المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 تموز/2014

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى11/مَنْ يَقْبَلُكُم يَقْبَلُنِي، ومَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ مَنْ أَرْسَلَني

*جولة أفق سياسية مع رئيس حركة بعلبك-الهرمل علي صبري حماده

*فيديو/مقابلة من تلفزيون المستقبل مع رئيس حركة بعلبك الهرمل علي صبري حماده/11 تموز/14

*بالصوت/تعليق للياس بجاني ومقابلة من تلفزيون المستقبل مع رئيس حركة بعلبك الهرمل علي صبري حماده/11 تموز/14

*نشرة الأخبار باللغة العربية ليوم 11 تموز/14

*نشر أخبارنا الإنكليزية

*الناشط العوني إميل عكرة  شقيق الدكتور أدونيس عكرا يكرّم نبيل العلم شريك حبيب الشرتوني، قاتل الرئيس بشير الجميل/الياس بجاني

*ناشط عوني جُبَيلي يكرّم قاتل الرئيس بشير الجميل

*صواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل ورد بقصف مدفعي على كفرشوبا

*اطلاق 4 صواريخ من الجنوب باتجاه الأراضي المحتلة

*أحد مطلقي الصواريخ اصيب بجروح والجيش نشر حواجزه بحثا عنه

*شعبة المعلومات اوقف شخصا في الهبارية على خلفية اطلاق الصواريخ

*"النصرة" تأسر ثلاثة مقاتلين لـ"حزب الله" في القلمون مرفق بمستند  

*البغدادي عميل "موساد"؟

*الجيش يوقف مجموعة مسلحة في وادي حميد في عرسال

*توتير جبهــــــة الجنوب يحمل رسائــــل خطيـرة...

*من يستخدم الحدود اللبنانية؟ الاصولية السنية أم محور الممانعة؟

*العميد المتقاعد نزار عبد القادر: مجموعات مرتبطة بـ"القاعدة" خلف اطلاق الصواريخ والوضع ممســوك جنوبا ولا يمكــن ربطـه بتطــورات غزة"

*هل تفتح اسرائيل جبهة الجنوب؟

*اهالي جبل محسن قطعوا سكة الشمال مطالبين باطلاق سراح الموقوفين في احداث طرابلس

*سلام اطلع من مقبل على تفاصيل الاعتداء الاسرائيلي والتطورات جنوبا

*قزي يحمّل بو صعب "مسؤولية فشل ملف الجامعة اللبنانية"

*بري متمسك بدعم الحكومة على الرغم من تعطيل البرلمان

*مسؤول الاعلام في الصرح البطريركي وليد غياض: الفاتيكان لا يوفر جهــدا لحـــل ملفــات لبنــان جهود الرابطة المارونية في وقتها وموضوع الارض يطرح نفسه

*شربل: الإتفاق السعودي- الإيراني ينتج رئيساً 

*حبيب افرام في اليوم 444 على اختطاف المطرانين: لن نألو جهدا في اعلاء صوت الحيــاة الواحـدة

*لبنان فوق صفيح ساخن: صواريخ جنوبا وتوتر شمالاً

*الامـن الحـدودي مضبـوط ولا قرار بفتـح الجبهـة

*سلام الممتعض لن يدعو الى جلسة حكومية قبل التوافق

*قصص وزير الداخلية...المرعبة!

*ما السر وراء رسائل عون "المتكتمة" لسفارات العرب؟

*مبادرة عون اجهضت قبل ولادتها من الحلفاء والخصوم.. إلى أين يتّجه؟

*الاحرار: التمادي في تعطيل جلسة انتخاب الرئيس جريمة في حق الوطن

*قاسم هاشم: الصواريخ المجهولة الهوية لا تبرر الاعتداء الاسرائيلي

*الأحدب انتقد الخطة الأمنية لطرابلس: من المسؤول عن الدماء التي يحضر لسفكها مجددا؟

*وقائع الساعات الست للجلسة 'المشتعلة”… إشتباك سياسي حادّ أطاح ملفّ الجامعة

*السيرة الذاتية لوليد جنبلاط كما يرويها مروان حماده

*الادارة الاميركية لا تمانع عملية اسرائيلية في غزة

*شتاينماير سيحضر الاجتماع حول النووي الايراني في فيينا وسيبحث مع كيري في قضية التجسس

*لافروف لا يستطيع التوجه الى فيينا لحضور الاجتماع حول النووي الايراني الاحد

*صواريخ المقاومة تطال الكنيست ومطار بن غوريون

*كتائب عز الدين القسام تبنت اطلاق الصواريخ على مطار بن غوريون

*أردوغان: العلاقات مع اسرائيل لن تعود الى طبيعتها ما لم يتوقف الهجوم على غزة

*عندما يتفوق الأسد على اسرائيل

*حلفاء «داعش».. من يكونون؟/الياس فرحات/السفير

*عون في الحسابات الايرانية: مالكي لبنان/مدحت عبيد/عن الشراع

*حقد الفرس على العرب.. تاريخي/حسن صبرا/الشراع

*من أجل رئيس لبنانوي مارونويّ/د. نبيل خليفة/يقال نت 

*حزب الإرهاب يتبنى التفجيرات والمستقبل لا يخجل/ عبدو شامي

*ندوة عن واقع المسيحيين في العراق ودعوات للصمود ونبذ التطرف

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى11/مَنْ يَقْبَلُكُم يَقْبَلُنِي، ومَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ مَنْ أَرْسَلَني

قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «مَنْ يَقْبَلُكُم يَقْبَلُنِي، ومَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ مَنْ أَرْسَلَني. مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا لأَنَّهُ نَبِيٌّ يَنَالُ أَجْرَ نَبِيّ. ومَنْ يَقْبَلُ صِدِّيقًا لأَنَّهُ صِدِّيقٌ يَنَالُ أَجْرَ صِدِّيق. ومَنْ سَقَى كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ أَحَدَ هؤُلاءِ الصِّغَارِ لأَنَّهُ تِلْمِيذ، فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ».ولَمَّا أَتَمَّ يَسُوعُ وصَايَاهُ لِتَلامِيذِهِ الٱثْنَي عَشَر، ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ لِيُعَلِّمَ ويَكْرِزَ في مُدُنِ اليَهُود.

جولة أفق سياسية مع رئيس حركة بعلبك-الهرمل علي صبري حماده
فيديو/مقابلة من تلفزيون المستقبل مع رئيس حركة بعلبك الهرمل علي صبري حماده/11 تموز/14
بالصوت/تعليق للياس بجاني ومقابلة من تلفزيون المستقبل مع رئيس حركة بعلبك الهرمل علي صبري حماده/11 تموز/14
نشرة الأخبار باللغة العربية ليوم 11 تموز/14
 نشر أخبارنا الإنكليزية

 

الناشط العوني إميل عكرة  شقيق الدكتور أدونيس عكرا يكرّم نبيل العلم شريك حبيب الشرتوني، قاتل الرئيس بشير الجميل

http://www.lebanondebate.com/details.aspx?id=175275

الياس بجاني/11 تموز/14/نفاق ودجل واسخريوتية ميشال عون تتكشف كل يوم أكثر وأكثر، كما أن كل أكاذيب وهرطقات هذا الرجل الشعبوي والنرسيسي تتعرى لتُظهِّر حقيقته البشعة، كما يتبين باستمرار وبوضوح أن كل الذين يلتفون حول هذا العون الذي لا عون ولا رجاء فيه أو منه من إعلاميين وسياسيين ورجال دين وممولين وتجار هم من الودائع والعصي السورية والإيرانية ومن أعداء هوية وكيان وتاريخ لبنان من القوميين السوريين والبعثيين والانتهازيين والشيوعيين وبقايا تجار العروبة وغيرهم كثر. في أسفل رابط تقرير نشره اليوم موقع ليبانون ديبايت الألكتروني يروي مشاركة المهندس اميل عكرة في حفل تكريم المجرم حبيب الشرتوني قاتل الرئيس بشير الجميل. اميل عكره هذا الناشط الجبيلي في تيار ميشال عون هو شقيق القيادي البارز في تيار عون أيضاً الدكتور أدونيس عكرة. من هنا ومن خلال هذه الهرطقة يتبين حتى للعمي والأطفال والسذج أن عون هو عدو بشير الجميل وعدو كل ما آمن به بشير من قيم ومبادئ واعراف وحريات وسيادة واستقلال. اضغط هنا لقراءة التقرير الفضيحة

اضغط هنا لقراءة التقرير الفضيحة http://www.10452lccc.com/aaaaanews14/arabic.july11.14.htm

 

ناشط عوني جُبَيلي يكرّم قاتل الرئيس بشير الجميل!

 خاص "ليبانون ديبايت":11 تموز/14

ما حصل يوم 14 أيلول 1982 بوقائعه الأمنية وتداعياته السياسية لم يكن يومًا عاديًا عابرًا، بل كان زلزالاً وطنياً وكيانياً ومسيحياً مع اغتيال رئيس الجمهورية اللبنانية الشيخ بشير الجميل على يد حبيب الشرتوني بأمر من نبيل العلم وتخطيطه. وما حصل يوم الأحد الواقع في 6 تموز من العام 2014 بعد 32 سنة على الزلزال الكبير كان بمثابة تحدّ واستفزاز لمجموعة كبيرة جدًا من المسيحيين تؤمن بشعار بشير الجميل الـ 10452 كلم2 ومبادئه وأفكاره. فبعدما صدر قرار من البطريركية المارونية يدعو الى إلغاء جناز الأربعين لنبيل العلم، المتهم باغتيال الرئيس بشير الجميل، وبعد أن ناشد حزب الكتائب اللبنانية الحكومة بإلغاء هذا الجناز ورفضه المراسم الاحتفالية في هذه المناسبة، أقامت "مبادرة وحدة القوميين الاجتماعيين" و"آل العلم"، حفلاً تكريميًا للأمين الراحل في الحزب نبيل العلم في مسرح بابل في الحمرا، حضره عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والفكرية ذات اتجاه سياسي واحد. وقد أكد المشاركون على الدور الريادي للعلم الملقب بالثعلب، وعلى دور حبيب الشرتوني منفّذ عملية الاغتيال، اللذان استطاعا ان يقضيا على رأس العملاء في لبنان بشير الجميل، بحسب رأيهم، ومؤكدين أنهما تمكنا من اسقاط مشروع إقامة "إسرائيل" ثانية في لبنان.

لكن ماذا يقول القضاء اللبناني الذي أصدر بحق العلم عددًا من مذكرات التوقيف؟ ولماذا لم تتحرك السلطات المعنية في منع هذا التحرك الاستفزازي؟

رئيس ندوة المحامين في حزب الكتائب اللبنانية المحامي سمير خلف، جَزَم في حديث لموقع "ليبانون ديبايت، "أن هذا التكريم يخالف القانون، ويشكل إساءة للقضاء اللبناني وتحدي للدولة اللبنانية. ورأى أنه لو كان لبنان دولة حرة وديمقراطية ويتمتع بقضاء مستقل وغير مسيّس، لكان المجرم نال جزاءه، ولكانت الدولة تحركت لمنع مثل هذا التجمع المسيء للسلطة والدولة". وأضاف "إن منظمي الحفل والمحتفلين هم شركاء في الجريمة، إذ يشاركون بجريمة معنوية وعقوبتها مشابهة لعقوبة المجرم الفعلي، لذا يجب ملاحقتهم قضائيًا بعيدًا عن التدخلات السياسية.

من ناحية أخرى أشار خلف لموقع ليبانون ديبايت أنه صدر بحق نبيل العلم قرارًا ظنيًا وهو مؤلف من 105 صفحات تؤكد تورطه بمقتل الرئيس الجميل وتخطيطه للعملية وتحريضه حبيب الشرتوني لقتل الجميل وتزويده بالمتفجرات لإتمام العلمية، لافتًا الى أن عقوبة العلم لو تمت كانت حكمًا بالإعدام.

وعن إلغاء جناز الأربعين في جبيل أوضح خلف أن خلفياته كانت أبعد بكثير من طقوس دينية مسيحية، وأن هذا الجناز كان سيتحول الى احتفال جماهيري حاشد كاد يوصلنا الى فتنة أهلية لا تحمد عقباها.

أما عن مشاركة أحد نشطاء التيار الوطني الحر في التكريم أبدى خلف عدم تفاجئه بالموضوع معتبرًا أن التيار الوطني الحر الذي كان يشيد بمبادىء الشيخ بشير ونهجه السياسي في السنوات الماضية غيّر في توجهاته السياسية والوطنية.

لقد بتنا اليوم نعيش في زمن رديء حيث يُكرّم القاتل والمجرم، ويتباهى مكرموه بأعماله وشخصيته الغامضة والسرية وذكائه الاستخباراتي وبطولاته العسكرية التي قام بها في فترة الحرب الأهلية. فنبيل العلم القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، كان يشغل مركز "مسؤول أمن" الحزب القومي في خلال الحرب الاهلية، ويعتبر المسؤول عن عملية الاعداد والتخطيط لاغتيال "بشير الجميل" عندما جنّد حبيب الشرتوني لتنفيذ المهمة، وكان مطلوبًا من القضاء اللبناني، وصدرت بحقه أحكام وصلت إلى الاعدام في قضايا عديدة أبرزها إغتيال رئيس الجمهورية اللبنانية الشيخ بشير الجميل. هذا الشخص الذي أُجبر على مغادرة لبنان والهروب من العدالة بسبب أعماله الاجرامية، عاد إليه بعد مماته في البرازيل مكرمًا ومعززًا وبطلاً لا يتكرر بحسب زملائه والمقربين منه.

وفي هذا السياق لا بد لنا أن نذكر أبرز المشاركين في حفل التكريم، إذ حضر كل من الممثل عن رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص الدكتور حيّان حيدر، ووفد مركزي ممثلاً عن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، ووزير المصلحة الوطنية في الجمهورية العربية السورية الدكتور علي حيدر، وأمين عام الحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حداده، ورئيس حركة الشعب النائب السابق نجاح واكيم، وممثل حزب الله الدكتور علي ضاهر، وممثل عن الدكتور أسامة سعد، ووفد من عائلة آل العلم، والمحامية بشرى الخليل.

لكن اللافت في الأمر هو حضور المهندس إميل عكرة الناشط في التيار العوني، شقيق الدكتور أدونيس عكرا، وإلقائه كلمة بالمناسبة باسم أصدقاء المكرّم، فاجأت الوسط المسيحي الرافض للاحتفال من جهة وأثارت بلبلة بين مناصري التيار الوطني الحر من جهة أخرى.

ففي كلمته وصف عكرا نبيل العلم بأنه "علم من أعلام الربع الأخير من القرن العشرين". وقال "إن المقاومين أصبحوا بالآلاف، لكننا نقرّ بحاجتنا الى الكثير من أمثاله، لقد ذهب تاركاً فينا طعم مرارة حاد نتيجة حرمان ظالم لا مبرّر له ولا سبب؛ ذلك أنّ وعينا يصرخ: أهكذا يعامل الأبطال؟"، وأضاف "لقد اشتَرَكَت في تغييب العلم عن مسرح الأحداث قوى عديدة جامعها المشترك انحطاط في الرؤى وجُبن في المواجهة وحقد أعمى لم يجد من يحطّمه ويرميه في مزبلة التاريخ".

وفي تفسير مبسط لما جاء في تصريح عكرا، اعتباره أن البطريركية المارونية ومطرانية جبيل العريقة والأحزاب المسيحية المعارضة لتوجهاته هي جميعها تساهم في زيادة الجبن والحقد والانحطاط، متناسيًا الدور الطليعي للبطريركية المارونية في لبنان والشرق وصوابية قراراتها عبر التاريخ منذ مار يوحنا مارون حتى مار بشارة بطرس الراعي، ومتجاهلاً النضال المشترك بين أفراد التيار الوطني الحر والأحزاب المسيحية الأخرى طوال 15 عام في مواجهة الاحتلال السوري والأحزاب المؤيدة له التي حملت لواء بشير الجميل لبناء دولة القانون والحق.

من هذا المنطلق، كان لا بد أن نستوضح من الفعاليات السياسية رأيهم حول التكريم وتصريحات عكرا. لذا، أجرى ليبانون ديبايت عددًا من الاتصالات الهاتفية بشخصيات سياسية تابعة للتيار العوني لكنهم رفضوا الحديث عن الموضوع. وبعدها نجح "ليبانون ديبايت" بالاتصال بمسعود الأشقر للوقوف عند رأيه. فأكد لنا بحزم "أن بشير الجميل خط أحمر وقضيتنا معه كانت ولا تزال مقدسة، ناضلنا جنبًا الى جنب، وحملنا بندقية واحدة للدفاع عن وجود لبنان، لذلك لا نقبل أي كلام يمس بتاريخ بشير وبمبادئه السامية ونرفض رفضًا قاطعًا هذا الحفل التكريمي شكلاً ومضمونًا". وأضاف "إن ما قيل عن لسان المشاركين أيًا كانت انتماءاتهم نشجبه ونعارضه".   ليبانون ديبايت

 

صواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل ورد بقصف مدفعي على كفرشوبا

أقدم مجهولون صباح الجمعة على اطلاق عدد من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الاراضي الاسرائيلية، الامر الذي دفع بالمدفعية الاسرائيلية الى الرد عبر قصف طال كفرشوبا الحدودية. وأفادت قيادة الجيش في بيان صباح الجمعة، انه بين "الساعة الواحدة فجراً والسادسة صباحاً، أقدمت جهة مجهولة على إطلاق ثلاثة صواريخ من منطقة مرجعيون - حاصبيا باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وعلى الفور "سيّرت قوى الجيش دوريات في المنطقة، وقامت بحملة تفتيش واسعة تمكنت خلالها من العثور على منصتي إطلاق صواريخ مع صاروخين مجهزين للإطلاق". وأضافت ان الخبير العسكري حضر إلى المكان وعمل على تعطيل المنصتين. كما أعلنت قيادة الجيش عن تعرض خراج بلدة كفرشوبا لإطلاق 25 قذيفة مدفعية مصدرها إسرائيل من دون الإبلاغ عن إصابات في الأرواح.

