المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 كانون الأول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 30 تشرين الثاني و01 كانون الأول/14

لبنان ودّع صباح العائدة مع ... كل صباح/الراي/01 كانون الأول/14

البابا فرنسيس يدعو قادة العالم الإسلامي إلى إدانة الإرهاب/وكالات/01 كانون الأول/14

مقايضته" حرّرت الحكومة من الضغوط وأطلقت يدها بالتفاوض المباشر ماذا وراء حسابات "حزب الله" وما الدلالات التي تنطوي عليها/سابين عويس/01 كانون الأول/14

الاتفاق على اعتماد الحياد سياسة للبنان يُحصِّن السيادة والاستقلال ويُقيم الدولة المدنية/اميل خوري/01 كانون الأول/14

حزب الله يفاوض النصرة/ديانا مقلد/01 كانون الأول/14

الحوار يبدأ من الرئاسة إلى رزمة متكاملة ما بعد حديث الحريري "المرشح الآخر/روزانا بومنصف روزانا بومنصف/01 كانون الأول/14

إيران.. نووية أم نفوذ/مأمون فندي/01 كانون الأول/14

نوري المالكي رمز إرهابي دولي/داود البصري/01 كانون الأول/14

وداعا يا أرزة لبنان يا أسطورة الفن/علي بركات أسعد/01 كانون الأول/14

مصير بشار في الحقبة الإيرانية/عبد الناصر العايد/01 كانون الأول/14

التمديد للأسد وللحرب على داعش بعد النووي/جورج سمعان/01 كانون الأول/14  

 

روابط من مواقع اعلامية متفرقة لأهم وآخر 30 تشرين الثاني و01 كانون الأول/14

البابا فرنسيس دعا قادة العالم الإسلامي إلى إدانة الإرهاب

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 30/11/2014

اجتماع طارئ لخلية الأزمة الوزارية لمتابعة ملف العسكريين المخطوفين

حمادة لـ”السياسة”: الحريري لن يحصر اختيار الرئيس في الأقطاب السنة والشيعة

نجاح سلام راثية صباح: كيف لي أن أصدق الغياب وقد أوهمني حضورك الطاغي أنك والحياة توأمان

الاعلان النهائي للقمة الفرنكوفونية تبنى تعديلات اقترحها باسيل حول أخطار الارهاب في الشرق الاوسط وضرورة معاقبة الارهابيين

نضال طعمة: نأمل أن يتخلى حزب الله عن مسلماته الدامغة

سامي الجميل من عبدللي: الكتائب ستأخذ طرفا مع الاعتدال ومع لبنان

زعيتر: التلاقي والحوار يوصلنا الى إنجاز ملف رئاسة الجمهورية

طلال المرعبي: عكار ستبقى كما كانت البيئة الحاضنة للجيش والقوى الامنية الشرعية

الاحدب للرئيس الحريري: ان لم يكن سحب حزب الله من سوريا بندا اولا على طاولة الحوار فانك تنقل تجربة المالكي الى لبنان

جعجع في تكريم علمين من اعلام بشري: هما من طينة الرجال الطيبة والمعطاءة التي تقدم سرا دون مقابل

فوز اللائحة المدعومة من 14 آذار في انتخابات نقابة أطباء الأسنان

فتفت: المطلوب من "حزب الله" ان يأتي الى المجلس لانتخاب رئيس

الحجيري: اعدام البزال أصبح مرتبطاً بالتبادل خلال المهلة المعطاة للدولة

قاووق: معادلة الجيش والشعب والمقاومة عنوان قوة لبنان

فضل الله: حزب الله ثابت على موقفه حيال رؤيته لملف رئاسة الجمهورية

عبد الامير قبلان:الحوار واجب وطني لحل الازمات وممر الزامي لانجاز الاستحقاقات

البابا يعتبر اعتداء نيجيريا خطيئة بالغة الخطورة

البابا فرنسيس والبطريرك المسكوني الارثوذكسي اكدا من تركيا رفضهما شرق اوسط بدون المسيحيين

واشنطن تنشر قوات خاصة في الأردن استعداداً للتدخل في الرمادي ومنع “داعش” من احتلالها

رئيس وزراء العراق يكشف عن وجود 50 الف جندي وهمي في 4 فرق عسكرية

المالكي زار الحص وتفقّد "معلم مليتا": التحالف لا يحرّر أرضاً بل المجاهدون

داعش يأسر الجندية جيل روزنبرج، الشابة الكندية - الإسرائيلية المتطوعة مع الأكراد

 

عناوين الأخبار

الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول إلى أفسس03/01حتى20/رسالة بولس لغير اليهود

العماد عون لدايلي ستار:”أنا مؤتمن على التمثيل المسيحي”

ميشال عون، نعم مسيحي، ولكن خياراته السياسية ليست مسيحية/الياس بجاني

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 30/11/2014

سألتُ الله فقال لا

لبنان ودّع صباح العائدة مع ... كل صباح

لبنان الرسمي والشعبي ودع الاسطورة صباح بمهرجان وجناز وحضور رسمي وفنانين من مصر والراعي نوه بعطاءاتها

نجاح سلام راثية صباح: كيف لي أن أصدق الغياب وقد أوهمني حضورك الطاغي أنك والحياة توأمان

الاحدب للرئيس الحريري: ان لم يكن سحب حزب الله من سوريا بندا اولا على طاولة الحوار فانك تنقل تجربة المالكي الى لبنان

فتفت: المطلوب اليوم انتخاب رئيس توافقي وليس شخصية صدامية

فوز اللائحة المدعومة من 14 آذار في انتخابات نقابة أطباء الأسنان

اجتماع طارئ لخلية الأزمة الوزارية لمتابعة ملف العسكريين المخطوفين

قاووق: معادلة الجيش والشعب والمقاومة عنوان قوة لبنان

الراعي: ليست المسؤولية خدمة للذات ولفئات مذهبية أو حزبية بل هي لخدمة الخير العام

العجوز : الصهاينة والفرس وجهان لعملة واحدة وكلاهما محتل لأراض عربية

نوري المالكي رمز إرهابي دولي/داود البصري/السياسة

وداعا يا أرزة لبنان يا أسطورة الفن/علي بركات أسعد/السياسة

واشنطن تنشر قوات خاصة في الأردن استعداداً للتدخل في الرمادي ومنع “داعش” من احتلالها

حمادة لـ”السياسة”: الحريري لن يحصر اختيار الرئيس في الأقطاب السنة والشيعة

مصير بشار في الحقبة الإيرانية/عبد الناصر العايد/الحياة

التمديد للأسد وللحرب على «داعش» ... بعد النووي/جورج سمعان/الحياة

البابا فرنسيس يدعو قادة العالم الإسلامي إلى إدانة الإرهاب

مقايضته" حرّرت الحكومة من الضغوط وأطلقت يدها بالتفاوض المباشر ماذا وراء حسابات "حزب الله" وما الدلالات التي تنطوي عليها/سابين عويس/النهار

الاتفاق على اعتماد الحياد سياسة للبنان يُحصِّن السيادة والاستقلال ويُقيم الدولة المدنية/اميل خوري/النهار

الحوار يبدأ من الرئاسة إلى رزمة متكاملة ما بعد حديث الحريري "المرشح الآخر"/روزانا بومنصف/النهار

المالكي زار الحص وتفقّد "معلم مليتا": التحالف لا يحرّر أرضاً بل المجاهدون

إيران.. نووية أم نفوذ؟/مأمون فندي/الشرق الأوسط

حزب الله» يفاوض «النصرة»!/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

داعش يأسر الجندية جيل روزنبرج، الشابة الكندية - الإسرائيلية المتطوعة مع الأكراد

 

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول إلى أفسس03/01حتى20/رسالة بولس لغير اليهود

"لذلِكَ أنا بولُس سَجينُ المَسيحِ يَسوعَ في سَبيلِكُم، أيُّها الّذينَ هُم غَيرُ يَهودٍ. ولا بُدَّ أنَّكُم سَمِعتُم بالنِّعمَةِ الّتي وهَبَها اللهُ لي مِنْ أجلِكُم، كيفَ كشَفَ لي سِرَّ تَدبيرِهِ بِوَحْيٍ كما كتَبتُ لكُم بإيجازٍ مِنْ قَبلُ. وبإمكانِكُم إذا قَرأْتُم ذلِكَ أنْ تَعرِفوا كيفَ أفهَمُ سِرَّ المَسيحِ، هذا السِّرَّ الّذي ما كشَفَهُ اللهُ لأحَدٍ مِنَ البشَرِ في العُصورِ الماضِيَةِ وكَشَفَهُ الآنَ في الرُّوحِ لِرُسُلِهِ وأنبيائِهِ القِدِّيسينَ، وهوَ أنَّ غَيرَ اليَهودِ هُم في المَسيحِ يَسوعَ شُركاءُ اليَهودِ في ميراثِ اللهِ وأعضاءٌ في جَسَدٍ واحدٍ ولهُم نَصيبٌ في الوَعدِ الّذي وعَدَهُ اللهُ بِفَضلِ البِشارَةِ الّتي جَعَلَني اللهُ خادِمًا لها بالنِّعمَةِ الّتي وهَبَها لي بِفِعلِ قُدرَتِهِ. أنا أصغَرَ المُؤمنينَ جميعًا أعطاني اللهُ هذِهِ النِّعمَةَ لأُبشِّرَ غَيرَ اليَهودِ بِما في المَسيحِ مِنْ غِنًى لا حَدَّ لَه، ولأُبيِّنَ لِجَميعِ النّاس ِ تَدبيرَ ذلِكَ السِّرِّ الّذي بَقِيَ مكتومًا طَوالَ العُصورِ في اللهِ خالِقِ كُلِّ شيءٍ. ليكونَ لِلكنيسَةِ الآنَ فَضْلُ إِطلاعِ أهلِ الرِّئاسَةِ والسُّلطَةِ في العالَمِ السَّماويِّ على حِكمَةِ اللهِ في جميعِ وجوهِها. وكانَ هذا حسَبَ التَّدبيرِ الأزلِيِّ الّذي حَقَّقهُ اللهُ في رَبِّنا المَسيحِ يَسوعَ. فبإيمانِنا بِه تكونُ لَنا الجُرأَةُ على التَّقَرُّبِ إلى اللهِ مُطمَئّنينَ. فأطلُبُ إلَيكُم أنْ لا تَيأسوا في ما أُعانيهِ مِنَ الشَّدائِدِ لأجلِكُم، فَهِيَ مَجدٌ لكُم. لهذا أحني رُكبتَيَّ ساجِدًا للآبِ، فَمِنهُ كُلُّ أُبُوَّةٍ في السَّماءِ والأرضِ، وأتوَسَّلُ إلَيهِ أنْ يُقَوِّيَ بِروحِهِ على مِقدارِ غِنى مَجدِهِ الإنسانَ الباطِنَ فيكُم، وأنْ يَسكُنَ المَسيحُ في قُلوبِكُم بالإيمانِ، حتّى إذا تَأَصَّلتُم ورَسَختُم في المَحبَّةِ، أمكَنَكُم في كُلِّ شيءٍ أنْ تُدرِكوا معَ جميعِ القِدِّيسينَ ما هوَ العَرْضُ والطُّولُ والعُلُوُّ والعُمقُ، وتَعرِفوا مَحبَّةَ المَسيحِ الّتي تَفوقُ كُلَّ مَعرِفَةٍ، فتَمتَلِئوا بِكُلِّ ما في اللهِ مِنْ مِلءٍ. للهِ القادِرِ بِقوَّتِهِ العامِلَةِ فينا أنْ يَفعَلَ أكثرَ جِدّاً مِمّا نَطلُبُهُ أو نَتصوَّرُهُ، لَهُ المَجدُ في الكَنيسَةِ وفي المَسيحِ يَسوعَ على مدى جميعِ الأجيالِ والدُّهورِ. آمين".

 

العماد عون لدايلي ستار:”أنا مؤتمن على التمثيل المسيحي”

30/تشرين الثاني/14

في اسفل كلام هرطقي للعماد ميشال عون مخالف للحقيقة والواقع يدعي فيه باطلاً ووهماً أنه مؤتمن على التمثيل المسيحي في حين أنه للأسف عملياً وفكراً ونهجاً وخيارات سياسية ووطنية وتحالفات هو 100% ضد كل قيم ومبادئ المسيحيين اللبنانيين وضد كل ما هو لبناني وحريات وسيادة واستقلال وسيادة ورسالة. بالواقع المعاش هو حالياً ومنذ العام 2006  سياسي تاجر ونفعي وشعبوي وانتهازي واناني ومتلون ومدمر ويمكن وصفه بالسياسي الطروادي بامتياز. ردنا على كلامه المهين لذكاء وعلم اللبنانيين والضارب عرض الحائط لكل مفاهيم الصدق نستعيره من مقالة كنا نشرناها سنة 2013 تحت عنوان:  ميشال عون، نعم مسيحي، ولكن خياراته السياسية ليست مسيحية.

 العماد عون لدايلي ستار:”أنا مؤتمن على التمثيل المسيحي”

موقع التيار العوني/28 تشرين الثاني/14/توجه رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون في إشارة إلى الذين يصدر عنهم الكلام عن رئيس توافقي، قائلا: “فليكفوا كلامهم عن اتفاق المسيحيين”، لافتا إلى ان “هناك جهتين، جهة تستطيع تأمين الثلثين مع قوى 14 آذار وهي تكتل “التغيير والاصلاح”، متسائلا “مع أي فئة يمكنهم ان يؤمنوا الثلثين؟”. ولفت في مقابلة مع صحيفة “دايلي ستار”  إلى اننا “لسنا حبتين نحن الكتلة المسيحية الأولى والثانية في مجلس النواب”. وقال: “ليس سهلا ان تقول لشخص أني أريد ان أفاوضك كي أقصيك، هناك قلة تهذيب ووقاحة، ولا يمكن ان تقول لي أريد ان أتكلم معك حول طريقة اقصائك كي أفتش عن شخص آخر كي يجلس مكانك، نحن في نظام ديمقراطي توازني، فليقولوا لي عن جريمة واحدة اقترفتها وعلى من كذبت”. وأشار عون إلى انهم “يدعون انني ضد السنة ولكن في أي مرة تكلمت ضد السنة، صحيح أشرت إلى موظف اسمه سهيل بوجي يخدم خلافا للقانون، وعبد المنعم يوسف الذي لا يتفق مع أي وزير”. وأوضح انه “في الانتخابات الرئاسية المضاية تدخل معي وزراء خارجية الولايات المتحدة وانغلترا وفرنسا وإيطاليا وبعد ذلك الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، اتصلوا وقالوا لي “انت ستكون الأول في الجمهورية” وإلى ما هنالك وأصروا وأكدوا وبعد ان حصلت الانتخابات بدأ الضرب على رأسنا من هذه الجمهورية”. وشدد على ان الأمر ليس شخصيا، قائلا “أنا مؤتمن على التمثيل المسيحي، الانتخابات الرئاسية ليست سلعة شخصية في يدي كي أبيعها، في المرة الماضية اعتبر نفسي انني خنتهم ولن أخونهم مرة أخرى”. وأعرب عن اعتقادعه ان رفض وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لعدم ترشحه سببه أشخاص تثق بهم السعودية، و”أنا كالصحافيين لا أكشف عن مصادري”. من جهة أخرى، أشار إلى انه “في مراحل النقاش مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تطرقنا إلى الانتخابات الرئاسية ولكننا لم نوقع أي عهد أو معاهدة انني سأصبح رئيسا”. ولم يستبعد “أن تبدل السعودية موقفها”. قائلا: “أنا لم أقص أحدا وأريد صداقة السعوديين أينما كنت ولست على خلاف مع أحد في السعودية

 

ميشال عون، نعم مسيحي، ولكن خياراته السياسية ليست مسيحية

الياس بجاني

بصراحة متناهية إن العماد ميشال عون الذي كنا شخصياً بجانبه ومعه لمدة 17 سنة عجاف يوم كان منفياً وملاحقاً وسيادياً واستقلالياً وحاملاً لشعارات البشير، نعم هو مسيحي، نعم مسيحي وماروني، ولا يحق لنا مسيحياً وإيمانياً أن ندينه بمسيحيته أو بمارونيته أو بإيمانه كون هذه الأمور هي لله وحده على قاعدة “لا تدينوا كي لا تدانوا”.

ولكن من حقنا كمسيحيين عموماً وكموارنة خصوصاً أن نختلف معه 100% على خيارات المسيحيين المصيرية والسياسية والوطنية والتي بمفهومنا وإيماننا الوطني والماروني والأخلاقي والمنطقي والشخصي العماد ميشال عون هو مُغرب وغريب عنها، لا بل من أكثر السياسيين عداءً لها.

خيارات عون السياسية متناقضة كلياً مع أماني وتطلعات وثقافة وثوابت وإيمان وتاريخ ومصلحة الموارنة الوجودية، وهي خيارات بعيدة عنهم بُعد السماء عن الأرض، ولم تكن خياراتهم في أي يوم من الأيام منذ ما يزيد عن  1500 سنة من تاريخهم النضالي والإيماني والوطني.

عون بخياراته وكما يعرف القاصي والداني هو بائع وتاجر ومتلون وانتهازي وطروادي واسخريوتي وشعبوي، كونه يحلم بكرسي بعبدا الرئاسي، وبالتالي وكما بينت ممارساته وتحالفاته وتقلباته وكفره وجحوده وأوراق تفاهماته الإبليسية هو دائماً على استعداد تام ودون أي تردد أن يخلع حتى لباسه الداخلي ويتعرى لأي كان إن وعده بمساعدته للوصول إلى الكرسي الرئاسي.

يقول المثل اللبناني الشعبي: يلي ما بدو شي هو أقوا شي”، والعكس صحيح. عون بالواقع المعاش والملموس يريد الرئاسة بجنون وبالتالي كل شيء عنده محلل إن آمن له تحقيق هذا الحلم والوهم، وبالتالي ولا وجود في قاموسه لأية معايير ثابتة أو روادع إيمانية  وأخلاقية ووطنية وإنسانية على خلفية أن الهدف يبرر الوسيلة.

برأينا الشخصي هذا الرجل هو كارثة مسيحية وعار ماروني، في حين أن ظاهرته الجنونية والغرائزية واللا مسيحية هي أخطر ما تعرض له الموارنة والمسيحيين في لبنان منذ آلاف السنين. والأخطر ما في ظاهرته هذه أنه شعبوي ويحاكي الغرائز ويشحن في النفوس الخوف والتعصب والحقد متلاعباً على الحقائق وقالباً كل الوقائع بما يتناسب مع طموحاته الرئاسية.

بمفهومنا المسيحي الإنجيلي الشخصي عون إنسان ترابي يرفض التحرر من نير العبودية الذي حررنا منه السيد المسيح بصلبه وقيامته. عون للأسف منغمس حتى الثمالة في ثقافة وفخاخ الإنسان العتيق، إنسان الغرائز والخطيئة الأصلية. عون وبسبب عبادته ترتاب الأرض يرفض الترقي إلى إنسان العماد بالماء والروح القدس الذي رفعنا إليه السيد المسيح بعماده وتجسده وصلبه وقيامته من الموت. بمفهومنا المسيحي الإيماني السيد المسيح قهر الموت وغلبه بمفهومه الترابي وأمسى الموت وكما يعلمنا الإنجيل المقدس هو الخطيئة كون المؤمن لا يموت بل يرقد على رجاء القيامة.

ولأن مشكلة عون الأولى كما أغلبية الساسة الموارنة تحديداً واللبنانيين عموماً تكمن في شرور ألسنتهم الفاجرة وفي قلة إيمانهم وابتعادهم عن الله وعن كل شرائعه، نستعير من كتابنا المقدس المفهوم المسيحي لشر اللسان كما جاء في رسالة القديس يعقوب (03/05حتى12) لنبين أن كل المهاترات والحملات الإعلامية التي يسوّق لها عون ومعه غالبية الساسة الموارنة واللبنانيين هي إبليسيه وليس فيها أي شيء مسيحي:  “وهكذا اللسان، فهو عضو صغير ولكن ما يفاخر به كبير. أنظروا ما أصغر النار التي تحرق غابة كبيرة! واللسان نار، وهو بين أعضاء الجسد عالم من الشرور ينجس الجسد بكامله ويحرق مجرى الطبيعة كلها بنار هي من نار جهنم. ويمكن للإنسان أن يسيطر على الوحوش والطيور والزحافات والأسماك، وأما اللسان فلا يمكن لإنسان أن يسيطر عليه. فهو شر لا ضابط له، ممتلئ بالسم المميت: به نبارك ربنا وأبانا وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله. فمن فم واحد تخرج البركة واللعنة، وهذا يجب أن لا يكون، يا إخوتي. أيفيض النبع بالماء العذب والمالح من عين واحدة؟ أتثمر التينة، يا إخوتي، زيتونا أو الكرمة تينا؟ وكذلك النبع المالح لا يخرج ماء عذبا”.

