المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 07 كانون الثاني/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/رسالة يوحنا الأولى/الفصل الثاني من 18-29 /المسحاء الدجالون

*قراءة دينية وتاريخية في عيد الغطاس/الياس بجاني/06 كانون الثاني/14

*بالصوت/قراءة دينية وتاريخية في عيد الغطاس/الياس بجاني/06 كانون الثاني/14

*السيادي بامتياز محمد عبد الحميد بيضون في شهادة مستمرة للحق/الياس بجاني

*فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع السياسي اللبناني المميز محمد عبد الحميد بيضون/06 كانون الثاني/14

*بالصوت/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع السياسي اللبناني المميز محمد عبد الحميد بيضون ومقدمة للياس بجاني/06 كانون الثاني/14

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/06 كانون الثاني/14

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*واقع لبنان التعيس هو من صنع أيدينا فنحن ولينا علينا ووالينا من هم على شاكلتنا تعاسة وتجارة وقلة إيمان وخور رجاء/الياس بجاني

*من تلفزيون المستقبل/فيديو مقابلة مع روجي بجاني/06 كانون الثاني/14

*مقالة لعلي الأمين وتعليق للياس بجاني

*المسيحيون من الضحية الى انتفاضة الكيان/علي الأمين

*رئيس الجمهورية ميشال سليمان يرد على الراعي حكوميا وعلى حزب الله سعوديا

*اصابة عسكريين بالقاء قنبلة على آلية للجيش في طرابلس

*سليمان بحث وسلام في الأوضاع ومراحل تشكيل الحكومة العتيدة

*بري يطرح صيغة 8-8-8 الحكومية "مع تدوير الزوايا"

*فتفت: موضوع تشكيل الحكومة سياسي بامتياز

*المحكمة الدولية تعقد جلسة تحضيرية ثالثة في 9 كانون الثاني

*صقر فتح تحقيقا حول ما ورد من تهديدات متبادلة للسجناء

*امانة 14 اذار علقت اجتماعاتها في الاشرفية بسبب خطورة الاوضاع الامنية واستعاضت عنها باخرى سرية

*كيف تتعايش شخصيات 14 آذار مع التهديدات اليومية؟

*تبادل اتهامات إيراني - سعودي حول دعم الماجد

*ما جديد المعطيات في ملف ماجد الماجد؟

*قائد الدرك: التهديدات داخل السجون مسرحية بكل ما للكلمة من معنى

*الاحتقان السني الشيعي ينتقل إلى داخل السجون...

*هل صحيح ان طمع سياسي تسبب بحرق مكتبة السائح

*المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي زار السعودية: للجيش اللبناني أهمية قصوى من أجل الإستقرار

*السعودية جددت استنكارها للتفجيرين الأخيرين في لبنان: ندعو كل الأطراف اللبنانية إلى تغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية الضيقة

*السعودية تؤكد ضرورة بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية

*السفراء والسياسيون في لبنان يشدّدون إجراءاتهم الأمنية

*تحريك الـ1559 لتجريد "حزب الله" والمجموعات الإرهابية من السلاح

*حملة اغترابية لإنقاذ لبنان

*"حزب الله" حليف "داعش".. وأيام الغضب تنطلق الجمعة!

*الأنباء”: “14 آذار” لا تميل للأخذ بصيغة الوزير الملك

*ارسلان لسليمان: حكومة الأمر الواقع غير دستورية ولا قيمة لتوقيعك إذا كان المرسوم مخالفا للدستور

*آرام الأول في قداس الميلاد: تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للبلاد أولويتان ملحتان

*المفتي قباني استقبل وفدا من حزب الله جاء مستنكرا حادثة الخاشقجي عمار: العلاقة مع المفتي في حال تطور دائم

*زهرا: نرفض أي تدخل خارجي لأننا لسنا موظفين عند أي جهة لنلبي رغباتها

*الحوري اعلن تلقيه اتصالات ورسائل شتائم

*زهرمان: مكابرة حزب الله ستؤدي الى مزيد من الأحداث الأمنية

*يزبك: سننتصر في سوريا ولبنان وفلسطين والمنطقة

*منصور: وفاة الماجد ضربة للعدالة وسلاح المقاومة يسحب فقط عندما تتخذ سياسة دفاعية يتوافق عليها كل الافرقاء

*الراعي:المسيحيون مدعوون لمواصلة ثقافة السلام وسط الحرب وثقافة العدالة وكرامة الإنسان وسط الظلم والتحقير

*الامم المتحدة توجه الدعوات وايران ليست على لائحة المدعوين الى مؤتمر السلام حول سوريا

*المعارضة تحاصر "داعش"!

*سليمان "الزغير" مرشّح "أوحد" للرئاسة و"مون جنرال" محبط!/مروان طاهر/

*فضيحة إردوغان-زنجاني، وانقلاب روحاني على "دولة قاسم سليماني العميقة"

*الراي الكويتية/حزب الله: نملك «ياخونت» والتحديث عليه ... وصواريخ بحرية أخرى

رسالة شكر إلى داعش/غسان شربل/الحياة

*جعجع لـ”الأخبار”: نرفض أي مسعى أوروبي للاتفاق المسبق على الرئيس ولا لحكومة جامعة/هيام القصيفي/الأخبار

*أدلة لدى المحكمة الدولية عن تورط وفيق صفا باغتيال الحريري كشف عنها الشاهد الملك مع تسجيلات تثبت ضلوع قادة أمنيين لبنانيين وسوريين في الجريمة/حميد غريافي

*هي بغداد لا بيروت/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*القاعدة» أو مكتب الخدمات القديم/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*مقاومة.. ممانعة ومتانحة/هيثم المالح/الشرق الأوسط

 

"تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/رسالة يوحنا الأولى/الفصل الثاني من 18-29 /المسحاء الدجالون

أبنائي الصغار، جاءت الساعة الأخيرة. سمعتم أن مسيحا دجالا سيجيء، وهنا الآن كثير من المسحاء الدجالين. ومن هذا نعرف أن الساعة الأخيرة جاءت. خرجوا من بيننا وما كانوا منا، فلو كانوا منا لبقوا معنا. ولكنهم خرجوا ليتضح أنهم ما كانوا كلهم منا. أما أنتم، فنلتم مسحة من القدوس، والمعرفة لدى جميعك. وأنا أكتب إليكم لا لأنكم تجهلون الحق، بل لأنكم تعرفونه وتعرفون أن ما من كذبة تصدر عن الحق. فمن هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح. هذا هو المسيح الدجال الذي ينكر الآب والابن معا. من أنكر الابن لا يكون له الآب، ومن اعترف بالابن يكون له الآب. أما أنتم فليثبت فيكم الكلام الذي سمعتموه من البدء. فإن ثبت فيكم ما سمعتموه من البدء، ثبتم في الابن والآب. وهذا ما وعدنا به، أي الحياة الأبدية. أكتب إليكم بهذا وقصدي أولئك الذين يحاولون تضليلكم. أما أنتم، فالمسحة التي نلتموها منه ثابتة فيكم، فلا حاجة بكم إلى من يعلمكم، لأن مسحته تعلمكم كل شيء، وهي حق لا باطل. فاثبتوا في المسيح، كما علمتكم. نعم يا أبنائي، اثبتوا فيه حتى إذا ظهر المسيح كنا واثقين ولن نخزى في بعدنا عنه عند مجيئه. وإذا كنتم تعرفون أن المسيح بار، فاعرفوا أن كل من يعمل الحق كان مولودا من الله.

 

دايم دايم: ليكن سرورُكم واغتباطكم دائماً
قراءة دينية وتاريخية في عيد الغطاس/الياس بجاني/06 كانون الثاني/14
بالصوت/قراءة دينية وتاريخية في عيد الغطاس/الياس بجاني/06 كانون الثاني/14
مقدمة/يقع في السادس من كانون الثاني تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن.  وقد جاء في إنجيل القدّيس لوقا3/15-22: "وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ». وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت».

السيادي بامتياز محمد عبد الحميد بيضون في شهادة مستمرة للحق
فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع السياسي اللبناني المميز محمد عبد الحميد بيضون/06 كانون الثاني/14

بالصوت/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع السياسي اللبناني المميز محمد عبد الحميد بيضون ومقدمة للياس بجاني/06 كانون الثاني/14
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/06 كانون الثاني/14
نشرة الأخبار بالإنكليزية

السيادي بامتياز محمد عبد الحميد بيضون في شهادة مستمرة للحق
الياس بجاني/06 كانون الثاني/14/كما عودنا السيادي بامتياز محمد عبد الحميد بيضون وفي مقابلة له أجراها أمس عبر تلفزيون المستقبل قال بصوت عال وبشجاعة وإحساس لبناني خالص ما يجب قوله دون مواربة أو مسايرة أو تملق في شأن كل الملفات الساخنة على الساحة اللبنانية بدءاً بجرائم الإغتيالات واحتلال حزب الله لوطن الأرز وتشكيل الحكومة والحرب في سوريا ومروراً بهرطقات بري وجحود الطاقم السياسي العفن وانتهاءً بالخطر الإيراني وبتردد وعدم شفافية قادة ثورة الأرز. باختصار لبنان بحاجة إلى طاقم من السياسيين ورجال الدين الذين هم من خامة بيضون وليس من خامة الشارد والإسخريوتي بشارة الراعي وباقي الشاردين والمغربين من رجال الدين والسياسة والمسؤولين. كيف نكون يولى علينا فلنولى علينا من يخافون الله ولا يعبدون تراب الأرض ولا يشوهون الحق ويشهدون للحقيقة ومن غير ربع المرتزقة والطرواديين والملجميين.

واقع لبنان التعيس هو من صنع أيدينا فنحن ولينا علينا ووالينا من هم على شاكلتنا تعاسة وتجارة وقلة إيمان وخور رجاء

الياس بجاني/07 كانون الثاني/14/ نعم وألف نعم ودون خجل إن واقع وطننا التعيس والمأساوي والإحتلالي الواقع فيه منذ سنين هو من صنع أيدينا نحن الأكثرية من المواطنين، ومن نتائج عقليتنا الغنمية والمصلحية، والأخطر من نتاج حالة الغباء الوطني والسياسي التي نسبح في أوحالها مدعين الفهم وسعة الإطلاع والتشاطر. واقعنا التعيس وهو واقع وقعنا فيه بسبب قادة دينيين اسخريوتيين قبلنا التطبيل لهم ونحن ندرك أنهم فجار وتجار وشاردين من أمثال الراعي الذئب والعجوز المتصابي وبسبب غض الطرف عن مطارنة ترابيين من أمثال درويش ونصار ومظلوم. نحن نتحمل المسؤولية لأننا فرحنا وطبلنا لجنون عون، وسررنا بتبعية سليمان فرنجية، ولم نقاوم خنوع وخضوع طاقم سياسي عفن، ولأننا توقعنا الخير من المسؤولين المرتشين الذين لا يعرفون معنى المسؤولية ولأننا قبلنا أن نكون في أحزاب شركات. نعم نحن نتحمل المسؤولية لأننا نرى في اذرعه حزب الله من المدجنين والوقحين وأصحاب الألسنة السليطة من أمثال بري وجنبلاط  وأرسلان قوماً من الشطار الذين في عقولهم صحون لاقطة. وبالتأكيد بسبب إيرانية حزب الله الإرهابي الذي يحتل لبنان ويأخذ طائفة بأكملها رهينة ويعمل دون رادع على تفكيك وطننا وضرب كياننا وتهجيرنا وسرقة أرضنا وتصحير عقولنا. ونعم نحن مسؤولين لأننا لا نحاسب 14 آذار على أخطائها والخطايا. نعم نحن من فصيلة الأغنام تحت مسمى مواطنين نتلذذ بحبال وتبن المعالف والزرائب ونبايع ع عماها من يجرنا إلى المسالخ دون اعتراض ونقول لهم بالروح وبالدم نفديكم. وهل بعد نستحق وطناً؟ لا والله لا نستحقه

 

من تلفزيون المستقبل/فيديو مقابلة مع روجي بجاني/06 كانون الثاني/14

مقابلة مميزة بطريقة مقاربتها للمأساة اللبنانية المزمنة. أتمنى على الأكثرية اللبنانية المحررة من التبعية  الغنمية للقيادات السياسية العفنة ومن كفر رجال الدين الإسخريوتيين، أتمنى أن يستمعوا للمقابلة ومنها يتعلمون كيف تكون حاسة النقد محررة

 

مقالة لعلي الأمين وتعليق للياس بجاني

http://www.metransparent.com/spip.php?article24091

مقالة محزنة  وصادمة لكنها تحاكي واقعنا التعيس وهو واقع وقعنا فيه بسبب قادة دينيين فجار وتجار من أمثال الراعي الذئب والعجوز المتصابي ومظلومه ونصاره الحاقدين، وبسبب جنون عون واسخريتية فرنجية وخنوع وخضوع طاقم سياسي عفن وجماعة من المسؤولين الذين لا يعرفون معنى المسؤولية. وهنا لا ننسى المدجنين الوقحين بري وجنبلاط. وبالتأكيد بسبب حزب الله الذي يحتل لبنان ويأخذ طائفة بأكملها رهينة ويعمل على تفكيك كيان وطن الأرز . أما غنمنا من المواطنين فهم  يتلذذون بحبال وتبن المعالف والزرائب.  وهل بعد نستحق وطناً؟ لا والله لا نستحقه

 

المسيحيون من الضحية الى انتفاضة الكيان؟

علي الأمين/البلد/الاثنين 6 كانون الثاني (يناير) 2014

هل ثمة من رجالات الساسة المسيحيين، وفي الكنيسة تحديدا، من يسعى ويستطيع ان يعيد الاعتبار لمشروع لبنان الكيان والدولة والدور؟ ثمة قلق غير مسبوق على بقاء الكيان اللبناني واستمراره في حدوده الجغرافيه الحالية، وفي خريطته الديموغرافية التي نشأ على اسسها العام 1920، فضلا عن صيغته. والأكيد أنّ اللبنانيين في العموم لم يطأوا هذا الشعور الحقيقي حتى في اقسى الحروب الداخلية التي مرت على لبنان منذ العام 1975، وفي اشد الاعتداءات الخارجية عليه منذ الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 وصولاً الى عدوان تموز 2006، مرورا بكل الحروب السورية والفلسطينية التي خيضت في لبنان بعناوين شتّى.

وثمة سؤال يطرح: هل سيحتفل اللبنانيون كشعب واحد ودولة واحدة، وضمن حدوده الدولية المعروفة، بالذكرى المئوية لتأسيس دولة لبنان الكبير بعد ست سنوات العام 2020؟ ام أنّ ذلك العام سيكون لبنان الكبير قد صار شيئاً آخر، دولة لاجئين، وارض مهاجرين، وبلاد انصاب الشهداء وشوارعهم، او دويلات مذهبية وطائفية تستقوي على بعضها وتنشد ودّ من كان عدّواً ضد اعداء جدد كانوا لرعاياها يوما ما اصدقاء ومواطنين، بل كان آباؤهم واجدادهم شعبا واحدا في دولة واحدة. الخريطة المذهبية ترسم بالدم المجبول بالحقد حاليا. وهذا الاحتدام المذهبي، وان حاول البعض التعمية عليه بعناوين سياسية وايديولوجية، الا انه يحتل مكانة غير مسبوقة في لبنان ولا يزال يتمدد: في السلوك، في لغة الشارع، في تشييع "الشهداء"، في تعظيم الشعائر الدينية التي تزيد من انشداد العصب المذهبي، وفي ذهنية الالغاء. وهذا الاحتدام يرذل كل ما يفضي الى تظهير الجوهر الاجتماعي والثقافي لمعنى التدين وغايته في تكريم الانسان كانسان واخراجه من الظلمات الى النور. بالتأكيد لا نريد التصديق، لكنها الحقيقة انّ عنفاً مذهبياً يمارس على الجميع، وأولهم اولئك الفتيان الذين يمارسون فعل القتل. وهم يظنون انهم يؤدون بذلك فريضة الاجلال الى الله والدين، يمارسون فعل الابتهاج او الشماتة المعلنة والمبطنة كلما اصاب مكروه الطرف الآخر ولو كان المصاب اطفالا او شبابا او شيبا من الابرياء.

قد اصاب الحقد مقتلا في وجدان اصحابه. هذا الوجدان الذي صار معيار تحديد الجريمة لديه حيال اي عمل يستهدف حياة الآمنين من الناس. هي هوية القتيل اوهوية القاتل، وبناء عليه يبحث كلّ منا عن اسباب تخفيفية للقاتل اذا كان "منّا" وصولا الى تبرئته بل وجعله مثالاً للشجاعة. وهناك البحث عن اسباب لمزيد من شيطنة القاتل ان كان من الطرف المقابل. ولكم في تفجيرات الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة طرابلس نموذجا عن كيف كانت حال مشاعرنا وألسنتنا في التبرئة والتجريم وفي التأليه والشيطنة. هذا السلوك هو مؤشر صريح الى الموت الذي يدفع اليه لبنان. ولو كان البعض يسميه "طريق الشهادة". فهذا ما يؤكد انّ مفهوم الشهادة في هذا الزمن صار ملازما لمعنى الموت: شهيد يقتل شهيدا. واثبتت الوقائع انّ القابضين على الاسلام والحقيقة الدينية لديهم ما يغنيهم عن اعادة النظر في خياراتهم وسلوكهم السياسي. فهم بهذا الدين يستطيعون سوق بعض الناس الى اقصى مما يحلمون، اي الى الموت، ما داموا يملكون ما يملكون من عدّة استغلال الدين وتطويعه من اجل حسابات سياسية او شخصية.. ما يكفيهم للذهاب بهؤلاء الضحايا الى حيث يريدون.

هذه المواجهة، ان سماها البعض "قتالا ضد التكفيريين"، فقد سماها البعض الآخر "قتالا ضدّ الكفار والمعتدين". وهي تسميات تطلع من بئر الفتنة المذهبية الآسنة، ويعرف الجميع انّها ليست الا محاولات لفظية للهروب من الفتنة السنية - الشيعية، فيما الكلّ مندفع، بعدّته القتالية المذهبية، نحوها. ولأنّ مسار الاحداث يشير الى انّ كل طرف من اطرافه لا تعوزه الاستعدادات والقوة للذهاب نحو مزيد من المشاهد الدموية من لبنان نحو سورية وبالعكس، ولأنّ هذا الواقع وتداعياته تهدد اسس لبنان الكبير وصيغته، تصبح المسؤولية المسيحية التاريخية اكبر من ان يستسلم رموز المسيحيين ومؤسساتهم الى ذهنية الضحية، وتتجاوز سلوك الاصطفاف في اقتتال يفتقدون التأثير فيه وتوجيهه، ويصبح استسلاما الركون الى مقولة "حلف الأقليات" ومتطلباتها. هي دعوة تنطوي على اقرار بأنّ طرفي الصراع المذهبي مأزومان في لبنان، وعاجزان عن ايجاد مخارج للازمة بغير الاقتتال والنبذ. وهي مخارج لا يمكن ان يكون مسيحيو لبنان بمنأى عنها، بل ربما ضحيتها الاولى. لذا يحتاج المأزومان الى الخروج من المأزق، وهناك حاجة مسيحية لاستعادة الدور التأسيسي مجددا للبنان. وهذا يتطلب انتفاضة لبنانية تبدو شروط قيادتها التاريخية اليوم مسيحية أولا، نابعة من الكيانية اللبنانية، تلك التي يمكن ان تشكّل الفرصة لقيامة لبنان الدولة، غير المختزلة بطائفة او حزب او دين.

 

رئيس الجمهورية ميشال سليمان يرد على الراعي حكوميا وعلى حزب الله سعوديا

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان لدينا حساب أَمام الشعب نؤَديه حول الشأن الوطني. كذلك علينا أَن نحترمَ ذكاء المواطنين ونصدقهم القول والفعل. وسأل: هل يسمح لنا ان نكون اقل حرصاً على وطننا من حرض المجتمع الدولي والدول الشقيقة على استقرارنا السياسي والامني والاقتصادي؟ وهل يعقل ان تكون مبادرة مجموعة الدعم الدولية والمملكة العربية السعودية وايطاليا قريباً لدعم لبنان وجيشه تهدف الى التمديد، او الى المقايضة بحكومة من لون معين وشكل معين، سياسية كانت ام حيادية ام تكنوقراط؟ وهل يمكن اقناع الناس ان هذه الدول بحاجة، من اجل استقرارها، الى التمديد لرئيس الجمهورية ام الى حكومة معينة في لبنان؟ وتابع الرئيس سليمان: هل في حال عدم التوافق على حكومة جامعة كما اردت طوال عشرة شهور، يحتّم علينا ان نبقى دون حكومة؟ هل يقتصر دور رئيس الجمهورية على ان يستمر في رفض التشكيلات التي يقترحها رئيس مكلف من 124 نائباً؟ الا يحق للبنانيين الذين لا ينتمون الى اطراف واحزاب سياسية، ان يساهموا من ضمن حكومة حيادية بإنهاض البلد وحمايته؟ هل هم محرومون من حقوقهم الوطنية والسياسية؟ واذ لفت الى ان المواطن اللبناني اذكى من ان يقتنع بأن تشكيل الحكومة يتحكم بانتخاب الرئيس، اشار الى ان باب التشاور ما زال مفتوحاً ونأمل في ان يتوصل رئيس الحكومة المكلف في اقرب وقت ممكن الى ايجاد صيغة جامعة تخرج البلاد من ازمتها الدستورية، وتساهم في مواجهة التحديات العديدة التي تعترضنا على الصعد الامنية والاقتصادية اضافة الى مشكلة اللاجئين السوريين.

وامل الا يسمح الشعب اللبناني بخطف احلامه وتعريض مستقبله ومستقبل ابنائه للخطر، من قبل من يسعى لجرّه نحو منزلقات الفتنة والاقتتال.

كلام الرئيس سليمان اتى خلال رعايته افتتاح مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان.

الوصول

وكان رئيس الجمهورية وصل الى مقر الغرفة الثالثة والربع بعد الظهر حيث كان في استقباله رئيس الغرفة محمد شقير. ثم دخل الى قاعة الاحتفال التي غصت بالمدعوين: رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، وزراء ونواب حاليون وسابقون، اضافة الى شخصيات رسمية وسياسية واقتصادية وامنية.

محمد شقير

وبعد النشيد الوطني، القى رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير كلمة شدد فيها على اهمية حضور الرئيس سليمان هذا الاحتفال، وهي الزيارة الاولى لرئيس للجمهورية لهذه الغرفة. وانتقد التعرض لموقع الرئاسة، معلناً وقوف غرف التجارة الى جانب الرئيس سليمان. كما دعا الى تشكيل حكومة للمساعدة على تحسين وتعزيز الوضع الاقتصادي الذي يعاني من مشاكل غير خافية على احد.

الوزير نحاس

وبعد شريط مصور عن الاقتصاد اللبناني وخدمات غرفة التجارة والصناعة والزراعة، القى وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال نقولا نحاس كلمة، عرض فيها حاجات الغرفة وضرورة تعزيز عملها وقدراتها لما فيه مصلحة الاقتصاد اللبناني بشكل عام. كما لفت الى قدرة رئيس الجمهورية على المحافظة على الوضع في لبنان وحكمته في ادارة البلاد في ظل اوضاع حرجة ودقيقة.

الرئيس سليمان

ثم القى الرئيس سليمان الكلمة التالية:

"يسرّني أن أفتتح معكم اليوم، بعد تحديثه، مقرّ غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، وأن نجدّد معاً، التزامنا كلّ مبادرة إيجابيّة وبنّاءة، وعزمنا على مواصلة العمل، من أجل ترسيخ مداميك استقرارنا وتقدّمنا.

ينطوي الحدث على معانٍ عديدة، أحدها المقدرة على تغذية قدرات التطوّر، من خلال الجذور المغروسة في العراقة والتاريخ، إذ أُنشئت غرفة بيروت في العام 1887، وافتُتح هذا المقرّ بالذات عام 1972، وها نحن ندخل به إلى العالم الرقمي. والعبرة الأخرى هي في التوافق الكفيل بتحقيق المصلحة العامة، وتخطّي الخلافات، إذ نجح أعضاء الغرفة ومجالس إدارتها المتتالية، في تثبيت روح التعاون والاخوة والتضامن في ما بينهم.

أيّها السيّدات والسادة،

نواجه اليوم، مجموعة من التحديات، ومنها معضلة اللاجئين السوريين، والتداعيات السلبيّة للأزمة السوريّة.

كذلك يتوجّب علينا، تكثيف الجهود لضبط الأمن ووقف التفجيرات الإرهابيّة، كالتي حصلت في الاسبوع الفائت، من اغتيال للوزير شطح، وتفجير في حارة حريك، اوديا بحياة عشرات المواطنين الابرياء، ومحاولة قتل الكلمة من طريق احراق مكتبة السائح للاب سرّوج، والتخفيف من حدّة الخطاب السياسي، وجمع الشمل وذلك في إطار «إعلان بعبدا»، ولا بد من ان نسأل انفسنا هل بذلنا الجهد المطلوب لحماية وحدتنا الوطنية؟ هل تصرفنا بمسؤولية توازي التكليف الذي منحنا اياه المواطنون المؤيدون والمحازبون؟ هل ندرك ان الاشلاء التي تتطاير في لحظة انفجار وكائنا من كان الفاعل ، قد تكون لعزيز او حبيب او مؤيد او محازب؟

 أما التحدي الثالث، فهو ضرورة القيام، بورشة إصلاحيّة شاملة، تهدف إلى إطلاق رؤية اقتصاديّة خلاّقة، تتناغم مع الواقع، وتعدّ لمستقبل حاضن لتنمية مستدامة، تكافح البطالة والفقر وتؤمّن الرفاهية والتقدّم.