وقد اتخذت وحدات الجيش الإجراءات الدفاعية المناسبة، وتستمر بالبحث عن الفاعلين لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص. من جهتها، أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان احد الصواريخ لم يطلق، بل انفجر في مكانه في عين عرب بسبب عطل تقني، كما لفتت الى ان أحد مطلقي الصواريخ أصيب بجراح عدة وتم نقله الى إحدى المستشفيات. وأضافت ان عناصر من الأدلة الجنائية عملت على اخذ البصمات وبقايا نقاط دم وجدت في المكان بهدف تحديد هوية الجريح. وفي وقت لاحق، أعلنت الوكالة ان فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، اعتقل المدعو سمير حسين ابو قيس من بلدة الهبارية، على خلفية اطلاق الصواريخ. ولفتت الى انه تمت مصادرة سيارته من نوع "رابيد" حمراء اللون، وعثر في داخلها على بقع دماء، يعتقد انها تخص الشخص الذي اطلق الصواريخ وقد اصيب. من جانبها، أفادت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان صاروخا اطلق من جنوب لبنان سقط صباح الجمعة في حقل في شمال اسرائيل بدون التسبب بضحايا او اضرار. في حين اوضحت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان صاروخي كاتيوشا سقطا في منطقة تقع الى شمال مدينة كريات شمونة، لافتة الى ان احد الصاروخين سقط على طريق في وقت لم تكن تعبر اي سيارة. بدون اعطاء تفاصيل حول موقع سقوط الصاروخ الثاني. واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنر خلال مؤتمر صحافي ان المدفعية الاسرائيلية ردت باطلاق عدد من القذائف على لبنان. وقال "سنجري تحقيقا لمعرفة ان كان عملا رمزيا او تحركا اكثر جدية".

ووفق ما نقلته الاذاعة العامة الاسرائيلية، استبعد مسؤولون عسكريون ان يكون حزب الله خلف عمليات اطلاق الصواريخ معتبرين ان الحزب "لا مصلحة له على الاطلاق في الدخول في مواجهة مع اسرائيل".

واضافت الاذاعة "لا بد انها منظمة فلسطينية صغيرة تريد ابداء تضامنها مع حماس التي يهاجمها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة". وذكرت ان اسرائيل رفعت شكوى الى قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل). وتشن اسرائيل منذ ليل الاثنين الثلاثاء عملية عسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة ردا على استمرار اطلاق قذائف من القطاع على اراضيها. وعلّق القائد العام لليونيفيل اللواء باولو سييرا في بيان، قائلاً ان "هذه حادثة خطيرة وخرق لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وهي تهدف بوضوح إلى تقويض الاستقرار في المنطقة". وشدد على انه "من الضروري تحديد مرتكبي هذا الاعتداء وتوقيفهم. إني أقدّر الاستجابة السريعة للقوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الأمن في المنطقة ومنع وقوع اي تصعيد إضافي." وتابع القول "نحن الأن بحاجة للحفاظ على الحيطة الأمنية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس ضد أي استفزاز. لقد عاد الهدوء العام الى المنطقة وقد أكّدت لي الأطراف التزامها المستمر للحفاظ على وقف الأعمال العدائية عملاً بأحكام القرار 1701."وكالة الصحافة الفرنسية

 

اطلاق 4 صواريخ من الجنوب باتجاه الأراضي المحتلة

الجديد/أطلق صباح اليوم 4 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، فيما ردت مدفعية الاحتلال بعدد من القذائف طالت الاراضي اللبناني. وفي التفاصيل ان اطلق مجهولين أطلقوا عند السادسة والنصف من صباح اليوم صاروخين من خراج بلدة الماري، في وقت اشارت الوكالة الوطنية الى ان صاروخاً كان اطلق قرابة الثانية من فجر اليوم من منطقة عين عرب لكنه انفجر في مكانه بسبب عطل تقني. وعند السابعة صباحاً، أطلق صاروخان من تلال بلدة كفرشوبا باتجاه مستعمرة المطلة، وقد ردت القوات الاسرائيلية باطلاق نحو 25 قذيفة على خراج البلدة. كما طال القصف اطراف بلدات حلتا والمجيدية وقد اقتصرت الأضرار على الماديات. واشار مراسل "الجديد" الى أن الصاروخين الذين اطلقا من الماري سقطا في محيط موقع الحماري العسكري الاسرائيلي. وقد فرضت القوى الامنية والعسكرية طوقاً امنياً وقامت عناصر من الجيش اللبناني واليونيفل بالتفتيش عن منصات الصواريخ التي استخدمت في محيط بلدة المجيدية في ظل تحليق طائرة استطلاع اسرائيلية من دون طيار. وذكرت الوكالة الوطنية ان "استخبارات الجيش عطلت صاروخين كانا معدين للاطلاق من منطقة حدودية". 

 

أحد مطلقي الصواريخ اصيب بجروح والجيش نشر حواجزه بحثا عنه

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في حاصبيا طاهر ابو حمدان أن الجيش اللبناني أنجز عملية مسح بستان الزيتون في محيط بلدة الماري الذي كان مسرحا لإطلاق الصواريخ باتجاه شمالي فلسطين، بحيث تم العثور على صاروخين عيار 107 ملم لم ينفجرا. كما تبين أن أحد مطلقي الصواريخ أصيب بجراح عدة وتم نقله الى إحدى المستشفيات، وقد وجد الجيش حقيبة تحتوي على أجهزة اتصال وبوصلة وخارطة لمكان تركيز الصواريخ، بالاضافة الى معدات استعملها المنفذون، وقد عملت عناصر من الأدلة الجنائية على اخذ البصمات وبقايا نقاط دم وجدت في المكان بهدف تحديد هوية الجريح في وقت لاحق.

أشار مندوبنا إلى أن الجيش نشر حواجزه في منطقة العرقوب وحاصبيا وعملت عناصره على تفتيش المارة والسيارات، وتبحث الأجهزة الأمنية عن الجريح في إحدى المستشفيات الجنوبية، كما في العيادات الخاصة. وقد تبين أن صاروخين اطلقا باتجاه فلسطين وصاروخ ثالث انفجر داخل الأراضي اللبنانية، وصاروخان تم تعطيلهما. وتفقد قائد اللواء التاسع العميد احمد بدران مكان اطلاق الصواريخ واشرف على التدابير العسكرية المتخذة في هذا القطاع. إشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي رد بقصف مدفعي طاول محيط كفرشوبا وحلتا وكفرحمام ب 19 قذيفة اقتصرت أضرارها على الماديات. ويسود المنطقة الحدودية حال من الإستنفار، حيث يسير العدو دوريات مكثفة على طول المنطقة الممتدة من المطلة - الوزاني، وصولا حتى مرتفعات جبل الشيخ وكفرشوبا، في ظل تحليق طائرات استطلاع دون طيار في اجواء هذه المناطق.

 

شعبة المعلومات اوقف شخصا في الهبارية على خلفية اطلاق الصواريخ

وكالات/ذكرت أخبار لبنان أن شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، اعتقلت المدعو س. ح. ابو قيس من بلدة الهبارية، على خلفية اطلاق الصواريخ الى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، وصودرت سيارته من نوع "رابيد" حمراء اللون، وعثر في داخلها على بقع دماء، يعتقد انها تخص الشخص الذي اطلق الصواريخ وقد اصيب. المعتقل يعمل لدى النائب السابق فيصل الدواد وهو محسوب على المخابرات السورية.

لم تستبعد المصادر العليمة بوضع وارتباطات ابو قيس أن يكون قد قام باطلاق الصواريخ مباشرة أو قدم دعماً لوجستياً لمن أطلقها بحكم علاقاته السياسية وارتباطه بتيار فيصل الداوود المحسوب على سوريا-الأسد بشكل واضح وصريح والذي يعمل في الوقت عينه مع حزب الله في الجنوب بشكل لصيق، من دون ان تستبعد في الوقت عينه احتمال ارتباط ابو قيس باسرائيل وأجهزتها.

 

"النصرة" تأسر ثلاثة مقاتلين لـ"حزب الله" في القلمون مرفق بمستند  

يواصل "حزب الله" معاركه في القلمون بحجة مواجهة الارهاب، وتطهير المنطقة الحدودية من المسلحين، لكنه في الوقت نفسه يُغرق شباب لبنان في مستنقع الموت والدم، بدلاً من تأمين لهم مستقبلاً واعداً. وأكدت مصادر سورية معارضة لموقع "14 آذار" أن جبهة النصرة اسرت أول من أمس، خلال عملية عسكرية في جرود القلمون 3 عناصر من "حزب الله"، فضلا عن امتلاكها جثث لقتلى من الحزب.

وحصل الموقع على صورة لبطاقة هوية شخصية قالت المصادر انها تعود إلى أحد الاسرى الاحياء، وهو مازن زريق من مدينة الهرمل.

 

البغدادي عميل "موساد"؟

موقع 14 آذار/في تسريبات قيل انها منسوبة لادوار سنودن، ونشرتها صحف ومواقع اخبارية، ان زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي تعاون مع أجهزة مخابرات اميركية وبريطانية واسرائيلية لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد. وفي التسريبات، ان البغدادي خضع لدورة مكثفة استمرت مدة عام كامل خضع فيها لتدريب عسكري على أيدي عناصر تابعين للموساد الذي كان هدفه خلق عدو جديد للعرب غير اسرائيل، والهائهم في صراعاتهم. فهل تصح هذه التسريبات ومعها نظرية المؤامرات؟ ام ان من نقل الحديث عن سنودن هدفه التضليل والتغاضي عن ان مرض التطرف من العرب وفيهم؟

 

الجيش يوقف مجموعة مسلحة في وادي حميد في عرسال

نهارنت/أوقف الجيش اللبناني ليل الخميس-الجمعة مجموعة مسلحة في وادي حميد في جرود عرسال البقاعية الحدودية، حيث أفادت المعلومات الصحافية انها تقوم بمساعدة المسلحين في جرود البلدة.

وفي بيان صادر عن قيادة الجيش الجمعة، اعلن عن توقيف "بيك أب" من دون أوراق قانونية، في عرسال الخميس، وبداخله أربعة أشخاص من التابعية السورية لدخولهم الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية.

وأضاف البيان انه ضبط بحوزة أحدهم مسدساً حربياً وكمية من الذخائر. من جهتها، كشفت "الوكالة الوطنية للاعلام"، ان المجموعة كانت تعمل على نقل الطعام والاحتياجات الضرورية للمسلحين المتمركزين في جرود السلسلة الشرقية في عرسال. تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المرجع المختص لاجراء اللازم. الى ذلك، أشارت الوكالة الى ان الجيش اللبناني عزز النقاط الثابتة والحواجز بعناصر جديدة في منطقة البقاع الشمالي تحسبا لأي طارىء. يُشار الى ان عدد من المسلحين ينتشرون في جرود بلدة عرسال وفي السلسلة الشرقية لجبال لبنان، وتتعرض هذه المنطقة لغارات سورية، اذ يقول الجيش السوري انه يعمل على ملاحقة المسلحين. ويُذكر ان عرسال تملك حدودا تمتد على مسافة 55 كلم معظمها مع ريف دمشق، لكن لا يوجد معبر رسمي بين البلدين يؤدي الى عرسال، انما معابر غير قانونية تشهد تسلل أشخاص وتهريب سلع واسلحة من والى سوريا. من جهة أخرى، أعلن بيان الجيش الجمعة ان دورية تابعة للجيش أوقفت في محلة الدامور – الشوف، شخصاً من التابعية السورية يقود سيارة نوع نيسان من دون أوراق قانونية، وبحوزته مسدساً حربياً وبندقية صيد وجهاز لاسلكي مع كمية من الذخائر. واحيل هذا الشخص مع المضبوطات الى المرجع المختص لاجراء اللازم.

 

توتير جبهــــــة الجنوب يحمل رسائــــل خطيـرة...

من يستخدم الحدود اللبنانية؟ الاصولية السنية أم محور الممانعة؟

المركزية- لم يكد يجف حبر كلام المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي في مجلس الامن المتصل بتخوفه من انعكاسات حوادث غزة على لبنان، داعيا القوات الدولية الى تشديد الرقابة على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، غامزا من قناة لجوء بعض الاطراف الى استخدام الجنوب منصة لاطلاق الصواريخ نحو الاراضي المحتلة كما حصل سابقا، عندما تسللت جهات مجهولة الى بلدة "الماري" الجنوبية ووجهت صاروخين نحو اسرائيل، في حدث يحمل رسالة لم يعرف بعد مطلقها أو وجهتها، الا ان المؤكد انها تأتي في توقيت دقيق بالتزامن مع عملية الجرف الصامد ضد قطاع غزة من جهة ومع النشوة السنية في العراق من جهة أخرى. التصعيد المفاجئ الذي خرق سكون هذه الجبهة، وضعته مصادر أمنية لبنانية لـ"المركزية"، في خانة "الزلة"، اذ لا قرار من "حزب الله" النافذ جنوبا، ولا من "الفصائل الفلسطينية" بتوتير الاجواء على الحدود، مؤكدة اصرار كل الاطراف على التزام مندرجات القرار 1701 في منطقة جنوب الليطاني. في السياق عينه، سأل مراقبون للوضع اللبناني عن المستفيد من التصعيد جنوبا، معتبرين ان الهدف منه قد يكون تحويل انظار اسرائيل عن غزة واشغالها على الحدود لاضعافها وتشتيت قواها. الا ان هذا الامر يتطلب قرارا، لم يعلن بعد أي طرف لبناني اتخاذه. ولم يستبعد هؤلاء ضلوع منظمات أصولية سنية في اطلاق الصواريخ، نصرة منها لحركة "حماس" التي تواجه اليوم في غزة عملية "الجرف الصامد". الا انهم لم يسقطوا احتمال ان تكون اسرائيل خلف حادثة اطلاق الصواريخ، انطلاقا من ان استهدافها من جنوب لبنان يخدم مصالحها، اذ ستظهر للغرب كضحية للارهاب الذي ينهال عليها من الداخل اي من قطاع غزة ومن الخارج عبر الحدود اللبنانية. وذكّر المراقبون بكلام كبير مستشاري القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال يحيى رحيم صفوي عن أن "قدرة بلاده ونفوذها امتدا ليصلا الى البحر المتوسط"، مشيراً الى "أن الخط الدفاعي لإيران موجود في جنوب لبنان"، مرجحة ان يكون توتير الجنوب اليوم ورقة ضغط يستعملها محور "الممانعة" ضد الغرب الحريص على استقرار الجبهة، ومعتبرة ان الحادثة قد تندرج في اطار محاولة المحور خلق توازن في المنطقة، خاصة بعد ميل الولايات المتحدة الاميركية نحو وجهة النظر السنية في الملف العراقي ومطالبتها بتنحي رئيس الوزراء نوري المالكي. واذ أكدوا ان الحادثة تحمل دلالات خطيرة، سألوا "هل توسع العمليات الاسرائيلية ضد غزة سيدفع ثمنه لبنان"؟

 

العميد المتقاعد نزار عبد القادر: مجموعات مرتبطة بـ"القاعدة" خلف اطلاق الصواريخ والوضع ممســوك جنوبا ولا يمكــن ربطـه بتطــورات غزة"

المركزية- هل من علاقة بين توتير جبهة الجنوب اللبناني والتطورات العسكرية في غزة؟ وهل الوضع على الحدود مرشح لمزيد من التدهور ام ان اطلاق الصواريخ نحو الاراضي المحتلة يعتبر حادثة محدودة في المكان والزمان؟  الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر قال لـ"المركزية"، "لا يمكن ربط الوضع في لبنان بما يحصل في غزة فما يجري في غزة خاص بها، ونحن ندرك ان هناك بعض البؤر في لبنان التي تحوي بعض عناصر التي تحاول بين الحين والآخر إعادة تثبيت وجودها في لبنان. والتحقيقات أثبتت في الفترة الماضية ان هذه الجماعات قليلة وتابعة لتنظيم "القاعدة" وليست مرتبطة بأي فصيل فلسطيني موجود في غزة أو غيرها، بل تنتمي الى "كتائب عبدالله عزام". وبالنسبة الى تدهور الاوضاع في الجنوب، فأنا أسبعد ذلك، لأن الوضع هناك ممسوك بصورة جيدة من قبل الجيش اللبناني والقوات الدولية وبالتالي اعتبر ما حدث باغت القوى الامنية جنوبا، وأظن ان حالة الحذر التي ستتبعها الأجهزة الأمنية من الآن وصاعدا، قد تمنع مثل هذه العمليات، وفي حال حصلت ستكون في إطار ضيق مثل المرات السابقة، كما ان التحقيقات التي ستقوم بها الأجهزة العسكرية ستؤدي من دون شك الى معرفة الجهة الفاعلة والإمساك بالمتورطين.

وعن ارتباط ما حصل بالتطورات في العراق وغزة، رأى ان "من افتعل التطورات في غزة ليس جهة عربية بل اسرائيل، ولا يمكن حتى اتهام "حماس" أو كتائب القسام. فهذا التصعيد أرادته إسرائيل، وتفسيري لهذا الإنجرار نحو التصعيد العسكري بهذا الحجم الذي أراده رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، هو لغايات سياسية في إسرائيل وهو محاولة لإضعاف التداول الإعلامي والسياسي بهشاشة الوضع السياسي في إسرائيل، والذي ترجم عبر الإنفصال السياسي الذي وقع بين مجموعة الليكود ومجموعة ليبرمان حيث أعلنا الإنفصال عن التحالف السياسي ضمن الحكومة. لذلك، ان أخذ بعض المبررات والأحداث الجزئية التي حصلت في غزة أو في الضفة الغربية كمقتل الشبان الثلاثة، لا تبرر هذا التصعيد الإسرائيلي على المدنيين في غزة. وحتى ذهاب بعض الإستراتيجيين الإسرائيليين الى تبرير هذا التصعيد بأنه محاولة من الحكومة لإستعادة الردع الإسرائيلي ضد "حماس" و"الجهاد الإسلامي" ومحور الممانعة الذي تقوده إيران، قد يكون لذر الرماد في العيون".