في الخلاصة نرى أن الحرب الإعلامية الحالية الدائرة بين ساسة الموارنة وأحزابهم هي بعيدة كل البعد عن إيمان وتاريخ وثقافة الموارنة، كما أنها لا تمت بصلة لتضحيات الشهداء الموارنة الأبرار، وهي أيضاً منافية كلياً لثوابت صرحهم البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان. وهنا نحن شخصياً ودون أي التباس أو مسايرة وبصوت عال وعن قناعة راسخة نفرّق بين الصرح الماروني الذي نحترم ونجل، وبين الجالس على كرسيه في الوقت الراهن حيث إننا لا نرى في ممارسات وتحالفات وخطاب واستكبار هذا الجالس ما يشبهنا كموارنة لا من قريب ولا من بعيد. نختم مع القديس بولس الرسول ومع مفهومه الإيماني والعملاني للمقامات البشرية الأرضية القائل: “لو أردت أن أُساير مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 30/11/2014

الأحد 30 تشرين الثاني 2014

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لأن الكبار لا يرحلون، كان الوداع لصباح أشبه بتحية استقبال لغالية ما زالت تعيش معنا صوتا وحضورا وأريجا يعم المنطقة.

يوم صباح كان مشهودا بمواكبة عربية ومصرية لافتة، ولعل أبلغ الكلام صدر اليوم بتحية السيدة فيروز للراحلة بقولها "شمسك صباح ما بتغيب".

وعلى وقع استحضار الذاكرة المشحونة حنينا على ألسنة المبدعين والفنانين، ارتفعت صباح إلى سكينتها التي كانت رفيقتها في سنواتها الأخيرة، على وقع الفرح الذي أرادته رفيقا للبنانيين.

سياسيا، برز هذه الليلة اجتماع طارى لخلية الأزمة الوزارية المكلفة متابعة ملف العسكريين المخطوفين.

أمنيا، نفذ الجيش اللبناني انتشارا واسعا في عدد من مناطق طرابلس والشمال، في حين سمعت أصداء تفجيرات في جرود عرسال، في ظل اجراءات مشددة للجيش اللبناني.

وفي الجنوب، أفيد عن دوريات مؤللة لقوات الاحتلال الاسرائيلية مقابل العديسة، بالتوازي مع استخدام طائرات متطورة في التقاط الصور فوق المناطق اللبنانية، في خرق جديد للقرار 1701.

ومن الجنوب حيا نائب الرئيس العراقي نور المالكي المقاومة والجيش، بزيارة معلم مليتا.

وفي المنطقة، نداء لقداسة البابا والبطريرك المسكوني لحماية الوجود المسيحي في الشرق الأوسط. وتظاهرات في ديار بكر الواقعة جنوب شرق تركيا للتنديد بهجوم "داعش" على عين عرب. ميدانيا تكبد تنظيم "داعش" خسائر كبيرة في كوباني، رد عليه في الموصل العراقية بتفجير منازل عشرات منازل موظفي الدولة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

وداع وطني للشحرورة صباح.

مشهد جامع في وسط بروت لم يقتصر على القداس، فزرعت صباح في وداعها الفرح واستنهضت الوطنية، كما أرادت، حتى بدا يوم دفنها عرسا احتفاليا.

لبنان كان وفيا لعطاءاتها في حب الوطن والمؤسسة العسكرية. حشود رسمية وشعبية شاركت. وموسيقى الجيش عزفت. وتحية سورية تجلت بحضور ممثل الرئيس بشار الأسد السفير علي عبد الكريم علي في مراسم الجنازة.

غادرت صباح وتركت للأجيال تراثا فنيا يحرض على عشق لبنان وجماله وعسكره.

بدا اللبنانيون في وداعها يشدهم الحنين إلى كل ما يجمع، في زمن الأزمات الإقليمية المفروضة على شعوب المنطقة.

يميل اللبنانيون إلى الجمع ويترقبون حوارا يقرب المسافات. ومن هنا تبدو الإشادة الواسعة بحوار وطني سعى لأجله الرئيس نبيه بري على خط تيار "المستقبل"- "حزب الله". الحوار سينطلق داخليا خلال الأسابيع المقبلة، فيما المنطقة تترقب توحيد الجهود الإقليمية لضرب الإرهاب.

حتى الآن المواجهة بالمفرق من العراق إلى سوريا ومصر، لكن المشهد بات أوضح، بتمدد إرهاب متطرف يلتقي بالأهداف مع إرهاب إسرائيلي يستفرد بالفلسطينيين لمحو القضية المركزية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بعكس بعض التيارات السياسية وأهواء بعض السياسيين، اصطف شبان وشابات على شواطىء بيروت والشمال والجنوب. كصفاء البحر وعليل نسيمه، كانت رسالتهم: أن توحدوا أيها السياسيون من أجل لبنان، لا أن تتحدوا عليه أو أن تتفرقوا عند اتحاده. اشبكوا الأيدي لانتشال الوطن، لا أن ترموا أهله إلى شباك الاختلاف، أو أن تشتبكوا من أجل غيره.

شباك من الابتزاز يلقيها التكفيريون وخاطفو العسكريين حول خيم "الوسط"، يصطادون بها من الدولة وأهالي المختطفين، رغم نقاط القوة التي لو استعملت لرد كيد الارهابيين إلى جحورهم.

الكيد في سلامة الغذاء استعمل بانتهاء الصلاحية في معمل ألبان وأجبان، يفترض أن يكون مصدر غذاء لأطفالنا وأهلنا فإذا به بلا تاريخ صالح، وخميرة مغشوشة ونكهات مصطنعة.

صناعة الفتن ورعاية الارهاب المصنوع في معالم الغرب، استحضرا إلى قاعة في العاصمة السورية دمشق التي ما فتئت منذ العام 2011 تؤكد للعالم انها ضحية الارهاب وصانعيه ومموليه، فيما يواصل جيشها محاربتهم من حلب شمالا إلى درعا جنوبا حيث أحرز اليوم تقدما في الشيخ مسكين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان الرسمي والشعبي ودع أيقونة الفن صباح. والثلثاء يودع أيقونة الشعر سعيد عقل.

وقبل الوداعين وبينهما وبعدهما، يعيش الوطن في شبه حداد، وهو حداد مزدوج. فهو من جهة على ماض ذهبي انقضى ولن يعود، ومن جهة ثانية على حاضر ومستقبل يبدوان مغايرين للماضي المذهب. والأمل أن يتحول موت الكبيرين مناسبة للعودة إلى الذات عند جميع اللبنانيين، رسميين وغير رسميين. إذ من غير المقبول أن يواصل الوطن سقوطه واهتراءه.

صباح كانت تسأل دائما: هل انتخبوا رئيس الجمهورية؟ فهل يعي المسؤولون هذا الأمر فتنقذ الجمهورية قبل فوات الاوان؟

سياسيا: عطلة نهاية الأسبوع فرضت نفسها، فساد الاسترخاء. لكن الأنظار تبقى مشدودة إلى الأسبوع الطالع لمعرفة مصير الوساطة التي يقودها الموفد القطري، مع توافر معلومات أضحت شبه مؤكدة خلاصتها ان الموفد المذكور لم يعد متحمسا كثيرا لاستكمال مهمته بعدما اصطدمت بعراقيل كثيرة.

نيابيا، تواصل اللجنة الفرعية المنبثقة من لجنة الادارة والعدل والمكلفة دراسة قانون الانتخاب، أعمالها غدا، في حين يشهد الملف الرئاسي حراكا مع مجيء مدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا جيرو إلى لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

هو أسبوع الرحيل. الجمعة العظيمة طريق العودة. صباح رجعت إلى ملاعب الصبا ومطارح الطفولة، إلى بدادون، عادت سيدة لبنان الأولى صوتا وأناقة وطلة وكرما وتواضعا وإيمانا. حسدتها الجميلات وغارت منها الأميرات، وصار إسمها مرادفا للبسمة والاشراقة والتألق.

عاشت حياتها مليا وبلغت من العمر عتيا، لكنها بقيت في عيون اللبنانيين الصبية التي لا تكبر والوردة التي لا تذبل، والقلب الذي لم يعرف الحقد يوما.

ستذهب صباح إلى مكان أفضل وسنعود إلى يومياتنا، سنعود إلى "داعش" والفساد والصفقات. سنعود إلى السجال والتنظير والنفاق. ولم يتغير شيئ سوى أن رقعة الفراغ تتوسع برحيل صباح، وقبلها وديع الصافي وجوزيف حرب وجورج جرداق ومنح الصلح، وبعدهم سعيد عقل.

أقبل الليل وغابت شمس الصباح، لكنها ستشرق كل يوم على جبال لبنان، مرددة مع نشيد الأناشيد: هي معي من لبنان يا عروس لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لم يكن مأتما، كان عرسا. والتوصيف هنا ليس مجازيا بل توصيف حقيقي بكل ما للكلمة من معنى. الدبكة والفرحة واكبت النعش لدى خروجه من مقر انطلاقتها، وبالورود البيض استقبلت في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت.

صباح فعلت فعل السحر لدى أصدقائها ومحبيها، فلم يعرفوا ما إذا كانوا في يوم حزن أو في يوم فرح، ولم يعرفوا ما إذا كان عليهم أن يفرحوا أو يحزنوا.

إنه "سحر الصبوحة" الذي سيلاقيه بعد غد الثلثاء سحر عظيم آخر هو أحد صانعي مجد الكلمة في لبنان والعالم العربي، فيوم سعيد عقل لن يكون مأتما بل يوم عرس لمجد الكلمة ولعنفوان الوطن الذي كان سعيد عقل أحد صانعيه.

حققت صباح أمنيتها، وكأنها في الموكب من بيروت إلى بدادون كانت تغني: "راجعة على ضيعتنا عل أرض اللي ربتنا... ندر عليي بوس الأرض الحبيناها وحبتنا". وفت نذرها، عادت إلى الأرض وقبلتها، ولكن هذه المرة إلى الأبد، تاركة إرثا فنيا يمكن تسميته بحق "تاريخ الفرح في لبنان".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

مع انتهاء مراسم تشييع الشحورة صباح، يكون لبنان قد طوى صفحة جميلة ومشرقة، وهو يستعد أيضا لطي صفحة أخرى بعد غد مع تشييع الشاعر سعيد عقل.

وداع الأسطورة جاء حافلا، كما كانت حياتها، وهو أقرب إلى العرس من المأتم.

وداع يشبهها بعفويته وتواضعه، وهو ما تجلى في المشاركة الكبيرة من مختلف المناطق والمشارب.

هو يوم صباح انشدت فيه أغانيها وغادرت. وسعيد عقل سيتلو يوم الثلاثاء قصيدته الأخيرة ويرحل.

اليوم بغيابها، وغياب شاعر لبنان الكبير سعيد عقل، ينكسر غصنان كبيران من الأرزة اللبنانية، كما قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

كما طوعت الحياة في خدمة سعادتها، روضت الموت وزوقته كفستان سهرة، وحولت تشييعها إلى حفل زواج مع الموت.

لا يوم كيومك يا صباح. بدلت طعم الرحيل، وفرضت طقوسا غير مألوفة على الحزن. دلع الحياة ظل ينبض في الجثة الهامدة، ففاض على مراسم التشييع موسيقى ورقصا ودبكات، وكنيسة مبتسمة، وجمهورا أحبك حد خلع الأسود.

مدينتك التي هاتفتها يوما ب "ألو بيروت"، ردت اليوم على الهاتف، وجاءت إليك تستقبل "حلوة لبنان"، شحرورة أوديته، اسطورة فنه، فاجتمع الوفاء على بابك وعزف العسكر المجروح "تسلم يا عسكر لبنان يا حامي إستقلالنا".

في تشييعك كنت الصباح. ودونت لك فيروز على إكليل ورد أبيض بأن "شمسك ما بتغيب". وواقعا كان النهار براقا كأغنية، مشعا بالمحبين، متلألئا كأيام اللولو، يتدافع فيه الناس لإلقاء التحية على شقراء الفن التي عاشت الحياة على حب ورمح، كسرت التقليد في الظهور وحطمته في الغياب.

سيدة من مرجان إستعان بها إسم لبنان، فكانت وطنا بأغنية. وجسدت العشق بصوت من رفضت مصافحة رئيس للجمهورية يوما على أدراج بعلبك. تعالت في موتها على الأوسمة التقليدية الرسمية، فرفضت منحها وساما على جثة، وفضلت أن "ترجع عالضيعة وبلا هالبيعة". وبأسهم نارية تشبه قدوم المهرجان، عادت صباح إلى "ضيعتها عالأرض الي ربتها". وتحت قرقعة سيوف الغناء، شق موكبها وادي شحرور فبدادون حيث توفي نذرها بتقبيل الأرض التي أحبتها.

وغدا، كما قلدوها في أزياء الحياة، سيتم تقليد صباح في طريقة الموت، وتحويله إلى يوم زفاف.

 

سألتُ الله فقال لا

عن موقع منتديات الكنيسة

سألتُ الله أن ينزع مني الكبرياء،

فقال: ”لا“؛ فإن ذلك ليس عليَّ أن أنزعه، بل عليك أنت أن تكفَّ عنه.

سألتُ الله من أجل طفلتي الوحيدة المعوَّقة، فقال الله: ”لا“؛فإن روحها كاملة، أما جسدها فهو زائل لا محالة.

سألتُ الله أن يهبني الصبر، فقال الله: ”لا“؛ فالصبر يأتي من خلال الضيقات، وهو لا يُمنَح بل يُكتَسَب.

سألتُ الله أن يُعطيني السعادة، فقال الله: ”لا“؛ فالله يهب البركة والنعمة، أما السعادة فعليَّ أنا.

سألتُ الله أن يعفيني من الآلام، فقال الله: ”لا“؛ فالآلام تجذبك بعيداً عن اهتمامات الأرض، وتشدَّك قريباً مني.

سألتُ الله أن يجعل روحي تنمو وتزدهر؛ فقال الله: ”لا“؛ فنمو روحك وازدهارها هو من شأنك أنت، أما أنا فإني أُشذِّبك لكي تأتي بثمرٍ وافر.

 سألتُ الله إن كان يُحبُّني،  فقال: ”نعم“؛ فقد بذلتُ ابني الوحيد لكي تحيا إلى الأبد،  إن آمنتَ.

وأخيراً، سألتُ الله أن يُساعدني لأحب الآخرين، كما يحبُّهم هو؛ فأجابني: ”ها أنت الآن قد عرفتَ سرَّ الحياة“.

 

لبنان ودّع صباح العائدة مع ... كل صباح

الراي/ بيروت - من لينا ايليا |

«... صباح الوداع». هكذا كان يوم لبنان الذي أخذ امس بـ يد «شحرورته» التي «رجعت ع ضيعتها والأرض اللي حبّتها» في نعش مرفوع فوق قوسٍ من الفرح امتدّ من مكان اقامتها في الحازمية، الى مكان تشييعها في وسط بيروت، وصولاً الى مكان مواراتها في الثرى في بدادون (المتن).

بـ «فائض» من الحب لـ «اميرة الشمس» التي بقيت على مدار نحو سبعين عاماً نجمة كل صباح، ودّع لبنان الرسمي والشعبي ومعه العرب «الشحرورة» التي غرّدت امس للمرّة الاخيرة وهذه المرّة على كل شفة ولسان... جموع وموسيقى وفرق دبكة وطبول وورود وزغاريد من كل حدب وصوب كانوا على الموعد في يوم الوداع الكبير.

لم يكن هذا الوداع يشبه غيره، فلبنان بدا امس وكأنه في «عرسٍ»، يزفّ وردة «الزمن الجميل» التي عاندت الزمن وأوصت ان يكون رحيلها «يوماً ابيض» للفرح الذي لطالما كانت سفيرته رغم حياتها المليئة «بالورود والأشواك».

عملاقة «الأيام الذهبية» أبت الا ان يكون غيابها صاخباً ومليئاً بالسوابق مثل حياتها التي ملأت الدنيا وشغلت الناس وطبعتها بأكثر من 3 آلاف اغنية و83 فيلماً و27 مسرحية... ففرقة الجيش اللبناني وبطلب خاص من قائد الجيش العماد جان قهوجي تولّت وللمرة الاولى في تاريخها مواكبة جنازة فنان وعزفت في وسط بيروت في استقبال جثمان «الصبوحة» (الذي وصل بسيارة بيضاء مكللة بالورود) وعلى مدى مراسم الجنازة اجمل الاغنيات التي قدّمتها للمؤسسة العسكرية وصارت بمثابة أناشيد ومنها «تسلم يا عسكر لبنان»، «يسلم لنا لبنان»، «مجدك باقي» و«عامر فرحكم» و«صبوا فوقك النار».

ولم يكن الوصول «عامراً» بفرح الموسيقى فحسب وفرق الدبكة التي قدّمت «رقصة الوداع»، بل ايضاً بالتصفيق الحارّ الذي علا مع إطلالة صباح في نعشها وبالزغاريد التي حملت الف تحية وتحية لكبيرة من بلاد الأرز هوت عن 87 عاماً، والتحفت علم لبنان الذي لطالما غنّت له وتغنّت به «يسلم لنا جنة أمانينا من غفوة الوديان لصحوة روابينا».

من فندق برازيليا (الحازمية) حيث كانت تقيم في الأعوام الستة الاخيرة انتقلت صباح في مشوارها الاخير على وقع «زفة» امتزج فيها الفرح بغصّة فراق فنانة استوطن صوتها صباحات لبنان وصبحياته. ومع الوصول الى كاتدرائية مار جرجس للموارنة في وسط بيروت، لم يتغيّر المشهد مع فارق الحشد الشعبي والفني والرسمي الذي رسم لوحة تشبه هامة الراحلة الكبيرة التي تقدّم المعزين بها في الكنيسة رئيس الحكومة تمام سلام وزوجته وترأس جنازتها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي ألقى عظة فنية اجتماعية سياسية أشاد فيها بما قدمته وتركته الصبوحة، مثنياً على حبها للبنان، فيما حضرت التشييع كوكبة من الوجوه السياسية في لبنان والفنية اللبنانية والمصرية اضافة الى السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي.

ومنذ وصول النعش الى وسط بيروت حيث قوبل بنثر الورود قبل ان يُحمل على الأكفّ وسط تصفيق مدوّ، بدا ان الوداع سيكون كبيراً في كل محطاته التي زيّنتها اغنيات صباح التي بُثت عبر مكبرات صوت من على السيارات التي رافقت موكبها، وسط استنفار غير مسبوق للشاشات اللبنانية التي تولّت النقل المباشر لـ «يوم الصبوحة» لحظة بلحظة ومباشرة على الهواء.

ومع انتقال جثمان صباح في مسيرة مترامية من السيارات في اتجاه مسقطها بدادون، كانت لها وقفات في اكثر من محطة استُقبلت فيها بفرح حزين، ولا سيما في الفياضية وصولاً الى كنيسة سان تيريز حيث اقيمت التراتيل، قبل ان تتوجه الوفود الى وادي شحرور حيث نشأت الصبوحة وتحديداً «حارة الفغالي» (حيث ساحة «الاسطورة» أي الشارع المسمى باسمها)، ومنها الى حومال ثم سيراً على الاقدام الى بدادون التي ازدانت كل الطرق المؤدية إليها بصور الراحلة وسط لافتات كتبت عليها عبارات الترحيب وزينة ارتدتها جدران الكنيسة حيث اقيم القداس الالهي عن راحة نفسها. وما ان بلغ الموكب بدادون (اعلن رئيس بلديتها اقامة متحف لصباح فيها تخليداً لذكراها) حتى انفجرت الالعاب النارية ورقصات الدبكة على وقع اغنياتها تنفيذاً لوصيتها، وكان اللقاء مؤثراً وممزوجاً بالاعتزاز بفنانة بلغت شهرتها كل العالم العربي وغنّت على أهم مسارح العالم ورسمت مسيرة لن تقبع في العتمة لان وراء كل ليل... صباح.

30 نوفمبر 2014، تاريخ دخل تاريخ لبنان الفني مع عودة جانيت فغالي (صباح) الى تراب الوطن الذي غنّت له «يا لبنان دخل ترابك».

صباح غادرت بفستان ... فرح

| بيروت - «الراي» |

مع رحيلها لم تتغير صورة «ايقونة» الجمال والموضة صباح التي ووريت في الثرى في فستان أبيض من تصميم المصمم اللبناني بسام نعمة الذي رافق الشحرورة في إطلالاتها على مدى أعوام. وتم اختيار «فستان الموت» الابيض لصباح، بما يعكس إرداة الحياة التي تحلت بها ورغبتها في ان لا وداعها «عرساً» وليس محطة حزن ورثاء.

وتحدث المصصم بسام نعمة لـ «الراي» عن ملابسات تصميمه الفستان فأكد ان «الشحرورة» لم تطلب منه ذلك قبل وفاتها ولكنه ارتأى القيام بهذه الخطوة في جلسة مع أهلها «تكريماً وتقديراً ووفاء لها كونها صديقة وجمعتنا عِشرة عمر امتدت نحو خمسة عشر عاماً» وقال: «الأسطورة يليق بها ان ترتدي فستانا مميزاً حتى في وفاتها».

واوضح ان «فستان الوداع» الذي صممه لها يتميز بتصميمه البسيط جداً، وقال عنه: «فستان وداع الصبوحة يعاكس تماماً ما ارتدته في حياتها من بهرجة، اخترتُ القماش من الساتان الحرير والـ غيبور الجميل واللون الابيض». بسام نعمة لا يريد أن يُفهم خطأ وان يقال انه قام بهذه الخطوة ليرتبط اسمه بأنه هو مَن صمم فستان صباح الأخير «فهذا الفستان تحية وداع لعملاقة من لبنان ستبقى اسطورة بعد رحيلها كما كانت في حياتها».

