المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 كانون الأول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 14و 15 كانون الأول/14

سمير فرنجية لـ"النهار": 14 آذار فَقَدت القدرة على المبادرة/يجب أن نطوي الصفحة ونؤسّس للسلام/وبكركي ضاعت عن هدفها/15 كانون الأول/14

مرشّح تسوية محتمل بعد رأس السنة مهمّة جيرو في طهران ليست سهلة/خليل فليحان/15 كانون الأول/14

آل فتوش ومربى الأسودي/عمـاد مـوسـى/15 كانون الأول/14

هل ينجح التحرك الدولي والحوار الداخلي فيكون للبنان رئيس جديد مع السنة الجديدة/اميل خوري/15 كانون الأول/14

دفْع دولي لتسليح الجيش سريعاً وتسليمه مواجهة الإرهاب لا تفاهم رئاسياً رباعياً أو إسلامياً من دون المكوّن المسيحي/سابين عويس/15 كانون الأول/14

اجتياح إيراني للعراق بذرائع/داود البصري/15 كانون الأول/14

روسيا السورية/غسان شربل/15 كانون الأول/14

التعاون بعد قمة الدوحة وخريطة قطر/جورج سمعان/15 كانون الأول/14

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر 14 و15 كانون الأول/14

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/12/2014

“14 آذار” تعرض على “حزب الله” تسمية مرشح توافقي للرئاسة مقابل تخليه عن عون

عرسال: توقيف عضو في "العلماء المسلمين" لفترة قصيرة يرافقه سوريون مسلحون

جعجع غادر إلى السعودية في زيارة رسمية

لقاء عون وجعجع في غضون أيام

ماذا يعني السيطرة على قاعدة وادي الضيف العسكرية؟

حزب الله والوطني الحر "يرفضان تكليف العلماء المسلمين ملف العسكريين"

أهالي العسكريين المخطوفين احيوا اسبوع الشهيد البزال باعتصام في ساحة رياض الصلح وكلمات دعت إلى الافراج عن الاسرى

غاريوس: ما حصل في رياض الصلح افتعله بعض المندسين

الجيش: توقيف خمسة في عرسال بحوزة أحدهم حزام ناسف وأسلحة

رعد: جاهزون لفتح أبواب التلاقي والحوار لكن على أساس قناعتنا وما نراه مصلحة لبلدنا

قاسم هاشم: لوضع قضية إستثمار الثروة النفطية في أولويات عمل الحكومة

القومي: لفتح كل قنوات التواصل مع سورية لمواجهة الإرهاب ومعالجة ملف العسكريين المخطوفين

راعي الأبرشية المارونية في سيدني يوقع كتابا عن جذور الكنيسة

الراعي زار بتدعي معزيا بالزوجين الفخري: إذا كان أصحاب النفوذ يغطون هذه الجريمة فجريمتهم أكبر ويرتكبونها مرة ثانية

الراعي من زحلة: الرب يدعو النواب لانتخاب رئيس وتحمل المسؤولية ليتمكن اللبنانيون من عيش فرحة الميلاد

الرابطة المارونية عقدت جمعيّتها العموميّة وناشدت اللبنانيّين عدم التفريط بأرضهم

ترو خلال اعتصام لأهالي برجا رفضا لمشروع مكب النفايات: لا مطامر أو محارق في المنطقة وعندما نقول شيئا نلتزمه

كنعان: نرفض أمر واقع النزوح ونريد ملف السلسلة حيا يرزق ونتواصل مع القوات اللبنانية لنتحاور

طلال المرعبي: من المعيب ان ينتهي العام 2014 ولبنان دون رئيس

مجلس ثورة الأرز: مواقف الأقطاب المسيحيين من الإستحقاق الرئاسي رد سلبي مغلف بمصالح شخصية

جوزف الهاشم يقترح خلية أزمة في بكركي لإنقاذ الرئاسة

زهرا: تمسك عون بترشحه دون سواه هو ما يعرقل الحوار حتى الساعة

دو فريج: حوار المستقبل حزب الله لن يوصل الى نتيجة دون الحلفاء المسيحيين

وزير الدفاع الفرنسي: قتلنا او اسرنا 200 جهادي في الساحل الافريقي منذ عام

إيران: لولا دعمنا لسوريا لفقدنا العراق

جديد" مبادرة دي ميستورا لتجميد القتال في حلب

العراق ... "داعش" يسعى لامتلاك سلاح حارق

القسام" تحذر من "لحظة الانفجار" وتحليق لطائرات "أبابيل" للمرة الأولى

 

عناوين الأخبار

*رسالة إلى العبرانيين الفصل 03/من 07حتى19/الدخول في راحة الله

*الكنيسة المارونية ليست رجال دين، بل قداسة وقديسين/الياس بجاني

*مؤامرات كونية على سيدنا البطريرك بشارة الراعي /الياس بجاني

*سمير فرنجية لـ"النهار": 14 آذار فَقَدت القدرة على المبادرة/يجب أن نطوي الصفحة ونؤسّس للسلام/وبكركي ضاعت عن هدفها

*جعجع غادر إلى السعودية في زيارة رسمية

*لقاء عون وجعجع في غضون أيام

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/12/2014

*أهالي العسكريين المخطوفين احيوا اسبوع الشهيد البزال باعتصام في ساحة رياض الصلح وكلمات دعت إلى الافراج عن الاسرى

*مرشّح تسوية محتمل بعد رأس السنة مهمّة جيرو في طهران ليست سهلة/خليل فليحان/النهار

*عرسال: توقيف عضو في "العلماء المسلمين" لفترة قصيرة يرافقه سوريون مسلحون

*راعي الأبرشية المارونية في سيدني يوقع كتابا عن جذور الكنيسة

* “14 آذار” تعرض على “حزب الله” تسمية مرشح توافقي للرئاسة مقابل تخليه عن عون

*فرنسا تسعى لإقناع إيران بضرورة الحفاظ على استقرار لبنان

*الراعي زار بتدعي معزيا بالزوجين الفخري: إذا كان أصحاب النفوذ يغطون هذه الجريمة فجريمتهم أكبر ويرتكبونها مرة ثانية

*رعد: جاهزون لفتح أبواب التلاقي والحوار لكن على أساس قناعتنا وما نراه مصلحة لبلدنا

*الراعي من زحلة: الرب يدعو النواب لانتخاب رئيس وتحمل المسؤولية ليتمكن اللبنانيون من عيش فرحة الميلاد

*الرابطة المارونية عقدت جمعيّتها العموميّة وناشدت اللبنانيّين عدم التفريط بأرضهم

*آل فتوش ومربى الأسودي/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

*دفْع دولي لتسليح الجيش سريعاً وتسليمه مواجهة الإرهاب لا تفاهم رئاسياً رباعياً أو إسلامياً من دون المكوّن المسيحي/سابين عويس/النهار

*هل ينجح التحرك الدولي والحوار الداخلي فيكون للبنان رئيس جديد مع السنة الجديدة؟/اميل خوري/النهار

*القومي: لفتح كل قنوات التواصل مع سورية لمواجهة الإرهاب ومعالجة ملف العسكريين المخطوفين

*التعاون» بعد قمة الدوحة... و«خريطة» قطر/جورج سمعان/الحياة

*روسيا السورية/غسان شربل/الحياة

*اجتياح إيراني للعراق بذرائع/داود البصري/السياسة

 

تفاصيل الأخبار

 

رسالة إلى العبرانيين الفصل 03/من 07حتى19/الدخول في راحة الله

لذلك، كما يقول الروح القدس: ((اليوم، إذا سمعتم صوت الله، فلا تقسوا قلوبكم كما فعلتم يوم العصيان، يوم التجربة في الصحراء، حيث جربني آباؤكم وامتحنوني ورأوا أعمالي مدة أربعين سنة. لذلك غضبت على ذلك الجيل وقلت: قلوبهم بقيت في الضلال وما عرفوا طرقي، فأقسمت في غضبي أن لا يدخلوا في راحتي. فانتبهوا، أيها الإخوة، أن لا يكون بينكم من له قلب شرير غير مؤمن فيرتد عن الله الحي، بل ليشجع بعضكم بعضا كل يوم، ما دامت لكم كلمة اليوم التي في الكتاب، لئلا تغري الخطيئة أحدكم فيقسو قلبه. فنحن كلنا شركاء المسيح إذا تمسكنا إلى المنتهى بالثقة التي كانت لنا في البدء. فالكتاب يقول: اليوم، إذا سمعتم صوت الله فلا تقسوا قلوبكم كما فعلتم يوم العصيان. فمن هم الذين تمردوا عليه بعدما سمعوا صوته؟ أما هم جميع الذين خرج بهم موسى من مصر؟ وعلى من غضب الله مدة أربعين سنة؟ أما كان على الذين خطئوا فسقطت جثثهم في الصحراء؟ ولمن أقسم الله أن لا يدخلوا في راحتي؟ أما كان للمتمردين عليه؟ ونرى أنهم ما قدروا على الدخول لقلة إيمانهم.."

الكنيسة المارونية ليست رجال دين، بل قداسة وقديسين
الياس بجاني/14 كانون الأول/14
يتوهم بعض رجال الدين في كنيستنا المارونية أنهم هم الكنيسة وأن الكنيسة هم وأنهم في مصاف الآلة ولا يحق لأي مؤمن سؤالهم أو مساءلتهم بشأن أي قضية غير سوية حتى ولو كانت تعديات فاضحة على أملاك الوقف وسؤ إدارة ومحسوبيات وفساد علني ومفضوح تحكي عنه الصحافة بشكل يومي.
كما يتوهمون أن تحالفاتهم ومواقفهم السياسية حتى وإن كانت مع محور الشر السوري-الإيراني ومع سلاح الإرهاب وحزبه، حزب الله الذي يحتل لبنان ويغتال قادته وأحراره هي منزلة وما على أبناء الرعية سوى الطاعة والرضوخ لما يقررونه. وقد وصل مستوى انسلاخ بعض هؤلاء عن الإيمان والتقوى والتواضع إلى درك جحودي ما بعده جحود يتجسد برفض المساءلة واتهام من يريدها بأنه متآمر ويعمل لمصلحة قوى أجنبية لتدمير الكنيسة.
لهؤلاء نقول بصوت عال: لا وألف لا، انتم لستم الكنيسة، ولن تكونوا في يوم من الأيام، بل من المفترض أن تكونوا خداماً لها وليس اسياداً وحكاماً عليها وعلى رعاياها.
الكنيسة هي كل مؤمن وكل من يخاف الله والعكس صحيح ، وبالتالي فإن من يطالب بمساءلتكم هو ضنين على الكنيسة ويخاف عليها وليس متآمراً كما يأتي في هلوساتكم التي لا تنتهي وتستنسخ نفسها.
ترى هل نسيتم أن الكنيسة هي يسوع المسيح وجسده وكل مؤمن هو عضو فيها بالتكامل والتساوي وأي تعدي عليه أو اهانة له (العضو) هو تطاول على المسيح نفسه.
وهل تجهلون أن التعدي على أملاك الكنيسة هو أيضاً تعدٍ فاضح وصارخ على المسيح نفسه؟.
بكل وضوح وبمحبة عليكم أن تعوا أنكم ومهما على شأنكم الترابي انتم لستم الكنيسة ولن تكونوا!!
فهل استفقتم من أحلام علل اليقظة وخرجتهم من أوحال الأوهام والإستكبار وعدتم إلى الحق والحقيقة وتواضعتم؟
نلفت كل هؤلاء  القادة الزمنيين والروحيين ومعهم اعداد كبيرة من المواطنين الذميين الذين قل إيمانهم وخاب رجاؤهم إلى أن من يتوهم منهم  قد يتفلت من قضاء وقضاة الأرض، فهو بالتأكيد لن يكون بمقدوره أن يتفلت ويهرب من يوم الحساب الأخير وأحكام قاضي السماء.
المطلوب ببساطة التوبة ومن ثم التوبة وبعدها تأدية الكفارات. فهل من يسمع ويتعظ؟
نتمنى هذا من القلب.

مؤامرات كونية على سيدنا البطريرك بشارة الراعي

الياس بجاني

14/12/2014

الخبر في اسفل هو موضوع تعليقنا وكان نشر يوم أمس

وكالة الأنباء الوطنية/13/12/14/كشف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في لقاء مع الشبيبة في رعية مار مارون- الدورة، عن وجود “تمويل خارجي لضرب البطريركية المارونية والكنيسة في لبنان وفي الشرق، من خلال حملات التضليل

 قراءة باللبناني المشبرح ع قد فهمنا وعقلنا في هذا الخبر الغير شكل:

صاروا تنين عم يخبرونا بصوت عالي وهز أصابع وتقطيع وتنتيع بالكلمات وبعصبية وغضب مع برزقة عينين عن مؤامؤات كونية عليون.

الأول النائب ميشال عون، والتاني سيدنا غبطة البطرك بشارة الراعي.

ميشال عون انكشف امرو وانفضح وتعرى حتى من ورقة التوت، وتبين بالمحسوس والملموس والمعاش انو خياراتو السياسية والوطنية هي المؤامؤة ع لبنان وع المسيحيي، وارتحنا من عزفوا الكوني.

بس بعدنا واقعين بنفس المشكل وبنفس الورطا مع سيدنا البطرك الراعي.

سيدنا من أول اسبوع كبطرك وهو بيحكي عن مؤامرة ومتآمرين وعن صحافيين وسياسيين عم يقبضوا تا يهاجموه. بس ولا مرة قلنا مين هني هودي!!

سيدنا ما ترك لحد هلق حدا وما حطوا بقاطع المتآمرين والقبيضي وبعدو مكفي!!

ومتل ما بتعرفو اخد سيدنا النواب والسياسيين كلون بطريقو وقلون انتو دينيكون عند الدول برا وعيب عليكون استحو وبطلت أحكي معكن. راح أحكي مع الدول يلي انتو تابعي لها.

دخلكون مطول سيدنا بمعزوفة النشاز عن المؤامرة الكونية وعن القبض والقبيضي؟

طيب مش الأفضل إنو يتواضع ويشفلو حلي لقصر وليدغياض ولغيرو من المشاكل العقارية الخاصة بالوقف ورزقو يلي معبيي الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي ومفلوشي فلش؟

يعني ببساطة المطلوب التواضع وفتح تحقيق وخلي الناس وخصوصاً المتآمرين والقبيضي (ونحنا منون) يفهموا القصة من الطقطق للسلام عليكون، ويا دار ما دخلك شر؟

يا ريت سيدنا بيأخد العبرة من المثل المعروف وهو: “يلي بيسكت ع علتو، علتو بتقتلو”.

بالتأكيد عمليات التبرير والإنكار والإسقاط ما بتودي إلا إلى زيادة وتعقيد المشكل ومش حل أبداً.

الحل بالمواجهة والمكاشفي والصراحة واعلان الحقيقة كل الحقيقية ومش بالهروب إلى الأمام، لأنو يلي بيهرب من المشكل، المشكل بيضل وراه.

أكيد ومتل ما خلصت معزوفة المون جنرال الكونية راح يجي يوم وتخلص معزوفة سيدنا الكونية عن المؤامرة والمتآمرين والقبيضي ومش راح يكون في كتير فرق بالنهاية.

طلب التحقيق واعلان الحقيقة مجرد فكرة ومش اتهام مدفوع ثمنه!! يعني نصيحة من غير قبض وتآمر.

المثل بيقول “النصيحة كانت بجمل”، وهيك صح وهيك لازم ع طول.

 

سمير فرنجية لـ"النهار": 14 آذار فَقَدت القدرة على المبادرة/يجب أن نطوي الصفحة ونؤسّس للسلام/وبكركي ضاعت عن هدفها

سمير فرنجية: من الضروري تجديد نَفَس قوى 14 آذار".

مي عبود ابي عقل/النهار

15 كانون الأول 2014

في 14 آذار 2005 امتلأت الساحات بتظاهرة مليونية هتف اللبنانيون خلالها للحرية والسيادة والاستقلال، وادوا قسم جبران تويني بأن يبقوا موحدين، وكانت بداية نهاية الوجود السوري في لبنان، وبدء العد العكسي لخروج جيشه بعد 30 عاما. بعد 9 سنوات على استشهاد جبران ورفاقه، تبدو قوى 14 آذار فاقدة لزخمها الوطني ووهجها الجماهيري وتأثيرها السياسي، ومنكفئة عن دورها المطلوب، ومشتتة احزابا وتكتلات. لماذا؟ وهل من مبادرات لاحيائها واعادة لحمتها؟ اسئلة يجيب عنها احد اركانها والعقول المدبرة فيها سمير فرنجية.

ماذا تغير في قوى 14 آذار بعد استشهاد جبران تويني؟

- اشياء كثيرة تغيرت. عند استشهاد جبران كان هناك حماسة وشعور ان يتم التغيير المطلوب. بعد 9 سنوات هناك خيبة امل لأن 14 آذار فقدت القدرة على المبادرة، وباتت في موقع المتلقي. هذا هو التحول الرئيسي في هذه السنوات التسع. آخر لحظة 14 آذارية فعلية كانت لحظة انتخابات العام 2009 حين تعبأ الناس والرأي العام دفاعا عن مكاسب حققوها، وفي ما بعد استمرت 14 آذار بحكم الوجود والفراغ.

