المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 07 شباط/2014

 

عناوين النشرة

*قداسة البابا فرنسيس على موقعه عالتوتر اليوم: العالم يدفعنا إلى النظر لأنفسنا، وإلى الامتلاك، والمتعة. الإنجيل يدعونا إلى الانفتاح على الأخرين، والمشاركة مع الفقراء.

*رسالة بطرس الثانية الفصل 02/01 حتى 22/المعلمون الكذابون

*الفدرالية أو اللامركزية الموسعة ضمان لإستمرار الوجود المسيحي والدرزي الفاعل في لبنان

*متى يُصبح «حزب الله» أو السُنَّة مع الفدرالية/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*وثيقة بكركي والراعي وطاقمه والمصداقية المفقودة/الياس بجاني

*ماذا تفتقد وثيقة بكركي/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*ثلاثية الغرائز والعنف والثقافة/الياس بجاني

*مانشيت جريدة الجمهورية: التأليف يتعثّر بعُقدتَي «الداخلية» و«الدفاع» بعد المداورة وسليمان وسلام يتريَّثان
*
الداخلية عطّلت ولادة الحكومة ولم توقفها المحاولات مستمرة وإذا مش السبت الاثنين

*ما هو الأبعد من العقدة العونية في المأزق؟ اصطفاف 8 آذار استدرج تشدّد "المستقبل

*تأخير إعلان الحكومة في لبنان للتفاهم على ما بعد الانسحابات منها

*راي رفع جلسة المحكمة الدولية الى صباح الغد

*"حزب الله" حوّل لبنان ساحة عمليات لـ"القاعدة" وأذرعتها

*قل لا للعنف استنكرت مقتل منال العاصي: لم يعد كافيا المطالبة بإقرار قوانين حامية

*معلولي: لقانون جديد للانتخابات وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة

*الراعي تبلغ من سليمان هاتفيا ترحيبه بمذكرة بكركي وتلقى اتصالات من سلام والحريري والسنيورة والتقى ابو فاعور

*فتفت: حزب الله يحرض عون على العرقلة

*ميقاتي إلى روسيا لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية

*من طلب هدر دم عادل كرم وهل يتم توقيف برنامج (هيدا حكي) قبل استضافة هيفا وهبي؟

*حزب الله: ما قامت به الـ MTV تعدّ غير مقبول على الحزب الله: ما قامت به الـ MTV تعدّ غير مقبول على الكرامات

*الوفاء للمقاومة: الحكومة الجامعة تقتضي حرصا زائدا وديناميكية أفعل لتذليل العقبات

*الكتائب: وثيقة بكركي مدخل آمن لإيجاد الحلول للازمة الراهنة

*فؤاد السعد: ندعو سليمان وسلام الى اعلان التشكيلة الحكومية أيا تكن صيغتها فورا وبدون تردد

*تشييع الشهيد محمد الجوهري في الهرمل الساحلي: لتشكيل حكومة اتحاد وطني تواجه التحديات

*لقاء مسيحيي الشرق:مذكرة الكنيسة المارونية صرخة وخارطة طريق لبناء دولة مرتكزة على عيش مشترك كريم

*ندوة في المركز الكاثوليكي عن التنوع الطائفي في لبنان وموقف الأديان

*الولايات المتحدة وكندا توقعان اتفاقا لمنع التهرب الضريبي

*بان اعرب عن ثقته بالتزام سوريا بالمهلة المحددة للتخلص من أسلحتها الكيميائية بالكامل

*البرلمان الإيراني ينوي استدعاء ظريف لإدانته "الهولوكوست"

*واشنطن تحذر الشركات الأجنبية من الإسراع في الانفتاح على إيران

*دعوات في الكونغرس لتفكيك البنية التحتية لبرنامج طهران النووي في أي اتفاق شامل

*الاستخبارات الأميركية: الاتفاق بشأن "الكيماوي" عزز وضع الأسد والنظام السوري لا يحترم المهل المحددة لتسليم ترسانته متذرعاً بالأوضاع الأمنية

*التفجيرات في لبنان مسلسل جهنمي مفتوح/مهى عون/السياسة

*الجيش السوري الحرّ: نرحب بالقرار السعودي والتفجيرات في لبنان كانت بعلم أمن حزب الله والإستخبارات السورية  

*بكركي...مجد لبنان أعطي لها  

*هذا ما قاله سائق التاكسي الذي اقل انتحاري الشويفات!! - مرفق بفيديو

*زيارة أوباما السعودية فرصة للمصارحة والاطلاع

*رأي جريدة المستقبل بمذكرة بكركي

*مذكرة بكركي وثوابت لبنان الوطن/راجح خوري

*ما لا تقوله المذكرة البطريركية/نبيل بومنصف

*نداء بكركي عام 2000 استعاد الاستقلال ومذكرة 2014 تعيد إحياء الدولة؟

*تسهيل التشكيل عامل أساسي للتعامل مع الخطر الأمني

*الميثاقية عرفاً ودستوراً طائفية لا حزبية

*الباحث والمؤرخ الدكتور عصام خليفة: دولة الاعتدال سقطت والطائف أعاد بناءها/جورج بكاسيني/المستقبل

*عندما يلملم العُمر جراحه.. ويُغادر الضاحية/علي الحسيني/المستقبل

تفاصيل النشرة

 

قداسة البابا فرنسيس على موقعه عالتوتر اليوم: العالم يدفعنا إلى النظر لأنفسنا، وإلى الامتلاك، والمتعة. الإنجيل يدعونا إلى الانفتاح على الأخرين، والمشاركة مع الفقراء.

 

رسالة بطرس الثانية الفصل 02/01 حتى 22/المعلمون الكذابون

وكما ظهر في الشعب قديما أنبياء كذابون، فكذلك سيظهر فيكم معلمون كذابون يبتدعون المذاهب المهلكة وينكرون الرب الذي افتداهم، فيجلبون على أنفسهم الهلاك السريع. وسيتبع كثير من الناس فجورهم ويكونون سببا لتجديف الناس على مذهب الحق. وهم في طمعهم يزيفون الكلام ويتاجرون بكم. ولكن الحكم عليهم من قديم الزمان لا يبطل وهلاكهم لا تغمض له عين. فما أشفق الله على الملائكة الذين خطئوا، بل طرحهم في الجحيم حيث هم مقيدون في الظلام إلى يوم الحساب، وما أشفق على العالم القديم، بل جلب الطوفان على عالم الأشرار ما عدا ثمانية أشخاص من بينهم نوح الذي دعا إلى الصلاح. وقضى الله على مدينتي سدوم وعمورة بالخراب وحولهما إلى رماد عبرة لمن يجيء بعدهما من الأشرار، وأنقذ لوط البار الذي هالته طريق الدعارة التي يسلكها أولئك الفجار، وكان هذا الرجل البار ساكنا بينهم يسمع عن مفاسدهم ويشاهدها يوما بعد يوم، فتتألم نفسه الصالحة. فالرب يعرف كيف ينقذ الأتقياء من محنتهم ويبقي الأشرار للعقاب يوم الحساب، وعلى الأخص الذين يتبعون شهوات الجسد الدنسة ويستهينون بسيادة الله. ما أوقحهم وأشد كبرياءهم! لا يتورعون من إهانة الكائنات السماوية المجيدة، مع أن الملائكة، وهم أعظم منهم قوة ومقدرة، لا يدينونهم بكلمة مهينة عند الرب. أما أولئك فهم كالبهائم غير العاقلة المولودة بطبيعتها للصيد والهلاك، يهينون ما يجهلون. فسيهلكون هلاكها ويقاسون الظلم أجرا للظلم. يحسبون اللذة أن يستسلموا للفجور في عز النهار. هم لطخة عار إذا جلسوا معكم في الولائم متلذذين بخداعكم. لهم عيون مملوءة بالفسق، لا تشبع من الخطيئة، يخدعون النفوس الضعيفة، وقلوبهم تدربت على الطمع. هم أبناء اللعنة. تركوا الطريق المستقيم فضلوا وساروا في طريق بل عام بن بعور الذي أحب أجرة الشر، فلقـي التوبيخ لمعصيته، حين نطق حمار أعجم بصوت بشري فردع النبي عن حماقته. هؤلاء الناس ينابيع بلا ماء وغيوم تسوقها الريح العاصفة، ولهم أعد الله أعمق الظلمات. ينطقون بأقوال طنانة سخيفة، فيخدعون بشهوات الجسد والدعارة من كادوا يتخلصون من الذين يعيشون في الضلال. يعدونهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد للمفاسد، لأن ما يغلب الإنسان يستعبد الإنسان. فالذين نجوا من مفاسد العالم، بعدما عرفوا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، ثم عادوا إلى الوقوع في حبائلها وانغلبوا، صاروا أسوأ حالا في النهاية منهم في البداءة، وكان خيرا لهم أن لا يعرفوا طريق الصلاح من أن يعرفوه ثم يرتدوا عن الوصية المقدسة التي تسلموها. فيصدق فيهم المثل القائل: عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل.

 

الفدرالية أو اللامركزية الموسعة ضمان لإستمرار الوجود المسيحي والدرزي الفاعل في لبنان

http://www.aljoumhouria.com/news/index/119528

الياس بجاني/07 شباط/14/نقولها بصراحة وعلى المكشوف ودون مسايرة لأحد، لا يمكن ضمان الوجود المسيحي الفاعل في لبنان وأيضاً الدرزي دون الفدرالية أو اللامركزية الموسعة. الوجود المسيحي والدرزي الفاعل في لبنان لا يضمنه غير الفيدرالية وكل تغني زجلي بالدولة الواحدة كما هو حاصل منذ الاستقلال يعتبر عملياً وواقعياً نوع من النفاق والتكاذب الذاتي. ديموغرافياً لا يمكن للمسيحيين والدروز أن يماشوا ازدياد عدد المذاهب الإسلامية وبالتالي يتجهان دون أدنى شك إلى أن التناقص عددياً باستمرار مقارنة مع الشرائح الأخرى، والتاريخ يعلمنا أن من هو على الأرض تصبح له ولنا في واقع بلدة القاع البقاعية خير مثال حيث جماعات من السنة والشيعة على حد سواء يصادرون أرض المسيحيين بالقوة وبوضع اليد ويستولون عليها فيما الدولة تتفرج والمجموعات المسيحية المتحالفة مع تيار المستقبل من جهة، ومع حزب الله من جهة أخرى عاجزة عن أي تأثير لوقف هذا التسلبط على أرض المسيحيين. وما هو أكثر خطراً يمارسه حزب الله حيث يسيطر بالقوة والمال والإرهاب على مناطق شاسعة يملكها المسيحيون في بيروت والجنوب والبقاع وجبيل وجبل لبنان. وفي سياق مماثل بعض السنة يفعلون نفس الشيء ولو بنسب أقل بكثير مما يفعله حزب الله في مناطق الشمال وغيره. هذه حقائق موثقة والكل يعرفها وليست أراء أو استنتاجات. من هنا للحفاظ على الوجود المسيحي ومعه الوجود الدرزي على المسيحيين ومعهم الدروز أن يسعوا بالتوافق مع السنة والشيعة على جعل لبنان دولة فدرالية أو لا مركزية لا فرق. في الفيدرالية أو اللامركزية الموسعة تحافظ كل شريحة من شرائح المجتمع اللبناني على حريتها ونمط حياتها وطقوسها ضمن بقعة الأرض التي تقيم عليها وذلك من ضمن دولة واحدة كما هو حال عشرات الدول في العالم من مثل كندا وأميركا وسويسرا وأوروبا والخ. في الخلاصة إن الصراحة مهمة وضرورية بين اللبنانيين وكفى تكاذب وخداع للذات. المطلوب فدرالية لبنانية أو لا مركزية لا فرق والطائف نفسه طالب باللامركزية الموسعة.

 

متى يُصبح «حزب الله» أو السُنَّة مع الفدرالية؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

إذا نشأت دول جديدة على أنقاض سوريا والعراق، فلبنان قد ينجو من التقسيم، لأنّه «أصغر من أن يقسَّم وأكبر من أن يُبتلع». وثمّة اعتقاد بأنّ أحد المخارج هو التخلّص من الصيغة الحاليّة، التي هي صيغة فدرالية مُشوَّهة،واستبدالها بصيغة فدرالية حقيقية.

الدستور العراقي يُقرُّ تحويل المحافظات مناطق حكم ذاتي، كما كردستان، إذا أرادت ذلك غالبية سكّانها (ا ف ب)

في العراق، السُنَّة ميّالون إلى الفدرالية، والشيعة يرفضونها ويطمحون إلى "عراقٍ مركزي" ذي غالبية شيعية. وفي سوريا، فالعكس هو الصحيح: الفدرالية - أو حتى التقسيم - خيار إحتياطيّ للعلويين إذا خسر النظام، فيما السُنَّة يريدون "سوريا المركزية" ذات الغالبية السنّية. لكنّ القاسم المشترك في العراق وسوريا، هو أنّ الأكراد هم الفدراليون بامتياز. أمّا لبنان فشبيه بالحالتين العراقية والسورية معاً: شيعتُه يرفضون الفدرالية، كما في العراق، ويرغبون في السلطة على "لبنانٍ مركزيّ" (وهذا حاصل نسبيّاً). والسُنَّة يرفضون الفدرالية، كما في سوريا، لأنّهم يطمحون بعد سقوط الرئيس بشّار الأسد إلى "لبنانٍ مركزيّ". أمّا مسيحيّو لبنان، والدروز على الأرجح، فهم الفدراليّون بامتياز. إذاً، ما مِن طرفٍ مذهبيّ أو إثْنيّ في الشرق الأوسط يحدِّد مفاهيمه للفكر السياسي، وتالياً نظرته إلى الفدرالية، إنطلاقاً من زاوية مجرّدة وثابتة. وعندما يقول الإسلام بـ"الأمّة الإسلامية" فهو يعني عامّة الناس المنتمين إلى هذا الدين، وليس "الأمّة" في المعنى الذي اكتسبته العبارة العربية لاحقاً، بتأثير من الأفكار الغربية، أي "الأمّة - القومية" (la nation). ولذلك، لا يعارض السُنَّة والشيعة مبدأ الفدرالية "عقائديّاً"، وفي عبارة أكثر دقّة "فقهياً". فالمسألة تتعلق بالمصالح لا العقائد. وكلّ من الطرفين يصبح من الدعاة إلى الفدرالية عندما تلتقي مع مصالحه. وفي أيّ حال، الدستور العراقي يُقرُّ تحويل المحافظات مناطق حكم ذاتيّ، كما كردستان، إذا أرادت ذلك غالبية سكّانها. وفي لحظات معينة، كان الشيعة أقرب إلى هذا الخيار. وأمّا سوريا فغارقة في المخاض الذي مرّ به العراق، والذي سيفرز تغييرات في التركيبة السياسية والنظام.
في العراق، سقط الرئيس صدّام حسين لتقوم التركيبة الجديدة على أنقاض نظامه. وأمّا في سوريا فتسقط الدولة بكاملها وليس الرئيس بشّار الأسد، لتقوم التركيبة الجديدة ثمرة المعادلة الصراعية بين النظام ومعارضيه، وواقعيّاً بين السُنَّة والعلويّين. ولذلك، يتركّز إهتمام الأسد حاليّاً على ربط مناطق غير علوية في دمشق وحمص وحماه وحلب وأريافها بالساحل ذي الغالبية العلوية. ويتردّد أنّه يخبّئ أسلحة استراتيجية في المناطق العلوية إحتياطاً، فيما باتت مناطق شاسعة من سوريا، محاذية للعراق وتركيا، في أيدي المعارضة والجماعات السنّية المتشدّدة. حتى اليوم، يَغلُب على السُنَّة والشيعة اللبنانيين رفضُهم للفدرالية، وإهمالهم حتى اللامركزية الإدارية الموسّعة التي أقرَّها الطائف. فكلّ من الطرفين ينتظر حسم المعركة لمصلحة حلفائه في سوريا... ليحسمها أيضاً في "لبنان المركزي". وهكذا، سيكون لبنان مركزياً إذا انتهت الحرب السورية بحسم كامل للمعركة:
- سيكون مركزياً (مع إلحاح شيعيّ) إذا سحق الأسد المعارضة في كلّ سوريا. وهذا إحتمال ضعيف.
- سيكون مركزياً (مع إلحاح سُنّي) إذا سقط النظام واكتسحت المعارضة والتنظيمات المتشدّدة كامل سوريا. وهذا إحتمال معدوم.
ولكن، في الحالين، سيكون الطرف المذهبي اللبناني "المهزوم" رافضاً للإمّحاء، وقد يطالب باللامركزية السياسية، فيلتقي مع المسيحيّين.
وأمّا إذا ذهبت سوريا إلى الفرز، الكانتونات أو التفتيت أو التقسيم، كما هو محتمل، فسينعكس ذلك على لبنان. وسيكون الطرف الشيعي، و"حزب الله" تحديداً، صاحب الكلمة الأساس في المبادرة إلى تقرير مستقبل لبنان.
فمنطقة النفوذ العلوية ستكون محاذيةً تماماً لمنطقة نفوذه في البقاع، المرتبط ربّما بالجنوب. وعندئذٍ سيجد "الحزب" أنّ مصلحته تقضي بتكريس الأمر الواقع في إدارةٍ ذاتية للأمن وشؤون أخرى في مناطقه... وتكرُّ السبحة لدى الآخرين. فهل وثيقة بكركي هي الإنذار الأخير، من جانب المكوِّن المسيحي، على تنوُّع الفسيفساء السياسية المسيحية، لإقرار الحياد ونظامٍ صادقٍ للعيش المشترك كشرط لضمان بقاء لبنان موحَّداً؟ أم يلتحق مصير لبنان بمصائر الجوار... فيتدرَّج من الفتنة إلى التقسيم أو التفتيت؟ المسلمون السُنَّة والشيعة، لا المسيحيّون والدروز، تقع عليهم المسؤولية لاتّخاذ القرار: تأسيسُ لبنانٍ جديدٍ على أنقاض القديم الساقط، أم إبقاءُ الأرض مليئةً بالركام؟

 

وثيقة بكركي والراعي وطاقمه والمصداقية المفقودة
http://www.aljoumhouria.com/news/index/119530

الياس بجاني/06 شباط/14/بالطبع وثيقة بكركي التي صدرت أمس هي لبنانية ووطنية بامتياز وتحاكي هواجس كل اللبنانيين وليس فقط المسيحيين الذين يؤمنون بالهوية والحريات والمساواة والعدل والديموقراطية. والوثيقة لم تأتي بأي جديد عن دور بكركي الوطني والأخلاقي والقيمي والسيادي لأن بكركي أعطي لها مجد لبنان.

ولكن، وهنا ألف ولكن والسؤال هو: هل الراعي وطاقمه من المطارنة المحيطين به ومنهم المظلوم ونصار وخيرالله وصياح وغيرهم  أصحاب القلانس هم ملتزمون بهذه الوثيقة إيماناً وقولاً وفعلاً؟

بصراحة لا نثق بالراعي ولا بالمطارنة المحيطين به ولا بالربع الإعلامي والسياسي الذي احتل بكركي مع قدوم الراعي كونهم جميعاً من أيتام المخابرات السورية ونقطة ع السطر!!

من هنا لن يكون للوثيقة الممتازة بنصوصها ومحتواها أية فوائد عملية لأن مصداقية الراعي وربعه هي صفر لبنانياً ووطنياً.

أما تطبيل المطبلين للوثيقة مدحاً وتبجيلاً ونفخاً في كبرياء واستكبار الراعي فهذه همروجة ومجرد همروجة كلامية لأن المهرجين في معظمهم مدمنين بيانات ع الطالع و ع النازل. في الخلاصة يعلمنا كتابنا المقدس بأن الإيمان ضروري وشيء عظيم، لكن هذا الإيمان إن لم يكن ملازماً للأعمال فهو إيمان ميت كالجسد بلا روح... وسامحونا

 

ماذا تفتقد وثيقة بكركي؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

أكدت بكركي، عبر وثيقتها، أنّ موقعها كان ولا يزال في طليعة المدافعين عن الحرية والسيادة والعيش المشترك، كما أسقطت كل الرهانات على تحوير مسارها أو تحييدها أو إسكاتها. ولكن على رغم أهمية ما تضمنته من قضايا يدخل معظمها في باب إعلاء القضية اللبنانية، إلّا أن السؤال الأساسي يبقى الآتي: إلى ماذا تفتقد هذه الوثيقة؟ وأين تكمن عناصر قوتها وضعفها؟

لا يمكن إلّا التنويه بالنص الذي قدّمته بكركي وأعادت عبره التأكيد على ثوابت الكنيسة المارونية، هذه الثوابت التي تتقاطع مع الفريق السيادي الذي دفع من لحمه الحيّ ثمن تمسّكه بهذه العناوين التي يؤدي رفعها من قبل هذا الصرح مجدداً إلى تذكية الخيار السيادي ومزيد من تطويق الخيار الآخر الذي نجح في السنتين المنصرمتين في توسيع خطوطه الوطنية، فضلاً عن أنها تأتي في اللحظة التي تمر علاقته مع شريكه المسيحي في أسوأ مراحلها، ما يضيف إلى تعقيداته الداخلية والخارجية تعقيداً إضافياً.

وقد أضافت بكركي أيضاً إلى النصوص السابقة للكنيسة نصاً وطنياً مرجعياً أعاد تسليط الضوء على الخلل في البنيان اللبناني والتوجه الذي يجب اعتماده لإيصال البلد إلى شاطئ الأمان، ويخطئ كلّ مَن يُقلّل من أهمية هذه النصوص التي تشكّل القاعدة الصلبة لأيّ تسوية مقبلة، وليست مصادفة أن تتكامل هذه الوثائق مع عشرات الوثائق الصادرة عن قوى 14 آذار في ظل غياب أيّ وثيقة عن قوى 8 آذار.

ولكن في موازاة نقاط القوة لوثيقة 5 شباط 2014، لا بد من الإشارة إلى نقاط ضعفها التي تتمثل بالآتي:

أولاً، الحركة السيادية لا تفتقد إلى مزيد من النصوص، إنما هي بأمسّ الحاجة إلى تجديد ديناميتها، حيث كان يؤمَل أن تتولى بكركي هذه المهمة بعد التعثّر والتخبّط والتبلّد الذي أصاب حركة 14 آذار. فالكنيسة التي تصدرت المواجهة بعد بيانها الأيلولي الأول في العام 2000 نتيجة حالة القمع السورية التي كانت تسود الحياة السياسية، كان يؤمَل منها أن تتصدر المواجهة مجدداً، خصوصاً أنّ خطورة الوضع اليوم لا تقلّ خطورة عن الأمس.

ثانياً، اللغط الذي رافق مواقف البطريرك بشارة الراعي منذ انتخابه أضعفَ دور بكركي وجعلها غير مؤثرة في الحياة الوطنية.

ثالثاً، الفارق الجوهري بين البيان الأيلولي الأول والمذكرة الأخيرة، أنّ الأول ربط كل الأزمات داخل النظام، أكانت من طبيعة سياسية أو اقتصادية أو دستورية، بالوجود السوري في لبنان، ما جعل القضية الأم التي يجب معالجتها للعبور إلى القضايا الأخرى هي الوجود السوري، فيما المذكرة الأخيرة لا تحمل عنواناً أساسياً، أي لا يوجد قضية مركزية مقابل قضايا ثانوية، إنما مجموعة ملفّات تتساوى بالأهمية.

رابعاً، لم يبق في ذاكرة الرأي العام من وثيقة أيلول 2000 سوى تصويبها على مسألة الوجود السوري، كما لم يبق في ذاكرته من "إعلان بعبدا" سوى عنوان الحياد، علماً أنّ الإعلان تضمّن 17 بنداً. وبالتالي، السؤال الذي يطرح نفسه: ما العنوان الذي سيبقى في ذاكرة اللبنانيين في المذكرة الأخيرة؟

خامساً، لم يتردد البطريرك السابق نصرالله صفير، عندما زاره وفد من اللقاء التشاوري معترضاً على عدم إيفاده مطراناً ليرأس اجتماعاته على غرار لقاء "قرنة شهوان"، بدعوته إلى تأييد ما جاء في البيان الأيلولي، وتحديداً مطلب الانسحاب السوري. وبالتالي، ستبقى العناوين التي طرحتها بكركي حبراً على ورق ما لم تشكّل قوّة دفع نحو تحقيقها.

سادساً، كان الأجدر في بكركي لو رفعت عنوان الحياد كعنوان مركزي يشكّل تطبيقه معبراً إلى البنود الأخرى، ودعت إلى تشكيل إطار وطني تحت عنوان الحياد بمهمة مزدوجة: داخلية عبر جمع أوسع تمثيل سياسي عابر للطوائف، وخارجية سعياً لتأمين المظلة الدولية الداعمة لهذا الطرح عبر تشكيل قوة ضغط سياسية-ديبلوماسية.

فبكركي التي خاضت معركة إخراج الجيش السوري من لبنان، كان يفترض بها أن تتصدر معركة حياد لبنان، وهي المعركة الأم التي يبدو أن الشهيد محمد شطح ذهب ضحيتها، لأنّ أسهل طريقة للتخلص من سلاح "حزب الله" هي تدويل القضية اللبنانية وصولاً إلى تحييد لبنان عبر إلزام إيران دولياً بهذا التوجّه، خصوصاً أنّ المناخات الدولية مؤاتية في ظل المفاوضات النووية وحاجة طهران لإبداء حسن نيّة حيال الغرب.