فيروز لصباح: شمسك «ما بتغيب»

كانت السيدة فيروز الغائب الأكثر حضوراً في وداع الفنانة صباح، وهما اللتان شكلتا مع الراحل وديع الصافي «قلعة» لبنان الفنية على مدى عقود من الزمن.

وبرز بين أكاليل الزهر الكثيرة التي ارسلت الى كاتدرائية مار جاورجيوس في وسط بيروت اكليل مقدّم الى روح الفنانة الراحلة وكتب عليه «شمسك ما بتغيب» وحمل توقيع «فيروز».

وفي موازاة ذلك، واكبت «فيروزة الغناء» غياب صباح والشاعر الكبير سعيد عقل الذي قدّمت الكثير من الروائع التي كتبها، عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» التي تديرها ابنتها ريما التي نشرت رسالة بالصوت مرفقة بمجموعة صور للراحليْن (سعيد عقل وصباح) بالإضافة الى الأخوين الرحباني ووديع الصافي ونصري شمس الدين وفيلمون وهبي والشاعر أنسي الحاج. أما الأغنية فهي «راحوا».

«الراي» واكبت الجنازة - التحية لكبيرة من «بلاد الأرز»

وداع «الصبّوحة» في عيون نجوم لبنانيين ومصريين

| بيروت - محمد حسن حجازي |

أٌقام اللبنانيون عرساً للراحلة الكبيرة صباح. الكل نفذ الوصية... الضحكات على الوجوه والمفارقة مع كلمة: أيقونة، ثم الله يرحمها. موسيقى الجيش اللبناني تصدح في الساحة الخارجية لكنيسة مار جرجس المارونية في وسط بيروت.

بالعشرات وصل الفنانون والصحافيون وعامة الناس وكان سبقهم اكثر من فريق إذاعي وتلفزيوني وغالبيهم في بث حي على الهواء، مع لقاءات مباشرة على الهواء، مع فنانين لبنانيين من ممثلين (صلاح تيزاني، شوقي متى، كارلوس عازار، مارسيل مارينا، ورد الخال وغيرهم) ومطربين (وليد توفيق، نجوى كرم، ماجدة الرومي، راغب علامة، مايز البياع، نقولا الأسطة وغيرهم) وتجمّع الحضور داخل باحة الكنيسة الخارجية بينما وقف أحبة الراحلة خلف أشرطة صفراء للشرطة وُضعت للحفاظ على النظام في الشارع المفضي الى الكنيسة الرحبة، حيث كانت آليات الجيش تملأ المكان فيما كل الجنود من كتيبة الموسيقى التي تولت منذ الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر أمس العزف المتواصل املاً في جعل وصية الصبوحة منفذة بالكامل وكما ارادتها، اي ان يغني الجميع في وداعها ويرقصوا ويتبادلوا عبارات التعزية ثم «فرح عامر» كلما استذكروا ما كانته الشحرورة، وما عاشته، وما كانت تفعله كي تبقى معالم الحبور مرموقة على الوجوه كلها.

المطربة ماجدة الرومي التي شاركت في العزاء قالت لـ «الراي»: «صباح فنانة كبيرة محترمة، هي رمز لكل ما هو راق ورائع ومهم في حياتنا الفنية، علّمتنا ان نواجه بالحب كل ما يعترضنا وسنكون الفائزين، رحمها الله، عاشت حياتها وها هي الناس تحتفل بوفاتها في عرس كبير».

وفي صالون الكنيسة الرحب المساحة تواجد الفنان سمير صبري، الذي كان واحداً من بين عدة فنانين مصريين وصلوا خصيصاً للمشاركة في وداع الصبوحة، منهم عمر عبد العزيز، ونقيب السينمائيين مسعد فودة، إلهام شاهين، لبلبة، وآخرين وصلوا على متن طائرة خاصة قادمين من القاهرة.

وقال صبري: «مش ممكن ترحل الصبوحة من غير وداع، كل مصر زعلانة وحزينة، وإحنا عندنا في 7 ديسمبر موعد عزاء في صباح». كل هذا رداً لما قدمته صباح لمصر وللسينما وللفن، وللعادات والتقاليد الفنية التي أرستها في حياتها وتحولت الى نمط حياة وعيش على افضل مستوى.

وعن وصفه لهذه الخسارة الفنية، رد معقباً: «هي أمضت نحو سبعين عاماً تقدّم لنا فناً في السينما والمسرح والأغنيات. يعني نحن عندنا الكثير مما تركته لنا كي يبقى شاهداً على عطائها الرائع، وفي آخر ايامها، في سنوات محنتها لم تقم بأي جهد، هذا يعني انها اعطتنا ما تقدر عليه ثم استراحت».

وليد توفيق قال انها «ست الستات، مدرسة ورمز صعب ان يتكرر في اي وقت من الاوقات، وما نراه من حب الناس لها، ومن الفرح على وجوههم في يوم يبدو عرساً وليس عزاء يعتبر حالة استثنائية في الوسط الفني على مدى عقود من الزمن».

وزير التربية والتعليم العالي الاستاذ الياس بو صعب اكد ان حفل وداع الفنانة الكبيرة صباح هو «تحية لما تمثله من رمز فني وطني وإنساني. لقد كانت امرأة مختلفة عرفت ان حياتها كنجمة هي جزء من رسالة واضحة الى جموع من احبوها وواكبوا جديدها، واحترموا ما تقدمه من ابداعات بالصورة أو بالصوت».

 

لبنان الرسمي والشعبي ودع الاسطورة صباح بمهرجان وجناز وحضور رسمي وفنانين من مصر والراعي نوه بعطاءاتها

الأحد 30 تشرين الثاني 2014

وطنية - رحلت "الشحرورة صباح" بهدوء وسلام، بعدما تركت كنزا ثمينا من العطاء الفني، فهي التي عاشت بتواضع كانت جنازتها عرس الموت، حيث اختلطت الدبكة بالاغاني، البسمة بالدمعة وبمشاركة حشد سياسي وفني وشعبي.

برحيل صباح يطوي لبنان صفحة مشرقة ويودع رمزا من رموزه الفنية الاصيلة، صباح ترحل اليوم تاركة دعوة "تذكروني بغيابي". فاليوم ودع لبنان الرسمي والشعبي في مأتم مهيب الأسطورة صباح التي فارقت الحياة بعد رحلة فنية طويلة مكللة بالنجاح والعطاء رفعت خلالهااسم لبنان عاليا في العالم.

وصل جثمان صباح الى كاتدرائية مار جرجس في بيروت، على وقع اغنية "تسلم يا عسكر لبنان"، حيث علا التصفيق واطلقت الزغاريد، ولف النعش بالعلم اللبناني.

وكانت قد انطلقت السيارة البيضاء المزينة بالورود، والتي تحمل جثمان الشحرورة صباح من مقر اقامتها في الحازمية الى كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، وسط نثر الزهور ورقص الدبكة واغاني الراحلة الكبيرة.

وترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صلاة الجناز عن راحة نفس الراحلة وعاونه مطران بيروت للموارنة بولس مطر، وشارك فيه الوزيرة اليس شبطيني ممثلة الرئيس ميشال سليمان، السيدة جويس الجميل ممثلة الرئيس أمين الجميل، النائب عاطف مجدلاني ممثلا الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري، الوزيران رمزي جريج والياس بوصعب،السفير السوري عبد الكريم علي، النائبان غسان مخيبر وانطوان زهرا، السيدة منى الهراوي، العميد جمال سرحال ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، نقيب الصحافة محمد بعلبكي، نقيب المهن التمثيلية في مصر اشرف عبد الغفور، نقيب الممثلين المحترفين في لبنان احسان صادق والفنانون الهام شاهين، لبلبة، سمير صبري، بوسي شلبي، ماجدة الرومي، راغب علامة، نجوى كرم، وليد توفيق، رولا سعد، ميريام فارس، هيفا وهبي، مادونا، الياس الرحباني، معين شريف، نقولا الأسطا، عبد الكريم الشعار، ورد الخال، جهاد الأندري، جان قسيس، رفيق علي احمد، الفيرا يونس، وفاء طربيه، سميرة بارودي، ليليان نمري وحشد من الشخصيات الفنية والإجتماعية والإعلامية.

وبعد تلاوة الأنجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة قال فيها: "يندرج كلام الرب يسوع، في انجيل اليوم، في سياق كلامه عن الحياة وما تمتلك من خيرات مادية وروحية وثقافية وفنية، انها وكالة من الله موزعة على الناس مواهب مواهب، كما يشاء، من اجل بنيان الجماعة، وان كل واحد منا سيؤدي حسابا عما خصه الله به من مواهب وعطايا وإمكانيات. هذا ما أراد تفسيره في مثل الوزنات.

نودع اليوم المرحومة صباح بالاسى الشديد مع الفرح الذي أوصت به قبيل الرحيل. وهي التي سلمها الله خمس وزنات من موهبة الفن والغناء فثمرتها، وها هي اليوم تسلم الله خمسا أخريات، والعدد يعني كمال العطاء. بفضل هذه الامانة الكاملة والرائعة من جهتها، نستطيع ان نقول: ماتت صباح، لكن صوتها حي على مدى الأثير. غاب وجهها، لكن ابتسامتها العريضة على كل شاشة وورقة. انها جانيت الفغالي ابنة بدادون ووادي شحرور، عمها شحرور الوادي. معروفة فنيا بشحرورة لبنان صباح، وشعبيا بالصبوحة، ونتاجا بالاسطورة.

في الصباح الباكر من يوم الاربعاء الماضي أسلمت الروح وأطلت على عالم الله، في الموعد الذي كانت تطل فيه على مسرح الارض تنشد، والجماهير تمجد الله في عطاياه. رقدت ووصيتها واحدة: ان يكون وداعها يوم فرح، وبدون حزن وبكاء، يقينا منها انها ترحل الى رحاب رحمة الله اللامتناهية، وكأنها تردد وصية بولس الرسول:"افرحوا في الرب على الدوام، وأقول لكم ايضا افرحوا". فتثبت يوم وداعها في هذا يوم الاحد. أجل، أدت صباح، رسالة زرع الفرح في قلوب الجماهير اللامحدودة، من خلال حوالى أربعة آلاف أغنية بكل اللهجات اللبنانية والعربية والمناطقية وتسعين فيلما مصريا ولبنانيا ومن جنسيات اوروبية اخرى، وثلاثة وعشرين مسرحية استعراضية وغنائية، وعشرات المهرجانات العربية والدولية. وزرعت الفرح بابتسامتها الدائمة، وحبها للحياة، بأناقتها وتواضعها، باحترامها للغير والكلمة الحلوة واللطيفة، بسرعة البديهة والنكتة الحاضرة. وزرعت الفرح بنوع خاص في قلوب الفقراء والمعوزين وذوي الحاجة، من قريب وبعيد، وساهمت في بناء كنائس وقاعات راعوية بتقديم حفلات مجانية، باذلة من مالها الخاص وتعبها بدون حساب فكانت ذروة فرحها انها ماتت فقيرة، من دون ان تملك شيئا.

انه "فرح الانجيل" الذي يدعو اليه البابا فرنسيس. فاذا ملأ القلب، حرر من الحزن والفراغ الداخلي والعزلة، وحمل على أفعال المحبة والرحمة تجاه كل أخ وأخت في عوز وحاجة".

واضاف: "وعت صباح موهبتها بعمر سبع سنوات، عندما كانت تغني مع فتيان وفتيات الضيعة، مشغوفة بجوقة عمها "شحرور الوادي" الذي احتضنها وأحبها وشجعها على إنماء مواهبها. وأدركت ان غنى موهبتها هبة من الله. فدخلت ذات يوم، وهي طفلة، كنيسة في جل الديب، وأهلها في زيارة لعائلة صديقة في المحلة، جثت على ركبتيها أمام المذبح تذرف الدموع وتصلي ببراءة الاطفال: "يا رب، أريد ان أصير مطربة مشهورة. حقق لي أمنيتي يا رب". استجاب الله طلبها ولم تنس ذلك، فظلت مواظبة على الصلاة في كل مساء، معتبرة ان المواظبة على الصلاة كالمواظبة على النوم، وان الصلاة سلاح نحارب بواسطته الاكتئاب والشدة في الازمات والمرض. وتميزت بعبادة خاصة للقديسة تريز الطفل يسوع، قديسة المحبة والفرح.

اجل، الفن على تنوعه هبة من الله بمقياس وزنات الانجيل الذي سمعنا. اذا ثمر بكامله، كالوزنات الخمس، جعل الفنان او الفنانة صورة الله المبدع. هذا ما كتبه القديس البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته الى اهل الفن 1999، قال: "الله هو مبدع الجمال والخير من العدم، امام الانسان - الفنان فصانعهما بالشكل والمعنى. نقرأ في سفر التكوين، من الكتل المقدسة، ان الله رأى جميع ما ابدعه، فاذا هو حسن وجميل وانه خلق الرجل والمرأة على صورته ومثاله، واوكل اليهما اكمال عمل الخلق يصنع الجمال والخير. ويضيف البابا يوحنا بولس الثاني ان الفنان يعيش علاقة مميزة مع الجمال والخير. فمن يشعر في قرارة نفسه بهذا النوع من الشرارة الالهية التي هي الدعوة الفنية بكل انواعها، يتملكه في الوقت عينه شعور بواجب عدم التفريط بهذه القريحة بل بتطويرها لوضعها في خدمة الانسانية والمجتمع والوطن.

هذا ما فعلته صباح في كل مراحل حياتها، فأضحت فنانة كبيرة بلغت ذروة المجد في لبنان والعالم العربي وبلدان الانتشار، غنت واطربت ومثلت على مختلف المسارح، واسرت القلوب. ساهمت بالكثير الكثير في نهضة المدرسة المصرية في القرن العشرين، وفي نهضة المدرسة اللبنانية الموسيقية الغنائية الشرقية، وفي نشر الاغنية اللبنانية حول العالم، الى جانب فنانين كبار، مصريين ولبنانيين. فكانت مسيرتها متنامية ومتألقة على مدارج الفن والمجد من مصر الى بيروت وبعلبك وجبيل وكازينو لبنان، ومن باريس الى فرساي وبروكسيل، فإلى لندن ونيويورك وكندا، ومن لاس فيغاس الى سيدني. كانت اول من غنى الاغنية اللبنانية الصرف من دون تأثر بغناء عربي آخر، واول من غنى فرنسيا - عربيا في العالم العربي، واول مطربة لبنانية غنت على مسرح الاولمبيا في باريس، وثاني مطربة عربية تغني هناك بعد ام كلثوم بسنة. لقد تربعت على عرش الفن ثمانين عاما، فكانت النجمة المشعة والعلامة الفارقة التي ربما لا تعوض في تاريخ الفن اللبناني والعربي".

وتابع: "ولانها حملت راية لبنان عاليا، وجالت باسمه في العالم عبر الفن الغنائي اللبناني والعربي، واعلنته الى المستوى العالمي ، كرمتها الجمهورية اللبنانية بالعديد من الاوسمة واصدرت على اسمها طابعا بريديا. ومنحت الجنسية المصرية والاردنية والاميركية، مع اوسمة اردنية ملكية، ومغربية وسنغالية ومصرية وارجنتينية وكرمها رؤساء جمهوريات ودول: من مصر الى فرنسا واميركا وليبيا والعراق وتونس والجزائر وسوريا. وعلى اسمها سمي شارع في مدينة ديترويت من ولاية ميشيغن الاميركية وساحة في تونس. ومنحت من الرئيس الاميركي السابق لقب "سفيرة السلام في العالم".

اليوم بغيابها وغياب شاعر لبنان الكبير سعيد عقل وهما ينتقلان معا من عالمنا الى عالم الله ينكسر غصنان كبيران من الارزة اللبنانية. هذا الفقيد الكبير لقبها "بحلوة الحلوات"، والراحل الكبير الآخر الفنان وديع الصافي، الذي سبقها في العام الماضي الى دار الخلود، سماها "ملكة الاوف". وفي باريس "بملكة اناقة العالم العربي". واحد الفنانين الكبار اطلق عليها لقب "شمس الشموس".

واردف: "صباح المتألقة بالمجد رفيعة ايضا في تواضعها. في مجتمع يتآكله، ويا للاسف، الازدواجية والكذب والحق، ظهرت صباح شفافة واضحة امام الله والناس. لا لغز في حياتها ولا ازدواجية، لا وجهان ولا حياتان، بل وجه واحد وحياة واحدة، لا خبث يشوه حياتها ولا تستر. قاعدتها كلمة المسيح في الانجيل: "ليكن كلامكم نعم نعم او لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشر". ندد السيد المسيح بالازدواجيين ذوي الوجهين واللسانين، فشبههم "بالقبور المكلسة التي يبدو ظاهرها جميلا فيما باطنها ممتلىء نجاسة". ويقول لهم بصرامة: "انكم في ظاهركم تبدون للناس ابرارا، فيما باطنكم مملوء خبثا وشرا.

احبت صباح جميع الناس، وسالمت الجميع، وسامحت كل اساءة، مرددة مع مبادرة السماح "والله كبير". واستعدت للمثول امام عرش الله بروح التوبة والصلاة، مرددة صلاة المزمور: "ارحمني يا الله بحسب رحمتك، وبكثرة رأفتك امح مآثمي. فإليك وحدك خطئت، والشر امام عينيك صنعت". وأغمضت عينيها عن انوار هذه الدنيا، محاطة بدفء عاطفة الاهل والاصدقاء والمحبين وصلاتهم، راجية ان تنعم بالمشاهدة السعيدة في مجد السماء.

وإنا معكم ومع كل محبيها وعارفيها نصلي الى الله لكي يتغمدها بوافر رحمته، ويسكب بلسم العزاء على قلب ابنها وابنتها وشقيقها وعائلات المرحومين شقيقها وشقيقاتها وعمها، وعلى قلوب ابناء عائلة الفغالي الكرام ونقابة الفنانين المحترفين في لبنان. ولنسع جميعا الى تثمير ما وهب الله كل واحد وواحدة منا من مواهب ووزنات، له المجد الى الابد، آمين".

وبعد تقبل التعازي خرج الجثمان الى خارج الكاتدرائية على وقع التصفيق والزغاريد واغاني الراحلة التي ادتها موسيقى الجيش.

وكانت عائلة الراحلة: ابنها صباح، شقيقها، وبنات شقيقاتها تقبلوا التعازي قبل الدفن من الرئيس تمام سلام وعقيلته لمى ومن الوزراء محمد المشنوق، الياس ابو صعب، اليس شبطيني، والنواب: هنري حلو، فؤاد السعد، بهية الحريري، انطوان زهرا، فادي الهبر، ناجي غاريوس، حكمت ديب واميل رحمه. ومن المطارنة بولس مطر، دانيال كورية وجهاد بطاح، الوزير السابق الياس حنا.

وارسلت الفنانة فيروز اكليلا من الزهر كتب عليه:"شمسك ما بتغيب"، واكاليل من الرؤساء: أمين الجميل، فؤاد السنيورة، سعد الحريري، ميشال عون، والوزراء: جبران باسيل، اشرف ريفي، روني عريجي، ومن الدكتور سمير جعجع.

الحريري

وعلى هامش مراسم الجنازة كانت كلمة للنائب بهية الحريري قالت فيها: "من مثل صباح لا يموت، هذه خسارة كبيرة للبلد، عندما نتذكرها نذكر كل ما له علاقة بالمواطنة وهي دخلت قلوب الناس جميعا، كثيرون مثلها تركوا هذه الدنيا وبقوا موجودين من خلال تراثهم وصباح من الاشخاص الذين ينطبق عليهم هذا المثل، ولبنان غني بتعدديته وابتكارات ابنائه".

اما الفنانة سميرة بارودي فقالت: "في هذه السنة غادر ثلاثة عمالقة: صباح، وديع الصافي وسعيد عقل، ونطالب بمتحف يحفظ فيه ارثهم فهم لا يعوضون" مضيفة "نقابة الفنانين المحترفين ستشتاق اليك يا صباح والساحة العربية واللبنانية ايضا".

 

نجاح سلام راثية صباح: كيف لي أن أصدق الغياب وقد أوهمني حضورك الطاغي أنك والحياة توأمان

الأحد 30 تشرين الثاني 2014 /وطنية - رثت الفنانة نجاح سلام، زميلتها الراحلة صباح، بكلمات مؤثرة عنونتها ب"صباح: الضحكة العارمة"، استهلتها بالقول: "لم تكن صباح لي مجرد صديقة أو زميلة أو رفيقة درب وحسب. صباح لي ذلك الأمل الذي يستعصي على الانكسار. صباح لي أمثولة للفرح والتعالي على الجراح والألم. صباح لي ذلك الألق المتوهج المشع المبشر بانتصار الحياة حين تلوح في روحك بوادر الهزيمة". وتوجهت إلى روح الراحلة قائلة: "لكم أذهلتني ضحكتك العارمة وفي القلب من عوادي الزمان ما لا تتسع له المآقي من دموع. كيف لي أن اطاول الأمل وكنت لي أعلى بيارقه. كيف لي أن اصدق الغياب وقد أوهمني حضورك الطاغي أنك والحياة توأمان. في صوتك الشامخ بشريات النهار ورفيف البهجة في جناح العصافير. رفيقتان كنا ندوزن المنافسة الفنية الراقية في ما بيننا لنضخ الإجادة والأصالة اللبنانية في عروق الفن العربي، ومعنا الكبار فيروز ووديع وسعاد (محمد) ونور الهدى وفايزة (أحمد) وزكي (ناصيف) و(محمد) سلمان ونصري (شمس الدين) وباقي الرفاق. آه من هذه الـ "كنتِ" التي تجرحني ولا تشبهك. ترحلين يا حبيبتي فأذوي إلى ذكرياتنا معا بحلوها ومرها أقلب الصور، أبكيك ثم أبتسم حين أراك على بعد دقة من قلبي تضحكين".

