المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 15 شباط/2014

 

عناوين النشرة

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم: أيها الشباب، لا تخافوا من الزواج: فاتحدوا في زواج أمين ومُثمِر، وستكونون سعداء

*الزوادة الإيمانية/من انجيل القديس متى 06/24حتى34/الله والمال

*لماذا يرفع دائماً الرئيس الحريري سقوف مواقفه وفجأة يتراجع ويتركها تنهار/الياس بجاني

*مقالات "حزب الله" مثل "داعش"./علي حماده/النهار

*شارل مالك يتلوى قرفاً في قبره كون  جبران باسيل سوف يتولى حقيبة وزارة الخارجية

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في تعاسة قيادات 14 آذار وفي طيبة ووطنية شعبها/عناوين الأخبار/14 شباط/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 14 شباط/14

*نشرة أخبارنا الإنكليزية

*نص كلمة الرئيس الحريري في البيال/مقالة لعلي حمادة/تعليق للياس بجاني

*الياس بجاني/لماذا يرفع دائماً الرئيس الحريري سقوف مواقفه وفجأة يتراجع ويتركها تنهار/15 شباط/14 (مع نص كلمة الحريري في البيال)

*جامعة تفرق ولا تجمع وليس فيها أي شيء اغترابي أو حتى لبناني/الياس بجاني

*الجامعة الثقافية" بثلاثة أجنحة والمغتربون أول المتضرّرين الخارجية متّهمة بمحاباة فريق على آخر... وجمعة: "نعمل باللحم الحي"/رضوان عقيل/النهار

*عبدو شامي/ماذا بقي من 14آذار/14 شباط/14

*مانشيت جريدة الجمهورية: فك عُقدة «الداخلية» وعودة التفاؤل الحذِر ليلاً وواشنطن لسحب «حزب الله» من سوريا

*ماذا قال ريفي عن خطف جوزف صادر حتى تحرك سليمان؟

*14 اذار تطالب بتوسيع صلاحيات المحكمة الدولية لتشمل كل شهداء ثورة الأرز

*نعيم عباس خطر ولكن ليس...سوبرمان

*هكذا تبدّدت آمال الحكومة بعد ليل المشاورات الطويل/سابين عويس/النهار

*تسمية وزير الداخلية تعطل إعلان حكومة لبنان

*حكومة اليوم.. بالاسماء

*العميد وهبي قاطيشا: “القوات” تنطلق من مبادئ ثابتة وهي الطرف الوحيد الذي يتكلم بوضوح وصراحة

*مصادر في تيار 'المستقبل”: ريفي يملك الكثير من الملفات وسيحركها وهذا ما يخشاه 'حزب الله”    

*خادم الحرمين يلتقي ولي العهد وسعد الحريري

*النائب فادي كرم: اذا لم يتّفقوا بعد على توزيع الحقائب كيف سيتّفقون على البيان الوزاري وادارة البلد؟

*التشـكيل الـى المربـع الاول وعقـدة "الداخلية" واجهـة للعرقلـة

*حزب الله احتفظ بأسماء وزرائه للاطلاع على "المسودة" ورفض ريفي

*معلومـات غربيــة: لا حكومـة قبـل بلـورة المشـهد الاقليمـي

*"فيتو" حزب الله على التشكيل لا على ريفي والمطلوب تناسل العقد حتى صدور امر العمليات الاقليمي

*وزير الدولة علي قانصو/ ريفي لا يصلح للداخلية وبحاجة لشخصية معتدلة ومرنة

*"طباخو "التشكيل" وقعوا في عراقيل صغيرة قبل مناقشة الكبرى"/كرم: اخطأوا في الخيارات واللبناني يدفع الثمن

*الجميّل وابو نادر ماضيان في الترشح لرئاسة جمعية الصناعيين برغم المسـاعي التوافقية

*خاتشريان لـ”السياسة”: وافقنا على تسلم “الطاقة” لإنهاء الأزمة

*قطب مسيحي: هل يقبل الراعي أن تشرف الحكومة المستقيلة على الاستحقاق الرئاسي؟

*مصدر في القوات لـ”الجمهورية”: نصرّ على اعلان بعبدا قبل البحث في الحكومة أو المشاركة فيها

*اصابة جندي نتيجة القاء قنبلة على نقطة للجيش في طرابلس

*سليمان: التوافق بين الافرقاء افضل من التشبث بالطروحات

*لحام إلى الفاتيكان ويلتقي البابا فرنسيس غدا

*أمين الجميل التقى رئيس المجلس القضاء الاعلى الايطالي: لتعزيز التعاون القضائي العابر للحدود

*“النص الكامل لكلمة سعد الحريري في حفل 14 شباط

*ماذا بقي من 14آذار؟/عبدو شامي/ايلاف

*الهيئة العامة للثورة: حزب الله مع لواءين شيعيين يشاركون في معارك يبرود  

*زهرا: لن نمنح الثقة لحكومة لايدرج إعلان بعبدا في بيانها الوزاري  

*الاسد يسلح "داعش"باسلحة "ايرانية"   

*أجواء تشاؤم تخيم على مفاوضات مؤتمر جنيف2

*السيسي وصباحي.. أبرز الأسماء في انتخابات مصر القادمة

*أوباما يبحث مع العاهل الاردني الوضع في سوريا وعملية السلام

*القوات اللبنانية” تدعوكم الى هذه الوليمة/بقلم امجد اسكندر

*مذكرة بكركي تبطل “ورقة التفاهم/”افتتاحية مجلة “المسيرة

*لا تكونوا جبناء/حسن عبدالله

*مواقف إيرانية تتخطّى وجود الدولة اللبنانية والصمت الرسمي تسليم بواقع لا يُمس/روزانا بومنصف/النهار

*جولةُ العدالةِ الأولى/انطوان سعد/جريدة الجمهورية

 

تفاصيل النشرة

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم: أيها الشباب، لا تخافوا من الزواج: فاتحدوا في زواج أمين ومُثمِر، وستكونون سعداء

 

الزوادة الإيمانية/من انجيل القديس متى 06/24حتى34/الله والمال

لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض أحدهما ويحب الآخر، وإما أن يتبع أحدهما وينبذ الآخر. فأنتم لا تقدرون أن تخدموا الله والمال. لذلك أقول لكم: لا يهمكم لحياتكم ما تأكلون وما تشربون، ولا للجسد ما تلبسون. أما الحياة خير من الطعام، والجسد خير من اللباس أنظروا طيور السماء كيف لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن، وأبوكم السماوي يرزقها. أما أنتم أفضل منها كثيرا؟ ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة؟ ولماذا يهمكم اللباس؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو: لا تغزل ولا تتعب. أقول لكم: ولا سليمان في كل مجده لبس مثل واحدة منها. فإذا كان الله هكذا يلبس عشب الحقل، وهو يوجد اليوم ويرمى غدا في التنور، فكم أنتم أولى منه بأن يلبسكم، يا قليلي الإيمان؟ لذلك لا تهتموا فتقولوا: ماذا نأكل؟ وماذا نشرب؟ وماذا نلبس؟ فهذا يطلبه الوثنيون. وأبوكم السماوي يعرف أنكم تحتاجون إلى هذا كله. فاطلبوا أولا ملكوت الله ومشيئته، فيزيدكم الله هذا كله. لا يهمكم أمر الغد، فالغد يهتم بنفسه. ولكل يوم من المتاعب ما يكفيه.

 

حكومة الرئيس تمام سلام الجديدة
 تقرير من اعداد المنسقية/تعليق الياس بجاني/حكومة الرئيس تمام
سلام الجديد/المراسيم الجمهورية/اسماء الوزراء والحقائب المسندة إليهم/هوية الوزراء السياسية والجهات التي يمثلونها/السير الذاتية للوزراء/15 شباط/14

http://www.10452lccc.com/documents/salam%20cabinet%20cv15.2.14.htm

 

لماذا يرفع دائماً الرئيس الحريري سقوف مواقفه وفجأة يتراجع ويتركها تنهار!!

http://newspaper.annahar.com/article/108496-حزب-الله-مثل-داعش

الياس بجاني/15 شباط/14/على المستوى الشخصي نحن نرى في الرئيس الحريري أنسانا متواضعاً وأكثر من رائع وبالتأكيد معتدل وقريب من القلب وصادق، إلا أننا بتنا نخاف من رفع سقوف مواقفه في مواجهة حزب الله ونظام الأسد كما فعل أمس في الكلمة التي ألقاها في البيال في ذكرى 14 شباط التاسعة، وكما فعل أيضاً في محطات مفصلية عديدة منذ العام 2005. بتنا نخاف لأنه ودائما وفجأة يهبط من الأعالي بمواقفه ووعوده وعهوده إلى ما هو تحت وتحت التحت وينقض ما كان نادى به ورفع سقفه والأمثلة كلها مخيبة للآمال ولم تؤدي إلا إلى المزيد من تراجع وتفكك 14 آذار وإلى تقدم محور الشر السوري-الإيراني وتمدده وازدياد هيمنته الإرهابية والغزاوتية على كل لبنان وفي الداخل السوري حيث يشارك الشبيحة في قتل أحرار سوريا.

إن اخطر ما يقوم به تيار المستقبل كقيادات وتحديداً بشخص الرئيسين الحريري والسنيورة ومنذ اغتيال الرئيس الحريري عام 2005 أنه يرفع السقوف حتى السماء وما أعلى منها بمواجهة سوريا وإيران وحزب الله وفجأة في كل مرة يتراجع ويترك هذه السقوف تسقط على رؤوس مؤيدي ومحبي ثورة الأرز مما يؤدي إلى ضياع فرص استرداد السيادة والإستقلال وتحرير الوطن من احتلال محور الشر. إنه وبنتيجة هذه الزئبقية في مواقف قيادة تيار المستقبل فإن 14 آذار على مستوى القيادات والأحزاب مفككة ونكاد نقول براحة ضمير أنها ما عدى قلة منهم القوات اللبنانية باتوا يتصرفون كجماعة من قناصي الفرص ولنا في هجمة هؤلاء اللاهثين غير المبررة على اقتناص الحقائب الوزارية في الحكومة التي يتم طبخها منذ 10 أشهر وما يزيد ولا تزال طبخة بحص. نتمنى لو أن الرئيس الحريري لا يرفع أي سقف من سقوف مواقفه إلا إذا كان واثقاً من قدرته على الحفاظ عليها والالتزام بها. للأسف حتى الآن ليس هذا هو حال تيار المستقبل بشخص الرئيسين الحريري والسنيورة تحديدا ولهذا يزداد حزب الله وقادته فجوراً واستكباراً وتمددا وقتلاً واغتيالات وعدم اكتراث بكل 14 آذار. هذه مسلسل زئبقي للرئيس الحريري ولمن يؤثر على قراراته وتكويعاته وصعود ونزول مواقفه محلياً واقليماً ويجب أن يتوقف... وسامحونا

 

مقالات "حزب الله" مثل "داعش"...

علي حماده/النهار

أهم ما قاله الرئيس سعد الحريري أمس انه "كما يرفض ان يكون "تيار المستقبل" وقوى ١٤ آذار على صورة "حزب الله"، فإنه بالمقدار نفسه يرفض ان يكون على صورة "داعش" و"النصرة". بهذا الموقف وضع الحريري في شكل او آخر "حزب الله" في مرتبة التنظيمين المتطرفين، اللذين يكثر الحديث عنهما في الحرب الدائرة في سوريا، باعتبار انهما موضوعان على لائحة الارهاب الدولية. وهما يمثلان صلب "البروباغاندا التكفيرية" التي يمارسها "حزب الله" في سياق الدفاع عن سياسته وسلوكياته وارتكاباته التي ما عادت تحصى في لبنان وسوريا. لكن المؤسف في وضع الحريري "حزب الله" في موازاة "داعش" - "النصرة" انه لا يستطيع إلا ان يجلس مع الحزب في حكومة واحدة! هذه هي الحقائق اللبنانية المؤسفة التي تفرض على الضحية ان تجلس جنبا الى جنب مع الجلاد، فقط لان الجلاد تمكن من خطف وعي جمهور مغرر به، واستغلاله في خدمة مشروع ووظيفة يقربان هذا الجمهور من الهاوية يوماً بعد يوماً. نعم، نحن وكثيرون من جمهور 14 آذار حزبيين ومستقلين، يرون ان الجلوس مع "حزب الله" أمر سيئ، وان التعامل مع الحزب المذكور ينبغي ان يكون بعيداً عن التردد، والقفز من موقف الى موقف. ونحن أيضاً من الذين يعتبرون ان مجرد الجلوس الى جانب قتلة رفيق الحريري، وسائر الشهداء وصولا الى آخرهم محمد شطح هو تنازل كبير ومؤلم ويشبه طعن النفس بسكين.

ولمناسبة مرور تسع سنوات على اغتيالهم رفيق الحريري نعتبر ان التنازل الكبير والمؤلم جداً، أي المشاركة في حكومة مع "حزب الله"، ينبغي إذا بدا ان لا فكاك منه ان يقترن بثبات في مواقف مبدئية تتعلق أولاً بالتسميات، اي أن لا يتنازل "تيار المستقبل" عن تعيين اللواء أشرف ريفي وزيراً للداخلية أياً تكن الظروف، وان لا يأتي تمثيل قوى ١٤ آذار وبينها "تيار المستقبل" ضعيفاً بانتداب شخصيات لتولي حقائب وزارية جرت تجربتهم في السابق وتميزوا بحماستهم لخدمة مصالح "حزب الله" وأتباعه بسبب ضعفهم. وهنا ندعو المعنيين بالتوزير الى سحب اسماء لا طعم لها ولا لون. فلقد قدمنا ما يكفي من الشهداء والتضحيات كي لا نرضى بأن نتمثل بـ"خصيان" في السياسة والمواقف. أمر آخر، على الرغم من تعثر المساعي لتشكيل الحكومة بسبب معارضة "حزب الله" توزير اللواء ريفي، فإننا ندعو في حال تشكلت الحكومة الى موقف صلب في ما يتعلق بما يسمى ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" المرفوضة، اذ نعتبر ان لا مقاومة في لبنان، بل حزب فاشيستي مافيوي مذهبي ينبغي ألا يكون الجلوس المفروض فرضاً معه مناسبة للاستسلام له لا في المبادئ ولا في الممارسة اليومية للمسؤولة الحكومية. هنا نعود الى ما قاله سعد الحريري في مقابلته الأخيرة في التلفزيون، حيث وصف المشاركة في حكومة مع "حزب الله" بأنه "ربط نزاع". هذا معناه ان المواجهة مستمرة حتى لو جلس الاحرار الى الطاولة نفسها مع القتلة.

 

شارل مالك يتلوى قرفاً في قبره كون  جبران باسيل سوف يتولى حقيبة وزارة الخارجية
 بالصوت/قراءة للياس بجاني في تعاسة قيادات 14 آذار وفي طيبة ووطنية شعبها/عناوين الأخبار/14 شباط/14

 نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 14 شباط/14

 نشرة أخبارنا الإنكليزية

 من عناوين النشرة/تأملات إيمانية في عبادة الله وليس الله/مهزلة تولي جبران باسيل حقيبة الخارجية وتلوي شارل مالك في قبره غضباً/الفرق الشاسع والهوة الكبيرة بين غالبية قيادات 14 آذار وشعبها/السوبرمان الإرهابي، نعيم عباس الذي اعتقله الجيش وعلى خلفية ابو عدس والنصرة وفي أول نصف ساعة فقط اعترف بكل الجرائم والإغتيالات التي شهدها لبنان منذ العام 1946/هريان وتعتير الجامعة الثقافية الإغترابية وغربتها عن الإغتراب/تشكيل الحكومة: حبل الجبل فولد فأراُ/ اللاهثين لتولي حقائب وزارية لا مبادئ ولا قيم عندهم/الراعي يكمل جولات هرطقاته ويتابع نحره وثيقة بكركي/تكويعات الرئيس الحريري والفرق بين خطابه ومواقفه/متفرقات

 

جامعة تفرق ولا تجمع وليس فيها أي شيء اغترابي أو حتى لبناني

http://newspaper.annahar.com/article/108147-الجامعة-الثقافية-بثلاثة-أجنحة-والمغتربونبون-أول-المتضررين-الخارجية-متهمة-بمحاباة

الياس بجاني/14 شباط/14/لا نريد من أي لبناني مقيم أن يتوهم ويحلم ويخدع ذاته بأن ما يسمى الجامعة اللبنانية الثقافية في بلاد الاغتراب هي أساساً موجودة أو أنها تشبه الاغتراب اللبناني أو أن لها أي صله به وطنياً وأخلاقياً ووجدانياً وحتى انسانياً. هذه الجامعة المهترئة والمقسمة حصصاً وزلماً وفروعاً على شركات أحزاب الداخل اللبناني هي صورة نتنة وبشعة عنهم وعن خلافاتهم وعن تبعيتهم وعن عقولهم المرّيضة ووطنيتهم المفقودة. منذ نشأتها لم تكن هذه الجامعة سوى تجمع للمقتدرين مالياً في الاغتراب وللعاشقين بجنون وهوس حب الظهور ونفخة الصدر وتصدر الولائم والاحتفالات وليس أي شيء آخر. ودورها خلال حقبة الاحتلال السوري للبنان كان معيباً ومع الاحتلال ومع رموزه وليس مع لبنان. حالياً هذه المؤسسة الصورية والورقية والوهمية تنخرها جيوش السوس وتعتريها رزم الأمراض ذاتها التي تفتك بلبنان الداخل وهي بانقساماتها وحروب ربعها من عشاق المسميات صورة مظلمة عن انقسامات الداخل اللبناني وعن نرسيسية أحزابه وجماعات السياسة فيه. أما المتصدرين اسمياً قياداتها بمسميات فارغة من أي معنى أو تأثير أو أفعال هم صورة فوتوكوبي سوداء وقاتمة عن تعتير قيادات أحزاب الداخل وكل واحد من هؤلاء من أصحاب المسميات هو تابع كلياً لشركات هذه الأحزاب. وعندما يذكر اسم الجامعة يأتي معه دور هيثم جمعة التفكيكي والتدميري، وهو بالمناسبة زلمة نبيه بري الخاص ناص والمكلف من قبله ومنذ سنين طويلة ضرب الاغتراب وتشتيته والحؤول دون وحدته وهو يقوم بهذه المهمة على أكمل وجه. باختصار ما نريد قوله للبنانيين المقيمين هو أن لا يتوهموا في أي يوم من الأيام أن ما يسمى جامعة ثقافية في وضعيتها الحالية المرتة قد تكون عوناً لهم أو وللبنان في أي شكل من الأشكال لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهي مقسمة حصص على ساسة وأحزاب الداخل ومشتتة ومفرغة من أي فعل مثمر كما أنها عملياً مغربة عن الاغتراب كلياً .. وسامحونا

 

الجامعة الثقافية" بثلاثة أجنحة والمغتربون أول المتضرّرين الخارجية متّهمة بمحاباة فريق على آخر... وجمعة: "نعمل باللحم الحي"

رضوان عقيل/النهار

http://newspaper.annahar.com/article/108147-الجامعة-الثقافية-بثلاثة-أجنحة-والمغتربونبون-أول-المتضررين-الخارجية-متهمة-بمحاباة

لم ينقص المغتربين اللبنانيين في أربع رياح الأرض إلا نقل الخلافات الداخلية إلى الخارج و"المطعمة" بـ"مائدة" من الأطباق السياسية والطائفية والمناطقية.

يبرع هؤلاء على مستوى أفراد ويحلّقون في غير قطاع، أما إذا التقوا، فسرعان ما تحضر في مجالسهم سجالات 8 و14 آذار وسياسة الزواريب والدفاع عن هذا الزعيم أو ذاك. هذا الحكم لا يعمم على الجميع، لأن ثمة وجوهاً اغترابية تحمل عن حق أوجاع المواطنين وترفع أسم لبنان وتستحق بجدارة أن تضع الأرزة على صدورها. تعمل الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم على متابعة أوضاع المغتربين بثلاثة أجنحة، وجسمها مشطور بين أ هواء هذه الجهة أو تلك، وكثيرون في لبنان لا ينظرون الى المغتربين إلا على قاعدة "البقرة الحلوب" التي تدر ذهباً وأموالاً تغطي العجز المادي لدى كمّ من العائلات وحاجات أبناء وطن في الداخل. وفي مواسم الانتخابات يبدأ الغزل بهذه الجاليات، وصولاً الى المقيمين في البحر الكاريبي، وإذا ما انتهت الانتخابات أو حصل تمديد تناسى المعنيون هذا الملف. و"تعيش" الجامعة بثلاثة أجنحة، برئاسة كل من أحمد ناصر وميشال الدويهي وألبر متى، وهم ليسوا على نفس المستوى من العلاقة مع مديرية المغتربين التابعة وزارة الخارجية، ويتهم جناح (الدويهي) الأخيرة بالتحيّز ودعم جهة لبنانية اغترابية على حساب أخرى وتأييد وجوه معينة في الجامعة.

ويبدو أن المحاولة التي عمل عليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتوحيد الجامعة لم تصل الى النتائج المرجوة. يقول الأمين العام للجامعة (الدويهي) طوني قديسي "عقدنا اجتماعات عدة بطلب من الرئيس سليمان للتوصل الى توحيد الجامعة، ولم يمش الحال ورغم اعتراضنا على سياسة وزارة الخارجية حيالنا، فإن الاتصالات مفتوحة مع المدير العام للمغتربين هيثم جمعة والعلاقات جيدة على المستوى الشخصي وحصل أخيراً اتصال بين السيدين ميشال الدويهي وأحمد ناصر". ويلتقي الامين العام للجامعة جناح (ناصر) بيتر الأشقر مع قدسي على "ضرورة توحيد الجامعة والعمل برأس واحد، وهذا هو طموحنا بغية إبعاد هذه المؤسسة الوطنية – الاغترابية من الأزمات الطائفية والمذهبية والمناطقية التي يمر بها لبنان. والسيد جمعة منفتح على الجميع، ولا يقفل الأبواب في وجه أحد. وإن كنا نشدد على تعاطي الوزارة مع الجامعة الشرعية التي نمثلها".

ويعزو فشل الحوار لتوحيد الجامعة "الى مناقشة القشور وعدم الدخول في لب الازمة. وكان هناك رفض متبادل من الطرفين ولم يؤد الى تنازل، علما انني كنت تمنيت على رئيس الجمهورية ان يعين رئيسا للجامعة آنذاك ويكون الحكم بين الجميع". من جهته يقول جمعة لـ"النهار": ان ابواب المديرية مفتوحة امام الجميع "ونحن لا نميز بين مغترب وآخر بغية المحافظة على علاقته وارتباطه بوطنه الأم، رغم كل التحديات والاخطار التي نعيشها في البلد".

ويرد جمعة على الذين يتهمون المديرية بأنها تعمل الى جانب فريق من المغتربين ضد آخرين: "هذا الانحياز الذي يتحدث عنه البعض غير موجود، انا موظف عند الدولة وأقوم بالواجبات المطلوبة مني، ولا اميز بين مواطن وآخر، واستقبل الجميع واعمالهم على قدر واحد من المساواة".

