون عن امتيازاتهم الجديدة، وقد حوّلوا الخلل الدستوري الكبير إلى "أمر واقع" يدافعون عنه ويكرّسونه بالمماطلة والمناورة وقوة السلاح. واليوم، وفي كل مرّة يتمّ تداول أفكار واضحة لتعديل الطائف، يطلع من بين الشيعة من يطالب بالمثالثة عوضاً عن المناصفة، ويطلع من بين السنّة من يقول: نحترم المناصفة شرط أن نشارك في انتخاب ممثليكم لأنكم اليوم أقلية وأنتم تراهنون على توازن في السلطة من دون أن تأخذوا في الاعتبار أن التوازن الديموغرافي قد انتهى إلى غير رجعة (...).

 

من حقيبة "النهار" الديبلوماسية من يصنع الجهاديين في سوريا والعراق ولبنان؟

عبد الكريم أبو النصر/النهار

15 آب 2014

المسؤولون الأميركيون والفرنسيون والغربيون عموماً المعنيون بشؤون الشرق الأوسط يرون، إستناداً الى معلوماتهم وتقويم أجهزتهم الديبلوماسية والاستخبارية، ان من الخطأ التعامل مع مشكلة الجهاديين المتشددين الذين ينشطون ويضربون في سوريا والعراق ولبنان ودول أخرى على أساس انها مجرد قضية عسكرية - أمنية أو انها "وليد طبيعي" لثورات الربيع العربي، بل ان بروز هؤلاء الجهاديين، الذين يمثلهم خصوصاً تنظيم "الدولة الإسلامية" أو "داعش" و"جبهة النصرة"، مرده الى العوامل الجوهرية الخمسة الآتية :

أولاً - إنهيار صيغة تقاسم السلطة في سوريا والعراق. فالثورة الشعبية التي قلبت الأوضاع في سوريا فجرها أساساً في آذار 2011 رفض مكونات رئيسية من الشعب مواصلة الخضوع لنظام متسلط يحتكر السلطة مع مجموعة مرتبطة به ويرفض مشاركة الشعب في الحكم ومنحه حريته وحقه في التعبير وتقرير المصير من طريق إنتخابات نيابية ورئاسية حقيقية تعددية حرة وشفافة لم يعرفها البلد منذ العام 1963. والصراع البالغ القسوة بين النظام المتمسك بصيغة الحكم القديمة والثورة الساعية الى إيجاد صيغة جديدة عادلة لتقاسم السلطة، يقبلها السوريون في غالبيتهم الواسعة، دمّر البلد وأضعف العلاقات بين مكونات الشعب وسمح بتغلغل الجهاديين الى ساحته. وفي العراق أحبط رئيس الوزراء نوري لمالكي، بدعم إيراني كامل، صيغة لتقاسم السلطة بين الشيعة والسنة العرب والأكراد بطريقة عادلة اتفق عليها الأفرقاء عام 2010، وانفرد بالسلطة ومارس سياسة القمع والإضطهاد للآخرين، فانتفض خصومه من طوائف عدة ضد تسلطه ونشبت ثورة شعبية إنضم اليها الجهاديون بقيادة "داعش" فاستغلوا هذا الصراع وضعف الدولة من أجل بسط نفوذهم وسيطرتهم على أكثر من ثلث الأراضي العراقية.

ثانياً - إنهيار السلطة المركزية. ففي سوريا رفض الرئيس بشار الأسد منذ البداية المطالب المشروعة للمحتجين وواجه الثورة السلمية بالقوة والقمع ومختلف أنواع الأسلحة، فتحولت ثورة مسلحة شارك فيها الجهاديون العرب والأجانب ضد إرادة المعارضة المعتدلة. وأدى ذلك كله الى فقدان النظام قدرته على حكم البلد والى انهيار السلطة الموحدة مما عزز نفوذ "داعش" و"النصرة". وفي العراق أدت تصرفات المالكي وأعماله الى انهيار السلطة المركزية وبدت القوى العسكرية والأمنية عاجزة أمام هجمات "داعش" وممارساته الوحشية وبات البلد على حافة التفكك والتقسيم مما يعزز نفوذ الجهاديين.

ثالثاً - إستخدام القوى العسكرية والأمنية الرسمية في كل من سوريا والعراق للدفاع عن نظام الأسد وسلطة المالكي وليس من أجل الدفاع عن الوطن والشعب، مما عزز قبضة الجهاديين وساعدهم على ضم المزيد من المقاتلين الى صفوفهم. رابعاً - فشل إستخدام الخيار العسكري - الأمني في التعامل مع الثورة الشعبية السورية ذات المطالب المشروعة ومع تمرد المكونات الشعبية الرئيسية على السلطة المركزية في العراق ساعد الجهاديين على توسيع نطاق نفوذهم في البلدين. خامساً - تقصير المجتمع الدولي في التعامل مع حقائق الأوضاع في سوريا والعراق: ذلك ان الدول الغربية لم توفر بسرعة للمعارضة السورية المعتدلة أسلحة متطورة من أجل وقف زحف الجهاديين وضمان نقل السلطة الى نظام ديموقراطي جديد، وامتنعت أيضاً عن ممارسة الضغوط الضرورية على المالكي من أجل تطبيق صيغة تقاسم السلطة المتفق عليها عام 2010 وعدم إخضاع العراق لحكم مكون واحد. وهذا كله ساعد على بروز الجهاديين في البلدين ضد إرادة الغالبية العظمى من أبنائهما.

واستناداً الى مسؤول أوروبي بارز "فإن نظامي الأسد والمالكي فشلا في التعامل مع شعبيهما وهما يتحملان المسؤولية الأولى عن إنهيار الأوضاع وتحول الجهاديين قوة ضاربة مخيفة". وأضاف: "إن ما يعرقل جهود الجهاديين وخططهم في لبنان ان الأفرقاء فيه متفقون على صيغة مقبولة لتقاسم السلطة وانهم يرفضون السقوط مجدداً في فخ الحرب الأهلية وان القوى العسكرية والأمنية تعمل على حماية البلد وليس على حماية نظام متسلط ومجموعة معينة. كما ان الجهاديين لا يحظون في لبنان ببيئة شعبية حقيقية حاضنة لهم إذ ان السنة معتدلون في غالبيتهم العظمى ويتمسكون بالعيش المشترك ويحرصون على تعزيز السلم الأهلي ودور الدولة وسلطتها الشرعية".