 

الاحدب للرئيس الحريري: ان لم يكن سحب حزب الله من سوريا بندا اولا على طاولة الحوار فانك تنقل تجربة المالكي الى لبنان

الأحد 30 تشرين الثاني 2014 / وطنية - عقد رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الاحدب، مؤتمرا صحافيا في دارته بطرابلس قال فيه: "لطالما دعونا مختلف اطياف المجتمع اللبناني الى التلاقي والحوار حتى في اصعب الظروف التي عصفت بالبلد، من هنا نرحب بالدعوات والجهود التي تبذل للتلاقي بين حزب الله والمستقبل بغية تخفيض الاحتقان السني الشيعي والوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية كما نسمع".

اضاف: "ان تجربتنا مع الحوار الذي خاضته في السابق قوى 14 اذار، وعلى رأسها تيار المستقبل مع حزب الله غير مشجعة، اذ كانت النتائج دائما خيبات امل متتالية اوصلتنا الى واقع مرير ومذل يدفع ثمنه الجميع، خصوصا من كان يراهن على تيار المستقبل ووعوده ببناء الدولة وجلب فرص عمل والانماء للوطن، حيث تخلت الدولة عن واجباتها تجاه مواطنيها، فاصبح كل فريق في السلطة يمثل طائفته وحصتها من الدولة.

فكان بداية التحالف الرباعي الذي اقصى قيادات وفعاليات شيعية تختلف مع حزب الله وكرس له حصرية التمثيل الشيعي، وصولا الى تنازل اخر قدمته قوى 14 اذار بفعل تحكم حزب الله بالعملية السياسية، حيث تم التسليم بان انتخاب رئيس الجمهورية لا يكون اذا لم يتوفر نصاب الثلثين في اي جلسة لمجلس النواب، ما حال حتى اللحظة دون انتخاب رئيس جديد".

وتابع: "ثم اتفاق الدوحة الذي بموجبه تنازل تيار المستقبل عن حق دستوري لرئيس الحكومة حيث اعلن النائب ميشال عون من منزله اسماء وزرائه، ثم التنازل عن نتائج الانتخابات النيابية واعطاء الثلث المعطل للاقلية اي اعطائها حق تعطيل تشكيل الحكومة وفرطها ساعة تشاء، وهذا ما فعلوه بالرئيس الحريري حيث استقال فريق حزب الله وحلفائه من الحكومة عندما كان الرئيس الحريري يقابل اوباما، وكل ذلك كان باسم الحفاظ على الاستقرار ومصلحة الدولة والسلم الاهلي ونبذ الفتنة السنية الشيعية".

وقال: "امام كل ذلك لا بد من طرح التساؤلات التالية:

- هل تخفيف الاحتقان يكون باعطاء الجيش تعليمات وفق قواعد واصول اقرت في مجلس الوزراء واعتبر بموجبها كل من قاتل ويقاتل حزب الله في سوريا ارهابيا، او كل من يحمل السلاح ولا ينتمي لسرايا المقاومة الميليشياوية يجب توقيفه واعتبار اهله بيئة حاضنه للارهاب، وهذا يعني ان الحكومة لا تغطي حزب الله فقط بل انها اعطت التوجيهات للجيش اللبناني والقضاء وكل المؤسسات اللبنانية لمساعدته والتنسيق مع جيش الاسد وسرايا المقاومة عمليا، فيما انكم تطلقون التصريحات الرافضة لوجود الحزب في سوريا ولتصرفات سرايا المقاومة وتريدون من الناس ان تصدقكم.

- هل تخفيف الاحتفان يكون بتسليم البلد لمنظومة امنية مخابراتية اصبح الجميع يعلم بانكم ترعونها وتحافظون على ابقاء مسؤوليها بمراكزهم رغم مسؤوليتهم عن كل جولات العنف والدمار، التي عصفت بالمدينة وهذه المنظومة لا عمل لها سوى زرع الفتنة في البلد، وادارة المعارك فيه، وحماية ادواتها، واظهار طرابلس تارة امارة واخرى حاضنة لداعش خدمة للسياسة الاقليمية، هل هكذا يكون الاستقرار وهل هذا من ضمن القواعد والاصول التي اقرت في مجلس الوزراء.

- هل تخفيف الاحتقان يكون بزج شبابنا بالسجون بوثائق اتصال غير قانونية مسلطة على رقاب من يخالف حزب الله في سياسته وانتم تغطون.

- هل تخفيف الاحتقان يكون بتوقيف وتأجيل محاكمة فريق كامل من الذين يعارضون الحزب او التيار من اسلاميين وقادة محاور ومؤخرا مئات الشبان الذين اوقفوا عشوائيا وظلما بتهم الارهاب ولا يحاكموا الا بواسطة سياسية حيث يخلى سبيلهم ويبقى سيف التوقيف مسلطا على رقابهم لاخضاعهم وتوقيفهم مجددا عندما يرفضون التعامل مع الحزب.

- هل تخفيف الاحتقان السني الشيعي يكون بتغطية مشاركة حزب الله في ذبح الشعب السوري.

- هل مصلحة البلد تكون بزج الجيش اللبناني بحرب حزب الله في الداخل السوري ونقل الحرب الينا.

ام ان الاستقرار يتحقق عندما يصبح الجيش من كل لبنان لكل لبنان فعلا، وتكون لديه تعليمات واضحة لحماية الوطن وكل اللبنانيين من اي معتد اكانت جبهة النصرة ام النظام السوري، الذي يقصف باستمرار القرى الحدودية اللبنانية".

اضاف :"يا دولة الرئيس، انكم تقمعون من تمثلون بخراطيم المياه وكلنا شاهد بالامس ما جرى بين فرق مكافحة الشغب واهالي العسكريين المخطوفين، رغم منعكم الصحافة من تغطية هذه الفضيحة، في حين ان من يحتل مؤسسات الدولة منذ اشهر، لا تطاله هيبة وزير داخليتكم. وحتى لو قمتم بتأجيل الانتخابات ومددتم للمجلس النيابي رغما عن ارادة الشعب، لن تتوصلوا الى الاستقرار لان الاستقرار لا يكون بالتنازل عن حقوق وكرامات الناس التي فوضتكم تمثيلها على قاعدة نريد الدولة والسماء زرقاء. كل هذا يا دولة الرئيس لا يوحي بانك ذاهب الى حوار بل الى اذعان جديد يكرس واقعا ظالما مذلا ما يدفع شبابنا للانضمام الى مجموعات متطرفة باتت تشكل واقعا جديدا على الحدود يكبد حزب الله الخسائر الفادحة بعدما كان اوهم اللبنانيين بقدرته على الحسم العسكري منذ اكثر من سنة ولم ولن يستطع القيام بذلك".

وختم الاحدب: "يا دولة الرئيس لحماية لبنان من الفتنة السنية الشيعية، فان البند الاول على طاولة الحوار يجب ان يكون سحب حزب الله من سوريا وليس الاذعان لبقائه هناك واستعمال كل مؤسسات الدولة لمؤازرته، والا فانك تنقل تجربة المالكي الى لبنان ولن يبقى حينها بلد تحاور من اجله".

 

فتفت: المطلوب اليوم انتخاب رئيس توافقي وليس شخصية صدامية

الأحد 30 تشرين الثاني 2014 /وطنية - رأى النائب احمد فتفت "أن الهدف الاساسي من الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، هو "إبعاد نيران الصراع الاقليمي عن لبنان"، معتبرا "ان التجارب السابقة لم تكن مشجعة". وشدد في حديث اذاعي عبر "صوت لبنان 93,3"، على "أهمية الحوار لجهة تسريع انتخاب رئيس للجمهورية، واقرار قانون جديد للجمهورية"، مشيرا الى "أن جدول أعمال الحوار لم يحدد بعد". أضاف: "أخشى حصول صدمة سلبية لدى اللبنانيين في حال فشل الحوار، خصوصا أن لا مبادرات جدية من قبل الفريق الآخر في الملفات المطروحة"، لافتا الى أن مصالح تيار المستقبل وحزب الله "تلاقت في موضوع التمديد للمجلس النيابي". وأكد فتفت "أن الرئيس تمام سلام هو الشخصية الوحيدة القادرة على ادارة الازمة الحالية"، معتبرا "أن المطلوب اليوم انتخاب رئيس توافقي للجمهورية، وليس شخصية صدامية". ورفض تمسك رئيس تكتل "التغيير والاصلاح"العماد ميشال عون بترشحه وتعطيل الانتخابات، مشيرا الى "أن ايران غير مستعدة للتخلي عن ورقتها في لبنان، وبالتالي لا رئيس في المدى المنظور". من جهة ثانية، رأى فتفت "أن التعاطي مع ملف العسكريين المخطوفين كان عبر الاعلام في وقت كان بحاجة الى الكثير من التكتم والسرية"، داعيا الى "ترك معالجة هذا الموضوع الى اللجنة الوزارية المكلفة بعيدا عن الاعلام".

 

فوز اللائحة المدعومة من 14 آذار في انتخابات نقابة أطباء الأسنان

الأحد 30 تشرين الثاني 2014 / وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام ان اللائحة المدعومة من قوى "14 آذار" فازت في انتخابات نقابة أطباء الأسنان في طرابلس بمركز النقيب أديب زكريا واعضاء مجلس النقابة والمجلس التأديبي والتقاعد.

 

اجتماع طارئ لخلية الأزمة الوزارية لمتابعة ملف العسكريين المخطوفين

الأحد 30 تشرين الثاني 2014 / وطنية - عقدت خلية الأزمة الوزارية، اجتماعا طارئا، بدعوة من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، لمتابعة المستجدات في ملف العسكريين المخطوفين.

 

قاووق: معادلة الجيش والشعب والمقاومة عنوان قوة لبنان

الأحد 30 تشرين الثاني 2014 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن التكفيريين اليوم يشكلون خطرا على جميع دول وشعوب المنطقة إلا إسرائيل، وتهديدا لكل جيوش العرب إلاّ الجيش الإسرائيلي، فهم يحاربون الجيش اللبناني والسوري والعراقي واليمني والمصري والجزائري والتونسي والليبي والصومالي، ولا يحاربون الجيش الإسرائيلي". وشدد خلال احتفال تأبيني في حداثا الجنوبية، على "ضرورة أن تعمل الحكومة اللبنانية على إقرار استراتيجية وطنية لمواجهة الخطر التكفيري، لأن المعركة لم تنته معه، وعندما يكون لبنان في مرحلة المواجهة والمخاطر المحدقة به، فإن الواجب الوطني يفرض المزيد من التضامن الوطني، لأن الإستمرار في التحريض وافتعال الأزمات لن يغير شيئا في المعادلات ولا في المواقف وإنما يفيد أعداء لبنان"، مؤكدا "أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي عنوان قوة لبنان في مواجهة الخطرين التكفيري والإسرائيلي". أضاف: "إن تدخل "حزب الله" في سوريا كان عاملا حاسما لمصلحة لبنان ولحمايته ولوقف تمدد داعش نحوه التي تمددت في العراق وسوريا ووصلت إلى مصر، ولكنها فشلت في أن تجتاز الحدود إلى عمق لبنان، وهذا بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة". وأوضح "أن ما يقوم به "حزب الله" في سوريا هو واجب وطني وأخلاقي لقطع الطريق على المشروع التكفيري، ومن يلتحق بهذا الواجب في مواجهة الخطر التكفيري لم ولن يزيدنا إلا فخرا، ومن يتخلف عنه لم يزداد إلا حسرة"، مشيرا إلى أن "المواجهة مع المشروع التكفيري لم تنته بالرغم من انحساره وتراجعه، لأنه لا زال هناك فلول تكفيرية يائسة تبحث عن الإنتقام، وهذا يفرض على اللبنانيين أن يقفوا موقفا واحدا حتى لا تكون هناك رسالة خاطئة للتكفيريين، وقد أثبتت الوقائع أن الصراع في لبنان والمنطقة ليس صراعا سنيا شيعيا، وإنما هو صراع بين شعوب المنطقة كلها ضد الإرهاب التكفيري".

 

الراعي: ليست المسؤولية خدمة للذات ولفئات مذهبية أو حزبية بل هي لخدمة الخير العام

الأحد 30 تشرين الثاني 2014/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح، النائب البطريركي المطران حنا علوان، المطران عاد ابي كرم، أمين سر البطريرك المونسينيور نبيه الترس ولفيف من الكهنة، وحضره وفدا من عائلة المثلث الرحمة المطران منصور حبيقة، قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، الامين العام لهيئة صون القيم نبيه الاعور، الامين العام للمؤسسة المارونية للانتشار السيدة هيام البستاني، عضو المؤسسة المارونية للانتشار السيدة روز الشويري، المهندس جو صوما، مدير عام مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، قنصل مولدافيا ايلي نصار وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "قامت مريم وذهبت مسرعة الى الجبل"، قال فيها: "تحتفل الكنيسة اليوم بتذكار زيارة مريم العذراء لإليصابات. فما إن ملأتها بشارة الملاك جبرائيل بفرح الحبل بابن الله، يسوع المسيح، بقوة الروح القدس (راجع لو 1: 31-32)، حتى خرجت من بيتها في الناصرة، وذهبت مسرعة إلى بيت إليصابات العجوز العاقر، في عين كارم، وهي حُبلى في شهرها السادس، بعطية خاصة من الله، تحمل إليها فرح الإنجيل، فرح "الخبر السار" الآتي من عند الله، لتملأ نقص فرحها المُشار إليه بالشهر السادس، وتبلغ به إلى تمامه، أي الشهر التاسع، رمزا للعهد القديم الذي لن يبلغ كماله إلا بالذي قال: ما جئتُ لأنقض بل لأكمل. هذا الفرح يستدعي إشراك الغير به، ويدعو إلى أخذ المبادرة والالتزام بها ومرافقة الشخص بخدمته، وقطف ثمارها". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية التي تشاركنا فيها عائلة المثلث الرحمة المطران منصور حبيقه، راعي أبرشيتنا المارونية في زحله. وقد غادرنا إلى بيت الآب منذ شهر. فإننا نذكره معكم مجددا في هذه الذبيحة المقدسة، ونجدد التعازي الحارة لأشقائه وشقيقاته وعائلاتهم. كما نذكر في صلاتنا قطبين لبنانيين من عالم الفن والشعر والأدب غادرانا معا إلى بيت الآب، هما المرحومة الفنانة صباح التي نصلي على جثمانها بعد ظهر اليوم، والمرحوم الشاعر الكبير والأديب سعيد عقل الذي نصلي أيضا على جثمانه ظهر الثلاثاء. نسأل الله أن يعوض على الكنيسة ولبنان بأمثالهم".

قامت مريم وذهبت مسرعة إلى بيت إليصابات

وتابع: "يؤكد قداسة البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، أن "فرح الإنجيل الذي يملأ قلب وحياة جميع الذين يلتقون يسوع، هو فرح إرسالي"، (فقرة 1 و21)، يخص الشعب كله، ولا يمكن أن يقصى أحد عنه. هذا ما أعلنه الملاك لرُعاة بيت لحم في ليلة ميلاد المخلص: "أبشركم بفرح عظيم، يكون للشعب كله" (لو2: 10). وهذا رآه يوحنا الرسول في رؤياه :"ورأيت ملاكا طائرا في كبد السماء، ومعه الإنجيل الأبدي (البشرى السارة) ليبشر به القاطنين في الأرض، وكل أمة وقبيلة ولسان وشعب" (رؤيا 14: 6). هكذا فعل الرب يسوع وهو "يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعهم، ويكرز بإنجيل الملكوت، ويشفي الشعب من كل مرض وكل علة" (متى 9: 35).

ويضيف البابا فرنسيس: "من الحيوي اليوم أن تخرج الكنيسة لتبشر الجميع بالإنجيل، في كل مكان، وفي كل المناسبات، بدون تردد ولا قنوط ولا خوف فهي إياها "الكنيسة المنطلقة" مع جماعة المؤمنين والمؤمنات الذين يأخذون المبادرة ويلتزمون ويرافقون ويأتون بالثمار" (فرح الإنجيل، 23 و24). رسالتهم أن يزرعوا فرح المسيح في قلوب جميع الناس. مبادرة والتزام ومرافقة وقطف ثمار. هذه الأربعة نتعلمها من حدث زيارة مريم لإليصابات".

وقال: "يجب علينا، بل على كل واحد منا من موقعه، أخذ المبادرة كما فعل الرب يسوع، إذ كان يأخذ دائما المبادرة الأولى، في تجواله من مكان إلى آخر، بفيض من حبه، حاملا محبة الله ورحمته لجميع الذين التقاهم، كما تورد الأناجيل. أخذ المبادرة يقتضي الذهاب إلى لقاء الآخر من دون خوف أو تردد، والبحث عن البعيدين والمستبعدين، وإشراك الغير في رحمة الله، بعد اختبارها. مريم تأخذ المبادرة بالذهاب إلى بيت إليصابات لخدمتها فور علمها بالخبر من فم الملاك (فرح الإنجيل، 24)".

وتابع: "يجب الإلتزام بالخدمة على مثال الرب يسوع الذي "غسل أرجل التلاميذ"، ودعا أخصاءه للخدمة المتواضعة، مهما علا شأنهم، ويقول لهم" "طوبى لكم إذا عملتم به" (يو13: 17). يكتب البابا فرنسيس: "الجماعة المبشرة بالإنجيل، بأفعالها ومبادراتها، تدخل في حياة الآخرين اليومية، تُقلص الأبعاد، تتدنى حتى الإذلال إذا لزم الأمر، وتُلامسُ جسد المسيح المُتألم في الشعب (فرح الإنجيل، 24). هي مريم تفعل ذلك من سمائها مع كل إنسان، وبخاصة مع المتألمين والحزانى والمحتاجين، فتواصل معه "زيارتها" لإليصابات. أجل، مريم في زيارة دائمة لنا، أفرادا وجماعات". أضاف: "أخيرا تجب المرافقة. الجماعة التي تبشر بالإنجيل إنما ترافق البشرية في كل مساراتها، مهما كانت قاسية وطويلة، وتنتظر برجاء وتصبر (فرح الإنجيل، 24). مريم التي رافقت إليصابات طيلة ثلاثة أشهر، ترافق أبناءها وبناتها المسافرين في بحر هذا العالم حتى يبلغوا ميناء الخلاص". وتابع: "بنتيجة هذه المبادرة والالتزام والمرافقة، كانت الثمار الروحية والإنسانية وافرة وهي: امتلاء إليصابات والجنين يوحنا في بطنها من الروح القدس، وهتاف إليصابات النبوي المثلث لمريم، فحيتها "مباركة بين النساء ومباركة ثمرة بطنها" "وأمُ ربها"، وعظمت إيمانها بالقول: "طوبى لتلك التي آمنت" (راجع لو1: 41 -45). أضاف: "إنها ثمار عطية الروح القدس. يعلمنا حدث الزيارة أن حيث مريم هناك المسيح، وحيث المسيح هناك الروح القدس. عندما نلتجئ إلى مريم ونصلي لها، تعطينا ابنها يسوع بشخصه وكلامه ونعمه، وعندما نلتجىء إلى المسيح الرب يهبنا روحه القدوس الذي يحقق فينا ثمار الفداء، ويملأنا فرحا وحياة جديدة". وتابع: "زيارة مريم لإليصابات تعلم كل مسؤول سواء في العائلة والمجتمع، أم في الكنيسة والدولة، ثقافة المبادرة والالتزام والمرافقة، من أجل زرع الفرح في القلوب، وإحياء الطمأنينة في عيش كريم، وخلق السعادة لدى الجميع. ليست المسؤولية للقهر والاستبداد والظلم، وليست للاهمال والتفريط، وليست المسؤولية خدمة للذات ولفئات مذهبية أو حزبية. المسؤولية هي لخدمة الخير العام، الذي منه خير كل إنسان، وخير كل الإنسان. لا يمكن القبول بممارسة المسؤولية والسلطة خلافا لهذه الخدمة. فليتق الله في هذا كل مسؤول وصاحب سلطة". وختم الراعي: "تعالوا، أيها الأخوة والأخوات، نعطي حياتنا اليومية، وعلاقاتنا العائلية والاجتماعية والوطنية وجه زيارة تبادر وتلتزم وترافق وتعطي ثمار فرح وسعادة في قلب كل إنسان. فيتمجد الله، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس ، استقبل الراعي في صالون الصرح على التوالي: عائلة المطران حبيقة، القائمقام منصور، القنصل نصار والمهندس الفرنسي فرانك زياني، رئيس اللجنة الاقتصادية العالمية في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم انطوان منسى، وفد المؤسسة المارونية للانتشار، المهندس صوما، الدكتور عازار، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عواد، الباحث والكاتب الدكتور الياس كنعان، المقدم طوني متى ورجل الاعمال عبدو عتيق، المهندس ميشال طوبيا الذي قدم لوحة الشركة والمحبة، المحامي لوران عون، نائب رئيس المجلس الالماني في الشرق الاوسط جورج دحدح ووفود شعبية من مختلف المناطق.