وردا على محاباته احد فروع هذه الجامعة المنقسمة، يرد جمعة: "ثمة قانون في وزارة الخارجية يحكم عمل الجامعة ويحدد قواعد العلاقة والعمل معها، ونحن لا نتطلع الى اشخاص، وتربطني علاقات مع الجميع وأبواب المديرية مشرعة امامهم". ومن ملاحظات قدسي على وزارة الخارجية "والتي لا تشجع على التوحيد هي ارسالها في اوائل السنة الجارية مذكرة الى السفارات والقنصليات في الخارج تدعو الجسم الديبلوماسي الى التعاطي مع احمد ناصر ومجموعته وعدم اجراء اي اتصال مع الآخرين، علما ان الجميع يعرف ان فروع جامعتنا هي الممثل الاكبر للمغتربين في بلدان الانتشار".

إلى بيونس آيرس

يوضح قدسي ان "جامعته" تعمل بانتظام وهي تحضّر لمؤتمر اغترابي في بيونس آيرس لانتخاب مجلس جديد في 21 و22 و23 آذار المقبل. في المقابل يسبق انعقاد هذا المؤتمر بأيام قيام وفد من الجامعة التي يقودها ناصر بجولة على المغتربين في غير ولاية في الارجنتين والبرازيل "ونحن هنا لا نطوق انتخابات الآخرين انما هدفنا هو التواصل مع المغتربين والوقوف على مطالبهم". وفق قول الاشقر. ويضيف "انا انطلق من منطلقات علمانية وليس من خلفيات طائفية، وان كنت في الوقت عينه احرص على المحافظة على المسيحيين في الداخل والخارج، وهذا ما نسعى الى تثبيته على الارض. وسنركز في جولتنا المقبلة على هذه النقطة". هذا الانقسام الحاصل في جسم الجامعة هل سيؤدي الى المزيد من الانشطار؟

يرد قدسي "انا لست متشائما رغم اني انقل الى رئيس الجمهورية كل ما يتخذ من سياسات لا تصب في مصلحة المغتربين، لاننا لا نزال نطمح الى خلق لوبي لبناني قوي وفعال يخدم مصالح المغتربين، ودعوتي الى وزارة الخراجية لعدم احتكار موضوع الاغتراب، وان كنا لا نرفض التنسيق معها". كذلك يدعو الأشقر سائر القوى السياسية المعنية الى "عدم ادخال الازمات الداخلية في ملفات الاغتراب، علما اننا نحاول الانفتاح على الفريق الآخر ولا يبادلنا الا بالمقاطعة، لكننا سنستمر في مساعي التوحيد والجمع". على هذا الانقسام في الجامعة يرد جمعة: "نحن ندعو جميع المعنيين بالاغتراب والغيارى على مصلحة الجامعة الى منع حال الانقسام والتشرذم. وحصلت اخيرا اتصالات بين وجوه في الجامعة لا تلتقي في ما بينها، وبتشجيع مني سأكون في مقدم المسرورين عندما تتوحد الجامعة في جسم واحد ما يصب في مصلحة جميع اللبنانيين بغض النظر عن توجهاتهم السياسية".

وينفي تدخل المديرية في الشؤون الداخلية للجامعة "التي ينبغي ان تحصر عملها في المسائل الانسانية والاجتماعية وليس في السياسة، وعندما التقي ممثليها، فضلا عن وجوه اغترابية اخرى تعمل خارجها، لا اقاطع احدا سواء كان في 8 او 14 آذار وهذا ما تثبته لقاءاتي بهم في الخارج". وردا على شخصيات في الجامعة تتناول القضايا السياسية، يقول: "لماذا يتدخل البعض لدى مجلس الامن ويطالب بتطبيق القرار 1559 على سبيل المثال بدل التفرغ لشؤون المغتربين وترك هذا الامر للدولة والافرقاء السياسيين في البلد سواء كانوا في السلطة او خارجها؟ وتنطلق اهداف الجامعة في الاصل من ثوابت اهدافها وهي غير سياسية ودينية وعنصرية، والمطلوب هو الاصلاح من تحت الى فوق في الجامعة". ويدعو جميع المغتربين الى التواصل مع الموقع الالكتروني للمديرية الذي اشرف على وضعه وموله المركز الدولي لسياسات الهجرة في الاتحاد الاوروبي وتشرف عليه تقنيا وزارة التنمية الادارية.

 

14 آذار القيادات بمعظمها لا تشبه شعب 14 آذار
الياس بجاني/في اسفل تقرير أكثر من ممتاز، بل هو دراسة موثقة وكاملة تحكي عثرات وخيبات 14 آذار على مستوى القيادة التي وكما نكرر دائماً هي مغربة عن شعب 14 آذار ولا تمثله ولا تعبر عن تطلعاته. التقرير كتبه عبدو شامي ومنشور على موقع ايلاف/ عبدو شامي/ماذا بقي من 14آذار/14 شباط/14

 

مانشيت جريدة الجمهورية: فك عُقدة «الداخلية» وعودة التفاؤل الحذِر ليلاً وواشنطن لسحب «حزب الله» من سوريا

جريدة الجمهورية

غريب أمر هذا التأليف الذي ما يكاد يصل إلى خواتيمه السعيدة حتى يعود إلى المربّع الأوّل، ولكنّ الملاحظ أنّه على رغم كلّ التعقيدات والصعوبات التي رافقت وما تزال مفاوضات التأليف، هناك إصرارٌ وتصميم على استيلاد الحكومة، فلا العقدة «العونية» في الطاقة عطّلت هذا المسار، ولا العقدة «المستقبلية» في الداخلية حالت أو ستحول دون الولادة الموعودة. وفي موازاة شدّ الأنفاس الحكومي أحيَت قوى 14 آذار في «البيال» الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وشهداء ثورة الأرز، حيث توجّه الرئيس سعد الحريري في كلمته إلى الطائفة السنّية بدعوتها إلى التمسّك بخيار الاعتدال، وإلى «حزب الله» بدعوته إلى الانسحاب من سوريا، وإلى المسيحيّين بتأكيده على رفض الفراغ الرئاسي. نام اللبنانيّون على حرير "حكوميّ" وهم يُمنّون أنفسهم بولادة الحكومة الوطنية الجامعة التي طال مخاضها، وعند ساعات الصباح الأولى شخصت أنظارهم الى قصر بعبدا موعودين برؤية الرئيس المكلف تمام سلام حاملاً تشكيلته الوزارية ليضع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عليها اللمسات الأخيرة قبل زفّ البشرى السارّة لهم، لكنّه لم يفعل، ومكث في داره في المصيطبة.

نهاراً

جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، وتبدّدت المعطيات التفاؤلية، وإن كان البعض راهن مُسبقاً على أنّ كلّ الأجواء التفاؤلية التي ضُخّت دفعة واحدة في الأيام الأخيرة مجرّد وَهم ليس إلّا، وأنّ الحكومة بعيدة المنال، فقرار تأليف حكومة جامعة "موجود"، لكنّ الدفع الى الخاتمة السعيدة "مفقود". وتعثّرت الولادة الحكومية مجدّداً بعدما استجدّت عقدة وزارة الداخلية نتيجة فيتو قوى الثامن من آذار عموماً و"حزب الله" خصوصاً على توزير اللواء أشرف ريفي في حقيبة الداخلية، في مقابل إصرار قوى الرابع عشر من آذار على تولّي الاخير الوزارة لا سيّما تيار "المستقبل" وقول أمينه العام أحمد الحريري إنّه "لن نقبل بغير ريفي وزيراً للداخلية."

سليمان

وفي هذه الأجواء، برزت دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى عدم تفويت الفرصة على الإيجابيات التي تحققت والمناخات التي سادت، مُشدّداً على انّ التوافق بين الأفرقاء هو افضل من التشبّث بالطروحات، ويلغي تالياً مفاعيل الإستفزاز والتشنّج، كذلك يفتح الباب واسعاً لتجاوز مفهوم المحاصصة وتبادل الفيتوات، وذلك من أجل مصلحة الوطن وأمن المواطن. وكشفت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ سليمان أبلغ الجميع امس انّ "حبل المناورة قد بات قصيراً للغاية ولا يمكنه القبول بما يجري ويعكّر الأجواء". ولفت الى انّه لن يسمّي وزراءه المرشحين لبعض الحقائب، وخصوصاً وزارة الدفاع التي قيل انّها من حصة الأورثوذكس، الأمر الذي يعاكس المداورة الشاملة، كون الوزير السابق للدفاع كان اورثوذكسياً، وبالتالي ليس منطقياً أن يسمّى نائب رئيس الحكومة سمير مقبل وزيراً للدفاع طالما إنّ الداخلية باتت للسنّة والخارجية للموارنة، بعد التفاهم على جبران باسيل، ولذلك فإنّ الإسم الجديد للدفاع لن يكشف عنه قبل صدور المراسيم النهائية. كذلك أكّد سليمان انّه لن يقول الكلمة الفصل قبل ان يتسلّم تشكيلة وزارية كاملة وشاملة للتثبُّت من مدى تطابقها والمعايير التي حدّدها سابقاً، كما بالنسبة الى التوازنات التي يجب احترامها الى النهاية.

ريفي

وكانت الاتصالات ظلّت طيلة ليل امس الأول مفتوحة على الخطوط كافّةً حتى ساعة متأخّرة، حيث بعد أن تمّ الاتفاق على توزيع الحقائب بوشِرت عملية إسقاط الأسماء عليها، بعدما تبلّغ الرئيس المكلف من كلّ طرف اسماءَه للتوزير. لكنّ سلام تبلّغ في وقت متأخّر من نادر الحريري انّ اللواء أشرف ريفي مرشّح "المستقبل" لتولّي الداخلية، ولدى اتّصال الحاج حسين الخليل، المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" بسلام لإبلاغه بأسماء الحزب للتوزير، أبلغه بأنّ "المستقبل" مُصرّ على توزير اللواء ريفي في الداخلية، عندها سارع الخليل إلى إعلان الرفض مؤكّداً أنه ليس هذا ما اتّفقنا عليه، فما الذي تبدّل؟ فاستمهله سلام حتى الصباح لمعالجة الأمر.

لكنّ رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة اتّصل صباحاً بالرئيس المكلف وأبلغ اليه الإصرار على توزير ريفي، كذلك اتصل السنيورة برئيس مجلس النواب نبيه بري للموضوع عينه. بدوره اتصل سلام ببري لينقل اليه جواب "المستقبل" فتبلّغ منه رفضه ورفض قوى 8 آذار بالتكافل والتضامن توزير ريفي.

«المستقبل» و«التيار الحر»

إلى ذلك، علمت "الجمهورية" من مصادر متابعة عن كثب للاتصالات بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" أنّ "التقارب الحاصل بينهما جرى بمباركة ودعم أميركي، وأنّ السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل قام بجولات مكّوكيّة بين قيادتي التيارين من ثمّ استتبعها بزيارة الرياض من أجل إتمام هذه العملية". ولفتت المصادر الى أنّ "قبول "التيار الحرّ" بتوزير ريفي مقابل احتفاظه بالطاقة اغضبَ "حزب الله"، ما دفعَه الى عرقلة التأليف". ولم تستبعد المصادر، في حال "استمرّت الأمور على هذا النحو، ان يصل "المستقبل" و"الحرّ" الى صيغة تفاهم تشبه ورقة التفاهم مع "حزب الله".

ليلاً

وليل أمس، تبدّدت أجواء التشاؤم، وقاد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط مساعيَ كثيفة على أكثر من خط، توّجت بالاتفاق على اسم جديد لتولّي حقيبة الداخلية، بعد ان سحب "المستقبل" اسم ريفي.

وعلمت "الجمهورية" أنّ قوى 8 آذار أبلغت سلام أن لا مشكلة عندها في توزير ريفي في أيّ حقيبة أخرى ما عدا الداخلية. وقد فتحت المعطيات الجديدة الطريق امام إعلان التشكيلة الوزارية صباح اليوم وأخذِ الصورة التذكارية بعد الظهر، إذا سارت الأمور وفق المتّفق عليه. وكان موفد جنبلاط الوزير وائل ابو فاعور زار عصراً بعبدا قبل ان يتوجّه ليلاً الى المصيطبة ليُطلع سلام على المقترح الجديد. وأكّدت مراجع تواكب حركة المشاورات لـ"الجمهورية" أنّ المسعى الجديد "جدّي للغاية، وقد توّج ليلاً بموافقة كتلة "المستقبل" في اجتماع عقدته برئاسة السنيورة في "بيت الوسط" واستمرّ حتى منتصف الليل بتسمية مبدئية للنائب نهاد المشنوق وزيراً للداخلية بدلاً من ريفي الذي ستوكل إليه حقيبة أخرى، وذلك بعدما تمكّن جنبلاط من توفير إجماع حوله، بما فيه "حزب الله" وسائر الأطراف. وتحدّثت المعلومات عن توزيعة جديدة للأسماء، واعتبرت أنّ اللوائح الإسمية للوزراء التي صدرت في الصحف أمس الأوّل قد تبدّلت في بعض الحقائب السيادية وأخرى نتيجة إعادة نظر تفرضها المخارج المؤدّية الى إعادة لملمة المواقف المتشنّجة وتصويب الأداء بالإتجاه الجامع.

الحريري

وفي هذه الأجواء، أطلق الرئيس سعد الحريري الذي استقبله امس العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، في كلمة متلفزة ألقاها في "البيال" في الذكرى التاسعة لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، جملة مواقف لم يأتِ فيها على ذكر 14 آذار، بل أعلن رفض الفراغ في رئاسة الجمهورية، قائلاً: نرفض ان يكون منصب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي مرشّحاً للفراغ، ولن نقبل إلّا برئيس يمثّل الإرادة الوطنية للمسيحيّين، ويرفض كلّ وصاية إلّا وصاية الدستور". وأكّد الحريري "التصدّي للتحريض وللدعوات المشبوهة لزجّ اللبنانيين ولا سيّما الطائفة السنّية بحروب مجنونة لا وظيفة لها سوى استدراج لبنان إلى محرقة مذهبية"، وأكّد انّه "كما يرفض تيار "المستقبل" ان يكون على صورة "حزب الله"، فإننا نرفض أن نكون على صورة داعش أو النصرة أو أيّ دعوة لإقحام السنّة بالحرب الدائرة بين حزب الله والقاعدة . ورأى الحريري أنّ الحزب "لا يريد أن يستمع لأحد، وهو يتعامل مع الدولة بصفتها ساحة لمشروع إقليمي خاص، ويزجّ بلبنان في حروب لن تعود بغير الخراب". وإذ شدّد على انّه لن يتوقف عن السعي إلى طريقة لتحييد لبنان عن التورّط العسكري في المسألة السورية، اعتبر أنّ مواجهة الإرهاب تتطلب قراراً سريعاً من الحزب بالخروج من سوريا والتخلّي عن الحرب الاستباقية، والاعتراف بالدولة اللبنانية. وتجدر الإشارة الى انّ نواب 14 آذار قرّروا توقيع عريضة تُرفع الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تطالب بتوسيع صلاحيات المحكمة الخاصة بلبنان وبضَمّ ملفّات شهداء قوى 14 آذار كافّة.

الرفاعي

وفي المواقف، قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب كامل الرفاعي لـ"الجمهورية" إنّ اسم اللواء ريفي ليس استفزازياً فقط في نظر الحزب، بل في نظر أكثر من فريق في 8 آذار، وهو من أدّى الى استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على خلفية رفض التمديد له، ثمّ إنّ مواقفه وتصريحاته الأخيرة لا تصبّ في مصلحة الحكومة الجامعة، فأفكاره تختلف عن توجّه هذه الحكومة، من هنا نتمنّى ان تكون الشخصية التي ستستلم الملفّ الامني في الداخلية، وسَطيّة الى حدّ ما في تصريحاتها ومواقفها كالنائب سمير الجسر، فهو شخصية غير صدامية وتحظى باحترام الجميع. وعن "الفيتو" على النائب جمال الجرّاح، أجاب الرفاعي: لا استطيع تقييمه، فأنا احترمُه وأقدّره وتربطني به صلة قرابة. وأضاف الرفاعي: "نريد أشخاصاً غير صداميّين في الحكومة لأننا نريد لها أن تنجح وأن لا ينتقل صراع الشارع الى داخلها. نقدّر ونحترم الجميع، ولكن نفضّل ان تكون شخصية غير صدامية ولا تشتهر بمواقفها وبتصريحاتها التي لا تصبّ في خانة الوحدة الوطنية.وذكّر بأنّ قوى 8 آذار كانت تمنّت على الرئيس المكلف ان تؤول حقيبة الداخلية الى شخصية نستطيع التفاهم معها، كونها وزارة أمنية وستكون من نصيب تيار سياسي نختلف معه. وأكّد أخيراً أنّ المشاورات والإتصالات مستمرّة، متمنّياً أن تؤدي الى نتائج إيجابية في الـ 48 ساعة المقبلة.

نصر الله

إلى ذلك، تترقّب الاوساط السياسية المواقف التي سيعلنها الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله" في إطلالته المتلفزة غداً والتي يتوقع ان يركّز فيها على مسيرة الشهادة والتأكيد على دور المقاومة. كذلك سيُفرد الأمين العام حيّزاً واسعاً من كلامه للتنويه بأداء الجيش وإنجازاته في توقيف الارهابيين، كما سيتطرّق الى التطورات السياسية العامة والوضع السوري. وعشية كلامه أكّد رئيس المجلس السياسي في الحزب السيّد ابراهيم أمين السيّد "انّ المعركة في سوريا حُسمت لمصلحة الأمّة وأنّ المسار فيها يجري تصاعديّاً لمصلحة المقاومة، وأضاف: "تهيّأوا لمرحلة أكبر بكثير ممّا أنتم عليه، فأنتم اليوم بحجم وطن صغير وتهيّأوا أن تكونوا بحجم الأمّة والعالم، لأنّكم استطعتم ان تهزموا العالم في تمّوز وفي سوريا".

الانسحاب من سوريا

وبالتزامن مع دعوة الرئيس الحريري "حزب الله" إلى الانسحاب من سوريا، أعلنت مُساعِدة وزير الخارجيّة الأميركيّة ويندي شريمان، خلال مُشاركتها في مُفاوضات "جنيف" لحَلّ الأزمة السوريّة، أنّ على إيران سحب "حزب الله" من سوريا، تسهيلاً لبلوغ حلّ سياسي.

 

ماذا قال ريفي عن خطف جوزف صادر حتى تحرك سليمان؟

في مقابلة مع بولا يعقوبيان تحدث اللواء اشرف ريفي عن ملف المخطوف جوزيف صادر.كلام طلب رئيس الجمهورية اعتباره بمثابة اخبار للنيابة العامة من اجل ان تتحرك.

ماذا قال ريفي؟ قال: اقول لميشال عون ان كان فعلا معنيا بجوزيف صادر، فليطلب محضر جلسة لجنة حقوق الانسان التي كنت انا مشاركا بها عندما استعرضنا موضوع جوزيف صادر مع موضوع شبلي العيسمي وما قلته انا وما قالته زوجته. اوجه كلاما لكل نواب الشعب اللبناني فليطلبوا هذا المحضر، كي تعلموا اين جوزيف صادر وكيف يتم تخليصه. أضاف: اوجه كلاما مباشرا للعماد عون. اطلب منك كنائب مسيحي، جوزيف صادر انت معني بمصيره، فلتطلب هذا المحضر وتنشره للعموم عندها نضع النقاط على الحروف. وكان ريفي قد تحدث في تلك الجلسة عن اقتياد صادر الى عمق الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

14 اذار تطالب بتوسيع صلاحيات المحكمة الدولية لتشمل كل شهداء ثورة الأرز

أعلن نواب قوى 14 أذار توقيع عريضة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تطالب بتوسيع صلاحيات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وضم ملفات كافة "شهداء" قوى 14 أذار الذين سقطوا بعد تاريخ 12 12 2005، وهو تاريخ استشهاد النائب السابق جبران تويني، ووضعها في عهدة المحكمة الدولية"، حسب ما تمّ الإعلان في المهرجان الخطابي في ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في البيال.

 

نعيم عباس خطر ولكن ليس...سوبرمان

ذكرت مصادر شاركت في اجتماع امنيّ ـ قضائي أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان،انّ المجتمعين استمعوا الى تفاصيل كثيرة حول التوقيفات الأخيرة وحصيلة الدهم الذي جنّب لبنان أحداً دمويّاً وعمليات كان يمكن لليد الإجرامية النفاذ بها في مناطق عدة، وهو امر وُصف بالمريع. لكنّ المصادر قالت إنّ ما سُرّب في معظم وسائل الإعلام حول أدوار أُعطيت لنعيم عباس إحتوى على شيء من الحقيقة وكثير من المغالاة. وإنّ "الروايات الهوليودية البوليسية" في ما نُشر طغت على الحقائق، خصوصاً تلك التي وصفته "سوبرمان عصره الإجرامي"، فهو "مجرم حقيقي وخطير"، حسب أحد المعنيين، "لكنّه ليس الوحيد الذي نفّذ كل حلقات المسلسل الإجرامي الرهيب الذي ضرب البلاد، فهناك شبكات كبرى أخرى لا تزال قيد الملاحقة، وهناك رجال خطرون يتحصّنون بأشكال عدة من الحماية في مناطق لبنانية عدة، وإن كان بعضها قيد المراقبة الشديدة واللصيقة، لكنّ بعضاً منها ما زال حراً طليقاً ومجهولاً الى اليوم بعيداً من عيون المراقبين والمخبرين.

 

هكذا تبدّدت آمال الحكومة بعد ليل المشاورات الطويل

سابين عويس/النهار

على رغم أجواء الانفراج التي سادت ليل الخميس الجمعة بتذليل كل العقبات من أمام ولادة الحكومة، لم تغب هواجس التعطيل عن بال رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام اللذين افترقا منتصف الليل بعد لقاء غير معلن، وكل يسكنه هاجس أن شيئاً ما سيطيح فسحة التفاؤل السائدة. ومبرر ذلك الهاجس أن أي تعطيل للحكومة سيشكل ضربة قاسية لكليهما بعدما استنفدا كل من موقعه وصلاحياته كل الوسائل، حتى احتواء التفاهمات الجانبية المباشرة لـ"تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، بهدف تذليل ما كان يعتقد انه العقدة الاخيرة وهو الحصة العونية في الحكومة. منذ الثامنة صباحاً، بدأت دارة المصيطبة تعج بالصحافيين عقب الاعلان عن توجه سلام إلى بعبدا لتسليم تشكيلته. أما في القصر، فاستدعي الإعلام وأعدت المراسيم والسيَر الذاتية للوزراء. لم تمض ساعة حتى أعلنت المصيطبة عن إرجاء زيارة بعبدا. كلام مقتضب كان كافياً لتبيان أن هواجس الرئيسين كانت في محلها وأن العقدة الحكومية الجديدة التي تركزت على تمسك "المستقبل" باللواء أشرف ريفي في الداخلية ورفض "حزب الله"، ليست الا الذريعة المكشوفة لقرار سياسي أكبر وأوسع تلتقي عليه قوى 8 و14 آذار ويرمي الى تعطيل التأليف ربطا بتطورات ومعطيات خارجية مستجدة. شكلت عقدة ريفي مفارقة لافتة، إذ إن التمديد له في قوى الامن أطاح حكومة نجيب ميقاتي، فيما توزيره في الداخلية أطاح حكومة سلام!