فالمعركة الأساسية اليوم هي إنقاذ الجمهورية اللبنانية، وعبثاً البحث في حلول ومواد وإصلاحات ومعالجات قبل حلّ القضية المركزية المتمثّلة بسلاح "حزب الله"، هذه القضية التي لا يمكن حلّها اليوم إلّا عبر تحييد لبنان

ثلاثية الغرائز والعنف والثقافة
الياس بجاني/06 شباط/14/العنف هو  موروث غريزي بمعنى أنه مولود مع الإنسان كباقي الغرائز وهنا إما أن يتربى هذا الإنسان على ثقافة تلجم هذه الغرائز  وتهذبها أو على عكس ذلك. من هنا نرى أن في المجتمعات التي تحترم كرامة الإنسان وشرع الحقوق من مساواة وعدل وتكافئ وفرص وحريات وديموقراطية ونظام  وتعليم وغيرها (الدول الغربية) نرى أن غرائز العنف لدى مواطنيها ملجومة ومردوعة ليس بالعنف وعن طريق المشانق ولكن عن طريق الأنظمة والقوانين (القضاء) والتثقيف في المناهج المدرسية. للأسف في المجتمعات العربية تحديداً تسود ثقافة الغاب والعنصرية والمذهبية والطبقية ولا نخجل بإضافة العبودية، وهنا لا فرق بين دولة وأخرى وأن كان العنف فيها متلون بألوان مختلفة عن غيرها من الدول. المجتمعات هذه تتربى على مناهج التفرقة وعلى حق القوي انتهاك حقوق الضعيف. والضعيف هو المختلف عن القوي أكان الاختلاف دينياُ أو مذهبياً أو جنسياً أو عرقياً لا فرق في النتيجة. ولو أخذنا وضع كل دولة عربية منفردة نرى بوضوح كوارث هذه الثقافة التي تعود إلى القرون ما قبل الحجرية. ففي دول المغرب العربي السكان الأصليين، الأمازيغ، وهم سنة ولأنهم أقلية فهم معرضون للاضطهاد والعنف من السنة العرب. في مصر الأقباط وهم الأقلية يلازمهم عنف الأكثرية السنية. في السعودية الشيعة الأقلية هم الضحية. في السودان يتنوع الاضطهاد منه ضمن المجتمعات المسلمة نفسها ومنه يستهدف المسيحيين. في غزة والضفة الغربية الأقلية المسيحية تُستهدف. في العراق السني العربي يستهدف السني الكردي منذ سنوات واليوم ضاع الحابل بالنابل. في لبنان نماذج من كل هذه العينات العنفية وكلها مردها الثقافة. وفي إسرائيل الأمر ذاته. في باكستان الأكثرية السنية تعنف الأقلية الشيعية وفي الهند وعشرات الدول النماذج تتكرر.
في الخلاصة المشكلة تكمن في الثقافة والتربية والأنظمة ومن المؤكد علمياً أن
الثقافة هي التي تنظم العلاقة بين الذكر والأنثى في كل المجتمعات. وفي لبنان مكامن ومسببات مشكلتنا مع العنف على انواعه وبمختلف صوره هي نفسها والتي هي الثقافة ومن ثم الثقافة... وسامحونا

مانشيت جريدة الجمهورية: التأليف يتعثّر بعُقدتَي «الداخلية» و«الدفاع» بعد المداورة وسليمان وسلام يتريَّثان
جريدة الجمهورية
رجحت كفّة التأجيل على التأليف، وبقيَت أبواب القصر الجمهوري مشرّعة لاستقبال الرئيس المكلف تمّام سلام، إلّا أنّه ارتأى التريّث قليلاً في المصيطبة علّ حكومته تصمد. لكن سرت معلومات ليلاً عن وجود توجّه جدّي لدى كلّ من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وسلام لإصدار مراسيم التأليف بين غدٍ السبت والاثنين المقبل، وقابلتها معلومات أخرى تتحدّث عن تريّث رئاسيّ في التأليف، لمحاذرة الدخول في حكومة غير ميثاقية، أو يستقيل ثلث أعضائها زائداً واحداً فور صدور مراسيمها.
تدابير أمنية للجيش في مختلف المناطق في إطار الحفاظ على الأمن والاستقرار (مديرية التوجيه)
فقد علمت "الجمهورية" أنّ سلام أبلغ إلى سليمان قبيل سفره إلى تونس أنّ المشاورات التي أجراها لتذليل ما تبقّى من عقبات لم تفضِ الى نتيجة، وأنّه سينتظر بعض الوقت لاستكمال اتصالاته ريثما يكون سليمان قد عاد من سفره. وأكّدت مصادر سلام لـ"الجمهورية" أنّ صيغته الحكومية باتت شبه جاهزة لكنّ بعض العقد برزت في الساعات الأخيرة، وهي تدور حول الحقيبتين الأمنيتين، الداخلية والدفاع. وقالت إنّ كلّ الكلام عن انّه سيعاود البحث في صيغة 8+8+8 وفي المداورة والتركيبة الوزارية ليس صحيحاً، فهو شكّلها وفق الصيغة التي تمّ الاتفاق عليها خلال مشاوراته مع جميع الأفرقاء باستثناء "التيار الوطني الحر" الذي تمسّك برفض المداورة في توزيع الحقائب الوزارية. وأشارت الى انّ مشاورات الساعات الأخيرة ركّزت على حسن توزيع الحقائب السيادية واختيار اسم من بين الأسماء المقترحة لوزارة الداخلية لا يستفزّ أحداً، ويؤمّن الحدّ الأدنى من التوافق عليه. كذلك شملت المشاورات الأخيرة التمثيل المسيحي داخل قوى 14 آذار. وأكّدت المصادر انّ سلام، وعلى عكس كلّ ما يشاع، حريص على إستمرارية الحكومة عبر تقديمها بأحسن صورة الى اللبنانيين، بعد عشرة أشهر من الإنتظار، فتكون ميثاقية ودستورية، وتمثّل جميع الكتل السياسية، وليس مجرّد تقديم حكومة و"السلام"، وهو يتوقع من القوى السياسية ان تتصرّف بعد إعلان التشكيلة بمسؤولية، وتقدّم مصلحة البلد العليا على أيّ مصالح فئوية. وعلمت "الجمهورية" أنّ الإسم الذي بات الأقرب الى تولّي حقيبة الداخلية (من حصة 14 آذار) هو مروان زين، أمّا حقيبة الدفاع فستسنَد الى الفريق الوسطي، ويسمّي رئيس الجمهورية وزيراً لها، من المرجّح أن يكون الوزير السابق خليل الهراوي. وبهذا يكون الرئيس المكلف وأمام العقدة "العونية"، قد قدّم حسن نيّة إلى فريق 8 آذار فطمأنهم الى الحقيبتين الأمنيتين، لكنّ فريق 14 آذار لم يكن حتى ساعة متأخّرة من ليل أمس قد وافق على هذا الطرح. أمّا فريق 8 آذار، فقلّل من أهمية عمليات الحبك التي تحصل في جولة المفاوضات الأخيرة، وقالت مصادره لـ"الجمهورية": "إنّ كلّ هذا لن يغيّر في النتائج، فما لدينا أعلنّاه وقلناه، ونحن ننتظر إعلان التشكيلة الوزارية لنبني على الشيء مقتضاه".
برّي
في غضون ذلك كرّر رئيس مجلس النواب نبيه بري القول امام زوّاره: "أنا ملتزم عدم التدخّل، ولا شيء جديداً عندي". وسُئل هل إنّ النصيحة بالتريّث وعدم التسرّع في التأليف فعلت فعلها؟ فأجاب: "نحن قلنا هذه الكلمة وشدّدنا على الميثاقية التي اتمسّك بها، وقد طبّقتُها مع الحكومة عام 2006، ثمّ مع مجلس النواب الذي حِيلَ دون اجتماعه للتشريع، ويبدو أنّ الميثاقية مثلما طرحتها، اتّخذَت بعدها الوطني، وهو ما ركّزَت عليه وثيقة بكركي".وسُئل برّي ايضاً: ماذا ستفعل إذا استقال وزراء التيار الوطني الحر وتيار "المردة" وحزب الله وحزب الطاشناق؟ فأجاب: "أنا لا أستعجل، وعليّ أن انتظر لأرى التشكيلة الحكومية وأتفحّصها، وهذا ما درجتُ عليه في سياستي". وعمّا يقال من انّ حزب الله يقف وراء رفض النائب ميشال عون حتى لا تؤلّف حكومة، قال بري: "هذا ظلم، إنّهم يظلمون حزب الله، وأنا أعلم جيّداً أنّ الحزب عمل ويعمل أكثر منّي من أجل تأليف الحكومة، ويهمّه جداً تأليف حكومة جديدة".
عقدة الداخلية والدفاع
وفي المقابل، قالت مصادر واكبت مراحل التأليف لـ"الجمهورية" إنّ بروز النيّة لدى الرئيس المكلف بوضع الصيغة النهائية للحقائب والأسماء مساء امس الخميس استدرجت جميع الأطراف الى ورشة اتصالات إنتهت بتأجيل البحث في التأليف الى موعد لاحق، تختلف المصادر المعنية في تحديده، على رغم الحديث عن المواعيد البديلة التي تراوحت بين نهاية الأسبوع الجاري في انتظار عودة سليمان مساء اليوم من تونس، وبين انتظار نتائج مؤتمر "جنيف ـ 3" . وذكرت المصادر أنّ عقدة الإسم الذي سيتولّى وزارة الداخلية برزت في ضوء آخر الطروحات التي تلت زيارة سلام لبعبدا عصر أمس الأوّل، وقد تدرّجت الأسماء من النقيب السابق للمحامين رشيد درباس الى اللواء عمر زين سفير لبنان لدى المملكة العربية السعودية، إلى النائب سمير الجسر، بعد اعتراض النائب أحمد كبارة ونوّاب طرابلس على الإسمين الأوّلين، وصولاً الى النائب احمد فتفت، إلى ان حمل آخر الطروحات اللواء أشرف ريفي مقابل رفع "الفيتو" عن بقاء الوزير جبران باسيل في وزارة الطاقة. وقالت المصادر إنّ من بين العقد التي برزت مجدّداً رفض حزب الله ان تكون حقيبتا الداخلية والدفاع في عهدة قوى 14 آذار، خصوصاً في ظلّ الظروف التي تشهدها المنطقة ولبنان، وهو ما دفع النائب وليد جنبلاط الى إقتراح استبدال النائب بطرس حرب الذي كانت قد أسنِدت اليه حقيبة الدفاع بدلاً من التربية في حال باتت هذه الأخيرة في عهدة النائب ميشال عون وباسيل تحديداً، وأسندت الى رئيس الجمهورية، فأعيد طرح اسم الوزير السابق خليل الهراوي ليشغلها، فبرزت أزمة الحقيبة التي سيتولّاها حرب بعد تركه التربية وإلّا العودة اليها. وفي معلومات لـ"الجمهورية" أنّ ما طُرح أمس رفع حصة حزب الكتائب الى وزيرين، أحدهما ماروني والآخر ارثوذكسي، في حقيبتين اساسيتين للتعويض عمّا هو متداول من مقاطعة او انسحابات مسيحية، ومنعاً لأيّ خلل في توزيعة الحقائب الأساسية على الطوائف كافة، وقد توسّعت مروحة الإقتراحات لتشمل وزارات التربية والإقتصاد والإعلام والصناعة. وفي المعلومات أنّ الرئيس سعد الحريري كان على خط الإتصالات بشكل متواصل، فاشترك في الإقتراحات الهادفة الى حلحلة العقد بعد انتقاله من اوروبا الى السعودية قبل يومين، فتلقّى وأجرى إتصالات مع حلفائه في قوى 14 آذار، كان ابرزها مع الرئيس المكلف الذي ناقش وإيّاه آخر الصيغ المطروحة طوال ليل الأربعاء وحتى صباح امس. كذلك شارك في الإتصالات الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب السابق غطاس خوري. وفي المعلومات ايضاً انّ رئيس الجمهورية طلب من الجميع بتّ الأمور مع الرئيس المكلف الذي سينقل اليه الصيغة النهائية المقترحة ليبدي رأيه فيها وإصدار المراسيم إذا لاقت الصيغة النهائية الحدّ الأقصى الممكن من التفاهم. وقالت المصادر إنّ سليمان كرّر تأكيد الثوابت التي حدّدها في مناسبات عدة، خصوصاً لجهة ميثاقية التشكيلة وتمثيل الأفرقاء جميعاً لتكتسب صفة الحكومة الجامعة. وفي حركة الإتصالات التي أوصلت الصيغة المقترحة من سلام الى مرحلة التأجيل رُصدت اتصالات بين مسؤول لجنة التنسيق والإرتباط في "حزب الله" الحاج وفيق صفا وأبو فاعور الذي كان نقل اليه المقترحات المتداولة، ومنها ريفي للداخلية مقابل بقاء باسيل في الطاقة، فردّ بوضوح مكرّراً رسالته السابقة التي وجّهها صباح الأربعاء الى من يعنيهم الأمر من أنّ الحزب غير مستعدّ للنقاش في أيّ صيغة أو اسم قبل ان يتفاهم الرئيس المكلف أو من ينوب عنه مع عون نهائياً، وبعدها لن يكون الحزب في موقع العرقلة على الإطلاق. وفي المحصلة، قالت المراجع المعنية لـ"الجمهورية" إنّ الشروط والمقترحات المتعدّدة غير قابلة للتطبيق، وبعدما تبيّن أنّ بعضها طُرح بهدف المناورة، لأنّ مطلقيها يدركون مسبقاً صعوبة أن تضمّ التشكيلة الحكومية هذا الإسم أو ذاك، أدّت الى فرملة الرئيس المكلف كلَّ خططِه لإبراز التشكيلة الحكومية الى العلن، وطُويت المحاولة الجديدة.
أبو فاعور في بكركي
وكانت الساعات الأخيرة حفلت بجملة اتصالات ومشاورات وتحرّكات، ما شرّع الأبواب على الإحتمالات كافةً، فشملت بكركي التي أوفد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط اليها الوزير وائل ابو فاعور، لوضعِ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في أجواء التطورات المتصلة بتأليف الحكومة. كذلك نقل اليه تحيّات جنبلاط وإشادته الكبيرة بوثيقة بكركي "التي تمثّل ضمير كلّ اللبنانيين في رغبتهم ببناء الدولة والعيش الواحد والإستقرار والسلم الأهلي وبناء المؤسّسات".
«الوفاء للمقاومة»
وفي المواقف من التأليف، دعت كتلة "الوفاء للمقاومة" المعنيين الى "الحرص الزائد والديناميكية الافعل لتذليل العقبات الحكومية" معتبرةً "أنّ الفرصة الراهنة لا تسمح لأيّ "تشاطر" من شأنه أن يوفّر مادة طعن في ميثاقية الحكومة أو دستوريتها أو ينقص من الشراكة الوطنية الحقيقية في تركيبتها".
الهاجس الأمني
وفي الملف الأمني، أكّدت مصادر عسكريّة لـ"الجمهورية" أنّ قيادة الجيش كثّفت إجراءتها الأمنيّة في الفترة الأخيرة تداركاً لأيّ مخطط إرهابي محتمل او عمل امنيّ يخلّ بالاستقرار. وفي هذا الإطار، شكّلت القيادة غرفة عمليات لمتابعة الوضع الأمني بدقّة، واتّخذت تدابير إحترازية عدة للتصدّي للهجمة الانتحارية على لبنان، لا سيّما في ظلّ توافر تقارير أمنيّة عن التحضير لعمليات ارهابيّة خطيرة وبأساليب انتحارية مفاجئة على الأرض، والتي ظهرت أولى بوادرها مع الإنتحاري الذي فجّر نفسه في "فان" للركّاب في الشويفات، وتبيّن أنّ الأسلوب الجديد المعتمد هو العشوائية في تنفيذ العمليات الانتحارية، وأولى أهدافها المجمّعات التجارية المكتظة بالمواطنين ودور عبادةٍ لدى الطائفتين المسيحية والإسلامية. إلى ذلك، أكّدت مصادر أمنيّة لـ"الجمهورية" أنّ الجماعات الارهابيّة المتطرفة الموجودة في الداخل اللبناني قد غيّرت في أسلوب عملها الإرهابي، فعمدت الى تجنيد نساء لنقل مواد متفجّرة وعبوات ناسفة، في اعتبار أنّهنّ لا يخضعن للتفتيش على الحواجز. لكنّ قيادة الجيش التي أدركت خطورة الموضوع سارعت الى إصدار قرار بضرورة إخضاعهنّ للتفتيش، خصوصاً على الحواجز في المناطق الحسّاسة أمنيّاً كالمخيّمات الفلسطينية، على سبيل المثال، خصوصاً بعد حادثة عبرا. وكشفت المصادر نفسها أنّه تبيّن من خلال التحقيق مع الموقوف الشيخ عمر الأطرش والذي كشف عن مخططات خطيرة، أنّ هناك مجموعات إرهابيّة عدّة على استعداد لتنفيذ عمليات انتحارية في كلّ الأمكنة، عبر أكثر من شخص او مجموعة من الأشخاص.
تفجير الشويفات
وعلى صعيد التحقيقات في التفجيرات الانتحارية، ترك مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الموقوفين الخمسة في انفجار الشويفات الذين أحالهم الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني للتوسّع في التحقيق معهم حول ترك الانتحاري بندقية الكلاشينكوف في سيارة التاكسي، بعدما تبيّن أن لا علاقة لهم بالانفجار.
بَلبلة في قصر العدل
وفي سياق أمنيّ، شهد قصر العدل في بيروت أمس بَلبلة بعد إنذار بوجود قنبلة فيه، ما دفع القوى الأمنية الى إخلاء المبنى بالكامل وإجراء بحث وتفتيش ليتبيّن أنّه إنذار كاذب. واعتبر وزير العدل شكيب قرطباوي الذي تفقّد القصر أنّ الاتصال الذي ورد بوجود قنبلة هدفه بثّ الخوف وإثارة الرعب ونشر شائعة، على غرار ما حصل مراراً في قصر العدل في بعبدا، إذ تبيّن حينها أنّ هناك من لا يريد إنعقاد جلسة من الجلسات لأسباب شخصية.
«8 آذار» و«المعلومات»
في مجال آخر، أكّدت مصادر في قوى 8 آذار لـ"الجمهورية" أنّ النيّات السياسية الإيجابية التي رافقت مساعي التأليف، انسحبت بشكل أو بآخر على الملف الأمني، بحيث تحاول هذه القوى الإفادة من الخطوة التي خطاها الحريري نحوها الى الأمام على صعيد تحريك شعبة المعلومات وتفعيلها اكثر في مواجهة الإرهاب، في ظلّ المخاطر التي يتعرّض لها لبنان جرّاء العمليات الإرهابية التي من شأنها أن تدفع بالبلاد الى ردّات فعل وردّات فعل مضادة وتحوّل الإصطفاف الى صدام. وفي هذا السياق، يرى البعض في 8 آذار أنّ شعبة المعلومات تستطيع أن تتحرّك بسهولة في المناطق التي يتحرّك فيها الإرهابيّون.

ما هو الأبعد من العقدة العونية في المأزق؟ اصطفاف 8 آذار استدرج تشدّد "المستقبل"
روزانا بومنصف/النهار
في ظل توالي الاستعدادات من اجل اعلان ولادة الحكومة العتيدة بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام على رغم تبلغهما من جانب قوى 8 آذار بان هذه القوى ستضطر الى التضامن مع العماد ميشال عون ما لم يحتفظ بحقيبة الطاقة، بدا ثابتا ان البلد قد يتجه الى ازمة اكبر من ازمة عدم ولادة الحكومة مع توقع الا تكون الحكومة العتيدة حكومة تصريف اعمال بديلة من الحكومة الحالية. وتعول هذه القوى كما يكشف احد مسؤوليها على ان تعمد بعض الدول او العواصم المؤثرة الى محاولة اقناع الرئيس سليمان والرئيس المكلف ومعهما قوى 14 آذار بـ "انقاذ" الحكومة العتيدة عبر اعطاء العماد عون ما يريده بدلا من الذهاب الى خيارات اصعب من بينها احتمال بقاء حكومة تصريف الاعمال الحالية وتوليها صلاحيات رئيس الجمهورية في حال عدم انتخاب رئيس جديد. اذ ان هؤلاء باتوا على ثقة بان العواصم المؤثرة تفضل بقوة حكومة جامعة على حكومة حيادية قد يصعب اعادة تسويقها ولذلك يتشددون في مطالبهم على قاعدة انهم في موقع قوة او على الاقل اكثر قوة داخليا من الافرقاء الآخرين. اذ انه واضح ان رئيس الجمهورية يعمل بقوة من اجل عدم تسليم البلاد في حال عدم اجراء انتخابات رئاسية في موعدها الى حكومة تصريف الاعمال الحالية ويهمه ترك البلاد في عهدة حكومة جامعة تضم الجميع وتحظى بالثقة من اجل ادارة البلاد في مرحلة صعبة، الامر الذي لا تتمتع به حكومة تصريف الاعمال. ورئيس الحكومة المكلف من جهته يهمه ان ينجح في تأليف الحكومة العتيدة في نهاية المطاف وقد انهكته مرحلة انتظار طويلة فيما ان قوى 14 آذار طامحة الى التخلص من الحكومة الحالية ذات اللون الواحد ومن المرجح ان تكون التنازلات التي قدمت حتى الآن تحت هذا العنوان مما شجع على التشدد في الطلب لمزيد منها.
لكن هذا التنازل لا بل التراجع من جانب رئيس الحكومة المكلف في حال قَبِل باعادة الوزير جبران باسيل الى حقيبة الطاقة قد يكون مكلفا جدا له لاعتبارات عدة من بينها احتمال اتهامه بتقوية مصالح افرقاء سياسيين على صلاحيات رئيس الحكومة والمساعدة في ترسيخ القاعدة التي يحاول رئيس التيار الوطني الحر ترسيخها على اساس ان صلاحيات الوزير بعد اتفاق الطائف اهم من صلاحيات رئيس الحكومة ولا تقهر. يضاف الى ذلك احتمال ان يتعرض رئيس الحكومة ومعه رئيس الجمهورية للابتزاز من جانب قوى 8 آذار في حال تثبيت حقيبة الطاقة للوزير باسيل لاعتقاد راسخ ان اعتراضات عون هي واجهة لقرار اقليمي بتعطيل ولادة الحكومة ما دام الوضع الامني لم يعد ضاغطا ما بات يسمح بتمتع هذه القوى بترف التفاوض وصولا الى تعطيل ولادة الحكومة العتيدة والانسحاب منها متى ولدت. ذلك ان ثمة تشكيكا كبيرا بقدرة عون على تعطيل الحكومة لو كان شعر بان الوضع يضغط على حليفه "حزب الله" من اجل ولادة حكومة جامعة او كان في حاجة اليها كما ان هناك شكوكا بعدم قدرة الحزب على المونة على حليفه من خلال عدم مماشاته في التعطيل.
وهذا الاصرار من جانب قوى 8 آذار من شأنه ان يفتح الباب على قوى 14 آذار من اجل التمسك اما بحقائب معينة او باسماء معينة وفق ما حصل في الساعات الاخيرة التي ترافقت وما قيل عن وضع اللمسات الاخيرة على التشكيلة الحكومية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. ذلك ان المزايدات من اجل محاولة تسجيل انتصارات شعبية وسياسية ستؤدي الى افساح المجال امام دخول كل الافرقاء على هذا الخط. وقد سرى ليل الاربعاء تشدد تيار المستقبل في مطلبه تسمية اللواء اشرف ريفي لحقيبة الداخلية على غرار تشدد الآخرين في مطالبهم غير آبهين برأي او بتحفظ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف كما رأي الافرقاء الآخرين كما ابدى التيار انزعاجه من التراجع عن توزيع الحقائب السيادية على اثر فشل التوافق مع قوى 8 آذار التي عادت فرفضت منح الحقيبتين الامنيتين الى قوى 14 آذار في مقابل حقيبتي المال والخارجية لقوى 8 آذار.
الرهان خارج قوى 8 آذار حتى الآن كان انه اذا كان العماد عون يستطيع تحمل مسؤولية عرقلة ولادة الحكومة وتاليا الذهاب المحتمل الى فراغ سياسي في الرئاسة الاولى على ما اظهر خلال كل المفاوضات ابان تأليف الحكومات باعتبار انه ربط في كل مرة ولادة الحكومة بنيل باسيل حقيبة الطاقة مما ساهم في تأخير اعلان الحكومات السابقة اشهرا، فان "حزب الله" لا يستطيع ذلك حتى لو ان عون كان الواجهة لهذا التعطيل خصوصا ان الحوادث الامنية تصيب مناطق سيطرة الحزب في الدرجة الاولى. الا ان هؤلاء الافرقاء يخشون في نهاية الامر ان رهان قوى 8 آذار اكبر لجهة ان يضطر خصومهم الى محاولة انقاذ الوضع من خلال تقديم تنازلات جوهرية من اجل الخروج من الازمة الراهنة وعدم الذهاب الى ازمة اكبر يلوحون بها عبر تأكيد استقالة وزرائهم من الحكومة العتيدة وفرض استقالة رئيس الحكومة المكلف والذهاب الى استشارات جديدة يعتقد انهم يهدفون من خلالها الى رمي الكرة في ملعب قوى 14 آذار من خلال ترشيح الرئيس سعد الحريري لرئاسة حكومة جديدة مما قد يجبره على العودة الى لبنان.

الداخلية عطّلت ولادة الحكومة ولم توقفها المحاولات مستمرة... "وإذا مش السبت الاثنين"!
سابين عويس/النهار
لم تكن أوساط بعبدا والمصيطبة وحدها في هذا الجو، وأوساط قوى 8 آذار لم تكن بعيدة منه، وإن تكن ضده أو تستعد لمرحلة ما بعد التأليف.
حتى الوزارات والادارات العامة بدت الى يوم أمس فارغة من شاغليها. المكاتب أفرغت والمستشارون نقلوا أغراضهم.
لم تعد مطالب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون تشكل عقدة امام التأليف. فالرجل قال كلمته من دارته في الرابية، فيما كانت حركة الاتصالات ليلا في أوجها في عملية مقايضة بالاسماء والحقائب.
لكن شيئا ما حصل وأوقف كل المحركات لتسقط كل التوقعات والاستعدادات لزيارة سلام لبعبدا قبل ظهر أمس لإعلان التشكيلة.
وفيما اعتصمت أوساط المصيطبة بالصمت، بدت أوساط 8 آذار أكثر انفراجاً بما أن رهانها على عدم مضي الرئيسين في قرار التأليف قد نجح، ونجحت بذلك ضغوط هذا الفريق في كسب المزيد من الوقت وترمي كرة التعطيل في ملعب الفريق الآخر، تمهيدا لإسقاط خيار التأليف كلياً إذا كان سيتم من خارج الشروط العونية.
لكن المشكلة لم تعد هنا. فبحسب المعلومات المتوافرة عن أجواء حركة الاتصالات الاخيرة، فإن العقبة الجديدة التي برزت في وجه سلام تمثلت في الخلاف على حقيبتي الداخلية والدفاع، وهل توزع على فريقي 8 و14 آذار أو تبقى في يد رئيسي الجمهورية والحكومة؟ وقد تظَهر الخلاف أكثر على حقيبة الداخلية في ظل بروز تصلب لدى "تيار المستقبل" في إسنادها الى اللواء اشرف ريفي، مما أثار إستياء شديداً ولا سيما في أوساط "حزب الله" الذي اعتبر الامر بمثابة إستفزاز له بعدما كان التفاهم يقضي بأن تتولى الوزارة شخصية مقبولة من جميع القوى وغير استفزازية. وقد بدا لهذا الفريق أن اشتراط ريفي للداخلية جاء بمثابة رد على إشتراط عون ومساندة الحزب معه في إبقاء الوزير جبران باسيل في وزارة الطاقة.
لكن تمسك "المستقبل" بريفي يجب ألا يشكل عائقاً امام التأليف، وخصوصا أن حقيبة الداخلية هي من حصة "المستقبل"، ولا خلاف على ذلك. ويحرص سلام على عدم السير بحكومة لا تلاقي إجماعا من كل القوى، علما أن مسألة عون كانت حلت بتعويضه بحقيبتي الخارجية والتربية وحقيبة خدماتية ثالثة.
صحيح أن مشكلة الداخلية (مشكلة الدفاع ذُللت بعد إبلاغ رئيس الجمهورية سلام وقوى 14 آذار رفضه التنازل عن حصته) شكّلت العائق أمام زيارة سلام لقصر بعبدا أمس كما كان مقررا، ولكنها لم توقف حركة الاتصالات التي عادت ونشطت طيلة يوم أمس، وتولاها الوزير وائل ابو فاعور موفدا من النائب وليد جبلاط في محاولة ربع الساعة الاخير لإنقاذ الولادة الحكومية.
وقد سجّلت مجموعة من المعطيات امس يمكن أن تؤشر إلى ما سيكون عليه مصير الحكومة السلامية:
- بدا واضحا من سفر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إلى روسيا للمشاركة في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية أن الولادة متعثرة راهناً.
- ان "حزب الله" حسم أمره في الوقوف إلى جانب حليفه، وقد جاء بيان كتلة "الوفاء للمقاومة" أمس ليحول الانطباعات إلى موقف رسمي وعلني للحزب في هذا الشأن.
- ان دعوة رئيس المجلس نبيه بري الرئيس المكلف في "لقاء الاربعاء" النيابي الى التريث، مع إعلانه ان المهل الدستورية غير ضاغطة في إتجاه التأليف، جاءت لتؤكد أن المساعي لم تتوقف ولم تيأس من إمكان التوصل إلى مخرج.
- ان عميلة تدوير الزوايا لا تزال جارية، ويجترح الوسطاء أفكارا ومخارج للتغلب على العراقيل التي تواجهها مساعي التأليف.
- لدى مراجع في 8 آذار معطيات تفيد بأن ثمة معطى خارجياً أعاق التأليف. وقد لفتت هذه المراجع الى كلام للوزير جبران باسيل وضع فيه عقدة التأليف عند "المؤامرة على النفط من الداخل ومن الخارج".
- لم تيأس مصادر مواكبة لحركة الاتصالات من حظوظ قيام الحكومة رغم كل المطبات التي تواجهها، وتشير إلى أنه لم يعلن بعد وقف الاتصالات أو نعي حظوظ الولادة، بما يعني أن الآمال ما زالت معلقة على إمكان النجاح في حصول خرق. وإذا لم يحصل الامر اليوم بسبب سفر رئيس الجمهورية الى تونس، فلم لا يكون السبت أو الاثنين على أبعد تقدير؟