تابع عبد القادر "أعتقد ان اسرائيل ترتكب خطأ أساسيا لأنها مع محاولتها التأكيد على الردع، فهي تكشف في الواقع، مجددا مدى هشاشة وضعها وافتقادها للفعل العسكري المؤثر ضد ما يمكن ان تشنه المنظمات المسلحة في غزة. فالحوادث أثبتت ان معظم المدن الإسرائيلية على رغم ما تدعيه إسرائيل من قوى عسكرية سواء صاروخية أو مضادة للصواريخ، الا انها عاجزة في الواقع عن حماية مدنها الكبرى ومراكزها الحساسة، وأكبر دليل على ذلك ان المعبر الحيوي الأساسي لها ومصدر إتصالها مع الخارج المتمثل بمطار بن غوريون تعرض صباح اليوم للقصف الصاروخي".

وأشار الى ان "ادعاء اسرائيل ان القبة الحديدية نجحت في ردع الصواريخ المنطلقة من غزة بنسبة 90%، لا بد من التدقيق فيه. فهذه المنظومة تمكنت فقط من ردع صاروخ من أصل 5. فبات الجانب الفلسطيني يملك قدرة على الردع تجاه أي عدوان اسرائيلي، وهذا ما وقعت فيه اسرائيل على جبهتها الشمالية مع "حزب الله".

 

هل تفتح اسرائيل جبهة الجنوب؟

النهار/صحّ توقع منسق الامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي عندما حث قوة "اليونيفيل" على التنبه لخرق فلسطيني يمكن أن ينطلق من مجهولين من الاراضي الفلسطينية. وهذا ما حصل بالفعل فجر اليوم الجمعة عندما أطلق صاروخ باتجاه الاراضي الإسرائيلية من غير أن يحقق هدفه وتلاه اطلاق مجموعة صواريخ على مستوطنة المطلة من تلة آمون في حاصبيا، أعقب ذلك رد اسرائيل بقصف التلال والمرتفعات المحيطة ببلدة كفرشوبا. ثم سقط صاروخ على منطقة مفتوحة في الجليل لم يسفر عن وقوع إصابات. كما كثفت المدفعية الاسرائيلية من اطلاق القذائف تجاه الاراضي اللبنانية، فسقطت 20 قذيفة في الأحراج المحيطة ببلدة كفرشوبا في المنطقة المعروفة بـ تلة الشقيف. اختار مطلقو الصواريخ من الاراضي اللبنانية منطقة بعيدة من الرصد والرقابة للقوات الدولية الموقتة العاملة في جنوب لبنان، وافاد مصدر أممي "النهار" "ان الرقابة لم تنقطع على طول الخط الأزرق الا ان الخرق حصل في وقت مبكر جداً حيث تم تركيز منصات الصواريخ، وأن استنفار الجيش وقوات "اليونيفيل" حصل بعد اطلاق أول صاروخ وبدأ البحث على الفور في محيط المجيدين وسواها حيث تم تقدير موقع اطلاق الصواريخ. لم يتوقف البحث عن مطلقي الصواريخ ولكن من غير العثور على احد منهم باستثناء بعض الأغراض شخصية لاحد منهم، وهي حذاء وقفازات محروقة وآثار دم في مكان اطلاق الصواريخ في الماري.

وأفاد تقرير عاجل رفع الى كبار المسؤولين أن "ليس من المتوقع ان تفتح اسرائيل جبهة مع لبنان لأكثر من سبب، منها ان ذلك لن يكون لها بمثابة نزهة وهي تعلم ايضا ان مطلقي الصواريخ هم من فصيل فلسطيني وليسوا من "حزب الله"، وأنهم عملوا تحت جنح الظلام وهم يدركون ان الجيش يتعقبهم لاعتقالهم، وأن مطلقي الصواريخ أرادوا من وراء ذلك توجيه رسالة دموية الى الجيش الاسرائيلي الذي قتل عشرات الفلسطينيين المدنيين في منازلهم ومراكز عملهم من غير اي مؤشر ان بنيامين نتنياهو سيوقف سفك الدماء الفلسطينية".

وتوقع واضعو التقرير"عدم حصول المزيد من الاخترافات على جبهة لبنان مع اسرائيل، لان الجيش لا يريد ان ينجر الى اشتباك مع اسرائيل في توقيت أراده مطلقو الصواريخ من الفلسطينيين. كما ان الرد الاسرائيلي يعتبر رداً تقنياً على مصادر اطلاق الصواريخ فقط . وهذا ما تبلغته قيادة اليونيفيل في الجنوب التي سارعت الى الاتصال بإسرائيل لوقف التصعيد على أساس أن لبنان الرسمي يتعقب المتورطين في هذا العمل لاعتقالهم". وأشار التقرير الى ان الموقف الحالي في التعاطي مع هذا الخرق كما في كل مرة "ان الجيش اللبناني ملتزم بالقرار 1701 وانه لن يسمح لمجهولين بجره الى مواجهة مع اسرائيل دون أن يكون مستعدا لها". وعقب مسؤول بارز بعد اتصال تلقاه من مسؤول غير مدني لإبلاغه بالخرق الحدودي بقوله: " لم يكن ينقصنا في الوقت الحاضر سوى اطلاق صواريخ من أراضينا على اسرائيل، والبلاد غارقة في مواجهة الفراغ الفراغ الرئاسي والتبشير على لسان اكثر من وزير ان الشغور في بعبدا سيستمر نحو ستة أشهر، اضافة الى شلل مجلس النواب والإرهاب الانتحاري الداعشي وأزمات معيشية لا تحصى منها سلسلة الرتب والرواتب، ومتعاقدو الجامعة اللبنانية، ومياومو شركة الكهرباء. من المؤكد أن هؤلاء هم فلسطينيون وأن ما قاموا به هو تصرف فردي دعما لحماس في مواجهتها مع الجيش الاسرائيلي، وتوريطاً للبنان ولسلطاته الأمنية . " وسأل بدوره المتصل به: "الم يتم القبض على اي من مطلقي الصواريخ؟ أين الرقابة ؟"، فعزا المتصل بدوره السبب الى بقع تقع على الحدود لا تصلها الدوريات. والمشكلة ان بعض الفصائل الفلسطينية المعروفة في تطرفها يملك هذا النوع من الصواريخ، وتستغل مثل هذه الظروف كالعدوان الحاصل على غزة من اجل توريط لبنان. والمؤسف له ان التحقيقات والاستقصاءات اللبنانية والأممية لم تتوصل بعد الى ضبط مطلقي الصواريخ في أوقات سابقة من الاراضي اللبنانية ضد اسرائيل، خصوصاً ان اتفاق القاهرة الذي كان يجيز العمل العسكري الفلسطيني من الاراضي اللبنانية قد الغي".

وتجدر الإشارة الى ان الرقابة على الحدود الدولية مع اسرائيل قابلة للاختراق نظراً الى ضعف جهاز الرصد، والمؤسف انه لن يتحسن الا بإنشاء ابراج مراقبة على غرار تلك التي تنشئها بريطانيا على طول الحدود اللبنانية - السورية ولن يشمل ذلك الحدود مع اسرائيل. النهار

 

اهالي جبل محسن قطعوا سكة الشمال مطالبين باطلاق سراح الموقوفين في احداث طرابلس

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس عبد الكريم فياض، ان الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس بعكار عند دوار نهر ابو علي لا تزال مقطوعة بمستودعات النفايات والدواليب والحجارة، فيما تم قطع سكة الشمال التي تربط باب التبانة بجبل محسن من قبل ابناء الجبل للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين في احداث طرابلس.

 

سلام اطلع من مقبل على تفاصيل الاعتداء الاسرائيلي والتطورات جنوبا

وطنية - أجرى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اتصالا هاتفيا بنائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، واطلع منه على تفاصيل الاعتداء الاسرائيلي على لبنان والتطورات الامنية في الجنوب.

وإستقبل الرئيس سلام في السرايا الحكومية سفير تركيا في لبنان إينان أوزلديز الذي اشار بعد اللقاء أنه أجرى مع الرئيس سلام "جولة أفق في شأن تطورات الأوضاع العامة وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين". وكان الرئيس سلام إستقبل محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل يرافقه العميد حسان فليفل اللذان سلماه كتابا أصدرته العائلة عن سيرة الأخوين فليفل، وكانت مناسبة استذكر فيها الرئيس سلام انجازاتهما، مشيدا "بالتركة الفنية والوطنية والتربوية التي خلفاها". ومن زوار السرايا، مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود ورئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود.

 

قزي يحمّل بو صعب "مسؤولية فشل ملف الجامعة اللبنانية"

نهارنت/شن وزير العمل "الكتائبي" سجعان قزي هجوماً على وزير التربية "العوني" الياس بو صعب، محملاً اياه مسؤولية الفشل في ملف الجامعة اللبنانية. وأوضح قزي في أحاديث صحافية الجمعة، ان بوصعب فشل في ملف الجامعة اللبنانية "التي يربطها بالسياسة"، معتبراً ان وزير التربية "يسيء أيضا الى مبدأ التوافق في مجلس الوزراء الذي يقضي بالاتفاق وليس بالتعطيل". وقال ان بو صعب "ورّط هذا الملف التربوي في السياسة والمحاور الطائفية والمذهبية، وبعد ان فشل في ذلك يحاول أن يرمي المسؤولية على غيره، تارة على "حزب الكتائب" وتارة أخرى على "الحزب التقدمي الاشتراكي" وطوراً على "المستقبل" و"حزب الله" في حين انه خص نفسه و"التيار الوطني الحر" بالحصص الكبرى". وأضاف قائلاً ان بو صعب "حاول إيهام الأساتذة بأنّه قادر على إعطائهم حقوقهم، وإيهام المرجعيات السياسية بضمان مطالبها، فيما هو كان يعمل طوال الوقت لضمان مصالح وحصص التيار الوطني الحر والقريبين منه". يُذكر ان مجلس الوزراء فشل في في بت ملف الجامعة اللبنانية بشقيه: تفريغ الاساتذة وتعيين العمداء، اذ ان العقدة "إشتراكية – تائبية"، اذ ان الحزب "التقدمي الإشتراكي" يتمسك بعميد مسيحي لكلية الطب، في حين يصر "حزب الكتائب" على تعيين عميدين في كلية الطب.

 

بري متمسك بدعم الحكومة على الرغم من تعطيل البرلمان

نهارنت/أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن استيائه لما آلت اليه الحكومة السلامية، مشدداً في الوقت عينه على اصراره على دعم الحكومة. ونقلت صحيفة "النهار"، الجمعة، عن زوار بري انه مستاء للتخبط الذي تمر به الحكومة، وذلك، تعليقاً على فشل الوزراء في حل ملف الجامعة اللبنانية. واذ حيا رئيس الحكومة تمام سلام على "صبره وقدرته وتحمله هذه الاعباء"، اعتبر بري امام زواره انه "لو كان احد غيره في هذا الموقع لما تمكن من الاستمرار في رئاسة الحكومة". الى ذلك، قال بري "انا اعمل على دفع الحكومة رغم تعطيل مجلس النواب وأصر على دعمي لها من اجل ان تبقى وتستمر".

يُذكر ان مجلس الوزراء فشل في في بت ملف الجامعة اللبنانية بشقيه: تفريغ الاساتذة وتعيين العمداء، اذ ان العقدة "إشتراكية – كتائبية"، اذ ان الحزب "التقدمي الإشتراكي" يتمسك بعميد مسيحي لكلية الطب، في حين يصر "حزب الكتائب" على تعيين عميدين في كلية الطب. كما يُشار الى ان البرلمان يفشل ايضاً في عقد الجلسات الانتخابية بسبب مقاطعة قوى 8 آذار التي تتذرع بأن لا رئيس توافقي لانتخابه. كذلك، لا يعقد جلسات تشريعية لرفض قوى 14 آذار التشريع في ظل الفراغ الرئاسي.

 

مسؤول الاعلام في الصرح البطريركي وليد غياض: الفاتيكان لا يوفر جهــدا لحـــل ملفــات لبنــان جهود الرابطة المارونية في وقتها وموضوع الارض يطرح نفسه

المركزية- وضع مسؤول الاعلام في الصرح البطريركي وليد غياض ما حصل بين اعضاء الرابطة المارونية ورئيس "حركة الارض" طلال الدويهي في خانة المنافسة الجيدة في اتجاه القيام بكل عمل ايجابي يصب في مصلحة الجميع، لافتا الى ان الرابطة انصرفت اولا الى تنظيم مؤتمر "مذكرة بكركي"، فيما تتوجه "حركة الارض" الى تنظيم مؤتمر عن الارض، الا انه تردد بعد ذلك عزوف الدويهي عن تنظيم المؤتمر، وهذا ما استشفته الرابطة المارونية التي بادرت الى تنظيم "مؤتمر الارض" السبت الفائت، وهي مشكورة على جهودها التي جاءت في وقتها حيث يطرح الموضوع نفسه بشكل ملح على المجتمع اللبناني، بعدما برزت المشكلة بوضوح في المناطق المسيحية نتيجة بيع اراضٍ بمساحات شاسعة الى غير المسيحيين من جهة، والتخوّف من التغيّر الديموغرافي في هذه المناطق من جهة اخرى.

واشار غياض في حديث لـ"المركزية" الى ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يتواصل مع جميع الاطراف، ويبذل جهودا لحلحلة بعض الامور العالقة وعلى رأسها مشكلة الفراغ في سدة الرئاسة الاولى، ولا يألو جهدا في توجيه الدعوات المتكررة لانتخاب رئيس في اقرب وقت. وعما تردد في بعض الاعلام عن لقاء للبطريرك الماروني مع احد السفراء العرب، نفى غياض ذلك، مطالبا الاعلاميين بتوخي الدقة ومعرفة الحقيقة قبل نقلها في ما يختص بنشاط البطريرك الراعي ولقاءاته". وأكد ان بكركي لم تتبلغ عن زيارة اي وفد فاتيكاني رسمي الى بيروت، موضحا " ان الفاتيكان لا يعمل في السر، وأي تواجد لوفد فاتيكاني رسمي يستدعي تبلّغ السفارة البابوية في لبنان ورئيس مجلس البطاركة الكاثوليك اي البطريرك الراعي اولا". وختم " الفاتيكان يتعاطى في اي موضوع بشكل مباشر، او بواسطة السفارة البابوية، او بالتنسيق مع البطاركة، وهذا يعني انه لا يوفر جهدا في متابعة الملف اللبناني بطرقه الدبلوماسية وعلاقاته مع الدول من دون التدخل في السياسة الداخلية او في انتخاب رئيس الجمهورية".

 

شربل: الإتفاق السعودي- الإيراني ينتج رئيساً 

المركزية- اعتبر الوزير السابق مروان شربل أنه في الوقت الذي يتم فيه اتفاق سعودي- ايراني يولد لدينا رئيس للجمهورية. وعن مبادرة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اعتبر شربل في حديث إذاعي، أنها منطقية الا أنها تتعقد في اللعبة السياسية. أما عن طرح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون فتمنى شربل اجتماع الأقطاب ومناقشة الطرح وأن يقدموا آراءهم ويقولوا اننا في هذه المرحلة لا يمكن تعديل الدستور لأن المجلس يجب أن يكون منعقداً في دورة عادية وليس استثنائية مشددا على ضرورة الحوار الذي لا مفر منه . وعن استياء بكركي من النواب المقاطعين قال شربل: ليس كل مل يتمناه المرء يحصل عليه .مشيرا الى ان حدود الانتخابات الرئاسية تتخطى مجلس النواب وانتخاب الرئيس لعبة سياسية. على صعيد آخر أشار شربل الى أن الهدف من العمليات الانتحارية هو خلق فتنة والأكثر قابلية هي الفتنة السنية الشيعية ومشدداً على أن الأخطر هي الاغتيالات عندما يكون لبنان في أعلى درجات الغليان. وعن دور الأجهزة الأمنية أكد شربل أن التعاون كامل بينها، متمنياً أن تعمل بشكل سري ولا تسرب المعلومات للاعلام.

 

حبيب افرام في اليوم 444 على اختطاف المطرانين: لن نألو جهدا في اعلاء صوت الحيــاة الواحـدة

المركزية- أكد رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام في اليوم الـ 444 لاختطاف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم "اننا لن ننسى، لن نسكت ولن نقبل أن يكون رجال ديننا وكنائسنا وقرانا ومعالمنا وأهلنا عرضة للغزو والخطف والقتل والتهجير كأن لا دول ولا حكومات ولا قوانين ولا قيم ولا مبادئ ولا مجتمع دوليا ولا أمم متحدة ولا جامعة دول عربية ولا مؤتمرات اسلامية. ورفض افرام ان يظن أحد أننا خراف معدّة للذبح بصمت، وان كنا حتى الآن نعالج هذا الملف بالدبلوماسية والاتصالات والمناشدات وحث الحكومات والسلطات القادرة على التدخل والمبادرة.  وأضاف لن نألو جهداً في ظل كل هذه الفوضى والدمار في اعلاء صوت الحياة الواحدة واحترام كل القوميات وكل الأديان وكل المذاهب. وكان افرام قد التقى صباح اليوم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مقره وعرض معه آخر التطورات في لبنان والمنطقة وآخر المعلومات حول المطرانين.

 

لبنان فوق صفيح ساخن: صواريخ جنوبا وتوتر شمالاً

الامـن الحـدودي مضبـوط ولا قرار بفتـح الجبهـة

سلام الممتعض لن يدعو الى جلسة حكومية قبل التوافق

المركزية- من الحلبة الجنوبية الحدودية، عادت لغة الصواريخ المجهولة الهوية والهدف، تفعل فعلها على المسرح الامني اللبناني، منطلقة من واقع داخلي بالغ الحساسية والتعقيدات، وأقليمي ملتهب يشكل أرضية خصبة لكل راغب في توظيف اللحظة الحرجة من اجل تحقيق المبتغى. رسائل صاروخية صباحية خرقت الافق الجنوبي في اتجاه اسرائيل، ومن هناك ردت الدولة العبرية بقصف محدود لا يعكس رغبة في التصعيد خصوصا ان مسؤولين عسكريين سارعوا الى استبعاد وقوف حزب الله خلف الصواريخ، منطلقين من ان لا مصلحة له على الاطلاق في الدخول في مواجهة مع اسرائيل، مرجحين فرضية ضلوع منظمة فلسطينية صغيرة في العملية تريد ابداء تضامنها مع "حماس" التي يهاجمها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.

