المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 19 كانون الثاني/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/انجيل القديس لوقا 19/37-40/أقول لكم: إن سكت هؤلاء، فالحجارة تهتف

*افخاخ بري وجنبلاط تصطاد الحريري لتخرجه من بيئته وتبعده عن مؤيده وتضرب 14 آذار

*بالصوت/الياس بجاني يقرأ في حقيقة الهوة المخيفة بين شعب وقادة 14 آذار/عناوين الأخبار/18 كانون الثاني/14

*نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/18 كانون الثاني/14

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*نعم ل 14 آذار الشعب ولا ل 14 آذار القادة/الياس بجاني

*المستقبل والتبعية/شارل جبور

*حزب الله وورق التوت/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

*الجيش يتراجع عن بيانه الأول ويقر بأن قصف عرسال تمّ من لبنان   

*تراجع حدة الاشتباكات بين التبانة وجبل محسن في طرابلس مع استمرار عمليات القنص على طول اوتوستراد التبانة

*إرهابيّون متوارون عن العدالة بداعي "مكافحة الإرهاب"/وسام سعادة/المستقبل

*المحكمة الدولية تعاود جلساتها الاثنين: تصاريح تمهيدية لفريقي الدفاع عن عنيسي وبدرالدين

*لم يتعب المجرم من إجرامه ولا من محاولاته لجرّ الآخرين الى الفتنة

*إستنفار أمني غير مسبوق في الضاحية: الجيش يفتش و"الحزب" يتحقّق

*جرح 3 شبان بسقوط 3 قذائف في راس بعلبك

*جريحان في الاشتباكات الليلة في طرابلس والجيش رد على مصادر النيران بشكل مباشر وكثيف

*الجيش: توقيف احد ابرز المطلوبين في رأس العين بعلبك

*القاضي صقر يكلف خبيرا عسكريا تحديد مصدر الصواريخ التي سقطت على عرسال.. والحجيري: أطلقت من مناطق تواجد حزب الله

*مجزرة الأطفال» في عرسال تعزّز المخاوف من «التصعيد المباغت»

*«8 آذار» رحّبت بكلام زعيم «المستقبل» من لاهاي

*بري: الحريري غلّب حسّه الوطني  رغم المناسبة القاسية والمريرة

*أكثر من 880 ألفاً عدد النازحين السوريين إلى لبنان

*عرسال تسأل: لماذا نُقصف من مناطق حزب الله؟ ولما لا يعلن ميقاتي الحداد على شهدائنا/طارق نجم/موقع 14 آذار

*النائب معين المرعبي: حزب الله" أطلق صواريخه من مثلث نعمات/يثأرون من المعارضة من خلال عرسال

*سلام في بعبدا خلال 24 ساعة لإعلان التشكيلة الحكومية

*القوات اللبنانية تسير عكس إرادة الرياض

*جعجع: لا لزوم للمشاركة في الحكومة دون حد أدنى من التغيير السياسي ولا مواقف متباينة داخل قوى 14 آذار

*إدراج إعلان بعبدا في البيان إخراج للانسحاب من سوريا

*نديم الجميل لـ"السياسة": أدلة المحكمة دامغة  و"تورط حزب الله في سورية استجلب الانتحاريين إلى لبنان"

*الحريري التقى في باريس السفير الأميركي في لبنان

*كسْر جليد» سعودي - إيراني «يلفح» لبنان و«يفرج» عن الحكومة الجديدة مطلع الأسبوع

*الراعي استقبل ممثل الرئيس الفرنسي وعرض معه التطورات

*اعمال صيانة" داخل 14 آذار والحكومة على "لياليها"

*عرسال تقاوم الفتنة وتنتظر تحديد مصدر الصواريخ

*بري يدور زوايا البيان الوزاري بأكثر من صيغـــة

*ترجيح إعلان ولادة الحكومة اللبنانية مطلع الأسبوع المقبل

*الرئاسة الأولى تتحدث عن إيجابيات ودفعة للأمام أفرزتها مواقف الحريري

*ضغط أميركي وفرنسي لتشكيل الحكومة والحريري يربك حلفاءه

*رئيس الجمهورية استقبل ماروني والحوت واطلع من فاضل على الملفات الامنية

*سمير فرنجية: نحن على أبواب مرحلة جديدة عناوينها الاتفاق النووي الايراني وسلطة انتقالية في سوريا وتجديد المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية

*قراءة سياسية في موافقة الحريري على المشاركة بحكومة مع حزب الله

*مصادر 14 آذار لـ”أخبار اليوم”: جعجع لن يسمح لـ”حزب الله” او سوريا بإحداث تباعد بينه وبين الحريري

*بري: الحريري أظهر حرصا كبيرا على المصلحة الوطنية

*جنبلاط: موقف الحريري مؤشر إيجابي

*من هم وزراء التشكيلة الجديدة؟

*المشنوق: جعجع والمستقلّين مصرّين على تفاهم سياسي حول البيان الوزاري قبل التأليف

*باسيل: كلام الحريري اساس يبنى عليه تفاهمات وطنية

*الأسير ينشر فيديو حول "مشاركة حزب الله" في معركة عبرا

*فادي كرم: متوافقون مع الرئيس سعد الحريري على الخطوات الضرورية لتشكيل حكومة تكون الافضل للبنانيين

*الضاهر: التكفيريون ليسوا هم الخطر على لبنان بل تنظيم حزب الله ومشروع ايران في المنطقة

*قاطيشه: الإتّفاقات الإستراتيجية لن تتغير بين "القوات" و"المستقبل" حتى إن دخل الحكومة مع حزب الله

*عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد الحجار: الحريري عوّد اللبنانيين على اتخاذ مواقف مسؤولة

*فارس سعيد: لا احد داخل قوى "14 آذار" يقول لا لمبدأ الشراكة

*النائب بطرس حرب: انعقاد المحكمة انتصار للعدالة في لبنان وأصوات نواب جبهة النضال قد تحسم موضوع الاستحقاق الرئاسي

*فيصل كرامي: لملاقاة الرئيس الحريري في منتصف الطريق

*المستشار الدبلوماسي لرئيس جمهورية فرنسا ايمانويل بون زار عون مجدداً دعم مؤسسات الدولة: لتشكيل حكومة تعالج الملفات

*جريدة المستقبل/يقال

*المشنوق: موقف الحريري إعلان نوايا إيجابي والتعامل معه يجب أن يكون بهذه الحدود

*فريق من الوكالة الذرية في ايران لمراقبة تطبيق الاتفاق النووي

*هكذا دافع كامل حمادة عن مطعمه في كابل

*البيان الختامي لمؤتمر لجنة القدس يؤكد على دعم مطلب إقامة دولة فلسطين.. ومنصور يدعو لقرارات عربية تنقذ المسجد الاقصى

*دعوا حزب الله يقاتل في سورية/حسن صبرا/الشراع

*عندما تكون السفاهة والمكابرة على منابر "حزب الله" دليل التورط!

*عن قذارة جريدة الأخبار/وأصبح للرعونة "أمين"/جوزيف الهاشم/المستقبل

*مقابلة من مجلة الشراع مع النائب السابق صلاح حنين

*أسئلة مشروعة عن تفجير الضاحية: حزب الله مرتبك ام مستهدف ام متواطىء؟

*محكمة تحكم حكومة/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

*معادلة الحكومة الجامعة تفرق 14 آذار/مايا جبيلي/لبنان الآن

*هل يذهب الأسير إلى العدالة الدولية أم القصاص الشرعي/محمد سلام

*الراعي زار دير ما ضومط للراهبات الأنطونيات لمناسبة عيد مار انطونيوس: لكنيسة تدرك أن غناها للفقراء ولرسالة الإنجيل والمحبة والرحمة

*السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل للحياة : لبنان أمام فرصة ندعمها ليختار رئيساً لا حوار مع حزب الله ولا تسوية على المحكمة الدولية

*الخامنئي وحماية نظام دمشق المجرم/داود البصري/السياسة

*هكذا قال المجرم دائماً: خذوني/محمد مشموشي/المستقبل

*خلاف المعارضة على الذهاب لجنيف/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*تونس.. و«المرشد» الفقيه/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/انجيل القديس لوقا 19/37-40/أقول لكم: إن سكت هؤلاء، فالحجارة تهتف

ولما اقترب من منحدر جبل الزيتون، أخذ جماعة التلاميذ يهللون ويسبحون الله بأعلى أصواتهم على جميع المعجزات التي شاهدوها. وكانوا يقولون: تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى! 

له بعض الفريسيين من الجموع: يا معلم، قل لتلاميذك أن يسكتوا!  فأجابهم يسوع: أقول لكم: إن سكت هؤلاء، فالحجارة تهتف!

 

أفخاخ بري وجنبلاط تصطاد الحريري لتخرجه من بيئته وتبعده عن مؤيده وتضرب 14 آذار
بالصوت/الياس بجاني يقرأ في حقيقة الهوة المخيفة بين شعب وقادة 14 آذار/عناوين الأخبار/18 كانون الثاني/14

 نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/18 كانون الثاني/14
نشرة الأخبار بالإنكليزية

 

نعم ل 14 آذار الشعب ولا ل 14 آذار القادة
الياس بجاني/18 كانون الثاني/14/نعم إنها غربة قاتلة بين بعض قيادات 14 آذار وبين شعب 14 آذار. قيادات 14 آذار في سوادها الأعظم منقادة لمصالحها والمغانم ومرتبطة بمرجعيات داخلية وخارجية تقرر عنها وهي تنفذ. نعم للأسف هذه هي حالة معظم قادة 14 آذار. منهم المتميز على طريقته الإنكشارية اللا أخلاقية والانتهازية، ومنهم من لا ضمير ولا وجدان عنده ومعروض للبيع لمن يدفع أكثر، ومنهم من هو صياد فرص وقناص لا يقل خطورة عن جنبلاط التاجر وعن بري المراوغ. هؤلاء هم علة العلل ومنذ 2005 لم نرى منهم غير بيع الوطن ورهن قميصه ومص دماء المواطنين واللعب على الحبال والتراجع والمساومات ولحس المبارد والتلذذ بملوحة دماء شعبنا. إن أخطر ما ارتكبه هؤلاء من إجرام بحق لبنان هو إبعاد العنصر الشيعي الوطني عن 14 آذار والاستمرار بمسايرة ومرواغة بري الحربائي وعدم مواجهة طعنات جنبلاط. هؤلاء باختصار لا يصلحون للقيادة والنتائج لم تعد بحاجة إلى المزيد من الإثباتات. بالتأكيد أن الشرائح المنتمية عن غباء لأحزاب في 14 آذار وقاتلة بداخلها حاسة النقد سوف تبرر لقادتها أفعالهم الشنيعة كما دائما وهذا تصرف مرّضي معروف في علم النفس تحت مسمى التبرير
Rationalization، تبرير اللامنطق بأسلوب منطقي وذلك للتهرب من المواجهة وتحمل المسؤولية. في الخلاصة نحن شعب حر وعنيد ومطلع وواعي ومن هنا نقول نعم ل 14 آذار الشعب ولا ل 14 آذار القادة. إن منطق التبرير باستعمال لغة المنطق هو تصرف معروف في الدفاعات النفسية في علم النفس. التبرير المرّضي كلام غير حر وهو ظاهرة مرّضية للأسف تفتك بكل الشرائح اللبنانية المنتمية للأحزاب وللمجوعات السياسية وهي تدرك أن لا قرار لها ولا رأي وأنها مرغمة على السير وراء القائد السياسي وإلا طردت خارج الحزب أو التنظيم ونزع عن صدرها الزر أو سحب منها المسمى. هذه كارثة ثقافية وكارثة. إن المواطن القاتل للحس النقدي بداخله والمتلحف بمنطق التبرير المرّضي هو مواطن راضي بالعبودية ومتخلِ عن حريته.

 

المستقبل والتبعية

شارل جبور/التنازلات التي يقدم عليها "المستقبل" باستمرار تبعدني عن قياداته لا جمهوره الذي اعتبر نفسي جزءا لا يتجزأ من هذا الجمهور الذي رفع شعار "لبنان أولا" ودفع ويدفع ثمن التزامه بخيار الدولة ورفضه تنازل قياداته... أجدد انتسابي إلى السنية السياسية التي استكملت ما بدأته المارونية السياسية في مواجهة الوصايتين السورية والإيرانية، وأعول على الشارع السني لمواصلة هذه المسيرة النضالية جنبا إلى جنب من أجل تحرير لبنان وقيام الدولة.... دخول "المستقبل" إلى الحكومة من دون مسيحيي 14 آذار أو بعض منهم، يعني أن "المستقبل" بات يبدي "حزب الله" على شركائه المسيحيين.. وإنعاشا للذاكرة فقط قول الرئيس سعد الحريري في الذكرى الخامسة على استشهاد الرئيس رفيق الحريري: "لا يفرقني عن حلفائي في 14 آذار إلا الموت". اعتذر من الرفاق في 14 آذار وتيار "المستقبل"، موقف الرئيس سعد الحريري اليوم لا يُمثلني ولا يعبر عن تطلعاتي واعتبره تنازلا غير مقبول ويضعف، أقله، ظروف المفاوضات الجارية...

 

حزب الله وورق التوت!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط

مزيد من ورق التوت يتساقط عن جسد حزب الله فاضحا وكاشفا حقيقته البشعة والقبيحة للغاية. مع انكشاف الأدلة والبراهين والحجج القانونية المقدمة ضد حزب الله في لاهاي لدى المحكمة الدولية والمنعقدة لأجل محاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، كلها حتى الآن تقدم وصفا تفصيليا دقيقا عن تخطيط الحزب ومراقبته للفقيد منذ فترة ليست بالقليلة والإعداد الجيد والمتكامل لهذه الجريمة الإرهابية من اتصالات ومشتريات وتحركات وتمويلات، كلها تصب لنفس الهدف الشرير، وكلها تدين الحزب وإجرامه. كل هذه التفاصيل المقززة والمرعبة والإجرامية تؤكد التحول الكامل لنهج حزب الله منذ اغتيال رفيق الحريري وصولا لسلسلة الاغتيالات المستمرة بحق الشخصيات اللبنانية الوطنية المعارضة لنهجه الإجرامي حتى «غزوة بيروت» التي قام فيها باحتلال أجزاء من المدينة وقتل أبنائها وإثارة الفتن والفزع والرعب فيها حتى غزوه لسوريا لقتل شعبها ومشاركة نظام مجرم سفاح، يقتل مواطنيه بكل الوسائل. إنه مسلسل مستمر من الجرائم والأكاذيب والتضليل كله باسم المقاومة وباسم الدين وكلاهما منه براء. وليت الموضوع توقف عند ذلك فحسب ولكن هناك ملفات عظمى سيأتي دورها قريبا جدا لفضح وكشف المزيد من الملفات السوداء لهذا الكيان، فالكثيرون لا يزالون يذكرون خطب زعيم الحزب حسن نصر الله وهو يرعد ويتوعد أمام أنصاره «مفرقا» بين الأموال التي يتلقاها الحزب واصفا إياها بأنها المال «الطاهر» وبين الأموال التي يتلقاها الفرقاء اللبنانيون الآخرون بأنها عكس ذلك تماما. ولكن يا ترى ما هي حقيقة مصادر هذا المال «الطاهر»؟ إنه السر القبيح الذي لم يكشف عنه حتى الآن، وإن كانت الشائعات والأخبار تتناقل وتتهامس عن تلك المسألة بشكل لا يتوقف أبدا. فمعروف تماما أن الحزب يتغذى من أموال تأتيه من رجال أعمال في أفريقيا، وكثير منهم يعملون في تهريب الماس وغسل أموال ساسة أفارقة وتجارة السلاح لفرقاء الحروب الأهلية في مناطق ملتهبة مثل ليبيريا وساحل العاج ونيجيريا (وهذه مسائل معروفة وتم الكشف عنها) ويعاد «توزيعها» إلى الداخل اللبناني بشكل فج ومريب عبر تملك العقارات والأراضي بشكل فيه مبالغة في قيمة الأسعار أو إنشاء وإطلاق مشاريع تجارية مثيرة للجدل لما فيها من اعتداء على حقوق ملكية فكرية واضحة. أتذكر قيام أحد رجال الأعمال الذي يزعم أنه من المحسوبين على الحزب بإنشاء قهوة «الصخرة الصلبة» ويقال إنه محسوب على شركة سلسلة المطاعم الدولية ذات نفس الاسم والامتياز المعروف ولكن هذا الامتياز كان يملكه في لبنان مستثمر خليجي معروف، وقام بإنشاء مطعم بنفس الاسم ولكنه لم يستطع «إيقاف» ولا «منع» المطعم الجديد. وهذا المال كان يأتي كما يتردد من مزارع «حشيشة الكيف» بالبقاع وبعلبك، وكذلك الأمر من مزارع «مريبة» في أميركا اللاتينية، وهناك بنوك معروفة كانت قنوات تمويل وتبييض لهذا المال «الطاهر» دون أن يجرؤ البنك المركزي اللبناني على الكشف عنه إلا بعد أن تقدمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكاوى صريحة أدت لمعاقبة بعض من تلك المصارف. لكن المال «الطاهر» لا يزال صندوقا أسود لم يفتح بعد لكشف وفضح كل تفاصيله الجهنمية التي سيجري فيها معرفة أمور مذهلة، توضح الشبكات التي تدعم وتمول العمليات الإجرامية والإرهابية للتنظيم المجرم المسمى بحزب الله. حسن نصر الله الذي تضمنت خطبه الادعاءات التي لم يعد من الممكن تصديقها فقد كل مصداقية وجدارة كانت له من قبل. انتهت شرعية خطاب المقاومة وانكشف الوجه الإجرامي والإرهابي لهذا الكيان ولم يعد من الممكن التعامل معه «لبنانيا» إلا أنه سرطان يهدد السوية الاجتماعية وبات يشكل خطرا إقليميا متعاظما وله دور عظيم في انتشار الفتنة الطائفية والاستبداد السياسي والإساءة للأديان. ورق التوت يستمر في السقوط والقادم مذهل أكثر!

 

الجيش يتراجع عن بيانه الأول ويقر بأن قصف عرسال تمّ من لبنان   

صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "إلحاقا لبياناتها السابقة، وبنتجية كشف لجنة عسكرية مختصة من الجيش على أمكنة الصواريخ التي سقطت ليل أمس وفجر اليوم في بلدات: عرسال، رأس بعلبك والفاكهة، تبين أن مصدر إطلاقها المناطق الواقعة شرق بلدة عرسال". وكان الجيش قد أعلن، أمس أن مصدر الصواريخ على عرسال هو " الجانب السوري". وكان رئيس بلدية عرسال قد أعلن، بعيد سقوط الصواريخ التي أودت ب9 من أبناء بلدته، جلّهم من الأطفال، أن مصدر القصف مرابض "حزب الله" في اللبوة.

 

تراجع حدة الاشتباكات بين التبانة وجبل محسن في طرابلس مع استمرار عمليات القنص على طول اوتوستراد التبانة

افادت الوكالة الوطنية للاعلام عن تراجع حدة الاشتباكات بين التبانة وجبل محسن في طرابلس مع استمرار عمليات القنص على طول اوتوستراد التبانة بين دوار ابو علي والملولة

 

إرهابيّون متوارون عن العدالة بداعي "مكافحة الإرهاب"

وسام سعادة/المستقبل

بخلاف "الاتحاد الأوروبي" الذي اجترح نظرية طريفة عن "حزب الله" فقسّمه، على طريقة المأثور عن "الجيش الجمهوري الايرلندي" بين جناحين، أحدهما مسلّح وإرهابي، فليس مطروحاً أن تمتلك "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" نظرية محدّدة حيال "حزب الله"، ولا هي إذ توجّه اتهامها لـ"أفراد" تتوسّع في الاتهام ليشمل الحزب كلّه، وإن كنا لا نزال في أول الطريق نحو كشف كيف اتخذ القرار باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكيف تتابع مسلسل الاغتيال. يبقى أنّنا أمام حزب يستدعي من كل من يقاربه استحداث أنماط من التمييز الافتراضي غير المتناسبة حقاً مع الواقع المعاش داخل هذا الحزب والذي هو أقرب ما يكون الى الدمج بين من يوصفهم الاتحاد الأوروبي جناحين متمايزين، وبين من تميزهم المحكمة بأفراد متهمين وبين حزبهم غير المتهم ككل. لكن المفارقة تكبر عند التذكير بأنّ الحزب يرفض تسليم المتهمين، ولو بعد ثلاثة قرون كما يقول زعيمه، وبالتالي هي محكمة دولية توجه تهماً ليس فقط لعناصر متوارية عن أنظار العدالة، وإنما عناصر متحرّكة ميدانياً. ثم تزيد المفارقة بالتذكير بأنه في اللحظة الذي يوجه فيه الادعاء تسلسل التهم المدعم بالأدلة ضد باكورة المتهمين في القضية، فإن "حزب الله" المتهم عناصر أساسيين فيه حالياً من محفل قضائي دولي، إنما يتعاطى "مكافحة الإرهاب" في مواجهة "الخطر التكفيري" كما يقول، ويكاد لسان حاله أن يقول إنه "يحمي لاهاي" نفسها من الخطر التكفيري! لكن "حزب الله" حقيقة هو حزب واحد موحد بما فيه الكفاية. ليس فيه جناح سلمي وآخر حربي، وليس فيه أفراد بادروا من تلقائهم من دون التسلسل الهرمي التكليفي، وليس فيه جهازان مميزان، أحدهما لمواصلة الإرهاب، والثاني لمكافحة الإرهاب. واستطراداً، ليس له سلاحان مميزان، أحدهما للمقاومة الوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي والثاني للفتنة المذهبية في الداخل اللبناني أو للقمع المذهبي للأكثرية الثائرة من السوريين. بل هو سلاح واحد. من كل ما نراه هنا نجد أن تعددية الوظائف والمشاغل تدخل أحياناً أوهام الفصل "الميتافيزيقي" بين مستويات في "حزب الله" غير مفصّلة ولا مفروزة في ما بينها في الواقع.

بالتأكيد، المحاكمة الدولية توجّه التهم لأفراد. لكن مواكبة المحاكمة الدولية داخلياً يستدعي شيئاً إضافياً: مقاربة شاملة لمسار "حزب الله" تنظر اليه كوحدة متكاملة ولو تعددت وظائفها، وهو ما لا يتأمن إلا بالنظرة اليه كجماعة سياسية ايديولوجية مهيمنة على طائفتها وعلى بقية الطوائف في لبنان. من هنا، المحكمة الدولية لها أن تتكامل مع فكرة الثورة الداخلية على مشروع هيمنة "حزب الله". وأول الثورة الداخلية الثورة الذهنية: التذكير بأن "حزب الله" ليس مركباً من أفراد معلقين في الهواء بلا تكليف "شرعي"، ولا من سلاحين أحدهما ناصع والثاني للأمور "المنزلية"، ولا من عقيدتين أحداهما ثيوقراطية خمينو - خامنائية في مواجهة المواقف الشيعية الأخرى، فيما الثانية تقاتل بذريعة "العقلانية والتنوير". هو حزب واحد. سلك واحد. عقل واحد. ليس معنى ذلك أن ترتد نظرية "الآمر الناهي" على الممانعين هذه المرة. لكنّ بمعنى إعادة تركيب الشبكة الكاملة للقتلة الذين سفكوا دماء الاستقلال اللبناني الثاني العديد من المرات، وتفكيك المفارقة الكبرى: إن إرهابيين يتوارون عن أنظار العدالة الدولية اليوم ليس لأنهم يستهدفون الامبريالية والصهيونية وإنما لأنهم منهمكين في "مكافحة الإرهاب".

 

المحكمة الدولية تعاود جلساتها الاثنين: تصاريح تمهيدية لفريقي الدفاع عن عنيسي وبدرالدين

المركزية- تعاود المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عقد جلساتها، يوم الاثنين حيث من المتوقع ان يتقدم فريقا الدفاع عن المتهمين حسين عنيسي ومصطفى بدرالدين، بتصاريح تمهيدية، قد تستمر نحو 4 ساعات. وسيتلو ذلك، سلسلة من الملاحظات لرئيس مكتب الدفاع فرنسوا رو، وهو كان طلب الكلام منذ انطلاق الجلسات يوم الخميس الماضي، الا ان رئيس غرفة الدرجة الاولى القاضي دايفيد ري، فضّل الاستماع اليه في وقت لاحق، بعد الانتهاء من التصاريح التمهيدية. ومن المرجح، ان يرتاح الجسم القضائي يوم الثلثاء. وبدءا من الاربعاء، ينطلق الاستماع الى الشهود، ولا موعد محددا لتاريخ انتهاء هذه الجلسات. كما من المتوقع ان تتخذ المحكمة قريبا، قرارها في شأن ضم قضية حبيب مرعي الى قضية عياش وآخرين.

 

لم يتعب المجرم من إجرامه ولا من محاولاته لجرّ الآخرين الى الفتنة

"المستقبل اليوم"/لم يتعب المجرم من إجرامه ولا من محاولاته لجرّ الآخرين الى الفتنة ولو بالسلاسل والدماء. ومجزرة عرسال الفظيعة أمس ليست إلا جزءاً من تلك المحاولات التي لا يقيم أصحابها وزناً لأي اعتبار أرضي بشري أو سماوي إلهي. ولا لأي قيم تميّز الإنسان وتنأى به عن الضواري والوحوش. لكن مثلما أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي في أحد الأمكنة والأدوار محاولة لتفويت الفرصة على الفتنة، فإن رد أهل عرسال على المجزرة التي فتكت بفلذات أكبادهم ودعوة الرئيس سعد رفيق الحريري لهم الى العضّ على الجرح، هما في أول المطاف وآخره، تفويت لفرصة الفتنة المنبوذة والمطلوبة بإلحاح من صنّاع الشر والبغي والافتراء والإرهاب والإجرام. وقدر عرسال كما قدر أهل ضحايا التفجيرات والاغتيالات المتتالية والمتناسلة منذ 14 شباط 2005، هو البحث عن العدالة وليس الثأر والعقاب وليس الانتقام.. والدولة وليس كيانات التفتيت والإرهاب المنظّم، ثم التمسك بنبذ الفتن وتفطيس أفاعيها وهي في جحورها، والبقاء على التمسك بالوحدة الوطنية والإسلامية، وإن كان ذلك في هذه الأيام الرهيبة يشبه القبض على الجمر باليدين العاريتين. قدر عرسال أن تدفع الجزية عن كونها لبنانية وطنية أصيلة ونقية، متمسكة بتراثها وإرثها النضالي الأخاذ وبالخط السياسي الذي رسمه الشهيد رفيق الحريري ودفع حياته ثمناً له.. خط الوطنية اللبنانية الصافية، والاعتدال في موضعه بديلاً من التطرف الأخرق، والتمسك بالدولة والشرعية بديلاً من نقيض هذه وتلك.

 

إستنفار أمني غير مسبوق في الضاحية: الجيش يفتش و"الحزب" يتحقّق

بات الدخول الى منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت معاناة يومية للمواطنين بفعل انتشار حواجز الجيش اللبناني، التي تغلق جميع المداخل للضاحية لتقوم بتفتيش السيارات، ما يسبب أزمة سير خانقة يومية وعلى مدار الساعة.

وما ان يتم التحقق من السيارات وتفتيشها من قبل افراد الجيش يدخل الزائر او القاطن الى الضاحية حيث يرى عناصر من حزب الله بلباس مدني مزودين بأجهزة اللاسلكي ويقومون بالتحقق ايضا من السيارات، خصوصا تلك التي تريد الاصطفاف في الشوارع التجارية ومراكز التسوق المكتظة. وكثف الجهاز الأمني لحزب الله، في الاونة الاخيرة تحصيناته، الأمنية حول المواقع الحيوية التي من الممكن ان تكون هدفا محتملا للسيارات المفخخة والهجمات الانتحارية في الضاحية الجنوبية. ويعاني المواطنون من زحمة سير خانقة في نقاط عدة لا سيما على طول الطريق القديم الممتد من مطار رفيق الحريري نحو بيروت، حيث لوحظ ازدياد كبير في عدد التحصينات والحواجز الحديدية قرب المراكز الصحية والدينية التابعة لحزب الله. وتتوزع هذه الاجراءات المشددة بشكل مكثف حول مستشفى الرسول الاعظم وحول المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، بالاضافة الى المدارس والمساجد التابعة للحزب بسبب الدواعي الأمنية، بحسب ما افاد مسؤول امني في حزب الله لمراسل (بترا) في بيروت. يذكر ان حزب الله الذي كانت عناصره تقوم بعمليات تفتيش السيارات على مداخل الضاحية الجنوبية، سلم هذه المهمة للجيش اللبناني الذي اقام الحواجز ونقاط التفتيش المدعومة بآليات عسكرية، والذي بدوره احبط العديد من الهجمات وقام بضبط عدد من السيارات المفخخة.

وبعد التفجير الاخير في الضاحية عاد عناصر حزب الله الذين يرتدون العلامة الصفراء للانتشار بشكل واضح داخل الضاحية، وخاصة في احياء حارة حريك وبرج البراجنة وشارع الجاموس وحي الأبيض ويعملون على التحقق من السيارات المتواجدة والمارة في تلك المناطق. (برهان الأشقر - بترا)

 

جرح 3 شبان بسقوط 3 قذائف في راس بعلبك

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في الهرمل سليمان نصر عن سقوط 3 قذائف في بلدة راس بعلبك لم يعرف مصدرها، ادت الى اصابة 3 شبان بجروح، وهم: رفعت نصرالله، ادوار شعيب وطوني غانم، نقلوا الى مستشفيي "يونيفرسال 2" و"اللبناني الكندي" في زحلة.

 

جريحان في الاشتباكات الليلة في طرابلس والجيش رد على مصادر النيران بشكل مباشر وكثيف

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس عبدالكريم فياض ان منطقتي باب التبانة وجبل محسن شهدتا اشتباكات على طول شارع سوريا بالاسلحة الرشاشة كما سجل اطلاق عدد من القذائف الصاروخية في المنطقتين، فيما قامت وحدات الجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران بشكل مباشر وكثيف في محاولة لاخمادها.وادى ذلك الى سقوط جريحين هما: احمد ناصر وعلي قاسم. وعند السابعة والنصف صباحا، تراجعت حدة الاشتباكات بشكل ملحوظ فيما استمرت اعمال القنص التي تستهدف اي هدف متحرك لاسيما على طول اوتوستراد التبانة بين دوار ابو علي والملولة حيث يعتبر سلوكه محفوفا بالمخاطر. ولفت مندوبنا الى ان المدارس والجامعات الموجودة في مناطق الاشتباكات والقريبة منها اقفلت جميعها فيما يسجل حركة سير خفيفة في سائر احياء المدينة.

 

الجيش: توقيف احد ابرز المطلوبين في رأس العين بعلبك

وطنية - أصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "تمكنت مديرية المخابرات بعد ظهر أمس، من توقيف أحد أبرز المطلوبين في منطقة البقاع، المدعو علي احمد جعفر في محلة رأس العين - بعلبك، وذلك بعد عملية رصد ومتابعة. والمدعو جعفر مطلوب بعدة مذكرات توقيف، منها: الإشتراك مع آخرين في تأليف عصابة خطف بقوة السلاح، وتجارة الأسلحة والمخدرات، ومشاركته في خطف كل من اللبنانيين: احمد زيدان، ابراهيم الأتات، محمد سلمان سلمان، والسوري ابراهيم كتول، مقابل فدية مالية، واعتراض حافلة سورية، وسلب مبالغ مالية وهواتف خليوية ممن بداخلها. وأثناء عملية التوقيف، حاول أشخاص يستقلون سيارتي "جي.ام.سي" و"نيوغراند شيروكي" اعتراض عناصر الدورية، لمنع عملية التوقيف، مما اضطر عناصر الدورية الى إطلاق النار باتجاهم لتفريقهم. وقد ضبطت بحوزة الموقوف، أسلحة حربية مختلفة، ورمانات يدوية، كما ضبطت السيارة التي كان يقودها، وهي من نوع كيا سيراتو، من دون أوراق ثبوتية. وقد بوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص".

 

القاضي صقر يكلف خبيرا عسكريا تحديد مصدر الصواريخ التي سقطت على عرسال.. والحجيري: أطلقت من مناطق تواجد حزب الله

تلفزيون المستقبل/قصف صاروخي تعرضت له بلدة عرسال أدى الى سقوط 9 شهداء بينهم 5 اطفال، وعلى الأثر سارعت "داعش" لتبنّي العملية. من جهته، طالب رئيس البلدية علي الحجيري "حزب الله بكشف من قام بالقصف، لأن مصدره ليس الأراضي السورية، بل الأراضي اللبنانية". وأكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن "غالبية المواطنين في عرسال شاهدوا الصواريخ التي سقطت في عرسال والتي أطلقت من مناطق لبنانية قريبة، وبعضها أطلق من نقطة الحدود اللبنانية – السورية". وقال في تصريح لصحيفة "اللواء": "أنا لا أتهم الحزب مباشرة ولكن الحزب يعلم جيداً من أطلق الصواريخ من المناطق التي يتواجد فيها"، موضحا أن "عرسال بعيدة جداً عن المناطق السورية التي تتواجد فيها أسلحة ثقيلة وهي تبعد 50 كلم". وأضاف: "منذ السابعة مساء ولغاية العاشرة ليلاً قصفت القوات السورية منطقة خربة داود، وهذه المنطقة قصفت سابقاً من الجيش السوري أكثر من مرة وهي ليست قريبة من عرسال". في سياق متصل، صدر بيان مساء عقب اجتماع موسع في دار بلدية عرسال اعلن فيه المجتمعون انهم" لن يسمحوا لحزب الله ونظام الشام باقحام عرسال ضمن معادلة الثورة السورية وموازين القوى الميدانية في سوريا"، وتعهدوا "الدفاع بكل الوسائل عن كرامتنا واطفالنا واهلنا " وطالبوا الرئيس نجيب ميقاتي باعلان حداد ليوم واحد على ضحايا البلدة .