تأخير إعلان الحكومة في لبنان للتفاهم على ما بعد الانسحابات منها
بيروت – «الحياة»
فرضت «اللمسات الأخيرة» على حكومة الرئيس تمام سلام تأجيلاً جديداً في مسلسل التأخير في عملية تأليفها المتواصل منذ 10 أشهر، بعد أن كانت أوساطه وسائر الأوساط الرسمية أملت بإصدار مراسيمها مساء أمس، على أن تكون جامعة تشمل كل الأطراف على أساس «8+8+8» مع المداورة في الحقائب، والتي ظل رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون معترضاً عليها وتمسّك بالاحتفاظ بوزارة الطاقة للوزير جبران باسيل. وقالت مصادر رسمية إنه إذا كان من موعد قريب لإصدار مراسيم الحكومة فهو يوم السبت، أي بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من زيارته الى تونس التي ينتقل إليها اليوم لحضور احتفال إعلان الدستور التونسي الجديد، هذا إذا لم يطرأ ما يفرض التأجيل مرة جديدة الى الاثنين.
وفيما أشارت مصادر مطلعة الى أن سبب التأجيل طلب رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط التريث بضعة أيام، وأن رئيس البرلمان نبيه بري نصح بذلك، قالت مصادر معنية باتصالات التأليف إن التأجيل يعود الى مشاورات أخيرة تجري حول تسمية وزير من تيار «المستقبل» لوزارة الداخلية، الأمر الذي اعترض عليه «حزب الله»، مقابل إصرار «المستقبل» عليها وعلى حقيبة الدفاع مقابل حصول تحالف قوى «8 آذار» والعماد عون على حقيبتي الخارجية والمالية من الحقائب السيادية. وقالت مصادر سياسية مواكبة للمشاورات في شأن التأليف، إن لا علاقة لتأخير ولادة الحكومة بدعوة بري الى التمهل والتريث، وإن السبب يكمن في استمرار البحث في توزيع الحقائب السيادية وأولها الداخلية، على خلفية طرح أكثر من مرشح لتوليها. أما حقيبة الطاقة فهي لن تعود الى فريق العماد عون وفق مبدأ المداورة الذي لا تراجع عنه. وأكدت أن لا مانع من الاستجابة لرغبة بري في التريث لو أن هناك إمكانية لتدخله لدى عون، لإقناعه بخفض سقف شروطه وإصراره على الطاقة والاتصالات، إضافة الى حقيبة سيادية، وقالت إن الاستجابة لدعوة بري مرتبطة بتغيير موقف عون، مؤكدة أن عون ليس في وارد إعادة النظر في شروطه، إضافة الى أن حليفه «حزب الله» كان أبلغ الرئيس سلام وآخرين بأنه خاض مفاوضات «متعبة» مع عون من دون أن يتوصل الى إقناعه. وسألت المصادر نفسها عن الجدوى من التريث «طالما أن القيادات الفاعلة في 8 آذار أعفت نفسها من التدخل لدى عون على رغم أن حزب الله كان أخذ على عاتقه تليين موقفه قبل أن يستسلم للأمر الواقع الذي أوصله إليه حليفه ويطلب من سلام التفاوض المباشر معه بذريعة أنه لا ينوب عنه». واستغربت مصادر في «14 آذار» ما يشاع عن أن تأخير ولادة الحكومة يتعلق بعدم حسم اسم المرشح لتولي الداخلية، وقالت إن «لا مشكلة في تسميته لأن هذه الحقيبة من حصة هذا الفريق ولا نسمح لأي طرف بالتدخل في التسمية طالما أننا لا نتدخل لدى الأطراف الأخرى أو نعترض على من تسميه لتولي هذه الحقيبة أو تلك». ورأت أن وضع فيتو على أي مرشح للداخلية أمر مرفوض والمشاورات الجارية تدور حول إصرار «14 آذار» على أن تتسلم وزارة الدفاع الى جانب الداخلية لتتساوى مع «8 آذار» التي تسمي مرشحَيها للحقيبتين السياديتين أي الخارجية والمالية. وفي المقابل، فإن الرئيس سليمان يقترح بأن تسند وزارة الدفاع الى المرشح الذي يسميه هو لقطع الطريق على اعتراض «8 آذار» على إسناد الحقيبتين الأمنيتين الى فريق سياسي واحد هو 14 آذار، في ظل الظروف السياسية التي تطغى عليها الملفات الأمنية، على رغم أنها في كل الأحوال تتضامن مع عون برفضه المداورة بعد أن كانت وافقت عليها. وقالت مصادر أخرى إن التأخير بإعلان الحكومة يعود الى الرغبة في إعطاء الوقت للبحث في المخارج التي ستعقب إعلان الحكومة التي من المحتم أن ينسحب منها العماد عون وحلفاؤه بحيث يجري التفاهم على الخطوة التي تلي تضامن «حزب الله» وقوى «8 آذار» معه وانسحاب وزرائهم من الحكومة، لعله يجري تأجيل انسحاب وزيري الرئيس بري منها (سيحتم استقالة الحكومة) بحيث يوجب الأمر الاتفاق على سيناريو المرحلة المقبلة وتسمية الرئيس المكلف الجديد عندما يدعو الرئيس سليمان لاستشارات نيابية جديدة. على الصعيد الأمني، بدأت قوى الأمن الداخلي إقامة حواجز ظرفية في بعض المناطق في العاصمة بيروت لتفتيش السيارات والتأكد من صحة أوراقها وشرعية ملكيتها، تعاونها عناصر من مكتب اقتفاء الأثر في الشرطة القضائية، تحسباً لوجود سيارات مفخخة، وسط المخاوف من تكرار مسلسل التفجيرات.

راي رفع جلسة المحكمة الدولية الى صباح الغد

وطنية - رفع رئيس غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي ديفيد راي جلسة المحكمة، الى الساعة العاشرة من صباح غد الجمعة.

 

"حزب الله" حوّل لبنان ساحة عمليات لـ"القاعدة" وأذرعتها

بيروت - "السياسة": رأى مصدر سياسي واسع الاطلاع, أن ما يشهده لبنان هذه الأيام هو "العرقنة" بذاتها, فمن جهة تضرب التفجيرات الإرهابية المناطق المختلفة, من دون أي بصيص أمل بإمكان لجمها أو الحد منها, ومن جهة ثانية تعجز الطبقة السياسية عن إدارة البلاد, بدءاً من تشكيل حكومة جديدة منتظرة منذ عشرة أشهر, وإذا ما تم التشكيل يُخشى أن لا تستطيع الحكومة أن تحكم, فينسحب ذلك على الانتخابات الرئاسية, بحيث لن يكون بالإمكان إجراؤها, أو في الحد الأدنى التئام مجلس النواب لتمديد ولاية الرئيس ميشال سليمان. أمنياً, تدور حرب بين متفرعات تنظيم "القاعدة", سيما الموجودة على الأرض السورية, وبين "حزب الله", من خلال تفجيرات إرهابية طالت المدنيين بالدرجة الأولى, وكان آخرها تفجير منطقة الشويفات. وإذا كان الحزب قد جر ذلك إلى لبنان, بسبب قتاله إلى جانب نظام بشار الأسد, فإن المراقبين يجمعون اليوم على أن انسحاب قوات "حزب الله" من سورية, لن يوقف مسلسل استهدافه وجمهوره. وما لم يدركه الحزب, عندما ذهب إلى سورية, هو تلك القاعدة البسيطة والبديهية التي تقول "إنك تستطيع إشعال حرب في أي وقت ولكنك لا تستطيع إخمادها أو وقفها متى شئت".

وانطلاقاً من ذلك, تجد الجماعات المتطرفة التي تقاتل في سورية, خصوصاً تنظيم "داعش", في لبنان المنقسم على ذاته, بيئة مناسبة للعمل وساحة ملائمة لتوسيع نشاطها الذي سيتجاوز هدف قتال "حزب الله", إلى هدف آخر ليس أقل من إقامة "إمارة إسلامية" في هذا البلد. وعلى الرغم من استحالة ذلك لأسباب متعددة, إلا أن مجرد المحاولة ستبقي لبنان ساحة حرب لسنوات, وما يفاقم المأزق اللبناني هو أن "داعش" يتقهقر في سورية وسيجد في لبنان المجاور ملاذاً يعتقد أنه سيكون آمناً. لذا فإن الخلاصة على الصعيد الأمني, هي أن مأزق "حزب الله" مفتوح على كل الاحتمالات والمصيبة أنه تحول إلى مأزق لبناني عموماً.

أما على الصعيد السياسي فخرجت الأمور عن السيطرة أيضاً, سيما أن "حزب الله" وبعد أن ماطل وعرقل تشكيل الحكومة بدفع من المحور الإيراني - السوري, لحسابات إقليمية بالدرجة الأولى, يجد نفسه في مأزق عدم القدرة على ضبط اللعبة الداخلية, على الرغم من تراجعه وموافقته على صيغة "ثلاث ثمانيات" الحكومية, وما لم يأخذه في الحسبان أن حلفاءه انقلبوا عليه, وباتت لهم حساباتهم الخاصة, وهم الذي لم يوافقوا أصلاً على تدخله العسكري في سورية, والمقصود بالحلفاء الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون خاصة. الخلاصة أن "حزب الله" فقد السيطرة على المعركة السياسية وبات عاجزاً عن مواجهة أي خيار حكومي قد يتخذه الرئيس المكلف تمام سلام بالتعاون مع الرئيس ميشال سليمان, إلا إذا وجه سلاحه مجدداً إلى الداخل, وهذا ما سيعمق مأزقه بالتأكيد.

 

 

قل لا للعنف استنكرت مقتل منال العاصي: لم يعد كافيا المطالبة بإقرار قوانين حامية

وطنية - استنكرت "جمعية قل لا للعنف" "الجريمة النكراء في حق منال العاصي وذلك بعد مقتلها على يد زوجها بطريقة وحشية وبربرية". وقالت في بيان "منال ضحية هذا المجتمع والتقاليد والمورث الثقافي الذي فشل في حمايتها من بين براثن ذلك الوحش المفترس، وتساءلت كيف لم يتم تخليصها من قبل جيرانها وكيف لامرأة لبنانية أن تقتل أمام أعين الجميع من دون أن يحرك احد ساكنا". بدورها رأت نائبة رئيس الجمعية ميرنا قرعوني، "انه لم يعد كافيا المطالبة بإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف الأسري، فان المطلوب بموازاة ذلك العمل على تغيير هذه النظرة الاجتماعية و توعية النساء ليكسرن جدار الصمت وتشجيعهن على الإبلاغ عن كل حالة عنف يتعرضن لها"، مشيرة إلى أن جرائم العنف الأسري يسبقها عادة سنين من الضرب والاهانات التي تسكت عنها المرأة وصولا إلى احتمال خسارتها لحياتها". وأضافت :"بعيدا عن القوانين ونصوصها، وفي الحياة الواقعية، يتبدى ظلم أكثر فتكا بالمرأة وهو الظلم الاجتماعي، وهنا تقع المسؤولية على وسائل الإعلام والأسرة ومنظمات المجتمع المدني في تغيير هذه الصورة النمطية"، لافتة الى ان الجمعية "تدعو إلى ملاحقة القاتل وتطبيق أقصى درجات العقوبات بحقه وعدم طمر الحقيقة". واختتمت قرعوني:"المطلوب الوعي لخطورة النظرة الاجتماعية للمرأة والعمل على تغييرها وعدم السكوت عن أي انتهاك تتعرض له أي امرأة ، والعمل من قبل السلطات المعنية في الدولة اللبنانية للحد من الجريمة ونبذ العنف في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه البلد".

 

معلولي: لقانون جديد للانتخابات وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة

وطنية - اعلن نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي، في بيان، انه "ان تألفت الحكومة ام لم تتألف، أكانت اتحادية او حيادية، فان التداعيات الداخلية تبقى عاصية عن اية حلول جذرية".

اضاف "اول هذه التداعيات الاقتتال الطائفي الذي لم يشهد له لبنان مثيلا في تاريخه الحديث، وثانيا:النازحون السوريون والذي قد تجاوز عددهم ثلث سكان لبنان يذكروننا باللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا شرارة الحروب الاهلية، اضافة الى الوضع الاقتصادي في حالة انهيار لم يسبق ان عانى منها لبنان منذ تأسيسه. فالدين العام الذي تجاوز 60 مليار دولار ينهش موارد الدولة. والسياحة مشلولة، والصناعة تتوقف باقفال المصانع، والتجارة الى ركود مخيف والزراعة تعاني من التصحر". تابع معلولي "يفاقم هذه الازمات تعطيل مجلس النواب الذي هو مصدر السلطات والذي مدد ولايته بصورة غير شرعية. كما ان انتخابات الرئاسة الاولى التي يبدأ استحقاقها بعد اقل من شهرين فهي اقرب الى الفراغ. ولا ننسى في ظل هذه الكوارث الوضع الاقليمي المتفجر وخصوصا الحروب الدائرة في سورية". وختم البيان "ليس امام اللبنانيين من سبيل الى الانقاذ الا باقرار قانون جديد للانتخابات النيابية تجري على اساسه انتخابات مبكرة حرة ونزيهة وتطبيق "اللامركزية الادارية الموسعة" والتي كانت الاساس الاصلاحي في "وثيقة الوفاق الوطني" (اتفاق الطائف).

 

الراعي تبلغ من سليمان هاتفيا ترحيبه بمذكرة بكركي وتلقى اتصالات من سلام والحريري والسنيورة والتقى ابو فاعور

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في بكركي، وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل ابو فاعور في زيارة نقل فيها إشادة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط بالمذكرة الوطنية التي صدرت امس عن بكركي، وقال: "نحن هنا اليوم لنقل تحيات النائب وليد حنبلاط لصاحب الغبطة، واشادته الكبيرة بالوثيقة التي اعلنت والتي تمثل ضمير كل اللبنانيين في رغبتهم ببناء الدولة والعيش الواحد والإستقرار والسلم الأهلي وبناء المؤسسات. كذلك تداولنا مع سيدنا في كل المستجدات السياسية والوطنية، لأنه في اللقاء مع غبطته يغلب الطابع الوطني على طابع التفاصيل السياسية اليومية بمعنى الإهتمام والتركيز على الحفاظ على لبنان وعلى رسالة التنوع فيه. كذلك وضعنا صاحب الغبطة في اجواء التطورات على صعيد تأليف الحكومة".

اتصال من سليمان

وكان الراعي تلقى سلسلة اتصالات مرحبة بالمذكرة الوطنية ابرزها من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي هنأه على "الوثيقة وما تضمنته من ثوابت وطنية، تصب في خانة الدولة العادلة والعصرية وتركز على وحدة اللبنانيين وعيشهم المشترك المرتكز الى الميثاقية والمناصفة".

ونوه سليمان خلال الاتصال ب"إشارة الوثيقة الى اعلان بعبدا وتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية والاستراتيجية الوطنية للدفاع وحصرية القوة العسكرية بيد القوات الشرعية اللبنانية، والاشارة كذلك الى خلاصات مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي انعقد في نيويورك".

وإذ شدد على "اهمية التزام لبنان بقرارات الشرعية الدولية"، لفت الى "ما ورد في الوثيقة عن التمسك بالنظام الديموقراطي القائم على تداول السلطة وعلى مفهوم دولة القانون والمؤسسات، المرتكز الى مفهوم اساسي هو حسن تطبيق الدساتير والقوانين لجهة القبول بما تفرزه من نتائج، وليس اللجوء الى مقاطعة مفاعيل هذه القوانين اذا لم تكن وفق مصالح وتوجهات أي طرف".

وتمنى رئيس الجمهورية ان "تعمل السلطات الدستورية والحكومات المتعاقبة على تنفيذ معاني مضمون هذه الوثيقة، في سبيل بلوغ دولة المواطنة الحقيقية التي يتوخاها الجميع".

سلام

كما تلقى الراعي اتصالا من رئيس الحكومة المكلف تمام سلام أثنى خلاله على المذكرة الوطنية، معتبرا انها "اعلنت في الوقت المناسب، هذا الوقت المشحون بالأجواء المحمومة فجاءت مطمئنة للناس بدعوتها الى السير بالحلول لتجاوز الأزمة التي نعيشها". ورأى ان "الناس بحاجة الى سماع هذا النوع من الكلام"، آملا ان تكون "فاتحة خير وسلام للوطن".

الحريري

كذلك، رحب الرئيس سعد الحريري في اتصال مع البطريرك الماروني بالوثيقة الوطنية التي "تحاكي ضمائر اللبنانيين جميعا".

واتصل مهنئا ايضا الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بطرس حرب.

 

فتفت: حزب الله يحرض عون على العرقلة

وطنية - رأى النائب احمد فتفت في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 93,3" أن "الميثاقية عددية، وبالأساس وجدت للتوازن الاسلامي - المسيحي لا لإرضاء هذا الفريق السياسي". وقال:"أيا يكن المشهد الحكومي، في حال استقال اكثر من الثلث بمعنى اذا استقال الحزب التقدمي الاشتراكي، تصبح حكومة تصريف أعمال وبمجرد أن تستقيل الحكومة فهذا يعني انه لم يعد لديها ثقة في مجلس النواب وتصبح حكومة تصريف أعمال. أضف الى ذلك فإن الدستور واضح جدا، وهو يقول إنه فور توقيع المراسيم تقوم الحكومة بتصريف الاعمال بالحد الادنى لهذا المفهوم ايضا كأي حكومة مستقيلة أخرى". وعن إمكان تسمية الرئيس تمام سلام مجددا في حال تم اجراء استشارات نيابية جديدة لتأليف حكومة جديدة، قال: "اعتقد ان الرئيس سلام الرجل المناسب في المكان المناسب ولكن هذا لا يتعلق بنا فقط كتيار مستقبل، وانما يتعلق بقوى 14 آذار أولا ومن ثم يتعلق أيضا بأطراف كالنائب وليد جنبلاط وغيره". وفي حال اختار جنبلاط ومعه الفريق الاخر شخصية سنية اخرى، قال: "هذا حقه الديموقراطي، وعندها يمكننا بكل بساطة أن نقول للنائب ميشال عون أن يدافع عن هذا الملف تحت عنوان الميثاقية كما يفعل الآن، بحيث يعتبر أن تعين وزير فقط هو أمر ميثاقي، فكيف بالأحرى تكليف رئيس حكومة. من هنا نرى أن هذه المتاجرة الكبيرة التي جرت في الآوانة الاخيرة بكلمة "الميثاقية"، عطلت الحياة السياسية اللبنانية بشكل كبير، وللتذكير نحن استثنينا من حكومة خلال ثلاث سنوات، ولم نكن القوة الاكبر من الناحية السنية وانما كنا القوى السياسية الوحيدة من الناحية السنية، وعلى الرغم من ذلك لم نتحدث عن الميثاقية لان الميثاقية ليست بتمثيل الطوائف وبتمثيل الكتل النيابية، انما هي عددية وبالاساس وجدت للتوازن الاسلامي المسيحي وليس لارضاء هذا الفريق السياسي". أضاف: "الميثاقية تتحدث عن الشراكة في المناصفة في الحكومة ولا تتحدث عمن يمثل من ومن يسمي من، لا إشكالية برأيي أبدا في أي حكومة ميثاقية اذا كانت هذه الحكومة لديها مثلا من 24 وزيرا 12 وزيرا مسيحيا و12 وزيرا مسلما، والوزراء داخل الطوائف موزعين وفق المذاهب لان الدستور واضح في هذا المجال".

وردا على سؤال، قال: "هم لا يتحدثون عن تمثيل معين، ولكن يتحدثون بكل صراحة عن حجم هذا التمثيل، وانهم القوى المسيحية الاساسية وهذا ما سمعناه من "التيار الوطني الحر" وهذا كلام يتناقض كليا مع ما فعلوه في الحكومة السابقة الا اذا كان الحق هو باتجاه واحد". تابع: "نحن نعتبر ان الحكومة السابقة كانت ميثاقية وكنا نرفضها سياسيا ولكن كانت ميثاقية وتعاملنا معها على هذا الاساس ليس لان هناك شعبية او عدم شعبية لان هناك كما نص الدستور توازن في المواقف الاسلامية والمسيحية، اما القول إن هذا الحزب لا يرضى ميثاقيا وهذا لا يرضى ميثاقيا فهذه بدعة اخترعت عام 2006 للوقوف بوجه حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لان اتفاق الطائف والدستور كانا واضحا، والمناصفة والميثاقية ايضا ليست هي مذهبية حتى هي فقط طائفية بين المسلمين والمسيحيين وللاسف تطورت باتجاه المذهبية لانه هكذا فسر الرئيس نبيه بري الموضوع في حينه واراد ان ياخذ موقفا سياسيا، واليوم العماد عون يفسره الى مدى أبعد بأنه يجب أن تمثل القوة الرئيسية الاساسية". وختم: "من الواضح جدا ان حزب الله هو من حرض العماد عون لأنه لا يريد حكومة، فالحزب قدم تنازلات بناء لمطالب وزارة الخارجية الايراينة بظروف شكلية ثم يتراجع عنها بهذه الطريقة، وبالتالي ما نراه تحريضا من حزب الله للتيار الوطني الحر لعرقلة انشاء اي حكومة فعلية لأنه يريد الاحتفاظ بالحكومة الحالية حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لتدير الفراغ الذي يرسم له الحزب في رئاسة الجمهورية".

الفجر

وفي حديث الى اذاعة "الفجر" توقع فتفت "تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام اليوم"، معتبرا أن "فريق 8 آذار يقوم بمساع لتأخير ولادة التشكيلة إلى الأسبوع المقبل".

وقال ان "أي تعطيل من قبل فريق 8 آذار مسؤول عنه العماد عون شكلا وحزب الله فعلا"، مذكرا "بأن المردة والطاشناق كان موقفهم مخالف لموقف التيار الوطني الحر في موضوع التمديد لمجلس النواب عكس ما يقال عن تضامن المواقف اليوم في موضوع الحكومة وفق قرار حزب الله". ووضع فتفت موقف الرئيس نبيه بري الداعي للتريث في التأليف في "إطار توجه فريق 8 آذار لكسب الوقت ما أمكن"، معتبرا أن "هذا الفريق عاد الآن لتكتيكات المماطلة بعد تفاجئه من وثيقة بكركي التي سربوا أنها ستكون أشرس مما تبين بالأمس، وصدموا من تأكيدها على إعلان بعبدا وحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية".

وقلل فتفت من أهمية ما يقال عن تناقص الحكومة في حال تمت انسحابات منها، وقال "إذا حافظت الحكومة على أكثرية الثلثين وتمثيل الطوائف تبقى ميثاقية وتنال الثقة، وفي حال انسحب منها أكثر من الثلث أو قرر رئيسها عدم الاستمرار تتحول إلى تصريف أعمال مع فرق أنها ستكون حكومة تصريف الأعمال يشارك فيها الجميع وليس كما في الحكومة الحالية".

وعن البيان الوزاري قال فتفت إن "شروط فريق 14 آذار باعتماد إعلان بعبدا لاتزال قائمة"، معتبرا أن "وثيقة بكركي دعمت هذا التوجه بإشارتها إليه". ورأى أن "حزب الله يبحث عن ذريعة للانسحاب من سوريا، بعد الموقف الإيراني عن انسحاب الجميع منها". ولفت فتفت إلى أن "الحكومة في حال تشكلت لن توقف التفجيرات ولكنها ستشكل خطوة أولى لوقف الانهيار وتخفيف أجواء الشحن ومحاولة ضبط الحدود وحماية لبنان من قبل الجيش والمؤسسات الشرعية"، معتبرا "أن ما يقال عن عمر الحكومة القصير لمدة شهرين غير دقيق"، وموضحا أنها "ستمثل التوازنات الموجودة حاليا في المجلس النيابي"، متوقعا أن "تبقى كحكومة تصريف أعمال بعد انتخابات رئاسة الجمهورية في انتظار الانتخابات النيابية التي ستكون حاسمة".

 

ميقاتي إلى روسيا لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية

وطنية - غادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيروت اليوم متوجها الى روسيا الاتحادية، تلبية لدعوة رسمية لحضور حفل افتتاح "دورة الألعاب الأولمبية الشتوية" التي ستنطلق غدا في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود جنوب غرب روسيا. ويرافق الرئيس ميقاتي وفد يضم وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي ورئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية النائب سيمون ابي رميا. وكان في وداع الرئيس ميقاتي في المطار سفير روسيا الاتحادية الكسندر زاسبيكين. وقبيل مغادرته استقبل الرئيس ميقاتي النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود قبل ظهر اليوم في دارته. وأكد فتفت أن "قوى 14 آذار مصرة على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها"، مذكرا بأن "أي تعديل للدستور غير ممكن في ظل حكومة تصريف أعمال". وقال فتفت "إن معركة رئاسة الجمهورية لا تخص فقط بكركي بل كل اللبنانيين"، معتبرا أن "وثيقة بكركي جاءت وطنية بامتياز في هذا الإطار، وقوى 14 آذار تقول كما قالت الوثيقة تماماً".

 

من طلب هدر دم عادل كرم وهل يتم توقيف برنامج (هيدا حكي) قبل استضافة هيفا وهبي؟

علم موقع "بصراحة" ان برنامج "هيدا حكي" يستضيف في حلقة الثلاثاء المقبل الاعلامي طوني خليفة وسيتم تصوير الحلقة يوم الاحد المقبل على ان يستضيف البرنامج في الحلقة التي تليها احد السياسيين، والمفاجأة لجمهور النجمة هيفا وهبي التي ستحل ضيفة مميزة على البرنامج في الحلقة التي ستعرض في 25 شباط الجاري. وفي نفس السياق، سيمثل فريق عمل البرنامج غداً امام قاضي التحقيق في الدعوى المقدمة من النائب في البرلمان اللبناني بهية الحريري على خلفية "سكيتش" تم عرضه في الحلقة الاخيرة من البرنامج واعتبرته اساءة لها. وقد ترامى من مصادر مقربة من المؤيدين للنائب الحريري ان المطلوب سلفاً هو ايقاف البرنامج بعدما طلب بعض اهل الصحافة المقربين من النائب الخريري هدر دم عادل كرم في بعض الصحف الصادرة خلال اليومين الماضيين . فهل ستكون جلسة الغد حاسمة من جهة ايقاف البرنامج او اسقاط الدعوى، ام ان الدعوى ستطول لسنوات لكي يصدر حكماً نهائياً فيها؟

 

حزب الله: ما قامت به الـ MTV تعدّ غير مقبول على الحزب الله: ما قامت به الـ MTV تعدّ غير مقبول على الكرامات

رأت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" أنّ ما قامت به محطة MTV من بث "سكتش" ساخر يضمّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد والنائب بهية الحريري بشكل كاريكاتوري هو تعدّ غير مقبول على الكرامات، وتجاوز لأبسط المعايير التي ينبغي على الإعلام الالتزام بها، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه، أو التغاضي عنه أبداً".وقالت في بيان: "يبدو أنّ الأمور وصلت ببعض المحطات التلفزيونية إلى حدّ تجاوز كلّ الحدود الأخلاقية وانتهاك كلّ القوانين المرعية في محاولاتها لتمرير رسائل سياسية أو اكتساب مزيد من المشاهدين والإعلانات التجارية، تحت عناوين فكاهية وترفيهية.  وأهابت بوزير الإعلام والمجلس الوطني للإعلام وكلّ الهيئات والمؤسسات الرقابية المعنية أن تتحرّك بسرعة وتتحمّل مسؤولياتها لوقف هذا التمادي المسف من قبل بعض وسائل الإعلام في انتهاك الحرمات والتعدّي على الكرامات، فضلاً عن عدم مراعاتها لأحاسيس الناس ومشاعرهم في وقت بالغ الحراجة والحساسية"، مشيرةً إلى أنّ "كلمات العتاب واللوم لم تعد تنفع أمام ما يجري، كما أنّ الاعتذارات من جانب القنوات والقيّمين عليها لا تجدي، ولا بدّ للسلطات المعنية من تطبيق القانون وإجراء ما يلزم من مساءلة ومحاسبة حماية لحق التعبير الذي لا يمكن أن ينفك عن الحرية المسؤولة التي يجب التحلي الدائم بها حفظاً للوطن وأهله".

