المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 10 شباط/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/الفصل/الأصحاح 33/01 و07/ الرجاء في الرب

*ذكرى أبينا القديس مارون/نشرات أخبارنا لليوم

*الموارنة في ذكرى أبيهم مارون: إيمان وشهادة للحق/الياس بجاني/09 شباط/14

*بالصوت/الموارنة في ذكرى أبيهم مارون: إيمان وشهادة للحق/الياس بجاني/09 شباط/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 09 شباط/14

*نشرة أخبار موقعنا الأنكليزية

*الأوزبكي يموّل "جبهة النصرة" من إيران!

*مشروع دولي لإعلان حياد لبنان!: مذكرة بكركي أشرف عليها الفاتيكان/وجدي ضاهر/الشفاف/الاحد

*وثيقة ٢٠١٤: بكركي تعود إلى موقعها الطبيعي/قراءة في مذكرة بكركي الوطنية الصادرة في 9 شباط 2014/كمال ريشا/الشفاف

*اثنان من المتهمين الخمسة باغتيال الحريري ظهرا في ساحة جريمة اغتيال وسام الحسن 

*أوساط روحية لـ "السياسة": من المعيب تقاعس الدولة عن اعتقالهم/حميد غريافي: السياسة

*تشكيلة غير رسمية لأعضاء الحكومة… من هي آخر الأسماء المرشّحة للتوزير؟

*الرئيس سليمان: لا سبب يمنع تشكيل الحكومة

*عن أوهام «حزب الله» في أن الإرهاب مقيم في يبرود/حازم الأمين/الحياة/

*لا تنسوا «حزب الله»/أحمد عدنان/الحياة

*السنيورة: عون يعرقل بمساعدة حزب الله

* لقاء مطوّل بين د. فارس سعيد وميشال كيلو في باريس

*"هدنة" طهران: الإقتصاد لروحاني وشؤون لبنان وسوريا والعراق لـ"الحرس"/مروان طاهر/الشفاف/

*الحكومة في لبنان بين تذليل آخر العقبات و"لجْم أضرار" ما بعد إعلانها

*عائلة انطون شكرت كل من أسهم في الافراج عن ابنها ونوهت بدور الجيش والقوى الامنية

*آل مشيك قطعوا طريق الحدت الشويفات ومن ثم أعادوا فتحها

*فقدوا الاتصال به منذ الخميس بعد خروجه من مطعم منويلا جونية

*مقتل ابن شقيق أحمد الاسير مع عدد من اللبنانيين في حمص

*نواف حسين شارك بنقل سيارات استخدمت في عمليات التفجير

*وفاة الجندي الجريح في الحمودية

*مقتل جندي واصابة أب وابنته في حادث سير مروع في الكورة

*وفد من بريح زار الراعي مهنئا بعيد مار مارون وعارضا ملف التعويضات للمهجرين

*لائحة بأسماء انتحاريّين مفترضين لدى الأجهزة الأمنية

*طلال المرعبي: بازارات تشكيل الحكومة لم تعد محمولة

*الحريري اتصل بالراعي معايدا: لاعتماد مذكرة بكركي قاعدة للحوار الوطني

*النائب البطريركي المطران سمير مظلوم يزور قطر اليوم بهدف ترؤس قداس عيد مار مارون

*كتبت منى فياض على صفحتها (الفايسبوك) اليوم

*مباحثات الحكومة اللبنانية بين الدفاع والداخلية وسليمان يعد التأخر معيبا

*عون يعلن تأييده الكامل لـ«وثيقة بكركي».. وحزب الله يحذر من صيغة «الأمر الواقع

*بوتين وروحاني وبشار وحسن.. كلهم في صورة واحدة/عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط

*أخيرا.. اكتشفت واشنطن من وراء «القاعدة»/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*إيران و«القاعدة» في سوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*فتفت: مشروع حزب الله بقاء حكومة ميقاتي واستلامها مهام رئاسة الجمهورية

*النائب نضال طعمة: واهم من يظن أن هناك تنازلا عن شرط عدم تدخل حزب الله في سوريا والواقع السوري سيلفظ الحزب خارج الحدود في أي مشروع حل للازمة

*قاسم: لا وجود للبنان من دون مقاومته وننصح سليمان وسلام ببذل جهد حثيث وحقيقي للحكومة الجامعة

*قاووق: لحكومة جامعة تحصن الإستقرار وتقفل الأبواب أمام الإرهاب التكفيري

*يزبك: هل المداورة أكبر من لبنان وأعظم من الخطر الذي يحيق به؟

*النائب علي بزي: المرحلة بالغة الخطورة والمطلوب تنازلات لحفظ الوطن احمد قبلان: لحكومة شراكة تكون مدخلا لاتفاق سياسي وانتخاب رئيس للجمهورية

*وزير الخارجية عدنان منصور رفض وضع اسرائيل مع سوريا في موقع الاعتداء على لبنان:عراقيل اقليمية ودولية تحول دون التاليف ولكن العرقلة الاساس تبقى في الداخل

*محمد فنيش: بذلنا جهودا ولا نزال نقدم كل ما يلزم من أجل تشكيل الحكومة نطالب الجميع بالتمسك بدور المقاومة والجيش وان لا يعمل على اضعاف دورهما

*رجل الأعمال ابراهيم الصّقر للبنان الحرّ: حزب الله في سوريا يدافع عن الأسد ونظامه لا عن نفسه ولبنان

*الحريري في السعودية ولم يزر دبي في الأيام الماضية

*باسيل: نعمل ليكون لبنان أهمّ وأكبر من حقيبة

*الجيش أوقف في عرسال العقيد السوري المنشق محمود عباس

*تفاهم الحلفاء بعد 8سنوات...حاجة ملحة الى ملحق

*إيران: سفننا الحربية تبحر صوب سواحل امريكا ردا على نشر سفنها في الخليج

*اطلاق نار في كنيسة باقصى الشرق الروسي وسقوط قتيلين وستة جرحى

*في شريط جديد.. راهبات معلولا يطالبن بالافراج عنهن

*نتانياهو: كل من يمس بنا او مس بنا او ينوي المس بنا فذنبه على جنبه

*استطلاع: الكاثوليك يشيدون بالبابا ويخالفون قواعد كنسية حالية

*صراع بين روحاني و"الحرس الثوري" على خلفية التقارب مع الغرب في ظل سعي الرئيس إلى تقليص النفوذ السياسي والاقتصادي للمؤسسة العسكرية

*إيران والعشب والقنبلة/نديم قطيش/عكاظ اليوم

*الراعي التقى عون وشربل وبصبوص:لوعي الهواجس واستعادة الثوابت عون: نؤيد مذكرة بكركي مئة بالمئة ونتمنى ان نتساعد معا على تطبيقها

*المطران منير خير الله: لنجدد انتماءنا إلى كنيستنا الأنطاكية وأوطاننا ومحيطنا العربي والإسلامي

*راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده للسياسيين: الى أي مراكز ستصلون اذا لم يعد هناك بلد وماذا ستجنون من أرباح من بلاد قتلتم فيها كل مقومات الحياة؟

*الطائفة المارونية أحيت عيد مار مارون في صور

*قداديس في النبطية في عيد مار مارون

*الاباتي طنوس نعمة مترئسا قداس عيد مار مارون في عنايا: لتتضافر جهود الجميع للحفاظ على هذا الوطن الرسالة

*الخوري يوحنا مخلوف ترأس القداس الاحتفالي بعيد مار مارون في زغرتا

*راعي أبرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة في قداس زحلة الاحتفالي: ما يطمئننا ان لبنان ما زال قادرا على النهوض الذاتي ولم يبلغ بعد مرحلة العيش في العراء

*رعي أبرشية صور والاراضي المقدسة المطران شكر الله نبيل الحاج  ترأس قداس مار مارون في الجرمق وطالب المسؤولين بإعمارها

 

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/الفصل/الأصحاح 33/01 و07/ الرجاء في الرب

 ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك  يارب، تراءف علينا. إياك انتظرنا. كن عضدنا في الغدوات. خلاصنا أيضا في وقت الشدة

إرحمنا يا رب، إياك انتظرنا. كن ذراعنا في كل صباح وخلاصنا في زمن الضيق. من دوي صوتك تهرب الشعوب، وعند قيامك تتبدد الأمم. فتجمع غنائمهم جمع الجراد، وكقفز الجنادب يقفز عليها. تعالى الرب ساكن العلاء، مالئ صهيون إنصافا وعدلا الرب أمان لك في الحياة وفيض خلاص وحكمة وعلم، ومخافته تكون كنزك. ها أبطال أريئيل يصرخون في الشوارع ورسل السلام يبكون بكاء مرا الطرقات خلت من سالكيها وانقطع عابرو السبيل. العهود تنقض والشهود يزدرون، ولا يحسب حسابا لإنسان. الأرض تنوح وترزح، ولبنان يذوي من الخجل. الشارون صار كالبادية وتعرى باشان والكرمل. لكن الرب يقول: الآن أقوم. الآن أرتفع وأتعالى.

تحبلون بالحشيش وتلدون التبن، وأنفاسكم نار تأكلهم وتكون الشعوب كالكلس المحترق، وكشوك مقطوع يحرق بالنار. إسمعوا أيها البعيدون ما صنعت، واعرفوا أيها القريبون جبروتي. فزع الخاطئون في صهيون، واجتاحت الرعدة الكافرين. من منا يسكن في النار الآكلة، أو يقيم في المواقد الأبدية؟ أما السالكون طريق العدل، المتكلمون كلام الاستقامة، الرافضون مكاسب الظلم، النافضون أيديهم من الرشوة، المغلقون آذانهم عن خبر الجريمة، المغمضون أعينهم عن رؤية الشر، فهم يسكنون في الأعالي وحماهم معاقل النسور. ويكون خبزهم مرزوقا، وماؤهم مكفول لهم.

 

ذكرى أبينا القديس مارون/نشرات أخبارنا لليوم
الموارنة في ذكرى أبيهم مارون: إيمان وشهادة للحق/الياس بجاني/09 شباط/1
4
بالصوت/
الموارنة في ذكرى أبيهم مارون: إيمان وشهادة للحق/الياس بجاني/09 شباط/14

نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 09 شباط/14
نشرة أخبار موقعنا الأنكليزية

 

 

الأوزبكي يموّل "جبهة النصرة" من إيران!

أم تي في/أعلنت وزارة الخزينة الأميركية سلسلة عقوبات جديدة ضد شركات حول العالم بتهمة انتهاك العقوبات المفروضة على إيران، ولكن الجديد هذه المرة أن العقوبات طالت شركات على صلة بتسهيل نقل الأسلحة والتجهيزات لصالح النظام السوري، إلى جانب شبكة تابعة للقاعدة تنشط من إيران وبعلم سلطاتها وتعمل على تجنيد مقاتلين لصالح "جبهة النصرة" المعادية لدمشق.

وبرز في العقوبات الجديدة استهدافها لعدد من الشركات والأشخاص الذين يعتقد أنهم ساهموا في مساعدة إيران على تجنب العقوبات وتطوير برامج نووية أو عسكرية تتعلق بالصواريخ، إلى جانب دعم نشاطات إيران المتصلة بالإرهاب، وتتوزع الجهات التي طالتها العقوبات على عدة دول بمقدمتها تركيا واسبانيا والمانيا وجورجيا وأفغانستان والإمارات وليختنشيتن.

ومن بين الجهات التي طالتها عقوبات بسبب التورط في دعم برنامج إيران النووي التركي "علي كانكو" الذي ساعد مجموعة "تيفا سانات" الإيرانية من أجل تطوير مراكب سريعة لصالح الحرس الثوري، وشركة "أدفنسا إلكتريكال" الأسبانية التي باعت طهرات أجهزة على صلة بالبرنامج النووي.

وطالت العقوبات أيضا شركات إيرانية موجودة في الإمارات على صلة بشركة "ماهان إير" الإيرانية للطيران، والتي تتهمها أميركا بأنها الناقل الرئيسي للأسلحة الإيرانية إلى النظام السوري الذي يستخدمها ضد شعبه، إلى جانب ضباط في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني هم علي رضا حيماتي وأكبر سيد الحسيني ومحمد أفخمي بتهمة التورط في توفير الدعم لمسلحين من أجل شن عمليات في أفغانستان، وكذلك التأثير على المسار السياسي الأفغاني. ولكن اللافت للانتباه في قرار العقوبات الأميركية الجديدة أنه طال من وصف بـ"الشخصية الأساسية في تنظيم القاعدة والموجود في إيران" ويدعى أولمزون أحمدوفيتش صادقييف، والذي قالت إنه يعمل "بعلم السلطات الإيرانية" ويدير شبكة مسؤولة عن نقل الأموال والمقاتلين الأجانب عبر تركيا لصالح "جبهة النصرة" والشبكات التابعة للقاعدة في سوريا.

وبحسب القرار، فإن صادقييف، واسمه الحركي "جعفر الأوزبكي" عضو في جماعة "اتحاد الجهاد الإسلامي"، وينشط أيضا تحت اسم "جعفر مويدينوف" ويوفر الدعم اللوجستي والتمويل للقاعدة، وعلى صلة بشخصيات أخرى من تنظيم القاعدة على لائحة المطلوبين لواشنطن، وبينهم "ياسين السوري".

ويشير القرار إلى أن صادقييف يقيم في مدينة "مشهد" الإيرانية ويعمل على تهريب المقاتلين عبر الحدود مع أفغانستان المجاورة، وتقوم شبكته بتحريك المقاتلين نحو أفغانستان وباكستان عبر إيران، بينما يقود "ياسين السوري" شبكة القاعدة في إيران، بعد فترة قصيرة أمضاها قيد الاعتقال نهاية عام 2011.

ويلعب "ياسين السوري" دورا بارزا في نقل أصحاب الخبرات القتالية من باكستان إلى سوريا، كما يساهم في تنظيم شبكات نقل المجندين إلى سوريا عبر تركيا، وسبق لشبكة القاعدة في إيران - بحسب القرار الأميركي - أن ساعدت على نقل الأموال من المتبرعين في الخليج، وخاصة من الكويت، إلى شبكات أخرى للقاعدة، بينها "جبهة النصرة".

 

مشروع دولي لإعلان حياد لبنان!: مذكرة بكركي أشرف عليها الفاتيكان

http://www.metransparent.com/spip.php?page=article&id_article=25349&lang=ar

وجدي ضاهر/الشفاف/الاحد 9 شباط (فبراير) 2014

ماذا دار بين الراعي وعون غداة صدور وثيقة بكركي ٢٠١٤؟

حسب محطة "أم تي في"، استقبل الراعي عون بحرارة وقال له امام الكاميرات :"حلوة المبادرة إحياء عيد مار مارون عنا."

فأجابه عون: "كل سنة منمرق لعندك"

الراعي: "كنتو تروحوا ع براد"

عون:"لا مرة رحنا"

ساله الراعي مستفسراً: "آه كل شي رحته مرة وحدة؟"

فيجيب عون:"لا الحج الكبير كان مرة واحدة"

في الدقائق الاولى للقاء الذي دام نحو 40 دقيقة سال الراعي عون امام الكاميرات ايضاً:"ليش حامل وطيس هلقد ما دام عمر الحكومة ما رح يتعدى الشهر وبعد في شهر على التحضير للانتخابات الرئاسية؟"

فما كان من عون الذي بدا مربكاً من سؤال الراعي الا ان اجاب : "حامي وطيس لانو.. هلق منحكي بالتفصيل بعد شوي، بس في شي بهدد الرئاسة."

بعدها سال الراعي- عون: "صحيح عرضوا عليكم المالية؟"

فالتزم عون الصمت وقال: "المالية مش هينة فيها عجز كبير والعمل الاهم اليوم هو باستخراج النفط."

فأجاب الراعي:"على كل حال التركيز لازم يكون على انتخاب الرئيس لا يجوز الفراغ ولا التمديد عيب دايماً منضل لآخر دقيقة طيب ليش ليش منصير نضيع الوقت شهر وشهرين شو ناقصنا."

وهنا اكتفى عون بالرد: "ايه".

هذا ما دار في الحوار، ولكن عون خرج من اللقاء ليعلن تأييده لمذكرة بكركي الوطنية من دون ان يسجل اي ملاحظة على المذكرة على غرار تلك التي تفوّه بها نائب الاصلاح والتغيير حكمت ديب، حيث انتقد المذكرة قائلا "إنها لا تتضمن حق الدفاع المشروع عن النفس"! فاستبق ديب "مون جنرال"، وطالب بكركي بتأييد سلاح حزب الله للدفاع المشروع عن الدولة اللبنانية.

وما لم تكشفه عدسات المصورين ولم تكتب عنه اقلام الصحافيين خلال إعلان البطريرك الراعي عن المذكرة، هو حالة الاستياء التي ضربت قوى 8 آذار، وتحديدا تيار البرتقالة العوني، بعد الإعلان. فقد انسحب جميع مندوبي التيار العوني من الصرح البطريركي واجمين، ولم يدلِ أي منهم بتصريح او تعقيب، في حين خرجت وسائل إعلام 8 آذار من الصرح لتبث تقاريرها من الخارج، خلافا للعادة، حيث كانت اعتادت بث التقارير من داخل اروقة الصرح، على تلفزيون الليمونة، ومحطة بيار الضاهر والنيو تي في والمنار.

المعلومات تشير الى ان مبعث الخيبة العونية والالهية من مذكرة الراعي مرده الى انها جاءت مخيبة للتوقعات، والآمال التي بنيت على الراعي، ومجلس المطارنة.

عون كان يرتقب من أساقفة الموارنة، ان يسبغوا على وزارة النفط صفة "الميثاقية"، بدلا من تكريسهم مفهوم "حياد لبنان" في الميثاق الوطني. وهذا، في حين كان "الإلهيون" ينتظرون من الراعي ومجلس الاساقفة، الدعوة الى "عقد اجتماعي جديد"، فضلا عن تناول موضوع "التكفيريين" و"خطرهم على الاقليات في الشرق الاوسط"، بما يعطي "حزب الله"، مبررا لاستمرار قتاله في سوريا دفاعا عن مقام السيدة "زينب" و"مار مارون" على حد سواء بتكليف من الراعي. وفي هذا السياق أشارت معلومات الى ان الفاتيكان كان حاضرا في مذكرة الاساقفة الموارنة وهو أشرف على مضمونها، وان المذكرة لم تكن لترى النور من دون موافقة الدوائر المعنية في القاتيكان.

وتشير المعلومات الى ان تشديد المذكرة على حياد لبنان، ورفع هذا المفهوم الى مرتبة "الميثاقية" ليس وليد صدفة، او نتيجة تهديد طاريءللصيغة اللبنانية، بل يندرج في إطار اتفاق دولي على حياد لبنان، يجري العمل على تظهيره في الامم المتحدة، بحيث يصبح موقع لبنان في الشرق مشابها لوضع سويسرا في اوروبا، بقرارات دوليه ملزمة للبنانيين قبل سواهم. وتضيف المعلومات ان الاتفاق الدولي بدأ بين الفاتيكان وفرنسا وبموافقة اميركية، ومن المرتقب ان يستكمل العمل على أخذ موافقة جميع الدول عليه، خلال سنتين كحد اقصى. وهذا يتطلب وجود جهة لبنانية تحمل مشروع الحياد، فكانت بكركي، بطلب فاتيكاني، هي هذه الجهة.

 

وثيقة ٢٠١٤: بكركي تعود إلى موقعها الطبيعي/قراءة في مذكرة بكركي الوطنية الصادرة في 9 شباط 2014

كمال ريشا/الشفاف

http://www.metransparent.com/spip.php?page=article&id_article=25347&lang=ar

الاحد 9 شباط (فبراير) 2014

شكلت المذكرة التي تلاها البطريرك الراعي يوم الاربعاء الماضي علامة مفصلية في الحياة السياسية اللنبانية، واعتبرت مصادر سياسية لبنانية، ان المذكرة تحاكي في مضمونها النداء الشهير للمطارنة الموارنة عام 2000، والذي أطلق شرارة الاستقلال الثاني. وقبل الدخول في مضمون الوثيقة لا بد من التوقف عند جملة ملاحظات:

لا تشبه المذكرة في مضمونها، المواقف التي درج على إطلاقها سيد بكركي، منذ توليه السدة البطريركية! بالعكس، تبدو المذكرة اقرب الى نقيض مواقفه المعلنة!

جاءت المذكرة، في باب اولي تلبية لحاجة أصبحت ملحة هي توحيد موقف بكركي، بعد ان تباعدت وجهات النظر بين الاساقفة الموارنة، خصوصا الذين هم على قرب من البطريرك الراعي، مثل المطران سمير مظلوم الذي يتفرد بمواقف تتناقض كليا مع مضمون المذكرة. ألغت المذكرة، بما هي وثيقة صادرة عن أعلى مرجعية روحية مسيحية، كل مفاعيل "ورقة التفاهم"، بين "حزب الله"، و"التيار الوطني الحر"، خصوصا انها جاءت على شكل خارطة طريق، مسيحية ووطنية، تضع ورقة التفاهم في خانة فقدان الصلاحية.

المذكرة في مضمونها، جاءت متناغمة مع مواقف قوى 14 آذار، وعلى خلاف جذري وعميق مع قوى 8 آذار. فتجاهل "حزب الله" التعليق على مضمونها، في حين ان التعليق الوحيد الذي صدر عن التيار العوني، جاء على لسان النائب حكمت ديب، وعكس انزعاجا من المذكرة، حيث أعلن انها "غيّبت مفهوم الدفاع عن النفس"، ويعني به تشريع سلاح حزب الله، الامر الذي رفضته المذكرة.

تجاهلت المذكرة، ربما سهوا، التطرق الى مفهوم "العدالة"، خصوصا انها المرة الاولى، التي يشهد فيها لبنان والشرق الاوسط، تكريس مفهوم "العدالة في مواجهة الاغتيال السياسي"، علما ان "العدالة"، تقع في صلب المفهوم المسيحي.

في مضمون المذكرة

أبرز ما في المذكرة هو تبنيها لمبدأ "الحياد"، ورفعه الى درجة "الميثاقية" (بدلا من وزارة الطاقة التي صار احتكارها لجبران باسيل موضوعاً "ميثاقياً"!)، وبوصف الحياد قاعدة لتأسيس الدولة تبعد اللبنانيين عن سياسة المحاور والصراعات، وفي هذا الموقف ترفض الكنيسة المارونية أي تدخل لبناني في أزمات المنطقة، وتحديدا في مسار الثورة السورية، الامر الذي لم يرق لـ"حزب الله".

وطبقا لما جاء في نص المذكرة: "الميثاق أساس لبناء علاقات الدولة اللبنانية مع الخارج، المدعو إلى الإعتراف بخصوصية لبنان"، ومن هنا تطالب الكنيسة الخارج بالإعتراف بحياد لبنان الذي لا يمكن أن يكون " مقراً أو ممراً أو منطلقاً لاي عمل من شانه أن يورطه في الصراعات الإقليمية أو في أزمات تتنافى وخصوصيته". كما أشارت المذكرة الى ضرورة تبني إعلان بعبدا، بعد ان اصبح وثيقة دولية، أقرت في مجلس الامن، بما بعطي ايضا مفهوم الحياد بعدا امميا، بعد البعد الميثاقي. في جانب آخر، جاء في البند 21 من مذكرة بكركي تشديد على ان "الإلتزام الجدي ببناء الدولة العادلة والقادرة يقضي بحفظ السيادة وحصر القوة العسكرية في يد الشرعية، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى العسكرية ". وهذا يعني ان بكركي ترفض وجود اي سلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية وقواها العسكري، ما يلغي أيضا ثلاثية "جيش وشعب ومقاومة"، ويرفع أي غطاء مسيحي عن سلاح حزب الله.

والى رفض أي سلاح خارج إطار المؤسسات الأمنية الشرعية يمكن اعتبار الفقرات 11، 12، 13، 14 من المذكرة، نقدا مباشرا لسياسة "حزب الله"،حيث تنتقد الفقرات: "الإستغلال المبرح للدمقراطية التوافقية" ومناقضة الدمقراطية لصالح الإستقواء والغرق في تصرفات واستراتجيات تمليها عوامل لا صلة لها بانتظام الدولة ومصلحة الكيان اللبناني". ومن العناوين الرئيسة في المذكرة أيضا التمسك بالتوزيع الطائفي ورفض ربط الصيغة بمقياس العدد، وتبني شعار"دولة عادلة قادرة ومنتجة" في انتقاد علني لواقع تعطيل المؤسسات الرسمية والتحذير من أخذ لبنان الى الفراغ. تؤكد المذكرة الهواجس المسيحية التي ترافق بناء دولة مدنية وعصرية من خلال ضرورة إيجاد قانون جديد للانتخابات وسد الثغرات الدستورية الناتجة عن عدم استكمال تطبيق وثيقة الوفاق الوطني، او التطبيق المنقوص لهذه الوثيقة، لا سيما لجهة المهل وصلاحيلت الرئيس، وتطبيق اللامركزية الإدارية، وسياسة لبنان الدفاعية.

في موضعة المذكرة بين قوى 8 و14 آذار

تلتقي الوثيقة مع مجمل طروحات 14 آذار وتحرج فريق 8 أذار في مسائل عدة درجت قوى 14 آذار على المطالبة بها وفي مقدمها موضوعات، الحياد، وحصرية السلاح في يد القوى الامنية الشرعية دون سواها، ورفض استغلال الديمقراطية التوافقية من خلال تكريس مفاهيم محدثة على الحياة السياسية اللبنانية مثل "الثلث المعطل" في تشكيل الحكومات و"التوافق" المبني على سيطرة فريق بسلاحه على مفاصل الحياة السياسية اللبنانية، والاهم هو ان المذكرة لم تتطرق من قريب او بعيد الى "المقاومة"، كما عدم التطرق الى هواجس الترهيب والتخويف من الموجات التكفيرية.

ماذا دار بين الراعي وعون ؟

استقبل الراعي بحرارة وقال له امام الكاميرات :"حلوة المبادرة احياء عيد مار مارون عنا."

فأجابه عون: "كل سنة منمرق لعندك"

الراعي: "كنتو تروحوا ع براد"

عون:" لا مرة رحنا "

ساله الراعي مستفسراً: "آه كل شي رحته مرة وحدة؟"

فيجيب عون:" لا الحج الكبير كان مرة واحدة "

في الدقائق الاولى للقاء الذي دام نحو 40 دقيقة سال الراعي عون امام الكاميرات ايضاً:" ليش حامل وطيس هلقد ما دام عمر الحكومة ما رح يتعدى الشهر وبعد في شهر على التحضير للانتخابات الرئاسية."

فما كان من عون الذي بدا مربكاً من سؤال الراعي الا ان اجاب :"حامي وطيس لانو..هلق منحكي بالتفصيل بعد شوي بس في شي بهدد الرئاسة."

بعدها سال الراعي- عون: "صحيح عرضوا عليكم المالية.؟"

فالتزم عون الصمت وقال :"المالية مش هينة فيها عجز كبير والعمل الاهم اليوم هو باستخراج النفط."

فأجاب الراعي:"على كل حال التركيز لازم يكون على انتخاب الرئيس لا يجوز الفراغ ولا التمديد عيب دايماً منضل لآخر دقيقة طيب ليش ليش منصير نضيع الوقت شهر وشهرين شو ناقصنا."

وهنا اكتفى عون بالرد: "ايه".