التاسعة صباحا، طارت كل الآمال المعقودة على ولادة الحكومة، وطارت معها أي توقعات جديدة باحتمال حلحلة العقدة. فمضى النهار من دون أن يسجل أي تطور أو حركة توحي بأن ثمة أملاً ولو ضئيلا بإمكان إحداث خرق. وإذا كان ثمة من راهن على ما قد تتضمنه كلمة الرئيس سعد الحريري في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري من إشارات تحدد الوجهة الحكومية المقبلة، فإن خلو تلك الكلمة من أي إشارات الى الاستحقاق الحكومي بدا وكأن هذا الملف ليس الا تفصيلا أمام عنوانين رئيسيين يشغلان زعيم "المستقبل" وهما الحرب السورية والفتنة السنية - الشيعية. ماذا حصل في ساعات الليل الطويل لتنتهي الآمال بإحباط مقيت؟ منذ ليل الاربعاء - الخميس، تكثفت حركة الاتصالات على خلفية التفاهم الذي انتهى اليه التواصل العوني - الحريري: قبول عون بإسناد الخارجية إلى الوزير جبران باسيل والطاقة إلى وزير من الطاشناق إضافة إلى وزارتي التربية والعمل ( مردة) مقابل عدم ممانعة عون في إسناد الداخلية إلى ريفي. زار رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة المصيطبة مساء الاربعاء وتناول العشاء الى مائدة سلام قبل أن يتوجه الاخير إلى بعبدا للقاء سليمان. وتكرر السيناريو ليلة الخميس حيث اجتمع سلام إلى السنيورة لأكثر من ساعتين قبل أن يتوجه الاخير مجددا إلى بعبدا حاملا الصيغة النهائية الى رئيس الجمهورية. وضع الرئيسان اللمسات الاخيرة بعد التعديلات التي طرأت بفعل تسلم باسيل الخارجية ( بعدما كانت الدفاع معقودة للوزير السابق خليل الهراوي من الحصة المارونية للرئيس). بقي إسم وزير الداخلية عالقا، فيما كان الكلام الليلي بين سليمان وسلام على جمال الجراح، من دون إسقاط خيار ريفي. غادر سلام بعبدا من دون أن يطمئن سليمان إلى التشكيلة. مع ساعات الصباح الاولى، تلقى سلام اتصالا تردد انه من مدير مكتب الرئيس الحريري السيد نادر الحريري أو السيد أحمد الحريري أبلغ اليه قرار "المستقبل" التمسك بريفي للداخلية. في المعلومات، أن كل التنازلات التي قدمها "المستقبل" لعون كانت من أجل الحصول على موافقة على ريفي. وقد برز الاسم بعد استحصال "المستقبل" على قبول عون بالمداورة وتسليم الطاقة الى غير باسيل. لكن سلام كان سبق أن تعهد لفريق الثامن من آذار أن لا أسماء استفزازية في الحقائب الامنية ولا سيما منها الداخلية. وعندما أعيد طرح إسم ريفي عدَل "حزب الله" عن موقفه. الثامنة صباحاً، تلقى سلام اتصالا من المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل مستوضحاً صحة المعلومة في شأن ريفي. وعندما أكد الرئيس المكلف ذلك، ابلغ إليه رفض الحزب مستندا على تعهد سلام بعدم وجود أسماء استفزازية، وأقفل الخط. بادر سلام الى الاتصال برئيس المجلس نبيه بري طالباً اليه التدخل لإقناع الحزب بوجوب القبول بريفي على قاعدة عدم التدخل في أسماء وزراء "المستقبل" كما هو حاصل بالنسبة الى وزيري الحزب اللذين لم تعرف أسماؤهما بعد ( ويمكن أن يكونا استفزازيين للفريق "المستقبلي"!).بعد استمهال من بري، أعاد الاتصال بسلام ليبلغ اليه ثبات الحزب على موقفه، كاشفا عن استعداده للقيام بمبادرة تقضي بإسناد حقيبة أخرى إلى ريفي غير الداخلية. لكن سلام كان حاسماً في جوابه بأن لا تراجع عن موقف "المستقبل" ما لم يأته خلاف ذلك. عند هذا الحد توقفت المحركات ولا يتوقع ان تعود الى الدوران أقله ليس قبل عودة بري من سفره. إذا صح أن 8 آذار لا تريد حكومة، بما أن لديها حكومتها، فماذا عن 14 آذار، وماذا عن الرئيس المكلف؟ طارت الحكومة وعادت الانوار إلى السرايا وعاد ميقاتي الى تصريف الاعمال منها. ولكن إلى متى؟

 

تسمية وزير الداخلية تعطل إعلان حكومة لبنان

بيروت – محمد دغمش/العربية/أرجـأ الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، تمام سلام، توجهه إلى القصر الجمهوري للقاء رئيس الجمهورية، اليوم الجمعة،، وتسليمه التشكيلة الحكومية النهائية، وذلك بسبب إشكالات برزت في الساعات الأخيرة. وأكدت معلومات لـ"العربية" تمسك تيار "المستقبل" باللواء أشرف ريفي لوزارة الداخلية الأمر الذي جعل قوى "8 آذار" تتخذ موقفاً موحداً برفض المشاركة في حكومة يسند فيها منصب الداخلية لريفي، علماً أنها لم تبدِ ممانعتها لتوزير الأخير ولكن لغير حقيبة الداخلية. كما تردد أن عراقيل من نوع آخر برزت، اليوم الجمعة، وتمثلت في محاولة تعديل بعض أسماء الوزراء السنة وحقائبهم. ويسعى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لتذليل العقبات ومحاولة إصدار مراسيم الحكومة خلال 24 ساعة، بسبب ارتباط رئيس مجلس النواب نبيه بري بمواعيد رسمية في الكويت الأحد المقبل. وفي وقت سابق، بدا أن الطبخة الحكومية باتت جاهزة في لبنان، بعد أن تم الاتفاق على صيغة توافقية بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، ورئيس كتلة المستقبل، سعد الحريري. وحسب معلومات، يبدو أن الاتفاق قضى بتولي كتلة ميشال عون حقائب وزارة الخارجية، والتربية، والعمل، والطاقة، على أن يتولى حزب الطاشناق الأرمني والحليف لميشال عون، حقيبة الطاقة، متمثلاً بالوزير ارتور نازاريان، علماً أن الوزير جبران باسيل قد يتولى وزارة الخارجية. أما بالنسبة لبقية الحقائب، فيبدو أن حقيبة الداخلية ستكون من حصة تيار المستقبل، وقد يتولاها الوزير السابق سمير الجسر أو النائب جمال الجراح. أما وزارة الدفاع فستكون من حصة رئيس الجمهورية، والمالية لحركة أمل، التابعة لرئيس البرلمان اللبناني وحليف حزب الله نبيه بري. يذكر أن عقدة المداورة في تولي الحقائب الوزارية بين الكتل السياسية، كانت قد أخرت التشكيلة الحكومية، بعد أن اعترض ميشال عون، الحليف المسيحي الأبرز لحزب الله على المسألة، يضاف إليها التعقيدات السياسية الخلافية في لبنان، وانعكاس الصراع السوري على المشهد السياسي في البلد، فضلاً عن تورط حزب الله في الأزمة السورية، واعتراض تيار المستقبل بقيادة الحريري على ذلك، ومطالباته في البداية بحكومة دون حزب الله. وكان الرئيس سلام عين في مايو الماضي بأغلبية أصوات البرلمان اللبناني، من أجل تشكيل حكومة جديدة تحل مكان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي أعلنت استقالتها، إثر خلافات حادة بين مكوناتها.

 

حكومة اليوم.. بالاسماء

اجمعت كل الاجواء والمعلومات الصحافية المتداولة على ان حكومة تمام سلام ستولد قبل الظهر بعد مخاض عسير استمر قرابة احد عشر شهرا في حال ذُللت آخر العقبات والمتمثلة بحقائب الدفاع والداخلية والاشغال، بعد تخلي العماد ميشال عون عن الطاقة لحليفه الطشناق وموافقته على ان تكون الخارجية لجبران باسيل.

ونقلت صحيفة السفير عن مصادر رئاسية ان الثانية عشرة ظهرا موعد حاسم على صعيد التأليف، فإما حكومة متوافق عليها، وإما حكومة أمر واقع سياسية وليتحمّل كل طرف مسؤوليته بعد ذلك. ولم تذهب مصادر مواكبة لحركة المشاورات بعيداً في التفاؤل، معتبرة ان الشيطان يكمن في التفاصيل، والخشية أن يظهر ما يمنع اعلان الحكومة في آخر لحظة.

وعلمت “الحياة” أن “اتفاقاً حصل على أن يتولى الطاقة وزير من حزب “الطاشناق” (أرتور نازريان) الحليف لعون في إطار “تكتل التغيير والإصلاح” النيابي، وأن تسند وزارتا الأشغال والتربية لوزيرين يسميهما، إضافة الى وزارة الخارجية كحقيبة سيادية، للوزير باسيل.

وسادت أجواء أمس بأن الحكومة قد تعلن ليلاً قبل أن يغادر رئيس البرلمان نبيه بري لبنان الى الكويت في إطار جولة له تشمل طهران وألبانيا، إلا أن مصادر معنية قالت لـ”الحياة” إن “الإعلان تأجل الى اليوم على الأرجح، من أجل إيجاد مخرج لحقيبة الدفاع، إذ ان إسناد الخارجية لماروني (باسيل) يحول دون إسناد الدفاع الى وزير من الطائفة نفسها لأن الحقائب السيادية الأربع تتوزع على السنة (الداخلية) الشيعة (المالية) والموارنة الذين كانت ستسند إليهم في التشكيلة السابقة حقيبة الدفاع (خليل الهراوي المحسوب على حصة الرئيس سليمان) فضلاً عن أن الخارجية كانت ستسند الى أرثوذكسي”.

وتردد أن “المخرج للتبديل الذي حصل قضى بإسناد الدفاع الى أرثوذكسي هو على الأرجح نائب رئيس الحكومة سمير مقبل المحسوب على رئيس الجمهورية، وهو استثناء لقاعدة المداورة إذ ان هذه الحقيبة كانت في الحكومة المستقيلة في حوزة الأرثوذكسي فايز غصن، وأن الضرورة تفرض استثناء القاعدة.

ورجحت مصادر مقربة من الرئيسين سليمان وسلام أن تعلن الحكومة اليوم إذا لم يحصل أي عائق جديد، قبيل سفر الرئيس بري، الذي نسب إليه زواره حذره فنقلوا عنه: “لا تقول فول تيصير بالمكيول”.

وذكرت قناة المستقبل انه بقيت خطوط التواصل مفتوحة حتى ساعة متأخرة من ليل أمس بين المعنيين على كلّ المستويات لتذليل ما تبقّى من عقبات، بما يؤدي الى إصدار مراسيم تأليف الحكومة اليوم، أو غداً على أبعد تقدير.

وآخر ما رشح عن التشكيلة الوزارية بحسب مصادر المستقبل التي ستتكوّن من 24 وزيراً، كان الآتي:

- عن الموارنة (5 وزراء): جبران باسيل (خارجية) بطرس حرب (إتصالات) سجعان قزي (إعلام) روني عريجي (عمل أو زراعة)، وخليل الهراوي.

عن الشيعة (5 وزراء): علي حسن خليل (مالية) غازي زعيتر (أشغال ونقل) محمد فنيش (شؤون اجتماعية) حسين الحاج حسن (صناعة أو عمل) وعبد المطلب حناوي.

ـ عن السنّة (5 وزراء): تمّام سلام، محمد المشنوق (ثقافة) سمير الجسر (دفاع أو داخلية) داني قباني، جمال الجراح أو زياد القادري (الزراعة أو الشباب والرياضة).

ـ عن الروم الأرثوذكس (3 وزراء): سمير مقبل (نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية) رمزي جريج (عدل)، غابي ليون (التربية).

- عن الدروز (وزيران): وائل ابو فاعور (الصحة) رامي الريّس أو أكرم شهيّب (البيئة).

ـ عن الكاثوليك: ميشال فرعون (سياحة) آلان حكيم (إقتصاد).

ـ عن الأرمن: ارتور نظريان (الطاقة).

ـ عن الاقليات: نبيل دو فريج.

وبحسب صحيفة الاخبار فان التشكيلة الوزاريةالتي لا تزال عرضة للتغيير ورست على التالي:

تكتل عون: الخارجية جبران باسيل، الطاقة، التربية، والعمل روني عريجي عن المردة

الكتائب: الإعلام (سجعان القزي)، البيئة (ألان حكيم) العدل (رمزي جريج الذي يصر تيار المستقبل على أنه ليس كتائبياً بل ينتمي إلى فريق 14 آذار)

حركة امل: المالية والأشغال

وليد جنبلاط: الصحة والزراعة

بطرس حرب: الاتصالات

تيار المستقبل: الداخلية، الشؤون الاجتماعية، الاقتصاد (للأقليات: باسم الشاب أو نبيل دو فريج)، والتنمية الإدارية

رئيس الجمهورية: الدفاع والمهجرين

تمام سلام: السياحة والثقافة.

 

العميد وهبي قاطيشا: “القوات” تنطلق من مبادئ ثابتة وهي الطرف الوحيد الذي يتكلم بوضوح وصراحة

أخبار اليوم/أوضح مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد وهبي قاطيشا ان “القوات” لم تُستبعد بل أبعدت نفسها عن ملف تشكيل الحكومة، لذلك القول انه لم يتم الأخذ برأيها كلام ليس صحيحاً، لأن “القوات” اختارت بنفسها ألا تشارك في هذه الحكومة. وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، شدّد على ان “القوات” تلتقي مع تيار “المستقبل” على بناء الدولة والمؤسسات وسحب السلاح من “حزب الله”… وبالتالي نحن و”المستقبل” نتفق على الأهداف، ولكن قد يختلف أسلوب العمل ويأتي في هذا الإطار قرار المشاركة في الحكومة او عدمه. وعما إذا كانت المفاوضات الجارية حالياً بين تيار “المستقبل” والتيار “الوطني الحر”، ستؤثر على العلاقة بين “القوات” و”المستقبل”، نفى قاطيشا هذا الأمر، موضحاً ان التيار “الوطني الحر”ما زال في موقعه الأساسي لجهة حماية السلاح وتدخل “حزب الله” بالمعارك في سوريا، مؤكداً ان لا خلاف بين “القوات” و”المستقبل”.

وسئل: طالما هذا الخلاف موجود، فلماذا توجه “المستقبل” الى المفاوضات مع التيار “الوطني الحر” وقبل ذلك قبل المشاركة بالحكومة مع “حزب الله”، أجاب قاطيشا: المفاوضات بين “المستقبل” و”الوطني الحر” تقتصر على ملف تشكيل الحكومة حيث “المستقبل” يعتبر ان تشكيل الحكومة ضرورة في هذه المرحلة. ورداً على سؤال، رأى قاطيشا ان التيار “الوطني الحر” وكأنه يخجل من المفاوضات التي يجريها مع “المستقبل”، ويسعى الى إخفاء الأمر، ولم يعلن أبداً أنه حصل لقاءات مع الرئيس سعد الحريري أو مع سواه، معتبراً ان سكوت “المستقبل” يأتي بطلب من “الوطني الحر” الذي يخاف حليفه “حزب الله”. وأكد أن “القوات” تنطلق من مبادئ ثابتة وهي الطرف الوحيد الذي يتكلم بوضوح وصراحة، في حين ان الآخرين يجرون المفاوضات تحت الطاولة او فوقها ومن هنا او هناك وهذا دليل خوف عندهم، في حين نحن لا نخاف من أحد.

 

مصادر في تيار 'المستقبل”: ريفي يملك الكثير من الملفات وسيحركها وهذا ما يخشاه 'حزب الله”    

اكدت مصادر في تيار 'المستقبل” لوكالة 'أخبار اليوم”، انه كما كان رفض التمديد للواء ريفي في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي السبب الذي أدى الى سقوط حكومة ميقاتي، فإن حكومة سلام لن تتشكّل دون ريفي في وزارة الداخلية. وإذ أكدت ان سلام وسليمان وبري والعماد ميشال عون كانوا قد وافقوا على تولّي ريفي وزارة الداخلية، إلا أنه عندما عُرض الأمر على 'حزب الله” رفض فتضامن الحلفاء، قالت المصادر: 'حزب الله” يخشى من وجود ريفي في الوزارة، أولاً نظراً لخبرته الواسعة في هذه الوزارة بعدما تولى لسنوات قيادة الأمن الداخلي، وما يعرفه من خفايا وخبايا حول الكثير من الملفات، حيث إذا ما تثنى له ان يكون وزيراً للداخلية فسيبدأ بالعمل عليها، الأمر الذي لم يكن متاحاً أمامه عندما كان في مديرية الأمن العام. وأضافت: أكبر دليل على ما يملك ريفي من معطيات حول ملف المخطوف جوزف صادر، حيث طلب سليمان اليوم من النيابة العامة التمييزية اعتبار كلامه إخباراً.

ورداً على سؤال، أشارت المصادر الى أن فريق 14 آذار لم يعترض على أي اسم اقترحه فريق 8 آذار للمشاركة في الحكومة أكنا نعتبره استفزازياً أم لا. وبالتالي لا يحقّ لأحد أن يعترض على ما نقترحه من أسماء.

واضافت: كان قد حصل إتفاق ليل الخميس-الجمعة ، ولكن 'حزب الله” حين شعر ان العِقد تحلحلت وباتت ولادة الحكومة وشيكة اختلق مشكلة جديدة، وهذا انطلاقاً من رغبة منه لإبقاء حكومة الرئيس ميقاتي الذي يسيطر عليها بالكمال، كما يسعى الى أن يمتد الفراغ الى رئاسة الجمهورية. على صعيد آخر، استغربت مصادر متابعة عدم توجه سلام الى القصر الجمهوري، لأن الإعتراض لم يشمل سوى إسم واحد، خصوصاً وان التشكيلة تحترم الميثاقية، ومَن يعترض عليه فيعلن ذلك ولتفضح الأمور، وهذا ما يؤكد أن لا نية لتشكيل الحكومة مهما كانت الصيغة أو الأسماء المقترحة. وأسفت المصادر الى العودة دائماً الى نقطة الصفر بسبب اسم او حقيبة في حين البلد يرزح تحت الكثير من الأزمات المستفحلة والإستحقاقات الداهمة.

 

 خادم الحرمين يلتقي ولي العهد وسعد الحريري

الرياض - العربية.نت/استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ورضة خريم، اليوم الجمعة، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز. كما استقبل الملك عبدالله، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، ورئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، إضافة إلى عدد من الأمراء والمسؤولين.

 

النائب فادي كرم: اذا لم يتّفقوا بعد على توزيع الحقائب كيف سيتّفقون على البيان الوزاري وادارة البلد؟

اختلفوا على توزيع الحقائب فكيف سيكون سيناريو المفاوضات على البيان الوزاري اذا ما حصلت “اعجوبة” وخرج الدخان الابيض من بعبدا بولادة الحكومة السلامية؟. عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب فادي كرم اعتبر انهم “اخطأوا في الخيارات والشعب اللبناني يدفع الثمن”، لافتاً الى ان “من يطبخ هكذا حكومة استهلك الوقت كثيراً من دون جدوى، فالمشاكل اكبر من إمكانية الجمع”. وقال لـ”المركزية” “نحن نعتبر ان هذه الحكومة ليست جامعة بل حكومة تدوير زوايا، وما وصلت اليه الامور بالنسبة للتأليف كنّا نتوقّعها منذ البداية. هذا تضييع للوقت امام اللبنانيين ومصالحهم، كنّا نتمنى السير بحكومة حيادية توفّر على الشعب هذا الوقت وتسيّر مصالحه واعماله. عندما نريد جمع اطراف غير متّفقين على شيء هكذا ستكون النتيجة. للاسف هذه قلّة جدّية في التعاطي مع الامور”. وسأل “على اي اساس ستعمل الحكومة حتى لو اتّفقوا على تشكيلها؟، اذا لم يتّفقوا بعد على توزيع الحقائب كيف سيتّفقون على البيان الوزاري وعلى ادارة البلد”، مشيراً الى ان “العراقيل كثيرة امام التشكيل، الطباخون وقعوا في العراقيل الصغيرة قبل مناقشة الكبيرة”. وعن التواصل بين “التيار الوطني الحرّ” و”تيار المستقبل”، ختم كرم “التواصل بين الافرقاء اللبنانيين امر جيّد وايجابي اذا كان على اسس سليمة وللبننة كل الطروحات، اي ان تكون مسألة تقوية مؤسسات الدولة والسيادة اللبنانية هي الهمّ الاساسي لاي تواصل”، موضحاً ان “اي تفاهم يحصل على اساس “اعلان بعبدا” ومذكرة بكركي الوطنية اهلاً وسهلاً به”.

 

التشـكيل الـى المربـع الاول وعقـدة "الداخلية" واجهـة للعرقلـة

حزب الله احتفظ بأسماء وزرائه للاطلاع على "المسودة" ورفض ريفي

معلومـات غربيــة: لا حكومـة قبـل بلـورة المشـهد الاقليمـي

المركزية- على ذمة الظاهر من المعطيات حول الازمة الحكومية، فان تعثر الولادة التي كانت متوقعة قبل ظهر اليوم سببه اعتراض حزب الله على مرشح قوى 14 اذار لحقيبة الداخلية اللواء اشرف ريفي في ربع الساعة الاخير بعدما كانت مختلف القوى السياسية اعطت ليل امس الضوء الاخضر للتشكيل على صيغة كاملة متكاملة في ضوء الاتفاق بين التيار الوطني الحر والمستقبل.

اما على ذمة المستتر منها فالعقدة التي انبتها الحزب من ارض الخلافات السياسية الخصبة ليست سوى الوجه الظاهر لقرار اقليمي تلقاه الحزب بعدم تسهيل الحكومة وابتداع عقد من شأنها تحقيق الهدف وفق ما يرى نواب من قوى 14 اذار. وفي وقت كانت دوائر بعبدا تستعد لتسلم تشكيلة الرئيس تمام سلام وتم استدعاء الاعلاميين لتغطية الحدث الذي طال انتظاره كانت المصيطبة تتلقى اتصالا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ليبلغ فيه سلام عدم موافقة حزب الله على ريفي وضرورة العمل على حل عقدة الداخلية لانه لا يمكن السير بالاسم المطروح، تبعا لذلك ارجئت زيارة سلام لبعبدا وربما الغيت الى حين حل العقدة وتبديد التباينات.

ومع ان البعض راهن على وجوب حل الازمة الناشبة عن تمسك تيار المستقبل بريفي خلال ساعات، استنادا الى وجوب اعلان مراسيم الحكومة قبل سفر بري الى الكويت في اطار جولة تشمل عددا من الدول وتمتد على مدى اسبوع، فان اوساطا مواكبة للمشاورات الجارية على خط التشكيل استبعدت بروز ايجابيات تفرج عن الحكومة خلال اليومين المقبلين وربما ابعد من ذلك بكثير، فمصادر الرئيس بري نفت لـ"المركزية" ما تردد عن ارجاء موعد سفره واكدت انه سيغادر لبنان وفق الاجندة المحددة سابقا، بما يؤشر الى ان لا حكومة في المدى المنظور.

