المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 آب/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 24 و25 أب/14

لعبة معقَّدة بين أصدقاء داعش وأعدائها/طوني عيسى/25 آب/14

من يمكنه العيش من دون المسيحي الشبيه المختلف/منى فياض/25 أب/14

من هم دواعش عرسال؟ هل هم فعلاً ضد النظام/العميد الركن وهبي قاطيشه/25 آب/14

قرار سياسي إيراني لحسم مصير التفاوض/ثريا شاهين/25 آب/14

الحرب على داعش: تحالف الضرورة أم باب للتسويات/جورج سمعان/25 آب/14

قبل أن ننقرض/غسان شربل/25 آب/14

أيلول مفصل أساسي للاستحقاقات الداخلية الرئاسة وإقناع عون بالتراجع رهن التفاهم الخارجي/سابين عويس/25 آب/14

انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب يجعل الصوت المسلم الوازن يأتي به/اميل خوري/25 آب/14

منتصف أيلول: انتخاب رئيس للجمهورية وتدخل إقليمي إذا عجزت القوى اللبنانية/خليل فليحان/25 آب/14

عون أمام تحدّي المطالبات بتنظيم "التيار الوطني الحر" لئلا يلقى مصير أحزاب اعتمدت على الإرث العائلي/النهار/25 آب/14

هل يُعاد تعويم النظام السوري/شارل جبور/25 آب/14

استراتيجية ضـد "داعش" في العراق وسوريا فما بال التسوية لا تتمدّد أيضاً/روزانا بومنصف/25 آب/14

نديم الجميّل: الجمهورية ليست بخير وخيارنا لبنان في وجه "حزب الله" و"داعش"/النهار/25 آب/14

ما هي الايزيدية؟ من هم الايزيديون/ايرف والشراع/25 آب/14

من هجمات سبتمبر إلى ذبح فولي.. الفكرة حية/عبد الرحمن الراشد/25 آب/14

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا 11/37حتى48/تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا

*مانشيت جريدة الجمهورية الاثنين 25 آب/الجمهورية» تنشر وقائع معركة عرسال وبرّي وجنبلاط يسعيان لتسوية رئاسية

*القوات أحيت ذكرى شهداء قرطبا في الحرب اللبنانية

*لعبة معقَّدة بين أصدقاء «داعش» وأعدائها/طوني عيسى-جريدة الجمهورية

*هل يُعاد تعويم النظام السوريشارل جبور/الجمهورية

*الدكاش مثل جعجع في احتفال تسليم صهريج لبلدية بطحا: التاريخ لن يرحم من يضيع فرصة إعادة بناء الدولة

*كيروز: مسيحيو الشرق اخترعوا خيار المقاومة يوم ضاقت بهم الدنيا

*حراك للاستحقاق الرئاسي والفاتيكان على الخط: ممنوع احتكار التمثيل المسيحي

*من هم دواعش عرسال؟ هل هم فعلاً ضد النظام/العميد الركن وهبي قاطيشه/موقع القوات

*محاولة اغتيال قيادي في حزب الله ليل امس

*سأبحث مع بري ونصرالله تسوية للرئاسة… جنبلاط: تشبيه “حزب الله” و”الوطني الحرّ” بـ”داعش” هرطقة سياسية

*دو فريج: تيار المستقبل سيمضي بالتمديد طالما لا رئيس للجمهورية

*علوش ممثلا أحمد الحريري في طرابلس: نرفض الافكار السوداء ونتمسك براية التسامح وسنصمد بالأمل ونصبر بالاعتدال

*طلال المرعبي: اذا كان هناك من طروحات حول تعديلات دستورية فلتكن بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية

*النائب جوزف معلوف : عون يعمل على إلغاء الصيغة اللبنانية تمهيدا للإعلان عن مؤتمر تأسيسي وطرح المثالثة

*الجوزو: الداعشية موجودة عندنا منذ زمن بعيد

*فتفت: الانتخابات النيابية بغياب الرئيس تؤدي الى فراغ كامل في السلطة

*الجراح: هناك من يريد توريط قائد الجيش بدم أهل عرسال لإعلانه مجرما

*عاصم قانصوه: أزمة عرسال لم تنته بعد وريفي رأس حربة في مشروع الفتنة الطائفية

*قاووق: التكفيريون مصرون على إشعال فتيل الفتنة في لبنان

*رعد: المقاومة قهرت العدو عبر بوابة الجنوب واليوم ستجهض أحلام التكفيريين وتحفظ سيادة لبنان ووحدته

*رعد: من يتوهم أن الإرهاب التكفيري يمكن أن يحفظ للسنة مصالحهم فهو واهم ومخطىء

*قاسم هاشم: أي معنى للتمديد في ظل تجربة مريرة من عدم الانتاجية؟

*احمد قبلان: الأمة ابتليت بعقول صادرت الله واستثمرته للقتل والابادة

*حسن فضل الله: بقاء لبنان مرهون بنتائج مواجهة التفكيريين والمقاومة ستواصل تحمل مسؤوليتها لأن ما يتحقق من إنجازات أكبر بكثير من كل الضجيج

*وهاب: دعوات التحييد عن الصراع الدائر مع داعش هي لتضليل الناس والمساعدة في ذبحهم

*جنبلاط من بيصور: لمحاربة التكفيريين خاصة الذين أتوا علينا من عرسال ارسلان: لا مجال للسخافات والأنانيات القاتلة أمام الخطر الذي يواجهه الوطن

*الرفاعي في ذكرى اختفاء الصدر في بعلبك: المقاومة هي المسار الوحيد الذي يملك مشروعية الفعل والتغيير

*كنعان: اقتراحنا يحرر موقع الرئاسة من الضغوط ويشكل حلا دائما لاختيار صاحب الحيثية الشعبية الوازنة

*زعيم “بوكو حرام” يعلن “الخلافة” في إحدى مدن شمال نيجيريا

*ايران أسقطت طائرة تجسس اسرائيلية حاولت اختراق منطقة نووية محظورة

*المقداد: سوريا تخوض معركة ضد التنظيمات الارهابية المسلحة من أجل الوجود

*نتانياهو يتوعد بمواصلة العملية العسكرية ضد قطاع غزة

*من يمكنه العيش من دون المسيحي الشبيه المختلف/منى فياض/المستقبل

*مظلوم في ندوة للجنة الأسقفية للحوار: يخالفون الدستور دون أي وخز ضمير السماك: نحضر لمؤتمر إسلامي في الازهر يفتي بتحريم الاعتداء على أي مسيحي لدينه

*الراعي: ندعو الكتل السياسية الى مبادرات شجاعة قبل جلسة 2 أيلول تبدأ بالتخلي عما يعيق اكتمال النصاب وانتخاب الرئيس

*ما هي الايزيدية؟ من هم الايزيديون؟

*من هجمات سبتمبر إلى ذبح فولي.. الفكرة حية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*قرار سياسي إيراني لحسم مصير التفاوض/ثريا شاهين/المستقبل

*الحرب على داعش: تحالف الضرورة أم باب للتسويات/جورج سمعان/الحياة

*قبل أن ننقرض/غسان شربل/الحياة

*استراتيجية ضـد "داعش" في العراق وسوريا فما بال التسوية لا تتمدّد أيضاً/روزانا بومنصف/النهار

*أيلول مفصل أساسي للاستحقاقات الداخلية الرئاسة وإقناع عون بالتراجع رهن التفاهم الخارجي/سابين عويس/النهار

*انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب يجعل الصوت المسلم الوازن يأتي به/اميل خوري/النهار

*منتصف أيلول: انتخاب رئيس للجمهورية وتدخل إقليمي إذا عجزت القوى اللبنانية/خليل فليحان/النهار

*عون أمام تحدّي المطالبات بتنظيم "التيار الوطني الحر" لئلا يلقى مصير أحزاب اعتمدت على الإرث العائلي

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا 11/37حتى48/تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا

فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَٱتَّكأ وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الغَدَاء، فَتَعَجَّب. فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا. أَيُّها الجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا. لَكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ وَالسَّذَابِ وَكُلِّ البُقُول، وَتُهْمِلُونَ العَدْلَ وَمَحَبَّةَ ٱلله. وَكانَ عَلَيْكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ وَلا تُهْمِلُوا تِلْكَ. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الفَرِّيسِيُّون! يَا مَنْ تُحِبُّونَ صُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، وَالتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات. أَلوَيْلُ لَكُم، لأَنَّكُم مِثْلُ القُبُورِ المَخْفِيَّة، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ عَلَيْها وَلا يَعْلَمُون». فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّوْرَاةِ وَقَالَ لَهُ: يا مُعَلِّم، بِقَوْلِكَ هذَا، تَشْتُمُنا نَحْنُ أَيْضًا فَقَال: أَلوَيْلُ لَكُم، أَنْتُم أَيْضًا، يا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً مُرهِقَة، وَأَنْتُم لا تَمَسُّونَ هذِهِ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُم. أَلوَيْلُ لَكُم لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وَآبَاؤُكُم هُمُ الَّذِينَ قَتَلُوهُم. فَأَنْتُم إِذًا شُهُود! وَتُوَافِقُونَ عَلَى أَعْمَالِ آبَائِكُم، لأَنَّهُم هُمْ قَتَلُوهُم وَأَنْتُم تَبْنُونَ قُبُورَهُم

 

مانشيت جريدة الجمهورية الاثنين 25 آب/الجمهورية» تنشر وقائع معركة عرسال وبرّي وجنبلاط يسعيان لتسوية رئاسية

جريدة الجمهورية الاثنين 25 آب

لأنّ الجمهورية اللبنانية لا يمكن أن تستعيد عافيتها ودورَها وحضورَها إلّا بانتظام عمل مؤسساتها وفعاليتها، ولأنّ المؤسسة العسكرية تشكّل إحدى ركائز هذه المؤسسات، ونجحَت في تجاوز الانقسامات الوطنية والخلافات السياسية والفِتن المذهبية والمِحن الطائفية، وأظهرت بأنّها المؤسسة التي تكاد تكون الوحيدة التي تُجسّد فعلاً لا قولاً فقط العيشَ المشترك بين اللبنانيين، حيث يستشهد عناصرها من المسلمين والمسيحيين جنباً إلى جنب وكتفاً على كتف في معركة واحدة هدفُها حماية لبنان واللبنانيين، كان لا بدّ من نَشر الرواية الكاملة لمعركة عرسال من أجل وضع النقاط على الحروف ووضع حدّ نهائي لهذه الحملة المبرمجة، والتأكيد أنّ كلّ مَن يحاول وضع الجيش في موقع المُتّهَم وضرب معنوياته وإحباط عزيمته سيكون في قفص الاتّهام. أنقذ الجيش اللبناني لبنان والبقاع من كارثة محتمة، بعدما استطاع دحر الإرهابيين من عرسال، نتيجة تماسكه والترابط الحديدي بين عناصره وقيادته التي لم توفّر جهداً أو خطّة أو تكتيكاً إلّا واستعملته، لقيادة المعركة ومحاولة استرجاع الجنود الأسرى. وقد استطاع الجيش اللبناني الصمود في مراكزه مانعاً المجموعات التكفيرية من كسره، والوصول الى اللبوة ورأس بعلبك لارتكاب مجازر وإدخال لبنان في حرب مذهبية وطائفية. وفي هذا السياق يؤكّد مصدر عسكري لـ«الجمهوريّة» أنّ «اعترافات عماد جمعة كشفت أن معركة عرسال كانت محضّرة، حيث كان يضع اللمسات الأخيرة عليها، أمّا الهدف الأبعد والمخطط الطويل لهذه المجموعات، وخصوصاً «داعش»، فهو ربط عرسال بعكار للوصول الى البحر لإنشاء إمارة «داعش» في لبنان بعد نجاحها من اقتطاع مساحات شاسعة في العراق وإعلانها الخلافة الإسلاميّة». وأفاد المصدر أنّ «الجيش ضرب بيد من حديد في عرسال موقِعاً الخسائر الفادحة في صفوف الإرهابيين على رغم ظروف المعركة الصعبة، والتي باتت ملابساتها واضحة، على رغم محاولات البعض التضليل والتصويب على الجيش وقيادته»، وأضاف: «عند توقيف جمعة، استنفر المسلحون في عرسال، وتحرّكوا في جرودها وداخلها بأعداد كبيرة، وهدّدوا بمهاجمة المراكز العسكرية اذا لم يطلق المدعو جمعة. وعلى أثر هذه الحركة، استنفرت جميع المراكز العسكرية التابعة للجيش اللبناني في المنطقة. ونحو الساعه الثانية من بعد ظهر السبت، هوجمَت ثلاث مراكز للجيش في محيط عرسال وجرودها وبأعداد كبيرة، وهي مراكز الحصن والصميدة ووادي حميد.

وسقط نتيجة المواجهات مركز الحصن، وأُسر عدد من العسكريين، لكنّ المركز قاوم قدر المستطاع، وقد سقط فيه شهيدان أحدهما الشهيد الضناوي الذي عَثر الجيش على جثته بعدما استرد المركز من المسلحين، فيما سحب المسلحون جثة أحد الجنود». وتابع المصدر: «استبسَل الجنود في القتال بين مركز الصميدة ووادي حميد، وقد تمكنوا من الصمود، واستقدمت وحدات من الفوج المجوقل لمساندتهم والعمل على وصل المركزين ببعضهما البعض، وقد حصل قتال عنيف في هذين المركزين على رغم سقوط شهداء وجرحى فيهما»، وكشف أنه «منذ اللحظات الاولى للمعركة كانت مدفعية اللواء 8 إضافة الى الدبابات ترمي على تجمّعات المسلحين الذين أتوا من جرود عرسال». وأشار المصدر الى أنه «على رغم مهاجمة مركز المهنية في عرسال من مسلحين موجودين في البلدة، إلّا أنه لم يسقط واستمر القتال فيه حيث استشهد المقدم نور الجمل والمقدم داني حرب، فاستقدمت وحدة من المجوقل لدعم المركز، وعلى رغم الهدنة الانسانية استمر القتال في الجرود مع المسلحين واستشهد الرائد داني خيرالله بتاريخ 4 آب خلال عملية استرداد مركز الحصن الذي استردّ لاحقاً». وكشف المصدر أنّ «الضابط الذي ترك مركز المهنية ليس من الطائفة السنية بل هو شيعي وقد أُوقِف بغية التحقيق معه والوقوف على حقيقة الوضع الذي حصل، ما يؤكد انّ قيادة الجيش ليست مقصّرة ومهملة حيال ما حصل. وهي منذ نهار السبت أدركت مخاطر هذا الهجوم المسلح، وعقد قائد الجيش العماد جان قهوجي وللمرة الاولى موتمراً صحافياً أوضح ملابسات المعركة ومخاطرها، وقال صراحة انّ مركزاً عسكرياً واحداً سقط». ولكن ما صَعّب القتال، وفق المصدر العسكري نفسه، كان خروج مجموعات مسلحة، وفي الوقت نفسه، من مخيمات اللاجئين والنازحين التي من المفترض أن تكون لمدنيين سوريين. وحول المفقودين، شدّد المصدر أن «الجيش عرف، وتباعاً، أسماءهم جميعاً وتمّ التأكد منهم، وكذلك الأمر بالنسبة للشهداء الذين تمّ نعيهم منذ الاحد والاثنين، كما حظيَ الجرحى بمتابعة من قبل القيادة. وأمّا الكلام حول أنّ القيادة لم تكن تعرف المفقودين العسكريّين فهو تحامل وافتراء على الجيش، لأنّ قائد الجيش اجتمع مع أهاليهم في الأسبوع الاول بعد انتهاء المعركة، وهذا دليل على انّ القيادة تعرف بشكل لا يقبل الشكّ أسماء المفقودين، وقد عمّم حينها اللقاء على الاعلام. ولجهة عدم وجود ضبّاط القيادة وقائد الجيش، قال المصدر العسكري إنّ قهوجي تواجد منذ الدقائق الاولى في قيادة الجيش، أي في يوم عطلة عيد الجيش، وعقد اجتماعات متتالية مع أركان القيادة لتوزيع المهام، كما توجّه الى العمليات المركزية لمتابعة الوضع وأجرى اتصالات عدة بضبّاط المراكز التي تعرضت للهجوم.

وأكد المصدر أنّ «الجيش يخضع للسلطة السياسية والمتمثلة اليوم بالحكومة التي كلّفت هيئة «العلماء المسلمين» بالتفاوض منذ يوم الأحد لإطلاق المفقودين، وقد كان لقيادة الجيش رأي واحد وهو إطلاق جميع العسكريين، ورفض أيّ مقايضات، ولم تشارك بالتفاوض مطلقاً.

المعركة مع الارهاب

في موازاة الجهود الدولية للقضاء على الارهاب والخطر التكفيري، وسَعي الدول العربية الى التوحّد في مواجهته بعد الخوف من امتداده من العراق وسوريا الى دول اخرى، حافظت الساحة اللبنانية على استنفارها وتصاعدت الدعوات الى ضرورة تحصينها أمام الخطر الآتي، والتحذيرات من انّ المعركة مع الارهاب لا تزال في بداياتها. وفيما أكد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، خلال جولته أمس على بلدتي كيفون وبيصور، «انّ لدينا عدواً واحداً اسمه «داعش» وما زلنا في بداية الطريق لمحاربته»، واعتبر أنّ تشبيه احد السياسيين «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» بـ«داعش» «هرطقة سياسية»، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد انّ «مَن كان يتوهّم أنّ الإرهاب التكفيري يمكن أن يحفظ للسنّة مصالحهم في لبنان هو واهم ومخطىء وعليه أن يعيد النظر، لأنّ الخطر التكفيري على السنة هو أكبر، إن لم يكن بمساواة الخطر على كل المكوّنات الأخرى».

بري

وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره، مساء أمس، انه ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط يعملان معاً على الملف الرئاسي، لكنه لم يشأ كشف أيّ تفاصيل، مشيراً الى انه «إذا كان هناك مِن تقدّم فلا يمكن التكلم عنه ضماناً لنجاح العمل الذي نقوم به». وشدّد بري انّ تحرّكه وجنبلاط يندرج في اطار السعي الى تحقيق «تسوية رئاسية»، وانه يفضّل عدم الخوض في الحديث عن هذا الموضوع لكي لا يحترق». ورداً على سؤال حول اقتراح تكتّل «التغيير والإصلاح» في شأن تعديل الدستور لانتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع الشعبي المباشر، قال بري: «إنّ هذا الإقتراح لا يمكن طرحه الّا في عقد تشريعي عادي، في حين انّ مجلس النواب هو الآن في عقد استثنائي، علماً انّ للمجلس عقدين تشريعيين عاديين كل سنة: الأول يبدأ في أول ثلثاء بعد 15 آذار، والثاني يبدأ أول ثلثاء بعد 15 تشرين الأول، ما يعني انّ الاقتراح العوني لا يطرح والحال الآن الّا بعد 15 تشرين الأول».

مبادرات شجاعة

في غضون ذلك، دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، «الكتل السياسية والنيابية الى مبادرات شجاعة قبل جلسة الثاني من أيلول المقبل، تبدأ بالتخلي عمّا يعيق اكتمال النصاب وانتخابِ الرئيس». واعتبر أنّ «الكتل أدرى بهذه العوائق الشخصية والفئوية».

إلى الفاتيكان الخميس

إلى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ الراعي سيتوجّه الى الفاتيكان الخميس المقبل للقاء قداسة البابا فرنسيس وكبار المسؤولين، حاملاً معه ملفّ لبنان، وتحديداً المراوحة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وملفّ المسيحيين العراقيين والسوريين، خصوصاً بعد زيارته وبطاركة الشرق أربيل والاطّلاع عن كثب على أوضاع أبنائها. ومن الفاتيكان يتوجّه الراعي إلى أوستراليا في زيارة رعوية.

الاقتراح العوني

وفيما ظلّ الاقتراح العوني مدار تجاذب سياسي في البلاد ويستجلب ردود فعل رافضة ومنتقدة، وصفَ عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت الاقتراح بأنّه هروب إلى الأمام، وقال إنّ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «يزايد شعبوياً ويضع عراقيل جديدة، وهو يعرف أنّ ما طرحه لن يحصل». وأضاف أنّ «هذا الاقتراح يقسم المواطنين إلى درجة أولى ودرجة ثانية، وهذا يتعارض مع المادة الأولى في الدستور».

معلوف

في المقابل، دافع عضو «التكتل» النائب إدغار معلوف عن الاقتراح، مشيراً إلى أنّه من بين النواب العشرة الذين وقّعوا عليه. وقال معلوف لـ«الجمهورية»: «نعتبر أنّ انتخاب رئيس الجمهورية مباشرةً من الشعب هو أفضل طريقة ديموقراطية توافقية لكي يستعيد المركز المسيحي الأوّل في البلاد بَريقه وألقه، ولكي يستردّ رئيس الجمهورية ثقله، فيستطيع عندئذٍ أن يحكم ووراءَه القسم الأكبر من الشعب المسيحي ولديه كتلة نيابية وازنة. فرئيس الجمهورية اليوم لم يعُد قادراً على الحكم بعد انتزاع الصلاحيات منه والإبقاء على صلاحيتين أو ثلاثة، وللأسف بمساندة نوّاب مسيحيين . واعتبر معلوف «أنّ كلّ مشروع إصلاحيّ نتقدّم به يسارعون إلى محاربته مباشرةً حتى قبل أن يطّلعوا عليه، مستعملين بذلك شتّى أنواع الاسلحة التي يمكن أن تؤثّر في الرأي العام، وذلك فقط لأنّ هذا المشروع يصدر عن «التيار الوطني الحر» الذي يترَأسه العماد ميشال عون . وإذ أكّد معلوف «أنّ انتخاب الرئيس من الشعب هو الحلّ الوحيد للخروج من الأزمة وإجراء إصلاحات، وأن لا حلّ بديلاً عنه، توجّه إلى المنتقدين بالقول: «أمَا تريدون أن يعود موقع الرئاسة الأولى قوياً ومحترماً؟ أم تريدون أن يبقى على ضعفه، وترفضون أن يستردّ رئيس الجمهورية كرامته وقوّته وكلمته».

صواريخ مجدّداً

على صعيد آخر، وتزامُناً مع تجدّد العمليات العسكرية في غزّة وردّاً على التصعيد الإسرائيلي فيها وفقَ خطة تدميرية جديدة بدأت تطاول الأبراج والمراكز التجارية الكبرى، تجدَّد فجر أمس إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان والجولان دفعةً واحدة باتّجاه الأراضي الإسرائيلية، والتي ردّت عليها إسرائيل بقصفٍ محدود استهدفَ القرى والمناطق التي تقع في محيط مصادر القصف.

وفي جانب آخر، استخدَمت القوات الإسرائيلية قناتها العسكرية في القوات الدولية «اليونيفيل» لتوجيه تحذير جديد إلى الحكومتين اللبنانية والسورية تحمّلهما فيه مسؤولية القصف.

لكنّ مصادر معنية قالت لـ»الجمهورية» إنّ مسلسل الصواريخ هو هو ولم ينتهِ بعد، وإنّ المجموعات التي تمارس هذه العمليات من صنف واحد، وعناصرُها تخضع للمراقبة بشكل كثيف، وليس صعباً أن يكونوا على لائحة الموقوفين في وقت قريب. لذلك يبقى أنّ ما هو لافت ينحصر بالتزامن المستجد في إطلاق الصواريخ من لبنان وسوريا في آن، وهو ما يدلّ بوضوح إلى هوية الجهات التي تقف وراء ذلك.

ولفتت المصادر إلى أنّ الجانب الإسرائيلي سجّلَ مواقفه المعتادة كما في كلّ مرّة، ولا يستطيع أن يتّهم الحكومة اللبنانية أو الجيش بالوقوف خلف هذه العمليات المُدانة، وهو يعرف ذلك ومعه قيادة القوات الدولية، ولذلك فكلّ هذه المواقف هي للإستهلاك الداخلي الإسرائيلي. وتعليقاً على هذه الأجواء قالت مصادر عسكرية في الجيش والقوات الدولية لـ»الجمهورية» إنّ الوضع الأمني ممسوك ومضبوط في الجنوب، ولا خوف من أيّة عمليات عسكرية تخرج عن إطار الرسائل الإقليمية التي تحملها هذه الصواريخ طالما إنّ الوضع في غزّة على هذا الجانب من التصعيد. وكانت قيادة الجيش قد أكّدت إطلاق الصاروخين قبل منتصف ليل السبت - الأحد من غرب بلدة الضهيرة - صور باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكّدت أنّها تمكّنت من العثور على منصّتين حديديتين استُعملتا في إطلاق الصاروخين. وأكّدت مباشرة التحقيق في ظروف الحادثة، بالتنسيق والتعاون مع القوّة الدولية في جنوب لبنان التي دان قائدها (رئيس بعثة اليونيفيل الجنرال كوتشيانو بورتو لانو) في حديث إلى «الوكالة الوطنية للإعلام»، بشدّة الهجومَ الذي يشكّل خرقاً خطيراً للقرار 1701، ويهدّد ليس فقط حياة الأبرياء، لكنّه يهدف بوضوح إلى زعزعة الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق».

مجلس وزراء عادي

إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية قبل ظهر الخميس في السراي الحكومي بجدول أعمالٍ يتضمّن 62 بنداً عادياً معظمُها مُرجَأ من جلسات سابقة. وقال مصدر وزاري لـ»الجمهورية» إنّ الملفات التي يمكن أن يتناولها مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال باتت معروفة، وهي من القضايا الأساسية العالقة، لافتاً إلى أنّ مقاربة المجلس لملفّ الأسرى العسكريين بعد حرب عرسال مطروح يومياً على الوزراء المعنيين في كلّ جلسة لمجلس الوزراء، لكنّ رئيس الحكومة لم يتناوله بعد في ضوء المفاوضات الأخيرة والظروف التي أدّت الى تعليق وساطة «هيئة العلماء المسلمين».

 

القوات أحيت ذكرى شهداء قرطبا في الحرب اللبنانية

الأحد 24 آب 14/ وطنية - أحيت القوات اللبنانية منسقية جبيل - مركز قرطبا - عبود - جنة ومار سركيس، الذكرى السنوية لشهداء بلدة قرطبا في الحرب اللبنانية، بقداس في دير مار سركيس وباخوس قرب مدافن الشهداء تحت شعار "شهداؤنا فلنصغ اليهم"، ترأسه رئيس الدير الأب بطرس زيادة ممثلا راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون بمعاونة المونسنيور يوسف السخن والأب ميشال صقر، وحضور منسق قضاء جبيل في حزب القوات شربل أبي عقل ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، رئيس قسم قرطبا الكتائبي روبير كرم، أمين سر منسقية جبيل في القوات روحانا كرم، رئيس مركز عبود سافيو بركات، رئيس النادي الثقافي الرياضي الاجتماعي في قرطبا جورج كرم، مدير مستشفى قرطبا الحكومي عباد السخن، رئيس الجمعية القرطباوية الخيرية المهندس طوني معوض وحشد من فاعليات قرطبا الحزبية الاجتماعية البلدية والمخاتير وأهل الشهداء. بعد الانجيل ألقى زيادة عظة رحب فيها بالحضور المشارك في القداس على نية الشهداء الذين سقطوا لكي يبقى الوطن، وأمل أن "يبقى الوطن دائما بحماية دماء الشهداء". وأكد رئيس مركز قرطبا في القوات هادي مرهج في كلمته أنه "يوم الوفاء لشهداء قرطبا الذين أعطوا أغلى ما عندهم، حياتهم، لكي نبقى على هذه الأرض المقدسة"، مشددا على أن "دماءهم لن تذهب هباء، وعلى الرغم من الاضطهاد الذي نراه في البلدان المجاورة في حق الاقليات وخصوصا المسيحية، قررت القوات أن تعيش على هذه الأرض رأسها مرفوع وليس أهل ذمة، ولولا مقاومة عام 75 لكنا تهجرنا من بيوتنا وأرضنا كما تهجر مسيحيو العراق". وأكد "الايمان بمؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش والقوى الأمنية"، محييا الشهداء الأبطال"، وآملا أن "تتحرر العناصر المحتجزة لدى المسلحين"، ودعا الى "عدم الخوف من داعش ولا من الدواعش الاخرى ما دامت القوات اللبنانية وعلى رأسها سمير جعجع على أتم الاستعداد للدفاع عن المجتمع إذا ما تعرض للخطر".

بعد القداس تسلم أهالي الشهداء هدايا تذكارية.

 

لعبة معقَّدة بين أصدقاء «داعش» وأعدائها!

طوني عيسى-جريدة الجمهورية/الاثنين 25 آب/14

أخطَر ما قامت به «داعش» هو أنها نَصَّبَت نفسها الشريك، أو العدوّ، الذي لا يمكن تجاوزه. ففي العراق، بقيَت وحدها مقابل إيران. وفي سوريا، بقيَت وحدها مقابل الأسد. ولا حيثية حقيقية لأيّ طرف آخر في البلدين، بإستثناء الأكراد الذين ضرَبوا طوق الحماية الدولية حول مناطقهم. النظام إستثمر «داعش» لتصفية المعارضة، وهو بها يلمّع دوره كشريك في الحرب على الإرهاب. مَن أوجَد «داعش»؟ مَن يُزوِّدها بكميات هائلة من المال والسلاح؟ وكيف أُتيح لها أن تمحو كل القوى المتصارعة مع المحور الإيراني في العراق وسوريا، وأن تحتكر الساحة في سِحر ساحر؟ الإجابة مليئة بالألغاز. فالمعارضة السورية تشتبه بوجود تنسيق في بعض الأماكن بين النظام و»داعش»، أو بأنهما يعملان لتقاسم النفوذ على الخريطة السورية، بعد القضاء على «الجيش السوري الحرّ». ولكنّ هذه النظرية تتناقض مع كَون قطر وتركيا هما الداعم الأساسي لـ»داعش»، ومنهما تتلقّى التغطية والمال والسلاح... إلّا إذا إفترض البعض أنّ هناك تنسيقاً ضمنياً بين النظام وإيران من جهة، وقطر وتركيا من جهة أخرى، وأنّ هذا التنسيق موجّه ضدّ محور الإعتدال السنّي الذي تمثله السعودية! وهنا، تتداخل النظريات. فثمّة مَن يعتقد أنّ الأسد، الطامح إلى إيقاظ الهواجس الغربية والعربية من تنظيم «القاعدة»، سهَّل نموّ «داعش»، لكي تأكل «الجيش السوري الحرّ»، بحيث يستحيل بعد ذلك القبول بمطلب إسقاط النظام. وهذا ما يحصل اليوم، إذ يبدو الأسد حاجة ماسّة وشريكاً للمجتمع الدولي في مواجهة «الإرهاب التكفيري».

بل إنّ السعودية التي دعمت تنظيمات متشدِّدة عندما كانت تخوض حرباً لا هوادة فيها لإسقاط النظام السوري، بمختلف الوسائل، باتت اليوم راغبة في محاصرة «داعش» بعدما إكتشفت أنها قد تكون ضحية لها. ودور السعودية والرئيس سعد الحريري في أحداث عرسال يُترجم لذلك. إذاً، إنّ «داعش» هي لعبة معقّدة تتداخل فيها عناصر متناقضة. فالأعداء يدعمون الأعداء على قاعدة «عدوّ عدوّي صديقي»، علماً أنّ الخط الفاصل ظاهرياً بين «الأعداء» و»الأصدقاء» ربما يكون وهمياً. وفي العمق، لا بدّ أن تكشف الأيام معلومات مثيرة وخطرة عن «داعش» تبدِّل إقتناعات كثيرة.

وهنا يجدر التبصُّر في ما شهدته بقعة القلمون- عرسال في الأشهر الأخيرة. فعندما سقطت يبرود ومحيطها، أعلن النظام أنه إنتصر على «داعش» و«النصرة» هناك، وأنه على وشك تنظيف القلمون بكامله. وبقيَت قرى قليلة واقعة إلى الجنوب في أيدي المتشدّدين.

ولكن، فجأة، أوقف النظام تقدّمه في القلمون، وإنسحب من مناطق حدودية مع لبنان، كان يسيطر عليها مرتاحاً. وتردّد أنّ النظام أراد تعطيل أيّ خطة لإقامة مخيّمات للاجئين السوريين إلى لبنان في هذه المناطق. إذاً، ما يحصل في القلمون غامض. وأساساً فاجأ سقوط يبرود الخبراء العسكريين الذين كانوا يعتقدون أنّ المعركة هناك طويلة جداً، نظراً إلى الطبيعة الجبلية الصعبة وتخندق الميليشيات المعارضة فيها، وخوضها المعارك بأسلوب حرب العصابات. لكنّ ما جرى هو إعلان النظام سيطرته على يبرود ومحيطها، بالتزامن مع صفقة أطلقت راهبات معلولا، بوساطة قطرية- تركية.

هذه المعطيات الأساسية يجدر التنويه بها عند البحث في العلاقة الغامضة، أو العداوة الغامضة، بين «داعش» ومحور إيران- الأسد. فلا شك في أنّ النظام يفضِّل أن تسيطر «داعش» على مناطق «الجيش السوري الحرّ». وعملياً، لم تحارب «داعش» النظام، بل حاربت المعارضة المعتدلة وتكفَّلت بقتلها تماماً!