إنّ الطريق لتحقيق هذه الأهداف، يمرّ حكماً عبر مؤسسات قويّة متراصّة، تقوم بدورها الدستوري على الصعيدين التشريعي والتنفيذي، وتلتقي إنتاجيّاتها بإنتاجيّة قطاع خاص، لا بدّ من إشراكه في وضع السياسات الملائمة، بعيداً من السياسة، ويستحيل ذلك من دون تشكيل حكومة قادرة على إدارة الشأن العام، وإعادة طمأنة المستثمرين، ومواكبة الاستحقاقات الدستوريّة، من انتخاب رئيس للجمهوريّة، وتنظيم انتخابات نيابيّة، تُشكل على أثرها حكومة، يفترض بها إعادة بناء الثقة وصوغ بيان وزاري، تبرز فيه المراحل العمليّة الواجبة التنفيذ، تمكيناً لاستكمال عمليّة الاستنهاض والإنقاذ.

سيداتي سادتي

لدينا حساب امام الشعب نؤديه حول الشأن الوطني . كذلك علينا ان نحترم ذكاء المواطنين ونصدقهم القول والفعل. فهل يسمح لنا ان نكون اقل حرصا على وطننا من حرص المجتمع الدولي والدول الشقيقة على استقرارنا السياسي والامني والاقتصادي؟

بالله عليكم هل يعقل ان تكون مبادرة المجموعة الدولية والمملكة العربية السعودية وايطاليا قريبا، لدعم لبنان وجيشه تهدف الى التمديد؟ او الى المقايضة بحكومة من لون معين وشكل معين؟ سياسية كانت؟ ام تكنوقراط؟ ام حيادية؟

هل نستطيع اقناع الناس، ان هذه الدول، هي بحاجة، من اجل استقرارها الى التمديد لرئيس الجمهورية ام الى حكومة معينة في لبنان؟.

وبالتالي ايها السادة، هل ان ابقاء الوطن من دون حكومة جديدة وابقاء الحكومة المستقيلة، وانا وقعت مراسيمها، يؤمن انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 ايار ام العكس؟ وهل انه في حال عدم التوافق على حكومة جامعة كما اردت طوال عشرة شهور يحتم علينا ان نبقى من دون حكومة؟ هل ان التوافق على الحكومة يعني تحقيق الوفاق الوطني؟ هل اذا تعذر تشكيل حكومة سياسية جامعة، الا يحق للبنانيين الذين لا ينتمون الى اطراف واحزاب سياسية، ان يساهموا من ضمن حكومة حيادية بإنهاض البلد وحمايته؟ هل هم محرومون من حقوقهم الوطنية والسياسية؟ وهل هؤلاء يضربون الوفاق الوطني هم وحدهم؟

بالله عليكم ، هل يقتصر دور رئيس الجمهورية على ان يستمر في رفض التشكيلات التي يقترحها رئيس مكلف من قبل 124 نائبا؟

وما هي المدة القصوى التي يملكها رئيس الجمهورية في التأجيل اذا لم يكن في يديه حل اخر؟

هل انتم مقتنعون ان تشكيل الحكومة يتحكم بانتخاب الرئيس؟ كلا، المواطن اذكى من ذلك.

المواطن يعلم كيف تم تعطيل الاستحقاقات، وكيف تم اللجوء الى التمديد، وتعطيل المجالس، وافقاد النصاب، الى ما هنالك من صعوبات وتعقيدات...

رغم ذلك، فإن باب التشاور ما زال مفتوحاً ونأمل في ان يتوصل رئيس الحكومة المكلف في اقرب وقت ممكن الى ايجاد صيغة جامعة تخرج البلاد من ازمتها الدستورية.

سيداتي سادتي

 لقد قامت الدولة منذ مطلع هذا العهد، بطرح إطار شامل، للعمل الوزاري والتشريعي الخاص بالشأن الاقتصادي.

تمّ التأكيد أولا،ً أنّه لا بدّ من وضع تصوّر يسمح بالحدّ من التقلّبات، من طريق تركيز مصادر الثروة الإنتاجيّة، من صناعة وتجارة وزراعة، وذلك لإعادة توازن فُقد لمصلحة الاقتصاد الريعي والخدمات على أن يبقى الحرص قائماً على الحفاظ على حيويّة القطاعات العقاريّة والمصرفيّة.

إنّ أوّل شرط لذلك، هو استقطاب الاستثمار، وإقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتسهيل وتسريع تطوير البنى التحتيّة والخدمات العامة، إلى القيام بتحديث شامل للهيكليّة الضريبيّة، لتأمين استمراريّة في تحديد العبء الضريبي على المستثمر، والسماح له بالتخطيط على الأمد الطويل. ينتج عن ذلك، ضرورة إعادة نظر في المبادئ كما في آليّات وضع موازنة الدولة.

إنّ للأسواق الماليّة أيضاً، دوراً أساسياً في تفعيل الاستثمار، لأنّها تسمح للادّخار الوطني، كما لصناديق الاستثمار، بتمويل الشركات المحليّة، ولاسيما الصغيرة والمتوسطة منها، من دون إثقال أعباء المصارف الائتمانيّة. فمن الضروري إذن، تفعيل الجهاز الذي أُحدث لهذا الغرض في العام الفائت، واشتراك هيئات القطاع الخاص، من غرف ومنظمات اقتصاديّة في هذا التفعيل.

على صعيد آخر، نتوقع أن يكون لمجرّد توقيع عقود التنقيب عن الغاز، ردّة فعل فوريّة إيجابيّة للغاية، تترجم بتدفّق مبالغ مهمة على لبنان. لذلك نرى من الضروري، التوصّل إلى حلّ سريع لأيّ نزاع على الحدود البحريّة، بشكل يحفظ حقوق لبنان.

هذا مع التنبيه ان التسرع في التلزيم، يحول نعمة الغاز والنفط الى نقمة. التخمة تحول دون الحصول على اسعار تنافسية، كما تقضي الفورة النفطية على سائر القدرات الاقتصادية، وتكشف عجز الدولة واجهزتها عن مواكبة فورة استخراج الغاز، من النواحي الفنية والعلمية والمالية والاقتصادية والادارية والبيئية .

يحتاج لبنان اليوم، وفقاً لما أظهرته الدراسات، إلى ما يقارب سبعة مليار دولار، لمجابهة عواقب الأحداث في سوريا على مجمل الاقتصاد اللبناني. وقد وضع البنك الدولي، خريطة طريق مفصّلة، ومشروع قنوات تمويل ممكنة، عبر هبات تدفع في صندوق ائتمان متعدد الجنسيات، أو مباشرة في إطار اتفاقات ثنائيّة. وإننا نعمل منذ اجتماع المجموعة الدوليّة لدعم لبنان في 25 أيلول الفائت، على المواكبة السياسيّة الدوليّة والمحليّة، لتأمين الدعم لهذا التمويل. كذلك، اقترحنا إصدار سندات خاصة بالاستثمار في تحسين البنى التحتيّة حصراً، يضمنها عدد من البلاد المانحة.

أما على الصعيد البنيويّ، فإنّي على يقين، بأنّ اللامركزيّة الإداريّة تبقى، أفضل سبيل لدفع عجلة الاقتصاد المحلي، تساهم بامتصاص بطالة الشباب، وتوفير الإنماء المستدام والمتوازن وقد تسمح اللامركزيّة بالمحاسبة والمساءلة، بصورة أفضل مما يبدو عليه الحال، على مستوى الدولة المركزيّة ككلّ.

تلعب غرف التجارة والصناعة والزراعة دوراً محورياً في الاقتصاد. وقد اضطلعت هذه الغرفة بالتحديد، بدورٍ رائدٍ في تعزيز العلاقات التجاريّة مع دول المنطقة، كما ومع دول حوض البحر الأبيض المتوسط.

ولا بدّ من الاستفادة من هذه الإنجازات، لإبرام اتفاقات ثنائيّة لتشجيع الصادرات، وفتح أسواق العالم للسلع والخدمات الوطنيّة، مستفيدة من مكانة الجاليات اللبنانيّة، التي تشكّل عنصراً أساسيّاً فاعلاً وثروة اقتصاديّة لا تقدّر.

لقد حان الوقت لمجابهة كل هذه التحديات من خلال إدارة سليمة للمعادلة الإنتاجيّة بكامل عناصرها، من قطاع عام ومن جمعيّات ونقابات عمّاليّة وهيئات اقتصاديّة.

وللغرفة، أن توظّف هذه الحيويّة التي تتميّز بها للوصول إلى هذا الهدف، والمساهمة في الحفاظ على سلامة الاقتصاد اللبناني الحرّ.

وإذ أتقدّم من رئيس الغرفة والاتحاد، ومن أعضاء مجلس الإدارة، ومن الـ 15000 شركة ومؤسسة المنتسبة، بالتقدير على ما أنجزوه في سبيل الاقتصاد اللبناني، ونموّ حركة التجارة والصناعة والزراعة، أعاهدكم بأن لا نوفّر أيّ جهد، كي نعطي الأولويّة لهناء المواطن وأمنه واستقراره، آملاً في أن لا يسمح الشعب اللبناني، بخطف أحلامه وتعريض مستقبله ومستقبل أبنائه للخطر، من قبل من يسعى لجرّه نحو منزلقات الفتنة والاقتتال. لكم مني مطلع هذا العام الجديد، أطيب التمنيات، وحسبي بأننا سنتمكّن بوعينا وتضامننا وثباتنا، من تخطّي كل الصعوبات.

شكراً."

درع تقديري

وبعدها، قدم شقير الى الرئيس سليمان درعاً تقديرياً، واقيم بعدها حفل كوكتيل للمناسبة، عاد بعدها رئيس الجمهورية الى قصر بعبدا.

 

اصابة عسكريين بالقاء قنبلة على آلية للجيش في طرابلس

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس عبد الكريم فياض، ان مجهولا ألقى قنبلة يدوية على آلية للجيش قرب براد البيسار في منطقة الزاهرية في طرابلس، أدت إلى اصابة عسكريين بجروح.

وعلى الفور، بدأت قوة من الجيش عملية مداهمة سريعة للمبنى الوحيد المقابل لبراد البيسار، لتعقب الفاعل والقاء القبض عليه.

 

سليمان بحث وسلام في الأوضاع ومراحل تشكيل الحكومة العتيدة

وطنية - التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، وبحث معه الأوضاع العامة، والمراحل التي قطعتها المشاورات الهادفة إلى تشكيل الحكومة العتيدة.

 

بري يطرح صيغة 8-8-8 الحكومية "مع تدوير الزوايا"

نهارنت/اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، عن صيغة حكومية تقوم على 8-8-8 مع "تدوير الزوايا"، في اطار محاولة التوافق بين الافرقاء السياسيين على حكومة سياسية. وفي حين لم يدخل بري في تفاصيل صيغته المقترحة، رد في حديث الى صحيفة "السفير"، الاثنين، على سؤال عما إذا كان المقصود هو تعيين وزير ملك لكل من 8 و14 آذار، ضمن حصة الوسطيين، قائلاً "أنقلوا عن لساني وبالخط العريض أن اقتراحي لا علاقة له بهذا الطرح". وأوضح "كل ما استطيع قوله الآن إن العرض المقترح يعتمد على تدوير زوايا 8-8-8، وهو لا يزال في طور البحث مع المعنيين". الى ذلك، شدد بري كما في أكثر من مرة على رفضه "عزل" حزب الله عن الحكومة العتيدة، قائلاً أن عزله يعني "عزل حركة أمل، وبالتالي عزل الأكثرية الساحقة من أبناء الطائفة الشيعية". ولفت بري عبر "السفير" الى أن "الانقسام السياسي الحاد يشكّل بيئة حاضنة للتفجيرات المتنقلة وللجماعات الإرهابية التي تنفذها". وشدد على ضرورة "تعطيل هذه البيئة من خلال حكومة توافقية وجامعة، لا تضمن مشاركة الجميع وحسب، بل تضمن أيضاً إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها الدستوري والتمهيد لها بالشكل الملائم". يُذكر أنه وبعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي في آذار الفائت، تم تكليف تمام سلام تشكيل حكومة جديدة الا أن جهوده لم تنجح في ذلك، وتعهد الاستقالة بحال استقالة اي مكون من مكونات الحكومة. وفي حين تطالب قوى 14 آذار بحكومة حيادية تريد 8 آذار حكومة سياسية وقال رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أنه "لن يصوت على حكومة من لون واحد"

 

فتفت: موضوع تشكيل الحكومة سياسي بامتياز

وطنية - رأى عضو كتلة "المستقبل" احمد فتفت أن موضوع تشكيل الحكومة هو "موضوع سياسي بامتياز"، سائلا: "هل هناك موافقة والتزام بإعلان بعبدا والانسحاب من سوريا، أم لا يوجد التزام؟". وفي حديث إلى محطة "ال بي سي"، أضاف فتفت إن "الأمور الباقية تبقى نوعا من المناظرات السياسية"، رافضا "رفضا باتا موضوع الثلث المعطل"، وأردف بالقول إن "تجربتنا مع الثلث المعطل كانت سيئة جدا بما فيها الثلث المعطل المخفي تحت عنوان الوزير الملك". وقال: "واضح ان كلاما وصل من قوى "8 اذار" للبطريرك (الماروني الكاردينال مار بشار بطرس الراعي) وكأن هناك تهديدا ضمنيا بتطيير انتخابات رئاسة الجمهورية"، معتبرا أن "كلام غبطة البطريرك ينطلق من هذا الكلام القائل انهم مستعدون لتطيير البلد والمؤسسات ورئاسة الجمهورية".

 

المحكمة الدولية تعقد جلسة تحضيرية ثالثة في 9 كانون الثاني

تعقد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلسة تحضيرية ثالثة في 9 كانون الثاني تحضيراً لبدء المحاكمة بقضية سليم عياش

 

صقر فتح تحقيقا حول ما ورد من تهديدات متبادلة للسجناء

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر فتح تحقيقا حول ما ورد على شبكة "الواتس آب" من تهديدات متبادلة للسجناء في سجون القبة، بعلبك، روميه وتبادل التهديد.

 

امانة 14 اذار علقت اجتماعاتها في الاشرفية بسبب خطورة الاوضاع الامنية واستعاضت عنها باخرى سرية

وطنية - صدر عن الأمانة العامة لقوى 14 آذار البيان الاتي: "أمام إصرار القتلة والمجرمين على تصفية التيار الإستقلالي اللبناني، وأمام خطورة الأوضاع الأمنية المتنقلة، قررت الأمانة العامة تعليق اجتماعاتها السياسية الدورية، مرحليا، في مقرها في الأشرفية وستبقي مكاتبها مفتوحة للأمور الإدارية فقط. إن الأمانة العامة لن تتراجع عن التزامها الدفاع عن قضية لبنان الواحد الحر السيد المستقل، وهي ستتابع اجتماعاتها الدورية بشكل سري وفي أماكن مختلفة وعندما تقضي الحاجة".

 

كيف تتعايش شخصيات 14 آذار مع التهديدات اليومية؟

إنه فصل جديد من فصول التهديدات التي تتعرض لها شخصيات في 14 آذار، وإن بشكل مختلف. النواب احمد فتفت ستريدا جعجع عمار حوري والاعلاميان مي شدياق ونديم قطيش أهداف لمجموعة من الاتصالات والرسائل الهاتفية المهددة وبأرقام معروفة داخلية وخارجية من دول اوروبية وافريقية. الاسلوب واحد مع كل الشخصيات، كثّف المتصلون  اتصالاتهم ومن أرقام مختلفة  حتى قرر المتلقي عدم الاجابة فتحولوا عندها الى الاتصالات من أرقام غير ظاهرة وهذا ما حصل مع النائب ستريدا جعجع في ما خصص النائب احمد فتفت وقطيش وشدياق برسائل قصيرة تضمنت كيلا من الشتائم والتهديد المرفق بكلام تهكمي وغير أخلاقي.

عندما كشف فتفت للاعلام بعض الارقام والرسائل التي تلقاها اتصل به أحد معارفه من المانيا وأكد له أن أحد الارقام المدرج في البيان هو للبناني يعيش في المانيا وهو مقرب من حزب الله. وفي انتظار ان تكشف الأجهزة الامنية عن هوية المتصلين بعد تحديد مصدر الاتصالات، تبقى فرضية أن يكون المتصلون استخدموا خدعة الاتصال عبر application تدعى crazy call أو caller id faker. مع هذه الـ application يمكن للمتصل أن يستخدم رقم شخص آخر وأن يظهر على شاشة المتلقي فيكون المخدوع هنا المتلقي وصاحب الرقم المقرصن. علما أنه ومن خلال هذه الـ application أيضا يمكن استبدال صوت رجل بصوت امرأة أو العكس. والحملة التهديدية المبرمجة ليس مستبعدا أن تكون محترفة. الخوف من استهداف الشخصيات التابعة لـ 14 آذار دفع الامانة العامة لـ 14 آذار الى تعليق اجتماعاتها في مقرها في الأشرفية والاستعاضة عنها بلقاءات سرية غير معلنة.

 دنيز رحمة فخري

 

تبادل اتهامات إيراني - سعودي حول دعم الماجد

بيروت - من ليندا عازار/الراي

على قاعدة «إرباك يسلّم إرباكاً» يسير ملف امير «كتائب عبد الله عزام» السعودي ماجد الماجد الذي توفي في بيروت بعدما كانت مخابرات الجيش اللبناني نجحت في القبض عليه قبل 11 يوماً أمضاها في المستشفى العسكري بحال صحية سيئة نتيجة مضاعفات اصابته بفشل كلوي، ما سبّب موته قبل ان يتاح التحقيق معه حول تبني مجموعته تفجير السفارة الايرانية في بيروت في 19 نوفمبر الماضي وملفات أخرى، لتطوى معه «صندوقة أسرار» عن أدوار اضطلع بها وتنظيم «القاعدة» في أكثر من ملعب نار في المنطقة.

فبعدما التقطت بيروت أنفاسها مع اعلان السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري ان عائلة الماجد طالبت باسترداد جثّته من لبنان الذي كان سيضطرّ بغير ذلك لدفن واحد من أخطر المطلوبين دولياً على أرضه، دقّ «الإحراج» مجدداً أبواب لبنان مع انتقال طهران من التشكيك بـ «الصوت العالي» في ملابسات موت الماجد واتهام السعودية بالتسبب في ذلك وتغطية «إرهابه»، الى إعلان ان وفداً منها سيتوجّه الى بيروت للتحقيق بوفاته.

وفي حين ينُتظر ان يسلك طلب تسلم جثة الماجد طريقه إلى وزارة الخارجية اللبنانية التي تحيله على وزارة العدل التي ترسله بدورها إلى النيابة العامة التمييزية لاتخاذ القرار، جاء حسم لبنان ملابسات وفاة الماجد (وفق تقرير الطبيب الشرعي) «بطريقة طبيعية» اذ كان «بحال غيبوبة عميقة، ويعاني نشافاً في الرأس نتيجة فيروس، ولديه قصور في الكِلى والتهاب حادّ في الرئتين، فضلاً عن انخفاض في ضغط الدم، وفي صفائح الدم»، ليشكّل رداً على تشكيك طهران، وسط إرباك يصيب بيروت حيال اي سماح لايران بالتحقيق في وفاة الماجد الذي كانت الجمهورية الاسلامية طالبت بالمشاركة في التحقيق معه بعيد الكشف عن توقيفه مقابل رفض الرياض ذلك ومطالبتها باسترداده باعتباره على لائحة أخطر المطلوبين لديها.

واكد مصادر رسمية لبنان ان أيّ طلب من إيران للمشاركة في التحقيق بسبب الوفاة سيحال الى القضاء ليتّخذ الموقف المناسب، وسط إحراج لبيروت، مرتبط بالسقف الاتهامي العالي الذي رسمته طهران في هذا الملف حيال السعودية واستطراداً تجاه لبنان نفسه وجيشه الذي اتُهم ضمناً بالتورط في هذا الامر لمصلحة السعودية ومقابل مبلغ الثلاثة مليارات دولار الذي اعلنت الرياض انها قررت تقديمه لتسليح الجيش اللبناني، الامر الذي يضع «بلاد الأرز» مجدداً على «خط الاشتباك» السعودي - الايراني الذي شكّلت قضية زعيم «كتائب عبد الله عزام» عنصراً اضافيا فيه وصل الى حد تلويح طهران باللجوء الى مجلس الامن لمتابعة قضية التفجير الذي استهدف سفارتها.

وكان لافتاً انه في موازاة «ارتفاع سخونة» المعركة السعودية - الايرانية على الماجد «ما بعد وفاته» وسط ارتسام سباق جديد بين تسليمه لعائلته وتالياً نقله من لبنان وبين تلقي وبت طلب طهران التحقيق في وفاته، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية عدنان منصور كلاماً استوقف دوائر سياسية وبدا متبنياً ضمناً للتشكيك بظروف موته اذ اعلن ان «موت امير كتائب عبد الله عزام ضربة للعدالة، إذ ذهبت معه الخطط التي أراد تنفيذها عبر مجموعته في لبنان وخارجه»، مشيرا إلى أنه «بوفاته تطوى صفحة مهمة من المعلومات التي كانت بحوزته»، وإن كان لفت الى انه «لا يتوقف أمام الشكوك بمقدار اهتمامه بما صدر عن الاجهزة الامنية والقضاء»، موضحاً انه «لا يستطيع تجاهل المعلومات التي لديها».

وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي قد اعلن ان طهران سترسل فريقاً إلى لبنان للتحقيق في وفاة الماجد قائلاً ان «وفداً إيرانياً سيتولى التحقيق في وفاة الماجد» واصفاً موته بأنه «غامض وتحوم حوله الشكوك كثيراً»، ومعتبراً أنه «بموجب الظروف الحالية، من الضروري أن تحدد الحكومة اللبنانية سبب وفاة الماجد، وتعدّ تقريراً بهذا الشأن».

واتهم السعودية بأداء دور في تنفيذ هجمات «إرهابية» في المنطقة، ودعم «إرهابيين» مثل الماجد، مشيراً الى  ان «السعودية، بصفتها الممول الرئيس للماجد، غير مهتمة بالكشف عن دوره في هجمات بيروت الإرهابية». ورد السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري معلناً في اشارة ضمنية الى ايران ان «السعودية تعلم أين كان ماجد الماجد وتعرف من درّبه واحتضنه»، موضحاً ان «الماجد هو قاتل أهله ووطنه قبل كل شيء».

واذ اكد ان المملكة لم تطالب بتشريج جثة الماجد، لفت الى أن «لا علاقة لهذا الملف بالهبة السعودية الى الجيش اللبناني»، مؤكداً ان «السعودية لم تدعم جهة في لبنان على حساب أخرى ولا ساهمت في بناء أي مجموعة مسلحة بل دعمت مؤسسة الجيش والدولة».

وفي هذه الأثناء، لفت دخول «حزب الله» على خط هذا الملف، اذ اعلن وزيره محمد فنيش ان «الشكوك حول وفاة قائد كتائب عبدالله عزام مقبولة في بلد مثل لبنان فيه كل هذه التدخلات، الا ان هذه الشكوك يجب الا ندخلها في اطار الخلافات الداخلية، فهناك مستندات وحقائق يجب ابرازها لحسم كل الجدل القائم».

وردا على تصريحات السفير السعودي الذي لمح الى دور ايران و«حزب الله» في دعم الماجد، اعتبر ان «هذا الرد يعمل على اخفاء دور السعودية في الموضوع». وسأل «لماذا كان هناك انكار لوجود هذه المجموعات، ويتم الهجوم على كل من يتحدث عنها؟».

 

ما جديد المعطيات في ملف ماجد الماجد؟

بعد اللغط حول ظروف وفاة ماجد الماجد، طرحت اسئلة عن مسألة تشريح الجثة. وبعد ما كان اكد سفير المملكة في لبنان علي عواض عسيري ان المملكة لم تطلب تشريح الجثة، ذكرت مصادر عليمة أن ايران ليست في وارد طلب تشريح الجثة بعد الكلام الواضح الذي قاله النائب العام التمييزي بالانابة والمسند الى قرائن طبية لا يرقى اليها الشك تبدأ من انتكاسته الصحية التي لم تسمح للقضاء بالاستماع الى افادته. من جهة اخرى ما زال موقف ايران من ارسال وفد الى لبنان للتحقيق في وفاة الماجد يأخذ مداه، وفي هذا السياق قال وزير العدل شكيب قرطباوي للـ"mtv"، ان اي طلب مثل هذا يستوجب ارسال استنابة قضائية من البلد الراغب في التحقيق الى السلطات او القضاء اللبناني، وهذا ما لم يحصل اي اننا لم نتسلم اي استنابة في هذا الخصوص، وعلى اي حال، الاثنين يوم عطلة رسمية وقد سبقها عطلة نهاية الاسبوع، اما الثلاثاء فسنرى ماذا سيحمل، وقال قرطباوي عندما نتسلم اي استنابة تدرس ويُقرر بشأنها. وفي سياق متصل، افيد ان استخبارات الجيش نفذت عمليات دهم بكامد اللوز بالايام الماضية بحثا عن خلية ساهمت بنقل ماجد الماجد من مستشفى حامد الى المقاصد. إلا أن هذا الخبر لم تؤكده أو تنفه وزارة الدفاع حتى إعداد هذا التقرير.منى صليبا

 

قائد الدرك: التهديدات داخل السجون مسرحية بكل ما للكلمة من معنى

وطنية - تناول قائد الدرك العميد إلياس سعادة، في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر اليوم، ما تم تداوله من صور وفيلم للايحاء بإشكالات وتهديدات مذهبية داخل عدد من السجون، موضحا أن "التهديدات داخل السجون هي مسرحية بكل ما للكلمة من معنى". ولفت إلى أن "التحقيقات التي أجريت في سجن طرابلس، تبين أن الصور والفيلم صحيحان، إنما حصل ذلك قبل خمسة أشهر، ومن قاموا بهذا الفعل هم من الطائفة نفسها". وأشار إلى أن "التحقيقات ما تزال جارية ولم تنته، لأن الرجل الخطير في الصور تم نقله تأديبا الى سجن آخر، والإستماع الى إفادته يتطلب وقتا". وقال: "في سجن رومية حسب الفيلم، تم التركيز على الخلفية، والوشم والصوت، وتم الإشتباه بعدد من النزلاء الذين جرى الإستماع الى إفاداتهم، وتبين أن لا وجود للوشم ذاته على زند أي سجين من الموقوفين في مبنى باء، ولا بالنسبة للصوت، ولم يتبين للمحقق أن الصوت في الفيديو مشابه لصوت المشتبه بهم". وأكد أن "الجو بين السجناء في كل من السجون الثلاثة تضامني"، كاشفا أنه "في سجن بعلبك تم الإستماع الى بعض النزلاء، وبعض العسكريين المكلفين بالخدمة، وجرت مقارنة الفيديو، ولم يتبين بشكل حاسم ودقيق أن الخلفية ذاتها"، وشدد على انه "لم يتم العثور في سجني رومية وبعلبك على أي جهاز خليوي، أو أي أقنعة موجودة في الصور"، لافتا الى ان "التحقيقات السرية ما تزال جارية، والنفوس هادئة ولا يوجد تهديد او تحريض".