 

الوفاء للمقاومة: الحكومة الجامعة تقتضي حرصا زائدا وديناميكية أفعل لتذليل العقبات

وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها. تناولت خلاله "التفجيرات الانتحارية التخريبية التي ضربت مؤخرا مدينتي الهرمل والشويفات".

وناقشت الكتلة "إستهدافات الموجة التكفيرية الإرهابية التي تتمادى في تهديد الوطن ووحدة اللبنانيين وسلامتهم وتنشط في ضرب الاستقرار وتعطيل الحياة الاقتصادية ومحاولة فرض مسارات سياسية تتناغم مع المشروع الغربي - الاسرائيلي لإنهاك شعوب المنطقة ودولها واسقاط مواقع القوة لديها تمهيدا لإحكام السيطرة الأجنبية على قرارها والتحكم بمصالحها".

وأجرت "تقييما عمليا للمنهجية التي تعتمدها الدولة اللبنانية من خلال سلطاتها المعنية والمؤسسات في التعاطي مع هذا النمط الارهابي ومفاعيله الخطيرة على البلاد والمواطنين".

وتابعت الكتلة "المساعي والاتصالات الجارية لإنجاز تشكيل الحكومة السياسية الجامعة باعتبارها ضرورة وطنية ملحة خاصة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد".

واستحضرت الكتلة بمناسبة "السادس من شهر شباط خلاصة ما انتجه التفاهم التاريخي بين حزب الله والتيار الوطني الحر من حصانة وضمانات وتفاعل وطني بين مكونين اساسيين للمجتمع اللبناني عززا عبر تلاقيهما الواضح والصادق والفاعل، أهمية العيش الواحد بين تنوعات أهلية تحت سقف الوحدة الوطنية الملتزمة بالحفاظ على الاستقلال والسيادة الحقيقيين، وبمواجهة التحديات المصيرية برؤية استراتيجية مشتركة تصوب الاداء السياسي العام في البلاد بعيدا عن سياسات الزواريب والمصالح الشخصية والفئوية المتعارضة مع منطق بناء الدولة والنصوص الدستورية".

وتوجهت "بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران، بأحر التهاني والتبريكات للشعب الإيراني العظيم وللإمام القائد السيد علي الخامنئي وللمسؤولين كافة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية معربة عن افتخارها واعتزازها بالتجربة الرائدة وبالإنجازات الكبرى التي حققتها إيران الثورة على مختلف الصعد والمستويات وبالتضحيات الجسام التي قدمتها من أجل حماية استقلالها وسيادتها ونموذجها الحضاري المميز، الذي يحمل بصمات وروح الإمام الخميني المؤسس".

كما أعربت عن "بالغ امتنانها للجمهورية الاسلامية قيادة وشعبا، على المساندة الدائمة لاستقرار لبنان ولحقه المشروع في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وتهديداته المتواصلة، وعلى الدعم الكبير لإعادة إعماره".

وفي نهاية الاجتماع أصدرت الكتلة ما يلي:

1 - إزاء تمادي الارهاب التكفيري في ارتكاب الجرائم والتفجيرات المتنقلة التي تستهدف اللبنانيين ومناطقهم، تشدد الكتلة على أهمية تنفيذ خطة استباقية وطنية شاملة وردعية تتولى مسؤوليتها السلطة الرسمية وأجهزتها كافة بمشاركة ودعم كل المكونات اللبنانية بهدف ضبط الأمن وتأمين الاستقرار وحماية المواطنين. وإن مصلحة اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، تستوجب محاصرة هذا الإرهاب وعدم التهاون في مواجهته والتصدي لجرائمه التي تشكل تهديدا وخطرا يطال الجميع.

2- إن تشكيل الحكومة السياسية الجامعة، يقتضي من كل المعنيين حرصا زائدا وديناميكية أفعل لتذليل العقبات والموانع التي تحول دون مشاركة المكونات السياسية كافة بأحجامها وأوزانها الفعلية. وإن الفرصة الراهنة لا تسمح لأي تشاطر من شأنه أن يوفر مادة طعن في ميثاقية الحكومة أو دستوريتها أو ينتقص من الشراكة الوطنية الحقيقية في تركيبتها. وترى الكتلة أن الجهود والمساعي الجارية يجب أن تنصب في الاتجاه الذي يفتح آفاق التعاون المطلوب بين جميع المكونات السياسية ويوفر على البلاد مزيدا من التعقيدات على أعتاب استحقاق رئاسي وشيك تحرص الكتلة على انجازه في موعده المحدد".

3- ان التفاهم التاريخي الذي جرى توقيعه في السادس من شهر شباط للعام 2006، بين حزب الله والتيار الوطني الحر قد تجاوز بنجاح العديد من الاختبارات في مراحل دقيقة وصعبة بفعل الصدقية التي التزمها الطرفان على المستوى القيادي والتنظيمي، وبفعل التفهم القائم على الثقة المتبادلة. ان الكتلة ترى أن تعميم هذا التفاهم وتعزيزه سيؤديان إلى تحقيق ما يصبو اليه الطرفان من وفاق وطني حقيقي قائم على تصور موحد لتقدير مصلحة لبنان عند كل استحقاق أو منعطف".

4- تابعت الكتلة باهتمام وقائع مؤتمر جنيف-2 لتسوية الأزمة السورية التي تطال بتداعياتها الأوضاع اللبنانية. وتأمل أن تسفر جولات الحوار عن حل سياسي واقعي يضع حدا لاستنزاف سوريا وقدراتها ويلبي تطلعات الشعب السوري نحو استئناف الحياة السياسية التي تحمي الاستقرار وتحفظ السيادة والوحدة وتتحقق فيها الاصلاحات وتضمن تعزيز القدرة على الصمود والممانعة بوجه المخاطر العدوانية الاسرائيلية وأطماع قوى التسلط والهيمنة".

 

الكتائب: وثيقة بكركي مدخل آمن لإيجاد الحلول للازمة الراهنة

وطنية - رأى حزب الكتائب في بيان، ان "الوثيقة الصادرة عن بكركي موقف تاريخي يصب في اطار الثوابت الوطنية التي درجت البطريركية المارونية على المبادرة اليها والالتزام بها وحمايتها"، لافتا الى أنها "تأتي في الزمن الصعب لتشكل مدخلا آمنا لايجاد الحلول للازمة الراهنة بتعقيداتها وتداعياتها السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية". وإذ أكد الحزب ثوابته التي "شكلت مادة نضاله منذ تأسيسه: الحياد الايجابي، التعددية، اللامركزية الانمائية الموسعة، بهدف بناء دولة مدنية حضارية مستقرة"، وجدت في الوثيقة "امتدادا لهذا المسار التاريخي المشترك مع الكنيسة المارونية، ومواقف البطريركية والبطاركة عبر التاريخ، واعلان بعبدا الذي أضحى وثيقة وطنية بضمانة عربية ودولية". وأهاب الحزب بالجميع "الالتفاف حول هذه الوثيقة لتحقيق مضمونها، والخروج من الفردية والمصالح الخاصة والعبور الى بناء لبنان على اسس صلبة وتوطيد الاستقرار وضمان تأمين الاستحقاقات الدستورية في موعدها".

 

فؤاد السعد: ندعو سليمان وسلام الى اعلان التشكيلة الحكومية أيا تكن صيغتها فورا وبدون تردد

وطنية - رأى النائب فؤاد السعد، في بيان، أن "الشراكة في الوطن لا تقاس بجحم إبتسامة العماد عون أو بعقد حاجبيه، ولا تتحقق بمثيله في الحكومة وفق ما ترتضيه شهواته السلطوية والمنفعة الخاصة والشخصية، فالرئيس سليمان مسيحي ويمثل بمواقفه السيادية وطروحاته الوطنية، الغالبية العظمى من المسيحيين"، معتبرا بالتالي أن "الدفع بإتجاه تأخير ولادة الحكومة الى حين التوافق مع العماد عون، هو بحد ذاته إنتقاص من مسيحية الرئيس سليمان، وكل المسيحيين المرشحين للتوزير في الحكومة العتيدة، وتشكيك بدورهم ومكانتهم في المعادلة الطائفية اللبنانية". ولفت الى أن "الطائفة المسيحية على مختلف مذاهبها، تذخر بالرجال الوطنيين أصحاب العلم والكفاءة، ولا يمكن بالتالي إختصارهم بالمدرسة العونية كي تتوقف ولادة الحكومة على من يرشحه العماد عون للتوزير، وعلى ما يختاره لهم من حقائب وزارية"، متسائلا "ما إذا كان حزب القوات اللبنانية والكتائب والأحرار والمسيحيين المستقلين في قوى 14 آذار، وعلى رأسهم فخامة الرئيس سليمان، هم مسيحيون من الدرجة الثانية، ولا مكان لهم من الإعراب في تمثيل المسيحيين وتجسيد المناصفة والمشاركة الحقيقية في الحكم". ودعا السعد كل من الرئيس سليمان والرئيس المكلف الى "الإعلان فورا ودون تردد، عن التشكيلة الحكومية أيا تكن صيغتها، وإخراج البلاد من دوامة البحث عن المصالح الشخصية".

 

تشييع الشهيد محمد الجوهري في الهرمل الساحلي: لتشكيل حكومة اتحاد وطني تواجه التحديات

وطنية - شيعت منطقة الهرمل، بعد ظهر اليوم، في أجواء من الحزن والغضب، جثمان الشهيد محمد أحمد الجوهري، وهو أحد ضحايا الانفجار الذي استهدف محطة "الأيتام" في الهرمل، وتوفي نتيجة إصابته بجروح بالغة.

انطلق موكب التشييع، الذي تقدمه النائب نوار الساحلي وفاعليات بلدية واختيارية، من أمام محطة "الأيتام" حيث كان يعمل، مرورا بساحة السراي، وصولا إلى مدافن البلدة. وتحدث الساحلي فندد بالارهاب، مجددا "التمسك بالمقاومة وبالنهج المقاوم"، داعيا إلى "تشكيل حكومة اتحاد وطني لمواجهة كل التحديات".

 

لقاء مسيحيي الشرق:مذكرة الكنيسة المارونية صرخة وخارطة طريق لبناء دولة مرتكزة على عيش مشترك كريم

وطنية - عقد لقاء مسيحيي المشرق اجتماعه الدوري برئاسة أمينه العام المطران سمير مظلوم في مقره في مطرانية الكلدان في بعبدا وتداول في امور متنوعة. واثر اللقاء صدر عنه البيان التالي:

أولا: درس اللقاء بعمق المذكرة الوطنية التي اعلنها صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك انطاكية وسائر المشرق، باسم الكنيسة المارونية، وأكد أنها ثوابت تاريخية وطنية تهدف الى التذكير بأن لبنان مسؤولية كل ابنائه، وان حرياته واستقلاله وسيادته ليست مجرد كلمات، بل هي نضال دفع اجدادنا ثمنها غاليا. واعتبر اللقاء ان المذكرة صرخة وخارطة طريق، لبناء دولة مرتكزة على عيش مشترك كريم وعلى حقوق كل انسان. ودعا الى حوار شفاف حولها في كل الاحزاب والتيارات والطوائف، لتكون مدماكا في بناء الوحدة الوطنية، في ظل كل التحديات والازمات والتحولات في المنطقة.

ثانيا:ان عيد مار مارون مناسبة وطنية تعيدنا الى جذور الحضور المسيحي في الشرق ودوره ورسالته. إنه علاقة حب بين الارض والشعب، وهو فكر رائده الانسان والحضارة. ان تاريخ المارونية هو قدوة لكل مسيحيي مشرقي، وكلنا معا أمام تحدي البقاء والوجود. ان اللقاء اذ يهنئ الموارنة بعيد شفيعهم، يدعو الجميع الى المحبة والمصالحة، والى العمل على بناء وحدة مسيحية مشرقية، حتى نبقى نور الشرق.

 

ندوة في المركز الكاثوليكي عن التنوع الطائفي في لبنان وموقف الأديان

وطنية - عقدت اليوم ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام تحت عنوان: "التنوع الطائفي في لبنان نعمة أم نقمة، موقف الأديان من العنف"، برئاسة رئيس اساقفة بيروت واللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، شارك فيها: الأمين العام ل"مؤسسة العرفان التوحيدية" ورئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، والأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية-المسيحية للحوار حارس شهاب، ورئيس مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت أمين الداعوق، ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم.

مطر

رحب المطران مطر بالمنتدين والحضور، وألقى كلمة مما قال فيها: "التنوع الطائفي نعمة، ولا يمكن أن يكون نقمة. أن نكون كلنا عائشين في بوتقة واحدة هذا ما حدث منذ بداية الإسلام، التقى الإسلام بالمسيحية على الخير، وأهل الكتاب لهم مكانتهم في القرآن وهم ليسوا معتبرين أقلية في الإسلام، ولا توجد كلمة أقلية في الإسلام، الاسلام عندهم أهل الكتاب ولو كانوا واحدا، اهل الكتاب لهم حقوقهم، والدين الإسلامي كما المسيحي هو دين رحمة ومحبة".

وتساءل: "أين نحن من المبادىء السامية، من المحبة والرحمة والتعاطي السمح بين المؤمنين بعضهم مع بعض، والأديان كلها تدعو إلى هذا التلاقي؟ إننا كمسلمين ومسيحيين وموحدين نتعاون في سبيل خلاص الإنسان وفي سبيل ضمان حقوق الناس وفي سبيل الإطمئنان، ربما علينا أن نعمل فكريا وأكثر من فكريا حتى يعرف شعبنا هذا الأستقرار، والإيمان يجب أن يوصلنا إلى الأمن والإيمان".

أبي المنى

وقال الشيخ أبي المنى في مداخلته: "موقفنا من الموضوع المطروح واضح ومعروف، هو موقف نابع من فهمنا للحياة والمجتمع، فكل ما منحنا إياه الله تعالى نعمة لنا، يمكن أن نحوله نقمة علينا. إن قدرنا في لبنان وفي هذا الشرق، كمسلمين ومسيحيين، هو قدر العيش الواحد المشترك، والتحدي الدائم هو في كيفية تحويل هذا القدر إلى خيار، إنه نعمة علينا، فكيف نحافظ عليه ونحميه كي لا نحوله إلى نقمة؟ وكيف نرعاه كي لا تجنح بنا أهواؤنا وأنانياتنا وأصولياتنا فنجعله نقمة؟". اضاف: "العيش المشترك هو ثمرة هذا التنوع البديع الذي منحنا إياه الخالق العظيم، فهل نكون أهلا لجني وتذوق هذه الثمار الطيبة؟ وهل نكرسه خيارا ثابتا وليس خيارا عابرا مرحليا يقوم على المجاملة والتدابير المؤقتة؟" ورأى أن "على العرب والمسلمين، في هذه المنطقة من العالم، أن يبنوا وحدتهم الإيمانية، وأن يحترموا الوديعة التي بين أيديهم، وديعة المذاهب والأديان والإثنيات التي تعيش في ظل حضارتهم الجامعة، وأن لا يكفروا بهذه النعمة، نعمة الأكثرية العددية والغنى الثقافي والمسؤولية الحضارية، فلا يتملكهم شعور الاستعلاء أو الهيمنة الفكرية أو السياسية". وأكد أن "التعصب شكل من أشكال إنكار الله والإنسان معا. في المتعصب، تتحول طاقة الإيمان والمحبة إلى طاقات للكراهية والإعتداء. أما في المؤمن، فتتحول إلى طاقات تلاق وتعاون وبناء، كما ورد في رسالة راعوية مشتركة وجهها بطاركة الشرق الكاثوليك إلى مؤمنيهم عام 1992".

شهاب

وتلاه شهاب: "نمر اليوم بأبشع مراحل القلق واللااستقرار والخوف على المصير التي عرفها لبنان في تاريخه وسط انقسامات وشرذمات بين كل مكونات مجتمعه. الانتحاريون يتنقلون من منطقة إلى أخرى لا نعرف أين ومتى ينتحرون، فينحرون ويفجرون معهم اللبنانيين الذي يضربهم الإرهاب مخلفا وراءه العديد من الضحايا البريئة رحمة الله عليهم، في موجة ارهابية غير مسبوقة على خلفية صراع طائفي - مذهبي - سياسي، ويجمع اللبنانيون اليوم على هاجس وطني واحد هو هاجس الأمن الذي يردونه الى صراع مذهبي قبل أي شئ آخر". أضاف: "إن المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط ألفوا ذواتهم بين مقولتين: الأمة الإسلامية، والقومية العربية. وإذا كانت الأولى قد غربتهم وصنفتهم بما ليسوا فيه ومنه، فإن الثانية التي ميزت نظريا بين الانتماء القومي والديني، لم تتمكن من التحرر من الإسقاطات التيوقراطية".  ورأى ان "العنف الديني أي المتذرع بالدين، في المنطقة العربية، هو نتيجة طبيعية لظاهرة الغلو والتطرف الديني الخطيرة على حاضرنا ومستقبلنا. وإن الخطاب الدينى التحريضي من بعض جماعات الاسلام السياسى ودعاة الأصولية، له تأثير مدمر على العلاقات المسيحية الإسلامية والأسلامية الأسلامية، ومسؤولية الدول المعنية تطبيق القانون على من يعتدي على المغايرين دينيا ومحاسبته دون اعتبار لدينه أو انتمائه للأغلبية، وإلا سادت شرعة الغاب يكون فيها البقاء للأقوى والاستمرارية للعنيف".

وختم: "إن رفع مستوى الحوار الإسلامي - المسيحي خصوصا على امتداد المشرق العربي يعمق ثقافة العيش المشترك وقبول الآخر، ويعبد طريق الإتحاد في مواجهة الأخطار التي تتهدد الجميع دون استثناء. أما إقفال باب الحوار أو حتى إبقاؤه في حده الأدنى فسوف يؤدي إلى تقوية تيار التطرف، بدليل أن القوى العقلانية تجد اليوم صعوبة كبيرة في إثبات حضورها وتسويق طروحاتها في ظل المناخات الشعبية السائدة المتوجهة إلى تعميق حالة الفرز الديني والطائفي وهي أصبحت اليوم في واد مختلف عن وادي طاولات الحوار".

الداعوق

وجاء في كلمة الداعوق: "إن هذا التنوع هو نعمة، وتنوع الطوائف او الحضارات او سبل الايمان بالله الواحد نعمة"، وقال: "عام 1927 استقال نائب بيروت عمر الداعوق ونائب بيروتي آخر من آل بسترس من البرلمان التأسيسي، اعتراضا على وضع مواد في الدستور توزع المصالح على الطوائف وتعطي أفضليات، وهو ما رسخ ما نعانيه اليوم، الطائفية السياسية والطائفية الوظائفية، فأصبحت الطائفية تأخذ منحى سياسيا، وهنا النقمة، نعيشها اليوم أكثر من أي أيام أخرى في النهوض بلبنان وتأليف حكوماته، فنرى أن عدد الوزراء مرتبط جذريا بعدد الديانات والطوائف والمذاهب". وأشار الى أن "التنوع الطائفي اذا لم يستعمل لأغراض ومصالح سياسية وذاتية يكون نعمة على المواطنين الذين يتعارفون على ما هو أحسن في طوائف الآخر، ويكون نقمة اذا ما استرسلنا في التشديد على التعايش وابراز الفرق بين الطوائف".

أبو كسم

وفي ختام الندوة قال أبو كسم: "بالأمس صدرت مذكرة وطنية عن مجمع المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قد تكون مدخلا إلى مساحة واسعة من التنوير بين اللبنانيين في هذه المرحلة بالذات، وهذه المذكرة ليست منزلة، هي موضوعة ليتوافق ويناقشها الجميع ولتكون مدخل حوار حقيقي في هذه المرحلة المصيرية والتاريخية". وأمل أن "تقول هذه الندوة لكل العالم نحن ابناء الرجاء الفرح الأمل، وأن يكون لبنان نموذجا في هذه المنطقة ونحافظ عليه بكل أطيافه، بمسيحييه وبمسلميه، إذ إن هذا التنوع هو غنى وإرادتنا صلبه وكلنا نؤمن بإله واحد هو الله المحبة".

 

الأسير: استهداف 'حزب اللات” لمعراب طبيعي لا سيما بعد رفضها الاستسلام له كغيرها 

اطلق الشيخ احمد الاسير مواقف في تغريدات متتالية عبر تويتر فاعتبر إنّ الحصار على عرسال من خلال 'حزب اللات” وحركة أمل و”شبيحتهم من الجيش ومخابراته” يجعل أهل السنّة لاسيما العلماء أمام قرار لا بّد من اتخاذّه كما قال. واضاف: 'يُحذّر كلّ العلماء وكلّ 'الإسلاميين” من خطر 'أكلتُ يوم أكل الثور الأبيض” ولكنّ عصبيّة بعضهم لحزبه وخوف الآخر على نفسه يجعلهم يخذلون إخوانهم”. وعن الحكومة، قال الأسير: 'يقولون بتشكيل حكومة وبدعم الجيش سيتوقّف التفجير كفى سفهاً وهل توقّف التفجير في العراق مع وجود جيش أمريكيّ وعراقي وحكومة؟ أخرجوا من سوريا”. وختم الاسير: 'كلمة حقّ تُقال، إنّ استهداف حزب اللات لمعراب بالطّائرة وغيرها أمرٌ طبيعيّ جداً لاسيّما بعدما رفضت معراب الإستسلام له كغيرها…”

 

 

 

دوليات

 

الولايات المتحدة وكندا توقعان اتفاقا لمنع التهرب الضريبي

وقعت الولايات المتحدة مع كندا إتفاقاً يتيح لها تعزيز إجراءات مكافحة التهرب الضريبي في اطار القانون الاميركي المعروف باسم "فاتكا". وقالت وزارة الخزانة الاميركية في بيان انها اضافة الى هذا الاتفاق، فقد وقعت في الآونة الاخيرة اتفاقات ثنائية مماثلة مع كل من المجر وايطاليا وجزر موريشيوس، والاخيرة متهمة بانها جنة ضريبية، مما يرفع الى 22 عدد الدول التي وافقت حتى اليوم على الرضوخ لقانون "فاتكا" الاميركي. وسبق لدول اوروبية مثل فرنسا وسويسرا والمانيا ان وقعت مع الولايات المتحدة اتفاقات ثنائية في اطار القانون.

 

بان اعرب عن ثقته بالتزام سوريا بالمهلة المحددة للتخلص من أسلحتها الكيميائية بالكامل

وطنية - أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم عن ثقته بالتزام سوريا بالمهلة التي تنتهي في 30 حزيران المقبل للتخلص من أسلحتها الكيميائية بالكامل، لافتا إلى أن "عملية نقل هذه الأسلحة من سوريا لإتلافها تجري بسلاسة رغم التأخير". ونقلت وسائل إعلام روسية عن بان قوله بعد حضور اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية في مدينة سوتشي الروسية إن "عملية نقل الترسانة الكيميائية السورية إلى الخارج تتحرك بسلاسة على الرغم من بعض التأخير". وعبر عن ثقته ب"إلتزام سوريا بالمهلة التي تنتهي في 30 حزيران المقبل للتخلص من أسلحتها الكيميائية بشكل كامل"، معتبرا أنها "مهمة غير سهلة، لكني آمل أن نتمكن من حلها بمساعدة الحكومة السورية وبدعم لوجستي من دول أخرى". وأشار بان الى أن "وزير الخارجية السوري وليد المعلم وعد بالدعم الكامل للعملية". وكانت سوريا قد فوتت المهلة المحددة لتسليم مخزونها من الأسلحة الكيميائية بحلول 5 شباط ما أثار المخاوف من ألا تتمكن من تنفيذ الخطة التي تنص على تدمير جميع المواد السامة بحلول 30 حزيران .

 

البرلمان الإيراني ينوي استدعاء ظريف لإدانته "الهولوكوست"

طهران - د ب أ: أثارت تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التي دان فيها المحرقة النازية "الهولوكوست" ووصفها بأنها "مأساة مفزعة", استياء داخل إيران. وذكرت وسائل إعلام إيرانية, أمس, أن البرلمان الإيراني يعتزم استدعاء ظريف لمساءلته عن تصريحاته. وكان ظريف قال في مقابلة مع محطة "فونيكس" الألمانية التلفزيونية ردا على سؤال عن "الهولوكوست" "إنها مأساة مفزعة لا ينبغي تكرارها", في تناقض مع مواقف حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي أنكر "الهولوكوست" غير مرة, ووصفها بأنها "قصة خيالية". ونأى الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف بنفسيهما عن موقف أحمدي نجاد تجاه "الهولوكوست", في موقف فسره منتقدو الرئيس الجديد في البرلمان بأنه تغير في سياسة إيران تجاه إسرائيل. من جهة أخرى, قال ظريف امس ان ما وصفه بـ"الاوهام الاميركية وبياناتها غير المنصفة لا مكان لها في المفاوضات النووية مع ايران

 

واشنطن تحذر الشركات الأجنبية من الإسراع في الانفتاح على إيران

دعوات في الكونغرس لتفكيك البنية التحتية لبرنامج طهران النووي في أي اتفاق شامل

واشنطن - ا ف ب, رويترز, الأناضول: حذر مسؤولون أميركيون الشركات التي توجهت الى ايران بعد ابرام الاتفاق الأولي بينها وبين الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي, مؤكدين أن إيران "ليست مفتوحة بعد أمام الشركات" الأجنبية. وفي شهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي, ليل اول من امس, أوضحت إدارة الرئيس باراك اوباما العقوبات التي تم تخفيفها بشكل مبدئي على ايران, بما في ذلك تحويل 550 مليون دولار من أموال النفط الايرانية المجمدة في اطار الاتفاق الذي مدته ستة اشهر. وحذرت ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية التي تتولى الاتصالات مع ايران, وفود رجال الأعمال المتوجهة الى إيران بأن العقوبات الواسعة لا تزال مفروضة على هذا البلد. وقالت أمام لجنة الشؤون الخارجية ان "طهران غير مفتوحة للأعمال لان تخفيف عقوباتنا (على ايران) موقت ومحدود جدا ومحدد جداً", مضيفة "لا يهم ما إذا كانت الدولة صديقة أم عدوة, إذا انتهكت عقوباتنا فإننا سنعاقبها". وأعلنت أن وزير الخارجية جون كيري تحدث الى نظيره الفرنسي لوران فابيوس عن الوفد الفرنسي الكبير الذي يزور طهران, وأبلغه بأن الزيارة رغم أنها من القطاع الخاص "لا تساعد" في ايصال الرسالة التي تعتبر أن "الأمور لم تعد الى طبيعتها", مجددة التأكيد أنه إذا فشلت إيران في الوفاء بالتزاماتها فإن واشنطن ستفرض عقوبات جديدة عليها. ويعتبر وفد رجال الأعمال الفرنسيين الموجود حالياً في إيران, أكبر وفد أوروبي يزور طهران منذ التوصل الى الاتفاق النووي في نوفمبر من العام الماضي, ويضم 166 ممثلاً عن شركات فرنسية مختلفة, بينها شركات كبرى مثل "توتال" و"لافارغ" و"بيجو". وشارك رجال الأعمال الفرنسيون اول من امس في طاولات مستديرة مع شركات ايرانية, كما زاروا أمس عدداً من المواقع الصناعية قبل أن يغادروا إيران.