المرجّح هو أنّ النظام إستثمر «داعش» لتصفية المعارضة، وهو بها يلمّع دوره كشريك في الحرب على الإرهاب، ويغسل ذنوبه، ومنها الكيماوي. وربما هو تمكّن من خرق بعض مجموعاتها، لكنّ الكلام على تبعية «داعش» التامة للنظام يبدو مبالغاً فيه. والغموض الذي يكتنف نشوء «داعش» وعلاقاتها المعقدة مع «الأعداء»، هو جزء من اللغز الشرق أوسطي. فـ«داعش» هي أداة لتنفيذ أعمال مسرحية آتية، يشارك الإسرائيليون في كتابتها وإخراجها. وعندما تنجلّي حقائق «داعش»، سيدرك الجميع ما حدث في الشرق الأوسط، منذ إنطلاق ما سمّي زوراً آنذاك «الربيع العربي»، هذا «الربيع» الذي ضربه الجفاف المبكر وإندلعت فيه الحرائق.

 

هل يُعاد تعويم النظام السوري؟

شارل جبور/الجمهورية

25 آب/14

الهجمة الدولية على «الدولة الإسلامية» التي تكاد تصِل إلى حد تكوين تحالف دولي لمواجهة الإرهاب شبيه بالتحالف الذي نشأ ضد الرئيس صدام حسين دفع إلى طرح السؤال الأساسي الآتي: هل يُعاد تعويم النظام السوري، خصوصاً أنه ترافق مع حملة إعلامية مبرمجة من قبل محور الممانعة الذي وضع نفسه شريكاً للغرب في مواجهة الإرهاب؟

يحاول محور الممانعة، والنظام السوري تحديداً، إعطاء انطباع مفاده أنّ استمراره أصبح يشكّل حاجة للغرب من أجل التصدي للإرهاب الذي فاق كلّ تصوّر مع «الدولة الإسلامية»، كما يحاول تعميم معلومات من قبيل أنّ تعاوناً أمنياً قد بدأ فعلياً مع الدول الغربية، وأنّ المملكة العربية السعودية أعادت النظر بحتمية سقوطه لمصلحة التعاون معه تحت عنوان التصدي للإرهاب نفسه.

وفي سياق الأجواء المغلوطة عينها يتمّ الحديث عن أنّ ضرب «داعش» من قبل المجتمع الدولي والقضاء عليها يعني سيطرة النظام السوري تلقائياً ومجدداً على سوريا كلها، لأنّ المعارضات الأخرى لم تعد موجودة، ما يعني أنّ العد العكسي لانتهاء الأزمة السورية قد بدأ.

وفي الإطار نفسه تمّ التأكيد أنّ ما ينطبق على نوري المالكي لا ينسحب على بشار الأسد، وأنّ البدائل عن المالكي أكثر من أن تعدّ وتحصى، والتمسّك سابقاً به كان الغرض منه تضخيمه لحصر التنازلات بتنَحّيه، فضلاً عن تحميله إيرانياً مسؤولية انهيار الوضع بهذا الشكل، فيما الوضع السوري يختلف تماماً عن الوضع العراقي، كما أنّ المواجهة في سوريا عنوانها تنحّي الأسد أو استمراره، ولذلك فإنّ تنحّيه خارج إطار البحث. ويروّج النظام السوري أيضاً لنظرية انّ عدو عدوي صديقي، بمعنى أنّ التقاطع والتعاون والتنسيق بينه وبين الولايات المتحدة الأميركية تحوّل إلى أمر بديهي بعدما تحوّلت «الدولة الإسلامية» إلى عدو مشترك لهما. ولكلّ ما تقدّم وغيره، يخلص أصحاب هذه النظريات إلى القول إنّ النظام السوري تجاوز قطوع سقوطه، وانّ المرحلة المقبلة ستشهد إعادة تعويمه من واشنطن إلى الرياض.

ولا بدّ حيال ما تقدّم من تسجيل الملاحظات الآتية:

أولاً، الولايات المتحدة الأميركية أعلنت مراراً أنّ عدو عدوي في الأزمة السورية هو عدوي وليس صديقي، وأنّ المواجهة مع «الدولة الإسلامية» لا تعني إطلاقاً إعادة فتح باب الحوار والتفاوض مع النظام المتهم بجرائم ضد الإنسانية والذي لا مكان له في سوريا الجديدة، وأنّ المواجهة مستمرة على جبهتين مع النظام ومع «داعش».

ثانياً، المملكة العربية السعودية التي وضعت ثقلها ورصيدها لإسقاط حكم الإخوان في مصر لن تسامح الرئيس السوري ولن تتراجع عن معركة إسقاطه التي تتعدد أسبابها من الشخصي إلى السياسي وما بينهما النفوذ الإيراني، حيث أنّ التوازن في المشهد السوري كفيل لوحده بتعطيل التأثير السوري على لبنان، خصوصاً أنه يأتي بعد الترتيب العراقي، ما يعني رفض المكوّن السنّي مواصلة طهران استخدام الدول العربية.

ويخطئ كلّ مَن يعتقد أو يراهن على تبدّل الموقف السعودي من النظام السوري، ولا بل يجب على قوى الممانعة إعادة تقويم الموقف السعودي الذي نجح في تسديد الضربة تلو الأخرى وصولاً إلى انكفاء طهران وتقدّم السعودية.

ثالثاً، معركة إزاحة الرئيس السوري غير قابلة للمساومة والمقايضة والتساهل لا على المستوى السوري ولا على المستوى العربي والدولي. فالأسد غير قادر على حكم سوريا مجدداً، ومواجهة «داعش» يمكنها في أحسن الأحوال أن تمدّد بعمر النظام فقط لا غير، وذلك بانتظار إيجاد البديل.

رابعاً، المواقف الأميركية لغاية اليوم تشدّد على استهداف «الدولة الإسلامية» في حال استهدافها مصالح الولايات المتحدة، والضربات الأميركية لهذه الدولة في العراق كان الهدف منها ترسيم حدود تمَدّدها وانتشارها أكثر من اقتلاعها والقضاء عليها، والدليل أنّ هذه الضربات بقيَت محدودة، فضلاً عن أنّ التجربة أثبتت أنّ الرئيس الأميركي ليس من صنف الرؤساء الذين يخوضون الحروب، وبالتالي لا شيء في الأفق يوحي بوجود توجّه لاستئصال «الدولة الإسلامية».

وفي موازاة ذلك دَلّت التجربة العراقية أنّ واشنطن في غير وارد تقديم هدايا مجانية لطهران، حيث أن لا استهداف فعلياً وجدياً لـ«داعش» قبل معالجة الأسباب التي ولّدت البيئة الحاضنة لهذا التنظيم، ودفعت إيران إلى التراجع والتنازل والإقرار بأخطاء التهميش والظلم والاضطهاد. وما ينطبق على العراق سينسحب على سوريا، حيث أنّ ثمن إطاحة «داعش» لن يكون أقلّ من إطاحة النظام، لأنّ ما دون ذلك يعني ولادة «دواعش» و«دواعش».

خامساً، لَو تمّ إسقاط «الدولة الإسلامية» على يد الغرب، فإنّه سيتمّ لمصلحة المعارضة السورية وليس النظام، خصوصاً أنّ هذه الدولة تخصّصت بقتال المعارضة لا النظام. وبالتالي، المستفيد الأول من سقوطها، في حال تمّ، هو المعارضة.

سادساً، ليس صحيحاً أنّ المشهد السوري بات موزّعاً بين النظام و»داعش»، لأنّ للمعارضة السورية بتشكيلاتها المختلفة حضورها ودورها وفعاليتها، كما أنّ أيّ توجّه للقضاء على «الدولة الإسلامية» سيترافق مع مزيد من تعزيز الدعم للمعارضة السورية، خصوصاً أنّ المجتمع الدولي اتّعظَ من تجربته بأنّ إطالة أمد الصراع السوري أدى إلى إضعاف المعارضة وتطرّف قسم واسع منها.

سابعاً، الشعب السوري لن يقبل بالعودة إلى الوراء وسيواصل معركته حتى استعادة قراره. وبالتالي، إذا كانت إيران تتمسّك بالرئيس السوري، فإنّ المجتمعين الدولي والعربي، كما الشعب السوري، لن يسمحوا باستمراره في السلطة، ولن يسمحوا بأيّ تسوية تُبقيه في موقعه.

وبعد الانتخابات السورية الصوَرية جاء من يقول إنّ الأزمة السورية شارفت على الانتهاء لمصلحة النظام، فظهرت «داعش» وقلبت الأمور رأساً على عقب.

وبعد «داعش» جاء من يقول إنّ الغرب والعرب والعجم قرروا وَضع أوراق اعتمادهم لدى النظام القادر وحده على التصدي للإرهاب، ولكنّ الأزمة السورية طويلة وأوان حلّها لم يَستو بعد، ولن يتمكن النظام في نهاية المطاف من الصمود طويلاً في مواجهة الغرب والعرب والشعب السوري، وكلّ ما عدا ذلك تهويل بتهويل.

 

الدكاش مثل جعجع في احتفال تسليم صهريج لبلدية بطحا: التاريخ لن يرحم من يضيع فرصة إعادة بناء الدولة

الأحد 24 آب 2014 /وطنية - رعى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع احتفال تسليم صهريج للصرف الصحي بسعة 10000 ليتر الى بلدية بطحا في كسروان، بتمويل من الحزب وإشراف تقني من جمعية مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة، في حضور رئيس البلدية الياس الشايب وأعضاء المجلس البلدي ومختار بطحا بشارة عويني وابناء البلدة. وألقى ممثل رئيس الحزب مرشح القوات في كسروان - الفتوح شوقي الدكاش كلمة قال فيها: "أقف معكم اليوم ممثلا قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي شرفني وكلفني تمثيله، ناقلا لكم تحياته القلبية، وامنيته الصادقة في أن يكون بينكم حين تتيح له الظروف الامنية ذلك. نلتقي لنسلم بلدة بطحا العزيزة، ممثلة برئيس بلديتها ومختارها ومجلسها البلدي وأعيانها الكرام، صهريج الصرف الصحي، الذي أرادت القوات اللبنانية وضعه بتصرف أهل بطحا والجوار إسهاما منها، ولو بفلس أرملة، في إنهاض هذه المنطقة وتوفير أفضل الخدمات لأبنائها وفي التأكيد على مساندتكم في مسيرة عملكم الانمائي الذي نريد له أن يعم بلدتكم العزيزة، وكسروان الفتوح الحبيب وكل لبنان، كل ذلك قناعة منا بأن التنمية المنزهة عن المصالح الخاصة والتي تنشد الخير العام، هي أفضل السبل الى تحقيق العدالة، وتثبيت الاستقرار الاجتماعي وتعزيز العجلة الاقتصادية وتجذير الناس في أرضهم والتمسك بهويتهم". أضاف: "ما نقدم عليه اليوم لا يندرج في سياق منة تقدمها القوات اللبنانية الى بلدة بطحا وجوارها فهذا أقل الواجب عندنا، فكسروان الفتوح التي قدمت شهداء أبرارا على مذبح الوطن، والتي لم تبخل بالغالي والنفيس في سبيل القضية المقدسة تستحق الكثير، ويبقى لها علينا الكثير. وما نقدمه لأهل بطحا والجوار لا يوازي ما قدمته هذه المنطقة العزيزة لنا وللبنان، فدماء الشهداء لا تقايض بأي ثمن. كم يعز علينا، ونحن نلتقي معكم أن يكون وطننا العزيز لبنان، ومعه اللبنانيون عموما والمسيحيون على وجه الخصوص، يعايشون أزمة وجودية تشبه تلك التي عصفت بلبنان بعد نهاية الحرب العالمية الاولى، والتي تطرح خلالها مصائر الشعوب والبلدان المحيطة بنا، والذي يتهدد في سياقها مصير البلدان والمجموعات الدينية والاجتماعية على السواء. أزمة أقل ما يقال فيها أنها تعيدنا الى أزمنة تتغلب فيها الوحشية والهمجية على منطق التسامح والرقي، وتوظف فيها حركات التطرف والارهاب خدمة لمشاريع مشبوهة ذهب ضحيتها مسيحيون ومسلمون على السواء، واقتلعت في سياقها مجموعات مسيحية من جذورها، في العراق وغيره". وتابع: "لا يسعني في هذه المناسبة، باسمكم وباسمنا، وأمانة منا للقضية الشريفة التي تطوعت القوات اللبنانية للدفاع عنها منذ تأسيسها، إلا التوقف عند مأساة المسيحيين في العراق، والوقوف وراء صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومعه بطاركة الشرق، في رفض ما تعرضوا له والتضامن الصادق معهم في محنتهم الاليمة والتأكيد على ضرورة التعاضد معهم في كل ما يخدم عودتهم الكريمة الى أرضهم وديارهم".

وأكد ان "الحديث عن مأساة المسيحيين العراقيين في هذه المناسبة الكسروانية لا يأتي على سبيل المزايدة والاستثمار السياسي بل انطلاقا من أن ما يعايشه المسيحيون في تلك الديار يجسد عمق معاناة المسيحيين في هذا الشرق، هذه المعاناة التي طاولت المسيحيين اللبنانيين في فترات سابقة والتي تجسد وجدان قضيتهم واندفع شبابنا للدفاع عنها وقدمنا في سبيلها آلاف الشهداء. فدفعنا ثمن تجذرنا في هذه الارض الدم والعرق، وآل بنا الزمن المشؤوم، وبعد تسعينات القرن الماضي الى عهد الوصاية السورية التي عملت جاهدة على القضاء على حضورنا ووجودنا، فتحملنا جميعا ما تحملناه الى أن خرج السوريون من لبنان عام 2005 وتكلل نضالنا المشترك بالتلاقي مع شركائنا في الوطن على مشروع إعادة بناء الدولة القادرة على ضمان أمن الجميع وحقوق الجميع وتساويهم بعضا مع بعض".

وقال: "من المؤسف المبكي بعد عشر سنوات من انسحاب سوريا من لبنان أن يبقى مشروع قيام الدولة هذا عرضة لمخاطر غير مسبوقة قد تطيح بها وتقوض أسسها خدمة لمشاريع اقليمية أو دولية عابرة للحدود. ولعل ما يستدعي أقصى مشاعر الاسف، أن يشترك في ذلك، عن قصد أو عن غير قصد، مسيحيون لبنانيون لهم موقعهم في السياسة والسلطة على السواء".

ورأى ان "تعطيل الاستحقاق الرئاسي والاتجاه الى التمديد للمجلس النيابي من شأنهما إدخال لبنان في لعبة المجهول الذي لا تحمد عواقبه. أما أغرب ما في ذلك، فهروب المعطلين الى الامام عبر طرح تعديل دستوري يفضي الى انتخاب رئيس للبلاد من الشعب، في ظل وجود سلاح غير شرعي يشل قدرة الدولة ويعطل عملها. وهو طرح يماثل دس السم بالعسل. إن التاريخ لن يرحم من يضيع على اللبنانيين والمسيحيين خصوصا فرصة إعادة بناء الدولة، ومن يسهم في تحقيق ما لم يتمكن منه أعداء لبنان في الزمن الصعب". وختم الدكاش :"إنني إذ أجدد تهنئة أهل بطحا والجوار بهذه المبادرة المتواضعة التي تقوم بها القوات اللبنانية، أشكر منسق منطقة كسروان الفتوح، ومعه الرفاق في المنسقية وشباب بلدة بطحا الاحباء على الجهود التي بذلوها في سبيل إنجاح هذه المبادرة، متمنيا لكم كل الازدهار والخير. أما أخيرا، فتحية لشهداء كسروان الفتوح، ولشهداء الجيش اللبناني، وبخاصة لأولئك الذين سقطوا في معركة عرسال، أدام الله ذكرهم وبلسم جراح أهلم وذويهم".

خليل

بدوره ألقى منسق منطقة كسروان - الفتوح في القوات الدكتور جوزف خليل كلمة قال فيها: "ليس بالأمر الغريب، وليس بالصدفة، أن نشارك اليوم بمناسبة تقف فيها القوات اللبنانية الى جانب أبنائها في منطقة كسروان. القوات التي لم تتأخر يوما عن التضحية بأغلى ما عندها في سبيل بقاء هذا الوطن، تجد نفسها، وكما في كل مرة، مسؤولة عن صمود هذا المجتمع وتشبثه بأرضه. فتأتي اليوم هذه المبادرة: تقديم هذه الهبة الى بلدة بطحا العزيزة والقريبة من معراب والتي هي في قلب معراب، كخطوة طبيعية سعى الى تحقيقها الرفاق القواتيين في بلدة بطحا وعلى رأسهم رئيس قطاع الوسط الرفيق زخيا العويني، وما كان من الدكتور سمير جعجع الا أن بارك هذه الخطوة لتتوج وبمساهمة رئيس البلدية الصديق الياس الشايب وأعضاء المجلس البلدي المحترمين في بطحا، فتكون هذه الهبة مساعدة متواضعة تشبه فلس الارملة، تساعد أهلنا في بطحا والبلدات المجاورة على تخطي مشكلة بيئية تعاني منها المنطقة". وشكر للجمعية "إشرافها على تنفيذ المشاريع الانمائية"، وقال: "اذا كانت المساعدة اليوم في بطحا فهي كانت بالامس سيارة إسعاف لمستشفى سان لويس أو افتتاح بئر مياه في منطقة اخرى لنتابع غدا تشجير بقعة أرض أو المساهمة في إضاءة شارع، لاننا نعتبر أن مسؤوليتنا اليوم والى جانب العمل السياسي هي أن نشكل مقاومة اجتماعية واقتصادية ونقف الى جانب أهلنا على قدر الامكانات المتاحة والمتوفرة، علنا نكون تلك الشمعة المضاءة في ليل هذه الايام المظلمة. فيبقى حزب القوات اللبنانية كما كان دائما الملاذ الاول للمجتمع المسيحي عندما تشتد المحن". وختم: "ما دامت القوات هنا لا سبيل للخوف، هذا الخوف الذي يحاولون اليوم ادخاله الى ثقافتنا والى نفوسنا وكأنهم فعلا يجهلون تاريخنا وتضحياتنا".

الشايب

أما رئيس بلدية بطحا الياس الشايب فشكر للقوات التقدمة، معتبرا أنها "أتت في زمن تغيب فيه مؤسسات الدولة عن القيام بواجباتها، فأنتم وبطحا لكم مآثركم على هذا الوطن، فقد ضحيتم واستشهدتم ليبقى الانتصار واقفا مع جدران المنازل والشهامة مع قامات الأرزات الطوال". وأكد أن "بلدية بطحا تجدد شكرها لكم وللقوات اللبنانية ممثلة بالاستاذ شوقي الدكاش وبالدكتور جوزيف خليل، وهنا لا بد من الشكر الخاص لفريق مركز التنمية والديموقراطية والحوكمة للعمل الدؤوب الذي قاموا به من اجل حصولنا على صهريج للصرف الصحي تفوق قيمته عن المئة الف دولار اميركي، كما نتطلع الى التعاون المستمر معكم لتحقيق مشاريع جديدة ان شاء الله".

 

كيروز: مسيحيو الشرق اخترعوا خيار المقاومة يوم ضاقت بهم الدنيا

الأحد 24 آب 2014/ وطنية - أكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ايلي كيروز "أن المسيحيين في هذا الشرق وفي لبنان بالأخص، هم الذين إخترعوا خيار المقاومة يوم ضاقت بهم الدنيا، وإلتزموا به حفاظا على الإيمان والحرية"، مشيرا الى ان "القوات اللبنانية لن تفرط بتراث المقاومة المخصب بدماء الشهداء، ولن تتراجع في وجه داعش وجميع الداعشيين، ولن تسمح أن ينال أحد من صمود وإرادة المسيحيين في البقاء والتجذر بأرضهم". كلام كيروز جاء خلال العشاء السنوي لمركز القوات - حصرون في قاعة مطعم رأس النبع، في حضور رئيس البلدية الشيخ لابا عواد، مختارا البلدة الشيخ جوزيف عواد ولابا شليطا، منسق عام قضاء بشري النقيب المهندس جوزيف اسحاق وحشد من منسقي القوات وابناء البلدة والجوار. استهل الحفل بالنشيد الوطني ثم نشيد القوات، فكلمة مسؤول مركز حصرون ادوار هندية رحب فيها بالحضور، منوها ب "الخطط الانمائية التي ينفذها نائبا بشري ستريدا جعجع وايلي كيروز، وسعي رئيس حزب القوات معهما لانماء المنطقة التي عاشت سنوات من الحرمان ".

بعدها، ألقى كيروز كلمة حيا فيها أبناء وشباب حصرون، وقال: "أقف الليلة بينكم، مثابرا على مشاركتكم هذه المناسبة العزيزة عاما بعد عام. فحصرون تستحق أن تكون الإبنة الجميلة لجبة بشري، والبلدة النموذجية بإلتزام أهلها وتماسك شبابها. وأستعيد الليلة معكم زمن المحنة والصعوبات، ولا أنسى مساهمتكم في النضال للحفاظ على شعلة المقاومة، نضال لم يكل أو يمل رفضا للظلم وتمسكا بهذه الأرض في هذه الجبال العصية على كل معتد وغاصب". وتابع: "إننا نمر في مرحلة بالغة الدقة والخطر، ونعيش في ظل سؤال كبير: كيف نحافظ على لبنان، لبنان الذي نريد، وسط دوامة العنف الأعمى وتطاحن الرهانات والمشاريع في المنطقة؟ والجواب هو بالصمود والتمسك بالدولة كخيار لا لبس فيه، دولة الإستقلال ودولة القانون ودولة الدستور ودولة الحريات والمؤسسات السورية، دولة الشرعية في وجه السلاح غير الشرعي والممارسات غير المشروعة. غير أن الإكتفاء بالرهان على الدولة يبقى ناقصا، إن لم يكن الحضور المسيحي في الدولة فاعلا ويؤمن التوازن المطلوب على مختلف المستويات. فكما نريد التوازن على رأس الدولة بوجود رئيس للجمهورية، نريد التوازن في جسم الدولة بالمشاركة في كل مؤسساتها وإداراتها وأجهزتها". أضاف: "أجل ثمة ثقافة جديدة نريد إرساءها في النظرة الى الدولة وفي الإنتماء إليها وممارسة هذا الإنتماء. لا يجوز بعد اليوم المراوحة في الشكوى، بينما نحن منكفئون عن الدولة ومستقيلون منها. لا يمكن أن نكون مع الدولة في الموقف الوطني والمبدئي، ونكون خارجها على مستوى الوظيفة". وختم: "باقون هنا، في هذا الجبل، في حصرون وفي جبة بشري، في لبنان من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ، أحرارا وأسيادا كراما".

 

حراك للاستحقاق الرئاسي والفاتيكان على الخط: ممنوع احتكار التمثيل المسيحي

تحدث مصدر سياسي لـ”النهار” عن حركة سياسية ناشطة توحي بامكان تسهيل عملية الاستحقاق الرئاسي، قائلا إن “طبخة ما بدأت تُحضر في الكواليس” من غير أن يجزم باحتمال وصولها الى غايتها في ظل تمسك العماد ميشال عون بترشحه غير المعلن للرئاسة الاولى واستعداده لتعطيل الاستحقاق اذا حالت ظروف دون وصوله الى قصر بعبدا. ويراهن المصدر على حركة اتصالات بين العواصم الخارجية قد يكون الفاتيكان محورها بعد وصول البطريرك الماروني اليه الخميس المقبل وبدء سلسلة من المشاورات المتعلقة باوضاع مسيحيي المنطقة ولبنان، وما يشكله غياب الرئيس المسيحي من اضعاف للموقع وللطائفة وللوطن. ومن المرتقب ان تتحرك دوائر الفاتيكان ايضا بموقف حيال لبنان ربما في شكل رسالة أو من طريق اتصالات داخلية مفاده “ممنوع أحتكار التمثيل المسيحي”. وعلمت “النهار” ان المبادرة التي كان يعتزم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الانطلاق بها لتسهيل انجاز الاستحقاق الرئاسي، قد أرجئت الى ما بعد عودته من الفاتيكان. وعلمت “الجمهورية” أنّ البطريرك بشارة الراعي سيتوجّه الى الفاتيكان الخميس المقبل للقاء قداسة البابا فرنسيس وكبار المسؤولين، حاملاً معه ملفّ لبنان، وتحديداً المراوحة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وملفّ المسيحيين العراقيين والسوريين، خصوصاً بعد زيارته وبطاركة الشرق أربيل والاطّلاع عن كثب على أوضاع أبنائها. ومن الفاتيكان يتوجّه الراعي إلى أوستراليا في زيارة رعوية.النهار, الجمهورية

 

من هم دواعش عرسال؟ هل هم فعلاً ضد النظام؟

العميد الركن وهبي قاطيشه/موقع القوات

الإرهابيون الذين دخلوا إلى عرسال، انسحبوا إلى جبال القلمون، ليصبحوا بين الجيش اللبناني وبلدات البقاع الشيعية من جهة، وبلدات القلمون السورية التي يسيطر عليها الجيش السوري و”حزب الله” من جهة ثانية وهنا يسأل المراقب:

1- كيف عاش ويعيش هؤلاء الداعشيون في تلك الجبال الوعرة القاحلة بعيداً عن مصادر المياه إذا كانوا فعلاً ضد النظام؟!

2- من أين وصلتهم أو تصلهم المؤن والطعام وهم المقفل عليهم من الجهات الأربع إذا كانوا فعلاً ضد النظام؟!

3- كيف يتابعون العيش في هذه المنطقة الجبلية الجرداء القاحلة الخالية من الطعام والمياه إذا كانوا فعلاً ضد النظام؟!

4- من أين وصلتهم الأسلحة والذخيرة والعتاد، وهم يبعدون 600 كلم عن أقرب نقطة في الدولة التي يدّعون الخلافة عليها إذا كانوا فعلاً ضد النظام؟!

5- الطريق الوحيدة التي تربطهم بدولتهم من جبال القلمون هي مدن حلب وحماه وحمص وبلدات القلمون، وكلها بيد النظام، فكيف وصلوا إلى عرسال إذا كانوا فعلاً ضد النظام؟!

ألف سؤال وسؤال وكلها تذهب في اتجاه التأكيد أن هذه الجماعة، لايمكن أن تكون إلا شبيحة النظام التي أطلق عليها إسم داعش لأنه إسم “بييع”، وإلا لكانوا في الأساس عاجزين عن القيام بما قاموا به من إرهاب ضد عرسال؛ وإلا لكانوا اليوم ماتوا جوعاً وعطشاً في تلك الجبال “الحفرة نفرة” والمطوقة بين النظام ولبنان. الجغرافيا لاتخطىء ولا تغشّ. تصفحوها وتأكدوا أن دواعش عرسال لايمكن أن يكونوا إلا شبيحة النظام.

*مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبي قاطيشه.

 

محاولة اغتيال قيادي في حزب الله ليل امس

ليبانون ديبايت"/علم موقع "ليبانون ديبايت" عن تعرض مسؤول شعبة بشامون في "حزب الله" كمال الزين لمحاولة اغتيال ليل امس،حيث تم اطلاق النار عليه أثناء مروره في سيارته بيد انه لم يصب بأذى.

ليبانون ديبايت 2014 -آب -  24

 

سأبحث مع بري ونصرالله تسوية للرئاسة… جنبلاط: تشبيه “حزب الله” و”الوطني الحرّ” بـ”داعش” هرطقة سياسية

24 آب/14

شدّد النائب وليد جنبلاط على دعم الجيش اللبناني في مواجهة المخاطر خصوصا بعد حوادث عرسال، مؤكدا ان “دعم الجيش دائم وأساسي ولعدم التشكيك بقدرته”، مؤكدا أن “معركتنا مع داعش”.

وتعجب جنبلاط خلال جولة له في بلدتي كيفون وبيصور “من بعض الذين يخرجون بتصريحات ويشبهون “حزب الله” و”التيار الوطني الحرّ” بـ “داعش”، سائلا: “ما هذه الهرتقطة السياسية؟”، موجها “التحية للجيش والقوى الأمنية”. واضاف انه “يبحث مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي وأمين عام “حزب الله” حسن نصرالله، في تسوية لموقع الرئاسة”، موضحا أن “مركز الرئاسة ليست فقط للمسيحيين بل لكل اللبنانيين، والفراغ يضعف لبنان وهو مرفوض”. وختم: “سوف ارى مع بري ونصرالله كيف نصل الى تسوية، ولن نكون عقبة ولا بد من تسوية من اجل استمرار المؤسسات ومعالجة القضايا الملحة”.

واعتبر جنبلاط ان “التنوع غنى لبنان وكل الامة وعلينا الحفاظ عليه وننطلق من خلال لدعم مسيرة الاستقرار ومحاربة التكفيريين خصوصا الذين أتوا الى عرسال”. واضاف في كلمة من بيصور: “لسنا الا ببداية الطريق الطويل من اجل محاربة الوحش التكفيري الذي يهجر التنوع وليس فقط المسيحيين بل حتى الذين احتضهم الاسلام”. موقع القوات اللبنانية

 

دو فريج: تيار المستقبل سيمضي بالتمديد طالما لا رئيس للجمهورية

الأحد 24 آب 2014 /وطنية - أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج ان "تيار المستقبل سيمضي بالتمديد للمجلس النيابي، طالما لا رئيس للجمهورية، وذلك تفاديا للدخول في الفراغ التشريعي اضافة الى الفراغ الرئاسي وحكومة شبه معطلة". واوضح في حديث الى اذاعة صوت لبنان ان "اقتراح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون تعديل الدستور غير قابل للحياة، لان اي تعديل دستوري عليه ان يحصل بوجود رئيس للبلاد، وبالتالي فإن طرح عون من شأنه ان يأخذ لبنان الى مزيد من التأزم". واشار الى أن "الحوار بين كتلة المستقبل وتكتل التغيير والاصلاح لا يعني بالضرورة انتاج رئيس جمهورية"، معتبرا ان "إطلاق الرئيس سعد الحريري أخيرا خارطة الطريق دليل واضح على ان تلك المفاوضات تشوبها صعوبات"، مؤكدا ان "الرئيس الحريري لا يمكنه التخلي عن مرشحي الرئاسة من داخل 14 اذار الا بالتوافق معهم".

 

علوش ممثلا أحمد الحريري في طرابلس: نرفض الافكار السوداء ونتمسك براية التسامح وسنصمد بالأمل ونصبر بالاعتدال

الأحد 24 آب 2014 / وطنية - احتفل قطاع الرياضة في منسقية طرابلس في تيار "المستقبل" وجمعية "رياضيون لأجل لبنان"، بتوزيع جوائز وكؤوس دورة رمضان في كرة القدم، برعاية الأمين العام للتيار أحمد الحريري ممثلا بمنسق عام التيار في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش، ممثل عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر عامر الرافعي، ممثل مسؤول جهاز مخابرات الجيش في الشمال العميد عامر الحسن النقيب علي صلاح، منسق قطاع الرياضة في طرابلس ناصر عدرة، اضافة إلى حشد من الرياضيين المشاركين في الدورة وعائلاتهم. بعد النشيد الوطني، ألقى عدرة كلمة لفت في مستهلها الى ان "الرياضة هي مدرسة أخلاقية تربي النفوس وتهذب العقول"، وقال: "تيار المستقبل هو تيار الإعتدال، تيار الانماء والاعمار، تيار الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ونحن على نهج واحد، هو نهج ومسيرة الرئيس رفيق الحريري، وقائد أوحد هو دولة الرئيس سعد الحريري". ثم تحدث وفيق ابراهيم باسم جمعية "رياضيون لأجل لبنان"، فشكر "كل من ساهم بانجاح الدورة لهذا الموسم، بالرغم من الظروف الأليمة التي مرت بها المدينة".

علوش

بعدها، القى علوش كلمة راعي الاحتفال، فقال: "للجميع نقول نحن نرفض الأفكار السوداء،الناس خلقوا ليتعارفوا وليتعاونوا، ليتشاركوا في الحياة، وليتنافسوا. والرياضة هي المجال الأجمل للمنافسة، لأنه في النهاية هناك منتصر، وهناك مهزوم، ولكن الاثنين يبقيان على قيد الحياة، مع أمل للمهزوم بأن ينتصر في المرة الأخرى، هذه هي الروحية التي نريد ونحب ان نراها بيننا. اما الأفكار السوداء، وقاطعوا الرؤوس ومن يرمون البراميل المتفجرة والغازات السامة، فنعرف اين مكانهم. مكانهم السجون في البداية، وحكم رب العالمين بالتأكيد في النهاية، لذلك فلنتمسك بالفرح والرياضة".

أضاف "صادفت بالأمس الذكرى الأولى لمجزرة مسجدي السلام والتقوى وهي ذكرى اليمة، وإننا نترحم على شهدائنا، ونذكر مدينتنا الصابرة، التي صبرت على ارهاب نظام أسود، اي ارهاب نظام آل الأسد، صبرت على هذا الارهاب وقاومته بكل ما أوتيت من قوة بالسلاح بالاجتماع بالسياسة، وانتصرت عليه، وها هو يعود من باب الارهاب من جديد، ليغتال أبناءنا، ولكن محكمة التاريخ ومحكمة الإنسانية ومحكمة رب العالمين سوف تستمر، لان لا احد يمكن ان يكون الا تحت سلطة رب العالمين". وتابع "على مدى الأسبوعين الماضيين رأينا حركة جديدة في البلد، فجأة عادت الابتسامة الى الناس، وعاد الأمل اليهم، لسبب واحد وبسيط، خبر واحد على شاشات التلفزة، يقول سعد الحريري في لبنان، فتصوروا ان يكون شخص واحد تشكل عودته الى هذا البلد وتعطي الأمل، ليس فقط لمن يحبونه بل تعطي الأمل، حتى لمن يكرهون سعد الحريري. ولو تابعنا اعلام 8 آذار وحزب ولاية الفقيه، لرأينا انها كلها تتحدث عن أمل بمبادرات، وعن تعاون ما الى ما هنالك. في حين عندما يخرج قائد ملتح وعلى رأسه لفة ليتحدث بأي شيء، حتى محازبوه يتوقعون الأسوأ، عمليا الدنيا وجوه وأعتاب. انها وجوه سعد الحريري ورفيق الحريري، التي لا تنبئ الا بالخير، لتقابلها وجوه كالحة كلها سم وكلها نذير بالشر".

