المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 30 كانون الثاني/2014

عناوين النشرة

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى 05/13 حتى 16/أَنْتُم مِلْحُ الأَرض

كم هي الهوة كبيرة بين أكلة الجبنة من أمثال عون وبين أصحاب المبادئ الوطنية/الياس بجاني

جعجع : الحكومة الحيادية تعجّل في انتخاب الرئيس 8آذار تعطّل "السياسية الجامعة"... فليُقدم سليمان وسلام/ايلي الحاج/النهار

الراعي لا يمتلك مقومات التوحيد ولا هو موضوع ثقة للأطراف السيادية والبشيرية المارونية/الياس بجاني

هل تنجح بكركي في توحيد الصفّ المسيحي؟/كريستينا شطح/جريدة الجمهورية

الراعي لا يرعى بل يبارك الذين يفترسون لبناننا ويدمرون سوريا ويسوّق لهم/الياس بجاني

قراءة في مقابلة النائب سامي الجميل مع بولا يعقوبيان/الياس بجاني

نشرات أخبار موقعنا بالصوت وبالعربية والإنكليزية ومقابلة مع الدكتور توفيق الهندي

بالصوت/الياس بجاني يقرأ في أحداث اليوم مع استعارة لنشرة أخبار تلفزيون المر/29 كانون الثاني/14

بالصوت/مقابلة من تلفزيون المر مع د.توفيق هندي يشرح فيها ملف تشكيل الحكومة وملفات وشؤون أخرى/29 كانون الثاني/14

فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مع د. توفيق هندي يشرح فيها ملف تشكيل الحكومة وملفات وشؤون أخرى/29 كانون الثاني/14

نشرة أخبار موقعنا العربية ليوم 29 كانون الثاني/14

نشرة الأخبار بالإنكليزية

لا حياة على من تنادي/الياس بجاني

واجبات سليمان وسلام.../ علي حماده/النهار

القضاء العسكري اللبناني يدعي على 13 شخصا بتهمة الانتماء إلى القاعدة

دفتردار اعترف بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل

سيرا بعد الاجتماع العسكري الثلاثي في الناقورة: تعاون فعال مع ترتيبات

شمعون: لتهتم الكنيسة المارونية برعاياها قبل أن تدير الشؤون السياسية

شمعون لـ”السياسة”: لا ينقص عون سوى القول ليسوع المسيح قم لأجلس مكانك

الحاج محمود قماطي اعلن التراجع عن اتفاق المداورة الشاملة

التأليف يدور في «المداورة» و«حزب الله» يتضامن مع عون... وإمكان خرق العُقَد مُتاح

عوامل إقليمية أم محلية وراء تعثر الحكومة/وليد شقير/الحياة

توافق دولي ووفاق اقليمي على تحييد لبنان وانجاز استحقاقاته وحراك دبلوماسي ضاغط تقابله عرقلة داخلية

حكومة على النار دون "القوات" و"التيار"

هذا ما اقترحه "حزب الله" على عون

لقاء بين السيّد نصر الله وباسيل: لن نشارك إلا اذا...

حزب الله بين عقدة الغطاء الحكومي والتعقيدات الخارجية/ربى كبارة/المستقبل

هل يستعد حزب الله للاطباق على بيروت مجددًا؟

مناورة، إقفال المحال وإخلاء الشوارع.. ماذا يفعل "حزب الله"؟

اسرائيل: حزب الله أقام "آلاف" القواعد في مبانٍ سكنية و يستخدم منازل المدنيين اللبنانيين قواعد لإطلاق الصواريخ أو مخابئ لإطلاق النار

مئات عناصر الانضباط من "حزب الله" في شوارع النبطية

سوريا استأنفت إنتاج الصواريخ لمصلحة "حزب الله"

نكتة الإتفاق مع "حزب الله"!

"حزب الله" يعلن من الرابية التراجع عن اتفاق " المداورة بالحقائب

عنصر جديد من حزب الله يقضي في سوريا

إسرائيل تهدد بضرب قواعد حزب الله ولو على حساب أرواح المدنيين

فنيش: على سلام ايجاد الحلول و لا حكومة جامعة من دون "التيار"

زهرا: “حزب الله” يحتفظ بهامش للمناورة وحكومة حيادية لا تستفز أحداً

العجوز: حزب الله واهم إن إعتقد بأنه يستطيع إخضاع أحرار الوطن بجرائمه وإرهابه

لقاء عون – الحريري في روما… تأسيس لعلاقة جديدة والتخطيط للمستقبل!؟

جنبلاط يعيد تعويم العريضي لاسباب في نفس يعقوب وقد يكشف عنها في التوقيت المناسب

"لقاء مسيحي" يطرح توزع المسيحيين في الحكومة.. ويعود إلى المشروع الأورثوذكسي

أمانة '14 آذار”: ليبادر اللبنانيون إلى إجراء مصالحة فيما بينهم

الإبراهيمي لا يتوقع إنجازا في الجولة الأولى من جنيف2

حين ينفق حزب الله على مجاهديه 3 ملايين دولار من مشاريع وزارة الزراعة!/طارق نجم/موقع 14 آذار

ما منطق الإبراهيمي؟!/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/

لا أمل في «جنيف 2» دون تغيير روسي وضغوط أميركية جدية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

سوريا على طريق البوسنة إذا فشل «جنيف»!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط/

السفير الاميركي السابق فرد هوف: عدو إيران هو السعودية لا إسرائيل، وحزب الله خط دفاعها الأول

كانت هناك جبهة لبنانية هل تتذكرون/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

يؤلِّف يُؤلِّفان تُؤَلَّف؟/الياس الديري/النهار

عون يحشر حلفاءه وقبوله رهن بالرئاسة وقانون الانتخاب اقتراح الحزب مقايضة الطاقة بالمال يصطدم برفض برّي وسلام/سابين عويس/النهار

مَنْ تقصّد عدم التواصل مع عون لجعله يرفض المداورة وينسف الحكومة الجامعة؟/اميل خوري/النهار
ملخص مقابلة النائب سامي الجميل مع بولا يعقوبيان

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى 05/13 حتى 16/أَنْتُم مِلْحُ الأَرض

قالَ الربُّ يَسوع: أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس. أَنْتُم نُورُ العَالَم. لا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى جَبَل. ولا يُوْقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلى المَنَارَة، فَيُضِيءُ لِكُلِّ مَنْ في البَيْت. هكَذَا فَلْيُضِئْ نُورُكُم أَمَامَ النَّاس، لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ ٱلصَّالِحَة، ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوات".

 

كم هي الهوة كبيرة بين أكلة الجبنة من أمثال عون وبين أصحاب المبادئ الوطنية

http://newspaper.annahar.com/article/103992-جعجع-الحكومة-الحيادية-تعجل-في-انتخاب-الررئيس-8-آذار-تعطل-السياسية-الجامعة-فليقدم

الياس بجاني/30 كانون الثاني/14/كم هو تعيس الجنرال ميشال عون ومسطح وطنياً، وكم هو قليل الإيمان وخائب الرجاء، وكم هو نرسيسي في تعاطيه السياسة بمفهوم وعقلية تجار الهيكل. لم نسمعه ولا مرة واحدة يتطرق في نوبات صراخه والزعيق إلى أي بند من بنود البيان الوزاري المفترض الإتفاق عليه قبل تشكيل الحكومة، كما هو حال السياسيين الأحرار والسياديين في 14 آذار وخارجها، ولا سمعنا طروحاته لمقاربة أي ملف خلافي وطني يعيق استرداد السيادة واستعادة الإستقلال وصون الحدود وتأمين لقمة العيش، واقفال دكاكين الدويلات وضبضبة الميليشيات وووقف الهجرة وسرقات الأراضي والخ، بل يركز كل فجعه بهوس غير مسبوف في لبنان على الحقائب الوزارية وعلى توزير صهره جبران!! الغرابة هنا ليس في حالة هذا الرجل وهي حالة وصلت في انكشافها الفاضح إلى حد التعرية الكاملة، بل الغرابة الحقيقية هي في من لا يزال متوهماً وحالماً من أهلنا الموارنة تحديداً أنه، أي عون، هو خشبة خلاص مسيحية وقائد فذ متقدم في تفكيريه والرؤيا على كافة المخلوقات البشرية. أنا الماروني أخاف على الموارنة وعلى مصيرهم لدرجة الرعب وأنا أسمع عوني ماروني مثقف يقول لي: "الجنرال سابقنا بالتفكير، وين نحنا ووين هو". هذه كارثة ثقافية ووطنية على الباحثين في طائفتنا دراستها بتعمق لأنها أخطر ما أُصبنا به من لوثات جهل وغنمية. فعلاً لم يعد الكلام يجدي عن هوس عون بالسلطة والمغانم وعن غربته القاتلة عن الوطن والمبادئ والمصداقية واحترام الذات والآخرين، وعن نرسيسيته، نعم لم يعد ذي جدوة لأنه على ما هو ظاهر يقع على آذان صماء!! ولكن لو دامت لغير عون ما وصلت له وهي (النعم الترابية) لن تدوم له... وسامحونا

 

جعجع : الحكومة الحيادية تعجّل في انتخاب الرئيس 8آذار تعطّل "السياسية الجامعة"... فليُقدم سليمان وسلام

ايلي الحاج/النهار/30 كانون الثاني/14

يخوض الدكتور سمير جعجع الجدل حول ولادة حكومة من منطلق المبدأ، فلا يطلب لحزبه ولا حتى لطائفته. على الضفة الأخرى الجنرال ميشال عون يتعاطى الموضوع على أنه مسألة مواقع ونفوذ. للمسيحيين حصة في هذه الدولة ولي أنا يجب أن تكون الحصة الأكبر. مرة أخرى تواجه الطائفة انقسامها بين القطبين ولكن هذه المرة بأوهام أقل. الشعبوية كانت تخلق أوهاماً وتنفخها فتتضخم وتصير اقتناعات تترجم في صناديق الإقتراع في ما مضى. جبران باسيل كان يقصد هذه الظاهرة التي لا تُنسى عندما تحدث عن استعادة التسانومي، إلا أن عون يجب أن يقلق لمرأى خصمه خارج الحكومة إذا وُلدت حكومة. فالقاعدة أن يكسب المعارض على حساب الموالي، فكيف إذا ظهرت أسباب الموالاة شديدة الشخصانية، وعلى أبواب موعد مفترض أيضاً لانتخابات رئاسة الجمهورية هي آخر فرصة على الأرجح للجنرال؟ لا يتعب رئيس حزب "القوات اللبنانية" ولا ييأس من الدعوة إلى حكومة حيادية والتبشير بفضائلها. سألته "النهار" أمس عن الضبابية التي تسود نتائج الإتصالات للتأليف، كان جوابه أن المواقف أصبحت واضحة لا سيما خلال الأيام الـ20 الماضية. بات رئيس الجمهورية والرئيس المكلف معذورين إذا أقدما وأعلنا الحكومة الحيادية، فقد حاولا بكل صدق وإيجابية التوصل إلى حكومة سياسية جامعة. يمكنهما اليوم سؤال "حزب الله" عما إذا توصل إلى أقناع حلفائه بما تم الإتفاق عليه معه، خصوصا بعد كل ما فعله الرئيس سعد الحريري و"تيار المستقبل" كي تبصر الحكومة النور. إذا كان جواب الحزب كلا لم نستطع إقناعهم فيجب إعلان الحكومة الحيادية فوراً. لا يمكن وقف كل شيء في البلد على هذا النحو". وبسؤاله عن المعرقل أجاب جعجع: "لماذا نحكم على النوايا؟ قد نخطئ في الحكم . في كل الأحوال فريق 8 آذار هو الذي يعطل الحكومة الجامعة سواء في شكل مقصود، أو لرغبة حزب الله في الوقوف عند خاطر الجنرال عون. وموقف الرئيس سليمان والرئيس سلام أصبح مبرراً. المطلوب منهما فوراً إعلان الحكومة الحيادية". وبعدما وصف عملية التأليف بأنها "صارت مهزلة، بل مأساة - ملهاة"، دعا جعجع الرئيسين سليمان وسلام إلى عدم التنازل أمام منطق القوة "خصوصاً أن المسؤول الشرعي يطيح شرعيته إذا خضع لمنطق القوة" . ولفت إلى أن عملية تركيب الحكومة السياسية الجامعة "مش زابطة، أقله لحد هلق"، وإلى أن إبقاء الوزير باسيل في وزارة الطاقة أمر لا يتحمله المعنيون بعملية التأليف، خصوصاً أن الرئيس سلام يصرّ من أول يوم على مبدأ المداورة. وشدد على أن "الحكومة الحيادية هي التي تسهل إجراء الإنتخابات الرئاسية لأنها تتمتع بصلاحيات مجلس الوزراء وفوقها صلاحيات رئيس الجمهورية والأفرقاء السياسيون جميعا يكونون خارجها. طبيعي في هذه الحال أن تسعى القوى السياسية إلى المشاركة في السلطة، والبداية تكون بانتخاب الرئيس. أما في حال كانت حكومة سياسية جامعة فيمكنها الإستمرار طويلاً في الحكم ولن يستعجل إنتخاب رئيس المشاركون فيها من قوى 8 آذار وربما من بعض قوى 14 آذار". وبسؤاله عن أحوال تحالف 14 آذار أكد جعجع أنه "سليم مئة في المئة. أخذنا علماً جميعاً بمواقف بعضنا البعض ونكمل على هذا الأساس. لا "تيار المستقبل" تراجع شعرة عن المبادئ التي تجمعنا ولا نحن. والخلاف في وجهات النظر إجرائي يتعلق بنقطة واحدة. نحن نصر على الإتفاق مسبقاً على مضمون البيان الوزاري وضمان حذف معادلة "الثلاثية" واعتماد "إعلان بعبدا". هذه نقطة تكتيكية".

 

الراعي لا يمتلك مقومات التوحيد ولا هو موضوع ثقة للأطراف السيادية والبشيرية المارونية

http://www.aljoumhouria.com/news/index/118160

الياس بجاني/30 كانون الثاني/14/إن فاقد الشيء لا يعطيه والراعي هو شخصياً يفتقد كلياً للمصداقية وللثقة خصوصاً لدى أوساط السياديين والبشيريين والناشطين الموارنة وأحزابهم في الوطن الأم وبلاد الانتشار على حد سواء، كما أن غالبية المؤمنين الموارنة أنفسهم يشككون في كل كلمة يقولها وفي كل موقف يعلنه وباتوا يخافون على مصير الكنيسة منه. في حين هو وع المكشوف المقارب إلى حد التعري متحالف مع محور الشر السوري الإيراني دون خجل أو وجل ومحاط بطاقم مطارنة ورهبان وسياسيين ومخابراتيين هم جميعاً من أيتام مخابرات النظام الأسدي وكلياً منحازين إلى حزب الله ونظام الأسد. بربك هل رجل دين في هذه الوضعية هو قادر على توحيد أبناء الطائفة؟؟ لا ، لا، لا، دور توحيدي لهذا البطريرك المُغرب أولاً عن ثوابت بكركي التاريخية، وثانياً المتعالي وهذه صفات لا تقرب الآخرين منه بل تبعدهم عنه إضافة إلى أن الله لا يحب المستكبرين وعقابهم عنده يوم الحساب عسير جداً. يبقى أن كل الإيحاءات بأنه على اتصال دائم بالفاتيكان وبقداسة البابا فرنسيس هي تلفيقات صحافية مشكوك بصدقيتها وبعيدة جداً عن أقوال وأفعال ونفسية وإيمان قداسة البابا فرنسيس. في الخلاصة ليت سيدنا الراعي ولمصلحة الموارنة ولمصلحة لبنان يعيرنا سكوته في الأمور السياسية ويتفرغ لشؤون الكنسية واحتياجات الموارنة للبقاء في لبنان والتوقف عن الهجرة.. وسامحونا

 

هل تنجح بكركي في توحيد الصفّ المسيحي؟

كريستينا شطح/جريدة الجمهورية/30 كانون الثاني/14

منذ انتخابه رأساً للكنيسة المارونية أراد البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي تثبيت نفسه مرجعيةً دينيّة أوّلاً، ووطنيّة ثانياً، وسياسيّة ثالثاً، خصوصاً للمسيحييّن، وتحديداً للطائفة المارونيّة.

بكركي لن تسكت عن رفع الصوت

ومن هنا دخول بكركي بقوّة على حلبة الصراع في عملية تشكيل الحكومة وانتخابات رئاسة الجمهورية، إذ ما إن شعرت البطريركية المارونية بالخطر على التمثيل المسيحي في حكومة الرئيس تمّام سلام، حتى أطلّ صقورها على الساحة الإعلامية، مطلقين التحذير تلو الآخر من محاولة عزل المسيحيين هذه المرّة، حيث عادوا من بابها العريض لوضع النقاط على الحروف في عملية تشكيل الحكومة: "حذارِ تغييب المسيحيين عن التشكيلة المرتقبة".

وبالطبع فإنّ مواقف المطارنة ليست مأخوذة بقرار شخصي محض، إنّما بالتنسيق مع سيّد الصرح الذي يفضّل بقاء الحكومة الحالية في وضع تصريف الأعمال على أن يؤتى بحكومة أمر واقع حتى يمرّ الاستحقاق الرئاسي، حيث باعتقاد بكركي أنّ التجاذب حول الحكومة أو تشكيل حكومة أمر واقع يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الانتخابات الرئاسية التي تشكّل قلقاً كبيراً لبكركي وسط الأحداث التي تهدّد يوميّاً الوجود المسيحي في المنطقة.

وبالتالي، فإنّ عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها يشكّل هاجساً لسيّد الصرح، كونه الموقع الماروني الأوّل، كما أنّه متخوّف من تزاحم المرشحين الموارنة وخلافاتهم، الأمر الذي يؤدي حتماً إلى الفراغ، وبالتالي تصبح صلاحيات رئاسة الجمهورية بيدِ مجلس الوزراء. ومن هنا يسعى الراعي محلياً وإقليمياً ودولياً، على حدّ قول مصادر مقرّبة جداً منه، إلى بذل جهوده لإتمام هذا الاستحقاق الدستوري في موعده انطلاقاً من إداراك سيّد الصرح لخطورة المرحلة التي يعيشها لبنان وضرورة انتخاب رئيس جديد للبلاد، على أن يحظى الرئيس الماروني المقبل بتوافق داخلي ويكون مقبولاً إلى حدّ ما من الأفرقاء المتنازعين. ويبدي الراعي استهجانه بالإجحاف اللاحق بالطائفة المسيحية التي تشكّل الشريحة الأكبر في التركيبة اللبنانية، وهو يتواصل يوميّاً مع القيادات المسيحية للبحث بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة منها المتعلّقة بالحقائب السيادية التي هي حقّ للمسيحيين أسوةً بغيرهم وعلى قاعدة المناصفة. وفي هذا السياق تؤكّد المصادر عينها أنّ بكركي لن تسكت من الآن فصاعداً عن رفع الصوت، عبر ممثلها المطران سمير مظلوم، في وجه كلّ محاولة تؤدي إلى تهميش المسيحيين عبر حكومة لا يتمثّل فيها المسيحيّون بشكل عادل وصحيح، أو في حكومة تفتقد الميثاقية والمشروعية ولا يحصل فيها المسيحيون على حقائب وازنة ومهمّة. ومن هنا فإنّ دخول بكركي على الخط يمكن أن يفرمل هذه "الطحشة" الرامية إلى تهميش المسيحيين، كما يدفع الرئيس سليمان إلى التريّث في إصراره على تشكيل الحكومة دون الحصول على غطاء ورضى بكركي. فهل ينجح الراعي في توحيد الصف المسيحي في المعركتين الرئاسية والحكومية بعد أن فشلت جهوده في توحيد الصف عينه حيال القانون الأرثوذكسي؟ وتشير المصادر إلى أنّ البطريرك الراعي على اتصال شبه يومي بالفاتيكان التي تتابع بالتفاصيل ما يجري حيال هذه القضية على قاعدة أن لا مساومة ولا مهادنة داخل الصرح، والرسالة وصلت لكلّ المعنيين بهذا الملف، من رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى رئيس الحكومة المكلف تمّام سلام.

 

الراعي لا يرعى بل يبارك الذين يفترسون لبناننا ويدمرون سوريا ويسوّق لهم

الياس بجاني 29 كانون الثاني/14/نشرت وسائل الإعلام اللبنانية أمس خبراً يقول إن البطريرك الراعي سوف يصدر في الخامس من الشهر المقبل مع المطارنة الموارنة وثيقة وطنية فرد البعض قائلا الله يستر. تعليقنا هو إن الله جل جلاله هو في مكان والراعي الذي لا يرعي بل يفترس الرعية ويبارك القتلة ويسوّق لهم هو في مكان آخر. الراعي طبقاً لأعماله ومواقفه وتحالفاته وخطابه والمحيطين به، هو في الظلمة والله هو النور وفي النور. الإنجيل المقدس يعلمنا أن الله هو كل محتاج ومعذب ومضطهد وعطشان وفقير ومظلوم، والراعي هو وعلناً متحالف مع من يظلم ويقتل ويستعمل الغازات السامة ويهجر أهله ويقصفهم بالطائرات وببراميل البارود. الله في لبنان ومع لبنان ورسالته وقديسيه والبررة، والراعي مع لبنان الدويلة والغزوات والتهريب وصناعة المخدرات وتزوير الأدوية وحماية القتلة. الله مع المتواضعين ويحبهم والراعي متكبر ومتعجرف والله يمقت هؤلاء. الله مع الفقراء والراعي مع أغنياء لبنان وطائراتهم والمهرجانات ونحر الخراف والولائم. لا يا عزيزي الله لا يستر من يعصوا عليه وخصوصاً إذا كانونا من أصحاب الدعوة والنذورات من أمثال هذا الراعي المغرب عن بكركي وعن ثوابتها وعن لبنان ورسالته. الله لا يستر من يختار التعرية الإيمانية والعيش في الظلمة. في الخلاصة الشوك لا يعطي تبناً أو عنباً ونحن الموارنة تحديداً واللبنانيين عموماً نكون أغبياء وجهلة وقليلي إيمان إن توقعنا أي خير للبنان وللبنانيين من الراعي هذا الذي شرد وتغرب عنا وخرج منا وعنا. هو لا يشبهما نحن اللبنانيين الموارنة بشيء لا من قريب ولا من بعيد وفاقد الشيء لا يعطيه... وسامحونا


قراءة في مقابلة النائب سامي الجميل مع بولا يعقوبيان
الياس بجاني/29 كانون الثاني/14/بمحبة وبصراحة ودون مسايرة أقول إن النائب سامي الجميل لم يقنعني بأي طرح اساسي طرحه خلال المقابلة وأحسست أنني استمع لرجل سياسي بخلفية سياسية وليس لرجل وطني بخلفية وطنية والفرق كبير جداً بين الإثنين. أما تماهيه المعتاد مع مواقف الراعي الشاردة فهو أمر لا يقرب الأحرار والسياديين منه.