هل فرطت 14 آذار ولماذا؟

- 14 آذار اصبحت "اربتعشين" آذار، 14 آذار الناس الذين لا تزال في ذاكرتهم وضميرهم لحظة ذلك التاريخ التي صنعوها هم، هذا الجانب الموجود في ضمير الناس، ولكن ليس له ترجمة بالسياسة وهذه هي اللحظة التي نعيشها الآن، و14 آذار تجمع الاحزاب المحكومة بالاعتبارات التقليدية القائمة على السلطة والصراع على السلطة ومن يصبح نائبا او وزيرا. في السياسة هناك عادة رابح وخاسر، اذا خسر فريق يربح الفريق الاخر تلقائيا. اليوم فريق 8 آذار خاسر، وخسارته كبيرة وليس قادرا على الخروج منها، فدخول "حزب الله" الى سوريا كارثة عليه، وهو يخوض حربا ليس قادرا على ربحها، كل ما باستطاعته عمله هو تأخير سقوط النظام في سوريا فقط، وبالتالي لا يعرف كم سيبقى، وكم سيدفع ليبقي هذا النظام قيد الحياة، لا يمكنه ان يحلم بأن يرد النظام كما كان، اي لا يمكنه ان يربح، يمكنه ان يؤخر الخسارة. هذه الخسارة لـ8 آذار لا تعني الربح لـ14 آذار، لانه لم يعد هناك اليوم صراع سياسي عادي، اي خسرت 8 ربحت 14، اليوم هناك نظرة ورؤية اخرى للبلد لم تقتنع 14 آذار بعد بضرورة صياغتها، لم تعد القصة بالسياسة اللبنانية من يتسلم او لا يتسلم وزارة، الفريقان تسلما حكومات ولم ينجحا لاسباب متعددة، بالتالي وصلنا الى طريق مسدود بالسياسة واصبحت من دون معنى.

وما الحل؟

- يجب ان نطوي الصفحة ونؤسس للسلام في البلد ونعمل على اعادة تفعيل دور لبنان في سياسة المنطقة وما يجري فيها، اي ان يكون هو المؤثر بما يجري في الخارج، عوض ان يكون متلقيا منه.

اين اخطأت 14 آذار؟ وأين اصابت؟

- اصابت بأنها اخرجت الجيش السوري، وحققت مسألة العدالة من خلال المحكمة الدولية. لكن ما لم تتمكن من انجازه هو طي صفحة الماضي والتأسيس لأمر جديد انطلاقا من كلام تكرر في 14 آذار وهو كيفية بناء دولة مدنية حديثة. هناك رؤية لم تتمكن من تحقيقها، وضاعت بزواريب السياسة وفي الخوض بنقاشات ومماحكات داخلية في ما بينها حول "القانون الارثوذكسي" والمشاركة في الحكومات او لا. احزابها تصرفت بشكل تقليدي، وقسم منها مثل "التيار الوطني الحر" انقلب عليها بسبب المحاصصة وانتقل كليا الى الطرف الآخر، ولم تعرف بقية الاحزاب كيف تحدث عملها، وما زالت في منطق الما قبل، بينما الناس اصبحوا في مكان آخر مختلف.

هل شهداء 14 آذار راحوا ضيعان؟

- بالطبع لا. هذه محطة لم يعد بامكاننا ان نلغيها. تاريخ لبنان بات اساسه من يوم 14 آذار 2005، وما يحصل الآن هو محاولة لاعادتنا الى ما قبل هذا التاريخ وفشلت، وستفشل اكثر. لكن الآن اصبح من الضروري تجديد نَفَس 14 آذار، لم يعد بامكانها الاستمرار على هذا المنوال. شهداؤنا اوسمة على صدر كل مشارك في 14 آذار الذي كان اول اشارة الى هذا الربيع العربي الذي غير المنطقة، والثورات تحتاج الى اعوام حتى تظهر نتائجها الفعلية.

لكننا نحن نعود كل سنة سنوات الى الوراء.

- هناك جريمة ارتكبها المجتمع الدولي بحق هذه الثورة عندما قرر ان يحول سوريا الى فيتنام بالنسبة الى ايران، ويسمح باستمرار القتل فيها ويستنزف ايران فيها، وهذا ما حصل ولكن بكلفة باهظة بررت بروز عنفيين وصار المنطق: اذا كان العنف بهذا الحجم مقبولا من هذا الطرف، فلماذا لا يكون مقبولا من الطرف الآخر؟

هل لا تزال كرة الرئاسة في ملعب المسيحيين كما يقول بعض الاطراف؟

- هذا رمي للكرة الى معسكر المسيحيين هو لرفع المسؤولية. فشل انتخاب رئيس للجمهورية فشل لبناني عام. القول ان المسيحيين لم يتفقوا هو محاولة لتحميلهم المسؤولية، وطريقة التعاطي بهذه المسألة فيها خفة استثنائية.

بعض الاطراف المسيحيين يقول اذا نزل العماد ميشال عون الى المجلس تحصل انتخابات. هل تشاطره الرأي؟

- الامر لم يعد متوقفا على هذه المسألة. سبق ان بدأت القصة بتحديد المرشحين وتصنيفهم بالاقوياء، وهذا خطأ ارتكبته المرجعية الروحية. وتقلص الموضوع من انتخاب يفترض ان يشارك فيه الجميع، الى انتخاب يشارك فيه المسيحيون، ثم الى المسيحيين الاقوياء. منذ البداية، ونظرا الى موازين القوى الموجودة في البلد كان مفهوما انه لن تحصل انتخابات، ولا انتخاب لقيادات من هذا الفريق او ذاك، وأن البحث يجب ان يتم حول مرشح تسوية. وهذا المرشح ليس هو تسوويا كانسان، اي ليس من هذا الفريق او ذاك، بل هو المرشح الذي يأتي بناء على تسوية ليس حول الاسم بل حول الوضع، لانه اذا تمكنا من انتخاب شخص ما بغياب هذه التسوية، لن يمكنه القيام بشيء، ونكون اتينا بشخص معطل دوره سلفا. وللوصول الى هذه التسوية كان يفترض ان يكون الكلام كالآتي: هناك مشروع برز منذ العام 2006 وصل الى نهايته هو مشروع "حزب الله"، هل تريدون الاستمرار به نعم ام لا؟ اذا لا فلنلملم الوضع، ولتطرح مبادرات من قبل 14 آذار بهذا الاتجاه، وتتوجه الى كل الناس وليس الى الحزب فقط، فكلنا ذاهبون الى الخسارة اذا لم نلملم الوضع. كان مطلوبا من الداخل ان يعمل بهذه التسوية، ويساعده الخارج بخلق المناخ المؤاتي لها. بينما الآن اصبح وضعنا كله بيد الخارج

كيف تنظر الى الحركة الديبلوماسية الاجنبية باتجاه لبنان، هل تصب فعلا في خانة انتخابات رئاسية ام لملء الوقت فقط؟

- ما نقوله هولملمة الوضع قبل ان تظهر خسارة فريق بشكل واضح، وليست غايتنا فشل الفريق الخصم، همُنا البلد، اذا اردنا وقف القصة هنا فلنفعل. هذه السياسة نفسها تعتمدها الاطراف الفرنسية وغيرها مع ايران، اليوم لا يزال لك كلمة، وفي جو الصراع الدائر لا نعرف غدا ما اذا كانت ستبقى الكلمة. ويبدو ان الايرانيين هم من ساهموا باطلاق المبادرة الفرنسية الاخيرة، وهم من شجعوا الفرنسيين على القيام بها، مثلما شجعوهم عند تشكيل حكومة المصلحة الوطنية.

يعني هذه الحركة قد تنتج منها بركة؟

- نعم ممكن، وتفاؤلي ناتج من حالة انتهاء المشاريع الانتصارية، ونصبح حينها قادرين جميعا على الجلوس الى الطاولة نفسها. لكن اذا كان لا يزال هناك وهم عند احد انه اذكى او اقوى وقادر على تغيير المعادلة، فلا يجلس معك.

وماذا عن التحرك الروسي؟

- الروسي كلامه لافت ايضا عندما تحدث عن "اعلان بعبدا" الذي تكمن اهميته بأن الاطراف، جميع الاطراف، وافقت عليه، ويمكن اعتباره الترجمة السياسية الحالية لاتفاق الطائف الاساسي. عندما يتحدث الروسي هكذا فهذا يعني ان هناك تغييرا فعليا. الا يدري الروسي ان "حزب الله" ومعه فريق 8 آذار تراجع عن موقفه في هذا الشأن؟ الاشارات الآتية من روسيا ومن فرنسا والتي اتى جانب من تحركها باشارة ايرانية، يجعلني اقول ان هناك امكانية لتحريك الوضع في لبنان.

كيف تنظر الى دور بكركي وما تقوم به في هذا المجال؟

- دور بكركي في انتخاب رئيس الجمهورية ليس هو الحاسم. هناك نقص اساسي في تمثيل المسيحيين في كل منطقة الشرق الاوسط، وهنا كان يفترض ان يكون دور بكركي تحت عنوان ما دور المسيحيين في اعادة ترتيب اوضاع هذه المنطقة؟ وليس اضاعة الوقت بتصنيف المرشحين الاقوياء، ولا في البحث عن حماية الاقليات. نحن كمسيحيين نطالب بحماية الجميع وليس الاقليات. الاكثرية التي تُذبح في سوريا الا تستحق الحماية؟ وهل بالامكان طلب الحماية لأقلية ولا اطلبها لاكثرية؟ هنا دور بكركي، كما كان دائما في فترة النهضة العربية وتأسيس لبنان واستقلاله. اليوم دور المسيحيين ان يكونوا عامل تقاطع في هذه المنطقة. بكركي ضاعت عن هدفها، وعليها العودة الى دورها في خوض معركة ديموقراطية العالم العربي وحداثته وعلاقته بالعالم الاوسع، وليس تضييع الوقت بأمور سياسية صغيرة وتافهة. ودورنا الآن ان نشرح للغرب ان العنف الذي بدأ يظهر عنده حله عندنا، ولا حل له بمعزل عنا.

 

جعجع غادر إلى السعودية في زيارة رسمية

الأحد 14 كانون الأول 2014/ وطنية - غادر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لبنان، عن طريق مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، في زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية يلتقي خلالها بكبار المسؤولين السعوديين.

 

لقاء عون وجعجع في غضون أيام

السياسة/توقعت مصادر نيابية بارزة قريبة من النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عقد لقاء قريب بينهما في غضون أيام قليلة اذ لم يطرأ ما قد يؤجله إلى وقت لاحق. وقالت المصادر ل¯”السياسة” ان الرجلين أبلغا الذين توسطوا لعقد هذا اللقاء أنهما لا يمانعان أن يلتقيا لبحث ما يمكن القيام به لإجراء الانتخابات الرئاسية وإنهاء الشغور في الموقع المسيحي الاول في الدولة, معربة عن أملها أن يكون لدى عون وجعجع أفكار تساعد على ردم الهوة بينهما بما يدفع باتجاه التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في وقت قريب. وأكدت المصادر أن عقد اللقاء لا يعني تجاوز كل العقبات التي تعترض انتخاب الرئيس العتيد, إنما يمكن ان يساهم في حلحلة بعض العقد وفتح قنوات التحاور من أجل تقريب المسافات والتداول في الكثير من الخيارات التي تفضي الى حل مأزق الرئاسة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/12/2014

الأحد 14 كانون الأول 2014

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بعد مرور مئة وخمسة أيام على اختطاف الجماعات الإرهابية ثلاثين عسكريا في منطقة عرسال، بدا اليوم أن النقطة شبه الوحيدة التي يلتقي عندها مختلف الأفرقاء السياسيين لحل القضية، هي اعتماد السرية أو إبعادها عن الإعلام. في حين أنهم لا يزالون غير متفقين حيال طريقة الحل ومضمونه، وكيفية حصول المفاوضة وهل يسمح بالمقايضة؟

لكن هذا اليوم أيضا، سجل ذروة في تحرك أهالي العسكريين الذين تختلط في نفوسهم مشاعر الحزن والرجاء، الألم والأمل، الصبر والغضب، وهو ما ظهر بوضوح في ساحة رياض الصلح ظهر اليوم، حيث اندفع عدد من المحتشدين المتعاطفين معهم لإنزال ممثل تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ناجي غاريوس عن المنصة. إلا أن الأمر سوي، فألقى غاريوس كلمة حمل فيها الحكومة المسؤولية، مطالبا إياها بتعيين مفاوض واحد ليحاور سريا، لكنه لم يأت على سيرة المقايضة.

في المقابل، كان النائب هادي حبيش يتحدث في موقع آخر، مشجعا الحكومة على اعتماد المقايضة، لكنه أكد في الوقت نفسه على حل القضية لتحرير العسكريين خارج التداول الإعلامي. وأما المفارقة فقد تمثلت بحضور الشيخ عباس زغيب الذي غمز من قناة التفاوض مع النظام السوري من دون أن يسميه، بقوله: اذهبوا إلى أي كان وتحدثوا مع أي كان، المهم تحرير العسكريين.

قضية تحرير العسكريين التي تقدمت سائر الملفات، لم تحجب المواقف المتعلقة بالحوار المرتقب بين "حزب الله" و"المستقبل"، وبالحوار المرتجى بين عون وجعجع، وبالانتخاب الرئاسي. مجمل المواقف، في 8 وفي 14 آذار، شددت ونوهت وأشادت بأهمية حصول هذه الحوارات، ووضعتها في الخانات الوطنية والسياسية الإيجابية، لافتة إلى أن لغة الحوار هي من أساسات إنقاذ الجمهورية وفي أساس لبنان الوطن والرسالة.

في هذا الوقت، البطريرك الراعي دعا إلى الصلاة على نية انتخاب رئيس الجمهورية بعد مرور سبعة أشهر على الفراغ الرئاسي. كما أكد وجوب العمل لإطلاق العسكريين. ومن بلدة بتدعي البقاعية طالب الدولة بأن تأخذ العدالة مجراها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لم يسترح الجيش اللبناني في مهامه الأمنية. كلما اقتربت الأعياد كلما إزدادت استعدادات المؤسسة العسكرية لضمان استقرار لبنان. من هنا كانت الانجازات الأمنية تتوالى. في عرسال أوقف الجيش خمسة أشخاص من بينهم مطلوبان سوريان، كانوا جميعهم في طريقهم إلى الجرود، بذريعة المساعدة في قضية العسكريين المخطوفين.

بحوزة المجموعة حزام ناسف وقنابل وبنادق وأجهزة اتصال، والتحقيقات بدأت عن الغاية الحقيقية لمشوار الخمسة. ما هي مهمتهم؟ ولماذا يتوجهون إلى جرود عرسال، هل لتهريب المطلوبين اللذين كانا في السيارة؟

على خط التفاوض برز تكليف الخاطفين للشيخ وسام المصري كوسيط جديد في قضية العسكريين، فماذا عن مسار التفاوض المطروح؟ وهل يتظهر التعهد الخطي المطلوب؟

في وسط بيروت تضامن مع أهالي العسكريين المخطوفين يملأ فراغ الانتظار، شارك فيه وفود لبنانية وعربية.

أبعد، كانت الإشارات تتزايد، من سوريا التي أنجز جيشها تقدما في الساعات الماضية في حلب وغوطة دمشق الشرقية. إلى تفجير استهدف تنظيم "داعش" في مدينة الرقة أدى لسقوط عشرات القتلى "الدواعش" في منطقة يعتبرها التنظيم الإرهابي الأكثر أمانا لمجموعاته المسلحة. فهل تتوسع مساحة المواجهة بين "داعش" وباقي التنظيمات الإرهابية على الأرض السورية؟

إلى فلسطين، كان اللافت اليوم استعراض نظمته حركة "حماس"، في رسائله طائرات وصواريخ، وشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعم الفلسطينيين بالمال والسلاح لصد الاعتداءات الإسرائيلية.

قضايا الساعات الإقليمية حاضرة بين الأميركيين والروس، في لقاء الوزيرين جون كيري وسيرغي لافروف في روما الإيطالية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أي ديمقراطية هي، وأي أميركا هذه التي تلبس في القرن الواحد والعشرين ثوب العنصرية وتعيد إحياء سياسة القرن التاسع عشر؟ هل تحن الولايات المتحدة التي تجتاحها تظاهرات الاحتجاج ضد سياسة الفصل العنصري، إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، وتبحث عن مارتن لوثر كنغ ومالكولم إكس؟

هل هي مآثر العم سام التي ترغب أميركا في الاقتداء بها وتعميم نماذجها، بعد ان ترنح الربيع العربي الموهوم، أم هي ثقافة الاعتدال المعكوف التي يتغنى بها بعض العرب، وينشدون مأسستها.

قضية العسكريين المخطوفين لا زالت تبحث في كومة تفاوض عن مفاوضين، وإذا كان يوم التضامن مع ذويهم انتهى إلى مطالب مكررة، فإن الرأي الحكومي استقر حاليا على ضرورة تعهد الخاطفين بوقف القتل قبل الخوض في أي نقاشات متصلة بملف التفاوض.

وبحجة أخذ التفويض بالتفاوض، كانت رحلة أحد المشايخ من عرسال إلى جرودها، برفقة مطلوبين يحمل أحدهم حزاما ناسفا، ما ترك علامات استفهام عن المقصد والغاية، وقبلهما المنطلق.