دعوة سليمان: وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع الرئيس سلام مسار المشاورات والمراحل التي بلغتها وشارفت على نهايتها، داعيا الى عدم تفويت الفرصة على الايجابيات التي تحققت والمناخات السائدة ومشددا على ان التوافق بين الافرقاء افضل من التشبث بالطروحات ويلغي مفاعيل الاستفزاز والتشنج ويفتح الباب واسعا لتجاوز مفهوم المحاصصة وتبادل الفيتوات وذلك من اجل مصلحة الوطن وامن المواطن.

تشدد المواقف: وابرزت المواقف الصادرة في اعقاب تبدد آمال التشكيل تشددا واضحا في المواقف بحيث اكد امين عام تيار المستقبل احمد الحريري عدم التراجع عن تسمية ريفي وقال اننا لن نقبل بغيره وزيرا للداخلية، فيما اجرى الرئيس فؤاد السنيورة اتصالا بالرئيس بري اكد خلاله الاخير رفض قوى 8 اذار لمرشح المستقبل لحقيبة الداحلية وتوقفت المساعي عند هذه النقطة. الا ان مصادر في قوى 8 اذار اكدت لـ"المركزية" ان حزب الله لم يطلع على التشكيلة التي وافق عليها الجميع باستثنائه وهو لدى ابلاغه بالاسماء المقترحة فوجئ باسم ريفي الذي شكل الفتيل الذي اشعل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ودفعه الى اعلان استقالتها. واشارت الى ان الحزب لم يعط اي من الاسماء التي يرشحها للحقائب الوزارية في انتظار معرفة الاسم المرشح للداخلية وسائر الاسماء والحقائب سائلا عن اسباب التمسك بريفي مع العلم المسبق بانه يشكل استفزازا لفريق 8 اذار بمجمله.

وردت اوساط في قوى 14 اذار على هذا الطرح بالتأكيد ان 8 اذار تتعاطى مع الملف الحكومي على قاعدة ان ما لي هو لي وما لك لي ولك، فقد اخذت كل شيء ولم تترك لنا شيئا حتى انها تريد مشاركتنا في حقائبنا واسماء مرشحينا، مذكرة بالتنازلات الكبيرة التي قدمتها 14 اذار من اجل تسهيل التشكيل، الا ان حزب الله كان يطل في كل مرة تبرز انفراجات ليتسبب بالعرقلة ان بالواسطة من خلال التلطي تحت عباءة شروط النائب ميشال عون او مباشرة كما فعل اليوم، وهو في طور البحث عن اسباب جديدة للتعطيل ما دام الضوء الاخضر الاقليمي لم يطلق بعد. وسألت الاوساط عن المبرر الذي تستند اليه قوى 8 اذار في فرض فيتو على اسماء مرشحينا في حين لا يحق لنا ابداء الرأي في اسماء مرشحيها، بما يؤكد ان الحزب غير راغب في تشكيل الحكومة.

وتوقعت مصادر سياسية مراقبة ان تستتبع العرقلة بمواقف تصعيدية تبدأ مع كلمة الرئيس سعد الحريري في الاحتفال المركزي في البيال في الذكرى التاسعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ثم بالخطاب المتلفز لامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بعد غد لمناسبة ذكرى القادة الشهداء.

لا حكومة: الى ذلك، جدد مصدر لبناني على صلة بدوائر القرار الغربية تأكيده لـ"المركزية" ان لا حكومة في لبنان في المدى المنظور او على الاقل خلال الشهر الجاري، مستندا الى ان الوفاق الدولي الذي وفر الغطاء لتشكيل الحكومة لم يقترن بقرار اقليمي من القوى المعنية، لا سيما تلك المؤثرة على المستوى اللبناني بتسهيل المهمة واوضح ان ملف لبنان ما زال مرتبطا بالملف السوري من خلال مشاركة قوى لبنانية مباشرة بالصراع والقتال في سوريا وان هذا الارتباط لا يمكن فكه الا في حال قررت الاطراف الاقليمية ذلك، باعتبار انها ما زالت تحتاج الى توظيف ورقة لبنان في مفاوضاتها الدولية.

وازاء هذا الواقع، ارتسمت في الافق جملة تساؤلات عن مستقبل المساعي على خط التشكيل وما اذا كان حلفاء حزب الله سيتضامنون معه اذا رفض دخول الحكومة كما تضامنوا مع عون ويتنصل الاخير من التزاماته واتفاقه مع المستقبل؟ وما هو موقف الرئيس بري الذي لم يتوانَ في اي لحظة عن تسهيل مهمة التشكيل، وهل ان الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام قد يقدمان على اعلان الحكومة متجاوزين عقدة حزب الله ام ان سليمان الحريص على تشكيل حكومة تحظى بثقة مختلف القوى سيفسح المجال مجددا امام المزيد من المشاورات والاتصالات قبل ان تدخل البلاد عتبة الاستحقاق الرئاسي؟ ام انه سيعلن موقفا يضع فيه الرأي العام اللبناني امام الحقائق في كل ما يتصل بتشكيل الحكومة؟

 

"فيتو" حزب الله على التشكيل لا على ريفي والمطلوب تناسل العقد حتى صدور امر العمليات الاقليمي

المركزية- كشفت مهزلة التلطي وراء العقد المصطنعة والمتناسلة لعرقلة تشكيل الحكومة، عن الوجه الحقيقي للأزمة وحددت المسؤوليات، اذ ان وقائع الساعات الاخيرة لم تعد تترك مجالا للشك في ان قرارا اقليميا واضحا صدر بفرملة التشكيل وابتداع عقد، الواحدة تلو الاخرى، في انتظار انقشاع الرؤية وصدور امر عمليات وحده حزب الله ربما يعرف توقيته. وأوضحت مصادر مطلعة في قوى "14 آذار" مواكبة لعملية التأليف أن "ليس ادل الى هذا الواقع مما برز على مستوى ابتداع الحزب في اللحظة الاخيرة عقدة طارئة تمثلت برفض تسمية اللواء المتقاعد اشرف ريفي لحقيبة "الداخلية" بعدما منحت كل الاطراف المعنية بعملية التشكيل البركة السياسية للحكومة بالاسماء والحقائب في ضوء الاتفاق الذي تم بين العونيين و"تيار المستقبل" على ان تعلن قبل ظهر اليوم من قصر بعبدا متوجة مسار احد عشر شهرا من الاخذ والرد والمشاورات". وتقول مصادر 14 اذار ان مناورات الحزب لم تعد خافية على احد، فبعدما انتفت عقبة حقيبة الطاقة التي تلطى خلفها الحزب وشكلت ستارا واقيا من التشكيل، لم يعد امامه سوى فرض "فيتو" على اسماء وزراء الفريق الذي قدم كل التنازلات الكفيلة بتأليف الحكومة من اجل المصلحة الوطنية، ونجح بذلك في فرض عرقلة اضافية يعرف تماما الى اين يمكن ان تؤدي.

وتعتبر المصادر ان ما يسوقه حزب الله لتبرير عقدته المستجدة باعتبار اللواء اشرف ريفي استفزازيا، لا يرقى الى الحقيقة بصلة، ذلك ان الحزب كان على يقين ان تيار "المستقبل" سيسمي ريفي منذ بداية البحث في اسناد الحقيبة الى فريق 14 اذار فلماذا التزم الصمت المطبق ليفجر قنبلته السياسية في اللحظة الاخيرة؟ واضافت ان "المستقبل" ليس في وارد التنازل عن اللواء ريفي لجملة اعتبارات يأتي في مقدمها ان الرجل يشكل عنصر اطمئنان لفريق سياسي مستهدف بالاغتيالات منذ اكثر من تسع سنوات، وقادر بما يملك من خبرات في المجال الامني ان يدير "الداخلية" باتقان انطلاقا من معرفته الكبيرة بالواقع الامني الداخلي وتعقيداته، علما ان اللواء ريفي حاول منذ توليه منصب مدير عام قوى الامن الداخلي اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري نسج شبكة علاقات مع الحزب وفتح قنوات اتصال لتأمين التواصل بين الحزب وتيار المستقبل والتعاون بالقدر المتاح من اجل تقدم التحقيقات في اغتيال الحريري، على رغم الظروف المعقدة التي حكمت تلك المرحلة الزمنية، وتمكن من ابقاء الاتصالات مفتوحة بين الحزب وفرع المعلومات عبر مسؤول وحدة الارتباط الحاج وفيق صفا، وعقد اكثر من اجتماع مع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في حضور اللواء وسام الحسن تم خلالها وضع الحزب في نتائج التحقيق الاولية وتكررت اللقاءات والاجتماعات وكان ريفي يشكل في مرحلة معينة صلة الوصل الوحيدة بين الحزب وتيار المستقبل الى ان نشبت الازمة الشهيرة بين الجانبين اثر اغتيال الحسن.الا ان المصادر تؤكد ان ما بين الحزب والملف الحكومي ابعد بأشواط من اشرف ريفي او جمال الجراح او حتى سمير الجسر، وان المستقبل ولو سلمنا جدلا انه تراجع عن تسمية ريفي، فالعقدة التالية جاهزة والمطلوب تعليق التشكيل الى "ان يقضي الله امرا كان مفعولا".

 

وزير الدولة علي قانصو/ ريفي لا يصلح للداخلية وبحاجة لشخصية معتدلة ومرنة

المركزية- رغم الاجواء التفاؤلية التي طغت على الملف الحكومي في الساعات الماضية واجهت ولادة الحكومة، اليوم، تعثرا جديدا بعد رفض قوى الثامن من آذار تولي اللواء اشرف ريفي وزارة الداخلية والبلديات واعتباره شخصية استفزازية. وزير الدولة علي قانصو أوضح لـ"المركزية"، "ان تعثر ولادة الحكومة أتى بعد بروز عقدة وزارة الداخلية اثر طرح "تيار المستقبل" اسم اللواء اشرف ريفي لتولي هذه الحقيبة"، معتبرا "ان هذا الاسم استفزازي، وبالتالي، يجب إسناد هذه الحقيبة الى شخصية مرنة ومعتدلة والا تكون طرفا حادا. ونأمل ان يعيد "المستقبل" النظر في هذا الطرح واقتراح اسم آخر يتصف بالاعتدال والمرونة ليستطيع تولي هذه الحقيبة".

وتابع "يجب ان نأتي بشخصية على مسافة واحدة من القوى السياسية كافة كالوزير مروان شربل ليتمكن من إدارة هذه الحقيبة المهمة والسيادية بدقة"، مشيرا الى "ان المستقبل لم يطرح اسماء أخرى لتولي الداخلية ولم يأتِ على ذكر النائبين سمير الجسر وجمال الجراح، ولا نعترض على تولي اللواء ريفي حقيبة أخرى ومن حقّ "تيار المستقبل" تسمية وزرائه للحقائب الأخرى باستثناء الحقائب الأمنية التي يجب ان تسند الى شخصيات معتدلة وتتمتع بالحكمة في إدارتها". وردا على سؤال عن وجود أسماء استفزازية لدى قوى 8 آذار ايضا، اجاب قانصو "نحن نتحدث عن وزارة أمنية في لحظة سياسية استثنائية، والأمن فيها من أولويات الحكومة العتيدة، لذلك المقارنة لا تجوز بين الحقائب الأمنية وغيرها"، لافتا الى "ان هناك فرقا كبيرا بين اسم الوزير جبران باسيل والاسماء التي اقترحها المستقبل". وحول إرجاء زيارة الرئيس نبيه بري الى الخارج، قال "لا نعلم مدى صحة هذه المعلومة، وفي حال كان الامر صحيحا فهناك إمكانية لولادة الحكومة في الساعات المقبلة".

 

"طباخو "التشكيل" وقعوا في عراقيل صغيرة قبل مناقشة الكبرى"/كرم: اخطأوا في الخيارات واللبناني يدفع الثمن

المركزية- اختلفوا على توزيع الحقائب فكيف سيكون سيناريو المفاوضات على البيان الوزاري اذا ما حصلت "اعجوبة" وخرج الدخان الابيض من بعبدا بولادة الحكومة السلامية؟. عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم اعتبر انهم "اخطأوا في الخيارات والشعب اللبناني يدفع الثمن"، لافتاً الى ان "من يطبخ هكذا حكومة استهلك الوقت كثيراً من دون جدوى، فالمشاكل اكبر من إمكانية الجمع". وقال لـ"المركزية" "نحن نعتبر ان هذه الحكومة ليست جامعة بل حكومة تدوير زوايا، وما وصلت اليه الامور بالنسبة للتأليف كنّا نتوقّعها منذ البداية. هذا تضييع للوقت امام اللبنانيين ومصالحهم، كنّا نتمنى السير بحكومة حيادية توفّر على الشعب هذا الوقت وتسيّر مصالحه واعماله. عندما نريد جمع اطراف غير متّفقين على شيء هكذا ستكون النتيجة. للاسف هذه قلّة جدّية في التعاطي مع الامور". وسأل "على اي اساس ستعمل الحكومة حتى لو اتّفقوا على تشكيلها؟، اذا لم يتّفقوا بعد على توزيع الحقائب كيف سيتّفقون على البيان الوزاري وعلى ادارة البلد"، مشيراً الى ان "العراقيل كثيرة امام التشكيل، الطباخون وقعوا في العراقيل الصغيرة قبل مناقشة الكبيرة". وعن التواصل بين "التيار الوطني الحرّ" و"تيار المستقبل"، ختم كرم "التواصل بين الافرقاء اللبنانيين امر جيّد وايجابي اذا كان على اسس سليمة وللبننة كل الطروحات، اي ان تكون مسألة تقوية مؤسسات الدولة والسيادة اللبنانية هي الهمّ الاساسي لاي تواصل"، موضحاً ان "اي تفاهم يحصل على اساس "اعلان بعبدا" ومذكرة بكركي الوطنية اهلاً وسهلاً به".

 

الجميّل وابو نادر ماضيان في الترشح لرئاسة جمعية الصناعيين برغم المسـاعي التوافقية

المركزية- يسعى أركان جمعية الصناعيين إلى تجنيب الجمعية أي معركة في انتخابات مجلس الادارة المتوقعة في نيسان المقبل والإتجاه نحو التوافق كما حصل في انتخابات غرفة بيروت وجبل لبنان الأخيرة، في ظل وجود منافسيْن جديديْن على رئاسة الجمعية هما نقيب أصحاب الصناعات الورقية الشيخ فادي الجميّل وعضو مجلس الإدارة الحالي رامز بو نادر اللذين يصرّان على المنافسة الديموقراطية بين زملاء الأمس في سبيل خدمة الجمعية. ويقود الرئيس السابق للجمعية عميد الصناعيين جاك صراف الإتجاه التوافقي لانتخابات الجمعية، باعتبار أن الظروف غير مهيّأة لأي معركة، إضافة الى ان الجميّل وبو نادر يعملان معاً في سبيل الصناعة وهما من تجمّع صناعيي المتن الشمالي، برغم إصرار الجانبين على متابعة المعركة حتى النهاية. وكان الجميّل انطلق في ترشحه من تأييد نقابة اصحاب الصناعات الورقية وتجمّع صناعيي المتن الشمالي ومن الوعد الذي قطعه له رئيس الجمعية الحالي نعمة افرام بتأييده له في هذه الدورة، بعدما انسحب له الجميل في الدورة السابقة. وأفادت مصادر متابعة "المركزية" أن افرام لن يترشح للدورة المقبلة، برغم كتمانه ذلك وعدم إعلانه تأييد الجميّل لرئاسة الجمعية. ومن المتوقع ان تتبلور الصورة الإنتخابية مع دعوة الجميّل الإعلاميين وأعضاء جمعية الصناعيين إلى حفل غداء يقيمه ظهر الاثنين في مطعم "لو مايون"– الاشرفية لإعلان ترشحه لرئاسة الجمعية، وفي ضوء المواقف التي سيطلقها الجميّل في المناسبة، يحدّد المرشح الآخر بو نادر الإتجاه الذي سيسلكه، باعتبار أنه لم يطلق حملته الإنتخابية بعد، برغم تواصله الدائم مع النقابات الصناعية التي تدعمه.

وقال بو نادر لـ"المركزية": إن هدف ترشّحه ليس لمنافسة الجميّل بل لتطبيق مشروع من أبرز بنوده الاساسية: استعادة حقوق جمعية الصناعيين المسلوبة ومنها معهد البحوث الصناعية، السعي الى تشريعات تفيد الصناعة، والعمل مع الصناعيين على حل مشكلاتهم الفردية. وأضاف: اجتمعت بالشيخ فادي الجميل منذ يومين، وطلبت منه إمكان سحب وزير الصناعة فريج صابونجيان قراره المتعلق بمعهد البحوث الصناعية، لذلك أنا مستمر في ترشيحي من أجل تحقيق الاهداف المذكورة.

 

خاتشريان لـ”السياسة”: وافقنا على تسلم “الطاقة” لإنهاء الأزمة

بيروت – “السياسة”: أكد الأمين العام لـ”حزب الطاشناق” هاغوب خاتشريان لـ”السياسة”, أن الحزب وافق من حيث المبدأ على تسلم حقيبة الطاقة, باعتباره جزءاً من تكتل “التغيير والإصلاح” “وذلك بعد التشاور مع حلفائنا, وعلى هذا الأساس تمت الموافقة من قبلنا ولقد أبلغنا الجهات المعنية تشكيل الحكومة بذلك, على أمل أن يفضي هذا الحل بتذليل كل العقد وتشكيل الحكومة في وقت قريب”. واضاف إنه لا يعتقد أن هناك مجالاً للخلاف بين “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل” حول وزارة الأشغال, لأن الطرفين متفهمان للوضع الصعب الذي يمر به لبنان, على أمل أن تحل عقدة وزارة الداخلية, لافتاً إلى أنه من انتظر عشرة أشهر, بإمكانه الانتظار يوماً أو يومين إضافيين.

 

قطب مسيحي: هل يقبل الراعي أن تشرف الحكومة المستقيلة على الاستحقاق الرئاسي؟

بيروت – “السياسة”: عبر قطب نيابي مسيحي بارز لـ”السياسة”, عن استغرابه سياسة الكيل بمكيالين التي يعتمدها البطريرك بشارة الراعي, متسائلاً عن الأسباب التي دفعت ـ”سيد بكركي”, لاعتماد سياسة مثلثة الزوايا في علاقاته مع كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع, في وقت لا يخفى على أحد, محاولة الراعي إيجاد توازن قد يكون صعباً في هذه الظروف في علاقاته مع هذه القيادات, الأمر الذي ظهر بوضوح من خلال البرودة القائمة حالياً على خط العلاقة بين البطريركية المارونية وقصر بعبدا, في وقت يبدو أن البطريرك يريد نسج علاقة خاصة مع القادة الموارنة كل على طريقته, ومن هنا يمكن فهم مغازلته لرئيسي “التيار الوطني الحر” ميشال عون و”تيار المردة” سليمان فرنجية, كونهما مقربين من القيادات السورية ومن “حزب الله”.

أما بالنسبة لعلاقة الراعي مع جعجع فهي مختلفة تماماً ومرت بمطبات صعوداً ونزولاً, خاصة أن جعجع يعد من أكثر الداعمين لسلفه البطريرك نصر الله صفير. وفي أحد مهرجانات “القوات اللبنانية” تعمد جعجع أن يوجه التحية للبطريرك صفير ولم يأت على ذكر الراعي, ما يعني أن العلاقة بين الرجلين لم تكن على ما يرام. لكن ما يستغربه القطب المسيحي, كيف أن الراعي يستطيع جمع كل هذه التناقضات في شخصية واحدة, فهو مع سليمان لأنه حام للدستور ومع عون وفرنجية بالرغم من تحالفهما مع “حزب الله” وسورية, وكذلك الأمر مع جعجع في استنكافه عن المشاركة في الحكومة. وقال: “لو سلمنا جدلاً بما قاله الراعي في مطار بيروت أثناء مغادرته إلى روما عن الحكومة, فهذا يعني أنه انضم إلى الفريق الرافض تشكيل الحكومة, ولو أن لكل فريق أسبابه, فهل يجوز أن يصدر عن البطريرك الماروني موقف يوحي وكأنه غير مؤيد لاستعمال رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تمام سلام صلاحياتهما الدستورية بتشكيل حكومة وليستقل منها من يستقيل؟” وسأل القطب المسيحي: “ماذا سيفعل الراعي وماذا سيكون موقفه, لو أن سليمان أخذ بنصيحته ولم يشكل الحكومة خشية عدم حصولها على الثقة في المجلس؟ وهل يقبل بأن تستمر الحكومة المستقيلة بالإشراف على الاستحقاق الرئاسي؟ في حين أن الوقائع تدل على أن تراجع “حزب الله” عن الحكومة الجامعة, مرده إلى عودة الحزب لمشروعه القديم – الجديد وهو الوصول إلى الفراغ وإعادة طرح المؤتمر التأسيسي لترسيخ المثالثة, بدلاً من المناصفة القائمة التي لم يعد يرى “حزب الله”أنها تلبي طموحاته”. وانطلاقاً من ذلك, حمل القطب المسيحي البطريرك الراعي وجعجع وعون مسؤولية عدم تشكيل الحكومة والإطاحة بالاستحقاق الرئاسي, معتبراً أن كل ما يجري على الساحة يؤدي أفضل خدمة لـ”حزب الله”.

 

مصدر في القوات لـ”الجمهورية”: نصرّ على اعلان بعبدا قبل البحث في الحكومة أو المشاركة فيها

قال مصدر رفيع في “القوات اللبنانية” لـ”الجمهورية”: “إننا ضدّ هذه الحكومة وضد تأليفها، ولن نشارك فيها، ونحترم إرادة بعض أفرقاء “14 آذار”، نختلف معهم ونصرّ على اعلان “حزب الله”، قائد قوى “8 آذار” ومحرّكها الحقيقي، نيّاتٍ حول “اعلان بعبدا” قبل البحث في الحكومة والمشاركة فيها، تماماً كما كان يحصل في السابق، لأن تأليف الحكومة يأتي بعد اعلان النيّات، ويليهما البيان الوزاري”. وأضاف: “صحيح انّ البيان الوزاري بحسب الدستور يأتي بعد التأليف لكنّ اعلان النيّات ضروري وملزم في البداية، كما كانوا يصرّون سابقاً على “جيش وشعب ومقاومة” قبل التأليف، لذلك نحن نصرّ على “اعلان بعبدا” لتحييد لبنان عمليّاً عمّا يحدث في سوريا”. وسأل المصدر أخيراً: “هل يعلم اللبنانيون أنّ آلاف المقاتلين في “حزب الله” يشاركون اليوم في الحرب في جبال القلمون في سوريا”؟

 

اصابة جندي نتيجة القاء قنبلة على نقطة للجيش في طرابلس

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس عبد الكريم فياض، ان مجهولين ألقوا قنبلة على نقطة للجيش في محلة الغرباء في طرابلس، ما أدى إلى إصابة جندي في رجله. ودارت اشتباكات بين عناصر النقطة والمسلحين الذين ما لبثوا أن فرواالى أماكن مجهولة. كما سجل القاء قنبلة صوتية في طلعة العمري في طرابلس.

 

سليمان: التوافق بين الافرقاء افضل من التشبث بالطروحات

وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، على مدى اليومين المنصرمين واليوم، مسار المشاورات الجارية بهدف تشكيل حكومة جديدة والمراحل التي بلغتها وكادت ان تشارف على النهاية. واذ دعا سليمان الى "عدم تفويت الفرصة على الايجابيات التي تحققت والمناخات التي سادت"، فانه شدد على ان "التوافق بين الافرقاء هو افضل من التشبث بالطروحات، ويلغي تاليا مفاعيل الاستفزاز والتشنج، كما يفتح الباب واسعا لتجاوز مفهوم المحاصصة وتبادل الفيتوات وذلك من اجل مصلحة الوطن وامن المواطن".