تذكير: مفهوم المشاركة في الحكم بوظيفة غطاء لمن يحكم والقول "نكون جوا أحسن ما نكون برا".، مفهوم جرّب خلال حقبة الإحتلال السوري البغيضة وأثبت عقمه وفشلة. من هنا فإن من يُجرب المُجرب يكون عقله مُخرب، كما يقول المثل!! فقليلاً من أحترام عقول الناس يا سياسيين، وسامحونا

Top of Form


نشرات أخبار موقعنا بالصوت وبالعربية والإنكليزية ومقابلة مع الدكتور توفيق الهندي
بالصوت/الياس بجاني يقرأ في أحداث اليوم مع استعارة لنشرة أخبار تلفزيون المر/29 كانون الثاني/14

بالصوت/مقابلة من تلفزيون المر مع د.توفيق هندي يشرح فيها ملف تشكيل الحكومة وملفات وشؤون أخرى/29 كانون الثاني/14
فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مع د. توفيق هندي يشرح فيها ملف تشكيل الحكومة وملفات وشؤون أخرى/29 كانون الثاني/14

نشرة أخبار موقعنا العربية ليوم 29 كانون الثاني/14
نشرة الأخبار بالإنكليزية

 

لا حياة على من تنادي

http://newspaper.annahar.com/article/103989-واجبات-سليمان-وسلام

الياس بجاني/30 كانون الثاني/14/لا حياة على من تنادي يا أخ علي حماده ونعني هنا بوضوح الرئيسين سليمان وسلام لأنه وكما يقول مثلنا الشعبي "لو بدها تشتي كانت غيمت". للأسف نقول إن كل مواقف الرئيس سليمان السيادية المستجدة وذات النبرة الوطنية العالية من حوالي 18 شهراً ما زالت كلام دون أفعال وتماماً كالجسد بلا روح. فهو لا يزال يستقبل نصري الخوري على سبيل المثال لا الحصر والباقي معروف وحفظناه. باختصار "الحالة تعبانة يا ليلى"، والطبيب متردد في مقاربة حالة ليلى التعيسة لغرض ما في نفس يعقوب لا يحتاج لنبصير وتنجيم. الكرسي يا صديقي الكرسي وسامحونا.

 

واجبات سليمان وسلام...

 علي حماده/النهار

المناورة التي ينفذها الجنرال ميشال عون في موضوع تشكيل الحكومة، لا هي في سياق تحصيل حقوق للمسيحيين كما يزعم، ولا هي نتاج حجمه السياسي الحقيقي في التركيبة اللبنانية. والحال إنها لا تنم عن ارتقاء في فن التفاوض والمناورة السياسيين. فحجم عون الحقيقي معروف تماماً، وتمثيله بالمقاعد أو بالاشخاص الذين يختارهم لتولي حقائب وزارية معروفة حدوده الحقيقية من الجميع، ولا سيما من راعيه الأساسي "حزب الله" الذي نعتقد أنه حقاً يناور عبر عون ويقاتل من أجل أن ينتزع فوق الحصة العائدة له كقوى 8 آذار، حقيبتي الاتصالات والطاقة. ميشال عون تفصيل صغير في الموضوع. والمشكلة لا تكمن في أن يسترجع حقيبتي الطاقة والاتصالات بقدر ما تكمن في خطر أن تعود الحقيبتان الى "حزب الله" الأصيل. عون وكيل، فيما "حزب الله" أصيل، وهو المتحكم الفعلي في الطاقة والاتصالات. المهم أن يكون القرار الاستراتيجي في ما يتعلق بالثروة النفطية للبنان بيد "حزب الله" إما مباشرة أو عبر وكلاء. وفي هذه الحالة فإن عون هو الوكيل الذي لا يخطئ في الأمور الجدية. يتركون له القشور الإدارية والمالية والمنفعية، ويأخذون الأساس، أي مستقبل الأجيال اللبنانية. في الاتصالات الأمر مشابه: فالمهم أن تواكب وزارة الاتصالات تمدد شبكة اتصالات الحزب في كل لبنان بدون أن تعرقلها، فضلاً عن مواكبة السنترالات الدولية المنتشرة في مناطق نفوذ الحزب التي تؤمن تمويلاً لمافيات تضم جماعات مرتبطة حزبياً أو عائلياً بالمتنفذين الكبار في الحزب. والأهم الأهم هو التجسس على اللبنانيين. ولا ننسى هنا الدور الكبير الذي أدته وزارة الاتصالات في عهد العونيين في منع داتا الاتصالات عن فرع المعلومات خلال الأشهر التي سبقت عودة الاغتيالات. من هنا أهمية هاتين الوزارتين للحزب أكثر منها لعون ولبطانته العائلية. هذا في ما يتعلق بالمناورات التي يقولون أنها تعرقل قيام الحكومة. أما إذا ما نظرنا الى عمق الموضوع، فنقول بكل بساطة أن على الاستقلاليين وقف مسلسل التنازلات عند هذا الحد، وليفعل "حزب الله" ما يشاء.لكن ما يهمنا هنا هو موقف كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة. فالكرة صارت في ملعب ميشال سليمان وتمام سلام. بات لزاماً عليهما أن يبادرا الى إعلان تشكيلة اليوم قبل غد (هذا واجبهما) وليتحمل كل فريق مسؤولياته. وليقدم "حزب الله" ومن يتبعونه على التمرد. أما أن نواصل هذه السياسة الانحدارية أمام مرتكبي كل الاغتيالات منذ 2005 من دون حدود فأمر يكاد يكون بمثابة الخيانة العظمى، للبنان وللأجيال المقبلة. نحن لا نريد أن نورث أولادنا وطنا يحكمه قتلة الكبار في لبنان، وقتلة الأطفال في سوريا.

والآن نحن في انتظار ميشال سليمان وتمام سلام لنرى...

 

القضاء العسكري اللبناني يدعي على 13 شخصا بتهمة الانتماء إلى القاعدة

دفتردار اعترف بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل

بيروت: «الشرق الأوسط»

ادعى القضاء العسكري اللبناني، أمس، على الموقوف لدى مخابرات الجيش جمال دفتردار و12 آخرين بتهمة انتمائهم لمجموعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، في حين تواصل حراك علماء مسلمين للإفراج عن الشيخ عمر الأطرش الموقوف أيضا لدى المخابرات، للاشتباه بدوره في نقل انتحاريين. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، ادعى على دفتردار واثني عشر شخصا آخرين في جرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح، هو «كتائب عبد الله عزام» وكتائب «زياد الجراح» المرتبطتين بتنظيم القاعدة، بقصد القيام بأعمال إرهابية، وتجنيده أشخاصا وتدريبهم ونقلهم إلى خارج لبنان، إضافة إلى تزوير أوراق ثبوتية وهويات وإطلاق صورايخ على إسرائيل وحيازة أسلحة ومتفجرات، استنادا إلى المواد 335 و463 عقوبات والمادتين 5 و6 من قانون 11-1-1958 و72 أسلحة.

وكان الجيش اللبناني قال في 15 يناير (كانون الثاني) الحالي إن مديرية المخابرات التابعة له اعتقلت جمال دفتردار، وهو لبناني وقيادي بارز في كتائب عبد الله عزام التي تنشط في لبنان، بعد مداهمة مكان وجوده في إحدى قرى البقاع الغربي (شرق لبنان)، بعد أسابيع على اعتقال زعيم الجماعة ماجد الماجد الذي قضى في المستشفى العسكري في بيروت قبل أسبوعين، بسبب مضاعفات صحية.

وكانت الكتائب أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرين انتحاريين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأسفر عن مقتل 23 شخصا بينهم الملحق الثقافي في السفارة.

وذكرت تقارير أن دفتردار اعترف بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، ولكنه نفى أي علاقة له بتفجير السفارة الإيرانية في بيروت. وقالت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» إن دفتردار وشركاءه «متهمون بتدريب أشخاص وتصنيع متفجرات ونقل أشخاص ومدهم بالمال والسلاح وإرسالهم إلى سوريا والعراق وأفغانستان»، مشيرة إلى أن من بين المدعى عليهم توفيق طه وبلال كايد ونعيم إسماعيل وهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة وكتائب «عبد الله عزام» وسرايا «زياد الجراح». في غضون ذلك، تواصل حراك علماء مسلمين من بلدة عرسال (شرق لبنان) للإفراج عن الموقوف الشيخ عمر الأطرش الذي أوقف الأسبوع الماضي بتهمة نقل سيارات مفخخة وانتحاريين إلى لبنان، وللاشتباه بمعرفته معلومات عن تحركات لتنفيذ «أعمال إرهابية»، حيث يتواصل التحقيق معه بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.

وفيما توقعت مصادر قضائية أن يحال الأطرش إلى القضاء العسكري حيث يتخذ القاضي صقر التدبير القضائي اللازم بحقه، استقبل وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال شكيب قرطباوي أمس وفدا من العلماء والمشايخ يرافقهم محامي الموقوف الأطرش طارق شندب، حيث أثاروا معه تطورات التحقيقات في توقيفه. وجدد قرطباوي تأكيده أمام الوفد أن التحقيقات مع الأطرش هي التي ستقرر مصيره، والكلمة الأولى والأخيرة في هذا الموضوع تعود إلى القاضي، كما أن الإبقاء على سرية التحقيقات أمر أساسي يفرضه القانون.

 

سيرا بعد الاجتماع العسكري الثلاثي في الناقورة: تعاون فعال مع ترتيبات

وطنية - ترأس القائد العام لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" الجنرال باولو سيرا اليوم، إجتماعا ثلاثيا عاديا مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي في موقع للأمم المتحدة عند معبر رأس الناقورة.  وتم خلال الإجتماع، بحسب بيان ل "اليونيفيل"، البحث في "الأمور المتعلقة بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، بما في ذلك الوضع على طول الخط الأزرق والخروق الجوية والبرية وعملية وضع العلامات المرئية الجارية على الخط الأزرق، إضافة الى موضوع إنسحاب القوات الإسرائيلية من شمال الغجر". وأشاد سيرا "بانخراط الأطراف الإيجابي وتعاونهم مع اليونيفيل في الحفاظ على السلام والإستقرار في منطقة عمليات اليونيفيل، والتزامهم المستمر وقف الأعمال العدائية". وبعد الإجتماع قال سيرا: "لقد عبرت عن إمتناني للجانبين لتعاونهما الفعال مع ترتيبات الإرتباط والتنسيق التابعة لليونيفيل، والتي أثبتت أهميتها في منع التصعيد والحوادث وفي نزع فتيل التوتر في الاوقات الحرجة. إني مسرور بمحادثات اليوم البناءة، وقد شجعني إلتزام الاطراف الحفاظ على الإستقرار القائم على طول الخط الأزرق".

 

شمعون: لتهتم الكنيسة المارونية برعاياها قبل أن تدير الشؤون السياسية

 تمنّى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون على "الكنيسة المارونية أن تهتم أكثر برعاياها وبشؤونهم الخاصة، فتبادر إلى تحقيق المصالحة بين أبناء الطائفة قبل أن تدير الشؤون السياسية وتعمل من أجل وحدة المسيحيين"، لافتاً إلى أنّ "البطريرك الراعي يمكن أن يخطئ مثله مثل غيره"، متمنياً على "رجال الدين ألا يتعاطوا بالشأن السياسي". ورأى في حديث الى إذاعة الشرق، أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون يتهم يميناً وشمالاً، سائلاً: "هل اخترع وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل البارود، ولا أحد غيره يمكنه تسيير وزارة الطاقة؟، متمنياً أن يكون وزير الطاقة مهندساً مختصاً ليسيّر الوزارة كما يجب، فأنا أريد وزارة غير حزبية وغير سياسية ولدي ملء الثقة بأن الرئيس ميشال سليمان والرئيس سلام سيأتيان بوزير للطاقة أفضل من باسيل".وعن تشكيل حكومة أمر واقع قال شمعون: "لن يحصل شيء إذا ما شكلت"، داعياً "النواب إلى التوجه إلى المجلس لإعطائها الثقة في حال تأليفها"، لافتاً إلى أن الرئيس سليمان والرئيس المكلف سلام حاولا إرضاء الجميع ولكن لا يمكن إرضاء الجميع".

 

شمعون لـ”السياسة”: لا ينقص عون سوى القول ليسوع المسيح قم لأجلس مكانك

استغربت أوساط قيادية مسيحية، ما سمته 'غيرة” رئيس تكتل 'التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل على حقوق المسيحيين عند كل استحقاق دستوري، رئاسياً كان أو حكومياً أو نيابياً، قائلة لـ”السياسة”، 'ما كان ينقص باسيل أثناء مؤتمره الصحافي المتعلق بتشكيل الحكومة سوى أن يرتدي الزي الكهنوتي ويعلق الصليب على صدره لينضم إلى فريق الآباء اليسوعيين المدافعين عن حقوق المسيحيين، أما أن يتحول إلى اعتبار بقاء وزارة الطاقة في عهدته نابعاً من الحرص على حقوق المسيحيين وكرامتهم، فذلك قمة الإسفاف واللعب بعقول الناس”. و”في هذا الجو العوني الجديد الذي يَرْشَح زيتاً، للتدليل على المغالاة والحرص على حقوق الطائفة المسيحية”، علق رئيس حزب 'الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون في تصريح لـ 'السياسة” بالقول 'لم يكن ينقص العماد عون سوى أن يقول ليسوع المسيح: قم لأجلس مكانك”.

وسأل 'كيف يمكن أن يفسر لنا 'جنرال الرابية” هذه الغيرة على المسيحيين، فيما حليفه الأكبر حزب الله يريد تحويل لبنان جمهورية إسلامية، فكيف يحافظ عون والحال هذه على حقوق المسيحيين؟ وأي حقوق ستبقى للطوائف في لبنان إذا ما نفذ حزب الله مشروعه بتحويل لبنان دولة تابعة للولي الفقيه الإيراني؟”. وتمنى شمعون 'لو أن عون يتعلم الوطنية من 14 آذار، من خلال انفتاح هذا الفريق على كل القوى السيادية في لبنان، لكن مؤامرته انكشفت في تغطية سلاح حزب الله مقابل الوعد بإيصاله إلى كرسي الرئاسة”. ورداً على القائلين بأن لرئيس التيار العوني الحق بأن يشترط ما يريد لأنه يرأس أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب، قال شمعون إن 'عون يعرف جيداً أن كتلته النيابية ما كانت بهذا الحجم، لولا مساندة حزب الله إياه في كل المناطق اللبنانية من دون استثناء، فعون من دون حزب الله لا يساوي شيئاً”. ورأى أن 'الأمور إقليمياً تتجه نحو الأفضل، وما علينا سوى الانتظار، لأن مشروع حزب الله آيل إلى السقوط عاجلاً أم آجلاً”.

 

الحاج محمود قماطي اعلن التراجع عن اتفاق المداورة الشاملة

المستقبل اليوم/"تفرض الشجاعة الأدبية والسياسية شروطها في كل الأوقات والأزمان والأزمات، فكيف الحال في الواقع اللبناني الراهن؟... لكن الواضح أن الأمر لا يسري على البعض في لبنان. والتوضيح واجب: يمكن للحاج محمود قماطي ولأي قيادي في "حزب الله" إعلان التراجع عن اتفاق المداورة الشاملة، لكن ليس من الشجاعة الأدبية والسياسية والأخلاقية في شيء، الادعاء بأن الآخرين هم الذين تنصّلوا وتراجعوا. وبوضوح أكبر: ليس من عادة "تيار المستقبل" الدخول في اتفاق ثم التنصّل منه أو التراجع عنه. وليس من عادة الرئيس سعد الحريري أن يتخذ موقفاً ويخجل به. وهو في كل حال، كان شديد الوضوح والصراحة والشفافية والمسؤولية الحزبية والذاتية والوطنية، عندما أكّد خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة مع "المستقبل" أنه لن يتراجع عن الاتفاق الخاص بتشكيل الحكومة بكل بنوده، وخصوصاً بند المداورة الشاملة. والواضح أكثر وأكثر، أن الموقف الثابت للرئيس الحريري، والذي يعرفه كل معني بالمشاورات الحكومية الحاصلة، هو التمسّك بذلك الاتفاق وعدم التراجع عن أي من بنوده، ولن تفلح كل خزعبلات وزعبرات ومناورات الأبواق الاعلامية التابعة لـ"حزب الله" في ثنيه عن موقفه أو إلباسه ما ليس له. ومرّة أخرى: أزمة تشكيل الحكومة هي في صفوف "8 آذار" وليس خارجها. لا عند "14 آذار" ولا عند الرئيس الحريري ولا عند الرئيس المكلّف ولا عند رئيس الجمهورية. وعبثاً يحاول "حزب الله" رمي الكرة إلى خارج ملعبه، علماً أنه يعرف أكثر من أي طرف آخر، الحاجة الماسة الى قيام حكومة جامعة في زمن الانقسامات المريرة الحاصلة. كان يستطيع "حزب الله"، أو بالأحرى هو و"حركة أمل"، حلّ أزمة تشكيل الحكومة أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد. والطريق إلى ذلك واضحة ومفتوحة، ومن المعيب إقفالها بقنص سياسي وإعلامي غير مشرّف، ولا يخدم في نهاية الأمر المصلحة الوطنية ولا الهدف المنشود راهناً، أي تشكيل حكومة سياسية جامعة.

 

التأليف يدور في «المداورة» و«حزب الله» يتضامن مع عون... وإمكان خرق العُقَد مُتاح

جريدة الجمهورية

أزمة التأليف تراوح مكانها، ولا حلول في الأفق إلّا في حال تراجع أحد الفريقين عن موقفه من المداورة، وخلاف ذلك يعني إمّا استمرار الأزمة، أو الذهاب إلى حكومة تسقط فور تأليفها مع استقالة الثلث زائداً واحداً من أعضائها، حيث إنّ رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط سيتضامن مع موقف «8 آذار». ولكن بما أنّ كلّ المؤشّرات تدلّ لغاية اللحظة إلى أنّ أيّاً من الفرقاء لا يريد إعلان فشل المساعي والمفاوضات، فإنّ إمكان تحقيق خرق ما في التأليف يبقى قائماً.

سلام لم يحمل إلى بعبدا أيّ تشكيلة حكومية

تواصلت الجهود على خط تأليف الحكومة العتيدة، لكن من غير أن تحقّق أيّ خرق في جدار أزمة التأليف السميك، إذ ظلّت عقدة المداورة التي يتمسك بها الرئيس المكلف تمام سلام ويرفضها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عصيّة على الحل، على أن يتظهّر موقفه تباعاً من خلال حديثه المتلفز على قناة "الميادين" في الثامنة والنصف مساء غد الجمعة، والذي ستسبقه مواقف لوزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل يعلنها مساء اليوم عبر شاشة الـ"ال . بي . سي".

في بعبدا

وشهد قصر بعبدا لقاءين، الأول قبل الظهر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، جرى خلاله عرض للتطوّرات السياسية والحكومية السائدة راهناً على الساحة الداخلية، واللقاء الثاني بعد الظهر بين سليمان والرئيس المكلف الذي أطلعه على حصيلة جوجلة الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة. وغادر سلام من دون ان يدلي بأيّ تصريح. وعلمت "الجمهورية" أنّ سلام لم يحمل معه الى بعبدا أيّ تشكيلة حكومية، وأنّ اللقاء اقتصر على قراءة المعطيات والعقبات التي لا يمكن ان تؤدي الى أيّ تشكيلة، وبالتالي فإنّ اللقاء انتهى من دون موعد جديد بين سليمان وسلام بانتظار ما هو منتظر من اتصالات ستبقى مفتوحة على شتّى الإحتمالات.

في عين التينة

وفي هذه الأجواء، أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري "استعداده للتدخل إذا ظهر أيّ معطى جديد يستوجب ذلك"، ونقل النواب عنه بعد لقاء الأربعاء النيابي أنّه ينتظر مجدّداً التأكيد أنّه خدم عسكريته"، وأكّد "أنّه ينتظر".

في الرابية

في غضون ذلك، توجّه الى الرابية وفد من "لقاء الأحزاب والقوى الوطنية" تحدّث باسمه نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" الحاج محمود قماطي، ودعا إلى إعطاء "التيار الوطني الحر" ما يستحق. ولم يرَ للعقد التي توضع أمامه للبقاء في وزارتي الطاقة والاتّصالات أيّ مبرّر. معتبراً "أنّ وجوده بما يمثّله من كتلة نيابية وازنة، بل أكبر كتلة نيابية، ينبغي أن تكون ممثّلة بنسبة وازنة". ورأى أنّ "الذين اتفقوا على هذه المداورة أصبحوا لا يمانعون في إبقاء وزارتي الطاقة والاتصالات مع التيار الوطني الحر". وناشد الرئيس المكلف تذليل العقبات، مؤكّداً "أنّ البلد لا يحتمل حكومة أمر واقع، ولا يحتمل الفراغ، وعندما نربط بين تأليف الحكومة والاستحقاق الرئاسي، فهذا لأنّ البلد يحتاج الى مزيد من الاستقرار، وهذا يستحق أن يعطى "التيار الوطني الحر" ما يستحق".

تحرّك أبو فاعور

وعلى اثر تصعيد عون، طلب جنبلاط من سليمان وسلام التريّث والمزيد من الوقت، على قاعدة أن يقوم وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور بالإتصالات اللازمة، حيث زار عين التينة للمرة الثانية في غضون 24 ساعة والتقى برّي في حضور الوزير علي حسن خليل، ثم زار المصيطبة وعرض مع سلام موضوع تأليف الحكومة. وليل امس، ذكرت مصادرمطلعة تواكب ورشة الإتصالات لـ"الجمهورية" أنّ الحصيلة النهائية لم تفضِ إلى أي نتيجة ايجابية سوى الإشارة الى انّ باب المفاوضات التي يقوم بها "حزب الله" مع عون ما يزال مفتوحاً وإلى أجل طويل نسبيّاً لن يقاس بأيّ مهلة زمنية محددة في المدى المنظور. وأشارت المصادر الى أنّ كل ما هو مطروح ما يزال نظرياً، ولو أنّنا لم نصل بعد الى الحائط المسدود فإنّ ما تحقق لا يشي بأنّ أحداً تمكّن من تسجيل ايّ خرق الى اليوم. وقالت إنّ حديث البعض عن مخارج معقولة تنتظر ان يوافق عليها عون غير دقيق إطلاقاً، ما دام بري ومعه جنبلاط، والرئيس المكلف ومعه تيار "المستقبل" لم يقبل ايّ منهم بنقاش يعيد النظر بمبدأ المداورة الشاملة، الطائفية منها او السياسية، ولا بالتوزيعة المبدئية للحقائب السيادية والخدماتية الأساسية التي تمّ تبادلها منذ فترة غير وجيزة. وسألت المصادر: "ما الذي يمكن أن يقدّمه "حزب الله" لعون في ظل الحصار الذي مارسه عليه حلفاؤه، بدءاً من التفاهم حول المداورة الذي وقّع عليه كل من بري وجنبلاط وبتفويض مطلق من الحزب الذي كان يتابع بدقة متناهية مسعى بري وجنبلاط، ومن دون ان يضع لا بري ولا الحزب، عون في الصورة النهائية للتفاهمات التي صيغت وأودعت طاولة المفاوضات مع تيار "المستقبل" وتحديداً بين بري ورئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة قبل طرحها على الرئيس المكلف الذي باشر على أساسها إعادة توزيع للحقائب على الأطراف من دون ان يكون لديه ايّ اسم حتى هذه الساعة". ولذلك قالت المصادر إنّ الحزب الذي شارك في تطويق عون لم يستطع حتى اللحظة فكّ الطوق عنه، ولم يقدّم ايّ بديل يتضمن ايّ تضحية من حلفائه قبل مطالبة الرئيس المكلف او تيار "المستقبل" التراجع عمّا حقّقه كلّ طرف من الأطراف في المفاوضات الثنائية التي كانت اكثريتها تجري في عين التينة. وعلى هذه الخلفيات، أوضحت مصادر المصيطبة وعين التينة أنّ زيارة ابو فاعور امس الى سلام وبري، والتي نقل حصيلتها الى سليمان مساءً من خلال اتصال هاتفي لم تأتِ بأيّ جديد منطقي قابل للتطبيق. وفي السياق، أكّد مصدر يواكب المشاورات أنّه لم يسمع في بعبدا أيّ إشارة الى اقتراح محدّد تمّ التوصل اليه من خلال ابو فاعور، باعتبار انّ ملف العلاقات مع عون ما زال بيدِ "حزب الله" الذي ابلغ الى سلام تضامنه مع عون من غير ان يقدّم ايّ بديل للعقدة التي باتت ضمن فريق 8 آذار وحلفائه. وفي معلومات لـ"الجمهورية" أنّ سليمان رفض طلب "حزب الله" تسليمه ماهية الحقائب التي تخصّ فريقه ليسقط عليها الأسماء التي يريدها، فيما رفض سلام مقايضة "الطاقة" بـ"الداخلية.