وفي ذكرى انطلاقتها، كانت رسائل حركة "حماس" بكل الاتجاهات، خلاصتها ترسيخ الوجود في جبهة المقاومة والصمود والممانعة. ولم تكن عابرة، عبارات الشكر تلك التي وجهت إلى كل من دعم المقاومة من أفراد وجماعات ودول، فلايران حصة الأسد وهي التي أمدّت المقاومة بالسلاح والصواريخ النوعية والمضادة للدبابات، طوال فترة مقاومة الاحتلال، وكانت الشريك الأساس في دك حصون العدو.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان يعيش على نهج تأجيل الملفات، لكن ما عجز المؤجلون عن طيه وتعويد الناس عليه ملفان: رئاسة الجمهورية والعسكريون المخطوفون. فحكم البلاد يزداد صعوبة من دون رأس، باعتراف رئيس الحكومة تمام سلام، والدول تنصح بالاسراع في انتخاب رئيس. وفي السياق تسجل حركة خجولة على خط بكركي، وهي لم تتجاوز حتى الساعة مرحلة إذابة الجليد بين القيادات المارونية، وكذلك الحوار المنتظر بين "المستقبل" و"حزب الله".

الملف الثاني وهو ملف العسكريين المخطوفين، يتحول من قضية تحرق أهاليهم ويتعاطف معها اللبنانيون بخجل، إلى قضية وطنية شاملة بحيث بدأ التعاطف يتحول حركات تضامن في الشارع مع الأهالي. وفي الاثناء، رمي في التداول اسم الشيخ بلال المصري كوسيط مفترض. أوساط مقربة من "العلماء المسلمين" نفت معرفتها به، فيما لم تخف أخرى خشيتها من أن يكون مقربا من "حزب الله"، وتثق به "النصرة" الأمر الذي يجنح بالمفاوضات في اتجاهات جديدة إن صح الخبر.

تزامنا أوقف الجيش عضو "هيئة العلماء المسلمين" الشيخ حسام الغالي، وهو في طريقه إلى جرود عرسال وبرفقته أربعة سوريين يحمل أحدهم حزاما ناسفا. ومساء أطلق الغالي بعد التحقيق معه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

تحول أسبوع الشهيد علي البزال والاعتصام التضامني مع المخطوفين وأهاليهم، إلى مهرجان خطابي غلب عليه بعض الارتجال والانفعال. استغل فيه البعض دموع الأمهات وحرقة الآباء ولوعة مصاب ذوي الشهداء، ليبيض صفحة الذي جعل من "النصرة" ثورة بيضاء وهي التي أعدمت علي البزال ومحمد حمية، أو لمنح براءة ذمة لفريق ناصر القاتل وغسل يديه من دم القتيل. فاذا بفوهات الاتهامات تتحول باتجاه "التيار" الذي ناصر الأهالي منذ خطف أبنائهم وانتصر للجيش منذ اللحظة الأولى، وتفتح نيران المزايدات لكسب رضى الذين يستخدمون هؤلاء وهم لا يعملون.

وفي عرسال حيث خطف العسكريون، أوقف الجيش اليوم مطلوبين ورجل دين ينقلون أسلحة ومتفجرات وأحزمة ناسفة، كانوا في طريقهم إلى جرود عرسال لموافاة الارهابيين.

في وقت طالب البطريرك الراعي من البقاع، بتسليم مرتكبي جريمة بتدعي. في حين كان النائب وليد جنبلاط، وعبر نائب كتلته علاء الدين ترو، يرفض إقامة مطامر في سبلين أو برجا، في رسالة تقرب وتقارب من إقليم الخروب وتيار "المستقبل"، على حساب الناعمة التي يبدو أن التمديد سيشمل العمل بمطمرها تحت طائلة ان تعم الزبالة كل لبنان إذا توقف العمل بمطمرها، تماما كمقولة انهيار ما تبقى من مؤسسات في لبنان إذا لم يحصل التمديد للمجلس النيابي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الحدث توزع اليوم بين عرسال وبتدعي وساحة رياض الصلح: في جرود عرسال حادثة حصلت مع الشيخ حسام الغالي، الوسيط الجديد، الذي يبدو أن البعض استفاد من موكبه فكانت محاولة لتهريب سلاح أثناء مرور موكبه.

في بتدعي، الكاردينال الراعي ناشد الدولة إلقاء القبض على الجناة، كما طالب آل جعفر بالخضوع للدولة.

وفي ساحة رياض الصلح، يوم تضامني مع العسكريين المخطوفين لم يخل من الهرج والمرج بسبب كلمة النائب ناجي غاريوس الذي عاد وألقى كلمته.

في الملفات البيئية، وفيما عاد رئيس الحكومة تمام سلام من باريس، وفيما جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع لن تخلو من البنود المؤجلة، فإن مطمر الناعمة كان في الواجهة اليوم من خلال الإعتراض على التمديد له.

سوريا، برزت أزمة من شأنها ان تتفاعل وتتصاعد طالما الحرب مستمرة، وهذه الأزمة تتمثل في فقدان الكثير من السوريين لأوراقهم الثبوتية ومستنداتهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

أسبوع جديد من أسابيع الشغور الرئاسي، يمر على اللبنانيين من دون أية مؤشرات جدية على امكانية التوصل إلى انتخاب رئيس جديد قبل جلسة السابع من كانون الثاني في العام المقبل.

أسبوع آخر أيضا ينقضي ولا يزال العسكريون مخطوفين، وسط تضامن مع أهاليهم الذين أحيوا هذا النهار أسبوع الشهيد علي البزال في اعتصام حاشد بمشاركة هيئات من المجتمع المدني ومنظمات شبابية من الأحزاب اللبنانية.

أسبوع جديد من أسابيع المحكمة الدولية التي المتوقع ان تعقد جلستها الأخيرة في هذا العام يوم غد، بعد انطلاق المحاكمة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه مطلع هذه السنة.

وغدا يكون مر الأسبوع الأول على حرمان منطقة الأشرفية من مشاهدة قناة "المستقبل" عبر قرصنة موزعي الكابل غير القانونيين. وقد وعد وزير الاعلام بمعالجة هذا الأمر اعتبارا من صباح يوم الاثنين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أهالي المخطوفين، مخطوفين. يسرقون في وضح المدينة، ويتحول يوم التضامن معهم إلى "هايد بارك" مفتوح لمن يريد توجيه الرسائل.

تحمل "هيئة العلماء المسلمين" قضيتهم إلى الجرد، فتزنرها بحزام ناسف. تتطوع للتفاوض وتقرر العبور إلى الخاطفين من دون تكليف، فإذ بأحد شيوخها يصبح موقوفا بعد أن تضبطه قيادة الجيش "حامل محمل" بالحزام والبنادق والرصاص. فإلى من أوكلت قضية العسكر المخطوف؟ وكيف تسلل الشيخ حسام الغالي برفقة أربعة مشايخ مرافقين إلى وادي حميد بلا ترتيبات تضمن سلامته؟

"هيئة العلماء" استنفرت لتوقيف شيخها المفاوض بعدة مدججة. لكن ثورتها تشبه أيام غضبها عندما جرى الاعتداء على الجيش وخطف العسكر وقوى الأمن من بيوتهم وحواجزهم، ولم تر الهيئة من هذا المشهد في حينه سوى حصار عرسال. ولأن التاريخ لم يطمره التاريخ بعد، فلنعد بالذاكرة إلى شهر آب، وقتذاك فرضت الهيئة وقفا لإطلاق النار ما سمح ل"النصرة" و"داعش" بالإنسحاب من عرسال واصطحاب الرهائن العسكريين معهم. ألم يقل مصطفى الحجيري "أبو طاقية" إن العسكريين بأمان في منزله حينها؟ فمن فك أسر عرسال وأسقط عليها الهدنة؟ ولو لم تفعل "هيئة العلماء" لما كان العسكر اقتيد إلى الجرد.

من نكلف نحن اليوم؟ وحتى لا يأخذنا التحليل، فلنلق نظرة على صفات هذه "الهيئة" من رئيسها، من مالك جديدة الذي غادرها كاشفا مسارها وارتهان علمائها وسعيهم لقبض الأثمان، وبيان استقالة الجديدة لم يطوه الزمن. وعلى الرغم من ذلك ارتضى لبنان الدولة بدور "الهيئة" ومنحها زيارات رسمية والوقوف عند رأيها. لكن تصاريح شيوخها جاءت لتساوي العسكر المخطوف والذي يتعرض للإذلال يوميا، بالمساجين في سجن رومية والذين يعيشون في "مربى الدلال"، وينتفضون إذا سولت القوى الأمنية لنفسها قطع الـ"ثري جي" عن العنابر المصنفة أولى.

و"هيئة العلماء" هالها "خطف" نساء "النصرة" في لبنان، وكاد الشيخ سالم الرافعي يذرف الدمع على سجى وعلا اللتين تخضعان لحكم القانون. لكن، من بكى على أم علي البزال المخطوفة؟ من داوى جرح أبو محمد حمية عندما تجاسر ورفض شروط الخاطفين، وهو العارف أن ابنه أصبح على حد السيف؟

فالرأفة بالأهل قليلا، وسحب قضيتهم من الشارع وأولاد الشوارع. وكفى تعريضهم للمهانة. إنصافهم إنسانيا هو في إنقاذهم من كل هذا الصف المفاوض، وحصر قضيتهم بين أيدي الأمن بلجنة ثلاثية يتقدمها الجيش. والأهالي يدركون أكثر من أي شارع آخر، أن أبناءهم عندما اختاروا السلك العسكري، فكل عنصر منهم أصبح مشروع شهيد أو أسير أو متقاعد أو منتصر في المعركة.

والرأفة بالأهالي تنسحب على من يريد توضيب زعامة على نفقة الأهالي. فمن هو الشيخ عمر حيدر الذي أعلنها ثورة اليوم من ساحة الاعتصام؟ أي دور يسند إليه ليتبرع بالتحول إلى "داعش"؟ فذوو المخطوفين هم ذووهم وأقرباؤهم، فإلى أي مخطوف ينتمي الشيخ عمر؟ لا صلة قرابة تجمعه بأي من العائلات، وعليه فإن صلة الرحم لن تسمح له بخطف الأهالي مرتين، وكفاهم ثورة على إسم قضيتهم.

 

أهالي العسكريين المخطوفين احيوا اسبوع الشهيد البزال باعتصام في ساحة رياض الصلح وكلمات دعت إلى الافراج عن الاسرى

الأحد 14 كانون الأول 2014

 وطنية - نفذ اهالي العسكريين المخطوفين، اعتصاما حاشدا في ساحة رياض الصلح في ذكرى مرور اسبوع الجندي الشهيد علي البزال وللمطالبة بمعالجة ملف العسكريين المخطوفين، شارك فيه عدد من الهيئات الشبابية في الاحزاب، وهيئات من المجتمع المدني، وشخصيات دينية.

ومن المنظمات الشبابية التي شاركت: الحزب التقدمي الاشتراكي، حزب الوطنيين الاحرار، حزب القوات اللبنانية، تيار المستقبل، حزب الاتحاد، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حركة امل، حركة التجدد الديمقراطي، الحزب العربي الديمقراطي ورابطة الشغيلة.

خضرا

واكد رئيس جمعية "لابورا" الاب طوني خضرا في كلمة، ان "الوطن يقوم على 3 دعائم وهي الشعب والارض والقوى الامنية وعلى رأسها الجيش"، مشيرا الى انه "اذا سقط الشعب سقط الجيش، واذا سقط الجيش سقطت الارض فلا يبقى لنا وطن".

وقال: "فلنسمع صراخ الشعب لان من لا يسمع للشعب لا يستحق السلطة ولا يستحق ان يكون مسؤولا عن الشعب، واتعجب ان ينام لبناني واحد ولدينا لبناني مأسور من كل الطوائف".

وأضاف: "اتعجب ان لم تبك كل ام لبنانية لان كل لبنان في الاسر، حرام علينا ان نميز وان نترك امهات المخطوفين والشهداء وحدها تبكي، فلنبك جميعا والا نحن لا نستحق لبنان، ليس المطلوب من اهالي العسكريين ان يقطعوا الطرقات، فلا تبقى طرقات مفتوحة ما زال جيشنا وقوى امننا في الاسر".

ورأى أنه "اذا غاب الجيش والقوى الامنية فلا أمن، لا تحسبوا ايها اللبنانيون انكم في امان وابناء الجيش والقوى الامنية ليسوا في امان"، داعيا جميع اللبنانيين "ليصبح لبنان عائلة واحدة مع أهل الشهداء والمخطوفين فلا يجوز ان نتركهم وحدهم، ابناؤهم أبناؤنا كلنا، فأينكم جميعا، فليصبح لبنان عائلة واحدة موحدة مع شعبنا وابنائه المخطوفين".

وشدد خضرا على أن "اللامبالاة تقتل أكثر من الموت والذبح، ايها المسؤولون، دوركم أن تكونوا مع الجيش والقوى الامنية، فبفضلهم يبقى لبنان"، داعيا اللبنانيين والقوى الأمنية الى "تشكيل فريق يهتم مع الاهالي بعودة الاسرى وتشكيل حكومة ظل كي لا تنام حتى يعود كل اسير وهكذا يقوى لبنان".

زغيب

من جهته، اكد الشيخ عباس زغيب ان لبنان أسير، معلنا انه "يشعر بالعظمة والكبرياء لدى الوقوف امام الشهداء"، وقال: "الوقفة مع الجيش والقوى الامنية تشعر الانسان بعظمة الارزة ولبنان الذي يحوي كل الطوائف التي تشكل نسيجا ليس موجودا الا في لبنان"، وطالب الحكومة ب"موقف موحد بعيدا عن المصالح الشخصية، وهذا الموقف يجعل خلية الازمة خلية حقيقية وليس ازمة خلية كما وصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري".

وأضاف: "كل اوضاعنا تدل على تأزم صعب، وعلى الخلية ان تعمل بجهد مع كل من يمد يد العون لعودة الاسرى احياء، وعلى الخلية ان تعمل مع الجميع وان تقبل موضوع التقايض اذا كان هذا المبدأ يعيد اولادنا الى الوطن".

واكد زغيب ان "المسؤولين الذين ليسوا على قدر المسؤولية لحماية ابنائهم وجيشهم فليغادروا هذه السراي"، مطالبا الجهات الدولية التي تستطيع ان تقدم يد العون لنا "ان تعيننا في هذا الملف ونأمل منها ان تتعاون معنا"، مشيرا الى ان "المسألة ليست محصورة بالحكومة بل بكافة الأفرقاء السياسيين".

حيدر

لى ذلك، أسف المسؤول عن العلاقات العامة في لجنة اهالي العكسريين المخطوفين الشيخ عمر حيدر الى ان "الحكومة الفاشلة لا تسطيع ان تعيد ابناء وطنها الى احضان اماتهم"، وقال: "اطلقنا مبادرة ولم نسمع سوى التجريح، ايها الشهداء دمكم جمع كل الطوائف على كلمة واحدة باننا نريد لبنان بكل اطيافه، ولا نريد لبنان لا 8 و14 آذار، واتفقوا ومددوا لمجلس نحن الشعب اللبناني وضعناهم فيه، ولكنهم لم يتفقوا ان يزيحوا السكين عن من كان يحميهم في عرسال".

وتوجه الى الشهداء علي السيد، عباس مدلج، محمد حمية علي البزال وقال: "دمكم جمعنا كلنا على كلمة سواء نريد لبنان بأطيافه الاربعة وبفصوله الاربعة، لا نريد لبنان لا 8 ولا 14".

وأضاف: "اتفقوا فمددوا لمجلس فسرقوا مجلسا نحن وضعناهم فيه، الشعب وضعهم فيه، اتفقوا على ان يخربوا لبنان ويضللوا الشعب وفرقوه ولكن لم اتفقوا على أن يزيحوا السكين على من كان يحميهم في عرسال، نريد فلذات اكبادنا، نحن لسنا الدواعش، ولكن اذا اضطر الامر سنكون دواعش، ولن نكون عصا نضرب بها الشعب والدولة".

غاريوس

ولدى صعود عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ناجي غاريوس الى المنصة لالقاء كلمته، احتج بعض المعتصمين، الا انه عاد بعد دقائق والقى كلمة قال فيها: "نحن ايضا اهل للمخطوفين، وانا اعتبر وامام الجميع ان الاهانة اذا اتت من اهلنا فنحن نقبلها، الجميع مشكور على وقوفه الى جانب اهالي المخطوفين، ونحن ايضا نقف الى جانبهم كل يوم ، واقول الى الاهالي ان الحكومة مجبرة على انتقاء موفد واحد ليحاور بطريقة غير مكشوفة، وأن الذي أتى والقى كلمة على هذا المنبر ليس فقط هو من يتضامن معكم فالشعب اللبناني كله معكم، ونحن معكم".

يوسف

الى ذلك، تحدث رئيس لجنة العسكريين المخطوفين حسين يوسف مؤكدا ان "المناسبة سميت باسم "يوم الشهيد" يوم علي البزال وباقي الشهداء، وقال:" نحن مطالبون بوقفة وبتحرك نذكر فيه المسؤولين ان اركان الوطن تتهاوى، ونوجه التحية الى انفسنا لاننا اهل الشهيد الذي سقط فداء لارزه وارضه وعنفوانه، والشهيد في السماء يقول لنا هلموا لنصرة الاخوة المقيدين".

وأضاف: "فليسمع كل مسؤول صرختنا وآهاتنا على الوطن كي لا نستقبل كل يوم شهيدا، وسلام على ارواح شهدائنا وتحية الى العسكريين المخطوفين ليعودوا الى الديار سالمين، ونتحدى بكم الباطل وكل من سولت له نفسه ان يلعب بنا وتاجر بدماء اولادنا، ولن نسمح لاي طرف ولاي سياسي ان يبيع الدم تحت حجة هيبة الدولة، وليعلم الجميع ان هيبة الدولة تكمن في عودة اولادنا الى كنف الدولة".