وفي غياب المعطيات حول الجهات المسؤولة عن اطلاق الصواريخ، في ضوء عدم اعلان اي منظمة مسؤوليتها عن العملية علما ان الاعلان بحد ذاته حتى لو صدر، فانه لم يعد مؤشرا الى استكشاف الجهة الفاعلة في ضوء استباحة الارهابيين الساحة اللبنانية، واعداد سيناريوهات ترتكز الى التمويه والتعمية وتسليط الضوء على منطقة لتنفيذ عملياتهم في أخرى، فان الاجهزة الامنية تمكنت من وضع يدها على رأس الخيط بعدما اوقفت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي شخصا من بلدة الهبارية وصادرت سيارته من نوع "رابيد" عثر في داخلها على بقع دماء يعتقد انها تخص الشخص الذي اطلق الصواريخ واصيب. وما لبثت ان اوقفت لاحقا مطلق الصواريخ في مستشفى البيرة حيث كان يخضع للعلاج وهو من الهبارية ايضا، وينتمي الموقوفان وفق المعلومات الاولية الى منظمة اصولية.

بيان الجيش: وكانت قيادة الجيش اعلنت "ان جهة مجهولة أقدمت فجرا على اطلاق ثلاثة صواريخ من منطقة مرجعيون – حاصبيا في اتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى الاثر سيرت قوى الجيش دوريات في المنطقة وقامت بحملة تفتيش واسعة تمكنت خلالها من العثور على منصتي اطلاق صواريخ مع صاروخين مجهزين للاطلاق، فيما حضر الخبير العسكري وعطلها. واوضحت ان خراج بلدة كفرشوبا تعرض لاطلاق 25 قذيفة مدفعية مصدرها العدو الاسرائيلي من دون الابلاغ عن اصابات في الارواح واتخذت وحدات الجيش الاجراءات الدفاعية المناسبة".

الجهة المستفيدة: وفي السياق، توسعت رقعة التكهنات حول الجهة المستفيدة من اطلاق الصواريخ، خصوصا ان اكثر من طرف يمكن ان تحقق له الرسائل الصاروخية غايات تخدم مصالحه خصوصا في هذا التوقيت بالذات، حيث تتشعب التنظيمات وتتقاطع الاهداف من العراق الى سوريا وصولا الى غزة، فهل ان اسرائيل التي تشن عملية "الجرف الصامد" على غزة لتمحو "حماس" قد تكون خلف تحريك منظمات اصولية متشددة لاشاحة النظر عما تقترفه في القطاع عن طريق تصويرها ضحية الارهاب، ام ان جهات موالية لحماس تولت المهمة لتخفيف الضغط واشغال اسرائيل بحدودها الشمالية، او ان فرضية ضلوع منظمات اصولية سنية تعيش نشوة الانتصار في العراق في اطلاق الصواريخ تبقى قائمة في مطلق الاحوال؟

 الامن مضبوط: وسط هذه الاجواء، أكد مصدر امني جنوبي لـ"المركزية"، "جهوزية القوى الامنية لقمع اي عمل مشبوه يقدم خدمة مجانية للعدو الاسرائيلي"، متوقفا عند دقة المرحلة وخطورتها وحساسية الوضع في الجنوب، في ضوء مواصلة اسرائيل عدوانها على غزة، الا أنه أشار الى ان الوضع في المناطق الحدودية مضبوط من الناحية الامنية ولا مصلحة لاحد في توتير الاجواء او فتح جبهة، وهذا ما اجمعت عليه الفصائل الفلسطينية خلال جولاتها على قيادات جنوبية، ولفت الى ان من اطلق الصواريخ اليوم على اسرائيل ليست جهة لبنانية ولا فلسطينية، وهذه اعمال مشبوهة مدفوعة الاجر سلفا. وأكد ان الجيش واليونيفل يرصدان كل شيء بما فيها التحركات الاسرائيلية خلف الحدود ويرفعان تقارير الى قيادتيهما.

من جهته، قال مصدر فلسطيني في مخيم عين الحلوة لـ"المركزية"، ان لا قرار في المخيمات بفتح جبهة الجنوب ولا نسعى الى توريط لبنان، بل نقوم بنصرة غزة من خلال تحركات واعتصامات في المخيمات، وندرك حساسية الوضع داخل لبنان وننسق مع الدولة اللبنانية، نافيا ان يكون لاي جهة فلسطينية وطنية او اسلامية علاقة باطلاق الصواريخ اليوم من الجنوب. واضاف "لا نريد ان نقدم اي ذريعة لاسرائيل كي تمارس عدوانا اخر على لبنان، وبالتالي اكبر هدية يمكن ان نقدمها للشعب الفلسطيني ودعمه في غزة هي الامن والهدوء والاستقرار في لبنان من خلال التعاون والتكامل فيما بيننا كلبنانيين وفلسطينيين من اجل حفظ الامن.

بدورها، ابدت مصادر في القوات الدولية ارتياحها لردات الفعل التي استوعبت الحادث، مؤكدة ان ما جرى عمل غير منتظم لا تقف خلفه جهات سياسية لبنانية انما المعروف ان بعض الجماعات تتصرف بطريقة غرائزية تنم عن ردات فعل ازاء ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة من وقت الى آخر.

سلام: ومواكبة للاوضاع، اجرى رئيس الحكومة تمام سلام اتصالا بوزير الدفاع سمير مقبل اطلع خلاله على تفاصيل العدوان الاسرائيلي على الجنوب والتطورات الامنية.

وتوازيا، ابدت سفيرة الاتحاد الاوروبي انجلينا ايخهورست دعم الاتحاد للاجهزة الامنية اللبنانية في مواجهة التحديات الامنية لا سيما في الملفات الشائكة، واكدت لوزير الداخلية والبلديات الذي استقبلها دعم الاتحاد للشرعية اللبنانية.

طرابلس: في غضون ذلك، ولليوم الثالث على التوالي، بقيت مدينة طرابلس تحت وطأة التهديد الامني، بعدما قطع اهالي الموقوفين في سجن رومية الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس بعكار عند دوار نهر ابو علي، في حين عمد عدد من ابناء جبل محسن الى قطع سكة الشمال التي تربط باب التبانة بالجبل، مطالبين بدورهم باطلاق سراح موقوفيهم.

مصير الحكومة: وكما في الامن كذلك في السياسة، بلغ التوتر ذروته في اعقاب جلسة مجلس الوزراء امس التي طبعتها اجواء محتدمة على خلفية ملف الجامعة اللبنانية بشقيه: تعيين العمداء وتثبيت الاساتذة المتفرغين، وسط خشية من ان تؤثر هذه المناخات على الجو الحكومي العام وتفقده مناعته، في حين ان المطلوب تحصينه باكبر قدر ممكن لكونه المؤسسة الدستورية الوحيدة العاملة راهنا بعدما فرغت السدة الرئاسية وشل العمل البرلماني. وفيما تبادل وزراء الحكومة السلامية الاتهامات بعرقلة ملف الجامعة، ما اثار امتعاض الرئيس سلام واستياءه الشديد مما يحصل داخل مجلس الوزراء لجهة تقدير خطورة الوضع وضرورة التعالي عن المصالح الخاصة من اجل المصلحة الوطنية العامة. اكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ"المركزية" ان رئيس الحكومة لن يدعو الى جلسة لمجلس الوزراء الا عندما يلمس رغبة من الاطراف في الحكومة بالتعاون، مشيرا الى ان الاستشعار بالخطر مما يحصل من حولنا ليس على المستوى المطلوب وعلينا انقاذ لبنان او على الاقل تجميد الوضع فيه الى حين زوال الخطر.

 

قصص وزير الداخلية...المرعبة!

يقال نت/استحوذ الوضع الامني في ضوء معلومات وزير الداخلية نهاد المشنوق"عن الارهابيين الذين ليست لهم بيئة حاضنة" وهم يحاولون التسلل ولكن يجري إحباط هذه المحاولات وخصوصاً محاولات تنظيم "داعش" و"كتائب عبدالله عزام". وأعطى المشنوق أرقاما عن الجرائم التي يرتكبها لاجئون سوريون وشدد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الوزراء الذي ينزع صفة اللاجئ عن كل سوري يغادر الاراضي اللبنانية.

وقال المشنوق في مداخلة مطوّلة متوجهاً إلى أعضاء مجلس الوزراء: "يا جماعة، هناك مسألة كبيرة تتهدد أمن البلد بينما نحن للأسف نتلهى بمسائل ثانوية"، وأضاف: "نحن لا نملك ترف تعطيل المؤسسات ولا مناقشة جنس الملائكة إذا أردنا أن نبقى في المواجهة، هناك 4 إلى 5 آلاف مقاتل من "داعش" وغير "داعش" عند السلسلة الشرقية في جرود عرسال حيث ورغم وجود سد عسكري في وجههم إلا أنّ الجيش غير قادر على البقاء في جهوزية تامة في كل الأوقات لمواجهة هؤلاء المقاتلين". وأردف: "هناك خطر كبير محدق بأمن البلد واستقراره إلى درجة أنني بقيت حتى الساعة الرابعة فجراً ليلة مباراة البرازيل وألمانيا أواكب الإجراءات الأمنية المتخذة في ضوء القرار الذي اتخذته لمنع أية تجمعات كبيرة خوفاً من أي اختراق أمني". ثم أطلع وزير الداخلية مجلس الوزراء على "تهديدات تطال قضاة عدليين، آخرها قصة شخصية حصلت مع أحد القضاة أمس الأول". بدوره، كشف وزير التنمية الإدارية نبيل دو فريج عن "تهديدات تلقاها وجهاء في عرسال من مسلّحي "داعش" مفادها أنه إذا بقيَت عرسال مؤيدة للجيش اللبناني فإنها ستتعرّض للقصف"، أضاف: "أكشفُ هذه المعلومات لأقول للذين كانوا يتّهمون عرسال بالتطرف إن عرسال نفسها مهدّدة من هذا التطرّف". وبناءً على كل هذه المعطيات أشارت مصادر إلى أنّ "مجلس الوزراء أعطى موافقة مبدئية على طلب المشنوق تطويع 7 آلاف عنصر جديد في قوى الأمن الداخلي والأمن العام إضافة إلى 3 آلاف عنصر كان المجلس قد وافق على تطويعهم منذ شهر لكي تتمكن الأجهزة من مواجهة الأوضاع الأمنية المستجدة في البلاد". وفي حديث لوكالة "رويترز" لم يستبعد المشنوق حصولَ تفجيرات انتحارية جديدة في لبنان:

- قال إنّ "نجاحَ داعش عزّز تفكير المتشدّدين في لبنان".

- أضاف إنّ "العمليات الاستباقية أثبتَت نجاحاً جدّياً، حيث استطاعت تعطيل ثلاث عمليات قبل حصولها في هدفها بالذات".

-  قال: "لا بدّ من الاعتراف بأنّ ما حدثَ في العراق تسبَّب بنشوةٍ كبيرة عند هذه المجموعات، واعتقدَت أنّها تستطيع الإفادة من التجربة العراقية الناجحة من وجهة نظرها في لبنان... ولكن حتى الآن وخلال الشهرين الأخيرين، من الواضح أنّ اليقظة الأمنية استطاعت تعطيل هذا التصوّر وهذا التفكير".

-  أضاف: "هذا الخطر دائماً موجود، ولكنّ البيئة الحاضنة غير موجودة. والغالبية العظمى، حتى لا أقول مئة بالمئة من السُنّة في لبنان الذين هم البيئة المذهبية لـ"داعش" ولكلّ هذه التنظيمات، هي بيئة مُصِرّة على اعتدالها وتوازنِها ومدنَيتها".

وقالت مراجع أمنية  إنّ ما كشفَه المشنوق ليس سرّاً، فالأجهزة الأمنية مستنفرة وتراقب الوضع بدقّة، وقد وضعَت تحت المراقبة مجموعات يُعتقد أنّها من الإرهابيين، ومناطقَ برُمَّتها حدودية، وذلك للحؤول دون أيّ عمل إرهابي، واستعداداً لعمليات استباقية.

14 آذار

في هذا الوقت، تتجه الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار نحو زيارة قادة الأجهزة الأمنية بهدف طلب زيادة الحماية لمبناها في منطقة الأشرفية. الأجهزة الأمنية نفسها "حذّرت أعضاء الأمانة ـ بناءً على معلومات ـ من خطر استهدافهم على يد تنظيم داعش"، حسب قول إحدى الشخصيات الآذارية. في الأشرفية، لا وجود لـ"داعش"، وإنما لخطره الذي يهدّد الحياة التي تُحبّها هذه المنطقة.

تقول المصادر: "لا يحلم أحد بأن نُطالب الحزب بأن يدافع عنا، ولن نقبل بالمهمّة التي تبرّع بها". تعود المصادر في حديثها عن داعش إلى العراق، لتؤكد كلاماً سمعته عن أن "المالكي هو من أصدر قراراً بالتراجع، والسماح لداعش بالبطش في ثاني أكبر المدن العراقية". تقول إن "هذه استراتيجية إيرانية هدفت إلى إظهار مدى الخطر الذي يمثله داعش، واستجداء تحالف غربي معها عنوانه محاربة الإرهاب. هذا بالتحديد ما يريده حزب الله من فريقنا، أن نلجأ إليه لحمايتنا تحت عنوان محاربة داعش، وهو ما لن يحصل أبداً".

 

ما السر وراء رسائل عون "المتكتمة" لسفارات العرب؟

الجمهورية/في هذه الأجواء، زار مسؤول العلاقات الديبلوماسية في «التيار الوطني الحر» ميشال دي شادارافيان موفداً من رئيس «تكتّل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون سفاراتِ المملكة العربية السعودية والمغرب والجزائر، وسَلّم سفراءَ هذه البلدان رسالة شخصية من عون إلى العاهلين السعودي والمغربي والرئيس الجزائري. وعلمت «الجمهورية» أنّ هذه الرسالة التي أحيط مضمونُها بالكتمان تأتي في سياق أنّ هذه الدوَل كانت عرّابة «اتّفاق الطائف» عام 1989 عندما تشكّلت اللجنة الثلاثية العربية ضامَّةً العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز وعاهل المغرب الملك الحسن الثاني والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد.

وتحدّث عون في هذه الرسالة عن اتّفاق الطائف من خلال شَرحِه المبادرة التي قدّمها أخيراً حين قال: «عارضنا اتّفاق الطائف لأسباب نعيشها اليوم، أين المناصفة وقانون الانتخاب الذي يضمنها ويحافظ على صحّة التمثيل؟ وهل أصبحت المناصفة التي وردت في اتفاق الطائف مجرّد حبر على ورق؟». وأكّد أن لا شيء في مبادرته يناقض «اتفاق الطائف»، لا بل هي تسعى الى تطبيقه عبر تحقيق المناصفة والتمثيل الصحيح اللذين نصَّ عليهما هذا الاتفاق.

 

مبادرة عون اجهضت قبل ولادتها من الحلفاء والخصوم.. إلى أين يتّجه؟

موقع 14 آذار/لم يمض على مبادرة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون المتضمنة دعوة لتعديل الدستور من اجل انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب على مرحلتين، الاولى تأهيلية من المسيحيين والثانية على المستوى الوطني، اكثر من ايام لا تتعدى اصابع اليد حتى اجهضت من حلفاء عون أنفسهم قبل الخصوم. فأطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري موقفا مضادا مؤكدا تمسكه باتفاق الطائف والمعادلة القائمة فيما التزم 'حزب الله” الصمت متذرعا بدرسها وانتظار ردود فعل سائر القوى السياسية عليها.

اما الخصم السياسي الذي لم ينتظر اكثر من ساعة على اطلاق المبادرة لنعيها باعتبار ان منصب الرئاسة الاولى لا يستحق الانقلاب على الدستور وتعديل النظام، وان توقيت طرحها خاطئ في ظل الاجواء السياسية والامنية والاجتماعية غير المستقرة حيث لا امكانية اساسا لتعديل الدستور وجميع المؤسسات في البلاد مشلولة ومعطلة.

وفي حين اجمعت قوى 14 اذار على ان هدف المبادرة العونية التعمية على الحقائق الميدانية ومحاولة تغطية الفشل، ان في انعدام حظوظ عون في الوصول الى كرسي بعبدا او في الانتكاسة الشعبية التي اصابت صفوف التيار بفعل تعطيل نواب 'التغيير والاصلاح” الاستحقاق الرئاسي بتغيبهم عن ثماني جلسات متتالية ضاربين عرض الحائط مدى اهمية ملء الفراغ في الموقع المسيحي الاول في البلاد، سألت مصادر في هذه القوى عن الآلية التي يقترحها عون لجهة كيفية حكم الرئيس المنتخب من الشعب مباشرة وهل سيكون له الحق في تأليف الحكومات ووضع يده على المجلس النيابي كما هي الحال عادة في الانظمة الرئاسية التي تتبع هذا النوع من الانتخاب؟ وقالت المصادر لـ”المركزية” ان 'الجنرال” بمبادرته يحاول تغطية سلبيات المرحلة والزلات التي افقدته مناعته شعبيا وخفضت اسهمه السياسية في بكركي التي لم تتوان عن تحميله وزر تعطيل الانتخابات الرئاسية، لا بل اعتبرت طرحه مناقضا للواقع اللبناني، مشيرة الى انه يثير الحساسيات الطائفية في الوسطين المسيحي والاسلامي في حين ان المطلوب في المرحلة الراهنة مزيد من اللحمة والوحدة والابتعاد عن التشرذم.

وقالت المصادر ان مبادرته تكاد تكون اقرب الى الكونفدرالية التي ما انفك العماد عون ينتقد انصارها، ذلك ان دعوته لانتخاب كل طائفة نوابها، وتسمية الطائفة خيارها الرئاسي يشكل عزلا واضحا في مختلف الاتجاهات وبداية لمشروع التقسيم الذي عجزت حتى الحرب الاهلية عن تنفيذه.