 

لحام إلى الفاتيكان ويلتقي البابا فرنسيس غدا

وطنية - أعلن المكتب الإعلامي في بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك، في بيان، أن البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، يصل اليوم إلى الفاتيكان، ويقابل قبل ظهر غد السبت البابا فرنسيس، و"سيبحث مع دوائر الكرسي الرسولي، في قضية السلام في منطقة الشرق الأوسط، ومستقبل المسيحيين في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة".

 

أمين الجميل التقى رئيس المجلس القضاء الاعلى الايطالي: لتعزيز التعاون القضائي العابر للحدود

وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا رئيس مجلس القضاء الاعلى في ايطاليا القاضي ميكيللي فييتي برفقة السفير الايطالي جيوسيبي مورابيتو، وكانت مناسبة لبحث التعاون القضائي بين البلدين. كما سلم السفير الايطالي الرئيس الجميل رسالة جوابية من الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو. ودعاالجميل الى "تعزيز التعاون القضائي العابر للحدود بما يسمح بمحاصرة الارهاب والعنف"، مثنيا على "التعاون الثنائي مع ايطاليا في مجال العدالة نظرا للتجربة الايطالية الطويلة في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والفساد".

 

االنص الكامل لكلمة سعد الحريري في حفل 14 شباط

في ما يأتي كلمة الرئيس سعد الحريري في الاحتفال الذي أقامته قوى "14 آذار" لمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في مجمع "بيال" مساء اليوم:

أيها الإخوة والأخوات،الرفاق والأصدقاء في تيار المستقبل و14 آذار،وشركاء المسيرة المستمرة بإذن الله،أيها الأحبةفي كل مكان من لبنان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندما دخلت قبل شهر، الى قاعة المحكمة الدولية الخاصّة بلبنان، شعرت للمرة الاولى منذ تسع سنوات، ان دوي العدالة في لاهاي، كان أقوى من دوي الانفجار في ١٤ شباط ٢٠٠٥، وان ابتسامة رفيق الحريري، كانت أمضى من سلاح المجرمين والمتهمين، الذين قرّروا ان يدفنوا أنفسهم في أقبية الهروب. في لاهاي، عَطَّلت ثورة الأرز، مفعول ثلاثة أطنان من المواد المتفجرة، زرعت في قلب بيروت لاقتلاع أمل اللبنانيين بالحرية والسيادة والاستقلال، ووقَّعت دماء وسام عيد ووسام الحسن وكل الشهداء مُطالعة الانتصار على القتلة والمخططين والمحرضين والمتواطئين والمنفذين، وعلى كل من يشارك في إخفاء المتهمين.

في لاهاي انتصرت انتفاضة الاستقلال، وانتصرت إرادتكم، أنتم الذين زحفتم الى بيروت، مطالبين بتحقيق العدالة، حاملين العلم اللبناني وحده، لإنهاء نظام الهيمنة والوصاية، على إرادة الاغتيال السياسي في لبنان والوطن العربي. في لاهاي، أدركت وأدرك العالم، لماذا طالب اللبنانيون واللبنانيات بهذه المحكمة: متهمون خمسة باغتيال رفيق الحريري في حماية معلنة من حزب مسلَّح، ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تسأل عنهم مجرد سؤال. متهم بمحاولة اغتيال بطرس حرب، في حماية حزب مسلح، ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تصل إليه لتسجيل شهادته، مجرد شهادته. ومتهمون بتفجيري طرابلس، معروفون بالأسماء ومكان الإقامة، لا يمكن للدولة اللبنانية أن تصل إليهم، مجرد وصول. وبعد كل ذلك، يسألون لماذا طالب اللبنانيون بالمحكمة الدولية؟ أعادتنا لاهاي الى تفاصيل الجرح العميق. الى الوجع في لحظاته الاولى. نعم، لقد حركت لاهاي فينا أوجاع كل الاغتيالات، من رياض الصلح الى محمد شطح، لكنها لم تحرك فينا، وبحمد الله، أي شعور او رغبة بالثأر والانتقام.

لو أراد رفيق الحريري أو محمد شطح أو بيار الجميل أو وليد عيدو أو رينيه معوض أو المفتي حسن خالد، أو أي من عشرات الشهداء، أن يعلقوا على المحكمة التي أنشئت من أجل لبنان، هل كان يمكن أن يقولوا غير ذلك؟ هل يمكن أن نتصور أنهم سيطلبون الثأر، أو يدعون الى الرد على الاغتيالات السياسية باغتيالات سياسية مضادة، والى حمل السلاح في وجه حملة السلاح والخارجين على الإجماع الوطني؟ وأنتم رفاق وأحبة وجمهور رفيق الحريري، هل تقبلون أن تكونوا على غير الصورة التي أرادها الرئيس الشهيد لوطنه؟

أعلم أيها الأخوة والأخوات، أن فينا من يعتقد، ان هذه اللغة لا تلاقي العواطف المشحونة بمشاعر الظلم والقهر، وان هناك من يؤمن بأن الحديد لا يفلّه في النهاية الا الحديد، وان الطرف الآخر المتهم بجريمة اغتيال الرئيس الحريري وباقي الجرائم، والمسؤول عن تصدع الحياة الوطنية واستدراج البلاد الى الحروبِ الخارجية، هذا الطرف، بات بنظر البعض منكم، طرفاً لا تنفع معه لغة الحوار والجدل السياسي. ولكن، أيها الأخوة والأخوات، في لبنان الذي أراده رفيق الحريري وكل الشهداء، والذي نريده نحن جميعاً لأولادنا، الدولة وحدها هي من تضرب الحديد بالحديد. وإذا كان هناك فريق مسؤول عن تصدع الحياة الوطنية، فلا بد لنا أن نكون نحن مسؤولين عن الوحدة الوطنية. وإذا كان هذا الفريق مسؤولاً عن استدراج البلاد إلى حروب خارجية، فمسؤوليتنا تحييد لبنان. وإذا خالفوا الإجماع الوطني، فيكون علينا أن نزيد التزاماً بقواعد هذا الإجماع في اتفاق الطائف وإعلان بعبدا، وأضيف إليهما وثيقة بكركي الأخيرة، التي نرى فيها خارطة طريق لجميع اللبنانيين، للمسلمين مثل المسيحيين، نحو قيام الدولة، وحصرية السلطة في يد المؤسسات الشرعية.

أقول هذا، وأعرف مسبقاً ما قد أواجه من انتقادات. لكن أقول لكم أيضاً: تصوَّروا أن نخرق القانون، ونحمل السلاح ونضعف الدولة ونخرج عن الإجماع الوطني ونفتي في العباد خدمة لمصالح ذاتية، ونخوّن من لا يرى رأينا، ونكفّر من لا يتّبع طائفتنا ومذهبنا، ثم يحارب بعضنا بعضاً.

في الحقيقة، هذا كله سهل. الدمار سهل والقتل سهل والخروج على الدولة سهل. فهل هذا هو لبنان الذي تريدونه؟ لبنان الموت والخراب والخروج على الدولة والقانون والدستور؟

أيها الإخوة والأصدقاء، أيها الرفاق والأحبة في تيار المستقبل، سأكون صريحاً ومباشراً: تيار المستقبل، إما أن يكون، على صورة رفيق الحريري، أو لا يكون. إما ان يكون في مستوى أحلامه، ومسيرته، وكفاحه، وتاريخه القومي والوطني، وإما لن يكون.

نحن من مدرسة، تفتدي الوطن بالأرواح، ولسنا من مدرسة، تفتدي الحزب او الطائفة بالوطن. نحن من مدرسة، دفع ويدفع قياديوها بحياتهم، ثمن حق لبنان واللبنانيين، بالحياة والحرية والكرامة، وثمن وضع مصلحة لبنان أولاً، لا من مدرسة يدفع قياديوها بلبنان واللبنانيين إلى الموت والخوف والمذلة، خدمةً لمصالح خارجية.

شباب وشابات تيار المستقبل، وكل من يمتّ بصلة المحبة والوفاء والشراكة الوطنية الى تيار المستقبل، يدركون هذا الفهم بعمق، وسنتصدّى للتحريض والدعوات المشبوهة لزج اللبنانيين، والطائفة السنّية خصوصاً، في حروب مجنونة لا وظيفة لها سوى استدراج لبنان الى محرقة مذهبية. اما أولئك الذين يتوهمون بوجود بيئة حاضنة للإرهاب في لبنان، ويحاولون أن يلقوا المسؤولية على تيار المستقبل، وعلى المدن والبلدات المعروفة بغالبيتها السنّية، فنؤكد لهم أن أوهامهم مردودة إليهم. فكما يرفض تيار المستقبل ان يكون على صورة حزب الله، فإنّنا نرفض أن نكون على صورة داعش أو النصرة، وأيِ دعوة لإقحام التيار والسّنة في لبنان بالحرب الدائرة بين حزب الله والقاعدة.

هؤلاء جميعهم يمثّلون مفاهيم مدمّـِرة وأدوات لاستنـزاف الدولة، ومشاريع لحروب لا تنتهي بين المسلمين. ونحن معَ الأكثرية الساحقة من أهل السّنة في لبنان، سنواجه هذه المشاريع، واي أمر يسيء لاستقرار البلاد، وقواعد الإجماع الوطني. هذه ثوابتنا، وأي خروج على هذه الثوابت هو اغتيال ثان لرفيق الحريري!

أيها الإخوة والأصدقاء، كلامنا واضح وضوح الشمس وهو ليس معروضاً للتفسير او التأويل او التبرير. نحن نؤكد على ثوابت نلتزم بها وقدّمنا في سبيلها الشهداء. رفيق الحريري وباسل فليحان ووليد عيدو ووسام عيد ووسام الحسن ومحمد شطح لم يستشهدوا ليكون تيار المستقبل ومن خلفه السنّة في لبنان حاضنة لأي تنظيم إرهابي، وهم لم يستشهدوا مع بيار الجميل وسمير قصير وجبران تويني وجورج حاوي وانطوان غانم وهاشم السلمان وكل الشهداء الأحرار، ليسلموا حزب الله حقّ الإمرة في الشؤون الوطنية ويغطوا مشاركته في الحرب السورية.

لقد سبق وتحدثنا الى حزب الله مباشرة وجلسنا معه الى طاولة الحوار لجلسات طويلة، وتوجّهنا اليه بمئات الدعوات لوقف مسلسل اهتراء الدولة، بفعل انتشار السلاح. الحزب لا يريد أن يستمع لأحد، وهو يتعامل مع الدولة بصفتها ساحة لمشروع إقليمي خاص، ويزج بلبنان في حروب لن تعود بغير الخراب.

وبالرغم من ذلك، قلنا ان المصلحة الوطنية لا يجوز أن تبقى أسيرة الأبواب الموصدة، وأعلنتُ من لاهاي، وفي ذروة المتابعة لمحاكمة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الحريري، ان حماية لبنان والاستقرار الوطني أهم منا جميعاً، وان اي كلام عن عزل الطائفة الشيعية هو كلام باطل هدفه اختزال الطائفة بالحزب والسلاح.

أردنا الحكومة خطوة على طريق الاستحقاق الرئاسي، وتتويج عهد الرئيس ميشال سليمان بمبادرة وطنية جامعة، تضاف الى الإنجاز المتمثل بالدعم الكبير، الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للجيش اللبناني.

وهنا، اسمحوا لي بكلمة عن الاستحقاق الرئاسي:

سأكون أكثر وضوحا من الوضوح:

أولاً: نحن نرفض الفراغ في رئاسة الجمهورية. لأن دولة يرأسها الفراغ هي دولة برسم الانهيار، ونحن، لا مشروع لنا سوى الدولة. ونرفض الفراغ في رئاسة الجمهورية، لأننا من مدرسة، تعتبر الرئيس المسيحي الماروني اللبناني، رمزاً للعيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين، التي نعلن تمسكنا به أساساً للبنان.

نعم، نحن تيار المستقبل، نرفض أن يكون منصب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، لا بل الرئيس المسيحي الوحيد من سواحل الهند إلى شواطئ المغرب، نرفض أن يكون هذا المنصب مرشحاً للفراغ.

ثانياً: إذا كانت وصاية آل الأسد على لبنان قد جعلت رئاسة الجمهورية مناسبةً لتخطّي إرادة المسيحيين في لبنان، وإشعارهم بغبن التمثيل، وإشعار المسلمين معهم بالوصاية التامة، فإننا في تيار المستقبل لن نقبل إلا برئيس يمثل الإرادة الوطنية للمسيحيين ويرفض كل وصاية إلا وصاية الدستور.

أيها الإخوة والأخوات،

لأن لا مشروع لنا، سوى الدولة، أتوجّه الى الحكماء في الطائفة الشيعية وفي المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، الى أبناء ومقلدي الامام موسى الصدر، والشيخ محمد مهدي شمس الدين، والسيد محمد حسين فضل الله، والى السادة العلماء الذين يجاهرون بقول الحق، ويتقدّمون نخبة من الشخصيات والمثقفين وأصحاب الرأي الشجعان، وأتوجه بشكل خاص الى الرئيس نبيه بري، نعم، إلى دولة الرئيس نبيه بري، بكل ما توجبه الأمانة والصدق في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان.

أتوجه اليه بصفته ركناً من أركان الطائفة الشيعية في لبنان، وقيادياً له باع طويل في خوض الأزمات وإنتاج المخارج وترميم الجسور بين اللبنانيين.

هناك أمور كثيرة يمكن التحدث عنها، سأكتفي اليوم بطرح موضوع المشاركة في الحرب السورية، والفائدة التي يجنيها لبنان، وتجنيها الطائفة الشيعية خصوصاً من هذه المشاركة، هذا الموضوع بات يشكل الخطر الأكبر على الاستقرار الوطني، وعلى أسس الحياة المشتركة بين الطوائف الاسلامية خصوصاً، سواء من خلال المشاركة المباشرة لآلاف المقاتلين من الجنوب والضاحية والبقاع وجبيل في المعارك الى جانب النظام السوري، أو من خلال الارتدادات الداخلية والسورية لتلك المعارك، على السلامة العامة للبنانيين في كل المناطق.

هناك آلاف المقاتلين من حزب الله في سوريا، وهناك العشرات ممن يلتحقون عبر الحدود بتنظيم القاعدة وغيره، وهناك موجة غير مسبوقة من الانتحاريين تتسلّل الى مناطق تواجد حزب الله، وهناك قرى في عكار والبقاع تتعرّض بشكل شبه يومي للقصف

من الداخل السوري، وهناك مواطنون لبنانيون أبرياء يدفعون من أرواحهم وأرزاقهم ثمن التورط في الحرب السورية. والأخطر من كل ذلك، الأبعاد المذهبية المتنامية لانخراط اللبنانيين في هذه الحرب، الاستنزاف الكبير الذي يطال مؤسسة الجيش وسائر القوى الأمنية والعسكرية.

اننا يا دولة الرئيس، لا ننادي بتحييد المواقف السياسية عن الوضع في سوريا، إننا بمثل ما نعطي أنفسنا حق التأييد السياسي والإعلامي للمعارضة، لا نحجب هذا الامر عن مناصري بشار الأسد. ولكننا لن نتوقف عن السعي إلى طريقة لتحييد لبنان عن التورط العسكري في المسألة السورية، وتجنيب اللبنانيين خطر انتقال الحريق السوري إليهم.

ما حصل في الضاحية والهرمل وعكار وطرابلس وعرسال، هو نماذج عن التورط في هذا الحريق. ونحن نفترض أن معاناة الناس ومشاهد السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية التي حصدت عشرات الأبرياء، إضافة الى مئات النعوش التي تعود بجثامين القتلى من ساحات المعارك، وحالات الذعر والقلق التي تطارد المواطنين في كل المناطق، والاصطفاف المذهبي الذي يتعاظم يوماً بعد يوم، والخسائر الكبيرة التي حلّت بالاقتصاد ولقمة العيش، كافية لإعادة النظر في قرارات لم تجلب الى لبنان سوى القتل والدمار.

ومن يقول بغير ذلك يكذب على نفسه وعلى اللبنانيين. هل هذا ما نريده لأولادنا يا دولة الرئيس؟ هل نريد أمهات وآباء يبكون على أولادهم؟ أم يفرحون بشهاداتهم الجامعية؟ هل نريدهم أن يرفعوا أيديهم ليحملوا نعوش أولادهم أم أن يرفعوا رؤوسهم بعلم أولادهم وعملهم وإبداعهم وإنجازاتهم، يرفعون رأسنا جميعا واسم كل لبنان في كل العالم؟

من هنا تبدأ، يا دولة الرئيسْ، خطّة الدفاع عن لبنان وحماية اللبنانيين من خطر التنظيمات الإرهابية. يستحيل مكافحة الإرهاب من خلال تفرد حزب بإعلان الحرب. مواجهة الإرهاب تحتاج، بكل بساطة، الى تكاتف وطني واسع يعيد الاعتبار لإعلان بعبدا، وتحتاج الى جيش قادر على حماية الحدود وإحكام السيطرة على المنافذ والمعابر ذهاباً وإياباً. مواجهة الإرهاب تتطلّب قراراً سريعاً من حزب الله بالخروج من سوريا، والتخلّي عن وهم الحرب الاستباقية والاعتراف بوجود دولة لبنانية هي المسؤولة عن سلامة الحدود والمواطنين. فهل هناك من يسمع، ويتعظ، ويتواضع، ويبادر؟

لن نفقد الرهان على صوت العقل، وعلى الموقف الوطني الشجاع الذي يخرق جدار العناد السياسي. وإذا كان الحوار الوطني يجدي في التوصل الى ذلك، ويساهم في وقف النزف، فنحن لن نتأخر عن المشاركة، وتقديم بارقة أمل الى اللبنانيين بأن بلدنا قادر على انتاج الحلول ودرء الفتنة.

اليوم، وبعد تسع سنوات، تبقى فكرة بسيطة وأساسية، وهي أن رفيق الحريري ومحمد شطح وكل الشهداء، كانوا يستحقون الحياة وليس الموت، الطفل الذي كان ذاهبا إلى مدرسته في حارة حريك كان يستحق الحياة وليس الموت، المؤمن الخارج من المسجد في طرابلس كان يستحق الحياة وليس الموت، والمواطن الخارج من بيته في الهرمل أو صيدا ليؤمن لقمة العيش لعائلته كان يستحق الحياة وليس الموت، والسيدة التي كانت تدرّس أطفالها في عرسال، كانت هي وأولادها يستحقون الحياة وليس الموت.

نعم، السؤال الحقيقي بعد تسع سنوات على اغتيال رفيق الحريري هو ما إذا كان برأينا، لبنان يستحق الحياة وليس الموت...

رفيق الحريري ولد في منتصف القرن العشرين. وأمضى آخر عشرين سنة من القرن العشرين يخطط ويعمل وينجز لإدخال لبنان إلى القرن الحادي والعشرين. واليوم، وبعد تسع سنوات على اغتياله بات اللبنانيون، كل اللبنانيين، رهائن عند جماعات تريد أن تعيد لبنان إلى القرون الوسطى!

نحن، ومعنا كل اللبنانيين واللبنانيات، جوابنا أن لبنان يستحق الحياة. كل أم لبنانية تستحق أن يكون همها أن ينجح ابنها أو بنتها في المدرسة، "مش إذا بيرجعو من المدرسة طيبين". كل أب لبناني يستحق أن يكون همه أن يكبر أولاده ويتخرَّجوا من الجامعة ويجدوا عملا ويأسسوا عائلة، وليس أن يتحوَّلوا إلى عاطلين عن العمل في بلد ليس فيه فرص عمل، أو إلى مشاريع لنعوش عائدة من سوريا أو مشاريع هجرة دائمة. وكل لبناني، صغير كان أو كبير، يستحق دورة حياة طبيعية، الابن يدفن فيه أبيه، وليس العكس، والحفيدة تصلّي فيه على جدتها وليس العكس.

منذ أيام قليلة، قرأت في مقابلة مع الدكتورْ أنطوان مسرّة، عن الترابط بين العدالة والاعتدال. وفي لغتنا فإن الكلمتين تتحدران من العدل. وبهذا المعنى، زمن العدالة، هو زمن الاعتدال. وأهل العدالة هم أهل الاعتدال. ونحن، نحن أهل الاعتدال. نحن أهل الاعتدال الذين وقفنا ونقف بوجه كل تطرف، مهما كان. وكما شهدتم، فإنه بعد كل شيء انطلقت المحاكمة، وانتصر منطق العدالة، وليس لدي أي شك، ولا في أي لحظة أن منطق الاعتدال سينتصر، منطق الدولة والكرامة والحياة. نحن معكم، بهذا المنطق، صامدون، صامدون، صامدون، ومعكم ومع كل اللبنانيين، سننتصر بالعلم، بالعمل، بالدولة، بالعدل، بالعدالة، وبالاعتدال.

عشتم، عاشت العدالة وعاش لبنان.

 

ماذا بقي من 14آذار؟

عبدو شامي/ايلاف

في الذكرى التاسعة لجريمة العصر والتي تميّزت هذا العام بانطلاق جلسات "المحكمة الدولية" التي أبهرت العالم بحرفيتها ومهنيتها العالية، نجد من الضروري بمكان التطرّق الى وضع "تحالف قوى 14آذار" الوليد المبارك للحظة التاريخية التي التقطت فيها اليد المسلمة اليد المسيحية الممدودة إليها منذ أكثر من ثلاثة عقود تحت شعار "لبنان أولاً".

 لدى الحديث عن قوى 14 آذار، أو الحركة الاستقلالية اللبنانية، لا بد من التنبيه على أنها تتألّف من شقّين متكاملَين:

الشق الأول: هو الشعب التوّاق لبناء الدولة الحرة السيدة المستقلة التي تجمعه -بكل أطيافه وانتماءاته- في الإطار الوطني الواحد، الشعب الذي سبق قياداته مفجّرًا انتفاضة الاستقلال في أعقاب اغتيال الرئيس "رفيق الحريري" من أجل التحرر من الاحتلال السوري وأدواته "اللبنانية"، جمهور نوعي طليعي ملأ الساحات منذ 14 آذار 2005، وأعاد الكرّة في ذكرى 14 شباط من كل عام قبل أن تتقوقع قياداته مفضلة إحياء الذكرى داخل قاعة "البيال".

أما الشق الثاني، فهو الجسم السياسي الذي يضم مجموعة متحالفة من القوى والأحزاب والشخصيات المستقلة، التي قادت "ثورة الارز" وحملت لواء "الحرية والسيادة والاستقلال"، وكان إنجازها التاريخي إقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

 بناء على ما تقدّم نقول: لا خوف على تفكّك 14آذار على الصعيد الشعبي، فلانتفاضة الاستقلال حماتها وحرّاسها الحقيقيون، وهؤلاء هم شعب "ثورة الأرز" الملتزم بقسَم الشهيد "جبران تويني". أما الجسم السياسي، فقد أثبتت السنوات التسع الماضية أن الأمور بالنسبة لتماسكه تبقى مفتوحة على جميع الاحتمالات، فقد عجز عن التصرّف كفريق واحد في كثير من الحوادث المفصلية، الى درجة جزم معها البعض بوفاته، أو بأنه أمسى تحالفًا وهميًا منفرط العقد.    