وقال: "نتوجه الى دولة الرئيس تمام سلام وأقول نحن نجل ونقدر جهودك وقد حملناك امانة بلسان الامهات، وبلسانك قلت "لن اتخلى عن قضيتكم" وهم ابناؤك، وانك قد فوضت من كل الوزراء ولم يعد هناك من لم يفوضك، لذلك نقول لك من قلب الامهات الذين اختاروا الذهاب الى الجنود والى الكهوف والانضمام الى ابنائهم المأسورين للموت معهم يا دولة الرئيس وليس للحياة، فرد الامانة التي حملتها واعد ابناء الوطن من الوطن الى الوطن، والى الوزراء الذين ينادون ويتاجرون باولادنا من اجل المواقف السياسية او من اجل ارقام لا تعنينا تحت شعار هيبة الدولة، اقول لكم، وحدوا قراركم داخل الحكومة لحقن الدماء وتجنب الفتنة التي تبثونها من خلال مواقفكم، ونحن ننذر من هم في موقع المسؤولية امام الله وامام الشعب اللبناني بان يتحمل كل المسؤولية ولن نسميه الآن، ولكن سيدفع الثمن ان حصل اي مكروه لاي احد من ابنائنا او ابناء هذه المؤسسة".

كذلك تحدث عدد من ممثلي المنظمات الشبابية، ومنهم رئيس منظمة الطلاب في "حزب الوطنيين الاحرار" سيمون درغام الذي قال: "على الحكومة اللبنانية وخلية الازمة القيام بكل ما يمكن القيام به من اجل اعادة العسكريين المخطوفين الى عائلاتهم وابنائهم لأن القضية ليست مسألة انسانية فحسب، بل تتعلق ايضا بهيبة الدول اللبنانية وصورتها التي بذلنا كل الجهود للمحافظة عليها. واذا لم يكن لدينا القدرة الكافية لاعادتهم سالمين، فأين تكون قيمة الدولة"؟

أضاف: "على الحكومة، ونحن كأحزاب وراءها، ان نبذل كل الجهود لايجاد الحل السريع مهما كان الثمن لانه مهما ارتفع يبقى ادنى من تضحيات العسكريين وشهادتهم".

اما مفوض الشباب في "الحزب التقدمي الاشتراكي" صالح حديفي فقال: "جئنا للوقوف الى جانب قضية وطنية كبيرة قبل ان تكون فردية عائلية، فهذه العائلات هي لكل لبناني. والعسكريون المخطوفون هم ابناء عائلاتنا جميعا، هم اب واخ وابن كل مواطن وابناء الوطن والمؤسسة العسكرية وقوى الامن الداخلي". أضاف: "نطالب بوقف النزف الحاصل في هذا الملف ان على مستوى مشاعر الاهالي وعائلاتهم او على مستوى دماء العسكريين التي سقطت، ام النزف الحاصل في هيبة الدولة اللبنانية".

وختم: "ندعو الى ايجاد حل سريع وفوري من قبل المولجين معالجة هذه القضية من اجل اطلاق العسكريين في اقرب وقت". كما تحدث خلال اللقاء عدد من أهالي العسكريين وأشقائهم وأبنائهم.

 

مرشّح تسوية محتمل بعد رأس السنة مهمّة جيرو في طهران ليست سهلة

خليل فليحان/النهار/15 كانون الأول 2014

"الاستحقاق الرئاسي كان وراءنا والآن أصبح في الأفق". الكلام لمرشح مطروح ليكون مرشح تسوية بعد انسحاب الثلاثة الذين جمدوا انتخاب رئيس للجمهورية منذ 204 أيام. وأوحى بذلك أن في حوزته معلومات دقيقة جعلته يتكلم.

وأفادت مصادر ديبلوماسية "النهار" أن التقرير الذي نقله الموفد الفرنسي الى بيروت جان فرنسوا جيرو الى الرئيس فرنسوا هولاند لم يجعل الأخير يعد الرئيس تمام سلام الذي استقبله يوم الجمعة الماضي في قصر الاليزيه، بأن قضية انتخاب رئيس جديد قد حلّت، بل أبلغه أن المساعي ستتجدد مع كل من واشنطن وطهران والرياض من أجل الاتفاق على مرشح تسوية مطلع سنة 2015 إذا أمكن، لأن أي تأخير سيزيد الأمور تعقيداً وسيدخل البلاد في مرحلة جديدة من التوتر السياسي المتصاعد الذي سينشأ عن استمرار تمسك كل فريق بمرشحه.

ولفتت الى أن مهمة جيرو في طهران ليست سهلة لأن إيران تريد أثماناً من باريس كي تمارس ضغطاً على حلفائها اللبنانيين للإفساح في المجال أمام انتخاب رئيس توافقي لجمهورية بدلاً من المرشحين المتخاصمين.

وأشارت الى أنه لا يمكن التكهن بما يمكن أن تفعله باريس، العضو في فريق الخمسة + واحد الذي يفاوض إيران حول برنامجها النووي، بالاضافة الى ألمانيا، لجهة أن تتفرّد بأي موقف عن الفريق الذي ينتمي اليه، والذي مدد التفاوض الى تموز المقبل.

ودعت الى التفاهم بين القوى السياسية المتنافسة على مركز الرئاسة الأولى، لأن هذا التفاهم يستوجب تضحية ما لتسهيل اختيار مرشح تسوية من دون وضع شروط تعجيزية للقبول به، وهذا هو الطريق الأقصر لإنهاء الفراغ الرئاسي. وبرّرت هذه الدعوة لأنه يستحيل تحقيق أي اختراق في الاستحقاق الرئاسي في مثل هذه الأجواء المعقدة والمتشابكة محلياً وإقليمياً ودولياً، وتبيّن أن المساعي التي بذلها هولاند أو سواه بعيداً من الأضواء لم تثمر، بل دفعت كل مرشح الى التمسك بترشيحه. وتجلى العجز الدولي في المجاهرة للمسؤولين والمرشحين بأن ليس للدول أي مرشح، لأن هذا الأمر شأن داخلي، وعلى اللبنانيين أن يختاروا رئيسهم، فبقيت البلاد من دون رئيس للجمهورية منذ 205 أيام، وقوى الثامن من آذار في حال مبارزة مستحيلة مع قوى 14 آذار لتأمين النصاب الذي لم يتوافر بعد 16 دعوة وجهها الرئيس نبيه بري للانتخاب.

ورأت أن لا مجال لأي مخرج للتفاهم على مرشح تسوية الا بنشوء قوة انتخابية ثالثة تضم ممثلين لقوى 14 و8 آذار، لان تجربة ستة أشهر ونصف شهر انتظاراً، دلّت على أن لا جدوى من ذلك لأن عون على موقفه وكذلك جعجع. فشل كل من الموفدين الفرنسي جيرو والروسي ميخائيل بوغدانوف في إقناع الجنرال بمرشح تسوية. وكرر على مسامعهما موقفه الذي يختصر بتثبيت الوجود المسيحي في المعادلة السياسية اللبنانية، ليكون قادراً على تثبيت وجوده وتنفيذ ما يطرح من مشاريع. وشجعت التحرك الذي يجريه البطريرك الماروني بشاره الراعي بعيداً من الأضواء، متمنية أن تساعده القيادات المؤثرة في العملية الانتخابية لأن أي حل لبناني سيكون أسرع ولمصلحة استقلال القرار اللبناني

 

عرسال: توقيف عضو في "العلماء المسلمين" لفترة قصيرة يرافقه سوريون مسلحون

نهارنت/أوقف الجيش الأحد عضو هيئة "العلماء المسلمين" الشيخ حسام الغالي لفترة قصيرة في عرسال، كان يرافقه أربعة سوريين يحملون حزاما ناسفا وأسلحة. وقال الغالي في حديث إلى قناة "الجديد" مساء الأحد أن الزيارة كانت ستحصل "بتفويض من قبل "هيئة العلماء المسلمين" ومن أجهزة أمنية وسياسية معروفة في البلاد بهدف الحصول على ورقة مكتوبة من قبل الجهات الخاطفة بالتعهد بعدم قتل أي من الجنود مقابل اطلاق النساء المعتقلات". وشدد على أن "الأسلحة التي كانت موجودة في السيارة تعود إلى مرافقيه"، مشيرا إلى أن "الحزام الناسف يعود إلى الوسيط المكلف من قبل الخاطفين بايصاله إلى الجرود وهذا الموضوع يتابع مع المسؤولين الرسميين". رسميا أعلن الجيش توقيف "سيارة نوع جيب نيسان أرمادا بداخلها خمسة أشخاص، بينهم مطلوبان من التابعية السورية، كانوا في طريقهم جميعاً الى جرود المنطقة". وبحسب البيان قد ضُبط بحوزة أحدهم حزام ناسف، بالإضافة الى قنبلتين يدويتين وثلاث بنادق حربية وأربع مسدسات وكمية من الذخائر العائدة لها وجهاز اتصال، عثر عليها جميعاً داخل السيارة المذكورة.هذا عملت قوى الجيش على تفجير الحزام الناسف في البقعة المذكورة "فيما تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المرجع المختص لإجراء اللازم" كما تابع البيان الرسمي. ولم يأت بيان الجيش على ذكر اسم الشيخ الغالي. لكن وبحسب معلومات قناة الـ"MTV" فإن الغالي "كان يقوم بالإستحصال على تعهد من الجهات الخاطفة بعدم القتل أو التهديد" بناء على طلب وزير الداخلية نهاد المشنوق. ونقلت القناة عن مصادر هيئة العلماء المسلمين قولها "علمنا من الجهات المعنية أن الشيخ الغالي غير موقوف لكنه يدلي بإفادته قبل عودته". وبالفعل فقد أطلق سراح الغالي مساء الأحد من دون أن يعرف مصير السوريين الأربعة، وغادر ثكنة أبلح بعدما تم اﻹستماع إلى إفادته. في هذا السياق كشفت قناة الـ"LBCI" أن "الغالي كان قد سأل السوريين ما إذا كان بحوزتهم أسلحة قبل أن يستقل السيارة فأجابوه بالنفي". وتخطف جبهة "النصرة" منذ الثاني من آب الفائت أكثر من خمسة عشر عسكريا في الجيش وقوى الأمن، بعد معارك خاضتها ضد الجيش إلى جانب تنظيم "الدولة" الإسلامية" الذي يخطف أيضا قرابة عشرة عناصر. وأعدم التنظيمان حتى الآن أربعة عسكريين كان آخرهم علي البزال، في ضوء فشل الحكومة وانسحاب دولة قطر من مفاوضات إطلاق سراحهم.

 

راعي الأبرشية المارونية في سيدني يوقع كتابا عن جذور الكنيسة

الأحد 14 كانون الأول 2014

  وطنية - سيدني - وقع راعي الابرشية المارونية في سيدني - أوستراليا المطران انطوان شربل طربيه كتاب "الكنيسة المارونية: جذور ورسالة" في بيت مارون، في حضور القنصل اللبناني جورج بيطار غانم، النائب طوني عيسى وحشد من فاعليات وأبناء الجالية.

افتتح الاحتفال بمباركة تلاها النائب الابرشي المونسنيور مارسيلينو يوسف، ثم قدم المناسبة الكاتب بيتر خوري، وتحدث على التوالي كل من الأب يوحنا عزيزي ورئيس المجلس الماروني للمحترفين جو عساف والمطران طربيه، وركزت الكلمات على مضمون الكتاب الذي يعطي صورة حقيقية عن جذور الكنيسة المارونية وتاريخ الموارنة ودورهم، وشددت على "أهمية ان يطلع الجيل الجديد على الكتاب".

واختتم بصلاة تلاها راعي أبرشية الروم الأرثوذكس المتروبوليت بولس صليبا، وقد أنجز الكتاب بالتعاون بين طربيه والأب انطوان ضو والأب هاني مطر والأب بولس صفير والدكتور يوسف كمال الحاج والزميل جورج عرب.

 

 “14 آذار” تعرض على “حزب الله” تسمية مرشح توافقي للرئاسة مقابل تخليه عن عون

فرنسا تسعى لإقناع إيران بضرورة الحفاظ على استقرار لبنان

“السياسة” – خاص: رغم الحركة الدولية المتسارعة باتجاه لبنان في محاولة لاجتراح حلول لأزمته السياسية, لم تظهر مؤشرات فعلية على إمكانية إحداث خرق في جدار الأزمة يتيح التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية, رغم الإشارات الايجابية المتبادلة بين رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ورئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون. وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”السياسة” أن المشكلة ليست فقط بين الرجلين وإنما تتخطى البعد المسيحي إلى مسألة الخيارات الوطنية الكبرى في ضوء مخاوف لدى قوى “14 آذار” من وجود مخطط لإطالة أمد الفراغ الرئاسي, وصولاً إلى تغيير الصيغة والنظام وإقرار المثالثة بدلاً من المناصفة, سواء من خلال مؤتمر تأسيسي أو غيره من الصيغ. ووسط المخاوف من وجود مؤامرة كهذه وفي ظل تنامي خطر المجموعات الإرهابية, خاصة على الحدود مع سورية, أبدت قوى “14 آذار” استعدادها لتقديم تنازلات بهدف قطع الطريق على تنفيذ مخطط “8 آذار”, في مقدمها التخلي عن ترشيح جعجع لصالح مرشح توافقي للرئاسة, إلا أن الفريق الآخر لم يبد حتى الآن استعداداً للتقدم خطوة مماثلة وملاقاتها في منتصف الطريق. وبحسب المصادر, تدرك قوى “14 آذار”, وتحديداً “تيار المستقبل”, أن المشكلة ليست عند عون بل عند “حزب الله” الداعم له, وبالتالي فإن أي تفاهم مع الأخير من شأنه تعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد, لأن رئيس مجلس النواب نبيه بري وفرقاء آخرون في قوى “8 آذار” لا يتبنون شعار عون “أنا أو لا أحد”, ويمكن التفاهم معهم على انتخابات الرئاسة سريعاً, بمجرد تغيير “حزب الله” موقفه. وكشفت المصادر عن وصول إشارات إلى “حزب الله” من “14 آذار”, بطريقة غير مباشرة, مفادها: تخلوا عن دعم ترشيح عون ونحن مستعدون للسير بأي مرشح تقترحونه شرط أن يكون من “نادي التوافقيين” لا من نادي “الأقطاب” أو “مرشحي التحدي”. وتهدف قوى “14 آذار” من وراء هذا الطرح إلى إغراء “حزب الله”, لأنها تعتقد أن دعمه عون ليس حاسماً وإنما يأتي في إطار إطالة أمد الفراغ وصولاً إلى تغيير صيغة النظام, وبالتالي فهي تسعى إلى حشره في الزاوية أملاً في الحصول على تنازلات منه. وأوضحت المصادر أن الحوار المرتقب بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” سيتطرق إلى هذه النقطة بطريقة غير مباشرة, من خلال تشديد “المستقبل” على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن, وتأكيده عدم إمكانية أن يكون الرئيس إلا توافقياً, وأن لا “فيتو” لديه على أي مرشح وسطي.

 وتوازياً مع حراكها الداخلي, تعول قوى “14 آذار” على الحراك الأوروبي, خاصة الفرنسي, باتجاه إيران, حيث من المقرر أن يزور مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو طهران, اليوم الاثنين, بعد زيارته بيروت ولقائه مختلف الفرقاء السياسيين. وقالت المصادر في هذا السياق ان قوى “14 آذار” ابلغت المبعوث الفرنسي استعدادها التام للموافقة على أي مرشح توافقي غير صدامي, وأكدت له أن الحل في طهران وليس في بيروت, ذلك أن “حزب الله” يحيل كل من يتحدث معه في الشأن الرئاسي إلى عون الذي يتمسك بدوره بشروطه متسلحاً بالدعم غير المحدود من الحزب, وبالتالي فإن إحداث خرق في جدار الأزمة يبدأ من إيران التي يمكنها الإيعاز إلى “حزب الله” بالسير بمرشح توافقي, إلا أن ذلك يتطلب إقناع مسؤوليها بأن استمرار ربطها الملف اللبناني بالمفاوضات الجارية مع القوى الكبرى بشأن ملفها النووي, لن يفيدها, وربما يجعل منها لاعباً هامشياً مستقبلاً إذا أصرت على موقفها. وإذ أكدت أن مهمة المبعوث الفرنسي تتلخص بإقناع المسؤولين الايرانيين بهذه النتيجة, أقرت المصادر بأنه ليس من السهل أن يتخلى “حزب الله” عن عون, سيما بعدما أعلن أمينه العام حسن نصر الله تبني ترشيحه, لكنها أشارت إلى أنه في حال اقتنع الحزب بأن مصلحته ومصلحة إيران تمكن في الحفاظ على استقرار لبنان ومنع اهتزازه, فإنه سيكون مستعداً من دون شك للسير بمرشح توافقي. وانطلاقاً من ذلك, فإن قوى “14 آذار”, التي تهدف بالدرجة الأولى إلى إنهاء الشغور الرئاسي, مستعدة للموافقة على أي مرشح توافقي يقترحه الحزب, بحسب المصادر, شرط أن يكون فعلاً يحمل صفة التوافق وأن يؤدي انتخابه إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وصولاً إلى إقرار قانون جديد للانتخابات ينهي “مهزلة” التمديد ويفتح الباب أمام انتخابات تشريعية مبكرة. -

 

الراعي زار بتدعي معزيا بالزوجين الفخري: إذا كان أصحاب النفوذ يغطون هذه الجريمة فجريمتهم أكبر ويرتكبونها مرة ثانية

الأحد 14 كانون الأول 2014

 وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، بلدة بتدعي، حيث قدم العزاء لعائلة الفخري باستشهاد الزوجين صبحي ونديمة الفخري برصاص مسلحين فروا من مداهمة الجيش لدار الواسعة الشهري الماضي.