المحكمة

وعلى خط لاهاي، فقد رفعت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلستها الى 3 شباط للاستماع الى شهود عبر نظام المؤتمرات المتلفزة، بعدما استمعت امس الى محامي الادّعاء الكسندر ميلن الذي عرض ملخّصات عن بعض الإفادات. وكان رئيس الجمهورية اطّلع من رئيس مكتب الدفاع في المحكمة فرنسوا رو على سير عمل إجراءات المحكمة وجدّد دعم لبنان لعملها.

قائد الجيش

وسط هذا المشهد، أكّد قائد الجيش العماد جان قهوجي الاستمرار في العمل لتنفيذ القرار 1701 بمختلف مندرجاته، حفاظاً على استقرار المناطق الحدودية، وذلك بموازاة التمسك بحق الدفاع عن الأرض والشعب والثروة الطبيعية ضد أيّ عدوان إسرائيلي، كذلك أكّد الحرص على تأمين سلامة الاستحقاقات الدستورية، والمثابرة على تأمين السلم الأهلي، وصونه من تداعيات المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة، والاستعداد لتقديم أغلى التضحيات ومهما بلغت، في سبيل حماية العيش المشترك بين جميع أبناء هذا الوطن. ولفت قهوجي خلال تقليده وسام الاستحقاق الإيطالي من "رتبة كومندور" الى أنّ الجيش برهن للجميع أنه على مستوى التحديات، لجهة فرض الأمن وتجنيب لبنان المخاطر الإقليمية ومحاربة الإرهاب، مشدّداً على انّ خطر الارهاب "بات يشكّل تهديداً للسلام العالمي وللإنسانية جمعاء".

«جنيف 2»

إقليمياً، سُجّل تقدّم بطيء في مفاوضات "جنيف 2" من خلال اتفاق وفدَي النظام والمعارضة على مناقشة قرارات "جنيف 1" بنداً بنداً، على رغم خلافهما على طريقة إجرائها. لكنّ المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي الذي أكّد استعداد الجانبين لمواصلة المفاوضات، لفت الى الفجوة الكبيرة بينهما مستبعداً تحقيق نتيجة جدّية وملموسة في نهاية الجولة غداً الجمعة، وقال إنّ "النتائج التي نحقّقها لا ترقى لمستوى الأزمة او تطلعات السوريين".في الموازاة، أكّد مدير الإستخبارات الأميركية جيمس كلابر أنّ "النظام السوري الذي يجري تفكيك أسلحته الكيماوية قادر، على الأرجح، على القيام بإنتاج محدود لأسلحة بيولوجية". وقال في شهادة مكتوبة الى لجنة الإستخبارات في مجلس الشيوخ: "نعتقد انّ عناصر من برنامج الأسلحة البيولوجية السورية تجاوزت مرحلة البحث والتطوير وأنّ سوريا قادرة على الأرجح على القيام بإنتاج محدود لهذه الأسلحة".

أمّا رئيس هيئة الإستخبارات في الجيش الإسرائيلي افيف كوخافي فأعلن انّ نحو 30 الف عنصر من الجهاد العالمي يقاتلون في سوريا حالياً، وأنّ هناك المئات من عناصر الجهاد العالمي في لبنان وفي شبه جزيرة سيناء وأماكن اخرى في المنطقة. بدوره، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس إنّ جميع نتائج الصراع في سوريا ستكون سلبية بالنسبة إلى إسرائيل، سواء بقي الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم أو سيطرت على البلاد منظمات الجهاد العالمي ومنظمات متطرّفة أخرى. وأضاف: "إذا صمد الأسد فإنه سيكون ملتزماً تجاه المحور الراديكالي، أي إيران وحزب الله اللذين يدعمانه، كما أنّه مدعوم من الروس، وإذا أخفق فإنّ من سيصعد هناك هو الجهاد العالمي ومنظمات راديكالية أخرى". وأكّد "أنّ ايران تواصل تقديم الدعم لـ"حزب الله" الذي يمتلك الآن ترسانة أسلحة يفوق حجمها ما تمتلكه بعض دول العالم".

إسرائيل تهدّد بضرب قواعد حزب الله

وفي سياق آخر، اتهمت إسرائيل "حزب الله" بإقامة "آلاف" القواعد في مبانٍ سكنية، وقالت إنها ستدمّر هذه القواعد في أيّ صراع في المستقبل، حتى لو كان ذلك على حساب أرواح المدنيين. وجاء هذا التهديد الصريح، على غير العادة، على لسان قائد القوات الجوّية الميجر جنرال عمير ايشيل، ويمثل فيما يبدو حلقة في مساعي المسؤولين الإسرائيليين لتهيئة الرأي العام العالمي لوقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في أيّ مواجهة جديدة مع حزب الله في لبنان. وقال ايشيل: "سيتعيّن علينا التعامل بقوّة مع الآلاف من قواعد حزب الله التي تهدّد دولة إسرائيل ومناطقها الداخلية أساسا"، مشيراً إلى أنّ بيروت وسهل البقاع وجنوب لبنان من بين المواقع التي تضمّ هذه القواعد. واعتبر ايشيل أنّ مقاتلي حزب الله يحتفظون في بعض الأحيان بطوابق كاملة في المباني السكنية مغلقة وجاهزة للاستخدام في القتال. وأضاف: الجيش الإسرائيلي أقوى من حزب الله بـ"عشرات" المرّات. قدرتنا اليوم على مهاجمة أهداف على نطاق واسع وبدقة عالية تزيد نحو 15 مرّة على ما كانت عليه في حرب عام 2006.

 

عوامل إقليمية أم محلية وراء تعثر الحكومة ؟

بيروت - وليد شقير/الحياة

تكثر التكهنات حول أسباب تعثر الحكومة السياسية الجامعة بدلاً من الحكومة الحيادية التي كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام ينويان إعلانها في 7 كانون الثاني الجاري (يناير) الجاري، فمنها ما يرى أن الأسباب الإقليمية التي شكلت رافعة لصيغة الـ 8+8+8 تغيّرت مع انعقاد مؤتمر «جنيف2» حول الأزمة السورية، ومنها ما يعتبر أن التعقيدات المحلية ومشكلة الأحجام عند الأطراف والأدوار، لا سيما في استحقاق الرئاسة الأولى التي بدأ السباق عليها، تحضر في كل تفاصيل التأزم الحالي في ما يخص تأليف الحكومة.

ويرى غير مصدر سياسي أنه لا بد من إعطاء الظروف الإقليمية التي تحيط بلبنان نصيبَها في تفسير العرقلة الأخيرة لتأليف الحكومة الجامعة بدلاً من الاتجاه الذي كان سائداً مطلع هذا الشهر، فتغيير قوى 8 آذار موقفها عبر القبول بصيغة 8+8+8 وتخليها عن الثلث المعطل تم بعد تشجيع إيران حلفاءها على تسهيل تأليف الحكومة في لبنان، لأن أولويتها كانت إنجاز الاتفاق المرحلي على الملف النووي الإيراني، الذي يقود إلى رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية والتركيز على الأزمة السورية، في ظل مداولات كانت جارية في الكواليس لدعوة إيران إلى مؤتمر جنيف. وفي رأي أصحاب هذا التحليل، أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبّر بوضوح عن هذا التسهيل لتأليف الحكومة خلال زيارته بيروت في 13 الجاري، والتي بعث منها برسالة انفتاح وتعاون إلى الدول الغربية، فالقيادة الإيرانية رأت أن اشتراك «حزب الله» في محاربة معارضي النظام في سورية يؤدي غرضه، ورفع شعار التصدي للإرهاب يتقدم على التمسك بشعار «الجيش والشعب والمقاومة» في لبنان، وأن إصرار خصوم الحزب على انسحابه منها لن يحقق نتائج طالما أن القرار في هذا الشأن يتعلق بطهران وبالتشاور بينهما.

 الدعوة الى جنيف وسحبها

إلا أن التعقيدات التي واجهت عملية التأليف تزامنت مع إنجاز الاتفاق النووي المرحلي الذي دخل حيز التنفيذ في 20 الجاري وبدء الرفع الجزئي للعقوبات، فيما تعرضت طهران لصفعة عشية «جنيف2»، حين دعيت إليه ثم سُحبت الدعوة تحت ضغط موقف خليجي معارض لحضورها وتلويح المعارضة بالانسحاب من المؤتمر، فضلاً عن أن هناك من يعتقد أن الجانب الإيراني لم يكن متحمساً لحضور المؤتمر ضمناً، للإبقاء على حرية حركته في مساندة النظام في سورية، ولأن مرحلة التفاوض الجدية لم تأت بعد. ويرصد هؤلاء في كلام ظريف في دافوس إشارات لها انعكاس لبناني، مثل قوله: «لسنا نحن من أدخل حزب الله إلى سورية»، وأن الحزب كان له دور إيجابي لتسهيل تشكيل الحكومة اللبنانية، فضلاً عن تشديده على الحوار مع النظام السوري. ويستنتج هؤلاء من كلام ظريف في دافوس، أنه يسحب تدخل إيران الإيجابي في الوضعين اللبناني والسوري رداً على تجاهل دورها الإقليمي، ويعتبرون أن هذا لا يمس تفاهماتها الأخرى مع الدول الكبرى على النووي طالما أنها تحصد ثمارها انفتاحاً غربياً على الاستثمارات الأجنبية في بلاده، كما ظهر ذلك في دافوس، وهو بذلك يدعو من يهمه الأمر إلى الحوار مع «حزب الله» والتفاهم مع النظام في سورية. ويسأل أصحاب هذا الرأي: «لماذا وافق حزب الله، في الاتصالات التي فوض بها رئيس البرلمان نبيه بري مع رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية، على المداورة في الحقائب الوزارية والنقاط الأخرى من دون أن يستبق ذلك بتفاهم متين مع زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون؟ ألم يكن يعلم أن الأخير سيرفض هذا الاتفاق وينسفه؟». ويوحي طارحو السؤال بأن «حزب الله» ترك الأمور تجري على وقع الوضع الإقليمي، وأنه عاد عما فوّض بري به من اتفاقات لأن للعامل الخارجي أولوية في سياسته، وأنه لولا أهمية هذا العامل لما زار جنبلاط قبل يومين السفارة الإيرانية للتأكيد على الدور المساعد لطهران. وهو أصلاً كانت تراوده الشكوك على رغم الاندفاعة التي سببها تجاوب زعيم تيار «المستقبل» مع صيغة الحكومة الجامعة على أساس 8+8+8 التي وافق عليها بري و»حزب الله»، كما أبلغ بعض المقربين منه.

 عون والرئاسة وقيادة الجيش

إلا أن من يقولون بغلبة العامل المحلي على التعقيدات التي واجهت الاندفاعة الحكومية، ومنهم مراجع في قوى 8 و 14 آذار، يرون أن تفسير العرقلة بالعامل الإقليمي مبالَغ فيها. وينسب تحليل بعض الأوساط السياسية العراقيلَ التي نشأت في وجه الحكومة الجامعة إلى سببين: الاستحقاق الرئاسي وخلط الأوراق الذي يشهده لبنان بالعلاقة مع الظروف التي تمر بها الأزمة السورية، والمرحلة التي بلغتها، وحسابات عدد من الفرقاء إزاء التوجه نحو التسويات الإقليمية و الدولية، وإن كانت ستأخذ وقتاً.

وتسجل الأوساط إياها الآتي في هذا المجال:

- أن عون في سعيه إلى الرئاسة الأولى لم يتلق تطمينات كافية من «حزب الله» إزاء دعم ترشيحه، وسط حديث عن أن الحزب يؤيده وفي حسابه دعم ترشح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. وتردد أنه تبلّغ من الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله حين التقاه نهاية العام الماضي أنه يدعم ترشيحه لكن الوقت ما زال مبكراً وهناك مرشحون آخرون ويجب الانتظار بعض الوقت قبل حسم الموقف. وعليه، فإن عون يفضل اعتماد سياسة مستقلة بالتأكيد أنه رقم صعب في الرئاسة، وأنه لا يمكن تجاهله، وأنه ليس في جيب أحد، وبالانفتاح على الفرقاء الآخرين ولاسيما تيار «المستقبل» بموازاة انفتاحه على المملكة العربية السعودية قبل أشهر.

ويذهب أصحاب هذا التحليل إلى القول إن سلوك عون يفيد بأنه ينوي أن يكون ناخباً رئيساً إذا تعذرت الرئاسة عليه، ويصر على هدفه تسمية القائد الجديد للجيش بانتهاء التمديد للعماد جان قهوجي على رأس المؤسسة العسكرية آخر الصيف المقبل. وتزداد الريبة لدى عون من حلفائه نظراً إلى عدم مراعاتهم مطلبه في المؤسسة العسكرية، التي يصر على تعيين صهره العميد شامل روكز على رأسها، فيما هم فضلوا التمديد لقهوجي، في شكل يوحي بأنهم قد يفضلونه للرئاسة عليه، في ظل التداول باسمه. ويدعو هؤلاء إلى عدم الاستهانة بالأهمية التي يوليها لمطلبه في قيادة الجيش. وإذ يشكل تشدد زعيم «التيار الوطني» إزاء تشكيل الحكومة تصويباً على الاستحقاق الرئاسي، فإن المناورة التي يعتمدها منذ أن قرر إظهار بعض التمايز عن «حزب الله» بذريعة الإحراج الذي سببه تدخله العسكري في سورية، تلقي بثقلها على الوضع المسيحي برمته، فرفض حزب «القوات اللبنانية» الاشتراك في الحكومة ليس بعيداً مما يدور في شأن الاستحقاق الرئاسي، لأن الأخيرة بدورها ترتاب من انفتاح عون على حليفه تيار «المستقبل»، (كذلك «حزب الله» من عون وسط الانباء عن اجتماع الأخير مع الحريري في الخارج قبل اسبوعين الذي لم يؤكده او ينفه اي منهما)، في وقت يسعى سمير جعجع إلى أن يكون هو الرقم الصعب في الرئاسة.

 بري مع الرئاسة المبكرة وتمام سلام

- أن «حزب الله» اضطر إلى مراجعة حساباته إزاء تشدد عون، بحيث يتجنب إعطاء الأخير حجةً لفك التحالف معه في وقت لم يحن وقت الانفصال ومازالت الحاجة قائمة إلى هذا التحالف، في ظل المعارك التي يخوضها إقليمياً وفي سورية، والتي تتطلب التغطية السياسية الداخلية. وهذه الحاجة لم تمنع الحزب من أن يحرج حليفه الأول الرئيس بري بعدما كان فوضه بالكامل التفاوض باسمه على الحكومة الجامعة و المداورة وسائر النقاط، على رغم انزعاج الأخير الشديد مما حصل، وتأكيده أمام زواره أنه قام بما عليه هو وجنبلاط، وأنه مقتنع بأن الرئيس سلام كان الوحيد الصادق في كل ما قاله والتزم به أمام حلفائه والآخرين ولم يغير في أي لحظة.

حتى أن بري نفسه لا يخفي أمام هؤلاء الزوار أن كل ما يحصل في شأن تأليف الحكومة من عراقيل مرتبط بمعركة الرئاسة، ويتمنى لو أُخذ برأيه حين دعا إلى انتخاب رئيس الجمهورية في شكل مبكر، كما سبق أن حصل في عهد الرئيس الراحل سليمان فرنجية عام 1976، فبمجرد الاتفاق على اسم الرئيس وقبل انتخابه تركب الحكومة فوراً ويبقى تمام سلام على رأسها دون غيره. وفي اعتقاد من يرون أن الاهتمام بالرئاسة هو الذي يطغى على تشكيل الحكومة، أن الدول المعنية بالوضع اللبناني أخذت تنحو هذا المنحى، بما فيها واشنطن، مشيرة إلى أن جميع من التقاهم السفير الأميركي في بيروت في الأسبوع الماضي انتهوا إلى هذا الاستنتاج، وأن زيارته المملكة العربية السعودية كانت في سياق السعي إلى خريطة طريق لضمان انتخاب رئيس جديد.

 

توافق دولي ووفاق اقليمي على تحييد لبنان وانجاز استحقاقاته وحراك دبلوماسي ضاغط تقابله عرقلة داخلية

المركزية- تستغرب مصادر دبلوماسية مواكبة لمجريات الوضع اللبناني عن كثب ما تصفه بانكفاء المنطق الوطني وتقديم المصالح الخاصة والشخصية حتى على مصير الوطن نفسه من قبل بعض القوى السياسية التي لا تزال تشكل سدا منيعا يعوق مسار التقدم لانجاز استحقاقات داعمة تترتب عليها مفاعيل ايجابية على اكثر من مستوى. وترى ان هذه الممارسات لا تأخذ في الاعتبار الحد الادنى المفترض التعاطي على اساسه مع الوضع اللبناني الذي يقر القاصي والداني بخطورته وبلوغه حافة الهاوية في حين ان دول العالم قاطبة تولي عناية خاصة بلبنان وتحرك دبلوماسييها وموفديها في اتجاه القوى الاقليمية والدولية المؤثرة على هذا الوضع لتوفير الغطاء لامنه وتسهيل اجراء الاستحقاقات المفصلية الكفيلة بابقاء ساحته مستقرة وفي مقدمها تشكيل الحكومة واجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري تليها الانتخابات النيابية.

وفي السياق تذكّر المصادر بجملة محطات دشنها ممثل الامين العام للامم المتحدة ديريك بلامبلي بزيارة الى المملكة العربية السعودية ولمجموعة العمل لمساعدة لبنان التي اجتمعت في نيويورك حاملا هواجس تتصل بامكان حصول تفاهم سعودي – ايراني حول ملفات المنطقة ولا سيما ازمة سوريا نسبة لانعكاساتها السلبية الواسعة على لبنان، فصل ملفه عن ازمة سوريا وتسهيل انجاز استحقاقاته، وابرزها الانتخابات الرئاسية المتوقع ان تليها مرحلة جديدة على المستوى الاقليمي تتمثل بتظهير مصير الاتفاقات النووية والكيميائية ووضع الرئيس السوري بشار الاسد.

وفي السياق نفسه سجلت زيارات للغاية نفسها لكل من السفيرين البريطاني طوم فليتشر والاميركي ديفيد هيل الى فرنسا حيث اجتمعا كل على حدة الى الرئيس سعد الحريري ثم جالا على القيادات السياسية اللبنانية واستتبع هيل جولته بزيارة الى السعودية وصفت نتائجها بالايجابية في حين كانت فرنسا ترسل موفديها الى كل من طهران التي زارها مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية جان فرنسوا جيرو والسعودية على ان يصل الى بيروت قريبا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

وتقول المصادر ان الدول الغربية تسعى من خلال حراكها الهادف الى تأمين الاستقرار للبنان الى تقديم المساعدة التي يعجز افرقاء الداخل عن توفيرها لانهاض البلد من كبوته وتمرير مرحلة الاشهر الخمسة المقبلة المفترض انها حاسمة بالنسبة الى تظهير مصير ازمات المنطقة بأقل نسبة من الضرر عبر ارساء هدنة داخلية مرحلية وقد افلحت هذه الجهود في تأمين التوافق الدولي والوفاق الاقليمي على السير في هذا الاتجاه بدءا بتشكيل حكومة والضغط على القوى الداخلية للسير بها حتى ولو كانت حكومة الحد الادنى باعتبار ان مهمتها ادارة البلاد في المرحلة الانتقالية وتهيئة الاجواء للانتخابات الرئاسية، وتجلت نتيجة التوافق والوفاق الدولي والاقليمي بقبول اطراف كانت ترفض المشاركة في الحكومة الا وفق شروطها فتراجعت عن مواقفها وفي مقدمها تيار المستقبل بعدما عادت السعودية عن تشددها واوعزت بالمشاركة في حكومة الى جانب حزب الله.

لكن المصادر اعربت عن خيبتها من ممارسات بعض الداخل الذي يشوش على التوافق الدولي ويسعى الى عرقلة هذا المسار من خلال تمترسه خلف شروط "صغيرة"، وتسأل المصادر هل يعقل او يمكن لطرف محلي ان يعطل توافقا خارجيا دوليا؟ وتنصح اللبنانيين بوجوب الابتعاد عن لعب اوراق الخارج واقحام انفسهم في مسار التجاذبات الاقليمية، والعمل على تعزيز اواصر التواصل في ما بينهم والتمسك بتحييد لبنان من خلال التزام "اعلان بعبدا

 

حكومة على النار دون "القوات" و"التيار"

 خاص "ليبانون ديبايت": أفادت مصادر مطلعة لموقع "ليبانون ديبايت" في ما يخص لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام في بعبدا، أن الاخيرين يعملان على وضع اللمسات الاخيرة لانهاء مسألة الحكومة على شكل 8-8-8 مستثنين بذلك التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية من أي مقعد وزاري. وبحسب المصادر، يعمد سليمان على تأليف هذه الحكومة لكسب رضى الفريق المعارض له خصوصاً بعد مواقفه في الاونة الاخيرة، الامر الذي يرفع حظوظه في التمديد للرئاسة الاولى.

 

هذا ما اقترحه "حزب الله" على عون

ليبانون ديبايت: أشارت مصادر مطلعة لصحيفة "الحياة" الى أن "حزب الله كان اقترح مخارج على رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، منها أن يتخلى له الحزب مقابل قبوله بالمداورة في الحقائب عن إحدى الحقيبتين المخصصتين للشيعة ليسمي لها واحداً من الشخصيات الشيعية الموالية له (النائب عباس هاشم أو رمزي كنج) أو أن يحصل على إحدى الحقائب السيادية من حصة رئيس الجمهورية، فضلاً عن اقتراحات أخرى لم يحظ بعضها بموافقة عون والبعض الآخر رفضه الرئيس المكلف تمام سلام".

 

لقاء بين السيّد نصر الله وباسيل: لن نشارك إلا اذا...