وقالت المصادر: حتى لو سلمنا جدلا ان مضمون المبادرة جيد خلافا لما نؤمن به فانها تفتح ثغرة دستورية يمكن لأي فريق النفاذ منها متى يرتئي لتحقيق اهداف غير تلك المرسومة لها، علما ان اتفاق الطائف كلف الكثير من الشهداء والدماء، فهل ننسفه بهذه السهولة ام نتمسك به ونرفض المس بميثاقيته الى حين انقشاع الرؤية الاقليمية ورسم خريطة المرحلة ليبنى في ضوئها على الشيء مقتضاه بعد تهيئة الظروف من جوانبها كافة. وسألت في هذا السياق كيف للبنانيين ان يخوضوا غمار قلب الدستور فيما السلاح لا يزال منتشرا بين اللبنانيين وتتحكم بمصير البلاد احزاب سياسية وتتخذ عن الدولة قرار الحرب والسلم متى شاءت. وختمت المصادر في 14 اذار بالاشارة الى ان عون خسر بمبادرته في الشارعين المسيحي والاسلامي وهو للغاية توجه الى الخارج بعدما لمس ان ابواب الداخل صدت في وجهه، فوجه رسائل الى الدول راعية الطائف شارحا مضمون مبادرته علها تلقى آذانا صاغية. فهل تنجح آخر محاولاته لانعاشها بعدما دخلت العناية الفائقة محليا ام تلقى المصير نفسه؟ وهل يحرك عون خطوط مواصلاته في الداخل ويشكل وفودا نيابية لتسويق مبادرته لدى الكتل السياسية على غرار ما فعل في مراحل سابقة من خلال لجان التواصل مع القوى الاخرى في ضفتي 8 و14 اذار ام يستسلم في انتظار جديد اقليمي او دولي يحرك المياه الرئاسية الراكدة؟

 

الاحرار: التمادي في تعطيل جلسة انتخاب الرئيس جريمة في حق الوطن

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. في بداية الإجتماع وقف الحضور دقيقة صمت حدادا على "الشهداء الذين سقطوا في مجزرة 7 تموز". ورأى الحزب في بيان "ان التمادي في تعطيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية يشكل جريمة في حق الوطن ويجب على الشعب اللبناني معاقبة المعطلين وجعلهم يدفعون ثمن فعلتهم. ويتيقن اللبنانيون يوما بعد يوم تداعيات شغور مقام الرئاسة على انتظام عمل باقي المؤسسات مما ينعكس سلبا على شؤونهم ويهدد بأسوأ العواقب. رغم ذلك لم يحرم المكون المسيحي في قوى 8 آذار نفسه من ترف السعي الى تقديم طموحاته على كل الاعتبارات غير عابئ بالمصلحة الوطنية وضاربا عرض الحائط بالدستور والقوانين. ناهيك عن الاقتراحات التي تقدم بها العماد ميشال عون، من السير في الانتخابات النيابية وفق قانون الدوحة قبل الانتخابات الرئاسية الى تعديل الدستور لانتخاب رئيس الجمهورية على درجتين كما بات معروفا، وكلها تناقض المبادئ التي توافق عليها اللبنانيون في الطائف والتي اصبحت في صلب الدستور".  اضاف :"اننا، إذ نجدد رفضنا هذه الاقتراحات جملة وتفصيلا، نكرر دعوة المعطلين الى وضع حد لممارساتهم الهدامة والعودة الى روح الدستور ونصه، والى التزام الأصول الديمقراطية حتى لا يطول امد الفراغ ويعود للدولة رأسها فتستقيم أمورها في كل المجالات وعلى كافة الاصعدة". واسف الحزب "أن تنسحب المحاصصة على الملفات العائدة للجامعة اللبنانية سواء بالنسبة الى الاساتذة المتعاقدين او بالنسبة الى العمداء. ولطالما نادينا بإبعاد السياسة عن صرح العلم هذا وترك أهله يديرون شؤونه ملتزمين قواعد علمية واضحة وفي مقدمها الكفاية والخبرة والتجرد. ونسأل استطرادا عن الغاية من تحويل الجامعة اللبنانية مربعات مذهبية وسياسية بينما المطلوب إزالة هذه المربعات حيثما وجدت استنادا الى القواعد التي سبق ذكرها. ونؤكد، بعيدا عن الطوباوية والمزايدات، أن كل السياسيين مدعوون اليوم الى تكريس استقلالية الجامعة الوطنية وتشجيعها على القيام بمهامها تحت نظر القانون وبدءا من رئيسها ومجلس عمدائها لكي تتمكن من مواجهة تحديات العصر. علما انهم بذلك يخدمون ليس المصلحة الوطنية العليا فقط إنما مصالحهم الشخصية ايضا وذلك بالوصول الى جامعة يفاخرون بها وتكون في مصاف ارقى الجامعات في لبنان وفي المنطقة". وختم بيان الحزب: "ننتهز ذكرى 7 تموز من كل سنة لتذكر الشهداء الذين قضوا في مثل هذا اليوم والترحم عليهم وتعزية ذويهم، وأكثر من ذلك للتأمل في المآسي حتى لا تتكرر ابدا. ولا ننسى الإضاءة على روح المسامحة والغفران وعلى ضرورة أخذ العبر وعدم الاحتكام الى القوة والعنف. وتأخذ الذكرى معنى خاصا هذا العام مع توسع رقعة الاقتتال في المنطقة وتنامي موجات العنف مما يجعل السياسة، المفترض بها تقديم الحلول السلمية، اسيرة الغرائز والاحقاد. لذا ندعو الى ثقافة الحياة والى قبول الآخر المختلف والاعتراف بخصوصيته وحل كل المشاكل بالوسائل السلمية وبالحوار".

 

قاسم هاشم: الصواريخ المجهولة الهوية لا تبرر الاعتداء الاسرائيلي

وطنية - تفقد عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم صباح اليوم بلدة عين عرب ومنطقة العرقوب التي تعرضت للقصف الاسرائيلي صباح اليوم، بعد اطلاق عدد من الصواريخ على الاراضي المحتلة. وقال في تصريح :"كعادته يستمر العدو الاسرائيلي في اعتداءاته على المنطقة الحدودية، قرى قضاء حاصبيا ومرجعيون، ليؤكد طبيعته العدوانية الدائمة. وهذا الاعتداء هو عدوان سافر على السيادة اللبنانية وخرق فاضح ودائم للقرارات الدولية التي لم تكن يوما رادعا للعدو الاسرائيلي". أضاف :"إن الصواريخ المشبوهة والمجهولة الهوية التي أطلقت من المنطقة لا يمكن أن تكون مبررا للاعتداء الاسرائيلي الذي يستمر في عدوانه على شعبنا في فلسطين واستكمله صباح هذا اليوم في هذا الاعتداء على منطقة العرقوب. وحذرنا دائما أن مثل هذه الاعمال لا يمكن ان تخدم مسيرة العمل المقاوم من فلسطين الى لبنان الا من خلال خطوات تعرف الحركات المقاومة متى وكيف يجب توظيفها لتخدم مسيرة الصراع مع العدو الاسرائيلي".

 

الأحدب انتقد الخطة الأمنية لطرابلس: من المسؤول عن الدماء التي يحضر لسفكها مجددا؟

وطنية - أكد رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الاحدب في افطار لاعلاميي طرابلس في منزله أنه "بعد اقرار الخطة الامنية حذرت من انه لم يوضع فيها مقومات لانهاء التدهور الامني في طرابلس، كما وجهت كتابا للرئيس سعد الحريري وقلت فيه ان استمرار تطبيق الخطة الامنية بطريقة ظالمة في طرابلس سيوصلنا الى انفجار في المدينة".

أضاف :"راجعت وزير الداخلية نهاد المشنوق حول وثائق الاتصال التي تصدر بحق شباب من طرابلس فقال انه لا علم له بذلك، واليوم اعترف النواب والوزراء والمسؤولون بان تطبيق الخطة الامنية يجري بطريقة خاطئة ولكن الاعتراف وحده لا يكفي لأن المنظومة المخابراتية الامنية التي كانت تدير العشرين جولة عنف في طرابلس لا تزال موجودة. وهنا أنا لا أتهم أشخاصا لأن الضباط يتلقون أوامر ويقومون بتنفيذها، ولكن لا يمكن الاستمرار بادارة الامن بهذه الطريقة، اذ ان الاشخاص الذين كانوا يطلقون النار على ابناء الطائفة العلوية وعلى عناصر الجيش اللبناني في طرابلس، لاتهامنا بأننا بيئة تكفيرية تريد اقامة امارة ولا تقبل الدولة، هؤلاء أنفسهم يطلقون النار اليوم على المفطرين في المدينة للقول إن داعش اصبحت في طرابلس".

وتابع:"الكل يعلم ان الذين يرفعون اعلام داعش ويجولون فيها في احياء المدينة لديهم ارتباطاتهم المخابراتية. وهم معروفون والجميع يعلم من هم وعلى أي اساس يتحركون، في وقت لا توجد فيه أي خطة فعلية لمعالجة الواقع الاقتصادي الصعب في المدينة اذ ان المواطنين الذين تهدمت وتضررت منازلهم في جولات العنف الاخيرة لا يزالون منذ اكثر من ثلاثة اشهر خارج منازلهم، ولم يتقاضوا أي تعويض لترميم منازلهم والعودة اليها والدولة تتصرف وكأن امر هؤلاء لا يعنيها وهي غائبة عن ايجاد مشاريع تخلق فرص عمل لالاف الشبان العاطلين عن العمل وتنشط الدورة الاقتصادية في المدينة".

أضاف: "عندما نرى ما حدث في بلدة الطفيل وما يجري في عرسال وما يحضر لعكار نعلم ان المناطق السنية أصبحت مسهتدفة والشباب الموجودون اليوم في السلطة يغطون ما يجري. وهنا اشير الى اننا لم نسكت عندما كان الرئيس نجيب ميقاتي في الحكم وقلنا له حينها انك تغطي طرحا غير مقبول. والتقيت عددا من المسؤولين ووجدت أن البعض منهم غير راض عما يجري فيما وزير الداخلية نفى لي وجود وثائق اتصال صادرة بحق عدد من الشباب في طرابلس. هنا اقول: ثمة اناس من غير الممكن ألا يعلموا بذلك إلا أنهم يقومون بتطبيق تعليمات، وجميعنا شاهد من هدد الدولة اللبنانية علنا خلال مؤتمر صحافي حذرها فيه من الدخول الى مناطق زراعة المخدرات وقام بعرض عسكري بالسلاح، الم يشاهد ذلك وزيرا الداخلية والدفاع، وتريدون اقناعنا بوجود 20 الف ارهابي في طرابلس؟ ما هذه التركيبة بالطبع لن نقبل بهذا الكلام".

وتابع: "لطالما قلنا ان الجيش خط احمر ولكن الجيش لا يتحدث معنا بل يتحدث مع من يعلن الجهاد عليه ونحن نرفض أي حملة على الجيش ولكن لا نقبل بما يقال عن ان فلان محمي من قائد الجيش كيف ذلك؟ ليس لدي مشكلة مع فلان، ولكن ان كنت تحميه فمعنى ذلك انك تعطيه التعليمات التي تدخلنا اليوم في مرحلة داعش بعد ان حاولوا ادخالنا بإمارة في مرحلة محددة. وهنا أتمنى على النواب لأنهم يملكون الاصوات لانتخابه رئيسا للجمهورية أن يضعوا دفتر شروط من الآن، فانتم تتحدثون باسم طرابلس، تفضلوا واعلنوا بانكم لا تقبلون ان يبقى قائد الجيش يغطي المنظومة المخابراتية التي عنده".

واضاف:"أقول لوزير الداخلية هل انت راض عما يقال حول محاربة الارهاب؟ عليكم اولا ان تشرحوا لنا ما هو الارهاب، وان كنتم مضطرين اليوم لاسباب اقليمة ان تغضوا النظر عن حزب الله الموجود في سوريا. عليكم اقله ايجاد حل لمن كنتم ترسلونه الى القتال في سوريا، وذهبوا بدعوة من السيد حسن نصر الله الذي قال فلنحيد لبنان ونتقاتل في سوريا. وتقولون اليوم انهم عناصر ارهابية. ان الامور لا تحل بحماية المقربين منكم فقط لانهم غدا سيغرقونكم من جديد وسبق ان قلنا لكم ذلك منذ ثلاثة اشهر. ما يجري اليوم هو خطوات باتجاه اغراق فريق 14 اذار، ونحن سئمنا النكايات بين 8 و14 اذار لانها تكلفنا المئات من الشهداء. فمن المسؤول عن الدماء التي يحضر لسفكها مجددا؟". وختم :"اتمنى على جميع الاخوة المضربين عن الطعام في السجون ان يوقفوا اضرابهم لان رسالتهم وصلت والجميع في طرابلس مستهدف ويجب ان نكون يدا واحدة لوضع حد للظلم الذي يطالنا جميعا".

 

وقائع الساعات الست للجلسة 'المشتعلة”… إشتباك سياسي حادّ أطاح ملفّ الجامعة

موقع 14 آذار/صدَّع ملفّ الجامعة اللبنانية سقفَ التوافق الذي وضعته الحكومة لعملها ولتضامنها الوزاري، وبانَ في جلسة مجلس الوزراء أمس، والتي دامت 7 ساعات، حجمُ الخلاف بين مكوّنات الحكومة على الملفّات الحسّاسة، وسادَ توتّر هو الأوّل من نوعه في عهد انتقال الصلاحيات.

وفي محضر لوقائع الجلسة التي استمرت أكثر من ست ساعات توافر لـ”النهار”، استهل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الجلسة بتأكيد أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية لأن التأخير على هذا الصعيد ينعكس على مختلف المستويات. ولفت الى محاولات لخرق الخطط الامنية، طالبا التنبه لذلك وأخذ الاحتياطات ومنع حصول ثغرات بما يعيد البلاد الى الوضع السابق لهذه الخطط. ودعا الى التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة في مواجهة العدوان الاسرائيلي. وطالب الوزراء بالتزام جدول الاعمال وعدم طرح أمور من خارجه إلا اذا كانت ثمة مبررات أستثنائية لذلك.

بعد ذلك، بدأت المداخلات السياسية للوزراء التي شملت اللاجئين السوريين والتسلح الفلسطيني الجديد في المخيمات والخطط الامنية بين طرابلس وعرسال والمخيمات الفلسطينية وشح المياه وإمكان شراء المياه او تحليتها وجرّها الى محطة ضبية. وتوالى على الكلام في هذه المواضيع الوزراء بطرس حرب ورشيد درباس وسجعان قزي ونهاد المشنوق وحسين الحاج حسن. وكانت النقاط المشتركة في هذه المداخلات هي: معالجة ملف اللاجئين السوريين تنفيذيا وليس بقرارات بما يمنع تحول الموضوع من انساني الى امني ودعوة منظمات الاغاثة الى العمل وفق توجهات الدولة ما دامت تعمل في لبنان، التنسيق أكثر بين الاجهزة الامنية والقضاء وخصوصا في ضوء اطلاق المخابرات أثنين من موقوفي جبل محسن مما أثار اعتراضاً واسعاً في باب التبانة ووصفه وزراء طرابلس بأنه تحول الى وضع دراماتيكي بالغ السوء، التحذير من عودة المخيمات الفلسطينية كما قال الوزير قزي الى زمن اتفاق القاهرة وضرورة احترام الاتفاقات بين الدولة ومنظمة التحرير الفلسطينية ومن ثم مع السلطة الفلسطينية والتي تسمح للفلسطينيين بمكتب للاعلام فقط، الوضع الامني في ضوء المعلومات الدقيقة لوزير الداخلية عن الارهابيين الذين ليست لهم بيئة حاضنة وهم يحاولون التسلل ولكن يجري إحباط هذه المحاولات وخصوصاً محاولات تنظيم 'داعش” و”كتائب عبدالله عزام”. وأعطى المشنوق أرقاما عن الجرائم التي يرتكبها لاجئون سوريون وشدد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الوزراء الذي ينزع صفة اللاجئ عن كل سوري يغادر الاراضي اللبنانية.

بعد ذلك، انصرف مجلس الوزراء الى توقيع المراسيم التي صدرت سابقا عنه، ثم انتقل الى جدول الاعمال والبند الاول المتعلق بالجامعة اللبنانية المؤجل من الجلسة السابقة.وفيما كان الاتفاق أن يأتي وزير التربية الياس بو صعب بتقرير يشرح فيه الآلية التي اعتمدت في تعيين العمداء ومعايير تفريغ 1100 أستاذ، بادر الاخير الى القول انه يشعر بان هناك من يريد ألا يمرّ الملف وتالياً فلا داعي لكي يقدم تقريره. فرد عليه قزي قائلا ان الكتائب اعترضت سابقا على الملف لعدم علمها بمضمونه ولكن تسنى لها الاطلاع على مضمونه فظهرت هناك ثغرات ضئيلة إلا انها لا تستحق ان تعطّل تفريغ الاساتذة، وأعلن باسم الكتائب الموافقة على تفريغ هؤلاء في الجلسة. ثم تحدث الوزير بو صعب فقال انه لا يمكن اقرار التفرغ من دون تعيين العمداء، مشيرا الى تفاهم بينه وبين الرئيس فؤاد السنيورة على ذلك. فتدخل الوزير وائل ابو فاعور مبديا الاحترام للاساتذة والعمداء، لكنه تساءل عن مبرر إقصاء عميد كلية الطب بيار يارد المشهود له بكفايته. فاقترح بو صعب السير بملف التفريغ وتعيين العمداء مع تعليق موضوع عميد كلية الطب، لكن وزراء يمثلون اتجاهات عدة رفضوا الاقتراح. عندئذ طلب الرئيس سلام تأجيل مناقشة بند الجامعة الى وقت لاحق من الجلسة تمهيدا لاجراء اتصالات، على ان يستمر المجلس في مناقشة باقي بنود جدول الاعمال. وشرع الوزراء في اقرار بنود بالاجماع، منها التعاقد مع اساتذة في الجامعة اللبنانية بلغوا سن التقاعد من اجل الاستفادة من خبراتهم وتوظيف اساتذة رياضة وتعيين 10 أجراء في وزارة الصناعة و7 عاملات تنظيف في وزارة العمل. وفي هذه الاثناء كان الوزير بو صعب قد عاد من غرفة جانبية حيث اجرى اتصالات هاتفية. ولما علم بما أقرّه زملاؤه اعترض رابطا أي تعيين بملف الجامعة. عندئذ سأل الوزير الحاج حسن زميله بو صعب: هل ان تعيين الاجير يخضع لمعايير كتلك التي يخضع لها من يحمل شهادة الدكتوراه؟ كذلك سأل الوزير قزي: هل بات أمر 7 عاملات تنظيف مساويا لـ1100 أستاذ جامعي؟ وحاول الرئيس سلام ثني بو صعب عن موقفه لكن الاخير تمسك برأيه مما أثار توترا بينه وبين عدد من الوزراء الذين لمحوا الى ان الوزير بو صعب في موضوع العمداء خصص لـ”التيار الوطني الحر” وأحد حلفائه ستة عمداء من اصل تسعة عمداء مسيحيين، مما أستدعى سؤاله عن حصة الكتائب و”القوات اللبنانية” وتيار 'المردة”؟ فأجاب بو صعب ان هذا من حصة بكركي. لكن جوابه لم يقنع زملاءه، مما استدعى من الرئيس سلام تأجيل البحث في الملف ريثما تتضح الامور أكثر.