تحرك سياسي وقضائي

أوعز رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الهيئة العليا للاغاثة بالكشف على الاضرار التي حصلت في بلدة عرسال بفعل القصف الصاروخي امس واجراء المقتضى. بدوره، فتح مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر تحقيقا في الحادثة التي أودت بحياة عدد من الأطفال والأشخاص، وكلف خبيرا عسكريا تحديد مصدر الصواريخ تمهيدا لإجراء المقتضى.

 ريفي: لإحالة الاعتداء على المجلس العدلي

من جهته، رأى اللواء أشرف ريفي أن "ما تعرضت له عرسال الأبية لم يكن مجرد قصف عرضي، بل هو اعتداء مقصود أدى الى سقوط المزيد من الشهداء الأبرار الذين دفعوا ثمن استباحة هيبة الدولة ومغامرة القتال في سوريا التي بدأت نتائجها بالظهور عنفا وفوضى ومزيدا من العبث بأمن لبنان وسلامه". وقال في بيان: "إن هذا الاعتداء المشبوه الذي استهدف بلدة لبنانية صامدة يستضيف أهلها عشرات الآلاف من النازحين السوريين الهاربين من بطش النظام السوري كما تفجير الهرمل الإرهابي، يستوجبان إلاحالة على المجلس العدلي كما يفترضان القيام بتحقيق شفاف لكشف المسؤولين والمتورطين، باعتبار أن ما حصل يمس الأمن الوطني بالصميم ويهدف الى تأجيج الفتنة، لتشابهه في الاهداف مع التفجيرات التي استهدفت الضاحية ومسجدي التقوى والسلام في طرابلس". وختم ريفي: "إننا إذ نعزي أهلنا في عرسال ونحييهم على صمودهم وصبرهم ومساعدتهم للنازحين السوريين، رغم كل ما يتعرضون له من حملات تشويه وافتراء واعتداء من النظام السوري وبعض حلفائه، ندعو الدولة الى أن تقوم بواجبها بحفظ الأمن وأن تمنع محاولات تسعير الفتنة".

الحريري: الفتنة هي الهدف

وكان الرئيس سعد الحريري قد استنكر بشدة المجزرة المروعة بحق الأبرياء في عرسال، مشددا على "أن الصواريخ القاتلة والإرهابية، وأياً كان مصدرها، تهدف إلى أمر واضح، وهو الفتنة وترهيب وترويع المواطنين الأبرياء، لكنني على ثقة بأن أهالي عرسال الصابرين والصامدين، سيعضون على الجراح، وسيفوتون الفرصة على الفتنة المنبوذة". وتقدم بأحر التعازي إلى أهالي الشهداء، طالباً من الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وتمنى للجرحى الشفء العاجل.   

 

مجزرة الأطفال» في عرسال تعزّز المخاوف من «التصعيد المباغت»

بيروت - «الراي/بين البقاع والشمال تنقّلت «العدسات» امس محاوِلة رصْد «الهبّة الساخنة» الأمنية التي اندفعت على الحدود اللبنانية - السورية في عرسال وجوارها وعلى «خطوط التماس» بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس وذلك غداة التفجير الانتحاري في الهرمل احد أبرز معاقل «حزب الله» (في البقاع). وبدت التطورات «اللاهبة» في البقاع والتي كانت اتخذت منحى بالغ الخطورة مع المجزرة التي شهدتها بلدة عرسال (السنية في محيط شيعي) حيث سقط خمسة اطفال من عائلة واحدة وأربعة اشخاص آخرين في قصف صاروخي تعرضت له ولا يزال مصدره ملتبساً، عكْس سير «الهبّة الباردة» التي تلفح المشهد السياسي الداخلي مع قرب إنجاز التفاهم على الحكومة الجديدة، ولم يُستبعد ان تكون في إطار محاولة «التشويش» على التوافق العربي - الاقليمي - الدولي «الموْضعي» على منْع بقاء لبنان مكشوفاً بالكامل وبلا اي «حصانة سياسية» على «كرة النار» السورية.

وما عزّز مخاوف أوساط سياسية من امكان دفع الامور أكثر الى توترات كبيرة في البقاع هو التطورات التي أعقبت وقوع المجزرة في عرسال لجهة استمرار القصف من الجانب السوري على أطراف البلدة ليل الجمعة وصولاً الى بلدات شيعية مجاورات لها اضافة الى رأس بعلبك (ذات الغالبية المسيحية) حيث سقط عدد من الجرحى، وهو ما رفع درجة الخشية من انزلاق البقاع الشمالي الى فتنة ولا سيما بعد الاتهام الذي وجّهه رئيس بلدية عرسال لـ «حزب الله» بالوقوف وراء قصف البلدة وهو ما نفاه الحزب في شكل قاطع واصفاً اياه بانه اتهام «خطير».

وفي حين توجّه وفد عسكري امس الى عرسال بناء على تكليف من القضاء العسكري لتحديد الجهة التي أُطلقت منها الصواريخ على عرسال ليُبنى على الشيء مقتضاه، وذلك غداة اعلان الجيش اللبناني ان المصدر هو الجانب السوري، استوقف دوائر مراقبة التداول بما اورده ناشطون قيل انهم تابعون لتنظيم «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي من تبني هذا التنظيم قصف عرسال على خلفية «تمادي جماعات ما يسمى بـ (الجيش الحر) بعرسال في تضييق الخناق على الإخوة في الدولة الإسلامية بالعراق والشام - ولاية لبنان». وبحسب هذه الدوائر، فان هذا التبني اذا صحّ، فهو يعني ان الحرب بين «داعش» وسائر مجموعات المعارضة السورية بدأت تنتقل الى لبنان، واذا لم يصحّ، وهذا راجح، فهو يعني انه بات بالامكان استخدام هذا التنظيم كغطاء لتنفيذ عمليات لأهداف متعددة تربك الوضع الداخلي اللبناني وربما توجّه «رسالة اعتراض» الى اي تفاهمات خارجية قد تكون بدأت تتبلور حياله. واشارت الدوائر نفسها الى مفارقة تحريك جبهة جبل محسن (العلوي) - باب التبانة (السنية) في طرابلس بعيد مجزرة عرسال حيث اطلق مجهولون النار على ابن شقيق رئيس المجلس العلوي طالب عاصي ما ادى الى مقتله وذلك فيما كانت عاصمة الشمال تشهد تحركات احتجاجية على «القصف القاتل» لعرسال.

وقد ادى مصرع عاصي الى انفجار مواجهات ليلية عنيفة على محاور القتال التقليدية في طرابلس حيث اندلعت مواجهات بالقذائف والصواريخ كما عادت عمليات القنص ما ادى الى وقوع عدد من الجرحى.

ولم تحجب احداث طرابلس الانظار عن جريمة عرسال المروعة التي ذهب ضحيتها الابناء الخمسة لزاهر الحجيري الذين تراوح اعمارهم بين السنة ونصف السنة و10 سنين، الى طفلة من عائلة اخرى وشابة قبل ان يفارق الحياة اثنان من الجرحى الـ15.  ولف الحداد امس عرسال المؤيدة للثورة السورية والتي تقع على سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتشترك مع سورية بخط حدودي طوله 55 كم ويبلغ عدد سكانها نحو 40 ألفا وتؤي نحو 80 ألفا من النازحين السوريين. ولم يخمد غضب اهاليها الذين كانوا اعلنوا في بيان عقب اجتماع موسع في دار البلدية انهم «لن يسمحوا لحزب الله ونظام الشام باقحام عرسال ضمن معادلة الثورة السورية وموازين القوى الميدانية في سورية»، وتعهدوا «الدفاع بكل الوسائل عن كرامتنا واطفالنا واهلنا». وكان لافتاً ان الرئيس سعد الحريري حذّر من لاهاي التي يتابع فيها حضور الجلسات الاولى للمحكمة الخاصة بلبنان من ان «الصواريخ القاتلة والارهابية ايا كان مصدرها تهدف الى امر واضح هو الفتنة وترهيب المواطنين وترويعهم»، مشددا على «ثقته بان ابناء عرسال الصابرين والصامدين سيعضون على الجرح وسيفوتون الفرصة على الفتنة المنبوذة».

وفي موازاة ذلك، تتواصل التحقيقات في انفجار الهرمل وسط حسم ان الشاب حسن غندور ولقبه «الغزاوي» ليس الانتحاري الذي فجّر نفسه في البلدة وذلك بعدما حسمت ذلك فحوص الحمض النووي الريبي كما اعلنت قيادة الجيش اللبناني. ويُذكر ان والد حسن غندور المدعو عبد الناصر من المذهب الشيعي ويعمل في محل لبيع الدجاج في صيدا. أما والدته فهي مصرية تدعى عزيزة عيد. والشاب كان يعمل ممرضاً في مستشفى لبيب، ومعروف بين زملائه في العمل بكونه سلفياً منذ مراهقته. ولفتت مصادر الى أنه ترك العمل منذ شهرين في المستشفى وسط همس عن أنه ذهب للجهاد في سورية.

 

«8 آذار» رحّبت بكلام زعيم «المستقبل» من لاهاي

بري: الحريري غلّب حسّه الوطني  رغم المناسبة القاسية والمريرة

بيروت - «الراي» : سارعت قوى 8 آذار الى الترحيب بموقف الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري الذي اكد فيه موافقته على حكومة جامعة مع «حزب الله». وتلقف رئيس البرلمان نبيه بري كلام الحريري معلناً «هذا موقف كبير جداً، فبرغم المناسبة القاسية والمريرة، غلـّب (الحريري) حسّه الوطني على كل شيء». وفيما نُقل عن «حزب الله» انه لم يتفاجأ بموقف زعيم «المستقبل»، عبّر فريق العماد ميشال عون عن ارتياحه لما قاله الحريري «ونأمل أن يكون عنصراً مساعداً في تشكيل الحكومة». وكان الحريري أبلغ الى «رويترز» على هامش أعمال المحكمة الدولية الخاصة في لبنان ردا على سؤال حول مشاركته في حكومة مع حزب الله انه «فيما يخص الاتفاق نحن ايجابيون في تشكيل حكومة. هذا شيء جيد للبلد وللاستقرار في البلد». وأشار إلى أنه لم يقدم تنازلات بخصوص المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله وحلفائه «فمبدأ المحاكمة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. ونحن نعرف بأنهم افتراضيا هم الذين ارتكبوا هذا الجرائم». واضاف: «نحن نعرف انه من الممكن ان يكون هذا هو الحال ولكن في نهاية المطاف هذا حزب سياسي لديه تحالف كبير مع العونيين وآخرين. ونحن نحاول أن نحكم البلد مع الجميع لاننا لا نريد ان نبقي اي احد خارجا لأن لبنان يمر في فترة صعبة خاصة بعد أن فشل المجتمع الدولي فشلا ذريعا في القضية في سورية».

وعما اذا كان متفائلا بخصوص تشكيل الحكومة قال: «انا متفائل جدا...لا اعرف (متى) ولكن أنا متفائل».

 

أكثر من 880 ألفاً عدد النازحين السوريين إلى لبنان

بيروت - يو بي أي - أظهر تقرير دوري للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أن عدد النازحين السوريين الى لبنان المسجلين لديها وصل الى 880.063 نازحاً. وأكدت المفوضية، إن عدد النازحين السوريين الى شمال لبنان بلغ 245.393 نازحاً، بينما وصل عددهم في بيروت وجبل لبنان الى 196.941 نازحاً. أما في البقاع شرق لبنان، فقد وصل عدد النازحين السوريين فيه الى 280.639 نازحاً، وفي جنوب لبنان بلغ عدد النازحين السوريين 105.980 نازحاً. وتابعت الوكالة إن عدد النازحين المسجلين لديها وصل الى 828.953، بينما لا يزال 51.110 في انتظار التسجيل.

 

عرسال تسأل: لماذا نُقصف من مناطق حزب الله؟ ولما لا يعلن ميقاتي الحداد على شهدائنا؟ 

طارق نجم/موقع 14 آذار

8 لبنانيين وسوري واحد سقطوا شهداءً في عرسال عندما سقط عليهم 7 صواريخ "مجهولة" المصدر. بين الشهداء 5 أطفال على الأقل من عائلة واحدة كتب على أهلهم أن يعانوا لوعة الفراق المميت وتشظي القلوب في عرسال التي باتت تتحمل جزأً غير يسير من فاتورة الدماء السورية. العراسلة الذين كانوا يعضون على جراحهم طوال الأشهر والسنوات التي خلت، قد أظهروا درجة عالية من الجلد والصبر...ولكن إلى متى؟

السيد بكر الحجيري، منسق تبار المستقبل في بلدة عرسال، وصف ما حصل اليوم لموقع 14 آذار الالكتروني فقال "ما شهدناه اليوم اعتداء سافر على أهالي عرسال حيث شهدنا قرابة الساعة 11:00 صباحاً تساقط للصواريخ على قلب بلدتنا. أحد الصواريخ سقط بين مجموعة من الأطفال الذين يلعبون وتتراوح أعمارهم بين السنة ونصف السنة وبين العشر سنوات. وقد بلغ عدد الصواريخ حوالي 7 على الأقل من عيار107 ملم الذي ثبت انها اطلقت كالتالي: 4 صواريخ من منطقة العين، و3 صواريخ من طرف الوادي والمنطقتين يسيطر عليها حزب الله وتابعين بشكل مباشر للبوة وعلى بعد 3 كلم من عرسال".

ورداً على سؤال عمن يقف خلف اطلاق الصواريخ، أجاب الحجيري "نحن نفضل ان تكون الصواريخ قد جاءت من الاراضي السورية، ولكن لا يبدو ذلك. ونفضل ان لا نقول ان الصواريخ قد أطلقها حزب الله ولكن للأسف الامر هو انها جاءت من مناطق تحت سيطرة حزب الله. وفي ظل الحملة الإعلامية التي تشن على عرسال فإنّ ما حصل اليوم هو جزء من الحملة على البلدة. ولا يبدو ان هناك أسباب واضحة لقصف قريتنا وخصوصاً أننا لسنا من ارسل مقاتلين الى سوريا ووجودنا ليست مرتبط بتحرير سوريا. حزب الله من أرسل مسلحيه الى سوريا ومن ربط وجوده بنظام الأسد.

وعن وجود أي خبراء عسكريين من الجيش اللبناني لاجراء تحقيقات ميدانية، رأى الحجيري "طالبنا منذ امد بعيد أن يمسك الجيش اللبناني الحدود على أن يتولوا هم الدفاع عن عرسال وغير عرسال من المناطق اللبنانية. وقد ذكر البيان العسكري أن الصواريخ جاءت من الجهة السورية، فنتساءل هنا لماذا لم يردوا على مصادر النيران؟ ثم إننا سمعنا انطلاق الصواريخ ومن ثم سقوطها ما معناه أنها اطلقت من مسافة قريبة. اذاّ عملية الاطلق حصلت من مناطق محيطة بعرسال".

وبخصوص أهالي عرسال الوضع داخل البلدة، أوضح الحجيري " لقد تحملنا الكثير خلال السنوات الثلاثة الماضية، وعملنا على تبريد الجو حرصاً منّا على علاقة حسن الجوار وعلى أمن الجيران بالرغم مما يتعرض له العراسلة من اهانات من هنا وهناك، وعلى مفارق الطرق المؤدية الى بلدتهم، ومن السرقات التي باتت الخبز اليومي لهم. مع العلم ان عرسال لن تكون لقمة سائغة لأحد ومن يقتل أزلاده لن يقف بعد اليوم ان يبقى مكتوف الأيدي. ولذا نطالب القوى الأمنية والجيش وفخامة رئيس الجمهورية وغيره من المسؤولين أن يقوموا باتخاذ الإجرآت فوراً. كما على رئيس الحكومة المستنكر ان يمنحنا قليلاً من الاهتمام ويقوم بزيارة البلدة ويعلن غداً يوم حداد على شهدائنا".

موقع 14 آذار تواصل مع ابن عرسال ايضاً السيد محمود العويشي، الذي كان في عزاء الشهداء بعد انم شهد الحادثة، فرأى أنّ "عرسال هي بلدة آمنة ومأهولة فيها عشرات الألوف من اللاجئين بالإضافة الى 40 ألفاً من عرسال ما يجعل المجموع يوازي 145 ألفاً من السكان اللبنانيين والسوريين. وبالتالي لا مبرر من القصف الذي تعرضت له القرية".

وعن اماكن سقوط الصواريخ، كان جواب العويشي "لقد سقط على رؤوس الآهلين. الاول سقط على منزل فاودى بحياة امرأة والثاني قتل 5 أولاد أشقاء أكبرهم 18 سنة والأصغر 5 سنوات أي عائلة بأكملها. كما اصيبت أحدى السيارات التي صودف مرورها فقُتِل وجُرح ركابها. هذا أمر لا يمكن ان يحتمل ولا يمكن قبوله بعد اليوم ويجب على المسؤولين اتخاذ الإجرآت اللازمة لوقف هذه الأعمال".

وإذ تذهب صرخات أهل عرسال سدى، يبدو أن مآساتهم قد تستمر حتى قيام الدولة الحقيقية في لبنان علّ دماء الأطفال تعبّد الطريق نحو السيادة والاستقلال.

 

النائب معين المرعبي: حزب الله" أطلق صواريخه من مثلث نعمات/يثأرون من المعارضة من خلال عرسال

موقع 14 آذار/حتى ساعات الفجر كانت عرسال تتعرض لقصف عنيف من مناطق أكدوا أهالي البلدة أنها لبنانية يسيطر عليها "حزب الله". انها حادثة اتت بعد يوم من انفجار الهرمل الذي ايضا اثبت بشاعة الارهاب في لبنان، إلا أنه عندم يسمع أن الجهة التي ضربت عرسال لبنانية لا بد من الوقوف والتمعن أكثر بهوية مطلق الصواريخ ورسائله في الوقت الذي يتواجد فيه لبنان على صفيح ساخن.

عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي، المتواجد بين أهله في عكار تابع الحادثة عن قرب، وبحث في كواليسها. إذ أثبتت له الجريمة الارهابية أن "حزب الاجرام والارهاب يأبى إلا أن يورط اللبنانيين بما يقوم به في سوريا"، ويضيف المرعبي لموقع "14 آذار": "حاول حزب الله أن يقوم بالتعمية والتغطية ليظهر أن بعض الصواريخ السورية استهدفت عرسال وأراد من خلالها أن يصيب أحد الشوارع ومن ضمنها المنازل ولكن حقيقة الجميع على علم بوضوح تام من أين انطلقت الصواريخ"، وكشف عن أن "الصواريخ أطلقت من منطقة القاع التي يسيطر عليها "حزب الله" وتحديدا من مربض موجود في مثلث نعمات، قرب كنيسة".

ويروي المرعبي أمر بالغ الأهمية أن "أحد الأشخاص من منطقة القاع اتصل بآخر في عرسال وقال له يبدو أن هناك صواريخ تتوجه نحوكم، وخلال اجراء الاتصال سقطت الصواريخ في عرسال".

وتابع المرعبي كلامه: "حزب الله يريد أن يقول ان السوريين الذين قصفوا عرسال وليس هو نفسه، حقيقة الشرق معروف والغرب معروف والشمال والجنوب أيضا. والاتجاه الذي انطلق منه الصواريخ معروف.. ومعلوم ايضا من يسيطر على منطقة الجوسة والقصير.. انه "حزب الله" وليس حتى جيش النظام السوري ولديهم حماية كبيرة لهم. وهناك كنيسة قريبة من المربض الخاص بهم الذي اطلق منه الصواريخ".

المرعبي أسف لـ"عدم رد الجيش اللبناني على مصادر النيران واسكاتها، خصوصا ان عرسال منطقة لبنانية عريقة فيها من جنودنا البواسل داخل الجيش، وأسف كيف أن لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة اطلاقا المواقف الواضحة التي تسمي "حزب الله". وقال: "اعتقد أنه طالما بدأ حزب الله باستهداف الاطفال والمدنيين بهذه الطريقة يعني انهم يقولون "كلما تم القصف علينا سنقصف على عرسال" ويعتبرون ان ثأرهم يتم من خلال عرسال وأهالها، وهم يدخلون يقومون بالبدع وبالمجازر في سوريا فترد عليهم المعارضة بدورهم يردون على عرسال لأنهم "لا يقدرون على الجمل بل على الجمّال".

ورفض المرعبي "سياسة دفن الرؤوس في الرمال لأنها لا تجدي نفعا وإذا لم يتم اتخاذ أي موقف أخشى أن نخسر البلد ونزج لبنان بالحرب سورية ما يهدد السلم الأهلي". وعاد وناشد رئيس الجمهورية "بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة اللبنانية بأن يطلب من قيادة الجيش الدفاع عن الوطن والمواطنين وعدم السماح لأي كان بضرب السلم الأهالي اكان من طرف داخلي أو من الخارج". واضاف: "على رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية أن يطلبا من الامم المتحدة ومجلس الأمن تطبيق القرار 1701 تحت الفصل السابع من اجل نشر قوات اممية إلى جانب الجيش اللبناني على الحدود الشرقية والشمالية حتى نمنع انعاكاسات الحرب الدائرة في سوريا ومنع كل الأطراف اللبنانية بالتدخل بالشأن السوري وتوريط لبنان بما يجري". وكرر ما ذكره في بيانه: "نﻬﻴ ﺍﻻ‌ﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻴﺔ ﺎﻟﺑﻮﺟﻪ ﻫﺍ ﺍﻟﺤﺏ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢﻼ‌ﻪ ﻭ ﺑﻮﺟﻪ ﺍﻟﻭﻟﺔ ﺍﻻ‌ﻳﺮﻴﺔ ﺍﻵ‌ﻣﺮﺓ ﻟﻪ ﻟﻤﻨﻌﻬ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﺘﻤﺍﺭ ﻐﻴّﻬﻠﻤﻬ ﻭﺍﺨﺎﺫ ﺎﻓﺔ ﺍﻻ‌ﺟﺮﺁﺕ ﻟﻠﺘﺼﻱ ﻟﻬﻩ ﺍﻻ‌ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻻ‌ﺭﻫﺎﻴﺔ ﻭ ﻭﻗﻔﻬﺎ."، لكنه أضاف: "اليوم قبل غدا يجب أن يتم وضع استراتيجية لمقاومة سلمية تقاوم سلاح "حزب الله" وتوقف ارتاكاباته في لبنان وكل العالم، ويجب أن يجتمع كل لبناني يريد الحفاظ على السلم الأهلي أن يبلور طريقة سلمية لوقف الاعمال الارهابية التي يقوم بها حزب الله لأنها تنعكس على لبنان لصالح الدولة الايرانية".

 

سلام في بعبدا خلال 24 ساعة لإعلان التشكيلة الحكومية

بيروت - ذكرت إذاعة صوت لبنان – 100.5، أن الرئيس المكاف تمام سلام سيزور قصر بعبدا في الأربع والعشرين ساعة المقبلة، بغية الإعلان عن التشكيلة الحكوميّة.

 

القوات اللبنانية تسير عكس إرادة الرياض

ليبانون نيوز/أبدى مصدر عربي رفيع لموقع "ليبانون نيوز" امتعاضه من موقف حزب القوات اللبنانية ازاء عملية تشكيل الحكومة اللبنانية. وقال المصدر إن "علاقة القوات بالدول الخليجية اهتزت بعد موقف الحزب من القانون الارثوذكسي الذي كاد يفك التحالف القائم بين القوات وتيار المستقبل"، لافتا إلى أن "مواقفه الاخيرة في الموضوع الحكومي هي محط بحث جدي لدى دوائر القرار في الخليج وخصوصاً الرياض".

وأضاف المصدر أن "موضوع التأليف الحكومي الذي جرى العمل عليه في الأيام الماضية يتجاوز الخلاف اللبناني التقليدي بين قوى 14 و8 آذار ليصل إلى تفاهم جزئي أوسع بين الدول الإقليمية المتصارعة في المنطقة"، لافتا إلى أن "سياق الأحداث في الإقليم يتخطى الأحزاب ورغباتها بتسجيل النقاط على الخصوم المحليين"، مشيراً إلى أن "كلام الحريري من لاهاي أمس يأتي في هذا السياق". وإذ لفت إلى الكلام الايجابي الذي صدر عن الاتصالات الأخيرة بين الحريري وجعجع اعتبر أنه "مجرد كلام إعلامي لاستيعاب الصدمة لدى جمهور 14 آذار والذي تتحمل جزءاً كبيراً منه الأحزاب المسيحية وإعلاميون محسوبون عليها". وختم المصدر: "وضع سعد الحريري الكثير من رصيده لدى الرياض ودول مجلس التعاون لاخراج القوات من عزلته المسيحية وتأمين شرعية خليجية له ترجمت باستقبال زعماء الخليج لرئيس الحزب سمير جعجع خلال السنوات الماضية وتأمين الدعم المادي والسياسي له لكن للاسف البعض لا يريد الخروج من التقوقع المذهبي والطائفي".

 

جعجع: لا لزوم للمشاركة في الحكومة دون حد أدنى من التغيير السياسي ولا مواقف متباينة داخل قوى 14 آذار

وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، موفد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لشؤون الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا ايمانويل بون برفقة السفير الفرنسي باتريس باولي، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" بيار بو عاصي. بعد لقاء دام ساعة ونصف من الوقت، غادر الوفد الفرنسي دون الادلاء بأي تصريح. وفي دردشة مع الاعلاميين، قال جعجع: "لا لزوم للمشاركة في الحكومة العتيدة دون حد أدنى من التغيير السياسي الذي يمكن أن ينعكس إيجابا على البلد، وهذا الحد الأدنى يترجم بأن يكون "إعلان بعبدا" هو الفقرة السياسية في البيان الوزراي دون سواه وألا يتضمن ثلاثية "جيش، شعب ومقاومة" أو ما يعادلها أو يوازيها أو شيء من هذا القبيل". وتابع "هذا التغيير السياسي يسمح بالولوج في تفاصيل الحكومة، ويكون بالتالي هو البداية وليس ما يطرح من معادلات 8-8-8 أو 9-9-6 أو سواها". وعما يشاع بأن الحكومة قد شكلت وينتظر اعلانها خلال الساعات المقبلة، قال جعجع: "هذا في البلد وليس في معراب، كما أنها ليست معلوماتي. والصحيح أننا ما زلنا في مرحلة المشاورات والمباحثات ولم ندخل في تفاصيل الحقائب والأسماء، اذ نحن بانتظار خطوة الفريق الآخر السياسية سواء إلى الأمام أو الى الوراء، فبقاء كل الأمور على حالها لا ينفع تشكيل الحكومة بشيء". وعن حصول مقايضة من خلال إعطاء "اعلان بعبدا" لقوى 14 آذار وفي المقابل اعتراف هذه القوى بثلاثية "شعب، جيش ومقاومة" لتشكيل حكومة، نفى جعجع إمكانية السير بهذه المعادلة، مؤكدا أن "فريق 14 آذار في تنسيق تام في ما بينه بصورة دائمة وهو متفق على أنه لا بحث في الحكومة دون المدخل السياسي المذكور الذي يتضمن هاتين النقطتين". وشدد على أنه "في حال لم تشكل حكومة سياسية جامعة، فأمام رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام فرصة لتأليف حكومة حيادية قبل نهاية الشهر الجاري". وعن موقف الرئيس سعد الحريري من المشاركة في حكومة الى جانب "حزب الله" كحزب سياسي، وضع جعجع هذا الكلام في إطار "إعلان نوايا حسنة من قبل الحريري ولكنها لا تعني أبدا انقساما داخل 14 آذار، وبالتالي لا قرارات ولا مواقف متباينة داخل هذه القوى".

 

إدراج إعلان بعبدا في البيان إخراج للانسحاب من سوريا

ثريا شاهين/المستقبل/مسار تشكيل الحكومة ومسار المحاكمة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مختلفان، ولن يؤثر أحدهما على الآخر، وفقاً لمصادر سياسية بارزة في 14 آذار. إذ لا يزال المتهمون متهمين، وإن لم تتهم المحكمة "حزب الله" بل أفراداً في الحزب. على أنّ تأليف الحكومة يمكن أن يكون قريباً جداً، وقد يكون بعيداً، كما قد يكون مستحيلاً. التأليف يكون قريباً إذا وافق الحزب على عدم ادراج ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" في البيان الوزاري، وعلى ادراج "إعلان بعبدا" نصاً اساسياً فيه. حتى الآن الاتصالات لتذليل هذه المسألة تتركز على الضمانات التي يجب أن تُعطى لـ14 آذار في هذا الشأن قبل التشكيل.

وإذا وافق الحزب، يكون هنا التراجع الحقيقي وليس القبول بالثمانيات الثلاث بدلاً من 9-9-6. وفي اعتقاد المصادر ان تمسك البيان الوزاري بـ"إعلان بعبدا" يشكل مخرجاً للحزب من أجل الانسحاب من سوريا، وهذا يشكل مساعدة للحزب للخروج من ورطته. حيث يبدو أنّ الحزب محشور وذلك للأسباب التالية:

أولاً التفاهم الإيراني الغربي، وثانياً موجة الانتحاريين التي بدأت تطال مناطق تواجده وتواجد شعبيته، وثالثاً الضحايا التي تسقط للحزب، إن من خلال المشاركة في الحرب السورية، أو من خلال التفجيرات الانتحارية، وجمهوره بات خائفاً من التحرّك في مناطقه. والثلاثية انتهت وفقاً للمصادر، فلم يعد هناك من مقاومة موجودة عملياً. إذ بات الحزب فصيلاً في الحرس الثوري الإيراني يحارب الشعب السوري لمصلحة النظام، وبالتالي هناك إصرار على الانسحاب من سوريا وعلى أن يكون "إعلان بعبدا" هو البيان الوزاري. هناك ضغوط تقوم بها 14 آذار وخلاصتها أنّ أغلبية الشعب اللبناني لا تريد لبنان متدخّلاً في سوريا، وتريد سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن المحاور، كما أنّ 14 آذار تطالب بمسائل كان الحزب قد وافق عليها. إنّها سياسة فاشلة، أن يتم التبرير للمشاركة في سوريا، بحسب المصادر، بأنّها حرب استباقية لمنع التكفيريين من ان يصلوا إلى لبنان. فإذ بالمشاركة جاءت بهم إلى لبنان، بل واستجلبت الحرب السورية كلها إلى لبنان. وهذا ما يستدعي تراجع الحزب لأنّها سياسة تضرّ بلبنان كله. وحرصاً من 14 آذار على لبنان وأمنه وشعبه، والفريق الآخر من هذا الشعب ويتكبّد اضراراً هائلة، فهي تحاول إنقاذه من مستنقع النيران السورية، كذلك حماية لبنان وإنقاذه. لذا تطالب 14 آذار بحكومة شراكة وطنية، لا شراكة عدد وحقائب، إنّما على أساس مسار سياسي واضح لمسار الحكومة والبلد. من هنا الإصرار على "إعلان بعبدا". وإذا التزم الحزب مع 14 آذار في ذلك يصبح هناك قاسم مشترك يأخذ البلد إلى شاطئ الأمان عبر التفاهم السياسي.

على انّ مصادر ديبلوماسية تشير إلى إيران الممثلة برئيس جمهوريتها حسن روحاني والتي تتفاوض مع الغرب، تطلب من حلفائها وبالتفاهم مع مرشد الثورة، أي الخط المتشدد، أن يسهل الأمور لكي لا يتم التخريب على التفاوض. وقد حصل تسهيل في عملية تشكيل الحكومة وتم قبول الحزب بالثمانيات الثلاث وبعدم وجود وزير ملك.