وأردف "تعلمون ان القضية لا تزال في بدايتها، نحن صمدنا وسنصمد بالأمل وبالفرح. ومعكم انتم مع بسمة الأطفال، وأملهم بالمستقبل لان الشيء الوحيد الذي يحفظ الناس، هو الأمل، ولولا الأمل لكنا جميعا ذهبنا الى الكوارث". وختم "لذلك علينا ان نمد ايدينا لبعضنا، وننتظر ونصبر بالاعتدال، يجب ان لا تأخذنا الأفكار السوداء أفكار التطرف، وأفكار عداوة الاسلام الحق، لانني عندما اراجع وأرى ما يحدث، لا يمكن ان يمت ما نراه الى الاسلام بصلة، فالاسلام حمل صفات الرحمة والعدالة، ولا يمكن قتل شخص من دون محاكمة، او ان ندين شخصا بدون ان يكون هناك محاكمة عادلة، ولا يمكن ان نكفر اي انسان لان رب العالمين هو الذي يعلم ما في القلوب. من هنا فلنتمسك بالاعتدال وبراية الحق والرحمة والتسامح، لانها السبيل الوحيد للوصول الى اتقاء رب العالمين".

وفي الختام تم توزيع الكؤوس والميداليات على الفرق واللاعبين والحكام المشاركين في الدورة.

 

طلال المرعبي: اذا كان هناك من طروحات حول تعديلات دستورية فلتكن بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية

الأحد 24 آب 2014/وطنية - اعتبر رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي ان "الاهم بالنسبة الى اللبنانيين هو انتخاب رئيس للبلاد، واذا كان هناك من طروحات حول بعض التعديلات الدستورية، ولا سيما بالنسبة لطريقة الانتخاب، فلتكن بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية لان الانقسام السياسي الحاصل في البلاد يوجب البحث عن نقاط مشتركة بين الجميع، تمهد لاختيار الشخص المناسب الذي يتمتع بمزايا وطنية وخبرة سياسية تمكنه من اخراج البلاد من اتون هذه الازمة، لا سيما اننا ما زلنا في خضم معارك شرسة تدور في دول عربية قريبة وبعيدة، تحتم علينا المزيد من التضامن والتقارب ووحدة الصف". ورأى "ضرورة ضبط الوضع الحكومي وانسجام جميع الوزراء مع توجهات مجلس الوزراء، لان أي تفلت على هذا الصعيد يمكن ان يؤدي في هذه الايام الى تدهور في الوضع الحكومي والاداري، ويسبب المزيد من الاضرار بلبنان، ونحن نعلم ان الدول العربية والصديقة الاخرى تقف موقفا حاسما من ضرورة المحافظة على الاستقرار والسلام في لبنان. وبقي على الحكومة التي لها حاليا صلاحيات رئيس الجمهورية ان تتشدد في اتخاذ القرارات التي تمنع المزيد من التفلت ومن فتح الدكاكين على كل الاصعدة، وفي محاسبة أي مسؤول يرتكب خطأ ينعكس سلبا على البلاد".

وطالب الطبقة السياسية "ان توقف اساليب المناورات والخطاب المؤجج لنار الفتن والبحث جديا عن سبل المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله واستقراره، كما على المجلس النيابي ان يمارس دوره على هذا الصعيد بعيدا عن الحسابات الضيقة، لان السلطة التشريعية هي المسؤولة عن مراقبة السلطة التنفيذية والتي تحفظ كينونة البلاد".

كذلك طالب بضرورة "ان يكون هناك قرار واضح من مجلس الوزراء لمعالجة موضوع العسكريين والامنيين المخطوفين لدى المسلحين، وان يعطى هذا الموضوع الاولوية، وعدم التذرع بالسرية واطلاع الرأي العام على ما يحصل بهذا الموضوع". ورحب ب"تقوية كل القوى الامنية"، معتبرا ان "فتح دورات للتطوع فيها من شأنه أن يدعم هذه المؤسسات، ولكن على ان يتم اخذ العناصر بطريقة شفافة ووفق الكفاءات".

وبمناسبة مرور عام على جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، قال المرعبي: "نطالب بتطبيق العدالة، وها هي طرابلس تؤكد من جديد انها مدينة المحبة والسلام والعيش الواحد رغم كل ما يحاك ضدها من اشاعات مغرضة لا تمت الى مجتمعها بأية صلة".كلام المرعبي جاء خلال استقباله فاعليات سياسية وبلدية واختيارية في دارته في بلدة عيون الغزلان في عكار، حيث عقد أيضا اجتماعا مع هيئات تربوية تم خلاله عرض المشاكل في بعض مدارس عكار، والتقى وفدا من المزارعين عرض معه ازمة مياه الري في المنطقة وطالبه بضرورة انشاء سدود وبحيرات اصطناعية. كما طالب المرعبي وزير الاشغال بضرورة "تخصيص اعتمادات لعكار بما يتناسب مع حجمها".

 

النائب جوزف معلوف : عون يعمل على إلغاء الصيغة اللبنانية تمهيدا للإعلان عن مؤتمر تأسيسي وطرح المثالثة

السياسة/اعتبر عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب جوزف معلوف أن اقتراح تعديل الدستور “مرفوض وغير قابل للتطبيق”, واضعاً إياه في إطار “محاولة جدية لنسف الاستحقاق الرئاسي من أساسه, بعدما تأكدت لهم استحالة وصول العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية بسبب ارتباطه المباشر بحزب الله ونظام بشار الأسد”.  واتهم في تصريح لـ“السياسة” الكويتية,  تكتل “التغيير والإصلاح” بـ”العمل على إلغاء الصيغة اللبنانية وإلغاء اتفاق الطائف تمهيداً للإعلان عن مؤتمر تأسيسي وطرح المثالثة, وهذا ما يركز عليه العماد عون بعد يأسه من كرسي رئاسة الجمهورية”.

  

الجوزو: الداعشية موجودة عندنا منذ زمن بعيد

الأحد 24 آب 2014 /  وطنية - رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم أن "لبنان شهد في حربه القذرة أبشع الجرائم التي تجاوزت "داعش" وما ارتكبته وما ترتكبه من أعمال وحشية".

أضاف: "لقد انطلق بعضهم من منطلقات طائفية ومذهبية وشنوا حملتهم على "داعش" تشويها لصورة أهل السنة والجماعة، وكانت الحملة من جميع المسؤولين، مسيحيين ومسلمين، وتناسوا ما فعله اللبنانيون ضد بعضهم أثناء الحرب الاهلية". وختم: "الداعشية موجودة عندنا منذ زمن بعيد".

 

فتفت: الانتخابات النيابية بغياب الرئيس تؤدي الى فراغ كامل في السلطة

الأحد 24 آب 2014 / وطنية - أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت الى ان "تيار المستقبل لا يسير بسرعة للتمديد للمجلس النيابي بل يسير بسرعة بهدف انتخاب رئيس للجمهورية"، وأوضح ان "المستقبل صادق مع نفسه ومع الناس، لسنا مع انتخابات نيابية بغياب رئيس جمهورية لأن ذلك سيؤدي الى فراغ كامل في السلطة وبالتالي نحن نسير بسرعة بهدف انتخاب رئيس للجمهورية وليس بهدف التمديد للبرلمان". وقال في حديث الى إذاعة "صوت لبنان 100,5" اليوم: "نحن مع التمديد التقني أي ربط موضوع التمديد ربطا محكما بانتخاب رئيس جديد، فينتهي التمديد فور انتخاب الرئيس".

أضاف: "الرئيس سعد الحريري يعود الى لبنان وفق أجندة وجدول أعمال خاص مرتبط بمهمته الاساسية اليوم، وهي دعم الجيش والقوى الأمنية من خلال الهبة العينية التي قدمتها المملكة العربية السعودية".

وأكد أن "لا قطيعة بين الرئيس الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري". وعن سلسلة الرتب والرواتب رأى فتفت أنها "ستقر في نهاية المطاف وهي حاجة للموظف والعسكري كما هي حاجة للدولة، وموقفنا واضح ونطالب بوجود امكانيات مالية لإقرار السلسلة"، وأوضح ان "زيادة ال TVA التي طالبنا بها لا تطال الفقراء بل الميسورين، لكن الحرتقات والمزايدات السياسية وشعبوية البعض لا تتركهم يرجعون الى المنطق".

وعن ملف العسكريين المخطوفين، شدد على ان "هذا الموضوع لا يناقش في الإعلام وهو مسوؤلية الحكومة والمسؤولين السياسيين، ولن يكون لنا أي موقف في هذا الاطار غير موقف دعم ما تقوم به الحكومة مجتمعة". وختم: "يمكن حصول انتخابات رئاسية قبل الوصول للتمديد، فبري متفائل. ان اقتراح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ونوابه هروب الى الامام، فعون يزايد شعبويا ويضع عراقيل جديدة وهو يعرف ان ما طرحه لن يحصل. ان هذا الاقتراح يقسم المواطنين الى درجة أولى ودرجة ثانية وهذا يتعارض مع المادة الاولى في الدستور".

 

الجراح: هناك من يريد توريط قائد الجيش بدم أهل عرسال لإعلانه مجرما

الأحد 24 آب 2014 /وطنية - أشار عضو "كتلة المستقبل" النائب جمال الجراح الى أن "عرسال تعاني منذ الاستقلال من التهميش والإهمال". وقال: "في عرسال رأينا استهدافا للجيش اللبناني، ولقائد الجيش تحديدا، الا ان الاخير تصرف بمسؤولية وحكمة كقائد عسكري وسياسي من الطراز الاول، وكان همه الأول انسحاب المسلحين من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية، والثاني إنقاذ المدنيين".

وأشار في حديث الى اذاعة "الشرق"، الى ان "هيئة العلماء المسلمين علقت عملها بشأن ملف العسكريين المخطوفين ربما لإنضاج ظروف أفضل"، مشددا على انه "لا يجب تداول هذا الملف في الإعلام، فأي تسريب يعقد المفاوضات ويعرض العسكريين المخطوفين لأخطار كبيرة"، مؤكدا أن "هذا الملف متابع بجدية ومسؤولية حتى الإفراج الكامل عن المخطوفين"، داعيا الى "محاكمة كل شخص لم يقف مع الجيش في معركته". أضاف: "الجيش أنقذ 50 الف مدني في عرسال، ولكن بعض الجهات كانت تريد من الجيش ان يقتل مدنيين وضحايا سوريين". وتابع: "إلا أن هناك من يريد توريط قائد الجيش بدم أهل عرسال لإعلانه مجرما".  واعتبر الجراح أن "الفكر الداعشي الإلغائي انتقل الى عقول بعض السياسيين، فهم يريدون إلغاء اي شخص لديه إمكانية أن يقود البلد إلى بر الأمان". ولفت الى انه "بالأمس كان يراد لأهل طرابلس الانجرار الى الفتنة، واليوم خطط لأهل عرسال، لكن وعلى الرغم من ان طرابلس وعرسال انقذتا، الا أن هذا لا يعني أن المجرم لن يحاول في مكان آخر، لذلك نطالب بانتخاب رئيس جمهورية وبناء دولة كاملة المواصفات الدستورية والقانونية". وشدد على ان "نهج "تيار المستقبل" نهج اعتدال، اذ نعتبر أنفسنا حراس الاعتدال في لبنان. والرئيس سعد الحريري عاد الى لبنان لخطورة ما كان يجري في عرسال ولبنان وإنقاذا للوضع ودعما للجيش والمؤسسات". واعتبر ان على التيار الوطني الحر أن "يقرر اذا كان مع أو ضد الارهاب"، مشيرا الى ان المبادرة التي أعلن عنها رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، "هدفها تمديد الفراغ". وقال: إن التيار العوني يريد تحميل الرئيس سعد الحريري مسؤولية عدم انتخاب رئيس جمهورية، لكن الرئيس الحريري سبق وقال "ان لا فيتو لديه على أحد، ويقبل بما يتفق عليه المسيحيون". وفي ما يتعلق بالتمديد للمجلس النيابي، أشار الجراح الى اننا "لسنا مع الفراغ في المجلس النيابي، نحن مع التشريع في القضايا المهمة والاستثنائية مثل سلسلة الرتب والرواتب وانتخاب رئيس جمهورية وقانون انتخاب. لا نريد للمؤسسات الفراغ أو التعطيل، لكن هذا لا يعني أننا سنتخلى عن مطلب انتخاب رئيس جمهورية".

 

عاصم قانصوه: أزمة عرسال لم تنته بعد وريفي رأس حربة في مشروع الفتنة الطائفية

الأحد 24 آب 2014 /وطنية - الهرمل - انتقد عضو تكتل بعلبك - الهرمل النائب عاصم قانصوه، بشدة، كلام وزير العدل اللواء أشرف ريفي "الذي شبه فيه حزب الله المقاوم بداعش الارهابية". وقال في تصريح: "من المعيب على وزير العدل أن يتفوه بهذه الترهات". واعتبر أن ما قاله ريفي "يصب في خانة انتاج فتنة سنية - شيعية بدأت في أيامه عندما كان مديرا عاما لقوى الأمن الداخلي، وهو اليوم يستمر في هذه السياسة كرأس حربة في مشروع الفتنة الطائفية تحضيرا لخوض معركة النيابة والوزارة". وفي مجال آخر، حذر من أن "أزمة عرسال لم تنته بعد، فهناك عدد كبير من المسلحين ما زالوا في البلدة ويحضرون لأعمال إرهابية جديدة لأن المخطط التكفيري لهذه الجماعات ما زال قائما". وأثنى على كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير "بخصوص الاستنفار والاستعداد لمواجهة داعش". وقال: "علينا أن نكون حذرين لأن المرحلة القادمة صعبة جدا وتتسم بالعنف، وهي حالة بقاء أو لا بقاء للأمة العربية والاسلامية". وتمنى "أن نحل قضية المختطفين من العسكريين وقوى الأمن، وأن يعودوا إلى أهلهم بأقصى سرعة"، خاتما بالقول: "نقبل أن يأتي بهم أشرف ريفي من داعش، وإن كانت هناك إشارات كبيرة تدل على التواصل القائم بين داعش والمستقبل".

 

قاووق: التكفيريون مصرون على إشعال فتيل الفتنة في لبنان

الأحد 24 آب 2014 /  وطنية - إعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن الخطر ما زال قائما، والتكفيريون لا زالوا بالآلاف يستعدون لمزيد من الغزوات، المطلوب أولا أن يتوفر الغطاء السياسي الكامل للجيش اللبناني، لأن الجيش عنده ما يكفي من المعنويات والشجاعة ليواجه التكفيريين، ولكن ليس عنده ما يكفي من الغطاء السياسي، هنا المشكلة؟". كلام قاووق جاء خلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة حاروف، في حضور النائب عبد اللطيف الزين، مسؤول المنطقة الثانية في الحزب علي ضعون، وفد من مؤسسة الشهيد وعوائل الشهداء، لفيف من العلماء، شخصيات حزبية وإجتماعية. وقال: "إن إستمرار وتزايد المخاطر التكفيرية على لبنان توجب المزيد من الحضور والجهوزية للمقاومة عند الحدود الشرقية وخلف الحدود، لأن هذا الخطر إن تجاهلناه فلن يتركنا، إنهم مصرون على إشعال فتيل الفتنة في لبنان، وعندما تكون المرحلة شديدة الحساسية والخطورة، فإنها لا تحتمل المزيد من المناورات والكيديات والإستفزازات الداخلية". وتابع: "نحن في "حزب الله" نتعرض كل يوم لسيل من الحملات الإعلامية والإستفزازية، ولكن لن نستدرج إلى سجالات سياسية وإعلامية لأننا ندرك أن تعميق الإنقسامات الداخلية يشكل هدية للعدوان التكفيري، وإذا كان البعض في لبنان يراهن على سياسة الترهيب لحزب الله من أجل أن يغيِّر موقفه الرئاسي أو أن يغيِّر موقفه من سوريا فهم واهمون ويراهنون على سراب، المقاومة أقوى من أن تؤخذ بالإبتزاز لتغيِّر موقفها الرئاسي أو أن تتخلى عن حلفائها في الداخل، وهي أقوى من أن تؤخذ بالترهيب لتتخلى عن واجبها في حماية أهلها والوطن ومواجهة التكفيريين خلف الحدود وحيثما يجب أن نكون".

 

رعد: المقاومة قهرت العدو عبر بوابة الجنوب واليوم ستجهض أحلام التكفيريين وتحفظ سيادة لبنان ووحدته

الأحد 24 آب 2014 /وطنية - أقام إتحاد بلديات قضاء بنت جبيل وبلدية بنت جبيل، حفل افتتاح مجمع الراحل موسى عباس الرياضي في مدينة بنت جبيل، برعاية ممثل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، في حضور وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في "حزب الله" أحمد صفي الدين، رئيس الإتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر، مسؤول التعبئة الرياضية المركزية في حزب الله جهاد عطية، إدارة ولاعبي فريق العهد الرياضي، لاعبي نجوم لبنان، فاعليات وشخصيات عسكرية وبلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وتربوية وحشد من الإعلاميين الرياضيين ومهتمين. قبل البدء بمراسم الحفل، أزاح رعد برفقة حناوي وفضل الله وحيدر الستارة عن اللوحة التذكارية للملعب، ومن ثم أفتتح الحفل الذي قدمه الزميل علي فواز بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم للقارىء حسين السيد، بعدها كانت وقفة مع النشيدين الوطني وحزب الله عزفتهما الفرقة الموسيقية في كشافة الإمام المهدي - مفوضية جبل عامل، ومن ثم دخلت مجموعات من التعبئة الرياضية إلى أرض الملعب، حيث قامت ببعض الألعاب والحركات الرياضية. وألقى رعد كلمة أكد فيها "أن العدو الإسرائيلي بات أعجز من أن يؤدي الدور الوظيفي الذي كان يفترض أن يؤديه حراسة لمصالح أسياده الأميركيين والأوروبيين، ومن أجل ذلك أستعين له بعدو أراد التحدي مجددا، فقد جاءنا التكفيريون من البوابة الخلفية ويحملون ثقافة عنصرية ألا وهي نموذج لثقافة الإرهاب وصناعة الموت من أجل أن يلاقوا العدو الإسرائيلي إذا حالفهم الحظ"، لافتا إلى أن "المقاومة التي قهرت العدو الصهيوني عبر بوابة الجنوب وحرمته من تحقيق حلمه وأحلام أسياده في استيلاد الشرق الأوسط الجديد كما زعموا من قبل، فإن هذه المقاومة اليوم "ستجهض أحلام هؤلاء التكفيريين ، وقد أقفلت البوابة الشرقية دونهم من أجل أن تحفظ أمن اللبنانيين واستقرارهم ، وتحفظ سيادة لبنان ووحدته وتنوعه ونموذج العيش المشترك فيه". وقال: "إن ثمة في لبنان من يتصاغر إلى حد الحقارة، فيقرأ في ما يدور في خلده وليس في ما يدور في الواقع، ليسوق الأضاليل أمام اللبنانيين"، مؤكدا "أننا نموذج آخر عن كل من تراهنون عليهم من الدواعش والتكفيريين ومن قبل الصهاينة والأميركيين، فنحن أمة المقاومة وشعبها الذين واجهنا العدو بلحمنا العاري وبإرادة الحياة التي أبقتكم أحياء، ونحن الذين يدين لنا الوطن واللبنانيون لأننا حمينا استقلالهم وسيادتهم وحفظنا أمنهم وقهرنا عدوهم، ولم نسمح للغزو أن يحيك النسيج الذي يصنع النظام السياسي لهم، وبعد كل الإنتصارات التي حققناها كنا ولا زلنا نراهن على الوعي حتى لو جاء متأخرا من كل مكونات شعبنا اللبناني ليعرف قيمة المقاومة وأهميتها".

ودعا البعض في لبنان "لأن يلتحقوا بقطار المقاومة حتى نصنع معا حياة متجددة ونامية ومتطورة وزاهية ومزدهرة لوطننا لبنان، وإلى عدم إثارة الإشكالات الصغيرة والقضايا التافهة، والعمل سويا في ما يحفظ قوة بلدنا ووحدة شعبنا وأمن أهلنا وعزة وكرامة شعبنا، ولأن نصوغ بإرادة المقاومة واستقلالية أبناء الوطن الأحرار والشرفاء مستقبلا عزيزا شريفا يليق بأبناء هذا الوطن وبالدماء والأرواح الزكية التي قدمها الشهداء من أجل أن يبقى ونبقى في هذا الوطن، ولأن نتفاهم على ما يحرك وينشط مؤسساتنا الدستورية ويحقق مصالح شعبنا، ونعمم ثقافة الإعتراف الحقيقي بالآخر ونتساوى وإياه أمام القانون بالحقوق والواجبات، فالدفاع عن الوطن ليس واجب أبناء منطقة ولا أبناء طائفة أو مذهب، فإن قصر البعض عليهم أن يدركوا تقصيرهم وأن يلتحقوا بالمتقدمين الذين سبقوهم في أداء هذا الواجب".

وأكد رعد "أننا نرتضي السواسية في الإحتكام أمام القانون، وأن نكون سواسية في أداء الواجبات وتحمل المسؤوليات لنحظى جميعا بالتساوي لنيل الحقوق، فلا يعود هناك تمييز ولا تمايز ولا فئة من الدرجة الأولى وفئات ملحقة، فلقد ولى هذا الزمن الذي كان يدعي البعض فيه التفوق العنصري على شركائه في هذا الوطن"، داعيا الجميع إلى "العمل سويا لنكون المواطنين الأسوياء الذين يبنون نظامهم السياسي وفق ما يحقق مصالح وحقوق الجميع ويضمن أمن الوطن وكرامة كل المواطنين". وعن العدوان الغاشم على قطاع غزة، أكد رعد "أن إرادة المقاومة ستنتصر على إرادة العدوان ، وإن كان هذا العدوان وما يكتنفه من حيثيات ومواقف وسلوكيات لأنظمة في هذه المنطقة يكشف عريها وعهرها التي لا تحفظ لأمتنا كرامة ولا تحقق لها نصرا ولا تستعيد لها أرضا"، مشيرا إلى "أننا في المقاومة حررنا بلدنا دون تفاوض أو إذعان لشروط أو تسويات، وفرضنا شروطنا على العدو وأملينا معادلة ردع لا يزال العدو يحاذر أن يطيح بها لأنها تعرض مصير كيانه ووجوده للخطر".

بزي

بدوره، ألقى نائب رئيس إتحاد بلديات قضاء بنت جبيل عفيف بزي كلمة بإسم الإتحاد وبلدية بنت جبيل، اعتبر فيها "أن هذا اليوم المشهود يزيد بنت جبيل عاصمة المقاومة والتحرير والإنتصار شرفا وعزة وكرامة وسؤددا وعنفوانا، وهو يوم يسجل على صفحات التاريخ كغيره من الأيام التي شهدت إطلالة سيد المقاومة والإنتصار وقائدها سماحة السيد حسن نصر الله، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على موقع هذه المدينة في عقل السيد وصدره وقلبه، كيف لا وهذه المدينة تتنفس من مناخ يعبق بأريج الشهادة ويذخر بالوقفات البطولية الرائدة". وأشار إلى أن مدينة بنت جبيل "كانت باستمرار ولم تزل في قلب التاريخ، ولم تكن يوما على هامشه، فقد وقفت في وجه كل المحتلين وقدمت الشهداء الأبرار الميامين هي وأخواتها العامليات الأخريات بدون استثناء، فهؤلاء الشهداء ننحني إجلالا وإكبارا لهم، فهم الذين سطروا بدمائهم وتضحياتهم أروع الملاحم البطولية ضد أعتى وأشرس عدو في التاريخ المعاصر، واستطاعوا أن ينتصروا عليه ويمحوا الصورة التي كانت راسخة في الأذهان بأنه الجيش الذي لا يقهر"، شاكرا كل من ساهم في "إنجاز هذا الصرح الرياضي". وفي الختام، دخل لاعبو فريقي العهد الرياضي ونجوم لبنان إلى أرض الملعب، حيث تسلموا الميداليات التقديرية من رعد، بعدها حرك رعد برفقة حناوي وفضل الله وحيدر كرة البداية إيذانا بإنطلاق المباراة التي علق عليها الزميل محمود ترحيني، وكانت تحت قيادة الحكم الدولي محمد درويش يعاونه الحكمان الدوليان حسين عيسى وعدنان عبدالله.

 

رعد: من يتوهم أن الإرهاب التكفيري يمكن أن يحفظ للسنة مصالحهم فهو واهم ومخطىء

الأحد 24 آب 2014 /وطنية - أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "المقاومة تدافع عن الوطن كل الوطن لا عن منطقة أو طائفة أو مذهب. تدافع عن كل أبناء هذا الوطن من شماله إلى جنوبه، وتواجه كل التحديات التي تهدد هذا الوطن بتكوينه وتركيبته الديموغرافية، ولولا ما أقدمنا عليه من مواجهة التحدي التكفيري على الحدود الشرقية من لبنان لكان وضع اللبنانيين صعبا جدا ولكانت الحروب في كل منطقة من لبنان بين اللبنانيين وبين التكفيريين". وقال خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في حسينية زبدين في حضور النواب عبداللطيف الزين وهاني قبيسي: "حين نواجه هذا المشروع لا نواجهه من أجل مكسب داخلي يحلو للبعض أن يحرك كل أحقاده لمواجهته وهو يواجه أوهاما، نحن لا نريد سلطة في لبنان ونرتضي بالشراكة التي تحفظ خيارنا فقط، لا نتنافس مع الآخرين على وزارة أو على مقعد نيابي، بل لا ننافسهم حتى على مستوى إنمائي لائق لمناطق أهلنا الذين يستحقون بجدارة أن تنمو مناطقهم ويتعزز الإنماء فيها، لأن ما ضحوه من أجل هذا الوطن يستحق من الوطن مكافأتهم لا أن يتنكر لتضحياتهم وصمودهم ومعاناتهم". وتابع: "نقول لهؤلاء أن الأوان آن إذا كنتم تراهنون على الغرب فالغرب بدأ يفتح صفحة جديدة لأن مصالحه المباشرة قد بدأت بالتعرض للخطر، عليكم أن تراجعوا حساباتكم وأن تعيدوا النظر في متمنياتكم، نحن وإياكم نستطيع أن نبني دولة قوية، لماذا نعطل المؤسسات الدستورية عن العمل، إذا كان الدستور قد نص على تعاون وتكامل السلطات، فإذا لم ينتخب رئيس للجمهورية لماذا نعطل المؤسسات الأخرى؟ تعالوا لنتفاهم ولنلح على التفاهم من أجل تحريك عجلة إنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت، لكن التعطيل لا ينتج شيئا، علينا أن نقترب من بعضنا البعض لتكوين رؤية وطنية واحدة موحدة واضحة". وختم: "إرادتنا الوطنية المجتمعة هي التي تبني هذه الدولة وهي التي توحِّد هذا الوطن وهي التي تعزز قوتنا ومناعتنا أمام الأعداء أيا يكن الأعداء، من كان يتوهم أن الإرهاب التكفيري يمكن أن يحفظ للسنة مصالحهم في لبنان فهو واهم ومخطىء وعليه أن يعيد النظر، لأن الخطر التكفيري على السنة هو أكبر إن لم يكن بمساواة الخطر على كل المكونات الأخرى، نحن لا نتحدث تحريضا وإنما نريد أن نكشف الوقائع والحقائق لشعبنا حتى لا ينزلق في متاهة الرهانات على خيارت خاطئة. الدواعش هم في مشروعهم يمثلون نقيضا لكل أهل السنة الآن في العالم العربي. وشتان بين مشروع إلغائي ومشروع يقبل الآخر، المشروع الإلغائي في لبنان لا حظ له ولا مكان ولا أفق".

 

قاسم هاشم: أي معنى للتمديد في ظل تجربة مريرة من عدم الانتاجية؟

الأحد 24 آب 2014 / وطنية - رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، في تصريح أدلى به بعد استقباله شخصيات ووفودا في منزله في بلدة شبعا، ان "الضغوط والتحديات التي يتعرض لها لبنان والمنطقة العربية، تتطلب منا كلبنانيين التنبه والحذر من أية آثار سلبية، والعمل لتحصين الوطن وحمايته من أية تداعيات، وذلك بالسعي لتأمين شبكة أمان وطني أساسها تأمين متطلبات ومستلزمات المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية، لاستكمال خططها في مواجهة الارهاب التكفيري ودرء الخطر، ووضع حد لأية محاولة لإثارة الفتن المختلفة، والإسراع بفتح نقاش وطني هادىء بين الجميع لتوسيع مساحة التوافق والتفاهم بين المكونات الوطنية، لتجاوز التعقيدات والأزمات، وصولا إلى تفاهمات وطنية حول كل الاستحقاقات والقضايا الوطنية، بدءا من الاستحقاق الرئاسي إلى الانتخابات النيابية، وغيرها من القضايا والأزمات، وهذا ما يستوجب التعاطي بحكمة وروية واعتماد الخطاب السياسي الهادىء والموزون والابتعاد عن لغة الاثارة والتحريض". أضاف: "ما يواجهه اللبنانيون هذه الأيام، من مشكلات وأزمات حياتية يومية والتي طالت أكثر من قطاع وفئة وشريحة، هي نتاج سياسة تعطيل المؤسسات وشلها والتي أتبعها فريق سياسي منذ فترة، خاصة شل عمل المجلس النيابي تحت حجج وذرائع واهية لا تمت إلى الدستور بصلة، بل هي محاولات لتكريس أعراف جديدة لإدخال البلد في متاهات نحن بغنى عنها في هذا الزمن، مما ترك آثارا سلبية يحصد البنانيون نتائجها على أكثر من صعيد، من أزمة الطلاب وشهاداتهم، إلى حقوق ومترتبات ومتوجبات مالية والتزامات تجاه مؤسسات ودول خارجية ومتطلبات داخلية، هذا كله يحتاج إلى جلسات تشريعية لإقرار القوانين المالية المتعلقة بهذه الالتزامات". ولفت إلى انه "مع كل هذه التراكمات والأزمات، وما تركته سياسة التعطيل من سلبيات، يأتي الحديث عن تمديد عمر المجلس النيابي"، سائلا: "أي معنى لهذا التمديد، في ظل تجربة مريرة من عدم الانتاجية، هل لإطالة عمر الشلل والتعطيل؟ وأين مصالح الناس مع هذه السياسات". وختم بالقول: "تبقى الانتخابات أفضل للخروج من دائرة المراوحة والتعطيل، وعندها يتحمل كل فريق مسؤوليته تجاه القضايا الوطنية وتعقيداتها، ومقاربة هموم اللبنانيين اليومية والتي أصبحت تقض مضاجعهم ولا قدرة لهم على تحمل المزيد من التراكمات".

 

احمد قبلان: الأمة ابتليت بعقول صادرت الله واستثمرته للقتل والابادة

الأحد 24 آب 2014 /وطنية - اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان "أن الأمة ابتليت بعقول صادرت الله، واستثمرته للقتل والإبادة وإشباع الغرائز، فارتكبوا مجازر مهولة وهم يضحكون، تماما كما يضحك مشغلهم، الذي حول آبار النفط والغاز مددا لخدمة مشاريع الإبادة المذهبية والسياسية". وقال في تصريح اليوم: "لقد قلنا منذ أول لحظة ان ما يجري في سوريا هو رأس فتنة دموية بشراكة أميركية عربية تهدف إلى ضرب الأديان بالأديان، والمذاهب بالمذاهب، ولتقسيم المقسم، ولتحويل الدول إلى قبائل متناحرة، واليوم تجاهر واشنطن وتل أبيب بأنها هي جزء من العقل الذي يعيد تصميم موازين القوة في المنطقة العربية لإعادة تكوين هيكليتها. وهذا يتطلب من الجميع المزيد من النصرة لغزة، لأن مكونا أساسيا من مشروع واشنطن أصبح منهارا على أبواب غزة، واليوم يتأكد لنا أن الانتصار لغزة يبدأ بحفظ سوريا، وأن يعيد للعراق دوره الإقليمي، وكما أن حفظ لبنان من الخطرين الصهيوني والتكفيري يتوقف على حفظ سوريا والعراق، وأي خسارة في هاتين الدولتين يعني أن نخسر لبنان وفلسطين، لذلك فإن ما يجري في غزة والموصل يجب أن يدفع المسيحي قبل المسلم كي يفكر جيدا من هو العدو، وخسارة البلاد لا تعوض بالبكاء والندب، وتحت هذا المعنى لا بد من إدانة المال العربي الشريك بسفك الدم الفلسطيني والدم المسيحي والمسلم في العراق وسوريا ولبنان". ودعا قبلان الحكومة اللبنانية "للخروج من حالة الشلل الدماغي واتخاذ موقف صارم مما يجري في المنطقة، بدءا من الموصل مرورا بدمشق وحتى غزة، لأن العدو واحد، للتقاطع في الأهداف، فإذا أردنا أن نعرف ماذا يجري في غزة يجب أن نعرف ماذا يجري في الموصل، فالعقلان التكفيري والصهيوني يعودان لرأس واحد، ويجب استئصاله".