 

الاحتقان السني الشيعي ينتقل إلى داخل السجون...

الاحتقان السني الشيعي انتقل الى داخل السجون وتحت رقابة أمنية.  على مرأى ومسمع القوى الامنية المولجة حماية سجن القبة قام سجناء من الطائفة السنية بتهديد سجناء من الطائفة الشيعية مستخدمين السكاكين.  الرد على ما حصل في سجن القبة اتى من سجن بعلبك , السيناريو نفسه وبشكل معاكس. وبحسب ما علمت الـ"mtv" فإن سبحة التهديدات كرت وصولا الى سجن رومية حيث رد بعض المساجين من الطائفة الشيعية الموجودين في مبنى الموقوفين ب على ما جرى في سجن القبة بتهديد مسجونين سنة بالسكاكين.  كر وفر بين المساجين ومشهد معيب في ثلاثة سجون, مساجين يتهددون ويتوعدون بالرد بالصوت والصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وكل ذلك على مرأى ومسمع  القوى الامنية. فأين هيبة السجون وأين هيبتك يا دولة؟

 

هل صحيح ان طمع سياسي تسبب بحرق مكتبة السائح

ﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺧﻄﺓ قد ﻘﻠ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ قضية ﺣﺮﻜﺘﺒﺔ " ﺍﻟﺴﺎﺢ " ﻓﻲ ﻃﺮ ﻟﺼﺎﺒﻬﺎ ﺍﻷﺏ ﺇﺑﺮﻫﻴ ﺳﺮﻭﺝ. ففي ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻤﻗﻊ "ﺃﺒﺎﺭ ﺯﻏﺮﺗﺎ ﺍﻟﺍﻭﺔ"، ﺟﻮﺭﺝ ﺃﻲ ﺯﻳﺪ، ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖﺻﺪﻳﻖ ﺍﻷﺏ ﺇﺑﺮﻫﻴ ﺳﺮﻭﺝ، ﺃﻥ ﺤﺎﻭﻟﺔ ﺣﺮﻕ المكتبة ﻋﻠﻰ ﻠﻔﻴﺔ ﺠﺎﺭﺤﺘﺔ ﻭﺃﻻ ﻠﻔﻴﺎﺕ ﻔﻴﺔ تقف وراء المسألة، ذلك اﻥ "ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻗﻴﻘﺔ ﻟﺪﻳﻨﺎ ُﺸﻴ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺓ ﺍﻷﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺮ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ُﺮﻳﺪ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ الذي يضمّ المكتبة ﻷﺟﻞ ﺍﻹﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻘﺔ، علماً ان ملكية المبنى تعود ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻃﻦ ﻠﻴﺒﺎ ﻣﻦ ﻣﺰﻳﺎﺭﺓ ﻗﻀﺎﺀ ﺯﻏﺮﺗﺎ". ﻭكان ﺍﻷﺏ ﺳﺮﻭﺝ قد ﺭﻓ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋ ﺍﻹﺠﺎﺭ ﺍﻟﻱ يعود الى ﺃ ﻣﻦ ﺃﺭﻌﻴ ﻨﺔ. ويضيف ابو زيد: "ﻟﺘﺘ ﻔﻘﺔ ﺍﻟﺒﻴﻊ، ﺇﺘﻐﺍ ﺍﻟﻤﺮﺟ ﺍﻷﺎﺩﻱ ﺍﻟﺴﺩﺍﺀ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺎﻹﺣﺮﺍﻕ ﺍﻥ ﻭﻊ ﺍﻷﺏ ﺳﺮﻭﺝ ﺍﻟﻰ ﺋﻂ ﻭﺩ، ﻊ ﺍﻟﻌﻠ ﺃﻥ ﺣﺐ ﺍﻟﻤﻠ ﺍﻟﺴﻴ ﻠﻴﺒﺎ ﺎﻭﻝ ﻣﺮﺍﺕ عدة عرض مبالغ كبيرة على الاب سروج لإخلاء المكتبة". تطرح اتهامات ابو زيد فرضية جديدة لابعاد حرق المكتبة الذي كاد ان يشعل فتنة طائفية في طرابلس وخارجها، وهي اتهامات لابد ان تؤخذ في عين الاعتبار في التحقيق الذي عليه وحده ان يوضح الخلفية الحقيقية للحريق الذي كان مقدراً لنيرانه ان تتعدى حدود المكتبة، لولا تدارك الوضع!

 

المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي زار السعودية: للجيش اللبناني أهمية قصوى من أجل الإستقرار

زار المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الملكة العربية السعودية، والتقى "مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى ومنهم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ونائب وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز"، حسبما أعلن مكتبه. وأشار المكتب إلى أن الزيارة "كانت مقررة منذ عدة أسابيع على أجندة دعم لبنان والمنطقة، وذلك قبل المؤتمر المزمع إنعقاده في الكويت حول اللاجئين السوريين في 15 كانون الثاني وبعد اجتماعات مجموعة الدعم الدولية للبنان التي إفتتحت في نيويورك في أيلول الماضي". ونقل عن بلامبلي إشارته بعد المباحثات مع المسؤولين السعوديين "إلى أهمية الجيش اللبناني القصوى من أجل الأمن والإستقرار في لبنان". وكذلك إشارته إلى "دعوات كل من مجلس الأمن وأمين عام الأمم المتحدة ومجموعة الدعم الدولية للمساعدة الدولية من أجل دعم الجيش. وعبر عن ترحيبه الشديد بالتعهد السخي جدا من قبل المملكة العربية السعودية والذي أعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان مؤخرا".

 

السعودية جددت استنكارها للتفجيرين الأخيرين في لبنان: ندعو كل الأطراف اللبنانية إلى تغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية الضيقة

وطنية - جدد مجلس الوزراء السعودي، "استنكار المملكة وإدانتها لحادثي التفجير الإرهابيين اللذين حدثا في بيروت مؤخرا، وذهب ضحيتهما عدد من الأرواح البريئة، داعية الأطراف اللبنانية كافة، إلى الاستماع للغة العقل والمنطق، وتغليب مصلحة وطنهم على المصالح الفئوية الضيقة، التي تستنزف لبنان ومقدراته، وتهدد أمن واستقرار شعبه، مؤكدة ضرورة بسط سلطة الدولة وجيشها، على الأراضي اللبنانية، لإيقاف العبث بأمن لبنان واللبنانيين".

وعقب جلسة عقدها المجلس برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز، في قصر اليمامة بمدينة الرياض، قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ان المجلس "استعرض تطورات الأوضاع في المنطقة والعالم، مشددا على أهمية الدفع بالجهود الدولية لتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق، بما يضمن حقن دمائه، وتحقيق تطلعاته واستقراره، ووحدة الأراضي السورية وسيادتها".

كذلك ذكر أن المجلس "جدد وقوف المملكة مع أشقائها في مصر، واستنكارها وشجبها للأعمال الإرهابية التي حدثت في مصر، ومن يقف خلفها، وتأكيد المملكة أن مصر بشعبها وقيادتها، قادرة بإذن الله، على مواجهة ما يستهدف مصر الشقيقة، واستقرارها".

 

السعودية تؤكد ضرورة بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية

الرياض - وكالات: أكدت السعودية, أمس, ضرورة "بسط سلطة الدولة وجيشها على الأراضي اللبنانية لإيقاف العبث بأمن لبنان واللبنانيين", مدينة التفجير الذي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية معقل "حزب الله" والتفجير الذي اودى بحياة الوزير السابق محمد شطح. وقال وزير الاعلام عبدالعزيز خوجة, في بيان عقب اجتماع لمجلس الوزراء السعودي, ان المجلس أكد "استنكار المملكة وادانتها لحادثي التفجير الارهابيين اللذين حدثا أخيراً في بيروت", ودعا اللبنانيين من "الأطراف كافة" الى "الاستماع للغة العقل والمنطق وتغليب مصلحة وطنهم على المصالح الفئوية الضيقة التي تستنزف لبنان ومقدراته". كما أكد مجلس ضرورة "بسط سلطة الدولة وجيشها على الاراضي اللبنانية لإيقاف العبث بأمن لبنان واللبنانيين". وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان أعلن في نهاية ديسمبر من العام الماضي, في الفترة بين التفجيرين, التزام السعودية تقديم مساعدات عسكرية الى الجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أن يتم شراؤها من فرنسا. وفي الشأن المصري, جدد مجلس الوزراء "وقوف المملكة مع أشقائها في مصر واستنكارها وشجبها للأعمال الإرهابية التي حدثت في مصر ومن يقف خلفها", مضيفاً أن "المملكة تؤكد أن مصر بشعبها وقيادتها قادرة على مواجهة ما يستهدف مصر الشقيقة واستقرارها". وفي ما يتعلق بالملف السوري, قال خوجة إن مجلس الوزراء السعودي شدد "على أهمية الدفع بالجهود الدولية لتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق بما يضمن حقن دمائه وتحقيق تطلعاته واستقراره ووحدة أراضي سورية وسيادتها".

 

السفراء والسياسيون في لبنان يشدّدون إجراءاتهم الأمنية

بيروت - «الراي/كأنها تصبّ في وعاء مثقوب اقليمي وتواجه الواقع الامني الذي تنخره الاغتيالات السياسية والتفجيرات الارهابية ذات الطابع المذهبي على طريقة مَن يضرب السيف في الماء. هكذا تبدو فورة الاتصالات التي تشهدها بيروت في محاولة لتأمين مخرج من مأزق تشكيل الحكومة ينقذ البلاد من خيار «حكومة الامر الواقع» الحيادية من دون ان يضمن إنقاذ انتخابات رئاسة الجمهورية من الفراغ الذي يبقى حتى الساعة «المرشح الأوفر حظاً». ورغم مكوكية الحركة الداخلية على خط تأليف الحكومة والتي نجحت في شراء اسبوع من الوقت علّق خلاله رئيسا الجمهورية ميشال سليمان وحكومة تصريف الاعمال تمام سلام اعلان حكومة كانت متوقّعة اليوم من غير السياسيين، فان دخان المخاوف الأمنية طغى على المشهد اللبناني الذي يبدو انه دخل في نفق مظلم يُخشى معه من تفجيرات كان الاسبوع الماضي حمل أحدها في حارة حريك وتبنّاه تنظيم «داعش» رداً على مشاركة «حزب الله» بالقتال في سورية، وذلك بعد اقل من اسبوع من التفجير الذي استهدف الوزير السابق محمد شطح واتّهم فريق 14 آذار «حزب الله» بالوقوف وراءه في استعادة لمسلسل الاغتيالات السياسية الذي بدأ مع جريمة الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005.وبرزت في الساعات الأخيرة مجموعة مؤشرات الى ايام عصيبة تنتظر لبنان مع احتدام المعارك في سورية على جبهات عدة وبدء العد العكسي لمؤتمر «جنيف - 2»، وهذه المؤشرات هي:

* رفع واشنطن مستوى تحذير مواطنيها من السفر الى لبنان، داعية اياهم الى «توخي الحذر الشديد وتجنب الفنادق ومراكز التسوق، وأي مناسبات عامة أو اجتماعية حيث يتجمع عادة مواطنو الولايات المتحدة»، معتبرة في بيان أن «هذه المواقع هي الأهداف المحتملة للهجمات الإرهابية على الأقل في المدى القريب».

* التقارير عن ان غالبية سفراء الدول الكبرى في لبنان وسفراء الدول الأوروبيّة والعرب تحاشوا منذ يوم الجمعة الفائت، التنقّل في لبنان، واعتذروا عن عدم تلبية دعواتٍ كانوا التزموا حضورها.

* اعلان قوى 14 آذار أنه «أمام إصرار القتلة والمجرمين على تصفية التيار الاستقلالي اللبناني، وأمام خطورة الأوضاع الأمنية المتنقّلة، قرّرت الأمانة العامة تعليق اجتماعاتها السياسية الدوريّة، مرحليّاً، في مقرّها في الأشرفية وستبقي مكاتبها مفتوحة للأمور الإدارية فقط»، موضحة انها ستتابع اجتماعاتها «بشكلٍ سرّي وفي أماكن مختلفة وعندما تقضي الحاجة».

في موازاة ذلك، وفي ظل كل التقديرات بأن اي اختراق في الواقع اللبناني على المستوى السياسي لن يكون ممكناً قبل جلاء مصير مؤتمر «جنيف - 2» في 22 الجاري وما سينبثق عنه، وقبل بدء جلسات المحكمة الخاصة بلبنان في السادس عشر من الشهر الحالي بمحاكمة المتهمين من «حزب الله» باغتيال الرئيس رفيق الحريري، بدت الاتصالات في الملف الحكومي مشكوك في امكان نجاحها بتأمين توافق على حكومة سياسية جامعة، من دون اسقاط خيار «الخرطوشة الاخيرة» المتمثل باعلان سليمان وسلام الحكومة الحيادية بعد ان يتأكد فشل محاولات تسويق حكومة الوحدة الوطنية، وذلك بما يضمن عدم تسليم البلاد الى فراغ كلي بحال تعذر اجراء انتخابات الرئاسة التي تبدأ مهلتها الدستورية في 25 مارس المقبل. وكثف النائب وليد جنبلاط لقاءاته مع «حزب الله» والرئيس نبيه بري وفريق رئيس الجمهورية كما مع سلام في محاولة لتأمين صيغة تحظى بموافقة فريقيْ 8 و 14 آذار مُسقطاً صيغة 9-9-6 التي ينال فيها كل من طرفي الصراع الثلث المعطل وساعياً الى تدوير زوايا صيغة الثلاث ثمانيات مع ثلث معطّل مضمر.

واعتمد فريق 8 آذار سياسة العصا والجزرة في التفاوض وسط تقارير تحدثت عن ليونة لديه في ما يخص توزيع الحقائب، لا سيما الأمنية منها والسيادية وإزاء صيغ البيان الوزاري بما لا يشكل مشكلة بعد تأليف الحكومة، مقابل رفع بري السقف الى حده الاعلى معلناً ان اقتراحه للحكومة مغاير لفكرة تعيين وزير ملك لكل من 8 و14 آذار ضمن حصة الوسطيين «وكل ما استطيع قوله الآن ان العرض المقترح يعتمد على تدوير زوايا 8 - 8 - 8، وهو قيد البحث مع المعنيين»، محذراً: «ليكن معلوما أن عزل حزب الله يعني عزل حركة أمل وبالتالي عزل الأكثرية الساحقة من أبناء الطائفة الشيعية، فهل يتحملون تداعيات هذا الأمر، وهل يريدوننا أن نخرج عن طورنا؟».

وبدت 14 آذار رافضة للشق التقني المتعلق بالثلث المعطل المقنّع لان «من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب»، ورافضة ايضاً للشق السياسي لجهة عدم القبول بالمشاركة مع «حزب الله» في الحكومة قبل ان ينسحب من سورية. وقد اعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع رفضه صراحة للحكومة الجامعة، متسائلاً: «كيف يريد الشراكة معنا الآن، وأين كانت الشراكة في 7 مايو 2008، ولدى ذهاب حزب الله الى سورية».

 

تحريك الـ1559 لتجريد "حزب الله" والمجموعات الإرهابية من السلاح

حملة اغترابية لإنقاذ لبنان

لندن - "السياسة": أنزل خلال الأيام العشرة الماضية بعد اغتيال الوزير السابق محمد شطح, قرار مجلس الأمن الدولي 1559 الصادر العام 2004, عن الرف لمتابعة تنفيذ بنده الأهم وهو نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وقيام الجيش اللبناني ببسط سيادته على كامل أراضي بلده, بعدما رأت أوساط المجتمع الدولي في نيويورك وقادة الكونغرس الأميركي أن لبنان في ظل وجود "حزب الله", حليف نظام الأسد "لا يمكنه تجاوز الكارثة المقبلة عليه مع شبح الحرب الأهلية - المذهبية التي قد تفككه وتلغيه عن خريطة الشرق الاوسط, أو في أحسن تقدير تنكبه بوباء التقسيم القائم على قدم وساق في كل من سورية والعراق".

وقالت أوساط سياسية لبنانية اغترابية في واشنطن إن مندوب الأمانة العامة للأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن يستعد لجولة جديدة على الشرق الاوسط, تشمل لبنان, لاستئناف التشجيع على تنفيذ هذا القرار في شقه المتعلق بتجريد الميليشيات, وعلى رأسها "حزب الله" من سلاحها. وأكد مستشار أكبر مجموعة برلمانية في الكونغرس لمكافحة الارهاب البروفيسور وليد فارس لـ"السياسة" أن انفجار الضاحية الجنوبية لبيروت الخميس الماضي "أكد بما لا يقبل أي شك ان تنفيذ كامل بنود القرار 1559 لجهة نزع سلاح الميليشات, بما فيها السلفية الجهادية التكفيرية و"حزب الله" ونشر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي على طول وعرض التراب اللبناني, هو وحده الكفيل بوقف العنف والتفجيرات والاغتيالات". واضاف "إن لبنان يعيش اليوم في ظل التهديدات بالعنف من تنظيم القاعدة والاجنحة المتفرعة منه, ومن النظام الايراني المارق والمجموعات التابعة له في الخارج, لذلك يجب تحريد كل من هذه العصابات الارهابية من أسلحتها بهدف حماية اللبنانيين". بدوره, أكد الأمين العام لـ"المجلس العالمي لثورة الارز", طوم حرب, المشارك الفاعل في الترويج لتطبيق القرار 1559, لـ"السياسة" ان على "الدولة اللبنانية على عتبة نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان ان تعود إلى مجلس الامن فوراً, كما فعلت ابان حرب يوليو 2006, لحمله على اتخاذ قرار جديد بتطبيق قراره 1559 لنزع سلاح "حزب الله", وللطلب منه ارسال قوات دولية (يونيفيل) إضافية إذا لزم الأمر لمواكبة الجيش اللبناني في حملة نزع السلاح, وإلا فإن لبنان ذاهب الى الخراب وإيران عازمة على تحويله إلى موطئ القدم الأوحد على كتف المتوسط في مواجهة القارة الأوروبية مباشرة". ودعا حرب الرئيس سليمان إلى "اتخاذ موقف حاسم نهائي قبل انتهاء ولايته يمليه عليه ضميره وقسمه الرئاسي والحفاظ على لبنان واللبنايين للبدء فورا بمساعدة المجتمع الدولي الذي ينتظر طلبه رسمياً في إرسال قوات دولية لنزع سلاح العصابات الايرانية والتكفيرية التي تعرض أمن لبنان في أي لحظة إلى كارثة التفجير المذهبي الطائفي". من جهته, حض رئيس "المجلس العالمي لثورة الأرز" جوزف بعيني "القوى اللبنانية الوطنية الحية من مسلمين ومسيحيين على التكاتف مع الدولة والجيش أكثر فأكثر لحماية لبنان من المؤامرات الإيرانية والتكفيرية, التي تعتبر صورتان لعملة واحدة, خاصة أن تنظيم "القاعدة" الأم ترعرع ونما في ايران ثم أرسل إلى جهات العالم الأربع لنشر ثقافة القتل والإرهاب والتدمير". ودعا قوى "ثورة الأرز" إلى الاستعداد للدفاع عن الدولة اللبنانية ومؤسساتها في الوقت الذي يستعر الإرهاب الإيراني والتكفيري.

 

"حزب الله" حليف "داعش".. وأيام الغضب تنطلق الجمعة!

مارون حبش/ موقع 14 آذار

بعد أقل من ثلاث سنوات على ذكرى الثورة السورية، أعلن الثوار "ثورتهم الثانية" لتعيد المسار إلى مكانه الحقيقي وتبعد شبح الارهاب عن سوريا، إذ من المفترض أن نشهد الجمعة المقبل احتجاجات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، تحت عنوان "جمعة الغضب – في 10 – 1 – 2014"، في الوقت الذي يواصل فيه الثوار قتالهم ضد هذا التنظيم بهدف طرده من المناطق المحررة التي اغتصبها وقتل ناسها وخرب ممتلكاتها، تزامنا مع قتالهم النظام السوري وحلفائه.

بالأمس كان بيان "داعش" واضحاً، ولم يعد يحتاج الكلام إلى دلائل وبراهين لاثبات أن هذا التنظيم ومنذ تواجده في سوريا يدعم النظام السوري ويحقق له مصالحه بطريقة غير مباشرة، إذ هددت "داعش" في بيانها بأنها ستنسحب من المناطق المحررة لصالح النظام في حال لم يكبح المقاتلون النار عليها، لتكشف بذلك أن "النظام ليس عدوها" وأن أجندتها بعيدة كل البعد عن الثورة السورية المتمثلة باسقاط نظام بشار الأسد.

كشفت "داعش" عن وجهها الحقيقي بتحالفها مع النظام واستعدادها للاصطفاف بجانبه، واحتلت الجزء الأكبر من مهمة القتال بدلاً عنه، في محاولة لضرب الاعتدال السني في سوريا وتدمير كل أسس الثورة بقتل الناشطين وخطف المسيحيين وتخريب الكنائس، واثارة الخوف بين الأقليات وارعابهم، فضلاً عن تكفيرها الناس ومن بينهم أعضاء "الائتلاف" وعناصر "الجيش السوري الحر".

مصادر من "الجيش الحر" في سوريا، أكدت لموقع "14 آذار" "عزم الثوار على انهاء ظاهرة "داعش" كما النظام السوري لأنهما يسيران على الطريق نفسه"، وذكّرت بما كشف في الفترة الأخيرة "عن وجود بعض عناصر الجيش النظامي في "داعش" تساند المجموعات المتطرفة وتقدم لها كل المعطيات عن المناطق السورية جغرافيا ولوجستياً"، مضيفة: "رغم تهديد داعش إلا انها نسحبت من 3 مواقع ولم يستطيع النظام التقدم خطوة واحدة لان انسحابها يعني انسحاب النظام، وتبقى 3 جبهات مهمة لتصبح بذلك داعش محمية من النظام وجيشه". وقالت: "ألم يستغرب أي أحد يوماً لماذا لا تسقط البراميل المتفجرة على عناصر "داعش"، انهم مرتزقة للنظام السوري وإيران".

ولفتت إلى أن "داعش استقدمت التعزيزات إلى مناطق في حلب لصد هجمات الجيش الحر وباقي الثوار، إلا أنها فشلت في ذلك، وبدأت تخسر مواقعها وتسلمها لنا ولن نقبل بعد اليوم بتسليمها لمثل هؤلاء"، وقالت: "لن ينتهي القتال إلا بتسلمي عناصر "داعش" كل أسلحتهم والخروج من الأاراضي السورية، والعودة إلى دولهم وأسيادهم، وسنكون سعداء في حال أعلنت انضمامها للنظام السوري بعدما اعلنت الانسحاب لصالحه".

وأكدت أن "المعركة لن تؤثر على القوة العسكرية للجيش الحر وباقي الفصائل بوجه النظام، لأننا نعتبر أصلاً اننا نواجه جهة واحدة، تابعة للنظام، تماما كما نواجه "حزب الله" والميليشيات الايرانية والعراقية". وأضافت: "6 اشهر والجيش الحر يحاول ضبط نفسه حتى لا يشتت قوته، وحصل ذلك رغم الاشتباكات المتقطعة مع داعش خصوصا بعد قتلها مرات عدة قادة من الجيش الحر وتكفيرها الأهالي وسيطرتها على مواقع حساسة ومعابر وثروات هي ملك الشعب السوري، لكن اليوم الأمور اختلفت بعدما كشفت عن حقيقة وجهها"، وتابعت: "من لا يريد اسقاط النظام لا مكان له في سوريا ودعينا مرارا الأجانب إلى العودة إلى دولهم لأن الشعب السوري والثوار لا يحتاجون إلى مقاتلين بل إلى سلاح".

في خلاصة الأمر، بات يحارب الجيش الحر جيوش عدة في سوريا، المفترض أنها حليفة، وإذا لم تكن فهدفها واحد "اخماد الثور وقتل الثوار"، تماما كما حال "حزب الله" و"داعش". ورغم ذلك لا زال الجيش الحر صامداً من دون مساعدات عسكرية. وعلى المجتمع الدولي اعادة النظر بتسليح مقاتليه المعارضين لازالة النظام وارهابه. ولعل المعادلة الاخيرة التي كشفتها الأحداث أن "داعش" حليفة النظام حليف "حزب الله" ونقطة على السطر. ما يعيد إلى اذهاننا تبني "داعش" التفجير الأخير في الضاحية الجنوبية ويثبت أنها العاب النظام وأهدافه في اشعال الفتنة.

 

الأنباء”: “14 آذار” لا تميل للأخذ بصيغة الوزير الملك

في معلومات صحيفة “الأنباء” الكويتيّة ان فريق 14 آذار لا يميل الى الاخذ بصيغة الوزير الملك «لأن من يجرب المجرب يكون عقله مخرب»، كما قال مصدر في هذا الفريق، والذي اعاد التذكير بسابقة «الوزير الوديعة» او «الوزير الملك» في حكومة الوحدة الوطنية عدنان السيد حسين الذي كان عليه الالتزام بقرار رئيس الجمهورية لكن لم يتردد في التخلي عن مودعه في الحكومة والتصويت الى جانب وزراء 8 آذار، موفرا لها الثلث المعطل الذي اسقط حكومة سعد الحريري.