ومن المواضيع التي طرحت في الجلسة ما يتعلق بصرف الرواتب للقطاع العام، فأصر وزير المال علي حسن خليل على اعتماد تشريع من مجلس النواب. وقرر المجلس تبني ما طرحه وزير الداخلية من حيث تطويع 10 آلاف رجل في الجيش وقوى الامن بين منتصف السنة الجارية ونهاية سنة 2016 وذلك لتعزيز القدرات الامنية للدولة.

وصرّح الوزير قزي لـ”النهار” تعليقا على ما دار في شأن ملف الجامعة اللبنانية: 'أنا أحمّل الوزير بو صعب مسؤولية الفشل، فهو فشل في موضوع الامتحانات عندما ربطها بموضوع سلسلة الرتب والرواتب، وهو اليوم يفشل في ملف الجامعة اللبنانية التي يربطها بالسياسة. إنه يسيء أيضا الى مبدأ التوافق في مجلس الوزراء الذي يقضي بالاتفاق وليس بالتعطيل”.

واعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره عن استيائه مما وصلت اليه الامور في الحكومة والتخبط الذي تمر به. وجاء كلامه هذا بعد عدم تمكن الحكومة من الانتهاء من ملف اساتذة الجامعة اللبنانية.

وحيا الرئيس سلام على 'صبره وقدرته وتحمله هذه الاعباء”. وقال بري: 'لو كان احد غيره في هذا الموقع لما تمكن من الاستمرار في رئاسة الحكومة. انا اعمل على دفع الحكومة رغم تعطيل مجلس النواب وأصر على دعمي لها من اجل ان تبقى وتستمر، انطلاقا مما قلته سابقا الوطن مثل جسم الانسان اذا اعطب عضو فيه يجب اصلاحه وليس تعطيل الاعضاء الاخرى واعطابها”.

وقد توتّر الجوّ عند النقاش في ملف الجامعة، خصوصاً عند طرح تعيين مجلسها وتوزيع أعضائه العمَداء على الطوائف.

وفي المعلومات أنّ وزير العمل سجعان قزي طلبَ الكلام في بداية الجلسة، فقال: 'سبقَ لنا أن تحفّظنا عمّا هو مطروح في مشروع تفريغ الأساتذة، وعندما أُطلِعنا على تفاصيل المشروع، وعلى رغم الثغرات المحدودة التي اكتشفناها، واقتناعِنا بأنّها لا تشكّل مخالفات كبرى، أيّدناه ونتمنّى بتَّه اليوم”. فقاطعَه وزير التربية الياس بوصعب، قائلاً: 'لا يمكننا بتَّ مشروع التفريغ من دون بتّ مجلس العمَداء، وقد توافقتُ وتيّار 'المستقبل” على التلازم بينهما”.

ودار سجال حادّ بين بو صعب والوزير وائل ابو فاعور الذي سأل عن سبب تغيير عميد كلّية الطب الدكتور بيار يارد ( كاثوليكي) 'لأنّه يتمتع بكفاية عالية جدّاً والكلّ أجمعوا عليه”. فردّ بوصعب أنّ عميد كلّية الطب هو من حصّة الطائفة المارونية عُرفاً، ولذلك تمّ استبداله، وقال: 'إذا تقرّر الإبقاء عليه فإنّ هذا الأمر سيضطرّني إلى إعادة النظر في توزيعة العمَداء الـ 18، لإعادة التوازن إلى المعيار الطائفي”.

ودارَ نقاش حول إمكانية تعيين مجلس العمَداء وتأجيل تعيين عميد لكلّية الطب فقط، ريثما يتمّ الاتفاق عليه، فيما يتحوّل يارد عميداً لها بالوكالة. فرفضَ الحزب التقدمي الاشتراكي هذا الاقتراح وطلب تعيين مجلس الجامعة رزمةً واحدة.

ثمّ طُرح ملفّ تفرّغ الأساتذة، فساد نقاشٌ حول إمكانية تجزئة ملف الجامعة، بحيث يُقَرّ التفرّغ ويؤجَّل مجلس الجامعة. لكنّ وزراء 'المستقبل” رفضوا هذا الاقتراح مُصرّين على عدم الفصل بين الملفّين، لأنّ مجلس الجامعة هو من يجب أن يدير التفرّغ. فاستمهلَ رئيس الحكومة تمّام سلام الوزراء بعض الوقت لإجراء مزيد من الاتصالات، الأمر الذي أغضبَ وزير التربية ووتّرَه. ولدى استكمال النقاش في البنود الأخرى المُدرَجة على جدول الاعمال، و لا سيّما منها بنود التوظيفات، كان هناك بندٌ يطلب توظيف 10 أجَراء في وزارة الصناعة، و7 عمّال تنظيفات في وزارة العمل، والتعاقد مع أساتذة في الجامعة أُحيلو إلى التقاعد، للإفادة من خبراتهم. فاعترضَ بو صعب على هذه البنود، الأمر الذي استفَزّ وزيرَ الصناعة حسين الحاج حسن الذي قال له: ما هي المعايير التي تفترضها لتعيين أجَراء؟ هل عليهم أن يكونوا حائزين على شهادات دكتوراه؟

 وتَدخّلَ قزّي فخاطبَ بوصعب قائلاً: 'مِن المعيب ربط عدم إقرار ملف الجامعة ببَقية بنود جدول الأعمال، ما هكذا تُدار شؤون الناس، ولا هكذا تُدار شؤون الجامعة”. عندها توتّرَ جوّ الجلسة، فتَدخّل سلام طالباً تجميد كلّ بنود التوظيفات إلى جلسةٍ تكون الأجواء فيها قد هدأت. ثمّ استكمل البحث في البنود العادية.

وقالت مصادر وزارية لـ”الجمهورية”: نحن نعترف بأنّ وزير التربية يبذل جهوداً كبيرة من أجل بتّ ملف الجامعة، لكن من بين الـ 18 عميداً هناك 5 عمَداء من حصة 'التيار الوطني الحر”، و2 من الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي ينتمي إليه بوصعب، وهو لم يقبل في كلّ مسار البحث التفاوضَ عليهم، وكان يفاوض في حصص الكتائب و”القوات” و”المستقبل” وحركة 'أمل” وحزب الله، ويصرّ على تعيين عميد جديد لكلّية الطب، والإسم الذي اقترحَه لها قريب من 'التيار”.

وتوقّعت المصادر استمرار الإشكالية وأن يستمر مجلس الوزراء في تجميد ملفّ الجامعة، ولا مؤشّرات توحي بإمكانية إقراره في الجلسة المقبلة، في ضوء أجواء جلسة أمس، حيث تأزّمت الامور وتحوّلت عناداً سياسياً وتشبُّثاً في المواقف.

وتطرّقَ مجلس الوزراء إلى استحقاق قونَنة صرف الرواتب لموظفي القطاع العام المالي والتي تفرض انعقاد مجلس النواب في جلسة تشريعية لهذه الغاية، فأكّد وزراء حزب الله وحركة 'أمل” أنّهم لن يرتكبوا مخالفة قانونية وأنّ الموضوع يحتاج الى تشريع في مجلس النواب. فيما تحدّث وزراء 14 آذار عن وجود سابقات يستطيع فيها المجلس ان يقرّ سلفة خزينة في مجلس الوزراء.

وخلال الجلسة طالبَ وزير الداخلية بتصويب الخطة الأمنية في طرابلس لتحقيق المساواة والعدالة. وأيّده وزير العدل أشرف ريفي، مشيراً إلى أنّ ضابطاً أمنياً هو مَن يحرّك الشارع في عاصمة الشمال. وأكّد مجلس الوزراء أن 'لا عودة إلى الوراء في استكمال تنفيذ الخطة الأمنية”.

توازياً، علمَت 'الجمهورية” أنّ هناك اتّجاهاً لِعَقد جلسة تشريعيّة لمجلس النوّاب، يكون على جدوَل أعمالها 3 بنود، هي: سلسلة الرُتب والرواتب للعاملين في القطاع العامّ، الطلب من الحُكومة إصدار الـ”يوروبوند”، فضلاً عَن فَتح اعتماد لتغطية رواتب موظّفي القطاع العام.

وأشارت المعلومات إلى احتمال انعقاد هذه الجلسة الخميس المُقبل، استناداً إلى المواقف الإيجابيّة التي يُبديها جميع الأطراف.

 

السيرة الذاتية لوليد جنبلاط كما يرويها مروان حماده

يقال نت/أوجز مروان حماده السيرة السياسية لوليد جنبلاط. قدمها من ذكرياته كما عايشها في وقائعها. "صديق العمر" تولى تقديم "البيك"، في كلمة ألقاها قبل أن يتسلم رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي جائزة الياس الهراوي، في الإحتفال السنوي الذي أقيم إحياء لذكراه في اليرزة. وفي ما يأتي سيرة وليد جنبلاط كما كتبها مروان حماده، في كلمته الرئيسية في الإحتفال:

مروان حماده ووليد جنبلاط

لو حررّت مذكراتي لشكلّت فصلاً وضيعاً من مذكرات وليد جنبلاط، فمقاربتي الاولى بالشاب النحيف والخجول كانت في اوائل السبعينات عند حضوري حفل تخرجّه في الجامعة الاميركية .الاستاذ فؤاد حداد "الرجيسترار" ابن بعقلين الكاثوليكي يتلو لائحة خريجي الدورة. اسماء ثلاث تحمل صدىً تاريخياً مدوياً رنت في اذني : اميل بيار اده، بشاره خليل الخوري، وليد كمال جنبلاط . بعد نصف قرن تقريباً لا يزال الاسم مدوياً ولو بأصداء مختلفة.  هل لانه الاكثر اثارة؟ الاكثر شهرة؟ الاكثر تقلباً؟ او الاكثر تصلباً؟ هل لانه بالنسبة للآخرين كتلة عقد يصعب حلّها او لأنه يعقّدهم هو، بجدليته الثاقبة ، بميزاته القيادية، بتلمسه الفريد للواقع وقراءته للأحداث في تناقضاتها وتصادمها.

بين التاريخين تاريخ حافل.

كان كمال جنبلاط محلقاً آنذاك في السماء اللبنانية والعربية والدولية. وسام لينين يُزيّن سترته، مؤلفاته تغزي احلام الاجيال الناشئة كما تستقطب احترام العقلاء المعممّين، حركته الوطنية تُشغل الدنيا ولو عجلت في آخرة البعض. الوليد في كل هذا يناضل على طريقته: يحاول تثبيت استقلاليته في ظل عملاقين التقيا على الكثير ، من بينه انجاب وريث يليق بالشخصين وبالنسيبين وبالمختارة. استقلالية وليد الفكرية لم تنفض عنه كل نفوذ الوالد ولم تحرره من حنان وعبقرية الوالدة. اكدها في العمل الصحفي، مارسها في حياته الزوجية المبكرة، غرد بها في بعض المراهقة الشبابية. الى ان وقع الزلزال: 16 آذار 1977، الإرث الثقيل المبكر الملطخ بالدماء الذكية، دماء الكمال ودماء الأبرياء، وكلهم ضحايا مكيدةٍ واحدة . وبينما يستدعي والدته السيدة مي من فرنسا الى القصر، يتصدى وليد لأول واشدّ المؤامرات التي استهدفت الجبل عبر عائلته الثكلى واهلهِ المظلومين في القرى المسيحية الاكثر جنبلاطية. هذه التجربة ارست جذور الزعامة التي سرعان ما تبين انها ليست موروثة بالقدر والعباءة التي البسها له المرحوم الشيخ محمد ابو شقرا وحسب، بل كانت مجبولة وباكراً بالإرادة والإدراك والشجاعة.

وفيما دخان اسود يغطي بيروت والجبل بدأت ايام اكثر سواداً تطّل على الوطن. اضطربت اذ ذاك حياة وليد وحياتنا، نحن اصدقاؤه، وحياة لبنان واللبنانيين. سبحة من الصدامات الى ان كان اغتيال العيش المشترك في الجبل. ذروة المؤامرة : الاجتياح الاسرائيلي المعادي يُتمّم بالغزو السوري الاخوي. تعاطي وليد جنبلاط مع القتلة اظهرت لنا، في تلك الايام، ان الخيارات الوطنية والعربية ولو مغلّفة بواقعية قاسية ، كانت دائماً الغالبة عنده. لم يتردد لحظة في الخيار بين العمق السوري والتواطؤ الاسرائيلي واليأس الانتحاري . أخفى عن المشايخ، ولو الى حين، الاسم الحقيقي للقاتل، تصدّى لاتفاق 17 أيار، مع ادراكه للثمن الباهظ الذي دفعه الجبل من امنه ونسيجه. وليد ذهب دائماً الى الحرب مرغماً، اندفع دائماً الى السلام بحماس. من هنا اجماع اتباعه الى القتال البغيض حتى مع الاقربين، واجماع اهله الى السلام ولو على حسابهم الخاص. هذه المنطلقات جمعته برينه معوض ثم بالياس الهراوي. رؤساء لملمة الجمهورية لا تقسيمها. نفس المنطلقات حملته على معارضته غباء الحكم العسكري، حتى الصدام مع حافظ ثم بشار الاسد. المنطلقات عينها جمعته برفيق الحريري الباني للوحدة الوطنية عبر بناء البشر والحجر، والصديق الدائم على رغم التباينات المرحليّة.

لم ار وليد جنبلاط يوماً اكثر سعادة من ذلك النهار الذي عقد فيه، برعاية الرئيس الراحل الياس الهرواي صاحب الدار والجائزة، اول مصالحة جبلية: مزرعة الشوف، تحت قمم جبل الباروك وشموخ ارزه شكلت مفصلاً في حياته السياسية، فصل تكلل مؤخراً بالمصالحة المعجزة بين اهل بريح الذين فرقتهم ثم جمعتهم نفس الجبلة العنيدة . حكمة الرئيس الهرواي مهدّت لمرحلة شهدت حل الميليشيات وجمع سلاحها وارتفاع وتيرة المقاومة للعدو الاسرائيلي مع اطلاق ورشة البناء لانتزاع الاقتصاد من كبوته المزمنة فدفعت بوليد جنبلاط الى دعم التمديد لابو جورج. نفس الاسباب انما عكسية حملته الى رفض انتخاب الرئيس اميل لحود ولاحقاً التمديد القسري له. اللا للحرب ترجمها اصراراً على السلام. واللا للشرذمة ترجمها مزيداً من التمسك بالمواثيق.

16 آذار 1977، 17 ايار 1983، 14 آذار 2005، الاحداث تفاجىء وليد جنبلاط ولكنه بدوره يسابقها . يبالي بالصغيرة والكبيرة حتى ولو ظهر غير مبال. يطارد من يرمي قمامة على طريق شوفية، يقنع الرؤساء بمساكنة المهرجانات في قصورهم الصيفية ، يكسر لعنة التهجير بالاصرار على العودة، يسقط اتفاق 17 ايار ثم يسبق الآخرين الى اقفال اذاعته وحل ميليشياته وتسليم سلاحه للدولة.

تقديراً لتجربة الياس الهرواي مدّد له ولو استطاع لمدّد مؤخراً لميشال سليمان . ليس صحيحاً انه يفضل الرؤساء الضعفاء. صادق الهراوي والحريري وبري اقتناعاً منه بمعاندتهم الذكية والمرنة للوصاية وبتدرجهم في استعادة استقلال لبنان على مراحل . من اجل ذلك لم يترك باباً للتفاوض الاّ وقرعه. رافقته في جنيف ولوزان صغتُ معه مبادىء الوفاق ال 14، قصدته الى المختارة المحاصرة العام 82 لتأمين مشاركته في هيئة الانقاذ الوطني مع الشيخ بشير الجميل . وقعّ دون قناعة الاتفاق الثلاثي متهكماً بامكانية تطبيقه: " على ايام تيمور" . تجادل مع فيليب حبيب وروبيرت مرفي، ناقش الرؤساء ميتران، شيراك، بوش، بلير، براندت، كول ،غورباتيشيف، التقى كل المرجعيات العربية، ملوكاً ورؤساء مصرّاً على دعم لبنان لاخراجه من محنته. وذهب ابعد . فاجأ وليد جنبلاط الامم المتحدة بالدفاع عن لبنانية مزارع شبعا متسلحاً بالخرائط الثبوتية والوثائق التاريخية ثم عند استفحال الاغتيالات رفع لواء المحكمة الدولية وخاض اشرس المعارك من اجل الحقيقة والعدالة في قضية صديقه الشهيد رفيق الحريري.

لم يكن هو الآخر بعيداً عن الاغتيال الذي لاحقه محاولة تلو المحاولة في رفقة درب حميمة مع شهداء ثورات لبنان حتى ثورة الارز. وليد جنبلاط ليس بالضرورة رجل دستور. انما هو بالتأكيد رجل أعراف. الاعراف بمعانيها وجوانبها المتعددة الدقيقة والمعقدة والمنبثقة من تاريخ عائلته الجبل ولبنان لتتسع وعبر حمايته الثغور الى عمقنا العربي. معه لم نتنكر يوماً للخصوصية اللبنانية لكننا لم نتعصب لها في وجه الاحلام الاوسع افقاً ورحابة . لبنان والعروبة لم يبرزا كلائين متناقضين بل كنعمين للاستقلال والانتماء. ادرك ان هذا الجمع الصعب في زمن الاصوليات المذهبية يبقى ضمانة وحدة البلد ونهضته.

قضية اخرى نشأت في وجدانه منذ الصغر ولم تغب لحظة عنه: فلسطين. انتفض باكراً ضد الظلامة الكبرى، عاش اغتيال القرار الوطني المستّقل مع كمال جنبلاط، اصطحب ابو عمار الى مرفأ بيروت المحاصرة ، فتح طريق الجبل للمقاومة الوطنية الناشئة وحرّض دروز فلسطين ضد التجنيد الاجباري . وهو يعتبر المعركة مفتوحة في افقها التاريخي.