ليبانون ديبايت: توقفت أوساط معنية بعملية تأليف الحكومة عبر صحيفة "اللواء" عند خلو موقف رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون من أي إشارة إلى المداورة أو إلى الحقائب الوزارية، ومنها الطاقة، معتبرة بأن الكلام في الاعلام ليس جواباً، وأن حزب الله لا يزال يرسل إلى المصيطبة إشارات بأن الاتصالات مع الرابية مستمرة. وعزت مصادر في قوى 8 آذار كلام عون بعد اجتماع التكتل الأسبوعي الى عرض يجري تداوله بأن يتم إعطاء عون حقيبة سيادية قد تكون المالية أو الخارجية، بحيث تكون تعويضاً له عن الطاقة، على الرغم من أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما بات معروفاً، يرفض هذا العرض”، فيما حقيبة الخارجية وفق عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت، ستكون من حصة 14 آذار التي اتفقت على إعطائها لشخصية مسيحية. ورأت أنه إذا لم ينجح المسعى الأخير، فإن قوى 8 آذار ستطالب بإجراء استشارات نيابية جديدة لتكليف شخصية ثانية غير الرئيس المكلف تمام سلام، كاشفة عن اتجاه لعقد اجتماع موسع لكل قوى 8 آذار سواء مع العماد عون أو مع الوزير جبران باسيل لإبلاغه بموقف واحد متضامن معه. وكشفت المصادر عن لقاء عقد بين الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله والوزير جبران باسيل، الذي زار أمس رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في بنشعي، مشيرة الى أن باسيل أبلغ نصر الله بأن التيار الوطني الحر سيمتنع عن المشاركة في الحكومة إذا لم يحصل على حقيبتي الطاقة والاتصالات، مما دفع نصر الله الى اعتبار أن ذلك سيؤدي أيضاً الى عدم مشاركة الحزب في الحكومة انطلاقاً من مبدأ التضامن. وأوضحت المصادر لـ"اللواء"، أن العتب العوني ينطلق من كون أن التفويض الذي أعطي للرئيس بري بشأن التفاوض حول الملف الحكومي كان مفتوحاً، وكان يجب أن يظل مشروطاً، بحيث يحصر بالتنازل عن صيغة 9+9+6 الى صيغة الثلاث ثمانات، وأنه كان يفترض ببري العودة الى حلفائه عند طرح موضوع المداورة في الحقائب لا أن يبرم الاتفاق وحده

 

حزب الله بين عقدة الغطاء الحكومي والتعقيدات الخارجية

ربى كبارة/المستقبل/فيما لا يزال الرئيس المكلف تمام سلام، وقبل مضيه قدماً في تأليف حكومته بعد استنفاد المهل، ينتظر جواباً حاسماً من "حزب الله" عن نتائج وساطته لإقناع رئيس تكتل "الإصلاح والتغيير" النائب ميشال عون بمبدأ مداورة الحقائب الوزارية، بات مشروعاً السؤال عن مدى جدّية هذه الوساطة بعد دعم الحزب علناً بقاء حقيبة الطاقة بيد الوزير جبران باسيل، كما السؤال عما إذا كان هذا التراجع المضمر عن مبدأ المداورة مجرد ستار يغطي تلكؤ الحزب في حسم موقفه بسبب التعقيدات التي تجلت في مؤتمر "جنيف 2" وبسبب تصلّب واشنطن المستجدّ في دعم المعارضة السورية المعتدلة عسكرياً. فبعد لقاء عون أمس في إطار وفد "الأحزاب الوطنية"، أكد مسؤول "حزب الله" محمود قماطي "أن هذه العقد التي توضع أمام التيار بالنسبة الى البقاء في وزارتَي الطاقة والاتصالات، ليس لها مبرر"، متذرعاً بحجة واهية لخّصها بعدم تمسك الأطراف التي توافقت على المداورة، وتضم مختلف الفرقاء باستثناء عون، بموقفها، خلافاً لكل المواقف المعروفة بدءاً برئيس مجلس النواب نبيه بري وصولاً الى النائب وليد جنبلاط. فمبدأ المداورة، من بين مبادئ أخرى، كان من أسس طُرحت لقيام حكومة جامعة وافق عليها معظم أطراف "14 آذار" وإن وصفها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بحكومة "ربط نزاع". ويسأل مراقبون عما إذا كانت عقدة عون الوزارية هي فعلياً ما يؤخر قيام "الحكومة الجامعة" التي تمّ التوصل الى رسم هيكليتها المبدئية قبل نحو أسبوعين بعد تراجع "حزب الله" عن تمسكه بالثلث المعطل وموافقة "تيار المستقبل" خصوصاً على الجلوس معه على أن يسحب مقاتليه من سوريا.

ويلفت المراقبون الى أن موقف قماطي هو أول موقف علني للحزب بدعم عون في تمسكه بحقيبة الطاقة منذ أن أخذ على عاتقه وساطة التوصل الى حلّ لهذه العقدة. وهم يعزون ذلك الى حالة إرباك يعيشها "حزب الله" مصدرها التجاذب بين حاجتين. أولاً حاجته الى قيام حكومة جامعة تظلله بغطاء وطني خصوصاً بعد أن فشلت كل التدابير الأمنية في حماية مناطق بيئته الحاضنة من تفجيرات انتحارية أتت رداً على تورطه في القتال الى جانب الأسد خصوصاً بعد أن سحبت إيران يدها من هذا التورط سواء أكان ذلك صحيحاً أم غير صحيح.وثانياً، تزامن ذلك مع ظهور مؤشرات سلبية في جنيف وبين واشنطن وطهران. ففي مؤتمر "جنيف 2" لم يتم التوصل الى فرض أي حلول إغاثية فيما لم تحد السلطة السورية أو المعارضة عن مواقفهما المبدئية: الأولى لـ"مكافحة الإرهاب" والثانية لـ"قيام هيئة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة". وفي هذا الخضم قررت واشنطن مجدداً، كما دلت بنود موازنتها لعام 2014، تزويد المعارضة المعتدلة بالسلاح، وهو ما رأت فيه طهران "خطأ استراتيجياً".

 

هل يستعد حزب الله للاطباق على بيروت مجددًا؟

ليبانون ديبايت": قد تشهد الفترة القادمة موجة من المواجهات العنيفة بين جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وحزب الله اللبناني، بعدما أعلنت الأولى أنها ستخوض حربًا مفتوحةً على حزب الله، وتأكيدها أن معاقل الحزب باتت "أهدافًا مشروعة" بالنسبة إليها.

تدابير امنية

هذه الخطوة، دفعت حزب الله لتعزيز الإجراءات والتدابير الأمنية في المناطق التي تخضع لهيمنته، خصوصًا تلك الواقعة في جنوب بيروت، وفي كافة أنحاء وادي البقاع.

وكانت جبهة النصرة قالت في بيان لها عبر الانترنت: "يتعين على المواطنين السنة في لبنان أن يتجنبوا تلك المناطق التي باتت أهدافًا لنا، ونحن جماعة النصرة في لبنان نعلن أن قواعد ومعاقل حزب الله باتت أهدافًا مشروعةً بالنسبة لنا أينما وجدت".

ولفتت في هذا الشأن وكالة وورلد نيت دايلي الإخبارية الأميركية إلى أن تهديد جبهة النصرة بتوسيع نطاق أعمالها في لبنان يمثل إشارة دالة على عزمها إنشاء خلافة إسلامية إقليمية، وفرض الشريعة لكي تشمل سوريا والعراق ولبنان. وأعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن بعض من الهجمات الانتحارية الستة التي وقعت في جنوب بيروت، التي تعتبر معقلًا لحزب الله ويُفتَرَض أنها من المناطق المؤمَّنة.

الحزب يخشى الاغتيالات

لكن رغم الإقدام على تنفيذ تلك الهجمات في المناطق التي تخضع لسيطرة حزب الله في بيروت، إلا أن معظم الضحايا من المدنيين الأبرياء. وأفصحت مصادر النقاب عن أن الانتحاريين بدؤوا يفجرون السيارات الآن أثناء سيرها، بعد منعها من الوقوف. وفي حال رفض سائق السيارة التفجير، فإن هناك من يتابعونه، وإن لم يفعل، فإنهم يبادرون بتفجير القنابل الموجودة بداخل السيارة عن بعد. وكان أمن حزب الله حذر سكان تلك المناطق بألا يتواجدوا فوق أسطح البنايات السكنية وفي شرفات شققهم، خشية أن يقوم أي من أعضاء جبهة النصرة بتفجير سيارة أثناء سيرها.

حزب الله يعدّ العدة لابتلاع بيروت

وفي غضون ذلك، كشفت مصادر للوكالة أن مقاتلي جبهة النصرة يواصلون التسلل للبنان من سوريا. وهو التطور الذي دفع رئيس الحكومة السني السابق، سعد الحريري، لمطالبة السُنَة بالابتعاد عن المناطق التي تخضع لهيمنة حزب الله، وعدم الانضمام لمقاتلي جبهة النصرة. وذهبت الوكالة الأميركية إلى القول إنه في حال تدهور الأوضاع بشكل أكبر، قد يتحرك حزب الله لمهاجمة مواقع سنية في بيروت وفي أنحاء البلاد، تلك الخطوة التي قد تتسبب في نشوب حرب أهلية طائفية شاملة، بالتزامن مع دعوة الجبهة لأنصارها من السُنّة لدعمها في معركتها ضد حزب الله.

 

مناورة، إقفال المحال وإخلاء الشوارع.. ماذا يفعل "حزب الله"؟

ليبانون ديبايت": فيما ينشغل “حزب الله” بالملف الحكومي ارضاء لحليفه “العوني” يكسر الحزب معظم وقته وجهده للملف الامني الذي أضعف ثقة جمهوره به بعد توالي الضربات في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسقوط مقولة نجاح الامن الذاتي. واذ وصفت مصادر قريبة من الحزب الاجراءات المتخذة بأنها ناجحة وقد وفرت الكثير من الويلات، رأت ان الوقوف في وجه التكفيريين مهمة وطنية ولا تقتصر على منطقة أو حزب أو طائفة.

وعلمت “النهار” ان الحزب رفع جهوزيته الى الحد الاقصى في الايام الاخيرة وأجرى مناورات عدة غداة الاعلان عن كشف مخطط للقيام بهجوم وتفجيرات عدة متزامنة تستهدف الضاحية. ونفذ الحزب في الضاحية مناورة دفاع قبل يومين أو ثلاثة، هدفت الى التدرب على إقفال المحال التجارية وإخلاء الشوارع خلال عشر دقائق، ومنع حصول أي تجمعات. ودعا المسؤولون عن المناورة المقيمين في الضاحية للجوء الى الطبقات العليا من البنايات، واخلاء الطبقات الأرضية تماماً لإعطاء مقاتلي الحزب حرية الحركة لاي قتال مباشر في مواجهة مسلحين تكفيريين قد يدخلون الشوارع قبل أن ينفذوا عمليات انتحارية.

وعلم أنه تجري محاولات لحصر مداخل الضاحية بعشرة فقط لمراقبة السيارات والمارة. وعمد نواب الحزب في بيروت والمناطق الى إزالة كل اللوحات الزرقاء أو أي اشارات أخرى تدل عليهم. وقد تسببت الاجراءات بزحمة سير كبيرة في الضاحية أمس، فيما انشغل التجار بتحصين محالهم بأكياس من الرمل تجنباً لأي طارئ، كما عمدت مدارس الى اتخاذ احتياطات للتلامذة عبر دروس اسعافات أولية وتدرب على دخول المدرسة والخروج منها والتزام الحيطة.

وفي النبطية استرعت الانتباه عودة انضباط “حزب الله” الى الشوارع بعد ازدياد الشائعات المتداولة عن سرقة سيارات إسعاف أو وجود سيارات مفخخة، “لذا أعلن الحزب العمل على طمأنة الأهالي من خلال انتشار عناصره على الأرض وبين المحال والأسواق التجارية ليرصدوا الحركة اليومية ضمن خطة أمنية ينفّذها الحزب من الضاحية الى الجنوب والبقاع، فيما اكتفت حركة “امل” بالتشدد الأمني حول مراكزها في النبطية.

 

اسرائيل: حزب الله أقام "آلاف" القواعد في مبانٍ سكنية و يستخدم منازل المدنيين اللبنانيين قواعد لإطلاق الصواريخ أو مخابئ لإطلاق النار

هرتزليا (إسرائيل) (رويترز) - اتهمت إسرائيل جماعة حزب الله اللبنانية يوم الأربعاء بإقامة "آلاف" القواعد في مبان سكنية وقالت إنها ستدمر هذه القواعد في أي صراع في المستقبل حتى لو كان ذلك على حساب أرواح المدنيين. وجاء هذا التهديد الصريح على غير العادة على لسان قائد القوات الجوية الميجر جنرال عمير ايشيل ويمثل فيما يبدو حلقة في مساعي المسؤولين الإسرائيليين لتهيئة الرأي العام العالمي لوقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في أي مواجهة جديدة مع حزب الله في لبنان. وتقول إسرائيل إن إيران وسوريا أرسلتا صواريخ مطورة إلى حزب الله الذي خاض حربا مع الجيش الإسرائيلي عام 2006 في لبنان.

وقال ايشيل في كلمة "سيتعين علينا التعامل بقوة مع الآلاف من قواعد حزب الله التي تهدد دولة إسرائيل ومناطقها الداخلية أساسا" مشيرا إلى أن بيروت وسهل البقاع وجنوب لبنان من بين المواقع التي تضم هذه القواعد.

وزعم مسؤولون إسرائيليون آخرون إن حزب الله يستخدم منازل المدنيين اللبنانيين قواعد لإطلاق الصواريخ أو مخابئ لإطلاق النار. وقال ايشيل أن مقاتلي حزب الله يحتفظون في بعض الأحيان بطوابق كاملة في المباني السكنية مغلقة وجاهزة للاستخدام في القتال. وأضاف في كلمته في معهد فيشر للدراسات الاستراتيجية الجوية والفضائية وهو مركز بحوث قرب تل أبيب "يعيش فوقها وتحتها مدنيون ليس بيننا وبينهم أي عداوة - نوع من الدروع البشرية." وتابع "وهذا هو المكان الذي ستدور فيه الحرب. هذا هو المكان الذي سيكون علينا ان نقاتل فيه لوقفه (حزب الله) والانتصار عليه. من يبقى في هذه القواعد سيصاب وسيعرض حياته للخطر. ومن يخرج منها سينجو بحياته."وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون يوم الثلاثاء إن حزب الله لديه حاليا نحو 100 ألف صاروخ أو ما يزيد 30 ألفا عن العدد الوارد في تقديرات إسرائيلية رسمية عام 2013.

وعرض يعلون على الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون العام الماضي خارطة إسرائيلية لما زعم إنه مواقع لحزب الله في قرى بجنوب لبنان كي يبين على ما يبدو خطر وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في أي حرب جديدة. ولا يعلق حزب الله على قدراته العسكرية ولكنه يقول إنها زادت منذ حرب عام 2006 التي قتل فيها 1200 شخص في لبنان و160 إسرائيليا. وتقول الجماعة إنها تحتاج إلى أسلحتها للدفاع عن لبنان من أي هجوم إسرائيلي. وقال ايشيل إن الجيش الإسرائيلي أقوى من حزب الله "عشرات" المرات ويتمتع الآن بقدرات أكبر مما كان لديه في 2006. وأضاف "قدرتنا اليوم على مهاجمة أهداف على نطاق واسع وبدقة عالية تزيد نحو 15 مرة على ما كانت عليه في الحرب (عام 2006)" قائلا إن هذه القدرة ضرورية لتقصير أمد القتال "لأنه كلما طال أمد الحرب زاد عدد الصواريخ التي ستضربنا هنا." وينصب معظم اهتمام حزب الله الآن على سوريا حيث يساند مقاتلوه الرئيس بشار الأسد في حربه مع معارضيه.

 

مئات عناصر الانضباط من "حزب الله" في شوارع النبطية

صوت الجبل/مع بداية كل أسبوع، تعيش مدينة النبطية اجراءات أمنية جديدة تزامناً مع "سوق الاثنين الشعبي". لكنها شهدت هذا الأسبوع أساليب امنية مختلفة تماماً، اذ لم تعد الحواجز الثابتة على المداخل وحدها المكلفة ضبط الحركة اليومية تحسباً لأي سيارات مفخخة أو انتحارية، بل انتشرت مئات عناصر الانضباط من "حزب الله" في شوارعها المكتظة، وتولت رصد حركة السيارات والمارة، مزودة أجهزة اتصال لاسلكي للتواصل في ما بينهم عند الاشتباه بأي طارئ، فضلاً عن رفع حواجز حديد قرب المؤسسات الاجتماعية المحسوبة على الحزب. وأفاد مصدر أمني أن ما تشهده المدينة هو استكمال لما شهدته الأسبوع الماضي من اجراءات حيث أغلقت الشوارع الضيقة المحيطة بالسرايا الحكومية، وحصر الدخول اليها بمدخل واحد وضعت أمامه معوقات حديد لمنع السيارات غير المصرح لها من التوقف، اضافة الى تشدد الحواجز الثابتة على المداخل. وأشار الى أن عودة عناصر "حزب الله" هدفها طمأنة الأهالي، لافتاً الى اكتفاء حركة "أمل" بالتشدد الامني حول مراكزها في المدينة. وأوضح أن الأجهزة الأمنية تداولت في ما بينها امكان حصر التحرك الى المدينة ومنها بـ4 مداخل لتخفيف ضغط السير عن السوق التجارية، خصوصاً بعد اقفال عدد من الشوارع الفرعية بما يعزز امكانات الرصد الأمني. وكانت جهات محلية قد بحثت سابقاً في فرضية تركيب أجهزة "سكانر" عند المداخل في حال تأمين ثمنها، لكن هذه المقترحات وغيرها لا تزال تشاورية ما دامت تبحث بتعمق على طاولة مجلس الأمن الفرعي مع محافظ النبطية وسائر الجهات الأمنية المولجة تطبيق الخطة الأمنية. من جهة أخرى، كشف رئيس جمعية التجار وسيم بدر الدين لـ"النهار" عن "انخفاض نسبة المبيعات منذ تفجير الهرمل الى أكثر من 80 في المئة، بعدما اقتصرت حركة الأهالي على الضروريات"، لافتاً الى مبادرة عدد من اصحاب المحال التجارية في السوق الى فتح فروع جديدة لهم خارج نطاق الحواجز الأمنية مثل جادة الرئيس نبيه بري او مثلث كفررمان. الا أنه اعتبر "أن هذه الخطوة قد تساعد المؤسسات مرحلياً على الاستمرار، لكنها ليست حلاً جذرياً ما دام الهاجس الأمني يسيطر على حياة الاهالي".

 

سوريا استأنفت إنتاج الصواريخ لمصلحة "حزب الله"

أكدت مجلة "جاينز ديفنس ويكلي" البريطانية أن سوريا استأنفت إنتاج الصواريخ والقذائف الصاروخية، المتوسطة والبعيدة المدى، لمصلحة حزب الله، ولمجهودها الحربي في حربها الدائرة مع "المتمردين".

وعرضت المجلة المتخصصة في الشؤون العسكرية والأمنية جملة من المعطيات المجمّعة لديها حول إنتاج الاسلحة الذي عاد الى مستوياته التي كان عليها قبل بدء "الحرب الاهلية" في سوريا في آذار عام 2011.

ونقل موقع "واللا" الاخباري العبري على الانترنت مقتطفات من تقرير المجلة البريطانية أشارت الى أن سوريا استطاعت أن تتخطى العقوبات الدولية المفروضة عليها، وبدأ "مركز البحوث العلمية" والمصانع التابعة له إنتاج كميات كبيرة من الصواريخ والوسائل القتالية، بمساندة من إيران وكوريا الشمالية وروسيا البيضاء. وذكرت "جاينز ديفنس ويكلي" أن "مركز البحوث" هو الجهة المسؤولة عن إنتاج السلاح الكيميائي وعن البرنامج الصاروخي لسوريا، مضيفة أن روسيا والمجتمع الدولي والامم المتحدة، وخصوصاً الولايات المتحدة، تجاهلت دور المركز ولم تفرض عقوبات عليه ولا تراقب عمله وإنتاجه. أما ما قام به الخبراء الدوليون فهو "تدمير مصنع واحد من المصانع التابعة لهذا المركز، وهو المسؤول عن تصنيع الاسلحة الكيميائية، رغم أن المعلومات والخبرات بقيت على حالها، ويمكن سوريا أن تعيد تصنيع أسلحة كهذه في فترة زمنية قصيرة، في اللحظة التي تقرر فيها استئناف الإنتاج". وتوضح المجلة أن أسباب استئناف إنتاج الصواريخ، وبكميات كبيرة، يعود الى سببين: متطلبات الجهد الحربي في مواجهة المعارضة، ورغبة حزب الله في امتلاك صواريخ موجودة في سوريا.

وتؤكد معطيات المجلة أن المنشآت الصناعية التابعة لمركز البحوث تنتج أنواعاً خاصة من الصواريخ، متطورة وأكثر فتكاً، وصواريخ من أنواع أخرى أقل دقة مع مديات محدودة، مثل صاروخي "بركان" و"زلزال" الايرانيي المنشأ. ونوّهت بالمشروع المسمى 702، التابع للمركز، والذي يعمل بإشراف إيراني، ويصنّع سلاحا وصواريخ متطورة من نوع خيبر، يصل مداه الى مئة كيلومتر، وبقطر 302 ملم، إضافة الى صواريخ من نوع ام 600، و"حالياً، بدأوا بتبديل الوقود السائل لهذه الصواريخ، بوقود صلب". وبحسب "جاينز ديفنس ويكلي"فإن المركز السوري للبحوث العلمية يتجاوز العقوبات المفروضة على سوريا، الأمر الذي يتيح له المحافظة على قدرات تصنيع برنامجه الصاروخي، فـ"هو يتزود عبر الشراء من الخارج بمكونات مطلوبة لصناعة الصواريخ عبر شركات وهمية في سوريا، أو عبر وسطاء سوريين أو أجانب في خارجها، ومن بين هذه المكونات أجزاء إلكترونية وحوسبة"، مضيفة أنه لدى "أي عرقلة قد تعترض جهود التزود بالمكونات الصاروخية، تتوجه سوريا ومركز البحوث الى الحلفاء لتجاوز العقوبات". وإضافة الى إيران وكوريا الشمالية، ترصد "جينز" شركات حكومية تابعة لدولة روسيا البيضاء، وعلى رأسها شركة Belvneshpromservice، التي تزوّد سوريا بمعدات تساعد على تحويل صواريخ "ام 600" و"سكود دي" الى صواريخ أكثر دقة.

 

نكتة الإتفاق مع "حزب الله"!

أثبت "حزب الله"، مرة جديدة،أن كل اتفاق معه هو اتفاق بلا قيمة، وأن " وكيله" لا يستطيع أن يحفظ كلمته. فوّض الرئيس نبيه بري التفاوض مع " المستقبل". قبل بشرط المداورة بالحقائب. اليوم أعلن سقوط هذا الإتفاق، فيما راح برّي يختلق الموجبات التي تجعل ما تعهد به ساقطا ، بدوره. ما أشبه ذلك، باتفاق الدوحة وبإعلان بعبدا. طريق واحدة صالحة للتعاطي مع "حزب الله". المواجهة في الميدان الذي لا يفهم فيه. العدالة نموذجا!

 

"حزب الله" يعلن من الرابية التراجع عن اتفاق " المداورة بالحقائب

التقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، "لقاء الاحزاب الوطنية" الذي تحدث باسمه المنسق محمود قماطي ( مسؤول في "حزب الله")الذي قال: "نؤكد ضرورة تشكيل حكومة جامعة، ونرى ان وجود التيار الوطني الحر بما يمثله من كتلة نيابية وازنة، بل اكبر كتلة نيابية، ينبغي ان تكون ممثلة بنسبة وازنة. ونرى ان هذه العقد التي توضع امام التيار بالنسبة للبقاء في وزارتي الطاقة والاتصالات، ليس لها مبرر. فمن اتفق على المداورة، مع احترامنا كأحزاب على هذا المبدأ وما يمثله من روح وطنية وانصهار وطني بعيدا عن المحاصصة الطائفية والمذهبية، ومع ذلك نرى ان الذين اتفقوا على هذه المداورة اصبحوا لا يمانعون في ابقاء وزارتي الطاقة والاتصالات مع التيار الوطني الحر". وسأل اين العقدة، مؤكدا ان "مصلحة البلد لا تحتمل ان يبقى الفراغ في السلطة التنفيذية مقابل ان نتشتت من اجل وزارة او اثنتين". وطالب الرئيس المكلف ب"محبة صادقة ان يذلل العقبات، وان الزوايا التي دورت في مختلف الزوايا وطوال 10 اشهر، عرفت اين كانت المشكلة، ما دفع البلد والوطن ثمنا غاليا". اضاف:" لا ينبغي ان يقف الرئيس المكلف عند المشاكل الصغيرة، بعد ان وافق الافرقاء الآخرون الذين يشاركون في الحكومة على ما طالب به التيار الوطني الحر. فالبلد لا يحتمل حكومة امر واقع، ولا يحتمل الفراغ وعندما نربط بين تشكيل الحكومة والاستحقاق الرئاسي فالبلد يحتاج الى مزيد من الاستقرار. وهذا يستحق ان يعطى التيار الوطني الحر ما يستحق.