 

اثنان من المتهمين الخمسة باغتيال الحريري ظهرا في ساحة جريمة اغتيال وسام الحسن 

أوساط روحية لـ "السياسة": من المعيب تقاعس الدولة عن اعتقالهم

حميد غريافي: السياسة

تساءلت أوساط روحية لبنانية في باريس, أمس, عن عجز الدولة اللبنانية بأجهزتها الاستخبارية والأمنية والمعلوماتية عن الوصول إلى المتهمين الخمسة من "حزب الله" بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, واعتقالهم ونقلهم الى المحكمة الدولية في لاهاي. وقالت الأوساط لـ"السياسة" انه "لمن المعيب بصدقية قادة الدولة من رؤساء ثلاثة وجنرالات عسكريين وأمنيين وبهيبة قائد الجيش وقادة قوى الأمن الداخلي والاستخبارات إصدار بيانات و"أوامر يومية" بين الحين والآخر, يوجهون فيها "الارشادات والعظات" ويتبجحون فيها بقوة مؤسساتهم وبمهمة "حماية أرض الوطن" وكرامته وشعبه, فيما هم جميعا او ربما معظمهم يعرفون أماكن اختباء هؤلاء المجرمين الخمسة من قيادات "حزب الله" الثانوية, ولا يجرؤون على الاقتراب منها". وكشفت الأوساط عن أن مسؤولين في "شعبة المعلومات" التابعة لقيادة قوى الأمن الداخلي "أبلغوا مراجع سياسية في الدولة ان اثنين من المتهمين الخمسة بجريمة اغتيال الحريري والمطلوبين الى المحكمة الدولية ظهرا في صور الكاميرا التي التقطت في ساحة جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن في الاشرفية, ووضعت تلك الصور على مكاتبهم, وصور أخرى بعد متابعة تحركاتهما من مسرح الجريمة الى مقر اختبائهما في احد مكاتب الحزب في حارة حريك, إلا أن أحداً من الاجهزة والمسؤولين الحكوميين هؤلاء لم يحركوا ساكنا, وكأن هناك اتفاقا بينهم وبين حسن نصرالله على حماية المجرمين والقتلة". وذكرت الأوساط أنه خلال أحد الاجتماعات الروحية الأخيرة في لبنان, تساءل عدد كبير من الحضور من كبار رجال الدين عن "جدوى تلك الاجتماعات وعن صدور البيانات الطنانة الرنانة عنها, مادام اولياء الامر يصمون آذانهم ويدفنون رؤوسهم في الرمال? وماذا تنفع تلك الاجتماعات والبيانات "التاريخية" في استنهاض الشعب الذي لم يعد يؤمن لا برجال الدين ولا برجال السياسة ولا بالعسكر مادام الجميع مجبرا على التعايش مع جرائم الحزب الايراني وجماعات الاستخبارات السورية في لبنان الذين يتلقون أوامر من خارج الحدود لتخريب لبنان?" ودعت الأوساط "قوى "ثورة الأرز" الحرة وليس قوى "14 آذار" المترهلة الهزيلة الخائفة التي تنفذ رغبات غريبة عن الكرامة اللبنانية ومواقف اللبنانيين الجريئة التي قادت الثورة الأولى في العالم العربي في العام 2005 وطردت المحتل السوري بعد 30 عاماً من ارتكاباته وقمعه وجرائمه في لبنان", إلى "الاحتفاظ بالمسافة التي تقفها بعيداً عن "حزب الله" و"حركة أمل" وعملاء سورية في لبنان, والى الامتناع عن مشاركة هؤلاء في اي حكومة او مجلس نواب او طاولة حوار مادام هدفهم الأول والاخير جر لبنان الى "محور الشيطان" المتمثل بإيران وسورية". وقالت الأوساط ان الكثير من قادة الطوائف المسيحية الروحية "يرفض جلوس قادة 14 آذار جنبا الى جنب مع محمد رعد ومحمد فنيش وحسين الحاج حسن قادة ميليشيات "حزب الله" الى طاولة الحكومة أو الى طاولات مجلس النواب او طاولة الحوار قبل اصدار الأحكام على القتلة الذين اغتالوا الحريري وخيرة ساسة لبنان وضباطه واعلامييه, رغم ان قلة من قادة الطوائف يحاولون التسامح من اجل ما يسمونه "الوطن", الا ان ذلك يعتبره البعض تنازلا عن دماء اللبنانيين الذين استشهدوا في سبيل ان يصل هؤلاء الى كراسيهم"أ

 

تشكيلة غير رسمية لأعضاء الحكومة… من هي آخر الأسماء المرشّحة للتوزير؟

كعادتها مع اقتراب موعد تشكيل الحكومة، تتولى جهات سياسية مقربة من القيادات المعنية بتأليفها الترويج لعدد من الأسماء المرشحة لشغل مناصب وزارية، لكنها تتعامل معها على أنها ليست نهائية وتبقى خاضعة لبعض التعديلات من قبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام باعتبار ان لهما حق “الفيتو” الذي يقضي باستبعاد أي اسم يمكن أن يشكل استفزازاً أو تحدياً لهذا الفريق أو ذاك.

وعلمت “الحياة” ان بورصة التوزير استقرت حتى ليل أمس على الأسماء الآتية:

عن السنّة: تمام سلام رئيساً للحكومة، والوزراء جمال الجراح (داخلية) أشرف ريفي (شؤون اجتماعية، مع انه ينفي ان يكون على علم بتوزيره في هذه الحقيبة ويؤكد ان سيدلي بموقفه قريباً -) داني قباني (الطاقة) محمد مشنوق (ثقافة)

عن الموارنة: خليل الهراوي (دفاع) بطرس حرب (صحة عامة أو اتصالات) جبران باسيل (تربية) سجعان قزي – روني عريجي.

عن الشيعة: علي حسن خليل (مالية) غازي زعيتر (أشغال عامة ونقل) محمد فنيش (عمل) حسن الحاج حسن والعميد المتقاعد عبدالمطلب الحناوي.

عن الأرثوذكس: سمير مقبل (نائباً لرئيس الحكومة) غابي ليون (خارجية) رمزي جريج (عدل).

عن الدروز: وائل أبو فاعور (صحة أو اتصالات) أكرم شهيب (زراعة).

عن الكاثوليك: ميشال فرعون – والاسم الثاني لا يزال موضع تداول في داخل قوى 14 آذار.

عن الأرمن: سيبوه هوفنينيان (شباب ورياضة).

عن الأقليات: نبيل دي فريج (اقتصاد وتجارة).

 

الرئيس سليمان: لا سبب يمنع تشكيل الحكومة

بيروت – «الحياة»

مع أن القيادات السياسية المعنية بتأليف الحكومة اللبنانية العتيدة، تفضل أن لا تأخذ على عاتقها تحديد موعد جديد لولادة الحكومة، بعد أن أصابها الضجر من تحديد موعد تلو الآخر، فإنها تترك الأمر لرئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمكلف تشكيلها تمام سلام، ليضعا ابتداء من اليوم في لقاء حاسم حصيلة الاتصالات والمشاورات، خصوصاً مع تصاعد المخاوف من تأخر التشكيل، ما يقحم البلد في لعبة تقطيع الوقت الى حين دخوله في الموعد الدستوري المحدد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للحالي الذي تنتهي ولايته في 25 أيار (مايو) المقبل. وعندها تستمر الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي في تصريف الأعمال، رغم أنها دخلت في الشهر الحادي عشر على استقالتها. واكد سليمان، استباقاً للقائه المرتقب وسلام، «عدم وجود أي سبب يمنع تشكيل الحكومة» إزاء ما نشهده من حرص دولي على لبنان وظروف داخلية مهيأة لذلك عبر تنفيذ إعلان بعبدا والاستراتيجية الدفاعية ووثيقة بكركي الوطنية»، متسائلاً: «هل التمسك بوزير أو بشرط أو بحقيبة أهم من التمسك بلبنان». ولفت في موقفه الذي أعلنه من أمام كنيسة مار مارون في وسط بيروت لمناسبة مشاركته في عيد شفيعها: «إلى أننا نسجل إعاقة سياسية لإدارة شؤوننا»، ودعا إلى ضرورة «احترام الاستحقاقات الدستورية والعودة الى لبنان للنظر في كيفية معالجة وضع بلدنا بعدما انتهت الوصاية عليه». وعلمت «الحياة» أن لقاء سليمان وسلام سيتطرق بالتفصيل الى المشاورات التي أجراها الأخير، وأبرزها تلك التي شملت زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري وشارك فيها رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط، وأدت الى تقديم المزيد من التسهيلات لإسقاط الذرائع التي يمكن ان يلجأ اليها فريق «8 آذار» لتبرير عدم مشاركته، رغم انه اتخذ قراره بالانسحاب من الحكومة تضامناً مع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون. وكشفت مصادر مواكبة لهذه الاتصالات أن مشاورات سلام مع «المستقبل» شارك فيها جنبلاط وشملت الحريري ورئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة، وهي انطلقت من وجود مخاوف من ان الفريق المقاطع للحكومة سيتذرع لتبرير انسحابه بإسناد وزارة الداخلية الى المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بذريعة ان الأخير يشكل تحدياً له، رغم ان الحريري يعتبره الرجل المناسب لتولي هذه الحقيبة.

وقالت إن الحريري طرح أكثر من اسم لتولي الداخلي من بينها النائب جمال الجراح الذي لقي تأييداً من سلام على أن يتشاور في اسمه مع رئيس الجمهورية في اللقاء المرتقب بينهما والذي يعتبر من وجهة «المستقبل» أنه سيكون حاسماً وأنه في حال انتهى من دون نتائج عملية من شأنها أن تسرع في ولادة الحكومة، فهذا يعني أن هناك صعوبة في إمكانية تأليفها.

ولفتت إلى أن الحريري أبدى استعداده لتقديم كل التسهيلات انطلاقاً من تقديره بأنه لا بد من اختبار الموقف النهائي للفريق الآخر، لا سيما أن من يشارك في المشاورات يستبعد أن يكون عون العائق الوحيد أمام تأليف الحكومة، ويعتقد أن فريق «8 آذار» يتخذ من موقف عون ذريعة لتبرير انقلابه على التفاهم الذي رعاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في خصوص المعايير الواجب اتباعها لتأليفها، وبالتالي لإخفاء السبب الحقيقي الكامن وراء تبدل موقف إيران من مؤيد لقيامها إلى مطالب بتأجيلها الى حين تسمح الظروف من زاوية الحسابات الإيرانية. وأكدت أن موقف الحريري لقي استحساناً من جنبلاط الذي نقلت عنه مصادره قوله إن زعيم «المستقبل» قدم «أكثر مما هو مطلوب منه ولم يعد في وسعه أن يقدم المزيد، خصوصاً أنه استجاب لرغبة رئيس الجمهورية في إسناد حقيبة الدفاع للوزير الذي يسميه». وقالت إن جنبلاط لن ينسحب من الحكومة مهما كلف الأمر. ومع ان المصادر لا تتوقع أن يطرأ تعديل على الموقف المشترك لقوى «8 آذار» وعون القائم على عدم المشاركة في الحكومة، فإنها لم تستبعد الطلب من الوزراء الأساسيين المحسوبين عليها القيام بتصريف الأعمال، لا سيما في الخارجية والمالية والأشغال العامة، علماً أن لا نية للاستعجال في إعداد مشروع البيان الوزاري، وبالتالي عدم التقيد بمهلة الشهر المخصصة لإنجازه وإقراره ما يعني أن المهلة ستنقضي من دون أن تمثل الحكومة أمام البرلمان وعندئذ تصبح مستقيلة وتقوم بتصريف الأعمال. لكن ما يشغل البال حيال تأخير تشكيل حكومة فاعلة يتعلق في ان لبنان يظهر أمام المجتمع الدولي أقل حرصاً على نفسه منه، إضافة إلى أن تأخيرها سيؤثر سلباً في الوضعين الاقتصادي والمالي في ظل وجود مخاوف جدية من تراجع جديد للتصنيف المالي للبنان.

 

عن أوهام «حزب الله» في أن الإرهاب مقيم في يبرود

حازم الأمين/الحياة/

اذا صح ما سرّبته صحف عن مسؤولين في «حزب الله»، ولم ينفه الأخير، لجهة أن الحزب يتهيأ للرد على العمليات الانتحارية التي استهدفت مدنيين في مناطق يسيطر عليها، عبر اجتياح بلدة يبرود السورية، فسيمثل ذلك تحولاً مأسوياً في الوضع اللبناني. ذاك أنه يعني أن هذا هو جواب الحزب على بديهة أن مكافحة الإرهاب واستئصال «القاعدة» لا يمكن أن يستقيما من دون بيئة سياسية تؤمّن فعل ذلك في قلب المناطق التي تستثمر فيها «القاعدة».

اجتياح يبرود، وقبله اجتياح القصير، وقبلهما اجتياح بيروت في أيار (مايو) 2008، وبين هذه المواعيد اجتياحات صغرى وكبرى، هو جواب الحزب الدائم على ما يواجهه من عقبات. والحال أن الشعور بالقوة، والزهو بها كانا مثمرين عندما كان العدو سعد الحريري، لكنه اليوم شخص آخر، انه «الذئب المتوحد»، والعدو غير المُحدد بمكان وزمان، وهو غير مرهون بالسياسة وبالقوة وبالزهو بهما.

يعرف الحزب تماماً أن اجتياح يبرود لن يضمن أمن المدنيين الذين يستهدفهم مجرمو «القاعدة». ويعرف أن «صناعة يبرود» فقاعة إعلامية دأبت آلته على تظهيرها بصفتها بيت الشيطان، ولا قيمة عملية لها غير امتصاص بعض العتب على مشاركته في القتال السوري. وأن تُفخخ سيارة في تلك البلدة، على ما زعم الحزب، وتُرسل الى لبنان كي تقتل مدنيين، فالقيمة الميدانية لذلك لا تتعدى إجراء عملياً، فيما القابلية للانتحار وللقتل انتحاراً صارت متفشية، وليس لانتصار في يبرود سوى أن يزيد منها. لنتأمل في «انتصار» الحزب في القصير! ماذا أمّن هذا الانتصار «الكبير» للمدنيين الذين زعم أنه توجه الى دمشق لمنع الإرهابيين من المجيء إليهم؟ سيكرر الحزب التجربة في يبرود؟ إذا صح ذلك، وهو أمر مرجح، فإننا أمام احتمالات قاسية. اذا كان الحزب لا يعرف الكثير عما خلفه «انتصار القصير»، فلن يتمكن من حماية المدنيين الشيعة من مجرمي «القاعدة».

لن تتمكن قوة شيعية من القضاء على «القاعدة». هذا الدرس البديهي صار ممجوجاً من كثرة تكراره، هو يشبه الجملة الصحيحة ولكن السخيفة لشدة صحتها: «هذا حائط». «حزب الله» لا يستطيع الانتصار على «القاعدة»، الصحوات السنّية هي مَنْ فعل ذلك في العراق. وها هم البشتون يُفاوضون الأميركيين في الدوحة على مستقبل «طالبان» في أفغانستان. وفي اليمن أدركت السلطات أن ليس في إمكانها القضاء على «القاعدة» في ظل الحرب مع الحوثيين. «القاعدة» خيار عشائر بكيل في مواجهة الحوثيين. في ذروة مراحل العنف العراقي، بلغ عديد الجيش والأجهزة الأمنية الرسمية مضافة إليها قوات البيشمركة الكردية أكثر من مليون جندي وضابط، يعاونهم حوالى مئتي ألف جندي أميركي، ولكن مَن نجح في القضاء على تنظيم «دولة الإسلام» هم عشرات آلاف قليلة من مقاتلي العشائر السنّية في الأنبار. واليوم وبعدما عادت «داعش» الى الأنبار بفعل الأزمة بين السنّة والشيعة في العراق، ها هو نوري المالكي يلجأ الى عشائر السنّة مجدداً، ويُعيّن قائداً أنبارياً للجيش هناك.

قد يكون مفيداً أن نبقى في سورية ولبنان. فقد حقق «حزب الله» انجازات ميدانية سمحت للنظام في سورية بأن يُعزز موقعه التفاوضي في «جنيف 2» ربما، لكن منطق الانتصار الميداني لا يشتغل على وتيرة الحد من خطر الإرهاب، لا بل إن الانتصار الميداني يُعززه. المعادلة ستكون على نحو حاسم في هذا الشكل: يبرود بلدة سنّية دخلتها قوة شيعية. هل يُمكن أن تُخطئ عين «حزب الله» حرفاً واحداً في هذه المعادلة؟ هل يُمكن أن تُخطئ عينه حقيقة أن في لبنان ثلاثة ملايين سنّي بين لبناني وسوري وفلسطيني، ستشعر غالبيتهم بذلك؟

لم ينفِ «حزب الله» ما سرّبه مسؤولون فيه لصحف لبنانية وعربية من أن ردّه سيكون بالدخول إلى يبرود. المرجح أنه بدأ يُعد العدّة للمهمة، فمنذ أشهر وتسريباته للصحف تتركز على أن مصنع تفخيخ السيارات المتوجهة الى لبنان يقع في تلك البلدة. ولنسلّم مع الحزب بصحة ما يقول، ولنتخيّل صوراً لمقاتليه أثناء دخولهم البلدة وقد توجهوا الى مصنع التفخيخ وتولوا تفكيكه وتصوير السيارات قيد التفخيخ! بماذا سيفيد ذلك؟ اذا كان ثمة مَن يتوهم أن هذا الانتصار سيحد من خطر «القاعدة» على المدنيين الشيعة وغير الشيعة، فهو لا يستحق أن يُكلف بأكثر من رعي خمس دجاجات.

في ردّه على شريط مصور نُشر على «يو تيوب» ظهر فيه عناصر من «حزب الله» يُثبّتون رايات شيعية على ما زعم الشريط أنه مسجد سنّي في بلدة القصير، قال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إن هذا المسجد شيعي، وأن الحزب استعاده من التكفيريين. وربما كان كلام نصرالله صحيحاً، على رغم أن ردوداً كثيرة زعمت أن المسجد هو مسجد عمر بن الخطاب في القصير، ولكن هل يعتقد أحد بأن نصرالله في ظل هذا الانقسام المذهبي الحاد، قد أقنع سنّياً واحداً من المحيط الى الخليج بروايته الصحيحة هذه؟

كاتب هذه السطور من غير المعجبين بـ «حزب الله»، تحديداً بأداء الحزب في سورية، ولكن أذكر أنني كنت في تونس في الفترة التي سقطت فيها القصير في يد «حزب الله»، وهناك وفي إحدى ضواحي العاصمة سمعت شيخاً يقول في خطبته إن لديه شريطاً مصوراً لنصرالله يطلب فيه من كل شيعي أن يقتل خمسة أطفال سوريين! لسبب بشري شعرت بغضب، وانتظرت الشيخ (وهو لم يكن سلفياً) حتى انفضّ المصلّون من حوله، وقلت له مستعيناً بغضبي إنني لست من مؤيدي نصرالله، ولم أكن يوماً كذلك، لكنّ ما قاله عنه كذب. ردّ بعنف زاعماً أن الشريط في حوزته، وأنه سيرسله إليَّ اليوم عبر البريد الإلكتروني.

لم يرسله طبعاً، ولكن لم يكن مفيداً انتصاري عليه، فقد وقع كلامه على مَن وقع، تماماً مثلما لم يُجدِ توضيح نصرالله قصة مسجد القصير نفعاً.

لهذه الأسباب سيكون اقتحام يبرود، اذا حصل، مناسبة لدورة عنف أكثر دموية، ولن يكون انتصار «حزب الله» هناك سوى وهم جديد يُضاف الى أوهامه في القصير.

 

لا تنسوا «حزب الله»

أحمد عدنان/الحياة

أصدر العاهل السعودي أمراً ملكياً ينص على عقوبة السجن مدة لا تقل عن 3 أعوام، ولا تزيد على 20 عاماً في حق كل من يشارك في أعمال قتالية خارج السعودية، وسجن كل من ينتمي لأي من التيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المنظمات الإرهابية، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها. أتى القرار بعد صراع أمني طويل ضد الإرهاب يزيد عمره على 10 أعوام، إثر تفشي استغلال شباب المملكة في معارك خارجية لخدمة أطراف مشبوهة، لتفتتح المملكة بعداً جديداً في الحرب على الإرهاب في سياق حروب مشابهة تخوضها مصر والإمارات ضد خلايا «الإخوان» النائمة وحلفائها من الميليشيات المسلحة.

هذه الصحوة الجديدة في مواجهة الإرهاب يجب ألا تستثني «حزب الله» في لبنان. فالحزب المتهم الرئيس باغتيال رئيس الوزراء الشهيد رفيق الحريري ورفاقه من شهداء ثورة الأرز اللبنانية، رفض تسليم عناصره إلى المحكمة الدولية بذريعة التسييس! ليست هذه التهمة الوحيدة التي تواجه الحزب، ففي تموز (يوليو) 2012 فشلت محاولة اغتيال النائب اللبناني بطرس حرب، اشتبهت الأجهزة الأمنية اللبنانية في ضلوع عنصر أمني من حزب الله (م.ح)، رفض الحزب تسليم عنصره للقضاء والشرطة، ولن يسلمه! في آب (أغسطس) 2011، وقع انفجار في ضاحية أنطلياس أسفر عن قتيلين وإصابة مواطن بجروح، تم إغلاق هذا الملف سريعاً، والسبب أن الانتحاريين من عناصر الحزب، ومن حسن الحظ أن انفجار القنبلة سبق موعده بسبب خطأ تقني وإلا زاد عدد الضحايا. في آب 2008، وجّه الحزب رسالة دموية إلى الجيش اللبناني حين أطلق النار على إحدى طائرات الجيش اللبناني ما أسفر عن مقتل الملازم طيار سامر حنا (26 عاماً)، وتذرع الحزب بأنه أبلغ الجيش - أكثر من مرة - برفضه تحليق الطائرات العسكرية في منطقة إقليم التفاح التي وقع فيها الحادث.

في السابع من أيار (مايو) 2008، مارست الحكومة اللبنانية حقها السيادي وأصدرت قراراً بإقالة مدير أمن المطار بسبب تثبيت كاميرا تابعة للحزب تراقب الواصلين من كبار الزوار (وهذا - ربما - يفسر بعض جرائم الاغتيال التي حصلت بعد استشهاد الرئيس الحريري كاغتيال جبران تويني واغتيال وسام الحسن). كما أصدرت قراراً يقضي بتفكيك شبكة الاتصالات السلكية التابعة للحزب بعد اكتشاف أكثر من شبكة لا علاقة لها بمسرح العمليات في شكل مباشر أو غير مباشر. بعد إصدار القرارين، قام الحزب بإعلان الحرب على الدولة، واحتل بيروت وروع الجبل، وأسفر إرهاب الحزب عن مقتل حوالى 100 مواطن لبناني لا بواكي لهم.

في نيسان (أبريل) 2007، تم قتل الشاب زياد قبلان (25 عاماً) والفتى زياد غندور (11 عاماً) بطريقة بشعة كادت تسبب حرباً أهلية، بعد اختطافهما من 5 عناصر تنتمي إلى عائلة موالية لـ «حزب الله»، إضافة إلى 4 آخرين شاركوا في الجريمة، وأصدر القاضي سعيد ميرزا مطالعته في القضية ووجه تهمة الخطف والقتل العمد للمدعى عليهم والتي تستدعي عقوبة الإعدام. إلى الآن لم تنجح السلطات اللبنانية في القبض على المتهمين، والسبب تمتعهم بحماية «حزب الله»!

لو أردنا حصر الجرائم التي نفذها «حزب الله» في لبنان، فإننا قطعاً في حاجة إلى مؤلَّف لا مقالة، ولو أشرنا إلى بعض جرائمه خارج لبنان، فإننا لن ننتهي أيضاً، لكن نورد على سبيل المثل: تم توقيف شبكة غسيل أموال في أستراليا في كانون الثاني (يناير) 2014 لها علاقة بالحزب. في الربع الأول من 2013 قبضت السلطات الكويتية على شبكة تجسس تابعة للحزب، وتبعتها السلطات السعودية حين اعتقلت خلايا تجسس تابعة للحزب وإيران في المناطق الرئيسة للبلاد. في تشرين الأول (أكتوبر) 2008 ضبطت السلطات الكولمبية شبكة تمارس غسيل الأموال والإتجار بالمخدرات تابعة للحزب في كولومبيا. القائد العسكري للحزب عماد مغنية - المغتال عام 2008 - كان مطلوباً من عشرات الدول في العالم لتنفيذه جرائم إرهابية منها اختطاف طائرة كويتية.

لم يجد «حزب الله» رادعاً يمنعه من مواصلة جرائمه، فشارك نظام بشار الأسد في قتل المواطنين السوريين، والدولة اللبنانية مهددة بالانهيار نتيجة تجاوزاته وعرقلاته التي لا تنتهي. وعليه وجب استثمار المناخ السائد في المنطقة لوضع حد لإرهاب الحزب الذي يستهدف اللبنانيين والعرب قبل غيرهم.

المدخل السليم لمواجهة هذه المعضلة يبدأ من الاتفاق العربي لمكافحة الإرهاب، ومن نصوصه: «تتعهد الدول المتعاقدة بعدم تنظيم أو تمويل أو ارتكاب الأعمال الإرهابية أو الاشتراك فيها بأية صورة من الصور». ومشاركة الحزب في البرلمان اللبناني والحكومة اللبنانية، يضفي على الدولة اللبنانية صفة الشريك في جرائم الحزب حتى لو كانت ضدها ما لم تلتزم ببنود الاتفاق وتسعى إلى تطبيقها.

ينص الاتفاق على أن الدول الأعضاء ملزمة بـ «الحيلولة دون اتخاذ أراضيها مسرحاً لتخطيط أو تنظيم أو تنفيذ الجرائم الإرهابية أو الشروع أو الاشتراك فيها بأية صورة من الصور، بما في ذلك العمل على منع تسلل العناصر الإرهابية إليها أو إقامتها على أراضيها فرادى أو جماعات أو استقبالها أو إيوائها أو تدريبها أو تسليحها أو تمويلها أو تقديم أية تسهيلات لها». إن خلايا الحزب التي تم ضبطها في دول الخليج، وفي مصر، ومشاركته المعلنة في سورية، كل ذلك يضع على الدولة اللبنانية مسؤولية يجب أن تضطلع بها. إن الدول العربية كلها متضررة ومستهدفة من إرهاب الحزب مثل لبنان، لكن الواجب الأساس في مواجهته يقع على الدولة اللبنانية حيث يمارس الحزب نشاطه في أراضيها ومنها ومعظم عناصره من أبنائها.

تنص المعاهدة على أن «تتعهد كل من الدول المتعاقدة بتسليم المتهمين أو المحكوم عليهم في الجرائم الإرهابية المطلوب تسليمهم من أي من هذه الدول». هذه المادة تجعل مصطفى بدر الدين القائد العسكري للحزب - متهم رئيس في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري - مطلوباً من الدولة اللبنانية منذ هروبه من السجن في الكويت عام 1990، إثر الغزو العراقي بعد إدانته بمحاولة اغتيال أمير البلاد عام 1983، هذا غير وجوب تسليمه للمحكمة الدولية أخيراً. سامي شهاب الذي دين قضائياً في مصر عام 2009 بـ «تخطيط وإجراء عمليات إرهابية» هرب في خضم ثورة 25 يناير وظهر في مهرجان شعبي ببيروت، الدولة اللبنانية ملزمة قطعاً باعتقاله وتسليمه للسلطات المصرية التي تعتبره «مجرماً هارباً من تنفيذ عقوبة».

الاتفاق لا يرمي الواجبات على لبنان منفرداً، بل يلزم الدول العربية بدعم الدولة اللبنانية في مواجهة الإرهاب، حين يشير إلى وجوب التعاون والتنسيق بين الأجهزة المختصة بسلسلة من الإجراءات التي تكافح الإرهاب أو تحاول منعه قبل وقوعه.

المطلوب أن تصدر جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، قراراً يعتبر «حزب الله» - صراحة وبلا مواربة - منظمة إرهابية، ومن تداعيات ذلك عدم الاعتراف عربياً وخليجياً، ومقاطعة أي حكومة لبنانية أو مؤسسة رسمية أو برلمان لبناني يشارك فيه أعضاء من «حزب الله». وأعتقد أن قراراً شجاعاً كهذا يمكن تعضيده بمجلس الأمن. هذا القرار ليس موجهاً ضد الدولة اللبنانية، إنما يخدمها ويقويها.

خطورة الحزب تتجلي فور خروجه من مناطقه (الضاحية، الجنوب، البقاع) عسكرياً أو سياسياً. لذا، فالواجب عزل الحزب في هذه المناطق حتى يصدأ سلاحه، أو ينضوي تحت سلطان الدولة. قوة الحزب تكمن في مشاركته في الحكومة اللبنانية وأجهزتها وعضوية ساسته في البرلمان اللبناني للتغطية على جرائمه. لذلك، وجب نزع الغطاء.

أكثر من نصف اللبنانيين - قطعاً - ضد نشاط الحزب العسكري والإرهابي. لكن الدولة اللبنانية في حاجة إلى حافز عربي ودولي لتقوم بدورها وتبسط سيادتها عبر احتكار حق الإكراه المشروع واحتكار قرارَي السلم والحرب، وأعتقد أن عزل «حزب الله» هو السلاح الأمضى، خصوصاً ونحن نرى هذه الأيام تجربة ناجعة بعزل «الإخوان»، فصل الحزب عن الدولة اللبنانية يعطيها نصف قوته.

قبيل أحداث أيار 2008، نشرت في الصحافة اللبنانية مقالة أطالب فيها بمعالجة ملف «حزب الله» عبر قانون تتعاقد من خلاله الدولة مع الحزب للقيام بدور المقاومة، على أساس أن يحقق هذا القانون ضبط سلوك الحزب وتسخير قدراته وقوته لمصلحة لبنان تحت سلطان الدولة المطلق، لكن الحزب انسلخ جذرياً عن ماضيه المقاوم - منذ الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 من جنوب لبنان - ليتفرغ تماماً لممارسة دوره كإرهابي وخارج عن القانون وعلى الدولة. انقضت فرصة العلاج، وآن أوان البتر.