بهذا التوازن المتأرجح بين الآمال والواقع نجح وليد حيث فشل او تلكأ الآخرون. بحزب لا يشبه تماماً الاحزاب ، وطائفة ليست كغيرها من الطوائف، انفرد، بالقوة احياناً وبالحيلة في معظم الأحيان، ان يحميها من الدخيل او البغيض او البشاعة. هنا الفوارق والجوامع بين الاب والابن. الاب الحالم الصوفي ، الاديب، الفيلسوف، الناسك والفدائي حتى الشهادة. والابن المثابر، المنجز، والواقعي حتى التراضي ، المطلع الصبور على المطالب، ولو بنرفزة احياناً، والمتابع لتلبيتها دائماً و بالحاح.

انا شخصياً أخذت بالاب. وانا شخصياً احببت الابن.

يقول عني رفيق الدرب، صديق العمر. ربما اتحدث اليكم اليوم بهذه الصفة. علماً ان الدرب مع وليد بك مشوار وعر لكن العمر مع وليد نزهة بديعة.

قد تختلف معه في بعض التفاصيل. قلة منكم هنا لم تصادفه نقطة تجاذب او خلاف مع البيك ولم يتخطاها امام الانجاز. فسرعان ما تعود وتلتقي معه في المحميات الرائعة والمهرجانات المبدعة ( بفضلك ست نورا) ، في الانماء التربوي والجامعي والصحي، في البحيرات الجبلية والانماء الريفي والاصرار البيئي، في اليد الممدودة الى كل محتاج وفي الارض الممنوحة لكل الصروح . في نظر هذا الموحّد العلماني والقارىء المميز ، التوحيد يتخطى حدود العقيدة. التوحيد هو المجتمع بمشايخه ومجالسه ومعابده وبلدياته ومختاريه . التوحيد عنده اخراج الدروز نهائياً من التصنيفات الموروثة فئوياً وقروياً وعائلياً حيث اختلاط الجنبلاطي باليزبكي خلق جيلاً جديداً بعقلية جديدة وبجغرافيا سياسية جديدة ، متمسكاً بلبنان، منفتحاً على العروبة.

جائزة الرئيس الياس الهراوي الممنوحة الليلة لوليد بك من السيدة منى وباسم ابو جورج استحقها البيك في بيئته، في وطنه، في محيطه. استحقها سياسياً وثقافياً وتنموياً. وخصوصاً استحقها مع ابطال ذلك الزمن الصعب الذين عملوا على اخراج لبنان من المحن التي حلّت بمنازله العديدة .

فأي منزل احق من منزل الياس الهراوي واية يد اجدر من يد الست منى لمنح وتسليم جائزة بهذه الرمزية الوطنية.

 

الادارة الاميركية لا تمانع عملية اسرائيلية في غزة

وطنية - أعلن السفير الأميركي في "تل أبيب"، ان "الادارة الأميركية لا تمانع القيام بعملية اسرائيلية برية في قطاع غزة". من جهة ثانية، اعترف العدو الاسرائيلي بوقوع إصابات في سقوط صاروخ على كنيس يهودي في تل أبيب.

 

هيغ سيشارك في المحادثات حول النووي الايراني في فيينا

وطنية - اعلن وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ انه سيسافر الاحد الى فيينا للمشاركة في المباحثات حول البرنامج النووي الايراني. وكتب هيغ على حسابه على موقع تويتر "سألتحق بوزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزراء خارجية آخرين في فيينا نهاية الاسبوع الحالي للاطلاع على التقدم في المباحثات الايرانية".

 

شتاينماير سيحضر الاجتماع حول النووي الايراني في فيينا وسيبحث مع كيري في قضية التجسس

وطنية - اعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم انه سيتوجه الى فيينا نهاية الاسبوع الحالي للمشاركة في الاجتماع حول النووي الايراني وسيبحث مع نظيره الاميركي جون كيري في قضية التجسس التي توتر العلاقات بين الدولتين.

وقال شتاينماير خلال مؤتمر صحافي:"نريد اعادة تنشيط شراكتنا وصداقتنا على قواعد صادقة، ونحن جاهزون، هذه ستكون الرسالة التي سأوصلها الى نظيري الاميركي جون كيري حين اقابله نهاية الاسبوع الحالي في فيينا".

 

لافروف لا يستطيع التوجه الى فيينا لحضور الاجتماع حول النووي الايراني الاحد

وطنية - صرح مندوب روسيا الدائم في الهيئات الدولية في فيينا فلاديمير فورونكوف اليوم ان وزير الخارجية سيرغي لافروف رفض دعوة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي للمشاركة في اجتماع حول البرنامج النووي الايراني، وكلفه المشاركة في هذا اللقاء. وقال لوكالة الانباء الروسية الرسمية "ايتار تاس": ان "الوزير لن يحضر وطلب مني المشاركة في هذا اللقاء"، موضحا ان "لافروف يرافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارته الى اميركا اللاتينية". وكانت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون التي تتولى التفاوض مع ايران بإسم الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والمانيا)، دعت وزراء خارجية هذه الدول الى فيينا الاحد للاطلاع على مسار المفاوضات، بحسب ما اعلن المتحدث بإسمها مايكل مان. واكد وزيرا الخارجية الاميركي والفرنسي جون كيري ولوران فابيوس مشاركتهما. وتهدف المباحثات بين ايران ودول مجموعة 5+1 للتوصل الى اتفاق نهائي يضمن سلمية البرنامج النووي الايراني ويبعد طهران عن امكانية تصنيع القنبلة النووية.

 

صواريخ المقاومة تطال الكنيست ومطار بن غوريون

الجديد/سقط مطار بن غوريون لأول مرة تحت مرمى نيران المقاومة الفلسطينية، اذ أعلنت كتائب "عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة حماس  مسوؤليتها عن قصف المطار باربع صواريخ "M75".

وقالت الكتائب في بيان لها: "إن هذا القصف يأتي في إطار الرد على الجرائم الصهيونية بحق أبناء شعبنا والعدوان البربري المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة". وعاهدت الكتائب الشعب الفلسطيني "ألا تصمت على جرائم الاحتلال، وأن تجعله يدفع ثمن عدوانه باهظاً، ويفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي عدوان على أبناء شعبنا"، مضيفة ان "سلاحنا سيبقى ملقماً ومشرعاً حتى إذا ما واصل العدو حماقاته فلن يلقى منا إلا الردود التي ستوجعه بإذن الله". في السياق اشارت وسائل اعلام العدو الى توقف حركة الملاحة في المطار أثناء إطلاق الصواريخ في حين قالت اذاعة العدو ان  حركة الطيران في مطار بن غوريون تشهد تشويشات بسبب التصعيد الأمني، موضحة انه يتم تأخير إقلاع وهبوط بعض الطائرات. وكانت صواريخ المقاومة وصلت الى مستوطانت عدة بالاراضي المحتلة لا سيما تل المحيطة في قطاع غزة، حيث اطلقت صافرات الانذار في تل ابيب وحيفا وهرتزيليا. وذكرت وسائل الاعلام المعادية عن تضرر مبنى الكنيست الاسرائيلي في تل ابيب جراء سقوط صاروخ من غزة، فيما  اشارت سلطات الاحتلال الى أن منظومة القبة الحديدية اعترضت صواريخ كانت في طريقها إلى تل أبيب، والقدس، وعسقلان، وأشدود. وسقط صاروخ على محطة للوقود في مدينة أشدود جنوبي الاراضي المحتلة، متسبباً بانفجار كبير وإصابة ثلاثة اسرائيليين اصابة احدهم بالغة. وأفاد جيش الاحتلال في بيان انه "تم إطلاق دفعة من الصواريخ على أسدود، أصاب أحدها محطة وقود متسبباً بأضرار جسيمة". وفي بئر السبع المحتلة اصيب أربعة إسرائيليون نتيجة صواريخ أطلقت من قطاع غزة في وقت مبكر من صباح اليوم

 

كتائب عز الدين القسام تبنت اطلاق الصواريخ على مطار بن غوريون

وطنية -تبنت كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، "اطلاق الاربعة صواريخ من طراز ام 75 على مطار بن غوريون قرب تل ابيب. واعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي ان نظام "القبة الحديدية اعترض ثلاثة صواريخ اطلقت من قطاع غزة على منطقة تل ابيب". وقال الجيش في بيان: "اطلقت ثلاثة صواريخ على وسط اسرائيل وتم اعتراضها في منطقة تل ابيب".

 

أردوغان: العلاقات مع اسرائيل لن تعود الى طبيعتها ما لم يتوقف الهجوم على غزة

وطنية - أكد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بعد مشاركته في افطار في مدينة يوزغات في الاناضول وسط تركيا ان "العلاقات مع اسرائيل لن تعود الى طبيعتها اذا لم توقف الدولة العبرية هجومها الدموي على قطاع غزة". وقال: "في البداية ستوقفون هذا الاضطهاد. واذا لم يحصل ذلك لن يكون بالامكان تطبيع العلاقات بين تركيا واسرائيل".

 

عندما يتفوق الأسد على اسرائيل

يقال نت/في عملية حسابية بسيطة لعدد الشهداء الذين سقطوا في سوريا وفي فلسطينية في الأيام الثلاثة الماضية نجد أن الة القتل الأسدية قتلت أكثر من 250 شخصا بين مدني وثوري ، أما الة القتل الاسرائيلية قفد قتلت 89 فلسطينيا ! وبهذا تكون الة القتل الأسدية تفوقت على الة القتل الأكثر اجراما في العالم ، وهو انجاز جديد يضاف الى انجازات الأسد الاجرامية .

 

حلفاء «داعش».. من يكونون؟

الياس فرحات/السفير

أعلنت المملكة العربية السعودية حشد ثلاثين ألف جندي على حدودها مع العراق تحسباً لاحتمال تقدم «داعش» باتجاه الأراضي السعودية. وكان الاردن قد سبقها وأعلن حشد قواته على الحدود العراقية الاردنية. ايران ايضا أعلنت حشد قوات على الحدود العراقية، وخصوصا مع محافظة ديالى الملتهبة.

في الشمال ينشر اقليم كردستان قوات البيشمركة على الحدود، مع مناطق سيطرة «داعش» في نينوى وكركوك وصلاح الدين، بينما تبدو الحدود العراقية السورية شبه ملغاة، وباتت دولة «داعش» حرة في عبور الحدود من القائم الى البوكمال. لكن الطيران السوري نفذ هجمات جوية على مواقع لـ«داعش» في القائم.

سوريا تحارب «داعش» و«داعش» بدورها تحاربها منذ إنشائها. السعودية تدعم المعارضة السورية المسلحة ضد الحكومة السورية. الاردن لا يخفي تعاونه مع المعارضة المسلحة وتقديم مقارّ التدريب لها. قطر وعلى لسان القرضاوي هاجمت «داعش» وهي تدعم المعارضة السورية. اذاً نحن أمام معركة ثلاثية: ايران وسوريا من جهة أولى، الولايات المتحدة وأوروبا والسعودية و«مجلس التعاون» بما فيها قطر من جهة ثانية، و«داعش» من جهة ثالثة. انها مفارقة حربية عجيبة تحصل لأول مرة في التاريخ. عادة يتحالف اثنان ضد الثالث ويكسبان الحرب. في الحرب العالمية الثانية تحالف الاتحاد السوفياتي مع الحلفاء، أي دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة، ضد ألمانيا ودول المحور. انتصر الحلفاء. لو اتخذ الاتحاد السوفياتي موقفا ضد الحلفاء وضد ألمانيا في الوقت نفسه لتغيرت أمور كثيرة.

هل نحن فعلا أمام مواجهة ثلاثية غير مضمونة النتائج؟

 نعم تكرّس ذلك برد فعل الرئيس الأميركي أوباما على إعلان «داعش» إقامة الخلافة الاسلامية، فقرر رصد مبلغ 500 مليون دولار لتدريب المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة «داعش». أي ان أوباما لا يريد أن يقف مع الحكومة السورية ضد «داعش» بل مع المعارضة. ثم تسربت أنباء من البيت الابيض ان مهلة انتهاء تدريب المعارضة السورية المعتدلة تتجاوز السنة، أي يريد الانتظار لمدة سنة من المرتقب ان تكون حافلة بالمتغيرات، حتى تجهز المعارضة المعتدلة. كل هذا ونرى «داعش» تجتاح مواقع المعارضة شرقي سوريا، ونرى «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» في دير الزور والبوكمال يبايعان «داعش». اذا استمر الامر على هذه الوتيرة، تنتهي فترة التدريب وتكون «داعش» قد سيطرت على جميع مراكز «الجيش الحر» فلا تجد العناصر المتدربة موطئ قدم في سوريا، لكي تقاتل باعتدال كما تأمل الولايات المتحدة.

مواجهة ثلاثية غير مقنعة، وخصوصا اذا أضفنا الموقف التركي الاطلسي الملتبس. تركيا ترفض «داعش» وتعارضها لكن «داعش» قبل اجتياح العراق، عقدت اتفاقا مع الحكومة التركية تسمح لها بحراسة ضريح سليمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية وتبديل الحراسات برا عبر المرور على حواجز «داعش»، في الوقت الذي دمرت «داعش» ضريح الصحابي الكبير عمار بن ياسر لأنه ينافي شرع الله، أما سليمان شاه، فقد سمحت ببقائه وحراسته. ومؤخرا أفرجت «داعش» عن أربعين سائقاً تركياً كانوا محتجزين في الموصل فيما قتلت اثني عشر إمام مسجد من العرب السنّة في الموصل لرفضهم المبايعة.

هل هناك فعلا ثلاثة أطراف يتقاتلون؟ قبل اجتياح العراق راجت آراء سياسية تتهم «داعش» بأنها صنيعة النظام السوري من أجل تلطيخ سمعة الثورة السورية، ثم سمعنا انها صنيعة ايران حتى جاء اجتياح العراق وتهديد الامن الايراني القريب فتراجعت هذه الطروحات. لكننا لا نزال نرى ونسمع عن مواجهة بين ثلاثة أعداء، وهذا في السياق التاريخي والواقعي الميداني غير معقول. لا بد ان فريقا يكذب ويراوغ، لكن من هو هذا الفريق؟

 لنعرض مواقف الولايات المتحدة ودول «حلف الاطلسي» وحلفائها بما فيها تركيا. انهم يراوغون، لماذا؟ هاكم بعض الوقائع:

- نشرت شبكة CNN الاميركية انه قبل ساعة من وصول الخليفة ابو بكر البغدادي الى مسجد الموصل لإلقاء كلمته، تعطلت الاتصالات الخلوية والهاتفية في منطقة الجامع، فيما أثبتت وقائع المواجهات مع الجيش السوري ان هذا الاخير فشل في اعتراض اتصالات «داعش» والتشويش عليها لان أجهزة اتصالات «داعش» بالغة التطور. وهذا يعني ان دولة كبرى وفرت الاتصالات لداعش والاجهزة. انها قطعا ليست من صنع «داعش».

- البغدادي المطلوب عالميا والذي رصدت الولايات المتحدة 10 ملايين دولار للقبض عليه اتخذ إجراءات أمنية ووصل الى جامع الموصل وألقى خطبة الجمعة وجرى تصويرها وتسجيلها من قبل محترفين، وكل هذا لم تكشفه أجهزة الولايات المتحدة التي أعلنت ان الطائرات من دون طيار الاميركية تجوب سماء العراق للمراقبة.

- من يشاهد الآليات الجديدة مع «داعش» وهي تزيد عن الألف، يحتار كيف وصلت الى شمال سوريا. ومثلها المقاتلون الاجانب كيف وصلوا. كل هؤلاء لم يهبطوا من السماء ولم ينبتوا من الأرض بل جاؤوا عن طريق المرافئ والمطارات التركية، ما يعني اشتراك تركيا بدعم «داعش».

- من يلاحق المعارك بين «داعش» و«النصرة» التي كانت حصيلتها، بحسب مصادر معارضة، سبعة آلاف قتيل، وهذا يعني انه أصيب عدد مضاعف من الجرحى الذين عولجوا في المستشفيات التركية. وهذه ليست مهمة إنسانية تركية، بل قرار سياسي بإخلاء الجرحى الى المستشفيات التركية.

- «داعش» استولت على النفط السوري وتبيعه. لكن لمن تبيعه؟ فالنفط الخام غير صالح للاستعمال المنزلي ولا للسيارات والمحركات. انها تبيعه لمصافي النفط في تركيا، وهي إما ملك الحكومة التركية أو تقع تحت سلطتها. هذا غيض من فيض الكذب الذي يتدفق من بعض الحكومات والقوى السياسية والفضائيات. «داعش» مدعومة ولها أولياء أمر وممولون، ولها قاعدة لوجستية وعمق عملاني. وليس هناك مواجهة ثلاثية بل ثنائية، وهناك تعاون واضح بين «داعش» والفريق الاميركي التركي يعمل بالمكر والخداع.

 

عون في الحسابات الايرانية: مالكي لبنان 

مدحت عبيد/عن الشراع

يوجد على منضدة القرار المسيحي حتى هذه اللحظة ثلاث مبادرات لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي من حالة الاستعصاء الذي يواجهه: مبادرة بكركي غير المكتملة مسيحياً، ومبادرة معراب غير المتوافق عليها مسيحياً، ومبادرة الرابية المرفوضة وطنياً.

لقد حاول البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي إنشاء مبادرة مسيحية تجعل التمثيل المسيحي يحاكي شكل ومضمون التمثيل الاسلامي، اي انه بمقابل الثنائية الشيعية يتم انتاج ثنائية مسيحية أقله بشأن الاستحقاق الرئاسي ومفاده توافق اكبر حزبين مسيحيين عليه، اي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. ويتم تغطية هذه الثنائية بتوافق مسيحي عام عليها يشمل الأقطاب الموارنة الاربعة والمستقلين المسيحيين وايضاً بكركي. فشل الراعي في إنتاج هذه الصيغة المسيحية التمثيلية الداعمة لإنتاج الاستحقاق الرئاسي تحت شعار صنع في لبنان وبإرادة مسيحية.

مبادرة معراب أرادت اخذ الاستحقاق الرئاسي الى اختبار الديموقراطية المسيحية اليتيمة من بين واقع حال كل الطوائف اللبنانية الاخرى التي تعيش واقع التزكية والأحادية التمثيلية.