 

ارسلان لسليمان: حكومة الأمر الواقع غير دستورية ولا قيمة لتوقيعك إذا كان المرسوم مخالفا للدستور

وطنية - عقد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الأمير طلال ارسلان مؤتمرا صحافيا في دارته في خلدة، في حضور وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال مروان خيرالدين، رئيس المجلس السياسي في الحزب نسيب الجوهري، الأمين العام وليد بركات، المستشار الإعلامي سليم حمادة ومدير مكتب ارسلان اكرم مشرفيه.

بداية توجه ارسلان بالتعزية لذوي الشهداء الذين سقطوا في التفجيرات الاخيرة وقال: "الحديث اليوم هو من قلب المأساة التي تضرب وطننا الحبيب لبنان. تحية الألم والحسرة والمحبة نوجهها إلى أرواح شهداء لبنان الذين سقطوا في التفجيرات الأخيرة, ومنهم من هو من عمر الورد, أمل واعد كان للبنان الوطن, أمل واعد، فتيات وفتيان، لا يعرفون الحقد ولا النفاق ولا المذهبيات الدنيئة ولا الاتجار بالدين ولا الاتجار بدم الضحايا, شهداء بعمر الورد ومسنون ومخضرمون لا يميز الارهاب بين أي منهم أو يسأل عن دينه أو مذهبه. لا يميزون ما بين الوزير الشهيد الدكتور محمد شطح او أي شهيد سقط في الضاحية او طرابلس الفيحاء او أي نقطة او منطقة في لبنان".

أضاف: "رحمهم الله. لا نفرق بين أحد منهم, نتضامن مع أهاليهم, وعوائلهم, وكلنا أهل وابناء وطن واحد. وقبل أن ابدأ بمخاطبة رئيس الجمهورية, أكرر الدعوة إلى وجوب وضع حد نهائي, للخطاب التحريضي, الخطاب الانفعالي, الخطاب المتهور, لقد ثبت إن هذا النوع من الخطاب هدفه تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض, لتعميق الأنقسام في ما بينهم. لقد ثبت بوضوح, الخطاب التحريضي، الانفعالي، المتهور هو المسؤول الأول عن الإنكشاف السياسي الخطير, وهو المسؤول عن ضرب الأمن السياسي في لبنان. كما ثبت إن الأنكشاف السياسي الحاصل والذي نبهنا منه مرارا وتكرارا هو الذي يحدث إنكشافا أمنيا. والإنكشاف الأمني هو الذي يحول لبنان إلى ساحة يصول فيها الأرهاب الإقليمي - الدولي, ويجول. والنتيجة إن الشعب اللبناني, بكامله, هو الذي يدفع الثمن. يعني أن الخطاب التحريضي هو في أساس زج لبنان في لعبة الأمم, التي كنا قد بدأنا نحذر منها منذ سنة 2005. والخطاب التحريضي هو الذي أولد بدعة أسمها "الاتهام السياسي", فيتم إطلاق الاتهام, عشوائيا, فينطلق معه الهيجان الإنفعالي فيتم خطف الجماهير وفق وجهة سير المؤامرة التي تستهدف وحدة اللبنانيين".

وتابع: "لقد تعودنا, كلبنانيين, على الهيجان الانفعالي الذي يخطف الجماهير وفق وجهة سير المؤامرة, تعودنا على ذلك منذ اندلاع الحرب, عام 1975, الحرب اللعينة التي حولنا بواسطتها لبنان - الوطن, إلى ساحة تصطرع فيها إرادات الأمم, على أجسادنا ودمائنا وأنقاض مدننا وقرانا وبيوتنا, فاسترسلنا في عملية التدمير الذاتي. إن بدعة الاتهام السياسي هي في حد ذاتها جريمة موصوفة, لأنها تعرض "المتهمين سياسيا", كما تعرض عوائلهم للأخطار والكوارث فيما هم ابرياء من الجرائم الارهابية التي تفتك بلبنان. إنها, بحد ذاتها, تشكل تحريضا على القتل, ناهيك عن اسهامها القوي في تربية الاحقاد بين الناس, وهذا يؤدي إلى تدمير السلم الأهلي, وتقويض وحدة الشعب والدولة. وبما أن جريمة "الاتهام السياسي" تنطوي على كل هذه المنظومة العريضة من الجرائم بحق اللبنانيين وبحق لبنان, نجد إنها تتحول إلى حاضنة للارهاب الإقليمي - الدولي الذي يفتك بالوطن وبالمواطنين منذ ثماني سنوات. وهذا ما يحتم التوقف فورا عن هذا الإجرام. لا أريد صب الزيت على النار, بالتالي لن أقيم مقارنة بين التصرفات كل من فريقي السباق السياسي, إزاء التفجيرات التي تقع. سأنطلق من فرضية إن من يلجأون إلى الاتهام السياسي إنما لا يقدرون عواقب ما يفعلون, فأدعو إلى الوقف الفوري والنهائي لهذا الإجرام الموصوف والعودة إلى طاولة الحوار. وهنا الدور المركزي لرئيس الجمهورية".

وقال: "الآن سأنتقل إلى الموضوع الثاني والمتعلق بمسألة الحكومة والأخطار المحدقة بالبلد في حال الإقدام على تشكيل حكومة أمر واقع. فأوجه كلامي إلى رئيس الجمهورية شخصيا. فيا فخامة الرئيس، نحن حريصون على أن تتمكن من تتويج عهدك بعمل يقرب اللبنانيين من بعضهم البعض ولا يزيد من توتيرهم. يكفينا التوتر الحاصل، ولا نحتاج إلى المزيد منه. نحن حريصون على كرامتك, فكرامتك من كرامة رئاسة الجمهورية. وكرامة رئاسة الجمهورية من كرامة الدستور وكرامة الدستور من كرامة الشعب اللبناني. وكرامة الشعب اللبناني من كرامة لبنان, هذا الوطن. لذا, يا فخامة الرئيس لا ولن أحدثك إلا بلغة الصدق, ففي الصدق احترام لك ولموقعك. إن حكومة الأمر الواقع حكومة غير دستورية, بالتالي هي حكومة غير شرعية, وإن توقيعك على مرسوم تأليف الحكومة يستمد دستوريته وشرعيته من الدستور والدستور فقط. وبالتالي، لا قيمة لتوقيعك إذا ما كان المرسوم الذي ستضع توقيعك عليه مخالفا للدستور. والدستور الحالي يحدد في مقدمته ثوابت ممنوع تجاوزها. ومن هذه الثوابت ما جاء في الفقرة "ياء" من مقدمة الدستور، حيث ورد بالحرف: "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك".

أضاف: "هذا النص، يا فخامة الرئيس يلغي الهرطقة السائدة والتي تقول بإمكانية وجود "إجراء ما" يكون دستوريا ولكن غير شرعي. أي إنه دستوري، من حيث النص، وغير شرعي من حيث الميثاق. وبالتالي، بالإمكان التلاعب على حبلي الدستورية والميثاقية في آن واحد. إنها الهرقطة بعينها. ويوجد حقيقتان حاسمتان: الأولى أنه لا يوجد فارق ما بين الدستوري والميثاقي لأن الميثاقي هو حاضن الدستوري والا لما كانت موجودة مقدمة الدستور من الاصل لكنها هي جزء لا يتجزأ من الدستور. والثانية ان البعد الميثاقي صار نصا مكتوبا في صدر الدستور، ولم يعد مجرد قاعدة عرفية، على الرغم من أهمية وقوة القاعدة العرفية. والنص حاسم وقاطع وغير قابل للتأويل، ومن الصعوبة بمكان أن يكون هنالك نص فيه قوة الوضوح مثل النص القائل: "لا شرعية لسلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". إن هذا النوع من النصوص الدستورية يمكن تجاوزه في حالة واحدة: الإنقلاب".

وتابع: "حذار إدخال لبنان في نادي الدول ذات النظم الإنقلابية حذار من هذه اللعبة الشيطانية. إن تردداتها خطيرة جدا، على البلد وعليك شخصيا. لا شرعية لأي سلطة إنقلابية في لبنان. وأنت شخصيا تفقد شرعيتك كرئيس للجمهورية. الأمر لن يتوقف آنذاك على الحكومة فقط، بل ينال من دستوريتك وشرعيتك أيضا, وهذا ما لا نريده, لا للبلد ولا لشخصك. فالحكومة المسماة خداع بالحيادية تخرج الشريحة الاوسع من الشعب اللبناني من معادلة الدولة ولا احد يستطيع ان يخرج الشعب اللبناني من الدولة, لا رئيس الجمهورية ولا حتى الدول الكبرى تستطيع ذلك. ان اخراج اللبنانيين من معادلة الدولة هي اكبر منك بكثير يا فخامة الرئيس. حذار من أي خطوة متهورة من هذا النوع. فالوطن لا يتحمل المزيد من التهور. ننصحك بأن تتوقف مليا عند كلام صاحب الغبطة الكاردينال الراعي خصوصا حين حذر من تداعيات حكومة الأمر الواقع على الاستحقاق الرئاسي، وتحذيره مما أسماه "شطر الرأس عن الجسد". إن صاحب الغبطة والنيافة رجل عاقل ومتعقل، التحذير الذي اطلقة يجب أن يحظى من قبلك بأعلى درجات الاهتمام والجدية والهدوء".

وقال: "من الواجب الاستمرار في بذل الجهود لتشكيل حكومة تتمتع بأوسع قاعدة تمثيلية. وريثما يتم تشكيل تلك الحكومة العتيدة، فإن من واجب الحكومة الدستورية التي تصرف الأعمال الاستمرار في تصريف الاعمال عملا بالقاعدة الدستورية القائلة باستمرار المرفق العام. وبما ان استمرار المرفق العام هو واجب دستوري ملزم، فلا يجوز الاستمرار بالمخالفة الدستورية الحاصلة من خلال عدم انعقاد مجلس الوزراء الحالي. لا يحق لكم أن تضربوا بعرض الحائط مصالح الشعب وحقوق الشعب من خلال تسيير المرفق العام بشكل جزئي، غير كامل، من خلال عدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء".

أضاف: "فخامة الرئيس، بعد بضعة أسابيع ستنتهي ولايتك الرئاسية الدستورية. لا بد لك من بذل أقصى الجهود لصيانة الدستور واحترامه وتوفير الظروف الملائمة لإجراء هذا الاستحقاق. وفي صدارة هذا السياق وجوب دعوتك أعضاء طاولة الحوار إلى الاجتماع بأسرع وقت. الحوار, ولغة الحوار, هما العنصران المفيدان للوطن ولحقوق المواطنين, أمنيا ومعيشيا. وفي سبيل تحقيق ذلك نتمنى لك التوفيق".

وردا على سؤال عن تزامن التحذير من حكومة الأمر الواقع في ظل الحديث عن تخلي الرئيس عن هذه الصياغة ودعوته لتكشيل حكومة وطنية جامعة وسط المشاورات التي تجري في هذا السياق قال ارسلان: "لا شك ان هناك مشاورات تحصل في هذا الشأن ولكن لا يزال هناك إصرار عند البعض ذات خلفية مشبوهة تهدد إذا لم تتشكل الحكومة في غضون اسبوع فلا بد من حكومة الأمر الواقع، وهذا ما نرفضه بالمطلق. إذ يجب ان نصب اهتمامنا جميعا على انتخاب رئاسة الجمهورية وهو الاستحقاق الأهم للبنانيين في ظل هذه الظروف، وان التلهي بموضوع الحكومة يبدو وكأنه تسليم غير معلن بالفراغ لرئاسة الجمهورية وهو عمل واداء ومراهنة خطيرة على مستوى الوطني العام. لو ان هذه الجهود التي بذلت على تشكيل الحكومة كانت قبل ستة اشهر كان ليكون الامر مقنعا اكثر ولكن اذا كنا نريد انتخاب رئيس جديد للبلاد فعليا وان يتم الاستحقاق الرئاسي بالمواعيد الدستورية فلم يبق امامنا سوى شهرين. وان حكومة ميقاتي باتت تصرف الاعمال منذ عشرة اشهر وبالتالي شهرين قبل الاستحقاق لن يكونوا مقياسا. اذا فلنبذل جهدنا كما يفعل الرئيس بري ووليد بك جنبلاط ونمنع حدوث فراغ في الرئاسة الاولى وبدوره فليبذل الرئيس سليمان جهده لإتمام المواعيد الدستورية بأوقاتها وبالتالي فلتبق حكومة ميقاتي تصرف اعمالها الى حين انتخاب رئيس جديد".

وتابع: "أتخوف من لعبة التذاكي التي ابدعوا فيها في لبنان من خلال اخذ البلاد الى مكان آخر بحجة عدم الاتفاق على صيغة موحدة للحكومة فكيف سيكون الحال إذا بمسألة الرئاسة الاولى وبالتالي يسعون لإحداث الفراغ الاكبر والاخطر في ظل هذا الظرف الذي نحن بأمس الحاجة فيه الى تحصين وحدتنا الداخلية لا سيما امنيا في ظل الانكشاف السياسي الحاصل في البلد وانعكاساته من خلال تحويل لبنان الى ساحة مفتوحة لكل انواع الارهاب الاقليمي والدولي ونحن بات شغلنا الشاغل في لبنان حكومة الامر الواقع تلك. وحسب. نحن نحتاج الى خطاب هادىء ومقاربات هادئة ايضا. وان فخامة الرئيس على المستوى الشخصي والعام هو المسؤول عن مساهمة فعالة في نهاية عهده بتحصين وحدة بين اللبنانيين كونه المؤتمن على الحكومات الذي الفها في عهده وكذلك على الدستور والميثاق والاولى به هو كرئيس جمهورية بتكريس الوحدة ولا اريد له انا شخصيا على المستوى الشخصي والعام انهاء عهده بتكريس الانقسام بين اللبنانيين. عليه ان يحاول وألا ييأس من المحاولة في اعادة اللحمة بين اللبنانيين لان لا حل سوى بالحوار وكل غير ذلك لم يوصلنا سوى الى حائط مسدود. الحوار هو سيد الموقف بين اللبنانيين".

وعن رأيه في تحميل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مسؤولية الاحداث الامنية الى كل من الفريقين 8 و 14 آذار رد ارسلان: "لا اريد الدخول في هذه اللغة المستهلكة 8 و14 آذار على المستوى الوطني والداخلي. اما بالنسبة لغبطة البطريرك فهو يعي خطورة الوضع الداخلي ولا استطيع القاء اللوم على فريق سياسي في البلد مترفع عن الاتهام السياسي في الجرائم التي تحدث وانه هو من يعيق الحياة السياسية في البلد كما اني لا استطيع لوم فريق اخر يقول انه مع صيغة حكومة الوحدة الوطنية ووحدة اللبنانيين واتهامه بتقسيم البلد , هذا ليس منطقيا ولكن بات واضحا ان من يرفض مشاركة المقاومة في الحكومة ويرفض مشاركة الجميع ضمن حكومة وحدة وطنية حقيقية ويعطل جلسات الحوار ودور المجلس النيابي هو من يتحمل مسؤولية الانكشاف السياسي في البلد. ومن يضعنا ضمن إطار معادلة فاشلة برفضه الحوار مع المقاومة قبل انسحابها من سوريا هو من يعرض امن لبنان الى الخطر. نحن كقوى سياسية نختلف في مقاربة الوضع السوري وكل فريق له رأيه بهذ الشأن ولكن علينا ترك خلافنا فيما خص سوريا ونحمي ساحتنا الداخلية، إذ لا يعقل ان نربط مسألة تشكيل الحكومة ودور المجلس النيابي وطاولة الحوار بالوضع السوري".

ودعا ارسلان الى "تحصين الساحة الداخلية من الارهاب الذي يجول ويعرض اللبنانيين جميعا للخطر على مختلف طوائفهم ومذاهبهم وعقائدهم وتياراتهم السياسية، فاللبناني اليوم هو المستهدف والمعرض للخطر من قبل مجرم لا دين له ولا إله. فأي دين يحلل قتل الابرياء على غرار مشهد التفجيرات المتكرر والمؤسف فعلا؟"

 

آرام الأول في قداس الميلاد: تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للبلاد أولويتان ملحتان

وطنية - ترأس كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس لبيت كيليكيا آرام الاول قداس الميلاد صباح اليوم في كاتدرائية غريغوريوس المنور للارمن الارثوذكس في انطلياس، في حضور ممثلين للرؤساء ولنواب ووزراء أرمن حاليين وسابقين وفاعليات حزبية واجتماعية وحشد من المؤمنين. وشدد آرام الأول في رسالته على "مفهوم السلام"، وقال: "إن يسوع المسيح هو أمير السلام بالنسبة لنا نحن المسيحيين، إذ ان الملائكة بشروا بولادته كحلول للسلام على الأرض، خلال أداء رسالته على الأرض أخذ يسوع المسيح السلام هدفا أساسيا من أهدافه. وشدد ابن الله على السلام من خلال تعاليمه ويبدو ذلك جليا حين طلب الطوبى لصانعي السلام. إلا أن السلام في تعاليم يسوع المسيح ليس سلاما بالمفهوم العادي للكلمة، إنه ليس غياب الحروب فحسب وإنما نمط حياة يرتكز على المحبة والعدالة وعلى المعرفة والإحترام المتبادلين بين الشعوب والناس. إن الكنيسة مدعوة اليوم لإكمال رسالة يسوع المسيح بالمبادىء والتعاليم عينها". وتطرق الى أوضاع العالم والشرق الأوسط وقال: "يمر العالم اليوم في أزمة كبيرة. إن الأزمات الاقتصادية والفكرية والايديولوجية والإجتماعية والاثنية تخلق حروبا حتى بين أبناء شعب واحد أو دولة واحدة. ازمات الشرق الأوسط لا تزال تستمر بنشر الدمار بين الشعوب. إن الاديان السماوية، وبالأخص المسيحية والاسلام، لا تستطيع أن تبقى في موقف اللامبالاة تجاه هذه المستجدات الخطيرة، إن ترسيخ السلام يكون أساس رسالة الديانتين الموكل من قبل الله تعالى". وعن الصعوبات التي تواجهها الطوائف المسيحية في الآونة الأخيرة قال: "إن تاريخ المسيحية في الشرق الأوسط حافل بالازمات، ورغم هذا الواقع فإن التعايش المسيحي- الاسلامي بقي متينا غير متزعزع، أما المواقف والأعمال السلبية من قبل الجماعات المتطرفة نعتبرها نحن أعمالا لا مسؤولة وهي مستنكرة حتى من المسلمين أنفسهم. وبالرغم من هذه الظروف الصعبة يبقى المسيحيون متشبثين بأرضهم ووطنهم، متمسكين بحقوقهم ومصرين على التعايش المسيحي– الاسلامي المبني على أسس المحبة والإحترام المتبادلين".

وعن الأوضاع في لبنان قال: "لبنان وطن مميز في العالم العربي بتكوينه الداخلي، بأسسه الطائفية، بمبادئه الديموقراطية، بمواقفه المتوازنة، بتعايشه المسيحي الاسلامي وبدوره كجسر عبور بين الشرق والغرب. يجب الحفاظ على هذه الميزة الفريدة للبنان بقوة وصلابة وإبعاده عن التقلبات الاقليمية وانعكاساتها السلبية على الشعوب. ان علاقات الصداقة للبنان مع بعض الدول يجب ألا تؤدي به إلى الخضوع بل يجب أن يحافظ على استقلاليته وقراراته ومبادئه ومصالحه العليا، وهذا لا يتحقق إلا بتثبيت الوحدة الوطنية. لبنان يعيش الآن في مرحلة حساسة من تاريخه، لذا، تشكيل حكومة جديدة ومن ثم انتخاب رئيس جديد للبلاد نعتبرها أولوية ملحة".

أضاف: "إن المسؤولين السياسيين في لبنان يقفون اليوم أمام محك والتاريخ لا يرحم بل سيحاسبهم على ما سوف يأخذون من خطوات وقرارات في هذا الشأن، وبهذا الصدد هم مسؤولون تجاه الشعب اللبناني".

وحيا "الوحدة الوطنية في صفوف أبناء الطائفة الأرمنية"، وختم: "صحيح أن بعض المسؤولين السياسيين من أبنائنا هم من الفريق 14 آذار وقسم آخر مع الفريق 8 آذار، إلا أنهم يدركون جليا بأن مصالح لبنان العليا فوق كل المصالح الآنية والفئوية. فهم يعملون بهذا الوعي ويجب أن يستمروا بهذا النهج". وبعد القداس استقبل المهنئين في صرح الكاثوليكوسية.

 

المفتي قباني استقبل وفدا من حزب الله جاء مستنكرا حادثة الخاشقجي عمار: العلاقة مع المفتي في حال تطور دائم

وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى، وفدا من "حزب الله" برئاسة الشيخ عبد المجيد عمار، وحضور مدير العلاقات العامة في دار الفتوى الشيخ شادي المصري. بعد اللقاء قال الشيخ عمار:

"هذه الزيارة هي للاطمئنان الى سماحة المفتي، كما تأتي في سياق الاستنكار لما تعرض له من حادث مؤسف في مسجد الخاشقجي، وحملنا اليه تحيات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كما ترمز هذه الزيارة الى ما ترمز اليه هذه الدار، دار الفتوى، دار كل المسلمين، دار كل اللبنانيين، لأن يبقى هو عنوان هذه الوحدة ما بين مكونات هذا البلد، وان ما تعرض له من حادث مؤسف لا يعكس الا اخلاقيات اصحابها وكل المروجين لها والعابثين في امنه والمحرضين، انطلاقا من الخطاب السياسي الشاذ الذي نسمعه بين الحين والآخر، والذي يحمل في طياته بواعث فتنة وتحريض وتفكك وانحطاط والمسكون دائما بواقع الوصول الى السلطة على حساب المصلحة العامة فيها، كما كانت هذه الزيارة مناسبة لطرح او مقاربة كافة المسائل والمستجدات على هذه الساحة، واكدنا مع سماحة المفتي بدورنا ضرورة ان يسود الهدوء وان تعلو الحكمة لمقاربة تداعيات الاحداث بشكل عام، لان لبنان يستحق منا وقفة وان نقدمها لبنيه لأهلنا خاصة ونحن على ابواب استحقاقات كبيرة، لا بد وان تدار هذه الاستحقاقات بحكمة عالية وموضوعية كبيرة".

سئل: هل انتم متخوفون من حصول فتنة في حال تم تشكيل حكومة امر واقع دون حزب الله؟

اجاب: "اعتقد اننا مررنا بهكذا تجارب، وكما هربنا من الفتنة بالامس، اننا قادرون ان شاء الله تعالى على ان نهرب منها في اي وقت آخر، وان كان هذا لا يعني ان هنالك محاولات كثيرة للتعمية على الحقائق، وبالتالي نحن حريصون على ان نمضي بهذا البلد الى اجواء الهدوء والطمأنينة ".

سئل: الناس متخوفة انه في حال تشكيل حكومة دون "حزب الله" يعني الفوضى، ماذا تطمئن الناس؟

اجاب: "ان الذي يسعى في هذا الاتجاه، هو الذي يسعى لان يضع البلد في هذا المسار، نحن بدورنا وبموقعنا المسؤول هو ان نحافظ اولا على هذا البلد بعدم حدوث اي فتنة، وهذا ان شاء الله تعالى ما نصبو اليه، وهذا لا يعني السكوت عن مواقف يريد الآخر ان يذهب بالبلد اليها، فيجب ان يفرقوا ما بين اسقاط مشروع الآخر في محاولة وضع البلد في هذا المستوى وبين الحفاظ على البلد بكل ثوابتها".

سئل: لعل من اهم اسباب التحريض على دار الفتوى وعلى المفتي هو مساحة التفاهم والتقارب هذه بين "حزب الله" وبين المفتي قباني، والبعض أخذها حجة للهجوم على هيبة المفتي وعلى دار الفتوى، ما رأيكم في ذلك؟

اجاب: "رغم كل محاولات التأثير ورمي الرماد في العيون الذي استعمل سابقا للتأثير على هذه العلاقة، هذه العلاقة كانت في حالة تطور دائم، وان شاء الله ستبقى هذه العلاقة انطلاقا من الثوابت، واتينا على ذكر انه من الزيارة الاولى التي قام بها سماحة الامين العام لهذه الدار الكريمة، الثوابت التي حدِّدت في وقتها ولا زلنا عند هذه الثوابت، ما تعني لنا هذه الدار وما يعني لنا هذا الموقع وما يعني لنا سماحة المفتي، وبالتالي نحن في كل مرة نؤكد على هذا الجو فيها، بالتالي فان محاولات الآخرين ستذهب هباء منثورا ان شاء الله كما ذهبت في السابق".

قيل له: البعض يتهم حزب الله انه هو وراء تفجير ستاركو والضاحية، ما رأيكم في ذلك؟

اجاب: "هذا الكلام لا يستحق ان يرد عليه، لا نعطيه هذا الشرف، هنالك فريق سياسي مسكون بواقع الحقد وخيبة الامل، وبالتالي من الطبيعي الا يكون موفقا في كل تصديراته وخطاباته وتصريحاته".

سئل: ما رأي حزب الله بالمكرمة السعودية للجيش اللبناني؟

قال: "نحن لسنا ضد تقوية الجيش، ولكن علينا ان نسأل ما هو الثمن السياسي الذي يراد من خلال ذلك، الجيش يستحق ان يكون قويا لأنه جيش مقاوم وفي عقدته القتالية هو ضد العدو الاسرائيلي، ونحن اول من طرحنا امكانية تقوية وتسليح الجيش والمبادرة التي قامت بها الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تزال قائمة، كما انه هنالك محاولات كثيرة، اما ان تأتي اليوم محاولات في ظل مناخ سياسي، ينبغي علينا ان نبحث هل هنالك اهداف وهل هنالك اثمان سياسية، نحن ما نقوله في هذا المجال لا يمكن رهان البلد الى اثمان سياسية، بالسابق اسرائيل ومن هو خلفها وكل المجتمع الغربي عندما حاول اغراءنا بأثمان كثيرة هنا في لبنان من اجل مواقف معينة فيها نحن حافظنا على صدقية وثوابت هذا البلد، وبالتالي لا يمكن ان يكون لا الجيش ولا لبنان ولا اي موقع في مجال البازار السياسي لأي دولة او لأي كيان".