*صحافي سعودي

 

السنيورة: عون يعرقل بمساعدة حزب الله

 قال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق فؤاد السنيورة إن على الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام أخذ القرار النهائي بشأن تأليف الحكومة، مشيرا إلى انه في حال تم تشكيل حكومة أمر واقع سيكون لكل حادث حديث. وتساءل السنيورة، في تصريح لـ «الأنباء»، عن أسباب التعقيدات التي تحيط بموضوع تأليف الحكومة، مشيرا إلى الاتفاق الذي حصل بأن تأتي حكومة جامعة على أساس قواعد معينة التي هي قاعدة أن تسقط إلى غير رجعة فكرة الثلث المعطل وان تكون هناك مداورة شاملة في الحقائب وأن يكون لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الحق في أن يتوليا منفردين موضوع تأليف الحكومة بعد أن يستمعا ويتشاوران مع كل الفرقاء، وهذا أمر طبيعي، لافتا إلى أن الجميع ابدى استعداده لتسهيل امر هذه الحكومة، واذ بنا نجد ان هناك عراقيل وقيودا فرضت ضد تأليف الحكومة والعودة عن فكرة المداورة والخروج بأفكار غريبة ومستهجنة على اللبنانيين جميعا بأن هناك حقائب مكتوبة بأسماء أشخاص أو مكتوبة بأسماء فئات سياسية أو فئات طائفية، مؤكدا أن هذا الأمر ليس له علاقة لا بدستورنا ولا بتاريخنا ولا أيضا بأي شأن له علاقة بإدارة الشأن العام.

وأوضح الرئيس السنيورة ردا على سؤال أن الذين أطاحوا بالتسوية التي اعرب فيها الرئيس سعد الحريري عن مشاركته في الحكومة أو بهذه التسوية التي حصلت هم الذين يصرون على الغاء مبدأ المداورة في الحقائب.

وعما اذا كان الخلاف يقتصر على المداورة، قال إن هذا الموضوع ايده البعض وتعهدوا أمام الجميع وأمام رئيس الجمهورية بأنهم سيسهلون تأليف الحكومة، لكنهم اتخذوا موقفا عكس ما كانوا يقولون به أي إنهم يريدون حكومة جامعة نجدهم اليوم يعبرون عن استعدادهم وعن تصميمهم على الانسحاب أو الاستقالة من مثل هذه الحكومة. وردا على سؤال عما إذا كان الأمر يتعلق بتأليف الحكومة أم هو أبعد من ذلك، استغرب عودة البعض عن التزاماتهم بذريعة التضامن مع فريق معين، وقال: من الواضح أن العماد عون هو من يعرقل ويساعده في ذلك حزب الله. الأنباء الكويتية

 

لقاء مطوّل بين د. فارس سعيد وميشال كيلو في باريس

الاحد 9 شباط (فبراير) 2014

عُقد لقاء صباح الجمعة في باريس بين المنسّق العام لحركة ١٤ آذار الدكتور فارس سعيد والمعارض السوري البارز ميشال كيلو لمدة ساعتين بحثا فيه وضع المسيحيين في لبنان وسوريا، واتفقا على تكثيف الإجتماعات من أجل توحيد القراءة السياسية مواكبةً للتغيير الذي فرضه مؤتمر جنيف على مسار الأمور.

 

"هدنة" طهران: الإقتصاد لروحاني وشؤون لبنان وسوريا والعراق لـ"الحرس"!

مروان طاهر/الشفاف/كشفت مصادر سياسية لبنانية ان "اتفاق هدنة" تم بين الاجنحة الايرانية المتصارعة منذ وصول الرئيس روحاني الى السلطة في إيران، وتحديدا بين الجناح الخارجي للحرس الثوري الايراني بقيادة قاسم سليماني، وجناح الرئيس روحاني.  وتشير المعلومات الى ان "اتفاق الهدنة" يقضي بوقف الحملات والهجمات المتبادلة بين الطرفين، على ان يتولى الرئيس روحاني إدارة السياسة الداخلية للبلاد، وخصوصا الجانب الاقتصادي منها، بما يساعد في الحد من لجم التدهور الاقتصادي الذي يضرب إيران، وإتاحة الفرصة امام الاقتصاد الايراني المنهار ليستعيد عافيته بما يؤمن متطلبات الشعب الايراني الرازح تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الغربية وارتفاع معدل البطالة والتدهور الدرامي في سعر صرف العملة الايرانية. وفي المقابل، يطلق الرئيس روحاني يد الحرس الثوري لتولي مسؤوليات الامن الداخلي والخارجي.

وتضيف المعلومات ان الاتفاق الاخير إعاد إطلاق يد الحرس الثوري الايراني في العراق وسوريا ولبنان، وهذا ما دفع بحزب الله الى التشدد من جديد، ووضع العراقيل الواهية امام تشكيل الحكومة اللبنانية، في موازاة تواتر المعلومات مجددا عن حشود عسكرية لحزب الله والحرس الثوري الايراني وجيش الاسد، تمهيدا لاقتحام "القلمون" عبر محور "يبرود".

المصادر أضافت ان حزب الله أعطى إنطباعات بأنه على استعداد لتسهيل عملية تشكيل الحكومة لاسباب عدة ابرزها التالي:

أولاً، حاجة الحزب الى الجلوس مع تيار المسقبل الى طاولة الحكومة قبل الخامس عشر من الشهر المنصرم، موعد إنعقادأ اولى جلسات المحاكمة في لاهاي للنظر في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نظرا لتوجس الحزب من ردات فعل تزكي نار الفتنة في البلاد تزامنا مع كشف ملابسات الجريمة، المتهم بالتورط فيها عناصر قيادية من الحزب.

ثانياً، الخلافات الايرانية، التي أرخت بثقلها على آداء الحزب الالهي داخليا، بين موقف القيادة السياسية في ضوء الحاجة الى إثبات حسن النوايا من طرفي التفاوض الغربي والايراني، والموقف المتشدد للحرس الثوري الايراني الذي يعتبر ان إيران تحقق مكاسب ميدانية في العراق وسوريا وتضع يدها على لبنان، وهي قادرة على مواجهة المجتمع الدولي للسير قدما في برنامجها النووي، والإعتراف بها قوة إقليمية، وإقرار مصالحها في مناطق نفوذها.

ثالثاً، إن حزب الله عندما أعلن عن تراجعه عن الصيغة الحكومية التي عرفت ب "9-9-6"، وقبوله بالتنازل عن الثلث المعطل، مبديا استعداده لمناقشة البيان الوزاري بما لا يتضمن ثلاثية "شعب وجيش ومقاومة"، كان يتوقع ردة فعل سلبية من تيار المستقبل، الذي كان أعلن غير مرة رفضه الجلوس مع حزب الله في حكومة واحدة قبل سحب الحزب مقاتليه من سوريا. إلا أن مسارعة الرئيس الحريري الى فصل مسار العدالة عن السياسة اللبنانية، اربك الحزب الالهي، وأعاد الكرة الى ملعبه.

وتضيف المصادر ان عدم حصول أي ردة فعل في اعقاب إفتتاح جلسات المحاكمة في لاهاي، في ضوء تصريح الرئيس الحريري عند انتهاء الجلسة الاولى، إضافة الى اتفاق الهدنة الايراني بين سليماني وروحاني، الغى حاجة حزب الله الى الحكومة. وبناءً عليه، دفع حزب الله باحتياطه الاستراتيجي، المتمثل بالتيار العوني، الذي ابقاه خارج دائرة التفاوض في الشأن الحكومي، موكلا الى الرئيس نبيه بري التفاوض نيابة عن قوى 8 آذار مجتمعة. وبانتفاء الحاجة الى الحكومة، خرج العماد عون، ليطالب بحصة تياره منفردا خارج اتفاق بري جنبلاط، مع قوى 14 آذار. فتراجع الحزب الى ما وراء العماد عون، وبدأ سيل تسريبات عن استمرار حاجة الحزب الى حكومة جامعة، ليبقي خطوط التواصل مفتوحة مع الرئيسين سليمان وسلام من جهة، ومع قوى 14 آذار من جهة ثانية، عبر الوزير وائل ابو فاعور، بعد ان تراجع الرئيس بري عن وساطاته، واعلن عن التزامه الصمت، وانه "خدم عسكريته"! المصادر تفيد ان عون يطلق سهامه على الحكومة ليحصل على امر من اثنين:

إما المزيد من العمولات المرتبطة بتلزيم "بلوكات" النفط، وإما التوافق على إنتخابه رئيسا للجمهورية، إذا لم يكن في الامكان الحصول على الاثنين معا.

وتضيف ان حزب الله استطاع ان يجعل عون وتياره يهضمان ما هو أسواء من مبدأ المداورة في حكومة لا يتجاوز عمرها بضعة أسابيع، من تعيين اللواء عباس ابراهيم مديرا عاما للامن العام، وهو المنصب الذي خاض عون معارك سياسية وانتخابية على قاعدة إعادته للمسيحيين، الى إغتيال النقيب الطيار سامر حنا، الى التمديد لقائد الجيش، وعدم تعييه صهره العميد شامل روكز قائدا للجيش، الى التمديد للمجلس النيابي اللبناني، خلافا لرغبة عون، الذي أدار حينها لعبة التفاوض على قانون الانتخابات المعروف بـ"الارثوذكسي" محملا زورا "القوات اللبنانية مسؤولية عدم إقرار هذا القانون. وكانت نتيجة تلك المناورة العونية تسجيل نقاط على منافسها حزب "القوات" في الشارع المسيحي تتيح لعون اما تحقيق مكاسب نيابية إضافية، او الحفاظ على كتلته الحالية، في ما لو جرت الانتخابات في حينه.

الى كل ما سبق تضيف المصادر ان حزب الله وقف الى جانب الرئيس نبيه بري في خلافه مع الوزير جبران باسيل، بشأن اولوية تلزيمات النفط، وهو ما أخر هذه التلزيمات التي يطالب عون بإعادة صهره الى وزارة الطاقة في الحكومة المقبلة لكي ينجزها. علما ان حكومة الرئيس ميقاتي مستمرة في الحكم منذ أكثر من ثلاث سنوات ولم تسمح لباسيل بإجراء التلزيمات.

وتشير الى ان من يستطيع إقناع عون بهضم هذه المواقف الاستراتيجية لن يعجز عن إقناعه بـ"المداورة" في الحقائب الوزارية، خصوصا ان بديل وزارة النفط هو وزارة الخارجية ووزارة خدماتية، فضلا عن التسهيلات التي سيمنحها وزارء حزب الله للوزير باسيل. وتضيف ان حزب الله، وعندما انتفت حاجته الى الحكومة، عاد الى وضع شروط، على قوى 14 آذار، من بينها السماح لنفسه بتولي صلاحية الرئيسين سليمان وسلام في الاعتراض على تسمية الوزراء، واشتراطه على الرئيسين عدم تسمية النائب فتفت واللواء ريفي لوزارة الداخلية، ومن ثم رفضه إعطاء الحقائب السيادية الامنية لقوى 14 آذار، في مقابل إرضاء عون، الذي اعلن عن انه لن يتخلى عن وزارة الطاقة. كل ذلك أعاد مسألة تشكيل الحكومة الى ما قبل الخامس عشر من كانون الثاني يناير المنصرم، وتاليا لا حكومة لبنانية في المدى المنظور.

 

الحكومة في لبنان بين تذليل آخر العقبات و"لجْم أضرار" ما بعد إعلانها

الراي/بات الكلام عن تجدد المحاولات لإنقاذ مشروع تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان يثير السخرية أكثر من اي انطباع آخر بعدما فقد اللبنانيون اي ثقة بالطبقة السياسية وقدرتها على إخراج البلاد من التخبط الخطر الذي يحكم عملية تشكيل الحكومة منذ 11 شهراً. وفي ظلّ هذا الواقع لم تختلف التوقعات حيال أحدث جولات المشاورات التي بدأت قبل يومين وقيل انها ستكون الاخيرة قبل ان تُعلن مراسيم تشكيل الحكومة في الأسبوع الطالع، علماً ان العقبات التي لا تزال تعترض التوافق على الحكومة لم تتبدل في الشق الأساسي الذي يتمثل في المرحلة التي تعقب إعلانها اي انسحاب الوزراء الشيعة الأربعة وتضامن كل وزراء 8 آذار معهم ربطاً باعتراض زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون على المداورة في الحقائب بما يعني تخليه عن وزارة الطاقة التي يتولاها صهره جبران باسيل.

وبدا واضحا أمس ان اي جهة سياسية معنية بالجهود المتجددة لم تكن تملك اي ضمانات ثابتة حيال سيناريو محدد لما يمكن حصوله في اليومين المقبلين اللذين قيل أنهما سيكونان حاسميْن، اذ بات الجميع يتجنبون الوقوع في مطبّ تحديد المهل بعدما تكررت هذه الظاهرة الى حد الإساءة الكبيرة لصدقية الرئيس المكلف تمام سلام خصوصاً ورئيس الجمهورية ميشال سليمان.

وإذا كان كثيرون يبررون ذلك بتعنّت الجهات المعرقلة لتشكيل الحكومة بل والانقلاب على تعهداتهم حول المداورة والتوازن في الحقائب السيادية بين 8 و14 آذار، فان هذا المنطق التبريري لم يعد مجدياً كثيراً في طمس واقع التآكل التدريجي الذي أصاب صدقية الرئيسين سليمان وسلام بما لم يعد يحتمل مجازفة اضافية في التزام مهلة والتراجع عنها.

ولكن مطلعين عن قرب على الاجواء التي سادت الاتصالات الجارية والتي تواصلت أمس على هامش الاحتفال الرسمي بعيد القديس مارون شفيع الطائفة المارونية اعترفوا لـ «الراي» بصعوبة الأقدام على إصدار مراسيم التشكيلة الحكومية اليوم او غداً وفق آخر ما وصلته الجهود المبذولة، اي بما يعني ان المراوحة ظلت تحكم الجانب المتصل بعقدة مطالب العماد عون تحديداً، ولم يُسجل اي نجاح في ايجاد حل لها يكفل تعويم التوافق العريض على التشكيلة. وقال هؤلاء ان توافقاً «موْضعياً» حصل فقط على توزيع حقيبتيْ الداخلية التي ستذهب الى وزير من تيار «المستقبل» والدفاع التي ستذهب الى وزير من حصة الرئيس سليمان وذلك في اطار رغبة 14 آذار في تسهيل التشكيل رغم ان هذا يعطيها حقيبة سيادية واحدة مقابل 2 لفريق 8 آذار. وهذا التوافق المحدود يساعد الرئيس المكلف في إنجاز توزيع الحقائب على الورق اذا أراد المضي في اعلان تشكيلته من دون التوقف عند التهديد بسحب وزراء 8 آذار، لكن المطلعين شككوا حتى البارحة في إمكان حصول هذا التطور في الساعات المقبلة واعربوا عن اعتقادهم ان لا شيء يحول دون توقع مزيد من المماطلة تحت عنوان الحرص على تجنب أزمة اكبر من الازمة القائمة. والواقع ان الغموض المتزايد في الازمة الحكومية بدأ يثير الشكوك ليس في المواعيد والمهل فحسب بل في الخشية من نجاح المعرقلين بربْط هذه الأزمة ربطاً نهائياً بالاستحقاق الرئاسي وما بعده أيضاً. اذ لم يعد خافياً ان ثمة كلاماً على استحالة تشكيل حكومة غير توافُقية لان معركة الحكومة يمليها اقتناع ومعطيات متنامية حيال تعذر اجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها في مايو المقبل. ولا بد والحال هذه من حكومة تمثيلية بالكامل يمكنها ان تتولى صلاحيات الرئاسة في حال تعذر اجراء الانتخابات لمدة متوسطة قد تناهز الأشهر او طويلة قد تصل الى حدود انتهاء المدة الممدة لمجلس النواب في الخريف المقبل. هذا على الأقل ما يجري تداوله في كل الكواليس السياسية ولا يجري الإفصاح عنه علناً من ايّ فريق.

كما ان الامر الآخر الذي ازداد تداوله يتعلق بربط الاستحقاقات اللبنانية بتطورات الأزمة السورية اذ يتردد بقوة مثلاً ان بتّ مصير الرئيس السوري بشار الأسد سيفرض على اللبنانيين تأخير استحقاقهم الرئاسي الى ما بعد يونيو خصوصا مع تعذر حصول توافق دولي وداخلي معاً في لبنان قبل جلاء مصير الأسد. وتبعاً لذلك تفتقد الاستحقاقات اللبنانية لرافعات اقليمية ودولية دافعة اعتاد الوسط السياسي الارتكاز اليها في بت هذه الاستحقاقات. فيكف حين يكون الأطراف المؤثرون بقوة على القوى اللبنانية في حال احتراب وصراع كما هو الامر بين ايران والسعودية اللتين يعترف الجميع بأن صراعهما صار العامل الأشد تأثيراً على التحكم السلبي بواقع لبنان؟

وكان لافتاً امس اعلان الرئيس سليمان بعد مشاركته في قداس عيد مار مارون في الجميزة (بيروت) وجوب تأليف حكومة على قدر امال اللبنانيين، سائلاً في اشارة ضمنية الى العماد عون: «هل التمسك بوزير او بشرط او بحقيبة اهمّ من التمسك بلبنان؟». واذ اعتبر «ان التأخير في تاليف الحكومة معيب»، كرر التمسك بإعلان بعبدا «فيعود جميع الاطراف الى لبنان ويجري البحث في تطبيق الاستراتيجية الدفاعية الذي يجعل الجيش القوة الوحيدة المسلحة»، موضحاً في اشارة ضمنية الى «حزب الله» انه طلب من نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الذي التقاه اخيراً في تونس وبحث معه في الهبة السعودية بثلاثة مليارات دولار (لتسليح الجيش اللبناني من فرنسا) «سلاحاً نوعياً يجعل الجيش القوة الوحيدة التي تتصدى لاسرائيل». ويُذكر ان الملف اللبناني يفترض ان يحضر في القمة الاميركية - الفرنسية التي تُعقد اليوم في واشنطن الى جانب موضوعيْ سورية وإيران الرئيسييْن، وسط تقارير اشارت الى ان واشنطن وباريس سيستطلعان مدى امكان إرساء شبكة امان لحماية لبنان لا تكون ايران بعيدة منها وذلك بما يتيح تشكيل حكومة وإجراء انتخابات رئاسية في مواعيدها.

 

عائلة انطون شكرت كل من أسهم في الافراج عن ابنها ونوهت بدور الجيش والقوى الامنية

وطنية - شكرت عائلة جوليان جورج انطون في بيان اليوم "جميع الذين أسهموا في الإفراج عنه، من مسؤولين رسميين وروحيين وحزبيين والقوى المؤثرة في المنطقة، التي لم تدخر جهدا الا وبذلته في هذا المجال". ونوهت ب "الدور الفاعل للجيش اللبناني والقوى الامنية"، وثمنت "عاليا تصميم قائد الجيش العماد جان قهوجي على فرض الأمن والاستقرار في كل أرجاء الوطن".

 

آل مشيك قطعوا طريق الحدت الشويفات ومن ثم أعادوا فتحها

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" ان آل مشيك قطعوا طريق الحدت - الشويفات عند اول مفرق كفرشيما، احتجاجا عما تردد عن امكانية اطلاق عمر الاطرش.

افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام نبيل ماجد ان القوى الامنية اعادت فتح طريق الحدث - الشويفات، بعد فك الاعتصام من قبل آل مشيك، وبالتالي أصبحت الطريق سالكة بالاتجاهين.

 

فقدوا الاتصال به منذ الخميس بعد خروجه من مطعم منويلا جونية

 ناشدت عائلة المواطن حسن احمد طالب 37 عاما، من بلدة دنبو عكار القوى اﻷمنية كشف مصير إبنها، ﻻفتة الى أنهم فقدوا اﻻتصال به منذ يوم الخميس الماضي، والذي يعمل في مطعم منويلا جونيه.وأوضحت العائلة أن حسن خرج من المطعم يوم الخميس بعد انتهاء دوامه حيث ينام ولكنه لم يصل ولم يعرف عنه أي شيء منذ ذلك الوقت.

 

مقتل ابن شقيق أحمد الاسير مع عدد من اللبنانيين في حمص

 قتل عدد من متزعمي جبهة النصرة في قرية الزارة في حمص في اشتباكات مع الجيش السوري، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي السوري. وقد أشار التلفزيون السوري الى سقوط عدد من القتلى اللبنانيين بينهم شادي الأسير ابن شقيق أحمد الاسير، وعلي شرشو وفادي جريج ،اضافة الى ماجد أبو القاسم من السعودية

 

نواف حسين شارك بنقل سيارات استخدمت في عمليات التفجير

 اكدت معلومات للـ LBCI ان توقيف نواف حسين امس من قبل استخبارات الجيش جاء بعد اعتراف الموقوف عمر الاطرش بان الاخير شارك بنقل سيارات استخدمت في عمليات التفجير لبنان.

 

وفاة الجندي الجريح في الحمودية

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك حسين درويش أن الجندي في الجيش م. ح. م الذي أصيب بطلق ناري في بلدة الحمودية، إثر خلاف شخصي بينه وبين المدعو ز. اسماعيل، قد فارق الحياة متأثرا باصابته، في مستشفى دار الأمل الجامعي في بلدة دورس في بعلبك.

 

مقتل جندي واصابة أب وابنته في حادث سير مروع في الكورة

وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في الكورة ماغي عيسى، عن سقوط قتيل وجريحين، في حادث سير مروع عند مفترق بلدة عابا. وفي التفاصيل أن سيارة من نوع "بي أم" يقودها الجندي ج. أ. ب (مواليد 1993) من بلدة وادي قنوبين، وسيارة من نوع "كيا" يقودها المواطن حنا جرجس الخوري من بلدة كفرعقا وبجانبه ابنته سارين، اصطدمتا قرب محلات كعك أبو عرب في الكورة، ما أدى إلى مقتل الجندي، وإصابة حنا وابنته اصابات بالغة نقلا على اثرها إلى مستشفى هيكل، حيث أدخلا إلى العناية المركزة نظرا لوضعهما الحرج. كذلك تسبب الحادث بارتطام عدد من السيارات، من دون وقوع اصابات.

 

وفد من بريح زار الراعي مهنئا بعيد مار مارون وعارضا ملف التعويضات للمهجرين

وطنية - زار وفد من بلدة بريح، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، مهنئا بعيد مار مارون، وعارضا أوضاع أهل البلدة. وقد تلا عباس لحود، بيانا باسم الوفد، يصف بريح بأنها البلدة "الجريحة المهجرة التي ما زالت تدفع ثمن شهادتها للمسيح، مرة على أرضها ومرارا في أقبية وزارة المهجرين"، شاكيا من أن أبناء البلدة يعاملون كأنهم "مواطنون من الدرجة الثانية"، ومن أنه يتم دفع "بدل إعادة إعمار لكل وحدة سكنية دفعة أولى 15 مليونا، والدفعة الثانية 5 ملايين، والدفعة الثالثة لا شيء، للأصل وفرعين وعلى مزاج وزارة المهجرين يتم تحديد الأصل والفرعين". وتابع مخاطبا الراعي: "إن هذه المبالغ لا تكفي لإزالة ركام منازلنا وليس لإعمارها، مما يعني عدم العودة إلى بلدتنا، وبهذا يتشرعن التهجير ويصبح إراديا وليس قسريا". وختم: "من أجل ترابنا جئنا، من أجل شهدائنا المدفونين تحت ركام الكنيسة ومفقودينا الذين لا نعرف أين دفنوا. واليوم، وبعد أن سقطت جميع الأقنعة المستعارة وبانت وجوه المؤامرة على بشاعتها، جئنا نلتمس تدخلكم الشخصي لرفع هذا الظلم عنا، وإيقاف هذه المجزرة بحقنا وتكليف من ترونه مناسبا لمتابعة ملفنا تحت رعايتكم".

 

لائحة بأسماء انتحاريّين مفترضين لدى الأجهزة الأمنية

 لم تعرف منطقة وادي خالد عبر تاريخها التعصب الديني او التكفير، بل اشتهرت قبل اندلاع الاحداث السورية بادمان ابنائها على التجارة والتهريب وعرفت عصراً ذهبياً ايام سوق البقيعة حيث كانت الطريق من بلدة العريضة الغربية السورية وصولاً الى جسر القمار شرقاً مستأجرة من قبل السلطات السورية كطريق تربط منطقة الساحل السوري بمدينة حمص , وهي عبارة عن بضعة كيلومترات في الاراضي اللبنانية تعبرها السيارات الى سوريا وكانت تتوقف في هذه المنطقة لشراء الحاجيات والكماليات وتهريبها الى سوريا ,وقد خلقت التجارة والتهريب حالة من الازدهار لم تعرفها بلدات وادي خالد من الهيشة الى العوادة والرجم والمجدل والكنيسة وحنيدر ناهيك ببلدة المقيبلة وخط البترول عبر تاريخها وفق الاوساط الميدانية المواكبة. وكان لافتاً ان منطقة وادي خالد كانت من اكثر المناطق التي لاقت عناية سورية فائقة ابان زمن الوصاية الى حد ان سكان الوادي كانوا محسوبين على سوريا اكثر مما كانوا محسوبين على الدولة اللبنانية ومعظمهم ارتبط بمصاهرات مع مدينتي تلكلخ وحمص السوريتين، وربما ايصال سلطة الوصاية لنائبين من وادي خالد الى مجلس النواب وهما جمال اسماعيل ومحمد يحيى يعتبر سابقة في الحياة السياسية اللبنانية وفق الاوساط نفسها , الا ان اغلاق خط البقيعة الذي كان يربط الساحل السوري بحمص بعدما شقت السلطات السورية اوتوستراداً بديلاً في اراضيها قلب معالم الحياة في وادي خالد بحيث توقفت التجارة ونشط التهريب من المازوت الى اللحوم والدجاج والاسماك, فكانت معظم السوق اللبنانية قبل الاحداث السورية، يقوم المهربون من وادي خالد بتغطيتها. وتشير الاوساط الى انه بموازاة ذلك نشط نوع آخر من تهريب البشر في تلك المنطقة واعتمد على ادخال الاجانب الى لبنان وايصالهم الى بيروت او مناطق لبنانية اخرى مقابل مبالغ طائلة كان يفرضها المهربون بعدما كانوا يحتجزون جوازات سفر المعنيين ,ولكن مع انطلاق الاحداث السورية تحولت منطقة وادي خالد الى معقل لتهريب الاسلحة والاجانب الى سوريا، كما انها استقبلت آلافاً من النازحين السوريين وعناصر من التكفيريين بينهم مشايخ متطرفون وجدوا في بيئة الوادي ساحة خصبة لنشر دعواتهم، فاستقطبوا معظم الشباب والفتيان وعملوا على غسل ادمغتهم، كما حصل مع الانتحاري قتيبة الصاطم , علما ان والد المذكور محمد دباح السيد، كان من التجار المرموقين ولم يعرف التعصب عبر تاريخه، بل كان منفتحاً معتدلاً وله علاقات واسعة مع محيطه. وتقول الاوساط ان نشاط المشايخ التكفيريين في وادي خالد وبعض البلدات المجاورة خلق شرخاً عميقاً بين بعض الاهالي وابنائهم، حيث شق هؤلاء عصا الطاعة على آبائهم الذين رضخوا للامر الواقع بعد تلقيهم تهديدات من المشايخ التكفيريين بتكفير كل من يعترض على طروحات ابنائه الخارجة والبعيدة عن المالوف والاعراف التي كانت معروفة لدى سكان وادي خالد الذين هم من قبائل بدوية عربية لها امتداداتها من لبنان وصولاً الى العراق، ولعل اللافت ان قيام والد الانتحاري معين ابو ظهر ووالد قتيبة الصاطم بابلاغ الاجهزة الامنية عن هوية ولديهما بعد العمليتين الارهابيتين اللتين استهدفتا السفارة الايرانية وحارة حريك، دفع بعض الاهالي الى مراقبة ابنائهم , فاذا اختفى احدهم يلجأ والده الى اقرب مخفر للابلاغ عنه خشية ان يكون في طريقه لتنفيذ عملية ارهابية، وربما هذا الامر يساعد الاجهزة الامنية في استباق التفجيرات ووفق المعلومات ان لديها لائحة بمجموعة من الاسماء لفتيان في سن الـ 14 وال16 يشك في انهم انتحاريون مفترضون وبصدد تنفيذ عمليات ارهابية اثر مغادرتهم لمنازلهم على غفلة من عيون الاهل.