كما لاحظت المصادر، أنّ الحزب عملياً موجود في سوريا، لكنه في هذه المرحلة لا يشارك أو يفتعل عملية اقتحام لأي مدينة، هذا ما أدّى إلى تضاؤل عدد القتلى التابعين له في هذه الفترة. إنّما ليس هناك من وعد نهائي بأنّ الحزب سينسحب من سوريا أو سيتوقف عن المشاركة في الحرب. في هذه المرحلة "داعش" هي مَن يهاجم المعارضة السورية ولم تحصل اقتحامات من الحزب، الذي طالما كان النظام يطلب إليه، أن يكون في الصف الأمامي للهجوم، لأنّ جيشه بات مرهقاً. وليس هناك من مانع لدى العديد من القوى لا سيما 14 آذار من أن يصار إلى إيجاد تفاهم سياسي لا يتعارض والدستور حول تفاصيل في البيان وحول "إعلان بعبدا" قبل التشكيل لانّ إدراج الثلاثية في البيان لن يجعل 14 آذار توافق على المشاركة في الحكومة، وبالتالي بحسب مصادر هذه القوى فإنّ "حزب الله" مُلزم بالتخلي عن الثلاثية. في هذا الوقت لا تزال أوساط ديبلوماسية ترى أنّه إذا لم يحصل تفاهم حول الحكومة وبيانها الوزاري بشكل يقنع 14 آذار، فإنّه لا ضرورة للقيام بتنازل، إذ أنّ الوقت ليس لصالح 8 آذار وأنّ الرئيس السوري بشار الأسد لن يستمر في السلطة، الآن هو يكسب وقتاً فقط، وإذا تعذّر التشكيل فسيتعذّر إجراء الانتخابات الرئاسية، وفي حال تعذّره قد يلجأ رئيس الجمهورية إلى تشكيل حكومة حيادية يسلمها السلطة لتقوم مقام الرئيس إذا ما تعذّر الانتخاب في أيار.

 

نديم الجميل لـ"السياسة": أدلة المحكمة دامغة  و"تورط حزب الله في سورية استجلب الانتحاريين إلى لبنان"

بيروت - "السياسة": اعتبر عضو كتلة "حزب الكتائب" النيابية النائب نديم الجميل أن انطلاقة المحكمة الدولية تشكل مدخلاً أساسياً وهاماً لكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والجرائم الأخرى التي حصلت ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة, مشيداً في تصريحات لـ"السياسة" بمهنية المحكمة وقوة الأدلة التي قدمتها في اليومين الأولين لبدء المحاكمات. وقال الجميل "لو أن عائلة الرئيس الشهيد بشير الجميل ليست معنية مباشرة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان, لكننا نعتبر أن كشف المجرم الذي خطط ونفذ اغتيال الرئيس الشهيد الحريري, هو نفسه الذي اغتال الرئيس الجميل وهدف إلى ضرب استقرار لبنان في العام 1982, وفي هذا الإطار أستطيع أن أؤكد أنه في معرفة الحقيقة بجريمة اغتيال الرئيس الحريري, فإننا نكون حصلنا على جزء من حقنا في اغتيال الرئيس الجميل". وشدد النائب الجميل على أن "الأدلة والبراهين التي قدمتها المحكمة ثابتة ودامغة وهامة وترتكز إلى أسس علمية ومهنية كاملة", مبدياً أمله في أن تتوصل المحكمة إلى معرفة الحقيقة كاملة ليصار إلى محاسبة المحرضين والمنفذين على الجريمة التي اقترفوها. على صعيد آخر, لفت النائب الجميل إلى أن قوى "14 آذار" لا يمكن أن تشارك في حكومة قبل معرفة مصير إعلان بعبدا أو ماذا سيكون عليه البيان الوزاري "بعد رفضنا لما يسمى ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة, بما فيها سلاح "حزب الله" والستراتيجية الدفاعية ووجوده في سورية, ولذلك لن ندخل في أي حكومة قبل أن نحصل على الأجوبة عن الأسئلة التي تقدمنا بها, باعتبار أننا لا يمكن أن نقبل باستمرار السلاح المجرم الميليشياوي الإرهابي الذي يغتالنا واحداً تلو الآخر". وأكداً أن تورط "حزب الله" في سورية "استجلب الانتحاريين إلى لبنان, والدليل أنه قبل أن يدخل "حزب الله" للقتال في سورية لم تحصل مثل هكذا تفجيرات ولم نسمع بالانتحاريين, ونحن إذ نؤكد استنكارنا لكل ما يحدث من تفجيرات في أي منطقة من لبنان, فإنه لا يمكن لـ"حزب الله" الذي يقاتل في سورية, ألا ينتظر جواباً في لبنان".

 

الحريري التقى في باريس السفير الأميركي في لبنان

وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري، ظهر اليوم في دارته في العاصمة الفرنسية باريس، سفير الولايات المتحدة في لبنان ديفيد هيل، في حضور مدير مكتبه نادر الحريري والدكتورة آمال مدللي، وتناول اللقاء، الذي تبعه مأدبة غداء، عرض آخر المستجدات في لبنان والمنطقة

 

كسْر جليد» سعودي - إيراني «يلفح» لبنان و«يفرج» عن الحكومة الجديدة مطلع الأسبوع

بيروت - من وسام أبو حرفوش/الراي/شكل «الموقف الكبير» لزعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بإعلانه من لاهاي عزمه على المشاركة في «حكومة ائتلافية» مع «حزب الله»، الذي يتّهم الادعاء الدولي خمسة منه باغتيال رفيق الحريري، إشارة انطلاق حاسمة للإسراع بتشكيل حكومة جديدة من لبنان، من المرجح ان ترى النور في غضون الاسبوع المقبل، وهو التطور الذي يطوي عشرة اشهر من المأزق الحكومي، مع بدء العد التنازلي للاستحقاق الأهمّ المتمثل بانتخابات رئاسة الجمهورية بعد اربعة أشهر من الان. وبدا موقف الحريري، اللافت في وضوحه وتوقيته ومنصة إطلاقه، إشبه برمي «حجر كبير في البركة الحكومية الراكدة»، الامر الذي افضى الى موجة جديدة من المشاورات المتعددة الاتجاه لوضع حصان تشكيل الحكومة امام عربة الصيغة الائتلافية التي تم الاتفاق على التوازنات فيها، وعلى توزيع مقاعدها الوزارية، مع تفاهم ضمني على روحية البيان الوزاري، الذي تمّ ترحيل الاتفاق في شأنه الى ما بعد تشكيل الحكومة، انسجاماً مع الرغبة الطاغية في التقاط الفرصة المتاحة لإمرار الحكومة الجامعة.

ومع إدراك الجميع في بيروت ان «ما كُتب قد كُتب» في شأن تشكيل الحكومة، التي يتم وضع اللمسات الاخيرة لاعلانها، ربما قبل يوم الاربعاء المقبل، فان الدوائر المراقبة بدت مهتمة بالتحري عن سرّ «المهادنة» التي يعبّر عنها الطرفان الرئيسيان في معسكري «8 و 14 آذار»، اي «حزب الله» و«تيار المستقبل»، والتي أفضت الى كسر المأزق المتعاظم في البلاد، وتالياً جلوس الجميع على طاولة واحدة اسمها «الحكومة السياسية الجامعة».

اوساط واسعة الاطلاع في بيروت قالت لـ «الراي» ان «المناخ الاقليمي يسير في اتجاه ما يشبه «فك الاشتباك» بين المملكة العربية السعودية وايران في تطور تمليه مجريات الصراع في سورية عشية التوجه الى «جنيف - 2» المقرر الاربعاء المقبل، لافتة الى ان هذا الامر لا يعني تفاهماً بين الرياض وطهران، لكنه يؤشر الى امكان «كسر الصمت» بين القوتيْن الاقليميتين الابرز في المنطقة، على قاعدة تغليب خيار المهادنة على التمادي في التصعيد. وأبرزت هذه المصادر بعض المجريات التي تصبّ في هذا الاتجاه، منها ما هو متصل بالتقاء المصالح في المواجهة المفتوحة مع «داعش» في سورية والعراق، الامر الذي عكس ضوءاً اخضر مشتركاً من الرياض وبغداد وواشنطن، ومنها ما يتم إعداده في الطريق الى جنيف -2 في شأن وقف اطلاق النار المحتمل في حلب كاختبار ترعاه موسكو بعد سيطرة «الجبهة الاسلامية» وفصائل المعارضة على حلب.

وبهذا المعنى، فان الاوساط عيْنها تميل للاعتقاد بان العلاقة بين السعودية وإيران تشهد مرحلة من «كسر الجليد»، ساحتها العراق وسورية وتالياً لبنان الذي انطفأت فيه، وعلى نحو مفاجئ محركات التصعيد، بعدما ابدى «حزب الله» تواضعاً مفاجئاً سهّل الاتفاق على حكومة «متوازنة»، وقابله «تيار المستقبل» في منتصف الطريق بخفض سقوف موقفه، الامر الذي سهل الولادة الوشيكة للحكومة.

غير ان هذه الاوساط حرصت على القول ان هذه التقاطعات التي توحي بالايجابية لا تعني ان الامور تتجه نحو الحلول بقدر ما تؤشر الى اختبارات جوالة في الصراع المفتوح في المنطقة، وتالياً فان لا وقف اطلاق النار المحتمل في حلب قابلٌ للصمود طويلاً، ولا الحكومة الجامعة في بيروت ستؤسس لانفراج سياسي - امني طويل المدى، ولا المعركة ضد «داعش» في الانبار العراقية تعني تسليماً بسياسات حكومة نوري المالكي.

وانطلاقاً من هذه الفرصة الاقليمية المؤاتية لانضاج طبخة الحكومة الجامعة في بيروت، انطلقت محركات التشكيل مع لجوء طرفيْ الصراع في «8 و 14 آذار» الى ترتيب اوضاعهما والحد من «أثمان» الانخراط في هذه «التسوية الموضعية» التي اضطرتهما الى تقديم تنازلات متبادلة عُرفت بـ «تدوير الزوايا»، وسهلت تالياً التوصل الى «ائتلاف حكومي» على الطريقة اللبنانية المعهودة القائمة على «اللا غالب واللا مغلوب».

وكان لافتاً في هذا السياق الحركة الحثيثة لـ «تيار المستقبل» في اتجاه «القوات اللبنانية» التي كانت ابدت تشدداً في التمسك بـ «الموقف المبدئي» الرافض لمشاركة «14 آذار» في حكومة يتمثل فيها «حزب الله» وتشكل تغطية لتورطه في الحرب في سورية، وتغطية مماثلة لسلاحه كسلطة خارج سلطة الدولة. ولم يكن حتى امس اتضحت حصيلة هذه المشاورات وامكان ضمان مشاركة جامعة لـ «14 آذار» في الحكومة الجامعة.

ومع تقدم المشاورات السياسية، بدأت تظهر جوانب اساسية من تشكيلة الحكومة العتيدة، واستمرت المناقشات في شأن جوانب اخرى منها، ويتم التداول في هذا السياق بان امر الحقائب السيادية حُسم عبر اسناد الداخلية لمحمد المشنوق، والدفاع لخليل الهراوي، والخارجية لطارق متري على الارجح، والمالية لعلي حسن خليل، اضافة الى اسناد التربية لوائل ابو فاعور، الاعلام لرامي الريس، الاشغال لـ الان عون، العدل لرشيد درباس، الزراعة لزياد القادري، والسياحة لحسين الحاج حسن. واذ استمرت المناقشات الماراتونية في مطابخ التشكيل لحسم امر الاسماء والحقائب الاخرى، فإن الأنظار ستتجه بدءاً من غد الاثنين نحو القصر الجمهوري في بعبدا وإمكان تصاعد الدخان الأبيض من اي اجتماع يضم الرئيسين سليمان وسلام بعدما نضجت الظروف السياسية لإعلان الحكومة الانتقالية، التي من غير المستبعد ان تتحول «حكومة رئاسية» في حال لم يجر انتخاب رئيس جديد للبلاد في المرحلة الممتدة بين 25 مارس و25 مايو المقبلين.

 

الراعي استقبل ممثل الرئيس الفرنسي وعرض معه التطورات

وطنية - زار الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط مانويل بون، رافقه السفير الفرنسي باتريس باولي، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وجرى عرض للتطورات محليا واقليميا.

وجدد بون التأكيد على دعم فرنسا لاستقرار لبنان، مشددا على أهمية احترام الاستحقاقات الدستورية، ومثنيا على "دور البطريرك الجامع".

 

اعمال صيانة" داخل 14 آذار والحكومة على "لياليها"

عرسال تقاوم الفتنة وتنتظر تحديد مصدر الصواريخ

بري يدور زوايا البيان الوزاري بأكثر من صيغـــة

المركزية- أحدث موقف الرئيس سعد الحريري من لاهاي خضة سياسية مزدوجة، الأولى داخل فريق 14 آذار الذي فوجئت مكونات اساسية فيه بما لم تتوقعه، بعد الاعلان عن الموقف الواحد الموحد إزاء المشاركة في الحكومة، والثانية في أوساط المعنيين بالتشكيل ولا سيما الرئيس المكلف تمام سلام لكون موقف الحريري اعطى جرعة دعم كان مسار المفاوضات يحتاجها بشدة لدفعه قدماً قبل وصوله الى محطة التشكيل.

موعد الولادة: ومع ان منسوب التفاؤل الذي رفعه اعلان نيات الحريري الإيجابي بلغ اوجه اليوم وأعاد تحريك خطوط المواصلات في مختلف الاتجاهات، فإن مصادر عاملة على خط التشكيل اكدت لـ"المركزية" ان لا حكومة خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة باعتبار ان الأمور حتى لو بلغت مرحلة اللمسات الأخيرة فإنها تحتاج الى اكثر من هذه المدة لتبصر النور. وقالت ان الحكومة على لياليها والولادة قريبة والمشاورات شارفت على نهايتها بإشراف مباشر من رعاة التشكيل وقد استنفرت مقار الاقطاب في جبهتي 8 و14 اذار للاتفاق بين ابناء الفريق الواحد على توزع الحقائب الذي يبدو اشد الاستحقاقات قبل ان يباشر الرئيسان ميشال سليمان وتمام سلام باسقاط الاسماء على الحقائب.

معالجات داخلية: وفي وقت، انتفت ظواهر العقبات في ما يتصل بالتوزيع لدى فريقي "امل" و"حزب الله"، تتركز الاهتمامات على حصة النائب العماد ميشال عون، ولفت في هذا الإطار موقف لوزير الطاقة والمياه جبران باسيل خلال وضع حجر الاساس لمحطة كهرباء في الضاحية الجنوبية قال فيه ان المسيحي يجب ان يعمل للانفتاح وتفاهم الناس لكن ذلك لا يعني انه يجب ان يكون جارية بل الملك وفي يده عصا وليس رئيساً لا عصا في يده، مشدداً على اننا لن نتخلى عن دورنا الذي هو حاليا لخلاص لبنان وأي قاعدة فيها عدالة ومساواة وحسن استمرارية لمفهوم المؤسسات سنسير بها وأي منطق فيه غبن واقصاء واستهداف لأحد ليس فقط نرفضه بل لن يقوم". وشدد على ان كلام الحريري اساس لتفاهمات بين جميع اللبنانيين.

الوجه الوطني: وموقف الحريري الذي اثنى عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري وأعرب عن تقديره الكبير لحرصه على المصلحة الوطنية، لقي استحساناً في مختلف الأوساط خصوصاً انه جاء مباشرة بعد بدء جلسات المحكمة الدولية الناظرة في قضية اغتيال والده، بكل ما تضمنت من استعادة لذكريات الجريمة المروعة، وبدل اطلاق مواقف نارية او انفعالية، أبرز وجها وطنياً بامتياز كان موضع تقدير من المناهضين قبل الحلفاء، بما يوجب ملاقاته بإيجابية يفترض ان تترجم في المسار الحكومي، علماً ان الرئيس الحريري سيطلق مواقف اضافية يقارب فيها مختلف الملفات المطروحة على بساط البحث في إطلالة إعلامية مساء الاثنين المقبل عبر تلفزيون "المستقبل".

البيان الوزاري: وتحدثت أوساط مطلعة لـ"المركزية" عن ان اشكالية معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" وادراج اعلان بعبدا في البيان الوزاري خاضعة للمعالجات لا سيما من الرئيس بري الذي أعلن انه سيتولى الموضوع وان الاتفاق على صيغة ترضي الجميع ممكن، علما انه كان تعهد تدوير الزوايا في صيغة ثلاث ثمانيات. واشارت الى ان اكثر من صيغة اعدت للفقرة المرتبطة بهذه المعادلة للاختيار من بينها كمخرج يرضي الجميع.

وتوقعت الأوساط ان يطلق رئيس الجمهورية مواقف تتصل بجانب منها بالوضع الحكومي خلال استقباله اعضاء السلكين الدبلوماسي والقنصلي يومي الاثنين والثلثاء المقبلين للتهنئة بالسنة الجديدة.

المصيطبة: في غضون ذلك، بقيت المصيطبة تتحصن خلف جدران الصمت، واكتفت أوساطها بالإشادة بالأجواء الإيجابية والحيوية التي يتسم بها مسار التشكيل، مشيرة الى ان المشاورات مستمرة داخل كل فريق، علماً انه تم الاتفاق على البنية الاساسية لناحية قواعد التشكيل.

14 آذار: في المقلب الآخر، وبعد موقف الرئيس الحريري تسارعت وتيرة الاتصالات بين مكونات 14 آذار لتوضيح وجهات النظر، فزار النائب نهاد المشنوق معراب واطلع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على خلفيات الموقف واسبابه. كما زار منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد الرئيس السنيورة مستطلعاً الأجوء. وقال سعيد لـ"المركزية" اننا نوحد الموقف في اتجاه قراءة موحدة حول مقاربة الملف الحكومي، ونحن والرئيس السنيورة وكل الأطراف الأخرى على اتصال وتشاور دائمين. وأضاف: لا أحد يقول لا لمبدأ الشراكة لكننا نسأل عن النصوص المرجعية التي تحدد أسس الشراكة، انها الدستور وقرارات الشرعية الدولية واعلان بعبدا وليس معادلة "جيش وشعب ومقاومة".

القوات: من جهتها، لم تستبعد مصادر قواتية الا تشارك القوات اللبنانية في الحكومة لأنها غير مستعدة للتنازل عن اي من ثوابتها ولا سيما التعهد بعدم ادراج معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" في البيان الوزاري، مؤكدة ان القوات لم تشترط يوماً على حلفائها عدم مشاركتهم في الحكومة اذا لم تشارك، ذلك ان وجهات النظر يمكن ان تتلاقى في الاهداف لا في طريقة الوصول اليها، فبعض اطراف قوى 14 اذار يعتبر ان من الممكن تحقيق هدف "المعادلة" ابان اعداد البيان الوزاري، في حين اننا لا نثق بالفريق الآخر وتجاربنا معه كثيرة ومقاربتنا للموضوع شديدة الوضوح الى حد اننا مقتنعون ان اي تنازل نقدمه اليوم سيشكل صفعة للوطن ويعطي حزب الله نقطة ترجيح اضافية. وختمت: لن نمضي في سياسة الانزلاق البطيء التي لا تؤدي الا الى قعر الهاوية.

عرسال: وبعيداً من الحكومة وتعقيداتها بقيت عرسال تنتظر نتائج التحقيق الذي فتحه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لتحديد مصدر الصواريخ التي استهدفتها وأدت الى سقوط 9 قتلى وعدد من الجرحى. في حين اجرى وفد عسكري تحقيقاً في القضية لتحديد مكان اطلاق الصواريخ.

وفي المحور الأمني ايضاً، اظهرت نتائج فحوص الحمض النووي للمواطن حسين غندور المشتبه بأنه الانتحاري في انفجار الهرمل عدم تطابق مع الاشلاء التي وجدت في مكان الانفجار. وأعلنت قيادة الجيش ان لا علاقة لغندور بالتفجير خلافاً لما اشيع في الاعلام.

وفي السياق تساءلت اوساط مراقبة عن هدف استهداف بلدة عرسال في هذه اللحظة بالذات ومحاولة افتعال فتنة مذهبية في منطقة معروفة بحساسيتها ودقة الوضع فيها راهنا. واعربت عن اعتقادها ان ثمة رابطا بين استهداف عرسال اليوم وانعقاد مؤتمر جنيف-2 الاربعاء المقبل، لناحية توجيه رسائل الى المؤتمرين يمكن ان تستفيد منها جهات اقليمية محددة.

المحكمة: على خط آخر، تستأنف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها الاثنين المقبل ليتقدم فريقا الدفاع عن المتهمين حسين عنيسي ومصطفى بدر الدين بتصاريح تمهيدية ثم يقدم رئيس مكتب الدفاع فرنسوا رو ملاحظاته. ورجحت مصادر المعلومات ان يبدأ الاستماع الى الشهود اعتباراً من الاربعاء بعد استراحة يوم الثلثاء.

 

ترجيح إعلان ولادة الحكومة اللبنانية مطلع الأسبوع المقبل

الرئاسة الأولى تتحدث عن إيجابيات ودفعة للأمام أفرزتها مواقف الحريري

بيروت - "السياسة": هل فتح الموقف الأخير لرئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري في لاهاي من الهدف الحكومي, الطريق أمام حلحلة العقد الباقية أمام انطلاق أعمال تشكيل حكومة جامعة في لبنان? سؤال طرح بقوة على الساحة الداخلية بالرغم من الضبابية التي تسببها التصريحات المتضاربة في هذا الشأن وحتى داخل أطراف كل فريق من طرفي النزاع. والأمل معقود في لبنان على أن يكون كلام الحريري دافعاً لفريق "8 آذار" وتحديداً "حزب الله", للتخلي عن مجرد الكلام المعسول والبدء بتنازلات حقيقية تشبه التي اتخذها الحريري في ما يخص العقدة الأصعب, البيان الوزاري, وتخليه عن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" كما تطالب قوى "14 آذار?".

ورحب رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري بكلام الحريري, حيث ذكرت أوساط الأول أن كلامه "خطوة إيجابية إلى الأمام, ويعطي دفعاً إيجابيا للمساعي الجارية على أكثر من مستوى لتسريع التأليف الحكومي", ووصفه الثاني بأنه "يُقدَّر له", فيما وصفه رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط ب¯"المؤشر الإيجابي الذي من شأنه أن يفتح آفاقاً واسعة أمام التشكيل"... فهل يبقى كلام الحريري يراوح كونَه "إعلان نيات إيجابياً" كما وصفه مسؤول بارز في تيار "المستقبل", أم يتلقف "حزب الله" مبادرة الحريري للانطلاق سريعاً نحو التشكيل? وفي هذا السياق, أشارت معلومات من أوساط مقربة من الرئاسة الأولى, إلى أن الحكومة ستبصر النور في الأيام القليلة المقبلة, حيث ينتظر أن يزور قصر بعبدا رئيس الحكومة المكلف تمام سلام للقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان وإعلان التشكيلة الجامعة في حال سارت الأمور وفق ما هو مرسوم لها وتمكنت الاتصالات الجارية من إزالة العقبات أمام إنجاز التأليف. وعُلم أن التوافق بات تاماً على مبدأ المداورة في الحقائب الوزارية بين الكتل السياسية, فيما تتركز الجهود على حلحلة العقد التي لا تزال موجودة بشأن البيان الوزاري للحكومة العتيدة.

وبالرغم من الموقف الإيجابي الذي أعلنه الحريري من الملف الحكومي, إلا أن "القوات اللبنانية", لا زالت على موقفها الرافض للمشاركة في حكومة واحدة إلى جانب "حزب الله", حيث أكد النائب أنطوان زهرا أن البحث في مشاركة "القوات اللبنانية" في الحكومة يبدأ حكماً باتفاق سياسي مسبق قبل تشكيل الحكومة ويرتكز هذا الاتفاق على إعلان بعبدا فعلياً وعدم التطرف إلى ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة بأي صيغة أتت. وفي هذا السياق, كشف رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل, أن ثمة إشارات إيجابية في ما يتعلق بتشكيل الحكومة, موجهاً تحية إلى الحريري على الموقف الذي اتخذه من المسألة الحكومية, مضيفاً "يجب أن يكون هناك حد أدنى من إعلان نوايا".

 

ضغط أميركي وفرنسي لتشكيل الحكومة والحريري يربك حلفاءه

السفير/أعطى الرئيس سعد الحريري أمس، دفعاً كبيراً للحكومة الجامعة، بالتوازي مع مواقف فرنسية وأميركية داعمة، في موقف أربك حلفاءه. وعلى المقلب الآخر، قَدَّر الرئيس نبيه برّي إيجابية موقف الحريري، مؤكداً أننا «في سباق بين التفجير الأمني وتأليف الحكومة»

حسم الرئيس سعد الحريري أمس موقفه من تأليف حكومة جامعة، وأبدى استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية جديدة مع حزب الله باعتباره «حزباً سياسياً»، معلناً تفاؤله «الكبير جداً بتأليف الحكومة». وردّ الرئيس نبيه بري على تحية الحريري بأحسن منها، مشيداً بحرص رئيس الحكومة السابق على المصلحة الوطنية، ومؤكداً أن «لا مشكلة في موضوع البيان الوزاري».

وفي خضمّ الأجواء الإيجابية، جال الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط مانويل بون على المسؤولين السياسيين، مؤكّداً مجدداً الموقف الغربي الداعم لتأليف الحكومة الجامعة، فيما أعلنت السفارة الأميركية في بيان أن السفير الأميركي ديفيد هيل سافر إلى فرنسا صباح أمس، و«من المقرر أن يجتمع بالحريري ومسؤولين فرنسيين، وسيجري التركيز خلال اجتماعاته على الدعم الدولي للبنان».

وفي ردٍّ على أسئلة على هامش المحكمة الدولية في لاهاي، قال الحريري: «نحن إيجابيون في تأليف حكومة، هذا شيء جيد للبلد وللاستقرار»، وشدّد على أنه «لم يقدم تنازلات للمشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله، فمبدأ المحاكمة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ونحن نعرف أنهم افتراضياً هم من ارتكبوا الجرائم (...) لكن في نهاية المطاف، هذا حزب سياسي لديه تحالف كبير مع التيار الوطني الحر وآخرين، ونحن نحاول أن نحكم البلد مع الجميع، ولا نريد أن يبقى أحد خارجاً، لأن لبنان يمر في فترة صعبة، وخاصة بعدما فشل المجتمع الدولي فشلاً ذريعاً في القضية السورية». وأكد أن «لا خطوط حمراء، بل ما تمليه احتياجات البلاد، ونحن نريد أن تستقر البلاد». وتعليقاً على كلام الحريري، قال الرئيس نبيه برّي لـ«الأخبار» إن «موقف الرئيس الحريري يُقدّر له». وأضاف: «على الرغم من عمق الحالة الشخصية للرئيس الحريري، فإنه يظهر حرصاً كبيراً على المصلحة الوطنية». وأشار بري إلى أن «الحكومة المنتظرة، هي حكومة وطاولة حوار ووحدة وطنية، وإضافة إلى أنها تجمع جميع الأفرقاء، وتوفر فرصة جيدة للحوار، فإنها تسهم إسهاماً كبيراً في الاستحقاق الرئاسي». وبشأن البيان الوزاري، قال بري إنه «لا مشكلة في الموضوع، ويمكن الاتفاق على صيغة ترضي الجميع. البيان «بينعمل» بعد التشكيلة، دستورياً، والحقيقة هذا ليس موقفي فقط، بل هو موقف الرئيسين (ميشال) سليمان و(تمام) سلام و(النائب وليد) جنبلاط». وعن الأحداث الأمنية في البقاع وطرابلس، قال: «نحن في سباق بين الانفجار الأمني وتأليف الحكومة (...) والفجور السياسي يسهم في الأحداث الأمنية».

نقاش داخل 14 آذار

كلام الحريري ترك ارتياحاً كبيراً في أوساط قوى 8 آذار، ونوعاً من الإرباك في صفوف فريق 14 آذار، الذي أشارت مصادره لـ «الأخبار» إلى أنه «لم يكن ينتظر كلاماً من الحريري قبل الاثنين»، وفيما أشار الرئيس امين الجميل إلى «وجود إشارات إيجابية»، بدا لافتاً صمت حزب القوات اللبنانية، علماً بأن التواصل بين القوات والحريري استمر على نحو يومي على مدى الأيام الماضية. وليلاً، أدت الاتصالات إلى بروز موقفين داخل فريق 14 آذار، على أن تستمر المشاورات للوصول إلى موقف موحّد. والموقفان يُجمعان على: الرفض المطلق لثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة»، وعلى «التمسك بإعلان بعبدا بنداً وحيداً في البيان الوزاري». ويقول الموقف الأول بمناقشة البيان الوزاري بعد التأليف، أما الموقف الثاني، فيطالب بعدم السير في الحكومة من دون ضمانات لتنفيذ الشرطين، أو قبل الاتفاق الضمني على البيان الوزاري، وإذا جرى الإخلال بالاتفاق، يستقيل وزراء 14 آذار قبل وصول الحكومة إلى المجلس النيابي. من جهته، علّق الرئيس نجيب ميقاتي على موقف الحريري عبر حسابه على موقع «تويتر»، قائلاً: «ما سمعته اليوم موقف سياسي أثلج صدري، ولو جاء متأخراً ثلاث سنوات، ومثّل عودة إلى ما نادينا به على الدوام، من أن هذا الوطن لا يحكم إلا بتعاون الجميع».

فرنسا تشرح الهبة السعودية

وزار بون والسفير الفرنسي في لبنان باتريك باولي عين التينة، والتقيا بري، كما زارا سلام والجميل والسنيورة وميقاتي ومسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله عمار الموسوي. وقال بون إنه «حمل رسالة دعم من الرئيس الفرنسي للمؤسسات اللبنانية وللجهود المبذولة لتأليف الحكومة والإعداد للانتخابات الرئاسية». وعلمت «الأخبار» من مصادر دبلوماسية مواكبة أن «الموفد الفرنسي حاول خلال لقائه مع ممثل حزب الله شرح موضوع الهبة السعودية المقدمة إلى الجيش اللبناني، التي تتضمن دفع السعودية ثلاثة مليارات دولار لتزويد الجيش أسلحة فرنسية، بعد جملة انتقادات وتساؤلات عممها سفراء أوروبيون بحقّ فرنسا، لأن الهبة ظهرت كأنها رشوة لفرنسا». وقالت المصادر إن «الأوروبيين أبدوا انزعاجهم أمام اكثر من جهة لبنانية من موضوع الهبة، مشيرين إلى أن فرنسا تقوم بخطوات أحادية الجانب من دون التنسيق مع شركائها، وخصوصاً في موضوع بيع السلاح». وسمع مبعوث الرئيس الفرنسي كلاماً مفاده أن «الحرص على المؤسسات يعني تقديم الهبة إلى الدولة اللبنانية على شكل هبة مالية، وهي تقرر من أين تشتري السلاح، فهي ربما تريد شراء بعض السلاح من فرنسا والبعض الآخر من أميركا وألمانيا وروسيا، كما أن السعودية في هذه المرحلة طرف في الساحة اللبنانية، لا جهة محايدة». وأشارت المصادر إلى أن بون كرر أن موضوع الهبة يقع «في سياق دعم الجيش اللبناني الذي هو جيش كل لبنان».

 

رئيس الجمهورية استقبل ماروني والحوت واطلع من فاضل على الملفات الامنية

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، مع النائب إيلي ماروني للتطورات السياسية والحكومية الراهنة.

الحوت

وتناول الرئيس سليمان مع النائب عماد الحوت ورئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية عزام الأيوبي الأوضاع السياسية السائدة راهنا على الساحة الداخلية.

مدير المخابرات

واطلع رئيس الجمهورية من مدير المخابرات في الجيش العميد الركن إدمون فاضل على الأوضاع الأمنية والمعلومات المتوفرة عن بعض الملفات الأمنية ومسار التحقيقات في هذه الملفات.

السفيرة لدى رومانيا

كذلك اطلع الرئيس سليمان من سفيرة لبنان لدى رومانيا رنا المقدم على العلاقات الثنائية وأوضاع اللبنانيين هناك.

 

سمير فرنجية: نحن على أبواب مرحلة جديدة عناوينها الاتفاق النووي الايراني وسلطة انتقالية في سوريا وتجديد المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية

وطنية - قال عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية "إننا نشهد اليوم نهاية مرحلة تاريخية، نهاية نظام عمل كل ما في وسعه منذ سبعينيات القرن الماضي لوضع يده على لبنان، فلعب دورا حاسما في تأجيج الحروب التي دمرت بلدنا على مدى عقود، مستغلا التباينات القائمة في مجتمعنا الشديد التنوع، وضعف دولتنا المشلولة بالصراعات الطائفية المقيتة، فأزكى العنف بكافة أشكاله، وشمله برعايته الدائمة، وسد أبواب أي تفاهم داخلي، ما استطاع الى ذلك سبيلا". وخلال ندوة نظمتها منسقية التثقيف السياسي في "تيار المستقبل"، في مقرها في طرابلس، حضرها النائب بدر ونوس، عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"، منسق عام طرابلس الدكتور مصطفى علوش، أعضاء مكتب ومجلس المنسقية، وحشد من أعضاء التيار، وأدارها منسق التثقيف السياسي في طرابلس الدكتور أحمد الرافعي، رأى فرنجية أننا "نشهد نهاية نظام اقليمي حول لبنان الى ساحة صراع بين أطرافه، وهو نظام نشأ مع تنطح كل من اسرائيل وايران لمواصلة الحرب الباردة في الشرق الأوسط، وتقاسم النفوذ فيه بعد سقوط جدار برلين: الأولى بادعائها وراثة الولايات المتحدة، والتحدث باسم "العالم الحر"، والثانية بادعائها وراثة الاتحاد السوفياتي، والتحدث باسم "العالم الاسلامي". وأشار إلى أنه "بعد سنوات عجاف من حرب تقاسم النفوذ، انتهت ايران الى اطلاق صوت الاستغاثة قبيل نهاية السنة الفائتة، تحت وطأة الاستنزاف المخيف الذي أصابها. فأذعنت لشروط المجتمع الدولي في مسألتي الكيميائي السوري والنووي الايراني. كما تراجع النظام الحاكم فيها امام معارضة داخلية قوية، ترفض سياسة تصدير الثورة والانفاق المجنون على أهداف توسعية في المنطقة. أما اسرائيل فبات من الثابت تهميش دورها، وتقييد حركتها التدخلية في المنطقة، بعد ان فرض عليها معاودة المفاوضات مع الفلسطينيين".