 

ندوة للناصريين الأحرار بمناسبة الذكرى 43 لإحتلال النظام الفارسي الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث

العجوز : الصهاينة والفرس وجهان لعملة واحدة وكلاهما محتل لأراض عربية

تحت عنوان كي لا ننسى أراضينا العربية المحتلة ، أقامت حركة الناصريين الأحرار ندوة لكوادرها في بيروت تحدث خلالها رئيس مجلس القيادة الدكتور زياد العجوز عن الحقوق العربية المغتصبة ..

وقال، للأسف الشديد فإن الأراضي العربية المحتلة كادت أن تصبح في طي النسيان ، لأن العدو الذي إختار إحتلال أرضنا العربية ما زال يمعن في إغتصابه لحقوقنا الطبيعية ..

وتابع ، لقد كانت وما زالت فلسطين هي القضية الأم وهي القضية الأولى بالنسبة لقضايانا العربية .. ولكن نسينا بأن فلسطين ليست وحدها هي أرض عربية محتلة .

فالأحواز العربية منذ أمدٍ طويل احتلها الفرس ولم تجد أحداً ينادي بتحريرها رغم عراقة تاريخها وأهمية موقعها الجيوسياسي وعروبة أهلها .

والأحوازيون عرب مثلنا يحتل أرضهم عدو مجرم يغتصب كل حقوقهم والعرب وللأسف الشديد يخشون طرح هذه القضية بشكل يليق بأهمية هذه القضية ، وللأسف باتت قضية الأحواز في عالم النسيان.

واليوم ومع الذكرى الثالثة والأربعين لإحتلال الفرس لأرض عربية جديدة ، نطلق الصرخة عالية تحت عنوان " كي لا ننسى.." ففي مثل هذا اليوم تحركت القوات المعادية الفارسية بإتجاه الجزر الإماراتية العربية الثلاث ، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى..

إستغل النظام الفارسي الإيراني صمت العرب عن حقوقهم فتابعوا مسيرة إغتصابهم لأرضنا وحقوقنا .. وها هم اليوم يتمادون في عملية بسط نفوذهم على كل الوطن العربي في ظل عناوين كثيرة يختبؤون خلفها.

ففلسطين احتلها العدو الصهيوني الغاشم ، والأحواز العربية والجزر الإماراتية الثلاث إحتلها النظام الفارسي الإيراني.. ونحن نقول ولمن لا يسعفه السمع أو النظر بأن قضية الأحواز والجزر الإماراتية الثلاث يجب أن تكون قضيتها على مستوى كل المواقع كما هو الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية.

فأرضنا محتلة والأعداء يتربصون بنا شراً إن لم نقف وقفة واحدة وبالحد الأدنى للكشف للأجيال من هو العدو ومن هو الصديق والشقيق.

فالصهاينة والفرس وجهان لعملة واحدة..كلاهما إغتصب أراض عربية وأمعن تنكيلاً وإجراماً بمواطنيها.

ونحن اليوم إذ نستذكر الجزر الإماراتية الثلاث ، لنقول للقاصي والداني بأن حقوقنا العربية ومهما طال الزمن وطغى وتجبر ، فلا بد أن نجد السبيل لإستردادها.

فتحية لأهلنا في فلسطين المحتلة ، وتحية لأهلنا في الأحواز العربية وتحية لأهلنا في الجزر الإماراتية الثلاث وعهداَ لن نستسلم.

وفي ختام الندوة أعلن العجوز بأن الموقع الإلكتروني للحركة   ( nasseryounahrar.org )  قد وضع على صفحته الرئيسية فقرة خاصة تعلق بقضية الجزر الإماراتية الثلاث منذ البداية وحتى يومنا هذا.

 

نوري المالكي رمز إرهابي دولي

 داود البصري/السياسة

01/12/14

ضمن سلسلة من التحركات الداخلية والخارجية, زار النائب الأول لما يسمى رئيس جمهورية العراق, ورئيس الحكومة السابق “المخلوع” نوري المالكي بزيارة العاصمة اللبنانية بيروت وحيث تم استقباله نيابيا من قبل جماعة “حزب الله” الإيرانية في لبنان! وفي الوقت نفسه رفع المحامي اللبناني الأستاذ طارق شندب دعوى قضائية مستعجلة ضد نوري المالكي تتهمه بممارسة الإرهاب فوق الأراضي اللبنانية عبر المشاركة في تفجير السفارة العراقية في بيروت في 15 سبتمبر عام 1981 مما أدى الى مصرع عدد من الأبرياء, ومنهم مواطنون لبنانيون إضافة لطاقم السفارة العراقية, وكذلك السيدة بلقيس الراوي سكرتيرة السفير وزوجة الشاعر الراحل نزار قباني!

وطبعا هذا الاتهام الذي يعود لأكثر من ثلاثة عقود لا يسقط بالتقادم لأنه متعلق بالإرهاب ضد الإنسانية , كما أن ذلك الملف الحيوي لا يشمل آلاف الجرائم الإرهابية, والطائفية, وعمليات القتل بالجملة التي ارتكبها نوري المالكي والميليشيات العاملة معه بعد أن تولى رئاسة وزراء العراق في واحدة من أكبر تناقضات التاريخ وصوره الانقلابية المضحكة, وهي في أن يتحول إرهابي ضرب المصالح الأميركية والغربية, وكان أداة إيرانية صرفة لتسويق الإرهاب الطائفي في المنطقة لرئيس حكومة وتحت الرعاية الأميركية والغربية!

إنها صور تحول غريبة وعجيبة لا نراها إلا في الشرق التعيس, وحيث الكارثة تجاور الخرافة! ورغم الجهود القانونية الضخمة التي أبداها المحامي اللبناني طارق شندب لمحاربة الإرهاب والوقوف بوجه رموزه الدوليين إلا أن استجابة الحكومة اللبنانية لن تكون أبدا بمستوى المسؤولية لمحاذير وموانع سياسية وديبلوماسية ومصلحية وذاتية أيضا! ولكن إعادة نبش ذاكرة الإرهاب أمر جميل في ظل الحملة الدولية لمقاومة الإرهاب ودحره.

والواقع إن الماضي الإرهابي لنوري المالكي, ولغالبية قادة الميليشيات الطائفية التي تحكم العراق اليوم ليس بالسر المكين, ولا يمثل مفاجأة لأحد, لأن نوري المالكي شخصيا ومنذ أن هرب الى ايران عام 1980 كان يمارس دورا إرهابيا يسمونه في عرفهم الإيراني “جهادا”! وكان فعلا أحد أعضاء خلية “الجهاد الإسلامي” وهي البذرة التنظيمية الأولى ل¯”حزب الله” اللبناني والتي سنت أعمالا إرهابية انتحارية كانت هي الرائدة فيه, بدأتها بتفجير السفارة العراقية عبر انتحاري عراقي تم غسل دماغه طائفيا اسمه “أبومريم”, ثم توالت الأفعال الإرهابية الانتحارية الرائدة التي سبقت أفعال “القاعدة” وغيرها عبر تفجير مقرات” المارينز” الأميركي والفرنسي في بيروت في ربيع عام 1983 , ثم كانت الإنتقالة الارهابية الكبرى نحو دولة الكويت في 12/12/1983 عبر تفجيرات إرهابية كبرى شملت السفارة الأميركية القديمة في بنيد القار, ومنشآت وطنية كويتية أخرى, وقد وقفت خلفها المجموعة نفسها من الإرهابيين الطائفيين العملاء اللبنانيين والعراقيين, ومنهم نوري المالكي, وأبومهدي المهندس وعموم حزب “الدعوة” الإرهابي العميل.

وطبعا كان لبنان في ظل الفوضى التي سبقت وأعقبت الاحتلال الإسرائيلي عام 1982 المركز القيادي لجماعات الإرهاب الطائفي الإيراني في الشرق. يعود المالكي اليوم, وهو مسؤول عراقي كبير لمقر جريمته الإرهابية الأولى في لبنان والتي كان لنجاحها دور كبير في استمرار وتطوير العمل الإرهابي في الشرق وفي خلق مراكز قوى ونفوذ طائفية كبيرة في لبنان جعلت من, “حزب الله” وهو التنظيم الذي كان صغيرا بمثابة مركز إرهابي إيراني دولي في لبنان! لقد كانت تلك الجريمة الشنيعة هي الأساس الذي تمت بعده كما أسلفنا جملة من العمليات الإرهابية الكبرى التي هزت الشرق الأوسط واستمرت حتى اليوم بصيغ ووسائل متباينة , وأتذكر أنه بعد التفجير سيطرت عناصر حركة أمل اللبنانية بقيادة نبيه بري, وقتذاك, على الموقع ونهبت وثائق وأوراق السفارة العراقية, ومنها مجموعة من جوازات السفر غير المكتوبة, وقد سلمتها للمخابرات السورية أيام الاحتلال السوري للبنان, وقامت المخابرات السورية بتقليد وطباعة جوازات عراقية مزورة كلفت أتباع ووكلاء النظام الإيراني في الشام بتسويقها وبيعها بسعر 250 دولارا أميركيا للجواز , ويكون الدفع بالدولار وليس بالليرة السورية!

 ومن أهم مسوقي وباعة تلكم الجوازات المزورة كان الوزير الحالي العراقي باقر صولاغ, وكان وقتذاك, ضابط ارتباط بين المخابرات السورية وجماعة حركة المجاهدين العراقيين “تنظيم الحكيم” وكانت مهمته لوجستية بحت تتمثل في تجنيد بعض المغرر بهم وغسل أدمغتهم طائفيا وتكليفهم تنفيذ أعمال إرهاب انتحارية في العراق, خصوصا ضد المصالح الحكومية والمؤسسات الخدمية, وهو ماحصل فعلا عبر تفجير وزاة التخطيط والإذاعة والتلفزيون والتسبب بمقتل عشرات المدنيين العراقيين, وبما تسبب أيضا عام 1982 بنقل قمة عدم الانحياز التي كان مقررا أن تعقد في بغداد للعاصمة الهندية نيودلهي, وكان ذلك مطلبا إيرانيا تكفل عملاء إيران في العراق بتحقيقه, ومنهم ومن أبرزهم نوري المالكي وصولاغ, والحملة الدولية ضد الإرهاب لا تكتمل فصولها الحقيقية إلا بإدراج أسماء الكثير من القيادات العراقية الحاكمة حاليا فيها ومتابعتهم, جزائيا وقانونيا, ومنهم المالكي وصولاغ والمئات من المسؤولين السابقين والحاليين , وأتذكر أن شويعرا دعويا اسمه أبومدين الموسوي! تحول لوكيل لوزارة الثقافة العراقية لاحقا تحت اسم جابر الجابري قام بنشر قصيدة تمجد تفجير السفارة العراقية في بيروت, وتشمت بمصرع السيدة بلقيس الراوي, وموجهة للشاعر الراحل نزار قباني بعنوان “بلقيس أنت قتلتها”! وهي طبعا قصيدة “عنطوطية” تافهة كتفاهة فكرهم الطائفي الإرهابي ولكنها تعتبر فعلا ممجدا بالإرهاب. المهم ضرورة التركيز على ملاحقة الإرهابيين ولو تحولوا لحكام وقادة وانهيار العراق اليوم ووقوعه تحت براثن الحرب الأهلية الطائفية هو نتيجة حتمية لهيمنة أهل الإرهاب الطائفي الرائد على مقدراته… تحية لجهو د المحامي اللبناني الإنسان طارق شندب , وليسقط الإرهاب ورعاته ووكلائه في كل زمان ومكان.

 

وداعا يا أرزة لبنان يا أسطورة الفن

علي بركات أسعد/السياسة/01 تشرين الثاني/14

غابت شمس لبنان عن لبنان, غابت صاحبة السعادة, والابتسامة, والفرح, والضحكة الجميلة, غاب معها صوت الميجانا, ابو الزلف, والمواويل, وغطى الثلج الابيض جسدها, ودمعت اعمدة بعلبك على فراقها, بعدما انطفأت روحها الهادئة كشمعة الى الأبد. انها “الصبوحة” صباح, صباح الخير وشمس الشموس. لبنان الذي خسر الشحرورة صباح, بعد عمر حفل بالابداعات الفنية, من خلال صوتها الهدار الجميل ذي اللون الجبلي “الضيعوي”, مستوحى من التراث والفلكلور اللبناني, “مرحبتين ومرحبتين وينن هالدبيكة وين”, “عالضيعة يما عالضيعة”, “ع لبنان لاقونا”, “عالندا الندا الندا والورد مفتح عا خدا”, كما خصت صباح الوطن باغنياتها, “تسلم يا عسكر لبنان”, “يا لبنان دخل ترابك”, جميع هذه الاغنيات ستبقى خالدة في وجداننا, وسنظل نرددها نحن والاجيال القادمة. صباح, يا شحرورة لبنان, يا صاحبة المجد, واسطورة تاريخ الفن اللبناني والمصري العريق, بعد ان دخلته من بابه العريض, ها هي اليوم تفارقنا مودعة لبنان ومحبيها ومعجبيها, تفارقنا الى دنيا الابدية, لتلحق برفاق دربها الفني الكبار بعد ان سبقوها اليه, من امثال وديع الصافي, ونصري شمس الدين, وزكي ناصيف. وداعا صباح, وداعا يا صخرة لبنان, وداعا ايتها الشحرورة, وحبيبتك بيروت تبكي حزنا على غيابك ورحيلك مودعة اياكي “الو الو الو بيروت من فضلك يا عينيي”, وداعا يا زارعة الابتهاج وفرح الاعياد “بكره بتشرق شمس العيد وبتبشر بنهار جديد”, وداعا يا مطربة كل العصور, يا صوت وديان لبنان وجباله, وداعا يا ارزة لبنان.

 

واشنطن تنشر قوات خاصة في الأردن استعداداً للتدخل في الرمادي ومنع “داعش” من احتلالها

بغداد – باسل محمد/السياسة/01 تشرين الثاني/14

دخلت المعركة الجارية بين قوات الجيش العراقي وبين مسلحي تنظيم “داعش” في مدينة الرمادي, مركز محافظة الأنبار, غرب العراق, مرحلة خطيرة وقاسية, حيث تحولت المواجهات بين الطرفين إلى حرب شوارع بالقرب من المجمع الحكومي في المدينة الذي يضم مبنى الحكومة المحلية ومركز قيادة العمليات العسكرية. وكشف مسؤول رفيع في مجلس محافظة الأنبار لـ”السياسة” أن الولايات المتحدة أبلغت حكومة المحافظة بأنها نشرت قوات خاصة للتدخل السريع في الأردن على الحدود مع العراق استعداداً للتدخل في حال وصل مسلحو “داعش” إلى بعد أمتار قليلة من المجمع الحكومي, مؤكداً أن واشنطن ستستخدم كل الخيارات ولن تسمح بسقوط الرمادي وستتدخل في الوقت المناسب. كما أن الحكومة الفرنسية أرسلت تطمينات قوية إلى مجلس محافظة الأنبار بأن مقاتلاتها الجديدة التي وصلت إلى المطارات الأردنية ستخصص للدفاع عن المدينة بشكل مركز, ما يؤدي إلى تغيير مهم في موازين القوة لصالح العشائر السنية التي تقاتل المتطرفين. وقال المسؤول المحلي في الرمادي ان التجربة المريرة التي عاشتها الحكومة المحلية مع الحكومة المركزية السابقة برئاسة نوري المالكي والحكومة الحالية برئاسة حيدر العبادي لجهة التعامل بشكوك في شأن تقديم الأسلحة والدعم اللوجستي لأبناء العشائر السنية في الأنبار, تجعل الرهان أكبر على التحالف الدولي منه على حكومة بغداد. واضاف ان “صمود الرمادي حتى الآن مرده إلى ضربات مقاتلات التحالف الدولي, وهي حقيقة يجب أن يعلمها جميع العراقيين من دون استثناء”, مشيراً إلى أنه “لو ترك الأمر للمساعدات الآتية من بغداد, لكان “داعش” دخل المجمع الحكومي في غضون ساعات قليلة”. وانتقد بشدة الإجراءات الأخيرة لحكومة العبادي التي اتخذتها بضغط من إيران والمالكي وفاقمت سوء الأوضاع في الأنبار, من بينها إرسال قوات من ميليشيات “الحشد الشعبي” الشيعية إلى قاعدة عين الأسد الجوية وقضاء هيت لمساندة عشائر البونمر, كاشفاً أن هذه الخطوة ساهمت في عزوف عشائر سنية أخرى عن محاربة “داعش”. وبحسب معلومات المسؤول العراقي, فإن التنظيم المتطرف يحاور بعض العشائر السنية المهمة في الرمادي لكسب موقفها في المعركة المحتدمة للسيطرة على هذه المدينة الستراتيجية, مستفيداً من قرار القضاء العراقي المدعوم من جهات تنفيذية في بغداد بإعدام النائب السابق في البرلمان أحمد العلواني الذي اعتقل في نهاية العام الماضي. وأكد المسؤول أن حكومة العبادي لا تملك ستراتيجية في ملفين رئيسيين في الرمادي هما: ملف تشكيل قوات عسكرية نظامية مدربة على أيدي عسكريين اميركيين, إذ يوجد تضارب في المواقف بين دعم هذه الخطوة وبين التردد في تنفيذها. أما الملف الثاني, فيتعلق بالمصالحة مع عشائر سنية كبيرة لإبعادها عن التحالف مع “داعش” غير ان حكومة العبادي لازالت متوجسة من المضي قدماً الى مصالحة واسعة وحقيقية في الانبار, لأن المشكلة الأساسية في هذه المحافظة كانت سياسية بامتياز تتضمن مطالب سياسية من بينها إعادة محاكمة النائب العلواني وإطلاق سراح المعتقلين وسحب الجيش من داخل مدن المحافظة ودعم تشكيل قوات من أبناء المحافظة تتولى مطاردة “داعش” والقضاء عليه. وحذر المسؤول الرفيع في حكومة الرمادي من خطورة استمرار ما أسماه “روح وجوهر السياسة المالكية” (نسبة إلى المالكي) في التعامل مع مشكلة محافظة الأنبار, والقائمة على بقاء الخلافات بين العشائر السنية نفسها وانقسامها بين عشائر موالية لحكومة بغداد وعشائر موالية لـ”داعش” ومتهمة بالإرهاب, وهذا أمر خطير للغاية لأن العشائر السنية جميعها في المحافظة لم تتحالف لا في السابق ولا في الوقت الحالي مع هذا التنظيم الإرهابي, غير أن بعض العشائر السنية ترفض رفع السلاح بوجه المسلحين لأن الحكومة العراقية لديها مشكلات كبيرة مع هذه العشائر, كما أنه لا توجد ارادة سياسية في بغداد للتحاور مع هذه العشائر وكسبها. واتهم بعض الجهات السياسية العراقية القريبة من النظامين الايراني والسوري بتغذية انقسامات عشائر الأنبار, وبالسعي إلى تصعيد الاقتتال السني – السني, لأنه يضعف السنة في العراق وسورية معاً ويصب في مصلحة المشروع الايراني الطائفي في المنطقة.