وشكر "العرب والترك الذين تركوا غزة ذبيحة، ولا بد أن نشكر بعض القنوات العربية التي تشارك القنوات العبرية بنفس البيان، ولا بد أن نشكر الملوك والأمراء والزعامات المسلمة فرحتها بمجازر غزة والموصل، لا بد أن نشكر للعرب الذين تنكروا لله وللزعامة التي تعاهدت لإسرائيل بكل نفقات الحرب، إن هي دمرت غزة وحولت أهلها ذبائح". وختم قبلان: "نعم أيها العرب إن لم يكن عندكم دين، فعلى الأقل كونوا أحرارا في دنياكم، لأن التاريخ علمنا أن من يدل على قومه سيفتك به قومه. واذا كان أحد يستحق الشكر الحقيقي والصادق بعد الله، فهم الشهداء والمجاهدون الذين حولوا أحلام الغرب وبعض العرب والترك إلى كوابيس وأوهام".

 

حسن فضل الله: بقاء لبنان مرهون بنتائج مواجهة التفكيريين والمقاومة ستواصل تحمل مسؤوليتها لأن ما يتحقق من إنجازات أكبر بكثير من كل الضجيج

الأحد 24 آب 2014 / وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور حسن فضل الله، في كلمة ألقاها في احتفال تأبيني في بلدة عيناتا الجنوبية "ان مسؤولية الدفاع عن لبنان في مواجهة الأخطار المحدقة، سواء على الحدود الجنوبية أو الشمالية، هي من مسؤولية الدولة وقواها الأمنية، ولكن حين تغيب هذه الدولة هناك من سيملأ الفراغ، والمقاومة عندما تتحمل مسؤولياتها في هذا المجال تدافع عن الدولة والوطن والمجتمع المتنوع، وعن ميزة لبنان وفرادته". وحذر من ان "الخطر الداهم اليوم يهدد بنية لبنان وتركيبته، وكما لم تنتظر المقاومة في العام 1982 الاجماع الوطني والاستراتيجيات الدفاعية والتوافق الداخلي، واستطاعت بكل فصائلها ان تسقط أهداف الاجتياح، ولم يكن بإمكانها انتظار مثل هذه الاستراتيجيات لتدافع عن بقاء لبنان في وجه الموجة التكفيرية، التي تستهدف اوجه الحياة في بلدنا ومنطقتنا، وكما تمكنت المقاومة من إلحاق الهزيمة بإسرائيل ومنعتها من إسقاط لبنان، ستتمكن من تغيير المعادلة التي يراد فرضها على بلدنا". وقال: "كانت دعوتنا على الدوام إلى إخراج الصراع مع إسرائيل من دائرة الإنقسامات والخلافات، وتوحيد الجهود لحماية بلدنا من خطرها، واليوم الخطر الجديد يستدعي مثل هذا الموقف، لأن هذا الخطر هو تهديد للجميع في لبنان والمنطقة، وما نراه من مشهد في الموصل وكردستان ودول عربية عديدة، يؤكد أن الصراع ليس مذهبيا، بل هو حرب من المجموعات التكفيرية على كل من يخالفها، وهذا يسقط خطاب البعض في لبنان حول ذرائع الهجمة على لبنان".

وسوق الاتهامات ومحاولة التنصل من المسؤوليات الوطنية، لا يمكنها ان تحمي لبنان ومؤسساته ونظامه، فالواجب الوطني يقتضي من اللبنانيين جميعا التكاتف والتعاون لحماية بلدهم، فبقاء لبنان بات مرهونا بنتائج المواجهة مع هذه الجماعات، ولا يمكن لعاقل أن ينتظر غزوات هذه الجماعات ليقاتلها في قراه وبلداته، وما حدث في البقاع خير دليل على ضرورة إلحاق الهزيمة بهذا المشروع في سوريا، وقبل ان يتمدد إلى بلداتنا اللبنانية". أضاف: "إن هناك من يريد دفن رأسه في الرمال، والتغاضي عن الحقائق لمصلحة خطاب تبريري في إطار المناكفات السياسية أو الرهانات الخاطئة على متغيرات لم تحدث، وبالتالي يصر على مجافاة الحقيقة، التي تؤكد أن تضحيات المقاومة هي التي حمت لبنان من بوابته الشمالية، ومنعت إسقاطه في آتون مشروع تدميري، كما حمت في السابق، ولا تزال لبنان من بوابته الجنوبية، ولذلك ستبقى المقاومة تتحمل هذه المسؤولية مهما كان نوع الخطاب الآخر وأيا تكن التضحيات، لأن ما يتحقق من إنجازات أكبر بكثير من كل الضجيج، والتخلي عن هذه المسؤولية سيؤدي إلى ضياع لبنان".

وختم "إن تبصر اللبنانيين بما يحيط بهم من تحديات ومخاطر، يفترض ان يدفعهم إلى تحمل مسؤولياتهم، وعلى القوى السياسية أن تقوم بواجباتها، لأن هذا العبء هو على الجميع، لكن تخلي البعض لن يدفعنا إلى التراجع، ونحن واثقون بان إرادة المقاومة ستمنع تقويض لبنان. والمدخل الطبيعي لذلك هو إلحاق الهزيمة بالمجموعات التكفيرية، وهو ما ستواصل العمل عليه حماية لوطننا".

 

وهاب: دعوات التحييد عن الصراع الدائر مع داعش هي لتضليل الناس والمساعدة في ذبحهم

الأحد 24 آب 2014 /وطنية - أكد رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب أن "داعش يشكل خطرا على كل المنطقة"، مجددا دعوته ل"وقوف الجميع الى جانب الجيوش، إن كان الجيش اللبناني أو العراقي أو السوري، لمواجهة هذا الخطر، لأن مواجهة الجيوش لا تكفي وعلى المجتمعات المساعدة في هذا المجال، كل وفق خصوصيته". وقال خلال استقباله وفودا شعبية من مناطق عدة في دارته الجاهلية: "ان الخطر يداهم اليوم السويداء، ويأتي من شرقها، وندعو أهالي السويداء الى الاتكال على أنفسهم والاستعداد للمرحلة المقبلة لحماية هذه المحافظة، والجميع سيكون الى جانبهم". وطالب المعنيين من أبناء الطائفة هناك "الابتعاد عن الخطابات، لأن الخطابات والغداوات والعشاوات لا تحل المشكلة في السويداء، بل الدعم المباشر والوقوف بشكل جدي مع الأهالي وليس تركهم والتفرج عليهم في اعتداء جديد قد يهدد قرى المحافظة". وتوجه الى "الميسورين" من أبناء السويداء "ليقوموا بواجبهم تجاه المنطقة وأهلها الذين قاتلوا، ومساعدة أهالي الشهداء والجرحى هناك الذين هم بحاجة الى علاجات". كذلك أبناء السويداء الى "تنظيم أنفسهم عبر فصائل أو حدات مقاتلة قادرة على التحرك في أي منطقة في السويداء في حال حصول أي مكروه، والخروج من حالة الفوضى في المواجهة". كما طالب أهالي السويداء ب"إقامة أحسن العلاقات مع جيرانهم في درعا والبدو وغيرهم"، مؤكدا أنه يرفض الاعتداء على أهالي السويداء وعلى أي أحد، وداعيا الجميع الى "الاستعداد للمرحلة المقبلة". واعتبر أن "الخطابات والكلام عن تحييد السويداء عن الصراع القائم وما الى ذلك هو كلام سخيف، لأن لا أحد قادر على الوصول الى داعش لتحييد الناس عما يجري، وان هذه الخطابات والدعوات ليست إلا لتضليل الناس والمساندة في ذبحهم. فلا الإيزيديون ولا المسيحيون في الموصل والعراق كانوا يقومون بالحرب ضد داعش، ورغم ذلك تهجروا، مع كل المحاولات التي قاموا بها لتحييد أنفسهم، ونتمنى أن لا يعطي أحد نصائح بموضوع التحييد". وختم وهاب مؤكدا انه "في هذه المعركة لا يوجد محايد. هناك ضد أو مع، والمحايد يكون مع داعش ومشروعها. ان المعركة موجودة، وعلى كل واحد تحديد موقعه"، ومجددا وقوفه "الى جانب أبناء السويداء في الخطر الذي يداهمهم".

 

جنبلاط من بيصور: لمحاربة التكفيريين خاصة الذين أتوا علينا من عرسال ارسلان: لا مجال للسخافات والأنانيات القاتلة أمام الخطر الذي يواجهه الوطن

الأحد 24 آب 2014

وطنية - أحيا أهالي بلدة بيصور في قضاء عاليه، ذكرى شهداء البلدة، باحتفال في باحة القاعة الشرقية في البلدة، حضره رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، الوزيران أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، والنواب طلال أرسلان، غازي العريضي، هنري حلو، النواب السابقون أيمن شقير ومروان أبو فاضل، والوزير السابق مروان خير الدين، رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اللواء وليد سليمان، قائد الشرطة القضائية العميد ناجي المصري، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، ممثل المجلس الدرزي الشيخ غاندي مكارم، رئيس المحكمة الدرزية العليا القاضي فيصل نصر الدين، وأعضاء من المجلس والقضاة، رئيس الحركة اليسارية اللبناني منير بركات، ممثل "حزب الله" بلال داغر، و"حركة أمل" علي القاضي، والسوري القومي حسام العسرواي، عدد من المدراء العامين، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر، إمام مسجد كيفون الشيخ حسين الحركة، ومسجد القماطية الشيخ مهدي الغروي، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وفاعليات إجتماعية وروحية، وحشد كبير من المواطنين.

بعد النشيدالوطني، ودقيقة صمت على ارواح شهداء بيصور، وتحدث معرفا وليد ملاعب، وألقى باسم الهيئة الروحية في بيصور الشيخ أديب ملاعب، فأكد على "وحدة الصف والكلمة".

وألقى رئيس إتحاد بلديات الغرب رئيس بلدية بيصور وليد العريضي، كلمة قال فيها: "أهلا بكم في بيصور، إن 24 آب ذكرى شهداء بيصور الأبرار، كان جزءا من تاريخ البلدة حتى اليوم، واليوم أصبح كل التاريخ، في حضور قياداتنا السياسية الكبيرة وحضوركم جميعا، من أجل مسيرة السلام والعيش المشترك".

وأضاف "نعم ها هي بيصور السباقة دائما في عطائها للوطن، تواكب كل مراحل الحياة بفضل وعي أبنائها جميعا، فالسياسة فيها العقل الراجح، الذي يحرص على وحدتها موصولا على الوطن، هو إبنها البار النائب غازي العريضي، وللحكمة نستمدها من مشايخها الكرام، حيث رعايتهم الدائمة ضرورية، وفيها من الأحزاب، وإننا نعي خطورة المرحلة، ولأننا نعرف العدو الحقيقي والوحيد هو من يقتل الأطفال والنساء في غزة، والعدو هو من يذبح الأطفال والنساء ويهجر المسيحيين في العراق، والعدو هو من يذبح الجيش اللبناني في عرسال"، متوجها إلى جنبلاط "نعم، نحن على يقين يا وليد بيك، بإن هذا الحراك السياسي، الذي تقوم به بالتعاون مع الأمير طلال أرسلان، ومع جميع الأفرقاء السياسيين، هو من أجل حماية لبنان وكل اللبنانيين، هم يهجرون المسيحيون من العراق وسوريا، وأنت ترعى مصالحة كبيرة من أجل إعادة المسيحيين الى هذا الجبل وتشبسهم في أرضهم، هم يقسمون الأقطار العربية وأنت تعمل جاهدا من أجل وحدة لبنان، وما هذا المشهد اليوم الرائع، إنما يعزز الأمل لدينا على نجاح هذا التحرك وهذه المسيرة".

أرسلان

وألقى أرسلان كلمة حيا فيها شهداء بيصور، وقال: "إن همومنا اليوم كثيرة، وهي هموم وجودية، فنيران الفتن والتكفير ونيران المؤمرات الإستعمارية، بدأت تلتهم ما يمكنها من الأرض اللبنانية ومن الأراضي العربية والنسيج الإجتماعي اللبناني، ويغذي هذه النيران تراكم الأخطاء الداخلية، والوقائع لم تعد مجهولة على أحد".

أضاف "ان الوطن اللبناني هو اليوم في خطر شديد وداهم، كما أن المنطقة العربية بأسرها، وأمام هذه الأخطار لا مجال للتردد والإنكفاء، ولا مجال لإضاعة الوقت، والسخافات السياسية والطوائفية والأنانيات القاتلة، لذا نجد أن أي أداء سياسي يجب أن يأخذ في الإعتبار هذه الحقيقة الخطرة، فيتم صياغة الموقف السياسي بما يخدم حماية الوطن اللبناني أولا وأخيرا".

وتابع "نحن لا نخطئ البوصلة على الصعيد الوطني والقومي، فنضحي أحيانا كثيرة بحقوقنا المباشرة كموحدين مؤسسين للكيان اللبناني، نضحي خدمة للسلم الأهلي بين اللبنانيين، ولتثبيت الإستقرار السياسي، الذي من دونه ينهار الوطن وينهار الأقتصاد، لذا لا نشعر بأي إحراج في أن نطلب من باقي مكونات المجتمع اللبناني، أن يتنازلوا أحيانا عن بعض مطالبهم، أو عما يعتبرونها حقوقا منزلة لهم دون سواهم، لأننا نحن نتصرف كلبنانيين أولا، فإننا نسارع الى توحيد مواقفنا ونتجاوز بعض تمايزاتنا كلما نشعر بخطر داهم يتهدد الوطن".

وأردف "مشايخنا الأجلاء، أخي وليد بيك جنبلاط: لأن أبرز نتاج حي لهذا المفهوم السياسي والوطني تعرف إليه اللبنانيون في الموقف العريض، الذي أصبح معروفا بروحية 11 أيار، لقد أطلقنا معا بالتكافل والتضامن والتماسك الشامل والمطلق مع أخي سماحة السيد حسن نصرالله، ومع أخي وليد بيك جنبلاط، هذه الروحية تجسيدا لتقليد عريق له من العمر مئات السنين، بفضله تمكن الأسلاف الصالحون من أن يحولوا جبلنا الشامخ الى درع من فولاذ، لا يقوى عليه الفاتحون والغزاة والمتهورون والمغامرون، والتاريخ حافل بالدروس على هذا الصعيد، ومن بيصور المقاومة، نعم لأن بيصور هي التي أطلقت في عام 1982 أول شرارة في هذا الجبل في وجه إسرائيل، من بيصور المقاومة نوجه تحية الأخوة الى الشهداء الأبرار من المقاومة الوطنية الإسلامية، الذين سقطوا دفاعا عن سوريا وأهلها، ولقاؤنا اليوم حلقة متينة في هذا النهج الوطني القويم، هذا النهج الوطني الحضاري المنفتح، الذي جعل بني معروف مضرب مثل في الوطنية والتعقل، وفي بعد النظر السياسي، هذه الأمور لا مزاح فيها على الإطلاق".

ورأى انه "حبذا لو يقتدي البعض في لبنان بهذا النهج الذي نعتمده نحن، إذ يصبح بالإمكان تجاوز معظم الأزمات القائمة على صعيد الدولة ومؤسساتها، كما يصبح بالإمكان تنشيط دورة الحياة والعمران وسد الثغرات، التي منها تنفذ المؤمرات الى الداخل اللبناني، وربما أدى ذلك الى حل أزمة رئاسة الجمهورية على سبيل المثال، ولكن تبدو طويلة وغير ظاهرة الآن".

وقال: "إن وحدة كلمتنا في هذا الجبل، وفي وادي التيم المباركة، حيث بارك الله وكرم جميع بنيه في لبنان، من خلال دعوة التوحيد، إن وحدة الكلمة ستستمر بإذن الله، وبدعائكم يا مشايخنا الأبرار، يا أوتاد الأرض وأطهارها، تماما كما هي مستمرة في جبل العرب، جبل سلطان باشا الأطرش، الجبل الشامخ الذي تحطمت على صخوره البركانية مظالم المستعمرين ومطامع المستبدين، الجبل الصامد اليوم في وجه الموجة التكفيرية الكريهة، جبل العرب الأبي الذي يواجه اليوم عنا جميعا لحماية هويته العربية السورية، ومنطلقاته القومية العربية الأصلية".

أضاف "ولا ننسى أبدا وحدة موقف أهلنا الموحدين في الجولان العربي السوري المحتل أبناء معروف الصامدين الثابرين المقاومين في وجه الإحتلال الإسرائيلي، وأمس بالتحديد كان لهم الإطلالة البهية، إطلالة الأحرار والفرسان، ولو كانت المناسبة حزينة في مأتم الأخ العزيز الشاعر الكبير، والرمز القومي العربي سميح القاسم، الذي نحييه ونحيي صموده المقاوم ضد الإحتلال الصهيوني في فلسطين، ونشد على سواعد أهلنا الصامدين الأبطال في فلسطين، الرافضين للخدمة الإجبارية في جيش العدو، والذين يؤدون مهمات جليلة ومشهودا لها في توحيد الصف الفلسطيني، على امتداد الجليل وكافة الأراضي الفلسطينية".

وختم "في هذا اليوم المبارك الذي نستذكر فيه من مقلع الرجولة بيصور شهداؤنا الأبرار، ولا نفرق بين أحد منهم، نحن لهم أوفياء مخلصون، من هنا نؤكد تعميق جذور وحدة موقفنا نحن ووليد بيك جنبلاط، وتمسكنا المطلق بعودة لبنان، فلا نسمح أبدا بأي مساس بوحده لبنان وبأي تطاول عليه، ونؤكد على تمسكنا الكامل بجيشنا اللبناني الحبيب الباسل المقدام، فنحيي شهداءه الأبرار شهداء كل لبنان، ونصر على تسليحه ليتمكن من الاستمرار في أداء دوره في حمايةالسلم الاهلي والدفاع عن لبناننا المقدس".

جنبلاط

والقى جنبلاط كلمة قال فيها: "سنختصر اليوم هذا المهرجان الكبير ببعض الكلمات، إنه يوم الشهداء شهداء بيصور، إنه يوم شهداء الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الوطنية والاسلامية وحركة أمل، كل الذين سقطوا هنا من أجل مواجهة إسرائيل وترسيخ عروبة لبنان، وفتح طريق الجبل الى بيروت والى الجنوب مرورا بالإقليم وصيدا، إنه يوم كبير، فتحية لجميع الشهداء دون استثناء الذين ضحوا، وفي هذا المعبر وصلوا الى الثغور، ولاحقا عام 2000 حرروا الجنوب دون قيد أو شرط". أضاف "هذه الجمعة الكريمة فيها تنوع سياسي، لن أقول هناك تنوع مذهبي أو طائفي، وهذا التنوع هو غنى لبنان وكل الأمة، علينا أن نحافظ على هذا التنوع، وهذا الغنى وننطلق من خلاله من أجل دعم مسيرة الاستقرار ومحاربة التكفيريين، خاصة الذين أتوا علينا من منطقة عرسال، وعلينا أيضا أن نحيي شهداء الجيش اللبناني والقوى الأمنية، التي من خلالهاأحبطنا مؤامرات كبيرة من تفجيرات متعددة ومتنوعة". وختم "نحن لسنا إلا في بداية الطريق، الطريق الطويل من أجل محاربة هذا الوحش التكفيري، الذي كما أشار اليه بدقة الاستاذ وليد العريضي، هو وحش يهجر التنوع بكل أشكاله وأنواعه ليس فقط المسيحيون ومسيحيو العراق، بل حتى الذين احتضنهم الاسلام ولم يقتلهم من الازيديين الذي طردوا بالآلاف من العراق، وهم يعانون التشريد اليوم، هذا التنوع الذي عرفه العصر الاموي والعباسي وغيره من العصور، اليوم يمحى على يد هؤلاء، وحدها هذه الجمعة الكريمة تستطيع أن تحمي لبنان، وأن تنكب أيضا الى الورشة التي اطلقها رئيس إتحاد بلديات الغرب الاستاذ وليد العريضي، في الانماء في التطور لأن هموم الانماء أيضا ستزيد اللحمة بين المواطنين". بعدها، قدم لجنبلاط وأرسلان درعان تقديريتان، ثم أقيم حفل غداء على شرف الحضور، ليشارك الجميع بمسيرة راجلة نحو أضرحة شهداء بيصور.

 

الرفاعي في ذكرى اختفاء الصدر في بعلبك: المقاومة هي المسار الوحيد الذي يملك مشروعية الفعل والتغيير

الأحد 24 آب 2014 / وطنية - احيت "حركة امل" - قيادة البقاع، الذكرى 36 لاختفاء الامام السيد موسى الصدر، في احتفال اقيم في مركز قيادة الاقليم في بعلبك، حضره النائبان كامل الرفاعي ووليد سكرية، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين عواضة، المفتي خليل شقير، ممثلو دار افتاء بعلبك، قيادات من "حركة امل"، القومي، "حزب الله" والفصائل الفلسطينية. الرفاعيوالقى الرفاعي كلمة تحدث فيها عن "ابعاد فكر الامام السيد موسى الصدر، الذي حذر اللبنانيين من الفتنة، وافتدى سلامهم الاهلي، وقاد الناس بالاتجاه السليم والصحيح ضد العدو الواحد والدائم في لبنان والوطن العربي والمجتمع الانساني، ولا يستقيم الحديث عن المقاومة في لبنان، دون استحضار امام المقاومة السيد موسى الصدر. ذلك الرجل الاستثنائي في المكان والزمان، الذي رسم قواعد وثوابت المواجهة في البلد الصغير بحجمه الكبير، بدوره والمقاومة هي رد فعل على الفعل الاساسي، وهو الاحتلال. والمقاومة هي المسار الواقعي الوحيد الذي يملك مشروعيته في الفعل والتغيير، وفي منظور سماحته هي جزء اساسي من الصراع مع العدو الاسرائيلي". وذكر أن "الامام الصدر كان يؤمن بأن اللبنانيين محكومون بقدر العيش مع بعضهم، والباقي تفاصيل. وقد بحث عن العنوان والشعار الاساسي، وهو وحدة اللبنانيين، وليس بصيغة الغالب والمغلوب، والمحروم وصاحب الامتياز، بل تتم بالحوار والتلاقي على النقاط المشتركة بين جميع اللبنانيين، وهذا ما سعى اليه حامل الامانة الرئيس نبيه بري".

حاطوم

والقى المسؤول الاعلامي المركزي عضو الهيئة التنفيذية الدكتور طلال حاطوم كلمة اعتبر فيها اننا "بأمس الحاجة إلى متابعة المسيرة تحت راية الرئيس نبيه بري، الذي استمر ذلك من فكر ونهج وخط الامام، وهو لا يترك مناسبة الا ويسير بهدي الامام وافكاره". وقال: "تعالوا الى كلمة سواء، الحوار الذي ابتدأه الرئيس نبيه بري لكي يلاقي الحلول، ويتبع كل ما من شأنه ان يحرر هذا الوطن، لأن غير الحر لا يمكن ان يكون محررا للقدس او لغيرها، نريد ان نكون احرارا في اوطاننا اولا، حتى نستطيع ان نحرر القدس من المحتل الاسرائيلي لذلك كان اصرار دولة الرئيس على ان يأتي للحوار، الذي يحررنا جميعا، ويزيل كل الهواجس من عند كل الاطراف السياسية لدى مكونات الوطن، ويزيل حالة القلق والارباك الامني، ومنع المؤامرة عن لبنان والتأكيد على نقطة ارتكاز تكون منطلقا لتحرير فلسطين".

وختم "نحن نعرف تماما ان اللحظة السياسية التي تمر علينا ليست وليدة مشاكل لبنان الداخلي، فقط انما هي ايضا انعكاس لصورة المشهد السياسي، الذي يعمم في حالة من الفوضى في كل العالم العربي والاسلامي، والذي يستطيع ان ينظر اليه بمنظر الصواب والحق والعدالة، ويرى ان ما يجري في العالم العربي، انما يستهدف اضعاف كل القوى المواجهة للكيان الاسرائيلي، وعلى محاولة الادارة الاميركية والغرب تأمين الامن الاسرائيلي، ولو على حساب الدم العربي، وتقسيمها الى اجزاء مفتتة لا يقوم لها قائمة".

 

كنعان: اقتراحنا يحرر موقع الرئاسة من الضغوط ويشكل حلا دائما لاختيار صاحب الحيثية الشعبية الوازنة

الأحد 24 آب 2014 / وطنية - أكد امين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان ان "مبادرة التكتل تشكل حلا دائما وليست طرحا ظرفيا".

وقال في حديث عبر "المؤسسة اللبنانية للارسال": "علينا ان نبادر ونعمل وفق قناعاتنا لا بحكم الحسابات السياسية الآنية. فمنذ الطائف وما قبله هناك مشكلة في تجسيد إرادة الناس في النظام السياسي، والتسويات الخارجية او الداخلية تفرض على اللبنانيين وقد رأينا ذلك في مراحل عدة، والمجلس النيابي كوكيل للشعب لم ينجح اجمالا في التحرر من الضغوطات". وأشار الى أن "التكتل لم يطرح اقتراحا مقفلا بل مبادرة للنقاش والبحث تمهيدا للاقرار، وهناك إرادة سياسية مطلوبة بمعزل عن الارتباطات والمصالح ونضالنا سيستمر في هذا المجال. فطرحنا جدي وليس مناورة وعلى من يرفضه طرح البديل الذي يؤدي الى الغاية نفسها. فنحن نوصف العلة ونطرح الدواء لنعيد الى الشعب القدرة على الاختيار". وأكد أن "الوقت حان لتحرير موقع الرئاسة الأساسي في النظام فالرئاسة همشت بعد الطائف بفعل نزع بعض الصلاحيات، وبحكم الممارسة ايضا وقبول المجالس النيابية بالضغوطات التي تمارس عليها. منذ الطائف، هناك كتل نيابية طائفية، للبعض منها ارتباطات خارجية، ما جعل الصراعات او التفاهمات الإقليمية، لاسيما السورية - السعودية او السعودية - الايرانية تفرض نفسها على الواقع. ونحن نسعى للذهاب الى الأصيل وهو الشعب طالما ان المجلس النيابي الوكيل لم يتمكن من تجسيد الإرادة الشعبية. واقتراحنا في هذا السياق، يراعي تحرير موقع الرئاسة من الضغوطات ويعطي المسيحيين جرعة من الامل والثقة بدورهم وموقعهم وحقوقهم. واقتراحنا يعطي كذلك الرئاسة بعدها الوطني، بظل الحسم في الدورة الثانية على المستوى الوطني، بمشاركة إسلامية مسيحية". وذكر أن "معركة التكتل كانت بضرورة إقرار قانون انتخاب جديد، لأن موعد الانتخابات النيابية المفترض كان العام 2013، وهو يسبق الانتخابات الرئاسية العام 2014. وكنا نأمل في الوصول الى قانون انتخاب جديد ولكن المواقف انقلبت على الاقتراح الأرثوذكسي، وجاء التمديد بحجة العمل على قانون جديد لم يحصل ذلك، وعطل المجلس الدستوري".

ولفت الى أن "الدستور عدل في الماضي لمنع تداول السلطة وعلى قياس اشخاص، اما اقتراحنا فيهدف الى تعديل على قياس الشعب، الذي ستتاح له فرصة اختيار من يريد. ففي الواقع الراهن، هناك 86 نائبا يؤمنون فرض رئيس على اللبنانيين كما يحصل منذ 24 عاما. نحن نريد تطبيق الدستور ومذكرة بكركي الوطنية برئيس ميثاقي وقوي في بيئته. وعلى عكس الاتهامات ومحاولات التسخيف لمبادرتنا، فطرحنا لا يؤمن مخرجا لانتخاب ميشال عون وان كان الأكثر تمثيلا راهنا، بل يشكل حلا دائما لاختيار صاحب الحيثية الشعبية الوازنة. وبمبادرتنا، نسعى الى تغيير آلية الاقتراع ونعطي قوة مسيحية ووطنية للرئيس ونحرر الانتخاب من التسويات". أضاف: "للأسف، هناك من يريد رهن المسألة اللبنانية بانتظار حلول المنطقة، ونحن نسعى من خلال انتخاب الرئيس من الشعب، الى لبننة الاستحقاقات واضعاف قدرة الخارج على التأثير في إرادة 4 ملايين لبناني". وأشار الى أن "وثيقة الوفاق الوطني بقيت حبرا على ورق ولم ينفذ منها شيء من المناصفة والشراكة وعدالة التمثيل والانماء المتوازن، ونحن نسعى الى فتح صفحة جديدة عنوانها احترام الدستور، ومن خلاله إرادة اللبنانيين. فمعادلة الطائف لم تأت بفعل إرادة لبنانية بل بعملية إقليمية دولية و13 تشرين الأول 1990، أسست لقيام نظام الوصاية، فسقط مفهوم الدولة اللبنانية بذلك الحين وحتى أن النائب وليد جنبلاط قال على طاولة الحوار انه مع سقوط ميشال عون سقطت الدولة والسيادة والاستقلال. والواقع أن من لم يرتض بالطائف نفي ومن رضي به سجن وجاءت الممارسة لتضرب الشراكة والمناصفة، والمطلوب اليوم، كسر هذه الحلقة والذهاب الى الحل العملي والنهائي الذي يريح جميع اللبنانيين".

وعن ان "الظرف غير مناسب لمثل هذه الطروحات"، قال: " للأسف، هناك من اعتاد على التسويات والانسحاق والرضوخ. ونحن نريد كسر هذه الروح الانهزامية والأمور لن تحل بين ليلة وضحاها، فهناك مسار تصاعدي من قبلنا تمكنا خلاله من تحسين التمثيل المسيحي منذ العام 2005 وحتى اليوم، ولكن الحل المثالي يحتاج الى اقتناع وتضافر جهود الجميع. واذا كانت تجربة العقود الماضية غير مرضية للبنانيين فالوقت حان للسير بالحل وتصحيح الخلل، ولنا شرف المحاولة والمبادرة وطرح الأفكار بدل الوقوف مكتوفي الايدي امام ذبح الحقوق. أقول للبنانيين لا تخافوا من الحلم والنضال والتمسك بالقناعات تمهيدا لتحقيقها. فقد اتهمنا بالجنون عند نضالنا ضد الاحتلال وكرة الثلج كبرت وتككل النضال بحصاد الاستقلال، ولن نيأس اليوم وسنستمر وصولا الى حصاد الشراكة".

وقال: "لقد سلكنا المنحى التشريعي وترجمنا مبادرتنا باقتراح قانون يجب ان يعرض ويناقش. وانصح من هاجم اقتراحنا بإعادة قراءته بهدوء بعيدا من المصالح والاصطفافات. فالردود علينا لم تبحث مضمون الاقتراح بل خرجت من الاحكام المسبقة والخلفيات السياسية". وأكد أن "التيار الوطني الحر لن يقبل باستمرار تهميش المسيحيين وهدفنا الشراكة مع الجميع لصياغة مستقبل يحمينا معا. والتيار لا يؤمن بأي تأثير خارجي على حركتنا الداخلية، ومبادراتنا وافكارنا تنطلق من إرادة للبننة الحلول. فقد مارسنا قناعاتنا ورفضنا التمديد وطرحنا اقفال الحدود، احتراما لتداول السلطة وحماية للسيادة والاستقرار. لقد انطلق هذا الحراك ولن يتوقف، ومبادرة استعادة السيادة والاستقلال بدأت قبل 15 عاما من تحقيقيها وطرح استعادة الشراكة انطلق ولن يتوقف".