ورافق الراعي النائب البطريرك العام بولس صياح، المطارنة: سمعان عطالله، طانيوس خوري، حنا علوان، بولس منجد الهاشم ولفيف من رجال الدين. وكان في استقبالهم النائب اميل رحمة، رئيس اتحاد بلديات دير الأحمر ميلاد عاقوري، كهنة ورجال دين، عائلة الشهيدين، وفاعليات بتدعي.

الراعي

وألقى الراعي كلمة قال فيها: "نحن، بتأثر كبير، وطأنا الأرض التي أريقت فيها دماء الوالدين، وهي أرض مقدسة وأرض قداسة، عندما روت القدسية هذه الأرض، فالوالد والوالدة عطرا بنعمة الخير والورود على هذه الأرض في بتدعي والمنطقة، التي أحبننا ان نأتي اليها مع المطارنة، وكانت النية ان نأتي منذ علمنا بالخبر المفجع قبل ان تزوروا انتم بكركي، وان نتبرك من دم شهيدين أم وأب سقطا أمام المنزل، والغاية تعزيتكم لاعلان التضامن معكم بالكامل، مع كل أهالي بتدعي ودير الأحمر الذين جرحوا جرحا بالغا، كما جرحت كل المنطقة بجريمة حصلت فجرا بدم بارد، وكأنهم صيادون يفتشون عن طير يصطادونه".

واعتبر ان "الاعتداء الذي حصل هو اعتداء على كل بيت من بتدعي والمنطقة، وهذا يستدعي مناشدة الدولة اللبنانية كي تأخذ العدالة دورها"، موجها الدعوة إلى آل جعفر الكرام: "انتم معنيون بالخضوع للعدالة وتسليم الجناة، ونطلب ذلك ليس عن حقد او بغض. ولم نر على وجوهكم اي حقد او بغض، وعلى وجه العائلة، وهكذا تربيتم. ونطالب بالتسليم ليس بغضا او ثأرا، انما لتأخذ العدالة وحدها دورها، وتؤمن العيش".

وقال: "بكل احترام، وإن لم توجد العدالة فلا عيش جتماعيا أو سلاما. والسلام يصنع العدالة والعدالة تولد السلام، ولا سلام بمجتمع أو دولة إذا لم توجد العدالة، فنحن نطالب بالعدالة من أجل السلام، وليس من أجل الثأر أوالحقد، فلا مصالحة بدون عدالة. والعدالة تولد الغفران، لذلك على الدولة ومؤسساتها العدلية والقضائية أن تمارس العدالة". وحيا "الوسطاء الذين يعملون على تسليم الجناة"، مؤكدا أن "العائلة لا ضغينة في قلبها، وهذه هي ثقافتنا المسيحية، فيسوع المسيح عندما صلب على الصليب كان يطبق العدل، فالعدالة الإلهية تمت بصلبه افتداء للبشرية، ولذلك خلقت العدالة، ولآل جعفر المواكبة معنا من أجل تسليمهم لتسود هذه الروح في لبنان، والله يكفف الدموع، وقبول هذين الجرحين بهذا الشكل، وعذاب الدار بهذا الدم البارد يصنع السلام".

وذكر "وجهت نداء من بكركي، واليوم أوجه النداء من منزل الشهيدين، نداء الى الدولة اللبنانية، وإلى كل سياسي يغطي المجرمين"، مشددا على أن "هذا شيء مرفوض، من هنا فلا شخصية سياسية أو دينية أكبر من العدالة، وإذا كان أصحاب النفوذ يغطون هذه الجريمة، فجريمتهم أكبر بالتغطية أو بتهريب المجرمين، الذين يرتكبون الجريمة مرة ثانية، هناك عدالة إلهية ولا أحد أكبر من الله، من يقتلون إنسانا فهذا إعتداء على الله، وهو سيد الحياة، فليدرك الذين أجرموا ومن يغطي هربهم من العدالة، أنهم يعتدون على الله العادل، ونداء رسمي من قلوبنا نأمل أن ينفذ إلى نفوس المعنيين". وإذ جدد تعازيه الحارة لأهالي بتدعي، قال: "ومن يعزي القلوب هو الله، هو أبوكم وأمكم في السماء، لأنهم أتقياء طاهرون. وستعم ورود الخير والسلام هذه المنطقة لتعيش بسلام، ونتحرر من الحركات الإرهابية، وأي إعتداء على الناس وتحركاتهم وحياتهم ليس له أي تبرير. والمطلوب ان تعيش الناس بسلام، وللدولة التي نجل، إذا لم تمارس العدالة تجاه المجرمين، لا يمكن للمنطقة أن تعيش بسلام، وستبقى تعيش الإعتداء على الممتلكات والسيارات، فنحن لا نعيش بشريعة غاب، نعيش بوطن نعتز به ولا نقبل من المسؤولين أن نعيش بشريعة غاب، هذا الكلام مني كبطريرك، إلى المسؤولين عن مصير لبنان خاصة، الذين عليهم الحفاظ على لبنان السلام، وليس شريعة الغاب والإعتداءات".

عطالله

بدوره، اعتبر عطالله أن "الجرح الذي اصاب العائلة عميق، وكون مأساة للعائلة، وهذا البيت الكريم"، موجها كلامه إلى البطريرك "مجيئكم وزيارتكم لهذه العائلة تعويض عن الخسارة. وهذا ما لمسناه خلال زيارتنا لبكركي، فتعزيتكم اليوم تطيب الجراح، وهي عهد أن نكون مسيحيين يتعاطون مع الأحداث بروح الإنجيل"، مذكرا أن "تاريخ الكنيسة عرف مآسي عديدة، لكن الله كان يتدخل عند مواجهة الشدائد والمصائب بنظرة إلهية وبروح ونهج الإنجيل"، مؤكدا للبطريرك "صلاتكم وبركتكم تشفع لنا عند الله، وهذه اللفتة تشعرنا بالتعويض على العائلة".

الفخري

وألقى جورج الفخري كلمة العائلة، فرحب بالبطريرك، مشيرا الى "أن في حضوره تعزية فائقة التقدير"، مؤكدا "قد عودتنا بكركي على الحضور أيام الشدائد، وعندما تقف بكركي الى جانبنا أيام الشدائد، تأكيد أن الكنسية قد علمتتنا المحبة والتسامح والغفران، وعلى هذه التعاليم تربينا، لكننا لن نتسامح مع القتلة، ولكم في الحياة قصاص". وقال: "أردنا العيش بكرامة وعز وعنفوان، ولمن يظن أن الجريمة ستدفعنا الى الإنكفاء أو الهرب، فهي لن تؤثر بنا كمسيحيين عربا، فنحن نؤمن بكرامتنا وحريتنا وثباتنا في أرضنا".

باتريك الفخري

وأعرب نجل الشهيدين باتريك الفخري عن "شعوره بأن والديه لم يستشهدا بوجود البطريرك"، مؤكدا أن "المطران عطاالله لم يقصر"، وقال موجها كلامه إلى البطريرك "وجودك بيننا عزاء. وسنتشبث بأرضنا وحول كنيستنا. وشعرنا بوجودك بحنين الأب والوالد، ونطلب منكم الإهتمام بالجريمة لتثببيتنا بأرضنا، لأن الجريمة تؤثر على وجودنا". واختتمت الزيارة بصلاة ترأسها الراعي في منزل عائلة الفخري لراحة نفس الشهيدين المغدورين صبحي ونديمة، بمشاركة البطاركة.

 

رعد: جاهزون لفتح أبواب التلاقي والحوار لكن على أساس قناعتنا وما نراه مصلحة لبلدنا

الأحد 14 كانون الأول 2014

  وطنية - أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أننا "جاهزون للتفاهم مع الآخرين ونريد أن نتعاطى بواقعية مع شركائنا في الوطن ومع أبناء المنطقة التي نريدها أن تكون منطقة ممانعة ضد الأخطار الوجودية الكبرى، وأن نفتح أبواب التلاقي والحوار لكن من مواقعنا وعلى أساس قناعتنا وعلى ما نراه مصلحة لبلدنا".

كلام رعد جاء خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد محسن جعفر سلمان في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية، في حضور معاون رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ عبد الكريم عبيد، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من الأهالي والقرى المجاورة.

وقال: "نحن منفتحون على المنطق الصحيح الذي نسمعه من الآخرين ولسنا متعصبين"، لافتا إلى "أننا أصحاب قناعات، ونناقش بمنطق وعقلانية وواقعية، ونملك ثقة بأنفسنا وبشعبنا لا يستطيع الآخرون أن يمتلكونها، فعندما تصدينا في المقاومة للعدو الإسرائيلي، قال أكثر الناس عن المقاومين أنهم مجانين، ولكن ثبت أنهم هم العقلاء وغيرهم كان متساقطا ومهزوما ويريد أن تستسلم البلاد لإرادة الأجنبي والغزاة، وعندما تصدينا للارهاب التكفيري قالوا نحن ندخل لبنان في أزمة، ولكن لم يسمعوا ولم يقرأوا أنه لولا تدخلنا مع هؤلاء لصدهم عن عدوانهم وبغيهم لكنا سنضطر لقتالهم في بيروت"، معتبرا أن "ما تبقى من بعض خطر هؤلاء التكفيريين إنما سببه التردد في معالجته من قبل السلطات المعنية".

وأكد رعد أننا "سنبقى متيقظين لمخاطر المشروع الصهيوني والإرهاب التكفيري لأننا نرى بوضوح ونستشعر الخطر الوجودي الذي يشكله العدو الصهيوني من جهة والإرهاب التكفيري من جهة أخرى"، معتبرا أن "بعض الذين اقتنعوا مؤخرا أن داعش هي إرهاب لا تزال قناعتهم شكلية، لأن من يتساهل معها وينتفض إذا تعرضت لأي استهداف ويرفع شعار الطائفة والمذهب ليحمي المتسترين بهذه الطائفة أو بهذا المذهب ويفعل فعله في صفوفها فهذا ليس مقتنعا بعد أنها هي خطر وإرهاب، فالإرهاب لا يمكن التعايش معه ولا يعالج بالمسكنات"، مشددا على "ضرورة أن يرفع الغطاء كاملا عن التعاطي مع داعش لإسقاط هذا الخطر".

واعتبر أن "الأزمات التي تعصف بهذا البلد ناتجة عن أفعال البعض الذين راهنوا على سياسات القوى الأجنبية ودعموا ولا زالوا داعش وأمثالها، وراهنوا على أن ثمة تحولا في المنطقة يحصل لحسابهم على حسابنا"، مؤكدا أن "هؤلاء سيتعبون كثيرا وسينتظرون طويلا، فقد ولى الزمن الذي يستطيعون فيه رغم كثرة جيوشهم وعدادهم وأموالهم أن يهزموننا، وستبوء كل سياسات المراهنين على خيارات أعدائنا بالفشل".

 

الراعي من زحلة: الرب يدعو النواب لانتخاب رئيس وتحمل المسؤولية ليتمكن اللبنانيون من عيش فرحة الميلاد

الأحد 14 كانون الأول 2014

 وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم قداس وجناز الاربعين لراحة نفس راعي ابرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة، في كاتدرائية مار مارون - كسارة - زحلة، عاونه فيه المدبر البطريركي على أبرشية زحلة المطران جوزف معوض والمطران سمعان عطاالله، وخدمته جوقة "نسروتو" الاناشيد. حضر القداس السيدة منى الهراوي، النواب:ايلي ماروني، اميل رحمة، روبير غانم، عاصم عراجي، انطوان سعد، امين وهبي، الياس ابو خاطر ممثلا النائب طوني ابو خاطر، بيار فتوش ممثلا النائب نقولا فتوش، الوزراء السابقون: خليل الهراوي، سليم جريصاتي، كابي ليون، فريد هيكل الخازن، علي عبد الله، النائب السابق سليم عون، السيدة ميريام ايلي سكاف، النائب العام العسكري القاضي سامي صادر، النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي فريد كلاس، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس جهاز امن الدولة في البقاع العميد فادي حداد، رئيس منطقة الامن العام في البقاع العميد جوزف تومية وحشد من الفاعليات وأهالي المنطقة وعائلة المطران الراحل.

وشارك في القداس الاساقفة:اسبريدون خوري، عصام درويش، بولس سفر، اندره حداد، جورج اسكندر، طانيوس الخوري، منجد الهاشم، يوسف بشارة، بولس صياح، سمير نصار، كميل زيدان، حنا علوان، ميشال عون، الياس سليمان وامين سر البطريرك المونسينيور نبيل الترس، ممثلون عن رؤساء الرهبانيات المارونية، أمين سر البطريركية المونسينيور رفيق الورشا، القيم العام للبطريركية المونسينيور جوزف بواري ولفيف من رؤساء الاديار والمدارس والكهنة والراهبات.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "يا يوسف ابن داود، لا تخف " (متى 1: 20)، قال فيها: "في ذكرى الأربعين لانتقال أخينا المثلث الرحمة المطران منصور حبيقه إلى بيت الآب في السماء، تأتينا كلمة الملاك إياها ليوسف البار في الحلم "لا تخف"، في ما نحن عليه من حالة حزن وأسى على وفاة المطران منصور المبكِرة والمرة، وحالة الفراغ التي خلفها بغيابه، فضلا عما يكتنفنا من مخاوف أمنية وسياسية واقتصادية، وما يحيط بوطننا من مخاطر ومصاعب تتهدده في كيانه ومؤسساته. لكن مع كلمة "لا تخف" يوحي لنا الله بالمخرج الأفضل من أسباب الخوف، تماما كما فعل مع يوسف في حيرته وخوفه أمام سر حبل مريم والتدخل الإلهي الذي غير مشروع حياته، وأمام واقعه الجديد".

أضاف: "تأتي الذكرى الأربعون، ونحن على مشارف عيد ميلاد المسيح - الإله، الذي صار إنسانا لكي ينتشلنا من ظلمات الحياة. وقد أشع نور ميلاده في ظلمة الليل، على ما تنبأ أشعيا: "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما، والمقيمون في بقعة الظلام، أشرق عليهم نور" (أش9: 1؛ متى 4: 16). نحن نرى، بعين رجائنا المسيحي، أن ميتة المطران منصور هي ميلاده في السماء. لذا نرفق بهذه الذبيحة الإلهية، التي نرفع فيها قربان ابن الله المتجسد لفداء العالم، قرابين أعمال المطران منصور، ملتمسين له وافر الرحمة الإلهية وإشراكه في سعادة الرعاة الحقيقيين، حول "راعي الرعاة العظيم" يسوع المسيح (راجع 1 بطرس5: 4)".

وتابع: "سمع المطران منصور، في أعماق نفسه، كلمة المسيح "لا تخف"، بفضل ما تربى عليه من إيمان بعناية الله في البيت الوالدي في حدث بعلبك. فوضع إيمانه ومواهبه الفكرية وعلومه وثقافته وخبرته في كل مرحلة من مراحل حياته، إكليريكيا وكاهنا وأسقفا. وهي مراحل رافقناه فيها، على مقاعد الإكليركية البطريركية بغزير، وفي دراسة الحقوق في روما والتعاون في برنامج اللغة العربية بإذاعة الفاتيكان، وفي خدمة القضاء في محاكمنا الروحية. وأخيرا في الجسم الأسقفي كمطران لأبرشية زحلة، ورئيس لمحكمتنا البطريركية الإستئنافية، ومشرف عليها وعلى محكمتنا الإبتدائية الموحدة، وعضو في المجمع الدائم، واللجنة القانونية، ومحكمة سينودس الأساقفة، وسواها من اللجان على صعيد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. هذا فضلا عن تدريس مادة الحق القانوني في جامعتي الروح القدس - الكسليك والحكمة - بيروت. تحمل المسؤولية في كل هذه المهام بهدوء وروية وحكمة ومواظبة، لأن في أعماقه كلمة الرب يسوع المطمئنة "لا تخف". وامتدح الجميع إدارته الحكيمة والواعية لشؤون الأبرشية والمطرانية، وحسن تدبيره الراعوي وسهره على دقائق الأمور".

وقال: "إن أبرشية زحلة، بأسقفها السابق أخينا المطران جورج اسكندر، وكهنتها ورهبانها وراهباتها وقادتها المدنيين وشعبها، تحفظ له جميلا كبيرا على ما أنجز بالتعاون مع السادة مطارنة الكنائس الأخرى على صعيد مدينة زحلة، في الشؤون الراعوية المشتركة، وعلى إنجاز بناء المطرانية والكاتدرائية بذوقٍ وفن، مكملا ما بدأه سلفه، سيادة المطران جورج. واطمأن باله بإغناء كرسي المطرانية بكابلة القديس البابا يوحنا بولس الثاني، بفضل سخاء عائلة محسنة مشكورة من عائلات زحله. فكانت هذه الكابلة مكان ارتياحه ولقائه اليومي مع الله، بحضرة القديس يوحنا بولس الثاني، الذي طالما ردد منذ اليوم الأول لارتقائه السدة البطرسية: "لا تخافوا من أن تشرعوا للمسيح أبواب عقولكم وقلوبكم، عائلاتكم وبلدانكم، ثقافاتكم وتطلعاتكم!". نحن نعتقد أن المطران منصور خلال السنة الأخيرة من حياته، التي كان يصارع فيها المرض المميت، كان يشعر في هذا المكان بطمأنينة داخلية، فسلم أمره لمشيئة الله بروح العبادة، ولم يخف".

