المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 12 كانون الثاني/2014

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى 04/01-11/ تجربة يسوع على يد الشيطان

*مرة أخرى 14 آذار على مفترق طرق: حياة أو انتحار/الياس بجاني

*نفاق وتقية المطبلين بفرح لموت شارون/الياس بجاني

*سليمان بحث والراعي شؤونا وملفات وطنية

*ساندري نقل لسليمان في حضور الراعي حرص الكرسي الرسولي على الاستقرار والوحدة الوطنية في لبنان

*إسرائيل تنعى شارون بعد ثماني سنوات من الغيبوبة.. وجنازته في القدس

*الناطق الرسمي بإسم المحكمة الخاصة بلبنان مارتن يوسف: بعض الشهود قد يتم إعطاؤهم أسماء أخرى 

*رئيس الجمهورية التقى السنيورة ودعا الى تقديم التنازلات المتبادلة لمصلحة الوطن

*مكتب السنيورة: البحث مع سليمان في الحكومة كان جديا وجيدا وصريحا

*هذا ما حمله السنيورة الى الرئيس سليمان 

*لقاء بعيد من الاضواء لـ"14 آذار" لتوحيد الموقف 

*جعجع: شكل الحكومة مهم لكن الأهم سياستها في ادارة البلاد 

*المطران سمير مظلوم للسياسة: لا يمكن تشكيل حكومة غير جامعة

*المحامي اللبناني فؤاد شبقلو للسياسة: لدى المحكمة الدولية مضبطة اتهام ولن يفلت أحد من العقاب

*تشكّل أو لا تتشكّل: اختناق «حزب الله» بـ«انتصاراته» السورية/حازم الأمين/الحياة

*توافق روسي - أميركي ومصلحة إيرانية وسعودية سهّلا التنازلات لمصلحة الحكومة الوفاقية في لبنان

*التواضع" المفاجئ لـ "حزب الله" يفتح الشهية على أسئلة مثيرة في لبنان

*مشاورات لتعبيد الطريق أمام حكومة الـ"8X3" ولقاء جيد ومريح بين سليمان والسنيورة

*مروان حمادة للسياسة: المطلوب أن يعلن 8 آذار التزامه إعلان بعبدا

*ولقاء جيد ومريح بين سليمان والسنيورة

*مروان حمادة للسياسة: المطلوب أن يعلن 8 آذار التزامه إعلان بعبدا

*السنيورة يسأل عن الضمانات: إعلان بعبدا أساس البيان الوزاري وجدول زمني لإنسحاب حزب الله من سوريا 

*بري التقى ميقاتي في عين التينة

*بري التقى ابراهيم وعرض معه الاوضاع الامنية

*زهرا: 14 آذار غير موافقة على صيغة 888 لكن لن تعرقل جهود الرئيسين وعلى 8 آذار وحزب الله اعادة النظر بممارساتهما

*النائب مروان حمادة يوضح عبر 'اللواء” موقف الحريري من الحكومة 

*النائب بطرس حرب: نرفض تغطية قتال "الحزب" في سوريا 

*الحريري ووفد موسع من 14 آذار في جلسة افتتاح المحكمة

*الرئيس الجميل: التسهيلات المقدمة تدل الى حاجته للحوار/ليُراجع حزب الله حساباته ويعود لكنف الدولة/الحقيقة ستظهر وأحكام المحكمة الدولية ستصدر

*معين المرعبي: لا تبيعوا وطننا للمحتل الجديد من أجل وزارة أو كرسي

*شهاب: اجتماع "بكركي" - "حزب الله" اتسم بالصراحة لمسـنا تمسكه بالصيغة اللبنانية وحمايتها

*الوزير السابق سليم الصايغ: نريد رئيسا من 14 آذار ومطلبنا حماية لبنان وحياده لا نرضى للقوات بما لم نقبله لحزب الله لجهة عدم المشاركة في الحكومة

*مكتب بارود نفى تلقيه اي عرض لتولي حقيبة وزارية

*آلان عون: الوضع الامني والتطورات الاقليمية دفعت لانضاج تسوية تشكيل الحكومة بعدما قدم الجميع التنازلات

*معين المرعبي: لا تبيعوا وطننا للمحتل الجديد من أجل وزارة أو كرسي

*عون: لم أبدِ حتى الآن رأيي في ما يخصّ الحكومة

*المجلس الشرعي: لحكومة جامعة بعيدا عن الشروط والشروط المضادة

*اعتصام للهيئة النسائية في دار فتوى طرابلس تضامنا مع فاطمة النشار

*عضو لجنة المتابعة في قوى "14 آذار" طوني طعمة:  حزب الله" بات مكشوفاً والحكومة ستغطيه/لن نشارك الأجندة الايرانية و"من جرب المجرب كان عقله مخرب" 

*المجلس الوطني لثورة الأرز/الجبهة اللبنانية

*شهيب تعليقا على وفاة شارون: اليوم ارتاحت أرواح شهداء صبرا وشاتيلا وبلاد العرب

*أبو فاعور: بموت شارون تصبح نسبة الشر في هذا العالم أقل

*رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي: لإيران الحق في تطوير جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي

*طهران ترسل ثلاث شحنات أسلحة إلى العراق لدعم حكومة المالكي

*قيادي كردي لـ "السياسة": رئيس الوزراء يواجه وضعاً شبيهاً بما حصل للأسد

*الأزمة العراقية وبروز "داعش" بقوة اختبار لنفوذ الولايات المتحدة المتآكل في المنطقة

*واشنطن تشعر بالإحباط لعدم قدرة المالكي على تهدئة الخلافات الطائفية

*وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شارون عن 85 عاما/كان في غيبوبة منذ 8 سنوات بعد إصابته بسكتة دماغية

*وفاة ارييل شارون

*السيسي دعا المصريين الى المشاركة في الاستفتاء على الدستور

*يران دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي لزيارتها

*"عكاظ": جنيف 2 سيفشل لإحجام المجتمع الدولي عن الحل العسكري

*""جنيف - 2" على طريق التأجيل؟ 

*حماس: وفاة شارون "لحظة تاريخية" للشعب الفلسطيني

*تدوير حزب الله/بقلم الياس الزغبي

*بين النذائر والكبائر/بول شاوول/المستقبل

*ظريف "الروحاني"/أسعد حيدر/المستقبل

*القصة الكاملة للعلاقة بين "حزب الله" والمحكمة الدولية/يوسف دياب/المستقبل

*المحكمة ليست ترفاً/بشارة شربل/ليبانون نيوز

*القصة الكاملة للعلاقة بين "حزب الله" والمحكمة الدولية2/المتهمون بين "الحصانة" و"القداسة"/يوسف دياب  

*وزير العدل السابق شارل رزق: كان لا بد من المحكمة الدولية لأن القضاء اللبناني معدوم/وليد شقير/الحياة

*غموض "غير بنّاء" يلف الوضعين اللبناني والاقليمي

*سوريا.. هل أنهكت كل الأطراف/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

"تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى 04/01-11/ تجربة يسوع على يد الشيطان

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ٱقتادَ ٱلرّوحُ يَسوعَ إِلى ٱلبَرِّيَّةِ لِيُجَرِّبَهُ إِبليس. فَصامَ أَربَعينَ يَومًا وَأَربَعينَ لَيلَةً وَأَخيرًا جاع. فَدَنا ٱلمُجَرِّبُ قائِلاً: «إِن كُنتَ ٱبنَ ٱللهِ، فَمُر أَن تَصيرَ ٱلحِجارَةُ خُبزًا؟» فَأَجابَ قائِلاً: «مَكتوبٌ: لَيسَ بِٱلخُبزِ وَحدَهُ يَحيا ٱلإِنسانُ، بَل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ ٱلله». حينَئِذٍ أَخَذَهُ إِبليسُ إِلى ٱلمَدينَةِ ٱلمُقَدَّسَةِ، وَأَقامَهُ عَلى قِمَّةِ ٱلهَيكَلِ، وَقالَ لَهُ: «إِن كُنتَ ٱبنَ ٱللهِ، فَأَلقِ بِنَفسِكَ إِلى أَسفَل. فَقَد كُتِبَ: «أَنَّهُ يوصي مَلائِكتَهُ بِكَ، فَتَحمِلُكَ عَلى أَيديها لِئَلاَّ تَصدِمَ بِحَجَرٍ رِجلَكَ». فَقالَ لَهُ يَسوع: «مَكتوبٌ أَيضًا: لا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلَهَك». فَأَخَذَهُ أَيضًا إِبليسُ إِلى جَبَلٍ عالٍ جِدًّا، وَأَراهُ جَميعَ مَمالِكِ ٱلعالَمِ وَمَجدَها، وَقالَ لَهُ: «أُعطيكَ هَذِهِ كُلَّها، إِن خَرَرتَ ساجِدًا لي». حينَئِذٍ قالَ لَهُ يَسوع: «إِذهَب خَلفي يا شَيطان! فَإِنَّهُ قَد كُتِب: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسجُدُ، وَإِيّاهُ وَحدَهُ تَعبُد». حينَئِذٍ تَرَكَهُ إِبليسُ، وَإِذا مَلائِكَةٌ جاءَت وَأَخَذَت تَخدُمُهُ.

 

مرة أخرى 14 آذار على مفترق طرق: حياة أو انتحار

الياس بجاني/11 كانون الثاني/14/الانتحار ممارسة مرّضية وجنونية تنتج عن حالة نفسية شديدة من الاكتئاب واليأس والفشل. التمني أن لا تنتحر 14 آذار في حكومة ذل وخنوع مع حزب الله مكتفية بلحس المبرد والتلذذ بملوحة دم الأحرار من اللبنانيين السياديين. مما لا شك فيه أن مشاركة إجرام حزب الله في الحكومة وتغطيته محلياً واقليمياً ودولياً تنهي 14 آذار كتجمع سياسي سيادي إلى غير رجعة. فمنذ العام 2005 أخطأت 14 آذار كثيراُ وارتكبت الخطايا أكثر وبالنتيجة أعطت حزب الله الملالوي والإرهابي كل الظروف والإمكانيات والأدوات ليكمل احتلاله لوطن الأرز ولتعطيل المؤسسات وارهاب القيادات واغتال من تريد  من بينها. حزب الله مصاب بحالة من العهر والفجور والاستكبار في حين أن بري  ومعه جنبلاط هما مدجنين ويعملان أدوات لديه. أما الشارد عن ينابيع الإيمان وثوابت بكركي البطريرك الراعي فحدث ولا حرج!! في الخلاصة 14 آذار على مفترق طريقين إما الحياة والكرامة أو الذل والموت

 

نفاق وتقية المطبلين بفرح لموت شارون

الياس بجاني/11 كانون الثاني/14/من يفرح ويطبل لموت الآخر كائن من كان هذا الآخر هو انسان مجرد من كل مقومات الانسانية. في هذا السياق نقرأ كلام بعض الذميين والمنافقين الفرحين بتقية لموت اريال شارون في حين أن مواقفهم وتحالفاتهم الحقيقية والباطنية كما ماضيهم هي كلها في واد آخر.

 

سليمان بحث والراعي شؤونا وملفات وطنية

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتناول اللقاء شؤونا وملفات وطنية.

 

ساندري نقل لسليمان في حضور الراعي حرص الكرسي الرسولي على الاستقرار والوحدة الوطنية في لبنان

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتناول اللقاء شؤونا وملفات وطنية.

ساندري

كذلك استقبل رئيس الجمهورية في حضور الراعي وسفير الفاتيكان لدى لبنان غبريال كاتشا، رئيس مجمع الكنائس الشرقية في حاضرة الفاتيكان الكاردينال ليوناردو ساندري الذي نقل اليه تحيات الحبر الاعظم قداسة البابا فرنسيس وحرص الكرسي الرسولي على الاستقرار والوحدة الوطنية في لبنان.

 

إسرائيل تنعى شارون بعد ثماني سنوات من الغيبوبة.. وجنازته في القدس

رام الله: كفاح زبون /الشرق الأوسط

أعلنت إسرائيل رسميا، أمس، وفاة رئيس وزرائها الأسبق آرييل شارون في مستشفى «شيبا» الطبي في تل هشومير قرب تل أبيب، عن عمر يناهز 86 عاما، بعد ثماني سنوات من دخوله في غيبوبة كاملة، بسبب سكتة دماغية.

وأعلن مركز شيبا وفاة شارون الذي شهدت حالته تدهورا كبيرا في الأسبوعين الأخيرين، إذ بدأت أعضاؤه بالتوقف عن العمل تدريجيا. وقال البروفسور شلومو نوي في مؤتمر صحافي إن «مركز شيبا الطبي في تل هاشومير يعلن بحزن وفاة رئيس الوزراء الأسبق آرييل شارون». وقال المستشفى إنه رغم الجهود الكثيفة لوقف تدهور حالته، فإن شارون توفي بعد ظهر أمس عند نحو الساعة 12:00 ت غ.

وصرح جلعاد نجل شارون للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي من مستشفى شيبا حيث يرقد والده «لقد رحل عندما قرر أن يرحل». ووصف قادة الدولة العبرية شارون الذي يعرف بـ«البلدوزر»، بأنه «رجل شجاع وقوي وغير معالم المنطقة عبر انتصاره في حروب مختلفة». بينما وصفه الفلسطينيون بالمجرم القاتل والسفاح، بسبب ارتكابه مجازر ومذابح كثيرة في لبنان وفلسطين.

ونعى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، شارون وعبر عن أسفه العميق لوفاته. وقال في بيان: «دولة إسرائيل تحني رأسها إثر رحيل رئيس الوزراء الأسبق آرييل شارون. لقد لعب آرييل شارون دورا بارزا في الكفاح من أجل أمن دولة إسرائيل طوال سنواتها. وكان فوق أي شيء آخر محاربا شجاعا وقائدا عسكريا عظيما وضمن أعظم القادة في جش الدفاع الإسرائيلي». وأَضاف: «خدم شارون الشعب الإسرائيلي في ميدان المعركة منذ شبابه. وخدم جنديا إبان حرب الاستقلال عام 1948 وقائدا في عملية سيناء عام 1956 وفي حرب الأيام الستة عام 1967 وحتى دوره الحاسم في المعركة في قناة السويس التي أدت إلى نقطة التحول في حرب يوم الغفران عام 1973».

وعانى شارون في الـ48 ساعة الأخيرة من تسمم في الدم، وقصور في عمل الكلى، بحسب مدير مركز «شيبا» الطبي، البروفيسور زيئيف روتشتين، الذي تحدث عن تدهور بالغ سبق وفاته.

وكان شارون أصيب بجلطة دماغية خفيفة عام 2005، وفي الرابع من يناير (كانون الثاني) 2006 أصيب بجلطة دماغية ثانية ما أدى إلى دخوله في غيبوبة تامة، فنُقل إلى مستشفى «هداسا عين كارم» في القدس، ودخل في غيبوبة طويلة، قبل أن ينقل في 2010، إلى مزرعة «هشكيم» في النقب، سعيًا لخلق بيئة طبية داعمة له في بيته، ثم أعيد إلى مستشفى «شيبا» في تل هشومير حتى توفي.

ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية، تفاصيل عن جنازة شارون. ومن المقرر أن تجتمع اليوم (الأحد) لجنة وزارية لوضع الترتيبات الأخيرة لجنازته الرسمية التي سيدعى إليها زعماء من العالم.

ومن المقرر أن تترأس وزيرة الثقافة ليمور ليفنات، بصفتها رئيسة اللجنة الوزارية لشؤون الرموز والطقوس، جلسة اليوم لتحديد موعد وترتيبات مراسم تشييع جثمان شارون. ويعتقد أن جنازته ستقام في القدس، وأغلب الظن أنه سيدفن في النقب إلى جانب زوجته ليلي، بحسب وصيته الخاصة. وطلب شارون في وصيته بأن تقام جنازته في القدس، وأن يدفن في مزرعة اشتراها في 1972 وسمّاها «حفات هشيكيم» بالعبرية، (مزرعة الجميز)، وهناك دفنت زوجته الأولى. وفي غضون ذلك، قال الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، في بيان نعي، إن شارون «جندي باسل وسياسي جريء ساهم كثيرا من أجل ضمان أمن إسرائيل وتقوية أسسها، لقد أحب إسرائيل وأحبته».

بينما قال وزير الاستخبارات يوفال شتاينيتز في بيان «إنه شخص عزيز وزعيم كبير ومحارب باسل».واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون شارون «قائدا عسكريا استثنائيا، لقد أعجبت دائما به رغم الخلافات الشخصية بيننا». ولم تعقب السلطة الفلسطينية فورا على وفاة شارون، لكن القيادي البارز في حركة فتح جبريل الرجوب، وأحد مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وصف شارون بـ«المجرم». وقال: «إنه مجرم بحق شعبنا، وقاتل ومسؤول عن قتل الرئيس الراحل ياسر عرفات». وبدورها، قالت حركة حماس إن وفاة شارون «عبرة لكل الطغاة». وعد الناطق باسم حماس سامي أبو زهري وفاته، بـ«آية من آيات الله وعبرة لكل الطغاة». وقال في تصريح مكتوب، «شعبنا الفلسطيني يعيش لحظات تاريخية برحيل هذا المجرم الذي تلطخت يداه بدماء شعبنا وقياداته ونحن أكثر ثقة بنصر الله في ظل رحيل هؤلاء الطواغيت».

وفي غضون ذلك، قدم الرئيس الأميركي باراك أوباما تعازيه إلى الإسرائيليين وأسرة شارون، وعدّ أنه «زعيم كرس حياته لدولة إسرائيل». وقال أوباما في بيان مقتضب: «نجدد التزامنا الراسخ بالحفاظ على أمن إسرائيل، وتمسكنا بالصداقة الدائمة بين بلدينا وشعبينا». وأضاف الرئيس الأميركي: «ما زلنا متمسكين بالسلام الدائم والأمن لشعب إسرائيل، عبر التزامنا بتحقيق هدف قيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن». ويتعارض هذا البيان الرئاسي المقتضب مع البيان الحار الذي أصدره وزير الخارجية جون كيري. وقال كيري في بيانه الطويل: «إن مشوار آرييل شارون هو نفسه مشوار إسرائيل (...) إن حلم إسرائيل كان مبرر حياته، وقد خاض كل المخاطر من أجل تحقيق هذا الحلم». من جانبه، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ«الشجاعة السياسية»، التي تحلى بها شارون، حين أمر بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الاقتداء بـ«براغماتيته». ونعى زعماء أوروبيون شارون، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: «كان آرييل شارون وطنيا إسرائيليا أسدى خدمة جليلة لبلاده». وأضافت: «بقراره الشجاع بسحب المستوطنين الإسرائيليين من قطاع غزة، اتخذ خطوة تاريخية نحو المصالحة مع الفلسطينيين وحل الدولتين». بينما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن شارون كان «واحدا من أهم الشخصيات في التاريخ الإسرائيلي، وكرئيس للوزراء اتخذ قرارات شجاعة ومثيرة للجدل سعيا للسلام». كما قدم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي تعازيهما، وذكرا الدور «الرئيس» الذي لعبه شارون.

 

الناطق الرسمي بإسم المحكمة الخاصة بلبنان مارتن يوسف: بعض الشهود قد يتم إعطاؤهم أسماء أخرى 

لبنان الآن/أوضح الناطق الرسمي بإسم المحكمة الخاصة بلبنان مارتن يوسف في حديث لموقع NOW أن أولى جلسات المحاكمة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي ستبدأ في 16 كانون الثاني سيتمكّن الصحافيون من متابعتها من غرفة مخصّصة لهم في قاعة المحكمة تسمى public gallery، كما سيتمكّن الشعب اللبناني من الاطلاع على المحاكمة من خلال الموقع الإلكتروني للمحكمة الدولية، وموقع "يوتيوب"، وسيكون هناك تحديث دائم للأخبار على صفحتي المحكمة في موقعي "تويتر" و"فايسبوك". ولفت يوسف إلى أن النقل التلفزيوني لن يكون مباشرة إذ "عادةً فإن المحكمة تعلن عن تأخير في النقل لـ30 دقيقة DELAY"، لكنه أشار إلى أن "نقل افتتاح الجلسة سيكون مباشراً". وذكر يوسف أن "الجلسات عامةً ستكون مفتوحة، وستكون هناك شفافية في كل جلسات المحكمة"، لكنه لفت إلى أنه "ستكون هناك إجراءات سريّة إمّا من الدفاع وإما من فريق الادعاء، وبالتالي قد يتم الطلب من القضاة إذا كان هناك مجال لأن تكون الجلسة مغلقة، أو مثلاً بدلاً من أن يكون هناك اسم شاهد موجوداً يتم إعطاؤه اسماً آخر".

وحول موعد بدء المحاكمات بعد جلسة الافتتاح، أعرب يوسف عن اعتقاده أنّ "افتتاح المحاكمات مرهون بقرار غرفة الدرجة الأولى في الأسبوع القادم"، مشيراً في معرض حديثه إلى أنه سمع أن "فريق الدفاع عن المتهم حسن مرعي سيطلب عطلة من 4 إلى 5 أشهر تسمح له بأن يحضّر للقضية، لكن هذا القرار يعود للقضاة، والأسبوع القادم ستكون هناك جلسة مع المحامين الذين يمثلون مرعي، وسوف يستمع القضاة لهم، لأخذ القرار بشأن الوقت".

ورداً على سؤال أوضح يوسف أنه "بعد جلسات الافتتاح للمحاكمة سيكون هناك مجال للإدّعاء أن يقدّم الفقرة الأولى من القضية"، وأضاف: "سمعنا أمس من الادّعاء أنّ حوالى ثمانية شهود سيكونون موجودين في المحكمة، وكل الأشياء التي تخصّ الاعتداء نفسه الذي حصل في 14 شباط/فبراير 2005 ستكون هدف المرحلة الأولى في عمل المحكمة"، مؤكداً أنه سيكون هناك استماع للشهود من جهة الإدعاء في هذه المرحلة.

وحول جهة الدفاع، قال يوسف: "سمعنا من فريق الدفاع أنه قد يكون هناك مجال لتقديم مرافعة في الافتتاح، وسمعنا من ممثلي المتّهمين مصطفى بدرالدين وحسين عنيسي أنهم سيقومون بإلقاء مرافعات افتتاحية، لكن فريق المتهم سليم عياش يرفض أن يقوم بالافتتاح، إلا أن هذا لا يعني أنهم لا يمكن أن يغيّروا رأيهم يوم الجلسة، وهذا الشيء يرجع لهم فقط وسنرى ما سيحصل يوم الجلسة". وفي حال إلقاء القبض على أحد المتهمين، أشار يوسف إلى أنه "يحقّ عندها للمتهمين أن يطلبوا محاكمات جديدة وأن يعيّنوا محامين جدداً بدل الموجودين حالياً، ونحن أوضحنا أن على السلطات اللبنانية أن تبحث عن المتهمين وأن تقدم خبراً لرئيس المحكمة حول الاجراءات التي تتخذها من أجل البحث عن المتهمين، وفي هذه المرحلة إذا سلّم أحدهم نفسه أو تم القبض عليه، سيحق له الطلب بمحاكمات جديدة أو بتعيين محامين آخرين".

 

رئيس الجمهورية التقى السنيورة ودعا الى تقديم التنازلات المتبادلة لمصلحة الوطن

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، مع الرئيس فؤاد السنيورة للتطورات السياسية والحكومية الراهنة. وابدى رئيس الجمهورية امله في ان ينجح الافرقاء السياسيون في ظل مناخ الايجابية السائد خلال الايام الاخيرة في التفاهم على قيام حكومة جامعة، تولي الاهتمام بشؤون المواطنين الحياتية والاجتماعية، وتواكب تطورات المرحلة المقبلة وما تواجهه من صعوبات وتحديات خصوصا على صعيد المنطقة. واعتبر ان ارادة التفاهم والتلاقي شكلت مبعث ارتياح لدى الرأي العام اللبناني، داعيا الى تقديم التنازلات المتبادلة لمصلحة الوطن من خلال حكومة تكون محط ثقة المجلس النيابي واللبنانيين.

نواب

وتناول الرئيس سليمان مع كل من النواب ميشال فرعون، زياد القادري وخالد زهرمان شؤون الساعة السياسية والحكومية.

رئيس مجلس القضاء الاعلى

واطلع رئيس الجمهورية من رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد على عمل القضاء المواكب لملفات التفجيرات الامنية الاخيرة، واهمية كشف المرتكبين والمحرضين وسوقهم الى العدالة.

زيارة القصر

واليوم، فتح القصر الجمهوري ابوابه امام وفود من المواطنين وطلاب من المدارس والجامعات، حيث تولى العاملون في المراسم تعريف الوفود على تاريخ القصر بعد جولة في اقسامه واجنحته.

 

مكتب السنيورة: البحث مع سليمان في الحكومة كان جديا وجيدا وصريحا

وطنية - أوضح المكتب الإعلامي لرئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة في بيان اليوم ان "الاجتماع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تناول كل المسائل التي تتصل بموضوع تشكيل الحكومة الجديدة وقد طرح خلاله الرئيس السنيورة العناوين التي بلورها تيار المستقبل، وقد كان اجتماعا جديا وجيدا كما كان صريحا وشاملا". وأشار البيان إلى ان "الاجتماع ستتبعه اجتماعات واتصالات في الاتجاه نفسه مع المعنيين للبحث في الموضوع نفسه، تمهيدا لاتخاذ الموقف المناسب".

 

هذا ما حمله السنيورة الى الرئيس سليمان 

اوضحت مصادر مواكبة لـ"المركزية" ان زيارة رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة الى قصر بعبدا التي عوّل عليها كثيرون كمؤشر انفراج لاتمام التسوية السياسية، لم تحمل مفتاح التشكيل المتمثل بجواب قوى 14 اذار لا بل نقل موافقة على صيغة ثلاث ثمانيات متضمنة شروطا. وعزت هذا الجديد الى ما اظهرته المشاورات داخل قوى 14 اذار في الشأن الحكومي، كما ان اللقاء المتوقع حصوله بين السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري قبل زيارة بعبدا كمؤشر اضافي للتشكيل لم يعقد ولم يحدد موعده حتى الساعة.

 

لقاء بعيد من الاضواء لـ"14 آذار" لتوحيد الموقف 

موقع 14 آذار/مع ان مصادر قصر بعبدا والرئيس فؤاد السنيورة حرصت، في حديث لـ"المركزية"، على توصيف اللقاء بالايجابي والبناء والجيد والصريح، فان الشروط الاضافية المتمثلة باعلان حزب الله عن جدول زمني للانسحاب من سوريا وتبني اعلان بعبدا بالكامل كاساس للبيان الوزاري، لا تبشر بولادة قريبة للحكومة اقله حتى يوم الثلاثاء المقبل بعدما تبين ان قوى 14 اذار لم تتفق على موقف موحد ازاء التشكيل. وعلمت "المركزية" ان هذه القوى عقدت مساء امس اجتماعا بعيدا من الاضواء في بيت الوسط بمشاركة ممثلين عن مختلف مكوناتها قاربوا الملف الحكومي من جوانبه كافة وتخلله عرض مسهب من كل طرف لوجهة نظره، الا ان المجتمعين لم يخرجوا برأي موحد، وتم الاتفاق على استمرار المشاورات الى حين التوافق على كلمة واحدة تطل بها هذه القوى موحدة متراصة الصفوف.

 

جعجع: شكل الحكومة مهم لكن الأهم سياستها في ادارة البلاد 

رأى رئيس حزب 'القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، أن السياسة لا تخاض بصالون 'الفيسبوك”، وهي تحتاج الى الكثير من الرصانة والبحث لأن مصير البشر يتعلق بأي خطوة يقوم بها حزب من الأحزاب.

وكشف في اتصال مع محطة 'الجديد”، أن النقاش دائر داخل كل فريق في '14 آذار”، وأن البحث مفتوح بشكل موضوعي وعلمي وودي بشأن الصيغة الحكومية المطروحة، موضحاً أنه بالنسبة للقوات اللبنانية، فإن شكل الحكومة مهم، لكن الأهم سياسة هذه الحكومة في ادارة البلاد. واعتبر جعجع أنه إذا كانت مشاركة 'حزب الله” في الحكومة كمشاركته السابقة، فلا يمكن الوصول الى نتيجة، داعياً للتوقف مطولاً عند كل هذه المواضيع، وبالأخص المواضيع السياسية. وأضاف 'نحن كفريق 14 آذار يجب أن نناقش ما هو الحد الأدنى الذي يجب أن نسير به، ونحن كقوات لم نحدد بعد موقفنا من المشاركة في الحكومة، واذا غيّر حزب الله شيىء ما في طريقة نظرته الى ادارة البلد وسياسته، عندها سنجلس معه على طاولة الحوار كتغيير كمعادلة 'جيش وشعب ومقاومة” ومشاركته في الحرب في سوريا”. ولفت جعجع أن لكل سياسي وفريق سياسي مواقف كبيرة يسير بها ولا شيىء جامد ولا يتحرك، مشيراً أنه إذا كان من الممكن حصول تغيير على المستوى السياسي في لبنان، عندها ممكن أن تغير 'القوات” موقفها، وذكّر بأنه عندما قالت 'القوات” أنها لن تجلس على طاولة الحوار مع 'حزب الله”، فبسبب مشاركته في القتال في سوريا. وختم رئيس حزب 'القوات اللبنانية” بالقول: 'لا الرئيس سعد الحريري أخذ قرارا نهائياً بالمشاركة في حكومة 8 8 8، ولا اقنعني بالمشاركة أو عدمها، والمداولات ما زالت مستمرة”.