وعن قول النائب وليد جنبلاط السعي الى تسوية على مستوى رئاسة الجمهورية، قال كنعان: "نحن ضد التسويات اذا كانت على شاكلة ما حصل منذ ال1990 وحتى اليوم. فهذه التسويات لم ترحم المسيحي ولم تجعل المسلم افضل. والقبول بالواقع كما هو ليس مجرد استسلام بل ذهاب الى الكارثة بأرجلنا، والحلول يجب ان تكون جذرية لا على شاكلة المورفين الذي لا يخرجنا من ازماتنا السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية في ظل دين عام فاق الستين مليون دولار". وعن ملف السلسلة قال: "انتهينا من كذبة الأرقام بعد اشهر من العمل واللجان والاجتماعات ولااتصالات وقد حان الوقت لحسم ملف السلسلة بصيغة مقبولة. والإهمال والمماطلة التي ترقى الى مستوى الابتزاز الاجتماعي للبنانيين يشكل نموذجا لكيفية تعاطي البعض مع الملفات الحساسات في البلد. لقد حان وقت حسم هذا الملف، والانقلاب على المواقف في اللحظة الأخيرة يعود الى عدم وجود إرادة سياسية لحل الملفات المالية والمطلبية". وأشار الى "غياب الإرادة السياسية للحسم في الملفات المالية"، وقال: "على سبيل المثال، يريدون الجيش في كل مكان ويعرقلون تأمين التمويل لتجهيزه بالعتاد اللازم وما اقر منذ سنوات لا يشتري ثمن دولاب لآلية عسكرية. والمطلوب فصل العمل التشريعي عن

السياسي، والذهاب في اتجاه بت الملفات العالقة المالية والمطلبية من سلسلة الرتب الى الموازنة واليوروبوند والحسابات المالية. واليوم في المجلس النيابي، هناك قروض بأكثر من مليار دولار مهددة بالسحب لأن هناك من يعطل العمل التشريعي". وأكد أن "التيار ليس مع التمديد للمجلس النيابي او أي تمديد آخر، ويريد الذهاب الى الانتخابات النيابية لاعادة تكوين السلطة. ولسنا جماعة رهن او مقايضة بين ملف وآخر، بل نطرح المبادرات للحل، من الأرثوذكسي الى اقتراح انتخاب الرئيس من الشعب وصولا الى المحكمة المالية وهي حلول للملفات التمثيلية والدستورية والمالية التي تنعكس ايجابا على جميع اللبنانيين وتضع الحجر الأساس لاصلاح النظام السياسي والمالي". وردا على سؤال ختم: "لبنان لن يكون حقل تجارب للسياسات الإقليمية والدولية، فالولايات المتحدة تطرح اليوم إعادة التعاون مع اركان البعث في العراق لمواجهة داعش، وهناك من يطرح في الإدارة الأميركية التعاون مع الأسد لمكافحة هذه الهجمة التكفيرية. فهل علينا الانتظار والرهان، ام الحري بنا الذهاب الى الحل اللبناني-اللبناني الذي يؤمن مصلحة جميع اللبنانيين؟".

 

زعيم “بوكو حرام” يعلن “الخلافة” في إحدى مدن شمال نيجيريا

كانو (نيجيريا) – ا ف ب: أعلن زعيم “بوكو حرام” أبو بكر شيكاو, أمس, “الخلافة الاسلامية” في بلدة بولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا, استولى عليها المسلحون الاسلاميون في وقت سابق من الشهر الجاري. وقال شيكاو في فيديو مدته 52 دقيقة “الحمد لله الذي نصر إخواننا في بلدة غوزا وجعلها جزءا من الخلافة الاسلامية”, معلناً ان غوزا الواقعة في ولاية بورنو “لا علاقة لها بنيجيريا” بعد الآن.

واضاف شيكاو, الذي تصفنه واشنطن على أنه إرهابي عالمي, “بإذن الله لن نغادر هذه البلدة. فقد أتينا لنمكث فيها”. وأكد مكتب الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري أنباء بأن غوزا اصبحت تحت سيطرة المسلحين. ويعتقد ان “بوكو حرام” تسيطر كذلك على مناطق اخرى بالقرب من هذه البلدة في جنوب بورنو, اضافة الى مناطق شاسعة من مناطق شمال بورنو وبلدة واحدة على الاقل في ولاية يوبي المجاورة. ويعد تحديد المناطق التي تسيطر عليها الحركة بدقة أمراً شبه مستحيل, حيث انه لا يوجد سوى عدد قليل من عمال الاغاثة في شمال شرق البلاد, والسفر الى تلك المنطقة خطير نظراً لأنها تخضع لحالة الطوارئ منذ مايو من العام الماضي, كما أن تغطية الهواتف النقالة فيها ضعيفة. ووصف خبراء المكاسب التي حققتها “بوكو حرام” في الاسابيع الاخيرة بأنها غير مسبوقة, وأكدوا أن الحركة تقترب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق هدفها بإقامة دولة تطبق الشريعة الاسلامية في شمال نيجيريا, إلأا أن العديد من المحللين يعتقدون أن الجيش النيجيري لديه القدرة على وقف تقدم الحركة.

ورفض جنود حكوميون, في الأيام القليلة الماضية, الانتشار في غوزا, قبل أن يحصلوا على أسلحة أفضل, في خطوة أشبه بالعصيان.

 

ايران أسقطت طائرة تجسس اسرائيلية حاولت اختراق منطقة نووية محظورة

الأحد 24 آب 2014 /وطنية - أعلنت ايران ان الحرس الثوري الايراني أسقط طائرة تجسس اسرائيلية لا يكتشفها الرادار، كانت تحاول اختراق موقع التخصيب النووي في نطنز، وهي منطقة نووية محظورة. والطائرة بدون طيار وأسقطت بصاروخ جو أرض.

 

المقداد: سوريا تخوض معركة ضد التنظيمات الارهابية المسلحة من أجل الوجود

الأحد 24 آب 2014 / وطنية - دمشق - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في دمشق جومانة خوري أن نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد أوضح ان "سوريا تخوض اليوم معركة ضد التنظيمات الارهابية المسلحة من أجل الوجود والحفاظ على سيادتها واستقلالها ومقدراتها". أضاف خلال ندوة نظمها الاتحاد العام النسائي، اليوم، بمناسبة الذكرى ال47 لتأسيسه: "ان هذه التنظيمات التي تقوم بقتل البشر تعتمد في تخلفها وممارستها بشكل أساسي على التحكم بالمرأة، وتضم محطمين ومعقدين نفسيين لا يركزون الا على الدرجة التي يمكن أن يؤثروا بها في المرأة ودورها في المجتمع".

 

نتانياهو يتوعد بمواصلة العملية العسكرية ضد قطاع غزة

الأحد 24 آب 2014/وطنية - توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بمواصلة العملية العسكرية ضد قطاع غزة حتى اعادة الهدوء الى جنوب اسرائيل. وقال نتانياهو في تصريحات بثتها الاذاعة العامة ان "عملية الجرف الصامد ستستمر حتى تحقيق اهدافها، وهذا قد يستغرق وقتا


من يمكنه العيش من دون المسيحي الشبيه المختلف؟

منى فياض/المستقبل

اللبناني، من جميع الطوائف، يشعر بالتميز كونه لبنانياً. حتى لابسات التشادور لديهن هذا الشعور، وعرفته منهن.

يعرف اللبناني أنه ينتمي إلى وطن مختلف عن محيطه. كيف يتوصل إلى هذا الشعور؟ ربما ليس عليه سوى الالتفات حوله ومقارنة بلده بالبلدان المجاورة، ليكتشف مغايرة هذا البلد بأسلوب عيشه وصحافته ودور نشره وإعلامه ومطاعمه ومقاهيه وملاهيه الليلية... ينظر إلى الصبايا والشباب، فيلمس شعورا بالانطلاق والانفتاح والتكيف والحرية في اختيار الاسلوب الذي يعيشونه. هذه النظرة يدعّمها المواطن العربي نفسه وعلى مختلف مشاربه ومقاصده، سواء كان زائراً أم سائحاً أم لاجئاً سياسياً أو شاعراً وكاتباً أم طالباً للعلم أو للعلاج أو للترفيه. لبنان الغني والمتنوع هذا كان ويظل قبلة المراهق والشاب العربي ووجهته الأولى، عندما تضيق به السبل في بلده العربي المتزمت القامع والمحافظ. خبرت هذا ميدانياً وقرأت عشرات الشهادات لمراهقين عرب من خلال نشاطي البحثي، وقرأت عشرات، اذا لم نقل مئات، الشهادات لمثقفين عرب مدحوا الحرية التي حصلوا عليها في ربوع لبنان، ويتحسرون على الوضع الذي آل اليه. وهذا ما توجته قصائد نزار قباني عن بيروت. اعتقد هناك الآن متلازمة حنين موجع للبنان هذا، الذي عطّلته الصراعات المأزومة فيه وعليه.

فما الذي أعطى لبنان هذا الوجه المشرق والمضيء سوى خصوصيته وميزته الأولى في أنه بلد المسيحيين العرب الأول؟ بلد الأقليات المتعددة المتعايشة جنباً إلى جنب؟ المتقاسمين معهم اللقمة والسلطة! في ظل دستور وقوانين ترعى هذا التعايش. البلد النموذج مع أنه أصغر بلد عربي وأقلها موارد وأكثرها هشاشة!

إن أي امرأة متوسطة مسلمة من جيلي تعرف انها ما كانت، على الأرجح، ما هي عليه لو لم تكن لبنانية. ذلك لا يعني ان نموذج هذه الفئة بما تتمتع به من تعليم وحرية فكر وأسلوب عيش وحيوية، غائب عن البلدان العربية، كلا ليس بهذا المعنى، إنه موجود بالطبع، لكن بنسب أقل وبمشاق أكبر، وممن ينتمين منهن إلى الطبقات العليا.

متى وكيف وعيت أول مرة وجود المسيحي في تجربتي؟

من المشاهد العالقة في مخيلتي منذ كنت طفلة ولا تغادرني، مشهد تكرر دورياً في مطالع كل ربيع بعد المطر. أفيق باكراً وأخرج إلى المصطبة التي أمام بيتنا، القابع بعيداً عن قلب الضيعة، على رأس تلة مطلة على البحر، فأرى في الحقل المتاخم للبيت ظلاً منحنياً يلتقط أشياء من على البلان والنباتات الأخرى التي تملأه. لا أفهم ماذا تفعل هذه المرأة المبكرة في حقلنا فأسأل أمي؟ تجيب إنها تجمع البزاق. ولماذا؟ لأنها تبيعهم للمسيحيين (وقد يكون من يجمعهم مسيحي أيضاً). لماذا؟ «تياكلوهم». تقول ذلك أمي «البيروتية» التي عاشرت المسيحيين باكراً وعرفتهم وصادقتهم. تقوله بلهجة تقريرية إخبارية من دون أي تلميح أو خلفية سلبية. ما يدفعني أحياناً لأن أقوم بالمساعدة، بخاصة عندما تقوم المرأة بجمع البزاق من تحت شباكنا مباشرة.

آل الحداد هم المسيحيون الوحيدون في قريتي، يسكنون في قاطع آخر بعيد، لذا لا يمكنني زيارتهم باستمرار وفقط مع والدتي، حيث ألعب مع أولادهم ورفيقي بينهم الإبن اسكندر. وأذكر أني عاهدت نفسي، عندما تركوا قريتي بشكل مفاجئ، أن أظل على صلة بهم. لا أدري لماذا رحلوا ولا أدري لماذا انزعجت، فنحن أيضاً رحلنا عن القرية. لكن ربما لإحساسي باختلاف الأمر فيما يتعلق برحيلهم (النهائي) وفقدهم، وما حصل في ذهني من ارتباط ما بين هذا الرحيل وبين الحادثة التي أرعبني فيها شيخ القرية، عندما لحقني مهدداً بعصاه لأن والدتي ألبستني ملابس وجدها لا تليق بمسلمة، فبدوت لناظريه كأني من آل الحداد! تشبيه جعل منه وصمة. وكانت أول مرة تثار فيها أمامي هذه المسألة: ان لكل أتباع ديانة ملابس معينة وانني من دين مختلف عن ديانة آل الحداد! وبالطبع لم تكن لفساتيني صلة بملابس آل الحداد بل بمجلات الأزياء، التي كانت تنقل والدتي عنها الموديلات وتخيطها لي وللآخرين أيضاً.

ربما كنت بعمر الست سنوات تقريباً عند حصول هذه الحادثة. نبّهتني لوجود الاختلاف مع آخر شبيه. وبرز وعي أنه في طيات هذا الاختلاف عنصر سلبي عند البعض، يمنع في المبدأ التشبه به الذي بدا كنوع من تهديد لهوية ما. كما كشف عن نوع من التعصب أو الرفض الضمني من قبل رجل الدين لهم، بدليل معاقبتي. إذن، القاعدة الضمنية عنده «أنهم مختلفون» وأنه ممنوع عليّ أن أكون مثلهم.

لكن الريح لم تسر كما اشتهته سفنه. وذلك ربما بسبب ردة فعل والدي، الذي واجه الأمر بالمزاح وبقلة الإكتراث وبإرجاع المسؤولية إلى أمي. ما يوحي بأن الأمر برمته هو شأن نسائي لا حاجة للاهتمام به، ومن دون أي تدخل منه لمعالجة الأمر في تغيير موضة ملابسي. ما جعلني أحصر المسألة برجل الدين بلا أي تعميم. ربما هذا ما شجعني في أن أعارض ضمناً رغبة وآراء أو فكر رجل الدين، وأرغب في مقاومته عبر إظهار حرصي في الحفاظ على ودي لآل حداد، وعلى تتبع أخبارهم من حين لآخر في بيروت، إلى أن أضاعتنا الظروف والحروب.

الميزة الثانية لمسيحيي قريتي كانت الخصوصية التي طبعوها بها، فلقد اشتهرت القرية لفترة طويلة بصناعة السكاكين، التي بقينا نقتنيها ونستخدمها لجودتها، حتى سنوات ما بعد بدء الحرب الأهلية. وكانت تلك السكاكين معروفة بحدتها. لكن الحرفة اختفت مع اختفائهم، وربما اختفى أثر كل حرفة في قريتي!

في الفترة التي أعقبت الحادثة، عشت في بيت جدي في تلة الخياط ببيروت، حيث كانت صديقة خالتي الحميمة، وجارتنا في الشارع المقابل، أنجيل الجميلة الشقراء الممتلئة وهي مسيحية. كنت أجدها جميلة ورقيقة وكنت معجبة بها وأحبها، وبقيت أسأل عنها خالتي طويلاً، بعد أن تزوجتا وأبعدتهما الظروف. إذن، الانطباع عن المسيحيين في طفولتي لم يحمل لي إلا اللطف والصداقة وتعامل أسرتي مع الأمر انطبع بالقبول العادي البديهي، كما نقبل أي جار من دون أدنى التفات إلى دينه ومذهبه. كان هذا على ما اعتقد ما يمكن أن نسميه اختلافاً ضمن التعدد والتنوع. وهذا هو الأمر السوي والطبيعي والبديهي في «وطن» ما، أي وطن! فكيف بوطن الأرز؟

ما بين برج البراجنة والمريجة وحارة حريك، حيث أمضيت مراهقتي، لم أصادف مسيحيين على ما أذكر أو أصادقهم، كانت هجرتهم قد بدأت عن المنطقة المتحولة إلى مركز استقطاب لهجرات عكسية جعلتها تتحول وتتخذ وجهها الجديد المعروف. صارت قبلة للآتين من قراهم إما بسبب الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وما نتج عنه عبر السنين جنوباً، وإما بسبب الأوضاع الاقتصادية والهجرة التقليدية من الريف إلى المدينة من البقاع وغيره من المناطق. ومع الحرب الاهلية استفحلت هذه الهجرة، وتمركز التجمع فيها انطلاقاً من الطائفة والمذهب، فقط لا غير، من ضواحي بيروت في الجانب المسيحي.

في التعليم الثانوي صادفت عددا من المسيحيين الذين تركوا أثراً في نفسي. ربما لقلتهم وربما للانطباع الذي تركوه عن «اختلافهم» الذي بدأ يظهر هنا بطريقة مغايرة أو غير متطابقة مع الصورة الأولى.

أستاذ اللغة الفرنسية أولاً الذي بقيت ألتقي به صدفة بعد تخرجي ونقف لنتحادث برهة ويسألني عن أحوالي. ربما آخر مرة صادفته فيها كان بعد نيلي الدكتوراه وأبدى اعجابه بإكمال مسيرتي العلمية. أستاذي هذا كنت أراه كأنه شخصية من شخصيات أبطال الأفلام الفرنسية والأدب الفرنسي، الذي كان يدرسنا إياه بشغف. بدا لي خارجاً من هناك، من أحد الكتب. كذلك أستاذة مادة علم النفس، التي درّستنا في صف الفلسفة فيما هي تحضّر للدكتوراه على الأرجح. التقيتها كزميلة في الجامعة فيما بعد. ظلت تتذكرني وتتحدث عني ربما كشخص لم تتنظر منه الانتظام التعليمي، بسبب نشاطي السياسي والطلابي حينها، حيث كنت أعد «مشاغبة» في تصنيفها! لا أدري.. على كل بقينا نسأل عن بعضنا عن بعد، والتقينا مرات عدة في لجان وما شابه، ومؤخراً أشارت ضاحكة وفخورة إلى انها نقلت «لوثة علم النفس والتحليل النفسي» لي ولعدد من طالباتها اللواتي تبنين اختصاصها.

هناك أيضاً أستاذ فن التصوير الذي أخذنا في رحلات ممتعة وجعلني أحمل الكاميرا وأظهّر الصور لفترة من الزمن. ولكن من اختفى كما ظهر وترك لدي انطباعاً قوياً، كان فيليب، الطالب، الذي ظهر هابطا علينا فجأة من مدرسة رسمية أخرى في الأشرفية، وكان قد طرد منها وقُبِل في برج البراجنة، وذهب ولم نعد نعرف عنه شيئاً. لا أذكر أن مدرستي ضمت طلاباً مسيحيين حينها، مع أن منطقة حارة حريك والمريجة وغيرها، كانت لا تزال توجد فيها بعض العائلات. لكنهم الفرز الطائفي سرعان ما جرفهم بعيدا عن المنطقة التي ازدحمت بالمسلمين الشيعة، المتكاثرين، إضافة إلى الفلسطينيين المتجمعين في المخيم المتاخم.

في هذه المرحلة تكون انطباع جديد عنهم. ربما انطباعي المتكون عندها وفيما بعد من انهم مختلفون كان على الأرجح بسبب تمكنهم من اللغة الفرنسية، نقطة ضعفنا في التعليم الرسمي. لكن ليس هذا بحد ذاته، بل حرصهم الملفت للانتباه على إظهار ذلك واهتمامهم بإيلاء الفرنسية أهمية أكثر من العربية. ذلك أن التمكن من لغة إضافية مصدر قوة بديهي وأكيد، لكن هل يكون الأمر كذلك عندما لا يكون الشخص ضليعاً أيضاً بالعربية؟ وهل يكون كذلك عندما يكون التعبير عن نفسه بالفرنسية أكثر سهولة وأحسن مستوى؟ وعندما نتكلمها في المنزل كلغة أولى؟

المسيحي في تجربتي الواعية وربما شبه الواعية هو آخر، شبيه ومختلف. سوف أجد من يعلق: كل شخص هو آخر شبيه ومختلف. بالطبع.

لكن هذا الآخر كان بالنسبة لي في مرحلة وجودي في القرية وفي الانطباع الذي تخلف عن تجربتي معه جزءاً من التنوع أو التعدد ببساطة.. لكني في بيروت ومع الوقت التقيت بمسيحي مختلف أيضاً عن المسيحي في قريتي. بآخر ترك عندي الانطباع بأنه أكثر اعتداداً ويترك لديك الاحساس بأنه يشعر بنوع من التفوق أو الخصوصية وأنه من أفراد يعتبرون أنهم ينتمون إلى نوع من طبقة أرفع. ليس طبقة بالمعنى الحرفي لكن فئة أو جهة لديها قدرة أكبر على الامساك بزمام الأمور أو أنه «متحضّر» أكثر.. لهذا غالبا ما نلاحظ تمايزهم أيضاً (فيما يتعدى اختلاف اللهجات بين المناطق لكن كصفة غالبة لدى سكان المدن)، في طريقة الكلام واللهجة التي تتميز بعدم تفخيم الحروف العربية كما نتكلمها، أو كما كانوا يدرسوننا في المدرسة، بل يقومون بتليينها وإضعاف طريقة لفظها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تجدهم يحرصون على استخدام اللغة الفرنسية أو تطعيم حديثهم بالكثير من الكلمات الفرنسية، أحياناً دون التمكن منها حقاً كلغة عند بعض الفئات الشعبية. قبل أن تتعمم هذه الموضة نسبياً على مجمل أفراد الطبقة الوسطى من المسلمين وخصوصاً البرجوازية الشيعية، التي صارت تحرص مؤخراً على أن تتكلم مع أطفالها بالفرنسية أو الإنكليزية. وفي هذا دليل على اتفاق لبناني ضمني على اعتبار اتقان الفرنسية أو الإنكليزية واستخدامهما في الحياة اليومية تمايزاً وارتقاء. وهذه صفة لبنانية في الغالب.

كما يعطيك البعض منهم الانطباع وكأنهم ينتمون إلى حضارة أرفع من تلك المحلية وأكثر عصرية منها، إلى الحضارة الغربية والثقافة الغربية. أليست روما حاضرتهم؟ حتى أن البعض ، وبالرغم من الاتفاق الضمني بينهم وبين رجال الدين المسلمين على معارضة الزواج المدني ومعارضة قانون أحوال شخصية مدني حتى ولو اختيارياً، يتوهمون أن مواقفهم هنا أيضاً متقدمة فقط لأن مواقف الكنيسة وبابا روما متقدمة، ولو أن لا مجال لصرفها في لبنان. في المقابل أتشارك الانطباع مع عدد من الأصدقاء، ومنهم المسيحي، بأن المسيحيين العرب أكثر «قرباً» منا نحن المسلمين اللبنانيين أو أكثر شبهاً وأقل «اختلافاً» عن المسيحي اللبناني وأقصد هنا على المستوى الثقافي. حتى صديقتي المسيحية الآتية من القدس قبل أن تُحتل لا تبدو «مسيحية» بقدر بعض الصديقات المسيحيات. المسيحي العربي أكثر التصاقاً بعروبته قبل أي انتماء من نوع «أمنا الحنون» فرنسا وهو في الغالب لا يحمل اسماً دالاً بشكل خاص، وتجده أقرب اليك بخصوصيتك العربية. لقد ظلوا أكثر التصاقاً بالثقافة العربية ولا يتمايزون عن الآخرين وعنك بالانتساب إلى الثقافة الغربية. ونجد هذا أيضاً عند مسيحيي لبنان من المناطق الريفية الأبعد عن جبل لبنان أو المعروفة أنها محرومة.

التقي أحياناً بأشخاص في محيطي يعطوني الانطباع بالنظر إليّ والتعامل معي، ومع أمثالي، ك «ريفية» نجحت في التحضر قليلاً، فاستطاعت الابتعاد عن الكليشيه القابع في مخيلتهم عن «الشيعية». أحياناً ألقى استهجاناً عندما يُعرف مذهبي بالصدفة، أنت شيعيّة؟؟ وكأن الانتماء إلى مذهب معين يزود الشخص بشكل أو مظهر أو رائحة معينة تميزه. تظهر العديد من ألبومات الصور المأخوذة من بداية القرن صوراً لنساء لبنانيات من مختلف الطوائف والمذاهب كن متشابهات الملابس. ربما الاختلاف على هذا الصعيد كان يتعلق بالفئة الاجتماعية أكثر منه بالدين.

شعور التفوق الخفي، يكون أحياناً رقيقاً وهشاً كطبقة جليدية رقيقة قابلة للكسر أو كخلفية موسيقية عميقة، وأحياناً يكون أكثر وضوحاً. اكتشفت لاحقاً وجود هذا الشعور والسلوك الضمني الخفي لدى البعض من بقايا الاقطاع القديم من المسلمين ولدى بعض السياسيين ولدى الجهاز الديبلوماسي. والكلام هنا يعني الاحساس بهذه المشاعر على المستوى شبه الواعي أو ما يُعرف بـ«النفث»، عندما نشير إلى الطاقة التي ترشح من الجسم عند التعرق. وليس نوعاً من السلوك الفظ أو الظاهر.

تكمن المشكلة الآن في عدم التطابق حالياً بين الواقع الذي بدأ يبتعد عن هذا التصور الأيديولوجي والتنميط، الذي يبرز مترسباً انطلاقاً من خصوصيات حقبة ما وممارساتها ووضعياتها التاريخية. فكما نعلم يتغير الواقع قبل أن نلتقط هذا التغيير على المستوى الواعي أو التنظيري، كما الايديولوجيا التي هي تعريف مسبق للواقع. ما يعني أنها لا تأخذ تغيرات الواقع المستجدة بعين الاعتبار، بل تعتمد على معطيات سابقة وجامدة.

من هنا ربما نجد أن هذا الشعور كانت له مبرراته، والمعطيات التي تسمح به، عند المسيحي في المقلب الأول من القرن العشرين وحتى الستينات. وهو مرتبط بمقتضيات التاريخ وعلاقة السلطنة العثمانية بالأقليات حتى القرن التاسع عشر، حين كان المسيحيون يُعفون من الخدمة الالزامية في الجيش الانكشاري، على عكس المسلمين الذين يتجندون بعمر 13 عاماً، فيتركون المدرسة عندما تتوفر لهم، وكل شيء آخر، ويذهبون بعيداً. في هذا الوقت كان يتسنى للمسيحي ارتياد المدارس الجيدة، التي وفرتها له البعثات الارسالية الغربية الهاجمة على المنطقة مع هجمة الاستعمار. انتجت هذه الممارسات طبقة مسيحية متعلمة كانت جاهزة لاستلام دفة الأمور في لبنان، الذي أوجد بجهد منهم ولأجلهم بالدرجة الأولى.

أما بالنسبة للشيعي في هذا الاطار فهو خضع للتمييز السلبي المتجذر في الزمن من قبل السلطات العثمانية. ومن هنا خلفية الحرمان التي يشعر بها الشيعي ويصرّ على الاحتفاظ بها، كإيديولوجيا، كما فسرناها أعلاه، بالرغم من تحوّله إلى مسيطر وقامع. مع أن الدستور اللبناني كان قد أعاد له حقوقه المهدورة. بينما كان للسني المديني امتيازات أهل البيت نسبياً.

بدأ تغيّر وضع الشيعة ومسلمي الأرياف مع إرساء الدولة الوطنية في لبنان، ومع دستور أخذ بعين الاعتبار حقوق المواطنين وحقوق الطوائف جميعها بشكل معقول. وبعد مجيء حقبة الشهابية، والاصلاحات التي قامت بها، وتعميم المدارس على الريف، ساعد المسلمين عامة والشيعة خصوصاً على تعديل الصورة نحو مزيد من المساواتية، إذا أمكن القول، بين مكونات الوطن. لن أدخل هنا في تفاصيل أخرى ولكني أود الاشارة إلى الصعود الذي عرفته الطائفة الشيعية، التي توفر لها التعليم الرسمي ومجلس الخدمة المدنية من ناحية، والهجرات من ناحية أخرى، مع دينامية داخلية متحفزة، ما أسهم في إيجاد طبقة من المتعلمين والمثقفين، كانت بمثابة تعويض عن الإجحاف الماضي.

لكن هنا أيضاً، نجد أن الطائفة الشيعية غير مدركة أنها ذاهبة نحو فقدان هذه الدينامية، ونحو التدهور والانحدار بفضل ممارسات محتكري تمثيلها السياسي، وحروبهم الخارجة عن الحدود، وعن المصلحة الوطنية، جارفة معها جيلاً كاملاً، تبعده عن المدرسة وعن حقل العمل والانتاج، مع تصور عن نفسه أنه متفوق وأفضل وأشرف من الآخرين.. فهذه الطائفة سوف تجد نفسها، بعد عدد قليل من السنوات، تعاني من انخفاض في مستوى تعليم أبنائها وتحولهم إلى مقاتلين قدامى، يعانون مما عانت منه وتعاني جميع الميليشيات المتقاعدة. وبالتالي، هنا أيضاً يتصرف غالبية أبنائها، المستقوين بحزب الله التابع لإيران، بشكل لا يتلاءم مع الواقع الآخذ في التبلور أو القادم، عندما نقرأ ما يدور حولنا بشكل جيد.

بروز التيارات السلفية من «قاعدة« و«نصرة« ومؤخراً «داعش« تشكل تهديداً لنا جميعاً. انها تهديد للوجود الانساني بشكل عام والمسيحي بشكل خاص. لكن للأسف الشديد لا تتلاءم ردود فعل بعض الفئات المسيحية اللبنانية مع المخاطر الموجودة، بل تدعها وتفاقمها وتعطيها شرعية ما، عبر تلقفها والقبول بها كأنها مسلمات بدل مواجهتها، عبر اللجوء إلى مؤسسات الدولة ودعمها. يتصرف المسيحي وكأنه مكون طارئ على هذا البلد وهذه المنطقة، يحتاج إلى إذن وتغطية وحماية. كأن العلاقة بالوطن علاقة عقد تجاري تنقضه عندما تشعر بأي تهديد بتدني نسبة الربح، أو تطلب كفيلاً آخر يؤمن لك مصلحتك. الكفيل الآن حزب الله ومن خلفه إيران!

وفي هذا تعارض مع فكرة لبنان الوطن، الذي أوجدوه. أليس هو بلد الأقليات؟ ألم يقم على عقد تعددي ديموقراطي؟ أسأل نفسي ما الذي يجعل فئة تغفل انتماءها العضوي السحيق إلى هذه المنطقة، وهي الأكثر تجذراً وعراقة فيها وقبل أن ينوجد الإسلام نفسه! وما حاجتهم لاعتماد حماية خاصة في الوقت الذي يمكن تأمينها من خلال التمسك بالدولة ذات القانون والمؤسسات، التي توفر الحريات، تلك التي ناضلوا قبل غيرهم لتثبيتها وجعلها ملح الأرض اللبنانية!! وجعلوا من لبنان قبلة المضطهدين الذين تعرضوا للقمع في بلاد الاستبداد العربي المتجذر، ومكاناً مختلفاً عن البلدان المحيطة، ذات اللون الواحد، التي أخفت الاختلاف تحت قوة القمع.

ربما إذا تمعنّا قليلاً يمكننا ربط هذا التخلي السهل بذلك الشعور التملكي والتفوقي. فإما لبنان الامتيازات للحقبة التي عرفت بالمارونية السياسية، وإلا فعليّ وعلى وطن الأرز السلام. يتطلب الأمر منا جميعاً أن نحافظ على، ونطور فكرة العيش معاً، وأن نعمل على ابتداع لبنان وطناً حقيقياً للجميع. لبنان «سويسرا الشرق« حقاً وبكل المعاني. من الحياد إلى الحقوق المواطنية المتساوية، إلى التمسك بالحريات، وأولها حرية المعتقد، أي أن انتمي إلى أي دين أولا أنتمي. كما يكفل الدستور اللبناني .

لا يمكن أن نهرب من الأوطان عندما تتعثر، أو أن نستسلم لشعور الغربة فيها، ولا أن نقبل الخضوع لابتزاز الآخرين. الأوطان تبنى ويتم تبنيها وتتجسد بالتدريج بجهد أبنائها اليومي، شرط وجود الإرادة. إرادة أن نكون معاً مواطنين متساوين، لا نحتاج سوى حماية دولة القانون للجميع.

في كتيب له بعنوان «ما هو الوطن» كتب أرنست رينان في العام 1882 أن «الأوطان شيء جديد في التاريخ. الوطن عبارة عن تجمع كبير من البشر، سليمو الفكر ودافئو القلب، يخلقون وعياً أخلاقياً يسمى وطناً. إنه امتلاك أمجاد مشتركة في الماضي وارادة مشتركة في الحاضر؛ إنجاز أعمال كبيرة معاً والرغبة بإنجاز غيرها أيضاً؛ هذه هي الشروط الأساسية لكي نكون شعباً«.

مع شعورنا بالحاجة إلى إصلاح نظامنا الطائفي من أجل إنجاز المواطنية التامة؛ ينبغي أن نحافظ على نعمة وجودنا في بلد تحوّل نموذجه من داء معدي إسمه «اللبننة»، بسبب اعترافه بالتعدد الطائفي، إلى دواء ومثال يحتذى في منطقة «أخفت» تعددها الديني والطائفي والعرقي والإتني تحت جزمة الديكتاتور.

كاتبة وباحثة لبنانية

 

مظلوم في ندوة للجنة الأسقفية للحوار: يخالفون الدستور دون أي وخز ضمير السماك: نحضر لمؤتمر إسلامي في الازهر يفتي بتحريم الاعتداء على أي مسيحي لدينه

الأحد 24 آب 2014 /وطنية - عقدت اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي برئاسة المطران عصام يوحنا درويش بالتعاون مع رئيس بلدية الدكوانة المحامي انطوان شختورة ندوة بعنوان "اللجنة الاسقفية عمل في سبيل الحوار"، بمشاركة ممثل الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي المطران سمير مظلوم، ممثل طائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران كيريللس سليم بسترس، ممثل طائفة السريان الارثوذكس المطران جورج صليبا، ممثل مفتي الجمهورية المنتخب الشيخ عبداللطيف دريان الدكتور محمد السماك، ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ حسن شريفه، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن الشيخ سامي ابو المنى، النائب السابق سليم عون، ممثلة نقيب المحررين الياس عون الاعلامية ايناس مخايل، رئيس الرهبنة الانطونية الاباتي داود رعيدي، ممثل مفتي الشمال الدكتور مالك الشعار الدكتور حسام سباط، ممثل الشيخ على محمد حسين فضل الله الدكتور محمد محمود، المستشار الاعلامي السابق لرئيس الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا، رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان طلال مقدسي، الرئيس السابق لبلدية زحلة أسعد زغيب، أمين عام الحركة الثقافية - انطلياس الدكتور انطوان سيف، رئيس كاريتاس لبنان الاب بول كرم، رئيس مؤسسة اديان الاب فادي ضو، رئيس مؤسسة "لابورا" الاب طوني خضرا، رئيس المجمع العلمي العربي الإسلامي الدكتور محمد الداية، المهندس راشد صبري حماده، ممثل نادي الشرق لحوار الحضارات أوستراليا محمد صوفان، ممثلة رئيس مجلس الجالية اللبنانية في فيكتوريا الدكتور مايكل خيرالله الانسة ندى رزق، اعضاء ومخاتير بلدية الدكوانة - مار روكز - ضهر الحصين والعديد من الفاعليات الدينية والاجتماعية والاعلامية.