 كسبيل منطقي لمعرفة حياة تحالف "قوى 14آذار" من موته، أو تشخيص صحته من مرضه، لا بد من استعراض مختصر قدر الإمكان لأبرز الخطايا التي اقترفها على مدى 9سنوات من ولادته، وصولاً الى استخلاص المشاكل واقتراح الحلول.

 1

فمن المؤرِّخين من اكتفى بخطيئة "الحلف الرباعي" لكي يسارع في الإجهاز على تحالف القوى الاستقلالية وهي لا تزال في مهدها؛ إذ قبيل انتخابات حزيران2005 النيابية، ارتكب حزبان استقلاليان خطيئة لا تغتفر بعقدهما تحالفًا انتخابيًا مع حزبَين منتميَين الى عصابة "شكرًا سوريا"، ما أنتج حلفًا رباعيًا ضمَّ "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" من جهة، و"حزب ولاية الفقيه" و"حركة أمل" من جهة ثانية. وما إن جرت الانتخابات حتى تبيّن أن الجنرال "ميشال عون" كان شريكًا مضاربًا في الحلف الرباعي -الخماسي حقيقة- ذلك أن "الحزب الإيراني" أيَّد لوائح "ميشال عون" باستثناء "بعبدا"! هذا الحلف "الإسلامي" انتخابيًا أدى الى استنهاض الشارع المسيحي في اتجاه "الجنرال" الذي عرف كيف يستثمر خطئية الاستقلاليين بكتاب برتقالي يعرض برنامجًا انتخابيًا ظاهره استقلالي سيادي وباطنه دعائي خادع، حصَدَ بموجبه نحو 70% من أصوات المسيحيين. وكانت تلك لعبة سورية-إيرانية "ناجحة" لإدخال "حصان طروادة" الى القلعة المسيحية الاستقلالية. وحتى اليوم الأخير من الانتخابات ظلَّ وضع المعارضة مضطربًا لحصولها على 44 نائباً مقابل 56 لحلفاء سوريا، لكن في الجولة الأخيرة فَعَلَها "الشمال" وأنقذ الموقف بانتخابه 28 نائباً استقلاليًا جديداً، فباتت المعارضة تمتلك 72 نائباً من أصل 128.

 2

ومنهم من يعيد وفاة تحالف 14آذار الى 28/11/2007، يوم أصدر النائب "سعد الحريري" قرارًا "انقلابيًا" مفاجئًا تولى مهمة إعلانه النائب عن كتلة المستقبل "عمار حوري" قائلاً: "بعد حصول الفراغ في موقع الرئاسة، (...) وخلافاً للتوجهات التي سادت سابقاً، نعلن قبولنا بتعديل الدستور في سبيل الوصول إلى توافق على اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان" كمرشح لرئاسة الجمهورية. كان لهذا الإعلان وقع الصدمة العنيفة على جمهور "ثورة الأرز" الذي بدأ يرى قياداته تتراجع عن القرار تلو القرار خصوصًا أنها كانت قد حسمت موقفها برفض تعديل الدستور وانتخاب عسكري لمنصب الرئاسة الأولى؛ وكان المعيب في إعلان "الحريري" أنه فاجأ بعض قيادات الأكثرية نفسها، نظرًاً لعدم التشاور معها مسبقًا بخصوصه أو حتى إعلامها به، وكان على رأس هذه القيادات مرشح 14 آذار للرئاسة الأولى النائب "بطرس حرب"!!

3

ومنهم من يحدد 21/5/2008 تاريخًا لنهاية تحالف 14 آذار؛ ففي هذا اليوم، وعلى وقع مدافع غزوات 7أيار الإرهابية، وبعد أن سيقت مكبّلة الأيدي الى طاولة "حوار" في العاصمة القطرية وُضِع فيها سلاح غدر الحزب وملحقاته على الطاولة وفي الرؤوس، وقّعت الأكثرية على "اتفاق الدوحة" مع تحفّظ مشرِّف لحكيم ثورة الأرز الدكتور "سمير جعجع". "اتفاق الغالب والمغلوب" بامتياز، انتصرت فيه الأقلية المسلّحة على الأكثرية المغشوشة بالنصائح الخارجية والدعم الأميركي الكلامي المفرّغ من أي مضمون عملي، حيث نالت المعارضة ما سبق أن رفضت 14آذار منحها إياه، وهو حكومة "وحدة وطنية" لها فيها الثلث المعطِّل، وقانون انتخاب العام 1960، أي قانون القضاء الذي ظنت أنه يضمن لها الأكثرية. أما فيما يتعلق بانتخاب "ميشال سليمان" رئيساً للجمهورية، فهو أيضاً من مكاسب المعارضة المسلحة، بعد نجاحها في منع قوى 14 آذار من انتخاب أحد مرشحَيها. كما نجح "حزب ولاية الفقيه" بمنع قوى 14 آذار من التعرُّض لمناقشة موضوع سلاحه في "اتفاق الدوحة"، بدليل أنه نصَّ على تأجيل بحث هذا الموضوع إلى "الحوار الوطني" في لبنان، مع العلم أن قيادات قوى 14 آذار كانت قد شدَّدت قبل جلبها إلى "الدوحة" أن موضوع السلاح سيكون الأول بلا منازع على طاولة الحوار القطرية.

4

ومنهم من يؤرخ لنهاية تحالف قوى 14آذار بحزيران 2009، عندما بادر النائب "سعد الحريري" بشكل مفاجئ -كالعادة- وغير متوقّع، الى الإعلان عن "اليد الممدودة" للفريق الانقلابي لتشكيل "حكومة وحدة وطنية" بعد ربع ساعة من إعلان فوز قوى 14آذار في انتخابات 7/6/2009 النيابية! بدّد هذا القرار الانتصار التاريخي الذي حقّقه جمهور "ثورة الأرز" الذي خاض الانتخابات النيابية الأخيرة على أنها معركة فاصلة ستحدد مصير لبنان، وعلى أساس أكثرية تحكم وأقلية تعارض، ولا للثلث المعطل ولا لسلاح الغدر...وإذ بقواه ترضى بعد انجلاء غبار المعركة التاريخية (عن أكثرية 71 نائبًا) بحكومة مفصّلة على قياس الأقلية الخاسرة، قائمة على صيغة 15-10-5 تحوي ثلثًا معطلاً مضمَرًا، وبتوزير الراسبين في الانتخابات وهو ما كانت رفضته بشراسة، وشرّعت السلاح الميليشيوي (موضوع الفقرة 8)، فأعادت إنتاج اتفاق الدوحة ومدَّدت مفاعيله المخالفة للدستور وخسرت فرصة تطبيق الديمقراطية في لبنان. وقد أدى سوء التنظيم أثناء المعركة الانتخابية الى انسحاب (الراحل) النائب "نسيب لحود" رئيس "حركة التجدد الديمقراطي" من الأمانة العامة لقوى 14آذار احتجاجًا على عدم تبنيها أيًا من مرشحي حركته؛ وكذلك فعل عميد الكتلة الوطنية "كارلوس اده"، عازيًا انسحابه الى "موقف مبدئي".

5

ومنهم من يؤرخ لوفاة تحالف 14آذار بـ 25/6/2009؛ ففي ذلك اليوم أُعيد انتخاب زعيم "حركة أمل" "نبيه بري" رئيسًا لمجلس النواب (للولاية الخامسة على التوالي!)، رغم إثباته عدم أهليته لذلك المنصب وعدم أمانته على العمل التشريعي النيابي، بعدما حوّل المجلس الى مؤسسة خاصة لطائفته وحركته، وأقفل أبوابه (في سابقة تاريخية عالمية) مدّة عامين تقريبًا في وجه نواب الأمة، معطِّلا الاستحقاقات الدستورية وعمل الدولة اللبنانية ومصالح الناس، ومانعًا الأكثرية النيابية الاستقلالية في ممارسة حقها الدستوري في إقرار المحكمة الدولية لبنانيًا وانتخاب رئيس جمهورية من صفوفها. وقد جاءت مهزلة انتخاب "بري" بعد فشل قوى 14 آذار في الاتفاق على قرار موحّد بشأن عملية التصويت؛ فقد نال "بري" 90 صوتًا من أصل 128، بينها 33 نعمًا مخزية من قوى 14 آذار تقاسمها  معظم نواب كتلة "الحريري" ونواب كتلة "وليد جنبلاط"، فيما امتنعت "القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" وآخرون عن التصويت منسجمين مع مبادئهم، كما صوّت مستقلون بـ 11 ورقة بيضاء مشرّفة. وكان أضعف الإيمان بالنسبة لزعيم الأكثرية النيابية "سعد الحريري" (إذا كان خائفًا من 7أيار جديد حال عدم إنجاح "بري") أن يمتنع عن التصويت تاركًا "بري" يفوز بأصوات نواب 8آذار، غير أنه حتى هذا الخيار لم يجرؤ على اتخاذه!

6

ومنهم من يحدد 2/8/2009 تاريخًا لوفاة تحالف قوى 14 آذار؛ ففي صباح ذلك اليوم، خضع النائب "وليد جنبلاط" لغلبة السلاح الإرهابي الذي يحاصر الشوف والجبل، معلنًا من فندق "البوريفاج" تحديدًا، بما للمكان من دلالات معبرة، أنّ تحالفه مع قوى "14 آذار" كان بحكم الضرورة ويجب ألا يستمر، معتبرًا "أن فريق "14 آذار" لم يخض معركة ذات مضمون سياسي"، ومشيرًا الى أن "كل معركتنا كانت قائمة على رفض الآخر من موقع مذهبي وقبلي وسياسي"! وقد وصل به الأمر في 13/11/2009، الى حد استجداء زيارة لسوريا من على منبر تلفزيون "المنار" حيث أعلن أن "المصالحة مع سوريا قد حصلت مع عودتنا الى الثوابت"، زاعمًا أن "العاطفة والحماس غلبته، وأنه كان قاسيًا جدًا على الصعيد الشخصي ضد النظام السوري"، وأنه عندما "يكون هناك استعداد في دمشق لاستقبالي، سأعلن عن زيارتي"! وبالفعل، في 31/3/2010، قبِل النظام السوري توبة "جنبلاط" بعد تلاوته فعل الندامة، فزار "جنبلاط" "بشار الأسد" "القرد الذي لم تعرفه الطبيعة" (بحسب تعبير جنبلاط نفسه في 14/2/2006)، منهيًا قطيعة دامت زهاء 6 سنوات. بيد أنه مع اندلاع الثورة السورية أيّدها، وأعلن "جنبلاط" في 11/7/2011: "أنتظر على ضفة النهر، إذ لا بد أن تمرَّ جثة عدوي يومًا أمامي".

7

ومن المتابعين من يحدّد 9/11/2009 تاريخًا لانتهاء تحالف قوى 14آذار؛ ففي حين كان أعضاء المكتب السياسي الكتائبي يتلون بيان تمسّكهم بحقيبة التربية في الحكومة الجديدة، كان الرئيس المكلف "سعد الحريري" يوقّع مع الرئيس "سليمان" تشكيلة وزارية أسند فيها إليهم حقيبة الشؤون الاجتماعية! كان من غير اللائق أن يُعامَل بهذه الطريقة حزب جسّد عبر مسيرته التاريخية ثوابت حركة 14 آذار قبل ولادتها، ثم شكّل محور "ثورة الأرز" بعد انطلاقتها، خصوصًا إذا علمنا أن الطرف المسيحي في الأقلية نال من "الحريري" جل مطاليبه (وزارة الاتصالات وتوزير الراسبين في الانتخابات)، واحتفظ بخمسة وزراء رغم تراجع تمثيله بنسبة 23%! هذا التصرّف المعيب جعل "حزب الكتائب" يعتبر أن تجمّع 14 آذار بهيكليته الحالية وطريقة تعاطيه مع الفرص التاريخية والتحديات المختلفة "يترنّح"، و"يفقد تدريجيًا وحدته وروحيته أمام الرأي العام"، معلنًا مقاطعته جلسات الأمانة العامة لقوى 14 آذار الى حين تجاوبها مع الخطة الإنقاذية التي طرحها والتي تضمنت: "أولا تشكيل قيادة عليا مصغرة لـ14 آذار، ثانيا حصر القرارات السياسية بهذه القيادة، وثالثا وضع مشروع إصلاحي للنظام السياسي اللبناني(...). وبانتظار تنفيذ هذا المشروع الإصلاحي، يبقى حزب الكتائب كما كان دائما حزبا مستقلا ويتصرف على هذا الأساس".

8

ومنهم من يحدّد 2/12/2009 تاريخًا لانفراط عقد تحالف قوى 14آذار؛ ففي ذلك اليوم الأسود صدر البيان الوزاري مقرًا ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، أي مانحًا ما يسمى بـ"المقاومة" التي يحتكرها "حزب ولاية الفقيه" بسلاحه الفئوي والفتنوي والمذهبي الحاقد والغادر... شخصية معنوية مستقلة تساوي بين سلاح الجيش وسلاح الحزب بحيث يتقاسمان السيادة على أرض وطن واحد! وكان لافتًا في تلك الجلسة، اعتراض وتحفظ وزراء أحزاب ومستقلي مسيحيي قوى 14آذار على البند السادس المتعلق بالسلاح، فيما أيّد وزراء السنّة في تلك القوى، وتحديدا "تيار المستقبل" وفي مقدمهم رئيس الوزراء "سعد الحريري"، صيغة البيان من دون تحفّظ أسوة بالوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية ووزراء قوى 8آذار و"الحزب التقدمي الاشتراكي". وعبثًا حاول "حزب الكتائب" اقناع أفرقاء 14 آذار بالطعن في هذا البند أمام المجلس الدستوري، غير أن أحدًا لم يوقِّع معهم باستثناء النائب "عقاب صقر"! ومنذ تاريخ تشريع "الحريري" السلاح الميليشيوي، بدأنا نألَف مصطلح "مسيحيي 14آذار" في مقابل مصطلح "سنّة أو مسلمي 14آذار"، وكفى بذلك دلالة على تشرذم -إن لم نقل وفاة- تحالف تلك القوى الاستقلالية وابتعادها عن روحية "ثورة الأرز" العابرة للطوائف بل الموحِّدة لها سياسيًا تحت لواء "لبنان أولاً".

9

ومن المحلّلين من يحدّد عصر 19/12/2009، تاريخًا لوفاة تحالف قوى 14آذار؛ ففي ذلك التوقيت، من دون دعوة رسمية ولا جدول أعمال صادر عن مجلس الوزراء ولا وفد وزاري، وصل الى مطار دمشق الدولي رئيس وزراء لبنان "سعد رفيق الحريري" في زيارة قيل إنها رسمية، "فرض عليه منصبه القيام بها قبل انجلاء نتائج التحقيقات في قضايا الاغتيالات، متجاوزًا مشاعره الخاصة ومشاعر الشارع السني والاستقلالي عامة، من باب وجوب تصحيح العلاقات مع سوريا، وبَحْث المواضيع العالقة، كرئيس حكومة كل لبنان وكل اللبنانيين". لكن رغم تلك التبريرات الواهية، عُدَّ ذلك الحدث بمثابة مصالحة تاريخية (برعاية سعودية) بين "الحريري" الابن والقيادة السورية التي اتهمها باغتيال والده؛ وهي تمثّل في مطلق الأحوال نكسة قاتلة لقوى 14آذار، ونقطة ذهبية ثمينة سجّلها "الأسد" في المرمى الاستقلالي، بدا معها واضحًا أن 14آذار تدفع ضريبة قبولها باعتلاء "الحريري" سدة الرئاسة الثالثة، ما أثبت صوابية الأصوات التي نصحت "الحريري" بعد الانتخابات بترك المهمة للرئيس المحنّك "فؤاد السنيورة"؛ فالأخير وإن زار سوريا (وقد زارها سابقًا) ليس زعيم الأكثرية السنية ولا النيابية ولا رئيس "تيار المستقبل" كما أنه ليس ابن الشهيد "رفيق الحريري"، بما لتلك الرمزيات من تأثير بالغ على تحالف 14آذار ومستقبله.

10

ومنهم من يؤرخ لوفاة 14 آذار بما حدث في 6/9/2010؛ فكما عوّدنا، ها هو الرئيس "سعد الحريري" يفاجئ الجميع بموقف انقلابي عبر صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية (بما ترمز وتمثّل)، اعتذر فيه من النظام السوري عن اتهامه إياه باغتيال والده، كما اعترف لقوى 8 آذار بوجود "شهود زور" في التحقيق الدولي قائلاً: "نحن في مكان ما ارتكبنا أخطاء. في مرحلة ما، اتهمنا سوريا باغتيال الرئيس الشهيد، وهذا كان اتهاماً سياسياً، وهذا الاتهام السياسي انتهى". "هناك أشخاص ضلَّلوا التحقيق، وهؤلاء ألحقوا الأذى بسوريا ولبنان(...). شهود الزور هؤلاء خرّبوا العلاقة بين البلدَين وسيَّسوا الاغتيال، ونحن في لبنان نتعامل مع الأمر قضائياً". وكان لذلك التصريح الدراماتيكي (المتماهي مع نص تلاوة "جنبلاط" "فعل الندامة" في 13/11/2009)، انعكاسه السلبي على القوى الاستقلالية؛ فقد عُدّ تنازلاً موصوفًا من الدرجة الأولى معنوياً وسياسياً ومبدئياً، ولا سيما أننا كنا لا نزال في مرحلة التحقيق الدولي والمحكمة لم تلفظ قرارها الاتهامي بعد؛ فضلاً عن أن ما قيل من غير الجائز أن يصدر عن "الحريري" دون تشاور وتنسيق مع بقية الأقطاب الاستقلالية والأمانة العامة، ما يظهر مرة جديدة وبفجاجة حال الفوضى والتشرذم داخل البيت الاستقلالي.

11

ومنهم من يحدّد 11/6/2012 تاريخًا للدلالة على وفاة تحالف 14آذار؛ ففي ذلك اليوم، بناء على دعوة العاهل السعودي الرئيس "سليمان" في 22/5/2012 "رعاية هيئة الحوار الوطني"، وعلى الرغم أولاً من نقل النائب "نهاد المشنوق" (في 18/4/2012) عن النائب "سعد الحريري" تأكيده "ألا حوار قبل الإعتذار عن 7أيار وتسليم المتهمين في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى المحكمة الدوليّة"، وعلى الرغم ثانيًا من إعلان قوى14آذار في 24/5/2012 أن "لا حوار قبل تشكيل حكومة انقاذية حيادية"، وعلى الرغم ثالثًا من عدم تحقق أي نقطة مما سبق، شاركت معظم القوى الاستقلالية في طاولة "حوار التقية" معوّمة بشكل أو بآخر الحكومة الانقلابية "الميقاتية" (التي نشأت عقب إسقاط حكومة "الحريري" في 12/1/2011 باستقالة الثلث المعطل). أبت "القوات اللبنانية" أن تنقلب على مبادئها، فرفضت المشاركة داعية الحكومة إلى "تنفيذ مقررات الحوار السابق بدل العودة إلى طاولة الحوار بألسن خشبية وللصورة فقط". صحيح أن ذاك "الحوار" أنتج "إعلان بعبدا" السيادي، غير أن الحزب الإيراني ما لبث -جريًا على عادته- أن لحس توقيعه فنعى رسميًا الإعلان في 14/8/2013 معتبرًا أنه "وُلد ميتاً ولم يبق منه إلا الحبر على الورق"، مؤكدًا صوابية قرار "القوات اللبنانية".

12

ومنهم من يدلّل على وفاة تحالف 14آذار أو يؤرخ لها بالتخبّط والضياع في الرد السياسي على 19/10/2012؛ ففي ذلك التاريخ، وعلى أثر اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد "وسام الحسن" الذي انضم الى القافلة التي فتحت منذ سبع سنوات ونيّف طريق الحرية والسيادة والاستقلال والكرامة، أعلن الرئيس "سعد الحريري" التحرك المدني السلمي لإسقاط حكومة الرئيس "نجيب ميقاتي" ومقاطعتها الى أن ترحل"، كما أكّد الرئيس "فؤاد السنيورة" أن "لا حوار على دم الشهداء"، وتابعته الأمانة العامة لقوى 14آذار معلنة عن تفعيل قرار مقاطعة الحكومة وأنه سيُترجَم من خلال امتناع نوّابها عن المشاركة في اجتماعات اللجان النيابية، ومؤكّدة أن "أي كلام آخر قبل رحيل الحكومة غير وارد". غير أن هذه القوى ما لبثت في 3/12/2012 أن قرّرت الموافقة على استثناء قاعدة المقاطعة بإعادة إحياء عمل اللجنة النيابية المصغرة لدرس اقتراحات قوانين الانتخاب. وفي حين اعتبر المحللون تلك الخطوة تراجعًا وعجزًا من هذا الفريق على الالتزام بقراراته بكسره قاعدة المقاطعة، رد بعض نواب 14 آذار بأنه ليس كسرًا بل هذا مستثنى أصلاً، فيما عزا آخرون القرار الى أنه أتى من منطلق الرهان على الانتخابات للخروج من الواقع الراهن.

 13

ومنهم من يدلّل على وفاة تحالف 14آذار بـالنصف الأول من العام 2013، عندما احتدم الخلاف بين أفرقاء "التحالف" وعجزوا عن التوصّل الى قانون انتخاب موحّد يقدم مصلحة لـ"لبنان أولاً" على الحسابات الحزبية والطائفية. ففي حين تمسكّت "القوات اللبنانية" و"الكتائب" ومعهما معظم المسيحيين في البداية بمشروع "قانون اللقاء الأرثوذكسي" القاضي بانتخاب المسيحيين نوابهم، رفضه "تيار المستقبل" طارحًا بدعة مركّبة تقضي بانتخاب مجلس النواب على دوائر صغرى وإنشاء مجلس الشيوخ في آن معًا، بعد إجراء تعديل على الدستور يسمح بذلك، لنكون أمام مجلسين طائفيين! وظل التشرذم والأخذ والرد سيّدَي الموقف بين أفرقاء 14آذار حتى ربع الساعة الأخير حيث توصّل الثنائي "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" بالتحالف النائب "وليد جنبلاط" الى مشروع "القانون المختلط" الذي تحفّظت "الكتائب" على تقسيماته، كما رفضه الفريق الانقلابي فأمر "نبيه بري" بالامتناع عن عقد جلسة نيابية للتصويت عليه. استُنفذت المهل الدستورية، فما كان من المجلس النيابي إلا أن قرر في31/5/2013 مخالفة الدستور ونسف النظام الديمقراطي بالتمديد لنفسه 17شهرًا بذريعة انقاذ المجلس من الفراغ، وتعذّر إجراء الانتخابات وفقًا للقانون القائم بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة، وذلك في جلسة خاطفة وبأكثرية بلغت 97 نائبًا.