 

المطران سمير مظلوم للسياسة: لا يمكن تشكيل حكومة غير جامعة

بيروت - "السياسة": أكد المطران سمير مظلوم لـ"السياسة" أن "زيارة البطريرك بشارة الراعي لرئيس الجمهورية ميشال سليمان تأتي في إطارها الطبيعي, باعتبار أن غبطته في كل مناسبة يزور الرئيس سليمان وهذا الأمر ليس جديداً". ونفى الحديث عن وجود برودة بين بكركي والقصر الجمهوري, "بدليل أن زيارة صاحب الغبطة, تؤكد أن لا برودة ولا سخونة بين الرجلين". وشدد المطران مظلوم على أن بكركي لا زالت على موقفها بضرورة تشكيل حكومة جامعة, "باعتبار أنه في الظروف الحالية, لا يمكن تشكيل حكومة غير جامعة ومتفق عليها من قبل الفرقاء السياسيين". ولفت إلى أن البطريرك الراعي لم يغير موقفه من أهمية تأليف حكومة جامعة, مؤكداً أن بكركي تعمل ما بوسعها لإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده. وأضاف أنه يفترض بالحكومة الجامعة أن تعبد الطريف أمام الاستحقاق الرئاسي.

 

المحامي اللبناني فؤاد شبقلو للسياسة: لدى المحكمة الدولية مضبطة اتهام ولن يفلت أحد من العقاب

بيروت - "السياسة": أعلن المحامي اللبناني فؤاد شبقلو أنه قبل أن يكون مرتاحاً شخصياً لبدء محاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, فإنه من المهم أولاً أن تكون المحكمة مرتاحة لوضعها, بعد أن ناقش القضاة في الجلسة التحضيرية كل النواقص والإجراءات التي سيتم اتخاذها. وقال شبقلو لـ"السياسة", إن لدى المحكمة الدولية مضبطة اتهام كاملة ومتكاملة, ويمكن الاستناد إليها, إضافة إلى جدول من الأدلة يضم 500 شاهد, كما أن لديها أيضاً ملفات كافية من التحقيقات والتقارير, معتبراً "أن عملية المحاكمات الغيابية ليست سهلة, وتتطلب إجراءات استثنائية". وأكد أن "المحكمة اكتملت وكل المعطيات أصبحت لديها ولا بأس لو استمرت في المحاكمات ثلاثين سنة, فلن يفلت أحد من العقاب سواء كان كبيراً أو صغيراً لأن الأدلة أصبحت موجودة, وتدحض كل افتراض", معتبراً أن "الجريمة عالمية وتمت في وضح النهار, لذلك فإن كل محاولات الانقضاض عليها ستبوء بالفشل, لأن هناك المزيد من الإثباتات الدامغة". إلى ذلك, أعلنت مصادر قانونية في تيار "المستقبل" لـ"السياسة" عن ارتياحها لسير العدالة في قضية اغتيال الحريري. وقالت المصادر إن في انقضاء الجلسة التحضيرية لبدء محاكمة المتهمين في الجريمة, التي تسبق جلسات المحاكمة أيام الخميس والجمعة والسبت المقبلة, مؤشراً إيجابياً يحمل دلالات واضحة, على أن لا أحد في إمكانه الإفلات من العقاب الدولي.

وأضافت أن مقتضيات التحقيق الدولي تتطلب التأني وأخذ الوقت الكافي قبل صدور الأحكام, باعتبارها تصدر من أعلى مرجع قانوني دولي, موضحة أنه لهذا السبب "تأخذ المحاكمات وقتها, إفساحاً للمجال أمام الدفاع, ليقول كل ما لديه قبل أن تصدر المحكمة أحكامها, وحتى لا يشعر المتهمون بالظلم ولكي يكون القضاة الدوليون مرتاحين لأحكامهم". بدوره, طمأن محامي الادعاء وكيل رئيس تيار "المستقبل" محمد مطر الموجود في لاهاي إلى سير المحاكمات, واصفاً أجواء الجلسة التحضيرية بـ"الجيدة". وقال مطر لـ"السياسة", "إن الجلسة الأولى قد تستغرق ثلاثة أيام في 16 و17 و18 يناير الجاري وبعدها يمكن أن تتأجل إلى الجلسة الثانية في الثاني من فبراير المقبل".

 

تشكّل أو لا تتشكّل: اختناق «حزب الله» بـ«انتصاراته» السورية

حازم الأمين/الحياة

فجأة قرر «حزب الله» أن من الضروري أن تتشكل حكومة في لبنان، قافزاً فوق شرط أن يكون له فيها الثلث المعطل، أو ملتفاً على هذا الشرط بقبوله ثلثاً غير معطل نظرياً لكنه معطل عملياً. اذاً الحكومة تشكل حاجة لـ «حزب الله»، وهي حاجة تبدو مُلحّة، ووظيفتها على الأرجح تصريف حاجات الحزب المستجدة بفعل قتاله في سورية.

لبنان طبعاً خارج حسابات «حزب الله» بالإطلاق. فالوظيفة الاقليمية المنوطة بالحزب لا تقيم وزناً لأية حسابات لبنانية. القتال في سورية كان القرينة الأخيرة على هذه الحقيقة، ذاك أنه ألغى الفكرة التي قام على أساسها لبنان، والمتمثلة باستقلال جماعاته عن عمقها الطائفي وانخراطها في تجربة مختلفة تؤسس لمستوى آخر من العلاقات الاجتماعية والطائفية والاقتصادية. وبحربه في سورية، دغم الحزب الجماعات الأهلية مجدداً في أعماقها غير اللبنانية، متسبباً بانحلال فكرة لبنان، وها نحن اليوم نتخبط بما تبقى من هذه الفكرة. لكن فجأة قرر «حزب الله» أن من الضروري أن تكون في لبنان حكومة، وأن يتشارك مع تيار «المستقبل» و «القوات اللبنانية» في هذه الحكومة! وانبثقت رغبة الحزب في لحظة اقتراب مؤتمر «جنيف 2»، وجاءت مترافقة مع مفاوضات وتسويات أميركية- ايرانية، ومع بدء المعارضة السورية حملة عسكرية على جماعة «داعش»، وفي آخر المرفقات، تعرض قاعدته الاجتماعية لاستهدافات دموية. وباستثناء الشرط الأخير، لا يبدو لبنان حساباً في قرار الحزب تقديم تنازل في موضوع تشكيل الحكومة.

والحال أن استجابة أطراف النزاع في لبنان لقرار الحزب تبدو قليلة السياسة اذا ما كانت الأخيرة تنازعاً على الممكن وتصريفاً للحاجات وفق تقدير حاجات الخصم. فالجلوس مع الحزب في حكومة واحدة يعني منحه غطاء حكومياً للقتال في سورية، وهو يعني، ما لم يكن جزءاً من عملية المفاوضة، ان الأطراف المتنازعة وافقت على الوظيفة غير اللبنانية للبنان عموماً، وبالتالي وافقت على إلغاء لبنان والانخراط في ورشة اعادة رسم المنطقة بأكملها وفق نتائج النزاع في سورية وفي العراق، وتالياً في لبنان. يُلوّح الحزب لخصومه بالعصا الأمنية فيلقى استجابات متفاوتة. يُسرب أن حكومة حيادية ستُواجه بما هو أكثر من 7 أيار فينشق حزب الكتائب عن قرار 14 آذار في الامتناع عن مشاركة الحزب بحكومة تغطي تدخله في سورية، ويلين تيار «المستقبل» فينتقل من شرطه انسحاب الحزب من سورية الى النقاش في بيان وزاري يتضمن عبارة حياد لبنان عن النزاع في سورية.

يُتقن «حزب الله» اللعب على وتر خوف الفرقاء من حملاته «التأديبية». يعرف مثلاً أن وليد جنبلاط يُمثل ذروة هذا الخوف، فيوظفه مفاوضاً عنه ومُسوّقاً لصيغه الحكومية، وأن نبيه بري يجيد لعبة المسافة عندما يُشيع أنه «متذمر» من قتال الحزب في سورية، فيقدمه صورة عن الفريق كله. وبما أن العصا الأمنية في خلفية كل هذه الخيوط الواهية، فإن التفاوض يخلو من السياسة ومن حساباتها. فإذا كان الاختناق الاقليمي دافع الحزب لتشكيل الحكومة، فإن استثمار الخصوم هذا الاختناق في المفاوضة سيُواجه بالعصا الأمنية. «7 أيار» لن تستثني هذه المرة القصر الحكومي. هذا ما سرّبه مصدر في «8 آذار» لإحدى صحف «8 آذار». وهو ما يهمس به وليد جنبلاط عندما يُواجه بصد لطلبه قبول الصيغ الحكومية التي يقبل بها «حزب الله». ومن المرجح أن ينجح الحزب في دفع خصومه للقبول. لكن السؤال هو: هل بقي من لبنان ما يمكن أن يُساعد الحزب في الخروج من اختناقه الاقليمي؟ فالتسويات الكبرى لن تشمله، والوقيعة بينه وبين مجتمعات المنطقة ما عاد من الممكن تسويتها، وحسابات البيدر ستطيح حسابات الحقل. فقد سجل الحزب انتصاراً هائلاً في مدينة القصير، عوّض به خسارتنا القدس، لكن ماذا بعد هذا الانتصار باستثناء الفرقة التي أحدثها؟ وها هو يُقاتل على مشارف حلب، ويتقدم فـ «يُحرر» مدرسة ثم ينسحب منها ليعود و «يُحررها»، مرسلاً قتلاه بصمت الى قراهم، فكيف له أن يُوظف ذلك؟ وكيف لحكومة لبنانية مهما كان شكلها أن تُسعفه؟ الصدع صار أكبر من أن تلحمه أطراف لبنانية. لا مكان لـ «حزب الله» في «جنيف 2». ايران تبحث عن كرسي لها فيه، ويبدو أن تسويات بدأت تلوح، وأوراق بدأت تظهر، والكبار وحدهم من يتولون إدارة التسوية، فيما الأوراق تلحظ الحزب على نحو ما تلحظ «داعش» و «النصرة» وفي أحسن الأحوال «الجبهة الاسلامية». فهذه، وفق الأوراق المسربة، أدوات النزاع وليست أدوات التسوية. لا بل إن زهران علوش قد يحظى بحصة ووظيفة بعد «جنيف 2» فيما لن يكون الحزب أكثر من ورقة بيد غيره في المؤتمر. ثم إن العودة المتأخرة الى لبنان لم تأتِ مترافقة مع قرار بالعودة من سورية، فالنزاع هناك لم ينته، وليس بيد الحزب أن يعود. وقد صُورت له انتصارات ليس بمقدوره العودة منها. قد ينجح في زجر تيار «المستقبل» وفي دفعه الى المشاركة بحكومة، لكن بماذا يمكن أن يُسعفه تيار المستقبل؟ فالتسوية الكبرى في سورية قد تشمل دوراً ما لإيران في تحديد هوية النظام الجديد، لكنها لن تشمل الارتدادات الهائلة لمشاركة الحزب في القتال هناك، وإذا كانت «داعش» هي الهدية الأولى على طاولة جنيف، فما هي الهدايا الأخرى المطلوبة؟ وطبعاً لن يُقدم رأس بشار الأسد، فهذا أمر مؤجل ومتروك للمرحلة الانتقالية، وفي أحسن الأحوال سيُطلب من الحزب أن يعيد تموضعه اللبناني وفق أولويات يُمليها بدء التفاوض في سورية وعلى سورية. الحزب لعب دوراً في تحديد المواقع، ودفع ثمناً. ولا يمكنه أن يجني عائداً، وفي أحسن الأحوال سيُقال له اذهب الى لبنان واستثمر هناك. وفي رحلة العودة سيجد الحزب بلداً بلا حدود، ولا يمكنه أن يتعدى فيه حصة بيئته الطائفية. وهذه الأخيرة ستكون متخبطة بما جرّه عليها الحزب في ساحات قتاله غير اللبناني.

 

توافق روسي - أميركي ومصلحة إيرانية وسعودية سهّلا التنازلات لمصلحة الحكومة الوفاقية في لبنان

بيروت - وليد شقير/الحياة

أخذ معظم الفرقاء اللبنانيين يتصرفون على أن حكومة 8+8+8 باتت قاب قوسين من أن ترى النور، وحرص كثيرون من أصحاب هذه القناعة على التفتيش عن الأسباب الداخلية والإقليمية التي دفعت نحو هذا التطور المفاجئ وجعلت التجاوب مع هذا المسعى الجديد ينساب بسهولة، معتبرين أن الاتصالات الجارية لتذليل العقبات ستصل الى النتيجة النهائية، لأن قراراً اتخذ من فريقين رئيسيين هما «حزب الله» ومعه حركة «أمل» من جهة وتيار «المستقبل» من جهة ثانية ببذل الجهد من أجل استيلاد الحكومة. ويجمع غير مصدر في فريقي المواجهة السياسية الدائرة في لبنان وفي صفوف الوسطيين على ما سبق أن ذكرته «الحياة» من أن الجدية التي أظهرها رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام بالتوجه نحو حكومة حيادية كانت عاملاً أساسياً في الدفع نحو التفتيش عن حلول أخرى من قبل فريق 8 آذار تجنباً لكأس مواجهة الحكومة الحيادية، بالعودة الى صيغة 8+8+8 والتخلي عن اشتراط 9+9+6 التي كان هذا الفريق يصر على أن لا بديل منها، معتبراً أنها لن تكون على الطاولة إذا لم تقبل بها قوى 14 آذار.

وتتفق المصادر نفسها، سواء من قوى 14 آذار أو 8 آذار، على القول إن «حزب الله» ورئيس البرلمان نبيه بري أرادا تفادي الإحراج إذا قامت الحكومة الحيادية، على رغم ضمان سقوطها -لأنها لن تنال الثقة-، ولأنها ستؤدي عملياً الى إبعادهما عن السلطة السياسية التي ستتولى صلاحيات الرئاسة الأولى في حال حصل فراغ، على رغم رفض الاعتراف بشرعيتها من قبل الحزب وحلفائه، فالمجتمع الدولي سيعترف بها وستتولى تصريف الأعمال على رغم أنها لن تحكم، وبالتالي فإن الوقوف ضدها لن يعطل صلاحيات الرئاسة على رغم التهديد بأنها كانت ستقود الى تكريس الفراغ الرئاسي.

وتشير مصادر وثيقة الاطلاع على مجريات الأمور في أول يومين من السنة، الى أن رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط بعث برسالة الى الرئيس بري أبلغه فيها أن الحكومة الحيادية ستصدر الإثنين 6 الجاري «وأنا لن أقف معها، لكنها ستؤدي الى مشكلة كبيرة في البلد ومن الأفضل القيام بتحرك ما»، كما توجه الى الرئيس سليمان الذي كان خارج البلاد، داعياً إياه الى التمهل في إصدار المراسيم، فأخر عودته من يوم الجمعة 3 الجاري الى الأحد الخامس منه ريثما تظهر بوادر خيارات أخرى. وذكرت المصادر أن الرئيس بري كان تشاور في هذا الوقت مع قيادة «حزب الله» من منطلق الحاجة الى تفادي قيام الحكومة الحيادية، خصوصاً أنها قد تؤدي إلى قيام ميزان قوى جديد في البلد وسابقة تقضي بأن تتشكل الحكومة من دون الأخذ برأي القطبين الشيعيين. وعلى هذا الأساس فوّض «حزب الله» الرئيس بري الذي اقترح العودة الى صيغة 8+8+8 «مع تدوير الزوايا»، والتي أطلقت البحث في الحكومة على قدم وساق. وفيما تقول مصادر مقربة من 8 آذار إن حسنة هذه المحاولة اختراق جدار الجمود، ما يشكل اختباراً مهماً لسعي اللبنانيين الى التوافق بعضهم مع بعض من دون «دوحة -2» أو تدخل موفدين عرب أو أجانب هذه المرة، فإن مصادر رافقت الاتصالات التي جرت تعتقد أنه على صحة ذلك، يجب عدم تغييب العامل الإقليمي والظرف الدولي الذي دفع في هذا الاتجاه، إضافة إلى ضغط الأوضاع الأمنية المتردية بفعل اغتيال الوزير السابق محمد شطح وتفجير حارة حريك خلال أسبوع. وترجح المصادر المرافقة للاتصالات الجارية أن يكون لإيران دور أساسي في دفع حلفائها نحو الليونة إزاء الصيغة الحكومية، بعد تهديد نصرالله بأن فريقه سيرفع سقف مطالبه إذا لم تقبل 14 آذار بـ9+9+6، لأن همها استيعاب التأزم الذي قد ينجم عن تصعيد المواجهة الدائرة في لبنان، والمعاكسة لأجواء دولية وإقليمية تغلب عليها التفاهمات في ملفات عدة.

التوقيت الدولي الإقليمي

وتلفت المصادر الى أن توقيت حسم الملف الحكومي جاء في ظل جملة أحداث إقليمية ودولية فائقة الأهمية، منها: التفاوض على تفاصيل الاتفاق المرحلي حول النووي الإيراني مع الأوروبيين، والذي أعلنت طهران إنجازه، في انتظار تكريسه من قبل مجموعة 5+1، معارك الأنبار ضد الإرهاب بتعاون بين الولايات المتحدة وحكومة نوري المالكي وإيران من ورائها، على رغم التحفظات الأميركية عن دور طهران في العراق، المفاوضات التي تقودها واشنطن على المسار الفلسطيني- الإسرائيلي والتي لم يعد لطهران التأثير الذي كان لها في خربطتها كما كان يحصل في السابق، عن طريق حلفها مع «حماس»، التحضير لبدء المحاكمات للمتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري في لاهاي، الدعوة الى عقد مؤتمر جنيف - 2 حول سورية الذي يجري الحديث عن دور إيران في تسهيل ما سيقرره، على رغم عدم دعوتها إليه، والذي حددت الأمم المتحدة في دعواتها عنوانه بقيام الحكومة الانتقالية الكاملة الصلاحية في سورية، وذلك بالتوازي مع الحملة التي يخوضها «الجيش السوري الحر» بالتحالف مع التشكيلات الإسلامية الأخرى ضد الإرهاب في سورية المتمثل بـ «داعش».

وتضيف المصادر: «هذه الأحداث اجتمعت في أسبوع واحد تقريباً مع ما لها من استمرارية وتداعيات في الأسابيع المقبلة، وهي إضافة الى أن إيران في كل منها، فإن المملكة العربية السعودية لها دور فيها وموقف منها، وهي تأتي في ظل توافق دولي، لا سيما أميركي روسي على كل منها. لكن المهم أيضاً أن هذا التوافق ينسحب على دعم الاستقرار في لبنان ومنع فلتان الوضع الأمني فيه، وعلى التشديد على ملء الفراغ الحكومي، وهذا التوافق تكرس في بيانين لمجلس الأمن، وجرت ترجمته في محادثات ممثلي الدول الكبرى كل على طريقته مع القوى الإقليمية المعنية بلبنان، لا سيما إيران.

ويقول أحد المصادر السياسية البارزة المتابعة للمحادثات الدولية - الإقليمية حول كل العناوين المذكورة، إنه يجب عدم الاستهانة بدور إيران في دفع حلفائها اللبنانيين الى ترجيح التفاهم على الصدام في ما يخص التأزم السياسي الداخلي، فطهران تدرك أهمية التوافق الدولي على منع التفجير في لبنان، الذي كان يمكن أن يحصل لو قرر حلفاؤها الذهاب الى المواجهة ضد الحكومة الحيادية في لحظة تراوح علاقتها مع القوى الدولية بين التفاوض وبين الشراكة في محاربة الإرهاب وفي التحضير للتسويات في جنيف - 2 وغيره، فهذا كان سيضيف الى اتهامها، مع «حزب الله»، بالتسبب بالوضع المتفجر في سورية والعراق وبالتدخل في ساحات أخرى، تهمةً أخرى بأنها تقود لبنان الى وضع مشابه، وهو ما قد ينعكس سلباً على موقعها التفاوضي مع الدول الكبرى.

ولذلك، فإن من الطبيعي أن تقدِّم نفسها بمظهر المتعاون في لبنان، لأنه لن يكلِّفها ثمناً باهظاً وتنازلات جوهرية قياساً الى ما هو مطلوب منها في العراق، خصوصاً في سورية التي تعتبر معركتها ودورها فيها أساسيين وأكثر أهمية، خصوصاً أن استبعادها عن جنيف - 2 يعني أن دورها في التسوية هناك مؤجل. ويضيف المصدر: «إذا أضفنا إلى التوقيت الذي يجري فيه البحث في الحكومة اللبنانية الجديدة موعداً جديداً هو زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بدءاً من غد الإثنين بيروت، والذي سيلتقي خلالها كبار المسؤولين وقادة سياسيين أيضاً، وهي زيارة تتزامن ايضاً مع مواعيد أخرى: يجتمع اليوم وزراء خارجية اصدقاء سورية في باريس، ثم اجتماع وزراء المبادرة العربية للسلام مع نظيرهم الأميركي جون كيري، الذي سينتقل بعد غد الى جنيف للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سورية الأخضر الإبراهيمي في جنيف في اليوم نفسه الذي ينتقل وفد ائتلاف المعارضة السورية الى موسكو».

تقديم التنازلات

وينتهي المصدر الى القول إنه إذا كان أسهل مواقع تقديم التنازلات من قبل إيران وإظهار الرغبة في التعاون هو لبنان، وفي ظل هذه التحركات من قبل الدول الكبرى حول الأزمات الكبرى، فإن وجود ظريف في بيروت يساعد طهران على إبراز دورها فيه، وعلى الاستثمار من أجل دفع الدول الكبرى الى التسليم لها بهذا الدور في المستقبل، وبأدوارها الإقليمية الأخرى، مقابل تشجيعها حلفاءها على بعض التنازلات، من دون أن تمس قدراتهم ومواقعهم.

لكن المصدر السياسي البارز نفسه يعتبر أن موافقة القوى الرئيسة في قوى 14 آذار وفي تيار «المستقبل» على الصيغة الحكومية الجديدة، لا بد من أن تكون حصلت على تشجيع سعودي، لأن الرياض المنشغلة أيضاً في عناوين التأزم الإقليمي نفسها، تعتبر من الأساس أن حفظ الاستقرار في لبنان وعقد التسويات المقبولة هو أفضل من إشغالها فيه عن الاهتمام بما هو أهم، خصوصاً أن حلفاءها حصلوا على تنازلات في شأن التركيبة الحكومية تتعلق بالثلث المعطل والبيان الوزاري، باعتبار أن مطلب سحب «حزب الله» من سورية هو قرار إيراني وليس لبنانياً.

 

التواضع" المفاجئ لـ "حزب الله" يفتح الشهية على أسئلة مثيرة في لبنان

الراي/لم يعد السؤال في بيروت: هل ستُشكل الحكومة الجديدة؟ ومتى؟ بل السؤال الكبير هو: لماذا تَقرّر «الإفراج» عن حكومة احتُجزت لأكثر من تسعة اشهر؟ ولماذا الآن بالذات؟

المواعيد الافتراضية لولادة الحكومة الجديدة تراوح... إما قبل 16 الجاري بقليل، وهو موعد بدء المحاكمات الغيابية في لاهاي لاربعة من «حزب الله» اتُهموا باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، او بعده بقليل.

الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام يريد «الحكومة الجامعة» منتصف الاسبوع المقبل، أما رئيس الجمهورية ميشال سليمان فجعل 20 الجاري «خطاً احمر» للاعلان عن الحكومة، ايّ حكومة، جامعةً كانت ام حيادية.

وتوحي الأجواء الغامضة حتى الان في بيروت بأن حظوظ تشكيل الحكومة الجامعة وعدمها متساوية لارتباط الأمر بمضمون البيان الوزاري في شكل اساسي، وهو «المانيفست» النظري الذي يحكم توجهات اي حكومة.

غير انه وبغض النظر عن المآل الذي ستنتهي اليه المشاورات الماراتونية الجارية على مدار الساعة، فان مجرد وضع الصيغة الحكومية المتداولة على نار قوية أوحى بوجود «تبدلات» في موقف الطرفين الرئيسييْن، اي «حزب الله» و«تيار المستقبل». والثابت في هذا السياق، ان الثنائي «الماهر» المتمثل برئيس البرلمان نبيه بري وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لعبا دوراً بارزاً في توفير الأجواء الملائمة لـ «التبدل الافتراضي» في موقفيْ «حزب الله» و«تيار المستقبل» من المأزق السياسي - الحكومي في البلاد. في التوقيت، يقول خصوم «حزب الله» ان الحزب الذي استدرج الخطر الأمني إلى داخل بيئته (سيارات مفخخة وانتحاريين) عبر تورّطه في سورية وتعطيله الحياة السياسية في لبنان، يحتاج إلى «طوق نجاة» على مشارف استحقاقات، من المرجح ان يدفع ثمنها، وهي:

* بدء محاكمة اربعة من «حزب الله» من اصل خمسة، اتُهموا باغتيال رفيق الحريري، امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 16 الجاري، وسط تقديرات تتحدث عن «مفاجآت» مذهلة سيقدّمها الادعاء عبر القرائن والشهود، وهو الامر الذي قد يحدّ من وطأته وجود «حزب الله» وتيار الحريري معاً على طاولة واحدة في مجلس الوزراء.

* حاجة ايران إلى تظهير الجانب الايجابي من سلوك «حزب الله» الحريص على انتظام المؤسسات في لبنان عشية زيارة وزير خارجيتها محمد جواد ظريف لبيروت غداً، وهي رسالة موجّهة إلى المجتمع الدولي مع العدّ التنازلي لجنيف السوري في 22 الحالي واستكمال لـ «المزاج الجديد» مع الغرب، الذي أرساه الاتفاق النووي.

ويحلو لخصوم «حزب الله»، في هذا السياق، مقاربة «تواضعه المفاجئ» حيال المأزق السياسي - الحكومي على انه استشعار عن بُعد لمخاوفه من دفع أثمان المناخ الجديد في المنطقة، والذي أفضى إلى تخلي «محور الممانعة» عن أوراق القوة لديه، من «الكيماوي» السوري مروراً بالنووي الايراني وربما صولاً إلى سلاح «حزب الله» بعدما تحول عبئاً على المعادلات الاقليمية.

غير ان الذين يعرفون «حزب الله» وعلى دراية بأولوياته وخياراته، يتحدّثون عن مبالغات أقرب إلى الأمنيات في تفسير الانفتاح الذي يبديه الحزب تسهيلاً لتشكيل حكومة جديدة في لبنان، رغم كلام «الصوت العالي» الذي كان ميّز نبرته قبل مدة، والذي كان الهدف منه طمأنة حلفائه بأنه لن يخضع لمحاولات ابتزازه باللعب على وتر تدخّله في سورية.

وبدا ان «حزب الله»، الذي اوكل إلى شريكه في «الثنائية الشيعية»، اي إلى الرئيس بري إدارة عملية تشكيل الحكومة والتفاوض بالنيابة عنه، غير آبه لا للثلث المعطل، الذي كان انتزعه بقوة السلاح في 7 مايو 2008، ولا بـ «الثلاثية الذهبية» التي أصرّ على تضمينها في البيانات الوزاية السابقة كـ «سطرٍ» الهدف منه شرْعنة سلاحه، والقائمة على معادلة «الجيش والشعب والمقاومة».

هذا السلوك من «إدارة الظهر» الذي فاجأ به «حزب الله» الجميع، سببه المكتوم هو ان الحزب الذي ينصرف إلى معركته «الوجودية» في سورية، يدرك انه يملك من القوة ووهجها ما يجعله رقماً صعباً يتجاوز اللعبة الرقمية في الحكومة وتوازناتها، والحياكات اللغوية في بيانها الوزاري. كل ما يريده «حزب الله» وجود وزيريْن له لعدم إمرار قرارات مشابهة لما جرى في 5 مايو 2008 تجنّباً لاضطراره إلى القيام بـ 7 مايو للردّ عليها.

وبهذا المعنى، فان «حزب الله» غير منزعج من وجود وزير شيعي (العميد المتقاعد عبد المطلب حناوي) في حصة الرئيس سليمان، الذي تنتهي ولايته في 25 مايو المقبل، ولن يكون مضطرباً في حال جرى تجاوُز ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، ما دام يملك من فائض القوة ما يجعل الجميع مضطراً للتسليم بهذه القوة.

 

مشاورات لتعبيد الطريق أمام حكومة الـ"8X3" ولقاء جيد ومريح بين سليمان والسنيورة

مروان حمادة للسياسة: المطلوب أن يعلن 8 آذار التزامه إعلان بعبدا

بيروت - "السياسة": بالرغم من حركة الاتصالات والمشاورات المكثفة التي تجري لتذليل العقبات أمام ولادة حكومة جديدة قيل إنها ستكون جامعة على أساس صيغة "8X3", إلا أن أي خطوات عملية لم تظهر على أرض الواقع حتى الآن من شأنها إعلان الولادة الحكومية في غضون الأيام القليلة المقبلة وقبل انقضاء المهلة التي حددها رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتشكيل الحكومة العتيدة في 20 يناير الجاري, ريثما تُفصح الأطراف كافة عن مواقفها الحقيقية بشأن الملف الحكومي في الساعات المقبلة, ليتسنى للرئيس سليمان والرئيس المكلف تمام سلام اتخاذ الموقف المناسب, سواء في المضي بحكومة جامعة أن العودة إلى خيار "الحيادية".