 

زهرا: نرفض أي تدخل خارجي لأننا لسنا موظفين عند أي جهة لنلبي رغباتها

وطنية - اكد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا "ان ولادة الحكومة كانت متوقعة مع بداية العام الجديد، ولكن حركة محمومة وسلسلة تهديدات ومواقف باتجاه بكركي وباتجاه الرئيس ميشال سليمان، وحركة تخويف من أن هذا ارتكابا للكبائر والإطاحة بكل شيء، عادت وتسربت أجواء توحي بأن الرئيس المكلف قد يتريث بعرض تشكيلته الحكومية على رئيس الجمهورية ليتيح المجال لمزيد من الإتصالات، مما يعني العودة الى الدوامة نفسها". ورأى في حديث لإذاعة الشرق، في طرح الصيغ والعودة الى لعبة الأرقام "مجرد طبخة بحص ما دام حزب الله متمسكا بمواقفه دون الأخذ في الإعتبار وجود طرف آخر بالبلد عنده رأي آخر، وما زال يراهن على أن فريق 14 آذار عنده قابلية للخوف والإستسلام كما يحاول حزب الله تقطيع الوقت في اتجاه الوصول الى الفراغ". وردا على سؤال عن اصرار القوات على عدم مشاركة فريق 8 آذار في الحكومة، وهل هذا مشابه لوضع عزل الكتائب في عام 75؟ أجاب زهرا: "عندما نقول لا لحزب الله ونحن لن نشارك أيضا، ما نقصده هو أننا لا نريد الإستفراد بعزل حزب الله، ونقول إن حزب الله الذي يعزل الحياة السياسية عن الدستور وتطبيق القانون والمنطق الذي يعزل إمكانية تطبيق اتفاق الطائف وال1559 وال1701 وإعلان بعبدا عن الواقع السياسي اللبناني يعزل كل الناس عن ممارسة صلاحياته الدستورية والقانونية"، مؤكدا "عدم وجود أي إمكانية من الجلوس مع الفريق الآخر على طاولة مجلس الوزراء، وهو يقوم بما يقوم به في سوريا وعلى صعيد وضع اليد على المؤسسات، وعدم الأخذ في الإعتبار وجود فريق آخر في البلد ورأي آخر. وهذا ما يروج له في وسائله الإعلامية في محاولة لتقطيع الوقت باتجاه الفراغ ". وأكد أن "حزب الله يضرب أسس العيش المشترك والأسس الميثاقية ووسائل قيام الدولة وجر لبنان لأن يصبح ساحة إرهاب وتصفية حسابات ملحقة بالساحة السورية ". وعن موقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي كان داعما لموضوع تشكيل الحكومة قال: "هذا نتيجة حملة التهديد والتهويل عندما قيل له إذ ما شكلت حكومة فلا انتخابات رئاسية، هذا يعني أن تشكيل الحكومة قد يطيح بالإنتخابات الرئاسية"، موضحا أن "الموقف المبدئي هو لا شيء على حساب شيء وكل الإستحقاقات يجب أن تحترم وتشكيل الحكومة هو أولوية".

وأكد أن "القوات اللبنانية تعرف استحالة تشكيل حكومة وحدة وطنية في غياب هذه الوحدة من المواضيع الأساسية المطروحة ". وفي شأن الإستحقاق الرئاسي، وتصريح الرئيس نبيه بري الداعي الى انتخاب رئيس للجمهورية، أشار النائب زهرا الى أن الرئيس بري كان صرح بأنه لن يدلي بأي رأي يتعلق بالإستحقاق الرئاسي قبل بدء المهلة الدستورية في 25آذار"، مضيفا القول "لسنا بحاجة لأي مخالفة دستورية حتى لو كانت بالإتجاه الإيجابي". وعن رفض سمير جعجع اي تدخل أوروبي بموضوع رئاسة الجمهورية، قال: "إننا نرفض أي تدخل أوروبي وأميركي وعربي في هذا الوطن الذي يجب أن يتمتع بسيادته الحقيقية، لأننا لسنا موظفين عند أي جهة خارجية لنلبي رغباتها". وعن الرسائل الأميركية الموجهة الى رعاياها في لبنان، امل زهرا في ان "تكون مجرد حذر استباقي وليست معلومات تؤكد الخطر، وهذا يعني الإيحاء بأن عملية الإرهاب المتفلت يمكن أن يضرب لبنان عشوائيا وقد بات محتملا".

 

الحوري اعلن تلقيه اتصالات ورسائل شتائم

وطنية - أعلن مكتب النائب الدكتور عمار الحوري "انه ومنذ يوم السبت الفائت، الخامس من كانون الثاني، تلقى عددا من الاتصالات ورسائل الواتس اب، تتضمن شتائم من داخل لبنان وخارجه.

وقد تم إبلاغ الجهات المختصة بها كي يبنى على الشيء مقتضاه".

 

زهرمان: مكابرة حزب الله ستؤدي الى مزيد من الأحداث الأمنية

وطنية - رأى النائب خالد زهرمان ان "تضامن اللبنانيين وتكاتفهم يترجم من خلال تشكيل حكومة جديدة واحترام الدستور والقوانين". ولفت في حديث إلى "صوت لبنان 93,3" اليوم الى ان "المطلوب من حزب الله سحب مقاتليه من سوريا في اطار احترام ميثاق العيش المشترك للدخول في حوار جدي لحل المشاكل، فسياسة المكابرة التي يتبعها حزب الله ستؤدي الى مزيد من التوتر والاحداث الامنية التي ندفع ثمنها كل يوم". وأشار الى أن "14 آذار لا تريد استبعاد احد ولكن التجارب في الحكومات السابقة أثبتت فشلها"، داعيا الى "دعم تجربة حكومة المحايدين البعيدين عن المحاصصة الحزبية".

 

يزبك: سننتصر في سوريا ولبنان وفلسطين والمنطقة

وطنية - أكد رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أن "التهديد بالإلغاء والعزل لن ينفع الآخرين، وإن كان ذلك بالكلام عن حكومة لون واحد أو عن حكومة أمر واقع أو عن استرجاع السلطة والشرعية لبناء الدولة التي هدموها ويريدونها مزرعة". وقال في احتفال تأبيني نظمه الحزب في الهرمل في حضور النائب نوار الساحلي: "نحن قوم لا نخاف الموت لا بتفجير ولا بغيره، وماضون في طريقنا ومصرون على الانتصار وسننتصر في سوريا ولبنان وفلسطين والمنطقة لتكون راية الأمة عزيزة كريمة ممهدة لدولة الحق". وختم يزبك متوجها للفريق الآخر: "إذا أردتم دولة فتفضلوا ونحن جاهزون، أحيوا المؤسسات التي تعطلونها ولا تكونوا حضنا وبيئة لداعش وما حولها وتجعلوا منها فزاعة، فإن أمة متشبثة بأرضها وكرامتها وعزتها وفيها موسى صقر وأمثاله من الذين يضحون بأنفسهم لعزة أمتهم هي أمة عزيزة لن تموت ولن تهدد".

 

منصور: وفاة الماجد ضربة للعدالة وسلاح المقاومة يسحب فقط عندما تتخذ سياسة دفاعية يتوافق عليها كل الافرقاء

وطنية - رأى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور "أن وفاة أمير كتائب عبد الله عزام ماجد الماجد ضربة للعدالة، إذ ذهبت معه الخطط التي أراد تنفيذها عبر مجموعته في لبنان وخارجه"، مشيرا إلى أنه "بوفاته تطوى صفحة مهمة من المعلومات التي كانت بحوزته". وفي حديث لصوت الشعب، قال منصور انه "لا يتوقف أمام الشكوك بمقدار اهتمامه بما صدر عن الاجهزة الامنية والقضاء"، مشيرا الى انه "لا يستطيع تجاهل المعلومات التي لديها". وعن المليارات الثلاثة من السعودية، ذكر منصور ب "العدو الصهيوني الشرس وميزانيته السنوية التي تصل الى 17 مليار دولار"، معتبرا "أن الهبة غير كافية لتحصين لبنان بسياسة دفاعية كاملة". وقال: "إن الجيش في الوقت الحالي ليس باستطاعته أن يكون قويا من دون مقاومة الى جانبه". وأضاف: "ان سلاح المقاومة يسحب فقط عندما تتخذ سياسة دفاعية للبنان يتوافق عليها كل الافرقاء". وشكك منصور ب "أن تشمل الاسلحة المقدمة الطائرات العسكرية أو الصواريخ المضادة للطائرات"، معتبرا "انها ستقتصر على أمور لوجستية، فيما يجب ان تكون رادعة". واذ أشار الى "أن الغطاء الدولي لم يرفع عن لبنان"، رأى "ان الامن لا قدرة لأحد على توفيره"، قائلا انه "في ظل الموجات الارهابية لا يجوز أن يستمر تبادل الاتهامات"، مستنكرا توجيه الاتهام بانفجار الضاحية الى حزب الله في اشارة الى تصريح النائب خالد الضاهر. وقال: "إن التحذيرات الامنية من بعض الدول لشعوبها بمغادرة لبنان هو فقط تخوف مما قد يحدث وليس اجراء ضد لبنان". وعن مؤتمر جنبف 2، قال منصور: "ان لبنان يشارك على مستوى وزراء خارجية حين توجه له الدعوة"، مرجحا تأجيله.

 

الراعي:المسيحيون مدعوون لمواصلة ثقافة السلام وسط الحرب وثقافة العدالة وكرامة الإنسان وسط الظلم والتحقير

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الدنح المجيد (الغطاس) في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، في حضور قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان في الجيش العميد الركن ريشار حلو وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "لما اعتمد يسوع، وفيما كان يصلي انفتحت السماء"، قال فيها: "تحتفل الكنيسة اليوم بتذكار معمودية يسوع على يد يوحنا، وقد نزل إلى مياه نهر الأردن، فسمي عيد الغطاس. وبمناسبة المعمودية كان ظهور الله الثالوث وإعلان بنوة يسوع الإلهية، فسمي عيد الدنح المشتق من اللفظة الآرامية - السريانية. وفي الواقع، بعد أن اعتمد يسوع، وفيما كان يصلي، إنفتحت السماء، ونزل عليه الروح القدس في صورة جسدية مثل حمامة، وجاء صوت من السماء يقول: "أنت هو ابني الحبيب، بك رضيت"(لو3: 22).

أضاف: "إحياء لهذا التذكار، تقيم الكنيسة رتبة تبريك الماء، بحيث يصبح، بحلول الروح القدس عليه، قوة إلهية تكون لصحة النفس والجسد، ولفيض الرحمة الإلهية ونعمِها وبركتها على الأشخاص والبيوت والأماكن حيث يرش هذا الماء المبارك أو يشرب منه المؤمنون أو يتبركون، كما نصلي في هذه الرتبة. لا يحل هذا الماء المبارك محل الأسرار، ولا سيما سر التوبة والقربان، التي يقدسنا الروح القدس ، بل الماء

المبارك يؤهل نفوسنا وقلوبنا لقبول نعم الأسرار والبركات الإلهية، الفائضة كلها على الكنيسة من موت المسيح وقيامته (راجع كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1670)".

وتابع: "من أجل دوام هذه النعم والبركات، يتبادل المؤمنون والمؤمنات الدعاء والتمنيات في هذا العيد "بدايم دايم". ونحن بدورنا نبادلكم إياها، راجين للجميع في لبنان والشرق الأوسط وبلدان الانتشار دوام النعمة التي تقدسنا وتشفينا، ودوام البركة السماوية التي تفيض الخير والسلام على كل إنسان وشعب من فيض محبة الله ونعمته. وإنا نعبر عن تهانينا وتمنياتنا للكنائس الشرقية الشقيقة التي تحتفل بعيدي الميلاد والظهور معا، وخاصة للكنيستين الشقيقتين الأرمنية والقبطية الأرثوذكسيتين، حسب العادة القديمة السابقة للقرن الرابع. نرجو لها ولأبنائها، رعاةً ومؤمنين، كل خير وبركة وازدهار، ودوام نجاح شهادتها للمسيح التي تبدل وجه العالم".

وقال: "كان يسوع بعمر ثلاثين سنة، عندما طلب المعمودية من يوحنا المعمدان أتاه ماشيا مع الخطأة التائبين ملتمسي الغفران، وهو من دون خطيئة، لكي يحمل خطايا جميع البشر، ويكفر عنها بموته على الصليب، ويمنح الحياة الجديدة لكل إنسان بقيامته.

لم يكن يسوع بحاجة إلى معمودية يوحنا، لأنه بريء من كل خطيئة، فهو الإله المتجسد. ولم يكن بحاجة إلى توبة عن خطايا، ولا إلى غفران، لكونه هو "غفران جنسنا العظيم". لكنه، عندما تقدم مع الخطأة، على تنوع خطاياهم، لقبول معمودية التوبة، أراد أن يتضامن معهم، لا مع خطاياهم. فحملها وقبلها ككاهن يفتديها، ودشن رسالته كعبد الله المتألم، الذي تنبأ عنه آشعيا قائلا: "لقد حمل آلامنا واحتمل أوجاعنا. طعن بسبب معاصينا، وسحق بسبب آثامنا. أنزل به العقاب من أجل سلامنا، وبجرحه شفينا... كحمل سيق إلى الذبح ولم يفتح فاه" (أش 53: 4و5و7).

وتابع: "يوحنا الذي امتلأ هو أيضا من الروح القدس، بحلوله على يسوع المعتمد، تنبأ في اليوم التالي، عندما رأى يسوع مارا، بأنه هو "حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم" (يو1: 29). في مبادرة يسوع بقبول المعمودية من يوحنا، عبر عن قبوله بمعمودية الموت من أجل غفران خطايانا. فجاء صوت الآب من السماء يعلن هذا القبول، ويعلن أن يسوع هو ابنه الحبيب. فانفتحت السماء، التي كان قد أغلقها آدم وجميع الخطأة، وتقدست المياه بنزول يسوع إليها، وعاد الروح يخيم عليها ليجعلها وسيلة للخلق الجديد (راجع كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 535-536)".

وقال: "تذكرنا معمودية يسوع بمعموديتنا التي ألبستنا المسيح لكي نعيش حياة جديدة به، ونشهد له بأعمالنا، على ما كتب بولس الرسول لأهل غلاطية: "أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم المسيح"(غل 3: 27). فأشركنا بكهنوته المثلث الأبعاد: النبوي والكهنوتي والملوكي".

أضاف: "بالبعد النبوي، يتقبل المسيحي الإنجيل وكلام الله، ويجسده في أعماله ومواقفه، جاعلا منه ثقافة جديدة، تغني ثقافة مجتمعه بالقيم الإنجيلية والإنسانية والاجتماعية. وهذا ما فعله المسيحيون في لبنان وهذا الشرق منذ ألفي سنة. واليوم هم مدعوون لمواصلة ثقافة الأخوة والسلام وسط العداوة والحرب، وثقافة العدالة وكرامة الإنسان وسط الظلم والتحقير.

بالبعد الكهنوتي، يشارك المسيحي في ذبيحة المسيح الخلاصية، ويضم إليها قرابين أعماله الصالحة، وأفراحه وأحزانه، آماله وآلامه، التي يبادلها الله بالنعم والبركات. فليدرك المسيحيون حيث هم أنهم مدعوون لمشاركة المسيح في عمل الفداء وتحرير الإنسان والشعوب من عبودية الخطيئة والشر. إن آلامهم التي يتقبلونها كامتداد لآلام المسيح الخلاصية، تصبح آلام مخاض، يولد منها مجتمع جديد. لقد كانت دماء الشهداء والآلام، على مجرى تاريخ الكنيسة منذ عهد الرسل، في أساس ازدهار المجتمعات بالقيم المسيحية.

بالبعد الملوكي، ينتمي المسيحي إلى مملكة المسيح المعروفة بملكوت الله، البادىء في كنيسة الأرض. إنها مملكة الحقيقة والمحبة والعدالة والحرية التي تقدس الإنسان والعالم. المسيحيون مدعوون لينشروا هذه القيم في مجتمعاتهم ويجعلونها أكثر إنسانية ونموا ورقيا".

وختم الراعي: "تذكرنا رتبة تبريك الماء بأننا ولدنا ثانية من جرن المعمودية، من الماء والروح، إنسانا جديدا، يتخلق بأخلاق المسيح، كما يوصي بولس الرسول(راجع فيل 2: 5-8). في الماء أغرقنا حالة الخطيئة وغسلنا نفوسنا وقلوبنا، وبالروح القدس قمنا لحياة جديدة، وأصبحنا بالمسيح، ابن الله، أبناء وبنات لله بالابن الوحيد. وبهذه الصفة نبني الأخوة والسلام فيما بيننا، ونتقاسم خيرات الأرض، ساعين إلى إحلال العدالة والسلام في مجتمعاتنا. للثالوث المجيد الآب والابن والروح، الذي ظهر يوم معمودية يسوع، وبه ولدنا خلقا جديدا من الماء والروح، نرفع كل مجد وتسبيح، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الامم المتحدة توجه الدعوات وايران ليست على لائحة المدعوين الى مؤتمر السلام حول سوريا

أعلن متحدث باسم الامم المتحدة، أن الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون بدأ الاثنين توجيه الدعوات لحضور مؤتمر السلام حول سوريا المقرر في 22 كانون الثاني، لافتا الى ان ايران ليست على اللائحة الاولية للمدعوين الى المؤتمر. وقال مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق، ان وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف سيلتقيان في 13 الجاري لاتخاذ قرار في شان مشاركة ايران او عدمها في المؤتمر.

مصدروكالة الصحافة الفرنسية

 

المعارضة تحاصر "داعش"!

الثورة السورية الثانية ضد القاعدة تسير بوتيرة أسرع بكثير من الثورة الاولى ضد نظام الرئيس بشار الاسد. المرصد السوري لحقوق الانسان اعلن ان مقاتلي المعارضة يحاصرون مقر الدولة الاسلامية في العراق والشام في معقلها في الرقة، ما يضيق الخناق كثيرا على داعش التي هددت بترك الجبهات مفتوحة امام القوات النظامية السورية. واضاف المرصد ان المقاتلين حرروا زهاء 50 معتقلا كان جهاديو داعش يحتجزونهم في الرقة.  وكانت الساعات الاخيرة  شهد معارك ضارية ضد داعش في شمال البلاد قتل خلال الكثير من مقاتلين الطرفين. من جهة اخرى تتواصل المعارك في المدن المختلفة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة، ولكن في حي برزة شمال دمشق تمكن المعسكران من الاتفاق على اجراء هدنة بعد نحو عام من الاشتباكات والعمليات العسكرية. ويأتي هذا الاتفاق بعد اقل من اسبوعين على خطوة مماثلة بين النظام والمعارضين في معضمية الشام جنوب غرب العاصمة.

في هذه الاجواء لا تزال التحضيرات قائمة لمؤتمر جنيف - 2 في وقت يناقش الائتلاف السوري امكان المشاركة في هذا المؤتمر. وكان الائتلاف، الممثل الاساسي للمعارضة السورية اعاد انتخاب احمد الجربا رئيسا له، خلال اجتماع في اسطنبول متقدما بفارق 13 صوتا على منافسه رئيس الحكومة السورية السابق رياض حجاب. الجربا الذي يعتبر من المقربين الى السعودية سيتولى قيادة الائتلاف  مجددا لستة اشهر اضافية.

 

سليمان "الزغير" مرشّح "أوحد" للرئاسة و"مون جنرال" محبط!

مروان طاهر/الاثنين 6 كانون الثاني (يناير) 2014

تبلغ النائب سليمان فرنجيه من القيادة السورية انه هو المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية لقوى 8 آذار، وتاليا فإن القيادة السورية سحبت ترشيح العماد عون من التداول!

وأشارت معلومات الى ان فرنجية من الآن وصاعدا لن يقول في مقابلاته الاعلامية ان مرشح 8 آذار هو العماد عون ومن بعده سليمان فرنجية، بل سيقتصر حديث فرنجيه على القول انه هو المرشح الوحيد للرئاسة .

ونقلت شخصية سياسية متعاطفة مع التيار العوني التقت الجنرال عون مؤخرا لمدة ثلاث ساعات ان "مون جنرال" محبط. وقالت هذه أول مرة يكون فيها الجنرال مكبلا وعاجزا عن الاجابة عن اي سؤال يتعلق بمستقبل لبنان او بمبادرة ما! وقالت الشخصية التي التقت الجنرال انها المرة الاولى التي يكون فيها "مون جنرال" تائها، كأنه يراجع ذاته ومواقفه من دون ان يستطيع ايجاد حل للخروج من عنق الزجاجة الذي وضع نفسه وتياره فيه.

وفي سياق متصل أشارت معلومات الى ان التيار، الذي التزمت معظم قياداته الصمت في الآونة الاخيرة، يشهد نقاشات حادة وعلى صوت عال وصل الى مسامع "مون جنرال" بشأن المسيرة السياسية التي تنتظرهم بعد جلاء الوضع السوري عموما، والاتفاق الايراني الاميركي خصوصا. وتضيف ان بعض القيادات العونية التي هي على علاقة مع دوائر القرار الغربي، من النائب سيمون ابي رميا المعروف بعلاقاته مع الدوائر الفرنسية والنائب قريد الخازن المعروف بعلاقته مع الدوائر الاميركية، نقلوا الى "مون جنرال" بعض ما توفر لهما من تفاصيل الاتفاق الاميركي الايراني. وطبقا لما ذكر هؤلاء فإن صورة المكابرة التي يعكسها حزب الله لا تمت الى الواقع بصلة، وان إشاعة اجواء الانتصارات الوهمية ليست واقعية وان رأس حزب الله موضوع على طاولة المفاوضات بين ايران والمجتمع الدولي. وتاليا، فإن الاشهر القادمة سوف تحد من قدرات الحزب الالهي سياسيا وعسكريا، وان لهذا الامر إنعكاسات سلبية على آداء التيار العوني في الداخل اللبناني. وتشير المعلومات الى ان النقاشات داخل التيار العوني تتمحور حول جدوى الاستمرار في الالتزام ببنود ورقة التفاهم مع الحزب الالهي، إنطلاقا من ان التيار فشل في تحقيق امور جوهرية عدة من خلال التزامه الورقة. اولها مفهوم السيادة الذي نسفه حزب الله بتورطه في الحرب السورية، ونقل عن عدد من قياديي العونيين قولهم" "لقد استطعنا وجاهدنا في تغطية التورط الحزبللهي في سوريا حتى معارك حلب، ولكن الى اين؟ والى متى نستطيع الاستمرار في تغطية الحزب وتجاوزاته للسيادة اللبنانية؟" وتضيف المعلومات ان النقاشات العونية تدور ايضا حول مفهوم الاصلاح، "وقد حال حزب الله ايضا دون تنفيذ اي بند من البنود التي كنا ننادي بها من خلال وقوفه حاجزا وسدا منيعا بيننا وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يمثل احد ابرز رموز الفساد في لبنان"! اما في الشأن الحكومي فقد ابدت قيادات عونية خشيتها من مهزلة ما سمي بالثلث المعطل عند تشكيل اي حكومة واصرار حزب الله على تكريس هذا العرف في الحكومة المقبلة، ما يعني ان الثنائي الشيعي سوف يصر لدى تشكيل اي حكومة لاحقة على مسالة الثلث المعطل، ما يعني ايضا تكريس مسألة المثالثة عرفا وصولا الى المطالبة بتكريسها من خلال الدعوة الى مؤتمر تأسيسي ينتزع المزيد من صلاحيات المسيحيين، وهذا ما لن تقبل به القيادات المسيحية على اختلافها.

 

فضيحة إردوغان-زنجاني، وانقلاب روحاني على "دولة قاسم سليماني العميقة"

يقول روحاني أنه ينبغي التعامل مع تلك البُنى (الموازية) بفعالية ليصبح ممكناً التطبيع مع الغرب وتخفيف العقوبات المفروضة على إيران. وفي خطابٍ ألقاه في شهر أيلول/سبتمبر، قال أن على "الحرس الثوري" أن ينسحب من الإقتصاد. وهو يولي أهمية للتحقيقات الجارية لكي يفتح الطريق أمام الطبقات الوسطى.

خاص بـ"الشفاف"

ما يكتشفه الأتراك اليوم حول اختراق شبكة "دولة الحرس الثوري العميقة" لبلادهم هو نفس ما كشفه "الشفاف" في ١٥ ديسمبر ٢٠١٠ في مقال بعنوان "ما خَفي من زيارة إيران: طهران عينها على بنوك بيروت و"طيران الشرق الأوسط"! وجاء فيه: "ولم تقتصر الطلبات الايرانية من الحريري على ما سبق. فقد طلبت طهران تسهيلات مالية خصوصا في ميدان التحويلات المالية لتمويل الاقتصاد الايراني، مشيرة الى ان كلفة التحويلات الحالية عبر دبي تكلف قرابة أربعين في المئة في حين انها عبر لبنان تبلغ 3،5 في المئة. وعرضت السلطات الايرانية على الحريري ان ترفع بنوك بيروت هذه النسبة الى 7 في المئة على ان تعمل السلطات الايرانية في المقابل الى إعتماد المصارف اللبنانية لجميع التحويلات المالية من والى ايران. وأضافت المصادر ان السلطات الايرانية أقرت لرئيس الوزراء اللبناني بالصعوبات التي تواجه الاقتصاد الايراني، خصوصا التعاملات التجارية مع الخارج التي كانت تتم عبر "يريفان" و"دبي" و"ماليزيا"، مشيرة الى ان العقوبات بدأت تحاصر طهران عبر هذه المنافذ، وأن هناك حاجة ماسة لايجاد مخارج بديلة. وأضافت ان لبنان يمثل الملاذ الآمن للإقتصاد الايراني من خلال نظامه المصرفي القوي والمتين والخبير في التعاملات المالية مع الاقتصادات العالمية، وقدرته على مواجهة الازمة الاقتصادية العالمية." رفض الحريري طلبات "الحرس"، فتم إسقاط حكومته وصار هو "منفيّاً" بإرادة عملاء "الحرس" في لبنان ومنهم قائد الجيش الأسبق "أبو الميش عون" الذي أطلق ساخراً شعار "وان واي تيكيت"! كان يجدر بالأتراك أن يقرأوا "الشفاف"!