ولفت إلى أننا "نشهد نهاية حزب نقلته محاولاته اليائسة لانقاذ النظام السوري من حالة الى أخرى، من حزب لبناني تدعمه ايران في مواجهة اسرائيل، الى حزب تستخدمه ايران، وتضحي بكل رصيده، على أمل تأخير سقوط النظام في سوريا، من حزب يدعي الدفاع عن المظلومين في مواجهة الظالمين، الى حزب شريك في جريمة ضد الانسانية، يرتكبها النظام السوري بحق شعبه المظلوم".

وقال: "نحن اليوم على أبواب مرحلة جديدة عناوينها الخارجية بدأت تتوضح، اتفاق على الملف النووي بين ايران والمجتمع الدولي، اقامة سلطة انتقالية في سوريا سيتم البحث في طبيعتها في جنيف 2، وتجديد مفاوضات السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية". أضاف ان "لتيار الستقبل الذي رفع من هنا، من طرابلس، شعار "لبنان أولا"، دورا أساسيا في معركة بناء سلام لبنان الدائم، وذلك من خلال حمل لواء اسلام الاعتدال في وجه اسلام التطرف في لبنان، وأيضا في العالم العربي. هذا الدور أساسي ولا يستطيع أحد خارج تيار المستقبل القيام به، انه دور أساسي لحماية لبنان من تطرف مقيم يعمل على فرز تطرف آخر في واجهته، لتبرير تطرفه وتحصين نفسه. وهو دور أساسي لحماية المنطقة من مشاريع الفتن التي تتهددها". وتابع "لطرابلس التي يرديها البعض "قندهار" البحر المتوسط، دور مهم في اعطاء المثال على كيفية تجاوز الفتن، والتمسك بالعيش المشترك بين كل مكوناتها الطائفية والمذهبية. وذلك رغم كل الجهود المبذولة منذ سنوات لدفع أهلها الى اعتماد العنف في مواجهة العنف الذي يتعرضون له، وصولا الى تبني مقولة الأمن الذاتي بديلا عن أمن شرعي لم تعد الدولة توفره. بامكان هذه المدينة التي عانت الاهمال في زمن السلام، والقمع في زمن الوصاية، اعطاء اشارتين مهمتين لمستقبل لبنان ومستقبل سوريا". واعتبر أن "الاشارة الأولى، هي في استعادة هذه المدينة دورها التاريخي في احتضان العيش المشترك، وذلك بعدما جرى تعطيل دور بيروت في العام 2008، وصيدا العام 2013، وجعلها رأس حربة في معركة سلام لبنان. والاشارة الثانية، هي قطع الطريق على كل المحاولات التي يبذلها النظام السوري لتحويل انتفاضة شعبية في سوريا الى حرب أهلية، وذلك باعادة تجيد العيش المشترك السني- العلوي في لبنان، كرد على ما هو حاصل في سوريا".

 

قراءة سياسية في موافقة الحريري على المشاركة بحكومة مع حزب الله

قال الرئيس سعد الحريري في مقابلة مع رويترز على هامش أعمال المحكمة الدولية الخاصة في لبنان ردا على سؤال حول مشاركته في حكومة مع حزب الله "فيما يخص الاتفاق نحن ايجابيون في تشكيل حكومة. هذا شيء جيد للبلد وللاستقرار في البلد".

-  أشار إلى أنه لم يقدم تنازلات بخصوص المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله وحلفائه "فمبدأ المحاكمة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. ونحن نعرف بأنهم افتراضيا هم الذين ارتكبوا هذا الجرائم".

- أضاف "نحن نعرف انه من الممكن ان يكون هذا هو الحال ولكن في نهاية المطاف هذا حزب سياسي لديه تحالف كبير مع العونيين وآخرين. ونحن نحاول أن نحكم البلد مع الجميع لاننا لا نريد ان نبقي اي احد خارجا لأن لبنان يمر في فترة صعبة خاصة بعد أن فشل المجتمع الدولي فشلا ذريعا في القضية في سوريا".

- ردا على سؤال حول ما اذا كان متفائلا بخصوص تشكيل الحكومة قال الحريري "انا متفائل جدا ...لا اعرف (متى) ولكن أنا متفائل".

-حول ما اذا كانت هناك خطوطا حمراء قال "الخطوط الحمراء تمليها احتياجات البلاد ونحن نريد أن تستقر البلاد".

بعبدا: خطوة إيجابية الى الأمام

ووصفت مصادر قصر بعبدا لـ"الجمهورية" موقف الحريري بأنه خطوة إيجابية الى الأمام، ويعطي دفعاً إيجابيا للمساعي الجارية على أكثر من مستوى لتسريع اتصالات التأليف الحكومي. وقالت إنها لم تُفاجأ بإيجابية الحريري، ذلك انّ بعبدا تبلّغت منه مثل هذه الأجواء قبل ايام، وهي شجّعت على المزيد ممّا يقرب المواقف ويسهّل مهمة الرئيس المكلف تمام سلام. كما وصفت اوساط بعبدا عبر "اللواء" قبول الحريري المشاركة في الحكومة مع حزب الله، بأنه يعطي نفحة تفاؤلية في دفع الملف الحكومي الى الامام.

بري: موقف كبير جدا

ولقي موقف الحريري صدى إيجابيا لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال لـ"السفير" و"الديار": "هذا موقف كبير جدا، فبرغم المناسبة القاسية والمريرة، غلـّب (الحريري) حسه الوطني على كل شيء".

سلام مرتاح بتصريحات الحريري

وليل أمس عبّرت مصادر سلام عبر "الجمهورية" عن ارتياحها الى تصريحات الحريري. وقالت إنه الكلام الأهم في التوقيت الأهم، متمنيةً أن تتلاقى مختلف الأطراف في الموقع الذي يمكن ان ينعكس إيجاباً على الأجواء الحكومية والأمنية والسياسية. وفي الوقت الذي قالت فيه المصادر إنّ سلام التقى امس الوزير خليل الهراوي موفداً من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أكّدت انّ خطوط التشاور مع بعبدا متواصلة بشكل مستمر. ولفتت الى انّ المشاورات مفتوحة في مختلف الإتجاهات. ولوحظ أنّ "الماكينة الوزارية" انتقلت الى المصيطبة التي تحوّلت الى خط مفتوح مع كلّ الافرقاء لإنضاج الطبخة الحكومية التي يُنتظر ان توضع اللمسات الاخيرة عليها خلال الساعات المقبلة.

ميقاتي يعتبر ان القرار تأخر ثلاث سنوات وأحمد الحريري يرد

وسارع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى القول عبر "تويتر": "سمعت اليوم (أمس) موقفاً سياسياً أثلج صدري، ولو جاء متأخّراً ثلاث سنوات وشكّل عودة الى ما نادينا به على الدوام من انّ هذا الوطن لا يُحكم إلا بتعاون الجميع". ورد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، عبر موقع "تويتر"، على تغريدة ميقاتي. وقال في رده: "كنا نتمنى يا دولة الرئيس لو أثلجت صدور أهلك والكتير من اللبنانيين ورفضت منذ 3 سنوات أن تكون رئيس حكومة القمصان السود، التي كانت نتائجها سوداء على اللبنانيين، حتى أنك لم تكلف نفسك بالإستقالة وتحمل المسؤولية بعد اغتيال (اللواء الشهيد) وسام الحسن".

جنبلاط: مؤشر إيجابي

بدوره، أشاد النائب وليد جنبلاط بموقف الحريري، وقال لـ"السفير": "هذا مؤشر إيجابي، من شأنه ان يفتح آفاقا واسعة لتشكيل الحكومة"، وتمنى أن يتفاعل الجميع معه "من أجل إخراج الحكومة الجامعة من التداول النظري الى التطبيق الفعلي والترتيب العملاني".

"حزب الله" يلتزم الصمت: المطلوب من الجميع تقديم تنازلات

وفيما التزم "حزب الله" الصمت وفق "السفير" إزاء إعلان الحريري، قالت أوساط سياسية بارزة إن الحزب لم يتفاجأ بالموقف، وأشارت الى أن المطلوب من الجميع تقديم تنازلات في هذه اللحظة التاريخية المفصلية.

"8 آذار": انعطافة مشجعة باتجاه التأليف

ولفتت "الأخبار" إلى ان كلام الحريري ترك ارتياحاً كبيراً في أوساط "8 آذار"، وصرح احد الوزراء لـ"اللواء" بأن كلام الحريري "انعطافة مشجعة باتجاه التأليف"، وهو يشكل دفعة قوية لعجلة التأليف التي اصبحت قاب قوسين او ادنى، بعد فصل التأليف عن البيان الوزاري.

عون: كلام إيجابي ونأمل أن يكون عنصراً مساعداً

من جهتها، قالت مصادر مقربة جدا من النائب ميشال عون لـ"السفير" ان الكلام الصادر عن النائب سعد الحريري إيجابي، ونأمل أن يكون عنصراً مساعداً في تشكيل الحكومة. وفي سياق آخر، افادت معلومات "الديار" عن لقاء جمع عون بالحريري في روما منذ ايام، لكن مصادر "التيار الوطني الحر" اشارت الى ان الاعلان عن عقد اللقاء او عدمه متروك الحديث عنه لعون.

 

مصادر 14 آذار لـ”أخبار اليوم”: جعجع لن يسمح لـ”حزب الله” او سوريا بإحداث تباعد بينه وبين الحريري

أكدت مصادر في 14 آذار ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع سيغطي الرئيس سعد الحريري في كل ما سيقوم به، هذا لا يعني بالضرورة الموافقة بل لن يصار الى فتح المجال لـ”حزب الله” او سوريا لإحداث نفور او تباعد بين الرجلين، في وضع يشبه الأجواء التي رافقت الزيارة الشهيرة التي قام بها الحريري الى سوريا والتقى الرئيس بشار الأسد، حيث لم يترك جعجع الحريري منفرداً. وأكدت المصادر عبر “أخبار اليوم” أن إطلاق الإتهامات بحق سعد الحريري او لومه او تحميله مسؤولية القرار الذي اتخذه من قبل فريق 14 آذار لا يخدم إلا “حزب الله”.

 

بري: الحريري أظهر حرصا كبيرا على المصلحة الوطنية

أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري لصحيفة "الأخبار" عن تقديره لموقف الحريري، معتبرا انه "على الرغم من عمق الحالة الشخصية للرئيس الحريري، فإنه يظهر حرصا كبيرا على المصلحة الوطنية". وأشار بري إلى أن "الحكومة المنتظرة، هي حكومة وطاولة حوار ووحدة وطنية". وعن الحوادث  الأمنية في البقاع وطرابلس، قال: "نحن في سباق بين الانفجار الأمني وتأليف الحكومة والفجور السياسي يسهم في الحوادث الأمنية".

 

جنبلاط: موقف الحريري مؤشر إيجابي

رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أشاد بموقف الحريري، وقال لصحيفة "السفير": "هذا مؤشر إيجابي، من شأنه ان يفتح آفاقا واسعة لتشكيل الحكومة"، وتمنى أن يتفاعل الجميع معه "من أجل إخراج الحكومة الجامعة من التداول النظري الى التطبيق الفعلي والترتيب العملاني".

 

من هم وزراء التشكيلة الجديدة؟

ذكرت معلومات لصحيفة "الجمهورية" ان التشكيلة الحكومية ستعلن فور جهوزها بين غد الأحد ومطلع الاسبوع، وذلك على قاعدة "خير البر عاجله". وعلم منها ان وزارة الصحة ستسند الى الوزير وائل ابو فاعور، ووزارة الداخلية الى محمد المشنوق (من حصة الرئيس المكلف تمام سلام)، وزارة الاتصالات من حصة النائب وليد جنبلاط، وزارة الأشغال للوزير جبران باسيل، ووزارة المال الى الوزير علي حسن الخليل أو النائب ياسين جابر، وزارة الطاقة الى فريق 14 آذار، وزارتا الدفاع والخارجية من حصة رئيس الجمهورية. في حين ظلت الحقائب الأخرى قيد البحث بين الرئيس المكلف وكل فريق. وتوقعت مصادر عاملة على خط التأليف للصحيفة عينها أن لا تتعدى عملية التأليف أياما معدودة، بعدما اطلق كل الافرقاء صفارة قطار التأليف، مشيرة الى ان كل فريق ينصرف حاليا الى ترتيب أوراقه وتوزيع الحصص الوزارية في ما بينه، والاتفاق النهائي على الاسماء المرشحة للتوزير.

 

المشنوق: جعجع والمستقلّين مصرّين على تفاهم سياسي حول البيان الوزاري قبل التأليف

 تشاور رئيس كتلة 'المستقبل” النيابية فؤاد السنيورة هاتفياً مع رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل ورئيس حزب 'القوات اللبنانية” د.سمير جعجع، في حين زار عضو” المستقبل” النائب نهاد المشنوق معراب وعرض مع جعجع لآخر المستجدّات، لاسيّما تأليف الحكومة وانطلاق جلسات المحكمة. واعلن المشنوق لصحيفة 'الجمهورية” إنّ 'موقف الحريري هو مجرّد إعلان نوايا، لا يغيّر من طبيعة النقاش السياسي حول صياغة مشتركة مع 14 آذار بشأن البيان الوزاري”. وأكّد أن لا تراجع عن الخماسية التي طرحها، وكشف أنّ جعجع والمستقلّين مصرّين على تفاه. الجمهورية

 

باسيل: كلام الحريري اساس يبنى عليه تفاهمات وطنية

شدد وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل باسيل على انه لن تقوم حكومة وتعيش في لبنان اذا كان فيها اقصاء او استهداف لأحد، معتبرا ان الكلام الذي اطلقه امس الرئيس سعد الحريري اساس يبنى عليه لتفاهمات وطنية عميقة. وقال باسيل خلال احتفال وضع حجر الاساس لمحطة كهرباء الضاحية الجنوبية "اننا بحاجة الى تفاهمات وطنية عميقة، تفاهم بيننا وبين تيار المستقبل، تفاهم بين المستقبل وحزب الله، تفاهمات تكمل بعضها البعض ولا تعزل اي فريق"، مضيفاً ان التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله اسس بشكل عميق "لاننا مقتنعون انه اساسي لكنه غير كاف لذلك دعونا بقية الاطراف للدخول فيه".

وفي سياق ىخر اشار باسيل الى ان مشوار النفط انطلق ولن يتوقف و"لن يكون هناك لبنان دون ان يكون هناك لبنان نفطي ولن يمنع اي شيء لبنان من استثمار ثرواته"، مشيراً في الوقت عينه الى ان هناك تشكيكاً بالوزير والوزارة وكأن المشاريع لم تأت بالفائدة على الشعب اللبناني. كما اعلن ان نسبة الجباية للكهرباء بالضاحية الجنوبية هي بين 95 و98 بالمئة، لكن نسبة التعدي عالية على الكهرباء ولكن ليس الاعلى في لبنان.

 

الأسير ينشر فيديو حول "مشاركة حزب الله" في معركة عبرا

نشر أحمد الأسير فيديو يبيّن فيه ما قال إنها مشاركة لعناصر من "حزب الله" و"حركة أمل" في معركة عبرا بصيدا

ولمشاهدة الفيديو إضغط على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=zMKCnCpnozg&feature=youtu.be

 

فادي كرم: متوافقون مع الرئيس سعد الحريري على الخطوات الضرورية لتشكيل حكومة تكون الافضل للبنانيين

 النائب فادي كرم للـ "mtv": موقفنا كـ"14 آذار" متلازم وموقفنا واحد وهو دعم اعلان بعبدا واسقاط ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة".

- حزب الله اليوم استراتيجيته غير لبنانية وعندما يعطي التوافق والوفاق اللبناني شروطه عندها كل شروط الشراكة معه تصبح واردة ونحن نؤيد التوافق على البيان الوزاري والدور الذي ستلعبه الحكومة المقبلة قبل الحديث عن حصص.

- متوافقون مع الرئيس سعد الحريري على الخطوات الضرورية لتشكيل حكومة تكون الافضل للبنانيين.

- الـ"س.س." الخاصة بـ"14 اذار" اي سمير جعجع وسعد الحريري هي على افضل حال والعلاقة جيدة بين الفرقين وهناك توافق وتواصل دائم

 

الضاهر: التكفيريون ليسوا هم الخطر على لبنان بل تنظيم حزب الله ومشروع ايران في المنطقة

وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب خالد الضاهر، في حديث الى إذاعة "لبنان الحر"، أن "لا تناقض بين قوى 14 آذار، وهي لن تشارك في حكومة ببيان وزاري يتضمن معادلة شعب جيش مقاومة، فهذه المنظومة انتهت الى غير رجعة". وقال في حديث الى اذاعة "لبنان الحر": "إن كلام الرئيس سعد الحريري بالأمس يعبر عن مسؤولية، وهو تكلم بمسؤولية عن ضرورة حماية لبنان والدفاع عنه".

وحذر من أن "هذه السياسة التي يمارسها تنظيم حزب الله في لبنان ستؤدي الى كوارث في لبنان، وبدأنا نشهد تفجيرات في كل مكان، والآتي اعظم إذا لم يبادر حزب الله اولا الى احترام الدولة والدستور على المستوى الداخلي وايقاف هذه العقلية الماكرة التي تريد زج حتى الجيش في صراعات مع السنة في البقاع الغربي وصيدا والشمال وعرسال، وثانيا الانسحاب من سوريا، لأني أعتقد أنه يفتح معركة مع اكثر من عشرين مليون سوري سني وما لهذا الامر من خطورة. فإن كان حزب الله يريد المحافظة على نفسه وبيئته وعلى لبنان، عليه الالتزام بالدستور اللبناني، وإن لم يفعل، فهو يفتح على لبنان كل انواع الاجرام. يريد أن يجرنا كفريق 14 آذار للمشاركة معه في حكومة لأنه الآن في مأزق ويحتاج الى الغطاء الوطني امام جرائمه وردات الفعل عليها. ويحتاج الى الغطاء السني تحديدا لمواجهة الارهاب كما يدعي، كرد فعل على ارهابه واجرامه بحق الشعب السوري وبحق اللبنانيين". ورأى أن "حزب الله خائن بحق الوطن طالما أنه يقدم مصلحة ايران على مصلحة لبنان"، معتبرا أن "هناك مسؤولية تاريخية يتحملها الرئيس الحريري وقوى 14 اذار مجتمعة رغم الجرح الكبير ورغم كون حزب الله لا يلتزم بأي وعود ولم يلتزم بالدستور ولا بالقوانين".الى ذلك، شدد الضاهر على أن "7 أيار ذهب الى غير رجعة"، وقال: "هم ليسوا حريصين أكثر منا على مصلحة البلد. منطق حزب الله هو منطق المعتدي والمجرم، فإما نقبل بتشكيل حكومة وفق رؤيته ومصلحته، أو أن أمن البلد يتعرض للاهتزاز وعدم الاستقرار، ولن نقبل بالحكومة التي يريدونها إلا وفق الدستور". من جهة أخرى، هنأ الضاهر الشعب اللبناني ببدء أعمال المحكمة الدولية، مؤكدا أن "كل محاولات تنظيم حزب الله والنظام السوري وايران وكل الاموال التي دفعوها لطمس المحكمة قد فشلت، وربح رهان اللبنانيين على العدالة. بدأت المحكمة والعدالة ستتحقق، ولم يسبق لمحكمة دولية أن فشلت في محاكمة، وهذه المحكمة ستصل الى منتهاها. قطار العدالة انطلق والمرتكبون سيعاقبون، وعقابهم اما بالامساك بهم وتنفيذ الحكم، اما انهم يهربون من العدالة ويغوصون كالجرذان في باطن الارض، ولكن المحكمة الدولية لن تسمح لأحد بأن يفلت من العقاب وهي وراءهم وإن طال الزمن".وختم الضاهر معتبرا أن "التكفيريين ليسوا هم الخطر على لبنان، بل الخطر هو التكفيري الاول تنظيم حزب الله المرتبط بولي الفقيه الايراني ومشروع ايران في المنطقة".

 

قاطيشه: الإتّفاقات الإستراتيجية لن تتغير بين "القوات" و"المستقبل" حتى إن دخل الحكومة مع حزب الله

شدد مستشار رئيس حزب 'القوات اللبنانية” لشؤون الرئاسة العميد وهبي قاطيشه على أنّ موقفنا من الحكومة ثابت ويتعلّق بمبادئ قيام الدولة والمؤسسات وعندما لا يعترف الشريك بالوطن بالشراكة ولا يسأل عنك، فلا يمكن مشاركته من دون أن يكون لديه النيّة بالشراكة. وأضاف في حديث للبنان الحرّ: 'نحن نقبل أن نتشارك مع حزب الله ولكن هذا الأخير لا يوافق حتى في أن نشاركه فهو يأخذ الدولة إلى الجهة التي يريدها من دون أن نكون شركاء في اتّخاذ القرارات، في وقت يطالب مشاركته في القرارات التي هو بحاجة لنا فيها لتغطية تدخّله في سوريا وحمله السلاح غير الشرعيّ”. وأشار قاطيشه إلى أنّ 'القوات اللبنانيّة” و”المستقبل” متّفقان على المبادئ الكبرى لقيام الدولة والمؤسسات وإقرار حقوق المواطن وعدم التدخّل في شؤون الدول المجاورة. وختم: 'الإتّفاقات الإستراتيجية لن تتغير بيننا حتى إن دخلوا في هذه الحكومة مع حزب الله”.المصدر : لبنان الحر

 

عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد الحجار: الحريري عوّد اللبنانيين على اتخاذ مواقف مسؤولة

 لفت عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد الحجار الى أن "تيار المستقبل" وتحديدا الرئيس سعد الحريري عوّد اللبنانيين على اتخاذ مواقف مسؤولة، والعمل بكل الامكانات وتوفير الظروف المناسبة لاخراج البلد من النفق المظلم الذي دخل به، والتي ساهمت به الحكومة المستقيلة التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي بعد أن شُكّلت بالظروف التي يعلمها الجميع. وقال الحجار، في اتصال عبر محطة الـ"OTV"، إن "الموقف الاساسي الذي فرض هذه المتغيرات هي الظروف المستجدة وواقع البلد، الى جانب تراجع "حزب الله" عن مواقف كان اعتبرها سابقا من الخطوط الحمراء، كالثلث المعطل والقبول بالمداورة في الوزارات، الامر الذي دفع بالرئيس الحريري الى الادلاء بهذه المواقف أمس" . أضاف: "الرئيس الحريري ينظر بايجابية الى هذا الموضوع ولا زلنا على موقفنا رغم أن هناك بعض الامور المطلوب استيضاحها، والمطلوب أن يكون هناك اجوبة مقنعة بشأنها تحديدا موضوع توريط لبنان في الداخل السوري والسلاح الذي كان يوما ما موجها الى العدو الاسرائيلي ثم توجه بعد ذلك الى صدرو اللبنانيين واليوم الى صدور السوريين، كل هذه الامور يجب وضع حدا لها بأن يكون هناك في لبنان، لمرة أخيرة، موقف جازم بأن نحتكم جميعا الى مرجعية الدولة ومؤسساتها الشرعية في كل ما له علاقة بأمن اللبنانيين سواء كان على الحدود أم في الداخل". وفيما يتعلق بالبيان الوزاري، أوضح الحجار "نحن نعلم أنه من الناحية الدستورية موضوع البيان الوزاري وبحث كل نقاطه أمر يحصل بعد تشكيل الحكومة، ولكن ما نطرحه اليوم يتعلق بنقطة سياسية محددة هي دور الدولة ومرجعيتها. هل ستكون المرجعية الوحيدة وصاحبة الحق الحصري في الدفاع عن لبنان أم أن هناك من يريد تحت هذا الشعار أن يشارك الدولة طبقا للائحة منتقاة هو يحددها وحده من دون العودة الى الدولة ومؤسساتها الشرعية وأعني بذلك حزب الله؟"  ورأى أن "حزب الله موجود في سوريا ويقاتل في سوريا بمنطق هو وحده يحدده ولا يستشير فيه الاخرين. في المقابل هناك من يقول بأن يصار الى الاتفاق بشكل نهائي على موضوع البيان الوزاري بعد التأليف. وهناك من يطرح بأن يكون هناك تطمينات معينة قبل الذهاب الى التأليف، هذا الامر هو موضع النقاش الحالي سواء في الخيار الذي سيتخذ أو في الضمانات المطلوب الحصول عليها ". في هذا السياق، أعلن الحجار أن "فريق 14 آذار موافق على المشاركة بحكومة (8- 8-8) ولكن بعد الحصول على الضمات اللازمة أي الضمانات الوطنية لحكومة منتجة". أما فيما يتعلق بوجهات النظر داخل "تيار المستقبل" بشأن تشكيل الحكومة، فأوضح الحجار أن "هناك وجهات نظر متعددة سواء في تيار المستقبل أو في 14 آذار وهناك نقاش يأخذ وقته لكن عندما يتخذ القرار سيلتزم الجميع به".

 

فارس سعيد: لا احد داخل قوى "14 آذار" يقول لا لمبدأ الشراكة

في اطار البحث في ملف الحكومة لخروج قوى الرابع عشر من آذار بموقف موحّد منها، عرض رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة مع منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد الاوضاع الراهنة، خصوصاً المراحل التي قطعتها الاتصالات لتشكيل الحكومة الجديدة وموقف قوى "14 آذار" منها. "المركزبة" سألت سعيد عن اجواء اللقاء فأشار الى انه "يصبّ في خانة توحيد موقف قوى "14 آذار" حول التشكيل"، مؤكداً اننا "وكل قوى "14 آذار" على تواصل وتشاور في هذا الشأن". وقال "لقائي الرئيس السنيورة اليوم في صلب المشاورات الدائمة والضرورية التي يجب ان تحصل داخل "14 آذار" من اجل توحيد القراءة حول موضوع تشكيل الحكومة". واوضح رداً على سؤال ان "لا احد داخل قوى "14 آذار" يقول "لا لمبدأ الشراكة"، سائلاً "ما هي النصوص المرجعية التي تُحدد ادارة الشراكة"؟، هي الدستور وقرارات الشرعية الدولية و"اعلان بعبدا

 

النائب بطرس حرب: انعقاد المحكمة انتصار للعدالة في لبنان وأصوات نواب جبهة النضال قد تحسم موضوع الاستحقاق الرئاسي

وطنية - رأى النائب بطرس حرب، "أن انعقاد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مسألة مبدأ وليس لمعاقبة أحد، والرسالة التي ستوجه من خلال المحكمة سيكون مفادها أن من يقتل في لبنان سينال العقاب، ولن يفلت من فعلته".

وشدد في حديث عبر إذاعة "صوت لبنان-100,5" على ان "مبدأ انعقاد المحكمة بحد ذاته انتصار كبير للعدالة في لبنان"، مؤكدا ان "المخاطر لن تثنينا ولن تغير من مواقفنا، وايا كانت أحكامها سواء في الادانة او التبرئة سنقبل بها". واعتبر ان التحقيق "متماسك جدا"، وقال: "اكتشفت خلال متابعتي لوقائع الجلسة الافتتاحية للمحكمة عالما حديثا ومتطورا بتقنياته وحرصه على مراعاة أبسط الأمور بجدية وحسم".

وتمنى "ان يتحول القضاء اللبناني على صورة ما نراه في المحكمة الدولية من خلال الجدية والحرفية في العمل"، مؤكدا ان "ضمانتنا كشعب لبنان هي المحكمة الدولية لأنها لا تقبل ان تتهم شخصا لا توفر له كل فرص الدفاع عن النفس". وفي الموضوع الحكومي تحدث عن "وجود ارادة بمواجهة المرحلة المقبلة بالحد الادنى من الاتفاق، معتبرا ان "الرأي العام اللبناني منقسم حيال تأليف الحكومة، ففريق منه يرفض المشاركة بحكومة يتمثل فيها حزب الله المتهم باغتيال الحريري وارتكاب المجازر في سوريا، في حين ان الفريق الآخر يشير الى ضرورة تشكيل حكومة منعا للفراغ". كما أكد "وجود رغبة جدية لدى 14 آذار لانقاذ البلاد، وهذه الرغبة ستكون مقرونة بمبادئ، ونحن نسعى الى أن تكون موضع اتفاق لكي لا نصيب البلاد بنكسة اضافية". واذ أبدى عدم استغرابه لموقف الرئيس سعد الحريري حول المشاركة في الحكومة، قال ان "لدى مسيحيي 14 آذار موقف واضح واحد، وان الرئيس الحريري لم يبد استعداده القبول بالمطلق بمشاركة حزب الله وهو سيعطي موقفه الواضح من هذا الموضوع في اطلالته التلفزيونية يوم الاثنين". وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي أكد ان انتخاب رئيس الجمهورية هو "من اهم الأعمال التي يقوم بها النائب في دورته، وانه في ظل الاصطفاف السياسي الموجود، فان أصوات نواب جبهة النضال الوطني هي التي قد تحسم وترجح هوية رئيس الجمهورية". كما رأى ان "لا نصاب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فقد جرت العادة ان تكون بالثلثين وهي بدأت منذ انتخاب الرئيس بشير الجميل ليكون رئيسا منتخبا من الجميع". وأكد ان التمديد "مخالف للدستور والرئيس سليمان يرفض هذا الموضوع كليا، واذا استمرت الظروف كما هي عليه فانه لن يكون هناك اي تمديد". وختم حرب واضعا ما يجري من أحداث امنية وتفجيرات في اطار "النتيجة الطبيعية للصراع السوري والصراع السني- الشيعي".

 

فيصل كرامي: لملاقاة الرئيس الحريري في منتصف الطريق

وطنية - استنكر وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال فيصل كرامي، "كل الأحداث الامنية التي تضرب لبنان، بدءا من الهرمل مرورا بعرسال وصولا الى طرابلس، والتي تودي بحياة اللبنانيين بأطيافهم كافة"، متمنيا "ان لا تبقى طرابلس ساحة للصراع يدفع فيها الطرابلسيون الاثمان من حياتهم واستقرارهم". وأشار الى "الأجواء التفاؤلية في الآونة الاخيرة وخصوصا في ما يتصل بتشكيل الحكومة الجديدة التي نتمنى ان تبصر النور عما قريب، وان تكون حكومة جامعة كما طالبنا دائما"، مؤكدا "انه في لبنان لا يمكن لفريق ان يلغي الآخر". كلام كرامي جاء خلال لقاء مع الاعلاميين في مكتبه في طرابلس، قال خلاله: "سمعنا بالأمس كلاما جيدا من الرئيس سعد الحريري، وهذا الكلام له دلالتان، الدلالة الاولى انه حريص على السلم الأهلي وعلى مصلحة الوطن، وخصوصا في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، وعلى إطفاء نار الفتنة والطائفية، أما الدلالة الثانية فهي تؤكد على مناخ التسوية الدولية والاقليمية التي تعتبر مظلة الامان للبنان كي لا ينجر الى صراعات داخلية، وهي خطوة جيدة علينا ان نستغلها لتشكيل حكومة وحدة وطنية". اضاف: "لكن ما يشغل البال، هو وجود بعض الاطراف المتضررة من التوافق ومن حكومة الوحدة الوطنية، لأن هذه الاطراف تعيش دائما وتقتات على الخلافات الداخلية وعلى الحروب الطائفية والمذهبية، وعندما تتوافق القوى الرئيسية في البلد، لا يعود لهذه الاطراف من دور". ووضع كرامي الأحداث المتنقلة من عرسال الى طرابلس في خانة "إفشال الجهود التي تسعى لتشكيل الحكومة التي لا أعتقد انها ستبصر النور في خلال يوم او يومين، لان هناك العديد من الامور التفصيلية لا تزال عالقة"، مطالبا الجميع ب"ملاقاة الرئيس الحريري في منتصف الطريق".

 

المستشار الدبلوماسي لرئيس جمهورية فرنسا ايمانويل بون زار عون مجدداً دعم مؤسسات الدولة: لتشكيل حكومة تعالج الملفات

نهارنت/أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس جمهورية فرنسا للشرق الاوسط وافريقيا والامم المتحدة ايمانويل بون، دعم كل مؤسسات الدولة اللبنانية، داعياً في الوقت عينه الى تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت.

كلام بون جاء خلال لقائه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون، في الرابية قبل ظهر السبت، برفقة السفير الفرنسي باتريس باولي، ونقل بون رسالة من الرئيس الفرنسي مفادها "دعم كل مؤسسات الدولة في لبنان".