 

طلال المرعبي: بازارات تشكيل الحكومة لم تعد محمولة

وطنية - أسف رئيس تيار "القرار اللبناني" النائب السابق طلال المرعبي "لما يجري من بازارات اصبحت غير محمولة في تشكيل الحكومة، فلا يجوز التلاعب بمصير وطن من اجل غايات ومصالح في وقت الوطن ينزف امنيا واقتصاديا واجتماعيا"، وآمل ان "تبصر الحكومة النور في الايام المقبلة وتشكل صدمة إيجابية للمواطنين". ونوه خلال استقباله في دارته في عيون الغزلان - عكار هيئات شعبية وبلدية واختيارية وتربويين "بالوثيقة البطريركية التي أكدت الثوابت الوطنية واتفاق الطائف"، وأشار إلى أن "التطرف لا يقود الا الى التطرف والخراب وان مصلحة الوطن فوق الجميع". ورأى ان "ما يفصلنا عن الاستحقاق الرئاسي حوالى الشهر ونصف الشهر ويجب التركيز على هذا الاستحقاق لكي يتم في وقته من اجل ممارسة الديموقراطية بأبهى صورها لتتيح للرئيس الجديد التحرك من اجل لم شمل القيادات السياسية واجراء انتخابات نيابية بعيدة عن الغرائز الطائفية وفق قانون جديد عصري". ودعا القيادات إلى "لعب دور توحيدي بين الناس والعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية والتفاعل الوطني واجراء مصالحات وحوارات". من جهة أخرى، التقى وفدا من المزارعين عرض معه الاضرار التي لحقت بالمواسم الزراعية جراء الصقيع، فوعد بطرح الموضوع مع المعنيين.

 

الحريري اتصل بالراعي معايدا: لاعتماد مذكرة بكركي قاعدة للحوار الوطني

وطنية - تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اتصالا من الرئيس سعد الحريري، هنأه فيه بعيد مار مارون، وعرضا للاوضاع في لبنان، وكان تشديد من الحريري على "أهمية مذكرة بكركي وعلى وجوب اعتمادها قاعدة متينة للحوار الوطني".

 

النائب البطريركي المطران سمير مظلوم يزور قطر اليوم بهدف ترؤس قداس عيد مار مارون

وطنية - يزور النائب البطريركي المطران سمير مظلوم الجالية المارونية المتواجدة في دولة قطر، لمناسبة عيد مار مارون، بهدف ترؤس الاحتفال بالقداس الالهي، الثامنة والنصف من مساء اليوم في كنيسة الوردية الكاثوليكية، ومن اهم ما يتضمنه برنامج الزيارة: لقاء مع بعض الجهات الرسمية من اجل متابعة موضوع تشييد كنيسة خاصة بالجالية المارونية والجاليات العربية على الارض التي سبق ان منحها الامير لهذه الغاية.

كما يتضمن جدول أعماله لقاء كل من السفير حسن نجم وأمناء الجالية اللبنانية من اجل متابعة شؤون أبناء الجالية المقيمة في الدوحة وقطر.

 

كتبت منى فياض على صفحتها (الفايسبوك) اليوم:

شاهدت بضعة مشاهد من فيلم بالصدفة... فتى يافع يقول لجدته: لم انم امس . كنت افكر لو اننا اجتمعنا هنا من اجل جنازة بدلا عن عرس لربما شعرنا بالارتباط أكثر، الموت هو الذي يوحّد وليس الحب. ترد الجدة هذا مثير للاشمئزاز!! انت لم تتربّى كما يجب. يقول لماذا؟ عندما حصلت احداث ايلول 2001 ، وكنت صغيرا جدا، كانت المرة الوحيدة التي شعرت بها بالارتباط بأفراد عائلتي بعمق. ربما نحتاج الى تراجيديا كي نتوحد!! عندما استمعت اليه فهمت ما يشعر به من رتابة عيشه، يحتاج الى مشاعر قوية تهزّه كي يشعر بوجوده وكي يشعر بارتباطه بالآخرين. لكن هذا اليافع يجهل بالمقابل ان التراجيديا يكون لها هذا التأثير القوي لأنها نادرة الحدوث.. وان من يعيش سلسلة من الأحداث التراجيدية يتعب وتفرغ مشاعره ويخفت تضامنه ويشعر بالخوف والوحدة.. السنا في تراجيديا متقلبة منذ عام 1975 ووصل بنا الحال الى ما نحن عليه : التفكك التام وانحلال اللحمة وانحدار القيم الى مستوى غير مسبوق!! تحلل يشمل الاسرة والاصدقاء والجيران ..الخ.. بسبب الخلافات وانعكاس الصراعات السائدة. هناك فكرة موهومة عند البعض حول "عصبيتهم المذهبية التي توحدهم" وتجعلهم أقوى. الجميع ضعفاء وخائفون ولا يفكرون الا من احشائهم وغرائزهم. التراجيديا عندما تصبح خبزنا اليومي تحيلنا الى اشباه بشر. كم نتمنى لواننا نشعر ببعض هذا الملل الذي يعانيه!!

 

مباحثات الحكومة اللبنانية بين الدفاع والداخلية وسليمان يعد التأخر معيبا

عون يعلن تأييده الكامل لـ«وثيقة بكركي».. وحزب الله يحذر من صيغة «الأمر الواقع»

الشرق الأوسط/بيروت: كارولين عاكوم /عدّ الرئيس اللبناني ميشال سليمان أنه «من المعيب التأخر في تأليف الحكومة»، ورأى أن تطبيق الاستراتيجية الدفاعية يجعل الجيش القوة الوحيدة المسلحة. وفي حين ترتكز مباحثات الحكومة في الساعات الأخيرة على توزيع وزارتي الدفاع والداخلية، وتحديدا بين سليمان وتيار المستقبل، على أن يعلن عن «حكومة أمر واقع سياسية» خلال الأسبوع الحالي، كان لافتا أمس، تأييد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الكامل لـ«وثيقة بكركي الوطنية» بعد أربعة أيام على إعلانها، على خلاف حلفائه الذين فضلوا الصمت. وقبيل مشاركته في قداس عيد مار مارون في وسط بيروت، رأى سليمان أنه لا وجود لأي سبب يمنع تأليف الحكومة، لا سيما أن الظروف الداخلية أصبحت جاهزة، والمجموعة الدولية في نيويورك رسمت خريطة للبنان. وتساءل: «هل التمسّك بوزير أو بشرط أو بحقيبة أهم من التمسك بلبنان؟»، وكشف أنه وخلال اللقاء الذي جمعه السبت في تونس، بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، طلب من فرنسا سلاحا نوعيا يمكّن لبنان من التصدي لإسرائيل. من جهته، أعلن عون، الذي زار بكركي على رأس وفد لتهنئة البطريرك الماروني بشارة الراعي، تأييده مائة في المائة وثيقة بكركي التي أكدت على ضرورة حصر القوة العسكرية في يد الشرعية والتوصل إلى اتفاق بشأن الاستراتيجية الدفاعية. وتمنى أن «نتساعد مع الذين يؤيدونها على تطبيقها، لأنها تجسد المبادئ التي قام عليها لبنان».

بدوره، لفت الراعي في عظة الأحد إلى أن الغاية من المذكرة الوطنية، النهوض بلبنان في عهد رئيس جديد للبنان ينتخب في موعده الدستوري، والتحضير للاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير في عام 2020.

وفي حين لا تزال المفاوضات بشأن تأليف الحكومة اللبنانية مستمرة بعدما حسم أمر عدم مشاركة «القوات اللبنانية» واستقالة وزراء فريق 8 آذار، تضامنا مع النائب ميشال عون المعترض على مبدأ المداورة في الحقائب، متمسكا بوزارة الطاقة، تشير بعض المعلومات إلى احتمال تأليف الحكومة في اليومين المقبلين، وإن كان هذا التوقع يشوبه كثير من الحذر، بعد التعقيدات المستمرة التي تظهر عند كل مرحلة حاسمة. وهذا ما لفت إليه النائب في كتلة المستقبل عمار حوري، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن البحث يرتكز الآن على توزيع الحقائب، ولا سيما وزارتي الدفاع والداخلية، وعما إذا كان «المستقبل» قرّر التخلي عن «الدفاع» لصالح سليمان، واختار اسما بديلا عن مدير عام الأمن العام السابق أشرف ريفي لوزارة الداخلية، قال حوري: «لو حسم الأمر لكان أعلن عن التشكيلة»، متوقعا أن تظهر نتائج المفاوضات النهائية الأسبوع المقبل، وأن تؤلف الحكومة.

مع العلم أن المفاوضات بشأن هاتين الوزارتين، يأتي في ظل حرص سليمان على أن تكون وزارة الدفاع من حصة أحد الوزراء المحسوبين عليه للعمل على متابعة الهبة السعودية التي قدمت لدعم الجيش اللبناني، بعدما طالب بها تيار المستقبل إلى جانب الداخلية، فيما من المفترض أن يقدم تيار المستقبل، الذي يرفض كذلك التنازل عن «الداخلية»، اسم مرشحه لهذه الوزارة، بعد عدّ ريفي «اسما استفزازيا» في هذه الحقيبة بالتحديد، بالنسبة إلى قوى 8 آذار، الأمر الذي قد يعقّد الأمور أكثر.

وفي هذا الإطار، نصح نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام أن يبذلوا جهدا حثيثا وحقيقيا للحكومة الجامعة، لأنّه كل ما عدا ذلك «فشل محض». وعدّ أنه «لا عزل أفرقاء ولا تهميشهم ينفع، الكل بحاجة إلى الكل». وأضاف: «مرة يقولون: نريد حكومة حيادية، ومرة أخرى حكومة أمر واقع، هذا يعني أنكم تريدون حكومة غير ميثاقية وغير جامعة، ومثل هذه الحكومة هي حكومة التعطيل لمسار الدولة واستحقاقاتها».

كذلك، أشار وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش، المحسوب على حزب الله، إلى أننا «بذلنا جهودا وسعينا ولا نزال نقدم كل ما يلزم من أجل تشكيل الحكومة». ورأى، في لقاء سياسي في الجنوب، أنه «لا يوجد سبب مقنع لتمسك البعض بشروط أو ببعض المبادئ التي تعطل تشكيل الحكومة»، مشيرا إلى أن «كل قاعدة لها استثناء، وإذا وجدنا أن هناك عقبة تحول دون مشاركة مكون أساسي في الحكومة، فعلى الرئيس المكلف أن يسعى كما سعينا نحن والآخرون من أجل تذليل هذه العقبة، لأن الحكومة السياسية الجامعة لا يمكن لها أن تكون جامعة أو سياسية أو ميثاقية بغياب مكون أساسي عنها، ولن يجعلها قادرة على نيل الثقة في المجلس النيابي، وبالتالي الحكومات لا تشكل من أجل أن تصبح في حالة تصريف أعمال، بل من أجل أن تمارس مسؤولياتها»، لافتا إلى «أن المسائل الأساسية قد جرى تجاوزها، وبالتالي لم يعد مبررا الاستمرار في الإطالة في تشكيل الحكومة».

 

بوتين وروحاني وبشار وحسن.. كلهم في صورة واحدة

عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط

عقدت الصدمة لساني عند رؤية لافتة غريبة في دمشق، وتساءلت في نفسي ساعتها: ما هو الشيء الخطأ الذي يجري في منطقتنا أو في العالم أجمع؟ اللافتة التي أتحدث عنها عبارة عن صورة تجمع أربعة أشخاص هم: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس السوري بشار الأسد، وأخيرا وليس آخرا الرئيس الظل للبنان، السيد حسن نصر الله. جميعهم يقفون في تلك الصورة وقد كتب أسفلها عبارة: «رجال لا يركعون إلا لله». رؤية تلك اللافتة جعلتني أتذكر على الفور قصيدة شهيرة للشاعر البريطاني المعروف روديارد كبلنغ عن ستة رجال أمناء. تقول بعض أبيات القصيدة:

«يعمل عندي ستة رجال أمناء وقد علموني كل ما أعرفه الآن أسماؤهم هي: ماذا ولماذا ومتى وكيف وأين ومن هو!».

يقال إن الاستعارات اللغوية تحمل في طياتها معاني خاصة. وعندما لا نرى علم سوريا ولا علم لبنان في تلك الصورة، فهذا يعني أنه لا توجد مساحة كافية في الصورة لوضع العلمين. بمعنى آخر، هناك عنصران رئيسان في الصورة، بوتين وروحاني واثنان من الأعلام، روسيا وإيران.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما هو المبرر الرئيس وراء تلك الصورة الجماعية؟ وما هي الأرضية المشتركة التي تجمع هؤلاء الأشخاص الأربعة؟

يبدو مثيرا للاهتمام أن نعرف أن سوريا تمثل أهم قاعدة عسكرية حربية لروسيا في المنطقة؛ فميناء طرطوس السوري يستضيف قاعدة بحرية للإمداد والصيانة تعود لحقبة الاتحاد السوفياتي، وقد أنشئت تلك القاعدة بموجب اتفاقية جرى توقيعها في عام 1971 خلال فترة الحرب الباردة لاستخدامها في تقديم الدعم اللازم لأسطول القوات البحرية السوفياتية في البحر الأبيض المتوسط. ومنذ أن تغاضت روسيا عن تسديد سوريا لثلاثة أرباع ديونها خلال حقبة الاتحاد السوفياتي (9.8 مليار دولار من أصل 13.4 مليار دولار) وأصبحت موسكو المورد الرئيس للأسلحة لدمشق، أجرى البلدان محادثات حول السماح لروسيا بتطوير وتوسيع تلك القاعدة البحرية، بما يضمن لموسكو تعزيز وجودها البحري في البحر الأبيض المتوسط.

على المستوى الاقتصادي، استثمرت روسيا أموالا طائلة في سوريا. ورغم ذلك، يبدو من الصعب - للأسف - الحصول على تفاصيل دقيقة عن حجم تلك الأموال وأوجه إنفاقها. إلا أنه تبعا لما كشفت عنه صحيفة «ذي موسكو تايمز»، فقد بلغت قيمة الاستثمارات الروسية في سوريا 19.4 مليار دولار في عام 2009. ومن البديهي أن يكون ذلك الرقم قد تضاعف كثيرا، لا سيما خلال السنوات الثلاث الأخيرة، التي تعد الأسوأ في تاريخ سوريا المعاصر.

ترفض روسيا تماما أي محاولة لاستصدار قرار من الأمم المتحدة ضد النظام السوري، بسبب مصالحها الكبيرة والراسخة في سوريا. وتقول تقارير إن اثنين من كبار مسؤولي روسيا هما: وزير الخارجية سيرغي لافروف، ورئيس هيئة الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف، يقومان بزيارة دمشق كل ستة أشهر لتقييم الوضع المعقد في سوريا. ويقال أيضا إن الملف السوري يخضع لإشراف فرادكوف، وهو رجل هادئ. وقد أوكلت مهمة متابعة الشأن السوري لفرادكوف بفضل خبراته السياسية الواسعة، حيث شغل الرجل منصب رئيس الوزراء في ولايتين، ويقال إنه في الغالب سيكون خليفة فلاديمير بوتين المحتمل عندما يخرج الأخير من السلطة.

وبعبارة أخرى، يمكننا القول بأن بشار الأسد يعيش برعاية ودعم بوتين.

السؤال الأهم الآن هو عما إذا كانت روسيا وإيران قادرتين على إيجاد حلول تنهي الكارثة السورية. ويبدو ذلك مهمة في غاية الصعوبة لأسباب كثيرة، أولها وبكل صدق، أن سوريا - كدولة وكأمة - جرى تدميرها عن بكرة أبيها. ونشاهد في الوقت الحالي الموجة الثانية من مسلسل تدمير البلاد، فعندما تنجح قوات المعارضة في الاستيلاء على منطقة معينة، يجري تدمير تلك المنطقة، حتى إذا نجح الجيش السوري في استعادتها، تعرضت المنطقة للتدمير للمرة الثانية. وتستمر تلك الحلقة المفرغة من أعمال التدمير في سوريا.

وتكمل إيران المشهد بتدخلها في سوريا. فمثل روسيا، لدى طهران خطة استراتيجية فيما يخص الوضع في دمشق، ويرجع ذلك بوضوح إلى فكرة أنه من دون سوريا - نظام الأسد - لا تستطيع إيران توفير الدعم لحزب الله في لبنان.

ثانيا: ربما تواجه حكومة العراق مزيدا من المشكلات.

ثالثا وأخيرا: إيران تدعم سوريا حتى ترد لها الجميل من أيام حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق، فقد وفرت سوريا الدعم السياسي وأحيانا العسكري لإيران الثورة. عندما سأل صحافي عربي حافظ الأسد عن السبب وراء دعمه لإيران ضد دول عربية، أجاب حافظ على الفور: «لأنه في المستقبل عندما يتخلى العرب جميعا عن سوريا، فسوف تقف إيران بجانبنا!».

غير أن السؤال الرئيس الذي لم تتوفر له إجابة بعد هو: هل تستطيع إيران ومعها روسيا إيجاد حل للمشكلة السورية؟ ربما بعد سنوات أخرى من القتل والدمار وتشريد السوريين، سيستطيع نظام الأسد التغلب على المعارضة. لكن، كيف يمكن لذلك النظام أن يحكم سوريا؟ وما هي فئات الشعب التي ستقبل العيش في ظله؟ لقد بلغ العنف في سوريا مبلغه بصورة صادمة ولا تصدق. لقد شاهدت مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر مجموعة تقوم بقتل الناس العاديين والأطفال وكبار السن وغيرهم. وتتبع تلك المجموعة ما يطلق عليه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وكانوا يتحدثون اللغة الروسية. من الذي يستطيع أن يعالج كل تلك الجروح؟ من ناحية أخرى، كيف سيتسنى للشعب نسيان الكثير من الكوارث مثل قصف حلب وغيرها من المدن من قبل قوات النظام الجوية؟

إن الحرب في سوريا تبدو كحجر يضرب ثلاثة عصافير في وقت واحد. بالنسبة لروسيا، تبدو الحرب في سوريا فرصة ذهبية لبوتين ليرى الشيشان يقاتلون في سوريا. وبالنسبة للولايات المتحدة، تبدو الحرب فرصة ذهبية للإدارة الأميركية لترى حربا تدور رحاها بين «القاعدة» وحزب الله. وبالنسبة للاثنين معا، تبدو الحرب في سوريا فرصة ذهبية ليريا عملية إضعاف ثاني أقوى جيش في الدول العربية.

لكننا في حقيقة الأمر نحتاج إلى رجال يولون اهتماما للشعب السوري والشعب اللبناني. رجال يستطيعون وضح حد لمآسي ومشكلات منطقتنا التي لا تنتهي.

 

أخيرا.. اكتشفت واشنطن من وراء «القاعدة»

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

وزارة الخزانة الأميركية ألقت بقنبلة مدوية عندما أذاعت سلسلة عقوبات على إيران تدينها بنشاطات تنظيم القاعدة في سوريا، بما فيها ذراعها العسكرية «جبهة النصرة» في سوريا، وممثلها يس السوري. وكشفت الخزانة الأميركية كيف أن أموال مغفلين كويتيين تذهب إلى يس في إيران الذي ينقلها إلى سوريا! ولو اكتشفت الغالبية من المسلمين السنة حقيقة «القاعدة»، أنها جهاز إيراني، أو مرتبطة به، لسقطت سريعا. وما حدث لـ«داعش» خلال الأسابيع القليلة الماضية في سوريا برهان على إمكانية إسقاط «القاعدة» بنفس الطريقة. فقد هوت «داعش» من تنظيم بطولي في نظر متطرفي السنة نتيجة قتالها الشرس ضد قوات الأسد، إلى تنظيم عدو مكروه بعد أن كشف الإعلام أن «داعش» ليست إلا جماعة يديرها نظام الأسد، وقامت باستهداف قوات المعارضة بالاغتيال واحتلال مناطقهم. «القاعدة» ستخسر قواعدها ومصادر تمويلها إن ثبت فعلا أنها على ارتباط بإيران. لكن هل فعلا هي كذلك؟ كنا، أيضا، نرفض أن نتخيل وجود رابط ما بين تنظيم القاعدة السني الإرهابي ونظام إيران الشيعي المتطرف. المثير للسخرية أنه خلال سنين «القاعدة» الأولى كان الشك والاتهام يوجهان بالدرجة الأولى للسعودية، كونها مرجع السنة، وأكثر الدول الإسلامية تشددا في تطبيقاتها، ولأن أسامة بن لادن السعودي تزعم التنظيم، وزاد الشك بعد تورط 16 سعوديا في هجمات سبتمبر (أيلول)، وقبل ذلك هناك تاريخ يربط بين السعوديين والعمل جهادي في أفغانستان، إضافة إلى تورطهم في الدعوة والدعاية وجمع التبرعات لنشاطات الجهاد في سنوات «القاعدة» الماضية.

لكن فاجأتنا الأحداث، والأيام، بعكس ذلك. ففي سنوات نشاط «القاعدة» في العراق كان مستغربا أن أهداف «القاعدة» هي أهداف إيران، ضد السعودية واليمن والأردن والولايات المتحدة وأوروبا! كانت هناك معلومات متواترة عن استضافة إيران لعشرات من منسوبي «القاعدة» الفارين من أفغانستان بعد أن هاجمها الأميركيون، أمر لم تنكره الحكومة الإيرانية، لكنها زعمت أن سيف العدل وأبناء ابن لادن وسليمان أبو غيث موجودون تحت الاحتجاز. وفي سنوات تالية ومن المعلومات التي توفرت من إفادات المعتقلين، ورصد حركة «القاعدة» واتصالاتها، زادت قناعة دول المنطقة أن نظامي إيران وسوريا وراء الكثير من أعمال «القاعدة».

كان الجانب الأميركي يسخر من روايتنا بأن إيران طرف أساسي في نشاطات «القاعدة»، وكان يصف مثل هذه الآراء بأنها سخيفة، وكيدية، على اعتبار أننا نريد أن نجمع خصومنا في سلة واحدة، إيران والأسد و«القاعدة»!

لم يستطع الغربيون استيعاب فكرة أن جماعة سنية متطرفة يمكن أن تتحالف أو تعمل مع نظام شيعي متطرف، ومعهم الحق في صعوبة ابتلاع مثل هذا الزعم، لأنه في استحالته يماثل القول بأن الولايات المتحدة تدير وتمول تنظيمات شيوعية! ولأنني كتبت كثيرا عن هذا الموضوع، أي شبهة العلاقة، أحاول ألا أكرر ما قيل سوى أنه في منطقتنا مهم جدا الانفتاح على قراءة كل الاحتمالات، النظام السوري، ومعه النظام الإيراني، كانا يستخدمان الجماعات السنية الإسلامية مثل الجهاد الإسلامي وحماس في غزة وفتح الإسلام في لبنان، وقاما أيضا بدعم جماعات سنية معارضة في الخليج. ورغم المفارقة والتناقض بين الهدف والوسيلة، إلا أن هذا هو الواقع في منطقة الشرق الأوسط. قرارات وزارة الخزانة الأميركية بتفاصيلها المثيرة يجب ألا تبقى مجرد قوائم مقاطعة وملاحقة بنكية، بل هي إدانات مهمة لتنظيم القاعدة، ولتكن بداية تصحيح المسار في المعركة ضد الإرهاب.

 

إيران و«القاعدة» في سوريا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لا شك أن الاتهام الأميركي لإيران بالتعاون مع تنظيم القاعدة لتحويل الأراضي الإيرانية إلى محطة ترانزيت من أجل تسهيل تحرك المتطرفين التابعين لـ«القاعدة» من إيران إلى سوريا، يكشف الكثير، ويجيب أيضا عن أسئلة تطرح عن أنشطة «القاعدة» بالمنطقة، وتحديدا في سوريا، دون إجابات مقنعة. ومن الأسئلة التي تطرح: من يمول المتشددين في سوريا؟ وسبق أن طرحته هنا في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2013، الآن تقول وزارة الخزانة الأميركية، التي وجهت تهمة تعاون إيران مع «القاعدة»، إن جعفر الأوزبكي عضو «القاعدة» الفاعل هو ضمن من يتولون تسهيل نقل المقاتلين المتطرفين والأموال إلى سوريا، وهو ما يجيب عن السؤال الملح عمن يمول «القاعدة» بسوريا، وبالطبع هناك أموال أخرى تذهب إلى سوريا من أماكن متفرقة، مثل أموال بريئة تتعاطف مع محنة السوريين، لكنها ليست بذلك التأثير الذي يجعل تنظيم القاعدة قادرا على إرباك الأوراق في سوريا، فالواضح أن هناك أموالا تضخ وتدار بشكل يفوق قدرة المتعاطفين، والمتبرعين. ما تفعله «القاعدة» في سوريا يظهر أن هناك تعاونا استخباراتيا يوفر لـ«القاعدة» سهولة التحرك، وإلا فمن المستحيل أن تتمكن «القاعدة» والتابعون لها من إشغال الجيش الحر بهذه الطريقة التي لم تستطع قوات الأسد، ولا حتى ميليشيات حزب الله، فعله. صحيح أن قوات الأسد وحزب الله، وحتى المقاتلين الإيرانيين، قد ساهموا في الحد من سرعة إسقاط الأسد وتقدم الجيش الحر، لكنهم لم يستطيعوا إرباك «الحر» كما فعلت «القاعدة»، ويكفي الآثار الإعلامية السلبية، والربكة السياسية التي نتجت عن إطلالة «القاعدة» ودفعت الغرب إلى التردد في دعم الثورة السورية والجيش الحر بشكل فعال، من خلال تسليحه بالسلاح النوعي.

ومن هنا فإن كل ذلك يقول لنا إن السؤال عمن يمول المتشددين في سوريا يجب أن يكون مطروحا حتى حول وجود «القاعدة» في العراق، خصوصا أن الاتهام الأميركي لإيران بدعم «القاعدة» في سوريا ينسف كل ما يصدر عن الحكومة العراقية من تهم جزاف بحق الدول العربية، فمن يضمن الآن أن طهران لا تسهل أيضا تحرك «القاعدة» في العراق كما تفعل في سوريا، بل وكما فعلت في العراق بعد سقوط صدام حسين؟ ومن يضمن أن إيران لا تفعل ذلك أيضا في اليمن، ولبنان، وغيرهما، خصوصا أن كل ما تفعله «القاعدة» بتلك المناطق حاليا يصب في مصلحة إيران التي تدعي اليوم فجأة أنها من يحارب الإرهاب في المنطقة، ومعها نوري المالكي وبشار الأسد؟

ولذا فإن الاتهام الأميركي لإيران بمساعدة «القاعدة» في سوريا ليس مجرد اتهام وحسب، بل يجب أن يكون مدعاة لتغيير قواعد اللعبة في سوريا وغيرها، وهذا دور العرب الفاعلين بكل تأكيد.

 

فتفت: مشروع حزب الله بقاء حكومة ميقاتي واستلامها مهام رئاسة الجمهورية

وطنية - رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت، أن "حزب الله" الذي وصفه ب "المايسترو"، "يخترع سببا لعرقلة تأليف الحكومة". وقال، في حديث إلى "ام تي في": "عندما بدأت تتحلحل مناورة الطاقة عبر مقابلتها بوزارة الخارجية، اخترعوا موضوع الحقائب الامنية وعندما تم عرض بعد الاسماء للحقائب الامينة بدأوا بوضع "الفيتوات". وإذ استغرب كيف "ان الجنرال (ميشال) عون وحزب الله كانا يقولان انه سيسميان الاطراف لديهما"، سأل: "بأي حق يعتبر عون او الحزب ان لهما الحق بالاعتراض على أي اسم يسميه "تيار المستقبل" إن كان اللواء أشرف ريفي أو غيره؟". وعن استمرار تمسك كتلة "المستقبل" بالإتفاقات السابقة مع "حزب الله" بالنسبة لموضوع الحكومة، قال "الاتفاق الأساسي يقول تشكيل حكومة بصيغة 8-8-8 ووزارات متوازنة بين الأطراف، ومداورة كاملة وشاملة ومستمرة. هذه النقاط الثلاث للاتفاق الاساسي، ونحن مستمرون عليه". وقال "سنصل إلى قرار من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، لتشكيل حكومة بمن حضر، وسنرى ان كانت هذه الحكومة ستقابل بالتهديد الذي سمعناه من كتلة الوفاء للمقاومة ان وزارة أمر واقع ستواجه بالامر الواقع، وهذا التهديد يحاول منع تشكيل الحكومة، وبالتالي قد نصل الى فراغ بالرئاسة وتستمر حكومة نجيب ميقاتي لاستلام مهام الرئاسة، واعتقد ان هذا مشروع حزب الله

 

النائب نضال طعمة: واهم من يظن أن هناك تنازلا عن شرط عدم تدخل حزب الله في سوريا والواقع السوري سيلفظ الحزب خارج الحدود في أي مشروع حل للازمة

وطنية - راى النائب نضال طعمة انهم "يشيعون أجواء إيجابية مرة، ويعممون أن العقدة ما زالت عصية على الحل مرة أخرى، ننام على خبر تسهيل التشكيل، ونصحو على خبر العرقلة والتعطيل، نشعر اليوم أننا على قاب قوسين من ولادة الحكومة الجديدة، ونصحو غدا على نبأ استمرار البلد والحال على ما هو عليه، والمشكلة هي هي، الافتقاد إلى المعايير الوطنية الثابتة في مقاربة كل القضايا المصيرية. وجاءت وثيقة بكركي، التي اعتبرها البعض صرخة حق، ناقوس خطر يحاول أن يضع النقاط على الحروف ويعوض ما عجزت عنه فرضيات الواقع السياسي اللبناني، بدءا من بناء السلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية والتعويل على التلاقي الوطني والعيش المشترك وحفظ التعددية ودعم المؤسسات والجيش. وكي تكون هذه الوثيقة منسجمة مع ذاتها، طرحت قضية السلاح مؤكدة حصرية القوة العسكرية في يد الشرعية وضرورة حياد لبنان الإيجابي".