وكان رئيس الجمهورية عرض مع رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة للتطورات السياسية والحكومية الراهنة.

وأبدى سليمان أمله "في أن ينجح الأفرقاء السياسيون في التفاهم على قيام حكومة جامعة تهتم بشؤون المواطنين وتواكب تطورات المرحلة المقبلة, وخصوصاً على صعيد المنطقة", داعياً "إلى تقديم التنازلات المتبادلة لمصلحة الوطن من خلال حكومة تكون محط ثقة المجلس النيابي واللبنانيين". من جهته, لفت السنيورة إلى أن اللقاء مع سليمان كان جدياً وجيداً وصريحاً, في حين عُلم أن النقاط التي أثارها السنيورة مع سليمان هي رفض "14 آذار" لثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" ومطالبة التزام الحد الأدنى من إعلان بعبدا, في وقت لفتت مصادر قصر بعبدا إلى أن اللقاء كان إيجابياً, مشيرة إلى أن أجواء التفاؤل بالنسبة إلى تأليف الحكومة ما زالت على حالها.

وفي هذا السياق, أكد النائب مروان حمادة من باريس لـ"السياسة" أن موافقة "14 آذار" على المشاركة في الحكومة تتوقف على الأجوبة التي يُفترض أن يكون الرئيس فؤاد السنيورة حصل عليها من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال "نحن أصحاب صيغة 8+8+8 التي عاد ووافق عليها الفريق الآخر, لكن المطلوب أن يعلن هذا الفريق التزامه إعلان بعبدا وعدم التمسك بالثلث المعطل المرفوض من قبلنا رفضاً مطلقاً". وشدد على أنه "لا يمكن القبول كذلك بصيغة شعب جيش ومقاومة في البيان الوزاري لأي حكومة قد تُشكل في الأيام المقبلة", مضيفاً أنه "إذا لم تشكل حكومة في مهلة الـ48 ساعة المقبلة, فإن الأمور ستتأجل إلى ما بعد انطلاق عمل المحكمة الخاصة بلبنان". وفي إطار التشاور بين مكونات "14 آذار" للخروج بموقف موحد من المسألة الحكومية, أجرى رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري اتصالاً مطولاً برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي قال لقناة "الجديد" التلفزيونية "لم نقرر بعد المشاركة في حكومة 8+8+8", مشيراً إلى أن "الحريري لم يتخذ قراراً نهائياً بعد, ولا أقنعني بالمشاركة, والمداولات مستمرة حول تأليف الحكومة".

وذكرت معلومات في هذا الإطار, أن اتصال الحريري بجعجع أدى إلى التوافق على اتخاذ موقف موحد لـ"14 آذار" من مسألة تشكيل الحكومة. في المقابل, واصل "حزب الله" تهديداته من مغبة تأليف حكومة حيادية, فوصف نائبه نواف الموسوي حكومة الأمر الواقع بغير الشرعية وغير الميثاقية. وقال الموسوي إنها تهدد الحياة السياسية في لبنان, معتبراً أنها ستعطل الاستحقاقات وستدخل البلاد في مزيد من الفوضى والشلل والانقسام.

 

السنيورة يسأل عن الضمانات: إعلان بعبدا أساس البيان الوزاري وجدول زمني لإنسحاب حزب الله من سوريا 

المركزية/أقفل الاسبوع الجاري على وقع جرعات التفاؤل بامكان ابصار الحكومة الجامعة النور الاسبوع المقبل، من دون ان يتضح بعد ما اذا كان هذا التفاؤل سيترجم عمليا ام يبقى رماديا بلا وقائع حسية تتيح الرهان عليه. ذلك ان زيارة رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة الى قصر بعبدا التي عوّل عليها كثيرون كمؤشر انفراج لاتمام التسوية السياسية، لم تحمل مفتاح التشكيل المتمثل بجواب قوى 14 اذار لا بل نقل موافقة على صيغة ثلاث ثمانيات متضمنة شروطا جديدة بحسب ما اوضحت مصادر مواكبة، عزت هذا الجديد الى ما اظهرته المشاورات داخل قوى 14 اذار في الشأن الحكومي، كما ان اللقاء المتوقع حصوله بين السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري قبل زيارة بعبدا كمؤشر اضافي للتشكيل لم يعقد ولم يحدد موعده حتى الساعة.

الشروط الاضافية

ومع ان مصادر قصر بعبدا والرئيس السنيورة حرصت على توصيف اللقاء بالايجابي والبناء والجيد والصريح، فان الشروط الاضافية المتمثلة باعلان حزب الله عن جدول زمني للانسحاب من سوريا وتبني اعلان بعبدا بالكامل كاساس للبيان الوزاري، لا تبشر بولادة قريبة للحكومة اقله حتى يوم الثلاثاء المقبل بعدما تبين ان قوى 14 اذار لم تتفق على موقف موحد ازاء التشكيل.  وعلمت 'المركزية” ان هذه القوى عقدت مساء الجمعة اجتماعا بعيدا من الاضواء في بيت الوسط بمشاركة ممثلين عن مختلف مكوناتها قاربوا الملف الحكومي من جوانبه كافة وتخلله عرض مسهب من كل طرف لوجهة نظره، الا ان المجتمعين لم يخرجوا برأي موحد، وتم الاتفاق على استمرار المشاورات الى حين التوافق على كلمة واحدة تطل بها هذه القوى موحدة متراصة الصفوف.

 

بري التقى ميقاتي في عين التينة

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الاولى بعد ظهر اليوم في عين التينة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وعرض معه الاوضاع الراهنة.

 

بري التقى ابراهيم وعرض معه الاوضاع الامنية

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وعرض معه للأوضاع الامنية في البلاد، في حضور السيد احمد بعلبكي.

 

زهرا: 14 آذار غير موافقة على صيغة 888 لكن لن تعرقل جهود الرئيسين وعلى 8 آذار وحزب الله اعادة النظر بممارساتهما

وطنية - رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا، انه "بسحر ساحر وبشكل غير منتظر رأينا مبادرة حكومية قيل انها من النائب وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري، تعود إلى طرح كان جرى تسويقه من عدة أشهر، وبني على ما قيل انه موافقة 14 اذار على صيغة 8-8-8، في وقت كان فخامة الرئيس قد تبلغ من 14 اذار، بعد اجتماعها مطولا، انها ليست موافقة ولكنها لن تعرقل جهود الرئيسين اذا ارادا تشكيل هذه الحكومة، وهي ستأحذ الموقف الذي تراه مناسبا وستبني على الشيء مقتضاه".

وأكد في حديث عبر ال "ال.بي.سي" ان "14 اذار لم توافق سلفا على هذه الصيغة، وان مطلبنا الأساسي في هذه المرحلة وبعد انخراط حزب الله في النزاع السوري، هو تطبيق اعلان بعبدا بتحييد لبنان وانسحاب حزب الله من سوريا، بالاضافة الى المطلب المزمن الذي هو تحرير لبنان من هيمنة السلاح وممارسته الوصاية على الحياة السياسية والدستورية اللبنانية كبديل عن الوصاية السورية منذ العام 2005 وحتى اليوم".

وذكر ان "حزب الله كان قد عرض صيغة 9-9-6 كصيغة غير قابلة للمناقشة، واليوم نحن امام استحقاقات دولية واقليمية ومحلية تعني نتائجها حزب الله بشكل مباشر، واولها يبدأ الخميس المقبل في 16 كانون الثاني (انعقاد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان) وثانيها في 22 كانون الثاني الموعد المفترض لجنيف السوري وثالثها استكمال جنيف الايراني بعد حسم الدور النووي والانتقال الى الدور الاقليمي، وكله قد يرتب انهاء دور حزب الله".

كما أكد "اننا على تواصل دائم مع تيار المستقبل حول الموضوع الحكومي وهو طرح 5 اسئلة مشروعة، بعضها شكلي وبعضها جوهري، وتتعلق باعلان بعبدا ودور السلاح الذي قراره ايراني وليس عند حزب الله على الرغم من المكابرة، وكل ذلك انطلاقا من ثابتة ان لا أحد يسعى إلى عزل حزب الله أو حركة أمل أو بناء سلطة في لبنان من دون المكون الشيعي، لكن إذا شكلت حكومة من دون إنسحاب حزب الله من سوريا ومناقشة السلاح على قاعدة التخلي عنه، فهل هذا يعني ان المشكلة حلت"؟

وحول حصول "تيار المستقبل" و14 آذار على اجوبة على هذه الاسئلة، قال زهرا: "ان كل ما جرى حتى الان هو حركة موفدين، ولم يجر اي لقاء او اتصال مباشر بين الطرفين (او مع رئيس الجمهورية) منذ انطلاق هذه المبادرة او الدينامية الجديدة، وما زال الامر مقتصرا على تحركات وسطية مكوكية ما زالت في مرحلة جس النبض واستطلاع الاجواء حول امكانية السير في هذه التركيبة او لا".

أضاف: "ان الرئيس سعد الحريري ابدى مرونة لدراسة هذا الطرح، في التواصل الذي حصل مع فخامة الرئيس".

وتابع: "ان احدا في قوى 14 اذار لم يوافق على شيء حتى اليوم، ومجرد القبول بمناقشة هذا الطرح اعتبر موافقة، وهذا يأتي من النظرة الخاطئة لدى قوى 8 اذار والتي يعممها الاعلام الملتزم بهذه القوى ولا يتصدى لها اعلام 14 اذار لشرح الوقائع كما هي".

وأكد "حصول اجتماع مطول لقوى 14 اذار امس، والنتيجة الاساسية فيه هي انه مهما كانت الخيارات فسيكون هناك قرار واحد لهذه القوى بالمشاركة في الحكومة او عدمها، وبالدعوة الى تأكيد المبادئ وانتظار ما سيستجد، ولا اخفي ان موقف القوات كان متميزا قليلا".

ورأى ان "السؤال الاول الذي يصر تيار المستقبل على الحصول على جواب له، قبل الارقام والتشكيلة والتفاصيل، هو ما اذا كان بيان بعبدا سيكون مضمون البيان الوزاري، مع الالتزام بتطبيق هذا الاعلان، وهو الشرط الاول عنده لاستمرار المناقشة، على عكس ما توحي به تصاريح 8 اذار، لأن لقوى 14 آذار كم من الشهداء سقط وآخرهم (الوزير محمد شطح) قبل ايام".

وقال انه "عندما يعلن حزب الله انه مستعد للتخلي عن السياسة الاقليمية التي لا تخدم المصلحة اللبنانية وعن انخراطه في حروب خارج لبنان، تنتهي المشكلة، اما ان يلعب على عامل الوقت وعلى حس الناس خصوصا ان هناك حاجة لحكومة، فأنا اسأل هل مثل هذه الحكومة تحل الازمات؟ ان ارى ان قيامها يفاقم هذه الازمات ولا ينهي المخاطر الامنية والتفجيرات، لان هذه استجرها تدخل حزب الله في سوريا بدليل انها لم تكن موجودة ولم تهدد اي فريق لبناني قبل هذا الانخراط، وبالتالي المشكلة ليست في الارقام والتركيبات ولكن في تورط حزب الله في النزاع السوري".

أضاف ان المملكة العربية السعودية "ليست معنية بموضوع الحكومة ولا تتدخل فيه، وايجابية تيار المستقبل لا علاقة لها بموقف المملكة، بل لانه يرى ان الناس لم تعد قابلة بعدم وجود حكومة. ونحن نسأل، ماذا يريد الناس الذين صنعوا ثورة الارز وانتفاضة الاستقلال؟ ليس ملكا لنا ان نقوم بتصرفات تخذل جمهور 14 آذار".

ورأى ان "ما حرك مبادرة الحكومة هو اعلان الرئيسين عدم الرغبة في الاستسلام للتعطيل والاستمرار في مسعى تشكيل حكومة جديدة"، واستغرب ان يكون الذين اعتبروا ان الطائف اكل صلاحيات رئيس الجمهورية هم نفسهم يهاجمون الرئيس عندما يحاول ان يمارس صلاحياته"، داعيا الى "عدم الاستهانة بإرادة فخامة الرئيس والرئيس المكلف في تشكيل حكومة الممكن".

كما دعا الى "حكومة حياديين تدير المرحلة ولا تستفز احدا، والافضل ان تتشكل حكومة اليوم وليس غدا ولكن ليس بشروط 8 آذار وحزب الله الذين عليهم ان يعيدوا النظر في شروطهم وممارساتهم لان لبنان الكيان غير مرشح للاستمرار اذا كان فريق سيستمر في محاولات الهيمنة عليه". وختم زهرا: "لكل من اطراف 14 اذار اسلوبه، وتيار المستقبل لن يقدم تنازلات ولن يتخلى عن دماء شهدائه، وهو تيار عابر للطوائف ويمثل الاعتدال".

 

النائب مروان حمادة يوضح عبر 'اللواء” موقف الحريري من الحكومة 

أبلغ النائب مروان حمادة 'اللواء” أن رئيس تيّار 'المستقبل” سعد الحريري أبدى موافقة مبدئية على صيغة 8+8+8 صافية، وان لا تجري أية مقاربة إلى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري.

وقال حمادة الموجود في باريس لـ «اللواء»: إن تيّار المستقبل لا يمانع أيضاً، في المقابل، أن لا يتضمن البيان إشارة إلى إعلان بعبدا، على أساس إحالة هاتين النقطتين إلى طاولة الحوار، موضحاً بأن اتصالات جرت مع الرئيسين ميشال سليمان والمكلف تمام سلام حول هذه النقاط، وان رئيس الجمهورية ابلغنا بأن ضمان الجواب على الاسئلة الخمسة هو رئيس الحكومة المكلف باعتباره المفوض بتشكيل الحكومة، وان الرئيس سلام وضعنا في صورة انه يجب تشكيل الحكومة ضمن مهلة ثلاثة ايام، مشيراً الى ان جواب الرئيس الحريري كان ايجابياً وجدياً، وانه ليس صحيحاً ان المملكة العربية السعودية تدخلت في موضوع تشكيل الحكومة.

غير ان حمادة، لفت الى حذر قوى 14 آذار من ان تكون قوى 8 آذار تلعب على الوقت، لناحية ان «حزب الله» يريد تأليف الحكومة قبل موعد انطلاق اعمال المحكمة الدولية في 16 الشهر الحالي، وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الى بيروت يوم الاثنين المقبل، وفي تقديره ان الحكومة ممكنة في خلال 72 ساعة، او ان تتأجل الى ما بعد المحكمة الدولية، وانه اذا كانت هناك حكومة فيجب ان تكون غير ملتزمة بأي شيء، بمعنى ان لا يكون هناك تلازم بين المحكمة والحكومة، وانه لا مانع من الجلوس معاً مع حزب الله على طاولة واحدة.

 

النائب بطرس حرب: نرفض تغطية قتال "الحزب" في سوريا 

موقع 14 آذار/تدور في كواليس فريق 14 آذار، مشاورات مكثفة لتحديد الموقف من المشاركة في حكومة 8+8+8، ففي مقابل تصلّب حزب 'القوات اللبنانية” ورفضه الجلوس مع 'حزب الله”، يبرز موقف أكثر مرونة لدى 'تيار المستقبل”، فأين مستقلو 'الحركة الآذارية” من هذين الخطين، وما رأيهم بالمفاوضات الحاصلة؟ 'المركزية” سألت النائب بطرس حرب الذي قال 'حتى الساعة لا زلنا كمستقلين نبحث في مسألة المشاركة في الحكومة في صيغة 8+8+8، و ندرس ما هي الظروف والمعطيات الجديدة التي ستسمح بتحديد موقفنا. وتحديد الموقف ليس رغبة بمقاعد وزارية ولا تنازلا عن المبادئ التي نطرحها، وان كان المطروح اليوم تأليف حكومة، فهذا لا يحكمنا الدخول اليها من دون ان نعرف الظروف والشروط التي سنشارك على اساسها. هناك اليوم نوع من التدقيق في محتوى ما يطرح علينا، سيما لجهة البيان الوزاري، ومسألة 'الجيش والشعب والمقاومة”، وهي مرفوضة بطبيعة الحال، ومسألة اعلان بعبدا ووجوب احتواء البيان الوزاري هذا الاعلان. هذه مطالبنا ونحاول استيضاح هذه الامور، وفي ضوء الايضاحات نحدد موقفنا، من المشاركة او عدمها في هذه الحكومة”. وعن توقيع حزب الله في السابق على اعلان بعبدا وتنصله منه لاحقا، واحتمال ان يقوم بالامر نفسه في الحكومة الحالية؟ أجاب 'ليتحمل حزب الله مسؤولية مواقفه او نكوثه بالتزاماته. وفي النتيجة، في السياسة لا 'توقيع كمبيالات”، بل هناك موقف وكلمة يعطيها الشخص ويجب ان يلتزم بها”. وعن قبولهم المشاركة في الحكومة بمجرد اعطاء حزب الله كلمة بالالتزام باعلان بعبدا، قبل ان ينسحب فعليا من سوريا؟ اشار حرب الى ان 'أولا، لسنا سذّجا في السياسة، نعرف ان المطلوب الا تغطي مشاركتنا في الحكومة مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا، والا تغطي وجود السلاح غير الشرعي الذي نرفضه، والا تكون على حساب تحييد لبنان، ونحن نعمل ضمن هذا الاطار، لسنا مستعدين لتغطية هذه الامور، وان شاركنا في الحكومة، فهي مشاركة مشروطة”. وتابع 'ان تمكنا من الحصول على نتائج قبل المشاركة، يكون أمرا جيدا، والناس والرأي العام يحاسبون في ما بعد اذا التزم حزب الله ام لم يلتزم، وان لم نتمكن من الحصول على نتائج، يجب ان ندرس ان كانت مشاركتنا مع تمسكنا بموقفنا تفيد، وعندئذ نحدد موقفنا”. هل سيكون هناك موقف موحد لـ14 آذار؟ لفت حرب الى ان 'هناك مسعى لاصدار موقف موحد وهذا امر طبيعي، لكن ان حال امر دون صدور موقف موحد، ندرس الوضع ونقرر الموقف المناسب”.

 

الحريري ووفد موسع من 14 آذار في جلسة افتتاح المحكمة

المركزية- مع انطلاق اولى جلسات المحاكمة رسميا في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، علمت "المركزية" ان الرئيس سعد الحريري سيشارك على رأس وفد موسع في قوى 14 آذار في الجلسة الافتتاحية الى جانب شخصيات سياسية اجنبية ووفد اعلامي كبير اذ يناهز عدد الصحافيين الذين سيتولون تغطية الجلسات نحو مئتين.

 

الرئيس الجميل: التسهيلات المقدمة تدل الى حاجته للحوار/ليُراجع حزب الله حساباته ويعود لكنف الدولة/الحقيقة ستظهر وأحكام المحكمة الدولية ستصدر

المركزية- شدد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس امين الجميّل على اهمية ان "نطوّق ذيول سلاح "حزب الله" اذا كان مُستعصياً وننتقل الى مواضيع اخرى آنية كتدخل "حزب الله" في سوريا"، كما شدد على ضرورة ان "نلتقي بأي شكل كان، ان كان عبر حكومة او طاولة حوار، للتفاهم حول الحد الادنى لان البلد لم يعد يحتمل مزيداً من الضياع"، داعيا القيادات اللبنانية الى "التعاون مع بعضها البعض لطرح الحد الادنى من العناصر لكي لا يُهاجر اللبناني ولا يستقيل من مواطنيته"، ولافتاً الى ان "القيادات لا يمكن ان تتفرج على ما يحصل في الخارج وتقول "ان الامر لا يعنينا" او تتفرج على ما يحصل في الداخل وتقول "لا يمكننا المعالجة".

واذ اشار في حديث اذاعي الى ان "ترسانة "حزب الله" تفوق قدرات الجيش اللبناني"، اعلن اننا "ضد سلاح الحزب لكن لا يُمكن معالجته بهذه السرعة، يجب اولاً الاتفاق على ان هذه الترسانة تتناقض مع سيادة البلد التي لا تتحقق الا في ظل وجود سلطة واحدة، ويجب ثانياً الجلوس الى طاولة وسؤال "حزب الله" الى اين يُريد الذهاب ولاسيما ان هذا السلاح سينقلب عليه، ويجب ثالثا ايجاد آلية معينة للتعاطي مع ذيول هذا السلاح، كي نسعى لدرء خطورته على الساحة الداخلية كمثل استعماله في 7 ايار وفي شتى الظروف التي يُقحم "حزب الله" نفسه فيها".

اضاف "حزب الله" في مكان ما يتجبّر على الموضوع ولا يعترف لكنه مُحرج ويريد حلاً، فطلبه ارسال قوى الامن الى الضاحية الجنوبية حصل على مضض لكنه يشعر بحاجته للدولة ولا يمكنه ان يتكبّر عليها، والتسهيلات التي قدّمها مؤخراً على كل الصعد تدل على انه في حاجة لحوار مع الطرف الاخر ومع المؤسسات"، املا ان "يتفهم "حزب الله" في اسرع وقت ان لا خيار امامه سوى التحاور مع اللبنانيين كشركاء في الوطن وان يتفاوض معهم من الند الى الند في شكل متكافئ من دون ان يملي ارادته على الاخر وعليه ان يقتنع ان هذه المقاربة تفيد مصالحه"، ومشدداً على وجوب ان "يكون الحل مع "حزب الله" من الند الى الند والا يضع الحزب الصاروخ والكلاشنكوف وكاتم الصوت على الطاولة ويقول انه يريد التفاوض، كما يجب وضع ثوابت واضحة لسيادة البلد والاستقلال، وعلى هذا الاساس يجب التفاوض".

وتابع "لم افقد الامل وسأواصل النضال لاقناع "حزب الله" الا مصلحة لديه في السير في هذا الخط الذي هو مسار انتحاري لن يحقق اهدافه، واذا اراد ان يكون مرتاحا مع نفسه يجب ان يكون مرتاحا مع شريكه اللبناني"، مؤكداً ان "الاوان حان لوقفة وجدانية لكي يرى "حزب الله" ماذا حقق ولم يحقق، ويجب ان يقتنع ان طريقه مسدود"، مشدداً على اهمية ان "يُراجع "حزب الله" حساباته للعودة الى كنف الدولة، وموضحاً ان "سلّم الاولويات الدولي والاقليمي ليس في مصلحة لبنان، فالعالم الغربي والعربي مهتم بالازمة السورية وتكاليفها على الصعيد المالي والانساني، اضافة الى موضوع النووي الايراني عطفا على مشاكل اخرى في مناطق اخرى".

الى ذلك، اكد الرئيس الجميل ان "الحديث عن تمايز "الكتائب" عن "14 اذار" في غير محله لاننا كلنا متميّزون عن بعضنا البعض ولا احد يدّعي اننا ذبنا في بعضنا البعض، فلتيار المستقبل توجهاته ومنطلقاته وتاريخه ونهجه لا يتنازل عنها و"القوات اللبنانية" و"الكتائب" كذلك وكل افرقاء "14 اذار"، مشيراً الى اننا "على تواصل يومي بين بعضنا البعض"، وكاشفا عن "اجتماع حصل امس لقوى "14 اذار"، ومؤكدا "التفاهم على موقف موحّد حول الامور كافة". وعن انتخابات الرئاسة، قال الرئيس الجميل "من المبكر الحديث عن الترشح لرئاسة الجمهورية، فلننقذ الجمهورية اولاً".

الحياد: اما في ما يتعلّق بحياد لبنان، ذكّر رئيس "الكتائب" بان "حزبه طرحه منذ الستينيات بعد تجارب عدة مرّ بها منذ استقلال لبنان الى اليوم، واستند الى الميثاق الوطني الداعي الى عدم الارتهان لا للشرق ولا للغرب"، مشدداً على ان "الحياد ضرورة للبنان، خصوصاً انه مجتمع متعدد، واذا اردنا التعايش مع بعضنا علينا ان نقرّ بهذا المبدأ كما هو حاصل في سويسرا حيث امّن الحياد السلام بعد حروب دامت مئة عام وفي لبنان الوضع مُشابه"، داعياً الى "التمسك بوثيقتين يجب ان تكونا الاساس في علاقاتنا الداخلية والخارجية هما: اتفاقية الهدنة التي تؤكد حدود لبنان والقرار 1701 المكمّل لها"، واصفاً الكلام عن مؤتمر تأسيسي بالـ "خطير"، وسائلا "هل يجب تغيير ثقافة الحوار الى ثقافة السلاح. ماذا سنؤسس؟ هل نضع ثقافة الدمار بدل ثقافة الحوار"؟، معلناً ان "الكتائب" "مع تطوير النظام لكن هناك اسساً للنظام اللبناني كالديموقراطية والبرلمانية والشراكة الوطنية فهل نؤسسهم من جديد"؟، وموضحا ان "حزب "الكتائب" طرح تطوير النظام وليس عقد مؤتمر تأسيسي".

المحكمة: وعن المحكمة الدولية، قال "لن يضيع حق وراءه مطالب، الحقيقة ستظهر والاحكام ستصدر، وحتى ولو لم يكن المجرمون موجودين في المحكمة، فبمجرد صدور الحكم فهذا انجاز كبير ودليل قاطع على ان اصابع الاتهام في اتجاه معين، مُطالباً ان "تكون جريمتا اغتيال الوزير بيار الجميّل والنائب انطوان غانم في صلب المحكمة الدولية بعد عجز القضاء اللبناني عن التوصل الى اي نتيجة."

سوريا: وفي الشأن السوري، ختم الجميل "رغم الصعوبات الموجودة في سوريا الا ان هناك بوادر خير من خلال الحراك الدبلوماسي الحاصل، ونعلم مدى تأثير الحراك في سوريا على لبنان"، مشيرا الى ان "حوار الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الغربي مع ايران مؤشر ايجابي ايضاً، فايران تعبت من العقوبات المفروضة عليها والتي اثّرت على الحياة الاجتماعية فيها، كما ان المجتمع الغربي ليس متحمساً لخوض حرب معها، وكل هذه الاوضاع تؤثر على لبنان اقتصادياً وامنياً واجتماعياً، ومعالجة الازمة السورية مدخل لمعالجة مشاكل عدة في لبنان، وجنيف 2 مدخل لوضع الازمة السورية على السكة الدبلوماسية"، مؤكداً ان "استقرار الاوضاع في ايران سيكون له اثر على لبنان".

 

معين المرعبي: لا تبيعوا وطننا للمحتل الجديد من أجل وزارة أو كرسي

وطنية - وجه النائب معين المرعبي رسائل جاء فيها: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وقد لدغنا مرات ومرات، فالرجاء الرجاء عدم التكرار. فمن عمر الديار دمروه، ومن شرع المقاومة وحماها فجروه ونسفوه، ومن آخاهم وصدقهم وحفظهم خونوه وأرهبوه وقتلوه. فاكراما لهذا الوطن الجريح، اكراما لأرواح الشهداء ودمائهم، كرمى لابنائنا، كرمى للامهات، كرمى للآباء، كرمى للمبادىء العليا التي قدمنا الغالي والرخيص للحفاظ عليها، لا تنصاعوا لتهديداتهم ولا تنهزموا لإغتيالاتهم، لا تتنازلوا عن مبادئكم وكرامتكم الوطنية، لا تبيعوا وطننا للمحتل الجديد من أجل وزارة أو كرسي أو مآرب اخرى، ولا تسلموا عتبة الوطن إلى مصاصي الدماء وشذاذ الآفاق والخونة، فيستشهد وطننا مرة أخيرة".

 

شهاب: اجتماع "بكركي" - "حزب الله" اتسم بالصراحة لمسـنا تمسكه بالصيغة اللبنانية وحمايتها

المركزية- أكّد عضو اللجنة الثنائية للحوار بين بكركي و"حزب الله" حارث شهاب ان اجتماع اللجنة امس اتسم بالصراحة والوضوح والمحبة والانفتاح التام، واشار الى ان الحزب اكد الالتزام بالمواعيد الدستورية، كما اكد تمسكه بالصيغة اللبنانية الاساسية المتعلقة بالعيش المشترك الاسلامي- المسيحي، داعيا الى عدم الافراط في التفاؤل او في التشاؤم. وقال في حديث لـ"المركزية" "اللقاء يأتي ضمن السياسة العامة التي انتهجها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والمتماشية مع خطه التاريخي في الانفتاح على كل مكونات المجتمع اللبناني، وضمن الاجتماعات الدورية والمستمرة منذ سنوات".  اضاف "نتيجة ما شهدته السنة المنصرمة من دورات عنف وما بدأه العام 2014 من مشاهد أمنية مؤسفة ومستنكرة، اصبح لدينا شعور ان مسلسل التفجيرات المتنقلة حوّل لبنان الى ساحة مفتوحة، فكان من الطبيعي تكثيف المشاورات في المواضيع وفي الاستحقاقات الدستورية القادمة بدءا من استحقاق تأليف الحكومة، التي تعثرت في فرض شروط وشروط مضادة، الى الاستحقاق الرئاسي المهم، خصوصا مع بدء سريان المهلة في 25 آذار المقبل".