14

ومنهم من يحدّد 17/1/2014 تاريخًا لوفاة تحالف 14آذار؛ يوم نفّذ الرئيس "سعد الحريري" انقلابًا صادمًا ومفاجئًا جديدًا، بإعلانه "استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية مع "حزب الله" باعتباره حزبًا سياسيًا"، ومبرّرًا "قفزته" بأنه "غلّب العقل على العاطفة" وأن "الخطوط الحمر تمليها حاجات البلاد، ونحن نريد الاستقرار"! ليقع مجددًا تحت ذريعة "حفظ الاستقرار" في فخ شرعنة قوى الأمر الواقع المسلّحة ومنْحِها غطاءً "سنيًا" يستر وجهها الطائفي الحاقد في قتالها الشعب السوري. قفز "الحريري" فوق تعهداته بأنه لن يشارك الحزب في حكومة قبل أن ينسحب من سوريا، وفوق حذف معادلة "الثلاثية" واعتماد "إعلان بعبدا" مسبقًا بيانًا وزاريًا، قابلاً بترحيله الى ما بعد التشكيل، بعكس "القوات" التي بقيت مصرة على ما سبق  للمشاركة، مفضلة الانسجام مع مبادئها على تجريب المجرَّب والسير بتسوية لا مصلحة للبنان بها. أما "الكتائب" فرأت في المشاركة جملة انتصارات لمشروع الدولة و14آذار، ما أوحى أن "الحزب الإرهابي" الماكر أكبر ساذج وغبي بقبوله بهكذا حكومة! وقد أتى ذلك كله وسط تساؤلات عن مصير "المقاومة المدنية السلمية لتحرير لبنان من احتلال السلاح" التي أعلنها "السنيورة" عقب اغتيال الوزير السابق "محمد شطح" في 27/12/2013، مؤكّدًا للشهيد "ما قبل اغتيالك لن يكون بعده"!

خلاصة أوّلية

بعد هذا السرد المؤلم، لست أدري على ماذا بيني قادة قوى 14آذار حُكمهم، عندما يطمئنون جمهورهم بأن تحالف قواهم بخير، ولا ماذا يعنون بادعائهم انه "سليم مئة في المئة". فإذا كان المقصود اكتمال صفوف 14آذار، يجيبنا الواقع بأن الأمانة العامة لا تزال ناقصة وإن عاد إليها ممثل "الكتائب" مطلع 2013. وإذا كان المقصود التحالف السياسي الإسلامي-المسيحي، فتجيبنا الخطايا السابقة أنه لا يعدو عن غزل (على وزن شِعر "الحريري": "لن يفرقني عن حلفائي إلا الموت")، وكلام معسول ومجاملات تتبادلها الأحزاب المسيحية و"تيار المستقبل" الذي لا يلبث زعيمه عند الاستحقاقات المصيرية والحوادث المفصلية أن أن يُحلّق خارج سرب ذلك التحالف بمواقف صادمة ومفاجئة أضرّت بالمسيرة الاستقلالية. أما إذا كان المقصود وحدة استراتيجية المواجهة، فتجيبنا الوقائع الـ14 السابقة أنها الغائب الأكبر، أو أنها استراتيجية التخبط والتشرذم والضياع، وعدم القدرة على الوفاء بالتعهدات والالتزام بالسقوف العالية للمواقف، وتقديم "لبنان أولاً" على أي اعتبار.

توصيف المشكلة

مما تقدّم نستخلص أن "تحالف" القوى الاستقلالية يعاني من المشاكل التالية:

 "مشكلة" 14آذار أولاً -ونوردها على سبيل المجاز لأنها ميزة في حد ذاتها- هي مشكلة قادة 14آذار مع شعبهم الذي يتطلّب التعامل معه خطابًا منطقيًا مقنعًا -لا شعبويًا غرائزيًا-، خطابًا يثبت عند كل مفصل أن كل ما تُقدم عليه قواهم السياسية يوافق مبادئ وشعارات "ثورة الأرز"؛ وهذا أمر في غاية الدقة والصعوبة مع شعب يفكِّر ويحلّل ولا يسلّم عقله لتكليف شرعي يعطله، ولا "يؤلّه" زعيمه أو يرفعه الى مرتبة العصمة والقداسة، بل يبقيه في مرتبة البشرية القابلة للخطأ والصواب، وبالتالي لا يسمح لمحبته وتقديره لقادته أن تعميه عن أخطائهم أو تجعله يبرّرها وإن كان مقتنعًا بعدم صوابيتها. من هنا أقول: لا خوف على المكون الدرزي لـ14آذار، فالنائب "جنلاط" طالت غربته أم قصرت عائد من "نزهة النهر" لا محالة، وروح قاعدته الشعبية استقلالية بامتياز.

مشكلة 14آذار ثانيًا، أنها عند كل خطيئة كبرى تُظهر تشرذمًا وانقسامًا داخل صفوفها في الوصول الى قرار موحّد تلتزم به جميع المكونات، نراها تفاخر بديمقراطية "تحالفها" متغافلة عن أنها في الحقيقة تفاخر بإحدى نقاط ضعفها! فلكل معركة الأسلحة التي تناسبها، ولكل مرحلة تكتيك في التعامل معها وضابطه أن لا يمس بالاستراتيجية الاستقلالية السيادية الكبرى، وبالتالي عندما تكون الدولة مهددة في وجودها وكذلك الصيغة الوطنية، وعندما نكون في مواجهة حلف موحّد بقيادة حزب حديدي مسيّر بأمر خارجي، لا بد عند كل مفصل من قرار واحد موحّد يُتخذ بطريقة ديمقراطية حقيقية داخل 14آذار بحيث يلتزم به المصوِّتون ضده، وإلا كان التشرذم -المُفاخَر به على أنه من وجوه الديمقراطية- مِعول هدم للصرح الاستقلالي، وخدمة جليلة للقوى الانقلابية التي نواجهها. أما عندما تكون الدولة غير مهددة في وجودها واللعبة السياسية وطنية وديمقراطية بامتياز، فلا بأس بالمفاخرة باختلاف الآراء وتغريد كل طرف على غصنه الخاص بحثا عن حصة زائدة أو حجم حزبي مميّز.

 مشكلة 14 آذار ثالثًا، إحجام  أفرقائها عن وضع استراتيجيا موحدة صلبة ولكن عملية وواقعية في آن واحد، تأخذ في الاعتبار موازين القوى والأحجام في الداخل والخارج، وتبنى على قراءة سياسية تمنع الانغشاش بالنصائح الخارجية من دولية وإقليمية، ولا سيما أنها غالبًا ما تكون لصالح الفريق الانقلابي.

 مشكلة 14آذار رابعًا، -ونأسف لهذا التوصيف لكنه الواقع- أن الجناح المسلم فيها (وليس الشعب المسلم) لا يستطيع مجاراة الجناح المسيحي في طروحاته الوطنية السيادية والاستقلالية، بدليل المحطات الأليمة التي سردناها وخصوصًا تشريع "الثلاثية" القاتلة...وغالبًا ما تعض القوى المسيحية على جرحها معتبرة أن هذا "التحالف!" لا بد منه ليبقى لبنان مهما برزت السقطات القاتلة من الجناح المسلم ونعني به تحديدًا "تيار المستقبل". فمنذ بروزه على الساحة السياسية، توالت الأحداث لتثبت أن "الشيخ سعد الحريري" ماهر بقدرته على القفز فوق مواقفه وتعهداته المشرِّفة، والانقلاب عليها فجأة ودون ممهدات، ولا أجد تفسيرًا لتكرار عنصر المفاجأة هذا إلا بارتباط قرار "الحريري" الوثيق بالمملكة العربية السعودية، وتماشيه مع سياستها كلما أشارت عليه بذلك سيرًا في تسوية إقليمية أو غير ذلك، ما يؤشر الى أن "تيار المستقبل" عندما ردّد شعار الرئيس "بشير الجميل" "لبنان أولاً"، حمّل نفسه أكبر من طاقتها! ولعل خطورة ما عليه "الحريري" أنه بانقلاباته وقفزاته تنازلاته غير المبرّرة يجعل قسمًا مهمًا من أبناء الطائفة السنية يرى في سياسة "المستقبل" انحلالاً لا اعتدالاً، واستسلامًا لا مواجهة، ما يدفع البعض نحو خيارات أخرى قد يكون أحدها التطرّف!

 الحل وآليته وضمانة نجاحه

بالتمعّن في عرض الخطايا الـ14 أعلاه، يمكن ملاحظة ثلاثة نقاط مضيئة في بحر من السواد، وهي: حكمة "القوات اللبنانية"، وخطة "الكتائب" الانقاذية، وتبنّي "لبنان أولاً" من "السنية السياسية" (وإن انتهكته مرات عديدة)؛ هذه "الثلاثية" البنّاءة  هي الركائز الأساسية للحل المنشود على قاعدة قسَم الشهيد "جبران تويني"، ألا وهو التوحّد.

 هذا التوحد شَرطه أن يكون قولاً وعملاً؛ آليّة تطبيقه هي الخطة الإنقاذية التي طرحها "حزب الكتائب" والتي تضمنت إعادة هيكلة الأمانة العامة بتشكيل قيادة عليا مصغرة لـ14 آذار، وحصر القرارات السياسية بهذه القيادة. أما ضمانة نجاحه فهي التزام جميع مكونات 14آذار بـ"لبنان أولاً" وخصوصًا "تيار المستقبل".

 هذا أقل ما يمكن تقديمه تجاه "ثورة الارز" وقاعدتها الشعبية النموذجية وشهدائها الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم لبقاء لبنان، ولا سيما أننا في مرحلة احتضار الامبراطورية الفارسية التي سينكسر هلال شّرها بتحرير سوريا من أنياب الأسد، وهي مرحلة في غاية الدقة والخطورة خصوصًا أن الحزب الإيراني سيسعى الى التعويض عن جزء بسيط من خسارته امتداده الاستراتيجي بانتزاع مكاسب وامتيازات على حساب الدستور اللبناني وبقية الطوائف... ما يحتّم علينا استثمار اللحظة وإدراك المخاطر وتوحيد الرؤية والتوحّد، وإلا فلا بديل عن النهوض بتحالف 14آذار سوى البكاء على لبنان وصرير الأسنان.

 ويبقى سؤال: هل "تيار المستقبل" قادر فعلاً على الالتزام بموجبات "لبنان أولاً" والتحرُّر من الإملاءات السعودية؟!

 

الهيئة العامة للثورة: حزب الله مع لواءين شيعيين يشاركون في معارك يبرود  

طالبت السعودية مجلس الامن باحالة مرتكبي الجرائم الانسانية في سوريا الى العدالة الدولية. وقال القائم بالاعمال السعودي في الامم المتحدة عبد المحسن الياس في رسالة وجهها الى مجلس الامن الدولي ان النظام السوري يواصل الاستعانة بقوات الحرس الثوري الايراني وميليشيات حزب الله واستباحة الارض السورية للاحتلال الاجنبي وتفتيت وحدة سوريا. ميدانيا، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان نحو 60 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 240 آخرين بجروح، بينهم حالات خطرة، جراء انفجار سيارة مفخخة قرب مسجد البراء في بلدة اليادودة في ريف درعا. وبينما واصل الطيران الحربي قصف أرجاء مختلفة بالبراميل المتفجرة، تمكن مسلحو المعارضة من قتل خمسة جنود على الأقل في حلب القديمة شمال البلاد. الى ذلك، فر أكثر من 2700 شخص من سكان منطقة القلمون الجبلية في سوريا إلى بلدة عرسال هربا من الغارات الجوية والمعارك في محيط مدينة يبرود في ريف دمشق وتخوفا من الهجوم الوشيك، بحسب ما ذكرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في موقعها على تويتر. الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في ريف دمشق عامر القلموني قال للجزيرة ان ثلاث جهات تشارك إلى جانب قوات النظام في معارك يبرود، وهي عناصر حزب الله، ولواء أبو الفضل العباس، ولواء ذو الفقار العراقي الشيعي. وكانت شبكة شام أكدت في وقت سابق أن منطقة القلمون تشهد حملة عسكرية كبيرة من قبل قوات النظام وعناصر حزب الله بغية عزلها عن لبنان وإغلاق المنفذ الوحيد عبر الجبال والذي تشكل فيه مدينة يبرود حجر الزاوية.

 

زهرا: لن نمنح الثقة لحكومة لايدرج إعلان بعبدا في بيانها الوزاري  

كشف عضو كتلة "القوات اللبنانية" أنطوان زهرا، أن "هناك فيتو من قبل قوى 8 آذار على المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي مرشح تيار المستقبل و14 آذار لحقيبة وزارة الداخلية في الحكومة التي يجرى التفاوض على تشكيلها". واستغرب زهرا في حديث لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" "تدخل تحالف 8 آذار بقيادة "حزب الله" في اختيار أسماء التي تطرحها قوى 14 آذار،  في حين أن 14 آذار لاتفعل ذلك"، متساءلا "أليس وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل اسم مستفز ومع ذلك لم تعترض قوى 14 آذار على اسمه ".   ورأى زهرا أن "موقف "حزب الله" يتراوح بين تعطيل تشكيل الحكومة او تشكيل حكومة يتحكم بها مثل الحكومة الحالية التي يرأسها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي". وحول موقف حزب "القوات اللبنانية" من الحكومة التي أعلن انه لن يشارك بها رغم مشاركة حلفائه في 14 آذار، لفت زهرا الى "إننا لن نمنح الثقة لحكومة يحوى بيانها الوزاري أي إشارة لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، حتى لو بشكل مبطن، ولن نمنح الثقة لحكومة لايدرج إعلان بعبدا الذي ينأى بلبنان عن الصراعات الخارجية في بيانها الوزاري"، موضحا أنه "إذا تحقق هذان الشرطان يمكن للقوات أن تمنح الثقة للحكومة رغم تشكيلتها الغريبة"، مرجحا "صعوبة تحقق هذان الشرطان وبالتالي صعوبة وصول هذه الحكومة إلى مجلس النواب إذا تم تشكيلها أصلا".

  ولفت زهرا إلى "تراجع فرص تشكيل الحكومة اليوم، لأن لو كان الامر كذلك لكان اجتمع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام مع رئيس مجلس النواب نبيه بري قبيل سفره"، مشيرا إلى أن "من الصعب توقع هل يمكن تشكيلها بعد رحلة برى التي تستغرق عدة أيام لأن التطورات السياسية باتت حادة في لبنان سلبا أو إيجابا".

 

دوليات

 

الاسد يسلح "داعش"باسلحة "ايرانية"   

كشفت مصادر واسعة الاطلاع أن عناصر تابعة للاستخبارات السورية تزود مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بأسلحة ايرانية المصدر، وذلك لمساعدتهم في مواصلة القتال ضد مجموعات المعارضة السورية الأخرى بما في ذلك الجيش السوري الحر، معتبرة ان النظام يحاول اطالة أمد الاقتتال بين "داعش" وجماعات المعارضة الأخرى بهدف إضعاف الجانبين. وبحسب صحيفة "الراي" فقد تساءل مراقبون عن سبب عدم تعرض مقار "داعش" حتى الآن إلى هجمات جوية من جانب القوات النظامية، مثلما تعرضت مقار جماعات المعارضة الأخرى، وذلك رغم كون مقار "داعش" معالم واضحة بسبب رفعها أعلاما سوداء، معتبرين ان الأسد يأمل هزيمة المعارضة المعتدلة بالنيابة عنه، وعند تلك النقطة ستدخل القوات النظامية السورية إلى ساحة القتال لتقضي على "داعش". ورات المصادر أن تسليح "داعش" ليس سوى حيلة من حيل اللعبة المزدوجة الخطيرة التي يلعبها نظام الأسد، لافتة الى وجود تقارير حديثة تبين أن نظام الأسد تعاون مع داعش ليحمي منشآت النفظ والغاز في المناطق الواقعة تحت سيطرة تلك الجماعة، كما أنه سمح لها ببيع منتجات نفطية من تلك المنشآت ذاتها.

وفي هذا الاطار، اعتبرت هذه المصادر ان الرئيس السوري ارتأى وفقا لحساباته أن أفضل أمل له كي يبقى في السلطة يكمن في أن يجعل من داعش قوة المعارضة الوحيدة، مشيرة الى انه بذلك فإن الولايات المتحدة وأوروبا الغربية لن تصرا على أن يتفاوض الأسد مع جماعة ارهابية، وبناء على ذلك فإن الأسد ستكون لديه حرية القضاء على آخر ما تبقى من الجيوب المقاومة لحكمه الاستبدادي، وأن يحتفظ بالسلطة المطلقة وكأن الانتفاضة لم تحصل مطلقا. واعتبرت المصادر أن عواقب استراتيجية الأسد تلك على المنطقة هي عواقب مقلقة، إذ أن دعم داعش في سوريا سيؤدي أيضا إلى دعم وتقوية داعش في غرب العراق، وقالت:" ما يجعل الوضع أكثر تعقيدا، أن بعض تلك الأسلحة قد يكون منشؤها هو إيران وجرى نقلها جوا إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي." المصدر : الراي 

 

أجواء تشاؤم تخيم على مفاوضات مؤتمر جنيف2

العربية.نت، جنيف - رويترز

تخيم أجواء تشاؤم على مفاوضات جنيف2، بشهادة وفدي النظام والمعارضة، على السواء يوم الجمعة، ففي حين قال لؤي الصافي إنه لم يتم الاتفاق بعد على جولة ثالثة للمفاوضات، أعلن فيصل المقداد أن المفاوضات لم تحقق تقدماً يذكر. وفي التفاصيل، نفى المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض في جنيف، لؤي الصافي، تحديد جلسة ثالثة للمفاوضات، رداً على سؤال يخص الأنباء التي راجت اليوم الجمعة، عن لقاء مرتقب غداً السبت بين طرفي الحوار. وأفادت موفدة "العربية" إلى جنيف في وقت سابق بورود أنباء عن جلسة مفاوضات بين وفدي الائتلاف والنظام السوريين غداً السبت، وقد تم إبلاغ أعضاء الوفدين بأن هناك جلسات وقد تكون ثلاثية، وتبعا لذلك، فقد تم إلغاء سفر بعض أعضاء الوفد اليوم الجمعة. ومن جهته، أوضح المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض في مؤتمر جنيف، لؤي الصافي، أن المفاوضات بين النظام والمعارضة متعثرة، وهذا ليس سرا، على حد قوله. وأضاف الصافي أن نظام الأسد لم يقدم أي رد إيجابي على مذكرة الائتلاف، مطالبا كل الشرفاء في العالم للدفع نحو استمرار الحل السياسي، لكنه سجل أن الموقف السوري ما زال على حاله لجهة النظام السوري. ومن جهته، أعلن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، في مؤتمر صحافي أن الطرف الآخر، يقصد المعارضة، جاء بأجندة غير واقعية، مصرا على البدء بالمفاوضات ببند مكافحة الإرهاب، على حد قوله.

ويرى المقداد أن إسرائيل تقف وراء كل ما حدث في سوريا، مؤكدا بالمناسبة استمرار تشاور نظام دمشق مع موسكو. وبالنسبة للمقداد، فإن النظام السوري مستعد لمناقشة المرحلة الانتقالية بعد الاتفاق على مكافحة الإرهاب، وأن مناقشة موضوع الإرهاب يخضع لازدواجية المعايير"، حسب قوله. وقال المقداد في المؤتمر الصحافي: "نعبر عن أسفنا العميق لأن هذه الجولة لم تقدم جديدا". وقبل ذلك، قال مسؤول في المعارضة السورية، الجمعة، إن الوسيط الدولي الاخضر الإبراهيمي يعتزم عقد جولة ثالثة من محادثات السلام مع اقتراب المفاوضات من انتهاء أسبوعها الثاني. وقال مفاوض المعارضة السورية أحمد جقل إن الابراهيمي أبلغ المعارضة أن المحادثات ستستمر وإنه ستعقد جولة ثالثة لكنه لم يحدد موعداً. وأضاف أنه ربما تعقد جلسة محادثات يوم السبت.

 

السيسي وصباحي.. أبرز الأسماء في انتخابات مصر القادمة

القاهرة - رندة أبوالعزم/العربية

تقترب الانتخابات الرئاسية المصرية، وأبرز المرشحين حتى الساعة هما المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي. المشهد السياسي في هذه الانتخابات يختلف عما كان عليه في 2012، ويترافق معه انقسام بشأن التحالفات وكتل الدعم، أما اللافت والأبرز فهو غياب مرشحين عن التيار الإسلامي. القائمة القصيرة للمرشحين مازالت في انتظار قرار الفريق سامي عنان، قائد الأركان السابق، الذي سيعلن موقفه بعد فتح باب الترشح أي بعد 17 فبراير الجاري. المشهد السياسي ومرشحو الرئاسة لعام 2014 جاء مختلفاً اختلافاً جذرياً عن قائمة طويلة ضمت 13 مرشحاً من تيارات متنوعة في انتخابات عام 2012. وتأتي أيضاً وسط حالة من الاستقطاب غير المسبوق في المشهد السياسي والمجتمعي بعد سقوط حكم الإخوان في 30 يونيو الماضي. يذكر أن المشير عبد الفتاح السيسي هو المرشح الأبرز والأقوى على الساحة بعد مطالبة قطاعات كبيرة له بالترشح تراه البطل الذي خلص مصر من حكم الإخوان. كما أن غياب مرشحي التيار الإسلامي يعد هو العنصر الأبرز في هذه الانتخابات، فجماعة الإخوان المسلمين صنفت بأنها جماعة إرهابية ومازالت تعتبر الرئيس السابق محمد مرسي هو الرئيس الشرعي. أما حزب "النور" السلفي فقد أيد قرار د.عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب "مصر القوية"، بعدم الترشح ويرى أن موقفه يفيد التيار الإسلامي. وانقسمت الأحزاب الناصرية وحركة "تمرد" حول دعم المشير السيسي أو حمدين صباحي، أما "جبهة الإنقاذ الوطني" التي تضم عددا من الأحزاب الليبرالية والمدنية فلم تعلن موقفها حالياً. وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة خرج ببيان ترك فيه للسيسي الحق في الاستجابة لنداء الواجب وضرورات الوطن في رسالة تنفي أي انقسام داخلها. ويرى الكثيرون أنه رغم شعبية السيسي التي تؤهله للفوز من المرحلة الأولى إلا أن وجود أكثر من مرشح بارز سيكون عاملا إيجابيا في عدم خروج هذه الانتخابات للمشير.

معركة انتخابية قوية

وتعليقاً على الموضوع، قال عبد الله السناوي، عضو "جبهة الإنقاذ الوطني"، في مداخلة مع قناة "العربية" من القاهرة اليوم الجمعة، إن المشير السيسي سوف يترشح مؤكداً أن هذا القرار قد حسم نهائياً. وأضاف: "هو يريد أن يتأكد أنه واقف على أرضية صلبة.. وهو يريد أن يطمئن على المؤسسة العسكرية قبل أن يتركها، حيث إنه لا يريد أن يواجه الانتقادات التي وجهت للمشير طنطاوي من قبله". وأكد السناوي أن السيسي سوف يستقيل مع نهاية شهر فبراير وبداية شهر مارس. أما عن فرص حمدين صباحي في الرئاسة، قال السناوي إن فرص السيسي أكبر بكثير من فرص صباحي، مضيفاً: "نحن أمام مرشح عتيد، حيث إن صباحي قد حل ثالثاً في الانتخابات الماضية.. نحن أمام مرشح قوي وله قاعدة شعبية كبيرة خصوصاً في أوساط الشباب.. وهو قادر على خلخلة جبهة السيسي"، مشيراً إلى أن المعركة ستكون صعبة للغاية خصوصاً مع مرشح مثل السيسي.