واضاف في تصريح: "حبذا لو أن الذين تلقفوا وثيقة بكري ودوروا زواياها على مقاسهم السياسي، كانوا قد اعتبروا مبادئها منطلقات حوار، يمكن أن تستثمر إيجابيا، مع العمل الحرفي والشفاف للمحكمة الدولية، التي حتما ستكون نتائجها إيجابية، آملين في أن تضع حدا نهائيا محقا لقضية رفع الظلم عن كل متهم لا يثبت تورطه بالأدلة الدامغة، كما أنها تضع من تثبت إدانته، أمام تحمل مسؤولياته كاملة، على أمل ألا يكابر فريق داخلي، ويستمر بتأمين التغطية لمن قد يثبت أنه مدان بجريمة اغتيال مسار تحرري، كان الرئيس الشهيد الشيخ رفيق الحريري قد أرساه بتفاعله الإيجابي مع القوى السيادية في البلد، وقد جعلوه وجعلونا ندفع الثمن غاليا".

وتابع: "هنا تبرز جدلية التسليم بتحقيق العدالة، والشراكة مع من يجد من مصلحته نعطيلها، والتعمية على الشفافية الآيلة إلى تحقيقها. لتتجلى حكمة السياسي الذي لا يستطيع أن يترك بلده ينغمس في أتون تصنيفات تكاد تلامس حد الجنون، فيقدم في مجالات تؤمن للبلد الاستقرار، ويتشدد في المبادئ والثوابت والمنطلقات. وهذا ما فعله دولة الرئيس سعد الحريري وازنا بحكمته مصلحة البلد ومستقبله".

وختم طعمة: "ان من يقول أننا تخلينا عن المحكمة الدولية، أننا سلمنا بعدم جدواها، هو واهم ويحاول أن يهرب إلى الأمام في زمن ضياع فريقه السياسي في انتظار حسم عسكري خارج الحدود يرجونه لمصلحتهم. وكذلك هو واهم من يظن أن ثمة تنازلا عن شرط عدم تدخل حزب الله في سوريا، فالواقع السوري مهما كانت ظروفه المستقبلية، سيلفظ حزب الله خارج الحدود في أي مشروع حل للازمة، وهذه حقيقة وعلى الحزب أن يقارب مفعولها الرجعي المعنوي السيء، عليه".

 

قاسم: لا وجود للبنان من دون مقاومته وننصح سليمان وسلام ببذل جهد حثيث وحقيقي للحكومة الجامعة

وطنية - أكد نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "المقاومة ليست وساما يمنح بل هي فعل إيمان وتضحية وصبر، لقد أصبحت جزءا من قيامة لبنان فلا وجود للبنان من دون مقاومته، لأنها هي التي أعطته هذا البعد وهذه القوة والمناعة، ويوجد تكامل بين مشروع المقاومة ولبنان السيد الحر المستقل. راجعوا التاريخ، متى كان لبنان حرا سيدا مستقلا إلا بعد ثلاثي القوة الجيش والشعب والمقاومة؟ ما دامت إسرائيل موجودة فالمقاومة موجودة، وما دامت إسرائيل تحتل وتهدد فالمقاومة جاهزة لتحرر وتدافع، وبغير هذه القاعدة لا يمكن أن نلتزم". وقال في احتفال تأبيني في حسينية الأوزاعي: "في الشأن السوري، قاتلنا في سوريا بعد مرور سنة وثمانية أشهر على اندلاع الأزمة في سوريا، أي أننا لم نتدخل في البداية، ولم تكن لدينا نية أن نشترك فيما يحصل في سوريا، لكن عندما شعرنا بالخطر الداهم، وانكشاف مشاريع الآخرين بتحويل سوريا إلى جبهة تناصر إسرائيل وإلى سلاح موجه ضد المقاومة في لبنان والمنطقة، رأينا أن من واجبنا أن نساهم في حماية ظهر المقاومة وطريق إمدادها، وهذا الخيار هو خيار دفاعي، هو دفاع عن مشروع المقاومة ومن حقنا ذلك، أما أن ننتظر حتى يصلوا إلى بيوتنا فهذا حمق لن نتصرف على أساسه". وسأل: "ما هذا التناقض الموجود عند الآخرين الذين يخالفوننا في الرأي والمشروع؟ يدعمون المجرمين التكفيريين بكل بشاعتهم في سوريا ويقولون أنهم مع الشعب السوري، هؤلاء من يقتلون؟ هم يقتلون الشعب السوري، يدافعون عن المتهمين الذين ساقهم الجيش اللبناني ومخابراته إلى القضاء والمحاكمة لاتهامهم بنقل المتفجرات والانتحاريين والقيام بأعمال إرهابية، من دون أن يراعوا مشاعر الناس التي استهدفت، ومن دون أن يلتفتوا إلى أن هؤلاء مجرمون، ويقولون بعد ذلك أنهم وطنيون وغير طائفيين وغير مذهبيين، على الأقل اتركوا القضاء أن يحكم وبعد ذلك تتحركون، لكن تدافعون عن متهمين مجرمين! اتقوا الله تعالى في العباد والبلاد، واتركوا المجرم ينال جزاءه، ودافعوا عن المظلومين المستهدفين. هم يعيقون عمل الأجهزة الأمنية والقضاء ويقولون أنهم مع الدولة! يستنكرون التفجيرات التي تحصل ويبررون بأنها نتيجة! نحن نطالب جماعة 14 آذار بعدم التغطية على التكفيريين وعدم توفير البيئة الآمنة لهم، وعدم التبرير السياسي لأعمالهم، وعدم القيام بالمزيد من توريط لبنان بمراهنات خاطئة. نحن نطالبهم بعدم تقديم خدمة مجانية لإسرائيل باستمرار التصويب على المقاومة بدل التصويب على اختراق إسرائيل للسيادة اللبنانية، نطالبهم بالعودة إلى الدولة وتفعيل مؤسساتها والتوقف عن تعطيلها، فقد عطلوا كل المسارات بسبب أهوائهم ومصالحهم. نقول لهم أن مصلحة الجميع أن تنطلق الدولة وأن تُفعَّل مؤسساتها، مما يساعد في حماية السلم الأهلي والأمن وإنعاش الاقتصاد".

أضاف: "يقولون لنا دائما أنتم استجلبتم التكفيريين، ونقول لهم : راقبوا المسار الطويل لمجيء التكفيريين إلى المنطقة، فمن الذي استجلبهم إلى سوريا من ثمانين دولة؟ ومن الذي جاء بهم إلى العراق ليقتلوا الناس الأبرياء؟ ومن رعى فتح الإسلام في مخيم نهر البارد قبل سنوات؟ ومن كان يرعاهم في الضنية قبل ذلك؟ هؤلاء كانوا موجودين. المشروع التكفيري مشروع عابر للدول والطوائف والمذاهب، وليس له حلفاء، ومن يسير معه في بداية الطريق يقضى عليه لاحقا، ولكم فيما يجري في سوريا بين داعش ومن معها ومن ضدها عبرة لمن يعتبر كيف أنهم يأكلون من رباهم ورعاهم. من هنا نحن إنما انطلقنا دفاعا عن حق في وجه الباطل".

وتابع: "أطلقوا الإنتحاريين ووجهوهم إلى مناطقنا، والانتحاريون يستهدفون جهتين أساسيتين: بيئة المقاومة بكل أطفالها ورجالها ونسائها ومناطقها، والجيش اللبناني الذي وقف صلبا أمام مشروعهم. هم مشروع فتنة وتخريب يطال الجميع بآثاره، وهذه الحرب التي يخوضونها ضدنا تتطلب تضحيات، ونحن نعمل بأقصى طاقتنا لنخفف من آثارها وآلامها، في هذه الحرب هناك تضحيات، فإذا خشينا من التضحيات وسندفعها عندها سنخسر مرتين، التضحية والخشية، أما إذا صممنا على الوقوف والاستمرار وكنا يدا واحدة، وتوكلنا على الله تعالى، فإننا سننتصر عليهم في نهاية المطاف، سنبقى في أعمالنا وفي الميدان ولن نغير من مواقفنا السياسية، سنبقى نقاتل حيث نقاتل، نحن مقاومة في كل موقع، مقاومة عندما نواجه إسرائيل، ومقاومة عندما نواجه عملاء إسرائيل، ومقاومة عندما نقاتل في سوريا دفاعا عن المقاومة، في كل موقع نحن مقاومة، وسنبقى مرفوعي الرأس نعمل ونواجه هؤلاء التكفيريين ومن وراءهم، وسننتصر في نهاية المطاف، وانتظروا وسترون النتيجة". وقال: "لا تصابوا بالهلع ولا تخشوا منهم وإلا ربحوا، ما الذي يفعلونه؟ هل يقرِّبون أجلا أو يمنعون رزقا؟ الآجال بيد الله تعالى والأرزاق من عنده تعالى، وبالتالي لو خاضوا الأرض من أولها إلى آخرها لن يمنحونا حياة ولن يمنعونا إياها ولن يمنعوا عنا رزقا ولن يزيدوه، لنتوكل على الله تعالى ولنبق في الميدان، وسننتصر بإذن الله تعالى". وختم قاسم: "دعونا إلى حكومة جامعة لا تستثني أحدا، فلا عزل أفرقاء ينفع ولا تهميش أفرقاء ينفع، الكل بحاجة إلى الكل، وهو وطن الجميع وإدارته مسؤولية الجميع. كفى تذاكيا بأسماء سميتموها، فتارة يقولون لنا نريد حكومة حيادية، وأخرى حكومة أمر واقع، هذا يعني أنكم تريدون حكومة غير ميثاقية وغير جامعة، ومثل هذه الحكومة هي حكومة التعطيل لمسار الدولة واستحقاقاتها. ننصح رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف أن يبذلوا جهدا حثيثا وحقيقيا للحكومة الجامعة، فهذا هو الإنجاز وما عداه فشل محض".

 

قاووق: لحكومة جامعة تحصن الإستقرار وتقفل الأبواب أمام الإرهاب التكفيري

وطنية - طالب نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "بالإسراع في تشكيل حكومة سياسية جامعة لا يشعر فيها أحد أنه مستهدف، وذلك حتى نحصن الإستقرار ونقفل الأبواب أمام الإرهاب التكفيري"، لافتا إلى أن "حكومة الانقسام من شأنها أن تعمق المشكلة وأن تهدد الإستقرار الهش أكثر فأكثر". وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة كفرا الجنوبية: "المشكلة اليوم ليست متمثلة بحجم حصة حزب الله وحركة أمل في الحكومة، إنما المشكلة التي استجدت هي أن هناك من تعمد ايجاد التعقيدات، واستهداف فريق يمثل أكثرية مسيحية، وجوهر المشكلة هو أن هناك من لا يؤمن بالشراكة الحقيقية، ومن يتنكر لها، وبالتالي فإن المعبر الوحيد الذي يقربنا من تشكيل الحكومة الجامعة هو التفهم والتفاهم على قاعدة تأمين الشراكة الحقيقية الوازنة والعادلة لكل مكونات الحكومة، وبهذا نخدم الوطن واللبنانيين بهذه المرحلة الحرجة". ورأى أن "الإرهاب التكفيري يشكل نارا ودمارا على كل المنطقة إلا إسرائيل، فهو يكون عليها بردا وسلاما، حيث أنه يضرب في العراق وسوريا ومصر ولبنان وكل مواقع القوة في الأمة ولا يضرب إسرائيل، وهي غير مستهدفة منه"، مشيرا إلى أن "المعركة التكفيرية الإرهابية الإجرامية بدأت بحق جمهور المقاومة، من خلال قتلهم للأطفال والنساء الأبرياء، وهذا يعبر عن أحقادهم السوداء وافلاسهم واجرامهم الإرهابي، وليس في ذلك أي بطولة، لأنهم هناك في ميادين القتال هم الجبناء والمهزومون والأذلاء". وشدد على أن "المسؤولية الوطنية تفرض على جميع الفرقاء من فريقي 8 و 14 آذار وكل من يعتبر نفسه مستقلا والأجهزة الأمنية المختلفة والمؤسسات الرسمية أن يكونوا في خندق واحد لمواجهة الخطر التكفيري الإرهابي الذي يستهدف الإستقرار والسلامة والوحدة الوطنية، ومعنيون أيضا بأن نقفل كل الأبواب والنوافذ أمام الإرهاب التكفيري، لأنه يستغل بيئة حاضنة، ويستغل التحريض المذهبي، فيجد أن الابواب مشرعة ليضرب ويرتكب جرائمه".

 

يزبك: هل المداورة أكبر من لبنان وأعظم من الخطر الذي يحيق به؟

وطنية - سأل رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك "لماذا لا يتفق على حكومة جامعة تمثل اللبنانيين جميعا وبحسب كياناتهم وبحسب وجودهم في المجلس النيابي، ولماذا هذا الدوران في حلقة مفرغة والعقدة في المداورة، فهل يا ترى المداورة أكبر من لبنان وأعظم من الخطر الداهم الذي يحيق به؟ ألا يمكن تجاوز عقدة هذه المداورة؟ أم أن هناك ما وراء الأكمة دفع نحو الفراغ ولدفع لبنان إلى مكان آخر".

ودعا خلال احتفال تأبيني في بعلبك، حضرته شخصيات نيابية وسياسية وحزبية وبلدية، إلى "الخوف من الله والسعي لحكومة جامعة تحقق للمواطن أمنه واستقراره ومقتضياته الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية، وإلا فالبلد على كف عفريت ومنزلق نحو الهاوية". وحذر يزبك جميع اللبنانيين من أن "الخطر الداهم لن يعود على اللبنانيين إلا بالمآسي ولن يرحم أحدا، ولا يتوهمن أحد بأنه على الحياد"، داعيا اللبنانيين الى "التوحد والتوجه لمواجهة هذا الإرهاب والى دعم الجيش والقوى الأمنية في حفظ الأمن وأن تبقى عيون الشعب مفتوحة"، مؤكدا ان "المقاومة ستبقى المدافعة عن شعبها وبلدها ليبقى لبنان وشعبه قويا وعزيزا". 

 

النائب علي بزي: المرحلة بالغة الخطورة والمطلوب تنازلات لحفظ الوطن احمد قبلان: لحكومة شراكة تكون مدخلا لاتفاق سياسي وانتخاب رئيس للجمهورية

وطنية - شيعت بلدة كفردونين نقيب أصحاب المدارس الخاصة في لبنان حسين نجيم يتيم في حسينية البلدة، في حضور عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي، المفتي الأول في المجلس الشيعي الأعلى الشيخ احمد قبلان، النائب السابق الدكتور حسين علي يتيم، رئيس المجلس البلدي فادي بركات وشخصيات تربوية وعسكرية وثقافية وحشد من الاهالي.

بداية، مجلس عزاء تلاه الشيخ عباس فتوني، ثم كلمة اتحاد نقابات المدارس الخاصة ألقاها مع كلمة آل الفقيد الدكتور حسين علي يتيم.

ثم القى الشيخ قبلان كلمة جاء فيها: "يبدو ان هذا البلد ما زال يعاني من تجزئة التاريخ وهوية الخيارات لدرجة ان الوضع الامني والكمائن السياسية تكاد تنسف آخر مكونات صيغة لبنان، ومع ذلك يصر البعض على عقلية منع أي شراكة عادلة بالقرار الوطني، ولهذا البعض نقول: انتهى الزمن الذي يقرر فيه مصير لبنان في دهاليز الصالونات الخارجية. وما لم نقبل به قبل وبعد حرب تموز لن نقبل به اليوم، وليعلم الجميع ان أي خطأ سياسي وازن سيعني كارثة غير محسوبة ابدا، لان ما بعد الأزمة السورية مختلف تماما عما قبلها. ومن يعتمد في تهوره على الخارج، للاسف سيكون ضحية مؤامرة هذا الخارج، والايام شواهد. المطلوب دولة لهذا اللبنان وليس لبنان لدولة، المطلوب حكومة شراكة وطنية وشخصيات غير استفزازية، وآلية قرار جامع ليس فيه شيء من تحت الطاولة، لذلك لن نطالبه بضمانات لان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين".

واضاف: "لمن يراهن على صمتنا أنصحه ألا يفعل، لان وضعية البلد ومنطقة الشرق الاوسط والتوازنات الحالية لا تقبل اي مراهنة. نعم، يمكن لحكومة شراكة وطنية ان تشكل مدخلا لاتفاق سياسي نيابي يقوم بانتخاب رئيس جمهورية وطني، بعد ان تحولت وطنية البعض الى بازار يفاوض على دهاليز لبنان".

بزي

ثم ألقى النائب بزي كلمة حركة "أمل" عزى فيها ذوي الفقيد باسم الحركة وباسم رئيسها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ثم تطرق للاوضاع السياسية فقال: "من هنا، من منبر الجنوب نؤكد على جملة من الحقائق والثوابت، هناك من يعكف على التحريض والشحن المذهبي والطائفي ويستحضر كل أنواع الفتنة الطائفية والمذهبية اعتقادا منه انه يمتلك مفاتيح الجنة. وهناك ايضا، من يعزف على أوتار الوحدة الوطنية والتضامن والسلم الاهلي والاستقرار السياسي والاجتماعي والمعيشي، ونحن لن نكون إلا في المواقع المتقدمة في هذا الوطن، انتماء والتزاما، نكرس ونشذب كل المصطلحات والمفاهيم أداء وسلوكا مع العزف على أوتار الوحدة الوطنية والسلم الاهلي، وهذا يتطلب ان نفهم بعضنا البعض حيث انه حينما يتعرض الوطن بجميع أطيافه الى خطر وجودي ومصيري فان مرفأ الأمان هو التنازلات المتبادلة، وحينما نتنازل يكون ذلك حماية للبلد وللجميع".

واردف: "هذه هي المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع في مرحلة سياسية بالغة الخطورة. نختلف على الحقائب الوزارية والبلد مليء بالحقائب المتفجرة، المتنقلة من مكان الى آخر لا تستثني أحدا، هذا الارهاب المتجول يستهدف الجميع ومصالحنا كلبنانيين يجب ان تكون واحدة، وهمومنا ايضا، وجرحنا واحد ودمنا واحد، لذلك، نعول على كسر حائط الجمود والخوف والمراوحة، والإرتقاء الى مستوى الوعي والحكمة للاستفادة من الظروف التي تفرض علينا مقاربة وحدوية جامعة، وان نراهن على المؤسسة العسكرية الضامنة لسلمنا الأهلي ولوحدتنا وتماسكنا في وجه هذا الارهاب الذي لا دين له ولا هوية".

 

وزير الخارجية عدنان منصور رفض وضع اسرائيل مع سوريا في موقع الاعتداء على لبنان:عراقيل اقليمية ودولية تحول دون التاليف ولكن العرقلة الاساس تبقى في الداخل

وطنية - حذر وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور من تداعيات استمرار أزمة تشكيل الحكومة على لبنان "الذي يشهد ظروفا صعبة"، داعيا الى "أخذ المسؤولية الوطنية العليا في الاعتبار بمعزل عن الاحزاب السياسية"، مشددا على "ضرورة قيام حكومة تضمن استمرار عمل المؤسسات الدستورية". ورأى في حديث ضمن برنامج "لقاء الاحد" عبر "صوت لبنان" أنه "لا يجوز تبادل الاتهامات بين الافرقاء وابقاء البلد من دون حكومة"، مشيرا الى "وجود بعض العراقيل الاقليمية والدولية تحول دون التأليف"، رغم اقراره بأن "العرقلة الاساس تبقى في الداخل". كما رفض ربط تشكيل الحكومة بالمسائل الخارجية من السعودية الى ايران وسوريا. ولفت الى "ان أي وزارة يجب ان تكون في خدمة لبنان وليس لفريق دون الاخر والمشكلة في لبنان تطويب وزارات ومؤسسات وكأنه اقطاع يمارس بصور مختلفة". وفي ما خص وزارة الخارجية، أشار منصور الى "أن غياب مجلس الوزراء يعطل جزءا من عمل الوزارة لجهة وجود شواغر في مناصب السفراء في الخارج تحتاج الى ملئها ولعل اهمها في فرنسا حيث لا سفير لبنانيا في باريس بل يوجد قائم بالاعمال". واذ استبعد التمديد لرئيس الجمهورية، اشار ردا على سؤال عما اذا كان قائد الجيش بدأ بتسويق نفسه للرئاسة في بيانه الاخير، الى "ان قائد الجيش يمثل المؤسسة الوطنية التي يعلق عليها الجميع امالا كبيرة، وهو حريص على سيادة لبنان واستقراره وفي خطابه الاخير كان يطمئن اللبنانيين انه في حال عدم حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده سيكون الجيش الضامن الوحيد لعدم انزلاق البلد نحو الفوضى". وتمنى "ان يكون للبنان جيش قوي يحقق التوازن وقادر على صد اي عدوان اسرائيلي"، رافضا وضع اسرائيل مع سوريا في موقع الاعتداء على لبنان، مشيرا الى "ان ما يحصل على الحدود مع سوريا موقت وليس كما مع اسرائيل على مدى التاريخ". وعن الهبة السعودية للجيش شكر منصور المملكة على "هذه الهبة التي قدمتها للبنان ككل وليس لفريق سياسي". وردا على سؤال حول خطابه في جنيف2، كرر التشديد على انه "اطلع رئيس الجمهورية على مضمونه، لكنه اضطر استنادا الى بيان الحكومة الوزاري الى اضافة فقرة تتعلق بحزب الله، بعد كلمة رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا والذي اتهم فيها الحزب بالارهاب"، مؤكدا "أن مقاومة قاومت اسرائيل وحررت الارض لا يجوز نعتها بالارهاب"، مطالبا ب "كشف النقاب عمن يغطي الارهاب ومن يدعمه ويقويه ويرسل المقاتلين من العالم الى سوريا". واضاف: "لا يمكنني ان اسكت في منبر دولي وجزء من اللبنانيين يهان، فأنا كنت أدافع عن كرامة لبنان". ولم يبد وزير الخارجية تفاؤلا تجاه محادثات جنيف اثنين، مستبعدا الوصول الى نتائج ملموسة في "ظل وجود معارضات سورية ترفض الائتلاف السوري ممثلا لها في عملية التفاوض". واعلن "ان الحل، في ازمة لها تشعباتها الاقليمية والدولية، يجب ان يكون سياسيا بعيدا من الخيارات العسكرية"، لافتا الى انه "آن الاوان لدخول مرحلة سياسية في سوريا والدليل تحضيرات جنيف 2 من حيث مشاركة وفد الحكومة على عكس جنيف واحد". واوضح منصور "ان الجولة الثانية من المفاوضات التي تنطلق غدا في جنيف مؤشر مهم لردود الفعل ومدى تجاوب الفرقاء".

 

محمد فنيش: بذلنا جهودا ولا نزال نقدم كل ما يلزم من أجل تشكيل الحكومة نطالب الجميع بالتمسك بدور المقاومة والجيش وان لا يعمل على اضعاف دورهما

وطنية - شدد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش على "ضرورة إعادة إحياء دور المؤسسات، وفي طليعتها مسألة تشكيل الحكومة كمقدمة لمقاربة وإجراء إستحقاق الرئاسة في موعده، وإعادة تفعيل وتنشيط دور المجلس النيابي"، مطالبا الجميع ب "تجاوز أصعب الأمور حول تركيبة الحكومة وبنيتها، والأخذ في الإعتبار متطلبات الإستقرار في لبنان بغض النظر عن كيفية قراءة كل شخص لمسألة الصيغة التي تم الإتفاق عليها، فالمهم هو أن نقرأ مصلحة البلد، وأن نكون شركاء، وأن نسارع إلى تشكيل الحكومة السياسية الجامعة". وراى خلال لقاء سياسي في بلدة قبريخا الجنوبية، أنه "لا يوجد سببا مقنعا لتمسك البعض في شروط أو ببعض المبادئ التي تعطل تشكيل الحكومة"، مشيرا إلى "أن كل قاعدة لها استثناء، وإذا وجدنا أن هناك عقبة تحول دون مشاركة مكون أساسي في الحكومة، فعلى الرئيس المكلف أن يسعى كما سعينا نحن والآخرون من أجل تذليل هذه العقبة، لأن الحكومة السياسية الجامعة لا يمكن لها أن تكون جامعة أو سياسية أو ميثاقية بغياب مكون أساسي عنها، ولن يجعلها قادرة على نيل الثقة في المجلس النيابي، وبالتالي الحكومات لا تشكل من أجل أن تصبح في حالة تصريف أعمال، بل من أجل أن تمارس مسؤولياتها"، لافتا إلى "أن المسائل الأساسية قد تم تجاوزها، وبالتالي لم يعد مبررا الإستمرار في الإطالة في تشكيل الحكومة". وأكد "أننا بذلنا جهودا وسعينا ولا نزال نقدم كل ما يلزم من أجل تشكيل الحكومة، وهذا ليس من موقع الوسطاء ولا من أجل أن يضع أحد اللائمة أو يلقي بالمسؤولية علينا أو أنه ينتظر دورا منا، بل إننا نؤدي واجبنا بالشكل الكامل، ونمارس دورنا في تذليل كل العقبات إذا استطعنا". وأشار إلى "أن مسؤولية مواجهة التيارات التكفيرية لا تقع على فئة معينة من اللبنانيين، بل إنما هذا بات واجبا على جميع مكونات المجتمع اللبناني، وعليهم أن يفكروا جديا بهذا الخطر ليحافظوا على صورة لبنان كنموذج للعيش المشترك قبل أن تتمكن هذه الجماعات من التمركز والتغلغل والتأثير على عقول الكثيرين من الجهلة أو المضللين"، مؤكدا "أننا نتمسك بالمقاومة في مسألة مواجهة العدو الإسرائيلي، وأن هذه المقاومة لم تتأثر قدراتها ولم تضعف جهوزيتها ولم تؤثر عليها أي معركة أخرى على توجهها في التصدي للعدو الصهيوني"، مطالبا الجميع ب "التمسك بدور المقاومة والجيش، وأن لا يتم العمل على إضعاف دورهما، وأن لا نسمح لبعض الحاقدين والموتورين والمملؤين حقدا أن ينالوا من دور هذه المؤسسة الوطنية، وأن لا نسمح لمن يجد مبررا أو يريد أن يضفي غطاء على ممارسات هؤلاء الذين يفجرون ويقتلون الناس ولا يتورعون عن سفك دماء الأبرياء".