 

عنصر جديد من حزب الله يقضي في سوريا

شيّع حزب الله منذ يومين العنصر يوسف حسن حفيظ حيث انطلق موكب التشييع من أمام منزل ذويه عند الساعة الثالثة عصراً باتجاه روضة الهادي -الأوزاعي

 

إسرائيل تهدد بضرب قواعد حزب الله ولو على حساب أرواح المدنيين

رويترز - اتهمت إسرائيل جماعة حزب الله اللبنانية اليوم الأربعاء بإقامة "آلاف" القواعد في مبان سكنية وقالت إنها ستدمر هذه القواعد في أي صراع في المستقبل حتى لو كان ذلك على حساب أرواح المدنيين.وجاء هذا التهديد الصريح على غير العادة على لسان قائد القوات الجوية الميجر جنرال عمير ايشيل ويمثل فيما يبدو حلقة في مساعي المسؤولين الإسرائيليين لتهيئة الرأي العام العالمي لوقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في أي مواجهة جديدة مع حزب الله في لبنان.وتقول إسرائيل إن إيران وسوريا أرسلتا صواريخ مطورة إلى حزب الله الذي خاض حربا مع الجيش الإسرائيلي عام 2006 في لبنان.وقال ايشيل في كلمة "سيتعين علينا التعامل بقوة مع الآلاف من قواعد حزب الله التي تهدد دولة إسرائيل ومناطقها الداخلية أساسا" مشيرا إلى أن بيروت وسهل البقاع وجنوب لبنان من بين المواقع التي تضم هذه القواعد.وزعم مسؤولون إسرائيليون آخرون إن حزب الله يستخدم منازل المدنيين اللبنانيين قواعد لإطلاق الصواريخ أو مخابئ لإطلاق النار. وقال ايشيل أن مقاتلي حزب الله يحتفظون في بعض الأحيان بطوابق كاملة في المباني السكنية مغلقة وجاهزة للاستخدام في القتال.وأضاف في كلمته في معهد فيشر للدراسات الاستراتيجية الجوية والفضائية وهو مركز بحوث قرب تل أبيب "يعيش فوقها وتحتها مدنيون ليس بيننا وبينهم أي عداوة - نوع من الدروع البشرية."وتابع "وهذا هو المكان الذي ستدور فيه الحرب. هذا هو المكان الذي سيكون علينا ان نقاتل فيه لوقفه (حزب الله) والانتصار عليه. من يبقى في هذه القواعد سيصاب وسيعرض حياته للخطر. ومن يخرج منها سينجو بحياته."وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون أمس الثلاثاء إن حزب الله لديه حاليا نحو 100 ألف صاروخ أو ما يزيد 30 ألفا عن العدد الوارد في تقديرات إسرائيلية رسمية عام 2013.وعرض يعلون على الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون العام الماضي خارطة إسرائيلية لما زعم إنه مواقع لحزب الله في قرى بجنوب لبنان كي يبين على ما يبدو خطر وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في أي حرب جديدة.ولا يعلق حزب الله على قدراته العسكرية ولكنه يقول إنها زادت منذ حرب عام 2006 التي قتل فيها 1200 شخص في لبنان و160 إسرائيليا. وتقول الجماعة إنها تحتاج إلى أسلحتها للدفاع عن لبنان من أي هجوم إسرائيلي.وقال ايشيل إن الجيش الإسرائيلي أقوى من حزب الله "عشرات" المرات ويتمتع الآن بقدرات أكبر مما كان لديه في 2006.وأضاف "قدرتنا اليوم على مهاجمة أهداف على نطاق واسع وبدقة عالية تزيد نحو 15 مرة على ما كانت عليه في الحرب (عام 2006)" قائلا إن هذه القدرة ضرورية لتقصير أمد القتال "لأنه كلما طال أمد الحرب زاد عدد الصواريخ التي ستضربنا هنا."وينصب معظم اهتمام حزب الله الآن على سوريا حيث يساند مقاتلوه الرئيس بشار الأسد في حربه مع معارضيه.

 

فنيش: على سلام ايجاد الحلول و لا حكومة جامعة من دون "التيار"

المركزية- اعتبر وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش "ان ابواب مساعي تأليف الحكومة لم تقفل حتى الآن، وعلى الرئيس المكلّف تمام سلام بذل المزيد من الجهود لمعالجة هذه المسألة"، مشيرا الى "ان المسائل السياسية الاساسية من ناحية شكل الحكومة وبنيتها تم الاتفاق عليها ومعالجتها، لكن مازالت هناك مشكلة توزيع الحقائب الوزارية حيث لا يجب تجاهل المعطيات المتوفرة لدينا". ورأى في حديثٍ لـ"المركزية" "ان على الرئيس سلام بذل جهد إضافي ولا يمكن ألا نعلم كيف ستوزّع الحقائب والى اي فئة سياسية ستذهب"، داعيا الى "ضرورة تجاوز هذه العقبات خصوصا ان الرئيس المكلّف معني بهذا الملف بشكل اساسي لجهة ايجاد الحلول". وعما اذا كان "حزب الله" سيشارك في الحكومة في حال عدم مشاركة "التيار الوطني الحرّ"، قال فنيش "لا يجب ان تصل الامور الى هذا الحدّ، وعلاقتنا مع "الوطني الحرّ" مبنية على تفاهم ورؤية استراتيجية ودستورية وميثاقية ولا يمكن الا ان نكون معا، ولا يراهن اي شخص على هذا الموضوع، فلا احد يمكنه تجاوز التيار العوني، ولا حكومة جامعة من دون هذا التيار". وحول مطالبة العماد ميشال عون الرئيس المكلّف بالاعتذار، أكد "ان المطلوب ايجاد حلّ لأزمة ولادة الحكومة وتذليل باقي العقبات وتجاوزها لأن البلد لا يستحق ان نبقيه في دائرة الأزمة او الانتقال الى أزمات اخرى، وبالتالي، على الرئيس المكلّف بذل جهد إضافي". وردا على سؤال عن لقاء السيد حسن نصرالله بالوزير جبران باسيل، اجاب فنيش "لنسأل الاعلام. وعن اجتماع موسّع لقوى 8 آذار مع العماد ميشال عون او الوزير باسيل، قال "لا املك اي معطيات حول هذا الموضوع".

 

زهرا: “حزب الله” يحتفظ بهامش للمناورة وحكومة حيادية لا تستفز أحداً

أكد عضو كتلة ‘القوات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا أنه “لو لم يكن لديهم قناعة بأن الحكومة الحيادية هي الخيار الأفضل لهذه المرحلة لما أيدوها، مشيراً إلى أنه ‘ليست هواية عند القوات اللبنانية  طرح مثل هكذا أفكار”. وأضاف في حديث لصحيفة “السياسة”: “نظرنا بواقعية فوجدنا أنه من المنطقي تشكيل حكومة حيادية باعتبارها الخيار الأفضل في هذه المرحلة”، لافتاً إلى أنه ‘يتبين الآن من كل الحراك الذي حصل وبالرغم من التنازلات التي قدمت من ’14 و8 آذار” أن الحكومة الحيادية هي الخيار الأفضل”.  ولفت زهرا إلى أن ‘التفاوض الذي يقوم به ‘حزب الله” مع الصديق لاحقاً بعد التفاوض مع الخصم السياسي، يمكن النظر إليه على أنه احتفاظ بهامش للمناورة من جانب الحزب للتصرف كما تمليه الظروف التي اقتضت ربما عدم تسهيل ‘حزب الله” لتشكيل الحكومة”، مشدداً على أن تشكيل حكومة حيادية لا يستفز أحداً. السياسة الكويتية

 

بيان صادر عن حركة الناصريين الأحرار

وفد من الناصريين الأحرار زار اللواء ريفي: اغتالوا الرائد وسام عيد ظناً منهم أنهم يغتالوا الحقيقة

العجوز: حزب الله واهم إن إعتقد بأنه يستطيع إخضاع أحرار الوطن بجرائمه وإرهابه

بمناسبة الذكرى السادسة لإغتيال الشهيد الرائد وسام عيد ، زار رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار الدكتور زياد العجوز على رأس وفد قيادي المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي .

حيث وجه العجوز بإسمه وإسم الناصريين الأحرار تحية عزٍ وإجلال لروح الشهيد الرائد وسام عيد الذي استطاع أن يكشف أهم الخيوط في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وتابع، لقد إستطاعت قوى الشر والإجرام أن تغتال العديد من رجالات الوطن الشرفاء الأبطال ،وحاولت تلك القوى أن تبث الرعب وتنشر الفوضى وتزرع الإرهاب للتغطية على عملها الإجرامي ومؤامرتها الدنيئة ، ولم تدرك بأن الحقيقة لا بد أن تطغى على الأضاليل وتتضح معالم تلك الجرائم التي ارتكبوها. لم يتوقعوا أن يخرج شاباً مثل الرائد وسام عيد ليكشف شبكة اتصالاتهم في جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، فاغتالوه ظناً منهم بأنهم إغتالوا الحقيقة ، ولكنهم بفعلتهم هذه أكدوا المؤكد ، وأشاروا الى أنفسهم بأيديهم .. فهم القابعون في سلطان قوتهم اللاشرعية..يفرضون إملاءاتهم ظناً منهم بأن ثابتون في موقعهم ولا يعلمون بأن الزمن دولاب..يوم لك ويوم عليك.. لقد دأب حزب الله المؤتمر من النظام الفارسي بتنفيذ مخططاته الإجرامية في لبنان ودول المنطقة ، ظناً منه أنه يستطيع تغيير الواقع بتزوير الماضي وإخضاع الحاضر والسيطرة على المستقبل.. حزب الله وعقيدته التخوينية لن يدوم..فهو من تاجر بالمقاومة ليكشف نواياه الفارسية ضد العروبة وأهل السنّة. حزب الله واهم إن إعتقد بأنه يستطيع إخضاع أحرار الوطن. وتابع العجوز ، لقد تأثرنا بالرسالة الوجدانية التي توجه بها اللواء أشرف ريفي لثوار الأرز .. ونحن بدورنا نؤيده ونؤكد بأن الإحباط واليأس والإستسلام ليس من شيمنا.. فتحية في ذكرى استشهار الرائد وسام عيد الى كل شهداء الوطن الأحرار..وعهداً بأن نبقى موحدين ، مسلمين ومسيحيين الى أبد الآبدين دفاعاً عن لبنان العظيم.

 

لقاء عون – الحريري في روما… تأسيس لعلاقة جديدة والتخطيط للمستقبل!؟

صوت الجبل/أكّدت مصادر أن لقاءً بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري عُقد في روما أخيراً، بناءً على نصائح أميركية وأوروبية، وأن الطرفين اتفقا «على التأسيس لعلاقة جديدة والتخطيط للمستقبل».

فوجئت الأوساط المتابعة للاتصالات في شأن تشكيل الحكومة بتبدّل في موقف الرئيس سعد الحريري من مطالب العماد ميشال عون، وخصوصاً بعدما نقل وسطاء عن الحريري عدم ممانعته بقاء حقيبتي الطاقة والاتصالات مع تكتل التغيير والإصلاح، فيما أشار أحدهم إلى أن موافقة رئيس الحكومة السابق كانت على وزارة الطاقة فقط. وقد نقل هؤلاء عن الحريري، أيضاً، أن على الجميع إقناع الرئيس المكلف تمام سلام بالأمر.

وقد عزا البعض هذه الإيجابية إلى متغيرات طرأت على موقف الحريري من مسائل داخلية كثيرة، وأنه عندما وافق على مبدأ الحكومة الجامعة مع حزب الله، مرحّلاً شروطه بشأن مشاركة الحزب في القتال في سوريا وموضوع البيان الوزاري، تقدّم خطوة كبيرة جداً إلى الأمام، ووجد أن من المفيد له عدم حصر هذه الإيجابية بالحزب فقط، بل تعميمها لتشمل حلفاءه الأساسيين. وقد لفت انتباه المتابعين كلام الحريري في مقابلته التلفزيونية الأخيرة عن أن حزب الله يتمتع بعناصر قوة، من بينها حلفاؤه في لبنان، قاصداً التيار الوطني الحر والعماد ميشال عون. وبحسب الوسطاء، لا يرى الحريري أي مانع في تعزيز تواصل قائم بين تيار المستقبل والتيار الوطني، على مستوى سياسي يتمثل في علاقة بين الوزير جبران باسيل ومدير مكتب رئيس المستقبل نادر الحريري، إلى جانب التواصل بين الكتلتين النيابيتين للطرفين.

من جهته، قال مسؤول بارز في التيار إن التواصل قائم مع المستقبل، وإنه ليس صحيحاً ما أشيع عن عودة القطيعة إلى العلاقة مع السعودية. وأوضح أن الاتصالات بين الجانبين لم تتوقف يوماً، وأن التيار تواصل مع فريق الحريري في شأن الملف الحكومي وعرض وجهة نظره، كما فعل مع جميع الأطراف المعنية بهذه المسألة. ولفت المسؤول إلى أن هواجس التيار زادت بعدما قابل الرئيس المكلّف عدم الممانعة الحريرية بتشدد غير مفهوم، معطوفاً على تشدد أكبر من جانب الرئيس فؤاد السنيورة الذي لا يبدو راضياً عن استراتيجية الحريري في الملف الحكومي.

لقاء روما

وأعاد البعض هذه الإيجابيات المستجدّة إلى لقاء عقد قبل نحو أسبوعين بين عون والحريري في روما، على هامش زيارة الأول لإيطاليا. وهو لقاء تردد بقوّة أن ترتيباته اللوجستية تولاها رجل أعمال تربطه صلة قوية بالرجلين. والحديث هنا هو عن جهاد العرب، وأحد مساعديه سليم الصايغ المقرب أصلاً من عون. وقد حرص عون والحريري على اتخاذ إجراءات خاصة لجعل اللقاء غير معلن وبعيداً حتى عن الوفدين المرافقين.

ونقل مصدر موثوق عن جنرال الرابية تأكيده حصول اللقاء، وقوله إن الحريري «كان ودياً للغاية»، وإنه أبلغه بأنه «نادم على أمر واحد حصل معه عام 2005، هو أنه عندما جاء عون من فرنسا إلى لبنان، تجاهلت التعاون معه، وأنا أريد فتح صفحة جديدة».

 وقال المصدر إن عون لم يكشف تفاصيل إضافية، لكنه أكد أن اللقاء يسمح بتواصل أفضل لاحقاً، وأن «الترسّبات السابقة في العلاقات بين الطرفين تحتاج إلى وقت وجهد من أجل إزالتها». وأضاف أن عون «بدا واثقاً من أن هناك تفاهماً ثنائياً على التأسيس لعلاقة جديدة والتخطيط للمستقبل».

ماذا عن دور بريطانيا؟

ملف التواصل المباشر بين عون والحريري، كان قد أثاره سابقاً مسؤول بريطاني رفيع المستوى زار بيروت، والتقى الوزير جبران باسيل على هامش مأدبة عشاء في منزل السفير البريطاني في بيروت طوم فليتشر. يومها، قال باسيل للمسؤول البريطاني إن التيار منفتح على العلاقة مع الجميع، وإن تحالفه مع حزب الله لا يحول دون اتخاذه أي خطوة، وهو مستقل في كل ما يقوم به، وإنه قرر الانفتاح على السعودية، وهو مستمر في هذا الاتجاه، كذلك إن الانفتاح على الحريري قائم، وهناك تواصل بين كتلتي الفريقين في المجلس النيابي، وإن تواصلاً حصل بين العماد عون والرئيس الحريري أفضى إلى تكليفه من جانب عون التواصل مع نادر الحريري.

وقد طرح المسؤول البريطاني على باسيل فكرة رفع مستوى التواصل، قائلاً له: «نحن نعيش الآن في مرحلة عقد صفقات جديدة في المنطقة، وطموحكم المشروع لتولي رئاسة الجمهورية يحتاج إلى موافقة بقية الشركاء في البلاد، وأيضاً إلى موافقة العواصم المؤثرة في لبنان ودعمها. لذلك، أنصحكم بترتيبات لعقد لقاء مباشر بين الجنرال والرئيس الحريري في إحدى الدول الأوروبية». وأبدى المسؤول البريطاني «استعداده شخصياً واستعداد حكومته للإسهام في ترتيب هذا اللقاء في أي وقت». وتحدّث المصدر الموثوق عن آخر اجتماع عقده العماد عون مع السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل، وقد أبدى خلاله الأخير تفهمه لموقف عون من الملف الحكومي، ومشروعية سعيه إلى رئاسة الجمهورية. لكنه كرر النصيحة البريطانية بعدم حصر عون علاقاته الداخلية بالمحور الذي يقوده حزب الله، وبضرورة الانفتاح على الطرف الآخر، ولا سيما الحريري.

 

جنبلاط يعيد تعويم العريضي لاسباب في نفس يعقوب وقد يكشف عنها في التوقيت المناسب

صوت الجبل/أشارت اوساط “الديار” إلى انه “مع تكليف الوزير السابق غازي العريضي من قبل رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط لتمثيله في مأتم وكيل الداخلية السابق في “الحزب التقدمي الاشتراكي” في عاليه سامي مروش يحمل أكثر من اشارة، يأتي في طليعتها ان جنبلاط يعيد تعويم وزير الاشغال العامة والنقل لاسباب في نفس يعقوب وقد يكشف عنها في التوقيت المناسب”. ولفتت الاوساط الى انه “في المرحلة الراهنة لم يعد لدى جنبلاط وقتاً مستقطعاً للمواقف الحادة والعنيفة، فقد بدأ بتنفيذ اجندة تنظيم الخلاف مع الجميع الى حدود الالتقاء بهم، فعلى الصعيد السوري نسف جنبلاط مقولة “الانتظار على ضفة النهر” مطالباً بـ”النأي بالنفس” عن المجريات السورية ومن زاوية ان اي لاعب او طائفة او مذهب او نظام لا يقدم ولا يؤخر قيد انملة في لعبة الامم ومن هذه الزاوية اغلق جنبلاط الباب على مواقفه السابقة من النظام السوري مفضلاً الصمت كونه اكتشف انه “ذهب المرحلة” حيث لا يجدي الصراخ نفعاً في ملعب العمالقة الاقوياء وكما هي الحال بالنسبة الى سوريا اقترب جنبلاط من “حزب الله” ومن ايران من خلال تلبيته دعوة العشاء التي اقامها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف حيث لقي ترحيباً حاراً وجلس قرب وزير الخارجية الايراني وليست المأدبة التي اقامها له السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن ابادي الا تتمة لما حصل في عشاء وزارة الخارجية الايرانية”.

 

"لقاء مسيحي" يطرح توزع المسيحيين في الحكومة.. ويعود إلى المشروع الأورثوذكسي

خاص- Alkalimaonline/في "لقاء مسيحي" جمع شخصيات سياسية من 8 و14 آذار، جرى الحديث عن تشكيل الحكومة وحصة المسيحيين فيها، فتبين لهم أنّ ما يحكى عن مناصفة فيها لا يطبّق كما هو مطلوب لجهة التمثيل المسيحي الحقيقي، وأنّ المشكلة في الحكومة هي نفسها في الإنتخابات النيابية. وفي هذا الإطار، فإنّ أحد الشخصيات المسيحية في 8 آذار والقريبة من العماد ميشال عون كشف لموقع "الكلمة أون لاين" أن اللقاء بحث في أن 12 وزيراً مسيحياً في حكومة من 24 وزيراً سيحصل تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه عون على أربعة وزراء فيكون له وزيرين ولحليفه تيار المرده وزيراً والطاشناق وزيراً. وإن مسيحي 14 آذار سيحصلون على على 3 وزراء إذا شاركوا، ويتوزعون على وزير للقوات اللبنانية وثان لحزب الكتائب وثالث للمسيحيين المستقلين، فيكون المجموع 7 وزراء ويبقى 5 وزراء مسيحيين ستكون حصة رئيس الجمهورية منهم اثنين ليرتفع المجموع الى 9 ليحصل تيار المستقبل على وزيرين ومسيحيين وجبهة النضال الوطني برئاسة النائب وليد جنبلاط على وزير مسيحي.  وبذلك تصبح المناصفة وهمية وليست حقيقية، وإن الممثلين الحقيقيين للمسيحيين يحصلون على نصف مقاعد + واحد من ضمن المناصفة.وأشارت هذه الشخصية المسيحية الى أهمية أن يقر قانون "اللقاء الأرثودكسي" للإنتخابات النيابية لأنه الوحيد الذي يكفل المناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين، وتكون المقاعد الوزارية كما النيابية يختارها المسيحييون أنفسهم وليس غيرهم.

 

أمانة '14 آذار”: ليبادر اللبنانيون إلى إجراء مصالحة فيما بينهم

 رأت الأمانة العامة لقوى '14 آذار” أن الأوضاع المتردية على كل المستويات، تضع اللبنانيين أمام مسؤولية تاريخية كي يمسكوا بمصيرهم الوطني، وأن يضعوا حداً للدورة الجهنمية من العنف والقتل، فيستعيدوا حُلمهم الذي أبصر النور في ربيع الـ ٢٠٠٥. والحال إن العدالة هي وسيلتهم الوحيدة لوضع حدّ نهائي لحروبهم، ولإعادة الإعتبار إلى القانون الذي عليه يتأسس عيشهم المشترك. الأمانة العامة وفي البيان الصادر عن اجتماعها الدوري اعتبرت أنه في إطار هذه الرؤية إلى العدالة تقع أهمية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إذ وللمرة الأولى في تاريخنا يُستدعى مُرتكبو جريمة سياسية كبرى للمثول أمام العدالة كي لا تستمرّ سياسة الإفلات من العقاب في لبنان والمنطقة. وشددت على أنه من الضروري أن يبادر اللبنانيون إلى إجراء مصالحة فيما بينهم، ولكن على أسس واضحة قوامها الدستور والقوانين المرعية لدولة فعلية تجمع السلاح غير الشرعي، وتحتكر وحدها حق استعماله على أرضها. مصالحة لا تستبق العدالة ولا تلغي أحكامها. وكي تؤدّي المصالحة ثمارها العملية ينبغي أن تدفع اللبنانيين، جميع اللبنانيين، إلى المجاهرة بالتمسك بـ”إعلان بعبدا” الذي أقرّته طاولة الحوار الوطني في 11/06/2011 وبإسقاط 'ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة” كمدخلٍ سياسي واضح ووحيد لأي بيان وزاري لأي حكومة قد تشكّل في لبنان. كما قدّرت الأمانة العامة مواقف قيادات 14 آذار الداعية إلى الحفاظ على السلم الأهلي، ودعت إلى أن لا تكون أي طائفة في لبنان وقوداً في حروبٍ عبثية بين 'القاعدة” و”حزب الله”.

 

الإبراهيمي لا يتوقع إنجازا في الجولة الأولى من جنيف2

جنيف – رويترز/قال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي اليوم الأربعاء إنه لا يتوقع تحقيق أي إنجاز مهم في الجولة الأولى من محادثات سوريا، التي تنتهي يوم الجمعة، لكنه يأمل في ثمار أكبر من الجولة الثانية التي تبدأ بعد ذلك بحوالي أسبوع. وعبر الإبراهيمي عن الأمل في أن تمارس روسيا والولايات المتحدة تأثيراً أكبر على الجانبين لسد فجوات كبيرة جداً، وأضاف أن الأمم المتحدة والحكومة السورية ما زالتا تتفاوضان لدخول قافلة مساعدات إلى مدينة حمص التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال في مؤتمر صحافي بعد لقاء مع وفدي الحكومة والمعارضة في محادثات تمهيدية بشأن حكومة انتقالية مقترحة بموجب خارطة طريق أقرت في 2012: "بصراحة لا أتوقع أن نحقق أي شيء كبير، وأنا سعيد جدا أننا ما زلنا نتحدث لكن الجليد يذوب ببطء لكنه يذوب".

 

مقالات

 

حين ينفق حزب الله على مجاهديه 3 ملايين دولار من مشاريع وزارة الزراعة!