وتطرقنا كذلك الى موضوع انخراط "حزب الله" في الحوادث الجارية في سوريا، ونحن امام احد امرين اما الاصرار على ايجاد سلة متكاملة لحل المشاكل، وهذا صعب تحقيقه، او البدء في حلحلة العقد عقدة عقدة، من دون اقصاء لأي فريق على الساحة اللبنانية". واشار الى ان الحزب اكد الالتزام بالمواعيد الدستورية، كما اكد تمسكه بالصيغة اللبنانية الاساسية المتعلقة بالعيش المشترك الاسلامي- المسيحي، واعلنوا حاجتهم الى هذه الصيغة التي لا بدّ من حمايتها، لاعادة انتاج رسالة لبنان في العيش المشترك. وقال "في موضوع الحكومة، كان تأكيد على الرغبة في تأليف الحكومة، والحرص على التوازنات، داعيا الى عدم الافراط في التفاؤل ولا بالتشاؤم، فالامور مرهونة بتطورات المباحثات الجارية بين الافرقاء السياسيين ونتمنى ان يتخطوا الحسابات الضيقة الى رحاب المصلحة الوطنية الكبرى، آملا ان تكون الانطلاقة من القاعدة الاولى المتعلقة بلبننة الاستحقاقات القاضية بضرورة انتخاب رئيس جمهورية جديد". وختم "من خلال هذه اللقاءات ننقل بأمانة توجيهات البطريرك الراعي ورأيه ورأي بكركي الثابت في ما اعتاد عليه اللبنانيون من تمسك بالصيغة وبرسالة لبنان، فهناك اسئلة بحاجة الى اجوبة وقد حصلنا على جزء من هذه الاجوبة، والاجواء كانت جيدة اتسمت بالصراحة والوضوح والمحبة والانفتاح التام، ولمسنا الحرص على تسهيل مهمة البطريرك، مشيرا الى ان مواعيد الاجتماعات تتحدد بين الافرقاء المجتمعين، وهي ليست بعيدة عن بعضها البعض، وهناك قناعة عند الجميع الا بديل عن الحوار ولا اقصاء لاحد.

 

الوزير السابق سليم الصايغ: نريد رئيسا من 14 آذار ومطلبنا حماية لبنان وحياده لا نرضى للقوات بما لم نقبله لحزب الله لجهة عدم المشاركة في الحكومة

وطنية - اعتبر الوزير السابق سليم الصايغ، في بيان، "أنها جائزة لكل لبنان أن تتشكل حكومة بغض النظر عن الأرقام 8-8-8 أو غيرها"، لافتا الى اننا "لسنا لاهثين وراء السلطة وليست هدية لأحد أن يكون وزيرا في حكومة لفترة وجيزة وبمهمة محددة في وضع بدون موازنة وبمعدل نمو صفر بالمئة، لا بل إنه قد يكون عملا رسوليا، وبالنتيجة الهدف هو قيام حكومة وتسيير عمل المؤسسات وتحضير الاتنتخابات الرئاسية والعمل على القوانين، لاسيما منها قانون الانتخابات النيابية" لافتا الى أن "أزمة سوريا ترخي بثقلها على لبنان، فيما هنالك فريق لبناني منغمس بالمعارك فيها، وقد أيدنا تشكيل حكومة يتمثل فيها الجميع على أساس إعلان بعبدا ك"أقل الإيمان".

وعن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، قال الصايغ: "أن الاعتراض عليها لا زال قائما، أما اليوم فنحن لا نريد حكومة كيفما كان، وورقة تين لتغطية كل ممارسات حزب الله، في الوقت الذي يستمر "حزب الله" مع إيران بالانغماس في الأزمة السورية التي لا تحل إلا على نطاق دولي قد يكون من خلال مؤتمر جنيف 2". ورأى ان "المجال لا يزال مفتوحا للأخذ والرد، وقد تبين أن صيغة 8-8-8 خطوة متقدمة من حيث إمكانية تأمينها حياد لبنان ولكن ينبغي تحصينها، وأنه على الرغم من الثقة بحكمة الرئيس سليمان، فإن القرار يبقى بحاجة الى التدعيم من خلال إلتفاف الجميع حوله".

وعن وضع فريق "14 آذار"، قال الصايغ: "إذا تمت مقارنة وضع 14 آذار بحالة لبنان وبحالة 8 آذار، فيتبين أنها بألف خير، فحكومة الرئيس ميقاتي كانت أسوأ حكومة عرفها لبنان ولا تملك أي جواب عن الإنجازات التي حققتها، كما أن "حزب الله" في مأزق بين الخسائر التي يتكبدها بانغماسه في المعارك في سوريا والتداعيات التي تتركها على هالة المقاومة"، لافتا الى أن "إعلان بعبدا يشكل أرضية صالحة للبيان الوزاري وأنه لطالما كان الاتفاق أن قضية السلاح تحول الى طاولة الحوار وبالتالي إن عدم التوافق على الاستراتيجية الدفاعية كما تم التأكيد عليه في البند السادس من البيان الوزاري لحكومة الرئيس الحريري يفتح الباب أمام الذهاب الى الحوار".

وأكد أن "موقفنا واضح وقد عبر عنه الرئيس الجميل بأننا نريد رئيسا من 14 آذار ونريد من 14 آذار أن تتفق على مرشح واحد"، مشيرا الى "عدم إمكانية الاشتراط كما يفعل العماد عون (لاسيما وأنه حمل راية معارضة التمديد لمجلس النواب ومعارضة الفراغ) من خلال القول أنه لا ينخرط في الحكومة قبل حصوله على ضمانات بشأن رئاسة الجمهورية".

وتابع: "ان خطة سوريا كانت دوما ضرب الاستقرار في لبنان (خطة ميشال سماحة، استشهاد اللواء الحسن) لإرباك المجتمع الدولي كي ينظر بعين العطف اكثر على ما تبقى من النظام في سوريا، في حين يختلف الوضع مع إيران التي ليس من مصلحتها، كما ليس من مصلحة احد من القوى الكبرى الفاعلة، أن تحول لبنان الى ساحة أمنية او استراتيجية لتبليغ الرسائل، لاسيما وأن لبنان بقي الساحة الوحيدة في المنطقة التي يتواصل فيها الشيعي مع المسلم الآخر ومع المسيحي بشكل حر وندي". وإذ شدد الصايغ على ضرورة أن تتشكل الحكومة معتبرا ذلك إمتحانا واختبارا للنوايا الدولية والاقليمية خصوصا حول مدى حرص الدول لابقاء لبنان بمنأى عن العاصفة التي تضرب المنطقة وعدم عرقنته بحيث تصبح كل منطقة تحارب الأخرى، توقف عند خبر عدم رغبة القوات اللبنانية بالمشاركة في الحكومة، واصفا ذلك بالخبر غير السار، ومشيرا الى "تواصل دائم مع القوات اللبنانية لتبين موقفها"، ومؤكدا في الوقت عينه "أننا لا يمكن أن نرضى للقوات اللبنانية بما لم نقبله لحزب الله لجهة عدم المشاركة في الحكومة".

ولفت الى أن "المحكمة الدولية تساهم بانتظام الديموقراطية في لبنان بحيث يتم تكريس مبدأ عدم الافلات من العقاب الذي يترجم قيم العدالة، ولا ديموقراطية من دون عدالة"، مضيفا: "إننا نتطلع الى الربط بين المحكمة وبين الجرائم التي طالت شهداءنا بمن فيهم خصوصا بيار الجميل وأنطوان غانم ورفاقهم"، مسلطا الضوء على أهمية أن يكون لذويهم ورفاقهم أمل بانكشاف هذه الجرائم.

وذكر ب"موقف رجل الدولة الذي اتخذه الرئيس الحريري بتخطي ذاته وفك مسار المحكمة عن الأداء الحكومي أيام توليه رئاسة الحكومة وبسعيه بكل طاقته لترتيب الوضع مع حزب الله ومع سوريا، الأمر الذي دفع ثمنه غاليا"، لافتا الى أن "حكومة الرئيس ميقاتي تابعت تمويل المحكمة الدولية وهذا اعتراف من قبل مكوناتها بما فيهم "حزب الله" بإلتزام لبنان بالتعامل مع المحكمة، وبالتالي الاعتراف بمفاعيل قراراتها، في حين كانت طارت حكومة الرئيس الحريري بسبب المحكمة وقضية شهود الزور، علما أن هذه المحكمة تضع عناصر من "حزب الله" في قفص الاتهام وإذا ثبتت التهمة على واحد منهم، فمن الضروري اللجوء الى مثل الأداء الذي كان يقوم به الرئيس الحريري وقراءة الوضع بواقعية من دون نسيان الحق والتطلع نحو المستقبل". وعن الموقف الايراني والسياسة الخارجية الايرانية، قال الصايغ: "ان موقف المرشد الأعلى خامنئي ليس بعيدا عن موقف روحاني، وأن الوزير ظريف يطبق السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامة الإيرانية لجهة السعي لتطوير العلاقة مع الغرب ومع المحيط الاقليمي بفعل الاتفاق النووي والعمل في المقابل على ربط ملفات المنطقة بعضها ببعض، فيما الغرب يسعى لفصل الملفات عن بعضها بما فيها الملف اللبناني"، لافتا الى ان "إيران لم تعبر عن رغبتها بدور في اللعبة الداخلية اللبنانية على غرار ما كانت تفعله سوريا سابقا، إنما هي تذكر أميركا والغرب بأنها قادرة على لجم الأمور في المنطقة ووضع ضوابط للعنف دون أن يعني ذلك تهديدا بالتسبب به، خلافا لسوريا التي كانت تشعل الحريق لتهرع لإطفائه، وتتعامل مع لبنان على أساس أنه إمتداد جغرافي ومدى حيوي لها، حتى ولو كانت إيران تسعى لربط الساحات من الناحية الاستراتيجية". وختم مشددا على ثلاثة مطالب، تتلخص بحماية حدود لبنان وتأمين حياده الإيجابي، تحقيق الأمن الداخلي السياسي، والاستقرار الاقتصادي -الاجتماعي، وكلها أمور لا تتم إلا من داخل المؤسسات واللعبة الديموقراطية في لبنان".

 

مكتب بارود نفى تلقيه اي عرض لتولي حقيبة وزارية

وطنية - اصدر مكتب الوزير السابق زياد بارود بيانا جاء فيه: "خلافا لما أوردته إحدى الصحف اللبنانية وتناقلته بعض وسائل الإعلام، نفى الوزير السابق زياد بارود أن يكون قد تلقى أي عرض لتولي أي حقيبة وزارية، لاسيما من فخامة رئيس الجمهورية الذي تربطه به علاقة احترام ووفاء وتقدير".

 

آلان عون: الوضع الامني والتطورات الاقليمية دفعت لانضاج تسوية تشكيل الحكومة بعدما قدم الجميع التنازلات

وطنية - اكد النائب الان عون ان "الوضع الامني المتدهور والتطورات الداخلية والاقليمية دفعت بالجميع لانضاج تسوية تشكيل الحكومة بعد ان قدم الجميع التنازلات". واشار في حديث الى برنامج "اقلام تحاور" عبر "صوت لبنان"، الى ان "التيار الوطني الحر يحاول التواصل مع الافرقاء، لانه يعتبر ان دوره في هذه المرحلة الجمع وتخفيف التوتر على الساحة". واذ لفت الى ان "التكتل يفاوض عن نفسه بشكل مستقل على تأليف الحكومة"، لفت الى ان "المداورة تأتي على باب عهد جديد، وليس بحكومة الاشهر". واعتبر ان "الفرصة جدية جدا لتشكيل الحكومة، وهي تتقدم، وستتكثف الاتصالات في اليومين المقبلين لازالة العقد"، لافتا الى ان "التكتل في المبدأ مع المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، ولكنه سيعترض على اي شيء يخالف قناعاته". ورأى ان "مسار التسوية في المنطقة عامل مساعد ينعكس على الداخل"، لافتا الى ان "هناك حدا ادنى لحزب الله في معالجة بعض الملفات لا يمكن ان يتنازل عنه". ورأى "اننا امام فرصة جدية وتتقدم لانضاج الحكومة، وهناك عقبات نتمنى ان تحل خلال الايام القليلة المقبلة". وقال: "نريد ان نتأكد من كل التفاصيل والمطروح لنحدد موقفنا بالمشاركة، ولكن بالمبدأ نحن مع حكومة الوحدة الوطنية". وشدد عون على ان "الصورة الكاملة للتسوية في لبنان والمنطقة لن تكتمل الا مع انتهاء الازمة السورية اذ سيكون هناك اعادة تموضع في المنطقة بين الاطراف المتنازعة". وذكر عون بأن "الاهم اليوم هو الاستحقاق الرئاسي الذي يجب الا تأخذ مكانه التشكيلة الحكومية".

 

معين المرعبي: لا تبيعوا وطننا للمحتل الجديد من أجل وزارة أو كرسي

وطنية - وجه النائب معين المرعبي رسائل جاء فيها: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وقد لدغنا مرات ومرات، فالرجاء الرجاء عدم التكرار. فمن عمر الديار دمروه، ومن شرع المقاومة وحماها فجروه ونسفوه، ومن آخاهم وصدقهم وحفظهم خونوه وأرهبوه وقتلوه. فاكراما لهذا الوطن الجريح، اكراما لأرواح الشهداء ودمائهم، كرمى لابنائنا، كرمى للامهات، كرمى للآباء، كرمى للمبادىء العليا التي قدمنا الغالي والرخيص للحفاظ عليها، لا تنصاعوا لتهديداتهم ولا تنهزموا لإغتيالاتهم، لا تتنازلوا عن مبادئكم وكرامتكم الوطنية، لا تبيعوا وطننا للمحتل الجديد من أجل وزارة أو كرسي أو مآرب اخرى، ولا تسلموا عتبة الوطن إلى مصاصي الدماء وشذاذ الآفاق والخونة، فيستشهد وطننا مرة أخيرة".

 

عون: لم أبدِ حتى الآن رأيي في ما يخصّ الحكومة

علّق رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون على ما نُسب اليه من إجابات عن اسئلة بموضوع تأليف الحكومة، مؤكداً في تغريدة على حسابه على موقع "تويتر"  أن هذه الاسئلة لم تطرح أصلاً، معلناً دهشته باستغراق البعض في قراءة النوايا ونسج الأوهام والتخيلات وقال: "لم أبدِ حتى الآن أي رأيٍ في ما يخصّ تأليف الحكومة، لأن لا شيء واضح للّحظة إلا مسألة العدد"

 

المجلس الشرعي: لحكومة جامعة بعيدا عن الشروط والشروط المضادة

وطنية - عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اجتماعه الدوري في مقره في دار الفتوى، برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وجرى البحث في الشؤون الاسلامية والوطنية. وهنأ المجتمعون، في بيان صدر عنهم وتلاه عضو المجلس مفتي بعلبك والهرمل الشيخ ايمن الرفاعي، اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بذكرى المولد النبوي الشريف، داعين الى "الاقتداء بهديه وسنته والتمسك بتعاليمه الداعية إلى الحق والعدل". ونددوا ب"استمرار مسلسل التفجيرات الإرهابية التي تضرب لبنان، وآخرها التفجيران في وسط بيروت وحارة حريك، واللذان أديا إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وفي مقدمهم الوزير الشهيد محمد شطح"، محذرين من "المخطط الإرهابي الشامل الذي يتعرض له لبنان ويستهدف ضرب السلم الأهلي بإشعال فتنة مذهبية تنشر الفوضى وتقوض وحدة لبنان وإستقراره". كما أكدوا "ضرورة التصدي لهذا الوضع الخطير بوقفة مسؤولة وحكيمة من كل المعنيين تغلب المصلحة الوطنية فوق كل المصالح الضيقة، ووأد نار الفتنة التي هي أشد من القتل، والكف عن الخطاب السياسي التحريضي والطائفي والمذهبي". ودعا المجتمعون الى "تأليف حكومة وطنية جامعة بعيدا عن الشروط والشروط المضادة من أجل مصلحة الوطن والمواطن"، مبدين ارتياحهم "للأجواء السائدة في البلد من تكثيف للمشاورات واللقاءات بين القيادات المعنية للتوصل إلى صيغة ملائمة لإنجاز التشكيلة الحكومية، في إطار التفاهم والتعاون المبني على حسن النوايا وتعزيز الوحدة الوطنية لدرء الاخطار المحدقة بلبنان في ظل التجاذبات الاقليمية والدولية"، وآملين "اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها التزاما بالدستور". ودانوا "ما تعرض له مفتي الجمهورية في مسجد الخاشقجي من قبل مجموعة تم استحضارها بعد حضوره الى المسجد للمشاركة في صلاة الجنازة على الطالب الشهيد محمد الشعار، حيث دخلت المجموعة الى مسجد الخاشقجي مخترقة صفوف المصلين بأحذيتها منتهكة حرمة المسجد والصلاة فيه وحرمة الموت والجنازة، وهي تطلق هتافات تحريضية ومسيئة الى مفتي الجمهورية ليست من اخلاق الاسلام وبعيدة عن تربيتنا الاسلامية والوطنية، مما يوجب على الجهات الرسمية المسؤولة التحقيق مع الذين اقدموا على هذا العمل المسيء الى الرئيس الديني للمسلمين ومن يقف وراء هذه المجموعة للتحريض". وختم المجتمعون بيانهم بالإشادة ب"نضال الشعب الفلسطيني البطل وجهاده وإصراره على التصدي للاحتلال الصهيوني وتحرير أرضه المحتلة وانتزاع حقوقه الشرعية بكل الوسائل، مع التنوية بصفة خاصة بالمجاهدين الفلسطينيين في بلدة قصرة".

 

اعتصام للهيئة النسائية في دار فتوى طرابلس تضامنا مع فاطمة النشار

وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس ليلى دندشي أن الهيئة النسائية في دار الفتوى بطرابلس والشمال نفذت إعتصاما تضامنيا مع قضية السيدة فاطمة النشار من الميناء التي تعرضت لضرب مبرح على يد زوجها وأفراد من عائلته ما أوجب نقلها إلى المستشفى للمعالجة. وألقت رئيسة الهيئة مها فوال كلمة خلال الإعتصام جاء فيها: "تأتي هذه الوقفة التضامنية رمزية وعفوية وسريعة للتعبير عن رفض ثقافة العنف والإعتداء في المجتمع عموما وفي العلاقات داخل الأسرة خصوصا، لأن ذلك ينافي ابسط قواعد الرحمة التي أمر بها الإسلام والشرائع السماوية والوضعية التي إتفقت على تحريم وتجريم الإعتداء على الكرامة الإنسانية بكافة أشكاله". ودعت القضاء إلى "عدم التساهل في أخذ الإجراءات الرادعة في حق المعتدين، إحقاقا للحق ونصرة للمعتدى عليها، حتى لا تتكرر هذه الحادثة وتنتشر بشكل يصعب معه تطويق الأمر والحد من آثاره". كما دعت المؤسسات التي تعنى بالشأن التربوي والإجتماعي إلى إتخاذ كل ما يلزم من خطوات لتدعيم ثقافة الفكر والحوار ليتم اللجوء إليها في حل الخلاف عند الإختلاف. وقالت:"أما وقد تزامنت هذه الحادثة مع ذكرى المولد النبوي الشريف فإننا نذكر بأن نبي الرحمة محمد أوصى المؤمنين وهو على فراش الموت بحسن معاملة النساء تأكيدا لحق النساء بحسن المعاملة. ودعت المربين والقيمين على الشأن الإجتماعي إلى "تعزيز كل ما من شأنه حفظ أمن البيوت في زمن أصبح فيه الامن مطلبا أكثر إلحاحا في أغلب البلدان العربية والإسلامية والعالم أجمع".

 

عضو لجنة المتابعة في قوى "14 آذار" طوني طعمة:  حزب الله" بات مكشوفاً والحكومة ستغطيه/لن نشارك الأجندة الايرانية و"من جرب المجرب كان عقله مخرب" 

محمد نمر/موقع 14 آذار

تتربع الأزمة الحكومية على عرش الساحة السياسية في لبنان، بانتظار الصيغة النهائية للتشكيل بعد أن كادت بداية السنة "حيادية". "المناورة" التي قامت بها قوى "8 آذار"، مستخدمة "الخليلين" للاعلان عن التراجع إلى صيغة 8-8-8 مع تدوير للزوايا، استطاعت أن تفرمل قيام الحكومة لكن رغم المبادرة بـ"فرصة أخيرة" فـ"للصبر حدود" مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام سينتهي نهاية الشهر الحالي.

تتزامن هذه الأزمة مع رسائل التحذير والموت من الجهات الخارجية. إذ بات حديث الشارع يقتصر على كلمات: تفجيرات، سيارة مفخخة، انتحاري، حزام ناسف، ضحايا، جرحى، أشلاء... لم تحضر على لسان الللبنانيين إلا بعد تدخل "حزب الله" بالقتال إلى جانب النظام السوري، أما التحذير بتمثل ببيان أميركي وتقرير إيراني، الأول يحذر من الارهاب في الأسواق والفنادق والثاني يتنبأ باسبوعين دمويين قبل "جنيف – 2".

الحكومة حيادية و"حزب الله" تراجع

في حديث خاص لموقع "14 آذار" مع عضو لجنة المتابعة في قوى "14 آذار" طوني طعمة، أكد أنه "رغم ما يقال عن توافق ايجابي تجاه صيغة 8-8-8 مع تدوير للزوايا، فإن قوى 14 آذار لم تعلن موافقتها على هذه الصيغة، ولا زالت المشاورات قائمة بين قادة القوى"، لافتاً إلى "التراجع في شروط حزب الله". وقال: "لاحظنا في الاطلالة الأخيرة للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله انه نصح بالموافقة على صيغة 9-9-6 وأن الظروف ستتغير وقد لا نقبل إلا بحكومة كاملة لنا"، وأضاف طعمة: "كي يضع نصر الله "خطوط حمر" ويهدد ليعود فجأة الخليلان إلى قصر بعبدا ويبلغان الرئيس موافقتهما على صيغة 8-8-8، يعني ان هناك ظروفا دولية اقليمية تغيرت وشعروا "8 آذار" بها، خصوصا مع اقتراب جلسات المحكمة الدولية التي ستبدأ في 16 الشهر الحالي".

ولاحظ أن "حزب الله يكابر بانه ليس على خطأ، لكنه ضمنياً يختلف شعوره وينطبق عليه قول "لو كنت أعلم"، وللحظة كاد أن يعيد "حزب الله" هذه المقولة لأنه وصل إلى مكان شعر فيه أنه بات مكشوفاً ويحتاج حكومة تؤمن له التغطية السياسية لما يجري في الخارج، من ناحية أخرى شعروا أن الرئيس جدي في شأن تشكيل الحكومة فقاموا بمناورة اخيرة واخذوا الوعد من الرئيس ان يؤخر التشكيل إلى نهاية الشهر، حتى 30 الشهر الحالي".

رغم ذلك، إلا أن طعمة يعتبر أن "في نهاية الأمر ستتشكل حكومة حيادية"، مطلقاً على ما يجري بـ"طاقة صغيرة فتحت وتقتصر على التحدث بالحكومة، لكن لا يعني أن الأمور انتهت وحلت، فهناك أيضا 5 شروط اتفقنا عليها واوصلها الرئيس السنيورة إلى قصر بعبدا، ونتظر المشاورات في شأنها، كما ننتظر عودة مسشار الرئيس سعد الحريري نادر الحريري بعد لقائه الأول، كما هناك لقاء في معراب الأسبوع المقبل، بعنوان "زمن العدالة" سيكون لـ"14 آذار" موقف فيه وهو عبارة عن لقاء جامع لقوى "14 آذار" بمناسبة انطلاق اعمال المحكمة الدولية".

وشدد على أن "قوى 14 آذار لا تريد الغاء أي أحد، خصوصا الشركاء في الوطن، بل الشراكة الحقيقية وليس شراكة مرحلية أو شراكة المصالح"، ويتابع بقوله مقولة "من جرب المجرب كان عقله مخرب". وأكد أن "الأمر لا يتعلق بأرقام بل ببناء وطن، وهذا الأمر لا يتم بالكلام والفوقية وبتنفيذ الأطراف ما يحلو لها، بل بنوايا حسنة تُترجم بتنفيذ اعلان بعبدا والحياد والانسحاب من سوريا، هذه أهم شروطنا... فهل هم مستعدون لتنفيذ هذه الشروط والعودة إلى لبنانيتهم لبناء وطن حقيقي.. فأهلا وسهلاً... ولا مشكلة حينها بوزير زائد أو وزير ناقص". وقال: "يبدو أن الاجندة الايرانية أمرت بالتراجع إلى 8-8-8، وطالما هم ينتفدون هذه الاجندة لن نستطيع مشاركتهم".

عودة "حزب الله" وفشل "جنيف - 2"

في الشأن الأمني، لاحظ طعمة أنه "ف يظل ظاهرة الانتحاريين المحليين على حزب الله أن يعيد قراءته، لأنها ظاهرة جديدة وصلت بفعل تدخله في سوريا، أدى أيضاً إلى المزيد من التطرف"، واضاف: "لا نبرر أعمال أي أحد، لكن المظلوم يدافع عن نفسه في شتى الوسائل نحن ضد التفجيرات مهما كان نوعها ومصدرها"، متسائلاً: "ما ذنب الابرياء المدنيين وما ذنب الشباب اللذين يقتلون في سوريا؟ هل ذلك من أجل نظام مجرم؟".

وتابع: "إذا كان حزب الله يطبّق نظرية محاربة ما يسمى بالتكفيرين، فالمعروف ان حزب الله صبغته شيعية وعندما تدخل في القتال أعطى الصبغة الطائفية للحرب وأضاف حجم التكفير والنعرة الطائفية". وقال: "داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) تبنت انفجار الضاحية ونحن نشك في هذا الموضوع، كما أن الجيش السوري الحر يقاتل "داعش"، وإذا فعلاً "حزب الله" ضد داعش وفليساعد الجيش الحر كي نصدق... حينها نكون معه بأنه يحارب التكفير وليس لبقاء نظام، يقتل الأطفال والنساء ويستبيح المدن والقرى".

واعتبر طعمة أن "الحل الوحيد لوقف التفجيرات عودة "حزب الله" إلى لبنانيته وانسحابه من سوريا وتنفيذ اعلان بعبدا ونشر جيشنا على الحدود"، وأعرب عن شكره للمملكة العربية السعودية على مكرمتها للجيش اللبناني، وقال: انه دليل انها تريد تقوية الدولة اللبنانية ولا تريد دعم فئة لتقتل الفئة الاخرى".

متى سينسحب برأيك "حزب الله"، يجيب طعمة: "عندما يأتيهم الأمر الايراني سينسحبون من سوريا ويبدو ان الصفقة الايرانية الأميركية مقتصرة على النووي، اما الوضع السوري - اللبناني لم يبحث بعد، وفي النهاية النظام المجرم لن يبقى وسيلاحظون ان عودتهم إلى لبنان الخيار الانسب".

أما في شأن الأزمة السورية، فاستبعد "نجاح جنيف – 2 بسبب تكابر ايران والنظام السوري، فالمؤتمر هدفه الخروج بصيغة لمرحلة انتقالية من دون بشار الأسد لأنه أحد أطراف المشكلة". ولاحظ أيضاً أن "داعش صنيعة النظام، زرعها حتى يظهر للغرب ان هناك مجموعات ارهابية تدخل المناطق المسيحية وتكسر الصلبان، لكنها ورقة ستسقط من يد النظام".

وختم مؤكداً أن "قوى 14 آذار لن ترضخ لوعيد حزب الله"، وأضاف: "لقد وضعونا امام خيارين اما جلب السلاح للقتال واما الرضوخ لهم ونحن رفضنا الخيارين وسنعتمد المقاومة المدنية ولها شروطها وسيكون هناك تحرك وخطة عمل سلمية لـ14 آذار بطرق متطورة لاسقاط احتلال السلاح"، ودعا "اللبنانيين والشباب وخصوصا ابناء زحلة والبقاع الأوسط إلى الرجوع عن اليأس والخوف والهجرة، انها مرحلة صعبة وسنجتازها وستكون الأخيرة".