ورداً على انتقادات من الكونغرس, أكدت شيرمان أن الاتفاق الموقت مع إيران "ليس مثالياً, لكنه "يجمد ويقلص برنامجها (النووي) بطرق مهمة ويمنحنا الوقت للتفاوض بشأن اتفاق شامل". من جهته, أقر مسؤول وزارة الخزانة الاميركية المكلف شؤون العقوبات ديفيد كوهن بوجود "ارتفاع طفيف" في مؤشرات الاقتصاد الايراني, إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة ستطبق العقوبات "بشكل صارم". وقال إن "الاقتصاد الايراني يعمل بمستويات منخفضة بشكل كبير وسيواصل ذلك في المستقبل القريب", مؤكدا بدوره أن الاتفاق الموقت لا يعني أنه يمكن إقامة أي عمل مع إيران. وأوضح أن ما يقرب من سبعة مليارات دولار التي سيفرج عنها خلال الأشهر الستة, وهي مدة الاتفاق المرحلي, لن يكون لها أثر ملموس في تحسين الاقتصاد الإيراني. وأعلن كوهين أنه سافر خلال الأسابيع الستة الماضية إلى بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والنمسا وتركيا والإمارات حاملاً رسالة مفادها "ان إيران ليست مفتوحة للأعمال التجارية". وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نوفمبر من العام الماضي, بين ايران والقوى الست الكبرى (بريطانيا, وفرنسا, والصين, وروسيا, والولايات المتحدة, وألمانيا) أن على طهران خفض نشاطاتها النووية مقابل رفع محدود للعقوبات المفروضة عليها. وأعلنت إدارة أوباما ان الاتفاق هو طريق للتوصل الى حل سلمي لتبديد المخاوف بشأن برنامج ايران النووي, الا انها اكدت انها لا تضمن نجاح الديبلوماسية.

وكان الكونغرس الاميركي, المؤيد القوي لاسرائيل, يدرس زيادة العقوبات المفروضة على ايران رغم الاتفاق, الا ان اوباما هدد باستخدام الفيتو على اي قرار يمكن ان يهدد المساعي الديبلوماسية.

وطالب السيناتور الديمقراطي روبرت ميننديز, رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الذي نأى بنفسه عن موقف أوباما من ايران, بان يشترط اي اتفاق نهائي تفكيك "اجزاء كبيرة من البنية التحتية النووية" الايرانية.

وقال ميننديز, خلال الجلسة مساء اول من امس, "لقد عرضنا نظامنا الدولي للعقوبات العالي الفعالية للخطر من دون ان نحدد بشكل واضح معايير ما نتوقعه في الاتفاق النهائي". من جهته, قال السيناتور الجمهوري جيم ريش ان الجهود الديبلوماسية "تثير اشمئزازي", مضيفاً "آمل ان أكون مخطئا, ولكنني لا اعتقد انني ساكون مخطئا نظرا لتاريخ هؤلاء الناس" في اشارة الى ايران. في المقابل, أكد السيناتور الديمقراطي تيم كين ان العقوبات أجبرت ايران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات, معتبراً أنه من المهم الآن تجربة "الديبلوماسية القوية". وقال ان العقوبات "شلت الاقتصاد (الايراني), لكنها ومن خلال عزل ايران عجلت في مسعاهم لمحاولة تطوير تكنولوجيا نووية لأية اسباب كانت, ولذلك فإذا اردنا وقف ذلك البرنامج النووي والمساعي لحيازة أسلحة نووية, فعلينا اما ان نفعل ذلك بطرق ديبلوماسية او عسكرية". وحذر كين من انه سيؤيد الحرب اذا ما سعت ايران للحصول على سلاح نووي رغم الاتفاق, قائلاً "قد نضطر إلى القيام بتلك الخطوة الكبيرة, ولكن يجب أن لا نفعل ذلك من دون ان نستكشف الطرق الديبلوماسية".

 

الاستخبارات الأميركية: الاتفاق بشأن "الكيماوي" عزز وضع الأسد والنظام السوري لا يحترم المهل المحددة لتسليم ترسانته متذرعاً بالأوضاع الأمنية

لاهاي, واشنطن - رويترز, ا ف ب: أفادت مصادر متطابقة ان سورية لم تحترم التزاماتها الدولية في مجال تدمير ترسانتها الكيماوية ولم تحترم المهلة التي انتهت امس لنقل 1200 طن من العناصر الكيماوية خارج اراضيها.

وقال الناطق باسم منظمة حظر الاسلحة الكيماوية مايكل لوهان, امس, ان الوضع "واضح" و"لا مجال لمزيد من التعليق". واضافة الى 700 طن من العناصر الكيماوية الاكثر خطورة التي كان يفترض ان تكون نقلت خارج الاراضي السورية في 31 ديسمبر من العام الماضي, كان من المفترض ايضا ان تكون 500 طن اضافية من العناصر الكيماوية المصنفة "من الفئة الثانية" قد اخرجت بحلول امس الاربعاء. لكن لم تغادر الاراضي السورية سوى شحنتين من العناصر الكيماوية في السابع والسابع والعشرين من يناير الماضي عبر ميناء اللاذقية, وهو ما يمثل تقريبا اربعة في المئة مما كان يفترض ان يكون تم نقله في 31 ديسمبر من العام الماضي. واضافة الى هذه العناصر الأكثر خطورة, التي تدخل خاصة في إنتاج غاز الخردل وغاز السارين, واخرى من "فئة 2", فانه يجب ان يتم تدمير نحو 120 طنا من مادة ايزوبروبانول في سورية بحلول الاول من مارس المقبل. وتنص خطة نزع الاسلحة الكيماوية في سورية التي صادقت عليها الامم المتحدة, على الانتهاء من اتلاف الترسانة السورية في الثلاثين من يونيو المقبل, وتمت المصادقة على الخطة اثر اتفاق روسي - اميركي سمح بتفادي غارات عسكرية اميركية على سورية. وتتضمن الخطة خاصة إشارة واضحة الى الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة الذي ينص على ان من لا يطبق القرار ولا يحترم التزاماته, قد يتعرض لعقوبات أو اللجوء الى القوة العسكرية. ولتبرير هذا التأخر, تحدث النظام السوري خاصة عن مشكلات امنية مرتبطة بالنزاع الدائر منذ مارس .2011

ويجب نقل العناصر الكيماوية على متن سفن عسكرية دنماركية ونروجية الى ميناء جويا الايطالي حيث ستنقل الى سفينة تابعة للبحرية الاميركية معدة خصيصاً لتدميرها. وفي محاولة لمساندة حليفتها, أعلنت روسيا أن دمشق ستشحن المزيد من المواد الكيماوية قريباً, لكن ديبلوماسيين غربيين أكدوا أنهم لا يرون مؤشرات على ذلك. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف, اول من امس, "لن أضفي طابعا دراماتيكيا على قضية نزع السلاح" الكيماوي, مضيفاً "امس (اول من امس الاثنين), اعلن السوريون حرفيا انهم ينوون نقل كمية كبيرة من المواد الكيماوية في فبراير" الجاري. ونفى ان تكون سورية لم تف بتعهداتها, عازياً التأخير الى ظروف غير متوقعة ومسائل امنية. في سياق متصل, أكد مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر أن الاتفاق بشأن التخلص من الاسلحة الكيماوية السورية جعل الرئيس بشار الاسد في وضع أقوى, ولا فرصة تذكر في ما يبدو لأن تتمكن المعارضة قريباً من حمله على ترك السلطة. وقال كلابر, أمام لجنة المخابرات في مجلس النواب ليل اول من امس, ان "الاحتمالات في الوقت الحالي تشير الى أن الاسد أصبح الآن في وضع أقوى فعلياً عما كان عليه عندما ناقشنا الموضوع العام الماضي, بفضل موافقته على التخلص من الاسلحة الكيماوية مع بطء هذه العملية". ولم يذكر كلابر لماذا عزز اتفاق الاسلحة الكيماوية وضع الأسد, لكن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت تبدو قبل التوصل إلى هذا الاتفاق مع روسيا, على وشك توجيه ضربات عسكرية لقوات النظام السوري, رداً على استخدمها أسلحة كيماوية في الغوطة الشرقية بريف دمشق, في أغسطس من العام الماضي. ورجح كلابر أن تبقى حكومة الأسد في السلطة, في غياب اتفاق ديبلوماسي على تشكيل حكومة انتقالية جديدة, وهو ما يعتبره كثير من المراقبين أمرا بعيد المنال. وقال "أتوقع استمرار الوضع الحالي لفترة أطول .. حالة من الجمود المستمر حيث لا يستطيع لا النظام ولا المعارضة تحقيق انتصار حاسم". ورداً على سؤال بشأن افادة كلابر, قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين ساكي ان الحكومة الاميركية "واضحة للغاية ومتسقة" في الاقرار بأن الاسد حصل على مساعدة من مقاتلين أجانب ودعم من ايران, مضيفة ان محادثات السلام بشأن سورية التي بدأت في سويسرا الشهر الماضي زادت الضغط على نظام دمشق.

 

مقالات

التفجيرات في لبنان مسلسل جهنمي مفتوح
مهى عون/السياسة
ما زالت التفجيرات المتنقلة تستهدف الساحة اللبنانية بواسطة سيارات مفخخة تركَّز استهدافها في الآونة الأخيرة على مناطق ودساكر وأحياء تعتبر تابعة لحماية "حزب الله" الأمنية, وقد أحصي ما لا يقل عن سبعة تفجيرات طاولت هذه المناطق, توزعت بين ضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة الهرمل في شرق لبنان التي تعتبر معقلاً أساسياً لتنظيم "حزب الله", وآخرها كان الذي حدث منذ يومين في منطقة الشويفات واعتُبر انه كان يستهدف أيضاً معقل "حزب الله" في الضاحية, نظراً لاضطرار الانتحاري إلى تفجير العبوة قبل دخوله الضاحية المتاخمة للشويفات. وفيما تنشط كل مرة الأجهزة الأمنية التابعة للدولة اللبنانية, من قوى أمن ومخابرات, بهدف تحري, وتعقب, والتقاط بقايا منفذي العمليات الإرهابية وأشلائهم في مكان الانفجار, باتت كل المؤشرات اليوم تدل على عجز الدولة وقلة حيلتها في وقف هذا المسلسل الجهنمي الدامي الذي يحصد كل مرة مواطنين أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في مجمل عملية تصفية الحسابات السياسية المستمرة بين الأطراف المتنازعة, يبقى أن مجمل ما توصل إليه التحقيق حتى الساعة وكشفت عنه الأجهزة الأمنية وأعلنه وزير الداخلية مروان شربل منذ فترة وجيزة, هو أن هذه السيارات المفخخة عبرت إلى الداخل اللبناني آتية من سورية, ولكن من دون أن يساهم هذا الكشف في ردع اليد المجرمة عن المضي في برنامجها الدموي في استهداف الساحة اللبنانية المكشوفة, فالداخل اللبناني يعاني من انفلات الحدود بين لبنان وسورية الذي يجعل من السهل لأي مجموعات إرهابية العبور لتنفيذ عمليات ثأرية في الداخل اللبناني. ولا بد من الإشارة في هذا السياق, إلى أن تغير نوعية العمليات في الآونة الأخيرة واتخاذها الطابع الانتحاري, بات يزيد الوضع تعقيداً, ويضع في خانة العجز المطلق الجهود المبذولة لتحري وتقصي آثار الجريمة, بهدف الكشف عن منفذيها والأطراف المخططة التي تديرهم, فالانتحاري تذهب بموته كل المعلومات التي بحوزته, في وقت أن مفجر سيارة مفخخة من بُعد تمكن ملاحقته أو تقفي أثره, وهنا المفارقة التي تزيد الأمور تعقيداً وتدفع بالساحة اللبنانية إلى المزيد من الانكشاف والخطورة, إذ كيف للقوى الأمنية أن تلاحق انتحارياً وهو مستعد لتفجير نفسه بمجرد توقيفه. وفيما تحصر الجهات الأمنية المعنية مسؤولية هذه العمليات الإجرامية بالجهاديين التكفيريين, فإن هذا الحصر ليس كافياً للتوصل إلى ضبطهم في معاقلهم واماكن سكناهم وتواجدهم, كونَ معظمهم يأتون, تبعاً لما أعلنه وزير الداخلية, من خارج الحدود, وخصوصا عبر الحدود اللبنانية ـ السورية. أما مروحة الردود الرادعة التي قد يفكر بها "حزب الله" لوقف استهدافه فتبقى أيضاً قاصرة, مثل التفجيرات المضادة, وهو خيار غير ذي فاعلية, فليس الحزب قادراً على تنفيذ عمليات انتحارية, كون طابع الانتحار غريباً وغير مألوف في سياق نهجه الحربي ضد مناهضيه, وأقصى ما يمكن الحزب عمله هو تسعير قتاله في سورية, من دون التمكن من وضع حد نهائي لردات الفعل التي تطاول مناطق نفوذه على الساحة اللبنانية. هذا مع العلم أنه كانت قد صدرت في أوقات سابقة تحذيرات وتهديدات موجهة لـ"حزب الله" من جهات معينة في الداخل السوري تدين وتناهض تدخله في القتال الجاري هناك, معلنة بصريح القول نيتها استهداف البيئة الحاضنة للحزب رداً على تدخله في سورية, إضافة إلى أن الدولة اللبنانية كانت أصدرت موقفاً ضمن ما سُمي "إعلان بعبدا" يُلزم مختلف الأطراف بالنأي بالنفس عن مجريات الأحداث في الداخل السوري, بهدف تحييد لبنان عن مسار اللهيب السوري. إلا أنه لم يتم الالتزام بهذا الإعلان الستراتيجي, وبخاصة من "حزب الله", فكانت النتيجة أنه بات يتلقى اليوم الردود على تماديه في مساندة النظام والعدوان على الشعب السوري وتفرده بقرار باتت تداعياته تطاول الشعب اللبناني بكامل تلاوينه وطوائفه. أما المسؤولية في تعريض الشعب اللبناني لمجمل هذه المخاطر, فهي تقع بالدرجة الأولى, على عاتق الدولة اللبنانية التي ترضى لنفسها بموقف العاجزة عن ردع "حزب الله" عن تدخله في سورية, فغدت ـ بقصد أو غير قصد- متهمة ومسؤولة كـ"حزب الله" الذي لن يقرر العدول عن المشاركة في الحرب السورية, طالما بقيت الدولة اللبنانية لا تردعه عن الاستمرار فيها, وهي حتماً تستطيع فعل هذا. وهل ستتمكن هذه العمليات الانتحارية من ردع الحزب وحمله على الانسحاب من سورية? فالذي يمكن استشرافه هو أنها لن تتمكن, كونَ قراره البقاء في الداخل السوري أو عدمه لا يعود إليه, بل الى طهران والحرس الثوري, أي التيار المتشدد في إيران تحديدا. وفي ظل تمسك طهران بضرورة بقاء "حزب الله" في سورية, سعياً إلى تحويله ورقة ضغط تفاوضية في مؤتمرات السلام حول سورية, فهي لن تكف على المدى المنظور عن تسليحه ودفعه باتجاه الداخل السوري, وذلك من دون الالتفات إلى كل ما سوف يترتب على ذلك من تداعيات وردات فعل دموية على الساحة اللبنانية. المسؤولية تعود اليوم إذاً إلى الدولة اللبنانية, والكرة الملتهبة هي في ملعبها, وعليها التعامل معها بحكمة ودراية, عن طريق إلزام "حزب الله" بوقف تدخله في سورية تنفيذاً لإعلان بعبدا النأي بالنفس, وإن كنا نعلم أن دعوتنا هذه هي من باب تكرار ما سبق وتناولته وأعلنته كل المواقف الواعية, ناهيك بالأقلام المدركة خطورة المخاطر المحدقة بالداخل اللبناني وضخامتها.

المخيمات الفلسطينية في لبنان قنابل موقوتة في وجه "حزب الله"
اعتقال 18 عميلاً شيعياً في صفوف الحزب يعملون لصالح دول عربية
حميد غريافي/السياسة
تقف المخيمات الفلسطينية في بيروت والجنوب والشمال "على سلاحها" في وجه استعدادات "حزب الله" العسكرية غير المسبوقة حولها وعلى مداخلها ومخارجها, بحجة ان السيارات المفخخة التي تقض راهناً مضاجع حسن نصر الله والمحيطين به, تدخل الضاحية الجنوبية لبيروت عبر المخيمات, "كما تدخل السيارات المفخخة لاغتيال القادة اللبنانيين الوطنيين من قوى "14 آذار" عبر الضاحية بعد تفخيخها في مرائب ومستودعات وأقبية مبان, بإشراف عناصر متخصصة في إيران وسورية بالتفجير", حسب قيادي في "14 آذار" أكد لـ"السياسة" أن المخيمات الفلسطينية تشهد توتراً ظاهراً بعد التهديدات الموجهة إليها من "حزب الله", كاشفاً عن أن "المقاتلين الفلسطينيين من مختلف المشارب, بمن فيهم جماعات حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي", اتخذوا مواقع قتالية تحسباً لمغامرة من هنا أو مغامرة من هناك يخطئ "حزب الله" في تقدير تداعياتها عليه, إذا قام باقتحام أطراف المخيمات الحساسة مثل مخيم برج البراخبة الملاصق لمربعاته الأمنية, بحجة ملاحقة التفكيريين".
وفي هذا السياق, كشف مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله لـ"السياسة", أمس, عن أن "أسوأ ما يشغل قيادات نصر الله في هذه الأيام, وجود جواسيس وعملاء وجوقة في صفوف كوادره وبعض قيادات صفيه الثاني والثالث, كما أكدت اكتشافات شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي والاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع باعتقالها عشرات الشبكات الاسرائيلية خلال السنوات الخمسة الماضية, كما أن تغلغل عملاء استخبارات عربية وغربية داخل تلك الكوادر منذ انخراط نصر الله في أوحال الحرب السورية, أحدث خضة عارمة في أجهزة الأمن التي تمكنت من القبض على أكثر من 18 عميلاً شيعياً من الحزب يعملون لصالح دولتين خليجيتين ودولة عربية أخرى, تمكن بعضهم من نقل أدق خطط وسيناريوهات الحزب في سورية وطرابلس وصيدا والبقاع, وسلموا استخبارات تلك الدول تفاصيل مذهلة عن تحركات قيادات نصر الله ونائبه نعيم قاسم, ووثائق بالعقارات والمصالح الاقتصادية والتجارية والمصرفية التي تمتلكها في لبنان وخارجه".
من جهته, أكد مسؤول أمني حزبي في بيروت لـ"السياسة" أن "المزاعم والادعاءات الكاذبة التي تفبركها بروباغندا الحزب الايراني في لبنان باستمرار عن اتهام تكفيريين بتفجيرات المناطق الشيعية الحاضنة لإرهاب الحزب, ما هي إلا محاولات واضحة للايحاء للمواطنين الشيعة بأنهم مستهدفون من السنة, ولتحويل الانظار عن ارتكابات الحزب في مختلف محافظات البلاد بالتركيز على قرى سنية ومسيحية مثل عرسال والقاع ورأس بعلبك وسواها, والعمل الدؤوب على محاولات اشعال الفتنة بين الجيش اللبناني وتلك المناطق".
وقال المسؤول الامني ان قيادات "حزب الله" "تعيش كوابيس حقيقة بعدما أذهلها ان يكون معظم الانتحاريين, إن لم يكن جميعهم, من اللبنانيين وليس بينهم انتحاريون خليجيون او عرب او اوروبيون او اسيويون, بدليل ان ايران تستعد لشحن 750 كاميرا مراقبة الى "حزب الله" لتعزيز مالديه من كاميرات في الضاحية والمدن الاخرى الملحقة بمربعاته, بعدما كان قبل سنوات منع الدولة اللبنانية من تركيب كاميرات في شوارع بيروت وطرابلس وصيدا وزحلة وبعلبك بذريعة ان صورها قد تصل الى "العدو الصهيوني" عن مواقع الحزب ومخازن وأماكن اقامة قيادييه, كذلك عمدت اجهزة الحزب الى استخدام أكبر للكلاب البوليسية "المحرمة شرعا" كما حدث في العراق وافغانستان, وآلات "السكانر" للكشف عن المتفجرات, ونشرتها في الضاحية وعلى الساحل الجنوبي من بيروت حتى صور وفي النبطية وبعلبك والهرمل, وقدرت اوساط الحزب ان تكاليف تركيب 10 من هذه الآلات تبلغ 5 ملايين دولار على أساس تكلفة الآلة الواحدة 500 ألف دولار".
وأكد مسؤول "منظمة التحرير" ان "تصرفات ميليشيات حزب الله في مخيمي اليرموك وفلسطين السوريين في دمشق من قتل وتدمير وتهجير للعائلات الفلسطينية بمساندة ميليشيات بشار الاسد, وتجاوزاته على الحواجز التي ينصبها في صيدا وحول مخيمات بيروت والبقاع لمضايقة سكانها, أدت الى ارتفاع اعداد السلفيين داخل تلك المخيمات وتزودهم أنواعاً حديثة من الاسلحة والمتفجرات, رغم جواسيس نصر الله فيها الذين يتقاضى الواحد منهم نحو 2000 دولار شهرياً وصولا الى 5000 دولار, كما ادت هذه الارتكابات الى اعلان التعبئة العامة داخل بعض المخيمات, خاصة تلك المحيطة بمربعات "حزب الله" ومصالحه".
واتهم المسؤول الفلسطيني قيادة الحزب بـ"إنشاء أكثر من 70 مرآباً ومستودعاً تحت الارض منذ العام 2004 وما قبله من أجل تفخيخ السيارات التي انفجرت أولاها بالوزير الاشتراكي السابق مروان حمادة في نهاية ذلك العام, وتبين من التحقيقات انها قدمت من الضاحية الجنوبية", مضيفاً "ها هي بضاعتهم ترد إليهم الآن بشهادة وزير الداخلية مروان شربل الذي كشف الاسبوع الماضي عن مطاردة قوى الامن والجيش لـ400 سيارة مسروقة معظمها من ذات الدفع الرباعي, وان بعض الانفجارات التي حدثت في مقار للحزب في بيروت والبقاع نجمت عن مستودعات تفخيخ سيارات بالمتفجرات ما أدى الى مقتل وجرح العشرات من عناصر الحزب". 

 

الجيش السوري الحرّ: نرحب بالقرار السعودي والتفجيرات في لبنان كانت بعلم أمن حزب الله والإستخبارات السورية  

طارق نجم/ موقع 14 آذار 

رحب فهد المصري، الناطق الإعلامي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري، بقرار المملكة العربية السعودية بمعاقبة كل من يشارك بأعمال قتال خارج المملكة داعياً الى مغادرة كل التنظيمات المسلحة غير السورية إلى خارج. ورأى في مفاوضات جنيف 2 محاولة من النظام السوري لكسب الوقت, معتبراً في الوقت عينه أن التفجيرات في لبنان جرت بعلم أمن حزب الله والإستخبارات السورية.

القرار السعودي حكيم وشجاع...والتفجيرات في لبنان جرت بعلم أمن حزب الله والإستخبارات السورية

المصري, وفي حديث أدلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني, رحب بالقرار السعودي القاضي بـ"معاقبة كل من يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة والإنتماء للتيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها", مؤكداً على أن "هذا القرار الملكي هو قرار شجاع وحكيم و جميع الدول والقوى الإقليمية والدولية المعنية التي تمتلك مقاتلين من مواطنيها على الأراضي السورية مطالبة أن تحذو حذو القرار السعودي", مطالباً "بعض الدول التي سهلت سفر عدد من مواطنيها إلى سوريا من الذين تصنفهم في خانة التطرف والإرهاب, التعاون معنا لاستعادة مواطنيهم المقاتلين على الأراضي السورية بعد أن استقدموا أكثر من 40 ألف مقاتل من حزب الله والميليشيات الشيعية المتطرفة ومرتزقة من دول متعددة و زرعوا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش وأخواتها بغية تشويه صورة الثورة السورية". وحول موجة التفجيرات التي يشهدها لبنان, إعتبر "أنّها تأتي ضمن سلسلة عمليات إرهابية يعلم بها الجهاز الأمني لحزب الله وقام بالاشتراك مع المخابرات السورية أو من تنتدبه بتنفيذ العديد منها, وذلك لأسباب عدّة, منها الحاجة لتهدئة حالة الاحتقان التي تعيشها القاعدة الشعبية لحزب الله نتيجة الأعداد الهائلة من قتلى وجرحى حزب الله في سوريا".

وتابع: "سنصدر خلال فترة قريبة جدا تقريراً تفصيلياً عن الأزمة السورية والحالة اللبنانية ودور حزب الله بالأرقام والتفاصيل. ومن هذه الأسباب أيضاً الحصول على مبررات للاستمرار بالحشد في صفوف حزب الله للقتال في سوريا والتركيز على شيطنة الإسلام السني. لقد رأينا بيانات من بعض التنظيمات التي تدور في فلك طهران وتتمول وتتسلح منها مثل مايسمى كتائب عبد الله عزام التابعة للقاعدة وبيان عن جبهة النصرة وداعش لتأكيد حسن نصر الله والتي أطلقها منذ بدء تدخله في سوريا لتخويف اللبنانيين والشيعة خصوصا بأنهم مستهدفون من سنة تكفيريين".

وأكّد المصري أن "الماجد تسلمه الجهاز الأمني لـ"حزب الله" بتاريخ 28 كانون الأول 2013 من المخابرات السورية جثة هامدة وليس على قيد الحياة وليس كما أعلن وهذه المسألة بالنسبة لنا حقيقة مؤكدة وفق المعلومات والمعطيات المتوفرة لدينا والتي نكشفها للرأي العام اللبناني والعربي والدولي".

وتابع: "الماجد مات وماتت أسرار معه تماماً كموت حسان اللقيس الذي ماتت أسراره معه على يد مكلفين من الجهاز الأمني لحزب الله في النبك على الأراضي السورية وإعلان مجموعة أنهم من أهل السنة في بعلبك وراء عملية الاغتيال. ولحزب الله عدد من الخلايا النائمة هنا وهناك ونعلم بشأن دور شبكته العنكبوتية في بروكسل وباريس وضواحيهما وسر إقامة أحد اقارب مصطفى بدر الدين وبعض اللبنانيين المكلفين في عدة مسائل وقضايا في بروكسل وضواحيها", لافتاً إلى أن "السكوت الدولي على دخول حزب الله عسكرياً وأمنياً إلى سوريا يهدف لاستنزافه عسكرياً وبشرياً لأنه تجاوز خطوطاً حمراء ومنها تسلمه شحنات من السلاح الكيماوي السوري وتخزينها في لبنان وإخفاء أجزاء منها في مستودعات صغيرة في مناطق مدنية تعج بالمدنيين في العاصمة اللبنانية بيروت وتسهيل تصدير شحنات أخرى إلى طهران عبر مطار بيروت الدولي".