افتتح اللقاء شختورة بكلمة معلنا فيها "استنفارا كنسيا وروحيا ولغة واحدة لمواجهة التطرف"، ودعا الى "استئصال الاصولية مهما كان مصدرها وانتماؤها"، مستنكرا "المجازر التي ترتكب بحق المسيحيين والاقليات في الشرق الاوسط"، مشددا على "ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية والقيام بانتخابات نيابية على قانون معدل معاصِر يؤمن التمثيل الصحيح ويعطي المغتربين حق الانتخاب"، وقال: "الاجرام المتمادي للدولة الارهابية الداعشية جعلت المجتمع الدولي يعيد النظر بتموضعه الإنكفائي، وبدأت تتكون قناعة فعلية بضرورة التدخل سريعا لإنهاء هذه الظاهرة".

أضاف: "إن هذا الجو المحموم بالحرب والدم من غزة إلى سوريا والعراق، والمواقف الدولية التي تذكرنا بحرب الخليج الثانية أو الحرب الأميركية على الارهاب بعد احداث 11 ايلول 2001، وبداية تكون تحالف دولي لمكافحة الارهاب، يتلهى اللبنانيون بمن مع التمديد وبمن ضده، ومن مع اقرار السلسلة، ومن مع ادخال تعديلات عليها، للحؤول دون انهيار الوضع المالي فيما الاساس يكمن في كيفية تجنيب هذا البلد عدوى الجوار، خصوصا ان احداث عرسال دلت على وجود مخطط واضح يرمي الى توريط لبنان، وقد اسقطه الجيش اللبناني ووحدة اللبنانيين، وأما الطريق لتجنيب هذا الكأس، يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وانتخابات نيابية على قانون معدل معاصر يؤمن التمثيل الصحيح ويعطي المغتربين حق الانتخاب، وسمعنا اليوم عن تقديم نواب مشروع انتخاب الرئيس من الشعب".

وتابع: "في مؤازرة هذا الاستنفار العالمي والاصوات المنادية باستراتيجية عالمية لمحاربة داعش، شملت استنفارا كنسيا واستنكارا للمجازر التي ترتكب بحق المسيحيين والاقليات في الشرق الاوسط. لذلك برز حراك لافت لوفد بطاركة الشرق الاوسط الذين عادوا من زيارة اربيل بعد تفقد اوضاع المسيحيين وسمعوا من المسؤولين لجهة التمسك بالعيش معا او الموت معا. في ظل ما تشهده المنطقة من حملات تطهير عرقي ومذهبي، بعد احداث الموصل ونينوى وعرسال. ثمة من بدأ يستشعر الخطر المقبل والداهم على المسيحيين، ويبني على ذلك تسليحا وتحضيرا وخوفا مما هو آت خصوصا في المناطق المسيحية الحدودية مع سوريا في البقاع والشمال. احداث عرسال الاخيرة معطوفة على خلفية دينية دفع بغالبية الشارع الى التفكير الجدي بالمصير، وفي ظل سياسات دولية غربية اقل ما يقال فيها انها متواطئة وغير مكترثة حيال مستقبل من بقي من مسيحيي الشرق". وقال: "ان عدم توحد المسيحيين خلف مرشح قوي يضعفهم على مشارف خسارات سياسية جدية في ظل واقع مشرقي معقد لا يخلو من المؤامرة ضده فلماذا كل الطوائف تقف وتدعم القائد الاقوى لديهم، ونحن لا؟ ما المعيار؟ وما السبب؟ ولماذا؟ نحن نؤمن بالله الواحد، كذلك جميع الاديان، لا وجود للتجزئة عند الله ولا وجود لإله ثان، هو واحد فقط، للأمة كلها وللبشر، فتعالوا نوحد جهودنا السياسية وصلواتنا لنصل إلى لبنان الواحد أو الشرق الاوسط الواحد عبر الحوار المسيحي الإسلامي في جميع الدول العربية دون استثناء. فنكون بمنأى عن هذا الوحش الآتي الذي يقتل باسم الله والدولة الاسلامية الذي نعرف نحن ان الدين الاسلامي هو دين التسامح والمحبة والغفران وليس دين السيف القاطع والذبح جهارة واستعباد البشر".

وختم: "نقولها بالفم الملآن، لا لداعش ولا لأمثالها ولا للأصولية مهما كان مصدرها وانتماؤها بل نحن وانتم ايضا مع اقصائها نهائيا على جميع الاصعدة سياسيا، اقتصاديا، دينيا، وعسكريا. هذا هو النأي بالنفس وليس كما يدعي الاخرون، نحن دعاة حوار ويدنا ممدودة للآخر دائما، أولا عبر الصرح البطريركي كما دعا البطريرك الراعي، وثانيا عبر اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي وعلى رأسها المطران عصام يوحنا درويش، فلنستهل هذا اللقاء بالمناقشة والحوار البناء الايجابي لكي يطغي على تفكير كافة السياسيين والروحيين لكي نصل إلى نتيجة حتمية وهي خلاص لبنان من الهلاك وايصاله إلى درب الخلاص وبر الامان. عشتم، عاشت بلدية الدكوانة، عاشت اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي. عاش لبنان".

السماك

وألقى ممثل دريان السماك كلمة قال فيها: "فوجئت بهذه الدعوة إلى هذا المنبر لكن كنت اتمنى لو عرفت مسبقا بالامر، لكنت اعددت كلمة بمستوى هذا الحشد الكريم. ولكن كما يقال سأتحدث من قريبو. يعني في مجمع من هذا النوع، أن يقف مسلم يتحدث وسط جراح وآلام تصل الى السماء، من الصعب أن يجد كلمات تواسي هذه الجراح. أنا اعترف كمسلم بأن الصوت الاسلامي العربي والعالمي ايضا ليس بمستوى الجريمة التي ترتكب باسم الاسلام وبحق المسيحيين. هناك جريمة حقيقية، جماعية لا سابق لها بتاريخ المنطقة ترتكب أمام عيون الجميع. فظاعة هذه الجريمة كانت تتطلب ردود فعل عملية، ولكن ما حدث حتى الآن لم يكن بهذا المستوى. لكن أود أن أؤكد لكم أن الامر على وشك أن يتغير من أساسه. إننا نعمل على تحضير مؤتمرٍ اسلامي جامع يعقد في الازهر الشريف في القاهرة، بمشاركة اخواننا في النجف الاشرف واخواننا في القم والازهر، يكون هدفه اعلان فتوى اسلامية دينية تقول بأمرين: الامر الاول تحريم الاعتداء على اي مسيحي لدينه واعتبار الاعتداء عليه اعتداء على المسلمين، والامر الثاني اعلان فتوى دينية وليس موقفا وليس رأيا، فتوى دينية مبنية على القرآن الكريم تقول ان انتهاك حرمة اي كنيسة أو دير يعتبر بمثابة اعتداء على المساجد جميعا".

وختم: "في ضوء هذين الامرين وافق الازهر على ذلك، ووضعنا مشروع البيان الذي سوف يصدر الشهر المقبل حتى تتم عملية الدعوة، وبذلك نأمل أن نغطي التقصير في رد الفعل الذي يجب ان يكون فعالا وسريعا جدا بعد الجريمة التي ارتكبتها داعش بحق اخواننا المسيحيين في العراق وفي سائر الاماكن".

درويش

بدوره قال درويش: "باسم الآب والابن والروح القدس واقول ايضا باسم الله الرحمن الرحيم، صلاة تجمعنا معا، توحدنا، تقوينا، بها نشهد للعالم بأننا كلنا ابناء الله، اخوة واخوات نعبد الله. صلاة نرفعها اليوم ليحفظ الرب لبنان ويمنح العالم العربي السلام ويضع في قلوب سكان هذه المنطقة روح المصالحة لنتمكن من بناء عالم تسوده العدالة والاخاء. باسمي وباسم اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الإسلامي، أرحب بكم جميعا في هذا اللقاء وأعرب لكل واحد منكم، عن فرحنا وسرورنا بأن نجتمع معا حول مائدة المحبة. يصح في هذا اللقاء ما قاله صاحب المزمور " ما أجمل ان يجتمع الأخوة معا تحت سقف واحد، الأرض تهلل والسماء تبارك". هذا اللقاء لم يكن ممكنا لولا ضيافة ومحبة وكرم رئيس بلدية الدكوانة الأستاذ أنطوان شختورة، فله شكرنا وامتنانا ومحبتنا، والدكوانة صارت معه عاصمة الحوار".

أضاف: "يزيد اجتماعنا جمالا كوننا نجتمع حول "كلة سواء" فمجرد تلبيتكم دعوتنا يعني رغبتكم بأن تسكنوا المحبة في قلوبكم وتقيموا الرحمة في ما بينكم كما يقول النبي ميخا: "ما يطلبه الرب هو ان تجري الحكم وتحب الرحمة، وتسير بتواضع أمام إلهك" (ميخا 6/8). من هي اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي؟ هي لجنة انبثقت عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، تعمل بإشرافه وتنطق باسمه. هذه اللجنة تعمل بذهنية منفتحة وإيجابية لتقريب وجهات النظر بين المسيحيين والمسلمين ووضع اسس دينية واخلاقية ثابتة للعيش معا. وهي تعمل على تعزيز الحوار بين المسيحيين والمسلمين في لبنان، حول شتى الامور الحياتية التي تتناول القيم الدينية والانسانية والاجتماعية. وهي بعملها تريد ان تحقق أهداف تعريف المؤمنين في كل من الديانتين المسيحية والاسلامية بعقيدة الديانة الاخرى وأخلاقها تحاشيا للالتباس والأفكار الخاطئة، والسعي إلى تفهم الآخر وقبوله كما هو في تعاليمه الإيمانية والأخلاقية، والعمل على ابراز المبادىء الدينية المشتركة التي تشكل أساسا لعيش مشترك في وطن واحد تسوده المساواة بين جميع المواطنين، والإسهام في تحقيق اتفاق بين المسيحيين والمسلمين حول الأمور الحياتية المشتركة في المجتمع كالحرية الدينية في المعتقد والممارسة وحقوق الانسان والعدالة والسلام والزواج المختلط".

وسأل: "أيننا من الحوار المسيحي الإسلامي اليوم؟ ما يحصل في المنطقة العربية يجعل كثيرين يتساءلون عن جدوى الحوار وفائدته والأهداف التي حققها حتى الآن!... وذلك لأن الدين لم يتحرر بعد بالكامل من السياسة، وأظن أن الحوار سيبقى متعثرا ما دامت السياسة هي التي تتحكم وتتلاعب أحيانا بالدين وبرجال الدين. سيبقى الحوار متعثرا ما دام الانسان يصنع له حواجز تبعده عن الآخر وما دام يخترع له شعارات مزيفة. نحن على قناعة بأن الحروب التي تعمل اليوم على اضطهاد الأقليات الدينية في العالم تجعلنا نتمسك أكثر بالحوار لأنه الوحيد الذي يدرأ عنا الأخطار. اما سماحة المفتي المنتخب عبداللطيف دريان وممثله الدكتور محمد السماك بيننا وهو اولى بأن يكلمكم باسمه ولكنه حملني رسالة اليكم جميعا وقد زرته للتهنئة بعد ظهر اليوم، بأنه حريص على المسيحيين وعلى العيش الواحد".

وختم: "من هذا المنطلق، نحن في اللجنة الاسقفية للحوار، ندعو الجميع إلى مزيد من التعاضد في هذه الايام لنخرج معا من هذه الفترة الظلامية وندعو الى إنماء التفاهم والمحبة فيما بيننا، وبتفاهمنا نبني سدا منيعا ضد العنف الذي يمارس باسم الدين. وإلا سيحكم التاريخ علينا بأننا ابناء "زمن الرعب وزمن الذبح وزمن الارهاب". على العكس يريد ان يسمينا التاريخ، رغم المآسي التي نمر بها، بأننا من الذين صنعوا الأخوة بين البشر. أرحب بكم من جديد وأتمنى أن يكون هذا اللقاء ثمرة محبة كل واحد منكم".

مظلوم

بعد ذلك، ألقى مظلوم كلمة الراعي وقال فيها: "يسعدني ان احييكم وانتم تعقدون ندوة بعنوان "اللجنة الأسقفية عمل في سبيل الحوار" وأن أوفد سيادة المطران أخينا المطران سمير مظلوم، النائب البطريركي، السامي الاحترام، ليشارك باسمنا في هذه الندوة، وينقل اليكم تحيتنا ودعاءنا بنجاحها، ولا سيما بتحديد خطة عملها في الظروف الصعبة الراهنة التي يمر فيها لبنان والعالم العربي والاسلامي، والتي تضع على المحك مصير هذا الحوار". أضاف: "في المناسبة، أود الإعراب، باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، عن التقدير لأعضاء هذه اللجنة الأسقفية، ولنشاطاتها المتنوعة في سبيل الحوار المسيحي الإسلامي، وعن الثناء لما تقوم به من مبادرات، بالتعاون مع لجان أخرى تابعة لهذا المجلس. كما اعرب معكم عن الشكر لكل الذين يعاونون اللجنة في هذا او ذاك من المجالات، وأخص بالذكر بلدية الدكوانة بشخص رئيسها المحامي أنطوان شختورة، داعيا له ولأعضائها بدوام الخير والنجاح في خدمة الخير العام".

وتابع: "إن عمل اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الإسلامي هو في آن ضروري وشديد الصعوبة. هو ضروري من أجل حسن العيش معا والتضامن والتعاون بين المسيحيين والمسلمين، بحكم المواطنة والثقافة والحضارة والمصير، وكلها مشتركة. ومن أجل تفعيل عملكم تنهلون من تعليم الإنجيل والكنيسة، وبخاصة من المجمع الفاتيكاني الثاني، وتحديدا من الاعلان الخاص بالعلاقات مع الاديان ومن الدستور الراعوي "الكنيسة في عالم اليوم"، كما ومن الارشاد الرسولي الآخر "الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة"، للبابا بندكتوس السادس عشر. وهو شديد الصعوبة لأن واقع الحياة والتعامل على ارض الواقع، في الظروف الراهنة في لبنان والعالم العربي والاسلامي، غالبا ما لا يحترم حقوق المواطنة للآخر المختلف، ويطعن بالعيش معا، ويقوض إمكانيات التعاون والتضامن. يكفي التفكير بما تقوم به التنظيمات التكفيرية الإرهابية من تعديات سافرة على المسيحيين، وما توجه إليهم من تهديدات وإساءات، وبخاصة ما فعلت الدولة الإسلامية المعروفة "بداعش" بمسيحيي الموصل وبلدات وقرى سهل نينوى في العراق العزيز، وكيف طردتهم من بيوتهم وممتلكاتهم، فقط بالثياب عليهم من دون مال وحلى وهوية وجواز سفر، وهم حوالى مئة وخمسين ألفا. وقد زرناهم أمس مع اصحاب الغبطة البطاركة في اربيل، وتأثرنا في العمق لحالتهم المحزنة، تحت الخيم وفي الكنائس والأبنية التي ما زالت على العضم، مسنين وأطفالا ومرضى ومعوقين. ولكننا تعزينا بالإحاطة الأبوية والأخوية من المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات والعائلات التي تشملهم وتعنى بهم جميعا، وبالاهتمام بهم من قبل السلطة المدنية في إقليم كردستان. غير أننا أسفنا جدا لغياب وصمت جامعة الدول العربية والمرجعيات الاسلامية المعتدلة".

وقال: "أجل عمل اللجنة ضروري وشديد الصعوبة، وبخاصة بسبب الصراع بين السنة والشيعة من جهة، وبين المسلمين المعتدلين والمتشددين الأصوليين، من جهة ثانية. وهو صراع على أشده في بلدان الشرق الاوسط وفي لبنان، وعندنا فوق ذلك يشل الحياة الوطنية العامة، بسبب الانقسام السياسي المذهبي الذي يشطر البلد عموديا، ويبلغ حاليا إلى عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خلافا لما يوجبه الدستور على المجلس النيابي. فإذا بهذا المجلس والكتل السياسية يمعنون في مخالفة الدستور والميثاق الوطني، ويلحقون ضررا كبيرا بالبلاد والشعب، من دون اي وخز ضمير، والمواطنون صامتون، كأن لا حول ولا قوة".

أضاف: "إن اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي تجد نفسها أمام تحد كبير، وهو ايجاد المبادىء والصيغ لاعادة اللحمة وبناء الجسور بين مكونات مجتمعنا اللبناني، ونشر ثقافة العيش معا، والتعاون مع المؤسسات التربوية على حسن تربية اجيالنا الطالعة ولا سيما طلاب الصفوف الثانوية والجامعات، خلافا لما تربي عليه التيارات السياسية والحزبية من انقسامات وعداوات بين هؤلاء الطلاب، بدلا من جعل مقاعد الدراسة مكانا لبناء الصداقات ومستقبل التعاون والتطاعات المشتركة".

وختم مظلوم: "إننا نرافقكم بالصلاة والتفكير في هذا المجال، سائلين الله أن يبارك أعمال لجنتكم، ويلهمكم بأنوار روحه القدوس إلى كل ما هو حق وخير وجمال من أجل بناء مجتمع أفضل يليق بخالقه وفاديه".

 

الراعي: ندعو الكتل السياسية الى مبادرات شجاعة قبل جلسة 2 أيلول تبدأ بالتخلي عما يعيق اكتمال النصاب وانتخاب الرئيس

الأحد 24 آب 2014

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطرانان مارون العمار ويوحنا علوان والمونسنيوران فيكتور كيروز وجوزيف البواري والخوريان لويس الخوند وخليل عرب. وخدمت القداس جوقة رعية بقاعكفرا، وحضره المطران فرنسيس البيسري. كما حضر القداس الوزير السابق مروان شربل، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف ونزار يونس وجمع من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "انصرف يسوع الى نواحي صور وصيدا" (متى 15: 21)، وفيها: "هو الرب يسوع يجول في القرى والمدن، وصولا إلى منطقة الكنعانيين في ساحل صور وصيدا، ولقاؤه بالمرأة الكنعانية المميزة بإيمانهاالواعي والصامد، وشفاء ابنتها المريضة برحمته اللامتناهية، يعلمنا ثقافة التواصل والتلاقي. إيمان - ثقة من قبل المرأة ورحمة لا متناهية من قبل المسيح الإله، وهو ما زال يواصل تجواله في كل مكان، بواسطة خدمة الكنيسة التي تعلن إنجيله وتكرز بشخصه وتوزع نعمة الأسرار، وتنشر ثقافة المحبة. هدفها واحد هو اللقاء الشخصي مع المسيح، اللقاء الحقيقي الذي يحول مجرى حياة من يلتقيه، كما جرى مع المرأة الكنعانية، عندما وصل يسوع إلى نواحي صور وصيدا (راجع متى 15: 21-22)". وقال: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، وهو الأحد الأخير من فترة الصيف. فنشكر الله على هذين الشهرين اللذين قضيناهما في مقرنا الصيفي، والتقينا العديد من كهنة النيابة البطريركية ورهبانها وراهباتها ومؤمنيها. إنني أرحب بكم جميعا وبخاصة برعية السيدة بقاعكفرا فأحيي أبناءها وبناتها على رأسهم كاهن الرعية الخوري ميلاد مخلوف، ورئيس المجلس البلدي ورئيس اتحاد بلديات قضاء بشري السيد إيلي مخلوف ومختار البلدة، وجوقة الرعية التي تحيي أناشيد القداس. وأرحب بالفريق الرسولي في هذه النيابة البطريركية وبمرشده الخوري طوني آغا، وسائر الأعضاء من كهنة وراهبات وعلمانيين. كما أحيي عائلة المرحومة الدكتوره ميراي حنا رومانوس التي ودعناها معهم منذ شهر. إننا نجدد التعازي لزوجها وابنتها وابنها وأشقائها وشقيقتيها وعائلاتهم، ونذكرها بالصلاة ملتمسين الراحة لنفسها". أضاف: "نرحب بمركز الثقافة الدينية في دير سيدة طاميش للرهبانية اللبنانية المارونية، مع إعلاميي تلي لوميار، ويحملون ورقة عمل في خدمة الديموقرطية في لبنان ومبادرات تجاه مسيحيي العراق. ونحيي وزير الداخلية السابق العميد مروان شربل، والمسؤول عن القوات اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية جوزف جبيلي".  وتابع: "إن الرب يسوع بتجواله على مختلف المناطق وبآيات الشفاء، واليوم بشفاء إبنة المرأة الكنعانية، يعلمنا ثقافة التواصل واللقاء مع الجميع، على تنوع انتماءاتهم الدينية والعرقية والثقافية. هذه هي رسالة الكنيسة: أن تتواصل مع جميع الناس والفئات، ومع إنسان اليوم بكل همومه وانشغالاته وتساؤلاته، لكي تجتذب الجميع إلى المسيح".

وقال: "أفضل وسيلة للتواصل هي الحوار الذي ينطلق من الاقتناع بأن لدى الآخر المختلف شيئا صالحا يقوله، فيفسح له في المجال لإبداء وجهة نظره ومقترحاته والحلول. الحوار لا يعني التخلي عن الرأي والنظرة إلى الأمور، بل يعني التخلي عن الادعاء بأنهما الوحيدان والمطلقان". وتابع: "هذه هي مشكلة مجتمعنا اللبناني اليوم: التشبث بالرأي الشخصي والنظرة الشخصية كأمرٍ مطلق، ودعوة الآخرِ إلى السير بهما. هذا الواقع أوصل الكتل السياسية والنيابية الى مأزق عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وتعطيل النصاب في الجلسات الانتخابية. ينبغي أن يتصف الرأي والنظرة بالنسبية، وأن يتحرر صاحبها من مصلحته الخاصة ومن ذاته، لكي يتكامل مع الرأي الآخر والنظرةِ الأخرى المختلفتين، فيصار إلى صوغ الرأي الذي يجمع والنظرة التي توحد، والقرار الذي يخدم الخير العام. والآن، بعد خمسة أشهر وعشر جلسات انتخابية فاشلة، الأمر الذي يطعن في الصميم كرامة المجلس النيابي ولبنان وشعبه، فإنا ندعو الكتل السياسية والنيابية الى مبادرات شجاعة قبل جلسة الثاني من أيلول المقبل، تبدأ بالتخلي عما يعيق اكتمال النصاب وانتخاب الرئيس. والكتل أدرى بهذه العوائق الشخصية والفئوية". أضاف:" في لقائه مع المرأة الكنعانية، بدا يسوع قاسيا في طريقة تواصله، كاشفا بذلك عن أسلوبه الخاص. نعتقد أنه أراد أن يظهر للجمع المرافق عظمة إيمان تلك المرأة، وهي كنعانية - فينيقية لا يهودية. عرف الرب إيمانها المميز من مناداتها باسمه البيبلي، بحسب نبوءات الأنبياء غير الكنعانيين: "إرحمني يا سيدي يا ابن داود، إن ابنتي يعذبها شيطان ويضنيها"(متى 15: 22). أدركت المرأة بإيمانها العفوي أن يسوع الناصري هو المسيح، إبن داود، المنتظر، الذي تنبأ عنه أشعيا بأنه يفتح عيون العميان وآذان الصم ويشفي المرضى (راجع الفصل 53)، فآمنت به حاملا رحمة الله، وأتت كلماتها منتقاة حقا".

وقال: "أراد يسوع أن يمتحن إيمانها وأن يكشفه للحاضرين ويمتدحه أمامهم. فتصرف معها بالشكل الذي سمعناه، وكان مسيئا. بدأ بعدم الاكتراث لها، ثم ميز بشكل عنصري بينها وبين اليهود، إلى أن وجه إليها كلاما جارحا للغاية، بقوله: "لا يحسن أن يؤخذ خبز البنين ويرمى إلى جراء الكلاب"(متى 15: 26). أما هي، وبفضل إيمانها الواعي والصامد والمحب، أجابت بكلام شديد التهذيب والتواضع: "نعم يا سيدي، وجراء الكلاب تأكل الفتات المتساقط عن مائدة أسيادها"(متى 15: 27). جواب إيماني صاف كان يتوقعه يسوع. فامتدح إيمانها وقال: "عظيم إيمانك، أيتها المرأة! فليكن لك ما تريدين"(متى 15: 28).

أضاف: "تصرف يسوع القاسي مع إيمان المرأة يسمى "محنة الإيمان". فالإيمان الحقيقي والسليم هو الذي يمتحن بالصعوبات: مرض، فشل، فقر، صعوبات زوجية وعائلية، حرب، تهجير، نزوح، اعتداء، وفاة شخص عزيز.الإيمان يكبر ويصمد وينمو عبر صليب المحن والمصاعب . يشبه إهمال يسوع للمرأة الكنعانية صمت الله الذي نناجيه بالصلاة، من وسط المحنة، وكأنه غائب، لا يسمع، ولا يشعر. فلا بد من الثبات على الإيمان بوطيد الرجاء بأن الله يتدخل ساعة يشاء، وبأن تدخله يؤول دائما لخير الذين يتقونه (راجع روم 8: 28)".

وتابع: "محنة الإيمان يعيشها المرضى والمظلومون والنازحون والمهجرون، وبخاصة مسيحيو الموصل وبلدات وقرى سهل نينوى في العراق، الذين طردهم تنظيم "داعش" المعروف بالدولة الإسلامية، وعددهم مئة وخمسون ألفا. لقد زرناهم الأربعاء الماضي، كما تعلمون، مع عدد من البطاركة، باسم بطاركة الشرق الكاثوليك والأورثوذكس، في مدينة أربيل بضاحيتها عين كاوا المسيحية، في إقليم كردستان. هناك التقيناهم حيث يعيشون باكتظاظ في الكنائس وداخل قاعاتها وتحت الخيم في ساحاتها وبالقرب منها، وفي هياكل أبنية غير مكتملة. ورأينا الاساقفة والكهنة والاكليريكيين والراهبات والمتطوعين يعيشون معهم ويخدمونهم بشكل منظم في أكلهم وشربهم ومداواة مرضاهم. شعب يقبل واقعه بالألم والصبر والصلاة، وثقتهم كلها بالكنيسة كجسر خلاص وعودة الى بيوتهم وممتلكاتهم. والتقينا المسؤول عن الإيزيديين وقدمنا مساعدة مادية لهم، وقد قتل تنظيم داعش العديد منهم، وسبى نساءهم. وما زال معظمهم يعيشون في العراء في جبل سنجار".

أضاف: "أعربنا في زيارتنا عن تضامننا الكامل مع الجميع، روحيا ومعنويا وماديا، والتقينا رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البارزاني، ورئيس الحكومة السيد نجرفان البارزاني، فشكرناهما على حسن الاستقبال للنازحيين، وقدمنا لهم مطالبهم ونحن على أبواب الشتاء والمدارس والجامعات. وأطلقنا نداء الى الأسرة الدولية نجدده معكم اليوم من هنا، ضامين صوتنا الى صوت قداسة البابا فرنسيس وهو:

اولا: أن تتعاون الأسرة الدولية مع السلطات العراقية والكردية وجيش إقليم كردستان "البشمركة"، بتغطية جوية وسلاح متطور، من أجل تحرير الموصل وآبار النفط وبلدات وقرى سهل نينوى من سيطرة تنظيم داعش - الدولة الاسلامية والتنظيمات الإرهابية التكفيرية المماثلة.

ثانيا: أن تصدر عن منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن قرارات تدين بالمطلق هذه التنظيمات الإرهابية التكفيرية، وتوجب على الدول التي تمولها وتمدها بالمال والسلاح الكف عن هذا العمل المدان، تحت طائلة المسؤولية، وتعيد المسيحيين والإيزيديين والأقليات إلى أراضيهم وممتلكاتهم، وتحمي وجودهم الأمني وحقوقهم العائدة لهم بحكم المواطنة.

ثالثا: أن تتولى منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إعادة ترميم البيوت والكنائس والمؤسسات التي خربها تنظيم "داعش" وأعوانه، لكي يتمكن المسيحيون وسواهم من العودة إليها والعيش فيها بكرامة، وإقامة مشاريع إنمائية توفر فرص عمل لهم، فلا يضطرون إلى الهجرة والتخلي عن ثقافتهم وحضارتهم ورسالتهم المسيحية التي يحتاج إليها العالم العربي اليوم أكثر من أي يوم مضى. لذلك ينبغي على الدول الصديقة أن تحافظ على الوجود المسيحي في العراق وسوريا وفلسطين"

وتابع: "أما ما أوصانا به مسيحيو العراق، وقد عبروا عن همهم، هو: المحافظة على لبنان في عيشه المشترك المتوازن والمتساوي بين المسيحيين والمسلمين، وفي صيغته الميثاقية القائمة على التنوع في الوحدة، كنموذج للبلدان العربية، وكضمانة للوجود المسيحي فيها. وكم شددوا علينا العمل مع الكتل السياسية والنواب على انتخاب رئيس للجمهورية، يضمن وحدة لبنان، ويعيد الحيوية إلى مؤسساته الدستورية. فهل يشعر هؤلاء المسؤولون عندنا بخطورة الحالة الاقتصادية والمعيشية والأمنية الآخذة في التردي والتي تنذر بأخطر العواقب بسبب شلل المؤسسات العامة وحالة الإهمال واللامسؤولية من قبل المسؤولين السياسيين؟"

وختم: "إننا نصلي لكي يمس الله ضمائر المسؤولين السياسيين ونواب الأمة، فيدركوا جسامة الأمور وخطورتها. ونلتمس نعمة الإيمان، الذي تحلت به المرأة الكنعانية لكي نلجأ كلنا إلى المسيح طالبين الشفاء من أمراضنا الروحية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية، رافعين نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل البطريرك الراعي المشاركين في القداس، كما التقى الوزير السابق مروان شربل، رابطة آل طوق برئاسة الاستاذ انطوان مالك طوق، مسؤول القوات اللبنانية في الولايات المتحدة الاميركية جوزيف جبيلي، المهندس نزار يونس والشاعر ميشال جحا.

 

ما هي الايزيدية؟ من هم الايزيديون؟

ثلاثية الايزيدية: أعداء للخس أصدقاء للأفعى لا يعادون الشيطان

http://eliasbejjaninews.com/2014/08/24/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9%D8%9F-%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%9F/

ايلاف/23 آب/14

الايزيدية

ما هي الايزيدية؟ من هم الايزيديون؟

هناك نظريات مختلفة عن طبيعتهم، لكن هناك اجماعاً على انهم أكراد، من سكان شمالي العراق المتداخل احياناً مع ايران، قريبون من الزرادشتية، اختاروا في دياناتهم عقائد من كل الاديان والمذاهب.

نشرة ((ايلاف)) أجرت حواراً مع كاتب ايزيدي هو سليمان العدوي تحدث فيه عن هذه الديانة بالتفصيل:

الأيزيديون بقايا ديانة قديمة تمركزت شمال بلاد وادي الرافدين، أطلقت عليها تسميات عدة، خصوصاً بعد مجيء الشيخ عدي بن مسافر. ومن هذه التسميات الداسنية والهكارية والعدوية وغيرها. ويقدر تعداد اتباع الايزيدية في العالم اليوم بحوالى مليون شخص أو اكثر قليلاً. يعيش نصفهم تقريباً في العراق، أغلبهم قرب مدينة الموصل، في بلدات الشيخان وبعشيقة وبحزاني ومنطقة سنجار وفي دهوك ومناطق سميل وزمار والقوش. تعيش مجموعات صغيرة في ديار بكر وماردين بتركيا، وفي منطقة حلب وعفرين والقامشلي بسورية، وفي منطقة خوي بإيران، وفي الهند وجورجيا وأرمينيا. كما توجد أعداد كبيرة منهم في اوروبا، خصوصاً في المانيا والسويد والدانمارك, وكذلك في روسيا وفي أميركا. يرتدون زياً رجالياً في بعض المناطق قريباً من الزي العربـي، وتشبه ازياؤهم النسائية الازياء السريانية. ثمة من يقول ان اصولهم آشورية بسبب وجود تماثيل ورموز تشابه ما هو موجود في الديانة الآشورية القديمة، وبسبب تمركزهم حول نينوى، عاصمة الآشوريين الأثرية القديمة. اما لغتهم فهي الكردية، مع اتقان العربية، خصوصاً بين ساكني بعشيقة وبحزاني.

ما ديانة الايزيدي؟

التوحيد هو احد الاسس الثابتة في فلسفة الدين الايزيدي. والأيزيديون لا يعتقدون بوجود الارواح الشريرة والعفاريت والشياطين والابالسة، لأنهم يعتقدون أن الاقرار بوجود قوى أخرى تسيّر الإنسان تبرير لما يقوم به البشر من افعال، الإنسان في العقيدة الايزيدية هو المسؤول الاوحد عما يفعله، وليس الجن أو الارواح الشريرة. والايزيديون يعتقدون بـطاووس ملك، وهو رئيس الملائكة في الثنائية المتجسدة في وحدة الله الواحد الأحد، إضافة الى وجود تمثال لهذا الطاووس يتبركون به. ولهم كتابان مقدسان هما الجلوة ومصحف رش. تعددت القصص حول مصير هذين الكتابين على الرغم من أن الثابت انهما كانا في لالش، بمرقد الشيخ عدي بن مسافر، مكتبة ضخمة تضم مخطوطات وكتباً قديمة وقيمة، وقد تعرضت للتلف والتمزيق والحرق نتيجة الظروف القاسية التي مرت على الأيزيدية، جراء الحملات العسكرية وحملات الإبادة الجماعية المتعددة، والتي سميت بالفرمانات، والغزو والاستباحة والقتل والتدمير المتكرر.