 

المجلس الوطني لثورة الأرز/الجبهة اللبنانية

عقد " المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية ] إجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام ، وحضر جميع أعضاء المكتب السياسي الممثلين لأحزابهم  وناقشوا كُلْ البنود المدرجة على  جدول الأعمال ، وفي نهاية الإجتماع  صدر عن أمانة  الإعلام البيان الآتي نصه :

1. يشجب المجتمعون بشدّة الكلام الصادر عن سعادة نائب كسروان الفتوح العماد ميشال عون عقبَ إجتماع تكتله الأسبوعي نهار الثلثاء الماضي ، والذي منع من خلاله أي حيادي أو تكنوقراط  من تبوء مركز وزاري لأنه غير متمرّسْ في العمل السياسي على ما جاء على لسان حضرة النائب ... وللنائب الكريم يقول  المجتمعون نرفض أنْ تُمتهن كراماتنا ، ونرفض أن تقودنا كالقطعان ، ونرفض أيضًا أن تستغلوا الوكالة المعطاة لكم من قبلنا والتي مدّدتموها خلافًا للدستور وتستخدموها لأغراض شخصية وعائلية  كتحقيق المكاسب وجنوح السلطة على حساب حضورنا ومصالحنا الوطنية . كما يسأل المجتمعون سعادة النائب عن أي حزب يريد أن ينخرط فيه اللبنانيون كي يتمّرسوا في السياسة أفي حزبه الآحادي أو في حركتي 14 و 8 آذار المنفصلتان تمامًا عن ممارسة الأصول الديموقراطية في ممارسة السياسة والمُكبلتين بمحورين يجاهدان للإطباق على لبنان ؟! ويسأل المجتمعون سعادة النائب عن فعلاً سياسيًا واحدًا فعله خلال توّليه ممارسته النيابية إنعكس خيرًا على الشعب ومثال على ذلك نسأله عن الجيش وعتاده – تدريبه – تهجيزه – ضباطه ... عن بيع الأراضي وذيولها التي تتفاعل وكان آخرها تلّة الصليب في دلبتا الكسروانية  حيث له عشرة وزراء، عن نوّابه في البرلمان وحركاتهم التشريعية ، عن الشغور في الإدارات الرسمية ، عن الهجرة المسيحية ، عن العمالة للأغراب ، عن المال الوافد والمستثمر بطرق غير شرعية ، عن السلاح الغير شرعي وتفشّيه ، عن قانون الدفاع الوطني الذي يحصر المهام الدفاعية بالقوى الأمنية الشرعية ، عن التحريض والإعلام المأجور ، عن الصفقات والسمسرات ، عن الذين إبتعدوا عنكَ حفاظًا على كراماتهم وعزّة نفسهم وإيمانهم بقضية إستشهد لأجلها خيرة شبابنا، عن التأخير في تعيين قائد للجيش ، عن تهجير نخبة ضباطنا الى الخارج ، عن قانون الإنتخاب،  عن الإستحقاق الرئاسي. ويسألون النائب عون عن الورشات الإصلاحية الشاملة التي وعد بها أنصاره .  وأخيرًا يقول المجتمعون للنائب ميشال عون : كم من الصغائر والطعنات والخيانات والعذابات حمّلتنا ، إننا لم نعد شعبًا صابرًا بل ستولد الثورة في أهداب شيوخنا وفي  أكتاف شبابنا وفي رحم أمهاتنا لتقلتعكم لأننا شعب لن ولم يقبل أنْ يُهان ويُقزّم ...

2. إستعرض المجتمعون واقع الإستحقاقات الداهمة ومنها تشكيل الحكومة والإستحقاق الرئاسي ، ويستهجنون كثرة المبادرات لتأليف الحكومة إذْ أنها أشبه بطبخة بحص وملهات للرأي العام ، كما يأسفون أنْ يتغيّبْ الصرح البطريركي عن أخذ زمام المبادرة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ لبنان والموارنة ، ويعتبرونه خطأً إستراتيجيًا قاتلاً إرتكبته بكركي في هذا التوقيت إذ تتغيّبْ عمدًا عن إتخاذ زمام المبادرة لأنها المعنيّة الوحيدة وصاحبة الحق المطلق في هذين الإستحقاقين لأنّ هناك من يسعى جاهدًا لإستدراج الرأي العام اللبناني وبكركي الى قضايا يعطونها الطابع المصيري بينما باطنها تضليلي وإلهاء الجميع وبمن فيهم بكركي عن جوهر القضية الأم المتمثلة بالكيان اللبناني والصيغة والدستور والدولة الرسمية وأجهزتها والمثال على ذلك ما عُرِف بلجنة الإنتخابات التي صالت وجالتْ ، وكان التأجيل والمماطلة والمساومة والتسويف والرياء والكذب حتى وصلتْ بهم الوقاحة الى الإجتماع بغبطته في الفاتيكان لشرح " التأجيل ". إنّ المجتمعين يُطالبون سيّد الصرح والسّادة الأساقفة وكل القوى المستقلّة الى تصويب الخيارات الإستراتيجية لإستعادة حرية المؤسسات الشرعية وفي طليعتها المجلس النيابي ، وعليه يأمل المجتمعون من الصرح البطريركي عدم الإتكال على أحد وأن يعمد الى طرح مبادرة  صيغة حكومية تُرضيه وتُرضي جميع اللبنانيين ومن دون إستثناء، وبالتالي على الجميع التأسيس عليها والأخذ بعناوينها العريضة . وفي هذا الإطار سيعمل أعضاء المكتب السياسي في المجلس الوطني لثورة الأرز على تقديم مشروع مذكرة علّها تُساهم في إنقاذ ما تبقّى من دولة ومؤسسات، تهدف إلى إطلاق ورشة سياسية تُعيد الى اللبنانيين حضورهم الفاعل في لبنان وفي الشرق وفي العالم، وتشكيل حكومة قادرة على إدارة الشأن العام وإعادة الأمور الى نصابها وطمأنة اللبنانيين الى حاضرهم ومستقبلهم، ومهمّة هذه الحكومة مواكبة الإستحقاقات الدستورية من إنتخاب رئيس جديد للجمهورية الى وضع قانون إنتخاب جديد وتنظيم إنتخابات نيابية جديدة تأمينًا لمبدأ تداول السلطة .

 

شهيب تعليقا على وفاة شارون: اليوم ارتاحت أرواح شهداء صبرا وشاتيلا وبلاد العرب

وطنية - اعتبر عضو "جبهة النضال الوطني" النائب أكرم شهيب، في تصريح أدلى به مساء اليوم، تعليقا على وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون، أنه "بعد موته السريري المزمن والنهائي اليوم، ارتاحت أرواح شهداء صبرا وشاتيلا وبلاد العرب. والزمن يمهل ولا يهمل". أضاف: "كذلك فإن شهداء الجوع والحصار وبراميل المتفجرات في اليرموك وكل سوريا، أرواح هؤلاء سترتاح يوما من الذين قضى حكمهم سريريا وعساه يكون نهائيا قريبا".

 

أبو فاعور: بموت شارون تصبح نسبة الشر في هذا العالم أقل

وطنية - رأى وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور، أنه بموت رئيس الوزراء الأسبق لكيان العدو الإسرائيلي آرييل شارون "تصبح نسبة الشر في هذا العالم أقل". وقال: "في يوم موت شارون، أترحم على أرواح الشهداء والأبرياء والضحايا، وأرجمه إسما وذاكرة ودورا واحدا من كبار المجرمين الذين لن يغفر لهم التاريخ". جاء ذلك في تصريح أدلى به أبو فاعور تعليقا على موت شارون، استهله بالقول: "بالتأكيد لا شماتة في الموت، حتى ولو كان موت مجرم جعل حياته مصدرا لموت ومعاناة وقهر الآخرين، ونستذكرهم جميعا فلسطينيين ولبنانيين وعرب وكل المتعاطفين مع قضية الشعب الفلسطيني، وجميع الشهداء الذين قضوا في سبيل هذه القضية السامية". أضاف: "ولعل بموت شارون تنال أرواح شهداء مجزرة صبر وشاتيلا قسطا من السكينة، إذ لربما في معاناته الأخيرة جزءا من العدالة الإلهية لإنصاف من تعذبوا بسببه". وتابع: "وأيا كانت حالة شارون، في غيبوبة أم لا، فإن بموته تصبح نسبة الشر في هذا العالم أقل، على أمل أنه في يوم من الأيام عدالة الأرض قبل عدالة السماء تنصف الشعب الفلسطيني في الاقتصاص من باقي قادة العدو الإسرائيلي". وختم بالقول: "في يوم موت شارون، أترحم على أرواح الشهداء والأبرياء والضحايا، وأرجمه إسما وذاكرة ودورا واحدا من كبار المجرمين الذين لن يغفر لهم التاريخ".

 

رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي: لإيران الحق في تطوير جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي

طهران - أ ف ب: اعتبر رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي, أن لإيران الحق في تطوير أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا لتخصيب اليورانيوم. ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن صالحي قوله إن تطوير جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم "حق ايران" وليس هناك "اي قيود بشأن "بحث وتطوير" اجهزة الطرد المركزي في الاتفاق المبرم في 24 نوفمبر الماضي مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا). واكد انه بعد 24 نوفمبر من العام الماضي "كان لدول مجموعة 5+1 أسئلة عن أجهزة الطرد المركزي "لم يكن لها اي اساس منطقي او عقلاني", مضيفا أنه لا يمكن للدول الغربية ان تطلب من ايران وقف "التقدم" في المجال النووي. والاتفاق المبرم في جنيف في 24 نوفمبر من العام الماضي, ينص على ان تحد ايران من عملية تخصيب اليورانيوم لستة أشهر, على الا تفرض عليها خلال هذه الفترة اي عقوبات اقتصادية جديدة مع رفع العقوبات المفروضة حاليا جزئيا. وكانت مفاوضات على مستوى الخبراء اولا في فيينا ثم في جنيف في ديسمبر من العام الماضي ادت الى اقتراح موعد 20 يناير الجاري لتطبيق الاتفاق الذي يشكل تقدما مهما بعد اكثر من 10 سنوات من التوتر حول برنامج ايران النووي. ورمت الجولة الاخيرة من المفاوضات هذا الاسبوع في جنيف الى تسوية ثلاث مسائل عالقة منها مسألة الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي. وتملك ايران حاليا اكثر من 19 ألف جهاز طرد مركزي منها الف من الجيل الثاني لم يتم تشغيلها بعد. وتطور ايران كذلك اجهزة طرد مركزي اكثر قوة وتطورا من تلك المشغلة حاليا. على صعيد آخر, دعت ايران وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لزيارتها. ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للانباء عن نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي قوله "هناك دعوة مفتوحة وجهها (وزير الخارجية الايراني) محمد جواد ظريف الى اشتون للتوجه الى طهران في الوقت الذي تشاء". وكرر ان المفاوضات التي اجراها الخميس والجمعة في جنيف مع اولغا شميت مساعدة اشتون أتاحت التوصل الى "حلول للنقاط الخلافية الثلاث" بين ايران ومجموعة الدول الست الكبرى بشأن تطبيق اتفاق جنيف و"تم ابلاغ هذه الحلول الى العواصم صاحبة القرار".

 

طهران ترسل ثلاث شحنات أسلحة إلى العراق لدعم حكومة المالكي

قيادي كردي لـ "السياسة": رئيس الوزراء يواجه وضعاً شبيهاً بما حصل للأسد

بغداد ـ من باسل محمد: السياسة/تتجه الاوضاع الأمنية في مدن محافظة الأنبار, غرب العراق الى المزيد من التعقيد على الارض بسبب المواجهات العنيفة بين قوات الأمن وبين الكثير من المجاميع المسلحة, ما يفسر التحركات المكثفة من قبل ايران والولايات المتحدة لتوفير دعم لوجستي عسكري عاجل لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وكشف مصدر مطلع في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لـ"السياسة", أن ثلاث شاحنات ايرانية تحمل اسلحة عبرت الحدود بين البلدين من خلال محافظتي ميسان والكوت, جنوب العراق واتجهت الى معسكرات تابعة لقوات الجيش العراقي. وقال المصدر الصدري ان الشحنات العسكرية الايرانية تضم صواريخ ارض ـ ارض قصيرة المدى وقذائف متطورة ومدفعية ثقيلة وهناك مشاورات لإرسال طائرات ايرانية من دون طيار من نوع "أبابيل" لتمكين القوات العراقية من رصد تحركات الجماعات المسلحة سواء على الحدود العراقية السورية أو داخل المدن, مشيراً الى ان قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الايراني قاسم سليماني يعتزم زيارة العراق بصورة سرية في الأيام القليلة المقبلة للتفاهم مع القادة العراقيين على طبيعة ومستوى المساعدات العسكرية التي ستحتاجها حكومة المالكي لمواجهة تنامي خطر المسلحين في الانبار وبقية المدن الساخنة. وأكد ان مشكلة الاسلحة الآتية من ايران تكمن في أنها ستكون عامل خلاف جديداً بين المالكي من جهة وبين شركائه في العملية السياسية من السنة والاكراد وبعض الشيعة من جهة ثانية, ولذلك هناك من يعتقد ان النظام الايراني يدفع رئيس الوزراء العراقي الى تحقيق نصر عسكري حاسم في الانبار بوقت قصير لأن طهران قلقة من ان تدخل الاوضاع في الانبار الى سيناريوهات أمنية خطيرة كما جرى مع الرئيس السوري بشار الاسد. وفي هذا السياق, قال قيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الذي يتزعمه رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني, لـ"السياسة" ان المالكي قد يواجه وضعاً شبيهاً بما حدث مع الرئيس الاسد "بمعنى ان التوتر الأمني لن يقتصر على الانبار وان اعداداً جديدة من المسلحين ستنضم الى المواجهات ضد قوات الحكومة العراقية في وقت لاحق".

وأوضح أن التقارير التي كانت تصل الى الاسد عندما اندلعت الثورة في مدينة درعا السورية في شهر مارس العام 2011, ومن ثم الاتصالات التي جرت بين النظامين السوري والايراني في حينها لتقييم الموقف, كل ذلك اعطى انطباعات بأن الوضع في درعا تحت السيطرة وأن السخط الشعبي لن ينتقل الى مدن أخرى, غير ان الواقع كان عكس ذلك, "وهذا ما تخشاه بالضبط القيادة الايرانية لأنها لا تريد ان تتفاجأ بأن وضع المالكي أصبح شبيهاً بوضع الاسد, ولهذا السبب هي تسرع في دعمه من الايام الاولى لأزمة الانبار خصوصاً أن هناك مؤشرات على الارض تفيد بأن بعض الهجمات على قوات الأمن العراقية تتم في مدن الموصل والحويجة بالقرب من كركوك وتكريت وسامراء وبعقوبة". وبحسب معلومات القيادي العراقي الكردي, فإن "النظام الايراني يشعر بقلق ستراتيجي كبير لأنه قد يواجهة أزمتين في وقت واحد, أزمة الاسد في سورية وأزمة المالكي في العراق, وبالتالي تدرك طهران ان وجود أزمتين لأهم حليفين لها سيضعف موقفها الاقليمي في مواجهة دول الخليج العربي وسيجبرها على تقديم تنازلات استثنائية يعتبرها المقربون من المرشد الاعلى علي خامنئي خطاً أحمر لتسوية مشكلة برنامجها النووي مع الغرب". وكشف القيادي الكردي أن سلطات إقليم كردستان عرضت على الولايات المتحدة تدريب قوات الجيش العراقي في معسكرات تابعة لقوات البشمركة الكردية في اربيل والسليمانية بدلاً من الأردن, لأن ذلك سيكون مفيداً جداً لحكومة بغداد وحكومة اربيل في مواجهة أي خطر إرهابي محتمل. وأشار الى ان الادارة الاميركية جادة في دعم القوات العراقية عسكرياً, "لأن لديها مخاوف باتجاهين: الاول يتعلق بتطور الاوضاع الأمنية في الانبار لتتحول الى حرب طائفية وهذا أمر سيكون مدمراً للعملية الديمقراطية التي رعتها واشنطن عندما أطاحت نظام الطاغية صدام حسين, والثاني يتمثل بأن وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات الاميركية ابلغت الرئيس باراك اوباما بأن الاشتباكات العنيفة بين قوات الحكومة العراقية وبين المسلحين قد تنتقل الى بعض أحياء العاصمة بغداد بالقرب من المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الاميركية وبعض السفارات الغربية وهذا أمر مقلق للغاية".

ولم يستبعد القيادي في حزب بارزاني ان تقوم الولايات المتحدة في ما اذا تطور الصراع المسلح بين حكومة المالكي وبين المسلحين السنة, الى تنفيذ غارات جوية لضرب معاقل الجماعات التابعة لتنظيم "داعش", لكن يبقى ارسال قوات اميركية برية امر غير مطروح في الوقت الحاضر. وشدد على ان واشنطن لا تريد ان تخوض قتالاً ضد العشائر المسلحة في الانبار التي حملت السلاح ضد قوات الحكومة العراقية وعلى الارجح ستضغط على المالكي لتلبية مطالب قادة الحراك والاعتصامات السنية كجزء من الحل السياسي وتعزيز الحرب على "القاعدة" وجماعاتها.

 

الأزمة العراقية وبروز "داعش" بقوة اختبار لنفوذ الولايات المتحدة المتآكل في المنطقة

واشنطن تشعر بالإحباط لعدم قدرة المالكي على تهدئة الخلافات الطائفية

واشنطن - أ ف ب: تعتبر عودة ظهور تنظيم "القاعدة" والاضطرابات بين السنة والشيعة في كل من العراق وسورية, اختبارا لنفوذ الولايات المتحدة المتآكل في منطقة الشرق الأوسط ومنطق سياستها الخارجية التي بنيت على الابتعاد عن المشكلات في هذه المنطقة. وقد أثارت عودة الجهاديين إلى مدن مثل الفلوجة والرمادي, اللتين كانتا ساحتي معارك شهيرتين للجيش الاميركي, اتهامات للرئيس الاميركي باراك اوباما بأنه تسرع في سحب قواته من العراق وأهدر تضحيات الاميركيين. وتساور أجهزة الاستخبارات الاميركية مخاوف من ان توسع معاقل متطرفي "القاعدة" في سورية المضطربة يمكن أن يزيد من اعداد الجهاديين الذين قد ينفذون عمليات ارهابية في الولايات المتحدة واوروبا. ويجري كبار المسؤولين الاميركيين وعلى رأسهم نائب الرئيس جو بايدن اتصالات هاتفية مكثفة مع بغداد لحض رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي على التصالح مع العشائر السنية في محافظة الانبار الغربية قبل ان يهاجم مسلحي جماعة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف باسم "داعش" المرتبطين بتنظيم "القاعدة". وتعكس الجهود الأميركية المحمومة الصعوبات التي يواجهها البيت الابيض في مواكبة وتيرة الثورات والتفكك من مصر الى سورية ومن لبنان الى ليبيا. وتريد واشنطن من المالكي أن يتبنى ستراتيجية من شقين لضبط تقدم "القاعدة", الاول هو المصالحة مع العشائر السنية, والثاني هو القيام بعمل عسكري.

وهذه هي الستراتيجية نفسها التي اتبعتها القوات الأميركية خلال الاضطرابات في العراق, وقد ساعدت اضافة الى الصحوات السنية في طرد "القاعدة". الا أن البعض يشككون في قدرة القوات العراقية الحديثة التشكيل على طرد المقاتلين من الفلوجة التي احتاج فيها الاميركيون الى الدعم الجوي للانتصار في العملية القتالية التي كانت من بين الاكثر دموية منذ حرب فيتنام. وبعد عامين من انسحاب القوات الاميركية من العراق, تشعر واشنطن بالاحباط من ان المالكي لم يبذل الجهد الكافي لتهدئة الخلافات الطائفية التي اشعلها الغزو الاميركي للعراق في 2003. وتنظر واشنطن, التي تعاني من قصر النظر, في العادة الى الازمات الخارجية على انها نتيجة فشل لسياستها الخارجية حتى لو كانت العوامل المحلية أكثر أهمية. وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين ان التضحيات الاميركية "اهدرتها ادارة ارادت الخروج, ولم تشأ أن تبقى وتعزز المكاسب التي تحققت بالدم والمال الاميركيين".

ويقول منتقدو اوباما انه فشل في التوصل الى اتفاق لإبقاء قوة اميركية في العراق, وهو ما كان يمكن ان يحافظ على النفوذ الاميركي ويمنع عودة "القاعدة". ولكن هل كان يمكن لعدد محدود من القوات الاميركية ان تمنع الاضطرابات الطائفية? وبشأن ذلك, قال ماكس بوت من مجلس العلاقات الخارجية "ان الذين كانوا يدعون الى الابقاء على قوات اميركية في العراق بعد 2011 حذروا من حدوث ما يحدث الآن, وللأسف اعتقد ان تحذيراتنا تحققت". الا ان البيت الابيض يرفض فكرة ان ابقاء قوة اميركية صغيرة كان يمكن ان يحول دون وقوع اضطرابات طائفية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "عندما كان عدد القوات الأميركية على الارض 150 الف جندي كان العراق يشهد عنفا طائفيا شديدا". ولا يواجه اوباما, الذي بنى رئاسته على معارضة الحرب, الكثير من المخاطر السياسية المتعلقة بالعراق في بلده الذي انهكته الحروب.

ويعتقد العديد من المحللين ان معظم اللوم في ما يحدث في العراق يقع على المالكي بسبب فشله في تشكيل حكومة متعددة المكونات, وكذلك على تدفق المتطرفين من سورية. الا ان سيناريو دخول العراق في حرب اهلية شاملة سيلطخ ارث اوباما ويقوض إعلانه بأنه "انهى الحرب".

ووعدت واشنطن بالتسريع بتسليم العراق صواريخ "هيلفاير" وطائرات استطلاع من دون طيار, الا ان بعض اعضاء الكونغرس يخشون أن يوجه المالكي اسلحة اشد فتكا مثل المروحيات القتالية ضد اعدائه الداخليين بدلا من "القاعدة". ورغم ان وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية قدمت للمالكي معلومات استخباراتية, كما اقترح بعض الضباط العسكريين تدريب القوات العراقية خارج العراق, الا ان تدخل واشنطن بشكل مباشر لا يلقى الكثير من التأييد. وقال وزير الخارجية الاميركية جون كيري "ان هذه معركتهم". واثارت الضغوط الاميركية على المالكي سؤالا آخر هو: ما مدى نفوذ وتأثير واشنطن في العراق? وقال منتقدون ان انسحاب القوات الاميركية من العراق وعدم استعداد اوباما لتسليح المعارضين في سورية وقراره عدم توجيه ضربة عسكرية لدمشق عقابا لها على استخدامها للأسلحة الكيماوية, هو رسالة واضحة عن رغبته بعدم التدخل المباشر. وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غرهام "ما استغربه هو أن سياستنا الخارجية لا تركز على تهديد القاعدة المتزايد". بدوره, قال الصحافي في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد اغناتيوس المعروف بعلاقاته الممتازة مع الاستخبارات الاميركية, في مقال نشر أخيرا ان ادارة اوباما واثناء استعجالها للخروج من العراق, سمحت لإيران بأن تحول المالكي والعراق الى "عملاء افتراضيين" وتقوض النفوذ الاميركي.

 

وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شارون عن 85 عاما/كان في غيبوبة منذ 8 سنوات بعد إصابته بسكتة دماغية

القدس – وكالات/نقل راديو الجيش الإسرائيلي عن أحد أقارب أسرة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرييل شارون، أن شارون الذي كان في غيبوبة منذ 8 سنوات بعد إصابته بسكتة دماغية، توفي اليوم السبت عن 85 عاماً.

وأعلن مستشفى شيبا في تل هشومير، على الساعة 14:00 من ظهر السبت، عن وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، عن عمر يناهز 85 عاما، بعد غيبوبة استمرت ثمانية أعوام. وكان الأطباء في مستشفى "شيبا" تل هشومير، بالقرب من تل أبيب، قالوا أمس الجمعة إِنّ حالة رئيس الوزراء الـ11 لإسرائيل، تواصل التّدهور وتعتبر حرجة للغاية، وإنّ الموت يهدد حياته في كل لحظة جرّاء توقف معظم أعضاء جسمه عن أداء وظائفها وتسمّم دمه.  وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن ذكرى رئيس الوزراء الأسبق إرييل شارون الذي توفى السبت عن 85 عاما ستظل "دائما في قلب الأمة". وأعرب نتانياهو في بيان عن "حزنه العميق" قائلا إن "دولة اسرائيل تنحني أمام وفاة رئيس الوزراء الأسبق إرييل شارون".

 

وفاة ارييل شارون

وطنية - توفي رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون في مستشفى قرب تل ابيب عن 85 عاما، بعد ان امضى ثماني سنوات في غيبوبة

 

السيسي دعا المصريين الى المشاركة في الاستفتاء على الدستور

وطنية - دعا نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي اليوم الشعب المصري الى "المشاركة بقوة في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الثلاثاء والاربعاء المقبلين، لتصحيح المسار الديموقراطي وبناء دولة ديموقراطية حديثة ترضي جميع المصريين". أضاف: "ان مصر على أعتاب مرحلة فارقة من تاريخها ينتظر نتائجها العالم لتنفيذ اولى خطوات خارطة المستقبل، بعد ثورتين فريدتين ابهرتا العالم بسلميتهما وطموحهما وبالعلاقة الوثيقة بين الشعب المصري وجيشه الوطني القوي".

 

يران دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي لزيارتها

وطنية - دعت ايران وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لزيارتها، وفق ما اعلن اليوم نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي. وقال عراقجي: "هناك دعوة مفتوحة وجهها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى اشتون للتوجه الى طهران في الوقت الذي تشاء".

 

"عكاظ": جنيف 2 سيفشل لإحجام المجتمع الدولي عن الحل العسكري

المركزية- أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى ان "الأمم المتحدة دعت رسميا قائمة من دول المنطقة والعالم الى حضور مؤتمر السلام حول سوريا جنيف 2، المقرر في 22 كانون الثاني الجاري في إحدى المدن السويسرية، وسط تباين في شأن أجندة المؤتمر المرتقب وجدول أعماله وهوية المشاركين المحليين سواء أكانوا من المعارضة أو الحكومة، أم كانوا أفرقاء إقليميين أو دوليين في الخطوط الخلفية للمفاوضات".

وفي الموقف اليومي للصحيفة، أضافت انه "مع إقتراب موعد المؤتمر، تتفاقم المعضلات التي ستؤثر بشكل مباشر على ترتيب الأولويات، ومحاولات النظام القفز فوق المرتكزات الأساسية بالتصميم على بقائه في هرم السلطة ويداه ملطختان بدماء الشعب، في ظل إستمراره في العدوان والقتل بالوسائل العسكرية التقليدية وغير التقليدية وتجاوز كل الخطوط الحمراء في الإجرام وانتهاك حقوق الإنسان"، لافتةً إلى ان "العامل المهم في تحديد جدوى المؤتمر وإنجاحه لا بد أن يسبقه وقف إطلاق النار، غير أن الحليف الرئيسي للنظام السوري وقف في وجه إصدار بيانات مجلس الأمن التي تدين الانتهاكات التي تنفذها قوات بشار في المدن، إذن كيف يناشد المجتمع الدولي بإحلال السلام وهناك دول ترعى وحشية النظام وتدعمه؟" واشارت الى الاجتماع المرتقب بين وزيري خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف في شأن الموقف الإيراني من المشاركة في جنيف 2 إحدى المعضلات، فإيران كانت ولا تزال جزءا من الأزمة وتدخلها لم يعد سرا فما لم تسحب مقاتليها وتضغط على حليفها هي الأخرى لوقف قصف المدنيين وتمكين وصول المساعدات الإنسانية، فإن هذا المؤتمر سيفشل في ظل إحجام المجتمع الدولي عن الحل العسكري، ووقف المجازر التي يقوم بها نظام فاقد للشرعية".