جنيف 2 هي وسيلة النظام لكسب الوقت...وعلى إيران أن تترك سيادة سوريا للسوريين

وبخصوص محادثات جنيف 2، قال المصري: "النظام السوري لم يُشارك في جنيف 2 من أجل إيجاد حل سياسي، بل بهدف المناورة السياسية، وإغراق المفاوضات بالتفاصيل، وفقاً لتوجيهات طهران، ليبدو النظام بمظهر المتعاون، وأنّ المفاوضات تحرز تقدماً حتى يتمكن من الهروب نحو الأمام من القضية الأساسية، مُعتقداً أنه سينجح في تمييع وفكفكة الثورة وإضعاف المعارضة أكثر، علماً بأن النظام لم يتوقف عن استهداف المدنيين بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة، وقام بعدة مجازر مروعة مع بدء متاهة جنيف 2 ولم يبذل الرعاة الدوليون جهداً لوقف استهداف المدنيين وحمايتهم".

وختم المصري قائلاً: "إن تمهيد الظروف لإجراء الانتخابات تقتضي بالضرورة أن لا يكون البلد محتلاً من دولة أخرى هي إيران بعد أن صادرت قراره الوطني وسيادته، إلى جانب الالتزام بتطبيق مقررات جنيف 1 بما فيها وقف العمليات العسكرية و خروج جميع القوات غير السورية وفك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة وإطلاق سراح جميع المعتقلين وعودة جميع النازحين والمبعدين إلى ديارهم وضمانات تقديم مجرمي الحرب أمام القضاء، ووقف الوصايات الخارجية على النظام والمعارضة".

 

بكركي...مجد لبنان أعطي لها!  

موقع 14 آذار

بكركي...مجد لبنان اعطي لها وحريته من صميمها وسيادته رايتها واستقلاله غايتها وخلاصه صلاتها. انها بكركي الصرح المؤسس لهذا الوطن المتميز في الشرق والعالم والعربي والمرجع الذي يحمي اللبنانيين ويقودهم في زمن التخلي والغدر وينير دروبهم في عتمة الدهور ويشكل لهم خشبة الخلاص حين تهب العواصف الهوجاء....انها ملاذهم في كل مكان وزمان. كلمة حق لا تفي بكركي حقها فهي الضامن الحقيقي للبنان فهي كانت مع البطريرك الياس الحويك اول من اسس للكيان المستقل وعيشه المشترك. وقفت البطريركية المارونية رأس حربة في تحقيق الاستقلال الاول مع البطريرك انطون عريضة وفي ارساء الميثاق الوطني ثم في انقاذ الوطن من الحروب والضياع مع الكاردينال التاريخي نصرالله صفير مع وضع اتفاق الطائف عام 1989. وفي ظل الاحتلال السوري ونظامه الامني وزبائنيته استمرت بكركي مع صفير منارة تضيء الدرب ومشعلا يقود التائهين والمترددين وحصنا يحمي السياديين وصوتا صارخا يدافع عن المظلومين ويقف بوجه الطغاة والظالمين والعملاء والصغار. بقيت بكركي بين العامين 1990 و2005 نورا في الظلمات تعطي بريق امل تطمئن النفوس وتريح الضمائر...وكان يكفي ان يحج المخلصون والمتعبون اليها كل احد وفي الاعياد ليتنفسوا الصعداء ويثقوا بلله وبانفسم حين يستمعون الى عظات البطريرك التاريخي ويلسمون صموده مثل شموخ الارز ونقاوة نفسه مثل بياض الثلج على اعلى قمم صنين. وكان يوم 20 ايلول 2000 فصدر النداء التاريخي عن مجلس المطارنة الموارنة واطلق الشرارة التي وحدت السياديين والاحرار فالتقت الارادات الوطنية المسيحية والاسلامية حتى كان يوم 14 آذار 2005 ومليونية اللبنانيين الاولى من نوعها في ساحة الحرية. وقد سبق هذه المحطة التفاف لبناني عريض ضد الاحتلال السوري وكانت بكركي سنديانته التي تفيأ بها السياديون والمخلصون من كل الطوائف والمذاهب والفئات والمناطق فكانت المصالحة التاريخية في الجبل عام 2001 وصولا الى الوقوف بوجه التمديد عام 2004 ثم الانتفاضة الشعبية التي اشعلت ثورة الارز فالانسحاب السوري في 26 نيسان 2005.

هكذا كانت بكركي مرة اضافية ملاذ الاستقلال الثاني ويكفي ما قاله الكاردينال صفير في البيت الابيض في 30 نيسان 2005 ويضاف الى ذلك كل ما صدر عنه من مواقف وكل خطواته حتى استقالته عام 2011 التي صعق الجميع ما ان سمعوا بها فنزلت عليهم مثل المياه الشديدة البرودة. وما اشبه اليوم بالامس فها هي بكركي تطلق نداء جديدا يقدم الدليل الواضح على انها هي هي دائما وابدا وعلى انها حامية الصرح الوطني والسيادة والاستقلال والقرار الحر والنظام الديمقراطي وحقوق الانسان والخصوصية اللبنانية. ما اشبه نداء 5 شباط 2014 بنداء 20 ايلول 2000 وما قاله صفير منذ 14 عاما كرره خلفه بشارة الراعي اليوم.

فلبنان في ثوابت بكركي هو هو وطن حر سيد مستقل تعددي يحترم الحريات والديمقراطية والخصوصيات والمذاهب والطوائف لا تستقيم اموره الا بالحياد والاستمرار نموذجا رائدا في الشرق والعالم والعربي والغرب ومركز تفاعل الحضارات تديره دولة واحدة ولها وحدها القرار الامني والعسكري والسياسي وضد الدويلات والتطرف والسلاح غير الشرعي. هذه هي ثوابت بكركي التي منها انطلقت ثورة الارز وكل التحركات السيادية والديمقراطية وهل ابلغ من ان يرحب الرئيس سعد الحريري بندائها الاخير مثلما سبق للرئيس الشهيد رفيق الحريري ان قال في كلام البطريرك صفير انه سيد الكلام؟

راهن الكثيرون على نداء يغطي تحالف الاقليات ويذهب بعيدا ضد فئات ويبرر تصرفات ضد الدولة وفلسفة الكيان اللبناني ويصب في خانة الاجرام والقتل.

راهن كثيرون من اهل البيت ومن طوائف اسلامية على انزلاقة من بكركي تأتي خلافا لتاريخها خصوصا اليوم وسط ما يشاع عن ان حماية المسيحيين تنبع من صفيحة بنزين وغالون غاز ومن ورقة تفاهم تافهة تدعي حماية غير موجودة على الاطلاق بينما غايتها تحقيق طموحات شخصية وتغطية مشروع حزب الله وايران والنظام السوري على حساب لبنان واللبنانيين والمسيحيين على حد سواء

واذ بنداء بكركي الاخير يؤكد على الثوابت نفسها ويضع الاصبع على الجرح من مختلف الزوايا وعلى الصعد كافة كأنه التجلي الجديد لصورة الصرح البطريركي الناصعة في عهد الاسلاف خصوصا صفير ذاك الرجل العظيم في تاريخ لبنان والموارنة. كأن نداء بكركي الاخير صفعة لقوى 8 آذار وعلى رأسهم العماد ميشال عون وصهره اللذين ادعيا ان المسيحيين لن يجدوا حماية الا بكرسي باسيلي في وزارة الطاقة وغدا بتبؤ عون كرسي بعبدا لا سمح الله. اذ بهذا النداء يعطي ثورة الارز حقها ويلاقي الرئيس ميشال سليمان على كل الطريق ويلتقي مع كل مخلص ومؤمن بوطن حر سيد مستقل. اذ بهذا النداء يضيء الدرب في زمن العتمة ويفتح الافق....وان لم يكن بعض من المطارنة ليرضوا بما حصل.

  

 

زيارة أوباما السعودية فرصة للمصارحة والاطلاع

راغدة درغام/الحياة

يوجد عزم مشترك بين القيادة الأميركية والقيادة السعودية على إنقاذ العلاقة الثنائية بين البلدين من الانحدار إلى مرتبة أدنى مما كانت عليه هذه العلاقة تاريخياً. زيارة الرئيس باراك أوباما المملكة العربية السعودية في الجزء الثاني من شهر آذار (مارس) المقبل دليل على استدراك واشنطن والرياض، وإقرارهما بضرورة إصلاح ما طرأ على علاقاتهما من عطب وتوتر وتراجع. هذه فرصة مهمة للمصارحة والاطلاع على ما في ذهن الآخر. أركان إدارة أوباما في حاجة ماسة لفهم ما يجول في ذهن القيادة السعودية وللاستفسار عما أدّى إلى كسر تقليد الصمت وإلى الإقلاع عن الاكتفاء بالقنوات الخلفية للتعبير عن الامتعاض من السياسة الأميركية نحو إيران وسورية والعراق ومصر ولبنان والمسألة الفلسطينية. أركان القيادة السعودية في حاجة إلى الاطلاع على المعطيات الأميركية المحلية والاستراتيجية التي أدت بإدارة أوباما إلى عقد مفاوضات سرية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإلى الامتناع عن لعب دور قيادي في سورية تاركة الساحة مشرّعة الأبواب للإملاءات الروسية والصينية والإيرانية الموالية للنظام في دمشق. التحضير لهذه الزيارة ضروري أكثر من أية زيارة سابقة لما لها من أهمية ثنائية وإفرازات على الملفات الإقليمية والعلاقات الدولية. ونقطة الانطلاق هي الاعتراف بأن عطباً أصاب العلاقة الأميركية – السعودية لن يفيد إصلاحه التظاهر بأن الاهتزاز كان عابراً، أو أن الزيارة بحد ذاتها ستعيد الأمور إلى ما كانت عليه. فتلك كانت جلطة جدية تتطلب تشخيصاً واقعياً كما تتطلب الاستعداد للتأقلم مع وقائع جديدة.

بين أبرز ما يجب على الطرفين تجنبه هو تحويل زيارة أوباما إلى مناسبة لتسويق الأسلحة الأميركية. وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل كاد يبدو أثناء «حوار المنامة» في كانون الأول (ديسمبر) الماضي وكأنه بائع سلاح حين تكلم بلغة التسليح لنفي انطباع تحوّل الولايات المتحدة بعيداً من الشرق الأوسط والخليج في اتجاه آسيا.

وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتخذ منهجاً مختلفاً أطلقه في دافوس أثناء انعقاد «المنتدى الاقتصادي العالمي» قبل أسبوعين وأكمل به إلى مؤتمر ميونخ للأمن الدولي. فحوى رسالته أن للولايات المتحدة تحالفات أساسية ومصالح حيوية مع دول الخليج وأنها ليست في وارد الهرولة شرقاً. أوضح آفاق ومعايير العلاقة المرجوة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. تحدث بلغة الطمأنة الجدية وليس بلغة مجرد الإرضاء وهذا تماماً ما تريد الرياض أن تسمعه من الرئيس الأميركي عندما يزورها، إنما بتفاصيل أكثر.

ليس سراً أن الرئيس باراك أوباما لم يعد شخصية محبوبة في المنطقة العربية ككل، وليس فقط في المملكة العربية السعودية. السبب الرئيس هو سياسته تجاه سورية التي ساهمت في تدهور الوضع هناك إلى مأساة إنسانية وكارثة للبلاد – أقله من وجه النظر العربية.

باراك أوباما لعام 2009 ليس الرجل نفسه لعام 2014 في عيون الذين تلهفوا إليه واحتفوا به واعتبروه عنوان التمكين والعدل والعزم على التغيير. عام 2009 توقف الرئيس أوباما في الرياض في طريقه إلى إلقاء ذلك الخطاب الشهير في القاهرة – خطاب الصفحة الجديدة في السياسة الأميركية نحو العالم الإسلامي والعربي.

حاول وأُفشِلَ في معالجة النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي. ذاق طعم السياسة الواقعية. أدرك أن حتى لأمثاله حدوداً وتكبيلاً على أيدي السياسة المخضرمة. بدا كأنه إما ضعيف أو ساذج فيما كان في ذهنه أن يكون قائداً وصانعاً للتاريخ عبر الجرأة على الإقدام. هكذا أُحبط الرئيس أوباما في مطلع عهده، فتراجع عن الإقدام، ولاقى اللوم والدهشة.

مطلع الربيع العربي تردد الرئيس الفتي ثم تبنى موقفاً نحو مصر فحواه التخلي عن الحليف لأميركا الرئيس السابق حسني مبارك، ودعم صعود «الإخوان المسلمين» إلى السلطة. من وجهة نظر الإدارة الأميركية، كان ذلك الموقف تماشياً مع الرغبة الشعبية وثورة الشباب. من وجهة نظر الشباب، كان ذلك الموقف الأميركي مدهشاً لأن «الإخوان المسلمين» صادروا الثورة، وأخذوا إلى إقصاء الآخرين، وابتلعوا الرئاسة والبرلمان وكادوا يبتلعون الدستور – كل ذلك بمباركة أميركية. سذاجة كانت تلك المباركة أو سياسة مدروسة، فإن نتيجتها أن الرئيس الأميركي خسر جمهوراً كان يعشقه وبات في نظره موضع تشكيك. انهارت هالة أوباما وبات يُعتَبر سياسياً أميركياً ذا أهداف غير مُقنِعة بل مُسيئة. فانهالت التساؤلات عما في ذهن الولايات المتحدة في عهد باراك أوباما ليس نحو مصر فحسب، وإنما نحو المنطقة العربية برمتها.

القيادة السعودية اختلفت مع القيادة الأميركية في المسألة المصرية منذ اقتلاع حسني مبارك من السلطة. هذه المرة، لم تأخذ الرياض إلى مجرد الغضب والامتعاض. اتخذت قراراً استراتيجياً بألا تترك مصر في مهب الريح في انتظار ما ستؤول إليه السياسة الأميركية. استثمرت مادياً وسياسياً في مصر وجعلت من استثماراتها سوياً مع دولة الإمارات العربية والكويت ركناً مهماً في سياستها الإقليمية. قطر استمرت في دعم «الإخوان المسلمين» في مصر. أما الولايات المتحدة، فإنها تأرجحت في سياساتها نحو هذه الدولة الرئيسة لكامل المنطقة العربية.

مصر، إذاً، لا بد من أن تكون على جدول محادثات الرئيس باراك أوباما مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. مصر فائقة الأهمية في السياسة الاستراتيجية السعودية والأميركية على السواء. لذلك، من المفيد لإدارة أوباما أن تستمع جيداً إلى خلفية الاستراتيجية السعودية وأهدافها نحو مصر. من المهم لها أن تنظر إلى تلك العلاقة من زاوية موازين القوى في الشرق الأوسط. فالعلاقة السعودية – المصرية أساسية لوجود عربي في موازين القوى الإيرانية/ التركية/ الإسرائيلية/ العربية في الشرق الأوسط.

الرئيس أوباما يريد أن يتم تحقيق اختراق في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي كي يختتم رئاسته بما استثمر فيه عند بدايتها. المملكة العربية السعودية مهمة جداً في هذا الطموح. ولعل أحد أسباب اتخاذ قرار زيارته الرياض هو المسألة الفلسطينية – الإسرائيلية.

فإدارة أوباما أدركت أن الاستفراد بالطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لإجبارهما على التوصل إلى اتفاقية سلام – كما فعل الرئيس السابق بيل كلينتون – لن يجدي. اتخذت قراراً حكيماً قوامه الاستنجاد بالقوى العربية الفاعلة – بالذات المملكة العربية السعودية – لتساعد في تحقيق الاختراق المرجو من خلال وضع وزنها وراء الجهود الأميركية.

الرياض أبدت جاهزيتها، لا سيما أن أحد ركائز الجهود الأميركية هو المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل. الديبلوماسية السعودية تضع ثقلها وراء إحياء المبادرة العربية وتوضح معالم تلك المبادرة لإقناع إسرائيل بجدية التعهدات الواردة فيها لجهة التطبيع التام مقابل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية – كما نصت القمة العربية في بيروت والتي اعتمدت المبادرة العربية رسمياً.

الرئيس أوباما يدرك أهمية القيادة السعودية في تنفيذ تعهد 22 دولة عربية و57 دولة إسلامية للتطبيع مع إسرائيل في حال التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين. وهو لا بد سيضع هذه المسألة في طليعة جدول أعماله في الرياض لأنها مهمة له شخصياً وفي إطار سيرته التاريخية.

العراق سيكون موضع نقاش، وربما اختلاف. تريد واشنطن أن توضح للرياض أن لا مجال لأي تدخل أميركي عسكري في العراق، مهما آلت إليه الأمور. تريدها أن تقبل أن وقوع العراق في القبضة الإيرانية لا يزعج واشنطن لدرجة القيام بعمل استثنائي كتغيير المعادلة.

الحديث الأميركي – السعودي حول العراق يتطلب تفكيراً عميقاً، لا سيما على ضوء احتمال وقوع العراق مجدداً بين مخالب الحرب المذهبية وفي أحضان الإرهاب وعلى حافة التقسيم. لكل من الدولتين دور في الحؤول دون انهيار العراق. والمهم في حديثهما هو كيفية التطرق إلى النفوذ الإيراني القاطع في العراق كما إلى كيفية إخراج العراق من معادلة الحرب السنّية – الشيعية عبر قرار سعودي – إيراني نوعي جديد في رعاية أميركية.

أهم ما يمكن الرئيس باراك أوباما إنجازه إذا شاء، هو رعايته تفاهمات سعودية – إيرانيه تقمع، أو تساهم في خلاص منطقة الشرق الأوسط من أتون حرب مذهبية تمتد من العراق إلى سورية إلى لبنان وما بعد.

هذا هو التحدي الأكبر والأوسع والأعمق للرئيس الأميركي إذا شاء أن ينقلب على سمعته في الشرق الأوسط، وأن يصوغ سيرة تاريخية لنفسه، وأن يغادر منصبه متأبطاً إنجازاً خارقاً للعادة.

نقطة الانطلاق تكمن في العلاقة الأميركية – الإيرانية وفي العلاقة الأميركية – السعودية. الرئيس أوباما في صدد صوغ علاقة أميركية – إيرانية تاريخية وفي حوزته أدوات للتأثير في طهران. ما يحتاجه هو اعتماد سياسة شاملة وحازمة وجاهزة للإقدام بدلاً من سياسة تقطير مترددة قابعة في ظل الرد.

سورية محطة رئيسة في أية مساع أميركية لتفاهمات سعودية – إيرانية. وهذا يتطلب انخراطاً أميركياً من نوع جديد يربط بين الاستعداد لقلب الصفحة مع إيران ليس نتيجة معالجة المسألة النووية حصراً، إنما على أساس معالجة أوسع للطموحات الإيرانية الإقليمية. وهنا أيضاً، لدى الولايات المتحدة أدوات جاهزة للاستخدام أبرزها نوعية رفع العقوبات على إيران مقابل تغيير جذري في سياساتها الخارجية بالذات نحو سورية ولبنان.

المملكة العربية السعودية تقول إنها لا تسعى إلى تحقيق الانتصار على إيران في سورية، لكنها لن ترضخ لانتصار وفوز إيرانيين بسورية. هذا مدخل للرئيس باراك أوباما للحصول على موافقة سعودية على تفاهم مع إيران في إطار تسوية في الشأن السوري أو في إطار التسوية الكبرى التي تضم تفاهمات دولية تشمل روسيا.

تهيئة الأرضية لاختراق مصيري أثناء زيارة الرئيس أوباما المملكة العربية السعودية ضرورية للغاية، لا سيما أن الزيارة تأتي على مفترق الروزنامة النووية الإيرانية، والكيماوية السورية، والسياسية الدولية في الشأن السوري في مفاوضات «جنيف - 2»، والانتخابات الرئاسية السورية، وإجراءات التصدي لنمو الجهاديين الجدد داخل سورية وخارجها.

المهم للعلاقة الأميركية – السعودية هو المصارحة. المهم هو اعتراف الطرفين بفشل كل منهما في سورية لأسباب مختلفة تماماً. المهم أن يأخذ الطرفان إلى رسم سياسات واقعية وعملية للمساهمة في رسم مستقبل سورية بدلاً من تركه رهينة الرعاية الروسية – الإيرانية. المهم أن تقر القيادتان في واشنطن والرياض أن إصلاحاً جذرياً بات ضرورياً لعلاقاتهما الثنائية ولسياساتهما الإقليمية بدءاً من علاقات كل منهما بإيران «الحرس الثوري» وبإيران الاعتدال.

 

رأي جريدة المستقبل بمذكرة بكركي

"المستقبل اليوم"/قد يكون مفهوماً أن يتجاهل "حزب الله" تماماً مذكرة بكركي التاريخية بالأمس، فهي والحق يقال، أوردت وذكّرت وأكّدت المسلمات الميثاقية التي يقوم عليها لبنان الكيان والاجتماع والنظام والتركيبة السياسية والدستورية، وأوردت بوضوح وشفافية لا لبس فيهما، شروط حفظ مصلحة لبنان العليا ومصالح أهله وبقاء دولته مظلّة فوق الجميع، والضرورة الحاسمة للحياد والنأي بالنفس عن المذبحة السورية والتمسّك بالطائف وحصرية امتلاك الدولة للسلاح ..مفهوم، معلوم أن يمتعض حزب السلاح والتدخّل في سوريا وضرب الأسس الميثاقية ورهن مصلحة لبنان وأهله لصالح المحور الإيراني الأسدي، من تلك المذكرة التاريخية. لكن الغريب هو أن "يتضامن" النائب ميشال عون مع حليفه في ذلك، ويتجاهل بدوره تلك المذكرة، من دون أن يقول ولو كلمة واحدة في شأنها، وكأنه غير معني بها وبمبادئها. وكان لافتاً على الجانب الآخر، أن الرئيس سعد الحريري كان أول من رحّب بتلك المسلمات ورأى فيها خارطة طريق تصلح لبناء الدولة، وتنير طريق الخروج من العتمة الكالحة التي تطبق على الوطن وأهله في هذه المرحلة. وهو عندما يفعل ذلك، يؤكد مرة أخرى إيمانه التام بتلك المسلمات التي لا يمكن أن يُبنى لبنان إلاّ على أساسها، وبمبدأ الشراكة الفعلية والحقيقية، ونبذه الاقصاء والصدّ ونفي الآخر. في كل حال، ما قالته بكركي في مذكرتها كان فعل إيمان متجدّداً بلبنان وأهله، ولم يكن موقفاً سياسياً طارئاً يتماهى مع اللحظة الراهنة، وإنما ثوابت لكل لحظة وكل حين، فما هو السبب الذي منع ويمنع النائب عون من الترحيب بها؟ أم أن وثيقة التفاهم مع "حزب الله" تكفيه وتغنيه؟

 

مذكرة بكركي وثوابت لبنان الوطن

راجح الخوري/النهار  

كان من الضروري والملحّ ان يرتفع الصوت من بكركي جازماً وحازماً، وعلى كثير من العتب الظاهر والغضب المكنون. فما اصدرته الكنيسة المارونية، لم يكن وثيقة تبقى صرخة في برية السياسة وفرّيسيّيها، الذين يعلقون لبنان على صلبان كثيرة ويطعنون خواصره بحرابهم المسمومة واحترابهم المجنون، بل كان انذاراً واضحاً وصريحاً الى الجميع: "بلغ الوضع مرحلة الازمة المصيرية ومصير الوطن على المحك".

واذا كان في وسع الكثيرين من سياسيي المجون الذي بات يقارب الجنون، ان يتماهوا في التفرد والتعنت والانانية الصفيقة والطمع الاعمى بالسلطة، وهو ما يدفع بلبنان الى الهاوية ويهدد مستقبله ومصير ابنائه، فليس في وسع الكنيسة المارونية ان تقف موقف المتفرج، ولهذا تأتي الوثيقة لا لتعكس روح الارشاد الرسولي من اجل لبنان وتوجيهات المجمع البطريركي الماروني فحسب، بل لتضرب على الطاولة لعلهم يستفيقون، او لتقرع "الابواب" المقفلة على الفوضى والعقول والضمائر المغلقة على الانقسامات لعلهم يدركون ان الوطن على حافة الانهيار الذي سيجرف الجميع. تشكل الوثيقة في شموليتها وصراحتها خريطة طريق لإخراج لبنان من الازمة الراهنة من خلال العودة الى الانتظام النهائي داخل موجبات المصلحة الوطنية العليا، وعبر مشروع الدولة وإعلاء سلطتها فوق اي سلطة داخلياً وعلى كامل الاراضي اللبنانية، وذلك في اطار احترام الدستور بعدما بات ويا للمرارة وجهة نظر المتناحرين على الاوزان وحصصها والمغانم، ومن خلال فصل السلطات واستكمال تطبيق الطائف، والتزام احترام سيادة الدولة وصونها وحصر السلاح في يدها وتقوية المؤسسات العسكرية وحماية استقلال القضاء.

واذا كان من الضروري انهاء الزبائنية السياسية داخلياً بعدما عمّمت الفساد وشرّعت المحسوبيات، فمن الضروري اكثر وقف الزبائنية الداخلية للقوى والمصالح الخارجية المتقاطعة فوق لبنان، وهو ما يفرض بالضرورة تحييده عن صراعات المحاور وعدم السماح باستعماله ممراً او مقراً لهذه المحاور مما يعمّق تورطه في هذه الصراعات، وهذا بالمناسبة ما كان قد نصّ عليه "اعلان بعبدا" الذي وافق عليه الجميع وإن كان البعض قد يتنكر له الآن!

البطريرك بشارة الراعي ركّز كثيراً على جوهر لبنان المتمثل في الوفاق الوطني الصادق وفي العيش المشترك، وحرص على تأكيد نظرة الكنيسة المارونية المفعمة بالواقعية والرجاء حيال المستقبل على رغم تخبط لبنان في أزماته! تعمّدت الوثيقة التركيز على اهمية تصويب عملية التكليف العام، فحرصت على الدعوة الى احترام الميثاق الوطني في عملية وضع قانون انتخاب يترجم المشاركة الفعّالة في تأمين المناصفة، من خلال الاختيار الحر وتلافي الوصول الى التمثيل النيابي بقوة التكتلات المذهبية... كل هذا يفترض ان لا يبقى صرخة في برية سياسيي المسخرة لأن غرق لبنان سيأخذنا جميعاً الى القاع!