 

رجل الأعمال ابراهيم الصّقر للبنان الحرّ: حزب الله في سوريا يدافع عن الأسد ونظامه لا عن نفسه ولبنان

اعتبر رجل الأعمال ابراهيم الصّقر في حديث للبنان الحرّ ضمن برنامج بين السّطور أنّ الحكومة المسماة جامعة إذا وُلدت ستولد ميتة، ولن تقدّم ولن تؤخّر لأنّها والحكومة الحاليّة ستصرّفان الأعمال. وقال: الثّوابت موجودة بين مكوّنات 14 آذار في الأمور الإستراتيجيّة، لكن في شأن النّظر إلى الحكومة كلّ حليف نام على الجنب الذي يريحه، وبالتالي حزب الله الغارق في فييتنام سوريا، سيتمّ انقاذُه في هكذا حكومة. أضاف: حزب الله في سوريا يدافع عن الأسد والنّظام السّوري لا عن نفسه وهو عندما يحارب السوريين في أرضهم أفلا يكون تكفيريا؟ وتابع الصّقر: لا أميّز بين التّكفيري السّني والتّكفيري الشيعي. وقال: نراهن على الدّولة حتّى الآخر، ونحن تحت سقف القانون. ولكن إذا تعدّى أحد علينا في عُقر دارنا فأقلّ شيء أن ندافع عن أنفسنا. وعن وثيقة بكركي اعتبر الصّقر أنّها ليست بجديدة على بكركي لأنّ هذا الصّرح ضمانة لبنان وضمانة كلّ الطّوائف وكلّ مسيحيي الشّرق. وقال: إذا كان مسيحيو لبنان بخير وبكركي بخير فكلّ مسيحيي الشّرق بخير. وعن طائرة معراب اعتبر أنّها تصوّر أدقّ التّفاصيل في مقر الدكتور جعجع. وقال: إذا كانت اسرائيليّة كما ذُكر يجب على الجيش اللبناني إسقاطُها، وإذا كانت سوريّة ايرانيّة أو تابعة لحزب الله، فهذا يؤكّد أنّ هذا المحور عميل لإسرائيل. أضاف: لا يمكن إسقاط طائرة من دون معرفة هويّتها، لافتا إلى أنّ النّظام السوري له مصلحة معروفة ودائمة في اغتيال جعجع.

 

الحريري في السعودية ولم يزر دبي في الأيام الماضية

أكدت مصادر "الجديد" أن الرئيس سعد الحريري موجود في السعودية ولم يزر دبي في الأيام الماضية.

 

باسيل: نعمل ليكون لبنان أهمّ وأكبر من حقيبة

قال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في حديث إذاعي مقتضب: "سواء فهمتونا أم أسأتم فهمنا، إننا نعمل لكي يكون لبنان أهمّ وأكبر من حقيبة".

 

الجيش أوقف في عرسال العقيد السوري المنشق محمود عباس

أفادت الوكالة الوطنية للاعلام، أن حاجز الجيش في وادي حميد في عرسال، أوقف العقيد السوري المنشق وعضو "المجلس العسكري للثورة السورية" محمود عباس. وأفاد مراسل "الجديد" أن الجيش اللبناني أوقف على احدى الحواجز في عرسال الضابط المنشق في الجيش السوي مروان عيوش.

 

تفاهم الحلفاء بعد 8سنوات...حاجة ملحة الى ملحق

صحيفة الأنباء /أتت كتلة الوفاء للمقاومة في بيانها قبل أيام على ذكر التفاهم الموقع بين التيار الوطني الحر وحزب الله في ذكراه السنوية الثامنةوخصصت للمناسبة بندا خاصا جاء فيه"ان التفاهم التاريخي بين حزب الله والتيار الوطني الحر قد تجاوز بنجاح العديد من الاختبارات في مراحل دقيقة وصعبة بفعل الصدقية التي التزمها الطرفان على المستوى القيادي والتنظيمي". في الواقع كانت السنة الثامنة 2013 الأصعب على التفاهم الذي تعرض فيها لاختبارات وتجارب أظهرت للمرة الأولى وجود تباينات وتشققات ولكنها مازالت تحت السيطرة. فمن التجديد للمجلس النيابي الى التمديد لقائد الجيش، الى تسمية تمام سلام رئيسا مكلفا لتشكيل حكومة جديدة إلى انفتاح العماد ميشال عون على السعودية والرئيس سعد الحريري، تطورات سلطت الضوء على وجود مشكلة وعلى حاجة هذا التفاهم إلى تطوير وتفعيل بعدما فقد الكثير من زخمه وديناميته. وفي هذا الإطار تدعو شخصية سياسية قريبة من معسكر 8 آذار قيادتي حزب الله والتيار الوطني الحر إلى عملية تطوير ووضع ملحق للتفاهم عبر تشكيل فريق عمل مع جدول أعمال محدد يتكون من النقاط التالية: قانون الانتخاب الجديد، الإصلاحات الدستورية العاجلة في ضوء التجربة، مضمون الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الراهن، التعيينات الإدارية والإصلاحات الملحة في مؤسسات الدول، إضافة إلى التدابير التي لابد منها لإصلاح القضاء والأجهزة الأمنية.

 

دوليات

 

إيران: سفننا الحربية تبحر صوب سواحل امريكا ردا على نشر سفنها في الخليج

 نقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء، أمس السبت، عن ضابط بالبحرية الإيرانية قوله إن أوامر صدرت لعدد من السفن الحربية بالاقتراب من الحدود البحرية الأمريكية، كرد على نشر سفن أمريكية في الخليج. ونقلت الوكالة عن الأميرال أفشين رضائي حداد قائد الأسطول الشمالي بالبحرية الإيرانية قوله، إن “الأسطول العسكري الإيراني يقترب من الحدود البحرية للولايات المتحدة، وأن لهذه الخطوة رسالة”. ونقلت عنه قوله، إن السفن بدأت رحلتها صوب المحيط الأطلسي عن طريق”المياه الواقعة قرب جنوب أفريقيا”.  ولم يتسن التأكد من تقرير فارس بشكل مستقل، ولم يتضمن التقرير تفاصيل بشأن السفن. وتجري الولايات المتحدة وحلفاؤها مناورات بحرية في الخليج بشكل منتظم قائلين إنهم يريدون ضمان حرية الملاحة في ذلك الممر المائي، الذى يمر من خلاله 40% من صادرات النفط العالمية المحمولة بحراً. وتتضمن التسهيلات العسكرية الأمريكية في المنطقة قاعدة لأسطولها الخامس في مملكة البحرين. وقالت فارس، إن البحرية الإيرانية طورت وجودها في المياه الدولية منذ 2010 وترسل بشكل منتظم سفناً في المحيط الهندي وخليج عدن، لحماية السفن الإيرانية من القراصنة الصوماليين الذين يعملون بالمنطقة.

 

اطلاق نار في كنيسة باقصى الشرق الروسي وسقوط قتيلين وستة جرحى

وطنية - اعلنت الشرطة الروسية مقتل شخصين واصابة ستة اخرين بجروح عندما فتح رجل النار اثناء قداس في كاتدرائية في جزيرة سخالين باقصى الشرق الروسي. وتم توقيف مطلق النار وهو موظف في شركة امنية في المكان ولم تعرف دوافعه بعد كما اكدت لجنة التحقيق الروسية في بيان موضحة ان القتيلين هما راهبة ومصل

 

في شريط جديد.. راهبات معلولا يطالبن بالافراج عنهن

حصلت قناة الجزيرة اليوم الأحد على تسجيل مصور يظهر الراهبات اللاتي اختطفن من دير مار تقلا في مدينة معلولا السورية بـريف دمشق في ديسمبر الماضي وهن يجددن المطالبة بإطلاق سراحهن. وظهر في التسجيل -الذي يبدو أنه يعود إلى يوم الأربعاء الماضي- الراهبات الاثنتا عشرة، وقلن إنهن بصحة جيدة ويعاملن معاملة لائقة ولم يتعرضن لإساءة وينتظرن إطلاق سراحهن ليعدن إلى ديرهن. لكن الراهبات الأرثوذكسيات المختطفات من معلولا -وهن سوريات ولبنانيات- أضفن أنهن كن يفضلن البقاء في الدير رغم تعرضه للقصف، لأن ذلك يعتبر من واجبهن رغم تعرضهن حينها للخطر. وتوجهت الراهبات بشكر كل من يسعى لإطلاق سراحهن، وطالبن بإطلاق سراح جميع المعتقلات، وأبدين قبولهن بأن يكن الضحية أو المكافأة لمن سيطلق سراحهن ويفرج عنهن مقابل عودتهن إلى الحرية. يذكر أن الخاطفين يطالبون بإطلاق سراح معتقلات في السجون السورية لقاء الإفراج عن الراهبات

 

نتانياهو: كل من يمس بنا او مس بنا او ينوي المس بنا فذنبه على جنبه

 أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تعقيبا على الغارة الاسرائيلية ان سياسة اسرائيل الحازمة ضد الارهاب مبنية على مبدأ بسيط معناه ان كلمن يمس بنا او مس بنا او ينوي المس بنا فذنبه على جنبه. اما بالنسبة لايران فرأى نتانياهو في مستهل جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية أن تخفيف العقوبات عنها لم يؤد الى الحد من سياستها العدوانية بل بالعكس، مشيرا الى ان وزير الخارجية الايرانية اجتمع مؤخرا برئيس الجهاد الاسلامي وان طهران تواصل تزويد المنظمات الارهابية بالاسلحة وكذلك تواصل الضلوع في المذابح في سوريا بل انها ترسل سفنا حربية الى المحيط الاطلسي كخطوة استفزازية ضد الولايات المتحدة. وبدوره عقب وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون على الغارة في قطاع غزة قائلا ان اسرائيل لن تمر مرور الكرام على تشويش سير حياة مواطنيها وستواصل ملاحقة اي مخرب يحاول المس بأمن مواطني الدولة وتجعله يدفع ثمنا باهظا. وشدد يعالون على ان حركة حماس مسؤولة عما يجري في قطاع غزة واذا لم تعلم فرض امرها على المنطقة الخاضعة لسيطرتها فانها ستدفع الثمن ايضا.

 

استطلاع: الكاثوليك يشيدون بالبابا ويخالفون قواعد كنسية حالية

وكالات/افاد استطلاع دولي للرأي نشرت نتائجه في الولايات المتحدة ان الكاثوليك في العالم يعتبرون ان البابا فرنسيس بابا جيد، الا ان الكثيرين منهم لا يوافقون على كل قواعد الكنيسة خصوصا ما يتعلق بمنع الحمل. وجرت الدراسة التي شملت 12 بلدا بمبادرة من “يونيفيجن” اكبر شبكة قنوات تلفزيون باللغة الاسبانية في الولايات المتحدة. وبينت الدراسة ان الكاثوليك الاكثر تمسكا بتعاليم الكنيسة هم رجال ونساء متزوجون فوق الخامسة والخمسين من العمر ويعيشون في مناطق ريفية. اما في ما يتعلق بالمسائل الاجتماعية مثل زواج المثليين والاجهاض والطلاق والسماح للنساء بدخول سلك الكهنوت، فان الاراء تختلف بين بلد واخر وبين عمر وآخر.

واذا كان 87 في المئة من الكاثوليك يعتبرون ان فرنسيس بابا جيد، فان 78 في المئة يؤيدون استخدام وسائل منع الحمل الامر الذي لا تسمح الكنيسة به. بالنسبة الى ادخال النساء في سلك الكهنوت تبين ان 80 في المئة من الكاثوليك في افريقيا و76 في المئة من الكاثوليك في الفيليبين يؤيدون موقف الفاتيكان الرافض حتى الان لادخال النساء في الكهنوت. الا ان هذه النسبة تنخفض الى 30 في المئة في اوروبا و36 في المئة في الولايات المتحدة.

اما الموضوع الذي يبدو فيه الخلاف كبيرا، فهو زواج المثليين اذ رفضه 99 في المئة من كاثوليك افريقيا بينما لم يرفضه سوى 40 في المئة من كاثوليك الولايات المتحدة. وفي شأن المسائل الاجتماعية، تبين ان الكاثوليك الفرنسيين والاسبان هم الاكثر انفتاحا في حين ان كاثوليك افريقيا والفيليبين هم الاكثر تحفظا. وشمل الاستطلاع 12036 كاثوليكيا في اميركا اللاتينية (الارجنتين والبرازيل وكولومبيا والمكسيك) وافريقيا (جمهورية الكونغو الديموقراطية واوغندا) واوروبا (فرنسا واسبانيا وايطاليا وبولندا) والفيليبين والولايات المتحدة. ويعيش في هذه البلدان نحو 61 في المئة من كاثوليك العالم. واجرت الدراسة شركة “بنديكسن واماندي انترناشونال” وبلغت نسبة الخطأ فيها 0,9 في المئة.

 

صراع بين روحاني و"الحرس الثوري" على خلفية التقارب مع الغرب في ظل سعي الرئيس إلى تقليص النفوذ السياسي والاقتصادي للمؤسسة العسكرية

بيروت - رويترز: بدت مقالة نشرتها وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية روتينية, إذ نقلت عن وزير الطرق والتنمية العمرانية قوله ان الوزارة لم توقع عقداً مع شركة "خاتم الانبياء" للانشاءات لاستكمال طريق سريعة رئيسية من طهران الى الشمال. لكن أمرين ميزا الخبر: الأول ان "خاتم الانبياء" واحدة من كبرى الشركات التي يسيطر عليها "الحرس الثوري" الايراني, والثاني ان رئيسها عباد الله عبد اللهي قال قبل ثلاثة أيام فقط ان الشركة وقعت العقد مع الوزارة. كان تقرير الوكالة في ديسمبر من العام الماضي, إحدى الاشارات الى أن الرئيس حسن روحاني الذي تولى السلطة في أغسطس من العام الماضي, يستخدم الزخم السياسي بعد تحسن العلاقات مع الغرب بشأن الملف النووي الإيراني, في كبح جماح النفوذ الاقتصادي لـ"الحرس الثوري". وشكك وزراء في عقود قائمة بين الحكومة والحرس, بل ألغيت بعض العقود, مثل عقد الطريق السريعة, بعد أن ظلت عالقة منذ وصول روحاني للرئاسة خلفاً لمحمود أحمدي نجاد. وانتقد قادة كبار في الحرس المحادثات النووية, لكنهم كانوا أكثر تكتماً عند الحديث عن القيود على مصالحهم الاقتصادية. وقال قائد "الحرس الثوري" الميجر جنرال محمد علي جعفري, في ديسمبر من العام الماضي, إن حكومة أحمدي نجاد كانت تصر على مشاركة الحرس في الاقتصاد, "لكننا أخبرنا السيد روحاني بأنه إذا شعر أن القطاع الخاص يمكنه تنفيذ هذه المشروعات, فإن الحرس الثوري مستعد للتنحي جانباً بل وإلغاء العقود". وبنفس اللهجة, انتقد جعفري المفاوضات النووية, معتبراً أن إيران خسرت الكثير ولم تكسب سوى القليل, واستهدف حديثه روحاني بصورة مباشرة أكثر, قائلاً ان "أهم ساحة تهديد للثورة الاسلامية -ومن واجب الحرس حماية مكتسبات الثورة- هي ساحة السياسة. ولا يمكن للحرس التزام الصمت حيال هذا". وقال محسن سازكارا, أحد الاعضاء المؤسسين لـ"الحرس الثوري", الذي يعيش حالياً في الولايات المتحدة, ان الأمر لم يكن مفاجئاً. وأضاف "كان من المتوقع أن يكون للحرس رد بارد وقاس. هذا لأنهم يرون أنفسهم يديرون الامور. والاهم من ذلك أنهم ليسوا سعداء بإبعاد أياديهم عن بعض مشروعات النفط والطاقة والطرق. وأظهروا هذا الاستياء بطرق عدة". وبحسب مراقبين, فإن الاتفاق الموقت الذي توصلت إليه ايران مع الدول الكبرى في نوفمبر من العام الماضي بشأن برنامجها النووي, يهدد الأساس الايديولوجي لقوة "الحرس الثوري", الذي تشكل لموازنة قوة الجيش وحماية الثورة الاسلامية من التدخل الخارجي والداخلي. ورغم الانتقادات التي توجهها القيادة العليا لـ"الحرس الثوري" للاتفاق النووي, إلا أن "الحرس الثوري" ليس على قلب رجل واحد وهناك عناصر ردت بطريقة أكثر عملية وجاهر قائد كبير على الأقل بدعمه الاتفاق. وفي الوقت الحالي, أبقى دعم المرشد الأعلى علي خامئني, صاحب اعلى سلطة في البلاد الذي يتعين على الحرس الاذعان لرأيه على الاقل في العلن, العناصر المحافظة داخل صفوف الحرس تحت السيطرة. وهناك ايضا ادراك بأن الحالة المزرية للاقتصاد التي تسببت فيها العقوبات الى حد بعيد لم تترك للبلاد خيارات تذكر. وقال سازكارا ان "خامنئي نفسه يدعم المحادثات. ومن جانب آخر ليس امام الحرس من خيارات كثيرة نظرا للوضع الاقتصادي الذي يثير فزع الجميع". ويسيطر "الحرس الثوري" على قطاعات واسعة من الاقتصاد وينخرط أيضاً في الانشطة السياسية والثقافية. وأكدت وزارة الخزانة الاميركية, في تبريرها لفرض العقوبات, ان "الحرس الثوري" يسيطر على "أعمال بمليارات الدولارات". وخلال حكم الرئيس السابق احمدي نجاد الذي استمر لولايتين من ثماني سنوات, وسع "الحرس الثوري" من اهتماماته وانشطته الاقتصادية مع تسريع العقوبات, وحالياً يستغل روحاني ثغرة فريدة أوجدها الاتفاق النووي لتقليص وجود الحرس الاقتصادي, وبالتالي نفوذه الأوسع في البلاد. وقال علي الفونيه الباحث الكبير في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الخبير في شؤون "الحرس الثوري" ان الحكومة استخدمت حجتين رئيسيتين لإلغاء العقود, مضيفاً ان "الحكومة لا يمكنها تحمل عبء العقود ولم تعد الدولة خاضعة لنظام العقوبات ولا توجد ثمة حاجة لحالة طوارئ تعلن فيها الحاجة لمشاركة الحرس الثوري". وبحسب مراقبين, فإنه إذا ذهب روحاني الى مدى بعيد في المفاوضات المقرر ان تبدأ الشهر الجاري بشأن اتفاق طويل الامد مع الدول الكبرى, فقد يسحب خامنئي دعمه الذي سيسمح للمحافظين في صفوف "الحرس الثوري" بالتدخل.

 

مقلات وتعليقات

 

إيران والعشب والقنبلة

نديم قطيش/عكاظ اليوم

من حسنات شبه الديموقراطية في الأنظمة شبه المغلقة، كما ايران، ان هوامش السجال السياسي فيها، تفضح ما لا يمكن رؤيته بسهولة في الأنظمة المغلقة. فالصحف الايرانية خلال الأيام القليلة الماضية افردت صفحاتها الاولى لنشر صور عن طوابير الإيرانيين، (مات ثلاثة منهم بسبب الصقيع) امام مراكز توزيع المساعدات الغذائية ضمن برنامج أعدته حكومة الرئيس حسن روحاني. وهي صور، بسبب كونها منتجة وموزعة محلياً، بعيدا عن اذرع المؤامرة وغرفها، تفوق في قيمتها السياسية اي تقرير غربي عن الواقع الااقتصادي والسياسي في ايران.

البرنامج الغذائي الذي انطلق منذ نحو اسبوع يرمي الى توزيع سلة مواد غذائية اساسية (دجاج وارز وزيت وجبن وبيض) تبلغ قيمتها 800 الف ريال (نحو 20 يورو) على كل اسرة يقل مدخولها عن خمسة ملايين ريال شهريا (125 يورو). وبموجب هذا البرنامج يفترض ان يتم توزيع تسعة ملايين سلة على الاقل بحلول رأس السنة الفارسية في 20 اذار المقبل.

ولئن تشير الإحصاءات الى ان متوسط حجم العائلة الايرانية، لا سيما في الأرياف، هو خمسة افراد، بتنا امام برنامج غذائي يشمل الرعاية الغذائية الأولية ل ٤٥ مليون ايراني، فقط لإبقائهم على قيد الحياة!!!

تفضح هذه الأرقام عمق الكارثة الاقتصادية التي تعيشها ايران بالمقارنة مع العجرفة التي تصورها الجمهورية الاسلامية الايرانية عن نفسها عبر سياساتها الخارجية. واللافت ان نشر الصور في الصحافة المتشددة، خصوصاً، مصحوباً بإنتقادات حادة لادارة حكومة روحاني لهذا البرنامج، لم يكن مدفوعاً بسجال اقتصادي مع روحاني بل بموجبات العجرفة والعنجهية الايرانية.

فقد ركزت الانتقادات على ان البرنامج “يعطي صورة سيئة عن البلاد”، و “يطال كرامة الناس” و “لا يحترم الشعب الايراني” وغيرها من العبارات التي تعالج صورة ايران وسمعتها وادعاءتها وتبجحها وليس واقع مشكلتها الاقتصادية العميقة المتفاقمة بسبب مجموع السياسات الايرانية التي منها البرنامج النووي.

فثمة في ايران من لا يزال يدفن رأسه في رمال العز الوهمي ولا شيء في جعبته الا هذا الفائض في الحساسية حيال الصورة والسمعة، كأن موت الإيرانيين جوعاً في السر افضل من إطعامهم في العلن، ان كانت برامج المعونة الغذائية ستفضح مستويات الفقر والجوع.

الواضح، كما تكشف اخبار وحوادث إيرانية كثيرة، ان لا حدود لهذه الحساسية التي باتت لا تقوى على تقبل رأي يناقش جدوى البرنامج النووي وما يجره من أكلاف على الشعب الايراني.

وفي هذا السياق أعلن أحد أبرز المحللين السياسيين الايرانيين، صادق زيباكلام، أنه استُجوِب في مكتب الادعاء العام حيث اتُهِم بـ «نشر أكاذيب وإشاعات وافتراء وإهانة القضاء وإضعاف النظام».

حيثيات الاتهام ان زيباكلام، الأكاديمي المرموق في جامعة طهران والمؤيد لروحاني، وجّه رسالة مفتوحة إلى حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة، سأل فيها عن فوائد البرنامج النووي الإيراني بالنسبة إلى إيران واقتصادها ونموّها وتقدّمها، على رغم تكاليفه الضخمة.

وأضاف في رسالته: «أن مؤيدي البرنامج النووي يقولون بارتفاع مكانة إيران دولياً بسببه، أو بتعزيز احترامها»، متسائلاً: «ما هي المكانة الدولية لكوريا الشمالية وباكستان اللتين تملكان برنامجاً نووياً أكثر تطوّراً؟ لا شيء». واعتبر أن هذا البرنامج أحدث «مشكلات» لإيران، بما في ذلك «عداء دول كثيرة». وسأل: «أليس من واجب بلد هو بين الدول الأكثر تخلفاً في العالم في الصحة والتعليم والبيئة، أن تكون أولوياته الصحة والتعليم والبيئة»؟ واختتم: «بصرف النظر عن موقف الأميركيين من برنامجنا النووي، إن أولوياتنا الاقتصادية يجب ألا تكون هذا الإنفاق الضخم على هذا البرنامج».

لا حاجة للتعليق!

في منتصف ستينيات القرن الماضي قال الاب الروحي للبرنامج النووي الباكستاني ذوو الفقار علي بوتو: سنحصل على القنبلة النووية ولو اقتتنا على العشب. فعلاً، حصلت باكستان على القنبلة واقتات طويلا على العشب. كلام بوتو اعقب نتائج حرب كشمير الثانية بين الهند وباكستان عام ١٩٦٥، والتي أبلى فيها الباكستانيون بلاءً عسكريا حسناً، رغم انها مهدت لسياسات انفاق عسكري فلكي أجهض كل الاحتمالات الكامنة في الاقتصاد الباكستاني كما بدت في مطالع الستينات، وحولها الى دولة نووية فاشلة تأكل العشب.

الجارة الايرانية على موعد مع ما هو أسوأ. الأرجح ان شعبها سيأكل العشب ولن يحصل على القنبلة.

 

قداديس عيد مار مارون

الراعي التقى عون وشربل وبصبوص:لوعي الهواجس واستعادة الثوابت عون: نؤيد مذكرة بكركي مئة بالمئة ونتمنى ان نتساعد معا على تطبيقها

الأحد 09 شباط 2014 /وطنية - عقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي خلوة مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الذي زاره على راس وفد من التكتل لتقديم التهاني بعيد القديس مارون، وتناولت الخلوة الاوضاع المطروحة كافة على الساحة المحلية والاقليمية. وقال عون بعد الخلوة التي استمرت قرابة ال45 دقيقة: "الزيارة لتهنئة الموارنة واللبنانيين عموما بعيد القديس مارون، ونتمنى أن يكون هناك حل للازمة وتعود المؤسسات الشرعية تعمل بانتظام، ومن الطبيعي ان نقدم التهاني لغبطته ايضا ونتبادل معه القضايا العامة". أضاف:" تناولنا أيضا المذكرة الوطنية التي صدرت عن بكركي والتي نؤيدها مئة بالمئة، ونتمنى من كل الاطراف اللبنانية التي أيدتها أن نتساعد معا على تطبيقها، خصوصا وان هذه المذكرة تجسد كل المبادىء التي قام عليها لبنان، والتي اذا احترمناها تؤمن الاستقرار والاستمرار للوطن والازدهار والسعادة للشعب".

سئل: ما هو موقف البطريرك الراعي من المداورة وهل هو معكم في هذا الموضوع؟

أجاب:"الحديث ليس سياسيا اليوم، إنما الحديث تعلق بالمذكرة وبالعيد".

سئل: ولكن المذكرة تتضمن بشكل أساسي الأمور السياسية في مقدمها تشكيل الحكومة والاستحقاق الأهم وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

أجاب:" لمن يريد معرفة موقفنا فلينتظره بعد اجتماع التكتل الاسبوع المقبل".

بعدها توجه العماد عون الى كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي للمشاركة في قداس العيد الذي ترأسه البطريرك الراعي وعاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، وحضره وفد من تكتل "التغيير والاصلاح" ضم عددا من الوزراء والنواب والقياديين، سفير لبنان لدى منظمة الاونيسكو خليل كرم، ممثل السفير الفرنسي في لبنان فرنسوا ابي صعب ، عدد من الفاعليات السياسية والقضائية والعسكرية، المفرج عنه جوليانو انطون وعائلته وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس ، ألقى الراعي عظة بعنوان:"حبة الحنطة، إذا وقعت في الأرض وماتت، أعطت ثمرا كثيرا"(يو12: 24)، تناول فيها معاني العيد، ومما جاء فيها: "شبه الرب يسوع سر موته وقيامته "بحبة الحنطة التي، إن لم تقع في الأرض وتمت، تبقى واحدة. وإن ماتت تأتي بثمر كثير"(يو12: 24). إنها صورة عن كمال محبة المسيح التي حملته على قبول الموت فوق الصليب، لفداء الجنس البشري، فأثمر، بقيامته، ولادة البشرية الجديدة المتمثلة بالكنيسة، جسده السري. وبهذا تمجدت محبة الله الذي جاد بابنه الوحيد لخلاصنا، وتمجد المسيح نفسه، الإله - الإنسان، بالقيامة، منتصرا على الخطيئة والشيطان، وعلى الموت والشر. فترك لنا نهج حبة الحنطة، نهج الموت والقيامة في حياتنا اليومية من أجل حمل الثمار الوافرة".

وقال: "هذا النهج تبعه القديس مارون الذي تعيد له الكنيسة اليوم، وتبعه كهنة الكنيسة في رسالتهم الكهنوتية على وجه الدنيا، ثم انتقلوا إلى بيت الآب. ونحن نذكرهم في هذا الأحد وطيلة الأسبوع، ملتمسين الراحة الأبدية لنفوسهم في ملكوت السماء".

أضاف: "يسعدني أن أرحب بكم جميعا وأحييكم، وبخاصة بدولة الرئيس النائب العماد ميشال عون، رئيس التيار الوطني الحر وأصحاب المعالي الوزراء والسادة النواب، أعضاء "تكتل التغيير والإصلاح". إننا في المناسبة نشدد على ما قلناه في "المذكرة الوطنية" التي أصدرناها لمناسبة عيد أبينا القديس مارون، وهو "إعادة التمسك بأساسية الميثاق والدستور والمكتسبات الدستورية"(راجع الفقرات 18و19و21)، بالإضافة إلى ما تطالبون به من محافظة على العرف والثوابت والمسلمات الوطنية، وعلى تمثيل مكونات المجتمع اللبناني السياسية والطائفية، ومشاركتها المتوازنة والمنصفة (راجع بيان 4/2/2014)".

وتابع: "نرحب أيضا بالشاب جوليان جورج أنطون، شاكرين الله على إطلاق سراحه من خاطفيه بعد ثلاثة عشر يوما. ونحيي والديه والوفد المرافق. وقد أتوا ليشاركوا في هذه الذبيحة الإلهية احتفالا بعيد أبينا القديس مارون. ونصلي معهم صلاة الشكر هذه لله سائلينه المكافأة لكل الذين سعوا وتوسطوا لإعادة العزيز جوليان على خير وسلامة، وملتمسين من الله أن يمس الضمائر لكي يوضع حد لأي خطف او احتجاز، إحتراما لكرامة الشخص البشري وحريته، واتقاء لله في حرمة حياة كل إنسان وقدسيتها".