 

""جنيف - 2" على طريق التأجيل؟ 

مارون حبش/موقع 14 آذار

سقطت ورقة الارهاب من النظام السوري، وبات يعتمد على ارهابه فقط. أما مصطلح "داعش" فبدأ يضغف إلى حد الزوال في المرحلة المقبلة. إذ تواصل فصائل "الجيش الحر" وباقي الكتائب معركتها بوجه ما صنعه النظام وحلفاؤه في المنطقة. حتى ميدانيا تراجعت الانجازات الوهمية التي كانت على لسان قادة النظام في الفترة السابقة. القلمون هادئة وحلب صامدة، والعين على "جنيف – 2". مؤتمر السلام من اجل سوريا لا زال يدور في فلك المراوحة والغموض، فحتى اللحظة وقبل أيام من انعاقده لم يعلن اي طرف في شكل رسمي عن الوفد الممثل له. النظام يراوغ ويحاول أن يصنع الرأي العام المؤيد له حتى لو كانت أهدافه مختلفة عما يعلنه. وحتى اللحظة لم يقدم أي خطوة ايجابية تجاه المؤتمر تثبت أن النظام يريد السلام لسوريا. أما المعارضة ورغم تشتتها عادت وتداركت الوضع معلنة بين كواليسها عن اصرارها على تأمين البيئة الحاضنة لـ"جنيف -2" والمتمثلة باطلاق سراح المعتقلين وفتح ممرات آمنة وانسانية للمناطق المحاصرة. وفي الوقت نفسه أثبتت المعارضة نيتها طرد الأجانب ومواجهتهم عبر المعركة التي يشنها الثوار ضد الدولة الاسلامية في العراق والشام التي سبق وحذرت من تحالفها مع النظام، في المقابل على الأسد أن يثبت أيضا أن الأراضي للسوريين فقط ويطرد القوات الايرانية و"حزب الله". المعلومات من اوساط الائتلاف السوري المعارض تؤكد أن المعارضة لم تحسم أمرها بشكل كامل بعد، ولا زالت الأمور مفتوحة حتى الدقيقة الأخيرة قبل انعقاد المؤتمر واتفق على التشديد من جديد على الشروط وإلا فإن لا طعم للمؤتمر ولا لون. وأكدت أن هذا الاتفاق سيتجسد اليوم في "مؤتمر أصدقاء سوريا" الذي من المرجح أنه سيصر على ثوابت "جنيف – 1" ويعيد قراءة الأوضاع والمستجدات السورية، فضلاً عن طلب المزيد من الضمانات الغربية في شأن عدم مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية وأن تكون تستلم الحكومة مافة الصلاحيات بما فيها الجيش وإلا لا نفع من المؤتمر والحوار. وفي شأن الاستقالات الأخيرة من الائتلاف وتأثيرها على موقف المعارضة، تحدثت المعلومات عن أن قضية انتخاب أحمد الجربا لولاية ثانية أول الأسباب للانسحاب وثانيها معلومات غير أكيدة عن موافقة الائتلاف على لسان الجربا على المشاركة في "جنيف -2"، وهذا أيضا ما سيتطرق إليه المؤتمر اليوم. ومع ذلك، فإن غالبية أعضاء الائتلاف وكل أطراف المعارضة على يقين أن الأسد ليس مستعدا للحوار أو التنازل عن الكرسي إلا أنها تبحث عن السلام لسوريا والكرامة للشعب السوري. وبالتالي المطلب الأساسي المتمثل برحيل النظام والأسد لن يتراجع عنه الائتلاف أو أي طرف آخر، ويدور بين الأعضار الحديث عن تأخير لموعد "جنيف -2"... فهل سيعقد في تاريخه الجديد؟

 

حماس: وفاة شارون "لحظة تاريخية" للشعب الفلسطيني

وطنية - أعلنت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أن وفاة رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق أرييل شارون "لحظة تاريخية" للشعب الفلسطيني، معتبرة ان شارون "مجرم قاتل". وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري أن "شعبنا الفلسطيني يعيش لحظات تاريخية برحيل هذا المجرم القاتل الذي تلطخت ايديه بدماء شعبنا الفلسطيني وقياداته". واضاف :"أن وفاة شارون بعد ثمانية أعوام من الغيبوبة، تعتبر آية من آيات الله وعبرة لكل الطواغيت".

 

مقالات

 

تدوير حزب الله

بقلم الياس الزغبي

يتابع اللبنانيّون  ب”متعة موجعة” رقص بعض سياسيّيهم على حبال الحكومة، والعروض البهلوانيّة التي يقودها الثنائي العتيق برّي – جنبلاط، بين أرقام وزوايا وخفايا، كأنّ أزمة لبنان سيرك، أوألعاب خفّة، أو لعبة “بينغو” يتهافتون على ملء مربّعاتها وقنص الجوائز. منذ أسبوع والأنظار شاخصة إلى “التشكيلة السحريّة” المسمّاة “3 ثمانات” مع وزير وديعة  هنا، و”تخصيب” الحصص هناك، وابتكار صياغات لغويّة لتمرير الثلاثيّات هنالك.

وفي المشهد الأمامي محاولة لتصوير “حزب الله” مسكيناً ومظلوماً يتعرّض للعزل، بل صاحب مكرمة في التنازل عن “الوعد الصادق” الذي أطلقه أمينه العام بفرض صيغة ال”9 – 9 – 6 كآخر عرض متاح ل”14 آذار” و..إلاّ .. “ستندمون، ولا تلعبوا معنا”! الآن، نبيه برّي ووليد جنبلاط “يلعبان معه”، أو يلعبان لعبته، لعجزهما عن اللعب عليه: الأوّل بسبب الرابط المذهبي والمرجع المشترك، والثاني بسبب شبح “7 أيّار” والقمصان السود.

في الواقع، ما يطرحه هذا الثنائي ليس سوى نتيجة الاستحالات التي وضع “حزب الله” نفسه فيها، بدءاً باستحالة انتصاره في ورطته السوريّة، ووصولاً إلى استحالة إعادة إنتاج هيمنته السياسيّة والأمنيّة، على غرار حكومة ميقاتي. وخلال أيّام معدودة، سيتبيّن أنّ تسويق حكومة الأرقام والودائع لم يكن سوى ماكياج يُخفي حقيقتين: بدء العدّ العكسي لتراجعات، إذا لم نقل خسائر “حزب الله”، ومحاولة تعويمه ببهلوانيّات برّي و”وسطيّة” جنبلاط. ولا تحتمل “وساطاتهما” إلاّ هذين التفسيرين. وليس المطلوب من “14 آذار” استشعار علائم الانتصار والانقضاض على الفريسة المتهاوية، بل السعي لإخراج الوضع السياسي من عنق الزجاجة بالإصرار على الثوابت وليس على الأرقام والأحجام. وهذا ما تفعله عمليّاً من خلال طرح الأسئلة الخمسة حول إعلان بعبدا، والانسحاب من سوريّا، والثلاثيّة البائدة، والمداورة، وأحقيّة سليمان وسلام في قبول أو رفض أسماء للتوزير. وعليها تحويل هذه الأسئلة إلى موقف وقرار، فلا مجال للمشاركة في حكومة لا تلتزم هذه الأسس الخمسة، ولا مشكلة لديها إذذاك في أرقام الحكومة وتوازناتها المصطنعة. فأسوأ ما يحصل هو التلهّي عن الجوهر بالشكل، ونجاح “حزب الله”، عبر الثنائي، في تحييد الإهتمام عن أصل مشكلته إلى فروعها ومظاهرها. المطلوب من قوى “14 آذار” الخروج من لعبة تدوير زوايا ال”3 ثمانات” إلى تدوير زوايا “حزب الله”. إنّها فرصة قد لا تتكرّر، ليس فقط لأنّ “حزب الله” يعاني من ضعفه تحت ستار قوّته الخادعة، بل لأنّ المسؤوليّة الوطنيّة تحتّم على الفريق الدولتي المتمثّل الآن بالثلاثي سليمان – سلام – 14 آذار اجتراح الحلّ. الحلّ بعدم الغرق في المساومة على وزير زائد أو ناقص وحقيبة أو أخرى، كما في السؤالين الرابع والخامس، بل في حسم الأجوبة على الأسئلة الثلاثة الأولى. وليكن ما في الرابع والخامس نتيجة طبيعيّة لما قبلهما، وليس شرطاً. والثبات على هذا الموقف يؤدّي حكماً إلى إحدى نتيجتين: إمّا قبول “حزب الله” بالمتاح أمامه وسقوط شروطه، أو حكومة خارج الترسيم السياسي المأزوم، يسمّونها حياديّة، تواكب المرحلة وتُشرف على انتخاب رئيس الجمهوريّة. أمّا التهويل بمنع انتخاب رئيس فتحويل بلا رصيد، ولا ينطلي إلاّ على أغرار السياسة من غير السياسيّين والزمنيّين! ليس المطلوب تدوير زوايا أرقام وحقائب. المطلوب تدوير “حزب الله” سياسيّاً وأمنيّاً، لإنقاذه من نفسه أوّلاً، وإعادة تأهيله في لبنانيّته.

 

بين النذائر والكبائر

بول شاوول/المستقبل

تهطل علينا، نحن اللبنانيين اليوم كالعادة النذائر من كل حدب وصوب. ومن كل لون وصوت وشكل وجنس ولسان. وجلّها تهديد. وسواد. وإعلان حروب. ورفع مطارق وسيوف. أف! كل هذا الحصار الدموي والإعلامي والسياسي يسبق اليوم أو يُمهد، أو يمانع، أو يطارح تأليف الحكومة. إيران، عبر “حرسها الثوري” (الفاسد) تهددنا بأسبوعين دمويين..(!) أميركا أوباما تحذر الأميركيين من زيارة لبنان.. جنرال الخير والبركة ميشال عون يذكرنا بـ 1975. (مع من كنت يا ميشال عون عندها، ولا سيما في 1982، عند الغزو الصهيوني لبنان؟) وحزب الله الذي تحوّل فجأة داعية للتعاون الأميركي الإيراني (سبحان مغير الأحوال)، يشهر “رموزُه” أصابعهَم ويمطّطون زلاعيمهم، إنذاراً ووعيداً بـ 7 أيار جديد “مجيد”.. إذا ما تألفت حكومة “الأمر الواقع”. أي إذا مارس رئيسا الجمهورية والرئيس المكلف حقهما الدستوري. وسليمان فرنجية (الصغير) يهاجم رئيس الجمهورية بنبرة شجاعة وواثقة “متوعداً” (كما أُمليت عليه مواقفه بنزع الشرعية عنه. ما غيرو. سليمان وزير البنغو أي صاحب أهم مشروع تربوي وانمائي وثقافي عبر فتح صالات البنغو للفقراء)! ولم يتورع جماعة سماحة المملوك ومُفجرّو سيارتي طرابلس امام المسجدين، واغتيال 11 شهيداً من 14 آذار حتى اليوم.. وتجنيد العميل شاكر العبسي ليقوم بعدوانه في نهر البارد… لا يتورع هؤلاء عن عزف مقطوعة جديدة من تأليف نظامي البعث وولاية الفقيه، وتلحين المالكي وغناء حزب الله وبعض مرتزقته تتهم 14 فيها آذار بالداعشية. طبعاً، من اخرج شاكر العبسي من السجن وارسله إلى نهر البارد، ومن افلتَ المجرمين من سجون العراق وسوريا، وفتح لهم مخازن الأسلحة ودفق عليهم المال في العراق والشام، ليس كثيراً عليه ان يزوّر هوية “هؤلاء” (من صناعة إيرانية عراقية سورية) ويخلع عليهم لقب “داعش” لتذكرنا بهوية أخرى اسمها فتح الاسلام! هؤلاء “الداعشيون” الذين يحاربون الجيش الحر “دفاعاً عن النظام” ويخترقون “الأنبار” اختراقاً إيرانياً… صاروا فجأة 14 آذار وتحوّل حزب الله مُنجبُ فنّاني الاغتيال بإبداع قل مثيله، تحول “علمانياً” و”مدنياً” وثورياً على طريقة ماركس وانجلز ولينين وستالين وماوتسي تونغ… وصار بعض غلمانه يزايدون على غرامشي وسارتر وطه حسين وجبران خليل جبران… انقلبت الصورة ثم انقلبوا فوقها. فباتوا من أرباب “الحضاريين” يمدون ايديهم “السمحاء” للشيطان الأكبر أميركا لكي يُعينهم على محاربة الارهاب. فجأة تحول “الشرير” الأميركي “خشبة خلاصهم”. ومن الارهاب الذي صنعوه، ووضّبوه وأطلقوه… صنعوا دراكولا ونسبوه إلى 14 آذار بكل ألوانها. أي فبركوا فرنكشتين داعش (كما شاكر العبسي) واعطوه هوية جديدة باسم 14 آذار وتيار المستقبل، وخصوصاً السُّنة! صارت الثورة التكفيرية الخمينية رمز الليبرالية الأميركية والأوروبية وخصوصاً الاسكندنافية. فبات حزبا الكتائب والقوات وبطرس حرب والرئيس سعد الحريري وكارلوس اده والنائب فتفت ومثقفو وإعلاميو 14 آذار “داعشيين”. رائع! وها هم، ومن خلال حلفهم المعلن الآن مع الأميركيين والاسرائيليين طبعاً، يغيرون “هوية” التُّهم من اسرائيل إلى السعودية. (كما غيروا وجهة البندقية من مزارع شبعا إلى الشعب العربي السوري واللبنانيين) ومن “عملاء” الصهيونية إلى عملاء السعودية والوهابية… أحلوا بعض دول الخليج العربية محل اسرائيل كعدو جديد. وصارت التهم والتبريرات جاهزة اليوم: محاربة التكفيريين المتمثلين بـ 14 آذار وبجمهوره وبناسه كذريعة جديدة لكل مغامرة عدوانية شبيهة بـ 7 أيار. ونتذكر، قبل الحلف الاسرائيلي الإيراني الأميركي انهم كانوا يعمدون إلى اتهام رموز 14 آذار بالعمالة لاسرائيل… ثم يغتالونهم ليتهموا اسرائيل بالجريمة. اليوم، وقد وضعت اسرائيل في مصاف “المنقذ من الضلال” فها هم يمارسون اللعبة ذاتها، مع تغيير “العدو”: يتهمون رموز 14 آذار بالتكفيرية ثم واذا استهدفوهم سيتهمون التكفيريين. لعبة المجرمين هذه. ومن يسمع ويشاهد ويقرأ اعلامهم في “منارهم” الظلامي، تُصبْه الدهشة، حتى الشك حتى صار كاتب هذه السطور يتساءل: “اتراني داعشياً” من دون أن اعرف؟ أتراني “سلفياً” من دون أن ادري. أصرت تكفيرياً على الطريقة الخمينية وبن لادن والظواهري من دون أن أدري، وصار حزب الله المؤسَّس على التكفيرية والارهاب فجأة مبشراً بالحرية، والتعددية والسلم والانفتاح والحضارة. حتى صرت عندما افتح محطة “المنار” انتظر أن أشاهد برنامجاً عن جان بول سارتر، وعن ريمون آورن وميشال فوكو واستعراضات غنائية وأمسيات لأم كلثوم وفريد الأطرش وفيروز وزياد وأيديت بيا وشارل ازنافور… ثم أدير المحطة على “المستقبل” لاراها مجلببة بالسواد وبالحشمة وبالبرامج الخالية مما “لا يُرضي الله” “عزّ وجل”…. من “الخلاعة” والملابس المكشوفة والشعر المسدل؟ هل جعلوني أحلم؟ كأن اذهب إلى المقهى والقى هناك مثلاً محمد رعد يحتسي الكابوشينو أو الشيخ نعيم قاسم يشرب الكوكا كولا.. او ادخل إلى السينما وأجد قربي الشيخ محمد يزبك؟ أف! رائع. فصانعو القتل والظلامية والمتفجرات والتزمت والكانتونية والانغلاق… ها هم فجأة يفتحون الأبواب لا ليخرجوا منها بل ليُزِجّوا الطرف النقيض وراءها. وأعجب من أين يُؤتُون هذه القدرة العجائبية، الخلاقة، التي تتمكن وبلحظة واحدة من تحويل طبائع الناس ومساراتهم وهوياتهم وتواريخهم وعقولهم… بل وتنقلهم من موقع إلى موقع.. بكلام سحري يُشبه كلام “الأنبياء” والرسل! حزب العجائب اقتلع بيئته اللبنانية العريقة بعروبتها وانتمائها الوطني إلى امكنة أخرى حتى يمكن القول إلى “مذهب” آخر مصنوع في إيران… فهذا الحزب القادر على توليد “ترانسفيرات” مذهبية وعقائدية وفكرية من مواقع الليبرالية الحضارية والوطنية والديموقراطية إلى الظلامية، هو قادر على أن يقتل ويتهم الضحية بالقتل، وهو قادر على أن يمارس في بيئته وفي لبنان كل أنواع التكفير والارهاب، ليتهم سواه بها! وهو قادر على أن يُصَوّر للعالم (أقصد من يصدقه) ان “تيار المستقبل” و14 آذار هم الذين يحاربون في سوريا وليس هو. وهم الذين يسقط منهم مقاتلون في سوريا.. وليس هم! وبحسب ما صرح أحدهم” ان 14 آذار يدفنون قتلاهم في سوريا سراً” وهم، أي حزب الله حزب الشفافية والصراحة والصدق يعلن وعلى عكس “تكفيريي” 14 آذار أسماء “شهدائه”… واحداً واحداً! صورة صورة. وان حزباً قادراً على لحس تواقيعه، وعن نقض مواقفه وعن التنكر لأرائه واتهام الآخرين بهذه الممارسات هو حزب قادر على نكران موافقته حول اعلان بعبدا مثلاً! او موافقته على المحكمة. أو ضربه الحوار. أو حتى قلب الصورة الواقعية في ما يخص مطالبة اليوم بحكومة ميثاقية وهو الذي قام بانقلاب وألف حكومة من لون واحد برئاسة ميقاتي.

ولم نعد نستغرب أو نعجب عندما نسمع أصواتهم ملعلعة، وأصابعهم المستعارة البلاستيكية تشهر وتتهم 14 آذار بالتكفيرية لتعلن عليها “حرباً صليبية” بعدما اعلنت عليها “حرباً” صهيونية. وبلا عجب يا عجبي، ان يشنف اللبناني أذنيه بسماع نواف الموسوي أو محمد رعد او الشيخ نعيم قاسم وهم يتهمون من أقصوهم عن الحكومة بالسلاح، بأنهم غير “ميثاقيين” ويتهمون رئيس الجمهورية بأنه يريد فرض حكومة أمر واقع سواء كانت حيادية أو غير حيادية. يعني حكومة حيادية تعبتر غير ميثاقية وحكومة القمصان السود “أسانس” الميثاقية. حتى ان “ميشالهم” عون أطال الله فكره السديد والمديد يتحدث عن انقلاب ينفذه الرئيس سليمان اذا ما فكر حتى بحكومة توضع ضمن صلاحياته. الرئيس سليمان انقلابي وحكومة ميقاتي التي احتلت فيها كتلة عون عشرة مقاعد وزارية… غير انقلابية! حتى ان رموزهم بسحنهم الحضارية الأميركية الجديدة يتهمون 14 آذار بجر البلاد إلى التقسيم (في حال تأليف الحكومة على غير هواهم) وهم قد قسموا البلاد أصلاً مجموعة كانتونات في الضاحية وبعض الجنوب والبقاع تقسيماً مذهبياً ظلامياً وقمعياً، بالقوة والإرهاب عائماً على بحر من الأسلحة والمتفجرات من كل نوع. وفي هذا الخضم والغبار الدموي الطافح من سوريا ومن خلال عبق بداية أعمال المحكمة الدولية وتفجيرات الضاحية وطرابلس (أين المتهمون بالتفجير؟ يا حزب الله! اتراهم أُدرجوا في خانة القديسين كما سماحة المملوك وأين قاتل الضابط سمير حنا ومغتال السلمان أمام بوابة “مقام” السفارة الإيراني) في هذا الخضم الصاخب، ها هم يستمرون في ادوارهم السابقة: إحداث انقلابات متتالية للهيمنة على الدولة. من تعطيل مجلس النواب إلى تفريغ الحكومة. إلى تهديد موقع الرئاسة الأولى. عبر شروط (مدججة بوعيد الدم!) بتنا نحفظها غيباً فهم يريدون الثلث الإيراني المعطل! سواء مقنعاً أو سافراً ليتحكموا بمصير الحكومة الجديدة. أي يريدون حكومة ايرانية بشهود زور لبنانيين من 14 آذار يتمكنون من خلاله وبكل وطنية وايمان (إيمانهم يختلف حقاً عن ايمان بن لادن وداعش وشاكر العبسي! فهو ارقى ترهيباً واغتيالاً وتدميراً!) ومن الثلث الايراني المعطل في الحكومة اللبنانية إلى خردة “الشعب الجيش المقاومة” وهي وصفة مسمومة، تورط الشعب اللبناني والجيش بكل موبقات حزب المقاومة السابقة. ومن قال لكم ان الشعب اللبناني يوافق على زجه في حرب سوريا وباسمه! انهم يريدون ان يضرجوا ضمير الشعب اللبناني بدماء الشعب السوري، خدمة لتعزيز دور “إيرانهم” في المنطقة. فهذا الثلث المعطل الذي اودى بالحكومة السابقة أخطر من قنبلة موقوتة. إنه مجموعة قنابل ستنفجر كل يوم في وجه الحكومة اذا ما قبلت 14 آذار به. اما الجيش وما احرصهم عليه! سبحان الله. المجد لله. فيجب لكي يكون وطنياً ان يبقى أضعف من “مقاومتهم” السابقة! اي جيشاً ملحقاً بهم شبيهاً بالجيش اللبناني عندما قسمته الميليشيات في السبعينات واستولت على عتاده وأسلحته، فصار لبنان بلا جيش أمام “جيوش الميليشيات” ولهذا، عندما يتمسكون بهذه الصيغة فكأنهم يقولون “نحن الجيش” والجيش فصيل من سرايانا “العدوانية” ميليشيا أقوى من الجيش: يعني حزباً أقوى من الدولة، ينهب المرافئ. ويحمي المتهمين بالقتل وتجار الكبتاغون واللحوم الفاسدة ومصدري الأدوية المزورة ورعاة فساد حلفائهم في الحكومة وخارجها! ونظن ان الحزب وخلفه (مرتزقته وحلفاؤه) لن يقبل بالتخلي عن بعض الوزارات المهمة (باعتبار انه ورثها عن اجداده كعقارات خاصة كتلك التي يحتلونها ويصادرونها في الضاحية والجنوب ويبنون عليها يلاتهم ومحالهم!) فالاتصالات وهي عين الأمن لن يتركوها لأنهم يريدونها عيناً أمنية عمياء! والطاقة ان قلنا الطاقة يعني الكهرباء… ثم النفط، والله ولا بحرب اهلية يخلونها! مشاريع. تلزيم. فلوس. هيمنة. نهب. سرقة. فكأن الله جعل النفط عندنا من اجلهم فقط: من اجل الجنرال او غير الجنرال. وهل يمكن ألا تثير وزارة العدل لإشكالاً كبيراً من خلال بدء اعمال المحكمة الدولية وجرائم الحزب التي تلفلف … تبقى وزارة الخارجية. تصوروا الوزير منصور ومواقفه لتعرفوا انهم يريدون وزير خارجية سورياً أو ايرانياً في الحكومة اللبنانية! هذا الحزب، يبدو ان فائض “جنونه” زاده جنوناً وفائض غروره زاده سوريالية وشعوراً بالعظمة الجوفاء الوهمية. وفائض شهوته إلى السلطة زاده شبقاًَ بها وفائض تعطشه إلى الدم وسّع جغرافية تورطه وقتاله وعنفه… وفائض عمالته لإيران اصابه بالتفسخ والشيزوفرانيا والفصامية بين ادعائه “الوطنية” وارتهانه المطلق بايران.

وفائض استراتجيته لتقسيم لبنان، زاده انعزالية، يستعيد الخمينية التكفيرية الأولى، و”العبسية” (شاكر العبسي) الثانية، والداعشية الثالثة كأنه بات نتاجاً مُصنَّعاً من هذه المكونات يضاف اليها وراثته كل موبقات الطغاة العرب وغير العرب! فهل تصدق 14 آذار كلمة من كلماته. او وعداً من وعوده؟ او اتفاقاً من اتفاقاتها معه! انها المُعضلة: عليك ان تصدق من لا تصدقه، لكي تحاول، وبظروف معينة، تمرير الكارثة او الكوارث!

وحزب الله هو حزب الكوارث بامتياز!

 

ظريف "الروحاني"

أسعد حيدر/المستقبل

أن يزور مسؤول إيراني لبنان، سواء كان رئيساً للجمهورية أو وزيراً أو نائباً في مجلس الشورى، أصبح منذ سنوات، حدثاً سياسياً طبيعياً وعادياً. العلاقات الايرانية اللبنانية قوية وراسخة، رغم "الشوك" القاسي والمؤلم في بعض الحالات. إيران ناشطة، و"حزب الله" قوي ومتمكن ولاعب سياسي ورئيسي في الحياة السياسية وغير السياسية في لبنان. رغم هذا، فإن زيارة محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايراني وأبرز "الروحانيين" في حكومة الرئيس حسن روحاني للبنان مهمة وفي بعض جوانبها استثنائية، خصوصاً إذا ما نظر إليها من منظار الواقع الايراني الداخلي وطبيعة السياسة الايرانية في لبنان حالياً ومستقبلاً.

السياسة "الروحانية" قوية وتعمل للتغيير على قاعدة الاعتدال والعقلانية. لكن موازين القوى لا تسمح لها بإطلاق مساراتها الداخلية والخارجية من دون خوض معارك يومية مع المعارضة من المحافظين المتشدّدين، الانتصار فيها لن يكون بالضربة القاضية وإنما بالنقاط. يعتمد المحافظون المتشدّدون على امساكهم بمفاصل أساسية في السلطة، لكن "سلطتهم" تضطر لتقديم التنازلات، لأن الواقع الايراني سواء الاقتصادي وأزمته العميقة والمفتوحة، أو إرادة الأغلبية المطلقة من الشعب الايراني بالانفتاح والعودة الى العالم تفرض عليهم ذلك. "اللبنة" الأولى في المسار "الروحاني"، حل مشكلة الملف النووي المتداخل مع العلاقات بالولايات المتحدة الأميركية. بعيداً عن كل التحذيرات والتحفظات فإن المفاوضات التي يقودها ظريف "مستمرة كما يؤكد الوزير "الظريف" وستنتج اتفاقاً نهائياً".

مثل هذا الاتفاق يعني المصالحة مع "الشيطان الأكبر". المرشد آية الله علي خامنئي لا يريد الاعتراف بأن الوضع الاقتصادي الذي كان أحمدي نجاد ينفذ سياسة وافق عليها ودعمها قد وصل الى مرحلة "افلاس الخزينة الايرانية". أيضاً لا يقبل المرشد بأن يقال إن العقوبات الاقتصادية أجبرت بلاده على الدخول في مفاوضات مع "الشيطان الأكبر". مثل هذا الاعتراف العلني والمباشر يلزمه قوة الإمام الخميني وشرعيته الثورية وشجاعته عندما قال: "انه مستعد لشرب كأس السم" واعترف بالهزيمة. المرشد خامنئي يقول اليوم ما يقوله مواربةً: إذا رأينا في بعض الموارد أن نتفاوض مع هذا الشيطان للخلاص من شرّه فإننا نتفاوض".

عودة الى الوزير "الظريف" المستند الى موقف سياسي قوي وشخصية تعرف كيف تخوض المعارك الرابحة. قيادات "الحرس الثوري" الذين تنتهي خدمتهم في الأشهر القليلة المقبلة وعلى رأسهم الجنرال جعفري، لا يريدون الاعتراف بتراجع دورهم وموقعهم في "الجمهورية الروحانية". ولذلك بدلاً من أن يقولوا لظريف لا تذهب الى لبنان لأنه "قطاع" تابع لنا وان العلاقات بالسعودية لا تعنيك فإن وكالة "فارس" اللصيقة بالحرس، بشّرت اللبنانيين "بأسبوعين مليئين بالمتفجرات الدموية والأمنية". بالصدفة المدروسة، يتوافق الأسبوعان مع موعد زيارة ظريف. استكمالاً لذلك تابعت الوكالة هجومها فلم تترك اتهاماً إلا ووجّهته الى السعودية وصولاً إلى تهديدها "بأن المقاومة الاسلامية ستردّ عليها".

الوزير جواد ظريف سيصل الى لبنان الاثنين القادم وترك الباب مفتوحاً أمام زيارته للسعودية. هاشمي رفسنجاني "وضع الحصان أمام العربة" بلُغته الخاصة والمرمّزة فدعا المرشد الى اتخاذ القرار النهائي حول العلاقات بالسعودية" خصوصاً أنه سبق له أن "وقّع اتفاقات مع الملك عبدالله بن عبد العزيز". بذلك يوضع حدّ للسياسة المزدوجة تحت "عباءة" المرشد.

تداخل الخارج مع الداخل سواء في إيران أو لبنان، يفرض تعاملاً لبنانياً خاصاً مع زيارة الوزير ظريف.

ترحيب قوى 14 آذار بالوزير ظريف، والعمل على اللقاء به سواء لعرض موقفها بوضوح أو لعدم استفراده من الآخرين، يشكلان دعماً للسياسة "الروحانية" المعتدلة والواقعية التي متى ثبت مسارها كان ذلك لمصلحة كل لبنان.

 

القصة الكاملة للعلاقة بين "حزب الله" والمحكمة الدولية

بين "التعاون" مع المحقّقين "وتطويب" المتّهمين

يوسف دياب/المستقبل

بدا واضحاً أن الهوّة شاسعة بين المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه من جهة، وبين "حزب الله" الذي يحمي خمسة من كوادره الأمنيين المتهمين بتنفيذ جريمة 14 شباط 2005، سليم عياش وحسين حسن عنيسي ومصطفى امين بدر الدين واسد حسن صبرا وحسن حبيب مرعي التي قلبت الوضع في لبنان والمنطقة رأساً على عقب.

الأمر لم يقتصر على التباعد وعدم ثقة "حزب الله" بالمؤسسة القضائية الدولية فحسب، بل تعداها الى حرب مفتوحة بدأها الحزب على هذه المحكمة، منذ أن استجوبت عدداً من كوادره والمقربين منه، وأيقن بالملموس أن التحقيق توصل الى أدلة وقرائن ووثائق تثبت تورّط مسؤولين لديه في الجريمة، بعدما كان يعتقد أن أسرار هؤلاء عصيّة على الانكشاف أمام أي تحقيق أمني أو أي هيئة قضائية. وهذا ما بدّل أولويات "حزب الله" وجعل من المحكمة الدولية التي بصم عليها كأول بند على طاولة الحوار الوطني في آذار من العام 2005، وتعهّد بالتعاون وتسهيل مهمتها، عدوّاً أول يريد رأسها بأي ثمن.