 

ما لا تقوله المذكرة البطريركية

نبيل بومنصف/النهار

يبدو افضل ما في "المذكرة الوطنية" التي اصدرها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي هو ما لم تقله مباشرة وافصحت عنه ضمنا في المبادئ والمسلمات التي تضمنتها. في البعد الموضوعي لهذه المذكرة لا يمكن التنكر لواقع اعادة تصويب الموقف البطريركي بما ينسجم مع المبادئ التاريخية لبكركي من الركائز الاساسية للكيان اللبناني. جاءت المذكرة وفية تماما لخط الاسلاف اذا كان معيار النظرة اليها يرتكز الى الخط البياني الذي يحكم عهود البطاركة المتعاقبين. وهي ليست نقطة عابرة في رصد "سياسات" البطريرك الراعي ومواقفه التي اثارت وما تزال تثير الجدل، وما يفوق الجدل، منذ اعتلائه السدة البطريركية خصوصا في ظل موقفه من الازمة السورية الذي اشعل مناهضة حادة له داخل الطوائف المسيحية نفسها ولدى طوائف اخرى. ومع ان المذكرة قد لا تبدد اكبر سوء تفاهم بين البطريرك ومناهضيه لهذه الناحية، فإن اعلاء الصوت حيال حياد لبنان وحصرية سلطة الدولة والسلاح الشرعي وازنت هذا الجانب الشديد الحساسية. الاهم ان اصدار المذكرة في توقيتها الحالي عكس ادراك بكركي بان الاوان قد حان لخروجها من دوامة "اللاتأثير" التي تركت آثارا شديدة السلبية عليها، وعلى المسيحيين عموما، وخرجت عليهم وعلى الطوائف الاخرى بما تمتلكه بمعزل عما اذا كانت المذكرة ستتمكن من احداث مسار مغاير. ليس ثمة اوهام في ان بكركي ولمجرد اشهارها هذه المذكرة ستقلب ظهر المجن في ازمة بلغت ذروة تعقيداتها الداخلية والخارجية. واذا لم يعد لدى بكركي من وسيلة لمحاولة التأثير على الوضع الذاهب بقوة مخيفة الى اشد الازمات خطورة بعد سوى هذه المذكرة، فإن ذلك وحده كاف للاضاءة على عجزها هي الاخرى كمؤسسات الدولة تماما عن اعادة لملمة القوى المسيحية على مشارف الاستحقاق الرئاسي كما يتخبط النظام الدستوري اللبناني الآن ويهتز تحت وطأة الازمات. ومع ذلك من غير المنطقي التعامل مع هذه المبادرة من زاوية تجاهل متحجرة او التنكر لما تتوسله في احداث تغيير يقلب مسار الفراغ ويعيد الانتظام على قاعدة مسلمات سيادية وميثاقية. هذا المنطق العبثي يبدو اشبه بدعوة الى الاستسلام لا اكثر ولا اقل. ثم ان مذكرة بكركي لا تزال متفردة بانها الوحيدة من نوعها التي ترفع منهجا يفترض ان يلزم حمى الاستحقاق الرئاسي بمسلمات ومبادئ قاطعة لئلا يفلت هذا الاستحقاق من اي ضبط مسيحي ذي مهابة على ما تشي المقدمات، وكأن لبنان يعيش ترف الديموقراطية الحرة او كأنه لا يرزح تحت اخطار العصف المذهبي. هكذا يوحي تماما معظم السلوكيات السياسية المسيحية بما يذكر بذهاب القادة المسيحيين الى مؤتمر الدوحة بعد ٧ ايار 2008 ولا حاجة الى نكء الذكرى...

 

نداء بكركي عام 2000 استعاد الاستقلال ومذكرة 2014 تعيد إحياء الدولة؟

اميل خوري/النهار

المذكرة الوطنية التي صدرت عن مجلس المطارنة الموارنة تستدعي ان تبدي القيادات السياسية آراءها فيها حتى إذا ما صار اجماع او شبه اجماع عليها تصلح عندئذ لأن تدرج في البيان الوزاري لكل حكومة وأن يعمل العهد المقبل على تنفيذ كل بنودها وتكون أساساً لخطاب القسم.

الواقع انها ليست المرة الاولى

التي يكون فيها لبكركي موقف كلما واجه لبنان ازمات حادة يستعصي حلها، إما بسبب انقسام اهل السياسة وإما لتدخل خارجي في الشؤون الداخلية، وهذا يدل على ان مجد لبنان لم يعط لسيد بكركي منة أو مجاملة إنما استحقاقاً. فبكركي كانت وراء قيام لبنان الكبير ليكون اكثر أمناً وازدهاراً وتعايشاً بين كل ابنائه ومن دون هواجس. وبكركي كانت وراء نيل لبنان استقلاله التام والناجز بانهاء الانتداب الفرنسي عليه ورفض ابداله بانتداب آخر، وبكركي اطلقت النداء الشهير الذي دعا الى انسحاب القوات السورية الى منطقة البقاع ومنها الى خارج الحدود تنفيذاً لما نص عليه اتفاق الطائف، وقد التف حول هذا النداء عدد كبير من الشخصيات المسيحية التي اجتمعت في اطار ما عرف بلقاء "قرنة شهوان" لوضع نداء بكركي موضع التنفيذ. ولم تكن شخصيات اسلامية بعيدة بعقلها وقلبها من مضمون هذا النداء الا انها لم تكن قادرة بسبب الظروف الموضوعية على الجهر بذلك، وعندما سنحت لها الظروف لم تتردد في المشاركة في اول لقاء عقدته في فندق "البريستول"، وكان ذلك بداية وقوف الرئيس رفيق الحريري وعدد من رفاقه مع المطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان كي يستعيد استقلاله وسيادته وسلطته وقراره الحر. وكان العماد ميشال عون في منفاه الباريسي من أشد المطالبين بذلك لكنه رفض الانضمام الى لقاء "قرنة شهوان" بقوله ان سقف مطالبه أعلى من سقف بكركي.

لذلك، فإن وثيقة بكركي مهمة وهي تصلح لأن يكون للاحزاب والكتل النيابية والشخصيات موقف منها كما كان لها موقف من نداء بكركي الذي دعا الى انسحاب القوات السورية من لبنان. وظل هذا النداء يتفاعل سياسياً وشعبياً الى ان حصلت الانتفاضة الشعبية في 14 آذار 2005 وعرفت بـ"ثورة الأرز".

لقد رحب الرئيس سليمان والرئيس الحريري وعدد من الشخصيات بالمذكرة الوطنية لبكركي وسيكون لقوى 14 آذار الموقف نفسه منها. اما قوى 8 آذار فقد يكون لبعض الاحزاب تحفظات عن بعض بنودها المتعلقة بحياد لبنان والسلاح خارج الدولة، فإذا حصلت المذكرة على اجماع أو شبه اجماع فإنها تكون عندئذ برنامج الحكومات المقبلة التي عليها ان تعمل على ترجمة بنودها كاملة كي تقوم عندئذ الدولة القوية القادرة والعادلة التي لا دولة سواها ولا سلطة غير سلطتها ولا سلاح غير سلاحها ولتكون وحدها حامية للجميع.

ولكي يتحقق ذلك ينبغي على بكركي ان تلاحق تنفيذ المذكرة الوطنية لا ان تقول كلمتها وتمشي، بل ان تجعل كل من يعارضها هو الذي يمشي ولا يعود يرى لا النيابة ولا الوزارة ولا اي منصب لأن الشعب لن يكون مع الذي يرفضها ولا يجب ايضا ان يكون مصيرها كمصير بيانات ومذكرات ومواثيق كثيرة مهمة مثل: "شرعة العمل السياسي"، التي صدرت في آذار 2009 عن كنائس لبنان وركزت على "لبنان الوطن والكيان وميثاق العيش المشترك والصيغة وانهاض لبنان والدولة المدنية الديموقراطية ومعايير الانتخاب والمساءلة والمحاسبة، والحياد في الصراعات وحصر السلاح بالقوى الشرعية وتحقيق المشاركة في الدولة". لكن تلك الشرعة ظلت حبرا على ورق.

وفي تشرين الاول 2010، اطلقت الكنيسة وثيقة "دولة فلسطين وحق العودة يمنعان التوطين"، وفي آذار 2011 دعا البطريرك الكاردينال الراعي الى تشكيل حكومة تكنوقراط "تسيِّر شؤون الناس الى ان يتفق السياسيون"، واذا بهذا الوضع يتدهور اليوم بسبب استمرار خلاف السياسيين. فلا هم يتفقون على حكومة جامعة، ولا على حكومة حيادية من مستقلين، من دون ان يؤنبهم ضميرهم وهم يذهبون بالبلاد الى الفراغ الشامل والمجهول.

وكان البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الثابت في مواقفه الوطنية، قال في احدى رسائل الصوم الكبير: "لا يستطيع الحاكم ان يلوم الناس على ما يتنافى والنواميس والشرائع والقواعد، ومن واجبه ان يترك لهم حق المناقشة"، وذكر بان الكنيسة المارونية "كان لها دورها الكبير في تكوين لبنان وان من واجب الكنيسة ان تبقى سياسياً مستقلة ولا يمكنها ان تكون وسيلة لبلوغ مآرب سياسية".

لقد قالت بكركي كلمتها، وعلى الزعماء السياسيين ان يقولوا كلمتهم فيها ويتحملوا المسؤولية امام الله والوطن والتاريخ وامام شعب سيحاسبهم يوم الانتخابات اذا ضحوا بمصلحة الوطن خدمة لمصالحهم او لمصالح اي خارج.

 

تسهيل التشكيل عامل أساسي للتعامل مع الخطر الأمني

ثريا شاهين/المستقبل

هل دخل لبنان الحلقة التي يستهدفها الإرهاب في المنطقة؟ وهل من معالجة لوقفه وتحييد لبنان عن استهدافاته؟ وهل لتشكيل الحكومة الجديدة علاقة فعلية بوقف هذا المسلسل؟

تفيد مصادر سياسية بارزة أنّ ما من أحد يتوهّم أنّ أي حكومة جديدة ستملك حلاً سحرياً يعالج مسلسل الإرهاب. إنّما الوضع الأمني الراهن، يحتاج إلى سلطة قرار تكون وراء دور الأجهزة الأمنية في البلاد، لأنّه لا يعقل أن تستمر الأمور من دون سلطة قرار يمكنها أن تتعامل مع تطوّرات الموضوع الأمني الذي بات يهدّد كل اللبنانيين. وانعدام سلطة القرار تترافق مع حكومة مشلولة ومجلس نواب مشلول، وبالتالي من شأن وجود حكومة العودة إلى التعامل مع العالم انطلاقاً من وجود السلطة. الآن لا يوجد تغطية سياسية للأجهزة وفقاً للمصادر، والحكومة الجامعة تعني أنّ كل الأطراف تغطي الأجهزة الأمنية التي تقوم بواجباتها. لذلك انّ الوحدة الوطنية والاعتدال المنشودين هما الاساس لمواجهة هذا الجو من الأخطار، فضلاً عن العمل لتفويت أي فرصة أمام وجود بيئة حاضنة للإرهاب، ومهمة الحكومة هي إعطاء الرسالة الصحيحة في هذا المجال.

وتشير المصادر إلى أنّ رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يغرقان في البحث عن كيفية حماية بلديهما من ارتدادات الإرهاب التكفيري ومنع عودة التكفيريين الذين قصدوا سوريا من بلديهما للمحاربة هناك، إلى باريس ولندن لا سيما عبر قرار اتخذ بسحب الجنسية منهم. والمملكة العربية السعودية قرّرت مقاضاة مَن ينتسب إلى التيارات المتطرّفة عبر السجن. كل الدول حالياً تفكر في سبل حماية نفسها من الإرهاب، وبالتالي يفترض بالأطراف السياسيين كافة تسهيل قيام الحكومة كأحد العوامل الأساسية للتعامل مع الموضوع الأمني كما يجب، واتخاذ خطوات تضبط الوضع، ما يعني أنّ تشكيل حكومة هو بداية الصحوة، للعمل على إجراءات سريعة لأنّ البلد يحتاج إلى قرارات.

مصادر وزارية تقول إنّ الوضع الأمني لا علاقة له بالحكومة لناحية أنّها لن توقف الإرهاب، لكنها تضفي أجواء ارتياح في الداخل لا سيما إذا كانت حكومة إجماع وطني، وليست حكومة أمر واقع، لأنّها تتحوّل إلى حكومة تصريف أعمال في سياق من الصراع السياسي السياسي، بينما الوضع الأمني يحتاج إلى تماسك حكومي لمواجهته.

والإرهاب لا يعرف حدوداً، ولا يتوقف عند منطقة أو فئة معينة، ولبنان مهدّد بأن يدخل في حلقة مخيفة، الأمر الذي يجعل من الضروري والملحّ بحث موضوع الإرهاب الذي أصبح خطراً يضرب أكثر من دولة، والعمل في اطار التنسيق بين الدول المتضررة منه لتبادل الخبرات والمعلومات، ووضع خطط فاعلة لشلّ قدراته.

تشكيل الحكومة يمكن أن يحسّن الجو السياسي بشكل عام، لكنه لن يوقف التفجيرات. الإرهاب مرتبط بالحرب في سوريا، وفق مصادر ديبلوماسية في بيروت. والدولة السورية ليست ممسكة بالبلاد، وطالما الوضع باقٍ هكذا سيستمر تدفق السيارات المفخخة والانتحاريين بأحزمة ناسفة من سوريا. إذا توافق السوريون من خلال مؤتمر "جنيف2" على تسوية وعلى ضبط الإرهاب ومكافحته، سيتوقف الإرهاب في سوريا، وسيتوقف تدفقه إلى لبنان. وإلاّ فإنّ لبنان سيبقى عرضة لهذا النزف. المشكلة ليست فقط في مكافحة السيارة أو الانتحاري الذي يصل إلى لبنان، إنّما المشكلة في مكافحة المصدر، لأنّه إذا تم اكتشاف السيارة والانتحاري في لبنان سيفجّر نفسه فوراً، وإن لم يتم الاكتشاف سيفجّر نفسه لاحقاً، أي ضرورة مكافحة مَن يحرّض على الانتحار والتفجير، ومَن يشجع ومَن يُعدّ للتفجير. المعالجة يجب أن تكون متعدّدة الجوانب، لأنّ الموضوع متشعّب ويحمل أوجهاً عدّة.

يجب على الدول المتضررة من الإرهاب التنسيق معاً لمكافحته عبر التعاون الأمني الاستخباراتي. حالياً التعاون والتنسيق اللبناني السوري في المجال الأمني في حدوده الدنيا وفي أوقات كثيرة لا تعاون، وهذا يحصل نتيجة الظروف المحيطة بالعلاقات الرسمية اللبنانية السورية، وكذلك نتيجة ان في سوريا، الحكومة لا تمسك زمام الامور في البلاد. هناك مناطق لم تعد خاضعة للنظام، وهناك مناطق ليست خاضعة لأي طرف، ومناطق خاضعة للجيش الحر، وأخرى موزّعة بين المجموعات المتطرّفة حيث يتحرّك فيها الإرهاب بحرّية تامة، وكلما طال الوضع السوري على هذه الحال كلما تعقّدت عملية مكافحة الإرهاب في لبنان.

 

الميثاقية عرفاً ودستوراً طائفية لا حزبية

ريتا شرارة/المستقبل

ربطاً بكلام رئيس مجلس النواب نبيه بري على "ميثاقية" المشاركة الطائفية والحزبية في الحكومة العتيدة برئاسة الرئيس المكلف تمام سلام، وربط استمرار الحكومة بتحقيق هذه الميثاقية، قراءة في التعديلات الدستورية التي صدرت بموجب وثيقة الوفاق الوطني في الطائف لعام 1989. في 11 آب 1990، أقر مجلس النواب في حضور 51 نائباً التعديلات الدستورية الجديدة التي وضعت حداً لسنوات دموية طويلة كانت استمرت، بلا توقف، منذ العام 1975. وفي جلسة التعديلات تلك، حرص المشترع على النص صراحة على التوازن داخل السلطة الاشتراعية بين الطوائف والمناطق اللبنانية المختلفة في مواد دستورية محددة ومعينة. فصدر دستور 1990 بالمادة 24 المعدلة منه وفيها: "يتألف مجلس النواب من نواب منتخبين يكون عددهم وكيفية انتخابهم وفقاً لقوانين الانتخاب المرعية الاجراء. والى ان يضع مجلس النواب قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، توزع المقاعد النيابية وفقاً للقواعد الآتية:

أ): بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين.

ب): نسبياً بين طوائف كل من الفئتين.

ج): نسبياً بين المناطق.

وبصورة استثنائية ولمرة واحدة تملأ بالتعيين دفعة واحدة بأكثرية الثلثين من قبل حكومة الوفاق الوطني المقاعد النيابية الشاغرة والمقاعد التي تستحدث في قانون الانتخاب تطبيقاً للتساوي بين المسيحيين والمسلمين وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني وتحدد في قانون الانتخاب دقائق تطبيق هذه المادة.

فتكون هذه المادة أقرت قاعدة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في التمثيل النيابي، ووضعت حداً لعرف استمر منذ عهد مجلس الادارة في متصرفية جبل لبنان وانتهاء بالعهد الاستقلالي الذي أعطى نسبة 6 مقاعد من 11 للمسيحيين و5 من 11 للمسلمين.

فيعكس هذا التعديل الدستوري الرغبة في المساواة بين المسيحيين والمسلمين تحقيقاً للوحدة الوطنية.

ولم يكتف المشترع بتحقيق التوزيع المتساوي للمقاعد النيابية بين المسلمين والمسيحين، بل حرص على تأكيد التوزيع النسبي بين طوائف كل من الفئتين ايضاً، مما يعني أن كل طائفة تمثل بنسبة عدد أبنائها فتعطى أرجحية للطائفة المارونية كانت حرصت عليه ضمانة واطمئنانا، ومساوى بين المسلمين شيعة وسنة وتوزيعاً متناسباً بين بقية الطوائف اللبنانية المسيحية والاسلامية بعدما كانت مقترحة المثالثة من ضمن المناصفة بين الموارنة والسنة والشيعة. وعلى صعيد السلطة الاجرائية، وضع التعديل الدستوري للعام 1990 حداً للمادة 5 الدستورية المعدلة في جلسة 8 تشرين الثاني 1943 وفيها عدم تحديد واضح للمجموعات الطائفية في الحكومة. وكان في تلك المادة: "بصورة موقتة والتماساً للعدل والوفاق تمثل الطوائف بصورة عادلة في الوظائف العامة وبتشكيل الوزارة دون ان يؤول ذلك الى الاضرار بمصلحة الدولة".

وعالج هذا التعديل الدستوري المسألة الطائفية في السلطة التنفيذية عبر المادة 95 من الدستور بالرغم من العرف الدستوري السائد بموجب الميثاق الوطني يوزع الرئاسات الثلاث: رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء بين الطوائف الثلاث: الموارنة، والشيعة والسنة، ويجعل نيابة رئاسة مجلس النواب ونيابة رئاسة مجلس الوزراء للارثوذكس، وهو عرف مستمر ضمناً لم يتعرض له التعديل الدستوري الاخير.

وجاءت المعالجة المذكورة كالآتي:

"على مجلس النواب المنتخب على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين اتخاذ الاجراءات الملائمة لتحقيق الغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية تضم بالاضافة الى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية. مهمة الهيئة دراسة واقتراح الطرق الكفيلة بالغاء الطائفية وتقديمها الى مجلس النواب والوزراء ومتابعة تنفيذ الخطة المرحلية. وفي المرحلة الانتقالية:

أ- تمثل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الوزارة.

ب- تلغى قاعدة التمثيل الطائفي ويعتمد الاختصاص والكفاءة في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات العسكرية والامنية والمؤسسات العامة والمختلطة وفقاً لمقتضيات الوفاق الوطني باستثناء وظائف الفئة الاولى فيها وفي ما يعادل الفئة الاولى فيها، وتكون هذه الوظائف مناصفة بين المسيحيين والمسلمين دون تخصيص اية وظيفة لأية طائفة مع التقيد بمبدأ الاختصاص والكفاءة".

وهذا يعني أنه، في المرحلة الانتقالية التي قد تطول لالغاء قاعدة التمثيل الطائفي، أبقى المشترع على تمثيل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الحكومة وهو تمثيل يتضمن، بحسب العرب السائد، المناصفة بين المسيحيين والمسلمين والتوزيع النسبي للحقائب الوزارية بين الطوائف المختلفة، وأبقى ايضاً على قاعدة المناصفة في توزيع وظائف الفئة الاولى بين فئتي الشعب دون تخصيص اي وظيفة لأي طائفة ومن ضمن مبدأي الاختصاص والكفاءة.

وهذا يعني أن النظام اللبناني لا يزال يتبنى المشاركة الطائفية لا الحزبية ـ الطائفية كأساس للوحدة الوطنية.

 

 

الباحث والمؤرخ الدكتور عصام خليفة: دولة الاعتدال سقطت والطائف أعاد بناءها

جورج بكاسيني/المستقبل

قارب الباحث والمؤرخ الدكتور عصام خليفة جذور الاعتدال في لبنان في لمحة تاريخية لامست محطات اساسية تجلى فيها الاعتدال كمرتكز من مرتكزات النظام اللبناني، الذي جاء نتاجاً للتعددية الطائفية التي انجبته وانجبت معه الديموقراطية، من دون ان يتجاهل بعض مظاهر التطرف والعنف التي تفشّت بين الطوائف من جهة، تماماً كما تفشّت داخل كل من هذه الطوائف نفسها، من جهة ثانية.

ويعرض خليفة في هذه الحلقة للمحطات التي ضربت اعتدال لبنان وحياده، واهمها اتفاق القاهرة الذي "سقطت من بعده دولة الاعتدال في العام 1969". ويعتبر ان اتفاق الطائف كان محطة لاعادة بناء الاعتدال والدولة في لبنان، لكن النظام السوري الذي فعل ما فعله في التركيبة اللبنانية ذهب الى اعتماد "معادلة اللااستقرار" ليبرر دوراً له في "الاستقرار" اللبناني.

وعلاوة على التداعيات التي خلفتها المقاومة الفلسطينية في الوضع اللبناني "رغم تمسّك اللبنانيين بالقضية الفلسطينية" من جهة، وما أحدثه الاحتلال الاسرائيلي من تصدعات خطيرة في الداخل اللبناني، من جهة اخرى، يتوقف الدكتور خليفة امام الدور الذي لعبه "حزب الله" في التركيبة اللبنانية "خارقاً" مسلّمات اساسية في البلد تماماً كما خرق مسلمات شيعية ايضاً، مذكراً بقول مأثور للإمام موسى الصدر جاء فيه إن "قدر الشيعة ان يكونوا السوار النحاسي الذي يحمي حدود لبنان"، ليسأل: "لماذا خرق "حزب الله" هذا السوار وعبر الى خارج الحدود ليدخل في متاهات سوريا؟".

ويعتبر خليفة ان العنف والتطرّف هما عبارة عن "مقبرة جماعية" للطوائف اللبنانية كلها، للموارنة والدروز والسنة والشيعة، ويؤكد ان في التاريخ امثلة كثيرة على احلام راودت عدداً من الطوائف عنوانها "إلغاء الآخر" آسفاً لأن يراود هذا الحلم "حزب الله" في الوقت الحاضر.

 

فلسفة الاجتماع اللبناني: التعددية أنتجت الاعتدال والديموقرطية

 

بداية، يتحدث خليفة عن جذور الاعتدال في لبنان من وجهة نظر تاريخية وجغرافية:

"فرض تكوين لبنان الديموغرافي الاجتماعي السياسي، المرتكز أصلاً على التكوين الجغرافي، الاعتدال, لأن الناس عندما أتوا الى هذه الأرض كانوا يريدون ممارسة حرياتهم هاربين من السلطة المركزية في الداخل، ولجأوا الى الواقع الجغرافي الذي هو الجبال كي يمارسوا هذه الحريات، ففرض عليهم العيش المشترك بين طوائف متعددة وبين مجموعات متعددة مبدأ تقبّل الآخر، والاعتدال. هناك نص للرحّالة ابن جبير في القرن الثاني عشر يقول إنه مرّ في جبل لبنان وسمع الناس من طوائف متعددة يتحدثون بلغات متعددة بين بعضهم البعض، وتعجّب كيف أن المسلمين والمسيحيين يعيشون مع بعضهم البعض، ويتبادلون الطعام. هذا دليل أن الناس ليسوا محكومين دائماً بالحروب والنزاعات، والبرهان على ذلك أن هناك قرى على امتداد تاريخنا وجغرافيتنا كانت مختلطة، ولكي تكون القرى مختلطة يجب أن يكون هناك عيش مشترك واعتدال، لكن هذا لا يدفعني الى تبسيط التاريخ والقول إن العنف أو التطرّف ليس موجوداً. كان العنف موجوداً ضمن الطوائف وبين الطوائف، وليس بالضرورة أن يكون ناتجاً عن الدين بل عن الواقع الجغرافي أيضاً، أي أن صراعات كانت تحصل بين "معّازة" من قرية مارونية وبين "معّازة" آخرين من قرية مارونية أخرى، وأيضاً بين الطوائف. العنف تفاقم في المرحلة المملوكية حيث حصلت اجتياحات من قبل القوات المملوكية لجبل لبنان فهاجموا كسروان حيث كان هناك شيعة وموارنة، كما هاجموا جبة بشري أيضاً ضمن ما يسمّى الحملات المملوكية. هذه مرحلة مظلمة في تاريخنا، وهذا ما يمكن أن نفهمه في سياق الردّ على الحملات الصليبية حيث إنه في هذه الفترة استمر التعايش، وديموغرافياً استمر التعايش في قرى متنوعة، وساد في معظم المناطق عشية انتهاء الحكم المملوكي ومجيء الحكم العثماني، مثل منطقة البترون وقرى عديدة مختلطة في الكورة وطرابلس، فكان ثلث سكان طرابلس من النصارى واليهود، حتى أن اليهود الذين طردوا من إسبانيا جاؤوا الى طرابلس وإلى المدن الساحلية اللبنانية. هذا دليل إضافي على قبول التعدّد السكاني".

ويضيف خليفة: "كما شهدت الفترة العثمانية نمواً ديموغرافياً مسيحياً لا بل ثمة مناطق تزايد فيها التواجد المسيحي مقابل التناقص الإسلامي في ظل الحكم العثماني، على الرغم من أنه كان هناك استنزاف ديموغرافي من قبل السلطة العثمانية التي كانت تجنّد المسلمين ولا تجنّد المسيحيين. وقد توافر الاستقرار في الفترة العثمانية الأولى، لكن مع ضعف الدولة العثمانية تزايدت الصراعات في المناطق، وأصبحت الدولة العثمانية في إدارتها للمناطق تكتفي بإدارة الصراعات، وتظهر وثائق في المحاكم الشرعية حرصاً عثمانياً على إعادة المهجرين وإعادة الاستقرار والأمن. لكن في النهاية كان هناك قدر من الهجرة بسبب الظلم في هذه المنطقة، إذ إن العنف موجود فينا كشرقيين أيضاً.

إذاً هناك اعتدال وعنف تبعاً لعوامل طبيعية, فحيث يسود الجوع والبرد والجفاف مثلاً يحصل العنف. قبائل تهاجم قبائل أخرى. في الوثائق العثمانية اطلعت عن كثب على صدامات حصلت في بيروت مثلاً بين مؤيدي "القرنفلة الحمراء" ومؤيدي "القرنفلة البيضاء"، أي قيسي ويمني، القيسيين واليمنيين (من طوائف مختلفة لكن الأرجح كانوا من الروافض أي شيعة) وفي التقرير أن مئات من القتلى وقعوا في الصدامات الدموية، هذا عنف وليس اعتدالاً".

نحن أمام جدلية الاعتدال والعنف، يسيران جنباً الى جنب، وفي تاريخنا كعرب انقسمت القبائل الى قيسي ويمني، واستمر هذا الانقسام لاحقاً. وعشائر جبل لبنان الدرزية والشيعية والمارونية طالها هذا الانقسام (القيسية واليمنية)، والفرضية الحزبية بحسب ما كانوا يسمّونها في ذلك الوقت لم تكن بين مسلمين ومسيحيين بل اختلاف بين مجموعات من طوائف عدة. الاعتدال استمر في العيش المشترك من خلال أدبيات السلوك اليومي، والاجتهادات إن كان من قبل المسلمين أو المسيحيين. في الفقه الإسلامي هناك الكثير من النصوص التي تدعو الى الاعتدال، والإسلام قام على الاعتدال، كدين وممارسة، والمسيحية أيضاً قامت في الأساس على الرجاء والتسامح ومحبة الآخر، هذا هو جوهر الأديان أي أن جوهر الأديان قائم على الاعتدال. أما ظواهر العنف فهي نتاج عوامل اقتصادية اجتماعية سيكولوجية مناخية صراعية بين العصبيات المختلفة".