طارق نجم/موقع 14 آذار

هل سيطالب حسين الحاج حسن بالحفاظ على وزارة الزراعة من ضمن الحصة الحكومية لحزب الله كما طالب جبران باسيل بوزارة الطاقة؟ من يدري؟ ربما سنعرف في الأيام القادمة. هذه الفرضية طرحت نفسها مع الفضائح المتتالية التي ترشح من وزارة الزراعة والتي من المفترض أن تكون في خدمة قطاع اقتصادي تتضاءل مساهمته في الاقتصاد الوطني نتيجة السياسة الزراعية التي لا تقوم على تحفيز فاعل للمزارعين ومربي المواشي بل توزع الإهتمام على أساس المحسوبية والإستزلام السياسي. من الدلائل على هذه السياسة العوجاء مشروع أعلن عنّه وزير الزراعة حسين الحاج حسن بالتعاون مع الفاو (أي منظمة الزراعة والغذاء العالمية) لتحصين البقر والماعز وقد رُصِد له مبلغ 3 ملايين دولار بإشراف مسؤول الارتباط بين الوزارة والفاو الدكتور "ش. ك.". وكان من المفترض أن يشارك في هذا المشروع الذي يبدأ في كانون من هذا العام ولمدة 8 أشهر 70 شخص كحدّ أقصى، وينال من خلاله كل طبيب بيطري راتب 1500 دولار شهرياً وكل مساعد فني 1000 دولار شهرياً وللسيارة 60 دولار. أعلن عن المشروع في شهر تشرين الثاني 2013 ولكن الوزير فاجأ الجميع بعد شهر حين عدّل برنامج العمل بطريقة مفاجئة من 8 أشهر عمل الى 70 يوم عمل فعلي، على أن يصبح الدفع فقط على أساس 60 دولار للطبيب في اليوم، والعامل الفني 30 دولار يومياً وللسيارة 30 دولار يومياً. بعد اسبوعين، فاجأ الوزير العاملين في الوزارة بتعديل جديد على المشروع من خلال تخفيض العمل به الى 60 يوم فقط من دون تبرير مقنع مع الإبقاء على مبلغ الملايين الثلاثة وفق معدل دفع جديد: 50 دولار في اليوم لكل طبيب، وللمساعد الفني 25 دولار يومياً وللسيارة 20 دولار يومياً. وعندما تم سؤال مستشاري الوزير عن السيارة التي يمكن استئجارها مقابل 20 دولار يومياً قال المسؤولون: استأجروا سيارة بيكانتو! وكان هذا بحدد ذاته قمة السخرية في وقت لا يمكن الوصول الى هذه مزارع تربية المواشي بإستخدام هذه السيارة بسبب الطريق الوعرة. ونتيجة هذا التلاعب ارتفع المشاركين في المشروع من 70 شخصاً هم الحد الأقصى المفترض الى ما يزيد عن 130 من العاملين المياومين القابلين للزيادة بحسب المصلحة الحزبية للوزير. وبحسب مصادر متابعة فقد بدا أنّ أكثر من نصف الأشخاص العاملين لا يمتّون الى الطب البيطري بأي صلة بل هم مجرد تنفيعات ومحاسب الوزير ومستشاريه. والتغييرات التي جرت سواء في معدلات الدفع أو برنامج المشروع ما هي إلا تلاعب بالشروط المتعلقة بتنفيذ المشروع الذي "جاء" به الوزير الحاج حسن كما يقال وسلّم ادارته الى عدد من مستشاريه. فالمسؤول المنتدب في الوزارة من قبل الوزير شخصياً هو دكتور ذ. ف. ب. أما عرّاب المشروع بشكل غير رسمي فهو الدكتور المهندس ص. ابن عم الوزير. ويبقى م. خ. مستشار الوزير الحاج حسن أبرز منفذي سياسة الوزير في الوزارة. وخلال أحد الإجتماعات، أعترض أحد الأطباء على إشراك أشخاص لا علم ولا معرفة ولا خبرة لهم بالطب البيطري في المشروع، فأجابه المستشار قائلاً: هناك العديد من المستفدين أيتام وأرامل وذوي أوضاع خاصة ومجاهدين... وهذا أمر لا يمكن للجميع فهمه!

آخر أخبار المشروع هو ما أشاعه الوزير حسين الحاج حسن من أنّه في حال تركه للوزارة قبل البدء بالتنفيذ فإنّ مصير المشروع التوقف. وهنا نتساءل هل المشروع مرتبط بالوزير شخصياً أم بالوزارة؟ وهل الهبات أصبحت تقدم الى شخص الحاج حسن أم إلى وزارة الزراعة اللبنانية؟ وهل أصبح حزب الله بوزرائه يقولِب الزراعة والإقتصاد في لبنان على قياسه بعد أن سيطر على الأمن والدفاع؟

 

ما منطق الإبراهيمي؟!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/لم يفشل المبعوث الدولي وضابط إيقاع مفاوضات جنيف، الأخضر الإبراهيمي، في مطلب مؤتمر جنيف بتشكيل حكم انتقالي يخرج بموجبه بشار الأسد فحسب، بل فشل حتى في إخراج 400 طفل وامرأة محاصرين في حمص القديمة. ونحن نعرف أن فريق الأسد المفاوض جاء إلى سويسرا لتخريب المؤتمر، ونجح. لا شيء أفلح فيه الإبراهيمي الذي يقول إنه كان يحضِّر لعقد المؤتمر منذ شهر مايو (أيار) الماضي. وبالتالي، لا أدري إلامَ يستند في تركيزه على جمع الطرفين المتحاربين في غرفة، وهو يدرك جيدا أن من هو خارج الغرفة، أي الأسد، يستحيل أن يسمح بأي تنازلات، حتى لو كانت فتح ممر لفريق الصليب الأحمر لإنقاذ المحاصرين في حمص من عشرة أشهر، فما بالنا نتوقع من نظام الأسد أن يسمح لموظفيه في جنيف بأن يفاوضوا على فكرة خروجه من الحكم، بتشكيل حكومة ائتلافية من دونه؟!

لقد أحرج وفد المعارضة السورية الأمم المتحدة، أكثر مما نجح في محاصرة وفد الأسد؛ ظهرت الأمم المتحدة مؤسسة هزيلة، وممثلها الإبراهيمي عاجزا عن تحقيق أقل شيء، واكتفى بطلب الدعاء له من كل متسائل مستغرب، ولو كان الدعاء وحده المطلوب لما احتجنا إلى الذهاب لجنيف، فمساجد العالم العربي تضج بالدعاء من ثلاث سنوات.

جنيف كانت امتحانا لمؤسسة الأمم المتحدة، والدول الكبرى، للعمل على وقف المأساة السورية، وسقطت في الامتحان، ومضاعفات الفشل المزيد من تدهور الوضع في سوريا وتدهور أمن المنطقة. فالنظام السوري يمارس علانية محاصرة المدن، ولدى المنظمات الدولية، بما فيها التابعة للأمم المتحدة، رصد ضخم لعمليات القتل بالتجويع والحصار، وهي لا تفعل سوى أن ترجو من النظام أن يسمح لقوافل الإغاثة بالدخول. لدى الأمم المتحدة قائمة من أربعة آلاف شخص لإنقاذهم من الموت المحقق في حمص، وكل ما يفعله الإبراهيمي هو السعي لإقناع النظام والمعارضة بالجلوس في غرفة واحدة! يبدو وكأن الهدف منه إطعام الإعلام بالصور النادرة عن نجاحات المبعوث الأممي والتقدم المأمول!

نحن لم نأمل كثيرا، كنا ندرك قبل أن يسافر أحد إلى سويسرا أنه لن ينجح، إنما ليكن مؤتمر جنيف شاهدا، ليس على الأسد، لأن حرب الإبادة التي يمارسها شاهدة عليه، بل شاهدة على الإبراهيمي والأمم المتحدة والفريق الدولي المنخرط في العملية السياسية في القضية السورية.

سيقول الإبراهيمي إنه لا يستطيع أن يفرض أمرا على الفريقين المتقاتلين، ونحن لا نطالبه بالمستحيل، مثل إيقاف القتال وإخراج نظام الأسد، بل نلومه على تقاعسه في الموضوع الإنساني، وعدم حشد موقف سياسي، لصالح إنقاذ المحاصرين وجعلها قضية رئيسية لا تسامح معها. النظام السوري أذل الإبراهيمي وليس المعارضة. وزير إعلام الأسد الزعبي قال له، إن مطلب السماح بإخراج 500 عائلة محاصرة هي لعبة سياسية. لم يقل الإبراهيمي شيئا يستحق أن نذكركم به عن هؤلاء الناس الأبرياء! إنه يريد إخراج الأسد في حين لا يستطيع إخراج الأطفال الجوعى! أي منطق وأي أولويات؟

 

لا أمل في «جنيف 2» دون تغيير روسي وضغوط أميركية جدية

صالح القلاب/الشرق الأوسط

المفترض أن المناورات والألاعيب التي لجأ إليها وفد نظام بشار الأسد إلى «جنيف 2»، والتي بدأت بعدم التزام وليد المعلم بالوقت المحدد لكلمات المتحدثين، لم تفاجئ أحدا، بمن في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة والأميركيون والروس وكل من حضر هذا الاجتماع أو تابعه عن بعد، فهذا النظام، إنْ في عهد الوالد وإنْ في عهد الابن، اشتهر بهذه الأساليب الملتوية التي برع فيها، كما هو معروف، نائب الرئيس ووزير الخارجية السابق الأستاذ عبد الحليم خدام (أبو جمال) قبل أن يكتشف أنه وضع على جدول التصفيات ويغادر بلده لا يلوي على شيء، وحيث أصبح لاجئا سياسيا في فرنسا.

لقد بقي حافظ الأسد يمارس سياسة الابتزاز والألاعيب، التي برع فيها عربيا ودوليا، على مدى سنوات حكمه التي تجلت ليس بأبهى وإنما بأسوأ صورها في لبنان الذي احتله احتلالا مباشرا ورّثه من بعده لابنه الرئيس الحالي، وهذا من المفترض أن كل الذين تعاطوا مع هذه الأزمة السورية التي بقيت مستمرة ومتصاعدة على مدى السنوات الثلاث الماضية يفهمونه ويدركونه ويضعونه في حسبانهم وهم يحاولون وضع حد لهذه المأساة التي في ضوء ما جرى في «جنيف 2» يبدو أن نهايتها لا تزال بعيدة، وأن هناك مستجدات ستكون بالغة الخطورة.

إن ما فعله وليد المعلم في الجلسة الافتتاحية وما أبداه أفراد الوفد الذي رافقه إلى هذا الاجتماع خلال كل الجلسات التي عقدت من دون إحراز ولو بمقدار قيد أنْملة من التقدم والنجاح كان مخططا له سلفا؛ فالرئيس بشار الأسد الذي نصحه الروس بضرورة الحضور وعدم الاستنكاف أصدر تعليماته القاطعة المانعة إلى وزير خارجيته المطيع دائما وأبدا بأن عليه أن يبقى يلف ويدور، وأن يبقى يداور ويناور، وأن يستمر في محاولات حرف «جنيف 2» عن مساره المستند إلى بيان «جنيف 1» وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الذي صوت عليه الروس والصينيون والتزموا به.

وهكذا فقد اتضح أن لعبة هذا النظام الذي اشتهر بالتزييف السياسي وبالألاعيب والمناورات كانت تقضي، وهذا ما حصل فعلا، بأن يبقى وفده يماطل وأن يواصل التهرب من مناقشة استحقاق: تشكيل الهيئة الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة التي نص عليها بيان «جنيف 1»، وأن يستمر في استنزاف الوقت بينما تلجأ قواته في الوقت نفسه بالتصعيد على كل الجبهات ليظهر أنه يفاوض من موقع التفوق والقوة وليعطي الانطباع بأن أقصى ما يمكن أن «يعطيه» هو تشكيل حكومة مشتركة من «جماعته» ومن المعارضة الداخلية تكون تحت إشرافه وتأتمر بأوامره وتشكل مجرد «فسيفساء» ديكورية لنظامه وحكمه.

وهنا فإن ما يعزز أن هذا النظام لا يمارس سياسة جدية وجادة وإنما مجرد مناورات وألاعيب سياسية أنه لجأ، إنْ عشية اجتماع «جنيف 2» وإنْ بعد ذلك، إلى تأخير عملية التخلص من أسلحته الكيماوية وفق الخطة الدولية التي جرى إبرامها تحت التهديد والوعيد والضغط الشديد، وهذا ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وما شكا منه، وما قد يؤدي إلى العودة للتلويح بالضربة العسكرية إنْ لم يتخلَ بشار الأسد عن ألاعيبه ومناوراته هذه التي بالتأكيد سيدفع ثمنها غاليا في النهاية.

لقد اتضح منذ الجلسة الأولى ومنذ أنْ تمرد وليد المعلم وأعطى لنفسه ثلاثة أضعاف الوقت الذي حدده الأمين العام للأمم المتحدة لكل واحدة من الكلمات الافتتاحية، أن هذه المفاوضات ستكون فاشلة وأنها لن تؤدي إلى أي نتيجة إنْ لم يتدخل الأميركيون والروس، الذين كانوا ينخرطون في مفاوضات جانبية هي المفاوضات الحقيقية في حقيقة الأمر، ويمارسوا ضغطا جديا على بشار الأسد ويفهموه أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 المستند إلى بيان «جنيف 1» سوف ينفذ وأن الهيئة الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة سيجري تشكيلها، وأن عليه ألا يفكر على الإطلاق في الترشح لانتخابات رئاسية جديدة.

إن هذا النظام لا يفهم إلا القوة، ولذلك فإنه سيبقى يناور ويداور، وسيبقى يتلاعب بعامل الوقت ما لم يواجه بالتهديد الذي واجهه قبل سحب قواته خلال ساعات قليلة فقط من كل الأراضي اللبنانية في عام 2005 وما لم يواجه بالتهديد الذي جعله يلتزم صاغرا بقرار مجلس الأمن الدولي ويبادر إلى تسليم كل أسلحته الكيماوية ليجري تدميرها والتخلص منها بالصورة الجارية الآن.

إنه من غير الممكن أن يذعن بشار الأسد لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 ويوافق على تشكيل الهيئة الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة، التي يعني تشكيلها نهاية مؤكدة له ولنظامه وحكمه، ما لم يتعرض لضغط جدي أولا من قبل الولايات المتحدة، وثانيا من قبل روسيا الاتحادية، أو من كلتيهما معا، فهو يعد، وهذا صحيح كل الصحة، هذه المسألة مسألة حياة أو موت، وأنه إن هو غادر كرسي الحكم فإنه سيذهب توا إلى شبك الاتهام في محكمة الجنايات الدولية إنْ بسبب علاقته التي غدت مؤكدة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري والاغتيالات التي قبلها وبعدها، وإنْ بسبب المجازر البشعة التي ارتكبها بحق عشرات الألوف من أبناء الشعب السوري التي غدت موثقة من قبل هيئات دولية كثيرة.

وحقيقة أن هذا القرار، أي قرار إلزام بشار الأسد بالقبول بتشكيل الهيئة الانتقالية المشار إليها آنفا، هو بيد الروس الذين أبدوا بعض المرونة تجاه هذا الأمر في الفترة الأخيرة والذين إنْ همْ عادوا إلى مواقفهم السابقة، التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، فإن الوضع سيتجه إلى المزيد من التعقيد، ولذلك فإنه لا بد من أنْ تتصرف الولايات المتحدة، ومعها الدول الأوروبية، وبسرعة التصرف الذي تفرضه عليها مكانتها الدولية ومصالحها الاستراتيجية في هذه المنطقة والمناطق المتاخمة، والذي يحافظ على وحدة سوريا ويحول دون «خيار» إقامة دولة علوية سيؤدي قيامها إلى نشوب حروب طائفية قد تستمر لعشرات السنوات.

إن هذا جانب، وأما الجانب الآخر فهو أنه على «الائتلاف» وعلى المجلس الوطني وعلى أصدقاء سوريا كلهم، وفي مقدمتهم الدول العربية المعنية، المسارعة لوضع حد لهذا التشرذم المؤسف حقا في صفوف المعارضة السورية، فالقادم، كما هو واضح، سيكون أسوأ وأخطر كثيرا من كل ما جرى خلال السنوات الثلاث الماضية، ولهذا فإنه ما لم توحد هذه المعارضة صفوفها وإنْ على أساس برنامج الحد الأدنى، فإن كل هذه التضحيات ستذهب هباء، وإن سوريا ستنتهي إلى التشظي والتقسيم لا قدر الله جل شأنه.

يجب أن تتخلى كل هذه الفئات وكل هذه التشكيلات عن أنانياتها وأيضا عن ارتباطاتها الخارجية، وتلتقي على برنامج الحد الأدنى وتحول الجيش الحر إلى جيش وطني فعلي بتشكيلات منضبطة وبقيادة عسكرية واحدة تمتلك الصلاحيات الكاملة، وإلا. ويجب أن نقول هذا بكل صراحة وصدق، فإن هذه الفرصة التاريخية ستضيع حتما، وإن كل هذه الدماء الزكية التي سالت ستذهب هباء وهدرا، وإن أرواح عشرات الألوف من الشهداء سوف تلْعن من تسبب في إضاعة هذه الفرصة التاريخية.

ثم إنه لا بد من تحويل الحكومة الحالية التي شكلها «الائتلاف الوطني» وبسرعة، إلى حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها إنْ لم يكن كل القوى السياسية والتشكيلات المعارضة، فأغلبها، وتتمثل فيها أيضا بعض أطراف وبعض رموز المعارضة الداخلية، وكل هذا بالإضافة إلى ما يدعى الأقليات القومية والدينية والمذهبية، وفي المقدمة الطائفة العلوية التي لا شك في أن فيها الكثير من المغلوبين على أمرهم والكثير من الرموز الوطنية والقومية التي ترفض استبداد هذا النظام وحكمه العائلي وانحرافه، وترفض كل هذا الدمار والخراب الذي ألحقه بسوريا.

 

سوريا على طريق البوسنة إذا فشل «جنيف»!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/

الهدف الرئيس المعلن لمؤتمر «جنيف 2» كما شرحه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، هو إنهاء الحرب الأهلية والتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة المتجذرة في سوريا منذ شهر مارس (آذار) 2011. لكن احتمالات النجاح ضئيلة للغاية. الانطلاق هو من وثيقة مؤتمر «جنيف 1» التي يختلف طرفا المفاوضات على تفسيرها. أهمية وثيقة «جنيف 1» أنها الوثيقة الوحيدة التي اتفقت حولها الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، إضافة إلى دول أخرى. بعد افتتاح المؤتمر، بدأت المفاوضات بين وفد الحكومة السورية ووفد الائتلاف الوطني المعارض، ورغم خبرة الوسيط الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي فإن المفاوضات بين الطرفين ظلت هشة وقد تنهار في أي لحظة.الوفد الرسمي، وقبل البدء بالمفاوضات السياسية، أراد - كما يقال - أن يأتي «من فوق»، فقدم ورقة تنص على نبذ التعصب والتكفير واحترام سيادة سوريا واستعادة أراضيها وحق الشعب السوري في اختيار نظامه السياسي. المعروف عن المفاوضين السوريين شطارتهم، بأن يأخذوا الطرف الآخر إلى البحر والعودة به عطشان. اعتقدوا في «جنيف 2» أن يقفزوا على «جنيف 1»، ولما رفض الائتلاف، أطلق الوفد الرسمي العنان لأسلوبه المعروف بقوله: «إن الورقة التي جرى تقديمها لا يمكن لأي سوري شريف يفتخر بسوريته ويحب وطنه أن يرفضها». عدنا إلى إدخال الشرف في المزايدات.

الفريقان دخلا القاعة، وكل ينظر إلى ساعته؛ متى تحين ساعة الانتهاء. روسيا ضغطت على دمشق، والأميركيون هددوا المعارضة بقطع المساعدات عنها إذا لم تحضر. لكن الفريقين يعتقدان إمكانية الحسم العسكري، رغم توافق كل المراقبين العسكريين على عدم قدرة أي منهما على إلحاق الهزيمة بالطرف الآخر.

وكان تردد في كواليس قاعات المفاوضات بجنيف، أنه إذا حصل ووافق الائتلاف الوطني على دعم وقف إطلاق النار من دون أن يشترط رحيل الأسد، فإن وزير الخارجية السوري وليد المعلم لديه تفويض بعرض حقائب وزارية على الائتلاف، لا تتضمن أي وزارة استراتيجية. ومن بين تلك الوزارات: الزراعة، الري، الثقافة، النقل، الصناعة والاتصالات.

في هذا الوقت، تحولت ساحة المعركة إلى حرب استنزاف تتمتع فيها قوات الرئيس الأسد بالتفوق، لكنها غير قادرة على توجيه ضربة عسكرية حاسمة.

في لقاء مصغر مع أحد القادة العسكريين الغربيين بلندن، رأى أن المعارضة في موقف أضعف مما كانت عليه في السنة الماضية، فاتفاق نزع الأسلحة الكيماوية أعاد النبض إلى شرايين النظام، وموازين القوى التي كانت تتأرجح على الأرض صارت في مصلحة النظام منذ منتصف عام 2012 عندما بدا كأن الثوار سيلحقون هزيمة بالقوات النظامية. إلا أن روسيا قامت بتعزيز الأسد عسكريا، وكذلك فعلت إيران ومقاتلو حزب الله، ومن جهتها صارت المعارضة عرضة للكثير من الانقسامات الداخلية في صراعها على السلطة، وبعدما ارتكبت الخطأ الجسيم باعتبارها «النصرة» و«داعش» في البداية جزءا من الثورة، واعترض معاذ الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف، على وضع الولايات المتحدة «النصرة» على قائمة الإرهاب، ثم كشف مقاتلو «النصرة» و«داعش» بالذات عن أهدافهم الحقيقية، وهي إقامة «الخلافة» التي تطلبت منهم ارتكاب جرائم بحق سكان الأراضي المحررة، وتوجيه أسلحتهم إلى الجيش السوري الحر. وتشعبت معارك المعارضة، ولا مجال لتعداد الألوية التي يقاتل بعضها بعضا. وكان الغرب بدأ يشتري حجة الأسد بأن كل المعارضة السورية فريق مختلط من الإرهابيين، فأعطاه القتال الداخلي دعما لادعائه أن المعركة الحقيقية في سوريا هي ضد «الإرهابيين» و«الخونة».

ويضيف المصدر العسكري: «حقق النظام تقدما في دمشق وعلى الحدود السورية - اللبنانية، وحمص وضواحي حلب، أي المناطق التي يعتبرها ذات أولوية استراتيجية بنظره، وعليها ركز الهجمات العسكرية. في حمص وعلى الحدود مع لبنان، ساهم مقاتلو حزب الله في ترجيح كفة ميزان العمليات العسكرية لمصلحة النظام، كما أن الأسد استطاع المحافظة على وسط دمشق وحماه وإدلب والمدن الساحلية».

يبقى شمال البلاد الواقع تحت سيطرة الثوار والجماعات الجهادية، ومع ذلك حافظ النظام على وجود محدود له في بعض المناطق مثل الرقة ودير الزور. هدفه احتواء هذه المناطق في الوقت الحالي قبل محاولته في مرحلة لاحقة استعادة السيطرة الكاملة عليها. في الشمال الشرقي (حيث الأكراد)، فإن «الحزب الاتحادي الديمقراطي» عمّق قبضته على الأرض بالتعاون مع النظام، وأعلن الأسبوع الماضي تشكيل حكومة الحكم الذاتي، وأطلق على الشمال الشرقي لسوريا اسم «روجوفا» أي غرب بلاد كردستان.

في دافوس وأثناء لقائه مديري شركات النفط العالمية، قال ممثل حكومة كردستان العراق: «سنعلن استقلال كردستان في السنوات الخمس المقبلة».

وحسب المصدر العسكري، فهناك حالة من عدم الاستقرار في جنوب سوريا وحلب، حيث من الصعب تقييم أي من الطرفين له اليد العليا. يبدو أن النظام قد اكتسب زخما في ضواحي حلب، لكن في الجنوب فإن الثوار يقوضون قبضة النظام على الحدود مع الأردن. ويبذل النظام كل ما في وسعه لبسط سيطرته على المدن، ومنع طرق الإمداد للمعارضة عبر الحدود مع الأردن ولبنان.