تذكّر "المستقبل" على حلقات بوقائع من علاقة "حزب الله" بهذه المحكمة منذ بدء عمل لجنة التحقيق الدولية حتى مرحلة المحاكمات، وكيف تبدّلت أولويات الحزب وبات همّه الأول إسقاطها قبل أن تبدأ محاكمات علنية, وتكشف أمام الرأي العام ما يقضّ مضاجعه من وقائع وحقائق. لكن المتتبع لمسار عمل المحكمة يدرك تماماً أن كل الحملات الإعلامية والسياسية ومحاولات تشويه دورها وحياديتها، واختلاق وقائع وفبركة معطيات والحديث عن تسريبات ونشر لأسماء شهود بهدف ترهيبهم وتهديدهم، لم يغيّر شيئاً في المعطيات، ولم يفلح في وقف عجلة العدالة التي باتت قاب قوسين أو أدنى من إسدال الستار على المشهد الحقيقي الذي سيكشف للبنانيين والعالم خفايا اغتيال الرئيس الحريري ومن أمر بهذه الجريمة وخطط لها، ومن نفذها في وضح النهار.

تتناول الحلقة الأولى كيفية تعاطي "حزب الله" مع التحقيق الدولي، وتعهّد "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله بـ"التعاون الى أقصى الحدود... ولكن"، قبل أن تتغيّر نظرته اليها، ويصفها بأنها مجرد أداة "أميركية ـ إسرائيلية" هدفها النيل من المقاومة وخلق فتنة في لبنان، وصولاً الى الاعتداء على المحققين وإصدار الفتاوى بحرمة التعامل أو التعاون مع المحكمة ومحققيها، وإتهامها بأنها "أداة لخدمة سياسات دول تعمل لتصفية حساباتها مع معارضيها". مستعيداً من جديد آلية إقرارها التي "تمّت في ظل حكومة فاقدة للشرعية من دون أن يتم تصديقها وفقاً للدستور وضمن الاطر الدستورية، ولم يوقع على اتفاقيتها رئيس الجمهورية ولم يبرمها المجلس النيابي"، والزعم بأن المحكمة تنصّلت مما يسمى "شهود الزور".

لا شكّ في أن علاقة "حزب الله" بالتحقيق الذي كان يجريه المدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان بدأت بمرحلة "تعاون". هذا "التعاون" أعلنه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بنفسه، في مقابلة إعلامية في 31 آذار (مارس) 2010، عندما قال: "إن مدعي عام المحكمة قام بالاتصال بإخوة في "حزب الله" أو مقربين من "حزب الله" وطلب استدعاءهم الى التحقيق، وفي الأسابيع الماضية وصل العدد الى 12 من المنتسبين أو الأصدقاء المقربين".

وأضاف: "حصل في الماضي استدعاءات وقد جرت في الأشهر الأخيرة من عام 2008 بعد انتهاء (أحداث) السابع من أيار وعلى مقربة من إطلاق الضباط الأربعة، كما حصلت عام 2009 استدعاءات. وفي المرات السابقة لم يحصل استدعاء قياديين، أما في الأسابيع الأخيرة يوجد من الأخوة الذين تم استدعاؤهم مسؤول ثقافي وآخر يعمل في إطار جهادي معني بالتواصل مع الأخوة الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة، ورغم كل ما قلت ورغم شكوكنا وملاحظاتنا وهواجسنا والتجربة المؤلمة للجنة التحقيق وهذه الجهة ومن يقف وراءها ويحرضها ويلعب بها، هناك إعتبارات عدة وهي: إننا معنيون بمعرفة الحقيقة كما اللبنانيون ونتعاون لمواجهة التضليل في التحقيق ووفاء للحريري".

وأشار نصر الله في المقابلة نفسها الى أنه "ليس هناك اتهام لغاية الآن ونرى كل هذه الضوضاء، فكيف إذا قلنا إننا لا نتعاون فستقوم الدنيا ولا تقعد، ويقال إننا خائفون وإننا متورّطون. لا ليس لدينا ما نخشاه وقرارنا التعاون وليس لدينا مانع أن تجلس اللجنة مع الأخوة". لكن سرعان ما استدرك نصر الله الاسترسال في إيجابيته، بالقول "حزب الله سيتابع المسار، فإذا رأينا في لحظة ما أن المسار هو نفس الذي ورد في "لوفيغارو" في الشهر الثامن من العام 2006، ثم في صحيفة "السياسة الكويتية" ثم في (المجلة الألمانية) "دير شبيغل" ثم في "لوموند"، إذا كان الذي كتب هو نفسه ما يشتغلون عليه، عندها من حقي أن اتخذ موقفاً آخر، وكذلك إذا بقي شهود الزور محميّين". موافقة نصر الله المشروطة تبعها بعد ستة أشهر، اعتراف من نائبه الشيخ نعيم قاسم الذي كشف أن "المحكمة تقدمت بطلب للاستماع الى أفراد قد يكونون قريبين من "حزب الله" بشكل أو بآخر". واعتبر أن "القرار حول الاستجابة لهذا الطلب معلق".

اعتداء على محققين

لم تدم إيجابية التعاون المشروط من "حزب الله" طويلاً، إذ سرعان ما انقلب على تعهّدات أمينه العام بالتعاون، وفاء للحريري ولعدم وجود ما يخافه"... فبعد ظهر السابع والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) 2010، توجّه محقّقان من مكتب المدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان برفقة مترجمة لحضور لقاء معدّ له مسبقاً في عيادة طبيبة في بيروت. كانت الإجراءات المحيطة بهذه الزيارة على درجة عالية من المهنية وخاضعة للضمانات القانونية. وسبقها الحصول على موافقة من السلطات الرسمية اللبنانية على هذه الزيارة التي ترافقت مع مواكبة أمنية للمحققين من قبل عناصر من الشرطة القضائية ومن الجيش اللبناني. وبعد موافقة الطبيبة نفسها التي حصلت بدورها على إذنٍ من نقابة الأطباء لعقد هذا الاجتماع. وما كاد يبدأ الاجتماع مع الطبيبة، حتى ظهرت على نحو مفاجئ مجموعة كبيرة من الأشخاص، الذين اعتدوا بعنف على المحققين وعلى المترجمة أيضاً، وقاموا بسرقة أغراض من حقيبة المحققين تعود لموظفي مكتب المدعي العام في أثناء هذا الاعتداء. هذا الاعتداء على فريق المحققين قوبل بموجة استنكار ليس في لبنان فحسب، إنما من الجهات الدولية المعنية، إذ دان رئيس المحكمة (الراحل أنطونيو كاسيزي) كل أشكال العنف الذي يمارس على المحققين.

حرمة التعاون

لم يتوقف الأمر عند الاعتداء، إنما تبعه تبرير له من الأمين العام نصر الله الذي أطلّ مساء 28 تشرين الأول (إكتوبر) في لقاء خصّصه للحديث عن هذه الحادثة وتبرير الاعتداء، يتبعه بإعلان صريح وواضح بتحريم أي تعامل مع المحكمة وأجهزتها، إذ قال: "إننا سكتنا حتى لا يقال إن هناك مَن يريد عرقلة التحقيق الدولي وكشف الحقيقة، وسكتنا مراعاة للأمور الداخلية، ولكن الاستباحة كانت قائمة، كل هذه المدة لم نتكلم مع علمنا أن هذه المعطيات أوسع من تحقيقات بعملية اغتيال، ومع علمنا أن المحقّقين عملوا على جمع معلومات عن "حزب الله" أوسع من اتهام مجموعة باغتيال الحريري، ومع علمنا أن كل ما يحصل عليه المحقّقون الدوليون يذهب إلى إسرائيل ومع ذلك سكتنا (...) أي أحد يحق له القول إننا أخطأنا أم لم نخطئ، سكتنا من أجل ألا يُقال إنّ هناك عرقلة وهذا كان يثير حساسيات في البلد ومراعاة لعائلة الحريري، الآن وصلنا إلى مكان لا يمكن أن يطاق والسكوت عنه تحت أي اعتبار سياسي أو داخلي أو خارجي أو كرامة لأحد". وسأل: "ما هي حاجة التحقيق الدولي للملفات الطبية لنسائنا؟ لماذا يطلب من طبيبة مختصة بعيادة يتردد إليها زوجات وبنات كوادر من حزب الله"؟ ان استمرار التعاون مع المحقّقين الدوليين يساعد على مزيد من استباحة البلد والاعتداء على المقاومة. وبما يشبه التحريض وإعطاء الضوء الأخضر برفع وتيرة العدوان على المحكمة ومحققيها، قال نصر الله: "أدعو كل مسؤول ومواطن من الآن فصاعداً أن يتصرف مع طلبات هؤلاء المحقّقين بما يمليه عليه ضميره وكرامته وشرفه (...) وأدعو الجميع لتحمل المسؤولية".

في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) أكمل الشيخ نعيم قاسم ما بدأه نصر الله، إذ أعلن في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" العربية، "اننا وبوضوح لن نتجاوب مع أي طلب من طلبات المحكمة" لأن هذه المطالب تؤدي الى اتهام افترائي (...)، ولذا نحن كحزب الله غير معنيين بما يريده فريق التحقيق وبما تقوم به المحكمة"، مشيراً الى أن "حزب الله رفض، لائحة قالوا فيها (المحققون) بأنهم يريدون التحقيق مع أفراد فيها سواء أكانوا مقربين من الحزب أو أشخاصاً في منطقتنا، ومنذ ذلك التاريخ ليس بيننا وبين لجنة التحقيق أي طلب من هذا النوع". وأردف: "إننا في حزب الله اضطررنا إلى الاعلان أمام الرأي العام رفض التعاون مع لجنة التحقيق، بعد أن بدأوا (المحقّقون) يدخلون على افراد كما حصل مع العيادة النسائية بطريقة مشبوهة وبآثار سلبية جداً". ورأى أن "التسرّع بإعلام الرأي العام، بمضمون ما قد يتضمنّه القرار الاتّهامي، إما بناء على تنبؤات أم على معلومات، وإجراء مقاربة سياسية قانونية تتناول هذا القرار الذي لم يعلن عنه بعد".

رعد ونقاطه السبع

في الثامن من كانون الأول (ديسمبر) 2011 عقد رئيس كتلة "حزب الله" النيابية (الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع المحامي سليم جريصاتي كرر خلاله ان "المحكمة تشكل أداة لخدمة سياسات دول تعمل لتصفية حساباتها مع معارضيها، وأثار 7 نقاط تتناول إنشاء المحكمة والتحقيق الذي يجريه النائب العام لديها وهي:

1 - ان آلية إقرار المحكمة الدولية تمّت في ظل حكومة فاقدة للشرعية من دون أن يتم تصديقها وفقاً للدستور وضمن الاطر الدستورية، ولم يوقع على اتفاقيتها رئيس الجمهورية ولم يبرمها المجلس النيابي.

2 - ان المحكمة تنصّلت من شهود الزور وان دانيال بلمار عمل على إيجاد الفتاوى القانونية التي تبرر عدم ملاحقتهم.

3 - إن مبدأ سرية التحقيق لم يحترم وان الدليل على ذلك يتمثل بالتسريبات الصحافية التي تناولت التحقيق الدولي نقلاً عن مصادر فيه (السياسة 21/5/2005، لوفيغارو 19/8/2006، السياسة 28/3/2009، ديرشبيغل 23/5/2009، موقع ايلاف 8/7/2009، لوموند 14/2/2010، محطة CBC الكندية).

4 - إن قواعد الإجراءات والاثبات تتضمن أحكاماً مريبة، بالنظر إلى ان قضاة المحكمة هم الذين يضعونها، ويقومون بتعديلها، مما يمسّ بمبدأ استقرار القوانين الاجرائية الجزائية المرعية بمعرض محاكمة جنائية.

5 - ان النائب العام يطلب من الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية اللبنانية قواعد بيانات كاملة، عن المدة الممتدة من 2003 لغاية 2010، تطال شرائح واسعة من الشعب اللبناني ومنها "داتا" الاتصالات الخلوية ورسائل الـsms، كما أنه يطلب تحديث هذه البيانات بشكل دوري، مما يخرق السيادة اللبنانية ويهدد الأمن القومي لأنه من غير المعلوم مَن سيكون المستفيد الحقيقي من هذه البيانات.

6 - إن المحكمة الخاصة بلبنان تتجه إلى اعتماد الأدلة الظرفية بدلاً من الأدلة القطعية لعدم وجود شهود مباشرين، مما يجعل لبنان البلد الذي لم ينعم بالاستقرار الداخلي منذ العام 2005 مسرحاً للتجارب والاجتهادات والبدع القانونية والقضائية.

7 - ان القيمة الثبوتية لدليل الاتصالات والروابط الهاتفية، وهي من الأدلة الظرفية، سوف يشكل عمدة الاتّهام المرتقب للمدعي العام لأنه لا يوجد لديه شهود مباشرون.

أمّا بعد الإعلان عن قرار الاتّهام، وبعد نشر أسماء المتّهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، فإنّ حزب الله وصف هؤلاء بـ"شرفاء هذه الأمّة" ورفعهم إلى مرتبة القداسة".

"أسرلة" المحكمة

إستكمل نصر الله حربه على المحكمة، إذ سارع في الثاني من تموز 2011 الى إلقاء خطاب نقلته وسائل الإعلام كافة، اعتبر فيه أن "هذا التحقيق وهذه المحكمة وقراراتها وما ينتج عنها بالنسبة إلينا هي "أميركية إسرائيلية" بوضوح (...) وبناء عليه نرفضها ونرفض كل ما يصدر عنها من اتهامات باطلة أو أحكام باطلة ونعتبرها عدواناً علينا وعلى مقاومتنا وظلماً لشرفاء هذه الأمة ولن نسمح بإضعافنا ولا بالنيل من ارادتنا ولا بالنيل من كرامتنا، وأيضاً لن نسمح لها بأن تجرّ لبنان إلى فتنة أو إلى حرب أهلية". وقال: "لن يكون بالامكان توقيف المتّهمين لا في 30 يوماً أو 60 يوماً أو 30 سنة أو 300 سنة، هناك قرار ظني اتهامي صدر بحق عدد من المقاومين، وكما قلت بعضهم له تاريخ طويل وعريق في مقاومة الاحتلال، هذه المحكمة وقراراتها وما ينتج عنها بالنسبة إلينا هي أميركية إسرائيلية بوضوح بناء عليه نرفضها ونرفض كل ما يصدر عنها من اتهامات باطلة أو أحكام باطلة ونعتبرها عدواناً علينا وعلى مقاومينا وظلماً لشرفاء هذه الأمة ولن نسمح لها بإضعافنا ولا بالنيل من إرادتنا وكرامتنا، وأعتقد انه لا بثلاثين أو ستين يوماً أو بسنة أو بسنتين أو بثلاثين سنة أو بـ300 سنة يستطيعون أن يجدوا أو يعتقلوا أو يوقفوا أحداً".

 

المحكمة ليست ترفاً

بشارة شربل/ليبانون نيوز  

ليس من باب العبث أن ينتظر اللبنانيون بدء جلسات المحاكمة في المحكمة الدولية. وليس ترفاً بالتأكيد أن تنعقد هذه الهيئة الدولية لمقاضاة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

وللمواطن العادي الذي يسأل عن الفائدة من محاكمات تتناول خمسة أفراد من "حزب الله" فيما الحزب يخوض علناً  معارك طويلة عريضة في داخل سوريا وتجري هناك حرب سقط فيها حتى الآن مئتا ألف قتيل، يمكن القول بداية ان كثرة القتل والتقتيل لا تلغي حقوق الأفراد والجماعات، وأن العدالة المحدودة والممكنة خير من الاستسلام لشريعة الغاب.

مثير للإعجاب كيف تمكنت المحكمة الدولية من الصمود تسع سنوات وكيف تجاوزت سلسة طويلة من العقبات والعثرات وبعض الفضائح الشخصية والمهنية التي كان أبطالها محققين وموظفين هم في النهاية أشخاص من لحم ودم ولهم حسناتهم وسقطاتهم. والأكيد أن خصوم المحكمة أذكياء ومحترفون تدعمهم دول وأجهزة وتنسق جهودهم غرف مغلقة. لذلك لم يتوانوا منذ الأشهر الأولى لبدء عملها عن التخطيط لضربها وتشويهها بعدما استوعبوا صدمة تشكيلها الذي لم يكن يخطر لهم على بال، بدليل أنهم عبثوا بموقع الجريمة وأرادوا ردم الحفرة وإعلان أن الحياة في لبنان ستستأنف فور دفن الضحايا على الوقع نفسه الذي جرى طوال عقود حصلت فيها جرائم طاولت الصغار والكبار. يمكن لأي مواطن أن يطرح سؤالاً طبيعياً: ماذا حققت المحكمة الدولية حتى الآن ما دام لبنان غارقاً في مسار العنف السياسي نفسه وما دامت الاغتيالات تتوالى وكأن هذه الأداة التي شاءها اللبنانيون رادعة لم تحقق غاياتها ولم تمنع يد الجريمة من متابعة الارتكابات؟ والسؤال محله بالتأكيد، لكنه تعبير عن يأس واستسلام، فيما الحياة لا تسير إلا بدافع الأمل ومقاومة الظلم والعودة إلى إرساء القواعد البديهية التي يجب أن تحكم الاجتماع بين الناس. وبهذا المعنى فإن المحكمة الدولية تعيد تصويب المسار لتؤكد أن الجريمة ليست حقاً مكتسباً في إطار الصراع السياسي وأن العدالة حق مطلق وليست وجهة نظر خاضعة لموازين القوى، وأن العالم الذي يتمسك بالحق والقانون والعدل لا يزال أقوى من الأطراف المارقة والدول المستبدة والايديولوجيات الظلامية التي تستبيح حياة الناس على مذبح أهدافها.

والسؤال الذي يتكرر على لسان كثيرين منطقي أيضاً، ومفاده أننا لو افترضنا أن المحكمة أدانت المتهمين وحكمتهم غيابياً، فحزب الله لن يسلمهم وقادر على حمايتهم، أو افترضنا أنها أدانت نظام الرئيس الأسد بالمشاركة في الجريمة فإنها لن تتمكن من أن تفرض عليه شيئاً كونه أصلاً يخوض حرباً ضروساً استخدم فيها الكيماوي ولم يحاسبه أحد. والسؤال محق أيضاً. فمآل المحكمة الدولية لو انتهت من المحاكمات أن تعود إلى مجلس الأمن لتطلب تنفيذ الأحكام، ومجلس الأمن محكوم بالفيتوات الروسية التي لم تتردد في منع إصدار بيان يدين البراميل المتفجرة على حلب فكيف له أن يقبل باعتقال رئيس أو تقويض نظام؟

فلنتذكر. منذ الجريمة التي ارتكبت قبل تسع سنوات جرت أحداث كثيرة وتغيرت موازين. لا أحد توقع الربيع العربي، ولا أحد تنبأ بصعود وسقوط "الإخوان"، ولا أحد تصور أن يفقد النظام السوري سيطرته على معظم سوريا، ولا أحد تصور أن تعقد إيران الصفقة الكبرى مع "الشيطان الأكبر". وحتى تنتهي المحاكمات ستجري مياه كثيرة وربما أنهار من الدماء. لكن ذلك لن يغير من مبدأ حق الناس في العدالة. وإذ ان نورها مفتقد في محاكم لبنان والمنطقة التي تشهد أوسع اضطراب، فإنه يجب أن يبقى مضاء على الأقل في لاهاي.

 

القصة الكاملة للعلاقة بين "حزب الله" والمحكمة الدولية2/المتهمون بين "الحصانة" و"القداسة"

يوسف دياب/المستقبل/مرّت مسيرة العدالة الدولية الباحثة عن الحقيقة في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في الكثير من الطلعات والنزلات وواجهت العديد من الحواجز والعقبات، وأثبتت بفضل حنكة القضاة الذين تعاقبوا على ترؤس لجنة التحقيق الدولية، قدرتها على إجتياز كل هذه العوائق بفعل مسألتين أساسيتين، الأولى أن التحقيق الدولي تجنّب حرق المراحل والاستعجال في الوصول الى نهاية المشوار من دون أن يكون ملماً بكل نواحي الجريمة وممسكاً بكل عناصرها والأدلة التي تقوده الى المتهمين، والثانية أن التحقيق كان يسير بسرية تامة على الرغم من تسريبات مفتعلة، تبيّن أن غالبيتها تفتقر الى المصداقية، وأن المراد منها تشويه صورة التحقيق وضرب مصداقيته، ليكون ذلك مقدمة للطعن بالمحكمة وحياديتها وتجردها حتى قبل أن تبدأ محاكماتها.

اللافت أن الحرب التي شنّها "حزب الله" على المحكمة اتخذت أوجهاً مختلفة، منها اتهامها بالخضوع لسياسات دول تعمل على الوصول الى ضرب النسيج اللبناني، ومنها أيضاً أنها أداة إسرائيلية تحاول تصفية حسابات لم تكن إسرائيل قادرة على إكتسابها بالحروب الأمنية والعسكرية، وصولاً الى ما هو أخطر ومثير للإستغراب، إذ ذكّر الأمين العام لـ"حزب الله" بأن المقاومة الإسلامية كلها من الطائفة الشيعية، وإن إتهام المحكمة لعناصر من "حزب الله" بجريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري هو إتهام للطائفة الشيعية بأسرها، وهذا الإتهام ليس الا مقدمة لإثارة الفتنة المذهبية في لبنان.

الحلقة الثانية التي تنشرها "المستقبل" اليوم عن المسار الذي سلكه التحقيق والمحكمة، تشكل إحاطة وافية لمحاولات "حزب الله" إسقاط المحكمة سياسياً أمام جمهوره، بعدما عجز عن إسقاطها قانونياً، كما تتطرق هذه الحلقة الى قضية إصرار "حزب الله" على إخفاء المتهمين بالجريمة ورفض تسليمهم الى العدالة وهذا يشكل جريمة يعاقب عليها القانون اللبناني. ويتوجّب على السلطات القضائية اللبنانية، إما عفواً أو بناء على طلب يردها من الحكومة، تحريك دعوى الحق العام بحق مسؤولي "حزب الله" الذين صرّحوا عبر وسائل الاعلام انهم سيقاومون تسليم المتّهمين إلى المحكمة، بجرم التدخّل في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عبر إخفاء شخص أو أكثر من الذين اشتركوا في ارتكاب الجريمة عن وجه العدالة.

لم تتوقف حملة "حزب الله" القائمة على المحكمة عند الأمين العام ونائبه، إنما إنسحبت على نواب الحزب أيضاً، وعلى شخصيات الصف الثاني، الذين حوّلوا المنابر الى منصة لإطلاق الهجومات ومحاولات التشويه، فاغتنم النائب نواف الموسوي إحتفال ذكرى شهداء إنتصار تموز في 27 تموز 2011، للربط بين المتهمين وشهداء المقاومة، فأكد "تمسك المقاومة وعدم التفريط بسمعة شهدائها ورفاقهم من المجاهدين، وعدم السماح لأي حملة في العالم محلية كانت أو دولية بأن تنال من سمعتهم، انطلاقاً من موقع الوفاء للشهداء". وقال: "لن نقبل أن تأتي مكيدة دولية اسمها المحكمة الدولية، فتحول الشهداء والمجاهدين إلى مجرمين وقتلة، وسنحافظ على سمعتهم بكل ما أوتينا من قدرات". أضاف: "الشهيد القائد عماد مغنية ورفاقه سيبقون أعلام الكرامة للبنان بل للأمة بجمعها وجميعها، وأي اسم تحاول القرارات الاتّهامية أو ما بعدها تلويثه بتهم باطلة مشينة، سيتحوّل عندنا إلى أيقونة مقدسة نعلي به هامتها فوق السحاب، وإنّ كل اسم يُشار إليه بالاتّهام سيتحوّل عندنا قديساً مطوباً لا تعلوه رتبة للقداسة. نقول لهم بأن يُكثروا من الأسماء، لتصبح بدل أربعة أسماء، عشرين بل سبعين اسماً لأنّ تلك الأسماء ستتحول في سمائنا إلى نجوم ساطعة، وسيحفظها ابناؤها والأحفاد كرموز للمجد والكرامة".

المقاومة الشيعية

إتخذ السيد نصرالله من إعلان القرار الاتّهامي وأسماء المتهمين، منصّة لإطلاق مزيد من المواقف العدائية تجاه المحكمة، فإعتبر في خطاب ألقاه في 17 أيلول 2011 انّ "الأشخاص موضوع الادّعاء هم من المقاومين الشرفاء وانه لا يجوز أن يُقال عنهم انهم متهمون إنّما هم مفترى عليهم وهم مظلومون بهذا الافتراء". ورأى أن "ما يجري محاولة ضرب وتخريب للنسيج الاجتماعي في لبنان وتهيئة الأرضية والمناخات لفتن وحروب أهلية متنقلة يأملون من خلالها جرّ المقاومة إلى حروب داخلية لضرب مصداقيتها وهذا ما اسميه "استهداف المقاومة من خلال ضرب النسيج الإنساني الاجتماعي الطائفي في لبنان".

وقال: "ما يجري من توجيه اتهام لـ4 من المقاومين الشرفاء.. واليوم قوى المقاومة في الواقع الحالي تنتسب إلى الطائفة الشيعية في لبنان، وما نشر يؤكد صحة ما قلناه عن ان هذا التحقيق غير شفاف ولا علمي ولا حرفي بل تم تسريبه في دير شبيغل وصحف اخرى عربية وإسرائيلية والتلفزيون الكندي. لا يوجد أي دليل مباشر، والأمر الوحيد الذي يستند إليه القرار الاتّهامي هو الاتصالات الهاتفية، وبعض التحليلات والاستنتاجات التي لا معنى قضائياً لها"، مشيراً الى ان "النص يكرر من تعابير "من المعقول الاستنتاج" أو "يمكن الاستنتاج بصورة معقولة" أو لأن هناك كوادر من حزب الله قامت بهكذا عمليات في الثمانينيات فهم يستطيعون القيام بهذه العملية". وأكد أن "ما يجري هو على درجة عالية جداً من الظلم والتسييس والاتّهام وان هؤلاء المقاومين الشرفاء لا يجوز أن يقال عنهم حتى انهم متهمون هم مفترى عليهم وهم مظلومون بهذا الافتراء. هذا الموضوع واضح انه هناك جهد بدأ من آب 2006 الى اليوم لتخريب العلاقات الوطنية بين الشيعة والسنّة خاصة". وخاطب نصرالله جمهوره قائلاً: "أؤكد لكم ان مقاومتكم التي تدعمونها وتؤمنون بها ستكون أكبر من الفتنة وأكبر من المظلومية وأكبر من الاتّهام. واضطر الحزب إلى عقد مؤتمرَين صحفيين، الأوّل قانوني سياسي وآخر فني يتناول الاتصالات، ليكرّر مجدداً أنّ صدور القرار الاتّهامي يهدف إلى "اتهام مقاومين شرفاء"، وتشويه صورة المقاومة".

رعد ـ جريصاتي

وفي 23 آب (أغسطس) 2011، عقد النائب محمد رعد والمحامي سليم جريصاتي مؤتمراً صحافياً خصص لتفنيد القرار الاتّهامي، وعادا فيه الى معزوفة "تسييس الإدعاء لإخفاء الحقيقة وإلباس مقاومين شرفاء تهمة ارتكاب الجريمة ظلماً وبهتاناً". ووصفا القرار الاتهامي بأنه "قرار سياسي أملته المصالح الأميركية والإسرائيلية التي يتوهّم أصحابها والمتواطئين معهم ان باستطاعتهم إحكام الخناق على المقاومة وابتزازها ووضعها بين خياري تشويه صورتها وسمعة مجاهديها ووسمها بالإرهاب وصولاً إلى تسعير فتنة عمياء بين اللبنانيين، والخضوع والاستسلام لمشروع الهيمنة الأميركية الإسرائيلية على لبنان". ولم يوفرا المدعي العام دانيال بلمار، فقالا: "ان مضمون القرار الاتّهامي جاء مطابقاً للتسريبات الاعلامية التي تعمّدتها لجنة التحقيق الدولية من أجل أن يعتاد الرأي العام على الأكاذيب والتزوير والتلفيقات التي يستند إليها التحقيق، كما ان المقاومة أحبطت مفاعيل القرار، فجاء غير قابل للتصديق إلاّ من قِبَل المندمجين في مشروع استهداف المقاومة الذين يزعجهم التفكير باحتمال تورط إسرائيل بالجريمة". ووصفا بلمار بـ"الموظف المنضبط بمسار سياسي في التحقيق اضطره لانتاج فبركات ظرفية توسلاً لإصدار القرار الذي يخدم الهدف السياسي المرسوم له، ويأتي القرار الاتّهامي ليتحدث بنفس المنطق الإسرائيلي حول المقاومة فيصف أعمالها بالإرهابية ويطلق أحكاماً حول "حزب الله" مما يؤكد ان الأميركيين والإسرائيليين شركاء في صياغة نص القرار بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولا هدف له الا ادراج أسماء مقاومين في خانة الاتّهام لتشويه الصورة والسمعة وابتزاز المقاومة من ورائهم". وخلصا الى إعتبار ان "كل ما يصدر عن المدّعي العام والمحكمة الدولية يأتي في سياق روزنامة سياسية ترمي إلى استهداف المقاومة ووسمها بالإرهاب لمحاصرتها وإسقاطها وتصفية الحساب معها".