أضاف: "وفوق ذلك اكتسب ثقة المحسنين من لبنان والخارج، فسخوا عليه في المساعدة على إنجاز مشاريعه. وفيما هو على فراش الموت، أنجز أمنيته الغالية على قلبه بشراء دير يسوع الفادي وممتلكاته، مطمئنا، كأب صالح، أنه يترك للأبرشية إرثا راعويا أساسيا من أجل الازدهار الروحي والراعوي والإجتماعي، إلى جانب ما ادخر لها من إرثٍ مادي. وعندما حانت ساعة الرحيل، استطاع أن يقول: "الآن أطلق يا رب عبدك بسلام. فقد رأت عيناي خلاصك" (لو2: 29- 30). أما أنتم فعبرتم مع سواكم عن تقديركم الكبير للمثلث الرحمة المطران منصور، من خلال إحاطتكم له وصلواتكم من أجل شفائه، ثم من خلال المشاركة الكثيفة في وداعه، ما أضفى على هذا الوداع المر وشاحا من القدسية والمهابة والوقار".

وتابع: "كل هذه الأمور تشكل العزاء الحار لكم يا أشقاءه وشقيقاته الأعزاء ولأولادكم وعائلاتكم وآل حبيقة الكرام، ولكم يا أبناء وبنات أبرشية زحلة، ولكم يا كهنتها ورهبانها وراهباتها. ثقوا أنه يشفع لدى الله من أجلكم، فيما أنتم مع سيادة المدبر البطريركي للأبرشية المطران جوزف معوض السامي الإحترام، تواصلون مسيرة حياتكم الروحية والراعوية، وتتهيأون بالصلاة والإبتهال لكي يرسل لكم المسيح راعي الرعاة الأسمى راعيا للأبرشية مثل قلبه بحسب الوعد الإلهي (راجع إرميا3 : 15)".

أضاف: "لا تخف! لا تخافوا. كم من مرة ردد الرب يسوع هذه الكلمة المطمئنة لتلاميذه وللشعب، من بعد أن قالها الملاك لمريم وقد نالت حظوة عند الله بأن تكون أم ابنه الإلهي المتجسد، ولزكريا وقد استجاب الله دعوته وسيكون له ولد في شيخوخته.قالها الرب لبطرس المنذهل من صيد السمك العجيب: "لا تخف سأجعلك منذ الآن صياد بشر"(لو5: 10). وقالها للشعب الخائف من الاضطهاد وشرور الناس: لا تخافوا الذين يقتلون الجسد، ولا قدرة لهم على قتل الروح. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك الروح والجسد كليهما في جهنم. فحتى شعر رؤوسكم كله محصى، فلا تخافوا"(متى 10: 28-30). قالها لتلاميذه، تلك الأقلية التي اختارها لتحقيق تصميمه الخلاصي وسط الكثرة الكبيرة من الشعوب: "لا تخف، أيها القطيع الصغير، فقد حسن عند أبيكم أن يعطيكم الملكوت"(لو12: 32). وعندما كانت سفينتهم في وسط البحر، وقد طغت عليها الأمواج وعاكستها الرياح، مضى إليهم يسوع في الهجعة الثالثة من الليل ماشيا على البحر، إذ استولى عليهم الذعر، وقال لهم: "تشجعوا، أنا هو، لا تخافوا"(14: 24-27). وقالها لرئيس المجمع الذي كان يرجوه أن يذهب إلى بيته ويشفي ابنته المدنفة على الموت، وإذا بمن جاء يقول له: "إن ابنتك قد ماتت، فلا تزعج المعلم". سمع يسوع وقال له: "لا تخف، آمن فقط". وذهب يسوع معه إلى بيته وأقام ابنته من الموت (راجع مر 5: 35-42). وقالها لآخر مرة لتلاميذه، وقبيل آلامه وموته: "سيكون لكم في العالم ضيق. ولكن لا تخافوا واطمئنوا، أنا غلبت العالم"(يو 16: 33).

وقال: "إن يسوع المسيح الذي "هو هو أمس واليوم وإلى الأبد"(عب 13: 8) يقول لكل واحد وواحدة منا، بل ولكل جماعة: "لا تخف! لا تخافوا" في هذا الظرف الدقيق: في الوضع السياسي المتأزم، وفراغِ سدة رئاسة الجمهورية، وبالتالي في تعثر نشاط مجلس النواب، ومهام الحكومة، واستباحة مخالفة الدستور والميثاق الوطني وصيغة المشاركة المتوازنة؛ وفي حال التلاعب بالمال العام؛ وتفشي الفساد في الإدارات والمؤسسات، وتزايدِ نفوذ النافذين؛ وفي الوضع الاقتصادي الذي ينبىء بالخطر بسبب ارتفاع الدين العام المتزايد، والشلل الاقتصادي الحاصل؛ وفي تداعيات تدفق النازحين السوريين وقد بلغ عددهم مليونا ونصف المليون، وهو على تزايد إذا لم تتوقف الحرب في سوريا".

وتابع: "أجل، يقول لنا الرب يسوع: لا تخافوا! لكنه يدعو الكتل السياسية ونواب الأمة للقيام بواجب ضميرهم الوطني ومسؤوليتهم الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، ونحن ندعو الجميع للصلاة الدائمة معنا على هذه النية. ويدعو المسيح الرب الجماعة السياسية إلى تحمل مسؤولياتها في تبديد كل المخاوف التي ذكرنا، لكي يتمكن اللبنانيون من عيش فرحة الأعياد الميلادية".

أضاف: "لنا جميعا يردد الرب يسوع: لا تخافوا! ويدعونا للصمود في أرضنا وفي هذا المشرق من أجل الشهادة المسيحية للحقيقة والمحبة والعدالة والسلام. يدعونا لعدم الانحراف عن المسلك الصالح، ولعدم انتهاج خط الكذب والازدواجية، ولعدم مبادلة الشر بالشر. إن مجتمعاتنا بحاجة إلى القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية التي يزرعها يسوع المسيح وإنجيله وتعليم الكنيسة في العقول والقلوب. إنه يدعونا لكي لا نكون أبدا عنصر تخويف، بل لنكون عناصر سلام وطمأنينة وحياة سعيدة، في العائلة والمجتمع والدولة، وبناة حضارة المحبة".

وختم الراعي بالقول: "ينادي الرب يسوع قلوب المخطوفين العسكريين وأهاليهم، ويقول لهم: "لا تخافوا". إنه متضامن معكم، ونحن نجدد أيضا وأيضا تضامننا معكم. ونصلي لكي يشدد الله عزائمكم، ويمس ضمائر الخاطفين، ويكلل مساعي الحكومة ووسطاء الخير بالنجاح والبلوغ إلى الإفراج عنكم وإعادتكم سالمين إلى عائلاتكم بنعمة ميلاد الفادي الإلهي، فينعم الجميع بالسعادة ودفء العائلة. وليرتفع من قلوبنا الراجية سلام المسيح ومحبته نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الرابطة المارونية عقدت جمعيّتها العموميّة وناشدت اللبنانيّين عدم التفريط بأرضهم

15 كانون الأول 2014/النهار

التأمت الجمعية العمومية السنوية للرابطة المارونية برئاسة النقيب سمير أبي اللمع في مقر الرابطة قاعة ريمون روفايل، وفي حضور عدد كبير من أعضائها بينهم النائب نعمة الله أبي نصر، ورئيس "المجلس العام الماروني" الوزير السابق وديع الخازن، ورئيس "المؤسسة المارونية للانتشار" الوزير السابق ميشال اده والرئيس السابق للرابطة جوزف طربيه، والرئيس السابق لمجلس القضاء الاعلى غالب غانم، والمستشار في القصر الرئاسي رفيق شلالا.

وألقى أبي اللمع كلمة مما جاء فيها:"يقبل العام الجديد مثقلاً بأوزار عام يطوي أيامه على كثير من الدم والدمع والمآسي والفساد الذي استشرى في مجتمعنا وغزا إداراتنا، وطاول غذاءنا والدواء. على أن قمة ما يؤرقنا، ويحملنا على القلق هو بقاء لبنان دون رأس يسوس دولته، ويضبط الايقاع بين سلطاته في خضمّ أزمة سياسية معقدة تداخل فيها المعطى المحليّ بالاقليمي والدولي".

وتوقف عند ما قامت به الرابطة من "من أجل فتح آفاق لحلّ نوعي يخرج البلاد من معاناتها الموصولة، بالتنسيق مع بكركي، والتعاون مع المؤسسات المارونية الشقيقة لتدوير الزوايا وتقريب المسافات بغية تحريك الملف الرئاسي".

وقدم نائب رئيس الرابطة موريس خوام مطالعة سياسية شاملة عن الوضع في لبنان تناول فيها مخاطر عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وتلا الأمين العام للرابطة فارس أبي نصر تقرير الامانة العامة، ودعا فيه الى تحويل الرابطة "مؤسسة فاعلة تحتضن الوجود المسيحي بكل اختلافاته وغناه في لبنان وبلدان الانتشار، متحدية حرب زواله".

وقدّم الامين المالي للرابطة المارونية ميشال قماطي التقرير المالي للرابطة الذي نال موافقة الجمعية العمومية.

وألقى رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، كلمة قال فيها: "إن الرابطة المارونية هي مكان يلتقي فيه الموارنة على اختلافهم وخلافاتهم، لكي يهتدوا الى الوحدة والتوافق، وليوجدوا مساحة وفاق وحوار وقرار. ويجب أن يستمر العمل حتى نهايات هذه المرحلة. ولدينا القدرة على القيام بالكثير الكثير كجماعة قوية محصنة بالصفاء والحق في سبيل لبنان. وكان لنا حضور فاعل في مؤتمر الحوار بالازهر، حيث قيل كلام أساسي: الارهاب عصيان على الاسلام وهذا الامر محسوم عند شيخ الازهر. وقيل في هذا المؤتمر أيضاً وللمرة الاولى أن المسيحيين والمسلمين أخوة، وأن تهجير المسيحيين من ديارهم جريمة (...)". وتحدث النائب نعمة الله أبي نصر في الجمعية العمومية، عارضاً ملابسات قضية التجنيس.

وناشدت الجمعية العمومية بالاجماع "كل اللبنانيين ولا سيما المسيحيين منهم عدم التفريط بأرضهم وعدم بيعها من الاجانب لأنها المكوّن الاساسي للهوية".

 

آل فتوش ومربى الأسودي

 عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

قبل أعوام أُحضر إلى مسرح ستار أكاديمي في أدما أسدٌ في قفص، ليكون جزءاً من لوحة إستعراضية. بدا الأسد متعباً وفاقد الحيوية بفعل إبرة تخدير جزئي. سألت من أي حديقة حيوان جيء بهذا الهَصَمْصَم؟ (من أسماء الأسد الثلاثمئة) فأجاب مصدر مأذون له: "إنه يعود لأحد أشقاء النائب نقولا فتوش وهو يعيش في دارتهم الواسعة وتشاطره القفص الزوجي لبوة" بحسب معلومات المصدر.

صدق المغني حين غنّى: زحلة يا دار السلام /  فيكي مربى الأسودي / عالضيم والله ما مننام / الموت ببوز البارودي.

قرَنَ آل فتوش الكلام بالفعل. أتوا بالأسدين إلى عروس البقاع. وفي أحد أيام شهر شباط من العام 2012 نُقل عبدالله حنا حبيب الى مستشفى اللبناني الفرنسي في زحلة بحالة طارئة إثر إصابته بعضة في رقبته ورجله وكتفه، وبجروح في وجهه، أدخل على إثرها الى غرفة العمليات بعدما عاينه الطبيب الشرعي فيصل دلول الذي أكد أن سبب العضة "عضة كلب" أو ما شابه (...) وقد ساد مدينة زحلة والجوار حال من الذعر والخوف بفعل انتشار خبر فرار أسد ولبوته من قفصهما داخل مزرعة فتوش واعتدائهما على مدربهما حبيب. وعلى الفور، ضُرب طوق محكم حول مزرعة فتوش ومصابيحها الكبيرة مضاءة، وتم العمل على ضبط الاسد ولبوته وإعادتهما الى القفص، كما حضرت عناصر قوى الامن الداخلي الى المكان. وفي وقت لاحق، صدر عن آل فتوش بيان أكدوا فيه أن الاسد واللبوة ما زالا داخل قفصهما، وبالتالي فإن هذا الخبر عار عن الصحة، وأشار البيان الى أن عبدالله حبيب هو ناطور يعمل لديهم وتعرض لعضة كلب من نوع روسي وبالتالي لو كان سبب إصابته من الاسد لما بقي على قيد الحياة. إنتهى بيان آل فتوش.

 لدى آل فتوش مكتب إعلامي جاهز للتصدي دفاعاً عن الحقيقة مهما كانت صعبة، سواء لتوضيح عضة الكلب أو للرد على نائب ناكر للجميل أو لتوضيح جدوى الكسارات. وآل فتوش ـ كما يُروى عنهم ـ حزمة متماسكة على غرار الأخوة كورليوني: سوني ومايكل وفريدو، يديرون المؤسسات العائلية وفيها المؤسسة الإنمائية والمؤسسة البيئية والمؤسسة الخيرية والمؤسسة الصناعية والمؤسسة السياسية (العائلية) بتناغم وتعاضد. واجهة آل فتوش العرّاب نقولا الذي يتدخل متى دعت الحاجة لرد الضيم والمعتدين على المقامات الفتوشية.

ويحرص آل فتوش على حماية الإرث النيابي من غدرات الزمان. ففي العام 2009 ترشح موسى إلى جانب الأسد الختيار نقولا. وقبل إقرار التمديد ترشح بيار، رئيس مجلس إدارة "التطوير والتعمير"  إلى جانب آل "غاد فازر". يأتي الترشيحان من باب الحيطة، فإن تعرّض سعادة النائب لصيبة عين حتّمت ابتعاده عن المعركة، يقتنص أحد أشقائه مقعد الروم الكاثوليك المعتبر أمانة بعنق آل فتوش، الآساد الجدد حلفاء آل الأسد.

في الدار أسدان في قفص. وخارج الدار أسد في قصور العدل والبرلمان. وأسد بلا غرّة (بيار) لا يتحرك إلا والمسدس على خصره. ويرافق بيار قلب الأسد فريق أشبال دمها فائر. حفنة قبضايات تكره الذين يدسّون أنوفهم القذرة في ما لا يعنيهم. يستأسدون على المراسلات والطرائد ويقدّمون في كل مناسبة أنهم مربى مخابرات الأسد وليس مربى الأسودي.

 

دفْع دولي لتسليح الجيش سريعاً وتسليمه مواجهة الإرهاب لا تفاهم رئاسياً رباعياً أو إسلامياً من دون المكوّن المسيحي

سابين عويس/النهار/15 كانون الأول 2014

يخرج زائر باريس هذه الأيام، وفي ضوء نتائج المحادثات الرسمية التي أجراها رئيس الحكومة تمام سلام منتصف الأسبوع الماضي في العاصمة الفرنسية، بانطباع قوي أن ملف تسليح الجيش يتقدم على ما عداه من الاستحقاقات اللبنانية، بما فيها استحقاق رئاسة الجمهورية، على خلفية أن مواجهة الإرهاب الذي يجتاح المنطقة والعالم ويجد له طريقاً داخل الحدود اللبنانية تأتي في سلم أولويات المجتمع الدولي. وهذا يعود الى تسليم دولي بضرورة تأهيل الجيش وتجهيزه ليتمكن من ضرب الإرهاب، وتنفيذ هذه المهمة ليس دفاعاً عن بلده فحسب، بل حماية لدول أخرى تعيش تحت وطأة هذا التهديد. علماً أن هذه الإرادة الدولية لا تلغي المحاذير الدولية والأميركية تحديدا لجهة ضرورة أن تخضع لائحة أي سلاح أو تجهيز يمكن أن يحصل عليه لبنان لشروط عدم تهديده أمن إسرائيل.

أكثر من دولة تتحرك على هذا الصعيد، وأكثر من دولة أبدت رغبتها واستعدادها لتأمين السلاح على ما تقول مصادر متابعة في وزارة الخارجية تأتي فرنسا في مقدم هذه الدول بعدما وقعت صفقة التسليح بـ3 مليارات دولار، تمثل قيمة الهبة السعودية للبنان، وتستعد لبدء التنفيذ في مهلة أقصاها شهر، وهي المهلة التي لحظها العقد للتوقيع النهائي بعد إنجاز المواصفات التقنية والفنية للأسلحة المزمع تسليمها، علماً أن هذه المهلة مهددة في حال رفض الجانب السعودي التوقيع أو تأخر في تسديد الدفعة الأولى من الاعتمادات، التي يضغط الفرنسيون للحصول عليها للتعجيل في التسليم.