كما شدد على ضرورة تأليف حكومة جديدة لمعالجة الملفات الضرورية، كملف اللاجئين السوريين والمساعدات التي يجب ان تصلهم عبر القنوات المؤسساتية. واعتبر ان "الاتصالات تتكثف للوصول الى تشكيل حكومة جديدة". وشدد على أهمية حصول الاستحقاق الرئاسي في وقته. يُذكر أن بون، كان قد التقى الجمعة، رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف تمام سلام ورئيس "حزب الكتائب اللبنانية" امين الجميل، ومسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي.

 

جريدة المستقبل/يقال

*إنّ مئات المواطنين تلقوا خلال اليومين الماضيين رسائل نصية على هواتفهم الجوّالة تحمل صور المتهمين الخمسة من "حزب الله" وتحتها عبارة "أشرف الناس".

*إنّ موظفين في احدى الوزارات السيادية كانوا قد تسلموا مراكز إدارية مهمة فيها بالتكليف يخشون أن تتبدّل أوضاعهم إذا تغيّر الوزير المحسوب على تيّارهم.

*إنّ وزيراً ممانعاً سابقاً طلب موعداً من مسؤول أمني أكثر من مرّة لإصلاح ذات البين بينهما، لكنه لم يلقَ أي تجاوب حتى الآن.

*إن التحقيقات في تفجير السفارة الإيرانية وصلت الى طريق مسدود بسبب عدم تمكن السلطات المختصة من الوصول الى رجل دين من جنسية عربية يدعى (ب.ح.) على صلة بالانتحاريين اللذين نفذا العملية وهو موجود في *منطقة لا يمكن لأجهزة الدولة الوصول إليها.

إن رئيس تكتل مسيحي لم يتمكن من مقابلة البابا فرنسيس رغم سعيه الحثيث الى ترتيب موعد معه قبل زيارته لروما وخلالها.

 

المشنوق: موقف الحريري إعلان نوايا إيجابي والتعامل معه يجب أن يكون بهذه الحدود

وطنية - وصف عضو "كتلة المستقبل" النائب نهاد المشنوق، الموقف الأخير للرئيس سعد الحريري بأنه "اعلان نوايا ايجابي، والتعامل معه يجب ان يكون بهذه الحدود". وقال في حديث إلى قناة الـ"MTV"، إن "أي حكومة ستتشكل يجب ان تكون بالتوافق السياسي مع قوى الرابع عشرمن آذار، وعلى صياغة واضحة ومسبقة للبيان الوزاري، ولا اعتقد ان الرئيس الحريري يتحدث عن حكومة لا تحتوي على القوى الحليفة في 14 آذار". أضاف: "الرئيس الحريري حيا سياسيا الرئيس نبيه بري بالموافقة العلنية على المشاركة في حكومة "ثلاث ثمانيات"، والآن اتمنى، والمطلوب من بري، أن يرد التحية بقرار سياسي، معتبرا أن رئيس مجلس النواب "يستطيع بقليل من الجهد، وبقليل من الرغبة ان يسهل عملية صياغة مسبقة لموضوع ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة" في البيان الوزاري، بدلا من تأجيله وتحويله إلى أزمة

 

فريق من الوكالة الذرية في ايران لمراقبة تطبيق الاتفاق النووي

نهارنت/وصل مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت الى ايران لمراقبة تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع القوى الست الكبرى حول تجميد انشطة ايران النووية الحساسة اعتبارا من الاثنين، بحسب وسائل الاعلام. واوضحت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان الفريق برئاسة ماسيمو ابارو سيجري محادثات مع مسؤولين ايرانيين مكلفين المسائل النووية. واوضح رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي بحسب تصريحات اوردها الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي ان الوفد سيزور ايضا موقعي التخصيب النووي في نطنز وفوردو في وسط البلاد. واضاف صالحي ان "احدى مهماتهم هي تفتيش اجهزة الطرد المركزي" بهدف "التاكد من ان تعليق التخصيب بنسبة 20 بالمئة يجري تطبيقه". واتفاق جنيف الذي ابرم في 24 تشرين الثاني ووضعت اللمسات الاخيرة عليه الاسبوع الماضي بين ايران والدول الست الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والمانيا) سيدخل حيز التطبيق الاثنين. ويقضي الاتفاق بالحد من الانشطة النووية الحساسة لايران طيلة ستة اشهر مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية التي تلقي بثقلها على الاقتصاد الايراني.

وتعهدت ايران خصوصا الاكتفاء بتخصيب اليورانيوم بنسبة 5 بالمئة ونقل مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة وتجميد انشطتها في موقعي نطنز وفوردو اضافة الى مفاعل المياه الثقيلة في اراك ووقف تثبيت اجهزة طرد مركزي - قرابة 18 الفا حاليا - في هذه المواقع. وسيقوم مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة بالاشراف على تطبيق هذه الاجراءات والمصادقة عليها. وستقوم الدول الست في المقابل برفع عقوباتها المفروضة على قطاعي السيارات والطيران والافراج عن حوالى 4.2 مليارات دولار من الاصول المالية المجمدة. وفترة الستة اشهر ستسمح بانطلاق مباحثات حول اتفاق شامل يتعلق بالبرنامج النووي الايراني قد تؤدي الى تسوية ازمة بين ايران والمجتمع الدولي تعود لاكثر من عشرة اعوام. ويشتبه في ان ايران تسعى الى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وهو ما تنفيه بشكل قاطع.

مصدروكالة الصحافة الفرنسية

 

هكذا دافع كامل حمادة عن مطعمه في كابل

أدت العملية التي نفذها فريق انتحاري من حركة "طالبان" واستهدفت مطعماً لبنانياً مساء أمس في العاصمة الأفغانية إلى مقتل ممثل صندوق النقد الدولي في أفغانستان اللبناني وابل عبد الله، إضافة إلى رجل الأعمال اللبناني كامل حمادة وهو مالك مطعم "لا تافرنا دو ليبان" للمأكولات اللبنانية المعروف بأفخم المطاعم في كابل. وقتل أيضاً في الهجوم الذي قام به ثلاثة انتحاريين، مدير المطعم وبريطاني وكنديين اثنين، إلى جانب 3 موظفين مدنيين من الأمم المتحدة، و6 أجانب وأفغان، إضافة إلى 7 جرحى تم نقلهم إلى معسكر دولي بضواحي كابل. وأوردت "العربية.نت" تفاصيل عن العملية الإنتحارية الجماعية التي بدأت بتفجير أحد الانتحاريين نفسه خارج المطعم الواقع في حي "وزير أكبر خان" الموصوف أيضا بأنه أرقى أحياء كابل، والمطوق بحراسة شديدة ليلاً ونهاراً، لأنه عنوان لمعظم السفارات الأجنبية، وفيه يقيم عدد كبير من أثرياء الأفغان.

وأضافت المعلومات أنه بعد مرور دقيقة واحدة فقط على الانتحاري الأول، تبعه مسلحان باقتحام المطعم على من فيه، فقتلا برشاشيهما عدداً ممن كانوا يتناولون العشاء قبل وصول الشرطة التي أغلقت الطريق الرئيسة المؤدية إلى المنطقة، وتبادلت معهما إطلاق النار طوال 20 دقيقة انتهت بمقتلهما في المكان. وأشارت المعلومات إلى أنّ "صاحب المطعم ومديره كانا بين القتلى، ولم تحدد جنسية الأخير بعد"، مضيفة أنّ المطعم "تعرض لهجمة سابقة أصيب بها صاحبه كامل حمادة بجروح" فأحاطه بدءاً من 2011 بحراسة مشددة، وبباب ثلاثي من الفولاذ عند مدخله لحماية رواده، فاكتسب طمأنينة السفارات بأن يتناول موظفوها طعامهم فيه.

وأوضح عامل أفغاني في المطعم نجا من التفجير أنه رأى كامل حمادة يركض داخل قاعة الطعام الرئيسة حاملاً مسدسه في خطوة لتصديه للمسلحين، ثم قتل رمياً بالرصاص دفاعاً عن مطعمه وزبائنه.

وكامل حمادة هو في أواخر الأربعينات من عمره ومتخرج بالحقوق، وكان يقيم سابقا في أوكرانيا حيث افتتح مطعما لبنانيا، ثم غادرها إلى كابل التي كان يتردد للإقامة فيها أو بيروت حيث ترك زوجته وولديه بعيدا عن أخطار أفغانستان، بحسب "العربية.نت". وحمادة هو من بلدة بعقلين في قضاء الشوف، وكان يحضر للاحتفال هذا العام بمرور 10 أعوام على افتتاحه للمطعم عام 2004 قريبا من فندق "هيتال" الذي كان يملكه الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني القتيل في أواخر 2011 بهجوم انتحاري استهدف منزله في كابل. يقدم مطعم كامل حمادة أفضل كيك الشوكولا في كابل وأفضل وجبات لبنانية، كما أن صاحبه فكر مراراً بأفضل خطة لإخلاء المكان إذا ما تعرّض لأي هجوم، إلاّ أنّ هذه المرة لم يكن مخططه مفيداً كفاية لإنقاذ حياته مع آخرين لقوا حتفهم إثر التفجير الإنتحاري في المطعم، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". أما القتيل اللبناني الثاني وابل عبد الله، فعمره 60 سنة، وكان ممثلا لصندوق النقد الدولي منذ 2008 في أفغانستان، واسمه الكامل هو خنجر وابل عبد الله، وهو من بلدة الخيام الجنوبية. وأشارت "العربية.نت" إلى أنه "الابن البكر لحسين خنجر العبد الله، النائب في مجلس النواب والوزير مرتين بالخمسينات، ثم السفير فوق العادة للبنان لدى تونس وإيران ومصر ونيجيريا، قبل وفاته عام 2003 بباريس".

 

البيان الختامي لمؤتمر لجنة القدس يؤكد على دعم مطلب إقامة دولة فلسطين.. ومنصور يدعو لقرارات عربية تنقذ المسجد الاقصى

أكد الملك محمد السادس في افتتاح أعمال الدورة العشرين للجنة القدس بالقصر الملكي في المغرب أن انعقاد الدورة يأتي في "ظل تراجع ملحوظ في التضامن مع القضية الفلسطينية"، محذرا من أن حماية القدس "من مخططات التهويد،  لن يكون بالشعارات الفارغة، بل ببلورة مقترحات جدية وعملية والإقدام على مبادرات واقعية". فيما طالب وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور بقرارات عربية تنقذ المسجد الاقصى من اسرائيل.

شدد العاهل المغربي محمد السادس مساء الجمعة في افتتاح أعمال الدورة العشرين للجنة القدس بالقصر الملكي في مراكش إن انعقاد هذه الدورة يأتي في "ظل تراجع ملحوظ في التضامن مع القضية الفلسطينية سواء من حيث الدعم السياسي والمادي أو على المستوى الإعلامي." وتضم لجنة القدس، والتي انبثقت عن منظمة المؤتمر الإسلامي في عام 1975 بجدة، المغرب وفلسطين والعراق والأردن ولبنان وموريتانيا وغينيا وسوريا وبنغلادش وإيران وإندونيسيا والنيجر وباكستان والسنغال والمملكة العربية السعودية ومصر. وفي خطابه قال محمد السادس رئيس لجنة القدس: "إن انعقاد هذا الاجتماع يعد خير دليل على إرادتنا المشتركة في مواصلة الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وعن الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف." كما اعتبر أن "حماية المدينة المقدسة من مخططات التهويد..لن يأتي بالشعارات الفارغة أو باستغلال هذه القضية النبيلة كوسيلة للمزايدات العقيمة..بل إن الأمر عظيم وجسيم يتطلب الثقة والمصداقية..وبلورة مقترحات جدية وعملية والإقدام على مبادرات واقعية."

عباس: خطة التطهير العرقي مستمرة

من جهته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته "لم يسبق أن كان الخطر يحدق بالقدس كما يحدق بها اليوم."

وأضاف: "لم يكن الأقصى في مرمى التهديد كما هو الآن ونحن نجتمع اليوم في لحظة دقيقة جدا واستثنائية تتعلق بعاصمة فلسطين وقلبها النابض وما تواجهه من تحديات وأخطار من غير المسموح تجاهلها وعدم التصدي العملي لها." وتحدث الرئيس الفلسطيني عن سياسة الاستيطان الإسرائلية وقال إن المدينة تشهد "تسارعا غير مسبوق في الهجمة الإستيطانية" كما "يواصل الاحتلال استكمال خطة التطهير العرقي". وأضاف: "إن ما تنفذه سلطات الاحتلال هو تطهير عرقي بكل ما يعنيه ذلك ضد المواطنين الفلسطينيين لجعلهم في أحسن الحالات أقلية في مدينتهم لهم صفة المقيم فقط مقابل تعزيز الوجود اليهودي ببناء المزيد من المستوطنات."

وضمت اسرائيل القدس الشرقية التي احتلتها عام 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وتقول إن القدس بأكملها عاصمتها الموحدة وأن التوسع الاستيطاني في المدينة يتم في إطار بلدية العاصمة.

منصور: لقرارات عربية رادعة

بدوره، دعا الوزير عدنان منصور إلى "قرارات عربية تردع اسرائيل وتنقذ المسجد الاقصى من اليد الصهيونية".

 

دعوا حزب الله يقاتل في سورية

حسن صبرا/الشراع    

بعد معلومات ((الشراع)) التي وردت في العدد رقم 1628 تاريخ 6/1/2014 تحت عنوان ((بدايات هزيمة لحزب الله في سورية.. بالوقائع والارقام)) نعتقد ان من حسن الفطن عند قيادات 14 آذار/مارس ان تتوقف عن اشتراط انسحاب مقاتلي الحزب المذكور من ورطته السورية، واستمرار عدوانه على شعب سورية المظلوم.. كشرط لموافقتها على إشراكه في الحكومة العتيدة برئاسة تمام سلام. هذا الاستنـزاف الذي ذهب إليه حزب الله في سورية بأوامر إيرانية (ان يقتل العربي عربياً آخر لمصلحة فارسية بحتة) يجب أن يكون محل سرور كل خصوم الحزب المذكور، خاصة حين يشكو كثيرون من فائض قوته، بل ويخشونه ويبنون مواقفهم السياسية ويطلقون تصريحاتهم ويلقون بياناتهم استناداً إلى هذا الفائض. دعوا حزب الله يقاتل في سورية، فهو لا يعتدي على شعبها في نزهة، بل هو يتلقى الخسائر الفادحة، التي تظهر آثارها في معظم قرى جبل عامل والبقاع والضاحية في جنازات تتعدد اسبوعياً، وأحياناً يومياً وتستدعي تفرغ معظم معمميه ونوابه، لإلقاء خطبهم التي راحت تستجدي مشاعر الناس على قتلاها. دعوا حزب الله يقاتل في سورية، فهذا هو المناخ الملائم لولادة تساؤلات بيئته عن مغزى وجدوى سقوط أولاد هذه البيئة في سورية كانوا يتقبلون سقوط قتلاهم دفاعاً مزعوماً عن مقام السيدة زينب، فإذا قتلى حزب الله في سورية بات كرمى لعيون السيدة أسماء الاخرس كي تظل زوج رئيس جمهورية قاتل.

دعوا حزب الله يقاتل في سورية، وادعوا أن تطول مدة هذا العدوان، لمنع الحزب المذكور من التقاط أنفاسه، ولجعله يذوق ما يذيقه لشعب سورية، فربما قد تدب حرارة الحياة في الاحاسيس لتفتيت التبلد الذي أصاب بيئته امام مشاهد الاطفال والنساء والعجزة، الذين ذهب الحزب المذكور الى سورية لقتلهم وتهجيرهم وتدمير منازلهم.. فلعل من في هذه البيئة يفيق الى ان لديه ايضاً اطفالاً ونساء وعجزة ومصالح تستحق الحياة من اجلهم او لعلها تفيقهم من غيبوبة العجز عن رؤية الامام الحسين يقتل كل يوم في سورية عشرات المرات كما تسبـى زينب مع كل فتاة سورية يغتصبها شبيحة الاسد او يقتلونها او يأسرونها. دعوا حزب الله يقاتل في سورية، وقد جعلته هذه الحرب في نظر مجتمعات العرب والعالم وأحرار البشرية معتدياً وظالماً، ولا يستحق اي تعاطف حصل عليه سابقاً بسبب قتاله ضد عدو ظالم اسمه اسرائيل ما عاد حزب الله يتميز عنه بأي صفة، وقد يتساوى معه في كل ما يثير النفس البشرية استنكاراً وشجباً وكراهية. على قيادات 14 آذار/ مارس ان تبذل الجهد عظيماً، كي تساوي بين حزب الله وداعش واسرائيل، فهذه المجموعات كلها ضد الحياة في فلسطين ولبنان وسورية وهي متحالفة بالمصلحة ضد العروبة.. ضد الانسانية، تبرر كل واحدة للأخرى اسباب وجودها، ولو لم يكن حزب الله موجوداً لخلقته اسرائيل، ولو لم تكن داعش موجودة لخلقها نظام الارهاب في ايران وتابعه الهمجي في دمشق، وعندما استدرجت حرب 2006 بين اسرائيل وايران، القرار 1701، ليتفرغ حزب الله لاحتلال لبنان، موفراً على اسرائيل بذل اي جهد منذ 8 سنوات حتى الآن تجاه جاره الشمالي، فإن اسرائيل ارتاحت وحزب الله احتل، وقبض بشار الثمن، وراح نظام طهران الارهابي يبيع حالة حزب الله في شوارع ايران لقمع شعبها العظيم، بدءاً من ثورته الخضراء.. حتى الآن. دعوا حزب الله يقاتل في سورية.. انه النسخة الشيعية عن داعش، انه واياها مصلحة اسرائيلية مشتركة، انه يحفر قبره بيديه كما يحفر قبور قتلاه العائدين من سورية.

 

عندما تكون السفاهة والمكابرة على منابر "حزب الله" دليل التورط!

خالد موسى/موقع 14 آذار/دحضت المحكمة الدولية في جلستها الأولى كل الأقاويل والأفلام التي فبركت في الفترة الماضية وسيقت ضدها عبر الغرف السوداء التي صدر منها أمر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، دحضتها من خلال الأدلة والبراهين التي عرضتها بدقة وشفافية ووضوح، على رغم من أن القاتل عمل على التمويه على جريمته واخفاء بعض الأدلة عبر الجهاز الأمني المخابراتي السوري- اللبناني الذي كان سائداً آنذاك، لكن المحكمة كانت بالمرصاد ومعها كان الوسامان وفرع المعلومات في الكشف عن حركة الإتصالات الى كشف طريقة الإغتيال والمراقبة التي اعتمدها المجرمون.

وللمرة الأولى في تاريخ عمل المحكمة، جرى تفكيك الرسالة التهديدية، بأدلة قضائية قادت الادعاء العام الى اتهام خمسة من "حزب الله" باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وجزمت بأن المادة المتفجرة التي اغتيل بها الرئيس رفيق الحريري هي من مادة "آر.دي.أكس" شديدة الإنفجار، وأن السيارة فخخت بطنين منها، وهي تتوافر لدى أنظمة وليس لدى أفراد، وبالتالي فمصدرها دولة مرتبطة بالمجموعة القاتلة. كما أكدت أن المجموعة التي اغتالت رفيق الحريري محترفة وصاحبة خبرة كبيرة في هذه العمليات، بدليل أن اختيارها للطريق العابرة من السان جورج ليست مصادفة، بل هي خيار. وتم التأكيد بصور لم يسبق أن ظهرت، أن الفان المفخخ كان آتيا من الضاحية الجنوبية الى منطقة سان جورج عبر نفق الرئيس سليمان فرنجية.

حقائق دامغة ومزلزلة قدمتها المحكمة الدولية عن تورط "حزب الله" العميق بجريمة العصر الإرهابية، فيما أثبتت هذه الحقائق للقاصي والداني أن المحكمة تعمل بكل دقة وبكل موضوعية، على الرغم من كل العوائق التي وضعت في طريقها ولا زالت، وأبرزها ما نشر في مقال لصحيفة تابعة لـ"حزب الله" ولكاتب مأجور إلى حد الجنون، مأجور حتى النخاع، حاول أمس أن يكرر الاسطوانة المفبركة نفسها أن المحكمة تخدم أعداء المقاومة ومفبركة من الرئيس سعد الحريري.

ونوس: ما عرضته المحكمة يدل على الأسلوب العلمي والحضاري الحديث

عضو كتلة "المستقبل" النائب بدر ونوس، وفي حديث خاص لموقع "14 آذار"، اعتبر أن "ما قدمته المحكمة الدولية في جلستها الأولى ينم عن التعاطي بأسلوب علمي وحضاري وشفاف في عرض الحقائق، والأسلوب الحضاري الحديث في القضاء"، لافتاً الى "القرائن التي عرضتها المحكمة مستندة الى أسلوب علمي محكم لا يدع مكاناً للشك أبداً، ومن يريد أن يتكلم ويشكك في هذه القرائن فليبعث بمحاميه الى المحكمة وليقدم القرائن الموجودة معه والتي تدحض ما قدمته المحكمة، أما التهرب من المحكمة وحماية المجرمين فهو كفيل بإثبات تورط من يقوم بذلك في الجريمة الاولى وفي كل الجرائم، فالقضاء اليوم هو علم بحد ذاته".

المكابرة والتعالي دليل على التورط

وشدد ونوس على أن "المكابرة والتعالي على المحكمة يثبت بالدليل اليقين مدى تورط من يعتمد هذا الأسلوب في التعامل مع الآخرين ومع المحكمة في هذه العملية الإرهابية المنظمة"، معتبراً أن "الاسلوب المعتمد والمتقدم في عمليات التفجير والإغتيال السياسي والمسلسل المستمر يثبت أن هناك أحزاباً ودولاً تدير هذه العمليات وليس من أفراد من تلقاء أنفسهم، وتستدعي مثل هذه العمليات خبرة وتمرس في الأعمال العسكرية اللوجستية والتجسسية، وكل هذه الوسائل والإمكانية لا تتوفر عند أي فريق في لبنان سوى عند فريق واحد هو "حزب الله" ".

عند "حزب الله" لكل مقام مقال

ورأى أن "المشككين بعمل المحكمة ليس لديهم اي حجة سوى السفاهة وطولة اللسان، وهؤلاء لا تقنعهم حقائق قانونية، والحجة القانونية يجب أن يرد عليها بحجة قانونية وبمنطق قانوني، ولا يرد عليها بالسفاهة والتخويين والمكابرة وحماية المجرميين، وإذا كان كل هؤلاء الذين اغتيلوا، عملاء للعدو الإسرائيلي ولأميركا فلماذا العدو الإسرائيلي وأميركا أقدما على قتلهم، ولكن عند هذا الفريق لكل مقام مقال يتصرفون لاضراء جمهورهم غير المجروح بل نحن المجروحون"، معتبراً أن "جريدة الاخبار هي بوق لحزب الله وكل ما يصدر فيها مفبرك وكاذب ونوع من التسلط والسفاهة".

المحكمة مستمرة والعدالة ستتحقق

ولفت ونوس الى أن "الشهيد البطل وسام عيد دفع ثمناً غالياً لأنه كشفهم على حقيقتهم، واللبنانييون خسروا دماغاً كبيراً من الأدمغة اللبنانية ورائداً جديداً من رواد العلم والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة، وما تعرضه المحكمة اليوم هو بفضل الوساميين عيد والحسن وما قام به رجال فرع المعلومات في هذا الصعيد والمعطيات الثمنية التي قدموها الى المحكمة التي وصلت اليوم الى ما وصلت إليه"، مشدداً على أن "المحكمة الدولية ستكمل مشوارها مهما عرقلوا ووضعوا في طريقها عراقيل، والعدالة ستتحقق رغماً عن انفهم". موقع 14 آذار

 

عن قذارة جريدة الأخبار/وأصبح للرعونة "أمين"

جوزيف الهاشم/المستقبل

أَمْر ابراهيم الأمين ليس غريباً. يدركه القاصي والداني. النشرة الصفراء التي كلّف باصدارها مرتبطة بموضوع أساسي: الدسّ والتحريض ضد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بل أساساً ضد فكرة أن قَتَلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسبحة الشهداء الآخرين يحتاجون الى من يكشف أمرهم، ويفضح دوافعهم، وينزل بهم العقاب. فما تقوله النشرة الصفراء، المسلوبة أساساً من ملكية "الحزب الشيوعي"، للترويج لقتلة ميشال واكد وسهيل الطويلة وحسين مروة ومهدي عامل، هو أنّ الدوافع التي قد تحمل على التخلّص من شخص كرفيق الحريري هي جزء لا يتجزأ من الدوافع التي تستوجب حماية وتعزيز المقاومة.

ما دأب عليه ابراهيم الأمين ونشرته هو التالي: الدسّ والافتراء ضد التحقيق الدولي ثم المحكمة الدولية من جهة، والدسّ والافتراء لإبطال الحاجة أساساً الى أي محاكمة دولية، بحجة أنها فعل استقواء بالخارج، وضد أي محاكمة داخلية جدية، طالما أن الكمّ السائل في جريدة "الأخبار" ضد رفيق الحريري بعد استشهاده، وضد العدد الأكبر من شهداء ثورة الأرز قبل استشهادهم وبعده، هو كمّ لا يحتاج القاتل من بعده الى مبرّرات إضافية لدوافعه.

اذاً، وبالحد الأدنى، حين يعلّق ابراهيم الأمين على انطلاقة المحكمة، وعلى بيان الرئيس سعد الحريري بهذا الصدد، فانه لا يفعل ذلك من موقع "كبير الحكماء" الذي يفتي أين هي الحكمة وأين هي الرعونة، وإنما من موقع ضابط "النشرة الصفراء" السوقية التي دأبت على مدى السنوات الماضية على توهّم إمكان قطع الطريق على ما هو حاصل اليوم، من انطلاقة قطار العدالة الدولية في ملف اغتيال الرئيس الشهيد والاغتيالات الأخرى.

لو أراد ابراهيم الأمين "افتعال" النقد الذاتي بعض الشيء، طمعاً باكتساب احترامية مفقودة، على ما كان مأثوراً لدى صحافيين ممانعين آخرين، لكان عليه أن يباشر مقالته بالقول: بكل أسف لم أتمكن وزملائي وكامل الفريق الذي ننتمي اليه من قطع الطريق على المحكمة الدولية. لكن ابراهيم الأمين يفضّل المكابرة. من جهة، المحكمة الدولية هي مؤامرة امبريالية ضد سوريا و"المقاومة" بالنسبة إليه، ومن جهة ثانية هي مؤامرة وهميّة، وغير جديّة، بل يقول ان لا شيء في يد المحكمة غير ما أخذته مما أسماه "الفريق الأمني والسياسي" للرئيس الحريري. يا لها من مؤامرة اذاً. هكذا يخاطب ابراهيم الأمين قرَّاءه: هي محكمة تمّ تمويلها بملايين الدولارات، جزء اساسي منها من اموال المكلف اللبناني، ومقاصدها خبيثة ضد نظام بشار الاسد ومقاومة "حزب الله"، ومع ذلك فليس عندها ملف اتهامي مقلق. لا شيء يدعو ابراهيم الأمين الى القلق اذاً، هل بربّكم هذا النَفَس الموتور الذي اختطّ به مقالته بالأمس يكشف عن شديد الراحة والطمأنينة؟! الأدهى ان ابراهيم الأمين يستهل كلامه بالدعوة الى الكدّ البحثي والاجتهاد لمقاربة موضوع المحكمة، آخذاً على قوى الرابع عشر من آذار التبسيط والاستسهال. القارئ الذي لم يقرأ ابراهيم الأمين من قبل كان سيستنج اذاً أن "عبقريّ آخر زمان" يدعوه الى مطالعة أكاديمية. لكن ما يقوله الأمين يلخّص بالتالي:

- سعد الحريري وتيّاره وكامل آذار يتلهون بالعناوين دون المضامين، ويريدون استغلال الجلسة الافتتاحية لمرامٍ سياسية.

- المحكمة الدولية نفسها ليس فيها مضامين، طالما أن كل شيء فيها وضَعَه سعد الحريري فيها. "لا شيء في يد المحكمة" هذه هي الفكرة الاساسية التي يريد ان يروّجها ابراهيم الأمين، والذي يضيف إليها هجمة رخيصة مجدداً ضد شعبة معلومات قدّمت وسامَيها، وسام عيد ووسام الحسن، عنواناً للذكاء والكدّ من أجل الحقيقة.

- أما استغلال الجلسة الافتتاحية، والعناوين بدل المضامين، لمحكمة ليس فيها اصلاً مضامين، فهو بالنسبة الى ابراهيم الأمين لغاية واحدة: تقاسم سعد الحريري الحكومة مع "حزب الله"!

هل ثمّة عفن وصل اليه عقل بشري أكثر من هذا؟ كل قول يدحض الآخر. بعد ذلك ينصّب ابراهيم الأمين نفسه صاحب القول الفصل في حكمة هذا، ورعونة ذاك. يا ابراهيم الأمين مقالتك بالأمس هي الرعونة ان حكت: الضحالة المطلقة! الضحالة أخلاقية أولاً: بالنسبة اليه ليس هناك مسلسل اغتيالات مركزه اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وانما هناك "من فتح باب جهنم على لبنان وسوريا" منذ تسع سنوات. من الذي فتحه يا أمين؟ رفيق الحريري، أم المطالبون بمعرفة من قتل رفيق الحريري، أم قَتَلة رفيق الحريري؟ ابراهيم الأمين لا يجيب بوضوح عن هكذا سؤال. يجيب بالمواربة، إنما بشكل اكثر دناءة: المشكلة في "لافتات العدالة والحقيقة التي منعت الهواء النظيف". ما هو الهواء النظيف كما يحب تنشقه ابراهيم الأمين، نقيض لافتات العدالة والحقيقة؟ رائحة الأجساد المحترقة في التفجيرات الارهابية بداعي الاغتيال؟

 

مقابلة من مجلة الشراع مع النائب السابق صلاح حنين

*المحاكمة في اغتيال الحريري ستستمر اكثر من 5 سنوات

*الحكومة المقبلة قد تكون بلا امل وحزب الله  

*المحكمة الدولية تتمتع بالمرونة من حيث التنظيم ومكتب الدفاع سابقة من نوعها

*قد يتم تأجيل جلسات المحاكمة في حال ظهور أدلة جديدة

*حتى لو انسحب وزراء امل وحزب الله يمكن تشكيل الحكومة تماشياً مع الدستور

*رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بإمكانهما تحديد المرحلة المقبلة في تشكيل الحكومة وليس الاحزاب

*ان لم تحصل الحكومة الجديدة على الثقة فلتصـرّف الاعمال

*الارهاب مرتبط بالعمل السياسي وليس بتشكيل الحكومة

*أريد لبنان الذي تكلم عنه السيد موسى الصدر قبل البابا يوحنا بولس الثاني

يتصدر موضوع مباشرة المحكمة الدولية المحاكمات في 16 الجاري في جريمة اغتيال الرئيس الحريري اهتمام الشارع اللبناني، على اعتبار انها جزء من الاستحقاقات اللبنانية الى جانب تعثر تشكيل الحكومة بعد مضي نحو عشرة اشهر على تكليف النائب تمام سلام بتأليفها. وتبقى الآمال معلقة على موقع رئاسة الجمهورية وسط مخاوف شديدة من دخول لبنان في الفراغ الرئاسي تماشياً مع الفراغ الحكومي. ويبدو ان هذه الاستحقاقات كلها اصبح لها صلة وثيقة بالاحداث الامنية التي يشهدها لبنان من تفجيرات واغتيالات وعلى رأسها اغتيال المظلوم د. محمد شطح والذي جاء اغتياله بحسب كل التحليلات مرتبطاً بكل هذه الاستحقاقات.

وفي هذا الاطار تحدث النائب السابق الدكتور صلاح حنين عن السياق القانوني الذي ستسير به المحاكمات بدءاً من غرفة الدرجة الاولى حتى التمييز، اضافة الى تشكيل الحكومة ومحاولات حزب الله عرقلتها.

المحكمة الدولية

يتحدث حنين عن الاجراءات التي ستتبعها المحكمة الدولية في جلستها المزمع عقدها في الشهر الجاري، مشيراً الى انه تم استحداث مكتب الدفاع في المحكمة والذي يساوي مكتب الادعاء ويعتبره سابقة من نوعها لكونه مسؤولاً عن كل محامي الدفاع، فيقدم للمحامين كل ما يحتاجونه من أدلة او نصوص لإعادة فحصها.

ويقول: الادعاء سوف يدلي بمواضيع والدفاع سيتولى الرد وتفنيد كل ما يقوله الادعاء، وهذا كله سيكون امام العالم عبر محطات تبث 24/24 ساعة، لذا المحاكمات علنية وستمكن الجميع من متابعة كل شيء. فإلى جانب مكتب الدفاع الذي استحدث في المحكمة، هناك امر مهم يتعلق بإمكانية حضور الشاهد او المتهم من خلال Conference Call اي الاتصال به عن بعد، ويعتبر هذا الامر تطوراً في مسألة المحاكم الدولية. فالحضور الى المحكمة لم يعد امراً واجباً، لا بل يستطيع ان يكون حاضراً في المحكمة حتى لو كان من اي بلد عبر التواصل التقني الجديد، لذا فإن المحاكمات تتمتع بالمرونة في موضوع تنظيمها.