الذي عزز قوة النظام، وسهل له تسجيل انتصارات تكتيكية على المعارضة، هو الدعم الخارجي الذي يحظى به في مختلف المجالات. حزب الله قوى النظام إلى درجة كبيرة في حمص وبالقرب من الحدود اللبنانية، في حين أن الثوار في شمال سوريا تلقوا الجزء الأكبر من الدعم عن طريق تركيا، وهم ركزوا على قصف أهداف استراتيجية مثل مرافق تخزين الأسلحة والمطارات، لكنهم يجدون صعوبة في السيطرة بسبب دأب النظام على محاولات استعادتها. كما أن تمدد الثوار تباطأ في الأشهر الأخيرة.

ويضيف المصدر العسكري، أنه ورغم أن النظام لديه ميزات عسكرية بما فيها التفوق الجوي والتكنولوجي، فإن هذا لا يعني أن النصر الحاسم بانتظاره، فهو أصبح يعتمد بشكل متزايد على حزب الله وإيران اللذين ينظران إلى سوريا كجسر جيو - استراتيجي بينهما، ومع دعمهما قد يحقق النظام مزيدا من المكاسب في المناطق التي تدخل في أولوياته الاستراتيجية، لكن النصر العسكري الحاسم سيظل بعيد المنال، لهذا فإن «جنيف 3» سيتحدد لاستكمال طريق الحل الدبلوماسي، حتى ولو لم يؤد «جنيف 2» إلا إلى تغيير القليل من التوقعات الأكثر تشاؤما.

وفي ظل الإمدادات العسكرية الواضحة التي يتلقاها النظام، كانت لافتة جرأة الوفد السوري في جنيف، باعتراضه يوم الثلاثاء الماضي على تصويت الكونغرس الأميركي على تزويد المعارضة بأسلحة غير فتاكة. بثينة شعبان اتهمت واشنطن بأنها تدعم الإرهاب. فالعقلية المتحكمة في الوفد الرسمي هي التركيز فقط على مكافحة الإرهاب، أي إن كل من يصنفه النظام معارضا له يقع فورا في خانة الإرهاب، وفي المساء أطل فيصل المقداد على شاشة الـ«بي بي سي» ليدين هو الآخر الموقف الأميركي، وليضيف أن وفده يتطلع أيضا - كما طالب الائتلاف - إلى سوريا ديمقراطية وتعددية.

الأميركيون يعرفون أن المفاوضات ستكون مملة وطويلة، والروس كذلك. هناك من يقول إن تعزيز المعارضة عسكريا هو خطوة أولى يجب أن تكون جزءا من استراتيجية سياسية أكبر. وبعض الأوساط تدرس اقتراحا لتقاسم السلطة في سوريا على نسق ما جرى في البوسنة، مع فيدرالية فضفاضة تشرف على مناطق الحكم الذاتي، للأكراد، والسنة والعلويين جنبا إلى جنب مع منطقة مركزية مختلطة قد تتطلب قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة بهدف المساعدة على تهدئة التوتر والمخاوف. وبموجب هذه الخطة، قد يكون عندها للأسد دور، ليس لأنه يحق له ذلك، بل لأن المعارضة لا تملك الوسائل للإطاحة به.

للتذكير في هذا المجال، فإنه تم يوم الثلاثاء الماضي في لاهاي استئناف محاكمة الصربيين راتكو ملاديتش القائد العسكري، ورادوفان كاراديتش الزعيم السياسي في البوسنة إبان الحرب الأهلية.

 

السفير الاميركي السابق فرد هوف: عدو إيران هو السعودية لا إسرائيل، وحزب الله خط دفاعها الأول

تحدث إلى «الكونغرس» عن لقاءات بعيدة عن الأضواء مع مسؤولين إيرانيين

الخميس 30 كانون الثاني (يناير) 2014

واشنطن - من حسين عبدالحسين

"الرأي" الكويتية

• مسؤول إيراني قال لي إن لنا مصلحة مشتركة في إلحاق الهزيمة بالتحدي السعودي لواشنطن

• الإيرانيون كما الروس ليسوا «متيّمين» بالأسد ... ولكنه يمثل ركيزة لمصالح البلدين

• الرسالة التي يبعثها بوتين هي أنه عندما يقف إلى جانب صديق أو عميل ... فهو سينجو

لا روسيا ولا ايران تكنان الاعجاب للرئيس السوري بشار الاسد، ولا هما معنيتان بمصلحة سورية او السوريين، بل تتمسك كل منهما بالاسد لاسبابها ومصالحها الخاصة. ايران خصوصا، لا ترى انها على خلاف مع اميركا او اسرائيل، بل تعتقد ان عدوتها الرقم واحد هي المملكة العربية السعودية.

هذه هي الخلاصة التي خرج بها السفير الاميركي السابق فرد هوف، احد اكثر الخبراء المثيرين للاهتمام في واشنطن والذي سبق ان عمل، حتى الامس القريب، مسؤولا للملف السوري في وزارة الخارجية.

هوف، الذي شارك في صياغة وثيقة «جنيف 1» بالاشتراك مع الامم المتحدة والروس، وقف في جلسة حوارية في الكونغرس ليطلع الحاضرين على خلاصة لقاءات، بعيدة عن الانظار، يعقدها بشكل مستمر مسؤولون اميركيون، سابقون وحاليون، مع نظرائهم الايرانيين.

عن روسيا يقول هوف: «النتيجة التي تفضلها روسيا في سورية هي نجاة بشار الاسد. هذا هو بيت القصيد». ويتساءل: «الى اي مدى روسيا مستعدة للذهاب لضمان هذه النتيجة»، ليجيب: «لست متأكدا... لكني اعتقد انه من وجهة نظر الرئيس (فلاديمير) بوتين، اسباب دعم بقاء بشار الاسد في السلطة ابعد من سورية نفسها وتتعلق برؤية بوتين لعودة روسيا كقوة عظمى». ويضيف هوف: «اعتقد ان الرسالة التي يرغب بوتين في ارسالها هي انها عندما تقف روسيا الى جانب صديق او عميل، فهو سينجو، خصوصا مقارنة مع اداء (القوى العالمية) الاخرى».

ويوضح هوف: «هذا هو الوضع نفسه عند ايران»، مضيفا ان الايرانيين كما الروس، «ليسوا متيمين بالأسد... واعتقد ان الروس، ان كان سيرغي لافروف او غيره، عندما يقولون في العلن انهم ليسوا مغرمين ببشار الاسد، فهم على الارجح يقولون الحقيقة، والايرانيون يقولون اشياء شبيهة كذلك».

هوف، الذي عقد موخرا جلسات معروفة بـ «المسار الثاني» مع مسؤولين ايرانيين رفيعي المستوى، قال انه غير مخول اعطاء اسمائهم، نقل عن الايرانيين قولهم ان «حزب الله هو خط الدفاع الاول لايران في حال قيام اسرائيل بشن هجوم ضد منشآتها النووية».

ويقول هوف ان «المسؤولين الايرانيين يعتقدون ان اي زعيم اسرائيلي يفكر بهجوم من هذا النوع عليه ايضا ان يفكر بتأثير الصواريخ على المدن الاسرائيلية، وعلى البنية التحتية الاقتصادية، وعلى القواعد العسكرية».

ويضيف: «ابقاء قوات حزب الله مستعدة للقتال ليس من وجهة نظر ايران، موضوعا بسيطا، والحركة المتواصلة للعتاد والسلاح وقطع الغيار من ايران للحزب هي موضوع رئيسي، وقد وجدت ايران في بشار الاسد شخصا يقبل تماما، بل متحمس للتعامل مع ايران في تسهيل هذه الحركة الى درجة تأمين السلاح من مخازن الجيش السوري لحزب الله».

ويتابع هوف: «ايران ترى بشار اساسيا، وطهران ترى بشارا كحجر زاوية نظامها، واذا ما تمت ازاحته، ينهار كل شيء، وتكون عملية الاطاحة به تجربة للعملية الاكبر (اي الاطاحة بالنظام الايراني). لذا، الاستنتاج هو ان قابلية ايران لحل سياسي في سورية، وسط التهديد الاسرائيلي لايران، هي قابلية غير موجودة، وهو على الاقل ما سمعته» من الايرانيين.

ومما قاله هوف ان «فرضية استبدال نظام بشار بنظام آخر يدعم حزب الله بالحماسة نفسها لا تبدو فرضية ايران مستعدة للتفكير بها، وحكومة وحدة وطنية انتقالية ستعمل على الارجح على الوجود الايراني في سورية والعلاقة مع حزب الله كمشاكل تتطلب حلولا، ما يعني ان اي شيء بعد الأسد هو انحدار كبير لمصالح الامن القومي الايراني».

وينقل هوف عن مسؤول ايراني قوله «ان ايران تسلح شيعة سورية وميليشيات اخرى، لا بهدف دعم نظام الاسد، بل للابقاء على ممر الى حزب الله في حال انهار هذا النظام».

ويؤكد هوف ان كل هذا «لا يعني ان احدا من محدثينا الايرانيين ينظر الى بشار الاسد كرجل دولة او كزعيم يهدف الى حماية مصالح كل السوريين»، مضيفا ان كل المسؤولين الايرانيين «نأوا بأنفسهم وبلادهم عن ممارسات نظام الأسد، ولكن الامر يتعلق بالمصالح... وكما قال لنا مسؤول ايراني، بالنسبة لايران، الاسد جزء رئيسي من الاستراتيجية الايرانية، وليس قابلا للتفاوض».

ويتابع المسؤول السابق ان الايرانيين قالوا له ان «لا خلاف داخل ايران بين السياسيين والعسكر حول هذه النقطة، وسورية اهم بالنسبة الى ايران من خوزستان»، المحافظة الايرانية الجنوبية الغربية الغنية بالنفط وذات الغالبية السكانية العربية.

وينقل عن مسؤول ايراني قوله له ان «دعمنا لسورية جيوسياسي. هدفنا تقوية مقدرات حزب الله على الردع، وحزب الله يجعل اسرائيل تفكر مرتين، لهذا سورية مهمة، فحزب الله هو موضوع حياة او موت (بالنسبة لايران)، اما سورية كسورية، فليست كذلك».

ويقول هوف: «من المفيد القول ايضا ان محدثينا الايرانيين اجمعوا على ان العدو الحقيقي هو العربية السعودية، داخل سورية وخارجها... احدهم قال ان المملكة تزداد اهميتها يوما بعد يوم في حسابات ايران، وقال انه قلق من عواقب الحرب الطائفية والاهلية في سورية، لكن السعودية ترى مصلحتها في المدى القريب في تعويم الطائفية، وذهب الى حد القول ان للولايات المتحدة وايران مصلحة مشتركة في احتواء الحرب الطائفية في المنطقة وفي الحاق الهزيمة بالتحدي السعودي للولايات المتحدة».

ونقل هوف عن «محدث ايراني آخر» قوله «ان ايران تعتقد ان العاصفة مرت في سورية»، وانها «تشعر بارتياح للوضع هناك، ولا سبب لمواجهة ايرانية اميركية في سورية، ويمكن للبلدين ايجاد ارضية مشتركة في سورية».

ايراني آخر قال لهوف انه «لا يرى ان اميركا او اسرائيل فعلت اي شيء في سورية، وكل المشكلة تكمن في العربية السعودية، والى حد اقل تركيا».

في تركيا، يختم هوف، «حتى (رئيس حكومة تركيا رجب طيب) اردوغان مستعد الآن اكثر مما كان عليه قبلا للبحث في افكار ايرانية حول سورية، وفقا لاحد الايرانيين».

 

كانت هناك جبهة لبنانية هل تتذكرون

جورج شاهين/جريدة الجمهورية

فتحت المواقف التي اطلقتها الأحزاب المسيحية اللبنانية ومعها «الغيارى» على الوجود المسيحي في لبنان وما عبّرت عنه من مخاوف متفاوتة على مصير المسيحيين، الحديث عن وجود هواجس جديدة، فاستذكروا أنّ هناك «جبهة لبنانية» أعادت الثقة بالمسيحيين في ظروف اصعب من تلك التي نعيشها اليوم. فما الذي يمنع من أن يعيد التاريخ نفسه؟ هل من رجال يتشبهون بهؤلاء الرجال لإحياء الجبهة اللبنانية؟

تُظهر المخاوف والمخاطر التي هدّدت المسيحيين في لبنان والشرق منذ تهويد القدس وهجرة المسيحيّين الأراضي المقدسة، وبعدها "عاصفة الصحراء" مروراً بإسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، وكل ما واكب بدايات "الربيع العربي" الذي عزّز هجرة المسيحيين من أرض "ما بين النهرين" وصولاً الى ما تعرَّضوا له في "ارض الكنانة" حتى مأساة معلولا وحمص وحماة وريف دمشق"، عجز المسيحيين عن وضع استراتيجية لحماية وجودهم في هذه المنطقة. قد يقول قائل إنّ حجم النزاع الفارسي - العربي الذي تعاظم بعد انتصار الثورة الإيرانية، واعتباره حرباً سنّية - شيعية برزت على سطح الأحداث بعد الحرب العراقية - الإيرانية، وصولاً الى النزاع الإيراني - الخليجي الذي تجلَّت مظاهره على أرض العراق واستفحلت دموية على الأراضي السورية، لم يسمح للمسيحيّين بالتعبير عن استراتيجية موحدة لحماية مواقعهم وتاريخهم والمقدسات كما فعلت الإتنيات الأخرى التي حافظت على كياناتها وتمكَّنت من أن تحظى بالحكم الذاتي وغيره من مظاهر الإستقلالية عن بقيّة "جيرانها"، على رغم النزاع الدموي في ما بينها والذي لا يُقارن بحجم المناخ السلمي الذي عاشته الأقليات المسيحية مع محيطها الإسلامي والإتني على حدّ سواء. ولما كان للبنان خصوصيّته التي تُميّزه عن محيطه العربي والإسلامي، فقد فُتحت الأزمات اللبنانية المتتالية التي قادت إليها حربا "التحرير" و"الإلغاء" واستدرجت لبنان الى إتفاق الطائف، فهُجّر من هُجّر، وأوقف من أوقف وأُبعد من ابعد. وليس صعباً القول إنّ المسيحيّين لم يتَّعظوا من كل هذه التجارب، الى أن قبلوا طوعاً بأن يكونوا وقود الفرز الطائفي الذي قام بعد زلزال 14 شباط 2005 بعد عقود من الزمن لم يناقش اللبنانيون فيها مطالب مذهبية وطائفية كتلك التي يناقشونها اليوم. وربّ قائل إنّ الفرز المسيحي بين فريقَي "8 و14 آذار" شكل غطاءً وطنياً لأزمة مذهبية خطيرة هي وجه من وجوه النزاع السنّي - الشيعي في المنطقة، الذي حوَّل لبنان بقدرة قادر ليكون إحدى ساحاته، فوفَّر هذا الفرز المسيحي تأجيلاً لأزمات عدة، ابعدت عن مذاق اللبنانيين كؤوساً مذهبية مرة في مناسبات لا مجال لذكرها في هذا المقال.

لكنّ كلّ ذلك، لم تصرفه القيادات الإسلامية في لبنان في ايّ موقف او موقع، فتجاهل الطرفان الشريك المسيحي وراحت تُصاغ التفاهمات الثنائية لإبعاد شبح الفتنة المذهبية عن لبنان، فتقاسم طرفا الفتنة المزعومة المغانم وتجاهلا من وفَّر لهما الغطاء الوطني لأزماتهما المفتوحة المستوردة من اقصى العالم الإسلامي، مروراً بـ"كاريكاتور الدانمارك" وصولاً الى أزمة الجارة السورية، فاعتبر طرفا النزاع المذهبي في لبنان من بيت الوسط الى عين التينة والضاحية الجنوبية، أنّ الحرب السورية ليست في الغوطتين ولا في حمص او حلب بل هي في الطريق الجديدة والضاحية الجنوبية وطرابلس وعبرا وصولاً الى عرسال.

وعلى هذه الخلفيات، تمَّ تَعطيل مشاريع قوانين الإنتخاب التي تعيد للمسيحيّين شيئاً من صحة التمثيل الصحيح الذي صادرته الثنائية السنّية - الشيعية وصولاً الى تمرير التمديد لمجلس النواب وبعدها تعطيل المجلس الدستوري وصولاً الى تفاهمات ثنائية أخرى صيغت في ما بينهما، فكانت عقدة المداورة في الحقائب الوزارية بعد عشرة اشهر من أزمة التاليف. والأخطر أنّ كل ذلك يجري على قاعدة توفير الإستقرار في طرابلس والضاحية وعبرا، في ما الحوار الساخن قائم ومعه الإتهامات بالخيانة بين القيادات المسيحية التي تملك ما لا يُحصى من ملفات تجمعها من دون أن تتأثر علاقاتها الإنتخابية مع هذا الفريق او ذاك. وفي الخلاصة، يبقى من الضروري أن نستذكر يوم أدارت "الجبهة اللبنانية" ملفات المسيحيين وهمومهم وهواجسهم في ازمات كانت أشدّ وادهى مما نعيشه اليوم، ولذلك يُطرح السؤال مجدداً: هل هناك من مبادرات يقودها رجال يتشبَّهون بأولئك الرجال؟ ام انّ شهوة التحالفات مع هذا المحور او ذاك ما زالت عملة رائجة على مستوى القادة المسيحيين.

 

يؤلِّف يُؤلِّفان تُؤَلَّف؟

الياس الديري/النهار

إلى أن ينجلي غُبار المواجهة، أو الكباش في جنيف، ستبقى ناقة الحكومة باركة في أرضها. يومان، ثلاثة، أسبوع، أقل أو أكثر، لا يهمّ. فالقصة ههنا. والأصحّ ههناك. وتضييع الوقت مطلوب على أطباق من فضة ومن تأجيل. وبأشكال وصيَغ مختلفة. ولأسباب تتعلّق حيناً بحقيبة وزارية، كما ترتبط أحياناً باسم وزير صارت الوزارة جزءاً من كيانه، واعتادت الحقيبة حَدْبه وحنانه.  في أي حال، وأياً تكن الأسباب والعوامل، فالنتائج التأليفيّة في بيروت ارتبطت بنتائج أخرى لا صلة وصل بينها وبين العاصمة اللبنانيّة أو بعاصمة الشمال. إنما الخبر اليقين قد يأتينا من جنيف، وقد لا يأتي إلاّ من دمشق وعبْر القنوات ذاتها... وقد تكون مصحوبة ومشفوعة هذه المرّة بإشارة وتزكية من طهران، على ما تقول قارئة الفنجان، وتوافقها حالاً وسريعاً عرّافات دلفي. بصورة عامة وخاصة، لا موجب لكل الأسئلة المحيِّرة التي تدور في الفلك اللبناني، وتحديداً في فلك الاستحقاقات الكبرى التي يُبنى على أساسها لبنان "اللي جايي"... أو لبنان المرحلة الجديدة والعهد الجديد، والحكومة الجديدة، ومجلس النواب الجديد. فالوضع في سوريا له دوره. وله أُناس يتأثّرون به ويتفاعلون معه، وإن كانوا أناساً لبنانيّين يشار إليهم بالْبَنان.

غير أن هذه الحقائق والوقائع لا تلغي الأسئلة التي تبحث عن الأسباب "الدقيقة" التي تحُول دون جمْع شمل كبار الخصوم، وكبار المسؤولين، وكبار القوم، وكبار الساحة، وكبار التيارات والأحزاب... في سبيل انتشال لبنان من جبّ الأفاعي، ورفع الغطاء عن مصادر الفوضى والإرهاب والتسيّب المنتشر كالرمل في كل المدن والمناطق؟ ولمَ يبدو أمر عاديّ جداً، وبسيط جداً، كتأليف حكومة عادية جداً، كأنه من رابع المستحيلات؟ بل أصبح بعد عشرة أشهر من الانتظار بمثابة مَنْ يشاء جمع الماء والنار؟ الجواب الوحيد الذي يمكن الحصول عليه بسهولة، حتى من الناس العاديّين، أن قرار لبنان ليس في يده. كذلك قرار تأليف الحكومة السلاميّة، وما يلي من استحقاقات ذكرناها آنفاً. فالتداخل والتشابك والارتباط السياسي وغيره وسواه، هذا كلّه يتفاعل ويشكّل حالاً من الارتباك والشلل، لكون "الزرّ" يُضغط من خارج. أي من هنا إلى طهران، مروراً بالعواصم الفاعلة المعروفة بأسمائها وأدوارها.

بلى، على رغم ذلك كله ستُؤَلَّف ويؤلِّف ويؤلِّفان.

 

عون يحشر حلفاءه وقبوله رهن بالرئاسة وقانون الانتخاب اقتراح الحزب مقايضة الطاقة بالمال يصطدم برفض برّي وسلام

سابين عويس/النهار

ينقل عن مرجع رسمي بارز قوله عقب اعلان الرئيس سعد الحريري موافقته على الحكومة الائتلافية أن "الكثير قد مرّ وبقي الاصعب"، في اشارة منه الى انه لا يزال دون ولادة الحكومة عقبة العماد ميشال عون، مضيفا امام محدثه "وما أدراك ما عون!". ليس سرد هذه الواقعة الا من باب الاشارة الى أن القوى السياسية على ضفتي الصراع، كانت تعي أن أي توافق على مستوى "حزب الله" و"تيار المستقبل" لن يكون كافياً لتذليل العقبات من طريق تأليف الحكومة العتيدة. واذا كان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قد حسم خياره السياسي في اتجاه عدم المشاركة في الحكومة من دون أن يحرج حليفه، التزاماً منه لتعهده عدم الجلوس الى طاولة واحدة مع "حزب الله" قبل خروجه من سوريا، فان زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون ذهب في حساباته الى مقاربة الامور من منظار آخر. يفضل أن يأتي التوافق على الحكومة من ضمن رزمة متكاملة تلحظ التوافق على رئيس الجمهورية المقبل وعلى قانون الانتخاب. ولذلك، فهو لا يجد مشكلة في احراج حليفه، وهو الذي سلفَه الكثير من المواقف السابقة على حساب قاعدته المسيحية، وهو بالتالي غير مستعد للتضحية بمكاسب محققة حاليا أمام "جزرة" الرئاسة الممدودة له دائماً من دون أن يحظى بفرصة ولو ضعيفة لالتقاطها. وعليه، فان الجنرال لن يجازف بمكاسبه، ويدرك أن رفع سقف مطالبه لن يجعل حليفه يخذله.

فقرار الحزب تأليف الحكومة جدي، وهو ليس قرارا محليا فحسب بل يلتقي مع القرار الايراني في هذا الاتجاه. ذلك أن التطورات المقبلة على سوريا ولا سيما منها تلك التي تدفع في اتجاه الحسم العسكري، يحتاج فيها جيش النظام الى مساعدة الحزب ووقوفه الى جانبه في خوض المعارك المقبلة. وهذا الانغماس في التورط يحتاج في المقابل الى حماية "ظهر" الحزب داخليا وتوفير الغطاء له، خصوصا في ظل ما يتعرض له من هجمات من المتطرفين على خلفية ذلك التورط. واستتباعاً، فان الحزب لن يجازف في اطاحة التنازلات التي قدمها زعيم "المستقبل" لقاء قبوله بمشاركته في حكومة واحدة. لكن اصرار حليفه المسيحي على موقفه أعاد خلط بعض الاوراق.

وبحسب المعلومات المتوافرة لـ"النهار" أن حركة الضغط التي كان يمارسها الحزب على عون من أجل اقناعه بقبول مبدأ المداورة والتنازل عن حقيبتي الطاقة والاتصالات، غيّرت وجهتها من الرابية في اتجاه المصيطبة وعين التينة. اذ يسعى الحزب بعدما عجز عن اقناع عون الى اقناع الرئيس نبيه بري بمقايضة وزراة المال ( من الحصة الشيعية وتحديدا "امل") بوزارة الطاقة، واقناع الرئيس المكلف تمام سلام بالقبول بهذه المقايضة، باعتبار ان هذه الوزارة كانت معقودة لـ"تيار المستقبل". وجاء هذا الطرح بعدما تلمس الحزب موافقة عون على استبدال الطاقة بالمال.