وتقول أوساط على صلة بوزارة الخارجية اللبنانية أن معظم المفاوضات في شأن السلاح تلحظ تزويد لبنان طائرات الهليكوبتر. فإلى جانب طائرات "التوريل" الواردة في الاتفاق الفرنسي، تعتزم الولايات المتحدة الأميركية تزويد لبنان طائرات "سوبر توكانو"، وقد شكل هذا الموضوع محور محادثات نائب وزير الدفاع الأميركي الى بيروت أخيراً. وسبق ذلك جهود بذلت على مستوى الكونغرس وفق ما أفادت المعلومات، لعدم رفضها. وقد خضعت كوادر في الجيش لتدريبات على استعمال هذه الطائرات.

والأمر ينسحب كذلك على روسيا التي تعطي أولوية لسلاح الجو، على ما أفادت أوساط الخارجية، كذلك قبرص التي أبدت استعداداً لتقديم هبة رمزية، والأردن الذي سيقدم سلاحاً بضوء أخضر أميركي، وجاء ذلك نتيجة اتصالات تجرى منذ شهرين مع وزارة الخارجية.

وبدا من كثافة حركة الموفدين الدوليين الى لبنان، أن ثمة قلقاً دولياً من تفلت الوضع الأمني وفقدان المظلة الدولية التي تحمي الاستقرار الداخلي وهو ما دفع الى تحريك الملف الرئاسي.

لكن كل تلك الحركة لا تزال بحسب أوساط الخارجية عينها، ضمن دائرة النيات الحسنة، ولم تبلغ بعد مستوى يذلل العقبات القائمة أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية. حتى الحركة الفرنسية لم تبلغ بعد مستوى وصفها بالمبادرة التي يمكنها أن تثمر رئيساً جديداً.

وفي رأي الأوساط عينها، أن ثمة قراءة غير دقيقة للموقف الايراني من الاستحقاق الرئاسي، أرست أجواء من التفاؤل في غير محلها.

وتدرج هذه الأوساط قراءتها التي تصفها بالواقعية، في إطار عملية استدراج العروض التي لم تبلغ المفاوضات فيها بعد مستوى المقايضة. وعليه، فهي تتحفظ عن وصف المواقف الإيرانية الأخيرة التي حملها الموفد الفرنسي فرنسوا جيرو بالمنفتحة، مشيرة الى أن ليس لدى طهران النية لتقديم أي تنازلات أو تسهيلات (ليست في الواقع في حاجة إليها) بالملف اللبناني، مقابل الملف النووي.

أما عن زيارة جيرو الخامسة المرتقبة لإيران قبل نهاية السنة الجارية، فإن الأوساط تدرجها في إطار استكمال المشاورات، من دون أن يعني ذلك أن في الأفق ضوءاً رئاسياً قريباً.

وفي الانتظار، دعت الأوساط الى ترقّب التطوّر في المشهد الداخلي، ليس على جبهة حوار "حزب الله" و"المستقبل"، بل على المحور المسيحي بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، والذي يعود إليه تحديد مصير الرئاسة، انطلاقاً من اقتناعها بأن أي تسوية أو صفقة أو تفاهم رباعي أو إسلامي لن تتم من دون المكون المسيحي. وهذا ما ستظهره في رأيها، تطورات المرحلة المقبلة.

 

هل ينجح التحرك الدولي والحوار الداخلي فيكون للبنان رئيس جديد مع السنة الجديدة؟

اميل خوري/النهار/15 كانون الأول 2014

لماذا عاد الاهتمام الدولي بوضع لبنان على رغم الانشغال بخطورة ما يجري في المنطقة وهو ما لم يكن يتوقعه المراقبون؟ في معلومات لمصدر ديبلوماسي ان المظلة الدولية التي تحمي الاستقرار والامن في لبنان قد اثبتت جدواها وفعاليتها، ولولاها لكانت الحوادث الامنية التي وقعت في غير منطقة كافية لإشعال فتنة داخلية. لكن تبين للدول الشقيقة والصديقة للبنان ان هذه المظلة قد لا تستطيع ضمان استمرار هذا الاستقرار إذا ما طال الشغور الرئاسي لأنه قد يفتح الباب لفراغ شامل في كل السلطات ويشل عمل المؤسسات، الامر الذي ينعكس سلبا على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي، فكان التحرك الدولي في اتجاه سد هذا الشغور بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد انتخابه الحياة الى السلطات والمؤسسات والحركة والنشاط الطبيعيين اليها، وإلا فإن لبنان قد يتعرض لأحداث أخطر من أحداث 7 ايار التي فرضت عقد مؤتمر الدوحة الذي وزع الحصص والمكاسب على القوى السياسية الاساسية في البلاد، فكان تأكيد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وكان قانون الستين جائزة ترضية للعماد ميشال عون تجعله يقول انه استعاد حقوق المسيحيين فتتعزز شعبيته على ابواب الانتخابات النيابية، وحصل "تيار المستقبل" وحلفاؤه على رئاسة الحكومة بشخص الرئيس سعد الحريري مع منع استقالة الحكومة واي وزير فيها، وضمن "حزب الله" وحلفاؤه ان يكون لهما الثلث المعطل داخل الحكومة شرط تحظير اللجوء الى استخدام السلاح او العنف او الاحتكام اليه في ما قد يطرأ من خلافات وتحت اي ظرف كان بما يضمن عدم الخروج على عقد الشراكة الوطنية، وحصر السلطة الامنية والعسكرية بيد الدولة بما يشكل ضمانا لاستمرار صيغة العيش المشترك والسلم الاهلي، وتطبيق القانون واحترام سيادة الدولة في كل المناطق اللبنانية، ولا تكون هناك مناطق يلوذ بها الفارون من وجه العدالة. لكن "حزب الله" ومن معه لم يتقيد بمضمون اتفاق الدوحة، فاستقال الوزراء الذين يمثلون قوى 8 آذار من الحكومة خلافا لما نص عليه الاتفاق، ولم يتوقف اللجوء الى السلاح او الاحتكام اليه، ولم تصبح السلطة الامنية والعسكرية حصرا بيد الدولة، ولم يطبق القانون في كل المناطق وظل بعضها ملاذا للفارين من وجه العدالة.

وكي لا تتكرر أحداث 7 ايار التي فرضت عقد مؤتمر الدوحة الذي انتهى مفعوله، كان التحرك الدولي في لبنان لتحقيق ما حققه ذاك الاتفاق ولكن بالوسائل السلمية والحوار، وليس بالعنف كما حصل من قبل، بحيث يتم الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وعلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وكذلك الاتفاق على قانون عادل ومتوازن تجرى الانتخابات النيابية على اساسه، وان تعالج مشكلة السلاح خارج الدولة إما بالاتفاق على استراتيجية للدفاع تضبط استخدام هذا السلاح، وإما انتظار حل للأزمة السورية تنتفي معه اسباب حمله واستخدامه، ويصبح بالتالي تنفيذ القرار 1701 متيسرا، وبتنفيذه كاملا ينعم لبنان بالاستقرار الدائم والثابت، كما يصبح في الإمكان في ظل هذا الاستقرار تطوير بعض بنود اتفاق الطائف وجعله أكثر عدالة وانصافا واكثر ملاءمة لما استجد من تطورات في لبنان والمنطقة. كما يصبح في الامكان في ضوء هذه التطورات توصل الزعماء اللبنانيين الى تفاهم على اعتماد "اعلان بعبدا" كما صارت الموافقة عليه في طاولة الحوار، او ادخال تعديلات عليه لأن لبنان بتركيبته السياسية والمذهبية الدقيقة لم يعد في امكانه اعتماد سياسة الانحياز الى اي محور والدول في صراعاتها لانه دفع غاليا ثمن ذلك من سيادته واستقلاله وحرية قراره ومن استقراره السياسي والامني والاقتصادي، اذ ان فريقا لبنانيا عندما ينحاز الى محور سيقابله فريق آخر بالانحياز الى محور آخر، وعندها تقع الفتنة او الحروب الداخلية، ويتحول لبنان ساحة مفتوحة لكل صراع خارجي.

والسؤال المطروح هو: هل ينجح التحرك الدولي في تحقيق ما حققه مؤتمر الدوحة وبالطرق السلمية وبالحوار الذي يبدأ بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" فيكون للبنان مع مطلع السنة الجديدة رئيس جديد ثم حكومة جديدة تشرف على اجراء انتخابات حرة ونزيهة ينبثق منها مجلس نيابي يمثل ارادة الشعب على اختلاف فئاته وانتماءاته تمثيلا صحيحا، ويخرج لبنان بفضل تفاهم اللبنانيين وحرصهم على العيش المشترك والسلم الاهلي من الازمات التي طالما تخبط بها بالتوصل الى معالجة اسبابها فلا يظل يواجه العجز عن معالجة نتائجها، ويلجأ الى خارج لمساعدته على ذلك؟

 

القومي: لفتح كل قنوات التواصل مع سورية لمواجهة الإرهاب ومعالجة ملف العسكريين المخطوفين

الأحد 14 كانون الأول 2014/ وطنية - وصف المندوب السياسي ل"الحزب السوري القومي الاجتماعي" في البقاع صبحي ياغي، "الإرهاب الذي يجتاح أمتنا ووطننا" بأنه "خطر على الانسانية"، معتبرا أن مواجهة هذا الارهاب "لا تقتصر على قتاله في الميدان فقط، بل بمختلف الأساليب والوسائل، ونحن دعونا إلى قيام جبهة شعبية لمكافحته، وندعو إلى الانخراط فيها، وإذا كان التنسيق بدأ بين الشام والعراق في مواجهة الارهاب، فإن الحكومة اللبنانية مدعوة إلى فتح كل قنوات التواصل مع الحكومة السورية لمواجهة هذا الإرهاب ومعالجة ملف العسكريين المخطوفين من قبل العصابات الارهابية". كلام ياغي جاء خلال تشييع "القومي" وأهالي بلدة حدث بعلبك، المناضلة القومية فاديا ناصيف معلوف، والدة عميد الدفاع في الحزب زياد معلوف، ووكيل عميد القضاء اياد معلوف، وزوجة عضو المجلس القومي رياض معلوف، في حضور رئيس الحزب النائب أسعد حردان، رئيس المكتب السياسي المركزي الوزير السابق علي قانصو، عضو الكتلة القومية النيابية النائب مروان فارس، وقيادات الحزب وحشد من محازبيه ومناصريه. كما حضر التشييع النائبان علي المقداد ونوار الساحلي، ممثل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون عمار أنطون، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة النقيب نبيل الحاج حسن، قائد اللواء الثامن في الجيش العميد الركن محمد حسن، شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية ودينية، عدد من رؤساء بلديات المنطقة وأعضاء المجالس البلدية والاختيارية، ممثلو الأحزاب والقوى والهيئات ووفود شعبية. ترأس الصلاة لراحة نفس الراحلة، الأرشمندريت جورج معلوف يعاونه لفيف من رجال الدين. وإلى كلمة ياغي التي ألقاها باسم مركز الحزب، تحدث يوسف برو باسم مفوضية حدث بعلبك في "القومي"، معددا مزايا الراحلة، قائلا "إنها كانت نموذج المرأة القومية الاجتماعية الجديرة بالاحترام، وهي التي جسدت بأخلاقها وسلوكها قيم النهضة القومية، فما أقفلت بابا ولا ردت صاحب حاجة، ولا غابت بسمة عن وجهها".

 

«التعاون» بعد قمة الدوحة... و«خريطة» قطر

جورج سمعان/الحياة/15.12.14

البيان الختامي للقمة الخليجية في الدوحة واضح. وكلمات القادة واضحة أيضاً، خصوصاً كلمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. طوى مجلس التعاون صفحة الاضطراب التي كادت أن تهدد وحدته. لم يعد خروج دولة قطر أو إخراجها من المجلس وارداً. جدد القادة إيمانهم بأهمية بقاء هذه المنظومة ووحدتها. لكن ثمة قراءة أخرى ليس لما تضمنته كلمة المُضيف، أو لما حمله البيان الختامي، أو لما أوجبته «المصالحة» من التزامات فحسب، بل لواقع السياسة التي تعتمدها دول هذا التكتل على طول الخريطة العربية. ستظل هناك تباينات واختلافات في الرأي والموقف من قضايا كثيرة كانت موضع شد وجذب طوال الأشهر، بل السنوات الماضية.

رسخت قمة الدوحة حتمية بقاء هذه المنظومة الإقليمية. لكن التغني بإعادة بث الروح فيها بعدما كانت مهددة بالتفكك والتشرذم ليس كافياً. التحديات التي تعيشها المنطقة لا تسمح بفترات اختبار لما التزمت به الدوحة في لقاء الرياض، أو لمدى التزام الدول الست بما حمل البيان من مقررات ومواقف، خصوصاً في القضايا السياسية الدولية والإقليمية. ربما المطلوب، في المدى المنظور، التعايش مع هذه التباينات والسعي إلى توظيفها في مواجهة هذه التحديات. تعيش المنطقة اليوم على وقع تطورات كثيرة أبرزها ثلاثة: الأول بدء عودة الحرارة إلى العلاقات بين إيران والولايات المتحدة. وهو تحول استراتيجي يرجح أن يطوي ثلاثة عقود من الصراع بين الدولتين. والثاني قيام «الدولة الإسلامية» وما تطرحه من تحديات لمعظم دول المنطقة. والثالث تفكك النظام العربي السياسي والأمني بفعل العواصف التي تضرب دولاً محورية في المشرق وشمال أفريقيا.

الهاجس الكبير الذي يقلق أهل الخليج هو هذه الهجمة الإيرانية على المنطقة، والتي لم تتوقف منذ قيام «الثورة الإسلامية». والخشية أن تواصل إيران سيرتها الحالية، أو الأولى أيام الشاه، على رغم التفاهم المتوقع مع أميركا والغرب عموماً. فقد استغل الإمبراطور انسحاب الحماة البريطانيين من المنطقة ليقدم نفسه «شرطي الخليج» عبر سلسلة من الإجراءات والتحركات. سعى إلى ملء الفراغ الذي خلفه خروج المملكة المتحدة. لكن الولايات المتحدة لم تتأخر في الحلول محلها. وشكلت «قوة التدخل السريع»، على غرار «قوة الشرق الأوسط» البريطانية. وعززت انتشارها وقواعدها بعد قيام الجمهورية الإسلامية واندلاع الحرب بينها وبين العراق. وبالطبع قدمت مغامرة صدام حسين بغزو الكويت فرصة ثمينة لأميركا التي كانت تستعد، مع سقوط جدار برلين، لإعلان نظام دولي أحادي القطبية. هكذا، هيمنت على الشرق الأوسط وحاصرت العراق إلى أن أطاحت النظام البعثي... والتحول اليوم أنها تستعد لنقل الاهتمام إلى أقاليم أخرى. اما عودة بريطانيا الى البحرين فتكاد تكون رسالة من هذا البلد الى الولايات المتحدة التي بالغت قي انتقاد المنامة بسبب الاحداث اكثر منها خطة للندن من اجل احياء تاريخها القديم في الخليج.

قمة الدوحة أكدت «أهمية علاقات التعاون» بين دول المجلس وإيران الإسلامية. وثمنت الجهود التي تبذلها سلطنة عمان لتسهيل التوصل إلى اتفاق على البرنامج النووي. لكن هذا الموقف لا يلغي المخاوف التي تنتاب أهل الخليج من الهجمة الإيرانية في كل من اليمن والعراق وسورية ولبنان، أو ما سماه البيان الختامي «التدخل». ويمكن القول إن ثمة شبه إجماع في المجلس على الموقف مما يحدث في اليمن. وكان المجلس بادر فور اندلاع الأحداث مطلع 2011، إلى طرح «المبادرة الخليجية» لمنع اندلاع الحريق على حدوده. لكن قطر سرعان ما خرجت من هذه المبادرة، واتهمت بأنها تعاطفت مع الحركة الحوثية التي كان السلاح يصلها عبر بعض الأراضي العربية. ومثلها السلطنة التي غضت الطرف عما كان يجري على حدودها الغربية لبقاء الخطوط مفتوحة مع طهران. لكنها فوجئت، على رغم أنها لا تخفي انتقادها للوسائل التي اعتُمدت في التعامل مع الحركة الحوثية، وساهمت في «تشيعها» تماماً وإلقائها بأحضان إيران. ومعروف بالطبع موقف مسقط من العلاقة مع طهران ماضياً وحاضراً، بخلاف موقف الدوحة الذي ترجح صعوداً وهبوطاً تبعاً لمصالحها في كل مرحلة.

وبات واضحاً اليوم أن المبادرة الخليجية لم تعد قائمة. لقد هاجمها الحوثيون منذ البداية. وهاجموا قبل أيام بيان قمة الدوحة. ويشعر بعض أهل الخليج، خصوصاً الإمارات، بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح خدعهم. زين لهم التغاضي عن «الهجمة الحوثية» التي ستقضي على الحركات المرتبطة بجماعة «الإخوان» والفصائل الإسلامية المتشددة. ولعل صالح نفسه خُدع أو توهم القدرة على أن يكون اللاعب الأقوى في تحالف تشرف عليه دولة كبرى هي إيران! لم تكن المبادرة، أو «المرحلة الانتقالية» بالأحرى، وحدها ضحية الهجمة الإيرانية. الحرب على «القاعدة» في جنوب شبه الجزيرة دخلتها عناصر جديدة. ولن تكتفي دول المجلس اليوم بعدم الاعتراف بالواقع القائم في اليمن، وبعضها وضع الحوثيين على «لائحة الإرهاب». لا مفر من لجوئها إلى سياسة حصار مالي واقتصادي ستدفع الأمم المتحدة إلى التحرك من أجل إطلاق عملية سياسية جديدة.