 

حمادة لـ”السياسة”: الحريري لن يحصر اختيار الرئيس في الأقطاب السنة والشيعة

بيروت – “السياسة”: أكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة لـ”السياسة” أن الحوار ضمن المعايير التي وضعها رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري “يهدف الى تخفيف الاحتقان السني – الشيعي في لبنان ومنع امتداد الحروب المحيطة إلى لبنان, وتعبيد الطريق ليس بين الفريقين المتحاورين فقط (“المستقبل” و”حزب الله”) وإنما ايضا مع الشركاء المسلمين والمسيحيين الآخرين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية, وبداية إعادة العافية الى المؤسسات الشرعية اللبنانية”. وأوضح أن “باقي الامور لا تزال مربوطة النزاع, وهي أمور من الواضح ان الحوار لن يتطرق إليها, وهي تدخل “حزب الله” في سورية وتمسكه بالسلاح غير الشرعي وموقفه من المحكمة الدولية وتنكره لـ”اعلان بعبدا” (الذي ينص على اعتماد لبنان سياسة النأي بالنفس عن الأزمات الاقليمية)”. وأشار حمادة الى ان الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” قد يساعد على انتخاب رئيس جديد للجمهورية, “ولا أقول قد يؤدي باعتبار أنه ليس وارداً عند الرئيس الحريري أن يحصر موضوع اختيار رئيس الجمهورية بالأقطاب السنة والشيعة, سيما أن الفريق المسيحي معني بالدرجة الأولى بانتخاب رئيس الجمهورية الذي هو رئيس لكل لبنان, ولا يجوز ان يغيب عن هذا الخيار, كما لا يجوز ان يمنع تطبيق الدستور في هذا المجال كما يفعل النائب ميشال عون وكتلته النيابية”. واعتبر حمادة ان ممارسات “حزب الله” في لبنان وخارجه لم تحمه من انعكاسات مؤذية له ولسمعته, وبالتالي “قد تكون له مصلحة في الحوار ولكن من السابق لأوانه الحكم على النوايا”. وأشار إلى أنه سيحضر اجتماعات لجنة التواصل النيابية المقبلة بعدما غاب عن الاجتماعات السابقة بسبب وجوده في لاهاي أمام المحكمة الدولية التي استمعت الى افادته. وفي ملف العسكريين المخطوفين, دعا حمادة إلى وقف “المناورات من جانب بعض الفرقاء اللبنانيين الذين يمنعون رئيس الحكومة طيب النية من إيجاد حل لهذه المعضلة”, لافتاً إلى أن الوساطات لا تعني شيئاً, سواء كانت عربية أو محلية, “إذا لم تكن هناك نية لحل المشكلة وايجاد التبادل المطلوب”. واضاف “إذا كان ثمن حياة العسكريين بضع عشرات من المعتقلين في سجن رومية فليكن ذلك ونغلق هذا الملف”. من جهته, أكد النائب عن “الجماعة الإسلامية” الدكتور عماد الحوت لـ”السياسة” أن الحوار ضروري لتخفيف الاحتقان, لكنه اعتبر أنه “لن يتمكن من إنجاز أكثر من تهدئة الأجواء العامة في البلاد وبالتالي منع الانفجار الداخلي نتيجة التراكمات”. واعتبر أن الأمور تحتاج الى حوار أوسع باعتبار ان الفريقين المعنيين بالحوار لا يختزلا كل القوى السياسية اللبنانية, إضافة الى ان بعض القوى لا تملك قرارها “باعتبار ان هذا القرار موجود في الخارج”, ولذلك فإن “الحوار يمكن ان يسهل أخذ قرار لكن لا يصنعه”. وإذ لفت إلى أن جزءاً كبيراً من الاستحقاق الرئاسي أصبح على طاولة المشاورات الاقليمية الدولية وبالتالي بات رهناً بنتائج هذه المشاورات, أكد الحوت أن الاتجاه هو لانتخاب رئيس توافقي باعتبار ان ليس هناك امكانية لانتخاب رئيس من “8 آذار” أو “14 آذار” في ظل الانقسام العمودي, “وبالتالي فإننا محكومون بالبحث عن رئيس من خارج هذين الاصطفافين قادر على إعادة التواصل بين اللبنانيين”. وأكد أن الفريق الذي يعطل الانتخابات الرئاسية يتعامل مع الامور بمنطق “أنا أو لا أحد”, وليس لديه مانع من تعطيل الحياة السياسية في البلد لتحقيق مصالحه, مشيراً إلى عدم وجود أي مؤشرات على أن هذا الفريق سيغلب المصلحة الوطنية على “الحلم الذاتي والطموحات الذاتية”, في إشارة إلى النائب ميشال عون.

 

مصير بشار في الحقبة الإيرانية

عبد الناصر العايد/الحياة

01/12/14

جعل حافظ الأسد من سورية بلداً على صورته، كئيبة وانطوائية وسرية وقاتلة، وحاول وريثه أن يجعلها على صورته هو الآخر، لكن هوسه وتذاكيه وعدوانيته الصبـيانية، لم يكن من السهل إسباغها على سورية بسرعة، وحين تفجرت الثورة السورية، هرع الصبي إلى البيت واحتمى بصورة أبيه مجدداً. لكن يبدو أن آل الأسد لم يكفهم أنهم شوهوا البلد على مدى عقود لتطابق صورتهم، بل يصرون على جرها معهم إلى مصيرهم المحتوم، وهو الزوال.

كانت المعادلة واضحة منذ انطلاقة الثورة، فقد تواجه النداء السوري «يالله ارحل يا بشار» مع شعار زبانيته «الأسد أو نحرق البلد»، فالنظام الذي كان يفتقد أي نوع من أنواع الشرعية سواء الدستورية أو السياسية أو الأخلاقية، لم يكن أمام أوليغارشيته الأمنية والسياسية سوى قشة واحدة تنقذهم من الغرق، هي «الرئيس المنتخب»، ولقنوا هذا العنوان لقواعدهم الشعبية، مع أدلة تخبرهم بأن زوال هذا الغطاء يعني فناءهم، خاصة لناحية تضخيم البعد الطائفي للثورة، الأمر الذي دفع تلك القواعد سريعة الامتثال لترداد عبارة «فدا صرماية الرئيس» في جنازات قتلى الحرب على بقية السوريين، كأنها تعويذة يدفع بها خطر أفظع وأعظم.

لقد التقطت إيران خوف آل الاسد منذ اللحظة الأولى، ولم تطمئنهم كلياً، بل اقترحت العمل في الخطوط الخلفية لمؤازرة النظام، وتوغلت في عمق اللحم الحي للطائفة العلوية، في جبهات القتال وفي المجتمع الذي شرعت لهم أبوابه على أوسع نطاق، وتوسط النشاط الإيراني بين الرئيس وطائفته وفصلهما بالتدريج، ليسحب في النهاية البساط من تحت قدمي بشار الأسد، كحامٍ للطائفة العلوية، ولتفرض نفسها مع «حزب الله» بوصفهما الحاميين للعلويين ولآل الاسد معاً، ولتبدأ بتكسير أجنحة وأذرع تلك العائلة، وتحجيمها لمصلحة الطائفة كما تزعم، مع الإبقاء على شخص بشار كواجهة هشة وهزيلة، ويمكن الاستغناء عنها بسهولة. وحادثة عزل حافظ مخلوف، المسؤول الامني عن دمشق، وابن خال الرئيس، بأمر من إيران، ورحيله من دون ضجيج إلى روسيا، لن تكون الحادثة الاولى في هذا السياق، كما أن إباحة دمشق لاحتفالات عاشوراء على طريقة الملالي، لن تكون المظهر الأخير لهيمنة إيران على ما يقع أسفل قصر «الرئيس»، المعزول في قمة قاسيون.

ومع أن روسيا تشارك إيران نغمة الرئيس الذي انتخبه السوريون، وتكررها مثلها بلا ملل، إلا أن النظامين يخوضان خفية صراعاً عليه، ليس لكسب وده، وانما لبيعه في الوقت المناسب، ولهذا السبب تولت قوة خاصة إيرانية، مسألة تأمين بشار، وحمايته من روسيا قبل أي جهة أخرى.

لا دولة تستثمر في «شخص» يمكن أن تزهق روحه لأوهى الأسباب، أياً يكن هذا الشخص، ولا يمكن أن يتصور المرء أن تنفق إيران ما يزيد على عشرة مليارات دولار على مشروع النفوذ في سورية، وتجعله مرتبطاً ببشار الأسد فقط، كما أنها لن تكون من الغباء بحيث تصنع زعيماً جديداً يعود في لحظة ما لمناكفتها أو منازعتها مستقوياً بالطائفة أو بالعرب، بل أنها ستصنع على الأغلب أتباعاً من حجم نصر الله والحوثي والمالكي وعلى شاكلتهم، أي زعامات دينية مليشياوية متوسطة الحجم، ومعتمدة عليها كلياً، وتستطيع أن تستخدمهم في مهمات تكتيكية، وتناور بهم تغييراً وتقديماً وتأخيراً كلما دعت الحاجة.

أما بشار الأسد، المليء بأوهام الزعامة، الموروثة عن عهد أبيه، فإنه سيموت عاجلاً أم آجلاً، وإيران لن تنتظر تلك اللحظة لتبيعه، فما من أحد سيرغب بشراء جثة، بل ستبيعه حياً، وتخرجه ليس من المشهد وحسب، بل من وجدان وخيال العلويين، باعتباره رمزاً لقوتهم واستقلالهم، وربما انتمائهم للتاريخ السوري، وتفسح الطريق للرعيل الأول من أتباع الولي الفقيه وخدم مشروعه الامبراطوري، والذين سيتوجب عليهم التعامل مع حقبة الأسدين باعتبارها جاهلية ما، يجب ان تمحى من ذاكرة الجماعة.

 

التمديد للأسد وللحرب على «داعش» ... بعد النووي

جورج سمعان/الحياة

01/12/14

التمديد للمفاوضات النووية هو تمديد لأزمات المنطقة أيضاً. المفاوضون حرصوا باستمرار على تأكيد الفصل بين برنامج إيران وهذه الأزمات. لكن الأحداث في المنطقة كانت ولا تزال تشي بخلاف ذلك. تبدو الخطوات هنا وهناك مترابطة تسير في خطين متوازيين لا يتقدم أحدهما على الآخر. كل شيء مؤجل أو معلق بانتظار الاتفاق بين الجمهورية الإسلامية والدول الخمس الكبرى والمانيا، خصوصاً بينها وبين الولايات المتحدة. لذلك لن ترى أفكار المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا النور قريباً. تجميد القتال في حلب أوغيرها سيظل مجال أخذ ورد وسط اقتناع شبه تام بأنه عصي على التطبيق. والأفكار الروسية لن يكون مصيرها أفضل. فالسعي إلى إحياء عملية جنيف أو الانتقال بالعملية السياسية إلى موسكو لم تلق حتى الآن قبولاً لدى دمشق... فكيف بالمقاتلين في الداخل. أما الغارت الجوية على «الدولة الإسلامية»، خصوصاً في سورية فلم تحقق هي الأخرى شيئاً يذكر على الأرض. وسيظل موقف تركيا على حاله من التحالف الدولي - العربي. وحتى دعوة الرئيس باراك أوباما أعضاء إدارته إلى إعادة النظر في خياراته السورية جاءت حدثاً عابراً... إلى حين.

لا شيء تغير ولا يبدو أن سياسة الرئيس أوباما ستتغير حيال الحرب القائمة على الإرهاب أو حيال مستقبل النظام في سورية. وإلا لما كان وزير دفاعه تشاك هيغل استقال أو أقيل، لا فرق. لذا لا يستبعد أن تراوح حملة التحالف الدولي - العربي على «داعش» و»جبهة النصرة» مكانها إن لم تفشل حالها حال الحرب الطويلة على الإرهاب من أيام الرئيس بوش الإبن. وستبقى العملية السياسية في بغداد تسير ببطء في مواجهة عقبات وصعوبات لا تقل عما يواجه الاتفاق النووي. كل هذه التحركات السياسية منها والعسكرية تبدو كأنها لعب في الوقت الضائع. أو سعي إلى تحسين المواقع بانتظار ما ستستفر عنه المفاوضات في الملف النووي وما سيتركه من تداعيات على المنطقة وفي الداخل الأميركي والإيراني أيضاً. مرحلة ما بعد الاتفاق، إذا أبرم في الشهور المقبلة، لن تقل صعوبة عما بعدها. الجمهوريون إذا لم يطمئنوا إلى طي صفحة البرنامج النووي الإيراني نهائيا يملكون من أدوات الضغط والقدرة على مزيد من العقوبات ما يسمح لخصوم الرئيس حسن روحاني المتشددين بإطاحة الاتفاق والتنصل من أي التزامات. وهم بدأوا بمساءلة وزير الخارجية جواد ظريف. أما فشل المفاوضات نهائياً بعد سبعة أشهر فسيصب مزيداً من النار على الأزمات المشتعلة في الإقليم كله إذا لم يتجاوز المتصارعون قواعد اللعبة إلى حرب واسعة ومفتوحة.

ليس سراً أن الإدارة الأميركية تركز على اولويتين لا ثالث لهما في هذه المرحلة: التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، ومحاولة احتواء «دولة الخلافة» في العراق ومنع تمددها تمهيداً للقضاء عليها إذا أمكن. تريد الحفاظ على مصالحها في هذا البلد النفطي، وتحرص تالياً على عدم اندلاع حرب مذهبية تدفع الجمهورية الإسلامية إلى كل ساحات نفوذها في المنطقة فتقع المواجهة الإقليمية الكبرى المحظورة. وبات واضحاً أن خطواتها في هذين الميدانين مترابطة باحكام. وهو ما يعطي الانطباع بأن حملة التحالف على «داعش» لم تحقق حتى الآن نجاحات كبيرة. وقبل أيام نشرت «واشنطن بوست» مقارنة ذات دلالة: شنت القوات الأميركية في أفغانستان خلال 75 يوماً (من 7 اكتوبر إلى 23 ديسمبر 2001) 6500 غارة وأسقطت 17500 قذيفة. وشنت في العراق وسورية خلال 76 يوماً (من 8 أغسطس إلى 23 اكتوبر الماضيين) 632 غارة وأسقطت 1700 قذيفة!

الأرقام وحدها تشرح. المقارنة تشي بوضوح لماذا لا تزال قوات «داعش» في كوباني على رغم الحملة الجوية لتحالف عريض منذ نحو شهرين. لئلا نتحدث عن سير المعارك في العراق، وكم ستطول معركة تحرير الموصل مثلاً. حتى الآن عاد الأميركيون إلى بغداد. فرضوا إزاحة نوري المالكي. وهم لا يزالون يمارسون دورهم في إعادة إحياء العملية السياسية، وإعادة تصحيح هياكل النظام وإشراك كل المكونات السياسية والطائفية، بما يخفف من ثقل اليد الإيرانية. ويهدىء من مخاوف دول الجوار التي تعترض على طغيان هذه اليد في عدد من العواصم العربية. ولم يكن سراً أن الحرب الأميركية على «داعش» تأخرت بانتظار رحيل زعيم «دولة القانون» وقيام حكومة جامعة. لذا يبدو أن رفع وتيرة الحملة على «دولة الخلافة» رهن بتقدم العملية السياسية في بغداد، ومدى استجابتها مطالب العشائر وأهل السنة عموماً. ولم تجد طهران مفراً من التعاون والتفاهم مع واشنطن لمواجهة «الدولة الإسلامية». لكنها في المقابل أطلقت يد الميليشيات الشيعية الموالية لعلها «تستعيد» ما خسرته أمام تقدم «داعش». وتنظر بحذر إلى إعادة ربط الخيوط بين بغداد وعواصم الجوار.

وليس سراً أيضاً أن الإدارة الأميركية لا تضع في رأس أولوياتها إطاحة الرئيس بشار الأسد في هذه المرحلة. تحييد الغارات الجوية للتحالف قواته النظامية ليس مرده الخوف من ردة فعل إيران والميليشيات الشيعية في العراق فحسب. فقد لا يطول الوقت الذي ستجد طهران نفسها مرغمة على اعتماد «النموذج» العراقي في سورية. أي البحث عن بديل من الرئيس الأسد من أجل الحفاظ على ما يبقى من النظام من أجل الحفاظ على مصالحها في هذا البلد. والغرب ليس بعيداً عن حل كهذا بل يسعى إليه منذ اندلاع الأزمة قبل أربع سنوات. لذلك لم ير ضيراً في الأفكار التي يطرحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا فهي تعفيه من الضغوط من أجل تفعيل حملته على «داعش» والسعي إلى ترحيل الأسد معاً. الكل يعرف أن هذه الأفكار لا ترقى إلى طرح حلول جذرية. بل إن الحقائق على الأرض لا توفر عناصر النجاح حتى لحلول جزئية.

إن تجميد القتال في حلب مثلاً، كما يقترح دي ميستورا، يبدو مستحيلاً ما لم يسبقه تعديل ميزان القوى في شمال البلاد لمصلحة «الجيش الحر» والفصائل المعتدلة. غير ذلك يعني منح قوات النظام فرصة لحسم المعركة في هذه المنطقة لمصلحته. ذلك أن حضوره هناك لا يزال فاعلاً. وهو يقتسم المدينة مع أطياف المعارضة. ولا ينسى الذين عملوا على فك الحصار عن مناطق في حمص وغيرها عبر اتفاقات لوقف النار أن النظام حول هذه الاتفاقات استسلاماً لخصومه الذين لم يكن أمامهم مفر من الرضوخ أمام معاناة المدنيين المحاصرين والمهددين بالموت قتلاً أو جوعاً. إلى ذلك سيجد البمعوث الدولي نفسه أمام حتمية التفاوض مع الفصائل المتشددة من «النصرة» إلى «أنصار الدين» و»أحرار الشام» التي طاولتها غارات التحالف ولوائح الإرهاب! ولن تكون هذه وحدها عائقاً أمام أي اتفاق مع النظام، إذ لا يمكن أي قوة سياسية في الداخل أو الخارج، كالائتلاف مثلاً، أن تنوب في هذا المجال عن قوى الداخل التي تصارع النظام.

من مصلحة النظام أن يرحب بأفكار المبعوث الدولي، أو على الأقل بشقها الخاص بتجميد القتال. سيعزز مواقعه، ويركز على ضرب الفصائل المعارضة. وهذا ما يفعله اليوم. أما الخصوم المتشددون فيتكفل بهم التحالف الدولي - العربي. وهذا ما يفاقم شعور شرائح واسعة من الفصائل العسكرية المعارضة بأن الغارات الجوية للتحالف على «داعش» و»النصرة» تعزز مواقع دمشق التي أفادت من تحييد النظام ومواقعه في ضوء التفاهم الأميركي - الإيراني. وهذا ما يجعل قوى كثيرة على الأرض تبدي على الأقل تعاطفاً مع «النصرة» التي كانت ساهمت في مواجهة «الدولة الإسلامية» في ريف حلب ونسقت في معارك كثيرة مع «الجيش الحر». والآمال ضئيلة بأن تثمر الخطة الأميركية لتدريب عناصر من هذا الجيش وتسليحها. فالوقت الذي تستغرقه هذه الخطة يتيح للنظام أن يوجه ضربات قاصمة إلى مواقع المعتدلين. فضلاً عن القوى الإسلامية التي باتت تنازعهم حضورهم في كثير من المواقع، خصوصاً في شمال البلاد.

لكن ما قد تعده دمشق وطهران مكاسب في المرحلة الآنية سيتحول تحدياً كبيراً. إن غياب أي خطة أميركية لتوجيه ضربات قاصمة إلى «داعش» في سورية، وترك النظام يجهز على ما بقي من فصائل معتدلة تقاتل على جبهتين، سيفضيان إلى تعزيز مواقع الإرهابيين والجهاديين والمتشددين. وسيشكل هذا أكبر خطر على النظام في دمشق الذي سيجد نفسه أمام خطر غير مسبوق، كما حصل في العراق تماماً. وهذا ما قد يدفع إيران إلى البحث عن مخرج. وقد لا تجد مهرباً من اعتماد النموذج العراقي. أي فتح صفحة البحث في مصير الأسد، انقاذاً لما يبقى من النظام ولمصالحها في سورية، وتخفيفاً لأعباء تثقل اقتصادها، وحرصاً على مواصلة الحرب على القوى المتشددة التي تهدد حضورها ودورها في الإقليم.

وبقدر ما تبدي إيران ارتياحاً حتى الآن إلى حوارها مع أميركا وإلى نتائج الحملة الدولية على «الدولة الإسلامية»، تبدو موسكو في مزاج آخر. تدرك أنها ستكون الضحية الأولى لأي اتفاق نووي قد يمهد لعودة الجمهورية الإسلامية إلى موقعها القديم في الخريطة الغربية باباً إلى المياه الدافئة. وتنظر ربما بعين الحسد إلى تمدد هذه الجمهورية في الإقليم ما يعطيها أرجحية في أزماته وملفاته، هي الغائبة عن معظمها. وتخشى تطور مهمات التحالف إلى إسقاط الأسد وتقويض مصالحها في سورية. وهذا ما دفعها إلى إحياء اتصالاتها لعلها تعيد بعث دورها عبر بعث التسوية السياسية في جنيف أو موسكو. ولعلها تحد من خسائرها. لكنها لم تلق تجاوباً من النظام وتعرف سلفاً الموقف الواضح للمعارضة الحقيقية وليست الوهمية التي تريد أيضاً بعثها. وليست روسيا وحدها في هذا المركب. تركيا هي الأخرى يقلقها أي تفاهم بين إيران والغرب مثلما يقلقها الغموض والالتباس المرافقين لحملة التحالف. ولا يمكن أن تستكين وتكتفي بالمراقبة. إنها على الحدود المباشرة لسورية والعراق معاً. من هنا حملة الرئيس رجب طيب أردوغان على السياسة الأميركية وإصراره على وجوب إسقاط نظام الأسد.

إن أي تغيير جذري في سياسة اللاعبين في الإقليم سيظل رهناً بمستقبل المفاوضات النووية الممدة، سواء نجحت أوفشلت. وكل الأفكار تظل مؤجلة: أفكار دي ميستورا لانقاذ حلب، وأفكار موسكو لبعث العملية السياسية في سورية، ومطالب تركيا لوضع مصير نظام الأسد على لائحة أهداف التحالف. والحرب على «داعش» ستحافظ على الوتيرة التي تشهدها كوباني. لذا ستطول هذه الحرب ويطول معها انتظار المنتظرين ربما... إلى أن يقضي أوباما ما بقي عليه في البيت الأبيض!

 

البابا فرنسيس يدعو قادة العالم الإسلامي إلى إدانة الإرهاب

الفاتيكان ـ أ ف ب 

دعا البابا فرنسيس الأحد في ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام الى تركيا، كل القادة الدينيين والسياسيين والمثقفين في العالم الإسلامي الى ادانة الارهاب "بوضوح".