حتى انه في تكوين حالة المحكمة يمكن لأي شخص سواء كان شاهداً او غيره، ألا يظهر امام الاعلام او الموجودين سوى للقضاة والحقوقيين من خلال تقنيات معينة.

فالعدالة والتوازن سمة هذه المحكمة بحيث تم اعطاء الادعاء كل الامكانات مثل هيئة الاستقصاء عن الحقيقة وبعدها لجنة التحقيق الدولية وصولاً الى الادعاء بعد ان اصبح هناك مدع عام.. عندما يعطى الادعاء كل هذه الامور، ولا يعطى الدفاع امكانات موازية عندها يمكن القول انه لا توجد عدالة.

ولكن في المحكمة الدولية هناك مكتب خاص للدفاع يحمي المدافعين، بحيث يقدم الخدمات لمحامي الدفاع ان كان احدهم بحاجة الى بحث يتعلق بالقانون او دليل ما وغيره وغيره. وهذا المكتب ممول بشكل يمكنه من الحصول على امكانات توازي الاتهام.

والتطور في تقنيات القاعة اضافة الى الحضور دون ان يحضر الشخص جسدياً، فعندما تقدم الادلة الى الدفاع، يقوم هذا بدرسها وبعدها يرافع ويدافع ليقدم مستندات ويكون لديه الوقت لكسر الادلة الموجودة لديه.

وعن طريقة المحاكمة بعد ان يتم اثبات تورط المتهمين يعتبر حنين ان مسألة المحاكمات تحتاج الى وقت كبير، على اعتبار ان تاريخ 16 كانون الثاني/ يناير يعتبر الانطلاق للمحاكمة، وكل ما حصل من قبل هو تحضير للمحاكمة.

ويقول: عندما تأسست المحكمة بدأ عملها بوجود مدعٍ عام امام المحكمة، وبعدها بدأت بموضوع المحاكمة الغيابية واجتهدت بموضوع الارهاب وبدأت تنظم المستندات التي ستسلمها للدفاع، وتنظم الادعاء والدفاع وتحددت المهل وارجأت بدايتها حتى اصبح لدى الادعاء والدفاع شعور بأنه قادر ان يدافع. اذن المحكمة بدأت عملها منذ تأسيسها انما المحاكمة تبدأ في 16 الجاري.. وهذا يعني ان الادعاء والدفاع اصبحا حاضرين.. ولكن هناك اربع او خمس سنوات الى الامام كي تتم المحاكمة او يصدر حكم بحق المتهمين الفعليين، فهناك ثلاث او اربع سنوات للبداية وسنة الى سنتين للاستئناف.

وعن توقيف المتهمين خلال فترة صدور القرار الظني، يرى حنين انه يحق للمحكمة ان توقف المتهمين في جريمة الرئيس رفيق الحريري بعد صدور القرار الظني ضدهم الى حين صدور الحكم.. ولكنه يشكك في ما اذا كان بإمكانهم في هذه المحكمة ان يخرجوا بسند كفالة كما يحصل في المحاكم العادية.

ويقول: المظنون فيه عادة يتم توقيفه، وهناك بعض الدول التي تطلق سراحه بكفالة على ان يبقى في بلد المحاكمة وفي مكان معروف.

وعن مدة جلسات المحاكمة، يؤكد حنين انها عبارة عن مجموعة من الجلسات تصل الى ثلاث سنوات كحد ادنى كجلسات عادية على ان يكون هناك جلسات تمييز. فهناك حوالى 450 شاهداً اضافة الى 13 الف دليل، لكن لا اعلم ان كانوا سيستعينون بالشهود جميعهم.. هذه الامور بحاجة الى مد وجزر وقد يتطلب ذلك تأجيل الجلسة بسبب وجود أدلة ما.

ويؤكد ان لبنان ملزم بتمويل المحكمة، لافتاً الى انه وحتى حكومة حزب الله مـوّلت المحكمة مرتين بالرغم من كل ما قاموا به رفضاً لذلك، لأن التمويل صدر بقرار دولي ونحن ملزمون بتطبيق كل ما هو دولي، وأضاف: بالاساس كان يتم العمل على معاهدة بين لبنان والامم المتحدة ولكن المعاهدة لم تبصر النور بسبب رفض رئيس المجلس النيابي نبيه بري انعقاد المجلس كي لا يقـرّ المعاهدة، وبقي القاضيان شكري صادر ورالف رياشي تسعة اشهر لينجزاها مع الامم المتحدة لتمر على المجلس النيابي ويقرها.. ولكن ذلك لم يحصل.. لو أقـرّها المجلس لكان صار عندنا حركة دولية خلقت وفق المعاهدة التي حصل عليها مفاوضات وأبصرت النور.

تشكيل الحكومة

أما عن الفرضيات التي تطرح حول تشكيل الحكومة بعيداً عن مشاركة حزب الله فيها بما انه يعتبر معرقلاً لها ومدى دستورية ذلك، فيرى حنين ان الدستور لا ينص على حضور هذا أو ذاك الفريق بل يدعو إلى التوازن الطائفي واحترامه، أي انه لا يمكن أن تشكل حكومة كلها موارنة وكاثوليك أو كلها سنة ودروز أو روم وشيعة يجب أن تكون الحكومة فيها الموارنة والروم والدروز والسنّة والشيعة وكل التوازنات الطائفية الأساسية.

الدستور يفرض علينا احترام التوازن الطائفي ولكنه لا يفرض وجود حزب معين، عندما نحترم القاعدة نكون دستوريين لذا بالإمكان ان نشكل حكومة دون حزبيين طالما اننا نحترم التوازن الطائفي.

وهذا لا يعني اننا نطالب بوجود أناس مرتبطين بأحزاب لا بل سياسيين وأصحاب خبرة.

ويقول: يمكن أن يتقاطع الوزير مع أي طرف سياسي، ولكن قراره يجب أن يكون حراً ويصب في مصلحة البلد. إذا لم نستعن بحزبيين فهذا لا يعني اننا نخرق الدستور. بالإمكان الاستعانة بأصحاب خبرات وذوي سمعة جيدة.

ويضيف: لكن الكلام عن حضور أو تغيب أشخاص معينين من الحكومة فقد حصل ذلك من قبل عندما انسحب الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وقلت حينها انه انسحب وزراء أمل وحزب الله، الميثاق لا يقول انه إذا انسحب وزراء أمل وحزب الله لم تعد الحكومة ميثاقية، هذا الكلام غير صحيح، تشكيل وزارة تراعي التوازن الطائفي لا يعني انني ضد الدستور.

فإذا سحب أي حزب وزراءه طالما انهم لا يشكلون الثلث + 1 تبقى الحكومة.. وهنا فإن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يستبدلونهم وغلطة رئيس الجمهورية والرئيس السنيورة انهما لم يستبدلا الوزراء الشيعة بوزراء شيعة يتحملون هذه المسؤولية، عندها يبقى التوازن الطائفي.

وعما إذا كانت الحكومة المقبلة ممكن أن تكون بعيدة عن الحزبيين يقول: أرى الحكومة المقبلة ممكن أن تكون دون أمل وحزب الله والمستقبل والقوات.. وإذا أراد حزب الله وأمل عرقلة الحكومة يمكن أن تكون الحكومة بدونهما لأنهما ليسا جزءاً من الدستور لا بل جزء من العمل السياسي والشريحة الاجتماعية، الميثاق غير مرتبط بأشخاص بل بعدم استثناء أي طائفة.

فإذا أراد أحد الاطراف الانسحاب إذا كان ينتمي إلى جهة ما فحقه أن يمارس عمله الديموقراطي، ولكن هذا الأمر لن يغير الدستور أو يؤثر عليه، وإذا استقال هذا الطرف أو ذاك يمكن الاستعانة بغيره دون أن نفرض عليه أن يكون في الحكومة.

هذه المرحلة كلها يحددها رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وليس الاحزاب وآخرها فإن المجلس النيابي غير الشرعي وغير الدستوري، فليتحمل المسؤولية إذا أراد ان يقول انه لن يعطي الثقة، فهذا الأمر يتعلق به وحده. وليتفضل النواب غير الشرعيين والذين يقومون بعملية قرصنة ان يتحملوا المسؤولية.

وعن توجه البلاد نحو الفراغ يقول: طلبـي كان ان يصار إلى تشكيل حكومة منذ أول عشرة أيام. وعندما اغتيل محمد شطح كان رأيي ان تولد في الساعة نفسها. وان يتم ذلك بأسرع وقت، فمن الممكن أن يعتذر الرئيس تمام سلام وما من شيء يجبره في الدستور على الاستمرار أو الاعتذار ولكن ما يمنع ان البلد لا يمكنها أن تبقى هكذا دون قرار. فليشكلوا الحكومة ويعرضوها على مجلس النواب، إذا حصلت على الثقة فلتحكم وإذا لم تحصل عليها فلتصرف الاعمال.

الفراغ الرئاسي

أما بالنسبة لانتخابات رئاسة الجمهورية وتوجه البلاد نحو الفراغ الرئاسي يقول حنين: في مجلس النواب هناك نوع من القرصنة، وفي الجيش تم التمديد لقائد الجيش بشكل غير قانوني بغض النظر عن رأيي بالأشخاص، والحكومة لم تؤلف وهي مستقيلة، وإذا ما استمر الوضع على هذا الحال يبدو ان هناك عبثاً في هذا الموضوع سواء كان عن سوء نية أم لا.

فالكلام الذي سمعته عن الرئيس بري والذي ينص على تقديم موعد انتخابات رئاسة الجمهورية، هذا الكلام قد يصدر عن أي طرف إلا من قبل رئيس السلطة التشريعية. أستغرب صدور هذا الكلام عن الرئيس نبيه بري في سياق غير دستوري. هذا الكلام يثير البلبلة فإذا أرادوا انتخابات رئاسة الجمهورية فليحضر النواب الممدد لهم بطريقة غير شرعية.

هذا الكلام كله يجعلني أشعر ان الأمور لا تتجه بالاتجاه السليم، أو اننا نتجه نحو العمل الدستوري الديموقراطي المسؤول في انتخابات رئاسة الجمهورية.

الاوضاع الأمنية

وينتقل بعدها حنين للحديث عن الاوضاع الأمنية في لبنان وما يتخللها من اضطرابات وتفجيرات وعمليات اغتيال، مشيراً إلى ان الأمن هيبة والهيبة هي الرادع وعندما تنكسر الهيبة يبطل وجود الرادع. هذا الموضوع بحاجة إلى الكثير من العمل ولا يمكن حصره، يجب أن يكون هناك حلول ما على أن يكون السلاح بيد الدولة سواء كان سلاح حزب الله أو سلاح المخيمات الفلسطينية أو اي سلاح موجود لدى أي حزب أو مواطن.

إضافة إلى وجود جيش منتظم وخصوصاً بالنسبة الى موضوع السيادة للدولة والسلطة السياسية المنتخبة ديموقراطياً، إضافة إلى العمل على الموضوع الاقتصادي الذي سيسهم لناحية الظلم والفقر والقهر في خلق أفكار من هذا النوع.

ويرى حنين ان الارهاب ليس مرتبطاً بتأليف الحكومة لا بل بعمل سياسي تتفرع منه عدة أمور، تبدأ من جمع السلاح من يد الجميع وتنتقل بعدها إلى وجود الجيش على كامل الأراضي اللبنانية إضافة إلى وجود طاقة دفاعية للبنان ضد إسرائيل. فموضوع الجريمة والارهاب واسع جداً.

وعما إذا كانت التفجيرات ستستمر يقول: نحن لا نقوم بالمطلوب كي تتوقف التفجيرات، من هنا الثقة مطلوبة والدعم للمحكمة الدولية لعدم الافلات من العقوبة، إلى جانب الثقة بمؤسساتنا والدستور والعمل على موضوع الجيش والأمن لمصلحة الناس لأنه ذراع السلطة السياسية.

وعما إذا كان لبنان دخل في العرقنة يقول حنين: كل بلد له وضعيته التراثية والثقافية والتاريخية، لذا أرفض مصطلح القرصنة أو اللبننة. ما يهمني ان نعمل على اللبننة بالمعنى الإيجابي من خلال العودة إلى تاريخنا ورسالتنا ودورنا وأصالتنا ورقينا وطموحنا ووجودنا في هذا الشرق. والباقي لا يعني لي ولا أحب الالتباسات ولا أود أن أفكر في امكانية أن يفلت لبنان منا لا بل في لبنان الذي نريده والذي تكلم عنه السيد موسى الصدر قبل أن يتكلم عنه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، هذا لبنان الذي أؤمن به.

وختم بالقول: في مبدأ المقاومة ضد إسرائيل اعتبر نفسي أول مقاوم ضدها، فهي لديها مشروع عنصري يقول بأن هذه البلدان لا يمكن أن يعيش فيها أحد إلا ليكون لوحده. دوري أن أبرهن أمام العالم كله بأن المشروع التعددي الديموقراطي هو الذي يمكن أن نعيش ضمنه، لكن السلاح ليس زينة الرجال لا بل العقل هو زينة الرجال والنساء.

فاطمة فصاعي

 

أسئلة مشروعة عن تفجير الضاحية: حزب الله مرتبك ام مستهدف ام متواطىء؟

الشراع/أول ما لوحظ بعد عملية التفجير في حارة حريك الخميس الماضي هو الوضع غير الطبيعي الذي ظهر عليه حزب الله, من خلال ردات الفعل على الارض وعبر ما ورد على ألسنة مسؤوليه وقيادييه, بشكل اثار سلسلة من الاسئلة المشروعة حول ما اذا كان التفجير الذي تبنته ((داعش)) أحدث ارتباكاً للحزب, وحول ما اذا كان الحزب بدأ يشعر فعلياً ان ذهابه للقتال في سورية له كلفة عالية في لبنان من خلال السيارات المفخخة والانتحاريين التي أصابت وتصيب بيئته الحاضنة, وحول ما اذا كان الحزب في جانب ثالث من الاسئلة المطروحة يقف وراء ما جرى سواء مباشرة او عبر النظام السوري الذي يطمح عشية انعقاد مؤتمر جنيف الى محاولة استيلاد شرعية ما من خلال إظهار معركته ومعركة حليفه بأنها معركة ضد ((القاعدة)) ومتفرعاتها من ((داعش)) الى ((النصرة)) لحجز مقعد له في صفوف التحالف الذي تقوده واشنطن تحت عنوان ((الحرب على الارهاب)).

مشروعية الاسئلة المطروحة ناجمة عن مجموعة كبيرة من الثغرات تتعلق بالسيناريو الذي اعتمده الحزب للحديث عن التفجير الذي حصل ووجود انتحاري من منطقة وادي خالد هو قتيبة الصاطم في السيارة المفخخة وإخراج قيده الذي عثر عليه من دون ان يحترق او يتمزق رغم ان حامله تحول الى اشلاء وفقاً لما أظهرته الصور المعممة عن جريمة التفجير.

وقد طرح عدد من الاسئلة حول هذه الثغرات بشكل دفع النائب خالد الضاهر الى اتهام حزب الله صراحة ومباشرة بالوقوف وراء الجريمة بعد ان قال ان الصاطم كان موقوفاً لدى حزب الله وانه وضع في السيارة التي انفجرت للقول بأنه الانتحاري الذي نفذ الجريمة.

وبمعزل عن صحة اتهامات الضاهر, فإنه لم يتم التركيز على ما ورد في اتهاماته, أقله للرد عليها من حزب الله, وصارت المواقف التي طرحها في مؤتمره الصحافي وكأنها محصورة في المنام الذي شاهده والده عندما كانت والدته حاملاً به.

الا ان اعلان ((داعش)) مسؤوليتها عن جريمة التفجير وضع حداً لكثير من التساؤلات, رغم ان هذا التنظيم وما يثيره سلوكه وأداؤه من ملاحظات تدفع كثيرين الى التأكيد بأنه صنيعة النظام السوري, وبأن كل ما يقوم به حالياً خاصة في سورية انما يهدف الى إطالة أمد بقاء النظام السوري وخدمة عناوين المعركة التي يزعم هذا النظام انه يخوضها ضد الارهاب التكفيري, خاصة مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر جنيف - 2.

تثمير واسع

وقد استخدم حزب الله جريمة حارة حريك بشكل واسع اعلامياً وسياسياً وشعبياً, من اجل تثمير ما جرى, سواء من خلال الحؤول دون تشكيل حكومة يؤكد الرئيس ميشال سليمان انه بصدد توقيع مرسوم تأليفها مع الرئيس المكلف تمام سلام, او من خلال الرد على الحملة الواسعة التي اتهمته بالوقوف وراء جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح عشية بدء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اعمالها وامامها قرار اتهامي بحق خمسة اعضاء من حزب الله لدى المدعي العام أدلة حول تورطهم بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

اضافة الى ذلك لجأ الحزب بشكل واضح الى محاولة ((شد العصب)) في محيطه وبيئته الحاضنة من خلال استثارة المشاعر والمخاوف مما يسميه حرب التكفيريين على بيئته, دون ان يتناول الموضوع من زاوية مسبباته وأهمها تورطه في الحرب الدائرة في سورية لمنع سقوط النظام السوري.

واذا كان سعي الحزب الى استثمار ما حصل والاستفادة منه لا يعني بالضرورة انه يقف وراء التفجير, كونه المستفيد منها او يعمل بكل ما يمكنه للاستفادة مما حصل, فإن ما يرفعه من شعارات كقوة مقاومة ودفاع عن لبنان وبيئته تسقط امام ما يتسبب به بسياساته, ويصبح بالتالي مثله مثل الذين يستهدفونه سبباً للقتل بالسيارات المفخخة والانتحاريين لمن يقول انه يحميهم.

واذا كانت النسبة الاكبر من قيادات وأطر وأعضاء الحزب لا تعرف ما يدور في الخفاء على مستوى حركة قلة داخل الحزب مرتبطة مباشرة بأمر العمليات الايراني, فإن ما يحسب على الحزب هو انه لا يراعي دائماً مصلحة بيئته ولبنان من خلال ما يقوم به بقدر ما يؤدي دوره الوظيفي في المنظومة الامنية والعسكرية لطهران ومشاريعها للسيطرة والهيمنة وتعزيز مواقعها وأوراق قوتها حتى ولو كان ذلك بدماء اللبنانيين والسوريين والعراقيين وغيرهم, وحتى لو ادى ذلك الى إثارة القلاقل والفتن وهدد بإدخال المنطقة ومن ضمنها لبنان في براثن فوضى عارمة وشاملة ومدمرة.

واذا كان الحزب يعمد الى العمل دائماً على إثارة أجواء تحريض وشحن في اوساط قاعدته الجماهيرية من اجل إيهامها بأنها امام أخطار دائمة وداهمة, لجعلها دائماً مستنفرة ولا تبحث عن أجوبة شافية لأسئلة مشروعة ومبررة حول الواقع المشؤوم الذي أدخلها الحزب به, فإن من مصلحة الحزب إبقاء نار الاستهداف ضد هذه البيئة قائمة, وقد جاءت جريمة تفجير السيارة المفخخة في حارة حريك لتخدم هذا التوجه.

نعم حزب الله مرتبك ومتوتر كجسم تنظيمي وقاعدة حزبية وبيئة حاضنة.

نعم حزب الله مستهدف كعنوان بصرف النظر عن عناوين هذا الاستهداف وخلفياته والواقفين خلفه.

نعم حزب الله متورط في لعبة استهداف بيئته وقاعدته نتيجة سياساته وتبعيته لإيران.

ومن يعرف كل ذلك هو الحلقة الضيقة في الحزب التي تكتنـز من الاسرار الكثير, وهو ما لا بد ان ينكشف يوماً ما في قريب عاجل او في بعيد مؤجل اليوم. احمد خالد

 

محكمة تحكم حكومة

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

التغاضي عن التأثير الطارئ والفاعل لبدء جلسات المحكمة في لاهاي على تشكيل الحكومة في لبنان ليس سوى سياسة نعامة. وقد حاول فريق "حزب الله" تحييد الإهتمام عن مركزيّة لاهاي بوسائل ثلاث:

التقليل من شأن الأدلّة والوقائع القاطعة التي طرحها الإدّعاء العام برغم تفاصيلها الجديدة البالغة الدقّة والخطورة والإدانة الصريحة.

الفصل بين ما يجري في المحكمة وما يُدبّر للحكومة، وكأنّ لا شأن للعدالة الدوليّة في الواقع اللبناني.

وتغطية سماوات العدالة الكلّية بقبوات الصواريخ على عرسال وضحاياها المدنيّين، والانفجارات الجزئيّة هنا أو هناك، وآخرها في الهرمل. ولا فرق بين مصادر القصف والتفجير، "نصرة" أو"نصر إلهي"، فالهدف واحد.     

إنّ إغراق تشكيل الحكومة في الجدل حول ما يسبق ماذا، تشكيلة "3 ثمانات" أَم الاتفاق على البيان الوزاري، الحصص والحقائب والمداورة أَم سحب الثلاثيّة وإبدالها بإعلان بعبدا، لم يعُدْ يُجدي.

القضيّة باتت أبلغ وأعمق: كيف يلتقي القاتل والقتيل إلى طاولة واحدة.

هذا هو التحدّي الأوّل الذي يواجه "الحكومة الجامعة"، لأنّ المسألة لا تقتصر على قبول فريق "14 آذار" بتركيبتها لقاء تنازلات شكليّة من فريق "8 آذار". فهناك وجدان ملتهب لدى ذوي الشهداء والضحايا، وجروح مفتوحة لم تندمل، ولن تندمل إلاّ بالمصالحة التاريخيّة، ذات يوم، بعد انكشاف الحقيقة العارية.

قبل بدء جلسات المحاكمة كانت قاعدة "14 آذار" تنتقد بحدّة قبول بعض قياداتها التنازل عن عناوينها العالية والدخول في مساومة بين المبادئ والمصالح، أمّا الآن فقد دخل وجدان ذوي الشهداء و"ثورة الأرز" عاملاً إضافيّاً قويّاً لمنع أيّ اتجاه للتنازل.  قبل لاهاي، كان مفاوضو "14 آذار" يطالبون بالتزام "حزب الله" إعلان بعبدا والوعد بالإنسحاب من سوريّا، وسحب تعبير "جيش وشعب ومقاومة"، وتعطيل "الثلث المعطّل"، ولو ظاهريّاً، ثمّ البحث في مداورة الحقائب والحصص.  بعد لاهاي، طرأ سؤال صعب: كيف تتشارك الضحيّة والجلاّد في إدارة البلاد؟ موافقة الضحيّة على هذه المعادلة القاسية تتطلّب تجاوزاً إستثنائيّاً للذات المطعونة، لا يتحلّى به إلاّ كبار النفوس. وهذه شيمة ليست غريبة عن قيادات "14 آذار"، وقد أثبتتها غير مرّة في مفاصل أمنيّة وسياسيّة دقيقة، وفي حكومات مفخّخة سابقة.  ولكنّه تجاوزٌ مؤقّتٌ في انتظار لحظة المسامحة الكبرى والمصالحة التاريخيّة التي تنتظر اعتراف القاتل بجريمته وخضوعه للعدالة.  تحت هذا العنوان، التجاوز المؤقّت، يُمكن استئناف التفاوض على ما يُسمّى "حكومة جامعة"، ولكنْ بمكاسب وطنيّة وليست شخصيّة. وأبرز هذه المكاسب الوطنيّة: التمسّك القوي بالهدفيْن الأوّليْن من الأهداف الخمسة، أي تمهيد وترتيب عمليّة سحب "حزب الله" من الورطة السوريّة، واعترافه الصريح والخطّي (في البيان الوزاري) بإعلان بعبدا.  في هذه الحال فقط، يكون للشراكة بين القاتل والقتيل معنى التأسيس للمصالحة والعبور إلى الدولة.  وإذذاك فقط، تكون دماء الشهداء أزهرت حلاًّ وطنيّاً، فيرقدون في ضرائحهم على رجاء قيامة لبنان.  المطلوب الآن من سعاة التشكيل ووسطاء التذليل أن ينتبهوا إلى أهمّية اللحظة التاريخيّة، فلا تكون حقائق لاهاي صرخة في وادي المكاسب السياسيّة الشخصيّة، بل نداء للشراكة الوطنيّة الحقيقيّة، على أساس وصايا الضحايا:

خذوا دماءنا وجثاميننا وابنوا عليها دولة مناقب، لا سِيْبة حقائب

 

معادلة الحكومة الجامعة تفرق 14 آذار

مايا جبيلي/لبنان الآن

بيروت - كان القادة السياسيون في لبنان متفائلين هذا الأسبوع. فقد أعرب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن استعداده للمشاركة في حكومة إلى جانب حزب الله، ورئيس مجلس النوّاب منذ زمن طويل نبيه بري حرص على التطمين بأن حكومة تجمع فريقي 8 و 14 آذار باتت على وشك أن تُشكّل. وكان قال بري إنه يمكن الإعلان عن حكومة جديدة في خلال 48 ساعة. ولكن ما مدى اقتراب الطبقة السياسية في لبنان فعلياً من الوصول الى اتفاق؟ ومن بين كل التحليلات العديدة التي برزت في الإعلام، فإن الكل يسأل ماذا قدّم كل فريق لتحصل التسوية؟ من الواضح أن تقدّماً كبيراً أحرز على مستوى تشكيل الحكومة عقب تجدد الجهود المشتركة من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. فقد عمل الرجلان على تحقيق اقتراح صيغة 8-8-8 حيث يحصل فريق 8 آذار على ثمانية وزراء، وفريق 14 آذار على ثمانية وزراء، والثلث الأخير يكون من نصيب الوسطيين. وقد أشار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الى موافقته المبدئية على هذه الخطة، وأعلن "حزب الله" عن قبوله بهذه الصيغة رغم أنّه كان يفضّل سابقاً صيغة 9-9-6.

ولعلّ هذا التحوّل لدى "حزب الله" هو الذي استطاع ان يحدث تغييراً مهماً، والمحللون يعزون ذلك الى الضغط الذي مارسه الرئيس ميشال سليمان. ذلك أن تهديدات رئيس الدولة بتشكيل حكومة أمر واقع، مؤلفة من تكنوقراط، لم ترق لـ"حزب الله" أبداً. "شعر "حزب الله" بأنه سيكون هناك حكومة أمر واقع، وهو يفضّل قيام حكومة مشتركة"، قال قاسم قصير، المحلّل اللبناني المقرّب من "حزب الله. وبالفعل، فقد أشارت مصادر قريبة من الحزب الى أنّ تشكيل حكومة أمر واقع سوف يجر "حزب الله" الى الشوارع بهدف وقف تشكيل حكومة حيادية بكل السبل، "حتى لو عنى ذلك اقتحام السراي الكبير".

ورغم هذه التهديدات التي تُنذر بالشؤم، لم يتراجع سليمان- ويبدو أنّ ذلك ما دفع الحزب ليس فقط الى القبول بصيغة 8-8-8 بل كذلك بالقبول بعدد من المطالب التي تقدّم بها تيار المستقبل. وحتى الآن، قبل إئتلاف 8 آذار ظاهرياً بمطالب المستقبل بأن لا يكون لدى أي طرف إمكانية تعطيل الحكومة وبأن يُعتمد مبدأ المداورة في الحقائب الوزارية- وبأبرز شروط 14 آذار القبول بإعلان بعبدا كبيان وزاري للحكومة الجديدة.

ومع ذلك فالكثيرون غير مقتنعين باستسلام "حزب الله" الى هذه الدرجة. ""حزب الله" لا يقوم بتسويات. بل يتخذ قرارات "تكتيكية" قال النائب مصطفى علوش، من كتلة المستقبل النيابية. وقال لـNOW إنّ فريق 14 آّذار يجب ألا يكتفي لحين ينسحب "حزب الله" فعلياً من سوريا، ويوافق على بيان آخر للحكومة، ويوقف دعمه للرهان القائم على معادلة "جيش- شعب- مقاومة". فهذه هي بالنسبة لعلوش المسائل الأساسية التي يجب أن يعالجها "حزب الله".

ووفقاً لمصدر قريب من القوات اللبنانية، طلب عدم الإفصاح عن اسمه لأنه غير مخوّل الحديث الى الصحافة، فإنّ هذا النقص في المضمون الأساسي هو بالضبط ما يحول حتى الآن دون موافقة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على الاقتراح الذي توافق عليه كل من بري وجنبلاط. فجعجع ينتظر الحصول على تطمينات من "حزب الله" بأنه إما سوف ينسحب من المعارك السورية، ويتخلّى عن صيغة "جيش- شعب- مقاومة"، أو سوف يقبل بإعلان بعبدا كبيان وزاري.

ومن جهة أخرى، يجد قصير أنّ موقف الزعيم الماروني ليس سوى محاولة لتحسين شروط التفاوض، وقال لـNOW إنّ جعجع يحاول الحصول على دور أكبر في الحكومة الجديدة.

ومهما كانت أسبابه، فإنّ موقف جعجع خلق نوعاً من الشرخ الخطير بينه وبين الحريري، الذي كان يعمل مع برّي وجنبلاط على اقتراحهما. وكان النائب عن القوات اللبنانية جورج عدوان قال إنّ القوات اللبنانية رفضت الانضمام الى حكومة يشارك فيها "حزب الله"، فيما كان النائب عن كتلة المستقبل عاطف مجدلاني يشيد بالتقدّم على صعيد تشكيل الحكومة.

ورغم هذا الشرخ العلني، يقول مطّلعون من داخل فريق 14 آذار بأنّ ذلك لن يؤدي الى قطيعة رسمية بين أفرقاء 14 آذار. فقد قال المصدر من القوات اللبنانية لموقعنا إنّ القرار الذي تلتزم به 14 آذار هو بأنّ الحريري لن يدخل أي حكومة بدون القوات اللبنانية. وقد وافق علوش الذي اعترف سابقاً بأنّ الدخول في أي حكومة بدون القوات اللبنانية سوف يكون بمثابة انتحار، قائلاً: "دعونا نصدّقهم: فإن قالوا إنهم لن يدخلوا أي حكومة إلاّ سوياً، فلنقبل إذا بما يقولونه".

ومع ذلك فإنّ إنفتاح الحريري الواضح على اقتراح جنبلاط وبري استدعى قلق أعضاء وحلفاء 14 آذار. فقد حذّر النائب السابق في 14 آذار مصباح الأحدب ائتلاف 14 آذار من أن المضي في هذا الاقتراح لتشكيل حكومة من شأنه ان يعيد لبنان الى حضن "الوصاية الإيرانية- السورية"، وقال المدير السابق لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي إنّ 14 آذار يجب ألا يشارك في حكومة الى جانب "حزب الله" طالما أنّ الأخير يستمر في القتال في سوريا.

هكذا فإنّ عدم موافقة كل هؤلاء على سياسة المستقبل يثير السؤال الآتي: لماذا أبدى الحريري انفتاحاً كبيراً على هذا الاقتراح، إذا لم يكن لدى حلفائه في 14 آذار الرأي نفسه؟ يعزو قصير الأمر الى قرارات إقليمية، قائلاً لـNOW إنّ الأميركيين، والأوروبيين، والفاتيكان، والسعودية كلهم يوافقون على ضرورة تشكيل حكومة في لبنان. وبالتالي فإنّ المملكة العربية السعودية، التي تربطها علاقات وثيقة بتيار المستقبل، "مارست ضغطاً لخلق حكومة بمشاركة "حزب الله"" قال قصير.

أما المصدر من القوات اللبنانية فقد عزا ذلك الى قرار شخصي اتخذه الحريري، الذي فشل كما قال في استغلال شعور "حزب الله" بأنّه موضوع في موقع حرج واختار التسوية بدل المواجهة. وقال لموقعنا إنّه لم يتم اتخاذ أي "قرار إقليمي" لتشكيل حكومة في لبنان، بما أنّ الحكومتين الأميركية والأوروبية حريصتان على عدم الضغط على حلفائهما في لبنان.

ومع استمرار المفاوضات، فإنّ احتمال تشكيل حكومة أمر واقع لا يزال قائماً. فالأسبوع الماضي، أعلن سليمان بأنّه في حال فشل فريقا 8 و14 آذار في الوصول الى اتفاق قبل 20 كانون الثاني، فإنّه سيعطي الضوء الأخضر لتشكيل حكومة أمر واقع خلافاً لرغبات "حزب الله". ويرى علوش ذلك كاحتمال وارد جدا ممّا يحدّ من الحماس للفكرة القائلة بأنّ حكومة مشتركة سوف تُشكّل خلال الأيام القليلة التالية.

"تلمّح وسائل الإعلام القريبة من برّي الى أنّ الوضع وصل الى حد الاتفاق الكامل على حكومة مشتركة. ولكن هذا غير صحيح"، قال علوش.

(ترجمة زينة أبو فاعور)

هذا المقال ترجمة بتصرف للنص الأصلي بالإنكليزية! 