الرئيس روحاني مع باباك زنجاني، "الصبي الذهبي" للحرس الثوري الإيراني

هذا أولاً. وثانيا، وعلى غرار نظام صدام حسين (الذي لم يكن يملك "طربوشاً دينياً" لنظامه المافيوي)، استفاد "الحرس الثوري" الإيراني، وخصوصاً ذراعه الدولية بقيادة "قاسم سليماني"، من العقوبات الدولية لإحكام سيطرته على الإقتصاد الإيراني. والتقديرات التي يقدمها باحث تركي في المقابلة التالية ترفع حصة "الحرس" بعد موجة "التخصيص" في عهد أحمدي نجاد، من ثلت الإقتصاد الإيراني (على غرار الجيش المصري) إلى نصف الإقتصاد الإيراني! وهذا على حساب "البازار" إلى حد كبير.. والشعب الإيراني. زنجاني مع الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني الذي كان أول من فتح باب الإقتصاد للحرس الثوري

هل يفسّر ذلك نقمة "الحرسيين" على الإتفاق النووي الذي عقده الثنائي روحاني-ظريف مع الغرب في جنيف؟ العقوبات التي يفرضها "الشيطان الأكبر" ضد إيران هي "البيئة الحاضنة" لسلطة "جعفري-سليماني"! ولكن، يبدو أن تحويل الإتفاق المؤقت إلى اتفاق دائم، أي التطبيع مع أميركا وأوروبا، يعني استئصال شبكات "الدولة الإيرانية العميقة"، أي شبكات الحرس الثوري خارج إيران. وقد أعلن الرئيس روحاني صراحةً أن على "الحرس الثوري" أن ينسحب من الإقتصاد! هل يكون "رأس" قاسم سليماني مطلوباً لتحويل إتفاق جنيف النووي إلى إتفاق نهائي؟

بيار عقل

المقابلة التالية نشرتها "زمان" التركية، ويمكن قراءة الأصل على صفحة "الشفاف" الإنكليزية

فجر يوم ١٧ كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٣، قامت الشرطة التركية بمداهمات فجّرت أزمة ما زالت مستمرة في البلاد. وفي البداية، تم اعتقال أكثر من ٨٠ شخصاً بتهم فساد وابتزاز أموال بناءً على أوامر مدعي العام مدينة إستانبول. ولكن المحاكم أمرت بإطلاق سراح ٢٤ منهم. وأحيل الباقون إلى المحاكمة، ولكن تم إخلاء سبيلهم بكفالات. وكان بين المعتقلين الأوائل إبنا وزيري الإقتصاد والداخلية، ومحافظ، والمدير العام لبنك حكومي والعديد من كبار المسوؤلين.

المليونير رضا زراب كان موظفاً عند "الحرسي" زنجاني

ولكن الأهم من المراكز التي يحتلها المتهمون كانت التهم الموجهة لهم: التورّط في شبكة رشوة تعمل لصالح "الدولة الإيرانية العميقة".

وفي مقابلة مع جريدة "زمان" (الأحد)، يعرض البروفسور "محمد عاكف أوكور"، من "جامعة الغازي"، أن إيران أنشأت "إقتصاداً موازياً" للتحايل على العقوبات. ولأن ذلك النظام الموازي لا يعمل بطريقة قانونية، فإنه يعمل على تسميم البلدان التي ينشط فيها بواسطة الفساد والرشاوى. فالمعلومات المتوفرة تشير إلى أن الإيراني "رضا زرّاب" (أو "ضرّاب") كان يدير عمليات "الدولة الإيرانية العميقة" في تركيا بموجب أوامر الإيراني "باباك زاماني". ويُقال أن "زرّاب"، الذي غيّر إسمه إلى "رضا صرّاف" بعد حصوله على الجنسية التركية، قام بعمليات تبييض أموال وبعمليات رشوة لمسؤولين كبار في تركيا بغية تسهيل أعماله. وأفادت مصادر إعلامية أن المحققين راقبوا "زرّاب" وهو يقوم برشوة ٤ من وزراء حكومة إردوغان. إن هذه الإتهامات خطيرة. وجاءت استقاله وزراء الإقتصاد (ظافر تشاغلايان) والداخلية (معمر غولر)، والبيئة والتخطيط المدني (أردوغان بيرقدار) لتعطي مصداقية للمزاعم. وأعقب استقالتهم إقالة الوزير الرابع بموجب تعديل حكومي. ولكن الإستقالات لم تكن كافية للحؤول دون نشوء شكوك بأن حكومة إردوغان تسعى لعرقلة التحقيقات.

رئيس طاجيكستان يدشن مشروعاً موّله باباك زنجاني اذي يظهر في يمين الصورة

ومن جهتها، فتحت إيران تحقيقاً حول "زنجاني" وشركائه، الأمر الذي يظهر مدى خطورة التحقيقات الجارية في تركيا. فمن هو "زنجاني"؟ وما علاقته بـ"زرّاب" (أو "ضرّاب")؟ وما هو فحوى عمليتهما في تركيا؟ وما دور "الدولة الإيرانية العميقة"، أي "الحرس الثوري"، فيها؟ وما الذي حصل عليه الوزراء الأتراك المتهمون؟ في ما يلي إجابات البروفسور أوقور:

* ما هي البُنية التي كشفت عنها التحقيقات في قضايا الفساد والإبتزاز؟

‎‫- الإيراني "رضا زرّاب" هو الجزء الظاهر للعمليات الجارية في تركيا. وهو رجل أعمال شاب. ولكن الخيوط تقود إلى الإيراني "باباك زنجاني". وهذا الشخص معروف من المهتمين بالشؤون الإيرانية. فهو أحد رجال الأعمال المتّصلين بـ"الحرس الثوري". وهو يعمل للتحايل على العقوبات الإقتصادية المفروضة على إيران.

‎‫* وما علاقته بتركيا؟

‎‫- تقوم الشبكة التي يترأسها "زنجاني" بعمليات غير مشروعة وغير موثّقة في بلدان معينة بغية التحايل على العقوبات المفروضة على إيران. ويبدو أن أعمالها تشمل تركيا. ومن الواضح أن تركيا "تسمّمت" نتيجة هذه الأعمال. وسيقوم القضاء التركي بتحديد ما قامت به في تركيا حتى الآن.

‎‫* سمحت البلدان الغربية لتركيا بشراء بعض النفط من إيران. هل الأمران مرتبطان؟

‎‫- العقوبات المفروضة على إيران متعددة الطبقات. ويسمح الغرب لتركيا بشراء ١١٠ آلف برميل نفط من إيران. ولكن ثمن النفط ينبغي أن يظل في حساب مصرفي في تركيا. ويتم الدفع النهائي لإيران في صورة سلع تجارية. وتنجم عن ذلك بالضرورة علاقة تجارية ثنائية. وحتى هذه النقطة، لا توجد مشكلة. بل يمكن القول أن ذلك الوضع كان لصالح تركيا. ولكن هنالك "منطقة رمادية"، وتم ارتكاب الجرائم ضمن تلك "المنطقة الرمادية".

‎‫*كيف؟

‎‫- سعياً للتحايل على العقوبات، خلقت إيران شبكة من رجال الأعمال. وقام بتأسيس الشبكة شخصيات مرتبطة بالدولة الإيرانية العميقة. وهذا ما أسمّيه "المنطقة الرمادية". وفيها يظهر إسم "زنجاني". ومع أن تأسيس تلك البنية بدأ أثناء رئاسة "هاشمي رفسنجاني" (١٩٨٧-١٩٩٧)، فأنها أصبحت أقوى في عهد محمود أحمدي نجاد. ففي عهد نجاد بات ثُلث أعضاء البرلمان الإيراني من أعضاء "الحرس الثوري". وتم تعيين أعضاء الحرس الثوري في مراكز حساسة. وبات الحرس أكثر نشاطاً في الإقتصاد. وفي العام ٢٠١٠، كان حوالي نصف الإقتصاد الإيراني في قبضة الحرس الثوري. علاوة على ذلك، تم تقديم "حوافز مالية" للعاملين في الشبكة التي أسّسها الحرس الثوري في الخارج، و"زنجاني" هو أحد العاملين البارزين في تلك الشبكة.

رضا زراب مع السيدة أمينة إردوغان

‎‫*إذاً، أنت تتحدث عن "بُنية عميقة" خلقتها "الدولة الإيرانية العميقة".

‎‫- إيران دولة "رَيعية" تستمدّ مداخليها من النشاطات "الرَيعية". ومحور الخلافات السياسية المحلية هو كيفية تقاسم تلك المداخيل "الريعية". إن مبيعات النفط تمثل نصف مداخيل الحكومة تقريباً. وإذا أضفت مداخيل الغاز ومداخيل المناجم، فإن الموارد الطبيعية تمثّل ميزانية إيران كلها تقريباً. ولكن إيران لم تكن قادرة على بيع نفطها بالطرق العادية بسبب العقوبات الغربية. لذلك قررت أن تبيع النفط عبر عملائها من رجال الأعمال. أي أنها خلقت "بنية إقتصادية موازية". وحيث أن ذلك لم يكن مشروعاً، فقد لجأ عملاء البُنية التابعة لإيران إلى الرشوة بغية تحقيق أهدافهم خارج إيران. إن بلداناً مثل تركيا ينشط فيها هؤلاء تتعرض للتسميم نتيجة لغسل الأموال، والفساد، والرشاوى.

‎‫*كيف يعمل هذا النظام "الرمادي

‎‫- إن النفط الذي يُستَخرَج من إيران يباع لبلدان ثالثة. ويتم تحويل المداخيل إلى إيران نقداً أو عبر الذهب. بالطبع، ولأن النظام غير شرعي، فلا بدّ من اللجوء للرشاوى أو الإبتزاز. وطبيعي أن الوسطاء يحصلون على فوائد وعمولات.

‎‫*تلك كانت طريقة عمل "زنجاني".

٠ بالضبط. بل إن "زنجاني" قام بوصف طريقة عمله في مقابلة صحفية. فهو يقوم بتغيير "منشأ" النفط الذي يتم استخراجه من إيران في مرافئ بلدان ثالثة، بينها ماليزيا وتنزانيا. وفي مرافئ صغيرة، يقوم بنقل النفط من سفينة إلى أخرى. ثم يغيّر منشأ النفط ويبيعه بسعر أقل. ثم يحوّل الأموال إلى إيران عبر تحويله إلى البنك الذي يملكه هو شخصياً. ويتم تسجيل مبيعات النفط على أنها أرباح حقّقتها شركاته. وهو يملك ٦٥ شركة. والشركة التي يملكها في تركيا مسجلة كشركة عطورات.

‎‫*هل كشفت الدول الأوروبية والولايات المتحدة ذلك النظام الموازي؟

‎‫- طبعاً. وتم تسجيل أن إيران قامت بـ٢٧٢ محاولة لخرق الحظر خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وتم تتبّع نشاطات تلك الشبكة في أميركا اللاتينية وفي بلدان إفريقيا. وأدركت السلطات الأوروبية والأميركية أن إيران كانت تسعى لبيع النفط الإيراني لتنزانيا، لأن النفط المباع في الأسواق كان تنزاني "المنشأ" حسب الوثائق المرفقة.

‎‫*هل قامت الشبكة بتنفيذ المخطط نفسه في بلدان أخرى؟

‎‫- ليس سرّاً أنها كانت تنشط في "طاجيكستان"، وهي واحدة من ٤ بلدان يُعتَبَر "تبيض الأموال" سهلاً جداً فيها. كما بات معروفاً أن هنالك ١٥٠ شركة تابعة لـ"الحرس الثوري" في "جيورجيا". وتتم معاملات مصرفية غير موثّقة بين تلك الشركات. وهي تستخدم "السُعاة" الذين ينقلون الأموال بأنفسهم في عمليات تبييض الأموال. وتم كشف عدد من هؤلاء السُعاة، واعتقالهم، في تركيا. وتتسلّم الشبكة المدفوعات العائدة لها في صورة ذهب أو سلع تجارية. وبهذه الطريقة يتم تحويل النقد إلى إيران، ويتم خرق الحظر وتخفيف الضغط عن إيران. وهذا ما يسمح باستمرار البرنامج النووي. ولكن، في نهاية المطاف، فإن عمل تلك الشبكة يسمّم إيران ويسمّم البلدان التي تتم فيها عملياتها.

‎‫*كيف؟

‎‫- هنلك خسائر كبيرة جداً في ذلك النظام لأنه يعمل بطريقة غير مشروعة. فالمعاملات تتم بطرق تتضمن مخاطرة، بما فيها الرشوة. ويتم دفع الأكلاف (بما فيها الرشوة) من النفط الذي يملكه شعب إيران. علاوة على ذلك، فإن أعضاء الشبكة يبيعون النفط بسعر أرخص لأن "منشأه" قد تغيّر. وحتى لو باعوه بسعر أعلى، فبوسعهم أن يزعموا أنهم باعوه بسعر أدنى. فليس هنالك تدقيق لحساباتهم. وبسبب العقوبات، فإنهم لا يستطيعون أن ينقلوا كل المال نقداً إلى إيران. ويسمح (الحرس الثوري) للشبكة بأن تستخدم الأموال الموجودة خارج إيران في شركاتها الخاصة. مثلاً، كان لإيران عائدات بقيمة ٢ مليار دولار مع "زنجاني". وصوّت البرلمان الإيراني على تشكل لجنة خاصة للتحقيق لأن "زنجاني" لم يسدّد المبلغ. ولكنه، في النهاية، دفع المبلغ بعد أن اشتدّت الضغوط عليه.

الرشاوى والإبتزاز جزء من النظام السياسي في إيران

‎‫*يعني ذلك أن أعضاء الشبكة لا يخضعون لرقابة الدولة الإيرانية؟

‎‫-ليس كلياً. بل إن نشاطاتهم مدمّرة من وجهة النظر الإيرانية نفسها.

فقد وظّفت "الشبكة" مداخيل النفط في عمليات "التخصيص" التي حصلت داخل إيران. بل وقامت برشوة السلطات الإيرانية من أجل شراء مؤسسات إيرانية عامة. وبات ثابتاً أن الشبكة قامت برشوة ٤٠ نائباً في البرلمان الإيراني. ويبدو أن "زنجاني" متورّط في ١٤٠ إلى ١٥٠ عملية "تخصيص" لمؤسسات عامة. وقام أعضاء "الشبكة" بإدارة أموال داخل إيران بواسطة الأموال غير المشروعة التي حوّلوها من الخارج.

إن الرئيس الجديد، حسن روحاني، يسعى للتخلّص من تلك "الشبكة": فقد بادرت إيران نفسها إلى فتح تحقيقات ضد "زنجاني" حتى قبل ظهور فضيحة الفساد التركية!

‎‫*اعتمدت "الشبكة" نفس الطرق في تركيا، أي الرشاوى، والهدايا الثمينة، إلخ.

‎‫- إن الرشاوى والإبتزاز هي جزء من النظام السياسي في إيران. وآخر حادثة من هذا النوع وقعت في شهر شباط/فبراير ٢٠١٣. فإثر نزاع سياسي، أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد أن رئيس البرلمان، علي لاريجاني، تلقّى رشوة. بل إنه قدّم للبرلمان الإيراني شريط فيديو يثبت حصول لاريجاني على الرشوة!

وحصلت وقائع أخرى مشابهة في الماضي. إن الرشاوى والإبتزاز جزء من النظام السياسي الإيراني. ومن هذا المنظور، فإن البنية الموازية التي أقامتها إيران في الخارج يمكن أن تكون قد قامت برشوة السلطات المعنية في تركيا بغية تحقيق أهدافها. إن التقارير الصحفية المنشورة في تركيا تشير إلى ذلك. ولكن التحقيقات القضائية ستكشف التفاصيل.

‎‫* يعني ذلك كله أن إيران قامت بعمليات غسل أموال في تركيا في حين قامت بتسميم منافستها الأكبر في المنطقة؟

‎‫- نعم. هذا ما يسمّى أن "تصيب عصفورين بحجر"! أنهم يبيّضون أموالهم ويسممون (الحياة السياسية) لتركيا. هذا واضح.

‎‫*مما يعني أن السمعة الدولية لتركيا قد أصيبت بأضرار..

‎‫- لقد نُشِرت مزاعم الرشاوى والفساد في الصحافة الدولية. وهذا يقوّض صورة تركيا. كما أنه يُسعِد "الدولة الإيرانية العميقة". علاوة على ذلك، فإن سمعة تركيا تتأثر بسبب مشاركتها في خرق العقوبات الدولية. إن الولايات المتحدة تبحث الآن عن طرق للتعاون مع إيران الجديدة، في حين تتعامل تركيا مع إيران القديمة.

‎‫* هل يمكن أن ننسب تأسيس ٢١١٦ شركة إيرانية في تركيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى هذا المنحى الإيراني؟

‎‫- هنالك أبعاد رسمية، وأخرى غير رسمية، في هذه الحالة. فحينما شرعت إيران بالتعامل مع تركيا بسبب العقوبات، فإن حكومة طهران سعت للتعامل عبر شركاتها هي. ذلك هو البُعد الرسمي. أما في البُعد غير الرسمي، فهنالك الشركات التي أسّستها "الشبكة الموازية". وينبغي على الشرطة المالية التركية أن تتعامل بتأنٍّ مع هذه الشركات.

‎‫* هل تشير التحقيقات القضائية في اتهامات الرشوة إلى أن "السلطات الإيرانية العميقة" تملك نفوذاً قوياً جداً في تركيا؟

‎‫- تفيد التقارير الصحفية أن أعضاء "الشبكة" اخترقوا العديد من مؤسسات الدولة التركية بفضل الأموال غير المشروعة الموضوعة بتصرّفهم! وهذه مسألة خطيرة جداً. إن الأموال التي توزعها تلك الشبكة الواسعة والنافذة لا تقتصر على الرشاوى. فهي تلجأ إلى "الإبتزاز"، كذلك! وهذا يطرح مشكلات "أمنية" كذلك!

‎‫*ألا يلفت نظرك أن وكالة المخابرات التركية لم تقم بالتحقيق في الموضوع؟

‎‫- إن وكالات الإستخبارات الجدية والراسخة تتّخذ إجراءات وقائية. وتقوم بتوفير حماية للشخصيات التي تُشغل مناصب حسّاسة. هذه مسائل حساسة جداً، ولا يمكن تجاهلها!

‎‫* هل يمكن القول بأن "الدولة الإيرانية العميقة" نجحت في إقامة صلات داخل تركيا؟

‎‫- هنالك مسائل لم يتم توضيحها بعد. وهنالك صلات. لماذا تقوم تركيا بتوفير أموال نقدية لإيران طالما أننا نعاني من مشكلات مع إيران في سياستنا السورية؟ ألا يشكل ذلك دعماً غير مباشر للنظام السوري؟

‎‫-هل يمكن أن تكون الحكومة التركية غير مطلعة بالكامل عما كان يجري؟

‎‫* لا أعتقد أن مثل تلك المعاملات المالية الضخمة كان يمكن أن تتم بدون علم الحكومة. إن الصور التي نُشِرت في الصحافة تظهر أن "زرّاب" كان على صلة بوزراء وبشخصيات عامة رفيعة المستوى.

‎‫*ماذا استفادت تركيا من تلك التحويلات المالية؟

‎‫- الواقع أن تلك التحويلات كانت ضارة أكثر منها مفيدة لتركيا. فالمال الذي يتم الحصول عليه بطرق غير مشروعة ليس مالاً صالحاً للإستثمار. ولأن المال غير شرعي، فإنه يسمّم النظام كله. وهو يُفسد البيروقراطية الحكومية. وحتى إيران نفسها، وهي مصدر الأموال، قد تعرّضت للفساد.

وعلى غرار روحاني الذي وصل حديثاً إلى السلطة، فإن على تركيا أن تتخلّص بدورها من مثل تلك الشبكات الإجرامية.

‎‫* هل يمثل تبييض الأموال والتحويلات عنصراً من عناصر الإهتمام الذي توليه الحكومة التركية لإيران؟

‎‫- لقد بدا واضحاً أن اهتمام الحكومة التركية بإيران لم يكن يقتصر على الإيديولوجيا. ويبدو أن تبييض الأموال كان عنصراً إضافياً. هنالك شبكة علاقات. وينبغي على السلطة القضائية في تركيا أن تكشف تلك الصورة الغامضة الملامح.

‎‫*وماذا سيفعل روحاني؟

‎‫- يقول روحاني أنه ينبغي التعامل مع تلك البُنى (الموازية) بفعالية ليصبح ممكناً التطبيع مع الغرب وتخفيف العقوبات المفروضة على إيران. وفي خطابٍ ألقاه في شهر أيلول/سبتمبر، قال أن على "الحرس الثوري" أن ينسحب من الإقتصاد. وهو يولي أهمية للتحقيقات الجارية لكي يفتح الطريق أمام الطبقات الوسطى.

‎‫*ما هي الإجراءات التي يقوم بها الإيرانيون؟

‎‫- لقد شكّلوا لجنة تحقيق في البرلمان الإيراني. وتطرّقت اللجنة في تقريرها إلى موضوع "زنجاني". وسيجري صراع مرير بين روحاني و"الدولة الإيرانية العميقة" خلال الأشهر الستة المقبلة. مثلاً، فقد تم وقف مشروع "مول" للتسوّق في وسط طهران كان يبنيه "زنجاني". وإذا ما تمّ التوصّل إلى اتفاقية نووية نهائية (مع الغرب)، فإن الحرب على "الدولة العميقة" سيصبح أكثر فعالية!

‎‫*هل ستتمكن إدارة روحاني من استئصالها كلياً.

‎‫- لن يكون الأمر سهلاً. فـ"الحرس الثوري" قوي جداً. وهم يملكون الأسلحة. كما أن المرشد الديني علي خامنئي يدعمهم لأنه، هو نفسه، واحد من ٣٠٠ إلى ٤٠٠ شخص يملكون السيطرة الكاملة على الموارد الوطنية كلها.

ولكن هنالك معارضة قوية لهذا الوضع بين الجمهور الإيراني. إن ردّ الفعل الشعبي يتصاعد، وروحاني يرغب في استخدامه.

‎‫* ماذا سيحدث إذا لم تقم السلطات التركية بتحقيق وافٍ حول هذه الشبكة السرية؟

‎‫- في هذه الحالة، ستشعر عناصر دول أخرى بتشجيع للقيام بأعمال غير مشروعة في تركيا. كما أن ذلك سيشجع شبكات مشابهة لكي تنشط في تركيا. وللحؤول دون ذلك ينبغي استئصال هذه الشبكة الإجرامية استئصالاً كاملاً. وفي هذه الأثناء، فإن التحقيق الجاري حول الإبتزاز ليس موجّهاً ضد "بنك خلق". فهذا البنك جزء من العملية فقط. كما ليس مفيداً الزعم بأن الولايات المتحدة والدول الكبرى تقف وراء ما يجري. لقد جاء نائب وزير الخزانة الأميركي، دافيد كوهين، إلى تركيا مراراً للنظر في التحويلات البنكية. وفي تقرير قدمه للكونغرس في شهر مايو، قال كوهين أن "بنك خلق" لم يرتكت أية تجاوزات في معاملاته النفطية. أما قضية المال الذي تم العثور عليه في منزل المدير العام للبنك فهو قضية أخرى. فالقضية الرئيسية هي غسل الأموال، والرشوة هي جزء من قضية غسل الأموال.

 

الراي الكويتية/حزب الله: نملك «ياخونت» والتحديث عليه ... وصواريخ بحرية أخرى

خاص - «الراي/هل نسي «حزب الله» الجبهة الاسرائيلية و«انحرف» على نحو كامل في اتجاه الجبهة السورية؟ هل زجّ «حزب الله» بكل قواته في الحرب الدائرة في سورية ولم يعد يأبه لما تحضّر له اسرائيل من منظومات دفاعية وقبب فولاذية؟ هل كشف «حزب الله» ظهره عندما أدار محرّكاته في اتجاه الداخل السوري، وتالياً فهل يسقط في فم الكماشة؟

مصدر لصيق بالقيادة العسكرية لـ «حزب الله» ردّ على هذا النوع من الاسئلة المتزايدة، عندما كشف لـ «الراي» عن ان «القوى التي أدخلها حزب الله الى سورية لا تتجاوز خمسة في المئة من قوّته البشرية مع جزء صغير جداً من أدواته العسكرية»، مشيراً الى أن «الجزء الأكبر من قوات النخبة لديه احتفظ به في لبنان لمجابهة التحديات المتعددة، كالتي تعدّ لها اسرائيل بسبب تهديداتها المتكررة، إضافة الى عملياتها السرية التي سنردّ عليها، فهذا حقّ لنا بعدما تعرّض قادة عسكريون من الحزب للاغتيال، وتالياً فان الحزب لن يسكت عنها وسيردّ على الضربة بأقوى منها».

وقال المصدر ان «حزب الله يراقب وبلا اكتراث الزوبعة الإعلامية الاسرائيلية التي تحاول تسليط الضوء على السلاح النوعي الذي يملكه، لأن حزب الله لا يدخل في سجالات إعلامية في هذا الشأن كي لا تفيد منها اسرائيل»، مذكراً بأن «الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تحدّث صراحة قبل مدة عن أننا نملك القدرة العسكرية الكافية لفرض توازن الرعب، ولهذا فان حزب الله حصل على كل ما يلزمه من أسلحة دفاعية وهجومية يستطيع من خلالها إلحاق أشدّ الضرر بالعدو إذا تجرأ على التعدي على لبنان».