وفي مؤتمر صحافي عقده في الطائرة التي أقلّته من تركيا إلى إيطاليا، قال البابا رداً على سؤال حول ممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية" ومجموعات "جهادية" أخرى في العالم، إنه طالب بهذه الإدانة الواضحة أثناء محادثاته الجمعة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال البابا: "قلت له إنه سيكون من الجيّد أن يدين كل القادة المسلمين في العالم من سياسيين ورجال دين وجامعيين بوضوح" هذا العنف الذي يسيء إلى الإسلام.

ولاحظ أن "ذلك سيقدم خدمة إلى غالبية من المسلمين إذا أتى على لسان هؤلاء القادة السياسيين الدينيين والجامعيين"، مضيفاً "نحن جميعاً بحاجة إلى إدانة شاملة" لهذه الظاهرة.

وتابع البابا فرنسيس يقول "صحيح ان هناك، أمام هذه الاعمال التي لا ترتكب في هذه المنطقة (العراق وسورية) وحسب وانما ايضا في افريقيا، رد فعل نافراً: "إذا كان هذا هو الإسلام! فإني سأغضب". والعديد من المسلمين يعتبرون انهم تعرضوا للإهانة ويقولون: نحن لسنا من هؤلاء الناس، القرآن كتاب سلام نبوي".

ودان الذين "يقولون إن كل المسلمين إرهابيون. كما لا يمكننا القول كذلك ان كل المسيحيين اصوليون".

وندد أيضا بـ"كره المسيحية"، قائلاً إن الإسلاميين المتطرفين "يطردون المسيحيين من الشرق الاوسط، فيرحلون ويخسرون كل شيء أو يتوجب عليهم دفع جزية".

وفي بعض الدول، اضاف البابا فرنسيس، يقوم مسؤولون احيانا بـ"طرد المسيحيين بقفازات بيضاء" دون اللجوء الى العنف وانما بتنكيدات ادارية. وقال "كما لو انهم يريدون ألاّ يبقى اي مسيحي في هذه الدول"، من دون أن يسمي دولة بعينها.

وأورد البابا اسم سفير مسلم، قال له إن "الحوار بين الأديان وصل إلى نهايته". فقال "يجب أن نقوم بخطوة نوعية"، داعياً إلى أبعد من حوار بين مثقفين، إلى حوار بين "أشخاص دينيين من مختلف الانتماءات" حول "تجربتهم الدينية".

وكان البابا اختتم زيارته إلى تركيا بدفاع شديد عن مسيحيي الشرق الذين يهددهم الجهاديون في العراق وسورية، ودعا إلى تقارب بين الكاثوليك والأرثوذكس المنفصلين منذ أكثر من ألف عام.

وفي اليوم الثالث والأخير من زيارته البابوية إلى تركيا، أكد البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية في إعلان مشترك انهما لن "يقبلا أبداً بشرق أوسط من دون المسيحيين".

وقالا في إعلانهما المشترك أيضاً إن "كثيرين من اخوتنا واخواتنا يتعرضون للاضطهاد، واضطرهم العنف الى مغادرة منازلهم"، معربين عن الأسف "للامبالاة كثيرين" بأوضاعهم.

وقبل أن يسلك طريق العودة الى روما في المساء، التقى البابا فرنسيس على جري عادته حوالى مئة شاب لاجئ من كل الطوائف أتوا من سوريو والعراق والقرن الافريقي. واشاد البابا مرة اخرى بجهود تركيا التي تستضيف حوالى مليوني مهجر، لكنه أعرب عن أسفه لظروف حياة المهجرين "البائسة التي لا تطاق".

وأضاف "أخاطب المسؤولين السياسيين حتى يأخذوا في الاعتبار أن الأكثرية الساحقة من شعوبهم تطمح إلى السلام، حتى لو لم تعد تتوافر لها أحياناً القوة للمطالبة بذلك".

وخلال احتفال استمر ثلاث ساعات مع بطريرك القسطنطينية في يوم عيد القديس اندرواس، قال إن "الأمر الوحيد الذي ترغب فيه الكنيسة الكاثوليكية، وأسعى إليه بصفتي أسقف روما... هو الوحدة مع الكنائس الأرثوذكسية".

ويعود الانقسام بين الأرثوذكس والكاثوليك إلى العام 1054. والبابا بولس السادس والبطريرك اثيناغوراس هما اللذان باشرا المصالحة في 1964.

 

مقايضته" حرّرت الحكومة من الضغوط وأطلقت يدها بالتفاوض المباشر ماذا وراء حسابات "حزب الله" وما الدلالات التي تنطوي عليها؟

سابين عويس/1 كانون الأول 2014

هل أحرج "حزب الله" فعلاً الحكومة عندما نجح في إطلاق أسير له عبر عملية تفاوض مع "الجيش السوري الحر" أفضت الى استرجاع الحزب أحد أسراه مقابل أسيرين لهذا الجيش، أو أن القراءات التي صبّت في هذا الإطار لا تعكس حقيقة ارتدادات خطوة الحزب على الحكومة وعلى ملف العسكريين المختطفين؟

لا ترى مراجع سياسية بارزة ان الحزب في إقدامه على التفاوض مع "الجيش السوري الحر" كان يقيم أي اعتبار للحكومة اللبنانية التي تجاهد منذ ٣ اشهر ( أي منذ خطف عسكرييها) لإطلاق هؤلاء وإعادتهم إلى أهلهم ومؤسساتهم سالمين. بل أن هذا الأمر يأتي في آخر إهتمامات الحزب على ما تقول المراجع. فهدفه من العملية كان إطلاق أسيره لأكثر من دافع وسبب. لكن الحزب، من حيث يدري او لا يدري، قد قدم خدمة جلّى للحكومة التي هو عضو فاعل فيها، إذ أصبحت الأخيرة في حلٍ من الضغوط التي مورست عليها منذ بدء مأساة العسكريين، والتي كان للحزب وحلفائه القسط الأوفر منها في مسألة الاعتراض على ما سمي المقايضة.

وعلى رغم ان ظروف التفاوض المباشر الذي قام به الحزب، وأسبابه وحيثياته مختلفة بالكامل ولا يمكن مقارنتها بالوضع الحكومي حيال مسألة الخطف، ساعد هذا الأمر على إطلاق يد الحكومة بالتفاوض المباشر مع الخاطفين. وهو القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة وأبلغه وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى أهالي العسكريين أمس. ليست واضحة بعد آليات هذا التفاوض، ولكن المهم أن القرار اتخذ والقطار انطلق بقطع النظر عن الوساطة القطرية وإمكان استكمالها أو لا.

قد يكون متعذراً وضع برنامج زمني لمسار المفاوضات الجديدة المرتقبة، وهي ليست في الواقع إلا إستكمالاً لما سبق وإنما بدفع علني ورسمي مباشر، ولكن قرار جبهة النصرة تأجيل تنفيذ تهديدها بإعدام المخطوف علي البزال، يؤشر بحاجة الخاطفين الى فترة سماح قد تمتد لأشهر عدة كفيلة بتمرير موسم الشتاء الذي يتوجس منه الخاطفون على جبهتي "النصرة" و"داعش" على السواء. وهذا ما يدفع التنظيمين الى التعامل مع الوضع القائم وفق قواعد لعبة جديدة أرسى أسسها عملياً "حزب الله" في عملية المقايضة الأخيرة التي أجراها.

فالحزب الذي يسعى الى ستاتيكو سياسي داخلي في إنتظار بلورة المعطى الإقليمي، يعمل على ستاتيكو مماثل على الصعيد العسكري.

وبحسب المعطيات المتوافرة لدى جهات أمنية مطلعة، ان تحرير أحد أسرى الحزب هدف في جزء منه الى إعادة تجييش جمهوره وضخ الزخم فيه بعد سلسلة من الإحباطات التي أصيب بها نتيجة الانخراط العسكري في سوريا والخسائر البشرية التي يتكبدها، (وإن كانت لا تقاس في حسابات الحزب أمام الإنجاز المحقق في المعركة الوجودية التي يخوضها في سوريا)، ولكن الحسابات الأهم لدى الحزب تكمن في ان المقايضة ترمي الى أبعد من ذلك. إذ يذهب الحزب فيها الى حدود فتح قنوات حوار مباشر مع التنظيمات المسلحة ومن ضمنها "داعش" و"النصرة" لترتيب وضع الجبهات الحدودية ولا سيما بعد مستجدات معركة القلمون الأخيرة. ولا تقف حدود المقايضة عند الأسرى، بل تتعداها الى تفاهم على حماية الحدود وعدم تحريكها مقابل نزول المسلحين من الجرود الى القرى ومكوثهم فيها حتى إنقضاء فصل الشتاء، بحيث يحافظ كلا الفريقين على الوضع كما هو في إنتظار ظروف أفضل.

وتقلل المعطيات المتوافرة لدى الجهات الأمنية المشار إليها من أهمية مخاطر فتح جبهات جديدة في الظروف الراهنة، مشيرة الى ان الوضع الأمني والعسكري سيبقى على الحدود ضمن السقوف الموضوعة، لكنها لا تقلل من أهمية تنامي المخاوف حيال عودة الاضطرابات على الساحة الداخلية لإبقاء الاضطراب سيد الموقف.

وهذا الواقع ينسحب على ملف العسكريين الذي تتوقع الجهات الأمنية ان يخضع بدوره لهدنة الشتاء.

 

"الاتفاق على اعتماد الحياد سياسة للبنان يُحصِّن السيادة والاستقلال ويُقيم الدولة المدنية

اميل خوري/النهار

01 كانون الأول 2014

لا يزال الرئيس السابق ميشال سليمان يرى في "إعلان بعبدا" سبيلاً لخلاص لبنان ولتجنيبه تداعيات صراعات المحاور وجعله بلداً سيداً حراً مستقلاً ومستقراً. وهو لا يترك مناسبة إلا ويعود إلى طلب التمسك بهذا الاعلان حتى بعدما اصبح خارج قصر بعبدا، والمناسبة المهمة كانت عند تقليده وسام الصليب الأكبر في الفاتيكان، وهو أول وسام يقلد لرئيس جمهورية لبنان خصوصاً خارج الحكم، ما يؤكد ان الرئيس الذي يكرّم هو الرئيس التوافقي والوفاقي، وهو الرئيس الذي يرفع اسم لبنان عالياً ويجسد تطلعات ابناء وطنه وآمالهم ويدافع عن سيادة لبنان واستقلاله وحريته غير آخذ في الاعتبار سوى مصلحة الوطن وما ينص عليه الدستور. وهذا التكريم لم يحظَ به رئيس من قبله بعد انتهاء ولايته، لا بل أن عدداً منهم دخلوا قصر بعبدا أقوياء، وخرجوا منه ضعفاء، إما لأن عيونهم كانت على التمديد أو التجديد، وإما لأنهم لم يعرفوا كيف يعالجون الأزمات عندما تختل التوازنات.

ويتساءل مرجع ديني: هل يتوصل الاقطاب اللبنانيون، ولاسيما منهم المسيحيون، الى اتفاق على اعتماد "إعلان بعبدا" سياسة للبنان تقيه شرور الداخل والخارج وتحصن وحدته الوطنية فيعوضوا بذلك سلبيات خلافاتهم التي فرضت شغورا في الرئاسة الأولى وتمديداً لمجلس النواب. واذا كان "اعلان بعبدا" يحتاج الى تأييد الدول الشقيقة والصديقة نظرا الى ارتباط زعماء لبنانيين بهذه الدول، فإن رئيس الجمهورية العتيد يستطيع، إذا كان من مؤيدي هذا الاعلان، جعل هذه الدول تؤيده ايضا اذا كانت تريد فعلا الخير للبنان والاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي له خصوصاً ان روسيا تلتقي في تأييد ذلك مع أميركا، وإيران تلتقي أيضاً مع السعودية كما يظهر من مواقفها، إلا إذا لم تكن لايران مصلحة الآن في أن يكون لبنان على الحياد كونها لا تزال تخوض معركة نفوذ في المنطقة، ديبلوماسية حينا وعسكرية حينا آخر.

إن التوصل الى اتفاق على اعتماد "اعلان بعبدا" سبيلاً لخلاص لبنان من تداعيات كل ما يجري حوله من شأنه ان يسهل الاتفاق على مواضيع مثيرة للخلاف ومنها:

أولا: السلاح خارج الدولة، اذ لا تعود الحاجة اليه عند اعتماد سياسة الحياد، لا في الداخل لحفظ الأمن الذاتي، ولا في الخارج لصد عدوان اسرائيلي لأن تنفيذ القرار 1701 كاملاً يجعل هدنة عام 1949 هي التي تنظم العلاقات بين لبنان واسرائيل الى حين يتم تحقيق السلام الشامل في المنطقة. واذا كان لا بد من الابقاء على هذا السلاح فإن الاتفاق على استراتيجية دفاعية تضبط استخدام هذا السلاح يصبح أمراً لا بد منه.

ثانياً: إن إلغاء الطائفية السياسية تنفيذا لنص الدستور يصبح سهلاً وغير معقد، لأن حياد لبنان يجعل كل الطوائف، وخصوصا المسيحيين، يرتاحون الى مستقبلهم ولا يفكرون في الهجرة لأسباب أمنية أو سياسية أو اقتصادية. ذلك ان الاستقرار العام الذي يتحقق بالحياد هو السبيل الى النمو والازدهار. وبالحياد لا يعود المسيحيون يخافون على وجود لبنان ولا على ذوبان كيانه حتى لو كان ثمن الحياد القبول بإلغاء الطائفية لأن انتخاب رئيس للجمهورية إلى أي حزب او طائفة انتمى، سيكون حريصاً على لبنان الحياد ولا يخشى المسيحيون خاصة أن يكون منحازاً إلى هذا المحور أو ذاك، بل تصبح مصلحة لبنان فوق كل اعتبار ويصير في الامكان مع إلغاء الطائفية اختيار الأصلح والأفضل والأنظف لأي منصب كبير في الدولة، وعندها تقوم الدولة المدنية القوية ويكون ولاء الجميع فيها للبنان أولا وليس لحزب أو طائفة أو خارج.

لقد تزعزع وضع لبنان سياسياً وأمنياً واقتصادياً بفعل الأزمة السورية وبفعل عدم التزام اللبنانيين سياسة النأي عن هذه الأزمة، وتعطل الحوار بين اللبنانيين ولم تحترم استحقاقات مؤسساتية ودستورية. ولا بد في هذا الوضع من التذكير مرة أخرى بقول لافت لنائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم منذ فترة: "لدينا فرصة للاتفاق بدل انتظار التعليمات وبإمكاننا أن نهتم ببلدنا بدل تسخيره لخدمات وطموحات اقليمية، ولولا تسليم البعض رقبته السياسية للآخرين، لوجدنا الطريق معبدة للتوافق والوحدة، وان من ينتظر الحلول الاقليمية لمعالجة قضايا لبنان سيطول انتظاره لأن المنطقة هي في حال انعدام وزن وعدم استقرار مسار الحلول فيها، ومن يتوقع هزيمة خصومه بالاجانب فسيجني الخيبة، لأن الواقع اللبناني يتطلب حدا من التفاهمات التي يربح منها الجميع، فلا مجال إذاً للاستفراد والهيمنة، والحل الوحيد هو تفاهم الاطراف المختلفة".

هذا الكلام الجميل والواقعي يحتاج الى ترجمة عبر حوار صريح يبدأ بالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وينتهي بالاتفاق على اي لبنان نريد. ولا شك في ان "حزب الله" هو الأقدر والأقوى على تحقيق ما يدعو اليه ويرسم خريطة طريق خلاص لبنان ولو بخطوطها العريضة، ويكون تحييد لبنان هو أول خطوطها، لا بل هو الميثاق الوطني الذي قال "لا شرق ولا غرب" تحصيناً للاستقلال عام 1943. وبتطبيقه اليوم يتحصّن الاستقرار العام ويعمّ الازدهار.

 

الحوار يبدأ من الرئاسة إلى رزمة متكاملة ما بعد حديث الحريري "المرشح الآخر"

روزانا بومنصف روزانا بومنصف/النهار

01 كانون الأول/14

استقطبت نقطتان اساسيتان الاهتمام الاعلامي والسياسي في الحديث الاخير للرئيس سعد الحريري احداهما تتعلق باعلان نيته خوض الحوار الذي يتم التمهيد له منذ بعض الوقت مع "حزب الله" ووضعه تحت سقف تخفيف الاحتقان السني الشيعي في البلد كما ان هناك موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية وحسمه الذهاب الى رئيس توافقي مما قضى على رهانات العماد ميشال عون بامكان احياء فرصته في انتخابه رئيسا. وعلى رغم اهمية هاتين النقطتين، الا ان ما توقفت عنده مصادر سياسية عدة شمل نقاطا اخرى لا تقل اهمية من بينها في شكل خاص:

اشارة الحريري في معرض قوله ان "هناك ملف انتخاب رئيس للجمهورية للتفاوض الى جانب تخفيف الاحتقان وهناك حكومة جديدة بعد انتخابه واهم شيء انتخاب الرئيس والحكومة والانتخابات". ما يعني ان البحث سيبدأ مع الحزب من نقطة انتخاب الرئيس الى كل متكامل بحيث لا تقتصر الامور على حلحلة عقدة فتعود تتعقد في مكان آخر فضلا عن ان الصفقة المتكاملة تسهل الاتفاق من حيث تأمين الضمانات للجميع حول مواقعهم على الاقل. فانتخابات رئاسة الجمهورية لا يمكن ان تأتي وحدها من دون الاتفاق على الحكومة وقانون الانتخاب العتيد ايضا. ومن هذه الزاوية يتم الحديث عن بدء الحوار الذي سيستغرق بعض الوقت باعتبار انه لن يقتصر على تيار المستقبل والحزب وان كان سيبدأ بهما بل سيتطور ليشمل الجميع، من دون ان يعني ان المهمة ستكون سهلة وبلا عقبات. اذ ان الحريري قال انه لن يذهب الى انتخاب شخص من دون التشاور مع حلفائنا ويعتقد ان الامر سيكون مماثلا بالنسبة الى "حزب الله" ما يعني ان نتائج الحوار لن تكون خلال اسابيع بل خلال اشهر بحيث يطغى ترجيح بروز نتائجه في الربيع المقبل اي ما بين آذار ونيسان المقبلين من دون اهمال استمرار البعض في الاصرار على ربط هذا الموعد بالاتفاق السياسي المرتقب بين ايران والدول الكبرى مجددا قبل الانتقال الى النقاط التقنية في الربيع المقبل.

قول الحريري انه من الواضح اننا "نتجه الى انتخاب رئيس من خارج قوى 14 و8 آذار" يقضي ضمنا على اي فرصة للمرشحين الذين اجتمعوا تحت سقف بكركي وحصروا الترشيح بانفسهم فقط وادت منازلتهم لبعضهم البعض الى تطيير كل منهم الآخر. وتاليا لا فرصة للرئيس امين الجميل ولا كذلك للنائب سليمان فرنجيه. واهتمت المصادر المعنية بمعرفة ما اذا كان تحديد الحريري لذلك يعني ان الانطلاق في الحوار سيتم على قاعدة انتخاب رئيس من خارج الاصطفاف السياسي وانه تم الاتفاق على ذلك ام ان هذا سقفه للبدء في الحوار في حين ان الحزب سيبدأ في الحوار من منطلق اصراره على العماد عون وطلب تنازلات جمة قبل الانتقال الى مرشحه الثاني وقس على ذلك، وذلك على رغم التقاء مصادر محلية وخارجية على الجزم بان بعض الترشيحات طويت صفحتها واخذت مداها من دون ان تحقق اي نتيجة لكنها ستبقى مطروحة لتحصيل الاثمان الباهظة. وتقول هذه المصادر انه ينبغي اخذ موقف الحريري استنادا الى جملة لقاءات وخلاصات من لقاءات خارجية اقليمية ودولية بنى موقفه على اساسها وليس من معطيات محلية فحسب ما يعطي لهذا الموقف ابعادا تماثل الى حد كبير الاختراق الذي حققه في موضوع حكومة الرئيس تمام سلام في ما اعلنه يومئذ من امام مبنى المحكمة الدولية في لاهاي. فمن باريس التي تتحرك على خط اجراء اتصالات مع كل من ايران والمملكة السعودية اعلن الحريري مواقفه الاخيرة بما لا يمكن عزله عن مجريات اتصالات اجرتها العاصمة الفرنسية اخيرا ونقلت نتائجها الى المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم الرئيس نبيه بري.

واعلان الحريري انه يتبنى كل كلمة قالها النائب مروان حماده امام المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري هو امر مهم لاعتبارات عدة من بينها ان حماده كشف حيثيات مهمة وضعت عملية الاغتيال في سياقها السياسي بعيدا من المسألة التقنية في تنفيذ عملية الاغتيال، وصولا الى اعلانه "ان عودة الاغتيالات لا تعني التوقف عن النهوض بالبلد". وهو امر يعيد الى الواجهة كل المحاولات التي قام بها متجاوزا ما حصل منذ 2005 ما يقسم جمهور 14 آذار بين اتجاهين في هذا السياق: احدهما ان الرجل هو سياسي ورجل دولة لا يمكن ان يتخلى عن تكرار المحاولات من اجل الحفاظ على البلد. والاتجاه الآخر يخشى من ان يفهم مد اليد للحوار استعدادا متجددا من اجل التنازل من فريق سعى في كل مرة الى توظيف الحوار في خانة الضعف والاستعداد للتنازل لدى الفريق الاخر خصوصا ان "حزب الله" يفرض في كل مرة واقعا ولو باعتبارات اقليمية من خلال الابقاء على ما يعتبرها اوراق قوة له على ما هي عليه بالنسبة الى استمرار تورطه في الحرب السورية واقفال كل مطالبة على استراتيجية دفاعية تتناول سلاحه. هذا في حال التسليم بان الحوار سيكون جديا من جانب الحزب كما اعلن الحريري جديته في شأنه.