القبلة لدى الايزيديين هي الشمس، باعتبارها اعظم ما خلقه الله في الكون، حيث يتوجه الايزيدي اليها لأداء دعائه عند الشروق والظهيرة والغروب بكل خشوع، حافي القدمين، رافعاً يديه إلى السماء، واقفاً في مكان نظيف بعد أن يغتسل جيداً بالماء.

يوم الاربعاء يوم مقدس عند الايزيدين، لا يجوز الزواج فيه. ولشهر نيسان/أبريل قدسية خاصة، فيه يتم إشعال البخور والقناديل، خصوصاً ليلة الاربعاء وفي الاعياد والمناسبات الدينية الاخرى.

مقدسات ومحرمات

# هل لديكم اماكن ورموز مقدسة؟

- نعم. لدينا وادي لالش في العراق، يحج اليه الايزيديون من كل مكان في العالم. كما أن تعميد المولود الايزيدي واجب، يتم في ماء من منبع يسمى عين البيضاء، مع التبرك ببركات الشيخ عدي، وهي كرات صغيرة مصنوعة من تراب لالش مخلوطة بالحليب، وارتداء طوق خاص يسمى بطوق ايزي.

دفن الموتى عند الايزيدية يشبه دفن الموتى عند المسلمين، على أن يكون وجه المتوفى موجهاً للشمس. والمحبب أن تكون القبور غير ظاهرة وغير مبالغ ببنائها. أما طقوس الدفن فهي تراتيل خاصة وعزف ديني على آلات دينية خاصة يؤديها رجال الدين القوالون في دار المتوفى أو في المقبرة الخاصة بالعائلة، بالإضافة إلى قراءات دينية اثناء الدفن.

# ما هي الممارسات التي يختص بها الايزيديون دون غيرهم؟

- هي الابتعاد عن ذكر كلمات الشيطان والشط والنعل، والامتناع عن أكل الخس والملفوف وغيرهما، وعدم حلاقة الشاربين وارتداء الملابس البيضاء.

من أين أتت تسمية الايزيدي أو الايزيدية؟

ربما هي أشورية، فمقطع (إز) يعني أنا، و(إزدا) تعني الخالق أو الذي خلقني، ومن هنا أتت تسمية (الإزيدية) أي الذين خلقهم الله (خدا). إن (الإزيديين) لم يكونوا يوماً ما طرفاً في الصراع الفكري حول مأساة الامام الحسين بن علي (عليهما السلام)، ولم يُقحموا في هذه المعمعة إلا في العقود الأخيرة. (حيث يزعم انهم من أتباع يزيد بن معاوية الذي أمر بقتل الحسين، وهذا ما لم يثبت صحته أبداً).

ميزات الأيزيدية

ما الذي تتميز به هذه الديانة ؟

الأيزيدية ديانة تأملية تمر بثلاث مراحل من خلال ما يمارسه أبناؤها من طقوس.

المرحلة الأولى، تقديس مظاهر الطبيعة (خداناً) أي صاحباً، حيث للشمس (خدان والقمر، المطر، الهواء) حيث الاعتقاد إن لكل مظهر من مظاهر الطبيعة الولادة، والموت، وكل الظواهر الأخرى.

المرحلة الثانية تتمثل بالاهتداء إلى الإله الواحد، وذلك في عهد أبي الأنبياء إبراهيم الخليل (ع)، فقد توصلوا إثر تأملهم إلى عقيدة مفادها أن الذي خلقني والذي خلق نفسه (خداً) كلاهما الخالق وهو الله، ومن هنا أتت تسميتهم بالإيزيدية أي الذين خلقهم الله،.

أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الانعطاف المهم الذي حصل بمجيء الشيخ عدي بن مسافر من بيت فار (بعلبك) في الشام إلى لالش. هذا العارف المشهور هو مجدد الإيزيدية، ألبسها لباس الخرقة والتصوف والعرفان وأوجد طريقة توفيقية فيها القديم والجديد. وهنا كان الالتباس في فهم هذه العقيدة وأضحى من الصعب فرز الجذور القديمة مما أضافه في الظاهر الشيخ عدي إلى الديانة الإيزيدية.

نسمع كثيراً عما يعتقده الايزيدي، فهل من نبذة عن هذا الاعتقاد؟

الأيزيديون يعتقدون بوجود سبعة ملائكة خلقوا من نور الله وأن (طاووس ملك) هو رئيس الملائكة وأمين الله، وان قصة الخلق وآدم وحواء وابراهيم الخليل ونوح وغيرها مشابهة لما هي عليه في بقية الاديان. لهم صلواتهم وهي باللغة الكردية. ويحجون إلى لالش (المثرائية) في عقيدتهم ومضمونها تأكيد لوحدانية الله، وقبلتهم الشمس (نور الله) وبهذا يماثلون المقدسة شمال الموصل، حيث فيها مراقد الكثير من أوليائهم، وتجري فيها أهم طقوسهم الدينية. يؤمنون بأن الخير والشر مصدرهما واحد ويتحكم بهما الله عز وجل، ولكنه خلق في ذات كل إنسان قوتين، قوة الخير (العقل) وقوة الشر (النفس)، وهو مخير، وفي الوقت نفسه يحاسبه الله يوم مماته على ما ارتكب من أخطاء وآثام. ومن الجدير بالذكر أن الديانة الأيزيدية ليست ديانة تبشيرية، فالإيزيدي هو الذي ولد من أب أيزيدي وأم أيزيدية. ينقسمون إلى طبقات دينية ثلاث، هي الشيخ والبير والمريد. لا يجوز التزاوج بين هذه الطبقات، ولا يجوز زواج الايزيدي من غير الأيزيدية. وأخيراً يؤمنون بالحلول والتناسخ، فالروح من نور الله خالدة أزلية تنتقل من بدن إلى بدن آخر وبإرادة إلهية عظيمة.

أعيادهم

ولدى الايزيدية جملة أعياد، بعضها مرتبط بالظواهر الطبيعية وأخرى مرتبطة بالمناسبات الخاصة. ومن هذه الأعياد عيد صوم إيزي، منتصف كانون الأول/ديسمبر. ففي هذا الوقت من السنة، حين يكون اليوم أقصر أيام السنة، فإن الإزيديين يصومون إلى الله ثلاثة أيام متضرعين الى الباري أن يفرج عن الشمس ويكون اليوم الرابع يوم عيد. والعيد المهم الآخر هو عيد رأس السنة الإزيدية ويصادف أول أربعاء من شهر نيسان/ابريل الشرقي، حين تجري مراسيم وطقوس متعددة ويشاركون فيه الطبيعة بجمالها وخصوبتها. وتتبع هذا العيد الطوافات وهي اشبه بالمهرجانات والاحتفالات العامة، وتشمل كافة القرى الايزيدية وبالتتابع. ومن الأعياد الأخرى عيد مربعانية الصيف، وتجرى طقوسه في لالش، وعيد جه ما أي الجماعية، حين يجتمع الإزيديون في لالش أيضاً وتجري مراسيم وطقوس خاصة منها ذبح ثور وتقديمه قرباناً للإله، ومدته سبعة أيام.

خصوصيات وروابط

هل تعتقد أن الدين الايزيدي يمتلك خصوصية لا يعرفها الآخرون عنه؟

ما من دين جهله الناس واختلفوا في شأنه وظهوره ومعرفة أصله كالدين الأيزيدي، وتُعزى أسباب ذلك الى كون الأيزيدية ديانة غير تبشيرية قليلة الاحتكاك بالعالم الخارجي، تمارس طقوسها الدينية بعيداً عن الآخرين. وهذا ما دفع البعض إلى أن ينسجوا حولها الأساطير والألغاز البعيدة عن الواقع. ويضاف إلى ذلك، عدم تسجيل نصوصها الدينية وطقوسها وأصولها وعدم إطلاع الغالبية العظمى من الكتاب على ماهية هذا الدين، وقلة التحريات والتنقيبات الأثرية في مناطق سكن الأيزيدية لمعرفة بعض جوانب تاريخهم المغيب، وغياب التسامح الديني بشكل عام والخوف من الاضطهاد.

هل للديانة الايزيدية علاقة بالأديان الآخرى، أي تتشابه معها في أشياء معينة؟

كون الديانة الايزيدية من بين الديانات القديمة في منطقة وادي الرافدين والهلال الخصيب، تطرح فرضية وجود قرائن وعلاقات متعددة الجوانب بين الديانات العراقية القديمة كالسومرية والبابلية والآشورية من جهة، وبين الديانة الأيزيدية من جهة أخرى. ويمكن حصر جوانب الصلة بين الأيزيدية والديانات المذكورة في بعض الطقوس والاحتفالات والأعياد وخصوصاً عيد رأس السنة الذي يصادف يوم الأربعاء الأول من شهر نيسان/أبريل، وكان يسمى بعيد (أكيتو) عند السومريين و(سرصال) عند البابليين والأيزيديين، وكذلك مهرجانات الربيع (إحتفالات آلهة المدن) ويسمى عند الايزيديين (الطوافات). ومثلما كان الحال عند البابليين، يحرم الأيزيديون الزواج والعمل وغسل الملابس والجسم وحلاقة الرأس وحرث الأرض يوم الأربعاء ويحرمون الزواج في شهر نيسان/أبريل، كما كان قبلهم السومريون إذ كان يحتفل بزواج الإله (ننجرسو) بالالهة (باو) في مدينة جرسو. وهناك التقارب الكبير بين الإله آنو السومري والإله نابو البابلي وطاؤوس ملك الأيزيدي في الإله الواحد الذي تتجسد فيه قوى الخير والشّر، وفي الإرتباط بقضايا التنجيم والفلك وفي اعتبار يوم الأربعاء رمزاً لطاؤوس ملك، ونابو، وآنو. كما تلعب الأفعى دوراً كبيراً في ميثولوجيا الأيزيدية وكذلك في ميثولوجيا الشعوب المختلفة وهي موجودة في معظم مراقدهم. وتحتوي الأحاديث التي تروي عن الحيّة تناقضات الحياة والموت، وترمز للخير والشّر في آن واحد وتعبر عن الحكمة والدهاء. أما التراتبية الدينية والالتزام بمبدأ الوراثة في المراكز الدينية فهي واحدة في الأيزيديين والبابليين.

 

 من هجمات سبتمبر إلى ذبح فولي.. الفكرة حية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 بعد إهمال وتجاهل، كبر تنظيم القاعدة بهجومه على الأراضي الأميركية في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، ليبدأ تاريخ «الحرب على الإرهاب».

وها هو تاريخ جديد على وشك أن يبدأ، بعد أن هزّ العالم خبر ذبح تنظيم داعش للصحافي الأميركي جيمس فولي. فالحدث يؤذن بالمزيد من الجرائم على أيدي وسكاكين داعش. وسينجح في استنهاض القوى المعنية من جديد، الغربية ودول المنطقة، لأنها هي الأخرى مهددة من قبل التنظيم والمتعاطفين معه. وبين التاريخين، 11 سبتمبر و20 أغسطس (آب)، نحو 13 عاما من أكبر الحروب في التاريخ ضد جماعات متمردة. استخدمت فيها المواجهات العسكرية، والملاحقات الأمنية، والجوائز المالية، والحجز على حسابات بنكية، والبروباغندا الإعلامية. مع هذا كانت فاشلة، رغم قتل وأسر معظم القيادات الرئيسة لتنظيم القاعدة. الكثير منهم ماتوا، أو حبسوا، لكن الفكرة استمرت تنمو. إذن، عدونا ليس القاعدة ولا داعش والنصرة، بل الفكرة نفسها. فكرة التطرف الديني التي هي مصدر الإلهام والطاقة، وهي سبب ظهور أبو بكر البغدادي، زعيما لداعش كما كان القتيل أسامة بن لادن زعيما للقاعدة. والفكرة هي وراء عشرات الآلاف من الشباب الذين تقاطروا على سوريا والعراق مستعدين، بل راغبين، في الموت.

حربنا، حرب العالم، مسلمين وغيرهم، هي ضد الفكرة الشريرة. القاعدة فكرة، وكذلك داعش. ليست جيشا، ولا خريطة، ولا نفطا، بل فكرة قيام جماعة «مقدسة» باسم الله تحكم، وإليه تتقرب بالمزيد من القرابين من البشر. وحتى لو نجحت القوات الأميركية أو العراقية أو العشائر في قتل البغدادي، ومنافسه الجولاني، والعشرة آلاف إرهابي الذين يتبعونهما، فإن عودة القاعدة إلى الحياة من جديد تحت عنوان جديد أمر شبه أكيد. نحن في صراع مع التطرف، لم يتوقف منذ استيلاء آية الله الخميني على الحكم في إيران، واحتلال جهيمان الحرم في مكة المكرمة عام 1979.

التطرف مرض ينخر المنطقة العربية، والكثير من الدول الإسلامية، ومجتمعات الأقليات المسلمة في أوروبا وحتى في الصين. إنه حالة مرضية مثل إيبولا، لا يكفي التخلص من المرضى بل تجب محاربة الفيروس. داعش، وقبله القاعدة، ليس خطرا فقط على الغرب وأتباع الديانات الأخرى، بل معظم ضحاياه هم مسلمون، ومعظمهم سنة. وبالتالي، يظل العبء الأكبر في الجولة الجديدة من الحرب على الإرهاب، يقع على كاهل الدول الإسلامية، حكوماتها ومثقفيها. وأنا واثق أنه في حال خنق مصادر الفكر المتطرف، علما وإعلاما ومالا، فإنه سينتهي ولن يولد من جديد لمائة عام. إنما لا يزال العالم الإسلامي يرفض الاعتراف بمشكلة التطرف المتغلغلة في داخله، من جانب يحاربها أمنيا ومن جانب آخر يحاول إلقاء التهم على الآخرين، بدلا من أن يعترف بأنه مريض ويحتاج إلى علاج قاس وطويل. فيروس التطرف متغلغل في جسد الثقافة والمجتمع، وبسببه كثيرون يسيرون، مثل مغسولي الدماغ، في شوارع مدنهم محقونين بالفيروس، يرددون نفس الأفكار، ويدافعون عن المتطرفين، مستعدين لنشر تعاليمهم، وهكذا كلما قتلت قوات مكافحة الإرهاب مائة ولد ألف مثلهم.

 

قرار سياسي إيراني لحسم مصير التفاوض

ثريا شاهين/المستقبل

على الرغم من المستجدّات في المنطقة ذات الصلة بما يقوم به تنظيم «داعش» وما يعتبره المجتمع الدولي من أنّ مكافحته ومكافحة دولته أولوية، إلاّ أنّ الاهتمامات تبقى منصبّة على مصير التفاوض الغربي مع إيران كونه يشكّل مسألة مفصلية في ما ستؤول إليه ملفات المنطقة والوضع الإيراني وانعكاساته الاقليمية، وعلى مسار العلاقة الأميركية الإيرانية.

وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع أنّ التفاوض في المرحلة المقبلة يستمر على مستوى الخبراء، إلى أن ينعقد على مستوى وزراء الخارجية في تشرين الثاني المقبل، بعدما تم تمديد التفاوض 4 أشهر وفي اطار تجديد العمل بالاتفاق الأوّلي بين دول الـ5+1 وإيران ستة أشهر. التفاوض إذاً سيُستأنف نظراً لوجود خلاف أساسي وجوهري بين الطرفين متعلق بمستقبل البرنامج النووي الإيراني وعدم قبول طهران التخلي عنه. في حين أنّ الغرب يريد منها التخلي عنه نهائياً الآن، ومستقبلاً.

إنه قرار سياسي كبير يجب أن تتخذه إيران، وفي تشرين الثاني يحسم الأمر، وتحسم العقد الكبرى التي حالت دون توقيع اتفاق ما قبل 20 تموز الماضي.

القرار السياسي الإيراني الذي يجب أن يتخذ هو إمّا التنازل عن البرنامج نهائياً أو القبول بالوضع الحالي الذي تعاني منه. السؤال الذي يُطرح في الداخل الإيراني هل رفع العقوبات أفضل أم البقاء على العقوبات؟ يجب أن تقيم مقارنة بين استمراريتها في امتلاك السلاح النووي أو العمل للوصول إليه، أو التخلي عنه، مع إبطال العقوبات الدولية والعزلة التي تعاني منها. كل قرار يتطلب مواقف، فضلاً عن الغرب أيضاً أمامه قرار مصيري، إمّا التفاهم مع إيران حول البرنامج لإزالته ورفع العقوبات أم عدم اللجوء إلى ذلك، والمقارنة بين الأفضل والأسوأ. الأشهر الأربعة تقريباً، مرحلة حاسمة، إمّا أن يفشل التفاوض نتيجة عدم تقديم التنازلات المطلوبة من الفريقين، ويفشل معه إمكان استمرار الاتفاق المبدئي سارياً نظراً إلى القدرة على تمديده مرّة واحدة وقد تمّ تمديده. مع الإشارة إلى أنّ الغرب لا يريد فقط إزالة البرنامج الإيراني النووي حالياً، إنّما إزالة قدرة إيران على امتلاك القنبلة النووية مستقبلاً وفي أي وقت لاحق.

ملفات المنطقة في هذه المرحلة من التفاوض ستبقى تراوح مكانها. إذ لا تفاوض على قضايا المنطقة بين الغرب وإيران. ولن تكون هناك مفاوضات حول تلك القضايا بشكل جانبي لحل الأزمات العالقة، لإرساء حل نهائي لها، مثل ملفات لبنان وسوريا والعراق وغيرها، في انتظار إرساء الحلول النهائية بعد إنجاز التفاوض واتضاح صورة المرحلة المستقبلية. إنّما هذا التوجّه، لا يعني أن لا حلول يمكن أن يتوصّل إليها الأطراف الداخليون في ما بينهم، حيث انه لا يستبعد أن يبدي بعض هؤلاء مرونة أو تعاوناً لحلحلة أمورهم الأساسية العالقة في ظل وضع ملتهب تعيشه المنطقة، وتلافياً لأي انعكاس سلبي له على وضعهم. أي انه يمكن للأطراف التوصّل إلى حلول لقضايا محددة، إنّما من غير الوارد التوصّل إلى حلول نهائية حالياً، فقط مبادرات موضعية. مثلاً في العراق تم انتخاب رئيس للجمهورية وتمت معالجة القضية الكبرى وهي إيجاد رئيس حكومة حظي بتقاطع إيجابي بين واشنطن وإيران والخليج، حافزه الأساسي، خطر «داعش» وضعف سلطة الدولة العراقية وهو ما لا يجب استمراره. إنّما لا يعني ذلك دخول العراق مرحلة حل نهائي. ومن الممكن ان تقوم الأطراف في أي ملف إن بالسعي لمصلحتها فتحل قضايا ضمن حدودها. والحلول الكبرى تبقى معلقة لا سيما وأن ليس هناك ما يؤكد، وفقاً للمصادر، انه في حال تم التوقيع على الاتفاق النهائي لإزالة البرنامج النووي الإيراني ورفع كامل العقوبات الدولية عن إيران، انّه في اليوم التالي سيجتمع الغرب أو الأميركيون تحديداً مع إيران، ويحلّا مشاكل المنطقة. معاهد أبحاث أميركية بدأت تقول إنّه لا يجب أن يتم توقيع اتفاق نهائي مع إيران، قبل الاتفاق على دورها في المنطقة وطبيعته. والسبب أنّه من غير المؤكد، بعد الاتفاق النهائي مع إيران ورفع عزلتها الدولية، خصوصاً إذا ما أدّى ذلك إلى زيادة قوّتها وتعزيزها، القدرة على الاتفاق معها على ملفات المنطقة، وان ذلك ليس مضموناً.

حتى الآن الغرب كما طهران، لا يريدان البحث في قضايا المنطقة أثناء التفاوض حول النووي. الغرب يعتبر ان الملف النووي معقّد في التفاوض إلى درجة كبيرة، وأن تعقيداته لا يمكن ربطها بمشاكل المنطقة وملفاتها فتزداد الامور تعقيداً، وإيران مع هذا التوجّه.

ملفات المنطقة تحتاج إلى سنوات للحل، إن في سوريا أو العراق. الآن لا يوجد حل سياسي مطروح على الطاولة أو يتم التفاوض حوله بشكل جدّي.

في لبنان تبدي بعض الأطراف الداخلية استعدادات للحل عبر طروحات وسطية في مجال الاستحقاق الرئاسي، لكن حتى الآن هناك مراوحة سائدة والافق غير واضح.

 

الحرب على داعش: تحالف الضرورة أم باب للتسويات؟

جورج سمعان/الحياة

الإثنين، ٢٥ أغسطس/ آب ٢٠١٤

الحرب الكونية على «داعش» لا تكفي. والتفويض إلى أهل المنطقة الانخراط الميداني لدحره دونه عقبات. ليس أولها تبديل السياسات والتحالفات والعلاقات وليس آخرها تحديد الأحجام والأدوار. الحوار قائم بين جميع المعنيين بالنظام الإقليمي على صفيح لاهب. وكلما تقدم ازداد سعيره. وتشعبت عناصره وتداخلت فيه عناصر جديدة. نجحت «دولة أبي بكر البغدادي» في تحريك كل أزمات الشرق الأوسط دفعة واحدة. وبقدر ما أربكت جميع اللاعبين استدرجتهم إلى أرض الواقع. كأن كل ما كان قبلها أوهام أو أضغاث طموحات، وحسابات غير دقيقة في أقل تقدير. وكل ما سيكون بعدها صورة مختلفة تماماً إذا قيض لهذه الحرب أن تكون مختلفة عن الحروب السابقة على الإرهاب.

الرئيس باراك أوباما في آخر عهده يواجه ما واجه سلفه جورج بوش الإبن في مطلع ولايته الأولى. ضاق الرئيس الأميركي السابق ذرعاً بالمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية التي صرف عليها سلفه بيل كلينتون بلا جدوى الكثير من الوقت، وأهدر جل ديبلوماسيته لا أي عائد. قرر رفع يده والانعزال عن شؤون المنطقة. لم يطل مقامه في عزلته. أخرجته «غزوتا نيويورك وواشنطن» إلى الشرق الكبير. شن حروبه الاستباقية من أفغانستان إلى العراق وطارد جماعات «القاعدة» في بقاع واسعة. ودفعت الولايات المتحدة ما دفعت من عديد جيوشها واقتصادها. وعندما اختار الأميركيون أوباما عولوا عليه لإعادة أبنائهم من الخارج وإخراجهم من أزماتهم الاقتصادية. لكنه بالغ في الانعزال إلى حد الاستقالة من أي دور فاعل في إدارة شؤون العالم. اعتمد على ما يسميهم «الشركاء» والقوى الدولية والإقليمية الكبرى. تعامى عما يجري في العراق وسورية وليبيا. وها هو اليوم يواجه التحدي الذي واجه بوش الإبن. عادت جماعات الإرهاب أقوى مما كانت عليه في العقدين الماضيين. من أفغانستان وباكستان إلى العراق وسورية واليمن وليبيا ودول الصحراء ووسط أفريقيا. وهي تستدرجه إلى الميدان.

بدا انعزال أميركا ترفاً لا يليق بالقوة العظمى. غضت إدارة أوباما الطرف عن «داعش» طويلاً حتى أعلنت هذه الحرب على أميركا مباشرة. لم تجتح المحافظات السنية فحسب. تقدمت نحو عاصمة كردستان، الحليف الوثيق والموثوق به للولايات المتحدة. وعرض حياة أميركيين مقيمين في إربيل. ورفع التحدي بذبح الصحافي جيمس فولي، مهدداً بالمزيد من الوحشية. باتت المواجهة مفتوحة على شتى الاحتمالات. وستكون أكثر تعقيداً من الحروب الاستباقية. ولا نتائج مضمونة مهما استدعى مسرح العمليات من دول بعيدة وقريبة. سياسة الحرب الميدانية لم تفلح في العراق على رغم وجود أكثر من مئة ألف وخمسين ألف جندي أميركي. ولم تفلح في أفغانستان على رغم حشد من القوات الدولية. استطاع الإرهاب جر الجميع إلى حرب استنزاف. ولم تثمر الغارات الجوية وطلعات الطائرات بلا طيار في تغيير الواقع على الأرض. أما إخلاء الساحة للقوى المحلية فقاد إلى ما هو أسوأ. من شرق أفريقيا إلى كابول.

دروس التجارب الماضية الحاضرة اليوم لا تشي بأن الحرب الكونية على «الدولة الإسلامية» ستضع أوزارها سريعاً بالقضاء على هذه الدولة. العناصر والقوى التي تدفع إلى التحالف الدولي الذي يتشكل لمواجهة «داعش» لكل منها حسابات ومصالح وتطلعات وشبكة من العلاقات لا تلتقي بالضرورة بل تتقاطع هنا وتتصادم هناك. تعاونت أميركا مع إيران في الحرب على أفغانستان ثم في العراق لإطاحة نظام صدام حسين. لكنهما سرعان ما افترقتا وتصارعتا ولا تزالان. وإذا كانت الحرب على «دولة أبي بكر» في العراق وسورية تستدعي التعاون مع طهران ومع النظام في دمشق، فلا شيء يؤشر إلى أن هذا التعاون سينسحب على كثير من القضايا والأزمات والملفات. وإذا كانت تستدعي تلاقي الخصوم الإقليميين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى دول الخليج وغيرها، فإن هذا التلاقي ليس نهائياً. ثمة ملفات وقضايا أخرى تستدعي حوارات ليست باليسيرة.

الحرب على «داعش» لن تكون عسكرية فحسب. إنها سياسية بامتياز. ولن تنجح الحرب على الإرهاب ما لم تجد أزمات المنطقة تسويات وحلولاً مرضية لكل اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين. نجح «الخليفة أبو بكر» في تحريك أكثر من ساحة سياسية. والسباق واضح على استثمار تداعيات قيام «دولته». محلياً قوّض أحلام القوى الشيعية بالامساك بكل مفاصل السلطة ودفعهم إلى تغيير جذري في مقاربتهم حكم البلاد. وأعاد الأكرد النظر في خطواتهم المتسرعة بعد سقوط الموصل. لوحوا بالانفصال رغم معارضة حلفائهم الأميركيين وجيرانهم... ولكن سرعان ما عادوا إلى أرض الواقع، وباتت قواتهم تقاتل إلى جانب القوات الحكومية. كشفت الحركة «الداعشية» هشاشة مشاريع التفرد والاستئثار. خارجياً دفع أبو بكر الرئيس أوباما تحت ضغط الجمهوريين إلى الخروج من عزلته وإن متأنياً وضمن حسابات داخلية واعتبارات خارجية دقيقة. وأشعل الصراع بين الإصلاحيين والمتشددين في إيران حيث كرت سبحة تقويض حكومة الرئيس حسن روحاني. ولم يتردد الأخير في شن حملة عنيفة على خصومه. دفعت طهران ثمناً غالياً. كفت يدها القوية في المنطقة اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس». وأزاحت رجلها القوي في بغداد نوري المالكي. وحتى دول الخليج التي ارتاحت إلى تحرك أهل السنة وما أصاب المشروع الإيراني سرعان ما روعها زحف «الدولة الإسلامية» وما يحمل من استنهاض لحركات التطرف التي لا تزال تجاهد لاقتلاعها من شبه الجزيرة.

أيقظ أبو بكر مخاوف جميع اللاعبين في الشرق. أسقط سياسات وحدوداً وأحلاماً وأوهاماً. لكنه في المقابل ألّب كل هؤلاء عليه. فألف ما بين قلوب لم تأتلف منذ عقود. ولكن يجب ألا يستعجل المتفائلون. التحالف الدولي الذي يتشكل لمواجهة «داعش» فرضته الضرورة القصوى وليست القناعات والسياسات الواقعية. قام على صفيح ساخن وتداعي مواقع هنا وهناك. كأن ظروف الصفقة الكبرى لم تنضج بعد. فالقوى التي ترى إلى نفسها خسرت في العراق لن تستكين بسهولة. سياسة الثأر متجذرة في أرض المنطقة. ولن تكف هذه عن إيقاد جمر الحرب الأهلية. وبعض ما خسرته وقد تخسره إيران، مثلاً، في العراق لن تسمح بأن يخل كثيراً في ميزان القوى القائم. قد تستثمر في مكان آخر للحد من خسائرها في مكان آخر. حلفاؤها الحوثيون الذين ترددوا في دخول صنعاء عسكرياً بعد تطويقها دخلوها أخيراً بحشود غفيرة، مستنفرين الشارع اليمني بشعارات اجتماعية. ما قد يحصل عليه السنة في العراق على حساب القوى الحليفة لإيران قد يقابله ثمن للحوثيين حلفائها. وما قد يحصده خصومها الإقليميون في بغداد سيدفعون مقابله في صنعاء. وإذا كانت لا تشترط مقايضة في الملف النووي للإنخراط في الحرب على «داعش» التي هددت مواقعها في أرض الرافدين، فإن الحركة الحوثية قد تصرف المعنيين بالتسوية في اليمن وبالحرب على «القاعدة» إلى مقايضتها في ملفات شامية أخرى. فما يجري في العاصمة اليمنية بعد صعدة وكل الشمال يهدد المبادرة التي يرعاها أهل مجلس التعاون الخليجي، ويعرض نتائج مؤتمر الحوار، ويقوض الحرب الأميركية واليمنية الدائرة على «القاعدة» إياها في جنوت اليمن. وهذا ما يضاعف مخاوف أهل الخليج الذين يعيدون ترتيب مجلسهم، وتوسيع تعاونهم مع كل من مصر والأردن.

وأبعد من هاتين الساحتين تظل المنازلة الحاسمة في سورية. هي المحك لمدى جدية أهل المنطقة، ولعزيمة المسؤولين الأميركيين والأوروبيين الذين يعدون العدة لضرب «داعش». يقرون باستحالة القضاء عليها ما لم يشمل مسرح العمليات الساحة الشامية بأكملها، أي سورية وحتى لبنان الذي ينجر بكامل وعيه إلى الأتون المشتعل. لكنهم يقسمون اليمين المعظمة بأنهم لن يتعاملوا مع النظام السوري. لأن ذلك سيقود حتماً إلى إعادة تأهيله والاعتراف بنظامه. وهو ما تريده إيران التي استثمرت الكثير من العديد والعتاد والمال للحفاظ عليه. لكنهم يعرفون استحالة تقويض دعائم «الدولة الإسلامية» ما لم تشمل الحرب الساحة السورية... إلا إذا عمدوا إلى تسليح فصائل «المعارضة المعتدلة» بما كانوا يعدّونه أسلحة هجومية فتاكة وفعالة. وهو ما كانوا عارضوه منذ اندلاع الأزمة قبل أكثر من ثلاث سنوات، فلو كانوا لجأوا إلى هذا الخيار باكراً لما كانوا ربما واجهوا ما يواجهون في كل بلاد الشام. أو لعلهم يفكرون في إعادة بعث التسوية السياسية التي توقفت في جنيف لتكون خطوة ثانية بعد العراق على الطريق الطويل. وهو أيضاً خيار صعب المنال بعد أنهر الدماء والمذابح وتصحير المدن والدساكر.

أياً كان شكل التحالفات والتفاهمات في الحرب على «داعش»، فإن القضاء على حركات الإرهاب سيظل رهن الصفقة الكبرى التي تعيد التوازن بين قوى الإقليم، وتحدد لكل منها حجمها ودورها الطبيعيين. غير ذلك يعني عبور المرحلة في الوقت الضائع بأقل الخسائر الممكنة لجميع هذه القوى، إلى أن تتضح معالم الخريطة وتنضج صورة الحدود الجديدة الممكن منها والمستحيل... ليس في بلاد الشام وحدها بل

 

قبل أن ننقرض

غسان شربل/الحياة

الإثنين، ٢٥ أغسطس/ آب ٢٠١٤

أنتِ أميركا. السياسات الخرقاء. اليد الثقيلة. القوة الغاشمة. مصاصة الدماء. حليفة المستبدين. حارسة الكيان الغاصب. سيدة البحار وسيدة الأجواء. انت القوة الفاحشة. والشركات العملاقة. والجامعات اللامعة. والانعطافات المؤذية. والهيمنة المخيفة.

أنتِ أميركا. صانعة الحروب. من خليج الخنازير إلى كوريا إلى فيتنام، وصولاً إلى غزو العراق. نعرفك من خيباتنا معك، وصلف سفرائك، وسذاجة مبعوثيك.

أنتِ أميركا. تظاهرنا ضدك هنا وهناك. وهجوناك دائماً، وحلمنا بطردك من منطقتنا. وقلنا أنك المرض الأول، وابتهجنا حين خاطبك مستبد بلهجة التحدي. وحاول آخر إضرام النار في ردائك. وحين أذلّك آخرون بتحويل مواطنيك رهائن.

أنتِ أميركا. نعرف تاريخك. وخطورة الاتكاء عليك. ومع ذلك نناشدك اليوم أن تشفقي قليلاً، على رغم تبرّمك منا، وخيبتك من الإبحار معنا. نناشدك. نتوسل إليك. افعلي شيئاً قبل أن ننقرض. خرائطنا تمزقت. عواصمنا مقابر واسعة. لا تغسلي يديكِ من مصيرنا. لا تتهربي من رائحة دمنا. من الرؤوس المقطوعة فوق ترابنا. من جيوش الظلام التي انخرط فيها الذبّاحون والمستبيحون.