الإتهام وقضية الأمة

استغل السيد نصرالله خطابه الذي ألقاه في 26 آب 2011 لمناسبة "يوم القدس العالمي" لربط قضية "الأمّة العربية" بالقرار الاتّهامي، واعتبر أنه "بعد الفشل في الاستهدافات العسكرية وآخرها حرب تموز والاستهدافات الأمنية وآخرها اغتيال عماد مغنية، وصل الاستهداف إلى المحكمة الدولية، ليتكشف كم هي مسيّسة ولماذا أُنشئت وكيف وضع قانونها وأُجريت فيها محاكمات غيابية واستُهدفت سوريا والضباط الأربعة وآخرون ثم "حزب الله" وكيف تتم حماية شهود الزور حتى الآن وكيف يُفرض أي قرينة أو شاهد على اتهام إسرائيل". وقال: "كل هذا يؤكد طبيعة الاستهداف وحجمه، عندما أخرج أنا وأخواني لنشرح ونوضّح لا لنقنع الإدارة الأميركية ولا مجلس الأمن الدولي ولا بلمار ولا كاسيزي ولا بعض الشخصيات السياسية في لبنان، فهؤلاء ركّبوا المشروع ويسيرون فيه، إنما نخاطب الرأي العام الذي نراهن على مساندته المقاومة وادراكه لهذه المؤامرة، فما صدر عن المحكمة وما سيصدر عنها لا قيمة له، والمتّهمون من المقاومة هم مظلومون ويتحمّلون تبعات انتصار المقاومة".

جريمة عدم تسليم المتّهمين

خلاصة كل ما صدر عن القيّمين على حزب الله وتأكيدهم انه لن يصار إلى تسليم المتّهمين، و"إن بعد 300 سنة"، تشير الى ان ثمة جريمة تدخل في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. فقانون العقوبات اللبناني، يعتبر كل من قام بإخفاء شخص أو أكثر من الذين اشتركوا في ارتكاب الجريمة عن وجه العدالة، يعدّ تدخلاً في الجريمة بحسب المادة 219 من قانون العقوبات اللبناني. وتنص هذه المادة على ما حرفيته: "يعاقب القانون المتدخلين في ارتكاب جريمة، عبر إخفاء شخص أو أكثر من الذين اشتركوا في ارتكاب الجريمة عن وجه العدالة، بالأشغال الشاقة المؤبدة أو الموقتة من عشر سنوات إلى عشرين سنة إذا كان الفاعل يعاقب بالاعدام، أما إذا كان عقاب الفاعل الاشغال الشاقة المؤبدة أو الاعتقال المؤبد حكم على المتدخلين بالعقوبة نفسها من سبع سنوات إلى خمس عشرة سنة. وفقاً للمادة 220 من قانون العقوبات اللبناني".

إن إصرار المسؤولين في "حزب الله" على انهم لن يسلّموا المتّهمين بموجب قرار الاتّهام الصادر عن المدّعي العام، الذي صادق عليه قاضي الإجراءات التمهيدية، وان بعد مرور قرون، وإعتبارهم ان هؤلاء هم من "المقاومين" ومن "الشرفاء" وانهم يعتبرون بمثابة "قديسين مطوّبين لا تعلوهم رتبة للقداسة". يعني بشكل صريح ان "حزب الله" قرّر إخفاء شخص أو أكثر من الذين اشتركوا في ارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عن وجه العدالة، مما يشكل جريمة يعاقب عليها القانون اللبناني. ويتوجب على السلطات القضائية اللبنانية، إما عفواً أو بناء على طلب يردها من الحكومة، تحريك دعوى الحق العام بحق مسؤولي "حزب الله"، الذين صرحوا عبر وسائل الاعلام انهم سيقاومون تسليم المتّهمين إلى المحكمة الخاصة بلبنان، بجرم التدخّل في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، عبر إخفاء شخص أو أكثر من الذين اشتركوا في ارتكاب الجريمة عن وجه العدالة.

 

 

 

وزير العدل السابق شارل رزق: كان لا بد من المحكمة الدولية لأن القضاء اللبناني معدوم

بيروت - وليد شقير/الحياة

ماذا يقول وزير العدل السابق شارل رزق الذي رافق التحضيرات لقيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قبل 4 أيام من بدء محاكماتها المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عما رافق إنشاءها وعن التوقعات منها؟

«الحياة» التقت رزق أمس، وقال إنه كان لا بد من اللجوء الى المحكمة الدولية على رغم عيوبها لأن القضاء اللبناني لم يستطع فعل شيء بالنسبة إلى الجرائم التي حصلت خلال السنوات العشر الماضية. وتوقع أن يسعى محامو الدفاع فيها الى تأخير المحاكمات والمماطلة فيها. ورأى أن أكبر خطأ كان إقفال البرلمان لمنع إقرار المحكمة فيه، وأن «حزب الله» اعترف بالمحكمة حين قبل في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بتمويلها مرتين، وأن «14 آذار» اعترفت بأن وظيفة المحكمة محاكمة أفراد وليس أحزاباً.

وقال رزق إن قوة قرار المحكمة ستكون معنوية بنسبة كبيرة، وأنه بصدور الأحكام الغيابية تنتهي مهمة المحكمة ويعود الأمر إلى القضاء اللبناني الذي اعتبر أنه لن يحضر المحكومين.

وهنا نص الحوار:

> رافقت كوزير للعدل عام 2007 جهود إنشاء المحكمة الدولية وهي ستبدأ المحاكمات الخميس المقبل. هل أنت راض عن مسارها؟

- أكيد. لم أقل يوماً إن هذه المحكمة هي مثالية. قلت دائماً إن هذه المحكمة بوجودها تبقى أفضل من عدم وجود القضاء اللبناني. يعني بعد العدم اللبناني والشيء غير المكتمل على الصعيد الدولي أفضّل طبعاً الشيء غير المكتمل. أما العيوب فهي واضحة. هذه المحكمة تأخّرت كثيراً وهنالك من يقول إنها كلّفت كثيراً على الصعيد المالي. وبالمقارنة، من يقول إن هذه المحكمة يمثّل تمويلها ثقلاً على الدولة اللبنانية... هل تعلم كم يمثّل القضاء اللبناني المعدوم (العديم) من ثقل مالي على الدولة اللبنانية؟ عليك دائماً أن تفعل الأمور بالمقارنة. السياسة هي خيار. ليست خياراً بين المثالي والسيئ أو خياراً قد يكون بين السيئ والأسوأ. أظن أن هذه المحكمة على رغم عيوبها تبقى لا بدّ منها نظراً إلى انعدام القضاء اللبناني. سمعنا منذ شهرين أحد الزعماء السياسيين في مدينة ما في الشمال استدعاه المدعي العام العسكري يقول «رب ربه لهذا المدعي العام العسكري لا يحضرني إلى مكتبه». إذاً، طالما أن هناك من يقول إن القضاء لا يستطيع المسّ به، فكيف يتجرّأ بعض الناس بالقول إنهم يطالبون بأن يقوم القضاء اللبناني بمحاكمة قتلة الحريري وليس القضاء الدولي؟

> ماذا تتوقّع من بدء المحاكمات ومن الوقائع التي ستظهر خلال جلساتها؟

- هذا أمر يعود إلى القضاة وهو أمر تقني أنا لا أدخل به ولكن أتوقّع أن يسعى الدفاع كما فعل منذ البداية إلى التأخير والمماطلة. اليوم هناك محاولة تقول إن إدخال المتّهم الخامس قد يؤدي إلى التباطؤ. هذا ممكن.

> ولكن هل تتوقّع من خلال المعلومات السابقة التي كانت في حوزتك أن تظهر وقائع جديدة لم تعلن حتى الآن؟

- لا أعرف، لا أستطيع أن أقول ذلك. أنا دائماً كنت حريصاً على ألا أتعاطى بالشؤون القضائية في هذه المحكمة، لأن لا صفة لي كوزير بل صفتي أن أهيّئ الأجواء السياسية العامة لكي يستطيع القضاء الدولي القيام بمهماته.

> هناك ثغرات ظهرت في عمل المحكمة، منها التسريبات عن الشهود. جرى تعيين محقق والتحقيق قيل إنه سري. ألا تفترض الشفافية كشف النتائج؟

- أكيد. أنا لا أدخل في أسباب التسريبات. ولكنّ هناك شيئاً خطيراً والبطء بالعمل أيضاً. لكن ماذا كان حصل لو كنا أحلنا الموضوع إلى القضاء اللبناني المعدوم؟ القضاء اللبناني لم يستطع محاكمة قتلة القضاة الأربعة في صيدا عام 1999، لم يستطع فعل شيء بالنسبة الى الجرائم والاعتداءات الكثيرة التي حصلت منذ 10 سنوات، وتريده ان يضع يده على اغتيال الرئيس رفيق الحريري. أعتبر أن الذين يقولون ذلك إما لا يدرون ماذا يقولون أو يمزحون وهذه مزحة سمجة والموضوع خطير ومأسوي أو أنهم بالحقيقة يضحكون على أنفسهم ويستغبون الشعب اللبناني، مع العلم أن هناك تغييراً وتطوّراً حصلا في التعاون مع المحكمة الدولية من جانب الذين كانوا ضدها. أرى مثلاً «حزب الله» وسورية وإيران الذين كانوا ضد المحكمة بشكل عنيد عندما قامت حكومة نجيب ميقاتي التي هي حكومة «حزب الله» مئة في مئة قال أحد نواب «حزب الله» من هو مع العدالة يجب أن يكون ضد المحكمة ومن هو مع المحكمة هو ضد العدالة. أنظر كيف تغيّروا وهم لا يزالون أعضاء في حكومة موّلت المحكمة مرتين. إذا كنت شريكاً مثلاً في تمويل المحكمة فإنك اعترفت بها. موقف «حزب الله» من المحكمة هو حقيقة يتسم بالاعتدال بالنسبة إلى ما كان عليه منذ سنة أو سنتين وهذا شيء جيد وهذا الاعتدال أو التغيير الذي حصل في موقف «حزب الله» من المحكمة هو انعكاس للتطور والاعتدال العام الذي يجري على صعيد المنطقة منذ انتخاب الرئيس الايراني الجديد والتطور الايجابي الذي حصل بالنسبة إلى العلاقات بين ايران من جهة ودول مجلس الأمن لا سيما أميركا من جهة ثانية، والتي وقفت مع المحكمة. وبالمناسبة، أقول إن من وقف مع المحكمة ليس فقط الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بل أيضاً روسيا والصين. وأذكر عندما كنا في عملية انشاء المحكمة كانت علاقتي مع السفير الروسي وطيدة جداً وكان من أكثر المتحمسين من أجل المحكمة، واعتدال «حزب الله» بالنسبة الى المحكمة يعكس تحسن، ليس فقط، العلاقات بين الولايات المتحدة وايران و «حزب الله» ولكن أيضاً بينها وبين سائر الدول مجلس الامن، وهذا أمر أساسي.

> هناك خفايا رافقت إنشاء المحكمة اذ تسببت بالاعتصام الشهير في سط بيروت وأدى الانقسام إلى 7 أيار. هل لك أن تكشف لنا ما دار من مداولات في شأنها؟

- هذا الاعتصام كان من أهم المسرعات لإنشاء المحكمة من طريق مجلس الامن. والذين قاطعوا مجلس النواب واحتلوا ساحة البرلمان ومنعوا النواب من الاجتماع فيه والتصويت على أي شيء هم الذين سرعوا انشاء المحكمة من طريق مجلس الامن. وهذا خطأ كبير قام في لبنان في ذلك الوقت وارتكبه البرلمان اللبناني عندما قبل أن تسكّر أبوابه أمام الحكومة.

> هناك مداولات حصلت اثناء محاولاتك تحضير القرار اللبناني ونظام المحكمة ومع الامم المتحدة. هل كنت تشعر في حينه أن الاطراف ضد المحكمة فعلاً أم أن الموقف ضد المحكمة ظهر خارج اطار المداولات التي كنت تجريها؟

- كنت على اتصال مع جميع الاطراف ولن أدخل في موضوع رئيس الجمهورية آنذاك اميل لحود الذي ادعى لاحقاً انني لم أطلعه. كفاني أن أشير إلى أن كل مرة كان يعود الى القاضيين اللذين كلّفتهما تحرير نظام المحكمة بالتعاون مع الامانة العامة للأمم المتحدة، كنت أصطحبهما إلى مجلس الوزراء وأطلب منهما تقديم تقرير مفصّل عن كل ما كان يجري هناك لتقدم انشاء هذا النظام. ومحاضر مجلس الوزراء موجودة وتثبت ذلك علماً أن الحكومة كانت تعقد جلساتها برئاسة الرئيس لحود.

هناك أطراف سياسيون آخرون كنت على علاقة وطيدة معهم وحسنة وعلى رأسهم أمين عام «حزب الله» الذي كنت حقيقة حريصاً دائماً على أن أراه وأن أستمع إلى ملاحظاته وأطلعه على تقدّم نظام المحكمة وكان يستمع إلي وكان يعطيني النصائح التي كنت أستمع إليها وآخذها في الاعتبار إلى أن نشأ وضع سياسي معيّن وطبعاً اتخذ «حزب الله» الموقف الذي اتخذه. انا لا اريد ان انتقد ذلك وأؤكد حسن العلاقة التي كانت بيني وبينه وأشدد على الافادة التي كنت دائماً أجنيها من هذه العلاقة. لهذا أشير الى تليين موقف «حزب الله» من المحكمة.

هم كانوا ممسكين كلياً بحكومة ميقاتي التي موّلت مرتين المحكمة وهم كانوا يقبلون ويتنازلون عن ذلك. بالتالي كانوا ضمناً يعترفون بالمحكمة.

> في ظروف المواجهة في المنطقة اتّهمت المحكمة بأنها مسيّسة، اليوم الظروف مختلفة وهناك اتجاه نحو التسويات. هل تعتقد أن هذا المناخ يمكن أن يؤثر عليها وتشملها التسويات أم أن القطار انطلق ولا يمكن وقفه كما كان يقول مايكل وليامز؟

- هذه الـمـحكمة لم تـؤسس لـكي تحاكم الانظمة أو الأحزاب او أن تـسـاهم في تغيير الانظمة. وظيـفتـها محدودة بنـظامـها وهـي مقاضاة الاشخاص الفاعلين. يعني هناك 5 متّهمين لست أدري كيف سـتتجه أو سوف يحـاكمون أو لا يـحاكمون، يـبرّأون أو يجرّمون. وأظـن أن ذلـك أصـبـح مـعروفـاً ومـقبولاً ومـعـترفـاً به وإلا لمــا كــان «حـزب الله» سـكت عن هـذه المحـكـمة أو ضمناً اعترف بها بمساهمته بتمويلها. وأظن أن تطوراً مقابلاً جرى في الجهة المقابلة أي «14 آذار». عند الاستماع إلى جماعة 14 آذار عند نشوء المحكمـة كانوا يتـباهـون بأن هـذه المحـكمة ستقضي على أنظمة وأحزاب... إلى آخره. اليوم أظن أنهم فهموا أن هذه المحكمة وظيفتها هي كما يحددها النظام وإلا لو لم يكن ذلك لما كانوا قبلوا بالحكومة التي هي اليوم في المرحلة الأخيرة من إنـشـائـها حكـومـة 8-8-8. وأنا لا أستغرب لأنني أعي الـتطور الذي حصل في تـفكـير 14 آذار بالنسـبة إلى هذه الحكومة. هل تعـتـقد بأن 14 آذار كانت قبلت أن تجلس في الحـكومة وعلى قدم المساواة مع جماعة أو أشخاص أو أحزاب كانت تتهمهم بأنهم ساهموا في قتل الحريري. 14 آذار اقتنعت أيضاً بأن من هو واقف أمام المحكمة وعليه التهمة هم أشخاص وليس أحزاباً.

> صدور القرار الاتهامي عام 2011 كان الحجة التي أسقطت بسببها حكومة الرئيس سعد الحريري. واليوم هناك بحث بتشكيل الحكومة. هل إن ما يجري في الشأن الحكومي على علاقة ببدء المحاكمات؟

- أظن أن هناك علاقة، ولكن يرافق ذلك اعتراف من 14 آذار بالوظيفة الحقيقية لهذه المحكمة التي ليست مقاضاة أنظمة أو أحزاب ولكن مقاضاة أشخاص.

> ولكن «حزب لله» رفض حكومة الحريري بحجة موقفه من المحكمة الآن يقبل والمحاكمات منطلقة أن يكون على قدم المساواة أيضاً مع فريق الحريري.

- نعم هناك تطوران التقيا من جهة «حزب الله» ومن جهة «14 آذار». لما أنشئت المحكمة في حكومة السنيورة التي كنت وزيراً فيها قامت القيامة واتّهمت هذه الحكومة بأنها حكومة «اسرائيلية». جرت انتخابات الرئاسة وأتى ميشال سليمان والكل يعرف بأنه أتى بمباركة سورية وأتى بحكومة السنيورة الثانية وجرت محاولات عدة لإجبارها على التخلي عن المحكمة ولم يحصل ذلك. وذهب السنيورة وأتى سعد الحريري. وأول ما شكلت حكومة الحريري كان الجميع يتحدث عن السين-السين التقارب السعودي- السوري وكان ذلك تتوج بزيارة الحريري دمشق حيث تبادل القبلات مع بشار وقال الجميع إن تعديل الموقف عند الحريري بالنسبة الى المحكمة وارد. ثم زار خادم الحرمين الشريفين الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز لبنان والتقى مع بشار الاسد في القصر الجمهوري تتويجاً للسين -سين وكان الجميع يأمل بأن تجرى تسوية أو تنازل تاريخي للحريري بالنسبة الى المحكمة وهو ابن الرئيس الشهيد. لم يحصل ذلك ولم يتنازل طبعاً لأسباب عدة وتعود إلى المنطق. واعتقادي بأن هناك سبباً أكبر وهو معرفة واقتناع الجميع بأن موضوع المحكمة يتجاوز حتى قدرات القيادات في المنطقة الاقليمية. يعود إلى مجلس الامن، إلى الولايات المتحدة. عندما وافقت على المحكمة كان ذلك في مجلس الامن بالتوافق مع روسيا. وظهر أن المحكمة أكبر من الزعماء المحليين والاقليميين. ولكن هنا انتقد الذين كانوا يأملون بتنازل على صعيد المحكمة من سعد الحريري وجرى ما جرى. هذه المحكمة صمدت سنوات ولا تزال تصمد اليوم.

> هل تتوقع أن تؤدي المحاكمات إلى توضيح قضية شهود الزور التي كانت الحجة العلنية للخلاف داخل حكومة الحريري وأدت إلى إفشال ما سمي السين- سين؟

- قضية شهود الزور لا أعرف حقيقة إذا كانت السبب الأساسي. أظن أنها كانت حجة أكثر. وسيظهر أن هذا الموضوع ضخّم أكثر مما يستحق. أظن أن علينا أن نعي طبيعة ما سيصدر عن المحكمة الدولية من قرار. سيصدر قرار إما بالتبرئة وإما بالإدانة. أولاً ليس هناك إعدام لأن الإعدام ممنوع في النظام الدولي، ثانياً إما هذا القرار يستأنف ومن يستأنف القرار يطيل عمر المحكمة أو لا يستأنف. وإذا لم يستأنف يصدر هذا القرار نهائياً عندئذ تكون المحكمة قامت بواجبها ويعود القضاة إلى بيوتهم. وتعود الصلاحية إلى القضاء اللبناني ويكون القرار غيابياً لأن هؤلاء لم يحضروا. ويمضي بعض الوقت ثم يظهر الغائبون ولم يعودوا غائبين. فيزول القرار.

> أنت تعتقد أن يحضر القضاء اللبناني اليوم لإعادة هؤلاء ومحاكمتهم؟

- قوة القرار ستكون قوة معنوية كبيرة جداً ولكن يجب اليوم أن نكون واقعيين. القرار عندما يتخذ من جانب المحكمة لا يستوجب أن تشن حرب على «حزب الله» وسورية وإيران من أجل جلب هؤلاء، طالما لم تحصل حرب على النووي الايراني تريد أن تحصل حرب على إلقاء القبض على هؤلاء الخمسة.

> قبل يومين قال مصدر ديبلوماسي غربي لـ «الحياة» إن الازمة السورية عندما تنتهي ستنكشف أمور جديدة عن اغتيال الرئيس الحريري. ما رأيك؟

- فلتنتهِ الازمة السورية ولكل حادث حديث. هناك ملفان أساسيان يهيمنان على العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران طالما أن ايران اليوم دولة أساسية وهي تسيطر على سورية. سورية أصبحت بالنسبة الى ايران اليوم كما كان لبنان بالنسبة الى سورية منذ سنوات قبل الثورة. من هذين الملفين الوحيد الذي يهم الولايات المتحدة هو الملف النووي لأنه ملف استراتيجي عالمي، أما الملف السوري في نظر الولايات المتحدة فهو ملف ثانوي جداً. وهم مستعدون لكل التنازلات في سورية لنيل ما أصبحوا على وشك أن ينالوه من ايران على الصعيد النووي. بالنسبة الى الموضوع السوري عليك أن تنتظر لسنوات وأرجو ألا يكون لعقود.

 

غموض "غير بنّاء" يلف الوضعين اللبناني والاقليمي

ثريا شاهين/المستقبل/تؤكد مصادر ديبلوماسية، أنّ تطوّر الموقف في المنطقة ومستقبلها لا يزال غير واضح وهذا ما ينسحب على مستقبل الوضع اللبناني. ذلك أنّ مرحلة من الغموض "غير البنّاء" بكل أسف تلفّ الوضع الاقليمي ومن ضمنه اللبناني، وتوضيح صورة الموقف مرتبطة إلى حد كبير، باتضاح صورة الحل في سوريا من خلال مؤتمر "جنيف2" الذي لا يزال موعده قائماً في 22 كانون الثاني الجاري. إنّها مرحلة غير سهلة، تشدّد المصادر، على أهمية استمرار المظلة الدولية التي تحمي لبنان من الانفجار الكبير، وإلاّ لكانت الأوضاع تفجّرت بشكل أوسع منذ أشهر. والمظلة مستمرة على الرغم من عمليات التفجير التي طالت أكثر من منطقة في الآونة الأخيرة. لكن ذلك يبقى محدوداً نسبة إلى خطورة الموقف في المنطقة وانعكاسات الأمر على لبنان. ولفتت المصادر إلى أنّ التأثير الاقليمي له الدور الأكبر على الاستحقاقات اللبنانية، التي لن تمر بسلام إلاّ إذا جرى توافق اقليمي دولي، تظهر بوادره من خلال تشكيل الحكومة في وقت قريب، وتالياً ينسحب على استحقاق الانتخابات الرئاسية. لكن إذا تعذّر حصول الاستحقاقين يعني أنّ الوضع صعب. الدور السعودي أساسي، وفقاً للمصادر، وهناك مساعٍ متعددة تُبذل من أجل حصول حلحلة على مستوى العلاقة مع طهران. حتى الآن لم تثمر هذه المساعي، لكن الجهود مستمرة ومن غير الواضح موعد حصول انفراج في العلاقة هو محور اهتمام غربي في مرحلة ما بعد التفاهم مع طهران المبدئي على البرنامج النووي الإيراني.

على المستوى المرحلي اللبناني، هناك بحث بمخرج للموضوع الحكومي، وهناك مناخ ايجابي قائم لكن يلزمه العمل عليه لتحقيق نتائج فعلية، وهذا المخرج يساعد في تثبيت المظلة التي تحمي الاستقرار ما ينعكس ارتياحاً على الساحة الداخلية أولاً، ثم تجنيب لبنان مزيداً من انعكاسات الوضع السوري خصوصاً على المستوى الأمني.

اقليمياً مؤتمر "جنيف2" يعد مؤشراً لمصير الغموض الحاصل في المنطقة. ثمّة توجه لاستبعاد إيران وعدم دعوتها، وهذا يتضح في لقاء الغد بين وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف. واشنطن لا تريد إعطاء إيران دوراً في الحل كلاعب أساسي، إنّما روسيا يهمها مشاركتها لأنّها تعتبر أنًها فاعلة في الوضع السوري، وإذا ما كانت جزءاً من المشكلة فيجب أن تكون جزءاً من الحل، وإلاّ كيف يطلب منها الالتزام بمقررات "جنيف1" قبل المشاركة في "جنيف2"، وموسكو تعتبر أنّه لو لم تدع إيران إلى المؤتمر فهذا لا يعني أنّها خارج الحل والتأثير بإيجاده.

إنّما ما يزيد الوضع غموضاً في المنطقة، وتالياً في لبنان، هو أنّ كل المعطيات تشير إلى أن "جنيف2" لن يخرج بنتائج فعلية في مسار تنفيذ وثيقة "جنيف1"، ولن يخرج بمقررات محددة، بل سيصار إلى الاتفاق على موعد جديد لانعقاده لمتابعة البحث في الحل السلمي للأزمة السورية، ويتبين أنه لن تكون هناك بوادر حلول خلال الأشهر القليلة المقبلة، وانّ الوضع السوري مرشّح للاستمرار على ما هو عليه.

وثمّة مسألة أخرى ستسهم في توضيح صورة الموقف في المنطقة، وهي مستقبل التفاوض حول إزالة البرنامج النووي الإيراني. المرحلة الحالية هي لاجتماعات على مستوى الخبراء لبحث تنفيذ الاتفاق الأولي الذي وقع في 24 تشرين الثاني الماضي، والعبور من خلاله نحو الاتفاق النهائي الذي سيعمل على بحثه بالتزامن، من أجل إنهاء البرنامج والعقوبات على إيران بالتوازي.

اتفاق النووي، وفقاً للمصادر، مفتوح على مساحة واسعة من "الصفقات" التي لا تنتهي، إذ تبدأ بالنووي وستمتد إلى ملفات المنطقة المتشعّبة في مرحلة ثانية بعد الانتهاء من إزالة النووي، وقد لا تنفصل عن المرحلة الأولى، الغرب يريد الفصل بين المراحل، والبوادر بدأت من خلال طريقة التعامل مع ضرورة عدم دعوة إيران إلى "جنيف2" لتلافي إعطائها دوراً أو ثمناً للتخلي عن النووي. إنّما ما هو مطلوب منها هو المساعدة في حل مسائل المنطقة العالقة دون أن يكون لها دور اقليمي معترف به، وهذه المسألة بدورها ستستغرق وقتاً، تطول معها مرحلة الغموض في المنطقة، فضلاً عن ما يتصل بالوضع اللبناني، فهل يمكن اختراقها بتفاهمات مرحلية اقليمية دولية؟

 

 سوريا.. هل أنهكت كل الأطراف

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

حالة الإرهاق تبدو علاماتها بينة على معسكر المعارضة والنظام والحلفاء والمتفرجين عموما. فقد مرت ثلاث سنوات صعبة وعنيفة في تاريخ سوريا هي الأسوأ، عكست حالة الرغبة القاطعة لدى معظم الشعب السوري في التخلص من قيادة بشار الأسد ونظامه. كما عكست قدرة النظام على التمسك بوجوده من خلال ما بناه على الأرض من أجهزة أمنية وعسكرية مرعبة عكست طبيعة المؤسسة الأمنية التي ماثلت نظام صدام البعثي في العراق، والنظام الكوري الشمالي. كما أن الصراع الإقليمي، محور طهران ضد محور الرياض، بلغ ذروته ولم يتخل أحدهما عن موقفه؛ فالإيرانيون بذلوا الكثير من أجل مساندة الأسد، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، والشيء مثله فعلت الرياض، ولا تزال المعركة مستمرة حتى في الترتيبات لمؤتمر «جنيف 2». فالسعودية من خلال تصريحات وزير خارجيتها العلنية تقول إن «جنيف» المقبل يجب أن يقوم على توصيات وقرارات «جنيف» الماضي.. سوريا بلا أسد، وتشكيل هيئة انتقالية. وهكذا، فإن الوضع السوري الميداني مرهق، بشريا وإمكانات، بسبب عدم تفوق أحد الطرفين. وهذا الإرهاق المتبادل ينذر بطول أمد الحرب باستمرار النظام متمترسا في العاصمة، واستمرار المعارضة قادرة على مطاردة قوات النظام في أنحاء البلاد. بين هذا الكر والفر قد تتفق القوى المختلفة، باستثناء نظام الأسد نفسه، على خيار التفاوض وتضييق المسافة بين المعسكرين. وهنا يقع «جنيف» في المنتصف، حيث يمكن إعادة فكرة الحل الانتقالي إلى الحياة، التي تستوعب عمليا الجميع باستثناء الأسد وبعض رجاله. وهناك من يشكك في قدرة المعارضة على التعامل مع مثل هذا التطور لأنها مفككة من داخلها وعاجزة عن الدفاع عن أي حل تتبناه أمام الصراع على المناصب الذي يستتر وراء دعاوى التخوين واللاءات السياسية. وعادة تكون الحلول السياسية ناجحة فقط عندما تصبح الأطراف مرهقة، وبعد أن تكون قد استهلكت طاقتها، ومعاركها، ووعودها، والجمهور نفسه يكون أكثر واقعية وقبولا بالحلول الوسط، فهل أصبح الجميع فعلا مستعدا للقبول بحل الانتقال؟