 

المالكي زار الحص وتفقّد "معلم مليتا": التحالف لا يحرّر أرضاً بل المجاهدون

1 كانون الأول 2014/النهار

زار نائب الرئيس العراقي، رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في اليوم الثاني لوصوله الى لبنان، "معلم مليتا للسياحة الجهادية" ("النهار")، بدعوة من "حزب الله"، في حضور السفير العراقي رعد الالوسي وممثل الامين العام للحزب الشيخ محمد كوثراني وعدد من الديبلوماسيين.

وكان في استقباله رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وعضو الكتلة النائب علي فياض والنائبان السابقان أمين شري وحسن حب الله، ورئيس فرع الرصد والاستطلاع في المديرية العامة للامن العام المقدم فوزي شمعون وجمع من الفاعليات.

وبعد تقديم درع تقديرية الى المالكي، ألقى رعد كلمة أشاد فيها بجهود المسؤول العراقي، معتبراً "أن المعركة اليوم هي معركة تحرر واثبات السيادة للارادة الشعبية، وهذا ما يجعلنا في هذه المعركة لأن العدو واحد والهدف هو اخضاع ارادة الشعوب، فيما نتوق معا الى تحرير شعوبنا ومنطقتنا من هيمنة المستكبر والمتسلط". وقال المالكي: "إن داعش وخلفها القاعدة وحزب البعث المنحل والطائفيون، كلهم ادوات مصنعة ممن يريد ان يهتك حرمة هذه الامة وسيادتها، او هذه المنطقة وهذا البلد، وهذه كلها منها ما صنع في افغانستان، ومنها ما صنع في سوريا، وكانوا يهدفون منها في سوريا الى كسر الحاجز ثم الاندفاع في المنطقة، نحو العراق ولبنان وايران واستهداف عزة هذه الامة وكرامتها في هذه المنطقة".

وشدد على ان الدفاع عن كل هذه المناطق سيبقى واجباً مقدساً "ما دام الهدف هو تدمير بنية هذه المنطقة وسيادتها ومقدساتها وانتهاك حرماتها، لأن هذا يعني ان سدا كبيرا خلفه ماء كثير اذا ما قصم هذا السد فستغرق المنطقة كلها. الحمد لله انتصر ابناء العراق وانتفاضتنا الجهادية الرابعة اشرقت، واقول لكم لولا هبة الشباب العراقي لانهار العراق ولتحقق الهدف". وأعلن انه "متفائل جدا بالمستقبل ولكنه صعب، والطريق صعبة ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابدا بين الحفر، سنصعد بإذن الله بهمة المقاتلين، وانا ابارك لكم بهذه المقاومة وبكل الشهداء والمجاهدين". وبعدها كان له جولة في أقسام المعلم برفقة الحاضرين، ثم اولم رعد على شرفه في مطعم المعلم.

الحص

وكان المالكي زار الرئيس سليم الحص في منزله، يرافقه السفير الألوسي، وقدم اليه عرضاً مفصلاً لما يجري في العراق من مواجهات للارهاب وعلى رأسه "داعش"، مؤكداً "أن العراقيين سينتصرون في النهاية بفضل وحدتهم وتلاحمهم". وأبدى الحص "تقديره للعراق وشعبه على ما يقوم به من تصد للارهاب"، متمنيا "أن ينتصر الشعب العراقي على هذا الارهاب، وتزول هذه العتمة عنه وعن لبنان وسوريا وفلسطين". وكان المالكي وصل الى بيروت السبت ، في زيارة يلتقي خلالها عددا من المسؤولين، ويبحث معهم في الأوضاع وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وأعرب عن تفاؤله بأن "العراق سيكون مقبرة لداعش، وعندما نفكر في إنهاء داعش في العراق علينا التفكير في إنهائه في سوريا، فهما يرتبطان تاريخيا (سوريا والعراق). ومعالجة الارهاب تجري في دولة دون اخرى، والعالم يجب ان يقوم بعمل مشترك لمكافحة الارهاب. اما قضية التحالف فإنه ينفع ان تقوم الطائرات بضربات لكنها لا تحرر ارضا. ومن يحرر الارض هم المجاهدون من الحشد الشعبي والمرابطون في الميدان". ويزور اليوم نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان

 

إيران.. نووية أم نفوذ؟

مأمون فندي/الشرق الأوسط

/01 كانون الأول/14

على ظاهرها تبدو المفاوضات بين الغرب وإيران مفاوضات لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، ولكن الإيرانيين لا يتفاوضون على النووي، بل يتفاوضون على النفوذ الإقليمي. الغرب بقيادة أميركا يتفاوض على شيء، وإيران تتفاوض على أمر آخر.

اللعبة الإيرانية والطعم الذي ابتلعه الغرب جاءا بعد أن أصدر مجلس الأمن في 2006 قرارا بالإجماع ضد إيران، حتى تتوقف عن تخصيب اليورانيوم. يومها تأكد الإيرانيون أن معلومات مجلس الأمن عما يحدث من أنشطة نووية في إيران محدودة، فاستغل الإيرانيون هذا المشهد، وأعلنوا يومها أنه سيتم تركيب 3 آلاف جهاز طرد مركزي جديد في منشأة ناتانز. وبالفعل، أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية عزمها على وضع 18 وحدة، تتكون كل منها من 164 جهاز طرد مركزي، أي بمجموع يقارب 3 آلاف جهاز طرد مركزي.

الرقم الذي ادعت إيران أنها تمتلكه أقل بكثير من الرقم الذي تعرفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعرفه كذلك المعاهد والمؤسسات الدولية الاستراتيجية، الذي لا يتجاوز 164 جهاز طرد مركزي، أي ما يشكل وحدة واحدة فقط لإنتاج الماء الثقيل (One Unit).

إيران، بالطبع، لم تكن ساذجة عندما ادعت أنها تمتلك 3 آلاف جهاز طرد مركزي، أي ما يعادل 18 وحدة، فهذا كافٍ لكي تستطيع تخصيب كمية من اليورانيوم قادرة على إنتاج قنبلة نووية. وكان الهدف من هذا المبالغة في القدرات النووية تحسين موقفها التفاوضي في مسألة النفوذ الإقليمي، وهو الأهم بالنسبة لإيران. إيران تعرف أن حصولها على القنبلة لن يهدد جيرانها، وخصوصا القادرة منها على شراء سلاح نووي جاهز أو استخدام المعرفة الباكستانية المتاحة لبناء قنبلة توازن مع إيران. ولكن هدف إيران هو التفاوض مع الغرب وليس مع الإقليم في مسألة النفوذ، لذلك يصبح النووي الإيراني ليس هدفا في حد ذاته، بل خدعة كما في لعبة البوكر للحصول على أكبر مكاسب من أوراق ليست ذات قيمة حقيقية.

ولكي أوضح النقطة لا بد أن أعرج على شرح تعقيدات عملية التخصيب التي أظن أن إيران لا تمتلكها بالدرجة التي يظنها الغرب. وسأحاول هنا تبسيط عملية التخصيب المعقدة ليفهمها القارئ العادي.

بداية يحتوي اليورانيوم العادي في المناجم على 0.7 في المائة من الـU235 ايزوتوب، أما البقية العادية فهي تمثلU238؛ نسبة الـ0.7 في المائة هي التي تستخدم في التخصيب. عملية التخصيب هي محاولة رفع الـU235 إلى نسبة 5 في المائة، بدلا من 0.7 في المائة، وهذا ما تحتاجه المفاعلات الحديثة. ويتم التخصيب إما عن طريق جهاز طرد مركزي، أو عن طريق التجميع الداخلي. وهي محاولة لعزل، على الأقل، 85 في المائة من الـU238 النقي عن طريق إدخال الهكسا فلورايد في طريقين (Streams 2)؛ طريق يتم فيه تخصيب اليورانيوم، والطريق الآخر يتم فيه التنضيب.

بعد الوصول إلى مستوى التخصيب اللازم، يوضع اليورانيوم المخصب في مراكز الطرد للحصول على تركيز U235 بنسبة 5 في المائة.

آخر إعلان إيراني ذكر أن درجة النقاوة التي توصلوا إليها لـU235 هي 35 في المائة، أي أقل بكثير من النسبة المطلوبة (85 في المائة)، وكذلك لم يتوصل الإيرانيون إلى تركيز لـU235 بنسبة أكثر من 3 في المائة، أي أقل أيضا من النسبة المطلوبة (5 في المائة). وتؤكد دراسات استراتيجية أن إيران حتى لو أنها تمتلك حقا الـ18 وحدة التي أعلنت عنها، فهي غير قادرة في الوقت الحالي، من حيث الخبرة البشرية والتقنية، على تشغيلها في وقت واحد كمرحلة أولى من المراحل المتعددة والمعقدة للوصول إلى اليورانيوم المخصب. إذن، نحن هنا في بازار، يبالغ فيه الإيرانيون حول ما يمتلكونه من تقنية نووية، فيدعون امتلاكهم 18 وحدة لإنتاج الماء الثقيل، لكي يفاوضوا الوسيط الأوروبي، الذي بطبيعة الحال سيحاول تخفيض الرقم، ولكن مهما خفضه فإنه سيكون أعلى بكثير مما تمتلك إيران حقيقة، وبذا يكون التاجر الشاطر قد ربح في سوق السجاد. لم يربح فقط تصريحا بالعمل القانوني في اتجاه النووي، ولكن أيضا بتأكيد النفوذ الإقليمي.

لو لاحظنا عام 2006 والآن بعد 8 سنوات، فإن السيناريو الإيراني يستهدف إقناع دولة واحدة بالنفوذ، وهي المملكة العربية السعودية. إذ بعد ذاك الإعلان جاء الإعلان عن زيارة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد إلى المملكة العربية السعودية، قبل 3 أيام. بعد الزيارة تناقلت وكالات الأنباء إعلان إيران اتفاقها مع مبادرة السلام العربية في بيروت عام 2002. الآن يتحدث الإيرانيون، بالطريقة السابقة نفسها، عن زيارات إلى السعودية أو تواصل مباشر معها، والتعاون حول ملفات إقليمية من العراق إلى لبنان إلى سوريا. أي ما قالته إيران في 2006 تقوله أيضا في 2014، وتقريبا بالحرف الواحد، وبدلا من أحمدي نجاد المتطرف نتحدث عن روحاني المعتدل، ولكن السياسة نفسها لم تتغير.

أميركا وأوروبا أيضا مستفيدتان من البلبلة المصاحبة للمفاوضات الحالية؛ فمجرد تعاطي الأميركان مع الإيرانيين سيكون السؤال في الخليج العربي: هل نحن أمام تغيير في السياسة الأميركية تجاه إيران، وبالتالي تجاه سوريا، أم مجرد تكتيك لتوريط طهران، وهل سينظر أهل الخليج إلى الحوار الأميركي - الإيراني، في إطار أن أميركا تكافئ أعداءها من الدول المتشددة في المنطقة، على حساب الأصدقاء من الدول المعتدلة؟

ورقة إيران النووية وكل عملية التفاوض الإيرانية وكل الأميال التي يقطعها وزير خارجية إيران السيد ظريف تهدف إلى الضغط على الولايات المتحدة، للقبول بنفوذ إيراني في منطقة الخليج، التي تعتبر هاجس إيران الأساسي. وليس بعيدا عن الذاكرة كيف كانت جمهورية إيران الإسلامية، في عز ثورتها الخمينية، أول من أجرى اتصالات مع إسرائيل وأميركا إبان الحرب مع العراق، للحصول على أسلحة ومعدات إسرائيلية في إطار صفقة - فضيحة، عُرفت باسم «إيران - غيت»، وكادت تطيح بحكم الرئيس رونالد ريغان في أواسط الثمانينات. إذن، عندما شعرت إيران بالتهديد في منطقة الخليج، وهي في أوج عنفوانها الثوري، لم تتردد في عقد صفقات مع إسرائيل لحماية أمنها.. براغماتية عالية يتسم بها الإيرانيون؛ فإن كان الخميني (رأس الثورة) لم يتورع عن تحالف مع «الشيطانين» (الأصغر والأكبر). فهل سيتورع خامنئي بعد أكثر من 30 عاما على قيام الثورة الإسلامية في إيران، عن عقد تحالفات حتى مع شياطين البر والماء، إن رأى أنها في صالح تمدد نفوذ إيران في الخليج والمنطقة. المفاوضات النووية الإيرانية مع الغرب بداية صفقة أو غطاء سياسي لنفوذ إيران الإقليمي المقبول أميركيا وإيرانيا. هذه الصفقة وهذا النفوذ يجب ألا يقبله العرب حتى لو كان من خلال كشف الخدعة بشراء سلاح نووي من باكستان أو من غيرها. تحويل الكذب إلى واقع رغم أن إيران لا تمتلك السلاح النووي أو أدوات الوصول إليه يجب أن يكون مرفوضا من قبلنا كعرب..

 

حزب الله» يفاوض «النصرة»!

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/01 كانون الأول/14

فجأة كشف «حزب الله» عن إطلاق مقاتل له كان أسيرا لدى «جبهة النصرة» مقابل إطلاقه سراح عنصرين للجبهة كانا موقوفين لدى الحزب. هكذا، ومن دون مقدمات، هلل إعلام الحزب لـ«نصر إلهي» جديد؛ فكل ما يقدم عليه (بحسب إعلامه) هو الانتقال من نصر إلى آخر.

لكن رغم الهالة الاحتفالية بما يُفترض أنه إنجاز، تعثر إعلام الحزب وذاك الناطق باسم الممانعة بنسختها اللبنانية في توصيف الجهة الخاطفة التي كانت تأسر المقاتل المحرر؛ فتارة هم «مسلحون»، وطورا هم «جيش حر»، وأحيانا هم «نصرة». بدا هذا الارتباك في تحديد الجهة التي تفاوض معها جزءا من ارتباك أكبر يقترن بكل ما يفعله «حزب الله» في سوريا، وهو غالبا ما تُوضع له عناوين مبهمة.

بدا الخطاب التبريري للمبادلة مع جهة حرم الحزب على الحكومة اللبنانية التفاوض معها خطوة متناقضة تستخف مرة جديدة بالدولة أو بما بقي منها. فـ«حزب الله» قفز فوق شروطه وتقريعه لتفاوض الحكومة اللبنانية مع «النصرة» بغية إطلاق الجنود المختطفين لدى الجماعة. وها هو قد فاوضها وعقد صفقة معها لا نعرف وقائعها، وأطلق عنصرا له واحتفل به على مرأى ومسمع أهالي الجنود المختطفين.

ما تفاصيل تلك المفاوضات التي أجراها «حزب الله» مع «النصرة»؟! ولماذا أطلق القضاء اللبناني في الأيام التي سبقت هذه العملية سراح أشخاص يُعتقد أنهم مرتبطون بالجهات التي أسرت الجنود اللبنانيين؛ فهل كان لذلك صلة؟! وكيف لم يعد تحرير الجنود «إسقاطا للبلد» على ما كان قاله نائب الحزب محمد رعد، حين انتقد فتح باب المفاوضات بين الدولة و«النصرة»؟ ولماذا مقايضة الحكومة لجنود بمساجين أمر انهزامي ممنوع، كما قال الأمين العام للحزب، فيما المبادلة التي أقدم عليها الحزب مسموح بها.. ما الفرق بين الحالتين..؟!

أسئلة كثيرة تشي بكم تمكن «حزب الله» من تطويع الحكومة لتغطية قتاله في سوريا، فها هي الحكومة اللبنانية تتعثر مرة عاشرة في هذه المسألة، فتسلم بأن إطلاق مقاتل للحزب خطف داخل الأراضي السورية يتقدم على تحرير جنود دافعوا عن الحدود اللبنانية وعن لبنانيين. ليس بالإمكان عدم المقارنة بين الصفقات الجارية، فقد فرض «حزب الله» أجندته، وعجزت الحكومة عن أداء أي دور سوى تأمين الغطاء له. وفيما كان إعلام الحزب يحتفي بالمقاتل العائد، كان أهالي الجنود يغرقون في مشاعر التخبط إزاء مصير أبنائهم الذين تبين لهم أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.

هنا ينكشف كم أن لبنان خارج حسابات الحزب. وما محاولات القول إنه من غير الواقعي ربط مسألة الجنود بمقاتل الحزب، كون الجهات مختلفة، وكون الدولة هي من يتولى المفاوضة بشأن الجنود، سوى خبث خالص.

فكيف بات «حزب الله» خارج الدولة وهو مالك قرارها ومسيّره..؟!

يشبه التلاعب هذا تلك الصور الكثيرة التي تملأ طرقات الضاحية والجنوب وبعض البقاع، لشبان قتلوا في معارك الحزب في سوريا. صورهم ونعواتهم تقول لنا إنهم ماتوا «شهداء».

لا نعرف أين ولماذا وكيف..؟!

تكتُّم الحزب على دوره في سوريا يطرح على لبنان مزيدا من التحديات والمخاطر، ذلك أن حزبا لبنانيا يقاتل هناك لا يعرف اللبنانيون حجم مشاركته وحجم خسائره وطبيعة مهمته.. على اللبنانيين أن يحصدوا النتائج من دون أن يستشاروا في المهمة.. نعم، دفع اللبنانيون نتائج ذلك من أمنهم وأرواحهم كما يدفع السوريون.. وها هم جنود الجيش اللبناني المختطفون لدى التنظيمين الإرهابيين جزء من الثمن الذي دفعناه وندفعه. مع إضافة أن لـ«حزب الله» الحق في أن يفاوض في إطلاق مقاتليه، ولا تملك الحكومة الحق في التفاوض لإطلاق جنودها.

 

داعش يأسر الجندية جيل روزنبرج، الشابة الكندية - الإسرائيلية المتطوعة مع الأكراد

مصادر في تل أبيب: هذا ما كنا نخشاه ونفضل عدم التعليق حتى لا نعرض حياتها للخطر

تل أبيب: «الشرق الأوسط»

قالت مصادر إسرائيلية شبه رسمية بأنها تتابع الأنباء التي تحدثت، أمس، عن أسر الجندية جيل روزنبرج، الشابة الكندية - الإسرائيلية التي خدمت في الجيش الإسرائيلي وانضمّت مؤخرا إلى صفوف المقاتلين الأكراد في سوريا. ونفت هذه المصادر أن تكون لديها معلومات مؤكدة عن أسرها، وقالت: إنها تفضل الامتناع عن إطلاق تصريحات في هذه المرحلة سعيا وراء الحفاظ على حياتها.

وكانت مواقع عربية مختلفة، بينها مواقع مقربة من داعش، قد ذكرت أن عناصر داعش نفذت 3 عمليات انتحارية ضدّ نقاط تمركز للقوات الكردية. وأنهم أسروا عددا من المقاتلين والمقاتلات الكرديات بعد سيطرتهم على أحد الأحياء في كوباني، بينهم شابة إسرائيلية.

وقد فقد الاتصال بالشابة الإسرائيلية الكندية بعد هذه العمليات مما رجح الاعتقاد بأنها وقعت في الأسر. وفي أول تعليق لمسؤول إسرائيلي، قال: «هذا ما كنا نخشاه، عندما ظهرت في الإعلام وراحت تتباهى بأنها تجندت للحرب ضد داعش، في تضامن مع الأكراد».

وكانت الشابة قد وصلت إلى أربيل ومنها إلى سوريا، في مطلع الشهر معلنة أنها ستسخر خبرتها القتالية في صفوف الجيش الإسرائيلي لمناصرة الأكراد، الذين يعيشون في أوضاع شبيهة بأوضاع اليهود. واجتازت عملية تأهيل قبل بداية القتال. فالتقت مع مقاتلات كرديات للتعرف على المناطق الجغرافية والطوبوغرافية وأيضا من أجل أن تنقل إليهنّ من خبرتها في الجيش الإسرائيلي. وقد قالت: إن سبب هذه الخطوة الاستثنائية هو «لأنهم إخوتنا، أشخاص طيبون يحبون الحياة مثلنا تماما». وفي حينه كتبت جيل: «في الجيش الإسرائيلي نقول (اتبعوني)، تعالوا نرى ماذا يعني ذلك لداعش».

وجيل روزنبرج احتفلت في الشهر الماضي بذكرى يوم ميلادها الـ31. وشكرت أصدقاءها الكثر في الشبكة الاجتماعية على التبريكات الدافئة التي أمطروها بها. «تذكّروا، الحياة جميلة»، كتبت لهم. وقالت في الرسالة الأخيرة التي كتبتها في صفحتها «فيسبوك» قبل 10 أيام: «صفحة (فيسبوك) الخاصة بي وطلبات الصداقة تدار من قبل شخص آخر حتى أتمكن من الوصول للشبكة، في غضون أسبوعين تقريبا، في 8 ديسمبر (كانون الأول) تقريبا. أرجو عدم كتابة رسائل لي، لأنّ هذه ليست أنا».