وقال: "يسرنا أن نقدم لكم، ولجميع اللبنانيين، وبخاصة لأبناء الكنيسة المارونية وبناتها في لبنان والشرق الأوسط وبلدان الانتشار، أطيب التهاني والتمنيات بعيد أبينا القديس مارون، راجين بشفاعته أن ينعم الله على الجميع بالنعم اللازمة لخلاصنا، ويحيي فينا روحانية القديس مارون التي تميزت بالنسك في العراء على هضبة معروفة بقلعة كالوتا في جبل سمعان ما بين حلب وانطاكية، وبالانقطاع إلى التقشف والأصوام والصلاة والتأمل في كلام الله وإرشاد المؤمنين وشفائهم بقوة صلاته. بفضل هذا التفاني وهذا المثل - القدوة، تكوكب حوله العديد من التلاميذ الذين نهجوا نهجه، ثم أصبحوا جماعة رهبانية ضمت المئات في دير "بيت مارون" على ضفاف العاصي، في القرن السادس. وصارت في ما بعد كنيسة بطريركية، في أواخر القرن السابع، مع القديس يوحنا مارون البطريرك الأول على كرسي انطاكية، الذي أنشأه القديس بطرس الرسول قبل الانتقال إلى روما".

وتابع: "في مناسبة الاحتفال بعيد أبينا القديس مارون، الذي خصه الله بموهبة اجتراح المعجزات، ندعو شعبنا في لبنان للصلاة إلى الله بشفاعته، ملتمسين من العناية الإلهية أن تنعم على أرضنا بالمطر والثلوج، وقد أصبحت مهددة بالجفاف. فندعو إلى رفع صلاة الالتماس هذه في العائلات والرعايا والأديار، وفي مختلف دور العبادة. ولكن علمتنا الكتب المقدسة أن عطية الأمطار من الله تقتضي منا التوبة إليه والرجوع عن الخطايا والشر وحفظ رسومه ووصاياه. ويقول الرب: "إن سرتم على فرائضي، وحفظتم وصاياي، وعملتم بها، أنزلت أمطاركم في أوانها، وأخرجت الأرض غلالها، وأعطى شجر الحقل ثمره"(أح 26: 3-4).

أضاف: "أتت الساعة التي يتمجد فيها ابن البشر"(يو12: 23). مجد يسوع هو بلوغه إلى كمال المحبة بموته وقيامته. فبالموت صلب خطايا البشر وأزالها بالغفران وأدى العدالة لله، وبالقيامة حقق الانتصار على الموت وأعطى الحياة الجديدة لبني البشر وللعالم.

إلى هذا المجد نحن مدعوون، مجد الانتصار على الخطيئة والشر، ونيل الحياة الجديدة التي منها سعادة الانسان وتقديسه. طريق هذا المجد هو السر الفصحي، الموت والقيامة. ولكن لا أحد يسلك هذا الطريق إلا الذين في قلوبهم محبة الله، ويعيشونها ببطولة. يعلم المجمع الفاتيكاني الثاني أن "جميع المسيحيين مدعوون، في كل حالة ومحطة من حياتهم، إلى كمال المحبة"(الدستور العقائدي في الكنيسة، 40، فقرة 2). هذه الدعوة هي في الأساس من المسيح نفسه: "كونوا كاملين، كما أن أباكم السماوي كامل هو"(متى5: 48). وتابع: "شبه الرب يسوع حقيقة الموت والقيامة التي تطبع حياتنا المسيحية، "بحبة الحنطة التي إذا وقعت في الأرض وماتت، أعطت ثمرا كثيرا"(يو12: 24). وجعلها نهجا في حياتنا: "من يحب نفسه يفقدها، ومن يبغضها في هذا العالم يحفظها للحياة الأبدية"(يو 12: 25). إنه نهج التجرد من الذات والسعي إلى الامتلاء من القيم الروحية والأخلاقية، إقتداء به. واعتبر الرب يسوع أن صوت التمجيد الآتي من السماء تأييدا له، إنما هو موجه أيضا لجميع السائرين على خطاه في هذا النهج: "ما كان هذا الصوت من أجلي، بل من اجلكم"(يو12: 30).

وقال: "لقد أصدرنا بمناسبة عيد أبينا القديس مارون "مذكرة وطنية"، الغاية منها نقل حقيقة أمورنا الوطنية لجميع المواطنين وللرأي العام العربي والدولي، بهدف النهوض بلبنان، في عهد رئيس جديد للجمهورية ينتخب في موعده الدستوري، والتحضير للاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير (1920-2020)". وتابع: "كنا قد أصدرنا في سنة 2009، مع المركز الماروني للتوثيق والأبحاث، "شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان"، بهدف توفير ثقافة وطنية لشعبنا حول مفهوم العمل السياسي كفن شريف لخدمة الانسان والخير العام، وحول قيمة لبنان الحضارية، وخصوصية ميثاق العيش معا بالمساواة، وصيغة المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، وحول معايير إنتخاب النواب الواعي والمسؤول، وحفظ حق المواطنين بالمساءلة والمحاسبة". وقال: "اليوم، مع المذكرة الوطنية، نستكمل هذه الثقافة الوطنية باستعادة الثوابت الوطنية، ووعي الهواجس الراهنة، وإرساء أسس الانطلاق نحو المستقبل، وتحديد الأولويات للنهوض الكامل بلبنان والتهيئة للاحتفال بمئويته الأولى. نأمل أن تكون هذه المذكرة الوطنية موضوع تثقيف في المدارس والجامعات، وفي الأندية والمنتديات، والأحزاب والتنظيمات، وفي المنظمات الرسولية والحركات الشبابية". وتابع: "نذكر اليوم الكهنة المتوفين، فنصلي لراحة نفوسهم. ونصلي من أجل الكهنة الأحياء، لكي يتحلوا بالمحبة الكاملة، وبروحانية أبينا القديس مارون، ولا سيما التجرد والصلاة وإماتة الذات وإرشاد النفوس، فيما هم يمارسون خدمتهم المثلثة: التعليم والتقديس والتدبير.

ونصلي أيضا من أجل الدعوات الكهنوتية، لكي يثبت الله الموجودة، وينعم على الكنيسة بدعوات جديدة، كهنوتية ورهبانية، من أجل تلبية حاجات الكنيسة في لبنان والشرق الأوسط وبلدان الانتشار".

أضاف: "حبة الحنطة، إذا وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمر كثير"(يو12: 24). من حبات الحنطة الآباء والأمهات الذين يتفانون، بل "يموتون عن ذواتهم" في سبيل أولادهم، إعالة وتربية وبناء مستقبل. فلا بد من إكرامهم واحترامهم وحفظ سلامتهم". وقال: "لقد آلمنا في العمق، كما آلم كل اللبنانيين، بل كل زوج وزوجة وبخاصة الأولاد، العنف الزوجي ضد المرأة، الذي أودى، في الأمس القريب، بحياة الزوجة منال العاصي ومن قبلها رولى يعقوب. أود أولا الإعراب عن قربي الروحي والإنساني من أهل الضحيتين والأولاد، وعن مشاركتي لهم في الأسى والصلاة. وفيما الكنيسة تشجب وتحرم العنف المنزلي الجسدي على الزوجة، والعنف الجنسي الممارس على المرأة، لكونهما تعديا على كرامة المرأة وقدسية حياتها واحترام شخصها، نطالب الدولة بإصدار قوانين تحمي المرأة من هذا العنف بكل أشكاله". وتابع: "إنا في المناسبة، نذكر بأن الكنيسة تمنع زواج القاصرين، من دون موافقة الوالدين. ونظرا لخطورة الزواج وموجباته ومسؤولياته، تشجع على عقده بعد تخطي سن الرشد. وقد أنشأت في الأبرشيات مراكز لتحضير الخطيبين للزواج بكل أبعاده اللاهوتية والاخلاقية والقانونية، ولجهة المسؤولية في الانجاب والتربية. فينبغي حماية القاصرين وبخاصة القاصرات من الزواج المبكر. وعلى الوالدين أن يسهروا على أولادهم ويحافظوا على الوحدة العائلية وجوها العاطفي السليم". وختم الراعي: "إننا في هذه المناسبة المقدسة، نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

شربل

وظهرا، إلتقى الراعي وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال العميد مروان شربل، الذي أعرب عن تقديره وإعجابه بالمذكرة الوطنية التي أعلنها الراعي، معتبرا أنه "يجب العمل من قبل الجميع على تطبيقها، وهي تشكل خطاب قسم وخارطة طريق لرئيس الجمهورية المقبل". أضاف: "لا يمكن أن يكتب وطنيا أفضل مما كتب في هذه المذكرة خصوصا انها لا تقف مع فريق ضد اي فريق آخر، هي لكل لبنان وتأتي لبناء دولة لبنان ومؤسساتها واجهزتها الامنية والعسكرية، وللحفاظ على مكتسبات لبنان تجاه العالم، ولكي يبقى لنا كلمة وقيمة ووجود في اطار مستقل عن الخارج نفتش فيه اولا عن مصلحتنا اللبنانية العليا".

بعدها، التقى وفدا من قوى الامن الداخلي ضم المدير العام بالوكالة اللواء ابراهيم بصبوص ، قائد الدرك العميد الياس سعادة وقائد القوى السيارة العميد عبدو نجيم.

وكان الراعي التقى مساء أمس، مدير عام المؤسسة اللبنانية للارسال بيار الضاهر والاعلامي مارسيل غانم.

 

المطران منير خير الله: لنجدد انتماءنا إلى كنيستنا الأنطاكية وأوطاننا ومحيطنا العربي والإسلامي

الأحد 09 شباط 2014 /وطنية - احتفلت رعيات منطقة أبرشية البترون المارونية، بعيد شفيعها القديس مارون، واقيمت القداديس والزياحات في الكنائس والأديرة والمزارات التي تحمل اسمه.

وفي الكرسي الاسقفي في كفرحي، حيث هامة القديس مارون، ترأس راعي الابرشية المطران منير خير الله قداسا احتفاليا، عاونه فيه نائبه العام المونسنيور بطرس خليل خوري، القيم الابرشي الخوري بيار صعب، بمشاركة المطران بولس اميل سعادة، وحضور مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، رئيس رابطة البترون الانمائية والثقافية الدكتور جوزف شليطا، وحشد كبير من المؤمنين والزائرين.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى المطران خيرالله عظة بعنوان "إن حبة الحنطة إن لم تقع وتمت في الارض تبقى مفردة، وإن ماتت فهي تأتي بثمار كثيرة"، فاستهلها بسؤال: "ما رأيك يا مار مارون لو عدت اليوم بعد ألف وستماية سنة لتفتقد ابناءك وشعبك وكنيستك؟ هل تقف وتتأمل ما آلت إليه شؤونهم وقد عانوا ما عانوا من الحروب والتهجير والهجرة، وهم منتشرون اليوم في أربعة أقطار العالم؟ أم أنك تفهم وضعهم وتشجعهم ليقلعوا عن يأسهم، فتدعوهم للعودة إلى أصالة رسالتهم الأنطاكية التي تقوم على الإنفتاح والوساطة والتحرر، وللنهوض بدورهم الرائد ثقافيا وإجتماعيا وسياسيا؟".

وقال: "كل ما نعرف عن مارون أنه عاش في كنيسة أنطاكية من سنة 350 حتى سنة 410 مسيحية، وأنه كان ناسكا وكاهنا. ترك كل شيء في هذه الدنيا، ونذر نفسه للسيد المسيح. فتسلق قمة جبل في منطقة قورش، حيث يوجد هيكل للوثنيين. وحوله معبدا لله. عاش في العراء، وراح يقضي أوقاته بالصلاة والصوم والتقشف والوقوف المستمر، ويجهد في الأعمال اليدوية في الأرض التي عاش عليها. أعطاه الله موهبة شفاء الأمراض الجسدية والنفسية. فتقاطر إليه الناس، وتتلمذ الكثيرون على يده. وراح تلاميذه يضاهونه في عيش الروحانية النسكية التي وضعها، والتي تتميز بالعيش في العراء، وعلى قمم الجبال، وبالوقوف المستمر، وبالصلاة المتواصلة والسهر والصمت العميق، وبالتقشف وقهر الذات، وبالعمل في الأرض واستثمارها والعيش منها".

أضاف "ثم راحوا يهجرون منطقة قورش وأنطاكيا، منذ سنة 410، قاصدين جبال لبنان من أجل حمل الرسالة المسيحية، وتبشير الوثنيين ودعوتهم إلى الإيمان بالله وتحويل معابدهم إلى كنائس وأديرة. وعمدوا إلى بناء الأديرة، وجعلها منارة لنشر الحياة المسيحية والثقافة والعلم. وبعد أن تجمع أبناء مارون وتنظموا في جبال لبنان، أسسوا كنيسة بطريركية مع يوحنا مارون، وحافظوا على روحانيتهم النسكية وعلى ثقافتهم وانفتاحهم على الشرق والغرب، وعلى حريتهم واستقلاليتهم ضمن الامبراطورية العربية والإسلامية. فعاشوا في العراء على قمم الجبال، أو في قعر الوديان، وتحملوا أشق العذابات في سبيل الحفاظ على حريتهم. عاشوا دائما واقفين، ومستعدين لملاقاة ربهم بالصلاة والصوم والتقشف والسهر. وكانوا، كلما كانت تشتد عليهم المحن، يتوكأون على عصيهم الخشبية، كي لا يرضخوا فيرتخوا فيستعبدوا! وعملوا في الأرض وحولوها إلى جنات وتمسكوا بها وأحبوها لأنهم تعبوا عليها وسقوها من عرق جبينهم". وتابع "عملوا مع إخوتهم المسيحيين والمسلمين والدروز على تأسيس الكيان اللبناني، والذاتية اللبنانية منذ بداية القرن السادس عشر، حتى منتصف القرن التاسع عشر في عهد الإمارتين المعنية والشهابية، وكانوا رواد النهضة العربية. وراحت هذه الذاتية تتبلور فكريا وثقافيا وإجتماعيا وسياسيا في بداية القرن العشرين، إلى أن حصل اللبنانيون على إعلان دولة لبنان الكبير سنة 1920، مع ابن هذه المنطقة البطريرك الكبير الياس الحويك، دولة تحترم تعددية الطوائف والمذاهب، وتحافظ على حريتهم وحقهم في الحياة الكريمة. وتابعوا مسيرتهم في رفع التحدي الكبير إلى أن حصلوا سنة 1943 على استقلال دولة لبنان "دولة مستقلة ذات وحدة لا تتجزأ وسيادة تامة"، كما كانت تنص المادة الأولى من الدستور".

وأردف "لم يكتفوا بوضع الدستور، بل عملوا معا، مسيحيين ومسلمين، وراء رئيس الجمهورية بشارة الخوري، ورئيس الحكومة رياض الصلح، على وضع المثياق الوطني الذي كرس لبنان وطنا سيدا حرا مستقلا، والذي يستند إلى خمس نقاط:

1- استقلال تام وناجز تجاه كل دول الشرق والغرب.

2- لا وصاية ولا حماية ولا امتياز ولا مركز ممتاز لأي دولة كانت.

3- التعاون إلى أقصى الحدود مع الدول العربية الشقيقة.

4- لا وحدة ولا اتحاد مع أية دولة كانت.

5- الصداقة مع كل الدول التي تعترف باستقلالنا الكامل وتحترمه"، لافتا إلى ان "هذا ما ذكر به صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي، في المذكرة الوطنية التي أعلنها منذ بضعة أيام".

واستدرك "أما اليوم، وفيما أبناء مارون يعيدون لأبيهم الروحي، وهم منتشرون في العالم كله، وفيما إخوتهم المسيحيون العرب يعانون من هجرة قاسية "تعرض العالم العربي لنزيف بشري وإجتماعي وثقافي وسياسي واقتصادي على جانب كبير من الخطورة"، كما نبه الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود منذ اثنتي عشرة سنة بالتمام، في كلمة كتبها في جريدة النهار اللبنانية في 29/1/2002، نتساءل إلى أين المصير؟".

وإذ رأى أن "الكوارث التاريخية تحصل اليوم في بلداننا العربية والشرق أوسطية، في سوريا ولبنان والعراق ومصر وفلسطين"، سأل "فهل نبقى متفرجين؟ ما هو دورنا إذا؟"، مؤكدا أنه "إنطلاقا من روحانيتنا النسكية ومن ثوابت تاريخنا: علينا اولا، أن نعود الى عبادة الله بإيمان وثقة، والى الاصغاء الى كلمته وسماع صوته يدعونا الى فعل توبة صادق، فنتغلب على الخوف والقلق اللذين يسكنان فينا، وننطلق بحرية وجرأة ورجاء في رسالة أممية متجددة. وعلينا ثانيا أن نتبنى موقف الحق الذي لا يساوم ولا يراوغ، فنكون أنبياء لا جبناء، نرفع الصوت عليا في وجه فاعلي الشر، للدفاع عن حق كل إنسان في عيش كريم، وعن الشعوب في تقرير مصيرها. وعلينا ثالثا أن نتمسك بأرضنا المقدسة. إنها الأرض التي اختارها إبن الله ربنا يسوع المسيح، ليدخل من خلالها في التاريخ والجغرافيا، فيولد فيها إنسانا ويعيش عليها ويوت عليها مصلوبا، فداء عن جميع البشر وحبا بهم. وعلينا أخيرا أن نبقى حلقة وصل واتصال، وقيمة ثقافية وحضارية لشعوبنا ولبلداننا، فنعمل مع إخوتنا المسلمين، كما عملنا طيلة مئات السنوات، على إعادة بناء لبنان في دعوته التاريخية، أي الوطن الرسالة في الحرية والعيش الواحد المشترك، في احترام تعددية الطوائف والأديان والحضارات والثقافات وأن نعمم هذه الخبرة على مجتمعاتنا التي تسعى الى ربيع لها في الحرية والديموقراطية".

ودعا إلى أن "نجدد اليوم، كأبناء مارون وككنيسة مارونية وعلى رأسها البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، انتماءنا إلى كنيستنا الأنطاكية، وإلى محيطنا الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي، ونجدد ولاءنا لأوطاننا ونحن فيها مواطنون أصليون، ونؤكد أننا ننشد الحرية لنا، ولغيرنا من الشعوب ضمن احترام التعددية الدينية والثقافية والحضارية التي تميزنا، ونجدد انفتاحنا على الغرب وثقافته، واتحادنا مع الكنيسة الرومانية الممثلة بالكرسي البطرسي، وبالجالس عليه اليوم البابا فرنسيس". وختم "نتضرع اليك يا الله، ونرفع صلواتنا طالبين، بشفاعة مريم والدة الاله وجميع قديسينا، أن يكون عيد مار مارون انتصارا للمحبة والاخوة والسلام في سوريا ولبنان والعراق ومصر وفلسطين، وكل بلداننا العربية والشرق أوسطية. ونحن لسنا خائفين لأنك باق معنا يا رب الى أبد الآبدين- آمين". بعد القداس، تقبل المطرانان خيرالله وسعادة والكهنة التهاني بالعيد في صالون الدير.

 

راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده للسياسيين: الى أي مراكز ستصلون اذا لم يعد هناك بلد وماذا ستجنون من أرباح من بلاد قتلتم فيها كل مقومات الحياة؟

وطنية - ترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداسا احتفاليا في كنيسة مار مارون في طرابلس، لمناسبة عيد شفيع الطائفة المارونية القديس مارون، بمشاركة راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار جورجيوس ضاهر، عاونه في القداس خادم رعية مار مارون المونسنيور نبيه معوض، خادم رعية مار مخائيل الزاهرية طرابلس المونسنيور بولس القطريب، والكهنة ايلي نصر، حنا حنا، جوزيف فرح وسيمون ديب. حضر القداس ممثل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الاستاذ طوني ماروني، ممثل الوزير السابق جان عبيد الاستاذ ايلي عبيد، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي السابق اللواء اشرف ريفي الاستاذ رشاد ريفي، رئيس رابطة ال حرب الدكتور جميل حرب، المحامي جورج جلاد ممثلا بلدية طرابلس وفاعليات وحشد كبير من ابناء المدينة.

بعد الانجيل المقدس، القى بو جوده عظة قال فيها: "عندما قدم يسوع إلى الهيكل أربعين يوما بعد ولادته، وعندما حمله سمعان الشيخ ومجد الرب، قال عن هذا الطفل أنه سيكون علامة للتناقض والخصام، وهكذا كان في الواقع عندما بدأ يسوع حياته العلنية وبدأ بالتعليم، فقد صدم الناس مرات كثيرة وأثار عندهم ردات فعل سلبية. فقد طوب الفقراء والمساكين والحزانى والمضطهدين ووعد بالملكوت السماوي الخطأة والعشارين والمهمشين والمنبوذين في المجتمع وقال إنه لم يأت من أجل الأصحاء والمعافين بل من أجل المرضى".

اضاف: "وها هو اليوم يؤكد على هذا التعليم وهذا التناقض، ويقول إن حبة الحنطة إن لم تقع في الأرض وتمت تبقى مفردة. كما أنه قبل موته على الصليب كالمجرمين قال أن من يموت ينتقل من الموت إلى الحياة، وأكد أنه هو القيامة والحياة وأن كل من يؤمن به، وإن مات فسوف يحيا، وينتقل من حياة الشقاء والألم إلى الملكوت حيث لا عذاب ولا ألم ولا موت. على هذه الأسس بنى المسيح تعليمه وعليها سار الكثيرون من أتباعه والمؤمنون به عبر الأجيال وقد فضلوا الموت على الحياة كي يربحوه. وقد تعرضوا للمضايقات والإضطهادات، وما زالوا يتعرضون حتى اليوم حبا به. قبل صعوده إلى السماء طلب منهم أن يكونوا له شهودا في اليهودية والسامرة وحتى أقاصي الأرض. ولأنهم قاموا بهذه المهمة تحولوا من شهود إلى شهداء فسفكت دماؤهم وقطعت أوصالهم ولم ينكروه".

وتابع: "تاريخ الكنيسة منذ نشأتها كان تاريخ شهادة وإستشهاد، سفك فيه دم الملايين من أتباع المسيح، وبدلا من أن يكون هذا الدم سببا لموت الكنيسة فإنه كان، كما قال ترتليانوس، زرعا لمسيحيين جدد. في القرون الثلاثة الأولى من تاريخ الكنيسة، ومنذ أيام نيرون في خمسينيات القرن الأول، وحتى أيام ديوقلسيانوس في بداية القرن الرابع تعرض المسيحيون لإضطهادات عنيفة وإستشهد منهم الكثيرون. وعندما وصل قسطنطين إلى الحكم، وآمن بالمسيح، سمح للمسيحيين بممارسة إيمانهم بحرية وببناء الكنائس والأديار ودور العبادة. لكن أمورا خطيرة قد حصلت داخل الكنيسة إذ إنتشرت فيها الخلافات والصراعات اللاهوتية حول ألوهية الإبن وحول كونه من طبيعة الآب وهو مساو له وللروح القدس في الجوهر. كما أن الحرية التي تمتع فيها المسيحيون أعادت الكثيرين منهم إلى اللامبالاة والفتور في ممارسة الإيمان، فصح فيهم يومذاك ما قد يصح فيهم اليوم بسبب الخلافات المستشرية فيما بينهم ما قاله المسيح إن كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب وكل مدينة أو بيت ينقسم على نفسه لا يثبت (متى12/25).

واردف: "لكن، وكردة فعل على اللامبالاة والفتور في الإيمان، نشأ تيار بين المؤمنين أعاد عند الكثيرين منهم الحماس الديني والإلتزام. وكان أنطونيوس الكبير رائدا لهذا التيار التقشفي والنسكي، الذي ما لبث أن عم معظم البلدان الشرقية منطلقا من مصر إلى فلسطين وجبال لبنان وسوريا. وكان من بين الذين نهجوا هذا السبيل القديس مارون الذي عاش في العراء في جبال قورش وحول هيكلا للأصنام معبدا لله فأصبحت حياته مثالا وقدوة للكثيرين الذين تتلمذوا على يده. وقد ربطته بالقديس يوحنا فم الذهب، البطريرك المنفي، علاقات الصداقة والمودة، فأرسل إليه يوحنا كتابا من منفاه يقول له فيه إن عيون المحبة تخرق من طبعها الأبعاد ولا يضعفها طول زمان. وإننا نهدي إليك أطيب التحيات ونحن لا نفتر عن ذكرك أينما كنا لما لك في ضميرنا من منزلة رفيعة، وجل ما نسألك أن تصلي إلى الله من أجلنا".

واردف: "في جو الخلافات اللاهوتية التي إنتشرت في أيامه عاش القديس مارون لكنه لم يتأثر بها، بل بقي ثابتا في الإيمان، ولم يدخل في هذه الصراعات. فإستقطب حوله الكثير من التلاميذ والنساك الذين حولوا جبل قورش إلى جبل مقدس عاش الكثيرون منهم في المغاور وجذوع الأشجار، وإرتفع البعض منهم على العواميد كالقديس سمعان، كي يبتعدوا عن كل المغريات. وعلى إسمه شيد الدير المعروف بدير مار مارون على شواطئ العاصي، والذي أصبح معقلا للإيمان المدافع عن المجمع الخلقيدوني، ورأسا للكثير من الأديار. وبسبب مرور زمن كبير لم يعد فيه في إنطاكيا بطريرك، وبعد أن إستشهد ثلاث مائة وخمسون من تلاميذ مارون، إنتشر أتباعه من جبال قورش وسهول سوريا الخصبة إلى جبال لبنان الوعرة كي يبقوا أحرارا في ممارسة إيمانهم ويبقوا ثابتين في هذا الإيمان، ثم إنتخبوا لهم بطريركا في القرن الثامن هو القديس يوحنا مارون".

وتابع: "إننا بإحتفالنا اليوم بعيد القديس مارون، مدعوون للثبات في هذا الإيمان بالرغم من كل ما يعترضنا وما سوف يعترضنا من مضايقات وإضطهادات، فلن تكون هذه الإضطهادات سببا لضعف الكنيسة كما يتخوف من ذلك الكثيرون من أبناء هذه البلاد وأبناء البلدان المجاورة. فإن قول ترتليانوس يبقى صحيحا اليوم إذ أن دم الشهداء الذين يقتلون اليوم سيكون دون أي شك زرعا لمسيحيين جدد يساهمون في إعادة نشر الإنجيل في هذا الشرق، الذي كان مهدا للإيمان المسيحي والذي منه إنطلق المبشرون والرسل إلى مختلف أصقاع الأرض. لكن الذي يهدد الكنيسة اليوم هو هذه الإنقسامات الخطيرة بين أبنائها وليس على أمور إيمانية ودينية، بل على أمور سياسية وعلى السعي إلى المراكز والمصالح الشخصية. إذ ليس من الطبيعي أن يهددوا مصير الوطن ووجوده بسبب خلافاتهم على هذه المراكز والمناصب. ولذا فإننا نطرح عليهم السؤال المصيري: إلى أي مراكز ستصلون إذا لم يعد عندكم بلاد وماذا ستجنون من أرباح من بلاد قتلتم فيها كل مقومات الحياة؟ إننا ندعوهم للعودة إلى الثوابت المارونية وإلى المذكرة الوطنية التي أصدرها مؤخرا غبطة البطريرك مع مجمع الأساقفة والتي تعيد التأكيد على هذه الثوابت وتطرح الهواجس التي تراود الشعب، وترسم أسس المستقبل وتحدد الأولويات التي يتمسك بها اللبنانيون من أجل مستقبل أفضل. فيا أبناء مارون، عودوا إلى رشدكم وأصالتكم وضعوا أيديكم في أيدي بعضكم البعض، ويا أبناء لبنان، مسيحيين ومسلمين، عودوا إلى تاريخكم وإلى ما ميزكم منذ القديم في حياتكم مع بعضكم البعض عندما أوجدتم هذا الوطن المثال والقدوة بين كل بلدان الأرض، وإسمعوا ما تقوله المذكرة الوطنية بأن لبنان هو تجربة إنسانية فريدة في هذا العالم، والكنيسة المارونية لن تحيد أبدا عن هذا الرهان الذي تعتبره من صميم رسالتها الوطنية، وهي تحث الجميع على أن يجعلوا من هذه التجربة رهانا ناجحا عبر بناء فعلي للدولة القائمة على الميثاق والإنتاجية، وتعطي وطننا القاعدة الصلبة لينطلق منها في تحقيق رسالته، عملا بقول البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني (القديس قريبا): إن لبنان هو أكثر من بلد، إنه رسالة حرية ونموذج في التعددية للشرق كما للغرب".