لا تتركينا. أفكر في الجندي العراقي الذي قطعت «داعش» رأسه في الموصل. أفكر في الجندي السوري الذي قطعت «داعش» رأسه في مطار الطبقة. أفكر في الجنود اللبنانيين الذين خطفهم الإرهابيون من عرسال... في الجنود اليمنيين يُعدَمون على أيدي «القاعدة»... في مطار طرابلس يحترق على أيدي مرتكبي عملية «فجر ليبيا». أفكر في الأطفال النائمين تحت ركام منازلهم وأمهاتهم في غزة.

لا تتركينا. نحن شعوب فاشلة، وخرائط فاشلة، وحكومات عاجزة، وبرلمانات للتصفيق والتهريج. نحن جيوش تلتهم الوطن والمواطنين في زمن السلم وتفشل في الدفاع عن الخريطة في زمن الحرب. جيوش تمضي عمرها في تهديد العدو لكنها لا تنهال إلا على مواطنيها.

أشمُّ رائحة الفشل، في بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء، وطرابلس. فشل الجيوش الكبيرة والجيوش الرديفة. أشم رائحة الميليشيات والارتكابات. أسمع قرقعة عظام الدساتير والأحزاب الكرتونية الشرهة. أشمُّ رائحة التعصب، وسدود الكراهية التي تتحيَّن الفرص لتبوح بمكنوناتها. نحن أيتام وعراة.

فشلنا في العراق، وفي سورية، وفي ليبيا، وفي كل مكان. الفشل العربي صارخ. ومثله فشل الدول الإقليمية الكبرى التي توهمت أن موسم القطاف قد حان. ليس لدينا من نلجأ إليه. قطع الفشل رأس الجامعة العربية. قطع رأس مجلس الأمن. أسمعهم على الشاشات. يطلّون من المخيمات ويسألون أين أميركا؟ لم أسمعهم يستغيثون بجيمس بوند الكرملين. بالرجل الذي اصطاد في الدماء السورية حتى ارتوى. لم يكن مهتماً بغير غسل «الصفعة الليبية». لم يوظف علاقاته لتشجيع حل سياسي، فعلي وواقعي. بدا القيصر صغيراً وشرهاً وأقل قدرة على ممارسة المسؤولية الأخلاقية والدولية. إلتهم القرم وتسلّى بتفكيك أوكرانيا وتسميم العلاقات الدولية. لا أحد يستنجد بالقيصر. لا أحد يناديه. أسلوبه قد يساهم في ظهور «داعش» ذات يوم في الاتحاد الروسي نفسه.

أكتب غاضباً تحت وطأة ما سمعتُ من سياسي مقيم في قلب الزلزال الحالي. قال: «إذا لم يحسم باراك أوباما أمره سريعاً سيتمكن تنظيم «داعش» من ترسيخ وجوده. هذا يعني سنوات من المذابح ونهاية العراق وسورية وربما أماكن أخرى. نحن نطالب بتحرك دولي وإقليمي لكن عصب هذا التحرك لا يمكن أن يكون إلا أميركياً». وأضاف:»نحتاج إلى مجموعة خطوات. إلحاق الهزيمة بـ «داعش»، ووقف النزاع الشيعي- السني، وفرض حل سلمي في سورية، ووقف سياسات زعزعة الاستقرار في المنطقة، وإنشاء إطار إقليمي لاحتواء النزاعات تحت مظلة دولية».

لم تبدأ المأساة مع «داعش». بدأت قبله بفعل سياسات الاستبداد والإقصاء والتهميش والفساد. بدأت مع التزوير الممنهج للإرادات والمؤسسات. مع السياسات الفئوية والأحلام الانقلابية. مع انتصار نهج الشراهة على نهج الشراكة داخل الدول وعلى مستوى الإقليم. بدأت مع احتقار حقوق المواطن والإنسان والقوانين الدولية والحدود الدولية. مع إنكار حق الآخر في الاختلاف. مع تزوير الكتب والدراسات والانتخابات والإحصاءات. ما أقسى أن يقول لك رجل يعرف، أن مصير المنطقة معلّق على قرار سيد البيت الأبيض. وأن الوقت يدهم. نبتهج بطرد الأميركيين ثم نتوسل تدخلهم. نعلّق عيوننا على برنامج أوباما ونناشده: تَدَخَّل قبل أن ننقرض. جنوب الجزيرة وشمال أفريقيا.

 

استراتيجية ضـد "داعش" في العراق وسوريا فما بال التسوية لا تتمدّد أيضاً؟

روزانا بومنصف/النهار

25 آب 2014

لم تعد تطورات المنطقة تحتمل انتظار انتهاء المفاوضات بين الدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع ايران حول ملفها النووي والتي مددت حتى تشرين الثاني المقبل من اجل ان يبدأ البحث في ملفات العراق وسوريا باعتبار ان كلا من الولايات المتحدة وايران جهدت في نفي وجود اي موضوع على طاولة البحث بينهما ما خلا الموضوع النووي وعدم استعدادهما لذلك قبل الانتهاء منه. كما لم يعد في امكان الرئيس الاميركي باراك اوباما الاكتفاء بان يحقق انتصارا يفترض حصوله من خلال ملف ايران الشائك ويتوج به ولايته الثانية في موازاة عدم رغبته في مقاربة الوضع السوري المتفجر.

هل خلطت تطورات المنطقة اوراق واشنطن في عز الاستعداد للانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي في الخامس من تشرين الثاني المقبل في ظل توقعات بخسارة مجلسي الشيوخ والنواب لمصلحة الجمهوريين وتحول الرئيس اوباما مبكرا الى "بطة عرجاء" في ظل قيود الكونغرس على قراراته؟ سؤال يثيره بعض المتابعين على خلفية الحركة الاميركية المستجدة في اتجاه المنطقة وان تكن الانظار مسلطة على ما استفز اليقظة الاميركية. فما حصل في العراق وامتداده من سوريا بات ملفا ملحا يثير جدلا داخل الادارة الاميركية على وقع العودة الاميركية القسرية الى الانخراط في الازمة العراقية وصولا الى انتقادات تحمل التقاعس عن مد اليد الاميركية الى سوريا خلال الاعوام الثلاثة الماضية تبعة نشوء داعش وصولا الى اعادة طرح او اقتراح امكان توجيه ضربات عسكرية الى تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا كما في العراق.

هل فتح باب ما في ملف البحث جديا في تسوية سياسية في المنطقة على وقع مواجهة خطر داعش في كل من العراق وسوريا ام ان ما يجري مجرد عوارض طارئة لحرب قد تطول؟

السؤال يحفزه بالنسبة الى مصادر سياسية الاقتناع الاميركي الذي يعبر عنه كبار المسؤولين العسكريين بمعادلة ان ضرب تنظيم داعش في العراق لن يكون كافيا ما لم ينسحب ذلك على سوريا لان ذلك سيكون من دون جدوى. استعد النظام السوري وهيأ نفسه لان يكون الشريك المنتظر للولايات المتحدة وربما لتحالف دولي محتمل من اجل توجيه ضربات عسكرية لداعش من خلال مواقف سياسية عبر عنها نائب وزير الخارجية السوري بان اي ضربات دولية فوق سوريا تحتاج الى موافقة النظام والتنسيق معه ما يعني تشريع التعاون معه او عبر استهدافه جويا لمواقع لداعش من اجل ان يضع نفسه مسبقا على هذه الطريق. ويخشى مراقبون كثر ان تكون مواجهة داعش في سوريا بابا لتسويات تعيد تلميع وجه النظام مرحليا في ظل المعادلة التي تطرح منذ بعض الوقت، وربما حتى منذ السنة الثانية للازمة، اي التعاون مع الشيطان الاقل سوءا اي النظام، في وقت يحذر مراقبون آخرون من ارتكاب خطأ الوقوع في الفخ الذي نصبه الاسد من خلال اطلاقه داعش في الاساس من اجل محاربة الاميركيين في العراق ابان الاحتلال الاميركي له، ثم اعادة اطلاقه من السجون السورية من اجل تدمير المعارضة السلمية ضده وتبرير منطقه بانه يحارب الارهاب.

يقول ديبلوماسيون متابعون ان السكوت على استمرار الاسد قد يشبه السكوت على صدام حسين بعد اجتياحه للكويت والاكتفاء بطرده منها في العام 1989 في حين ان الاميركيين لم يلبثوا ان عادوا من اجل اطاحته في 2003، وذلك في حال نجحت تسويات معينة في ابقائه راهنا. فيما تفاءل ديبلوماسيون بما صرح به الرئيس الاميركي للصحافي توماس فريدمان مطلع هذا الشهر وقوله "ان التغطية الاشمل التي نحن بحاجة الى الاستمرار في التركيز عليها، وهي ان لدينا اقلية سنية ساخطة في العراق واغلبية في حالة سوريا وتمتد بالاساس من بغداد الى دمشق. وما لم نستطع ان نقدم لهم صيغة تستجيب لتطلعات ذلك القطاع من السكان، فحتما سنواجه مشكلات. ولسوء الحظ اتيحت فترة من الوقت للاغلبية الشيعية في العراق لم يدركوا خلالها ذلك والان بداوا يستوعبون". فهذا الموقف التفصيلي يعني ان الولايات المتحدة وعت ان رهانها على التحالف مع الشيعة على حساب التحالف مع السنة في المنطقة امر غير قابل للنجاح. وهي تعي ان ضرب داعش في العراق من دون ضربها في سوريا سيكون من دون جدوى، واستيعاب الوضع من اجل دحرها يحتاج الى تسوية سياسية تعطي السنة حقوقهم في العراق من اجل المساعدة على عدم عودة داعش. وهو ما حصل من خلال التخلي عن نوري المالكي واخراجه من السلطة لمصلحة حيدر العبادي الذي يفترض ان يرعى توزيعا عادلا ومطمئنا للسلطة والحقوق ما يساعد على نبذ داعش ومحاربتها في بيئتها . ما يعني ان المعادلة نفسها يفترض ان تطبق في سوريا ايضا والا بقيت المشكلة على حالها خصوصا مع 70 في المئة هم عدد السنة في سوريا . اضف الى ذلك ان الدول الغربية عاجزة وحدها عن وقف خطر داعش ولا تستطيع الانخراط عسكريا على الارض، ولا ان تسلم لايران في سوريا تماما كما سلمت في العراق مما يفاقم حاجتها الى الدول السنية في المنطقة التي تحتاج بدورها الى اثمان سياسية تقنع بها الشعوب من اجل التراجع عن السكوت على تقدم داعش وعدم مواجهة تمددها او سيطرتها.

 

أيلول مفصل أساسي للاستحقاقات الداخلية الرئاسة وإقناع عون بالتراجع رهن التفاهم الخارجي

سابين عويس/النهار

25 آب 2014

ينقل أحد السياسيين عن رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون اقتناعاً شبه ثابت بأن الحادثة التي تعرض لها قبل ايام وأدت إلى إصابته في كتفه لم تكن مصادفة بما انه تعرض لها قبل 16 يوما من موعد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في 2 ايلول، وهي المدة ذاتها التي فصلت بين إصابته في كتفه وتسلمه رئاسة الحكومة الانتقالية عام 1988. هذه المفارقة تترك لدى العماد عون انطباعا أن جلسة 2 أيلول المقبل قد لا تكون شبيهة لسابقاتها من الجلسات المعطلة لانتخاب رئيس جديد. وتوافق مراجع سياسية بارزة الجنرال في اقتناعه، ولكن على اساس حسابات مغايرة لحساباته.

ففي رأي هذه المراجع أن شهر ايلول – وليس بالضرورة مطلعه - سيشكل مفصلا أساسياً للاستحقاقات الداخليةـ واهمها اثنان: الاستحقاق الرئاسي والاستحقاق البرلماني، انتخابا او تمديدا لولاية المجلس الحالي، وهذا هو الخيار الارجح الذي يجري الاعداد له بجدية تامة، كما يجري الاعداد بالجدية عينها لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، بعدما تبين من المناخ السياسي والامني العام في البلاد منذ شغور الرئاسة الاولى أن البلاد تتجه إلى مزيد من التدهور والانهيار إذا لم يتم لملمة الوضع الداخلي وإعادة تفعيل عمل المؤسسات الدستورية، الامر الذي يتعذر حصوله على محوري المجلس النيابي والحكومي إذا بقيت سدة الرئاسة مشلولة وفارغة من شاغلها.

وإذا كان رئيس المجلس نبيه بري قد كشف لـ"النهار" قبل ايام ان الوقت لا يزال متاحا لإنجاز هذا الاستحقاق قبل الشروع في بحث مصير المجلس النيابي، فإن المراجع السياسية تؤكد أن حركة الاتصالات والمشاورات الجارية اخيرا والتي يقود رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط جزءاً كبيرا منها، تصب في هذا الاتجاه، وذلك على قاعدة تجاوز المرشحين الاساسيين، المعلن سمير جعجع والمضمر ميشال عون إلى مرحلة جديدة تؤسس لإيجاد قواسم مشتركة أو توافق على مرشح ثالث يحظى بالغطاء السياسي الداخلي والخارجي.

ولأن تجاوز العماد عون لا يزال متعذرا إذا لم يأت بمبادرة شخصية منه يعلن فيها عزوفه عن الرئاسة لمصلحة من يسميه مرشحا له، فإن العمل اليوم لم يعد على مستوى التسويق لعون مرشحا توافقيا كما يطالب لدى القوى السياسية الرافضة له، بل هو جارٍ لإقناع زعيم التيار البرتقالي بالتحول الى ناخب أكبر وتسمية مرشحه وتحديد الثمن السياسي لقاء ذلك.

عارفو الجنرال يؤكدون استحالة التوصل معه إلى اتفاق في هذا الشأن، على قاعدة ان الرئاسة بالنسبة إليه غير قابلة للتفاوض أو المقايضة. لذلك تعوَل المراجع السياسية البارزة على التطورات الخارجية لإنضاج تفاهم أميركي – إيراني يطلق أسر الرئاسة في لبنان، تماما كما حصل من خلال اتفاق الدوحة، ذلك ان التوافق الداخلي ليس كافياً لحل أزمة الرئاسة في لبنان ما لم يظلله تفاهم خارجي لم يتوافر بعد.

وهذا التفاهم هو العامل الوحيد الكفيل بإعادة خلط الاوراق الداخلية، ولا سيما عند "حزب الله" العاجز والرافض حتى الآن عن التخلي عن حليفه المسيحي. وينقل عن قيادة رفيعة في الحزب قولها لأحد السياسيين الذين زاروها أخيرا في إطار الحراك السياسي الحاصل حول الاستحقاق الرئاسي أن "تيار المستقبل" الذي فتح حوارا لبضعة أشهر مع العماد عون عجز عن إبلاغه عدم السير به رئيسا، فكيف للحزب أن يقوم بذلك وهو الحليف الابرز له؟ علما ان ثمة من يكشف أن تمسك عون بطرحه نفسه مرشحا توافقيا ينبع من تبلغه من أحد موفديه الاقربين موافقة مستقبلية على ترشحه.

وفي رأي المراجع السياسية البارزة، أن الاسابيع القليلة المقبلة ستحمل عناوين سياسية مغايرة للشعارات التي حكمت المرحلة الماضية، ولا سيما بعد احداث عرسال الاخيرة والامتداد الداعشي في اتجاه العمق اللبناني. وتوقعت في هذا المجال خرقا أكبر في الحرارة العائدة بين التيار الازرق وأحد اطراف الثنائية الشيعية المتمثل في حركة "أمل"، تمهيدا لإعادة قنوات الحوار المباشر بين قيادتي التيار وحزب الله، مؤكدة أن هذا الحوار بات ضرورة ليس فقط لقطع دابر الفتنة المذهبية ومخاطر التمدد الاصولي، وإنما لمستقبل الحياة السياسية في لبنان وإعادة تكوين السلطة فيه، وخصوصا أن أي انتخابات ستحمل رئيسا جديدا للبلاد ستتزامن مع حكومة جديدة لا بد أن تكون رئاستها رهن عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان.

 

انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب يجعل الصوت المسلم الوازن يأتي به

اميل خوري/النهار

25 آب 2014

منذ أن ترأس العماد ميشال عون حكومة تألفت من ضباط المجلس العسكري طابت له الاقامة في قصر بعبدا حتى بنصف حكومة بعد استقالة النصف الآخر منها، وراح يسأل رجال قانون عن الوسيلة التي تجعله يبقى في القصر... وعند الدعوة الى مؤتمر الطائف حاول العماد عون ثني عدد من النواب عن حضوره، لكن المؤتمر انعقد، وفي ختامه تمنى العاهل السعودي لو تتم المصالحة بين العماد عون والرئيس سليم الحص الذي كان يترأس حكومة ثانية آنذاك. ويقول الدكتور جورج سعادة في هذا العدد امام بعض اعضاء المكتب السياسي الكتائبي فور عودته من الطائف إنه أجاب الملك فهد بأنه "سيحاول الاتصال بالعماد عون لابلاغه ذلك، لكن لدى العماد شرطاً واحداً وهماً واحداً وهدفاً واحداً هو أن يوافق النواب على انتخابه رئيساً للجمهورية"، فرد الملك مبتسماً: "في حال وافق العماد عون على الحضور الى المملكة واجراء المصالحة مع الرئيس الحص سيعود من هنا رئيساً للجمهورية. هذا عهد من خادم الحرمين الشريفين". وقد فوجىء الحاضرون بهذا الكلام المباشر والصريح. ولدى عودة سعادة الى مقر اقامته اتصل بعون وأبلغه رسالة الملك فهد فوعد العماد عون بالاجابة فور عودة النواب من الطائف، وإذا به يفاجئهم لدى نزولهم من الطائرة باتخاذ قرار بحل مجلس النواب...

ومذذاك والعماد عون مثل مرتا يهتم بأمور كثيرة والمطلوب واحد وهو الجلوس على كرسي الرئاسة الاولى. وعندما انتخب رنيه معوض رئيساً للجمهورية رفض تسليمه قصر بعبدا... كما رفض تسليمه للرئيس الياس الهراوي الى ان كانت الضربة العسكرية السورية التي اخرجته.

وعندما انعقد مؤتمر الدوحة لاخراج لبنان من ازمات تشكيل حكومة واجراء انتخابات نيابية وانتخاب رئيس للجمهورية وافق مكرهاً على انتخاب العماد ميشال سليمان بعد مرور ستة أشهر من المماطلة وبعدما اشترط أن تحدد ولايته بسنتين فقط، لكنه عوّض عن عدم حصوله على ما يريد بعودته من الدوحة بقانون الستين للانتخابات النيابية معدلاً ظناً منه أن هذا القانون سيضمن له الفوز مع حلفائه بأكثرية المقاعد النيابية التي تنتخب رئيساً للجمهورية، وقد أحاط عودته بهذا القانون بهالة انتصار للمسيحيين كونه يعيد اليهم حقوقهم في السلطة... لكن نتائج الانتخابات النيابية خيّبت أمله لأن الفوز بالاكثرية النيابية كان لقوى 14 آذار التي كان لها مرشحان للرئاسة: نسيب لحود وبطرس حرب.

بيد أن العماد عون لم يقطع الامل من امكان وصوله الى رئاسة الجمهورية باعتماده على تفاهمه مع "حزب الله"، وعندما وجد أن لا أمل له بالوصول عمد مع الحزب الى تعطيل جلسات الانتخابات الرئاسية علَّ ذلك يشكل قوة ضاغطة تجعل الاكثرية النيابية تنتخبه خشية مواجهة خطر الشغور الرئاسي، لكن هذه الاكثرية فضلت حصول هذا الشغور على انتخابه رئيساً، ولم تنفع كل محاولات البطريرك الكاردينال الراعي وكل تصريحاته وصرخاته في جعل نواب "تكتل التغيير والاصلاح" يحضرون جلسات الانتخاب تقيدا بالدستور واحتراماً لوكالتهم عن الشعب. وما أثار غضب سيد بكركي على عون كونه وعد بحضور الجلسات ولم يف بوعده خلافاً لموقف النائب سليمان فرنجيه الذي كان صريحاً بقوله إنه لا يعد بذلك.

ولأن العماد عون دخل في سباق بين تقدمه في السن والوصول الى قصر بعبدا، راح يفتش عن الوسائل التي تمكنه من ذلك، حتى إن أحد القريبين منه اقترح انتخابه رئيساً لمدة سنتين فقط وحتى أقل... إذا كان ذلك يوصله الى الرئاسة الاولى. ومن هذه الوسائل طرح "التيار الوطني الحر" اقتراح اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية حتى على أساس قانون الستين إذا تعذّر الاتفاق على قانون أفضل. لكن هذا الاقتراح اصطدم برفض الاكثرية التي تدعو لانتخابات رئاسية قبل الانتخابات النيابية تطبيقاً لأحكام الدستور، عندها اقترح نواب "التيار" تعديل الدستور لجهة جعل انتخاب رئيس الجمهورية يتم مباشرة من الشعب ظناً منهم أنها الطريقة التي توصل عون الى قصر بعبدا اعتماداً منهم على الصوت الشيعي. لكن هذا الاقتراح يطرح إضاعة للوقت، حتى إنه إذا سار وفقاً للآلية الدستورية فلا سبيل لبته إلا بعد أكثر من سنة، عدا أن المسيحيين لن يوصلوا ممثلهم الحقيقي إلى الرئاسة الاولى كما يدّعي النواب العونيون، لأن أصوات المسيحيين سوف تتوزع على المرشحين الموارنة للرئاسة، لتصبح الاصوات الوازنة في الانتخابات الرئاسية للمسلم السني أو الشيعي أو الدرزي. وإذا كان العماد عون يعتمد الآن على أصوات الشيعة فعلى أصوات من سيعتمد المرشح الماروني في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

 

منتصف أيلول: انتخاب رئيس للجمهورية وتدخل إقليمي إذا عجزت القوى اللبنانية

خليل فليحان/النهار

25 آب 2014

جذب كلام رئيس جبهة "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط في كيفون على مركز رئاسة الجمهورية الأوساط السياسية والديبلوماسية على الرغم من عطلة الأسبوع، وسجل استفسارات عن احتمالات نجاح المساعي التي يعتزم القيام بها والاتصالات مع الرئيس نبيه بري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من أجل التوصل الى تسوية والتفاهم على رئيس جديد يملأ الشغور في قصر بعبدا بعدما مر نحو 93 يوماً من دون علامات حل في الأفق، فرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على حاله يعطل نصاب اي جلسة انتخابية يدعو اليها رئيس المجلس، ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع مستعد لسحب ترشيحه بشرط ان يكون البديل قريباً من برنامجه الانتخابي المدعوم من قوى 14 آذار. وغني عن البيان ان جنبلاط يكاد يكون السياسي الوحيد الذي يبذل مساعي حثيثة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد البطريرك الماروني بشارة الراعي. وشرح سيد المختارة انه يسعى في شكل حثيث الى انهاء الفراغ الرئاسي لأن لرئاسة الجمهورية اهميتها الوطنية الشاملة وهذا الموقع "ليس للمسيحيين وحدهم بل هو أيضاً لجميع اللبنانيين". وحذّر من الآثار السلبية لهذا الفراغ لأنه "يضعف لبنان، وهو مرفوض".

واعتبر نواب في "تكتل التغيير والاصلاح" "أن التسوية التي يسعى اليها جنبلاط لا تستوي بالأطراف الثلاثة الذين سيتصل بهم، بل هي ناقصة ولا يمكن ان تولد في أي شكل وسيكون لنا موقف منها في اجتماع الثلثاء المقبل". إلا ان هدف جنبلاط من اللجوء الى الحليفين القويين للجنرال عون هو محاولة اقناعه بتسوية ما دام يتعذر اقناع جعجع ومؤيديه بدعم ترشيح عون. وقد تكون هذه القوة السياسية الثلاثية الاضلاع نواة آلية لسد الفراغ الذي يشل المؤسسات، ولئلا يترسخ اعتقاد بأن القوى السياسية اللبنانية أعطيت الحرية لانتخاب رئيس للجمهورية فعجزت عن تحقيق ذلك، وأنها تحتاج دوماً الى ضغط اقليمي أو دولي او تفاهم عربي كما حصل في جلسة انتخاب الرئيس ميشال سليمان عندما حضرها أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزراء تركيا السابق رجب طيب أردوغان وتقبلا التهاني بالنتيجة لاحقاً.

والكل مؤمن بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية سواء أكانوا من المكونات المسيحية والاسلامية من أجل الانصراف الى مواجهة الأخطار التي لا يشعر بها المتنافسان حول الرئاسة، الا ان جنبلاط يسعى بكل ما أوتي من قوة الى إنهاء الاستحقاق الرئاسي الذي تحول مادة تراشق إعلامي وانزعاج للرأي العام.

ولفت قيادي الى أن ما يعتزم جنبلاط القيام به يلتقي مع مواقف الرئيس بري الذي عيل صبره ونبّه الى انه لن يبقى ساكتاً عن العجز الحاصل في انتخاب رئيس للبلاد، وعلمت "النهار" ان مهلة الاعلان عن موقفهما في هذا الشأن سيكون في 31 الجاري. ولاحظ أن تحرك جنبلاط يضمر رفضاً لاقتراح عون انتخاب الرئيس من الشعب من دون ان يعلق عليه رئيس التقدمي، مع التذكير بأن النائب ابرهيم كنعان سلم مع رفاقه الاقتراح الجمعة الماضي ولم يسجل أي تأييد له من حلفائه الثلاثة بري ونصرالله والنائب سليمان فرنجية.

وقد حاول سفير دولة اوروبية معنية بانتخاب رئيس للجمهورية الاستفسار فوراً عما قصده جنبلاط بعدما كان بري على اقتناع بأن الاستحقاق مؤجل الى موعد غير محدد، ولا بد وفق المعطيات المطروحة من تجمع شخصيات من قوى 14 و8 آذار لانقاذ هذا الاستحقاق بعد فشل كل المحاولات التي بذلها جنبلاط وقبله البطريرك الراعي وسواهما. ويأمل السفير في ان ينجح جنبلاط في تحركه بتوسيع شبكة الاتصالات بينما سرت معلومات في الوسط السياسي الفاعل ان المنتصف الثاني من أيلول المقبل يحمل أملاً واعداً بإعادة فتح أبواب قصر بعبدا، حتى لو اقتضى الأمر تدخلاً إقليمياً بدعم دولي.

 

عون أمام تحدّي المطالبات بتنظيم "التيار الوطني الحر" لئلا يلقى مصير أحزاب اعتمدت على الإرث العائلي

المصدر: خاص - "النهار"

25 آب 2014

إصلاح "التيار الوطني الحر" قصة قديمة وليست العودة الى الكلام على تنظيم "التيار" وترتيب صفوفه سوى ترداد لمواقف ورسائل تناقلتها على مدى سنين محافل "التيار" وحلقاته وطاولاته التي كانت تعقد سرا وسعى النظام الامني السوري مع عملائه اللبنانيين الى اختراقها وتفكيكها تكرارا دون جدوى، فما ان يتم اعتقال خلية او تفكيك "طاولة" حتى كانت تعقد اخرى وهكذا دواليك.

والكلام اليوم على تنظيم "التيار" وتفعيل صفوفه ومؤسساته هو نتيجة لتململ مزمن في صفوف الناشطين والمعنيين المطالبين بالخروج من حال المراوحة الى حركة مؤسساتية حقيقية تقي "التيار" شر الوقوع في فخ الفوضى والانقسامات والتشرذم، خصوصا ان زعيم "التيار" ورمزه العماد ميشال عون الذي تجاوز الثمانين من العمر، يدرك جيدا ابعاد الاستمرار في ترك الامور على غاربها في تياره من دون تنظيم او هيكلية وهيئات قيادية تشرف على حركة التيار الذي يتمتع بشعبية قد تكون الاوسع لدى المسيحيين ويستحوذ على اكبر كتلة مسيحية في البرلمان.

"القائد والشعب"

خلال الاحتلال السوري، كان ناشطو "التيار" يقصدون العاصمة الفرنسية للقاء عون المنفي وإسماع شكواهم، وكان الناشطون الميدانيون من بينهم يقابلون الجنرال ويخرجون من عنده مجبوري الخاطر لأن لديه حلا لكل مشكلة. لكن الامور كانت تستمر على ما هي. وخلال مرحلة الاحتلال السوري تعرض كثيرون من العونيين للاعتقال التعسفي والضرب الوحشي على يد النظام الامني في محاولة لاكتشاف "التنظيم العوني السري" وما اذا كان عنقوديا او افقيا او عموديا من دون جدوى، والسبب ان التنظيم لم يكن موجودا يوماً، لان العماد عون كان يؤمن ولا يزال ربما بالعلاقة المباشرة بين "القائد والشعب"، ولا حاجة تاليا الى تسلسلية وهرمية حزبية لبناء هذه العلاقة. هكذا امضى كوادر التيار الميدانيين مثل طوني حرب وعبدالله خوري ونعيم عون وعباد زوين وجورج حداد وغيرهم الكثير من الوقت على خط باريس – بيروت بدون اي جدوى او اي تنظيم. واقصى ما توصلوا اليه عقد مؤتمرين في باريس تحت شعار "المؤتمر الوطني اللبناني" الذي اسندت مهمات منسقيته في بيروت الى اللواء المتقاعد نديم لطيف من اجل تأمين الحد الادنى من التنسيق بين انصار التيار وناشطيه وهيئاته التي كانت قلة منها تلك الايام تجرؤ على الظهور خشية الملاحقة والقمع. وفي تواريخ كثيرة سجلت اعمال اعتقال بالمئات وعشرات حالات التعذيب والسجن والاحالات على المحاكم وشملت غالبية العونيين، باستثناء الوزراء والنواب الحاليين في "التيار" الذين كان قسم منهم وليس جميعهم من الموالين للاحتلال السوري.

"محاولة رقم 4"

حاول "التيار الوطني" تنظيم مؤسساته منذ عودة العماد ميشال عون من منفاه في ايار 2005، كانت الخلوة الاولى في آب 2005 التي شهدت مناقشة صحية بين عون وناشطي تياره الديناميكيين حول طبيعة النظام الداخلي وصلاحيات القيادة وشروط انتخابها او تعيينها. لكن وهج "القائد العائد" ادى الى اخماد حركة المؤسساتيين في "التيار". ثم عاد الجنرال يفرض رأيه وسطوته في الخلوة الثانية في منتجع "الرمال" التي شهدت التصويت على مسودة النظام الداخلي بدون جدوى، رغم ان "التيار الوطني الحر" كان قد حصل على رخصة لمزاولة عمله من وزارة الداخلية، وكان يفترض ان يقدم نص النظام الداخلي كنموذج لعمل حزبي رائد لم تبادر عليه غالبية الاحزاب والجمعيات في لبنان. خمدت الامور فترة الى ان عاد موضوع النظام الداخلي والتنظيم الى دائرة الضوء مع تكليف لجنة مصغرة ببحث مسودة نظام داخلي جديد لم يكن مصيره افضل من سابقاته. وها هي اليوم المحاولة الرابعة امام لحظة الحقيقة بعدما انهت لجنة من الخبراء درس نظام داخلي جديد دون ان تضع اي آلية للنقاش الداخلي لاقرار النظام المهدد بأن يصبح مجرد تاريخ آخر على روزنامة "اصلاح" التيار وتفعيل مؤسساته.

يقول ناشطون ان الوزير جبران باسيل يبدو مطلعا على هواجس القاعدة وكوادر "التيار"، وهو كان واضحا جدا في ذكرى 7 آب في البترون عندما تحدث عن الحاجة الى بناء حزب ديموقراطي وعصري يلبي الحاجة الى قوة نظامية سياسية فاعلة. كما ينقلون عن باسيل ان العماد ميشال عون لا يريد لتياره ان يلقى مصير الاحزاب التي اعتمدت على الارث العائلي الشخصي، لكن المشكلة وفقا للناشطين "ان جبران باسيل يقول شيئا ويتصرف شيئا آخر بدلا من التعاون مع المحازبين على إنهاض التيار وتنظيم مؤسساته وجماهيره". وفي رأيهم ان "الجنرال يجب ان يبادر ويتحمل مسؤولية معالجة الوضع، وهو الذي اعلن في خلوة 2005 انه يفهم هواجس محازبيه وخشيتهم من المستقبل، لكنه منهمك في الحدث السياسي على المستوى الاستراتيجي والمحلي الى درجة تحول بينه وبين معالجة ملف النظام الداخلي والاوراق التي سلمتها الى اللجان الفرعية المختصة، وتاليا لم يصدر اي موقف عنه يحسم ما يجري تنظيميا ويضع الامور في نصابها". ويقول الناشطون ايضا، ان تحويل "التيار الوطني الحر" مؤسسة يجب ان يتحقق على يد العماد ميشال عون وحده، لانه مؤسس هذا التيار ورمزه، وهو الوحيد القادر على اطلاق الحوار الداخلي فيه وصولا الى مؤتمر عام يحضره الجميع ويضع الامور في نصابها ويحدد بوصلة العمل التنظيمي.

يخلص احد ناشطي "التيار" البارزين الى ان "الجميع يتململون من الوضع سرا، وهناك تحديات كبيرة مسيحيا ولبنانيا، لكن قلة تجرؤ على اعلان موقفها في "التيار"، وهذا امر لا يمكن ان يستمر لأنه سيؤدي الى خراب الحزب الاكثر نفوذا بين المسيحيين وتلك هي المصيبة الكبرى".