وأكّد المصدر لـ «الراي» ان «حزب الله لا ينظر الى المساحة الجغرافية المحددة في لبنان في اي مواجهة مع العدو الداخلي (التكفيريين) او مع عدو حدودي حيثما وجد، ولهذا فإننا نعلم ان احتمال أن تحضّر اسرائيل عملاً عدائياً او استخباراتياً مرتفعا وهي تثير الضجة لضمان عدم ردّ الحزب الذي يرى المخططون فيه ان عليهم مواجهة كافة التهديدات دفعة واحدة لأن جميعهم (اي التكفيريين واسرائيل) اصبحوا في تماهٍ مشترك، وبات يجمعهم هدف واحد (حزب الله)، ولهذا تَقرّر وضع الخطط على اساس أن الجبهات تُفتح كلها دفعة واحدة».

ولفت المصدر اللصيق بالقيادة العسكرية لـ «حزب الله» لـ «الراي» الى ان «الساحل اللبناني والساحل السوري يؤخذان في الاعتبار العسكري على أساس أنهما مسرح عمليات واحد لا يتجزأ، إذ يبلغ طول هذا الساحل العملياتي 390 كلم (اللبناني والسوري معاً)، والقادة العسكريون قرروا تقسيم المساحة الطولية الى 7 قطاعات ابتداء من رأس الناقورة وصولاً حتى رأس العبدة على الحدود السورية - اللبنانية ولغاية الحدود السورية - التركية في اللاذقية بحيث يكون لكل قطاع مسؤولية ضمن حدود 60 كلم لكل قطاع وتكون بذلك أمدية الصواريخ أرض - بحر في تشابُك دفاعي يسهّل التعاطي مع اي تهديد قادم من البحر الأبيض المتوسط والذي يقع بمرمى الصواريخ الدفاعية البحرية التي يتجاوز مداها الـ 100 كلم، مع انشاء لكل منطقة غرفة عمليات تكتيكية خاصة بالقطاع بقيادة لا مركزية تستغني عن تخطيط القيادة العامة الا بحالة أوامر الاشتباك او عدمه».

واضاف المصدر: «أما في الهجوم، فإن كافة المياه الدولية في المتوسط والمقابلة لمياه القطاعات ستكون مكشوفة أمام مرمى الضربات الصاروخية حتى 60 ميلاً بحرياً عمقياً داخل المياه الدولية. وتبعاً لقاعدة وتخطيط الهجوم فإن الموانئ الرئيسية في اسرائيل مثل حيفا وأشدود تقع ضمن الدائرة الصاروخية وكذلك اي قطعة عائمة على وجه المياه في المناطق المذكورة، ولهذا فإن الطرق الملاحية الموازية والملتوية مع الساحل الفلسطيني وحتى الحدود السورية - التركية ستكون ضمن التهديد الصاروخي اثناء إبحارها، وتلك القادمة بمحاذاة الشاطئ الممتد من غزة الى حيفا ستكون كلها تحت مرمى الصواريخ البحرية المتطورة التي يملكها حزب الله ومن ضمنها ودون الحصر صواريخ الياخونت التي يبلغ مداها من 150 الى 250 كلم، وتتواجد هذه الصواريخ في أماكن تَموْضع داخل الأراضي اللبنانية كافة دون الحاجة لتمركزها على الساحل لما لدى الياخونت من هامش في الإطلاق والتحليق مخترقاً كافة الإجراءات الدفاعية الاسرائيلية. وبهذا يستفيد حزب الله من أمدية هذا الصاروخ وغيره ودقة الإصابة والسرعة وقدرته على إغلاق الملاحة».

ورأى المصدر اللصيق بقيادة «حزب الله» العسكرية ان «كل حديث عن خطوط حمر يراها حزب الله خطوطاً خضر، وكل الأسلحة المطلوبة والاستراتيجية موجودة ومنتشرة وبين ايدي قيادة حزب الله منذ زمن»، وقال: «ما يصلنا هو التحديث على الصواريخ وليس الصواريخ بحد ذاتها، والضجيج المفتعل على الياخونت وهمي، فهذا الصاروخ البحري ليس أكبر ولا أضخم من الـ C.802 الذي استخدمه حزب الله في ضرب الساعر-5 الاسرائيلي، وهو يتمتع بسهولة التحرك والمناورة. وهذا الصاروخ الحديث (الياخونت) قد ضُمّ الى مجموعة الصواريخ الفارضة لتوازن الرعب والتي تتمتع جميعها بسهولة المناورة والتحرك وسرعة الانطلاق بعد أخذ الإحداثية وتزويدها بالرادار الذاتي المزوّد به كل صاروخ، وهذه - من ضمنها الياخونت - تتمتع بمنصات إطلاق متحركة تتناسب مع عمل المقاومة وعمل الجيش المنظم غير النظامي مثل حزب الله».

واوضح المصدر اللصيق بالقيادة العسكرية لـ «حزب الله» ان «حزب الله لم يستخدم الفاتح 110 بمداه الـ 300 كلم في حرب 2006 هو الذي اشتهر اسمه حينها بالـ ما بعد بعد حيفا، فالقبة الحديدية الفولاذية التي تملكها اسرائيل لم تتعامل مع هذا النوع من الصواريخ التي استطاع حزب الله أن يكيّفها ويطوّرها بما يتناسب مع طبيعة معركته، ولهذا فان حلف الممانعة يعتبر ان الحرب الحالية وتلك المقبلة متعددة الأذرع حيث ستُستخدم فيها الأسلحة الجوية والبحرية والبرية والمدفعية الصاروخية، وبالتالي يجب الاستعداد لها على هذا المنظار»، مضيفاً: «مما لا شك فيه ان اسرائيل أجرت بعض الاختبارات على صواريخ متعددة، ويرضينا ان تستطيع القبة اعتراض 60 في المئة من الصواريخ، وهو ما يعني ان 40 في المئة منها ستصيب الهدف إذا كنا نتكلم عن الفاتح 110 الذي يملك منه حزب الله عدداً كافياً لحرب طويلة الأمد بعشرة أضعاف حرب الـ 2006 وهو أكثر دقة وأكبر تدميراً من اي صاروخ وقع على اسرائيل».

وتابع المصدر لـ «الراي»: «حزب الله يملك صواريخ جوّالة تحلق على ارتفاع منخفض ولا يمكن للرادار رصدها إلا بعد فوات الأوان. وهذه الصواريخ التي تنتجها الجمهورية الاسلامية في ايران تستطيع ان تنقضّ على الهدف دون الاعتراض بتاتاً، عملاً بمبدأ صاروخ الكروز الأميركي. وكل ما يُنتج في ايران ويستطيع حزب الله استخدامه بما تفرضه عليه سهولة التحرك والإطلاق ومرونة الانتشار، أصبح في مخازننا منذ مدة، وقد أعلنت ايران عن إنتاجها صاروخاً بحرياً مداه 200 كلم يحلق فوق المياه على ارتفاع محدد ويُعدل ويُصحح ارتفاعه من خلال الموجات التي يبثها وبالتالي فإن اي قبة لا تستطيع منع هذه الصواريخ من تحقيق هدفها الدقيق بالإصابة».

وعن استخدام صواريخ متعددة، قال المصدر لـ «الراي» ان «حزب الله يملك باقة متعددة من الصواريخ التي يسهل انتشارها واطلاقها، من القريبة المدى الى المتوسطة، وهي متوافرة بكثرة في كل القطاعات والوحدات الصاروخية. اما بالنسبة للصواريخ الاستراتيجية، فحزب الله لم يملك الصواريخ ذات الوقود السائل مثل سكود دي او اي من عائلته (سكود اي بي سي دي) بل يستخدم الصواريخ ذات الوقود الصلب لسرعة انطلاقها، وكذلك يملك صواريخ ضمن التسليح العام للحزب كتلك التي تتمتع بمسار متعرّج شبيه بحركة الأفعى مع سرعة متنوعة لتفادي كافة الاجراءات المعترضة لتصبح عملية الإطباق عليها مستحيلة لعدم القدرة على تحديد نقطة التصادم. وقد استحدث حزب الله منذ العام 2006 وبعد المعركة مع اسرائيل صوامع تحت الأرض لاستضافة الصواريخ الاستراتيجية تحاكي أسلوب الصوامع التي أنشأها الاتحاد السوفياتي أيام الحرب الباردة لمقاومتها للتدمير مستفيدا من باطن الأرض. كما يملك حزب الله صواريخ ضد المدرعات ونظام الـ TROPHY المزود على دبابات الميركافا وصواريخ جوية اعتراضية ومفاجآت متعددة لن يعلن عنها الا في حينه».

وختم المصدر اللصيق بقيادة «حزب الله» العسكرية بالقول ان «حزب الله يملك اكتفاء ذاتياً بنوعية الصواريخ والأسلحة الاستراتيجية وغير الاستراتيجية حتى التخمة، واي زيادة في المعدات هو عامل سلبي لانتفاء الحاجة. وكل ما يُصنع في ايران او تملكه سورية يملكه حزب الله منذ زمن، لاندماج الخط الواحد والمصير الواحد امام التكفيري والعدو الاسرائيلي. وقد اكتسبت قوات المشاة والقوات الخاصة خبرة عملانية واستخباراتية وقوة مناورة على أرض الواقع وتعديل الأسلحة الفتاكة واستخدام الطائرات من دون طيار بكثافة والعمل الاستخباراتي خلف خطوط العدو، وهي خبرة تستطيع مواجهة اي جيش تطأ أقدامه في أرضنا وخصوصاً بعد قتال المنغمسين الداعشيين الذين يتمتعون بعقيدة لا ولن تملكها اسرائيل، وهو - اي حزب الله - يجابهها اليوم ويحقق انتصارات عليها في رقعة جغرافية أكبر من مساحة لبنان».

 

رسالة شكر إلى داعش

غسان شربل/الحياة

لم يخطر ببال عالم الآثار الاميركي جيمس هنري برستد ان المنطقة التي سمّاها «الهلال الخصيب» ستؤول ذات يوم الى ما آلت اليه. استند الى ما عاشته المنطقة من تعاقب للحضارات والرسالات، اضافة الى خصوبة تربتها بفعل أنهارها ومناخها. ذهب ابن تلك المنطقة ميشال عفلق بعيداً حين اسس حزب «البعث» تحت لافتة «امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة». لم يخطر بباله ان الأمة ستسير مخلّعة في الاتجاه المعاكس وستمضي ايامها بلا وحدة ولا حرية ولا اشتراكية. يمكن قول الشيء نفسه عن انطون سعادة الذي اراد موقعاً تحت الشمس لسورية الطبيعية او سورية الكبرى. من حسن حظ عفلق وسعادة انهما رحلا عن هذه الفانية قبل ان يعانيا ما حل بالأمة وسورية الصغرى نفسها. جاء الرجلان من اطراف منجم «الهلال الخصيب» ولم يأتيا من صلبه. وأسعفهما الحظ في المغادرة باكراً، فمصيرهما معروف لو وقعا في يد «داعش» او مثلاً أمام محاكم ابو بكر البغدادي والفاتح ابو محمد الجولاني ورفاقهما. اثبت «الهلال الخصيب» انه يستحق التسمية. فبعدما أنجب كل ما انجب من افكار ووعود وحالمين وكتاب وثوار، ها هو اليوم يُنجب ما يلغي كتبهم ويمحو افكارهم ويقطع صلتهم بالمضيء من تراثهم ليأخذهم مجدداً الى عتمات الكهوف. ليس بسيطاً ان نسقط فجأة في عصر «داعش» وأن نرى مسلّحيها ينحرون وينتحرون في الأنبار وسورية وصولاً الى بيروت.

خلطت الاطلالات المدوية لـ «داعش» الاوراق. اثارت قلقاً عميقاً وذعراً حقيقياً ووفرت أعذاراً لمن يبحثون عن الاعذار. ليس غريباً ان يشعر اركان الحكومة العراقية العتيدة ان «داعش» هدية جاءت في الوقت المناسب. كانت حكومة نوري المالكي مشتبكة مع العشائر السنّية في الأنبار ومع المكون السنّي في مجمله، ثم أطلّت «داعش» في ما يشبه طوق النجاة. وفّرت لحكومة بغداد فرصة التمتع مجدداً باللقاء الايراني - الاميركي على دعمها. اعطتها حق المطالبة ببعض انواع الاسلحة للقضاء على الارهاب. وفّرت للمالكي فرصة خوض حرب جديدة قد تؤدي الى ترميم موقعه بعدما تصدع نسبياً داخل طائفته. ولولا الحرج لوجّه اركان الحكومة رسالة شكر الى «داعش».

اطلالة «داعش» السورية كانت حافلة هي الاخرى. فمن قطع الرؤوس الى إعدام المخطوفين والاسرى الى التمثيل بالجثث وإخفاء ناشطين ومعارضين ألحقت «داعش» بالثورة السورية اضراراً تفوق أضرار براميل النظام. شوهت صورتها وأحرجت اصدقاءها والراغبين في دعمها او تفهم اسبابها. اغلب الظن ان اركان النظام السوري يعتبرونها هدية ثمينة تستحق رسالة شكر على انجازاتها، خصوصاً بعدما ولغت في دم «الجيش الحر» وكتائب اخرى. يصعب الاعتقاد بأن ايران شعرت بالغضب من اطلالة «داعش». الممارسات «الداعشية» الفظة المتتالية تتيح لطهران ان تخيّر «الشيطان الاكبر» بين تقبل فكرة استمرار النظام السوري الحالي او مواجهة سورية انتحارية تعيش في ظل «داعش» وأشباهها. يمكنها ان تقول إن مع «داعش» لن تبقى حدود ولن تبقى اقليات ولا مجال لمؤسسات او ضمانات تتعلق بأمن الدول المجاورة وفي مقدمها اسرائيل. ثم ان اطلالة «داعش» تتيح لإيران وحلفائها التدرب على الدور الجديد في مقاومة التكفيريين والممانعة ضدهم اذا اقتضت التفاهمات مع اميركا إبعاد رياح المقاومة والممانعة عن حدود «الكيان المصطنع». ثم ان في استطاعة «حزب الله» القول انه ذهب الى سورية لمنع سقوطها في يد «داعش» ومنع تدفقها الى بيروت. اصحاب النيات السيئة يسارعون الى رش علامات الاستفهام. يتساءلون عن دور اجهزة «الهلال الخصيب» في تسهيل اطلالة «داعش» لتوظيفها في خدمتهم. يتساءلون عن مبرر اطلاق «جهاديين» و «فرار سجناء» في سورية والعراق ويلمّحون الى براعة الاجهزة الايرانية ايضاً. ويرى هؤلاء ان من بين اسباب اطلالة «داعش» الإصرار على تهميش الاعتدال السنّي في «الهلال الخصيب» وإصرار ايران على امتلاك مفاتيح القرار في بغداد ودمشق وبيروت. ويذهب هؤلاء الى حد القول ان «داعش» قد تتلقى رسالة شكر من باراك اوباما، فقد اعطته العذر لغسل يديه من الملف السوري بعد جائزة مصادرة السلاح الكيماوي وجائزة قتل اسامة بن لادن، فضلاً عن جائزة نوبل. ومن يدري، فقد تتلقى «داعش» رسالة شكر من سيرغي لافروف لأن اطلالتها تدعم محاولته لجعل مكافحة الارهاب البند الاول على طاولة «جنيف 2».

اخطر ما في اطلالة «داعش» انها كشفت بؤسنا الثقافي والسياسي وثراء آبار الكراهية في تربتنا الخصبة. كشفت عقم كتبنا وجامعاتنا وأحزابنا.

 

جعجع لـ”الأخبار”: نرفض أي مسعى أوروبي للاتفاق المسبق على الرئيس ولا لحكومة جامعة

هيام القصيفي/الأخبار

جدّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع رفضه للحكومة الجامعة، مشدداً في حوار مع صحيفة “الأخبار” على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية، ومعلناً رفضه لأي مساع أوروبية للاتفاق المسبق على اسم الرئيس الجديد. وحمّل جعجع فريق “8 آذار” مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة بسبب التهديدات التي يطلقها، متسائلاً: «”كيف يريد الشراكة معنا الآن، وأين كانت الشراكة في 7 أيار، ولدى ذهاب حزب الله الى سوريا؟”. ورفض جعجع، بشدة، الحكومة الجامعة والجلوس الى جانب الحزب في الحكومة، مصرّاً على الدفع باتجاه الاستحقاق الرئاسي، وكاشفاً عن مسعى أوروبي لتسوية مسبقة على اسم الرئيس، ومؤكّداً رفض هذا المسعى، والتمسّك باللعبة الديموقراطية ونزول النواب الى المجلس لانتخاب من يريدون.

وكرّر جعجع موقف القوات وقوى 14 آذار الرافض لطرح حكومة جامعة، وقال: «موقفنا لا يزال كما هو. نحن نمر في مرحلة شديدة الخطورة وتفصلنا عن الانتخابات الرئاسية خمسة أشهر تقريباً، والحكومة المنطقية الوحيدة هي الحكومة التي تقوم بما يجب عليها من أجل لبنان، ومن خارج 14 و8 آذار. وأتوقف هنا عند خطاب الفريق الآخر ودعوته الى الشراكة في الحكومة. ألا تتجسد الشراكة إلا في الحكومة؟ أين كانت الشراكة حين قرر حزب الله أن يدخل الى سوريا ويحارب فيها ضد إرادة الشعب اللبناني؟ وأين كانت الشراكة حين قام الحزب بـ 7 أيار؟ وأين كانت الشراكة حين أسقط حزب الله حكومة الرئيس سعد الحريري؟ اليوم يطرحون هذا الشعار لذرّ الرماد في العيون. ولأنهم لا يستطيعون اليوم تأليف حكومة وحدهم، يلجأون الى استخدام شعار الشراكة. نحن نتمنى الشراكة، ولكن على كل الصعد، وهم ليسوا مستعدين مطلقاً لها، فحتى إعلان بعبدا الذي أجمع عليه كل الأفرقاء تنصّلوا منه لأن مصلحتهم الإقليمية اقتضت ذلك».

تُطرح الآن صيغة 8 ــ 8 ــ 8 مع وزيرين «ملك» بدلاً من 9 ــ 9 ــ 6 التي رفضتموها. هل يمكن أن تقبلوا بها؟

ـــ هذه صيغة مقنّعة للصيغة السابقة التي يجب أن تسمى 9 ــ 6 فقط، لأن فريق 14 آذار فريق جمهوري لا يعطّل الحكومة والسلطة، في حين أن فريق 8 آذار يريد الثلث المعطل لتعطيل الحكومة. نحن نرفض هذه الصيغ لأنها في مكان ما تفسر بأن وجودنا مع حزب الله في حكومة واحدة يعني موافقتنا «إقليمياً» على استراتيجيته وأعماله، وتعني أيضاً أننا نشارك معه في حكومة تقف الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، وهذا أكبر ضرر على لبنان. لن نشارك في حكومة تغطي مشاركة الحزب في سوريا. حتى محلياً، علامَ نحن متفقون مع حزب الله و8 آذار حتى نؤلف الحكومة معاً، فلماذا نكون معاً إذا لم نكن قادرين على إيجاد حلول داخلية؟

لماذا لم يقدم الرئيس سليمان حتى الآن على تأليف الحكومة؟

ـ معلوماتي أن الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام يعتبران أنه يجب ألا يتأخرا في إعلان الحكومة. ويجب أن يقوما بهذه الخطوة وأن يعملا بحسب قناعتهما ويقدما تشكيلة حكومية في أسرع وقت. هذا أمر دستوري وعليهما القيام بخطواتهما الدستورية. وعلى كل فريق حينها أن يحدد خياراته. واللعبة الفعلية هي أن يعترض المعترضون داخل المجلس النيابي.

أنتم ترفضون حكومة جامعة، والفريق الآخر يرفض حكومة حيادية. ألا تقع المسؤولية على الطرفين لأن ذلك يعني عدم تشكيل الحكومة؟

ـ الفريق الآخر هو الذي يهوّل بعظائم الأمور ويهدّد. في حين أننا نطرح فقط رأينا ولا نهدد. لقد شكلوا حكومة من لون واحد ولم نهدّد أحداً، بل مارسنا حقنا الديموقراطي بالمعارضة داخل المجلس وخارجه. أحياناً أصبنا وأحياناً لم نصب، لكننا لم نهدد أي طرف. هم يهددون علناً وضمناً ويطلقون تهديداتهم بالطرق السياسية والإعلامية وكأننا عشية 7 أيار.

ألا يتحمل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف مسؤولية عدم الإقدام على هذه الخطوة؟

ـ رئيس الجمهورية والرئيس المكلف موقعان دستوريان واجبنا الحفاظ عليهما. كنا نتمنّى أن يسرعا في التأليف فلا تبقى الأوضاع معلقة أشهراً. أعتقد أنه يمكن أن تتأخر الحكومة لأسبوع أو أسبوعين، ولكن لن نبقى بلا حكومة حتى موعد الاستحقاق. بل ما أعرفه أنها ستشكل قبل 25 آذار.

لكن بكركي دخلت أيضاً على الخط بدعم حكومة جامعة؟

ـــ بكركي تتحدث بالمبادئ العامة، وتترك السياسات اليومية للقوى السياسية والأحزاب. على كلٍّ، بكركي لن تقف، بحسب موقفها الرسمي الذي أعلنته، ضد أي حكومة يوقّع مرسومها رئيس الجمهورية.

ألا تخشى بقاء البلد من دون حكومة والاقتراب من مرحلة الفراغ الرئاسي؟

ـــ نحن ندفع بكل قوتنا كي تجرى الانتخابات الرئاسية، ولن نمشي بأي تسوية تجرب جهتان إقليميتان أو دوليتان أن تتعاطيا بها أو تضغطا على الأفرقاء اللبنانيين، وضد أي مساع تقوم بها بعض الدول الأوروبية، للضغط على الأفرقاء لتسمية الرئيس مسبقاً. نحن مع نزول جميع النواب الى أول جلسة يدعو إليها الرئيس نبيه بري، أو الجلسة التي تسبق نهاية المهلة بعشرة أيام، ليصوّت كل منهم للرئيس الذي يريده. نحن ضد التفكير بأي مسعى للاتفاق المسبق على اسم الرئيس، ومع ممارسة اللعبة الديموقراطية الى أقصى الحدود.

تتصاعد خطورة الوضع الأمني من تفجيرات متنقلة واغتيال الوزير محمد شطح. ألا تعتقد أن هذه الوتيرة ستؤدي الى شل البلد ولن تسمح بالانتخابات؟

ـــ لأن الوضع الأمني على هذا النحو، يجب أن نسرع في تأليف الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية. ولكن يجب أن نميز بين الأحداث الأمنية ولا نساويها. تفجيرات طرابلس والضاحية، والأحداث على الحدود لها علاقة بتداعيات الحرب في سوريا. لكن اغتيال الوزير محمد شطح يأتي في سياق الاغتيالات التي تعرضت لها شخصيات قوى 14 آذار. 17 اغتيالاً وقعت حتى الآن من فريق واحد، والفريق الآخر لم يتعرض لأي عملية اغتيال. فمن يكون يقتل الآخر؟

لم تعد قضية الإرهاب التكفيري مجرد استنتاج، بل أصبحت أمراً واقعاً بعد إعلان جبهة النصرة وداعش لبنان أرض جهاد؟

ـــ جميع اللبنانيين متفقون على محاربة التكفيريين، بدليل أن أي عملية ينفذها هؤلاء تكشف بعد وقت قصير. هذا ما حصل مع تفجير السفارة الإيرانية وتفجير الضاحية. لكن المشكلة تكمن في التفجيرات الأخرى التي لم نعرف بعد منفذيها. من قتل الوزير شطح، ولماذا؟ لقد عرفت أسماء منفذي تفجيرات طرابلس ولم يوقف أي منهم. الفريق الآخر اغتال 17 شخصية من 14 آذار ولم يقترب أحد منه. ولم يكفهم اغتيال شطح، بل بدأوا سلسلة تهديدات على الهاتف ضد النائب أحمد فتفت ومن ثم مي شدياق ونديم قطيش، وأخيراً ضد النائبة ستريدا جعجع. أنا أعتبر ما يحصل استكمالاً لاغتيال شطح ومحاولة لتدمير قوى 14 آذار. أتمنى من الأجهزة الأمنية أن تأخذ التهديدات بالجدية اللازمة وملاحقة القائمين بها. من هنا، لا يحق لأحد اتهام الفريقين المتنازعين في لبنان بالخلل الأمني. هناك فريق واحد مسؤول وهو يستهدفنا.

تنطلق الأسبوع المقبل أعمال المحكمة الدولية. ألا تخشى من أن تساهم انطلاقتها في مزيد من التفجير الأمني في لبنان؟

ـــ المحكمة الدولية هي واحد من الإنجازات الكبيرة للشعب اللبناني لأنه للمرة الأولى سيعرف من وراء هذه الاغتيالات. هذه عملية دولية قانونية. وبالمناسبة أريد أن أسأل أين أصبحت قضية شهود الزور التي أسقطوا حكومة الحريري من أجلها، وشوّهوا صورة المحكمة بسببها؟ لقد شكلوا حكومة مؤلفة مئة في المئة منهم، فأين أصبحت هذه القضية؟ أتمنى على اللبنانيين متابعة أعمال المحكمة الدولية وتفاصيلها ويخرجوا بالاستنتاج من قام بالاغتيالات في لبنان. وإذا كانت المحكمة ستخربط الوضع اللبناني، فهذه «آخر الدني»، ولا أعتقد أننا أصبحنا في «آخر الدني».