 

هل يذهب الأسير إلى العدالة الدولية أم القصاص الشرعي

محمد سلام

هل يتجه الشيخ المتواري أحمد الأسير إلى الإدعاء لدى المحكمة الجنائية الدولية على "حزب الله" وحركة أمل، ومن يظهره التحقيق في ما يسميه "مجزرة عبرا"؟ أم ترى هو يحضّر الأجواء "لقصاص شرعي" بحق من يتهمهم بتلك المجزرة؟  السؤالان طرحا بقوة بعدما باشر الشيخ الأسير توزيع "سلسلة" أفلام فيديو عبر موقعه على تويتر عن "مشاركة حزب اللات في مجزرة عبرا." وبلغت مدة الجزء الأول من السلسلة تسعة دقائق و20 ثانية.

-للتوضيح: اللات هو إسم صنم كان يُعبد في قريش قبل الإسلام.

الفيلم، الذي بدا واضحاً أنه معد بعناية في استوديو مزوّد بمعدات توليف (مونتاج)، تضمّن مشاهد متعددة، من منطقتي حارة صيدا وعبرا حيث مسجد بلال بن رباح، ورافقه إنشاد حزين، وتعليق يشرح "مظلومية" ويتهم "حزب الله،" وحركة أمل وسرايا المقاومة، والتنظيم الشعبي الناصري بإرتكاب "مجزرة عبرا."

الأسير كان قد غرّد قبل يومين، بالتزامن مع إلتئام المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، ليعلن أنه سيقدم أدلّته التي تدعم روايته لما جرى في عبرا في حزيران الماضي.

وعندما وزّع الجزء الأول من السلسلة، طُرح السؤال بقوة: هل يخطط الأسير للإدعاء لدى المحكمة الجنائية الدولية على الأطراف التي اتهمها بإرتكاب المجزرة؟

التعليق الذي واكب الجزء الأول ملفت جداً. مع بداية عرض المشهد قال المعلّق: "إنها حارة صيدا الشيعية، وهنا تلة مار الياس، وهنا منزل رئيس بلدية حارة صيدا. وقد تجمع المسلحون حول منزله، وهذه مدفعية 23 (ملم)، وقد أصبحت تلة مار الياس ثكنة عسكرية لحزب اللات وحركة أمل وسرايا المقاومة. وهذا المدفع رُبض قبل أيام من معركة عبرا موجهاً على مسجد بلال بن رباح ... القصف يطال عبرا والمبنى حيث مسجد بلال بن رباح..."

ظهرت في المشهد مرتفعات حارة صيدا المعروفة بتلة مار إلياس قرب المدرسة الرسمية (الثانوية) كما ظهر منزل رئيس البلدية، إضافة إلى مدفع من عيار 23 ملم ومدافع رشاشة من طراز دوشكا الروسي الصنع. كما ظهرت سيارة جيب-ستايشن تتنقل بين المواقع في ما بدا كأنه توزيع للذخيرة.

لماذا قال المعلّق:  إنها حارة صيدا "الشيعية"؟

وبدأ عرض مشاهد القصف والرمايات الرشاشة وقال المعلّق "إسمعوا، يغنّون وهم يقصفوننا (ويظهر مشهد إنفجار القذائف في عبرا ومبنى مسجد بلال بن رباح والدخان يتصاعد وألسنة اللهب) ... وللتذكير هنا أن قائد الجيش قال لم نستعمل الأسلحة الثقيلة في معركة عبرا ... وقائد الجيش أيضاً ووزير الدفاع ووزير الداخلية قالوا إنه لم يشارك أحد إلى جانب الجيش في معركة عبرا، وهذا أكبر دليل على أن المعركة كانت مع حزب اللات وحركة أمل وسرايا المقاومة وكان الجيش الأداة والواجهة ... فشاهدوا هنا الشارة الصفراء على يد هذا العنصر (وهو بلباس مدني) ... ها هو مسجد بلال بن رباح يتعرض للقصف من حارة صيدا الشيعية، ولم تسلم المباني المحيطة به ... وهنا مراسل صيدا تي في التابع للتنظيم الشعبي الناصري يساعد عناصر حزب اللات وحركة أمل في التصويب على عبرا والهلالية ... (ويظهر شخص يحاور رامي دوشكا قائلا: بالشباك، أيوه. فوق فوق، ما تكتّر، ناوله، ناوله) ... إسمعوا، يقول يا زهراء ويقصف ... ثم يقول لهم صلوا على محمد وآل محمد ... لاحظوا هنا الشريطة الصفراء ... وكما تشاهدون طال القصف عموم منطقة عبرا ولم يميزوا بين عسكري ومدني (ويظهر مواطن يصرح لإحدى القنوات التلفزيونية قائلا: "القصف إللي صار أجا من تلة مار الياس،" ويكرر المعلق بصوته عبارة "تلة مار الياس" ويختم  "إنتظرونا في الجزء الثاني من سلسلة مشاركة حزب اللات في مجزرة عبرا." 

لماذا أطلق الأسير سلسلة أدلّته عن مجزرة عبرا الآن؟ هل ليستفيد من نار الغضب التي أيقظتها المحكمة الخاصة بلبنان في نفوس بيئة الضحايا عندما عرضت وقائعها لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

وهل يعني تواتر عرض الأدلة بين لاهاي، وتويتر الأسير، أن الشيخ المتواري قرر اللجوء إلى محكمة دولية؟؟؟

التمعّن في مضمون التعليق الذي واكب فيلم الدقائق التسع ، معطوفاً على تسلسل الأحداث المعروضة، ومستفيداً من تأثير ما عرض من أفلام ومشاهد وصور ووثائق في محكمة لاهاي لجهة تركيز الاتهام على حزب الله، حتى الآن، يضعنا أمام مشهد تعبئة مهمته التصاعدية هي تحويل أحاسيس الحزن واليأس والقهر إلى ... غضب.

لاحظوا إدراج عبارة "حارة صيدا الشيعية." لاحظوا تكرار عبارة "تلة مار الياس" في نهاية العرض، لاحظوا الإشارة إلى "الشارات الصفراء"، لاحظوا عبارة "يغنون وهم يقصفوننا"، لاحظوا، لاحظوا، لاحظوا ....

التعليق، معطوفاً على تسلسلية العرض، قد يهدف إلى إدانة شرعية لمن وردت تسميتهم بجريمة "البغي"، وهي إعتداء مؤمن على مؤمن، ما يتيح قتال الباغي، عملاً بالآية القرآنية الكريمة: "وإن طائفتان من المؤمنين إقتتلوا فأصلحوا بينهما\ فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله\ فإن فآءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا| إن الله يحب المقسطين." (صدق الله العظيم. سورة الحجرات/آية رقم 9)

وكان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قد نظم مؤتمراً إسلامياً شاملاً في العام 1984 شاركت فيه مرجعيات إسلامية من مختلف أرجاء العالم تحت عنوان "تحديد الفئة الباغية" في الحرب العراقية-الإيرانية.

وخلص ذلك المؤتمر إلى إعلان إيران "الفئة الباغية" ما أمّن لصدام غطاءاً شرعياً إسلامياً في حربه ضد نظام الخميني تحت العنوان القرآني "فقاتلوا التي تبغي ..."

فهل إختار الشيخ أحمد الأسير اللجوء إلى القضاء الدولي في نزاعه مع أعدائه، أم إختار القصاص الشرعي أم ترى أنه إختار وضع العدالة الدولية تحت مظلة القصاص الشرعي؟؟؟

الإجابة لا يعرفها إلا الشيخ الأسير، ولكن يمكن الإستنتاج بسهولة أن الفرضيات الثلاث غير مسرّة لأعداء الأسير...

 

الراعي زار دير ما ضومط للراهبات الأنطونيات لمناسبة عيد مار انطونيوس: لكنيسة تدرك أن غناها للفقراء ولرسالة الإنجيل والمحبة والرحمة

وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، دير مار ضومط للراهبات الأنطونيات في رومية، لمناسبة عيد القديس انطونيوس شفيع الرهبانية الأنطونية. وعقد لقاء عام للرهبانية الرجالية والنسائية، في حضور الرئيس العام للرهبانية الأنطونية المارونية الآباتي داود رعيدي والرئيسة العامة الأم جوديت هارون، تلاه حوار.

عظة

ثم ترأس الراعي قداس العيد، في حضور السفير البابوي المونسنيور غابريلي كاتشا، والنائب البطريريك العام المطران بولس صياح، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات.

وألقى عظة بعنوان "ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك. فما عساه يكون لنا؟" (مر10: 28)، استهلها بالقول: "عندما قال ذاك الشاب ليسوع أنه حفظ الوصايا منذ صغره وسأله: "ماذا ينقصني من صنع الخير لكي أرث الحياة الأبدية"، نظر إليه يسوع وأحبه وأجاب: "إن شئت أن تكون كاملا، إذهب وبع كل ما تملك وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني". يقول الإنجيل "أن الشاب مضى حزينا، لأنه كان ذا مال كثير" (مر10: 22). يسوع، الذي أحبه ودعاه إلى كمال المحبة، حزن هو أيضا وقال: "ما أصعب أن يدخل غني ملكوت الله"، (مر10: 24- 25)".

أضاف: "عندها سأله بطرس مستفسرا: "ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك، فما عساه يكون لنا؟" (مر10: 28). فكان جواب يسوع أن كل ما نتركه في سبيله وفي سبيل خدمة المحبة، "ننال عوض الواحد مئة" (مر10: 29-30).

وقال: "يسعدنا أن نلتقي معا هنا في دير مار ضوميط - روميه، مع الراهبات الأنطونيات والرهبان الأنطونيين، لنحتفل معا بعيد أبينا القديس أنطونيوس، شفيع الرهبانية الأنطونية الجليلة، ورهبانياتنا المارونية، وبتجديد النذور الرهبانية الثلاثة: الطاعة والعفة والفقر، إنكن، أخواتي الراهبات، تجددن كيانكن المكرس لخدمة المحبة لله وللناس، وفقا للموهبة الخاصة بالرهبانية ولتقاليدها، ولرسالتها المتنوعة الحقول والمساحات، كما احتفلنا بتجديدها أول من أمس مع الآباء الرهبان الأنطونيين في دير مار أنطونيوس بعبدا. فإننا نهنئ الرئيسة العامة الأم جوديت هارون والمدبرات العامات وجمهور الراهبات بالعيد، وبتجديد النذور مع جميع الإخوة الرهبان والأخوات الراهبات، من رهبانيات أخرى؛ الذين جددوا نذورهم، وتجددوا بروحانية القديس أنطونيوس. ونتمنى لجميع المكرسين والمكرسات، وقد "تركوا كل شيء وتبعوا المسيح" أن يجدوا فيه الكنز الأثمن والأسمى، كما وجده القديس أنطونيوس. وأن يغنيهم مثلما أغناه، ويحملوه بفرح وحماس كنزا وبشرى".

تابع: "لقد تركنا كل شيء وتبعناك" (مر10: 28). كلنا نعرف كم أغنتنا الرهبانية والكنيسة من الخيرات الروحية والمادية والاجتماعية، التي ساعدتنا على تحقيق ذواتنا، وتطوير مؤسساتنا، وإنماء رهبانياتنا وأبرشياتنا، وعلى تأدية رسالتنا في لبنان والشرق الأوسط وبلدان الانتشار، على المستوى الراعوي والكنسي، التربوي والاستشفائي، الاجتماعي والخيري".

وسأل: "هل كل هذا الغنى المادي والعلمي والمؤسساتي والروحي هو لنا شخصيا؟ قداسة البابا فرنسيس يجيب رسميا في إرشاده الرسولي "فرح الإنجيل"(24 تشرين الثاني 2013): "أريد كنيسة من أجل الفقراء"، أي كنيسة متجردة من ذاتها ومن خيراتها، بأشخاصها ونمط عيشهم وبمؤسساتها؛ كنيسة تضع في قلبها الفقراء والمهمشين والمحتاجين، وتتقاسم معهم غناها؛ كنيسة تضع في أولى خياراتها قضية الفقراء، تبحث عنهم، تستقبلهم، تشعر معهم، تحمل إليهم محبة المسيح ورحمة الله؛ كنيسة تسمع صراخ المساكين، الفقراء والمظلومين والمرضى والمعوزين والمعوقين والحزانى والضائعين، هؤلاء الذين يسميهم البابا "الضواحي" التي يجب أن نخرج إليها، ويسميهم العالم "نفايات" بحيث أنه لا يكترث لهم، ولا يعيرهم أي اهتمام، وليسوا في حساباته؛ كنيسة لا تعتبر غناها لها، وتتصرف به كما تشاء لراحة أشخاصها والبذخ والتبذير، بل كنيسة تدرك أن غناها هو للفقراء ولرسالة الإنجيل وخدمة المحبة والرحمة (الفقرات 187-200)".

أضاف: "هذا ما انكببتن عليه، أيتها الأخوات الراهبات الأنطونيات، في مجمعكن العام الذي انعقد على مدى أسبوعين كاملين في تموز 2013، تحت شعار: "متجددات بالروح والحق، نسير إلى الأمام". فكان الهدف الأساسي "القيام بخطوة جديدة نحو الإلتزام الرهباني والرسولي". أود أن أعرب لحضرة الرئيسة العامة الأم جوديت التي أرسلت لنا بتاريخ 7 تشرين الثاني الماضي تقريرا قيما عن مقررات المجمع العام. وقد وضع أولوية للرهبانية هي: "محبة المسيح، والالتزام باتباعه وبخدمته بروح الشركة الأخوية مع جميع الناس والتضامن مع الفقراء"، كما يدعونا البابا فرنسيس، و"بحيوية وغيرة في الظرف العصيب الذي يمر به وطننا لبنان والعديد من البلدان العربية القريبة والبعيدة".

تابع: "تجديد نذوركن، في هذه السنة، يتميز بالالتزام الجماعي بالثوابت التي أرادها المجمع العام كأولوية، وبقراراته المتحدرة من هذه الثوابت على مستوى التنشئة المستدامة للراهبات، والمختصة بالرسالة التربوية والاجتماعية والروحية والراعوية. وهي رسالة مبنية على كلمة الله وتعليم الكنيسة، وممارسة بالتعاون الكامل مع السلطة الكنسية والجمعيات الرهبانية الأخرى، كما نقرأ في التقرير.

هذا التجديد للنذور يقتضي منا، كما يعلمنا قداسة البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، الوعي لذاتنا الرهبانية في قلب الكنيسة، والتأمل في سر دعوتنا ورسالتنا، إذ نقف أمام مرآة المسيح الذي نتبعه، وأمام صورة الكنيسة كما أحبها يسوع، وأرادها له عروسة مقدسة ونقية (راجع أفسس 5: 27)، وفينا رغبة التجدد بإصلاح الشوائب والنواقص، والرغبة في أمانة أكبر لدعوتنا (راجع "فرح الإنجيل"، 26-27)".

تابع: "ويذكر البابا فرنسيس، أن في "تركنا كل شيء واتباع المسيح" توجد "دينامية الخروج" من الذات نحو الآخر الأول، يسوع المسيح، ومن خلاله، نحو العالم ونحو كل إنسان. إنها عبارة عزيزة على قلب البابا فرنسيس، وما انفك يرددها على الكنيسة وعلينا، نحن الذين "خرجنا"، في الأساس، من بيوتنا وذواتنا، وجئنا نبحث عنه ونسير على خطاه في "خروجه" الدائم بمحبته ورحمته، ولا سيما نحو الضعفاء والمهمشين. ثم عاد البابا فرنسيس وتوسع في هذه العبارة في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" حيث قال: "كلنا مدعوون للخروج الجديد الإرسالي، أفرادا وجماعات. والخروج من راحتنا الشخصية والذهاب بشجاعة نحو الضواحي المحتاجة إلى نور الإنجيل، بفرح رسولي هو علامة الكرازة بالإنجيل والثمار التي يعطيها. هذا الفرح، الذي فينا، يدفعنا دائما إلى "دينامية الخروج والعطاء، والخروج من الذات، وزرع الكلمة من جديد، والذهاب دائما إلى الأبعد" (راجع الفقرتين 20 و21)".

وقال: "وفي حديث للبابا فرنسيس مع الرؤساء العامين في جمعيتهم العامة الثانية والثمانين (27-29 تشرين الثاني 2013)، شدد قداسة البابا على التنشئة الرهبانية بأعمدتها الأربعة: الروحية والعلمية والجماعية والرسولية، بحيث تكون موجهة ليس فقط إلى النمو الشخصي، بل وبخاصة إلى تطلعاتها النهائية أي شعب الله. فعند تنشئة الأشخاص ينبغي التفكير دائما بالمؤمنين والمؤمنات الذين سيرسل إليهم هؤلاء الأشخاص. الكنيسة بحاجة إلى أشخاص يعيشون حنان الأبوة والأمومة والأخوة، وأشخاص يكونون رفاق الدرب (راجع نص الحوار في مجلة Civiltà Cattolica، عدد 4، كانون الثاني 2014)".

أضاف: "يعلمنا القديس انطونيوس أبعاد سؤال بطرس ليسوع: "ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك، فما عساه يكون لنا؟". فبحسب كاتب سيرة حياته، البطريرك القديس أثناسيوس الإسكندري، من بعد أن ترك أنطونيوس كل شيء ووزعه على الفقراء وراح يتبع المسيح، سمع الرب يقول له، وهو يضع على رأسه الإسكيم الملائكي: "كما تركت كل شيء من أجلي وتبعتني، فاقبل تاج النعمة وإكليل المجد من يدي. وسأتوجك في ما بعد بالتاج العظيم عند بلوغك قمة الكمال".

تابع: "من نصائح القديس أنطونيوس لتلاميذه ولنا: "علينا أن نكون مستعدين لترك كل شيء عن طيبة خاطر، رغبة بمرضاة الله. ولنخمد فينا كل ميل وتوق إلى امتلاك حطام الدنيا التي سنتخلى عنها ساعة الموت. فيجب أن نحصل ما يتبعنا إلى القبر: كالفطنة والعدالة والقناعة والشجاعة ومحبة الله والفقراء، والإيمان بالمسيح ووداعة القلب وروح الضيافة. على مثال القديس انطونيوس، نترك كل شيء، لنغتني بالله وبمحبته، ونتبع المسيح في خدمة محبته الكاملة والشاملة. في حياة الجماعة الديرية نتعمق ونتأمل في حياتنا الروحية، ومن الدير نخرج لرسالتنا بفرح الإنجيل والروح، وبحماسة انطونيوس وغيرته.

كل هذا التعليم يضيء على قرار مجمعكن العام بحفظ التوازن الكامل بين التجذر الرهباني والحياة الرسولية، بين الخدمة مثل مرتا والتأمل مثل مريم، بين الخارج والداخل. وهذه قاعدة للاتباع في كل مشاريع الرهبانية وقراراتها".

وختم: "أيها الرب يسوع، نسألك، بشفاعة أبينا القديس انطونيوس، أن تجدد كياننا الرهباني الداخلي بتجديد نذورنا. أخرجنا من ذواتنا ومن دائرة تفكيرنا، لكي نذهب نحو آفاق جديدة يهدينا إليها روحك القدوس، وتستدعينا نداءات مجتمعنا وحاجات الكنيسة. ومعا نرفع نشيد المجد والشكران للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل للحياة : لبنان أمام فرصة ندعمها ليختار رئيساً لا حوار مع حزب الله ولا تسوية على المحكمة الدولية

بيروت - وليد شقير/الحياة

أكد السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل أنه لا يعتقد أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي التي تسبب الانقسامات فيه، بل العنف السياسي الذي تتصدى له المحكمة الآن هو مصدر هذه الانقسامات.

وقال هيل في حديث إلى «الحياة» أجري ظهر الخميس، مع افتتاح المحاكمات في لاهاي وبعد مضي وقت قصير على التفجير الانتحاري الذي وقع في مدينة الهرمل، إن لا سبيل لأي تسوية حول المحكمة، رداً على سؤال حول إمكان أن تشملها التسويات إذا تقدم الحوار بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

ودعا إلى التمييز بين «الاستقرار الحقيقي والاستقرار الزائف... المستند إلى احتكار طرف واحد للأسلحة وإلى إقدام مجموعة على التهويل ضد مجموعة غير مسلحة».

واعتبر هيل أن مصلحة اللبنانيين أن يواصلوا سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية «ولسوء الحظ ثمة حزب واحد يحاول جر البلد إلى هذا الصراع هو حزب الله». وقال إن وجود حزب الله في هذا البلد وحصوله على مستويات دعم كبيرة من إيران واتّباعه جدول أعمال إيرانياً وليس لبنانياً، هي من الأمور التي يجب أن نذكّر أنفسنا بها»، في رده على سؤال عن إمكان تسهيل رفع العقوبات الجزئي عن إيران التعاونَ الإيراني اللبناني في مجال المساعدات العسكرية وفي الكهرباء. وجدد موقف بلاده الداعي إلى حل سياسي في سورية، لأنه ما من حل عسكري.

ورأى السفير هيل أن «عملية تشكيل الحكومة في لبنان يجب أن تتم من دون أي تدخل أجنبي». وتجنب التعليق على ما إذا كان التمديد للرئيس ميشال سليمان خيار يدعمه المجتمع الدولي، معتبراً أن «لبنان ليس محتلاًّ من قوى أجنبية اليوم، وهذه فرصة ليختار رئيساً لبنانياً... وهو أمر ندعمه بقوة». وأيد هيل الدعم السعودي- الفرنسي للجيش اللبناني، وتحدث مرات عدة خلال حديثه عن مساندة واشنطن للجيش والقوى الأمنية اللبنانية وعن رهان طويل المدى عليها. وهنا نص الحديث مع السفير هيل:

> ما تعليقك على انفجار هذا الصباح (في الهرمل)؟ هذا الواقع مستمر على رغم تلمُّس الناس إن كانت أجواء إيجابيّة ما ستحمي لبنان من هذه الحوادث؟

- نحن في طور الاطّلاع على الوقائع ولا نعرف الكثير بشأنها، ولكنْ وفقاً للتقارير الأولية حصلت وفيات، ونتعاطف مع ضحايا هجوم إرهابي. إن كنتَ تسأل عن المشهد الأوسع نطاقاً وعن المؤشرات على صعيد أكثر شموليّة، فأعتقد أن بعض الأفكار تخطر في البال، وأولها أنه مع ملاحظتنا زيادة هذه الظاهرة الإرهابية، ولا سيما تداعيات أحداث سورية مع هذه الهجمات الإرهابية، يذكّرنا ذلك بأهمية العلاقة التي تجمعنا بالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بالنسبة إلى دولتينا. لدينا رهان طويل المدى على الجيش اللبناني، ونرى أن الاستقرار في هذا البلد لا يمكن أن يتبلور بالكامل إلا في ظل جيش لبناني قوي قادر على الاستجابة وعلى منع هذا النوع من الأحداث. لدينا الكثير من الثقة في عناصر الجيش اللبناني وقيادته، ونرى أنّه يقوم بعمل ممتاز، ولكنه في حاجة إلى كل المساعدة التي يمكنه الحصول عليها لتجنّب استمرار هذا النوع من الهجمات.

> اليوم أطلقت المحكمة الخاصة بلبنان جلساتها، بماذا يوحي إليك ذلك، بالنظر إلى أنّ هذه اللحظات تُعتَبر تاريخية؟

- إنها فعلاً لحظات تاريخية، وهي منتظرة منذ وقت طويل، ومن المؤكد أن تحقيق العدالة غالباً ما يتطلّب وقتاً لتتمكّن السلطات من جمع الأدلة وإثبات قضيتها. المحاكمة انطلقت للتو، وبالتالي سنرى ما الذي تخبئه، لكننا نشعر بامتنان كبير جداً لأن هذه اللحظة المنتَظرة منذ وقت طويل وصلت أخيراً. نحن نمنح دعمنا الكامل لهذه المحكمة الخاصة، وسنتأكد من أنه يتم تحقيق العدالة وفقاً للقوانين اللبنانية طبعاً، وكذلك قرارات مجلس الأمن التي منحت المحكمة تفويضاً بمباشرة أعمالها.

> كانت هناك مزاعم بأن الولايات المتحدة لم تتعاون مع التحقيق حول موضوع المكالمات الهاتفية التي أجراها الجناة. ما تعليقك؟

- مع انطلاق المحاكمة، أعتقد أنه من الضروري ألا نقوم بأي تعليقات تشير بأي طريقة إلى أننا نتدخل في إجراءات المحكمة المستمرة، وبالتالي أعتقد أنه عليّ توخي الحذر حيال ما أقوله، لكنني سأقول إننا منحنا دعمنا الكامل منذ اليوم الأول للمحكمة، من الجوانب كافة، وما نراه اليوم يجعلنا نشعر بالكثير من الامتنان بأن يكون هذا الدعم قد أعطى ثماره.

> كانت المحكمة الخاصة للبنان سبباً للخلافات العميقة بين اللبنانيين، والولايات المتحدة تكرر القول بضرورة حماية استقرار لبنان. ألا تعتقد أن ذلك سيزيد من عوامل عدم الاستقرار في البلاد، بالنظر إلى أن المحكمة تتهم حزب الله باغتيال الحريري؟

- أنا كنت لأصيغ السؤال بطريقة مختلفة. لا أعتقد أن المحكمة هي التي تسببت بالانقسامات في لبنان، بل أرى أن محور العنف السياسي الذي تتصدى له المحكمة الآن هو مصدر هذه الانقسامات، علماً بأن استغلال الاغتيالات والانفجارات والعنف لإرهاب الأعداء السياسيين لأحد الأطراف هو أمر غير مقبول إطلاقاً. والملفت أن ضحايا هذه الهجمات، وبدلاً من أن يطلبوا انتقاماً باللجوء إلى العنف، لجأوا في الواقع إلى المجتمع الدولي والسلطات الدولية، طالبين منها العدالة، وطلبوا أن يحدد حكم القانون هوية من قام بذلك، على أمل معاقبة الذين تتبين مسؤولياتهم، وبالتالي أقول إن إرساء الاستقرار الحقيقي يحتاج إلى حكم القانون، والمحكمة مشارِكة إلى حد كبير في هذه العملية.

> تُتهم الولايات المتحدة بأنها تستغل المحكمة من بين وسائل أخرى للضغط على إيران وسورية بهدف كبح تصرفاتهما على الصعيد الإقليمي. في حال أنّ أجواء الحوار والتفاهم مع إيران التي نشهدها إلى حد ما أصبحت سيدة الموقف، فهل يمكن أن تشمل التسوية المحكمة الخاصة للبنان؟

- تستند المحكمة الخاصة للبنان، وفقاً لما ذكرتُه، إلى القانون اللبناني وقرارات مجلس الأمن، وهذه وقائع، ونحن مهتمون باستقرار لبنان. واللبنانيون يريدون استقراراً حقيقياً في لبنان، ويطالبون بحكم القانون، ويريدون التأكد من تحقيق العدالة، ويعني ذلك أنه لا سبيل لأي تسوية على الإطلاق بشأن المحكمة الخاصة للبنان.

 «حزب الله» ومصالح راعيه

> لطالما كانت الديبلوماسية الأميركية قلقة بشأن انتشار تداعيات الأزمة السورية على أراضي لبنان وحيال تأثيرها في السياسة اللبنانية. ألا تعتقد أنكم فشلتم في تجنّب انتشار هذه التداعيات؟

- انتشار التداعيات واضح لعيون الجميع، ونحن رأيناه وحذّرنا منه لوقت طويل. إن زيادة التداعيات في لبنان وفي دول مجاورة أخرى، وخصوصاً في لبنان، هي بسبب عامل التقارب الجغرافي، نراها في الجوانب كافة، السياسية، والاقتصادية، وعبء اللاجئين، والتوترات الاجتماعية، والمشاكل الأمنية... والأمور إلى تفاقُم، وهذا هو السبب الذي يحثّنا على منح كامل دعمنا وقوتنا ونفوذنا لإيجاد حل سياسي من خلال مؤتمر جنيف 2، بهدف وضع حد للنزاع، لأنه ما من حل عسكري، ونرى أن الحل الوحيد الممكن هو حل سياسي، ونرى أيضاً أنه من مصلحة اللبنانيين الحيوية أن يواصلوا سياسة الحفاظ على الذات والنأي بالنفس عن الصراع السوري، في سبيل التقليل من حدة انتشار تداعيات الأزمة، من خلال الالتزام بإعلان بعبدا. ولسوء الحظ، ثمّة حزب واحد يحاول جر البلاد إلى هذا الصراع، وهو حزب الله، فهو وضع مصالحه ومصالح راعيه الخارجي فوق مصالح اللبنانيين، من خلال تورّطه إلى هذا الحد والقتال على أرض الميدان في سورية، وتحفيز المزيد من انتشار العنف بطريقة بالغة الخطورة في هذه الدولة.

> لكنك قلت إنه ما من حل عسكري للأزمة السورية، وفي الوقت ذاته الرئيس باراك أوباما قال في خطابه في الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) الماضي إن الولايات المتحدة ستلجأ إلى كل مستويات نفوذها، بما فيها قواها العسكرية، للذود عن مصالحها، في ظل اضطرارها إلى تقبّل فرض قيود على قدرتها على التأثير في مجرى الأحداث في سورية. هل في الأمر تلميح إلى أن عامل القوة ليس مستثنى بالكامل بالنسبة إلى الأزمة السورية؟

- فليتكلم الرؤساء عن أنفسهم، وأنا لست مسؤولاً رسمياً عن سياستنا في سورية، ولا أريد التطرق مباشرة إلى هذا السؤال، لكنني سأقول إنّ محور تركيزنا والهدف من جميع أفعالنا هو إيجاد حل سياسي بالاستناد إلى جنيف. هلاّ أعطيتني دليلاً عن ذلك المستند؟

> يعتقد بعض اللبنانيين وبعض السوريين بأن التردد الأميركي حيال الأزمة السورية استفادت منه المجموعات الإرهابية، لأن الصراع دامَ لوقت طويل ساعد المجموعات المذكورة على تطوير بنيتها داخل سورية. ما تعليقك؟

- أوافق أنه كلما طالت فترة الصراع ازدادت خطورة الوضع وازداد انتشار التداعيات، بما يشمل دخول المجموعات الإرهابية التي نراها إلى لبنان، وبالتالي من مصلحة الجميع الإقدام على أمرين: أولهما إيجاد حل سياسي يضع حداً لتفاقم الأمور، وثانيهما منع أي عامل سياسي في هذه الدول أو أي طرف من الإقدام على أي أنشطة داخل سورية من شأنها أن تطيل فترة الصراع.

موقفنا وفق البيان الوزاري

> يحاول السياسيون اللبنانيون التوصل إلى تسوية بشأن حكومة وحدة وطنية تشمل حزب الله. هل صحيح أن الديبلوماسية الأميركية تشجع هذا الخيار؟

- نعم، نحن نراقب باهتمام كبير النشاط والتقدم المحرز الذي من شأنه أن يؤدي إلى تشكيل حكومة. والمجتمع الدولي ومجموعات الدعم الدولية وأعضاء مجلس الأمن والولايات المتحدة كلها أطراف أعربت في أوقات مختلفة عن تشجيعها تشكيل حكومة، ولكن يتوجب على السلطات اللبنانية، وبشكل خاص على رئيس الوزراء المكلف، الإقدام على التشكيل، وليس هذا من مهامنا بأي طريقة أبداً، فنحن لا نشرك أنفسنا، ولا مكانة لدينا تخوّلنا إبداء رأينا في مختلف الصيغ الخاضعة للمناقشة، أقله تلك التي سمعت بها شخصياً، لكنّ ما سنفعله في حال شُكلت حكومة هو إبداء رغبتنا في تحديد أطر لعلاقتنا، على أمل أن تكون أكثر إيجابيةً مما هي عليه اليوم. هذا التحديد لأطر علاقتنا يجب أن يكون بالاستناد إلى تركيبة الحكومة وبالاستناد إلى التفويض الذي تختاره الحكومة لذاتها من خلال بيانها الوزاري، وبالاستناد إلى هذه الأسس ستكون علاقتنا صريحة، وبالتالي من السابق لأوانه أن أدلي بتعليق حول هذا الموضوع. سننتظر ونرى.

> انتقدت وزارة الخارجية الأميركية الوزير ظريف لأنّه زار ضريح عماد مغنية خلال زيارته إلى لبنان. هل توجيه هذا الانتقاد طريقة للاعتراض على التأثير الإيراني في لبنان، وخصوصاً أن كل مسؤول إيراني زار لبنان قبل هذه الزيارة أمَّ ضريح مغنية؟

- عماد مغنية كان مسؤولاً عن بعض أسوأ الهجمات الإرهابية التي شهدها العالم، وكانت أفعاله مسؤولة عن مقتل مئات المواطنين الأميركيين، وبالتالي ليس مفاجئاً أنه عند تسجيل حدث من هذا القبيل عند ضريحه، أن تسعى الولايات المتحدة لتذكير الناس بتاريخ هذا الرجل، وهذا ما فعلناه.

> هل الأمر على علاقة بالتأثير الإيراني في لبنان أيضاً؟

- إنّ ما وصفته للتوّ ردّ فعل بسيط جداً.