ومن جانبه، قال الدكتور شعبان عبد العليم، الأمين المساعد لحزب "النور" السلفي، في مداخلة مع قناة "العربية" من القاهرة، إن المشير السيسي له مؤيدين كثيرين، إلا أن الكثير منهم سوف يتخلون عنه بعد خلعه لزيه العسكري. وأكد أن المعركة ستعتمد على المرشحين الآخرين الذين سيخوضون الانتخابات، حيث إنه لا يمكن التنبؤ بالفرص الآن، إلا بعد أن يستقيل السيسي ويظهر بزيه المدني. وبسؤاله عن دعم حزب "النور" لأي مرشح، قال عبد العليم إنه لن يكون لحزب "النور" أي مرشح في الانتخابات القادمة، مضيفاً: "سندعم بقوة من سيثبت أنه الأصلح من خلال برنامجه الانتخابي". أشار أن حزب "النور" لن يقيم أي مرشح الآن لحين غلق باب الترشح وصدور القائمة النهائية للمرشحين ودراسة برامجهم الانتخابية.

 

 

أوباما يبحث مع العاهل الاردني الوضع في سوريا وعملية السلام

وطنية - يستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم، العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في كاليفورنيا، لبحث الازمة في سوريا وعملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية، قبل اجراء مشاورات مع اسرائيل والسعودية في الاسابيع المقبلة.

 

مقالات

 

القوات اللبنانية” تدعوكم الى هذه الوليمة

بقلم امجد اسكندر/كتب أمجد اسكندر في “المسيرة”: بعد مئة سنة قد لا يكون اسمه «حزب القوات اللبنانية». لكنه سيكون الحزب ذاته، بالفكر عينه، بالخط نفسه، وفي كل القرى والمدن والدول حيث ينتشر اليوم مناضلو «القوات اللبنانية». بعد مئة سنة قد يبقى الاسم ذاته، ولكن بمواقف مختلفة، وبشعارات جديدة، وبلغة سياسية لا تُشبه أية لغة قديمة. بعد مئة سنة، ستُذكر منا أسماء، وسيُكَرَّمُ قادة، وستوضع أزهار على ضرائح وأنصاب. ستُذْكَرُ أسماء قليلة، لكن المقصود بها كل أسمائنا، وكل عَرَقِنا، وكل الدّماء. المهم أننا بعد مئة سنة، سنكون هنا، حيث كنا، وحيث نحن، وحيث سنبقى. وبعد مئة سنة، سنبقى نسأل الأسئلة ذاتها: لماذا أُلقِيَتْ علينا تَبِعاتُ حراسَةِ التاريخ؟ وأُحجِياتُ أن نتفرد وننسجم. وتناقضاتُ أننا من الجبال ولا مفر لنا من بناء الجسور. ودوما ستراودنا أفكار مِنْ مِثْلِ: ما نفعُ أنْ تكونَ جسراً على جبل؟ بعد مئة سنة، قد نُهَجَّرُ ونُهاجِرُ من جديد. قد نموت ونحيا لنموت، وسنبقى نقول نحن نموت لنحيا. بعد مئة سنة سيبقى كل صباح يطلع علينا بمثابة عرس، لأننا لا نزال مسيحيين في مكان اسمه لبنان. وسنبقى نحب ونلجأ الى الصلاة في الليالي، لأن الليل يحمل الخوف والقلق. ونحن قوم نصلي كثيرا لنبقى على أرضنا، ونصلي قليلا لنصعد الى السماء. وهذا ليس بالأمر السهل ولا الجميل ولا المُفرح. مصاعب تلي مصاعب تلي مصاعب. نشعر في وعينا الباطني أننا لن نصعد الى السماء إلا من أرض هذا الوطن. نولد في أحياء المدن الفقيرة، لكننا نؤمن أننا خُلقنا من تراب قرانا البعيدة. نعيش في كل القارات، لكننا نرفض أن نُدفَنَ إلا بجوار سروة زرعها لنا السابقون. من أجل أرزة نموت، وتحت سروة نُدفَنْ. وكثر منا لم يصعدوا مرة الى أرز بشري ولا أرز جاج ولا أرز تنورين ولا أرز الباروك. الى هذه الوليمة تدعونا «القوات اللبنانية»، لكأننا منذ الف واربعمئة سنة نأكل على المائدة نفسها. مائدة شهدت ذات ليل عشاءً سرّياً في مكان ليس ببعيد. منذ الف واربعمئة سنة ونحن نَعُدُّ الزمن، مئة سنة وراء مئة سنة. ونتخذ لـ»القوات اللبنانية» أسماء كثيرة، ونعيش روعة أننا نتبادل معها  دفة التاريخ. فإن كنا تارة قَبلَها، لا يعني أنها لم تكن قبلَنا. وإذا كانت قبلَنا، لا يعني أننا وجِدْنا بعدَها!

 

مذكرة بكركي تبطل “ورقة التفاهم

”افتتاحية مجلة “المسيرة”: موقع القوات اللبنانية

جدّد الصرح البطريركي في بكركي تأكيد الثوابت التي درج عليها البطاركة الموارنة، وهذا دأبهم منذ وطأت أقدام الموارنة لبنان الى اليوم.

الكنيسة المارونية لم ولن تتخلّى عن دورها الريادي في الحفاظ على كينونة لبنان ارضاً وشعباً ومؤسسات، ألم يكن هذا دين بطريرك الاستقلال الاول وإعلان دولة لبنان الكبير، الياس الحويك، ألم يكن هذا نبراس البطريرك المعوشي، ألم يطلق الكاردينال مار نصرالله صفير شعلة الاستقلال الثاني، مؤذناً بإنطلاق ثورة الارز؟ وهذا ما أكمله مجلس الأساقفة الموارنة في المذكرة الوطنية التي تلاها الأربعاء الفائت الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وحدّد فيها ثوابت مارونية مسيحية ووطنية ووضع سقفاً  للقيادات المارونية واللبنانية لا يمكن تجاوزه الى ما هو دونه. المذكرة البطريركية، بهذا المعنى، وبوصفها صادرة عن أرفع مرجعية مسيحية، وضعت حدا لما يسمى ب «ورقة التفاهم»، بين «التيار العوني» و«حزب الله»، وأبطلت أي مفاعيل سابقة او لاحقة لهذه الورقة. فمذكرة البطريركية المارونية وفق تسلسل منطقها عادت باللبنانيين الى قرن مضى حين أعلن البطريرك الحويك أمام رئيس حكومة فرنسا عن «إحلال الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية»، وقد أكد الأساقفة الموارنة في مذكرتهم أولوية الهوية الوطنية السياسية في هذه اللحظة التاريخية بالذات، في زمن تتفلت فيه النزعة الى المواطنية الدينية على غالبية مكونات المجتمع اللبناني والمجتمعات العربية على السواء. المذكرة شددت على مفهوم «الحياد»، الذي رفعته الى مرتبة الميثاقية للمرة الأولى في تاريخ لبنان المعاصر. بعد ان طالبت «الجبهة اللبنانية» قبل اكثر من ثلاثة عقود بـ «حياد لبنان»، فتعالت يومها الأصوات المندّدة التي وصفت «الجبهة اللبنانية» بأحزابها المسيحية مجتمعة بالانعزال. وحياد لبنان كما تراه الكنيسة المارونية يضع الدولة ومؤسساتها في رأس سلّم اولويات الجماعة اللبنانية عموماً والمسيحية خصوصاً، وفي مقدّم هذه المؤسسات الجيش والقوى الأمنية، التي طالبت المذكرة بحصرية امتلاكها للسلاح، ما يرفع الغطاء عملياً عن «ورقة التفاهم» العونية مع «حزب الله» وينزع اي شرعية مسيحية أعطاها العماد عون لسلاح الحزب على حساب المؤسسات الامنية. ودعت مذكرة الكنيسة إلى «العمل على إصلاح إدارة الدولة وتحديثها باعتماد الكفاية العلمية والأخلاقية، واعتبار محاربة الفساد أولوية مطلقة، لأنه معطل أساسي لقيام الدولة». كما وتلتقي الكنيسة المارونية في طرحها هذا مع طموحات الشعوب العربية ولكن من زاوية مختلفة أكثر إنسانية وحضارية، مع التشديد على دور لبنان في نهضة الشعوب العربية في بحثها عن أنظمة معاصرة تليق بانسانيته وعراقته وتراثه، من دون أن تنزلق الكنيسة الى أطروحات التخويف من موجات «التكفيريين»، الطارئة على المجتمعات العربية، ومن دون كيل المدائح لأطروحات الممانعة والمقاومة، وحماية الأقليات. مذكرة بكركي لم تتطرق الى «المثالثة» او الى ضرورة إيجاد عقد اجتماعي جديد، بل دعت الى استكمال تطبيق اتفاق الطائف، وسدّ الثغرات الناجمة عن التطبيق الذي اعتمد الى الآن، فلا ثلثا معطلا للحكومات ولا تكرار ممجوجا لمقولات الأغلبيات العددية، او تحالف أقليات. يبقى أن هذه المذكرة التأسيسية لا تختلف في مضمونها عن نداء المطارنة الموارنة عام 2000، فكانت «القوات اللبنانية»، وقوى 14 آذار أول المرحّبين، والمنادين بتطبيق بنودها واعتبارها خارطة طريق لقادم الايام، في حين أن قوى 8 آذار ترواح موقفها من المذكرة بين حدَّي التزام الصمت على غرار المتضرر الأول، وهو «حزب الله»، او الموافقة الكلامية للعماد عون، والتي تتطلب أولا، من الجنرال وتياره، التخلي عن “ورقة التفاهم”، لكي يكون منسجما مع موقف الكنيسة، وإلا فإن موقفه لا يخرج عن إطار المناورة، والخروج على موقف الكنيسة.

 

لا تكونوا جبناء

حسن عبدالله

في الغرب يضخمون من أهمية وقوة وجبروت وعظمة أخصامهم وأعدائهم كي يصنعوا من أنفسهم أبطالا أسطوريون.. وفي لبنان يضخمون من أهمية وقوة وجبروت وعتية أعدائهم وأخصامهم لتبرير عجزهم وصنع الإنهزاميين والجبناء. في العام 2003 جعل الإعلام الأميريكي من جيش العراق رابع في العالم ومن الحرس الجمهوري قوات خاصة لا تضاهى في الفعالية والتدريب ومن الصعب مواجهتها دون توقع آلاف الإصابات في صفوف المهاجمين  ثم وقع الهجوم فوصلت القوات اللأميريكية إلى بغداد بأقل من 48 ساعة وانهار النظام ومعه الحرس الجمهوري وظهر الجيش الأميركي على أنه القوة العظمى الوحيدة التي لا تقهر والمتبقية في العالم...

طبعا كل ما قيل من قبل عن الحرس الجمهوري هو مبالغة إعلامية وبالنتيجة فإن بطولات الجيش الأميريكي كانت بطولات كاذبة ظهرت على حقيقتها مع مرور الوقت في العراق. والأعلام الأميريكي أظهر بن لادن على أنه أسطورة والقاعدة على أنها أخطر من الإتحاد السوفياتي في أعلى قمة وهجه فكان قتل بن لادن إنجاز للتاريخ  ومحاربة القاعدة (والتي هي فعلياً مجموعة فارطة يمكن "لشباب حي" من أحياء لبنان ان تهزمها منظمة عالمية تفوق منظمة الكوزانوسترا تنظيماً وتتفوق على كافة إجهزة الإستخبارات العالمية في التقنية والمعلوماتية والإنتشار) عملية جبارة تتطلب جهداً جباراً لا تيستطيع عليه إلا الأبطال... في لبنان يفعلون العكس، في لبنان يجعلون من أخصامهم أساطير كي يبرروا فشلهم (يا أخي مين قادر يوقف بوج سوريا) حكمتنا سوريا أربعين سنة، (يا أخي مين قادر يوقف بوج حزب الله والجيش شو طالع بإيدو). طلعت سوريا ودخل لبنان تحت حكم حزب الله والحرس الثوري الإيراني وأصبح مقياس البطولة في لبنان هو من يستطيع الهرب أو الأختباء أو التواري... يوم 7 أيار كان صنيعة جنبلاطية_برية بامتياز وكلها كانت قائمة على الوهم والتهويل الذي قاده جنبلاط كما كان مقرراً باستفزاز حزب الله و 8 آذار، ثم بالإنهيار في بيروت وطلب الحماية له وللحريري من الرئيس بري مباشرة على الهواء. صُنعت أسطورة 7 أيار وباتت سيفاً مسلطاً على رقاب الإستقلاليين وهي كلها في الواقع هراء في هراء. حزب الله هو ليس بهذه القوة، حزب الله هو نمر من ورق، والتنظيمات الإرهابية في لبنان هي كذبة كبرى ومخفر واحد لقوى الأمن الداخلي قادر على تنظيف لبنان من قذاراتهم، وما ينقص لبنان هو بعض الرجال ولا نقول هنا لشن الحروب، بل لفضح العونطة التي أكلوا بها رؤوس اللبنانيين منذ العام 1968 لليوم وإعادة الجميع لإحجامهم الطبيعة وقبل كل شيء إعطاء الدولة والقوى الأمنية حجمها الذي تستحق,وهيبتها المسلوبة بالغش والإحتيال

 

مواقف إيرانية تتخطّى وجود الدولة اللبنانية والصمت الرسمي تسليم بواقع لا يُمس

روزانا بومنصف/النهار

في مناسبة الذكرى الـ35 للثورة الاسلامية في ايران، رفع المسؤولون الايرانيون الامنيون والعسكريون سقف تحدياتهم وتهديداتهم للولايات المتحدة الأميركية واسرائيل في رسالة سياسية واضحة تستهدف كما تقول مصادر ديبلوماسية مراقبة الرأي العام الايراني في الدرجة الأولى نظراً الى ان هذه الذكرى تزامنت واعادة واشنطن الكلام على بقاء الخيار العسكري على الطاولة في التعامل مع الملف النووي الايراني. الأمر الذي وفّر للمسؤولين الايرانيين فرصة استعادة خطاب جماهيري من خلال استذكار العداء لاميركا وعدم التهاون او التنازل أمامها في مقابل المفاوضات التي استؤنفت من جهة وحرصاً على اعطاء صورة لا تسمح باستضعاف ايران في المنطقة في شكل خاص من خلال تأكيد مواجهة الولايات المتحدة وامتلاك القدرة لذلك من خلال ارسال سفن حربية بالقرب من المياه الاميركية على الواجهة الاطلسية. وهناك ارتباط يراه كثر بين تذكير ايران بموقعها وقوتها عطفاً على استمرار استبعادها عن مجريات المفاوضات مع سوريا ما دامت المواقف شملت اعلان عضو في مجلس الشورى الايراني تدريب 300 الف سوري و50 ألف عنصر من "حزب الله" ربطا بالحرب في سوريا في اشارة الى تمتع ايران بهامش القدرة والحركة فضلاً عن النفوذ الكبير.

وثمة مصادر أدرجت الكلام الايراني المرتفع بصراع داخلي بين القوى الامنية والاستخباراتية من جهة، والتوجه الذي يقوده الرئيس حسن روحاني الذي صدرت له مواقف بالتوازي مع التهديدات الايرانية تتحدث عن "مكتسبات ضخمة" حققتها بلاده في مفاوضاتها مع الدول الست داعياً "المحامين الايرانيين الى درس دقيق لفحوى اتفاق جنيف واطلاع الرأي العام عليه" من جهة أخرى، والذي يقول كثر انه صراع جدي وليس ظاهرياً وان يكن يظهر اعتماداً لسياسة الصقور والحمائم في التعامل مع الغرب ومع الاميركيين تحديداً من أجل عدم الاستخفاف بايران وقوتها العسكرية. وهذا أمر من حق ايران القيام به بغض النظر عن السياسات التي تعتمدها وما يمكن ان يكون من هذه المواقف موجها للاستهلاك الداخلي او الى الخارج الاقليمي أو الدولي.

الا ان ما لفت في المواقف الايرانية المعلنة بحسب المصادر المعنية هو تحذير ايران من ان تعرضها لهجوم سيدفع "حزب الله" اللبناني الى "تدمير" الدولة العبرية، مما قد لا يضيف كثيراً الى معلومات او تكهنات الكثيرين حول مرجعية الحزب خصوصاً انه سبق للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان شرح او جاهر بذلك في مناسبات عدة . الا ان قفز المسؤولين الايرانيين فوق لبنان الدولة أو وجود قرار لبناني كأنما لا وجود لهما في الاعتبارات الايرانية مسألة ترى المصادر وجوب ان تلقى اهتماما من المسؤولين اللبنانيين واستيضاح الرئاسة او القيادة الايرانية هذه المواقف التي تتجاهل سيادة لبنان واستقراره في حين ان الصمت على هذه المواقف يبدو وكأنه تسليم بواقع لا يمكن الدولة اللبنانية المس به او الاعتراض عليه علما انه لا يتصل بدفع او استثمار قدرة "حزب الله" كمقاومة في الدفاع عن لبنان في وجه اسرائيل بل عن ايران في حال هوجمت. وهذا الامر تقول المصادر ربما قد يزيد احراج الحزب في منطقه في هذا التوقيت مع انخراطه في الحرب السورية مما يوحي بانه بين الدفاع عن النظام السوري وعن ايران فان لبنان قد يكون في آخر سلم اولوياته في الحد الادنى، فضلاً عن ان المنطق الذي يدين به تسليح تنظيمات من مذاهب أخرى وفق ما يتهم بعض مسؤوليه دولاً اقليمية، لا يستوي ما دام تسليحه مرتبطاً بأسباب لا تتصل بالدفاع عن لبنان في الدرجة الاولى.

يضاف الى عوامل وجوب اهتمام المسؤولين اللبنانين بذلك ان المسألة ككل عبر المواقف الايرانية المعلنة تتحدى المبدأ الذي يحاول لبنان كدولة التمسك به لجهة تحييد نفسه عن محاور المنطقة والحرب فيها لمصلحة تجنيده في الحرب دفاعاً عن ايران، مما قد يعني استنتاجاً وصراحة ان ايران تتحكم بلبنان عملا بالمقولة التي بات يرددها مسؤولون فيها بوصولها الى المتوسط ولا ترعى او تدعم "حزب الله" فحسب.

وفيما يبدو الانشغال اللبناني الرسمي بتأليف الحكومة العتيدة سببا لعدم تسليط الانظار على المواقف الايرانية في الوقت الذي تلفظ حكومة تصريف الاعمال آخر أنفاسها، ترجح المصادر السياسية عدم رغبة المسؤولين التوقف عند هذه المواقف والتركيز عليها بالتزامن مع العملية القيصرية لتذليل العقد الحكومية وهدر فرصة مساهمة ايران في تمكين حلفائها وتحديداً "حزب الله" من تليين مواقفه من تأليف الحكومة حرصاً على عدم استفزاز مواقف معاكسة قد تعيد الامور الى الوراء، فضلاً عن ان الوضع حساس داخلياً على مستويات عدة خصوصا على المستوى المذهبي. ذلك علماً ان أياً من الافرقاء السياسيين لم يعلن موقفاً او يصدر تعليقاً على كلام المسؤولين الايرانيين على رغم سلبية ما يوحيه ذلك من التسليم بالنفوذ الايراني الذي حلّ مكان النفوذ السوري او بديلاً منه في لبنان وفق ما يرى كثر.

 

جولةُ العدالةِ الأولى

انطوان سعد/جريدة الجمهورية

"إذا كان للمجرم والظالم والجاني والقاتل ولأهل السلاح جولة فإنّ للعدالة والحق ألف جولة وجولة". بعد إستمرار إدلاء الشهود بشهاداتهم، خصوصاً في الجانب الفنّي المتعلّق بخبراء التصوير والغطس والمتفجرات والبصمات الوراثية، أثبتت هذه الشهادات بعض الوقائع:

أولاً: ثبُتَ أنّ التفجير حصل في سيارة الميتسوبتشي التي استُقدمت من معرضٍ للسيارات في طرابلس، في اليوم ذاته الذي تمّ شراء الخطوط الهاتفية بأسماء مستعارة واستخدمها المتهمون.

ثانياً: أثبتت فحوص البصمات الوراثية أنّ "أبو عدس" ليس الإنتحاري الذي فجّر نفسه في سيارة الميتسوبتشي.

ثالثاً: ثبُت إهمال بعض الأجهزة الأمنية الرسمية وفق ما جاء في تقرير المفتشية العامة الموقّع آنذاك من العميد أشرف ريفي، حيث تأكد إعطاء الأمر بإزالة السيارات من موقع الجريمة بعد تسع ساعات تقريباً على التفجير، الأمر الذي من شأنه إعاقة التحقيق وفيه محاولة لطمس الأدلّة جراء إدخال جرافات عبثت في موقع الجريمة، إضافة إلى الإهمال الفاضح لجهة الكشف غير الناجز والتأخر في العثور على الضحايا في موقع الانفجار.

إذ توفّي زاهي أبو رجيلي، بعد 12 ساعة على التفجير، وعُثر على جثث بعض الضحايا بعد يومين، وأحياناً بعد ثمانية أيام، وأحياناً بعد 16 يوماً (عبد الحميد غلاييني)، فيما بقيَ مصير البعض مجهولاً آنذاك (السيد فرحان أحمد العبس). وفي 14/3/2005، عند الساعة العاشرة والنصف ليلاً تقريباً، أزيل موكب الرئيس رفيق الحريري بعد ترك سيارة وأخذ أخرى مكانها لم تكن في الموكب، وتمّ إدخال جرافة في الليلة ذاتها إلى مسرح الجريمة راحت تعبث بالمكان، وفور عِلم وزير الداخلية آنذاك سليمان فرنجية أمَر بسحبها من مسرح الجريمة. كما تعمَّد بعض الأجهزة تسريب أخبار ملفقة حول "أبو عدس" والحجاج الأوستراليين وعن عملية إنتحارية، وتأخَّرت هذه الأجهزة في تحديد طريقة حصول التفجير، وفي تعيين محقق عدلي وتضارب عمل الأجهزة الأمنية من دون إتخاذ إجراءات في مستوى الحدث وضخامة الجريمة. وبعد الإستماع إلى ما يقارب الثلاثين شاهداً من متضررين ومتخصصين لبنانيين وأجانب، قرّرت غرفة الدرجة الأولى ضمّ ملف المتهم الخامس حبيب حسن مرعي وأعطت في هذا المجال مهلةً لفريق الدفاع لإعداد دفاعه بعد وضع خطة عمل في هذا الصدد، وفي الجلسة المقبلة التي حددت في 7 آذار بعد إستكمال تبادل اللوائح بين 20 و28 من الشهر الجاري. ها هو مسار العدالة يشق طريقه في الشرق الأوسط في إطار ذهنية جديدة عن العمل القضائي الذي يطبق أفضل إجراءات المحاكمة أمامه لا سيما أفضل إجراءات الدفاع، كلّ ذلك بما يحافظ على الحقوق والقيمة الإنسانية للإنسان وبما يتلاءم مع الشرع الدولية والأوروبية لحقوق الإنسان وبما يتلاءم مع احترام حقوق المتقاضين.

وها إنّ الحقائق بدأت تنكشف شيئاً فشيئاً فيخرج المستور ليصبح معلوماً ويلقى الضوء على كل ما اعترى هذه الجريمة من غموض، ونعلم الحقيقة لكي لا يعتقد القاتل أنه سيبقى خفيّاً وصعب المنال، وسينكسر ظلمه وجوره ولو بعد حين.