العاميات: تكتل الطوائف ضدّ المحتّل

ويتابع خليفة: "بعد قيام العاميات في بداية القرن التاسع عشر وفي الجزء الثاني، أصبح هناك تمفصل في الأزمات ضمن الطوائف وبين الطوائف، ضمن الأحزاب القائمة، وصراع إقليمي، أي اندلاع فتن ضمن المناطق، (حرب طاحنة في قرنايل بين الأعوريين والهلاليين أدّت الى تهجير الناس من قريتهم ضمن الطائفة الواحدة). كما وقعت حرب سنة 1856 بين بشري وإهدن، فدعم الإنكليز زعامة آل الخوري في بشري والفرنسيون دعموا بطرس كرم في إهدن. هذا العنف لم يكن ناتجاً فقط عن عوامل داخلية بل عن تمفصل عوامل داخلية إقليمية ودولية، حيث قال وزير الخارجية العثماني صارم أفندي: "يجب القضاء على الدروز والموارنة في سوريا من خلال إثارة الفتن بين بعضهم البعض، لأنهم سبب فتنة في سوريا". والتقارير الديبلوماسية الفرنسية تتحدث عن حواجز من المقاتلين الجبليين الأشداء، والأمير بشير أرسل مقاتلين الى دمشق لفصل القوات وتمركزت جيوشه في المزة، أي أنه كان قوة إقليمية. ما أريد قوله هنا أنه في ظل الائتلاف والاعتدال والتحالف بين اللبنانيين من كل الطوائف والعاميات (عامية انطلياس الأولى والثانية وعامية لحفد) ضد الضرائب حيث تكتّلت الطوائف ضد الضرائب وضد المحتل الخارجي. هذا يسمى اعتدالاً داخلياً ائتلافياً بين الفئات الاجتماعية وعنفاً ضد السلطة المتحكمة أو المحتلّة. في الثقافة أيضاً هناك انفتاح واعتدال في دعوات أمثال بطرس البستاني الذي شيّد مدرسة وكان ضد العنف الذي حصل في الفتن الطائفية ودعا الى الوئام والوطنية. حتى يوسف بك كرم رغم ما يتهم به، تنمّ رسائله عن وطنية ورفض للعنف وللتسويات الدولية. هناك لبنانيون لعبوا دوراً في السلطة العثمانية تحت عنوان التنوير والاعتدال والحداثة: هناك شخصية مهمة لا أحد يذكرها هو خليل غانم، وهو أحد الأربعة الذين شاركوا في وضع الدستور العثماني سنة 1876، وهو لبناني ماروني من بيروت وكان ترجماناً للوالي العثماني في دمشق واستدعاه الى استانبول وعيّنه لثقافته الواسعة عضواً في لجنة الدستور العثماني. أصل خليل غانم من لحفد كان ضد السلطان عبدالحميد لإنقلابه على الدستور، فهاجر الى باريس واستمر في الكتابة في الصحف الباريسية وكان من زعماء الحركة الإصلاحية في الدولة العثمانية، وترأس المؤتمرات العديدة قبل أن يتوفى سنة 1905: كان رئيس المؤتمر الإصلاحي العثماني سنة 1902، فربط الاعتدال بالحداثة والتجديد والنهضة، وأيضاً أحمد فارس الشدياق (خرّيج مدرسة عين ورقة وشقيقه أسعد) توفي في قنوبين في أحد الأديرة، كان يريد تفسير الإنجيل والتوراة تفسيراً حديثاً. كانت هناك قوى محافظة، إلا أن الصراع ضمن الكنيسة كان موجوداً. المطران اسطفان كان قائد الحركات الفلاحية، في الوقت نفسه كان هناك بطريرك متشدد هو يوسف حبيش، عرفت الكنيسة حداثة وتجدداً واعتدالاً من جهة ومحافظة وتشدداً من جهة ثانية.

كما في الطوائف الأخرى نماذج من أوائل القرن العشرين من أمثال المجتهد الكبير محسن الأمين الذي كان مرجعاً لسنّة الشام وهو شيعي من جنوب لبنان. كان يسكن في دمشق. يروي عنه السيد هاني فحص أن أحد السنّة أتى إليه كي يتشيّع، فقال له ماذا أقول؟ قال: "أن لا إله إلا الله" أي على طريقة السنّة، قال نعم، إذ لا فرق كبير بين الجهتين. ويروى عنه أنه مرّ ذات يوم في شتورة، فوقفت سيارة أمامه وعرض صاحبها عليه أن يشتري النبيذ، فلم يخذله، اشترى النبيذ ولم يشرب منه، حرصاً منه على تأكيد تقبّله للآخر".

ليس صحيحاً أن كل الدروز هاجموا

كل النصارى

ويتطرق خليفة الى الفتن الطائفية فيقول: "حتى في الفتن الطائفية، ليس صحيحاً أن كل الدروز هاجموا كل النصارى، أو كل النصارى هاجموا كل الدروز. لديّ وثيقة تشير الى أن أهل صاليما (المتن الأعلى) وضعوا ميثاقاً (دروز وموارنة) مفاده أنه إذا هجم الدروز على القرية يقاتلهم الدروز وإذا هاجمها الموارنة يقاتلهم الموارنة، هذا مهمّ جداً. الاعتدال في نسيج الأمراء، أي الأمراء اللمعيين، الذين كانوا دروزاً ثم أصبحوا مسيحيين، الأمراء الشهابيون جزء منهم سنّي وجزء تنصّر. وكان الأمير بشير يرفض الحديث عن طائفة الأمير أو الكلام الطائفي. لا شك أن الأمير بشير كان ظالماً. هناك تقاطعات في بنية الإمارة بين الطوائف. هل من باب الصدفة أن في بيت الخازن جبّ جنبلاط؟ معنى ذلك أن ثمة تفاعلاً بين الأعيان. قبلان القاضي (درزي) يقول في وثيقة بيع أرض لدير المخلّص الكاثوليك: "يد وفرّغت لأختها"؛ كان يتميّز بروح الاعتدال، كان من زعماء الدروز قبل أن تصبح الزعامة لآل جنبلاط. ليس كل الشعب يقاتل كل الشعب. فهو عاش مئات السنين في ظل تعايش، لكن الاقتتال يظهر لفترات ويجب درس أسبابه. يعني إذا وجد العنف لدى المسلمين يجب أن نسأل كم هي نسبته، 5%، أو أقل، إذاً لمَ لا نرى الـ95 الباقية؟ كذلك عند الشيعة وعند المسيحيين، لدى كل الطوائف.

في القرن العشرين ظهر تباين نسبي عندما انهارت الدولة العثمانية، فأصبح هناك في ظل الخارطة الجديدة التي نشأت في غياب السلطنة تيارات: مشروع دعا الى سوريا الكبرى العربية، مشروع آخر دعا الى سوريا الكبرى الفرنسية, ومشروع دعا الى لبنان الكبير، فيما تمسّك تيار آخر بلبنان الصغير.

كل تيار ضمّ شرائح من كل الطوائف، وكل تيار من هذه التيارات كان يضم أكثرية من طائفة معينة، أي مشروع سوريا الكبرى العربية كانت الأكثرية فيه إسلامية، وتحديداً سنّية، لبنان الكبير بأكثرية مسيحية وتحديداً مارونية. ما حصل أنه أنشئ لبنان الكبير، لكن الاعتدال المسيحي الذي كان يريد لبنان الكبير مع استقلال، تقارَبَ مع التيار الإسلامي الذي كان يريد لبنان الكبير مع صداقة مع العرب ولا يريد الانتداب. هذا التيار أصبح أكثرية في الثلاثينات. البطريرك إلياس الحويك شبّه فرنسا في ذلك الحين بالشمس التي تنوّرنا من بُعد وتحرقنا من قُرب. بدأ التيار المسيحي يطالب أكثر فأكثر بالاستقلال. التقى مع التيار الإسلامي الذي يرفض الانتداب، وهنا ظهر دور كاظم الصلح لـ"الاتصال والانفصال"، ودور يوسف السودا وقد تقاربا. وهنا قمة الاعتدال الذي كان أساس قيام الدولة حيث إن اجتماعات حصلت في منزل يوسف السودا سنة 1938 تتعلّق بالميثاق الوطني اللبناني للجلاء، وتوصّلت الى ميثاق مكتوب وقّعه عادل عسيران الشيعي، يوسف السودا المسيحي، رفيق البراج ومحمد خير الدين و32 شخصية لبنانية أخرى. الميثاق الوطني مكتوب، وقد أنشأ موقّعوه حزب الميثاق الوطني اللبناني وجوهره بناء دولة بين المسلمين والمسيحيين.

هذه الدولة تقوم كما يقول النص على "استقلال لبنان التام في حدوده الحاضرة وكيانه الجمهوري وحكمه الوطني، وتمتين الصلة بين لبنان والدول العربية حلف يضمن لكل منهم الاستقلال التام (تحالف وليس وصاية) والانتعاش الاقتصادي والكرامة القومية، وإقامة المساواة بين اللبنانيين على قاعدة العدل والكفاءة لا على أساس الطائفية، وتوحيد الثقافة القومية والتعليم مجاناً وتعميم منهاج للتدريس تشرف الحكومة على تنفيذه، ويدعو الميثاق أيضاً الى اعتماد اللغة العربية لغة البلاد الرسمية، وتحقيق الحريات كاملة، حرية الصحافة والجمعيات والأحزاب، والاعتدال المجسّد في الحريات، (لا أحد يمكن أن يقمع أو يلغي الآخر). التعددية الطائفية أنتجت الاعتدال والديموقراطية. هذه فلسفة الاجتماع السياسي اللبناني".

إذاً يضيف خليفة: "أقرّ الميثاق الوطني في منزل يوسف السودا يوم الجمعة الواقع في 18 آذار 1938 في الساعة التاسعة مساء ليركّز الدولة بين مكوّناتها. ثم في 1943 أتى رياض الصلح وبشارة الخوري ليضعا ميثاقاً ثانياً وزّعوا فيه المناصب في الدولة، ووقّعت الأطراف من الطوائف كافة على وثيقة وأنشأت حزب "الميثاق الوطني" اللبناني، الذي نال ترخيصاً وأصدر بيانات وأنتج بيئة ثقافية فكرية. حتى إن مؤتمر بكركي العام 1941 تبنّى الميثاق في أيام البطريرك عريضة، حيث حصل التقارب الإسلامي المسيحي. واستمر حكم الدولة اللبنانية مع الرئيس الراحل فؤاد شهاب على نهج الاعتدال وبناء مؤسسات الدولة أي ألاّ تنحاز الدولة بل أن تكون محايدة عربياً، فنتفاهم مع الرئيس جمال عبدالناصر كقوة إقليمية لكن ضمن السياسة العربية، أما ضمن السياسة الداخلية فإن السلطة في يد الدولة اللبنانية.

حين حصل العنف في الستينات (1967)، كان على الدولة اللبنانية أن تدعم وضعها بصورة أخرى، من دون أن ننسى الظروف المحيطة ولا سيما العنف في المنطقة باعتبار أن إسرائيل كيان قائم على العنف والتوسع، فهي طامعة بالمياه ولم تقرّ بالمواثيق الدولية التي تنصّ على أن الدولة سيدة على أرضها. والوضع العربي لم يكن أفضل حالاً، فتهجّر الفلسطينيون الى لبنان مع العلم أن لبنان ليس ضد القضية الفلسطينية بل يلتزم بها، وممثل الثورة الفلسطينية في 1936 كان لبنانياً، من المتن، أعني بذلك رئيف خوري، الذي دافع في نيويورك عن القضية الفلسطينية، وأيضاً بولس عبود وعدد من المسيحيين واللبنانيين عموماً دافعوا عن القضية الفلسطينية لكن ليس على قاعدة إيجاد وطن بديل في بلدنا والتدخّل في شؤوننا الداخلية، هذه هي المشكلة التي وقعت. أصبح لبنان خط تماس بين المسيحية والإسلام، كما وصفه صاموئيل هانتنغتون".

اتفاق القاهرة والحياد

أما مرحلة أو فكرة الحياد، فقد ضُربت برأي خليفة في 1968 "بسبب اتفاق القاهرة الذي تسبّب بخلل في الدولة اللبنانية حيث أصبح هناك فعل ورد فعل، تفكّكت الدولة. أصبح السنّة يعتبرون أن الفلسطينيين جيشهم، والموارنة تسلّحوا ولم تعد الدولة سقفهم، والحركة الوطنية راهنت على السلاح الفلسطيني وهذا خطأ، لأن في لبنان تكويناً خاصاً به لا يمكن تغييره بالعنف، والحرب الطاحنة (1975 ـ 1990) تسبّبت بخسائر قدرت بـ150 ألف قتيل و900 ألف مهجّر وخسائر اقتصادية. حين تنهار الدولة بين الطوائف يقوى العنف داخل الطوائف، الدولة تعني احتكار العنف من قبل السلطة، عندما لا يكون هناك دولة تحتكر العنف، كل شخص يحدث العنف وينص القوانين على مقاسه، وتتدمّر دولة القانون والمؤسسات حيث تصبح دولة "كل مين إيدو إلو". دولة الاعتدال سقطت عملياً في 1969 1970 واندلع العنف في 1975. كانت هناك مشاريع جهنمية لتفكيك الدولة وتفاهم سوري إسرائيلي لتقاسم أرض الدولة، هؤلاء في الجنوب وأولئك في الشمال، ما سمّي حينذاك red line system (نظام الخطوط الحمر) الذي تحدّث عنه هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركية السابق في مذكراته.

بعد اتفاق الطائف، حصلت محاولات لإعادة بناء الدولة. تظاهرنا حينها ضد الحرب، كان هناك تيار مجتمع مدني (1986 1988) حيث وضعنا ميثاق انطلياس ونظّمنا تظاهرات مع الحركة النقابية في منطقة المتحف، ضمن نطاق تجمّع الهيئات الثقافية. كنا نسير وفق معادلتين: مقاومة العدو الإسرائيلي وانسحاب القوات السورية من لبنان. كل خارج يريد خلخلة بنية الوضع اللبنانية ليسوّغ تدخّله، ويكون مع العنف ضد تماسك البنية الداخلية التي تقوم على الاعتدال والتضامن والوحدة الوطنية بين كل المكونات. الطائف كان محطة لإعادة بناء هذا الاعتدال والدولة، لكن دخل على الخط النظام السوري وبعده "حزب الله" وإسرائيل التي لا تريد دولة في لبنان، تقاطعت سياستها مع السياسة السورية التي تريد ضم لبنان الى سوريا. أصبح هناك صراع إقليمي على لبنان. في المرحلة الأولى، "حزب الله" وكل المقاومة في لبنان كانت مسوغة حتى انسحاب إسرائيل في العام 2000. كانت مقاومة تحت ظل القانون الدولي، ورغم أنه ما زال هناك جزء محتل من لبنان لكن لا يسوّغ أن تبقى المقاومة دولة ضمن الدولة. وهذا لا يمنع أن نستفيد من هذه الطاقة البشرية العسكرية، لكن أن تكون ضمن منظومة الاستراتيجية الدفاعية في المجتمع، كي يدافع كل الشعب اللبناني عن مصالحه، وليس جبهة شيعية، هنا تسقط المقاومة قبل أن تبدأ. إذاً فكرة الدولة انهارت، وبرأيي أن السوريين لعبوا لعبة في هذا الموضوع ضمن الوضع اللبناني، أرادوا أن يخلخلوا بنية الدولة. لذلك سلّحوا فئات ضد فئات أخرى تحت عنوان "destabilisation pour stabiliser" أي خلق اللااستقرار كي تخلق مسوّغاً للاستقرار، هذا جوهر اللعبة السورية. كل طائفة أو كل قوة في المجتمع تعتقد أنها في مرحلة من المراحل تستطيع إلغاء الآخر، وهذا حلم راود الكل، والآن يراود "حزب الله". هناك تيارات في الطائفة الشيعية ضد هذا الخيار. وفي السابق كانت هناك تيارات مسيحية ضد المشروع المسيحي وواجهته فكرياً، لكن الخطير هو الى أي حدّ يمكن أن يصل أي مشروع. معروف أن لدى برنارد لويس مشروعاً تفكيكياً للمنطقة عبّر عنه في إحدى مقالاته في 1994 متحدثاً عمّا يجري في المنطقة منذ فترة، من طوروس الى المحيط الهندي، وهو يُعتبر أهم عقل يهودي وأهم عالم يهودي، تقاطع في ذلك مع ما قاله آرييل شارون العام 1983، ما يؤكد وجود مخطط إسرائيلي لتفكيك المنطقة. ما يجري الآن هو مشروع تفكيك للمنطقة وإعادة تشكيلها.

هذا العنف الدائر مستخدماً الدين الإسلامي من جهة، وعنف الأقليات من جهة ثانية، يمثلان برأيي مقبرة جماعية. العنف والتطرّف هما مقبرة جماعية للسنّة والشيعة والدروز والمسيحيين، والحل هو عودة العقل والإخاء وإعلاء الوطنية، وعدم استخدام كل هذه الشعارات. عندما يعلن وزير خارجية بريطانيا أن الحرب في سوريا سوف تستمر لعقود ونتائجها حتمية على الجوار، ومن ثم يقول إن سوريا سوف تتفكّك ونتائجها لن تقتصر على الجوار إنما على العالم، باعتبار أننا قريبون من أوروبا، ماذا يعني ذلك؟ الآن في السياسة الدولية، الروس يلعبون لعبة الأقليات. في أوائل القرن تبنّت فرنسا قضية الأقليات أو استراتيجية الأقليات ثم الإنكليز ثبّتوا المشروع العربي بعد أن لعب الفرنسيون هذه الورقة في أوائل القرن الماضي. الآن عدنا الى تشكيلة ما بعد السلطنة العثمانية، حالياً يتمّ تشريح المنطقة على الطاولة ولبنان معني بهذا الحدث، من هنا خطورة ما يجري في لبنان. فإذا كنا لاعبين على الطاولة يبقى لدينا كيان ودولة، وإذا كنا مجرّد ملعب، نكون خسرنا. دخول "حزب الله" الى سوريا كان خطأ. وسبق وقلت ذلك لأحد قياداته مذكّراً بموقف مهمّ للإمام موسى الصدر قال فيه إن "قدر الشيعة أن يكونوا السوار النحاسي الذي يحمي حدود لبنان". هذا كلام جميل، لماذا نخرق هذا السوار النحاسي وندخل في متاهات داخل سوريا؟ وإلى أين سنصل وما الذي سنجنيه سوى القتلى؟ "حزب الله" يخرق مسلّمات أساسية في البلد. طبعاً هو يخرق مسلّمات شيعية أيضاً، إذ إنه يخرق السوار النحاسي ويعبر الى خارج الحدود.

في المقابل، لا بد من التنبّه إزاء بعض التيارات السلفية، الفعل وردّ الفعل، علينا تحييد لبنان عن التجاذب الإقليمي".

وما إذا كان لهذا التطرّف جذور أو أب في لبنان، يقول خليفة: "هذا النوع من التطرّف السنّي والشيعي ليس له جذور في لبنان. هذا التطرّف غريب عن تقاليدنا. في تاريخ الشيعة لم ألحظ هذا العنف والتطرّف وفي تاريخ السنّة كذلك، لكن التمويل الخارجي يفعل فعله شرقاً وغرباً على طريقة "qui donne ordonne" الذي يموّل يأمر. لذلك يجب إقفال حنفيات التمويل الخارجية. التطرّف له جذور لها علاقة بالفقر والعاطلين عن العمل، يجب معالجة الوضع الاقتصادي الاجتماعي. 50 في المئة تحت خط الفقر في طرابلس وفي باب التبانة. الفقر مستشرٍ في جبل محسن أيضاً. فلسفة لبنان تقوم على الاعتدال وعلى اللاعنف. الدولة بمعناها السياسي الاقتصادي الاجتماعي الأمني هي التي تحفظ حقوق الجميع وما من طرف يمكنه لوحده أن يحفظ حقوقه لأن ذلك خارج القانون والدولة ويوصل البلد الى الانهيار. العبرة الأساسية أن نبني الدولة من كل مكوّنات المجتمع اللبناني، وهي تحتكر السلطة، وتعيد التجنيد الإجباري، بدل أن يصبح الجيش 150 ألفاً، خفّضنا عدد عناصره من 80 ألفاً الى 50 ألفاً.

الآن ندمّر أنفسنا ونتقاتل مع بعضنا البعض. عرسال جزء من شعبنا الذي يحافظ على الحدود الشرقية، لماذا أعتبره إرهابياً؟ والشيعي في الجنوب قاتل إسرائيل، هذا جزء من بطولات شعبنا، لكن علينا أن نضع هذه البطولات في "قجّة" الوطن، كما أن الماروني لديه بطولات والدروز قاتلوا العثمانيين. كل طائفة قدّمت للوطن ما يكفي".

 

عندما يلملم العُمر جراحه.. ويُغادر الضاحية

علي الحسيني/المستقبل

يصحون عند كل صباح يتفقد بعضهم بعضاً يهرعون الى شاشات التلفزة ليرتشفوا مرارة أخبارها بدل القهوة، وجوههم بائسة ترتسم علامات الخوف على ملامحهم، سؤال يتجدد مع طلّة كل فجر "أين سيضرب الانتحاري هذه المرة؟". يجولون في شوارع الضاحية الجنوبية بخطوات تسابق الزمن كل منهم يريد إنهاء عمله بأقل أضرار ممكنة فهناك من ينتظر عودتهم، أطفال يسيرون الى جانب الأرصفة، أملهم الوحيد ان يصلوا الى مدارسهم لا الى المستشفيات أو أمكنة أخرى، أفكار تجول بداخلهم تنعكس سرعة على حركات أقدامهم وفي بالهم أن انتحارياً ما يرصد حركتهم وينتظر فرصة الانقضاض عليهم ليحوّلهم الى مجرد ذكرى.

في شوارع الضاحية عيون تلاحق تحرّكاتك ترصدك تُشعرك وكأنك انتهكت حرمة منزل على حين غرّة من أهله، نظرات يسكنها الخوف، شعب مرّت عليه سلسلة من الحروب والضربات لكنها المرّة الأولى التي يواجه فيها حرباً من هذا النوع لدرجة أن الذهاب الى العمل أو المدارس أصبح بحاجة الى "استخارة" والخيرة دائماً في ما اختاره الله. بعضهم يُمنّي نفسه بحل قريب بعد وعود تلقّاها منذ أيام لكن الى أن يأتي ذلك اليوم هناك من يتضرّع الى الله أناة الليل والنهار أن يُبعد عنه وعن أهله شبح الانتحاريين الذين تحوّلوا الى أشباح مهمتهم الضرب في وضح النهار.

وسط هذا الخوف الذي يُسيطر على حياة الأهالي في الضاحية ويتحكم بها، هناك إجراءات أمنية مشددة جديدة بدأ "حزب الله" يطبقها في الفترة الأخيرة، منها إغلاق عدد من المنافذ التي تؤدي الى قلب الضاحية والتي يبلغ عددها في الأصل 36 مدخلاً بينها 15 مدخلاً فرعيّاً، وقد باشر الحزب فعليّا بإغلاق بعض الطرق المؤدية إلى المنطقة بحيث حصر العبور بمنافذ محددة، ورافقت هذه الخطة مجموعة خطوات إضافية مثل: توزيع بطاقات ممغنطة على أصحاب السيارات لركنها داخل الأحياء، يرافقها سيارات حزبية تم وضع مكبرات للصوت على سقفها هدفها التجوال داخل الأحياء للتعرّف على السيارات العامة.

ومن الأساليب الأمنية التي يُحكى أن "حزب الله" سوف يلجأ اليها استقدام عدد من البوابات الإلكترونية التي يمكنها كشف العبوات عن طريق الـ "سكانير" وهنا يقول البعض إنها مجرد أقاويل هدفها طمأنة الأهالي لا أكثر ولا أقل خصوصاً في ظل الخوف المتزايد الذي يعيشه سكان الضاحية، والبعض الآخر يؤكد أنها وصلت وما ينقص فقط هو تحديد المداخل التي ستوضع عندها، واللافت في هذا الأمر أيضاً كميّة الكلاب البوليسية الألمانية والفرنسية التي يستعملها الحزب في بحثه عن المتفجرات وقد شهدت منطقة قريبة جداً من الضاحية افتتاح مركز لتدريب هذه الكلاب التي تحتاج الى أمكنة بعيدة نوعاً ما عن التواجد السكاني.

أما في الشارع العريض في حارة حريك حيث ضرب الإرهاب مرتين، حيث كانت هذه المنطقة تعج بالناس والحياة وكانت تعتبر مكان تسوّق يقصده الناس من الضاحية وخارجها، فإن الزائر اليوم لا يلحظ سوى الخوف في عيون الباعة الذين يدللون على بضاعاتهم بأسعار لم يعهدها الشاري من قبل، ومحمد عودة صاحب محال للألبسة ليس سوى نموذج عن الحالة التي يعيشها التجار في هذه المنطقة، فهو يستهزأ بفكرة الموت ليس لعدم الخوف منه بل لأنه يعتبر أن الموت يأتي بأشكال متنوعة "الموت لديه أشكال متعددة، أخاف على أولادي وهم في طريق ذهابهم الى الممدرسة أو لدى عودتهم منها، أخاف أن أخسر تجارتي جرّاء الوضع الاقتصادي الخانق".

ويُقسم محمد بأنه في حال وقع التفجير الثالث لا سمح الله في الشارع نفسه "لن أبقى دقيقة واحدة في المنطقة، فمنذ التفجيرين الأخيرين اللذين وقعا في الشارع هنا ولغاية اليوم أنفق مما كنت قد أدخرته لتعليم أولادي الأربعة، فهذه الواجهة المصنوعة من مادة مصفحة ضد الشظايا مع هذه الكاميرا بالإضافة الى البضاعة التي اشتريتها بدل تلك التي تضررت من جراء التفجيرين كلفتني الكثير من المال وأنا غير مستعد لأن أمضي ما تبقى من عمري مديوناً للناس وإلا أصبح كمن يحرث في البحر".

وللنزوح من الضاحية حكاية لا يمكن اختصارها بشخص واحد، فهناك العديد من الأهالي الذين فضّلوا الابتعاد عنها هذه الفترة ريثما تهدأ الامور ومنهم من توجه الى الجنوب وبعضهم أدار محرّك سيارته باتجاه البقاع، لكن السؤال الذي يطرح نفسه "ماذا يفعل من ليس لديه منزل خارج المنطقة وتحديداً أبناء الضاحية "الأصليين"؟. حسين سليم ابن حارة حريك لن يبيع منزله ولن يؤجره إنما فضل الاستئجار مؤقتاً في ضواحي منطقة بعبدا "دائماً يحضر الى مخيلتي مشهد ابني الوحيد "لا سمح الله" وهو غارق في دمه جراء انفجار ما" وانطلاقاً من خوفه هذا "تركت الجمل بما حمل" الى حين ايجاد حل لهذه المعضلة.

ومن الآثار السلبية التي نتجت عن الوضع الأمني في الضاحية، بدا واضحاً من خلال أسعار الشقق والإيجارات، وهنا يقول أحد السماسرة الذي تمنّى عدم الكشف عن اسمه، إن "أسعار الشقق قد انخفضت بنسبة 30 في المئة وإن حركة شراء العقارات قد توقفت بنسبة 80 في المئة، ويرافق هذا التدهور عمليات استغلال من بعض المنتفعين الذين يدركون حاجة الناس الى الأمن والأمان فيقومون بعرض مبالغ زهيدة جداً مقابل شراء محال أو شقق أو حتى أراضٍ، وهذا يحصل تحديداً في مناطق بئر العبد، صفير وحارة حريك".

من نافل القول إن الضاحية الجنوبية تعيش أسوأ أيامها بعدما أصبحت نقطة يقصدها الإرهابيون ليبيعوا فيها الموت "ببلاش" وحلم الطفلة ريم ابنة السنوات السبع بلحظة أمان تعيشها هي ورفيقاتها في المدرسة بعدما تخلّت عن حلم الألعاب والثياب الجديدة، يُقابله سؤال الطفل جاد لوالدته عمّا اذا كان باستطاعة الانتحاري المجيء الى منزلهم، فيقول إنه ينتظر مجيئه ليقتله "بسكين المطبخ".