> أشار بعض المصادر إلى أن ظريف شجع حزب الله على تسهيل تشكيل الحكومة والقيام بتنازلات، لتكون إشارة إيجابية للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. ما رأيك؟

- أنا فعلاً لا أعرف. أعتقد أنه من المهم أن يتخذ اللبنانيون قراراتهم الخاصة بأنفسهم على صعيد سياستهم الداخلية، وهذا هو هدفنا، وعلينا التأكد من أن هذا ما يقوم عليه الوضع، وأنّه بغضّ النظر عن أيّ عمليّة سياسية تجري، سواء كانت تشكيل حكومة أو عملية انتخابيّة، يجب أن تتم من دون أيّ تدخل أجنبي. سننتظر ونرى ونحكم على النتائج ونحدد أي نوع من العلاقة يمكننا تطويرها بالاستناد إلى هذه النتائج. هذا ما نركز عليه.

> خلال مؤتمره الصحافي، تحدّث الوزير ظريف عن التعاون بين إيران ولبنان، ولمّح أيضاً إلى أن رفع العقوبات جزئياً في اتفاق دول 5+1 مع إيران بشأن النووي، سيزيل العوائق عن العرض الإيراني للبنان بتقديم الدعم للجيش اللبناني ودعم الكهرباء في لبنان. ما وجهة نظرك حيال ذلك؟ وهل برأيك ستسمح إزالة العقوبات عن إيران بحضورها لبنانياً؟

- الكلام عن ذلك سابق لأوانه، ونحن نسلط تركيزنا حالياً، في سياق المحادثات النووية الإيرانية، على المسائل المطروحة على جدول الأعمال في هذا الشأن. وأنت تعرف ماهيتها، وأنا لست مسؤولاً عن هذه المحادثات ولست الشخص المناسب لمناقشتها، وهذا هو محور تركيزنا، إن نجحت فسنرى بالتأكيد النتائج التي ستثمر عنها، لكنني أعتقد أن «حزب الله» يحصل على مستويات دعم كبيرة من إيران ويتبع جدول أعمال إيرانياً وليس لبنانياً، وهي من الأمور التي يجب أن نذكّر بها أنفسنا طوال الوقت، وأعتقد أنه علينا أن نسأل ما هي العقبات التي يضعها هذا الأمر أمام المساهمة في إرساء الاستقرار أو عدم الاستقرار في لبنان. وبالاستناد إلى الأدلة، من الواضح جداً أنه يساهم في تعزيز عدم الاستقرار والانقسامات في هذه الدولة.

لا علاقة بين الحكومة وسياستنا تجاه ايران

> بالنسبة إلى أي إشارة إيجابية محتملة قد ترسلها إيران إلى لبنان، هل تعتقد أن إيران ستسهّل تشكيل الحكومة في نهاية المطاف بهدف تجنب العقوبات في حقها التي كان يناقِش أمرَها الكونغرس؟

- لا أعرف ما هي دوافع إيران، لكنني أؤكد أنه لا علاقة ملموسة في نظرنا بين تشكيل الحكومة في لبنان وسياستنا حيال إيران. تتعلّق العقوبات التي فرضناها على إيران بعدد من العوامل، من بينها البرنامج النووي، وهو موضوع مجموعة من العقوبات. ولكن هناك أيضاً مجموعة أخرى من العقوبات، تعزى بشكل أساسي إلى رعاية إيران للإرهاب، بما يشمل ما تفعله هنا في لبنان. هذه هي غايتنا، علماً بأنّ سبب العقوبات والغاية منها يتمثّلان بوضع حد لدعمها للإرهاب.

> يركز الجميع على التوافق الأميركي- الروسي بشأن الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وإعلان بعبدا، وضمان استمرارية المؤسسات، واحترام التواريخ الدستورية وفقاً لما ورد في بيانين صادرين عن مجلس الأمن، وهناك أيضاً مجموعة الدعم الدولية للبنان، وجميعها ردّد هذه الشعارات وكرّر هذه المواقف. كيف سيتم تنفيذ ذلك عملياً؟

- أنت محقّ بالكلام عن مجموعة الدعم الدولية، فالأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة وروسيا، وإن كان دورهما قيّماً، ولكنّه يشمل مجموعة أوسع نطاقاً بكثير، فمجموعة الدعم الدولية تشمل جميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، وتحظى جميع المنظمات بتمثيل فيها، وأعتقد أنها أداة قيّمة إلى حدّ كبير بالنسبة إلى عدد كبير من الأمور، وهي إثبات بأن المجتمع الدولي لديه سياسة دعم مستقلة وموازية للبنان، وأن المجتمع الدولي متوافق على أنه يريد أن يكون لبنان مستقراً، وأن ينأى بنفسه عن صراعات المنطقة، وهو مستعد لتوفير الدعم في سبيل التوصل إلى ذلك. نحن نعمل بالتعاون مع الرئيس سليمان، ونأمل في التعاون مع الحكومة اللبنانية القادمة بطريقة ما لإحراز تقدّم في سبيل بلوغ هذه الأهداف. إنّه أمر واضح وملموس في سؤالك. سنقدم دعماً ملموسا للجيش اللبناني، وسنسعى للحصول عليه من السعوديين، وهو أمر بالغ الأهمية لنيل دعم إضافي. تجمعنا بالجيش اللبناني علاقة طويلة الأمد، ونحن فخورون جداً بها، وسنستمر بها أيضاً. وقد حققت نتائج ملموسة في توفير الدعم لبعض المبادئ والأهداف، بما يشمل التأكد من أنه مع مضي اللبنانيين قدماً في قراراتهم السياسية وتطرقهم للتحديات السياسية خلال هذه السنة، أن يتمّ ذلك وفقاً لما ينصّ عليه الدستور. ومن الضروري أن تواصل مجموعة الدعم الدولية تركيزها على تنفيذ قرارات مجلس الأمن وليس فقط بياناتنا، ولكن أيضاً القرارات الضرورية إلى حدّ كبير لإرساء الاستقرار الحقيقي في لبنان. أريد لفت النظر إلى نقطة محددة، لأن الناس يتحدثون عن الاستقرار على الدوام. أعتقد أنه من المهم التمييز بين الاستقرار الحقيقي والاستقرار الزائف، فالاستقرار المستند إلى احتكار طرف واحد للأسلحة ليس استقراراً حقيقياً، والاستقرار المستند إلى إقدام مجموعة على التهويل ضدّ مجموعة غير مسلّحة ليس استقراراً حقيقياً، والاستقرار القائم على اعتقاد مجموعة بأنه يمكنها البقاء داخل الدولة عندما يناسبها ذلك، والخروج من هذه الدولة عندما تَحُول هذه الأخيرة دون تحقيقها لأهدافها السياسية، فهذا ليس استقراراً.

> هل سيؤثر الدعم الفرنسي للجيش اللبناني في التعاون بين واشنطن والجيش، بما أنه سيوفر للجيش أسلحة وتجهيزات فرنسية؟

- لا، أبداً. نحن ندعم هذه المبادرة إلى حد كبير، ولطالما حضضنا الدول الأخرى على الانضمام إلينا في شراكتنا الطويلة الأمد مع الجيش اللبناني. المجال كبير لتقدِّم الأطراف الواهبة تجهيزات من النوع الذي يحتاج إليه الجيش اللبناني، ومن الضروري برأيي أن يتعاون اللبنانيون والفرنسيون والسعوديون، ومن الواضح أن التجهيزات تلبّي احتياجات الجيش اللبناني، وهذا التجهيز هدف مهم من المؤكّد أننا نتقاسمه جميعاً ونشعر أنه مرحب بنا إلى حد كبير على صعيد الدعم المعروض هذا.

ندعم خيارات اللبنانيين في الرئاسة

> بما أننا نتحدث عن المخاوف الدولية حيال احترام المواعيد الدستورية، هل تمديد عهد الرئيس سليمان خيارٌ يدعمه المجتمع الدولي لتجنب الفراغ الرئاسي؟

- أعتقد هنا أيضاً أنه سابق لأوانه أن أجلس هنا وأحلل سيناريوهات افتراضية مختلفة قد تكون مطروحة خلال عملية انتخاب الرئيس. ويقضي هدفنا في المجتمع الدولي، ولا سيما في الولايات المتحدة حالياً وبادئ ذي بدء، بالاستماع إلى اللبنانيين، وباحترام كون هذه العملية لبنانية وستتبلور وفقاً لمقتضيات دستور لبنان وتقاليده. أعتقد أنها فرصة هامة بالنسبة إلى لبنان، ولا بد لأي شخص يتولى الرئاسة في لبنان أن يكون شريكا هاماً لنا جميعاً. لكنّ لبنان ليس محتلاً من قوى أجنبية اليوم، وبالتالي هي فرصة ليختار اللبنانيون رئيسهم بإجراءات لبنانية، على أن يقوموا بخيارات واضحة، وهو أمر ندعمه بقوة.

> كيف تنظر إلى مؤتمر جنيف2؟ وكيف سينعكس على لبنان في حال باء بالفشل؟

- أكرر أنني لست مسؤولاً عما يجري في مؤتمر جنيف2، ولن أدخل في تفاصيل ذلك، لكنني أعتقد أنّ هذه المسألة مهمة بالنسبة إلى لبنان، فنحن نتحدث عن انتشار تداعيات الصراع السوري على كل جانب من جوانب الحياة في هذه الدولة، بدءاً بسياستها ومروراً باقتصادها وأمنها. إن أزمة اللاجئين تشكل عبئاً هائلاً، وقد أعلنت الولايات المتحدة بالأمس أنها أرسلت دعماً إضافياً بقيمة 71 مليون دولار، علاوةً على مبلغ 304 ملايين دولار قدّمناه أساساً للبنان. والاحتياجات كبيرة جداً. وسنواصل مساعدة لبنان على معالجة أمرهم، كما سنواصل البحث عن سبل لعزل لبنان عن تلك الأزمة. لكن الحل الوحيد على الأمد الطويل لهذه المشكلة يكمن في وضع حد للحرب في سورية، والطريقة الوحيدة لوضع حد لها هو اعتماد عملية سياسية. وهذا ما نلتزم القيام به.

> هناك تخمينات بأن ذلك سيفشل لأن الإيرانيين لن يشاركوا في هذا المؤتمر، وكذلك قال ظريف خلال زيارته إلى لبنان إن الدول أو القوى التي منعت إيران من المشاركة ستندم على ذلك.

- كل ما يسعني قوله من موقعي هنا في بيروت، هو أن مصير لبنان مرهون إلى حد كبير بنجاح هذه العملية، ويسرنا أن يكون لبنان قبِل الدعوة للحضور، وأعتقد أننا جميعاً يجب أن نكون مهتمين بالسلام والاستقرار في هذا الجزء من العالم، ويجب أن نبذل جهوداً حثيثة لإنجاح هذه العملية.

> ما هو وقع القتال بين «داعش» وبين «الجيش السوري الحر» على لبنان بما أن «داعش» متورط في بعض ما يحصل فيه؟

- نحن قلقون بشأن زيادة وتيرة الهجمات التي تشنها هذه المنظمة وغيرها من المنظمات التي بدأ تأثيرها يمتد إلى لبنان، ونعتقد أنها تشكل خطراً كبيراً على لبنان على مستويات عديدة، ونوفر كامل دعمنا للقيادة السياسية والعسكرية في سياق جهودها الهادفة إلى محاربة الإرهاب والدفاع ضدّه، والأهم من ذلك كله منع حصوله.

> قلت إن عملك يقضي بالتواصل مع جميع اللبنانيين. متى سيشمل ذلك «حزب الله»؟ هل من تواصل غير مباشر مع «حزب الله» عن طريق بعض كبار ضباط الجهاز الأمني في لبنان، وفقاً لما يقوله بعض الأشخاص، أو عن طريق بعض الأطراف الأخرى؟

- يسرّني أن تكونَ طرحتَ السؤال، وبإمكاني أن أجيبك فوراً، وأؤكد بصورة حاسمة أنه لا تواصل ولا حوار، أكان مباشراً أو غير مباشر، بين حكومة الولايات المتحدة وحزب الله. والسبب بسيط جداً، وهو أن النشاطات الإرهابية المستمرة لحزب الله أنشأت وضعاً جعلنا ننظر إليه على أنه منظمة إرهابية. وإلى أن يتغير ذلك، ستبقى سياستنا على حالها.

 

الخامنئي وحماية نظام دمشق المجرم

داود البصري/السياسة

في موقف ملفت للنظر أعلن المدعو إسماعيل كوثري, وهو مسؤول لجنة الدفاع والأمن في مجلس الشورى الإيراني عن أن زعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله كان قد أعلن لوفد أمني إيراني التقاه في الاشهر الاولى للثورة السورية عام 2011 ان موقف النظام السوري يائس بالكامل, إلا أن السيد الخامنئي مرشد النظام الإيراني أردف بالتعليق ان "الأسد باق"! وهو ما حصل فعلا!. موقف الخامنئي ليس غريبا, فالرجل وقد شغل مناصب حساسة ومهمة منذ بداية ثورة الخميني أمينا لفكر نظامه ولمبادئ جماعته, فهو كان إمام جمعة طهران ثم مندوب الخميني في مجلس الدفاع الذي أدار الحرب مع العراق لثمانية أعوام, ثم أصبح رئيسا للجمهورية قبل أن يتوج وليا فقيها وحاكما مطلقا على إيران بعد رحيل الخميني عام 1989 رغم عدم كونه الأعلم بين فقهاء الحوزة العلمية الإيرانية, فالقضية سياسية وليست دينية, أو فقهية, ومنصب الولي الفقيه هو منصب سياسي وأمني بامتياز, وقد خرج من يد الفقيه الشهير ونائب الخميني حتى اللحظات الأخيرة, وهو الشيخ حسين علي منتظري الذي عاش طويلا تحت الحصار, والاعتقال النظري بسبب مواقفه الصريحة وانتقاداته الحادة بسبب سوء الأوضاع وللتسلط الاستبدادي الذي أخرج الثورة الإسلامية عن مضمونها الحقيقي! ما علينا, المهم إن موقف علي خامنئي من نظام بشار دمشق الإرهابي المجرم هو موقف لاعلاقة له أبدا بأصول الدين والمذهب, بل هو موقف براغماتي مصلحي يصب في خانة دعم المصالح القومية الإيرانية في الشرق القديم, وهو موقف يستحضر كل عناصر التحالف السياسي, والأمني, والعسكري والاقتصادي الذي كان قائما بين نظام العمائم في إيران ونظام البعث السوري, رغم الفروق الكبيرة في جوهر النظامين, وفي نظرتهما الى الكثير من الأمور, فنظام دمشق مثلا كان يدعي القومية العربية, ويقود ما كان يسمى جبهة الصمود والتصدي ويلعلع طويلا بالشعارات القومية إلأ أنه في المحصلة وقف سياسيا وعسكريا واستخباريا ضد دولة عربية وهي العراق في حربها ضد إيران بغض النظر عن أسباب تلك الحرب. تلك الحرب الضروس التي كانت تسمى "الحرب المنسية" وهي أطول حرب إقليمية في العالم استمرت طيلة ثمانية أعوام عجاف (1980/1988) جرت تحت هدير مدافعها, وخلف أزيز طائراتها, اتفاقات وملفات وأمور عديدة وأسست لما بعدها من حروب طاحنة جعلت من الشرق الأوسط المنطقة الأكثر انفجارا في العالم, وتحت ستار تلك الحرب نما وتغلغل التحالف الستراتيجي بين طهران ودمشق ليدخل في آفاق متقدمة خلقت وحدة مسار ومصير للنظامين المختلفين في كل شيء. الخامنئي, وهو سياسي داهية أكثر منه فقيها يعلم علم اليقين ان فقدان طهران لحليفها التاريخي الأسد يعني هزيمة كارثية, وضربة موجعة, لسياسة التبشير والتغلغل الإيرانية في الشرق, فالنظام السوري كان الحاضنة العربية الثمينة للمشروع الإرهابي الإيراني في الشرق الأوسط طيلة العقود الثلاثة الماضية, فدولة "حزب الله" الإيرانية في لبنان ماكان يمكن لها أن تقوم لولا الدور السوري الفاعل, والعلاقات التخادمية بين النظام الإيراني والأحزاب الطائفية العراقية ماكان لها أن تثمر وتنتج أفعالا إرهابية في الشرق إلا بسبب النظام السوري, وتحت ظلاله الاستجبارية, لذلك فإن معركة الدفاع الإيرانية في الشام هي في حقيقتها وجوهرها دفاع عن تخوم طهران, فدمشق الأسد هي خط الدفاع الأول والأخير عن طهران وإدارة المعركة الإيرانية هناك وفقا لذلك التوجيه الستراتيجي يعني أساسا ان الإيرانيين على استعداد للتورط لأبعد مدى دفاعا عن نظام دمشق حفاظا على ما تحقق من مواقع واختراقات إقليمية مهمة, فسقوط المايسترو السوري لفرقة عزف الأنغام الإرهابية الإيرانية يعني أساسا ان المعركة قد انتقلت الى العمق الإيراني, وهو ما يخشاه الولي الفقيه أشد خشية فالمصالح الإيرانية مرهونة ببقاء الأسد رغم أن الوقائع الميدانية تفرض على طهران اللجوء الى خيارات أخرى, ولكنها في ضوء موازين القوى السائدة حاليا تضع طهران كل بيضها في سلة الأسد, وهو الذي يتحرك بناء على تلك الحقيق.

الخامنئي يعمل من خلال قوات النخبة في حرسه الثوري على إسباغ الحماية على نظام الاسد, ولكنها حماية لن تستمر للأبد, فللقوة الإيرانية حدود لا تتخطاها! ولغة المصالح لا تعرف التراجع ولا حتى الرحمة! والمفاجآت الميدانية قائمة وبشكل قد يفاجئ رغبات الولي الفقيه, فهل يضمن الخامنئي بقاء الأسد للأبد? تلك هي المعادلة التي يستطيع الشعب السوري وحده تقرير نتيجتها النهائية, فالولي الفقيه يريد, والشعب السوري يريد, والله يفعل ما يريد... والظلم لن يدوم وأهل الإرهاب السلطوي إلى سعير, وصرخات المظلومين في الشام هي من ستغير الموقف في نهاية المطاف.

 

هكذا قال المجرم دائماً: خذوني

محمد مشموشي/المستقبل

على هامش أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي بدأت جلساتها العلنية الأسبوع الماضي في لاهاي بهولندا، يجدر باللبنانيين إذا كانوا يريدون أن يدركوا فعلاً ما يجري في سياقها أن يتذكروا مسيرة إنشاء هذه المحكمة والعراقيل المتنوعة، سياسياً وأمنياً، التي وضعت في طريقها على مدى أربع سنوات كاملة، ثم حملة التشويه التي شُنت عليها في خلال السنوات الأربع التالية، وصولاً الى بدء أعمالها يوم الخميس الماضي. في هذه الحالة، بل وفيها فقط، يمكن للبنانيين أن يفهموا معاني ما أورده المدعي العام من أدلة على طبيعة الجريمة الإرهابية التي أودت في ذلك اليوم من شباط العام 2005 بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وماهية الأيدي التي ارتكبتها مباشرة، فضلاً عن الجهة السياسية أو الجهات التي تقف وراءها. في الفترة الأولى، وبعد المسارعة المفتعلة الى إزالة آثار الجريمة والعبث بموقعها ونقل السيارات المحترقة من المكان، لم يجد رئيس الجمهورية يومها اميل لحود (وطبعاً سلطة الوصاية السورية) ما يفعله سوى الاعتراض على إجراء تحقيق دولي بالجريمة، ثم انه عندما وافق تحت ضغوط محلية وعربية ودولية على إرسال الأمم المتحدة بعثة تقصي حقائق الى بيروت اشترط أن تبقى مهمتها ضمن هذا الإطار دون غيره، وأن يكون ما تقوم به مشتركاً بين لبنان والمنظمة الدولية، بمعنى أن تكون أعمالها تحت سلطة القضاء وأجهزة الأمن والتحقيق في لبنان.

بعد ذلك، وفي ظل ارتفاع وتيرة السيارات المفخخة وتزايد عمليات الاغتيال التي طالت سياسيين ونواباً ووزراء ورجال إعلام، وتوجه الحكومة الى مطالبة مجلس الأمن بإنشاء "محكمة ذات طابع دولي" كما وصفت في حينه حفاظاً على حد أدنى من التوافق الوطني بشأنها، اعتكف وزراء معروفون في تلك الحكومة (وزراء "شكراً سوريا") ثم قدموا استقالة جماعية منها، في الوقت الذي كان يتم فيه إقفال مجلس النواب لشهور طويلة لمنعه حتى من مجرد الاجتماع للبحث في الموضوع. في هذه الأثناء، كانت سلطة الوصاية تزرع ما وصف يومها بـ"شهود" كانوا يتبرعون من تلقاء أنفسهم بالتقدم من سلطات التحقيق اللبنانية تارة ومن أجهزة التحقيق الدولي تارة أخرى بغاية واحدة لا غير: تضليل التحقيق وصرفه عن مساره الطبيعي، وكان أتباعها في لبنان يرددون مقولتهم المعتادة عن كل من يخالفهم الرأي أو يطالب بإنشاء المحكمة الدولية، وهي أن هذه المحكمة إما أميركية أو إسرائيلية بالكامل، الى حد أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عقد مؤتمراً صحافياً متلفزاً أرفقه بفيديوات وصور عن موقع الانفجار كما عن منزلَي الرئيس الحريري في قريطم وفقرا والطرق المؤدية اليهما ليحاول أن يلصق التهمة بالمخابرات الإسرائيلية... ثم ليحاول، بعد بروز أسماء أربعة من أفراد "حزب الله" كمتورطين في الجريمة، توجيه التهمة الى إسرائيل بأنها نفذت الجريمة وبأنها تعمل على الصاق التهمة بالحزب انتقاماً من دوره في تحرير الأراضي المحتلة في العام 2000 ثم في إفشال عدوانها على لبنان في العام 2006.

أما الحملة المنسقة، لبنانياً وسورياً وإيرانياً، على المحكمة والمحققين الدوليين من جهة، وعلى الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية من جهة ثانية، وعلى وزيريَ العدل اللبنانيَّين شارل رزق وخالد قباني اللذين توليا التنسيق مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من جهة ثالثة، فضلاً عن رئيسَي الحكومة في تلك الفترة الزمنية فؤاد السنيورة وسعد الحريري، فلم تكن تخفى على أحد لا في لبنان ولا في العالم ولا حتى في الأمم المتحدة ذاتها طيلة تلك الأعوام. كل هؤلاء صهاينة، ومعادون للمقاومة، وعملاء للمخابرات الأميركية والغربية والإسرائيلية، ومفبركو "شهود زور"، قالت الحملة على الدوام، ولا هدف لهم من إنشاء المحكمة والسير فيها سوى الإساءة الى سوريا و"حزب الله" وتشويه سمعتهما، وحتى ضرب "جبهة المقاومة والممانعة" في المنطقة والعالم.... من إيران الى سوريا الى العراق الى لبنان، وصولاً الى فنزويلا والبرازيل وكوريا الشمالية!.

هل نسيَ اللبنانيون كوميديا "شهود الزور" المضحكة المبكية لا سيما بعد قرار المحقق الدولي الإفراج عن الضباط الأربعة؟ أو نسوا ظهور أحد الشهود السوريين المزروعين في القضية (هسام هسام) مجدداً في دمشق وعلى شاشات التلفزة فيها لينفي كل ما قاله للمحققين الدوليين، ويتهم شخصيات في "تيار المستقبل" وفي قوى 14 آذار بأنهم اعتقلوه وعذبوه قبل أن يقدموا له رشاوى مالية ليقول ما قاله؟، أو حتى تظاهرة نواب الحزب ووزرائه في المطار لتهريب المدير العام للأمن العام السابق اللواء جميل السيد تحت عيون الإعلام وشاشات التلفزة لمجرد صدور مذكرة إحضار بحقه للمثول أمام المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا لسؤاله عن تصريحات كان قد أدلى بها ضده وضد القضاء اللبناني على خلفية المحكمة الدولية وتراجيديا "شهود الزور" الذين لم يتوان السيد عن اتهام المدعي العام بأنه واحد منهم؟.

أم هل نسوا كلمات السيد حسن نفسه عن "الأعوام الثلاثة... أو الثلاثين... أو الثلاثمائة" التي قال إنه سيكون على المحكمة الدولية أن تنتظر فيها تسليم المتهمين الأربعة (لم يكونوا قد أصبحوا خمسة يومها) للمحكمة، أو وصفه اياهم بأنهم "مقاومون" و"قديسون"، أو حتى تحدي أي كان في لبنان أو في العالم كله بأن يحاول إلقاء القبض عليهم في أي يوم من الأيام؟.

ما أكثر "الاعترافات" الثبوتية، المادية والعلمية والنظرية والعملية، التي قدمها المجرم تدليلاً على مسؤوليته عن جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط العام 2005 والجرائم الأخرى التي شهدها لبنان في خلال السنوات التسع الماضية.

"يكاد المريب يقول خذوني"، قالت العرب قديماً عن مثل هذه الحال من محاولات الهرب من العدالة. ولم يفعل مرتكب جريمة العصر في لبنان غير ذلك قبل تشكيل المحكمة الدولية وبعدها وحتى الآن.

وما شهدته لاهاي في خلال الأسبوع الماضي ليس سوى تأكيد المؤكد.

 

خلاف المعارضة على الذهاب لجنيف

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

عدد من أعضاء الائتلاف السوري المعارض رفعوا راية العصيان ضد قيادتهم بحجة الاعتراض على الذهاب إلى مؤتمر جنيف 2، لكن في الحقيقة سبب الرفض الحقيقي هو خلاف على رئاسة الائتلاف ولا علاقة له بجنيف. الهدف كان إسقاط رئاسة الائتلاف الحالية، وعندما فشلت المحاولة نتيجة تصويت الأغلبية باستمرار أحمد الجربا رئيسا لستة أشهر أخرى، أعلنوا انسحابهم من الائتلاف اعتراضا على جنيف.

أما الذهاب إلى المؤتمر الدولي نفسه فليس هناك خلاف كبير بين الأعضاء عليه. تقريبا الجميع ليس متحمسا للذهاب إلى جنيف، طالما أنه لا يوجد موقف دولي واضح ضد جرائم نظام الأسد. إنما تعرف الأغلبية أنها مضطرة للمشاركة في المؤتمر، كجزء من واجبات العمل السياسي ومن دونه تتضرر الثورة. الائتلاف وحلفاؤه العرب، وكذلك بعض الدول الكبرى مثل فرنسا، صريحون بأنهم يريدون التأكيد على قرارات مؤتمر جنيف 1 شرطا لأعمال المؤتمر الثاني. فمؤتمر جنيف السابق عقد في ظروف أفضل، عندما كان الجيش الحر في موقع قوة والنظام السوري يخسر على الأرض، وكان الدعم الإيراني وحزب الله والروسي لم يبدأ بعد بشكل كبير. ووفق ميزان القوى على الأرض، آنذاك، اتفق المؤتمرون، بمن فيهم الروس، على تأييد إقامة نظام سوري جديد من دون بشار الأسد. كان قرارا مهما، والائتلاف الآن يشترط لحضوره الإبقاء على ذلك القرار التاريخي وتأسيس الحوار على مستقبل سوريا بناء عليه. الغياب دائما يضر بالطرف المتغيب، ولهذا نرى الإيرانيين يزبدون غضبا لأن دول الخليج وأوروبا نجحوا حتى الآن في منع الإيرانيين من المشاركة.

في جنيف سيصنع مستقبل سوريا، ولا يعقل للمعارضة أن تبقى تشاهد أخباره على شاشات التلفزيون. تذكروا أن حركة فتح الفلسطينية لو لم تكن طرفا في مفاوضات أوسلو لانتهت، وكانت القوى الكبرى قد اخترعت رموزا فلسطينية بديلة لها. والشيء نفسه صحيح في المؤتمرات التي سبقت غزو العراق، فالفرقاء العراقيون الذين قاطعوا تلك الاجتماعات الدولية اختفوا من الخريطة السياسية لاحقا.

هناك جماعات سورية معارضة محسوبة على نظام الأسد تقف بالباب وتتمنى أن تعطى كرسي المعارضة في مؤتمر جنيف، لأنها تعرف أن الأزمة السورية ليست مسألة يسهل حسمها على الأرض، وأن التوافقات الدولية قد تقرر لاحقا من يحكم سوريا. المؤسف في حال المعارضة السورية تقديم المصالح الشخصية، مثل الخلاف على الرئاسة والمراكز، على المصلحة العامة، في وقت يقدم فيه الشعب السوري أبناءه قرابين لمشروع التغيير. أما المشاركة في مؤتمر جنيف من عدمها فمسألة هم أقدر على الحكم عليها وفق تنسيقهم مع القوى الإقليمية والدولية حتى يصبح القرار قويا ومؤثرا. بالنسبة للنظام السوري لم يتردد في القبول، وهو يتمنى أن يغيب الائتلاف حتى يصبح وفد الأسد الطرف السوري الوحيد، ليرمم شرعيته المكسورة. ولهذا الغرض أرسل الأسد أقوى دبلوماسييه لمعركة مؤتمر جنيف. لا يعقل أن يبذل الدبلوماسيون الموالون للثورة السورية كل هذا الجهد لفرض المعارضة على مؤتمر جنيف، ويعاركون من أجل منع جماعات معارضة من اختراع الأسد ويدعمها الروس والإيرانيون من تمثيل الشعب السوري، ويقاتلون دبلوماسيا أيضا لمنع إيران من المشاركة، ويضعون شروطا مهمة مثل قرارات مؤتمر جنيف الماضي، وبعد هذا كله يأتي من يسفه بهذه الوظيفة إما دون تفكير سياسي حصيف أو فقط بسبب أنه لم يصبح رئيسا للائتلاف!

 

تونس.. و«المرشد» الفقيه!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

التفسير الوحيد لتصريحات زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي عن أن «تونس قد تمنح اللجوء السياسي إذا طالب بذلك الإخوان المسلمون في مصر»، هو أن هذا أول اعتراف إخواني، على مستوى التنظيم الدولي، بالهزيمة في مصر، واستعدادهم للعمل من الخارج لاستهداف مصر، كما تعني أن تونس تدار من قبل «مرشد» فقيه!

هذا هو التفسير الوحيد، والواضح، لتصريحات الغنوشي، وليس كما قال قيادي بحركة النهضة، إن «الموقف إنساني بالأساس، ولا يحتمل التأويلات السياسية المعقدة»، بل إن تصريحات الغنوشي تعني أن الإخوان يعودون للمربع الأول، مربع العمل من الخارج، واستحضار الأدوات القديمة في التأليب على الدولة المصرية، كما فعلوا بعد صدامهم مع الراحل جمال عبد الناصر، وكما فعلوا بعد اغتيال الراحل أنور السادات، مما يعني أن الإخوان لم يتعلموا من الدروس، ولم يستخلصوا العبر من أخطائهم المتكررة بكل مكان، وليس فقط في مصر، فبدلا من المراجعة، وتصحيح المسار، الواضح الآن أن الإخوان قرروا العودة للعمل السري، والمعارضة من الخارج، وما أشبه الليلة بالبارحة! وبالطبع، فإن تصريحات الغنوشي تعني أيضا أن تونس تدار من قبل مرشد يقوم مقام الولي الفقيه، وإلا فما هي صفة الغنوشي أصلا في الدولة التونسية، خصوصا أن تصريحاته عن إمكانية منح تونس اللجوء السياسي لإخوان مصر تعني قطيعة تونسية حقيقية مع مصر الجديدة، وهي قطيعة سيترتب عليها الكثير عربيا، وذلك لما لمصر من ثقل، وبسبب المواقف العربية الرافضة أصلا الآن للإخوان؟ تصريحات الغنوشي هذه تعني أن تونس مقبلة على مرحلة لا تخلو من مغامرات ستدفع تونس ككل بسببها ثمنا دفعه كل من احتضن الإخوان بعد اصطدامهم بالراحل جمال عبد الناصر، سواء في الخليج، مثل السعودية والإمارات والكويت، أو باقي المنطقة، وهو الثمن الذي ستدفعه ذات يوم قطر أيضا، فالتاريخ يقول لنا إن كل من فتح أبوابه للإخوان دفع ثمنا قاسيا!

وبالنسبة لتونس، تحديدا، فإن كل المؤشرات تقول إن الأمور لم تحسم تماما للإخوان هناك، أي حركة النهضة، بل إن النار لا تزال تحت الرماد، حيث هناك رفض شعبي لهم، ولذلك فإن من شأن استضافة إخوان مصر كلاجئين سياسيين إشعال الأوضاع بتونس، وهو ما سيشكل خطورة ليس على إخوان تونس فحسب، وإنما على الدولة التونسية ككل، داخليا من ناحية الأزمة السياسية التي سيشعلها مثل هذا الأمر، وخارجيا حيث ستواجه تونس بقطيعة مع مصر الجديدة، فضلا عن صعوبات في العلاقات مع العالم العربي. ولذا، فإن تصريحات الغنوشي ما هي إلا انعكاس للمزاج العام لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي الذي بات يشعر بالهزيمة جراء التغيير في مصر، وخصوصا بعد الاستفتاء على الدستور الجديد، كما أنها تعني أن الإخوان لم يطوروا أدواتهم، ولم يتعلموا من أخطائهم، فإخوان الخمسينات هم أنفسهم إخوان 2014، وكل ما تغير هو أن مرشدهم الفقيه الآن هو الغنوشي!