نصب تذكاري

بعد القداس ازيحت الستارة عن النصب التذكاري للمونسنيور الراحل ميشال واكيم، الذي خدم رعية مار مارون لمدة طويلة، واقيم احتفال خطابي في المناسبة في القاعة الكبرى للكنيسة قدم له الخوري جوزيف فرح. من ثم القى المونسنيور نبيه معوض كلمة قال فيها: "لقد اتخذ لنفسه نهجا رعائيا درج عليه عهد خورنيته. فكان يزور أبناء رعيته فيحل في كل مكان حلول الأب بين أبنائه، يعايش الجميع ويؤاكلهم ويؤانسهم ويحنو ويعطف عليهم، ويعالج حاجاتهم الروحية والزمنية، فلا يخرج إلا وقد أنهى المهمة على أكمل وجه. وكان أحيانا ينتدب من قبل راعي الأبرشية، وهو نائبه العام، لحسم الخلافات وفض المشاكل وحل الأزمات المستعصية في مختلف الرعايا. فكان الناس ينقادون له لما يرمي في نفوسهم من مهابة وما يرون فيه من صدق وتفان في سبيل الخير العام. فأنست له الرعية وأحبته وشهد له الكل انه لم يطلب لنفسه كسبا ولا جاها، لم يدخر مالا ولا متاعا. وظل في كل حال أنوفا، مترفعا عن الربح المريب. ما لبث، وهذه حاله، ان كسب الإجلال والمحبة، وارتفع قدره وسط أبناء رعيته خاصة، وعموم أهالي طرابلس عامة. ملقاه دوما سهل أليف ويده مبسوطة للمساعدة بلا حساب، على صمت وخفر. فهو لا يحسب أي حساب لنفسه ولا لدنياه. لا يملك شيئا ولا يعلق في راحتيه شيء. ما يعطاه، من أي مصدر كان، لا يستقر في يده ولا في جيبه، بل يهبه بدافع عفوي لأول طالب يلقاه. فالسعادة عنده في العطاء لا في الأخذ".

واكيم

ثم تحدث جاك واكيم، فالقى كلمة العائلة وقال:" إن محبته إلى طرابلس ورعيته لا ترسمها حدود، فأصبح اسم المونسينيور ميشال واكيم مرتبطا بكنيسة مار مارون وبطرابلس فكأنه توأم ثالث لهما. وهذا ما دفعه إلى طلب نقل سجل نفوسه من قريته كفرياشيت إلى عاصمة لبنان الثانية طرابلس. تعلمت منه الموقف الصريح وعدم المساومة على الحق و"لعل صراحته" كما قال غبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في رقيمه "عادت عليه بعض الأحيان بما كان يكره، لكنه آثر تحمل المكروه على المساومة على الحق. لم يخطىء المونسينيور واكيم منذ السبعينات عندما كانت رؤيته ترسيخ العيش المشترك في مدينة طرابلس وبين أبناء رعيته، والمحافظة عليه وتمتينه لكي لا يتغير وجه طرابلس الفيحاء التي تحتضن سائر العائلات الروحية المقيمة فيها، فكان له دور أساسي في الحفاظ على الوجه المسيحي والماروني في هذه المدينة رغم الظروف الصعبة التي مرت بها".

بدوره، قال الدكتور البير عازار باسم ابناء رعية مار مارون: "أنت الذي جمعت تحت جناحيك وتحت جناح رعيتك العديد من المؤسسات، متخطيا العقيدة الدينية والإنتماء السياسي لهدف واحد خدمة لأخيك الإنسان. شكرا لك، كنت الرجل الثابت وراء هذه الإبتسامة التي زرعت الفرح والحب في قلوب إخوانك الفقراء ووزعتها على كل أبناء الرعية. كنت الرجل الصلب في أيام كانت العاصفة تضرب بالمركب من كل حدب وصوب. كم نفتقدك بأيام قلت فيها الرجال وكثرت فيها المناصب. اشتقنالك أيها الصديق الصدوق، كيف لا وكنت كل "19 آذار" أول الوافدين إلى منزلنا لمعايدة صديقك الذي تلتقيه في الفردوس السماوي. تخليدك ليس إلا شيء بسيط لنقول للجميع أن من ينسى ماضيه لا يعيش حاضره ولا يبني مستقبله، كيف وإذا كان هذا الماضي شخصك الكريم".

بو جودة

وختم المطران بو جوده الكلمات فقال: "أن يرفع له تمثال على مدخل كنيسة مار مارون، فذلك أمر طبيعي، لا بل هو واجب لأنه كان الحاجز الدائم والحارس الأمين لهذه الكنيسة التي خدمها طوال إثنين وأربعين سنة. أن تكرمه أبرشية طرابلس المارونية في عيد مار مارون، شفيع الكنيسة، فذلك أمر طبيعي، لا بل هو واجب، لأنه طوال تسعة وأربعين سنة، كان نائبا أسقفيا عاما خدمها بأمانة ومحبة بالتعاون مع أربعة أساقفة. أن تساهم الجمعيات والحركات القائمة في كنيسة مار مارون فذلك أمر طبيعي لأنه أسس البعض منها، ورافق البعض الآخر منها كمرشد روحي على جميع الأصعدة الرسولية والخيرية والإجتماعية والثقافية".

وقال: "الكثيرون ما زالوا يتحدثون اليوم عن دوره الرائد في نادي الشبيبة الكاثوليكية C.J.C. الذي شهد أنشطة ثقافية لامعة دخلت في ذاكرة مدينة طرابلس والأبرشية وكل الشمال. فقد كان مركزا لنشاطات عديدة ذات أهمية بارزة في التأكيد على العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين. اهتمام كبير ومميز أعطاه للأحداث وللشبيبة من خلال جمعية حماية الأحداث ومن خلال جمعية كشافة لبنان التي ما زالت حتى اليوم تساهم في كل نشاطات الرعية وتستقطب الفتيان والفتيات من كل أحياء المدينة والضواحي. أما عن أعماله الإجتماعية، فحدث ولا حرج. فلقد كان مرشدا لجمعية القديس منصور دي بول وجمعية السيدات المارونيات لإغاثة الفقراء، ولأرض البشر وفرسان مالطة ورابطة كاريتاس. ومن أجل تنسيق العمل بين كل هذه الجمعيات أسس المركز الإجتماعي ومستوصف مار مارون الخيري لمساعدة العجزة والأيتام".

اضاف: "ولم ينس النشاط الرعوي والروحي إذ أنه جعل من كنيسة مار مارون مركزا روحيا هاما يقيم فيها الإحتفالات الليتورجية المنظمة في مناسبة الأعياد ويحتفل فيها بالقداس اليومي الذي يشارك فيها الكثيرون من أبناء الرعية. يده كانت ممدودة ومكتبه مفتوح للجميع، يأتي إليه المحتاجون ليطلبوا المساعدة فيلبي طلبهم في الحال، إما بمد يده إلى جيبه أو بالإشارة إليهم أن يأخذوا ما هم بحاجة إليه من المال الذي كان يتركه على مكتبه والذي كان يأتيه من خدمته الرعوية أو من تفسيحات الزواج التي كان يعطيها. هكذا عرفت المونسينيور ميشال واكيم يوم عينت رئيسا لدير مار يوسف في مجدليا للقيام بأعمال الرسالة، إذ كنت أزوره لأنسق معه نشاطي الرسولي في الأبرشية الذي كان المثلث الرحمات المطران أنطون جبير قد كلفني، مع آباء الدير، للقيام بها".

وقال: "المونسينيور ميشال كان يعرف الأبرشية ورعاياها عن ظهر قلب ويعطيني الإرشادات اللازمة والمعلومات الضرورية كي أستطيع، مع إخوتي الكهنة اللعازاريين القيام بها على أكمل وجه. وهكذا فقد ربطتني به علاقات وثيقة إذ كنت أزوره عدة مرات في الاسبوع كي نضع معا خطة عمل رسوليا ونحضر نشرة رعوية نضع فيها تصميما للعظات التي تساعد كهنة الأبرشية على توحيد مواضيع الوعظ في كل الأبرشية. لكل هذه الأسباب أعود وأكرر القول بأنه من الطبيعي لا بل من الواجب أن يوضع له تمثال على مدخل كنيسة مار مارون، لأنه كان في الحقيقة الحاضر الدائم فيها، والحارس الأمين لها من يوم سيامته الكهنوتية وحتى إنتقاله إلى بيت الله".

 

الطائفة المارونية أحيت عيد مار مارون في صور

وطنية - أحيت الطائفة المارونية في صور عيد مار مارون، بقداس إحتقالي في كنيسة سيد البحار، ترأسه نائب رئيس أساقفة صور للموارنة المونسنيور شربل عبدالله، في حضور حشد كبير من المواطنين.

وبعد الإنجيل المقدس، ألقى عبد الله عظة، تناول فيها حياة القديس مارون وفضائله. وقال: "نتعلم مع مار مارون المصالحة مع أجسادنا، والإنجذاب نحو يسوع، والتحول إلى آية للمصالحة، وأن يعطينا ربنا شفاعته، ويجعل هذا العيد بركة لجميع اللبنانيين، للخروج من أزمتهم، ويعطينا الرب بركة للشرق الذي يوجد فيه إنقسام وشر ودم ومأساة". ودعا الى "التصالح مع الذات، والنتنكر للخطيئة، وللجسد وأهوائه"، ونطلب من ربنا "أن يعطي البركة لكل من يلتجأ إلى شفاعة القديس مارون وخاصة لكل من يحمل إسم هذا القديس".

 

قداديس في النبطية في عيد مار مارون

وطنية - احتفلت الطائفة المارونية في مدينة النبطية ومنطقتها بعيد شفيع الطائفة القديس مارون، فأقيمت القداديس في اديرة وكنائس المنطقة. ففي دير مار انطونيوس في النبطية، ترأس رئيس الدير الاب فرنسيس عساف قداس العيد وعاونه الخوري مارون صفير وخوري كنيسة السيدة في النبطية الخوري نقولا درويش، بحضور ابناء رعيتي الدير والكنيسة. والقى الاب عساف عظة شدد فيها على اهمية عيد مار مارون شفيع الطائفة المارونية، مؤكدا على تعايش الموارنة بسلام مع كل الشعوب المحيطة بهم في اجواء من السلام والتفاهم. وركز على "اهمية الوجود المسيحي في النبطية والعيش بسلام ومودة ومحبة مع جيرانهم الشيعة، منذ مئات السنين، وهو ما يجسد التعايش المسيحي - الاسلامي الذي يعبر عنه تقارب الدير والجامع"، مؤكدا على "الحفاظ على رسالة الموارنة في هذه المنطقة حيث نعيش بسلام واطمئنان مع اخوتنا في المواطنية ونتفاعل معا في المناسبات المشتركة بيننا".

وفي بلدة الكفور، ترأس خوري البلدة الاب يوسف سمعان قداس العيد، والقى عظة شدد فيها على معاني المناسبة وعلى التواصل والمحبة والتفاعل بين الجميع لما فيه خدمة المنطقة والوطن.

 

الاباتي طنوس نعمة مترئسا قداس عيد مار مارون في عنايا: لتتضافر جهود الجميع للحفاظ على هذا الوطن الرسالة

وطنية - ترأس الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة، قداس عيد شفيع الطائفة المارونية القديس مارون في دير مار مارون عنايا، عاونه فيه رئيس الدير الاب شربل بيروتي، امين سر الرهبانية اللبنانية المارونية الاب اندريه ندره، ولفيف من الاباء، وخدمته جوقة الصوت العتيق، وحضره محافظ جبل لبنان والبقاع بالوكالة القاضي أنطوان سليمان ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار النائب السابق فارس سعيد، النائبة السابقة نهاد سعيد، رئيس الجامعة اللبنانية الوزير السابق الدكتور عدنان السيد حسين، رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور فرنسوا باسيل، قائمقام جبيل بالوكالة نجوى سويدان فرح، المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي فادي يرق، الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان حواط وحشد من الفعاليات العسكرية والامنية والاجتماعية ورؤساء بلديات ومؤمنون.

بعد الانجيل المقدس القى الاباتي نعمة عظة قال فيها: "نحتفل اليوم بعيد أبينا القديس مارون شفيعنا وقدوتنا في اتباع المسيح، هذا القديس لم يكتب ولم يترك لنا اثارا علمية، إنما ترك لنا نهجا مسيحيا حقيقيا تحول عبر الاجيال الى مدرسة قداسة وروحانية، روحانيته قامت على تحقيق كلام الرب في حياته، فهو بإصغائه لكلام الرب لم يقف عند حدود السماع بل جعل هذه الكلمة حقيقة عاشها ومارسها فانطبعت في ملامحه حتى غدا هو بدوره إنجيلا حيا".

اضاف: "نحن نتأمل هذه الحقائق الروحانية التي نستشفها في شخص القديس مارون الالهي، نجدنا مدعوين إلى القيام بفحص ضمير عما يربطنا نحن أبناؤه به، وما نواصله من نهجه وما نحققه من روحانيته".

وتابع: "لقد حولنا المارونية إلى مارونية سياسية، إلى مارونية أفرغت من حقائقها الاساسية، فالمارونية هي وتبقى فقط كنيسة تعكس حضور المسيح وفعله في العالم وهي أمة من المؤمنين بالانجيل وبالخلاص الذي نرجوه ونعمل على بلوغه بواسطة الالتزام بعيش القيم الانجيلية التي مكنت مارون وتلاميذه والاباء القديسين شربل ورفقا ونعمة الله والاخ اسطفان والمكرم البطريرك الدويهي والشهداء المسابكيين وقبلهم وبعدهم العديد من أبناء كنيستنا من الوصول إلى الملكوت، والمارونية دعوة لعيش الحقيقة المطلقة أي الاتحاد بالله عبر محبة القريب، هي انفتاح على الجميع دون تمييز، وهي تتطلب من الجميع أيضا أن يحترموها وينفتحوا عليها".

وشدد على ان "ارتباط الموارنة بلبنان ليس ارتباطا عابرا، والكنيسة المارونية ليست بحاجة لشهادة أحد للاقرار بدورها ودور الموارنة في قيام الكيان اللبناني في الشراكة مع المكونات اللبنانية الشقيقة على تعددها، فنحن جميعنا أبناء وطن واحد يجسد القيم الاساسية من انفتاح وحرية ومحبة، وينبغي أن تتضافر جهود الجميع للحفاظ على هذا الوطن الرسالة، من هنا دعوتنا انسجاما مع توجيهات البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وهو حامل عصا رعاية مارون في قيادة القطيع الصغير لكي يؤيده الرب ويغدق عليه النعم ليواصل رسالته ويصل بالكنيسة المارونية وأبنائها إلى حيث يريد الرب ووفق شفاعة مار مارون".

ودعا نعمة القادة السياسيين والعاملين في الشأن العام "للعودة الى القيم التي من شأنها أن تجعل من الممارسات السياسية والاجتماعية أن تؤدي إلى حياة الوطن والمواطن وفق معايير الكرامة الانسانية والتضامن الاجتماعي لمواجهة التحديات، وإعادة النظر في سلوكيات كل الفرقاء التي من شأنها أن تؤدي الى الخلاف والشرذمة وتهميش أي فريق كان".

وقال: "نصلي لاجل فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان الذي حافظ على الوديعة بأمانة ونرجو أن يقدر الله أن يسلمها كما أعلن هو إلى من يواصل النهج وفق القيم التي جسدها وآمن بها ومارسها مواطنا وقائدا للجيش ورئيسا كماروني حقيقي". وختم الاباتي نعمة عظته بالتوجه من جميع الذين يحملون اسم هذا الشفيع العظيم بمعايدة روحية، رافعا الصلاة من أجل لبنان ليمن الله عليه بالامان والسلام وعلى جميع البلدان التي تعاني من العنف والظلم والحقد. وبعد القداس استقبل الاباتي نعمة في صالون الدير والى جانبه ممثل رئيس الجمهورية المهنئين بالعيد.

 

الخوري يوحنا مخلوف ترأس القداس الاحتفالي بعيد مار مارون في زغرتا

وطنية - احتفلت كاتدرائية مار يوسف في زغرتا بعيدي القديس مارون وأحد الكهنة، وترأس القداس الاحتفالي الخوري يوحنا مخلوف، وخدمته جوقة الرعية، وحضره حشد من المؤمنين.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الخوري مخلوف عظة قال فيها: "الكنيسة المارونية تحتفل اليوم بعيد أبينا القديس مارون وهذا الاسبوع هو أسبوع الكهنة المتوفين، وبحسب السنة الطقسية، لدينا ثلاثة أسابيع تفصلنا بين الغطاس، وزمن الصوم المبارك، الاسبوع الاول هو اسبوع الكهنة المتوفين، الثاني الابرار والصديقين، والثالث تذكار الموتى المؤمنين، ونحن اليوم صلينا صلاة وضع البخور لأن واجباتنا تفرض علينا ان نذكر الكهنة والاساقفة والبطاركة والنساك والرهبان الذين اعطتهم رعيتنا، والذين كانوا كنزا كبيرا في كنيستنا المارونية، وبلاد المشرق وأوروبا، ونريد أن نذكرهم بصلاتنا، لنعبر عن عرفاننا بالجميل تجاههم، لأنهم نقلوا لنا ذخيرة الايمان والحياةالمارونية المسيحية، بعدما تحملوا المشقات والعذاب حتى الاستشهاد. لذلك مار بولس يقول لنا "أذكروا مدبريكم بالرب"، ومن واجبنا الصلاة لهم لأنهم هم من يتشفع فينا، وبكنيستنا المارونية امام الآب السماوي".

أضاف: "في هذا العيد المبارك، عيد مار مارون، مارون الذي ترك العالم وعاش حياة نسكية في جبل قورش في سوريا في الجيل الرابع ميلادي، عرف بناسك العراء. فمارون لم يأخذ صومعة يعيش فيها، ولا بيت ولا كنيسة، بل أخذ من السماء سقفا له، وأطلق الحياة النسكية. الحياة المجردة حتى من سقف يحميه من البرد والصقيع ومن الحر وحرارة الشمس، ففي الجيل الرابع ميلادي، انتشرت الحياة النسكية في كل بلدان المشرق، خصوصا في الجبل اللبناني لأنه كان ملاذا للنساك، ومقصدا لكل طلاب الكمال، خصوصا في وادي قنوبين امتدادا الى قاديشا، والمناسك التي كانت موجودة في اهدن، فالبطريرك الدويهي كان يتكلم عن حوالي 800 ناسك، عاشوا بين قنوبين وقزحيا واهدن، 800 ناسك أي 800 شاب تمثلوا بحياة مارون، وعاشوا حياة نسكية في الصلاة والتأمل والسهر والتقشفات وأعمال الاماتة. فهؤلاء هم الذخيرة في كنيستنا المارونية، أعطوها الثقل، الكرامة. أعطوها أن تكون الخميرة، النور المشع في الجبل اللبناني، ومنه الى بلاد المشرق. وحتى الى أوروبا". وتابع "القديس مارون هو ناسك التحدي، لأنه عاش حياته النسكية، واقفا ورفض الجلوس، رفض النوم، لذلك تميز بناسك الوقوف، لم يدع الطبيعة البشرية، أن تكون أقوى من عزيمته الروحية، ووقف بوجه كل التحديات ولم يركع أمام أي تجربة، انما انتصر على كل التجارب بصلابة وقوة ايمانه". ختم: "ربنا يعطينا شفاعة مار مارون، ويعطينا نعمة الوعي والادراك الى حقيقة كنيستنا والى حقيقة هذه الجماعة التي انبثقت من هذا الناسك القديس، حتى نعرف قيمتنا من خلال انتمائنا له، ونأخذ من مدرسته حتى نعيش في حياتنا اليومية، ونعزز ثقتنا وايماننا بالرب، لنكون شهودا لأبينا مارون في لبنان. وفي كل بلدان المشرق".

 

راعي أبرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة في قداس زحلة الاحتفالي: ما يطمئننا ان لبنان ما زال قادرا على النهوض الذاتي ولم يبلغ بعد مرحلة العيش في العراء

وطنية - ترأس راعي أبرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة قداسا احتفاليا بمناسبة عيد شفيع الطائفة المارونية القديس مارون، في كاتدرائية مار مارون في كسارة- زحلة، بمشاركة أساقفة زحلة: عصام يوحنا درويش، اسبريدون خوري، وبولس سفر، المطرانين جورج اسكندر، واندره حداد، الامين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الاب بطرس عازار، ولفيف من رؤساء الأديرة والمدارس والراهبات، وعاونه لفيف من كهنة الأبرشية، وخدمته جوقة "نسروتو" بقيادة الاب مروان غانم. وحضر القداس، وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال نقولا فتوش، رئيس كتلة نواب زحلة الدكتور طوني ابو خاطر، النواب: ايلي ماروني، عاصم عراجي، انطوان سعد، جمال الجراح، زياد القادري، شانت جنجنيان، رئيس "الكتلة الشعبية" الوزير السابق ايلي سكاف، الوزير والنائب السابق المستشار الرئاسي خليل الهراوي، النائبان السابقان سليم عون، وحسن يعقوب، قائد منطقة البقاع الاقليمية في قوى الامن الداخلي العقيد جورج حداد، مدير فرع جهاز أمن الدولة في البقاع العميد فادي حداد، رئيس دائرة الامن العام الاولى في البقاع العقيد جوزف تومية، رئيس بلدية زحلة- معلقة المهندس جوزف دياب المعلوف، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع ادمون جريصاتي، وحشد غفير من الفاعليات والاهالي. بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران حبيقة عظة العيد، فقال: "سيرة مار مارون وصيرورة لبنان مترادفتان، لان المارونية فعل إيمان وصمود وإبداع، وكذلك لبنان الوطن الصغير برفعته الكبير بدوره، وما دام الموارنة يعيشون القيم التي عاشها قديسهم واللبنانيون محافظين على قيمهم المميزة، فلا خوف عليهم ولا على الوطن".

أضاف "والمناسبة التي نحييها في زحلة والبقاع، بكل مضامينها، روحانية انجيلية عميقة الجذور، تعيدنا الى جوهر هويتنا وتاريخنا، في لبنان والشرق وعالم الانتشار، حيث للموارنة والكنيسة المارونية حضور فاعل يمتد على 16 قرنا على الاقل، وانطلاقا من هذه الحقائق الراسخة في إيماننا وروحانيتنا وحضارتنا عبر التاريخ، أريد ان اؤكد ان المارونية والحرية توأمان، ما انفصلا ابدا، وعلى اننا مدعوون، رغم كل ما نعانيه، من محن سياسية وأمنية واقتصادية، للعودة الى قيمنا وأخلاقنا، والانفتاح بقوة وشجاعة على محيطنا القريب والبعيد، متحررين من الخوف والتشرذم والتبعية بكل أشكالها، والمتاعب التي نعيش يفترض ان تحفزنا على التأمل العقلاني الهادىء في أحوالنا وأحوال المنطقة". ورأى أنه "في هذا التأمل تبرز الحقائق التالية: ان الاولويات الملحة التي تفرض نفسها في هذه المرحلة من تاريخ لبنان باتت معروفة، وتشكيل حكومة إنقاذية جامعة تغلب مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح فردية وفئوية، داخلية وخارجية، والتهيئة للاستحقاقات الدستورية الداهمة، واختيار رئيس قادر، وانتخاب برلمان يتمتع بصفة تمثيلية حقيقية، ومعالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والادارية المتردية، واحتواء مشكلة النازحين والمهجرين، وضبط الأمن ودرء الفتنة، ولا بد من التأكيد على ضرورة الإسراع في إعادة التواصل وتفعيل الشراكة بين مكونات الوطن، الروحية والاجتماعية والسياسية، وتغليب الانفتاح على الانغلاق والتشنج والتفاهم على الاحقاد.

وقال: "أكثر من أي يوم، نحن مدعوون لإعادة الحرارة الى أوصال الوطن. وفي هذا اشرق المتألم علينا ان نشهد لأصالتنا وإيماننا وتسامحنا، قبل ان نتحول الى ورقة في مهب العصبيات والعنصريات. ان ما خبرناه من مآس طوال الربع الأخير من القرن الفائت، وما نعيشه من انهيارات في السنوات الاخيرة، وما عرفناه من محن على امتداد تاريخنا القريب والبعيد، مأساة آن لها ان تنتهي. والموارنة قبل غيرهم، مدعوون الى النهوض بأنفسهم وبالوطن. كل هذا لا يعني ان لبنان جزيرة مغلقة.ان لبنان ليس ذلك الشيء الآخر البعيد عن هموم جيرانه والمنطقة. ان التداخل بين لبنان ومحيطه الجيوسياسي طبيعي، بل انه في صميم دوره التاريخي، هذا التداخل يزيد من حجم التحديات وما تعرض ويتعرض له المسيحيون في العراق ومصر وسوريا يفترض ألا يحبط إيماننا الراسخ بلبنان ودور المسيحيين والموارنة في ترسيخ هويته كوطن ورسالة".

أضاف "لا بأس هنا بالتذكير بعبارات بالغة الدلالة لجبران خليل جبران، في المسيحية كما في الاسلام "أنا أجل القرآن لكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين، تماما كما أزدري الذين يتخذون من الانجيل وسيلة للتحكم برقاب المسيحيين"، ويضيف "ان لم يقم من ينصر الاسلام على عدوه الداخلي، فلن ينقضي هذا الجيل الا والشرق في جحيم الموت والفوضى والعنصرية"، معتبرا أن "كلام جبران، قبل مئة سنة، ينطبق على المأساة التي تعيشها معظم بلدان المنطقة، في المشرق كما في المغرب، حيث الصراع مفتوح والارهاب السياسي والأمني يتمدد على أجزاء واسعة من المساحة العربية. والمتشددون يعملون باسم الاسلام على فرض ايديولوجيتهم في كل مكان، حتى في لبنان، وصعودهم محفوف بالمخاطر لان كل تعصب يولد تعصبا آخر في مواجهته، والظاهرة هنا تدميرية".

واشار إلى أن "في مواجهة هذا الاعصار، على صعيد عام، وفي مواجهةالفوضى والفلتان الأمني وتدمير البيئة، وتهديد العائلة بالتفكك، وانتشار الادمان، وعجز الاهل عن حماية أولادهم منه، وتراجع القوانين، في بعض البلدان الأكثر نموا، عن حماية العائلة ومكافحة المخدرات، لا بد من التمسك بالقيم الصحيحة، على غرار مار مارون الناسك".

وختم "ما يطمئننا هو ان لبنان، بفضل نخبه الفكرية والسياسية المستنيرة بالقيم الدينية والانسانية الصحيحة، وانتم جميعكم منهم، ما زال قادرا على النهوض الذاتي، وانه لم يبلغ بعد مرحلة العيش في العراء".

 

راعي أبرشية صور والاراضي المقدسة المطران شكر الله نبيل الحاج  ترأس قداس مار مارون في الجرمق وطالب المسؤولين بإعمارها

وطنية - ترأس راعي أبرشية صور والاراضي المقدسة المطران شكر الله نبيل الحاج قداسا لمناسبة عيد القديس مارون في كنيسة الجرمق، وبمشاركة الاب فادي ثابت، حضره ممثل النائب عبد اللطيف الزين، رئيس بلدية كفر رمان السابق سطام ابو زيد، شخصيات سياسية واجتماعية وروحية، راهبات ثانوية السيدة الانطونية في النبطية، والاهالي .

العظة

وألقى الحاج عظة شدد فيها على "المحبة والآخاء والتسامح والوحدة من أجل لبنان الواحد الموحد"، وقال: "أنا اليوم وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وقلوب اللبنانيين جميعا موجود فيها، وهي الضيعة الوحيدة التي لا تزال مهجرة ومدمرة وأهلها مشردين. وهي اليوم تمثل شفيع الطائفة المارونية القديس مار مارون الذي كان مهجرا ولا يملك شيئا من حيطان الدنيا إلا رحمة الرب الواحد".

وطالب الرؤساء الثلاثة ونواب المنطقة ب "العمل على إعمارها، لأنها الوحيدة في هذا الوطن لا تزال مهجرة ومدمرة"، مؤكدا "أن أبناء البلدة سيعودون اليها رغم كل المصاعب التي تمر في المنطقة".

شديد

بدوره، شكر رئيس البلدية نبيل شديد للمطران الحاج على رعايته الاحتفال الديني اليوم، وعلى تقواه وعمله ومثابرته في انجاز "مشروع بناء كنيسة على أرض الوقف بتمويل من دولة قطر الشقيقة"، مطالبا المسؤولين ب "المساعدة على إعمارها". كما شارك اهالي بلدة بلدة كفر رمان في الاحتفال، على طريقتهم، حيث اعدوا "الهريسة" ثم وزعوها مع "لقمة الرحمن" في صالون الكنيسة.