ويمكن هنا المبعوث الدولي جمال بن عمر الذي يتحمل شيئاً من المسؤولية عما حدث عشية «الهجوم الحوثي» على صنعاء وما تلاه، أن يؤدي دوراً مساعداً للرئيس عبد ربه منصور هادي، إذ يأخذ بعضهم على الرئيس أنه لم يمارس الحزم المطلوب من موقعه الأول على رأس الدولة والنظام في مواجهة ما آلت إليه البلاد. المهم أن مجلس التعاون يمكنه الرهان على موقف جامع وواحد إذا تفاقم الوضع اليمني وبات يشكل تهديداً لأمن شبه الجزيرة برمته. ولا يغيب عن بال دوله أن الولايات المتحدة لم تقل بعد «كلمة» حاسمة أو واضحة في شأن التمدد الإيراني في جنوب شبه الجزيرة، حتى بات السؤال مشروعاً: هل يمكن أن تتعايش الولايات المتحدة مع الحركة الحوثية وتداعيات تقاسمها اليمن مع «الحراك الجنوبي»؟

الموقف من العراق ليس مدعاة خلافات بين دول المجلس. التغيير الذي شهدته بغداد إثر قيام «الدولة الإسلامية» شجع عواصم الخليج على إعادة فتح الأبواب مع الحكومة الجديدة لحيدر العبادي. لكن الشكوك في نيات إيران لا تزال قائمة. هم يرغبون في رؤية حكم تشارك فيه جميع المكونات. وفي إعادة بناء مؤسسات عسكرية وأمنية تحكمها عقيدة وطنية لا مذهبية إقصائية، كما كانت الحال في العقد الأخير. وبالطبع تعزز السياسة الإيرانية في العراق شكوكهم ومخاوفهم. وما يجري على الأرض ترجمة واضحة لهذه السياسة. وهو ما يؤخر فعلياً انخراط جميع المكونات في الحرب على «داعش».

حمل البيان الختامي للقمة دعماً ومساندة لمصر و «خريطة الطريق» للرئيس عبدالفتاح السيسي. والواضح أن الإعلام القطري بدل قليلاً في حملته على النظام إثر القمة الطارئة في الرياض. لكنها لا تزال قائمة. ويستبعد أن تنخرط الدوحة في برنامج المساعدات المالية والاقتصادية الذي تعتمده السعودية وأبو ظبي والكويت. لن تعود المياه إلى مجاريها ببساطة. ينتظر القطريون خطوة مقابلة من الحكومة المصرية وأولها إطلاق صحافيي قناة «الجزيرة» الذين يمضون حكماً بالسجن. وعلى رغم أنهم قيدوا بعض تحركات «الإخوان» في أراضيهم، إلا أنهم لن يديروا لهم الظهر. وكان الشيخ تميم واضحاً في رسم سياسة بلاده في هذا الإطار. أعرب عن أمله بأن «تتوافق الحكومات والقوى السياسية» في عدد من الدول العربية على «مصالحات وطنية تضع حداً لأعمال العنف وتلبي تطلعات الشعوب في الأمن والاستقرار». ورأى وجوب اعتماد هذه المصالحات «منهجاً واقعياً وعقلانياً يقدم المصلحة الوطنية على المصالح الجزئية، ولا يقصي أياً من المكونات الاجتماعية أو السياسية، ويرفض العصبيات على أنواعها لأنها تفتت الكيانات السياسية».

ينطبق هذا الموقف على مصر والعراق وسورية. لكنه يبدو أكثر إلحاحاً في ليبيا. قطر التي كانت ولا تزال تدعم خصوم البرلمان المنتخب وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه تواجه سياستها في هذا البلد تعقيدات وصعوبات. صحيح أن هؤلاء لا يزالون يسيطرون على العاصمة وبنغازي ومدن أخرى، ولكن لم يعد بمقدورهم مواصلة مشوارهم. فلا أوروبا ولا الولايات المتحدة ترغب في قيام «دولة إسلامية» في المقلب الثاني من المتوسط. ولا إمكان لمد الفصائل الإسلامية و «الإخوان» بالسلاح الذي يحتاجون إليه. في حين يتلقى الجيش الوطني وخليفة حفتر كل ما يحتاجان إليه من دول عدة وخليجية خصوصاً وعلى رأسها الإمارات. ولا يسع الدوحة هنا سوى التمسك بمنطوق البيان الختامي وما نص عليه من وجوب قيام حوار و «مصالحة وطنية» وتبني «مجلس النواب والحكومة الليبية الموقتة سياسات تراعي مصالح جميع الليبيين وتلبي تطلعاتهم وتحقق الأمن والرخاء»... وبانتظار ذلك لا يبدو أنها ستدير ظهرها لمن كانوا يتلقون دعمها. وسيكون تعاملها مع حكومة الثني رهن الحوار والمصالحة.

ولا تشكل الأزمة السورية بند خلاف بين دول مجلس التعاون. علماً أن الصراعات التي تدور في صفوف «الائتلاف الوطني» المعارض بعض أسبابها انعكاس لخلافات وتنافس بين بعض دول المجلس. يبقى أن ثمة إجماعاً على وجوب التسوية السياسية و «التغيير». ولا يخفى أن ثمة غموضاً يكتنف الموقف الخليجي من أفكار المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. قد لا تكون ثمة ممانعة لسعيه إلى «تجميد» القتال. ولكنْ، ثمة شكوك في نيات النظام، والمهم ألا تنتهي هذه الأفكار بتعزيز مواقعه. وقد لا تمانع دول المجلس مساعي روسيا إذا كانت ستؤدي إلى قيام حكومة مشتركة تحد من رأس النظام وتمهد لحل شامل يحمل التغيير الذي يصارع من أجله السوريون. ولا تخفى هنا أهمية الدور الذي قد تلعبه الدوحة عبر بعض القوى الإسلامية التي تتلقى منها الدعم والمؤازرة. وتسمح لها علاقاتها مع تركيا بممارسة الضغوط الضرورية للحد من «تغول» الفصائل المتشددة، خصوصاً «جبهة النصرة» على حساب «الجيش الحر» والفصائل المعتدلة الأخرى.

 

روسيا السورية

غسان شربل/الحياة/15.12.14

كان فلاديمير بوتين ينتظر الفرصة المناسبة لتصفية حسابه مع أميركا التي دفعت الاتحاد السوفياتي الى المتاحف. كان يريد أن يثأر من محاولتها تطويق روسيا بتحريك بيادق حلف الأطلسي قرب حدودها ومن تشجيعها الثورات الملونة على أطراف الاتحاد الروسي. كان يحلم بهز ركائز صورة القوة العظمى الوحيدة وإنهاء عهد «الغطرسة الاميركية». وكان يدرك أن عملية الثأر ممكنة مع وجود رئيس اسمه باراك اوباما يهجس بإعادة الجنود من الحروب ويُصاب بالذعر من فكرة ارسالهم الى حروب جديدة. رئيس أميركي يعتبر أن للقدرة الاميركية حدوداً وأن أميركا نزفت من جيشها واقتصادها ما يُلزمها التخلي عن الحروب الجوالة وسياسة اقتلاع الانظمة.

وجد بوتين في الأزمة السورية فرصته الذهبية. لن يسمح بتكرار المشهد الليبي. لن يُمرر في مجلس الأمن ما يسمح بإعطاء ظلال من الشرعية لعملية اقتلاع النظام السوري. ثم ان سورية يمكن ان تكون فرصة لاعتراض «الربيع الاخواني» وكسر الموجة الاسلامية. فرصة لإظهار حدود الدور الاميركي.

نجحت روسيا في عملية شراء الوقت للنظام السوري. وربما كانت تعتقد بقدرته على حسم النزاع على معظم الاراضي السورية إن لم يكن على كاملها. عملية جنيف نفسها بدت من جانب موسكو أشبه بعملية لشراء الوقت. ظهر ذلك جلياً خلال انعقاد «جنيف 2». حاول الأخضر الإبراهيمي عبثاً دفع الروس الى دور اكثر جدية في البحث عن الحل. كان سيرغي لافروف يسارع الى إغلاق الباب. في المرة الأولى قال له ان محادثات «جنيف 1» لم تتطرق الى مصير الرئيس بشار الاسد ما يعني ان الهيئة الانتقالية ستشكل في ظل الرئيس. المرة الثانية كان أكثر وضوحاً قال: «ان قدرتنا على ممارسة الضغوط على الاسد اقل من قدرة الولايات المتحدة على ممارسة الضغوط على بنيامين نتانياهو». فهم الابراهيمي الرسالة وبدأ يرتب موعد خروجه من مهمته. وبفضل المساعدة الروسية الديبلوماسية والتسليحية ومعها المساعدة الايرانية المالية والميدانية تمكن النظام السوري من البقاء لكن على جزء من الاراضي السورية.

في قراءة التحركات الروسية الجديدة اليوم لا بد من الالتفات الى مجموعة عوامل جديدة. الازمة الاوكرانية والعقوبات الاميركية والغربية على روسيا. الاطلالة المدوية لـ «داعش» ونجاحها في الغاء الحدود العراقية -السورية. ادت هذه الاطلالة الى عودة الطائرات الاميركية الى أجواء العراق وسورية في مهمات قتالية. أدت ايضاً الى اعادة ترتيب الأخطار والاعداء لدى كثيرين وبينهم المبعوث الدولي الجديد ستيفان دي ميستورا. والعامل الذي لا يمكن تجاهله ايضاً هو هبوط اسعار النفط وتهاوي سعر صرف الروبل الروسي.

ثمة من يذهب بعيداً في الشكوك والى درجة القول ان خطة دي ميستورا تحمل في طياتها صدى لافكار روسية وايرانية. ويذهب هذا الفريق ابعد ليقول ان التحرك الاخير لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يرمي الى توفير ثياب سياسية لخطة دي ميستورا والى ترسيخ فكرة بقاء النظام وتحويل الحل الى مجرد تشكيل حكومة وحدة وطنية في سورية بعد تقسيم المعارضة اكثر مما هي مقسمة وهو ما اوحته اشارات بوغدانوف في لقائه معها.

من التسرع القول إن تهاوي سعر الروبل سيدفع روسيا الى تغيير موقفها في سورية. ومن التسرع ايضاً الاستنتاج ان روسيا تفضل ان تدفع في سورية لأنها لا تستطيع ان تدفع في اوكرانيا. لكن من الخطأ الاعتقاد ان روسيا تستطيع تجاهل كل هذه العوامل الجديدة والتعامل معها كأنها لم تحدث.

سمع بوتين ولافروف في الشهور الماضية كلاماً عربياً يحض روسيا على لعب دور نشط في حل سياسي للازمة السورية. ثمة من لفتهما الى ان سورية تحولت مختبراً لانتاج اجيال من المتطرفين وبينهم فتيان جاؤوا من الشيشان وداغستان وسيعودون في النهاية الى الاتحاد الروسي. وثمة من قال لهما إن خصوم النظام السوري الحالي لا يريدون ابداً تدمير ما تبقى من الدولة السورية في الادارة والمؤسسة العسكرية والأمنية وان الحل قد لا يستلزم ابعاد اكثر من اربعين شخصاً. لم يلمس المتحدثون ان روسيا غيرت موقفها لكنهم يعتقدون ان العوامل الجديدة قد تفتح الباب لقراءة روسية اكثر واقعية اذا تبين ان تآكل الروبل قد يهدد بتآكل مشروع بوتين برمته.

لم تعد الأزمة السورية فرصة لروسيا لتسجيل النقاط. ها هي سورية تتحول فيتنام بشرية ومالية واصولية ومذهبية. انها مكلفة للجميع ولا بد من اعادة القراءة. لا خطة دي ميستورا تكفي ولا الاعيب بوغدانوف. اطفاء فيتنام السورية يحتاج الى قرارات كبرى لا بد من اتخاذها. والمزيد من الانتظار لا يعني غير مضاعفة التكاليف وهي باهظة اصلاً.

 

اجتياح إيراني للعراق بذرائع

داود البصري/السياسة/15.12.14

 في ظل حالة التطاحن والحروب الداخلية المتنقلة التي يعيشها العراق والصراع الشديد بين الفساد واللصوصية وحالات التطاحن الطائفية الرثة التي تجتاح العراق من أقصاه لأقصاه, تسنى للنظام الإيراني كسب مواقع أقدام متقدمة جدا في العمق العراقي التائه والحائر بين حكومة تحاول إصلاح ما أفسد الدهر, وسلطان الفساد و مختاره نوري المالكي, وبين شعب عراقي تائه في الطقوس الدينية والمذهبية التي جعلته يركض في الشوارع ويستحضر كل صراعات التاريخ المندرسة, ويرفع من جديد رايات الفتنة الكبرى السوداء في زمن كوني تتسابق فيه الأمم الحية نحو العلم والمعرفة وكسب خيارات المستقبل, بينما يعيش شعب العراق تحت ظل رياح ورايات هستيرية متخلفة إنتهت كل أسبابها ومسبباتها وعواملها, لكن السلطة العراقية الحائرة بين الفساد و الحرب و الإصلاح تبدو مرتاحة بالكامل للطقوس التي جعلت الشعب مشغولا عن مشكلاته الحياتية المستعصية ملقيا بوصلته على الماضي السحيق! الحكومة العراقية الحالية التي يدير مفاصل سياستها الداخلية والأمنية النظام الإيراني من خلال منظمة عصابة “بدر” الإيرانية, التي تهيمن على وزارة الداخلية, أضحت اليوم تائهة بالكامل وخاضعة للأوامر الهمايونية الإيرانية المباشرة إلى درجة غير مسبوقة في تاريخ العراق منذ إنبثاق العراق الحديث عام 1921 وتبلور و نشوء الدولة الوطنية فيه التي حاولت بناء شخصية وطنية مستقلة, سرعان ما تدهورت أوضاعها بعد إنقلاب 14 يوليو الدموي الأسود عام 1958, الذي أطاح بالملكية الدستورية الراقية المتقدمة, وأنتج نظاما عسكريا متأزما ودمويا, سرعان ما تهاوى على أيدي إنقلابيين دمويين آخرين, حتى وصلت الحال لسقوط العراق الحديث بالكامل وإحتلاله أميركيا عام 2003 وإضمحلال الروح الوطنية لصالح الروح الطائفية المريضة المتخلفة التي أنتجت كل هذا الكم الهائل من الخراب. سيسجل التاريخ لحكومة حيدر العبادي أنها الحكومة التي حولت أرض العراق محمية إيرانية خالصة من خلال دخول القوات الإيرانية من جيش وحرس ثوري للقتال في العراق ضد جماعات المعارضة المسلحة من عشائر أو تنظيمات عسكرية مختلفة! كما أنها الحكومة التي دخل في عهدها وزمانها ,ومن خلال وزارة داخليتها الإيرانية الولاء أكثر من مليون إيراني بحجة أداء مراسيم الزيارة الدينية للأضرحة في كربلاء والنجف بينما الحقيقة تقول إن هؤلاء الزوار كان من بينهم عشرات الآلاف من المقاتلين الذين تمركزوا في العراق متخذين مواقع قتالية متقدمة, ومحولينه لخط دفاع إيراني متقدم عن العمق الإيراني ضمن إطار إدارة المعركة الطائفية الشرسة وإدامة النفوذ الإيراني في محور بغداد- دمشق في معركة القرن للسيطرة على الشرق الأوسط, وهي معركة دولية ضخمة يتحدد على نتائجها شكل وطبيعة الأنظمة السياسية والمجتمعية في المنطقة التي تواجه اليوم تحديات وجودية حقيقية.

حيدر العبادي بحكومته وأسلوبه وإدارته قد يكون آخر رئيس لوزراء العراق الموحد, فسيوف التقسيم العرقي والطائفي باتت مشرعة ومشهرة بالكامل, وتلمع أنصالها تحت أضواء شمس العراق الساطعة, والإيرانيون دخلوا العراق بكل ثقلهم ومن الصعب إقتلاعهم بسهولة في ظل شعب منقسم على ذاته يؤدي فيه السذج والجهلة وحتى المشبوهون أدوارا قيادية فاعلة! تصوروا دخول مليون إيراني للعراق خلال أيام قليلة وما يعنيه ذلك من نتائج مباشرة على حالة السلم الأهلي المتوترة أصلا في العراق, فأحزاب السلطة وهي أحزاب إيرانية في تكوينها العام, وولائها المرجعي, هي اليوم عارية في ظل الانتفاضات العراقية المستمرة, كما أنها بعجزها التاريخي وفشلها الكبير وهشاشة أوضاعها التنظيمية وشخوصها القيادية الرثة, وهي مهددة جديا بفقدان سيطرتها على السلطة بعد الانتكاسات العسكرية الأخيرة, لا تملك من رصيد دعم حقيقي سوى النظام الإيراني الذي يعتبر مسألة وجود تلك الأحزاب كـ”الدعوة” و”جماعة الحكيم”, وبقية الميليشيات مسألة وجود إيرانية محض, لذلك فإن التورط الإيراني المباشر في معارك العراق الداخلية يستوجب حشدا بشريا إيرانيا توفر من خلال دخول مليون عنصر إيراني بحجة الزيارة. مذابح دموية عراقية رهيبة في الطريق, وهذه هي نتيجة حكم الفاشلين و الطائفيين. دماء الحرب الأهلية في العراق ستشمل المنطقة بأسرها للأسف… فويل للعرب من شر قد اقترب. كاتب عراقي