وتلاحظ مراجع سياسية بارزة أن زعيم التيار البرتقالي يخوض لعبة سياسية داخلية بامتياز، مستفيدا من تقاطع مصالح سني شيعي على تهدئة الاوضاع وحماية الاستقرار، بحيث يفرض شروطه ويخلص الى نيلها، مشيرا الى ان تسلم عون وزارة المال سيكون مكسبا كبيرا له يفوق ما حققه في وزارة الطاقة.

هذا الطرح لا يزال موضع بحث في ظل رفض الرئيسين بري وسلام له. وينتظر أن يتبلور خلال الساعات القليلة المقبلة، علما أن حزب الله لم يوقف بعد وساطته مع عون كما انه لم يبلغ الرئيس المكلف بعد أي جواب.

وفي حين أكدت مصادر سياسية مطلعة ان لا زيارة مرتقبة لسلام اليوم لقصر بعبدا بعد اللقاء التشاوري الطويل الذي جمعه امس برئيس الجمهورية، أوضحت أن سلام لا يزال يتريث في انتظار تبلغ جواب نهائي من الحزب الذي لم يقفل الباب بعد على امكان التوصل الى صيغة مقبولة ترضي عون ولا تحرج القوى الاخرى، ولا سيما الرئيس بري.

والمعلوم ان رئيس المجلس كان سبق أن قام بمبادرة لتسهيل قيام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من خلال التنازل عن مقعد شيعي لمصلحة السنة من اجل تأمين تمثيل الوزير فيصل كرامي في الحكومة.

وعليه، فان الملف الحكومي بات أمام خيار وحيد يقضي بسير الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام بصيغة الامر الواقع السياسية، بعدما سقط خيار الحكومة الحيادية نهائياً من حسابات الرجلين، وفي ظل عدم وجود اي احتمال لاعتذار سلام، على ان تراعي الصيغة المقترحة عدالة التوزيع الطائفي، وتأخذ في الاعتبار صحة التمثيل المسيحي. وهذا الخيار يطرح فرضيتين:

- ترقب ردة فعل عون على الحقائب التي سيحصدها. فاما يوافق عليها واما يتجه الى التصعيد والتهديد بالخروج من الحكومة.

- وهذا يقود الى الفرضية الثانية التي تقول بخروج"حزب الله" من الحكومة انسجاماً مع موقف حليفه، وهذا مستبعد لأن هدف الحزب من الحكومة هو المصالحة مع "تيار المستقبل". اما اذا حصل، فيملأ شغور حقائب عون بشخصيات مسيحية تلبي معايير الميثاقية وحسن التمثيل الطائفي والسياسي، مع ارجحية تمثيل "القوات اللبنانية" بشخص قريب منها .

 

مَنْ تقصّد عدم التواصل مع عون لجعله يرفض المداورة وينسف الحكومة الجامعة؟

اميل خوري/النهار

إذا كانت قوى 8 آذار مصممة على جعل الفراغ أفضل من أي حل حتى وإن ملأته الفوضى الهدامة، إذ من خلاله تستطيع إعادة تكوين السلطة على قياس مصالحها، ووضع ميثاق وطني جديد، فإن لبنان لن يستطيع الخروج من أي أزمة يواجهها. لقد حصلت قوى 8 آذار منذ عام 2005 إلى اليوم على ما تريد من قوى 14 آذار وهي تهددها كل مرة بالفراغ... فعندما فازت هذه القوى بالاكثرية النيابية مرتين بالانتخابات لم تسمح لها بتشكيل حكومة منها بل أصرت على تشكيل حكومة من الأكثرية والأقلية مدعية حرصها على الوحدة الوطنية وعلى "الشراكة الوطنية"، والقول إنه لا يجوز لأي أكثرية أن تستأثر باتخاذ القرارات المهمة من دون مشاركة الأقلية التي تمثل هي أيضاً فئة من اللبنانيين لا يجوز تجاهلها، كما أنها لم تسمح بانتخاب رئيس لمجلس النواب غير الرئيس نبيه بري وجعلته مرشحاً أوحد وإلا عطلت نصاب جلسة الانتخاب، ولم تسمح أيضاً بانتخاب مرشح للرئاسة الأولى من قوى 14 آذار تحت طائلة التهديد بالتغيب عن جلسات الانتخاب فلا يكتمل فيها النصاب، وهو ما فعلته وجعلت البلاد تمر بأزمة انتخاب رئيس للجمهورية أشهراً عدة إلى أن فرضت أحداث 7 أيار عقد مؤتمر في الدوحة. وقد سلّمت قوى 14 آذار بذلك مفضلة حكومة سيئة على فراغ أسوأ، كما سلّمت بالتمديد لمجلس النواب عندما تعذر الاتفاق على قانون جديد. وعندما استقال الرئيس ميقاتي لأنه لم يعد يستطيع تحمّل نتائج مخالفات "حزب الله" لسياسة النأي بالنفس المترجمة لإعلان بعبدا، تعذّر تشكيل حكومة جديدة على رغم مرور عشرة أشهر من محاولات الرئيس المكلف تمام سلام تشكيلها لأن قوى 8 آذار عادت إلى شروطها التي تضع بها قوى 14 آذار بين خياري القبول بها أو مواجهة الفراغ... وهي شروط حالت دون تشكيل "حكومة جامعة" وهو مسمّى جديد بعد كذبة "حكومة الوحدة الوطنية" أو "الشراكة الوطنية"... فالخلاف على تشكيلها لا يقتصر على توزيع المقاعد الوزارية والحقائب فحسب بل على سياستها. والرئيس ميشال سليمان الذي يدرك صعوبة الجمع بين 8 و14 آذار في حكومة واحدة، فكر بادئ ذي بدء بتشكيل حكومة حيادية كأمر طبيعي عندما يتعذر تشكيل حكومة نيابية، وقد أعلن البطريرك الكاردينال الراعي في حينه تأييده لتشكيلها خشية الفراغ... ولكن عندما ضغطت قوى عربية واقليمية ودولية لتشكيل حكومة جامعة لأنها تشق طريقاً سالكة وآمنة لانتخابات رئاسية هادئة وفي موعدها الدستوري، تراجعت قوى 8 آذار عن شروط تشكيل حكومة 9+9+6 وقبلت بحكومة ثلاث ثمانات، كما تراجعت عن شرط الثلث المعطل وقبلت بمبدأ المداورة في الحقائب ولكن ما إن تقدمت المساعي لتشكيل حكومة جامعة على هذا الاساس حتى فاجأ العماد عون الجميع بموقف رافض للمداورة وإصراره على ان تبقى وزارة الطاقة لجبران باسيل وإلا فإن حقوق المسيحيين تصبح "مهضومة ومنقوصة". وقد تعددت التفسيرات لهذا الموقف، فمن متسائل لماذا لم يبلغ "حزب الله" حليفه العماد عون نتائج المساعي التي أفضت إلى الاتفاق على المداورة كي لا يدعي انه لم يأخذ علماً بها، لذلك فهو لا يوافق عليها، فهل كان هذا التصرف مقصوداً إفساحاً في المجال أمام العماد عون ليكون له موقف يعطّل به تشكيل حكومة جامعة لن تشارك فيها قوى 14 آذار الا على أساس الالتزام باعلان بعبدا، وهذا معناه سحب قوات الحزب من سوريا وهذا غير وارد في الوقت الحاضر، والقبول بعدم تضمين البيان الوزاري ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" بعدما اعتبرها "ثلاثية ذهبية" لن يتنازل عنها، ثم القول انه لن يشارك في حكومة لا يشارك فيها "التيار الوطني الحر" على رغم موقف التيار المخالف لموقف الحزب بالنسبة الى المداورة؟ إن هذا يطرح تساؤلات وعلامات استفهام في اوساط قوى 14 آذار مثل: لماذا لم يضع "حزب الله" حليفه العماد عون في صورة المساعي التي قام بها توصلاً الى تشكيل حكومة جامعة كي لا يدعي انه لم يكن على علم بها فرفضها، وهل فعل الحزب ذلك عمداً كي يعطي عون ذريعة اتخاذ الموقف السلبي الذي اتخذه، وعندها يوضع الرئيس سليمان والرئيس المكلف تمام سلام وكذلك قوى 14 آذار بين خيارين: إما القبول ببقاء جبران باسيل وزيراً للطاقة، وإما يكون الفراغ الحكومي ثم الفراغ الرئاسي لأن أي حكومة لا تكون جامعة ستكون مرفوضة وتحجب عنها الثقة؟ في الماضي قال العماد عون: إما يكون جبران باسيل في اي حكومة وإلا فلا حكومة، فكان له ما أراد، واليوم يقول: إما أن يبقى جبران وزيراً للطاقة أو لا حكومة. فهل يكون له ما يريد؟ إن الكلمة هي للرئيس سليمان وللرئيس المكلف والنائب جنبلاط الذي بموقفه من الثقة يستطيع ان يكون مع الحكومة الممكنة أو يكون مع الفراغ القاتل.

 

إذا كانت الحكومة فسحة امل لبناء لبنان فيجب ان نستغلها..

سامي الجميّل: لن نقبل بحكومة تغطي حزب الله وممارساته، والحل هو بالمشاركة في الحكومة لكي نتمكن من المواجهة ونعمل ككتائب على تحرير لبنان من كل الصراعات عبر تحييده واللامركزية

Wed 29 Jan 2014 - 11:12 PM

 شدد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل على ان هناك نقطتين اساسيتين للموافقة على المشاركة في الحكومة، اولاً وضع المواطن اللبناني منذ 10 اشهر وثانياً الافلاس الاقتصادي، مشيراً الى ان على المسؤولين ايقاف التدهور الحاصل في الصعد كافة من السياسة الى المؤسسات والاقتصاد والوضع الاجتماعي. وحذّر الجميّل من ان الفراغ هو الذي يوصلنا الى لغة التفجيرات وليس الى منطق الدولة.

الجميّل وفي حديث لبرنامج "Interviews" عبر المستقبل، قال: "همنا اعطاء الناس "اوكسيجين" وتسهيل حصول الانتخابات الرئاسية، وهدف الحكومة العتيدة ايصالنا الى هذا الاستحقاق بعد شهرين". ولفت الجميّل الى ان هناك فندقاً في برمانا أقفل منذ بضعة ايام وكان يؤمن 300 فرصة عمل، سائلاً "هل يجب ان نترك الامور بهذا الشكل وان تتدهور المؤسسات؟" ومشدداً على انه يجب عدم ترك الأمور في حالة إنهيار دائم.

واكد الجميّل انه من خلال المشاركة في الحكومة سنحافظ على ثوابتنا ومبادئنا، وقال: "نحن لن نشكّل حكومة مع حزب الله بل نريد الجلوس بوجه حزب الله لمنعه من الوصول الى ما يريده،  نريد مواجهة الامر الواقع المفروض علينا"، سائلاً "هل الحل هو بالجلوس في المنزل وان نتفرج على حزب الله يأخذ البلد الى حيث يريد؟" ورأى انه لدى تشكيل الحكومة سيرحل محامي الدفاع عن النظام السوري وحزب الله، لان تطبيق المداورة يعني ان وزير الخارجية سيكون من 14 اذار، وهذا انجاز كبير، وعندها سيلتزم وزير الخارجية باعلان بعبدا ولن يغطي قتال حزب الله في سوريا. وشدد الجميّل على ان اي بيان وزاري لن يغطي قتال حزب الله في سوريا او سلاح حزب الله. واشار الجميّل الى ان حزب الله لا يريد حكومة بل هو بحاجة الى غطاء الدولة، معتبراً ان الحكومة المقبلة لن تغطي حزب الله على عكس ما تقوم به الحكومة الحالية، ونحن سنسحب هذه التغطية، وقال "حزب الله بحاجة لموقف رسمي يغطيه كما فعل الوزير منصور في جنيف 2، لكن الدولة اللبنانية لن تغطي سلاح حزب الله وقتاله في سوريا، بل نحن سنجلب حزب الله الى المكان الذي يناسبه ويناسب مجتمعه وجميع اللبنانيين، اي الى المؤسسات اللبنانية وليس الفوضى والسلاح". واكد ان الدفاع عن منطق الدولة هو الإنتصار.

وتابع: "حزب الله لن يسمح بتشكيل حكومة حيادية، التي نؤيدها ايضاً، وعندما طرح الرئيس ميشال سليمان تشكيل حكومة حيادية اعلن حزب الله انه قَبِل بحكومة الثلاث ثمانات، وقبول الرئيس سعد الحريري بمعادلة الـ8-8-8 هو عين الصواب". ولفت الجميّل الى انه من خلال تقوية الحكومة نسترد منطق المؤسسات. واردف: "هذه المرة نحن الاكثرية في الحكومة، وحزب الله هو الذي سيكون مُحرَجا، ومنطق الدولة الذي تدافع عنه 14 اذار هو الذي يشكّل الاكثرية".  واكد منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب عدم القبول بحكومة تغطي حزب الله وممارساته، معتبراً ان الحل هو بالمشاركة في الحكومة لكي نتمكن من المواجهة. وسأل "لم الإستسلام وتركهم يفعلون ما يحلو لهم؟" واذ اكد انه يحترم وجهة نظر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اشار الى انه لا يوافقه الرأي بالنسبة لعدم مشاركته في الحكومة لانه لدينا إمكانية للمواجهة والإنتصار، والفريق الاخر هو الذي قبل بشروط 14 آذار بتشكيل الحكومة وخصوصاً في ما يتعلق بالمداورة".

وتابع: "تواصلت مع جعجع مرات عدة وطلبت منه ان نعمل سوياً وقلت له اننا بحاجة الى ان نتواجد في الحكومة"، وذكّر الجميّل بأن جعجع قرر في وقت معين عدم المشاركة في جلسات الحوار وفي الجلسة التي قاطعها تم اقرار اعلان بعبدا، اما اليوم فشرط جعجع للمشاركة في الحكومة هو الالتزام باعلان بعبدا، اذاً يتبيّن انه من خلال المشاركة نأخذ اكثر من المقاطعة".

وشدد الجميّل على ان اعلان بعبدا بات اكبر سلاح سياسي بيد 14 اذار، وفقط حزب الله هو الذي يعارضه، وهذا الاعلان اصبح معترفاً به دولياً. وقال: "من خلال مشاركتنا في الحكومة سنصوّت على البيان الوزاري وإن لم يعجبنا الأمر سنطيّر الحكومة ومعها يطير الوزير عدنان منصور وتكون الثلاثية قد طارت أيضاً".

واعتبر ان مشكلة لبنان بنيوية اذ لا يوجد سياسيون في لبنان بل قوى خارجية تُمسك بالقوى الداخلية ولبنان كله رهينة بيد بعض الزعماء والخارج، وقال: "نحن ككتائب نعمل على تحرير لبنان من كل صراعات المجاورة، اولاً عبر تحييده، وثانياً عبر اللامركزية التي هي المدخل الوحيد لايقاف الزبائنية التي يتعاطى من خلالها الزعماء مع الشعب اللبناني".

ورأى الجميّل ان الصراع حول الوزارات هو صراع على الحصص، لكن في المقابل لبنان على حافة الانهيار، لذا دعا الى ايقاف هذا الصراع والعمل على اعادة بناء لبنان. واوضح ان مطلب المداورة هو مطلب التيار الوطني الحر منذ 20 عاماً الذي كان يعترض على امساك فريق بالوزارات السيادية، مشيراً الى ان ربط التيار الوطني مطالبته اعادة تولي الوزير جبران باسيل وزارة الطاقة بملف النفط مجرد حجة، لان المدير العام هو المسؤول عن الملفات اما موقع الوزير فسياسي ومهمته الاشراف". وسأل "مشروع المداورة طرح عمره سنوات، فكيف يستهدف اذاً الوزير جبران باسيل؟"

وشدد الجميّل على انه لا يمكن اللعب بمصير الناس من اجل شخص او مصلحة، مؤكداً ان موضوع التمسك بالوزارة امر لم يحصل بكل العالم. وتابع "المداورة مهمة جداً خصوصاً في ما يتعلق بوزارتي الدفاع والخارجية". ورأى انه عندما يعتبر وزير مسيحي ان وزارة معينة استراتيجية لطائفته فهذه اكبر اهانة بحق المسيحيين.

الجميّل اكد ان تشكيل الحكومة هو الحل الأنسب لقطع الطريق على حزب الله والحكومة الحالية، وذلك بتجنّب الفراغ الرئاسي وعندها نستطيع إنتخاب رئيس جديد وتأمين النصاب المطلوب، لافتاً الى ان الإنتخابات الرئاسية مصيرية لكل اللبنانيين والرئيس هو رمز وحدتنا لذلك نحن نعمل على حصولها عبر المشاركة بالحكومة. ودعا الجميّل كل القوى السياسية الى التوقيع على وثيقة بأنها ستحضر جلسة انتخابات الرئاسة ومن يحصل على اكبر عدد من الاصوات فلينجح".

الى ذلك، رأى الجميّل ان سلاح حزب الله الذي بدأ كمقاومة انتقل ليصبح ميزاناً في الساحة الداخلية ومن ثم الى سلاح للقتال في سوريا واليوم تحوّل الى سلاح يُستخدم في تشكيل الحكومة وتعطيل الانتخابات الرئاسية، مذكراً بأن نواب حزب الله هددوا بأنه اذا تم تشكيل حكومة حيادية فسنرى امراً لا يعجبنا. 

وقال: "كل الناس تطمح بأن تعيش في بلد حضاري وهذا الامر بحاجة الى مقومات ديمقراطية، لذا لا يقوم لبنان في ظل السلاح والصراعات. لقد عشت معاناة شعب 14 اذار الذي ينظر الينا منذ 7 سنوات ويسألنا ماذا نفعل، واليوم امامنا فرصة للنجاح في هذه المعركة، وهدفنا الاساسي اعطاء "اوكسيجين" للبنانيين عبر تشكيل حكومة توصلنا الى الانتخابات الرئاسية على امل ان يطرح الرئيس المقبل حلاً حذرياً للمشاكل على رأسها سلاح حزب الله".

واوضح الجميّل ان هناك مشكلتين في لبنان السلاح والنظام السياسي، واما نبقى على هذه الحالة او نحاول ايجاد حلول، الا ان حالة الإلغاء المتبادل مرفوضة لان أحداً لا يستطيع إلغاء الآخر. وشدد الجميّل على ان تطوير النظام هو الأساس، وما يجري اليوم هو مجرد ترقيع.

واستغرب الجميّل كيف انه في ظل الصراع بين السنة والشيعة في لبنان والمنطقة وعندما يقرر هذان الطرفان الجلوس سوياً لايجاد الحلول يأتي طرف مسيحي ويزايد، معتبراً ان لبنان اصبح في "صراع متفجرات متبادل"، والوقت مناسب لدعم مسار قد يخفف هذا التشنج وان يلعب المسيحيون دوراً ايجابياً. ودعا الجميّل الى دعم الاعتدال في لبنان في ظل نشوء داعش وجبهة النصرة والمنظمات المتشددة، خصوصا ان الاعتدال السني برهن في لبنان عن قدرته على بناء دولة مدنية.

هذا ورأى الجميّل ان سحب الدعوة لمشاركة إيران في جنيف2 إنعكس على لبنان بعقدة جديدة في الحكومة، لكنه قال: "سنقف بوجه حزب الله في كل امر يتعلق بمصلحة الدولة اللبنانية، ووجودنا في هذه الحكومة بـ14 وزيراً يمكّننا من خوض معركة متكافئة تحت سقف المؤسسات والديمقراطية، لاننا اخيراً وصلنا الى مكان يمكننا كـ14 اذار ان نخوض معركة سياسية متكافئة، وبالتأكيد ان دخول القوات اللبنانية الى هذه الحكومة سيقوينا".

ورداً على سؤال حول اختيار حزب الكتائب لوزرائه، اوضح الجميّل ان المكتب السياسي هو الذي يأخذ قرار اختيار وزراء الكتائب، مؤكداً عدم القبول بأقل من وزيرين في هذه الحكومة. 

وتابع: "لدينا شهران كي "تقلِّع" هذه الحكومة وتمرّر المرحلة القادمة التي ستحضّر للإنتخابات الرئاسية ونحن عبرها نحاول خلق شبكة أمان وتوازن تُبعد البلد عن الفراغ وخصوصاً في موضوع وزارة الدفاع والهبة التي سيتسلَّمها لبنان من السعودية، والا نسلم البلد لحكومة يسيطر عليها حزب الله.

في سياق اخر، اعرب النائب الجميّل عن فخره بإقرار مشروع القانون الذي تقدّم به حول مجانية الكتب المدرسية، واكد انه من خلال الهبة التي قدمتها بريطانيا للبنان نكون قد امّنا الكتب المجانية لـ170 الف تلميذ، موضحاً ان الحكومة البريطانية دفعت كلفة هذه الكتب عن الدولة اللبنانية لمدة 3 سنوات، واشار الى ان حصل يدلّ على انه اذا قام النائب بعمله يمكنه الوصول الى نتائج وتحقيق انجازات.

وعن الاستحقاق الرئاسي وعما اذا كان حزب الكتائب سيرشح رئيس الحزب امين الجميّل، اكد الجميّل ان لا قرار بعد بترشح الرئيس الجميّل للانتخابات الرئاسية والموضوع لم يُطرح في المكتب السياسي بعد، كما اكد انه لا يوجد مرشح واحد لرئاسة الجمهورية بالنسبة لقوى 14 آذار حتى الآن وسنرى من لديه الحظوظ الاكبر للوصول.

وشدد على ان حزب الكتائب ومنذ تأسيسه يعمل على فتح قنوات حوارية مع الجميع، وقال: "نحن لسنا إنتحاريين ونعمل بالوسائل المتاحة، حزب الكتائب قاوم للحفاظ على لبنان ونعطي الأولوية للنقاش والحوار من اجل الوصول الى الحلول".

وعن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال الجميّل "المحكمة هي الخيار الصحيح بالنسبة لنا والوسيلة الوحيدة للوصول الى الحقيقة لان المهنية التي تعمل وفقها عالية جداً، اما بالنسبة لملف الوزير الشهيد بيار الجميّل فالمشكلة هي بموضوع الربط، اذ تم ربط ملفات محاولة اغتيال الوزيرين مروان حمادة والياس المر وجورج حاوي فقط بالمحكمة الدولية، لكن لم يتم ايجاد رابط في باقي ملفات الاغتيالات التي حصلت في لبنان". وامل من خلال المحاكمة ووجود شهود جدد ان تتبيّن روابط جديدة، ومع تطور الامور في سوريا قد تُكشف امور جديدة. واعتبر الجميّل ان القضاء اللبناني وصل إلى حائط مسدود في موضوع إغتيال الشهيد بيار الجميّل، مشيراً الى ان الأمل الوحيد المتبقي لنا هو بضم هذه القضية إلى ملف المحكمة الدولية.

وعن الوضع في سوريا، اعتبر الجميّل انه كلما طال أمد الأزمة السورية كلما تعقّد الأمر في لبنان واستمرت حالة عدم استقرار. وفي موضوع النازحين اكد الجميّل ان الملفين الامني والاجتماعي سيئان جداً، ولطالما نادينا بسقف معين لإستقبال النازحين السوريين، لكن الحكومة الحالية تعاطت بخفة مع هذا الموضوع، مجدداً الدعوة لانشاء مخيمات على الحدود.

وفي الختام امل الجميّل ان يتوقف العنف وان نهتم بأنفسنا وبالبنى التحتية وبالشعب والاقتصاد والعمال، وقال: "لا نريد العيش في حالة الاكتئاب، وان كانت الحكومة فسحة امل لبناء لبنان فيجب ان نستغلها، كما يجب الا نفقد الامل بلبنان".

Source: kataeb.org