 

أدلة لدى المحكمة الدولية عن تورط وفيق صفا باغتيال الحريري كشف عنها الشاهد الملك مع تسجيلات تثبت ضلوع قادة أمنيين لبنانيين وسوريين في الجريمة

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

كشفت مصادر قضائية دولية على علاقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان, في نيويورك أمس, عن أن "الادعاء العام الدولي في محكمة لاهاي التي ستباشر النظر في محاكمة المتهمين الخمسة من "حزب الله" يمتلك معلومات قديمة - جديدة عن ضلوع عدد آخر من عناصر الحزب البارزين في جرائم الاغتيال, كما يمتلك منذ مارس من العام الماضي معلومات تقدم بها الشاهد الملك سوري الجنسية زهير الصديق الى الادعاء العام تؤكد إشرافاً مباشراً لمسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا على التحضير ومواكبة المتآمرين لتنفيذ جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في فبراير ,2005 كما تؤكد مرافقة نائبين من "حزب الله" مراحل الإعداد لخطط الاغتيال وصولاً إلى تنفيذها الذي أدى إلى مصرع العشرات من الساسة ومرافقيهم والمواطنين العاديين, الذين تقدموا جميعاً بدعاوى الى المحكمة الدولية يتهمون فيها عناصر الحزب الذين قد يصل عددهم مع بدء المحاكمات وإقلاعها بسرعة إلى أكثر من 12 متهماً".  وقالت المصادر التابعة لدوائر الأمم المتحدة, المختصة بالمحكمة, لديبلوماسي عربي في نيويورك إن "زهير الصديق قدم في منتصف العام الماضي تسجيلات صوتية بين اللواء الركن جميل السيد واللواء مصطفى حمدان واللواء علي الحاج, الذين سجنتهم لجان التحقيق الدولية طيلة اربع سنوات ثم اطلق سراحهم تحت طائلة العودة الى استدعائهم, وبين قيادات استخبارية وأمنية وسياسية سورية في هرم الحكم البعثي, تثبت معرفتهم العميقة ومشاركتهم شديدة السرية في إدارة مسرح الاغتيال ثم "تنظيفه" فوراً بعد التنفيذ, ما يشير بأصابع الاتهام الى الفاعلين في لبنان وسورية".

وأكدت المصادر الدولية عن أن "نجل أحد كبار المسؤولين اللبنانيين, في العهد الذي تمت فيه الاغتيالات ومحاولات الاغتيال قبل تصفية الحريري وبعدها منذ أواخر 2004 وحتى ,2006 واكب تفاصيل الخطط التي أدت إليها, ولعب دوراً في محاولات إخفاء الأدلة الجرمية بالتدخل لدى السلطات الأمنية لنقل السيارات المتضررة وركام السيارات المتفجرة والمحترقة", كما أن "نجل المسؤول كان ينسق مع القيادات الأمنية العاملة لصالح بشار الأسد في لبنان ووزير الداخلية حينذاك سليمان فرنجية وعدد من المحيطين به الذين غضوا الطرف عن العبث بتلك الأدلة".

وكشفت المصادر القانونية الدولية للديبلوماسي العربي في نيويورك الاسبوع الماضي عن أن "عشرات الشهود (نحو 55 شاهدا) المحميين من المحكمة الدولية وصلوا مع محاميهم تباعاً إلى لاهاي استعداداً لبدء المحاكمات في السادس عشر من الشهر الجاري, للانضمام الى محامي الادعاء العام في تقديم الشهادات التي ستكشف عن أسماء عدة مازالت مجهولة حتى الآن, يمكن أن تكون لها علاقات بجرائم الاغتيال, كما ان الشهود الاساسيين أمثال زهير الصديق الذي يعتبر محور المحاكمات الاول الذي يمتلك أدلة دامغة مدعومة بتسجيلات وأشرطة فيديو, سيحسمون ضلوع جماعات "حزب الله" وقادة واستخبارات الأسد وإدارة أمنه القومي, على رأسهم صهره الراحل آصف شوكت ومدير الأمن القومي الراهن اللواء علي المملوك في الجرائم".

وأعربت المصادر عن اعتقادها ان "استخبارات غربية وعربية اضافة الى الانتربول الدولي, باتت قريبة جداً من معرفة أماكن تواجد المطلوبين الخمسة من "حزب الله", ثلاثة منهم داخل لبنان, والاثنان الباقيان يتنقلان بين الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والأراضي السورية, بعدما قاما بزيارات لطهران مرات عدة خلال العامين الماضيين".

 

هي بغداد لا بيروت!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

سألت عائدا من بيروت بعد تفجير الضاحية الأخير: كيف هي العاصمة اللبنانية؟ فقال دون تردد: «كأنها بغداد»! وهذا صحيح، حيث باتت التفجيرات تضرب في كل مكان، وأصبح السؤال الواقعي هو: متى هي لحظة الانفجار هناك؟ وبالطبع فالقصة ليست قصة التدخل الإسرائيلي في لبنان، أو التدخل الأسدي، وكلاهما أسوأ من بعض على لبنان واللبنانيين، وكذلك على السوريين، بل إن القصة الحقيقية هي في إرهاب حزب الله، ليس داخل الأراضي اللبنانية فقط، بل وفي داخل الأراضي السورية أيضا. فما يفعله حزب الله من إرهاب الآن يشير إلى أن لبنان في طريقه إلى لحظة انفجار، أو كما قال نائب زعيم حزب الله نعيم قاسم إن «لبنان على طريق الخراب إن لم يكن هناك تفاهم سياسي». وبالطبع مقولة قاسم هذه ليست بالنصيحة الصادقة بقدر ما هي تهديد مبطن للبنان، وكل الفرق السياسية فيه، ومن هنا نستطيع فهم عقلية قاتل الراحل محمد شطح، وليس القاتل المنفذ، بل الذي اتخذ قرار تصفية شطح. وهنا يقول لي مطلع عن كثب بما يجري في لبنان إن عملية اغتيال شطح لها ثلاثة أبعاد وهي: الشخصية، والزمان، والمكان. ويقول إن الشخصية هي شطح المقرب جدا من سعد الحريري، وإحدى الشخصيات اللبنانية الوثيقة العلاقة بدوائر صنع القرار الأميركية، منذ كان سفيرا للبنان في واشنطن. وبحسب المصدر فإن الأهم أيضا هو أن الراحل شطح كان إحدى العقليات الاستراتيجية لفريق 14 آذار، وأحد عوامل عقلنة القرار في ذلك الفريق، كما أن الراحل شطح هو مهندس فكرة الحكومة الحيادية! وبالنسبة للزمان فإن متخذ القرار استعجل تنفيذ الاغتيال لتعطيل فكرة الحكومة الحيادية، وكل التحركات الداعية لتشكيل تلك الحكومة.

أما المكان، وبحسب المصدر، فهو الطريق اليومي الذي يسلكه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي لمقر الحكومة، بل إن شظايا التفجير انتثر بعضها داخل منزل سعد الحريري، الذي قيل إنه يفكر في العودة للبنان، ولذا، وبحسب المصدر، فإن أهمية المكان لمن قرر تصفية شطح تكمن في توجيه عدة رسائل في وقت واحد سواء لواشنطن، أو الحريري، وميقاتي، ولكل رئيس وزراء لبناني، بأنه من السهل الوصول إليهم حتى لو كانوا في «المنطقة الخضراء» للسنة في بيروت السوليدير. كما أن من رسائل اغتيال شطح ما هو موجه للرئيس اللبناني، حيث إن مضمون الرسالة هو أنه ستتم تصفية أي رئيس وزراء يتعامل معه. وهذه القراءة التي نقلتها عن مصدر مطلع على ما يدور في لبنان عن كثب تقول إن المستفيد الوحيد من اغتيال شطح هو حزب الله، وتقول إن السبب الوحيد لكل ما يحدث في لبنان الآن، ويحول بيروت إلى بغداد جديدة، هو حزب الله وأعماله الإرهابية التي لا تقف عند الإيغال في الدم السوري، بل واللعب بأمن لبنان، وتعريضه للحريق الكبير الذي لن ينجو منه الحزب بكل تأكيد.

 

«القاعدة» أو مكتب الخدمات القديم

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

في البداية كان هناك نشاط عسكري تحت اسم «مكتب الخدمات» في أفغانستان، اشتغل فيه أسامة بن لادن، معظم نشاطه استقدام الشباب السعودي والعربي كمجاهدين لقتال السوفيات، وذلك قبل نحو ثلاثين سنة. رحل السوفيات وأغلق المكتب. وفي ظل انطفاء الأنوار الدولية عن أفغانستان في التسعينات، عاد بن لادن المختلف مع الحكومة السعودية مع الإخواني المنشق أيمن الظواهري المختلف مع الحكومة المصرية، وأعادا فتح المكتب تحت يافطة جديدة اسمها «القاعدة». وعلى مدى عقدين استنسخت فكرة «مكتب الخدمات» القديم، برفع شعار الإسلام، وتجنيد الشباب، وإدارة حرب عن بعد. ومنذ ذلك الحين وإلى اليوم ينشط التنظيم في ضرب كل المناطق، باستثناء إيران وإسرائيل. «القاعدة» بعد هزيمتها في أفغانستان عام 2001، تخلت عن فكرة المركز وتحولت إلى «سوبر ماركت» منتشر تحت أسماء مختلفة، مثل تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، وتنظيم «القاعدة في دولة المغرب الإسلامية»، وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية»، وغيرها. وإذا فهمنا فكرة «مكتب الخدمات»، القديم، استخدام الشباب لمقاتلة السوفيات، فسيسهل علينا فهم «القاعدة» لمواجهة المعسكر الآخر. الفارق أن الذي يدير المعركة هو إيران ومعها النظام السوري، اللذان لم يظهرا قط في الواجهة. وقد سبق لهما أن قادا عمليات مشابهة باستخدام الشباب الشيعة في لبنان والكويت، وكان عماد مغنية أبرز مقاتليها، الذين سبقوا «القاعدة» بعشر سنوات ونفذوا عمليات جريئة من خطف طائرات وخطف أجانب في بيروت ومحاولة اغتيال أمير الكويت. إيران أدركت أن هذه النشاطات ستقود إلى صدام مباشر مع الدول الكبرى وكذلك الدول الإقليمية. وهنا نعتقد أن الإيرانيين، بالتعاون مع نظام الأسد الأمني، قاموا بإدارة تنظيم القاعدة من دون أن يتركوا بصماتهم على حبل الرسن. استهدفت «القاعدة» دولا دعوة من إيران، مصر والسعودية والأردن والولايات المتحدة. وعاش عدد من قادة «القاعدة» في إيران، مثل سيف العدل، ولحق به عدد آخر ممن فروا من أفغانستان مثل سليمان أبو غيث، وأبناء بن لادن. وانتقل إلى هناك أيضا عدد جديد مثل ناصر القرعاوي وماجد الماجد السعوديين. وقد برر هؤلاء المتطرفون أنهم يستخدمون إيران لأغراضهم. حقيقة إدارة الإيرانيين لـ«القاعدة» تبدو أكثر وضوحا في سوريا اليوم. لقد قامت «القاعدة»، من خلال فرعها «داعش»، بتخريب الثورة السورية باغتيالات قياداتها وضرب مناطقها. انتصرت «داعش»، في حرب سوريا، في ما فشلت فيه قوات الأسد وميليشيات حزب الله و«عصائب الحق» العراقية. نجحت «داعش» في سرقة أولاد الناس، وأموالهم، وعواطفهم، من خلال حملاتها الدعائية الكاذبة في الكويت والسعودية وداخل سوريا والعراق. منذ سنوات ونحن نتحدث عن أكذوبة «القاعدة»، وتزوير معنى الجهاد، لكن يبدو أنه من الصعب أن يفكر المؤمنون بعقولهم عندما يسمعون بقلوبهم. إيران استطاعت استخدام هذه الجماعات لضرب خصومها في المنطقة، وتشويه سمعتهم، وتأليب العالم عليهم، وأصبحت بفضل الجهاد المزور هي التي تحكم العراق وسوريا ولبنان، وتهدد الخليج واليمن، وأقنعت الأميركيين أنها تملك كل الأوراق.

 

مقاومة.. ممانعة ومتانحة

هيثم المالح/الشرق الأوسط

عقب استقلال سوريا بدأت تجربة ديمقراطية كانت الأولى في العالم العربي، ولم يكمل المجلس النيابي الأول مدته، حين أقدم الضابط حسني الزعيم على اختطاف السلطة والانقلاب على الشرعية بتحريض ودفع من السفارة الأميركية في دمشق - لطفا انظر كتاب «لعبة الأمم» لمايلز كوبلن. وكان من مهام الانقلاب الدخول في المفاوضات مع الكيان الإسرائيلي وتوقيع معاهدة تمرير خط التابلاين عبر الأراضي السورية، وتم ذلك.. وفي غضون أربعة أشهر ونصف الشهر تمت الإطاحة بحسني الزعيم، وأعدم هو ورئيس وزرائه محسن البرازي، وتتالت الانقلابات العسكرية التي كانت الأولى من نوعها في العالم العربي حتى وصلنا إلى انقلاب الضابط أديب الشيشكلي الذي حكم بين عامي 1951 ومطلع 1954 حين وقع انشقاق في الجيش بين شمال سوريا وجنوبها.. وعلى الرغم من أنه كان يملك القوة العسكرية القادرة على التغلب على الطرف الآخر، غإنه آثر الاستقالة ورفض السماح بسيلان الدم السوري من أجل السلطة، وأعقب زوال حكمه بداية مرحلة جديدة من الديمقراطية. وفي المجلس النيابي تقدم ناظم القدسي، الذي كان نائبا عن حلب، باقتراح لإصدار قانون لمحاسبة الانقلابيين الذين يعتبرون مجرمين باغتصاب السلطة بموجب قانون العقوبات السوري، إلا أن اقتراحه لم يلق قبولا، ثم جاء عهد الوحدة التي اشترط عبد الناصر لقيامها حل الأحزاب في سوريا، وتم له ذلك. وقد أجريت المفاوضات من أجل الوحدة بين فريق من العسكريين الذين زاروا القاهرة وتباحثوا مع عبد الناصر لإقامة الوحدة، وبدأ عهد جديد في سوريا تمثل في إنشاء حكم قائم على الأجهزة الأمنية، وانعدم فيه الحراك السياسي الذي اختصر في جهاز السلطة الحاكمة.

عقب الانفصال الذي قاده انقلابيون عسكريون أواخر عام 1961 بدأت سوريا بالعودة للحياة الديمقراطية، إلا أن الاضطرابات التي وقعت عام 1962 بتحريض من قوى خارجية وامتداداتها الداخلية أدت للفشل في قيادة البلاد، مما مهد لوقوع انقلاب 8 مارس (آذار) 1963 بقيادة ضباط بعثيين وناصريين، وأعلنت في ذلك الوقت حالة الطوارئ، وأبعد عدد كبير من المفكرين والسياسيين عن الساحة العامة بصدور مرسوم العزل المدني الذي شمل هؤلاء.. وفي 17 يوليو (تموز) تمكن البعثيون من تصفية خصومهم من الناصريين واستفردوا بالحكم. وبغض النظر عن الاضطرابات التي وقعت في أعوام 1964 و1965 لا بد من وقفة قصيرة مع الكارثة التي ألمت بالأمة في الخامس من يونيو (حزيران) عام 1967 حين سقطت الجولان كما سقطت سيناء في يد الكيان الإسرائيلي في فلسطين.

كتب خليل مصطفى بريز، الذي كان ضابط استخبارات الجيش في الجولان، كتابا بعنوان «سقوط الجولان»، اتهم فيه حافظ الأسد بالخيانة العظمى، وكان الأسد في ذلك الوقت وزيرا للدفاع، ومن مخبئه في دمشق أعلن سقوط الجولان، وأمر الجيش بالانسحاب كيفيا أي من دون تحضير، في الوقت الذي لم يكن فيه أي جندي من جنود العدو قد وطئت قدماه الجولان. وفقط للعلم فإن تلك المنطقة كانت من أكثر المناطق تحصينا، إذ تحتوي على ملاجئ ضد الذرة واستحكامات قوية جدا، ولم يجر أي اشتباك بين الجيش السوري وجيش العدو.. وفي عام 1968 اختطف مؤلف الكتاب وجيء به من لبنان إلى دمشق، وحكم عليه من قبل محكمة عسكرية بالسجن خمسة عشر عاما قضاها ثمانية وعشرين عاما، ولم يسأل وزير الدفاع سؤالا واحدا حول سقوط الجولان، وبدل أن تتم تنحيته من منصبه - حتى لو سلمنا جدلا بتقصير غير مقصود - وصل إلى منصب رئيس الجمهورية، وهكذا قبض ثمن خيانته، ومع ذلك تدفقت على نظامه مليارات الدولارات من دول الخليج بداعي ما سمي دول الطوق، وطبعا سرقت كميات كبيرة من تلك الأموال وأودعت خارج سوريا في أماكن متعددة، وتحول نظام الخيانة إلى نظام «مقاومة وممانعة». وأعقب كل ذلك حرب 1973 التي فاجأ بها الجيشان السوري والمصري الكيان الإسرائيلي ومع ذلك ولولا وصول امدادات عراقية ساندت الجيش السوري في الجهة الجنوبية لكان جيش الصهاينة قطع طريق دمشق درعا، وهكذا خسرنا في هذه المعارك ضعف ما خسرناه في عام 1967، ولم يتم استرداد القنيطرة مهدمة إلا بالمفاوضات وهي لا تزال مهدمة حتى الآن، وما زال أهلها مشردين خارجها. وورث بشار الأسد نظام أبيه القائم على استقرار العدو ،الإسرائيلي في الجولان منذ احتلالها وحتى الآن، فيما بقي النظام يرفع كذبا شعار الممانعة والمقاومة، وإذا شئنا المتانحة، ويتمترس النظام خلف هذه الشعارات، بينما هو يحافظ على أمن الكيان ،الإسرائيلي ومستوطنيه في الجولان المحتل، ولم يطلق رصاصة واحدة باتجاه أي غارة جوية شنها العدو الإسرائيلي على مواقع متعددة في سوريا، ولا على طيرانه الذي يحلق فوق سمائنا.

في موقع قرب دير الزور، ما سمي مفاعلا نوويا، هبطت طائرات العدو يومين متتاليين قرب الموقع فدمرته، واصطحبت طائراتها بعض الخبراء وعادوا سالمين إلى الكيان الذي احتلوه، ودائما تصرح خارجية النظام بأنها سترد في الوقت المناسب، بينما غصت سجون النظام بالآلاف من أصحاب الرأي، ومورس القمع والاضطهاد على أوسع مجال، وازداد الشعب احتقانا حتى كانت ثورته التي بدأت مع تباشير الربيع العربي في تونس ومصر، فما كان من أجهزة السلطة الحاكمة إلا أن واجهت المتظاهرين بالرصاص الحي طوال ستة شهور من بدء الثورة، وقد سقط في هذه الشهور خمسة آلاف شهيد صرعى رصاص الغدر والطغيان الأسدي الذي لا يزال يتمترس خلف شعار المقاومة والممانعة، في حين صرح رامي مخلوف مع بواكير الثورة بأن أمن إسرائيل هو من أمن سوريا.

قال تعالى في كتابه الكريم «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون.. كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون»، فكانت شعارات الممانعة والمقاومة هي مجرد خداع الرأي العربي والداخلي. وقد انخدعت فعلا العديد من القوى والفعاليات العربية من دون أن يعلموا ماذا يجري في الداخل. واستمر نظام آل الأسد في حربه على المنتفضين من الشعب السوري فنشر ثلاثة آلاف دبابة على مختلف المدن والقرى السورية، وبدأ في استعمال كل أنواع الأسلحة لقمع الشعب المنتفض، وبدأت أجهزته تجري تمشيطا في البيوت فتكسر زجاج النوافذ وتطلق النار على خزانات المياه حتى لا يستفيد منها أحد، وتخلط المواد التموينية في البيوت، في خطوة واضحة تهدف إلى تجويع الشعب ورميه فريسة الأمراض، كما عمدت شبيحته ورجال أمنه في خطوة دنيئة للتحرش بالفتيات واغتصابهن في أسلوب ممنهج بهدف كسر شوكة الثورة.

دخلت كتائب عديدة لتحارب مع العصابة الحاكمة من الحرس الثوري الإيراني، واتخذ رئيس الحرس قاعدته في دمشق وكذلك من حزب الله في لبنان ومن ألوية أبو الفضل العباس وآخرين من العراق وحوثيين من اليمن وباكستانيين والعديد من دول ومناطق متعددة، حتى بلغ تعداد المقاتلين من هذه الجهات أكثر من ستين ألف مقاتل وخمس وعشرين كتيبة من جهات مختلفة.. كما دخلت إيران بكل قوتها المالية التي ضخت إلى العصابة الحاكمة دفعة واحدة اثني عشر مليارا من الدولارات وخمسمائة مليون دولار شهريا، علاوة عن السلاح الذي يتدفق عبر العراق. وقد صرح وزير خارجية العراق هوشير زباري مرارا معترفا بذلك، كما ضخت روسيا السلاح إلى العصابة الحاكمة بلا حدود، ووقفت في مجلس الأمن في وجه أي قرار ينقذ الشعب السوري ويوقف شلال الدم، ونشرت بعضا من أسطولها على الشواطئ السورية.. هذا المشهد الذي ذكرته آنفا هو ما ساعد العصابة الحاكمة على استمرارها في مقاتلة الشعب السوري.

وأضحت إيران مع كل أذيالها من حزب الله إلى ألوية شيعة العراق وغيرها وروسيا شركاء العصابة الحاكمة في قتل السوريين واستمرار سفك دمائهم، وقد تجاوز عدد الشهداء مائتي ألف سوري ونصف مليون معتقل ومليوني دار مدمرة وعشرة ملايين مشرد.

يحق لنا هنا أن نتساءل كيف يمكن لمثقفين وصحافيين كبار في مصر والأردن وغيرها أن يجاهروا بدعم نظام يقتل شعبه بغض النظر عن اعتقادهم بممانعة النظام ومقاومته؟.. فهل يجوز لأي نظام مهما كانت صفته أن يمارس القتل في شعبه والتنكيل به وتدمير بنيته التحتية والفوقية، وبعد ذلك نجد هؤلاء الذين يسمون مثقفين أو كتابا أو صحافيين يقفون مع المجرم ضد الضحية؟

لقد خلد التاريخ نيرون لإحراقه روما، ونحن الآن في سوريا أمام عصابة اغتصبت السلطة ابتداء لكنها دمرت دولة ومجتمعا، فهل يعتقد من يقف في جانب العصابة الحاكمة أن من دمّر مليوني مسكن هم المتطرفون الذين جاءوا إلى سوريا بسبب رؤيتهم لمشاهد ذبح الأطفال والنساء الذين تجاوز عدد شهدائهم خمسة وعشرين ألف شهيد، بينما تجاوز عدد المغتصبات سبعة آلاف وخمسمائة مغتصبة. وقد صرح هؤلاء المتطرفون بأنهم جاءوا لمساعدة الشعب السوري الذي يدافع عن نفسه، أفلم ير هؤلاء الذين يجاهرون بمعاونة نظام قاتل مجرم أنهم يقفون إلى جانب الجلاد؟ فلو عاد هؤلاء جميعا - حين كانت بلدانهم تئن تحت نير الاستعمار - إلى الشعب السوري الذي يقتل الآن سيجدون أنه كان هو الذي يساند جميع حركات التحرر في العالم العربي وغير العربي.

فشعبنا في سوريا وقف ولا يزال في مواجهة الاستعمار وأعوان الاستعمار، ففي مراحل الديمقراطية حين لم يكن هؤلاء الحكام موجودين على الساحة كانت الشعارات التي ترفع «فلسطين عربية وستبقى عربية ولو أطبقت عليها شعوب الأرض»، فلم يذهب حكام ذلك الزمان لحضور مؤتمر مدريد مصالحة مع الكيان الإسرائيلي، ولم يتخذوا شعار «السلام مع الكيان الإسرائيلي هو خيار استراتيجي» كما كان يقول حافظ الأسد قبل الرحيل إلى جهنم.

اغتيل السياسي اللبناني محمد شطح، وأستطيع أن أضمه إلى قافلة المستهدفين اغتيالا من قبل النظام السوري، وأولهم المرحوم سليم اللوزي صاحب جريدة «الحوادث» اللبنانية الذي اختطف ثم غطست يداه بالأسيد ومات تحت التعذيب في سجون النظام الدموي. وللعلم فلم نكن نعرف في تاريخ سوريا الحديث معنى الاغتيالات إلا بعد مجيء نظام أسرة الأسد إلى الحكم، وأذكر هنا فقط باغتيال مفتي لبنان الشيخ حسن خالد والمفكر الشيخ صبحي الصالح ورفيق الحريري والصحافيين الأخريين الذين سقطوا بمتفجرات الغدر للنظام السوري، الذي وصلت جرائمه إلى اغتيال زوجة الأستاذ عصام العطار، وكذلك صلاح البيطار في باريس، وباختصار شديد ودائما يجب أن توجه أصبع الاتهام في كل اغتيال على ساحتنا إلى العصابة المجرمة التي تحكم سوريا.

لدى عيسى شاليش ابن خالة بشار الأسد وأحد مسؤولي القصر استراحة ومحطة وقود في منطقة تدعى الكسارة على مسافة تقدر مائة كيلومتر من دمشق بعد بلدة الضمير، ويجري تخزين السيارات المسروقة من لبنان في تلك المنطقة، ومن هذه السيارات سيارة تم تفخيخها بإشراف اثنين من مركز البحوث التابع لجيش النظام وقادها إلى الحدود اللبنانية أربعة أشخاص بالتناوب، ثم أدخلت إلى لبنان ليجري تفجيرها في موكب الحريري، ويهرّب حسن نصر الله مسؤولين متهمين في حادثة الاغتيال من حزبه من وجه العدالة، ثم نرى مثقفين عربا يوجهون رسالة تأييد إلى هذا المجرم الذي يقتل الشعب السوري بإيعاذ من أسياده في طهران أصحاب ولاية الفقيه ومشاركة مع رأس الأجرام بشار الأسد.

أحببت بأن أضع هذه الإضاءات أمام القارئ الكريم حتى يرى كم انحدر من يسمون أنفسهم مثقفين ليمالئوا نظام الأجرام والخيانة في سوريا ويشدوا على عضد القتلة.

لا يحرر الأوطان إلا الأحرار، والعبيد مكانهم مزبلة التاريخ، ومن يحبون عطر البساطير فليذهبوا إلى الجحيم.. «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».

*عضو الائتلاف السوري المعارض