لقد طرح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان يتم احترام التنوع الديموقراطي الموجود داخل الساحة المسيحية، والانتقال به من سمة انه لعنة وسبب ضعف المسيحيين الى حالة انه نعمة وان ممارسته تمكن من انتخاب رئيس للجمهورية بشكل ديموقراطي. ومن هنا نصت مبادرته على ان يذهب المرشحون الموارنة الى البرلمان ليتم انتخاب واحد منهم، ويتعهد كل الفرقاء المسيحيين بالذهاب للاقتراع واحترام نتيجة التصويت. وأيضاً فشلت مبادرة جعجع.

أنا او الطائف

وقبل أيام وبعد ان اتضح للجنرال ميشال عون ان حواره مع الرئيس سعد الحريري لن يؤدي الى إيصاله لرئاسة الجمهورية، تقدم بمبادرته التي امتازت بنوع من التهديد للقوى الحريصة على الطائف ومفاده: بديلي للرئاسة هو نسف الطائف أقله عبر إحداث تغيرات فيه على مستوى كيفية انتخاب رئيس البلاد وايضاً على مستوى استبدال النظام الانتخابي النسبـي الذي يطمح اليه الطائف بقانون انتخاب مذهبـي (القانون الأرثوذكسي).

وتبدو مبادرة عون لناحية طبيعة اقتراحاتها وايضاً لناحية توقيتها، وكأنها تريد أخذ لبنان سياسياً الى مناخ ما يحصل في العراق المهدد هذه الايام بالسير على أقدامه الى نوع من ما بات يسمى ((بالتقسيم الناعم)).

ويريد عملياً عون عبر مبادرته القول انه بعد ان مددت يدي للشريك المسلم كي يوافق عبر الحوار على صعودي لرئاسة الجمهورية، فإنه لم يعد أمامي نظراً لرفضه سوى اعلان حلول ذات سمة مسيحية انفصالية لتصحيح خلل التمثيل المسيحي.

.. منطق عون يكرر المنطق نفسه لزعيم كرستان العراق مسعود البرزاني: لقد جربنا الوحدة مع بغداد عشر سنوات واكتشفنا انه لا مجال للعودة الى النظام المركزي ولذا انا أطرح كياناً سياسياً كردياً مستقلاً.

.. الانفصالية التي يبديها عون في مبادرته هي رد على الموقف الاسلامي اللبناني (!!)، كما ان الانفصالية التي يبديها البرزاني هي رد على حال المكونات العراقية الاخرى وعلى ظهور داعش عند السنة وظاهرة نوري المالكي الدكتاتور عند الشيعة.

باختصار يحاول عون تهديد شركائه في الوطن بأن مسيحيي لبنان سيتدرجون على طريق إبداء النـزعة الانفصالية الطائفية في حال لم يسلموا به رئيساً للجمهورية.

السؤال عن موقف بكركي من مبادرة عون؟

ثمة معلومات تفيد ان مبادرة عون تركت قلقاً في المحافل المسيحية داخل لبنان وخارجه.

وقالت أوساط مقربة من الفاتيكان ان توقيت الكلام عن تغيير في الطائف لمصلحة لحظ خصوصية تمثيل انفصالية للمسيحيين داخل البرلمان او داخل انتخابات رئاسة الجمهورية، هو امر يثير القلق وسوف يكون له آثار على مجمل مسيرة تحصين الوجود المسيحي داخل كياناتها الوطنية العربية.

واستغربت هذه المصادر واقع ان عون من اجل الوصول الى الرئاسة وفق مبدأ ((أنا او لا احد))، يأخذ كل الواقع المسيحي في لبنان الى خطاب غير مناسب ومضر استراتيجياً للمسيحيين.

تكرار التجربة

وتميل هذه المصادر للإعتقاد ان عون غير مدرك لخطورة تكتيكه الاخير في معركة الرئاسة، وهو مرة اخرى يأخذ المسيحيين لخطاب ضعيف وضد مصلحتهم. وكما ان ورقة الاقتتال المسيحي - المسيحي التي ذهب اليها عون عشية الطائف قادت الى خسارة صلاحيات مسيحية في النظام الجديد، فإن عون بإسم استرداد شيئاً من هذه الصلاحيات يأخذ المسيحيين الى متاهة جديدة ستجعلهم يبدون وكأنهم في قلب مشروع خطر كان بدأ في السودان ويستكمل الآن في كردستان.

وتختم هذه المصادر بالقول ان عون في نسخته الراهنة، بعد إحساسه بتبدد حظوظه الرئاسية، بات يتصرف على نحو يشد ذاكرة المراقبين الى سلوكه التدميري الذي مارسه عشية الطائف عندما تسلم رئاسة الحكومة التي انتهت بنفيه من البلد بعد اقتتال دائري خاضه مع اكثر من طرف، و حيث ظهر لاحقاً للجميع ان الحل هو بإبعاد تأثيره السلبـي الداخلي!!.

شهود عيان

والواقع ان زوار عون خلال الشهرين الاخيرين كانوا لحظوا عودته الى مربع السلوك الخطر الذي اتسم به عشية الطائف.

وينقل هؤلاء عنه بعض أقواله للدلالة على ان عون قرر خوض معركة انتحارية لنيل رئاسة الجمهورية. مثلاً يرفض عون فكرة انه يوجود لديه خطة (ب) في حال فشلت الخطة (أ) الخاصة بإيصاله للرئاسة. يقول لا خطة (ب) ولا بديل عن سيناريو وصولي لرئاسة الجمهورية. فالخطة الف وباء وجيم هي عون رئيساً.

ويقول عون انه في المرة السابقة عرضوا عليه ان يكون صانع رؤساء، والآن هو لن يكون الا قاتل الرؤساء التوافقيين، بمعنى منع وصولهم او التوافق عليهم. ويردد عون بعصبية ((نعم أنا قاتل الرؤساء التوافقيين)). ويصف نفسه بأنه الرئيس القوي ويعتبر عدم مجيئه بمثابة ضربة لصحة التمثيل المسيحي وبمثابة إخلال بالمناصفة وايضاً سرقة للتمثيل المسيحي.

ومؤخراً طور عون من معادلة انا او لا احد، لتصبح ((أانا او لا طائف)). والواقع ان كل الخلفيات التي تقف وراء مبادرته الإنقاذية، هي التهديد بأنه ثمن عدم التوافق مع الحريري هو ضرب الطائف.

اين حزب الله من سياسات عون واحتمالات تعاظم خروجه عن الخطوط الحمر؟

هناك رأيان بهذا الخصوص:

الاول: يقول ان حزب الله يقف وراء عون لجهة تحريضه على الوصول الى نقطة اعلان كفره بالطائف والدعوة الى عقد تأسيسي جديد. ولقد تبين للحزب ان هذا المطلب سيكون مسموعاً اكثر في حال طالب به طرف مسيحي وليس شيعياً.

ولكن هناك رأي آخر يقول ان الحزب بات محرجاً بعون وبالإثمان المطلوب منه دفعها للوصول الى رئاسة الجمهورية. وتقول هذه المصادر ان ملاحظات الحزب على عون حاليا هي التالية:

اولاً- إظهار ((كرم في الانبطاح)) امام تيار المستقبل والسعودية مقابل قبوله كمرشح للرئاسة وليس كرئيس.

ثانياً- ان الحزب لا يعرف من سيكون الرئيس في حال وصول عون: الجنرال ام صهره الوزير باسيل جبران.

ثالثاً- هناك أجواء باتت تخشى ان يأخذ عون بتصرفاته المكابرة، حزب الله الى تعقيدات لا يمكن إصلاحها. وهناك اليوم في الحزب من يطلق على عون تسمية ((مالكي لبنان)) نسبة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي أدت أخطاؤه الى حصول الثورة السنية. وداخل الحزب يوجد مقولة قديمة حول عون تقول ان الاخير لا يخطئ في الامور الاستراتيجية ولكنه في التكتيك فإنه يتنفس اخطاء. والسؤال اليوم هل يتحمل الحزب الأخطاء التكتيكية المتراكمة في ظروف المنطقة الحساسة. ربما يقول الحزب لعون كفى في المقبل من الايام القليلة وذلك لمصلحة ان يسمي رئيساً غيره، او ربما يقول له أيضاً استمر في هز شجرة نظام الطائف، وذلك بالتزامن مع الصراع الإيراني في العراق. بمعنى آخر قد يكون مطلوباً ايرانياً من عون في هذه اللحظة ان يكون ((مالكي لبنان))!؟..

 

حقد الفرس على العرب.. تاريخي 

حسن صبرا/الشراع

في حين تنجح العصبة الحاكمة في إيران، في سلخ مستمر للنسيج العربي بعضه عن بعض، وتجعل الشيعي العربي في كثير من البلدان، خصماً، عدواً، مقاتلاً للسني العربي، تفشل الانظمة العربية كلها في تسجيل ولو اختراق واحد للمجتمعات الايرانية المشكّلة من قوميات عديدة.. ما من تفسير لهذا النجاح الايراني، والفشل العربي، سوى ان شيعية الفرس راسخة على مصلحة استراتيجية، بينما تبدو عروبة أنظمة عديدة هشة، عاجزة يتيمة لا مكان لها سوى في التسميات.. وحرف الضاد الذي تنطقه. يتقدم الفرس في إيران حُكماً وحكماً، قيادة ودستوراً، سياسة وأمناً.. على بقية شعوب إيران العربية والكردية والآذرية والبلوشية.. رغم ان هذه الشعوب تشكل أكثر من 40% من السكان. ولا يجاري نظام إيران في هذه الطبقية القومية إلا مذهبية الحكم السوري الذي يحكم 88% من السكان بعصبته الـ12% أو أقل..

ويتقدم الشيعة على السنّة في إيران حكماً وحكماً.. رغم ان السنّة يشكلون نحو 40% من سكان المجتمعات الايرانية.. ويحرم السنّة من وجود محافظ واحد في كل إيران، ومن وجود مسجد واحد في كل طهران، بل ان مجالس شورى عديدة انتخبت في إيران خلال 35 سنة لم يمثل فيها السنّة بنائب واحد. الفرس والشيعة يحكمون إيران دون مشاركة بقية القوميات والسنّة.. لذا يحرص النظام الايراني الحالي على تقديم الفرس على كل ما عداهم رسمياً واعلامياً.. فهم يرفضون أن يكون الخليج العربي عربياً أو حتى إيرانياً لأنهم لا يعترفون إلا بفارسية الأمر (خليجاً أو وكالة أنباء (فارس) أو تاريخاً (برسيبوليس).

كما يحرص على ان يكون حاكمه وفق الدستور شيعياً وليس مسلماً، فارسياً وليس إيرانياً. ولن نجد على وجه البسيطة من يتحدث عن الاخوة الاسلامية أكثر من الفرس، لتشمل تذويب السنّة في الإطار الشيعي الإيراني، وتذويب كل القوميات الأخرى المشكّلة لإيران في الإطار الفارسي.

سمات ثلاث تحكم ثقافة وخطاب ونهج النظام الحالي في إيران:

السمة الأولى هي الاغراق في الباطنية، وقد غطى هذا النظام باطنية بشرعة التشيع الذي من قوانينه الحافظة للنفس التقية.. استخدمها أو أفتى بها الإمام جعفر الصادق لحماية أتباع أهل البيت من غدر العباسيين، ومن أقواله إفتاء للأتباع إذا استدعت منكم حماية النفس شتم الأئمة فلا تترددوا لأن الأهم هو حماية أنفسكم..

وككل نصيحة أو مقولة محددة بزمن، أو قيلت في مناسبة، تتحول مع الوقت إلى عقيدة هكذا صارت التقية معتقداً شيعياً بل ان بعض رجال الدين اعتبروها واجباً وفريضة دينية.. واقرأوا تداعيات هذه الفريضة في سلوكيات مجتمعية تجعل الكذب حلالاً واجباً وشطارة وافتراء وفتنة.. هكذا هي سياسة وثقافة وخطاب إيران وكل ملحقاتها، في لبنان والعراق واليمن والخليج العربي.. وفي كل مكان وزمان حتى الآن.

السمة الثانية: هي السرية وهناك تطابق وجناس بين السرية والباطنية، وهما سمتان مشتركتان مع النظام العلوي في سورية، أفضل توصيف لطريقة تفكير وسلوك حافظ الأسد مع جماعاته في سورية وفي لبنان، ان المطلوب منك ان تعرف بماذا يفكر وماذا يريد الأسد.. لتفعله.. وهو ليس مطالباً بأن يشرح لك ما الذي يريده!!

هكذا الفارسي – الشيعي الحاكم في إيران، يغرق في سريته.. وعلى أنصاره أن يبذلوا الجهد كافياً كي يعرفوا بم يفكر وماذا عليهم أن يفعلوا.. حتى إذا عجزوا راحوا يستجدون أوامر أسيادهم في طهران لينفذوها بالحرف دون تردد.. فكيف يكون حال الدول الأخرى في تعاملها مع هؤلاء الفرس؟

السرية الفارسية – الشيعية، أنجزت منظمات غاية في السرية تنظيماً وحركة.. ولا نجد لها إلا فعلاً لا مصدر شرعياً أو علنياً له..

الفرس هم ملوك المنظمات السرية عبر التاريخ.. سادة الاغتيالات والغدر.. لا يجاريهم في التركيبات السرية إلا الماسونية.. من هنا يتحدث كثيرون عن عمق الصلات بين اليهود والفرس منذ بدء التواصل بينهم.. حتى اليوم.

السرية + الاغتيالات + الارهاب سمات أساسية في ثقافة الفرس، ومن لم يقرأ تاريخ ووقائع الحشاشين وجرائم حسن الصباح كأساس لما يجري اليوم، ومنذ عقود على أيدي نظام الفرس – الشيعي في طهران.. لن يجد تفسيراً لغرائب نظام خامنئي – سليماني في استعلائه وغدره وحقده التاريخي على العرب.

السمة الثالثة: هي كراهية العرب.. ولأن الاغلبية العربية هي سنية المذهب، فإن الفرس يكرهون السنة لأن اكثرية العرب منهم، ويكرهون بقية المسلمين لأن اغلبية المسلمين في العالم سنة.

هذا لا يعني ان الفرس يحبون الشيعة.. بل ان أحقادهم على شيعة العرب هي اضعاف اضعاف كراهيتهم للسنة العرب، لأن الفرس وقد اخترقوا الشيعة.. منذ تعهدهم كتابة وقائع كربلاء كما تخدم مصالحهم وتشفي غليلهم في كراهية العرب، يرون ان كل شيعي عربـي لا يوالي الفرس وأنظمتها هو خارج التشيع الذي يريدون.

الفرس لا ينسون ما فعله ثلاثة رجال عرب ضد امبراطوريتهم هم عمر بن الخطاب الخليفة الذي جرى في عهده هدم امبراطوريتهم، وسعد بن ابي وقاص الذي سطر القادسية الاولى وأسر كسرى وابنتيه وأرسلهما الى عمر بن الخطاب فكانت احداهن جارية له.. وإلى علي بن ابي طالب ليـزوج الثانية لإبنه الحسين.

اما الرجل الثالث الذي يكرهه العقل الباطني الفارسي فهو الامام الحسين بن علي بن ابي طالب.. المقاتل في جيش سعد بن ابي وقاص.. أليس هذا كافياً كي يكرهونه؟

صحيح انهم يكرهون الامام الحسين؟ نعم وتشويه صورته ورسالة جده وتاريخ والده بالمبالغات المقصودة.. وطعن رسالته بالشهادة والتضحية والتقى، وبث الفتنة بين العرب وبين المسلمين أنفسهم هي ثقافة فارسية مستمرة منذ 1400 سنة كل ما يفعله الفرس بمناسبة عاشوراء هو حقد ضد الحسين شخصاً ورمزاً وإنساناً.

كراهية العرب عند النظام الفارسي – الشيعي في ايران هي استراتيجية تاريخية لن تنتهي الا بنهاية هذا النظام وخلع او دفن هذه الثقافة، بإحياء ثقافة انسانية دينية متسامحة مكانها.

انظروا ما يفعله نظام الفرس – الشيعي ضد العرب في العراق وسورية ولبنان واليمن وفي كل مكان.

ينصرون اسوأ ما ظهر في أرض العرب من حركات تكفيرية.. يوجدونها اذا انعدمت، يسلحونها ويمولونها ثم يطلقونها ضد العرب.. لإجهاض ثورة العرب ذات الاغلبية السنية في سورية، وضد العرب السنة في العراق اذا أرادوا عدالة ومساواة، وضد تسامح اهل اليمن الزيدي – الشافعي المعروف.

كراهية الفرس للعرب تدفعهم لحماية بشار الهمجي الذي قتل حتى الآن ربع مليون انسان وسجن ضعفهم وهجر تسعة ملايين ودمر مجتمعات جرى على بنائها آلاف السنين.. ولم تُـرق نقطة دم فارسية – شيعية واحدة.

يدفعون شباب العرب الشيعي في لبنان والعراق واليمن لأتون النار والمعارك ضد العرب وفي كل مكان لمصالح فارسية بحتة.. وهم لا يدفعون فلساً واحداً من ميزانية ايران، فكل ما يرسلونه لبشار وحسن نصرالله والحوثي في اليمن، وكل ما يصرفونه على الاعلام والدعاية والتحريض والفتن.. مسروق مسروق مسروق من أموال الشعب العراقي المبتلي بأعلى نسبة فساد في العالم عبر التاريخ.

يمنعون كل مصالحة بين العرب، وهم لا يصالحونهم اصلاً بل يريدونهم أتباعاً عبيداً عندهم.

ممنوع المصالحة السنية – الشيعية في لبنان بقرار فارسي.

ممنوع المصالحة في العراق بين السنة والشيعة بقرار فارسي.

ممنوع حكم الاغلبية العربية – السنية في سورية بقرار فارسي تمسكاً بصبـي من أتباعهم على المذهب العلوي.

حقد فارسي غير مسبوق على العرب.. غدر وتآمر ونيران تصلى.. وأحاديث ليل نهار عن الاخوة الاسلامية، وعن تآمر الاميركان والصهاينة ضدهم (لا تسخروا).

العلاقات الفارسية – الاميركية – الصهيونية تعيش أزهى عصورها اليوم.. كانت العلاقة بين الفرس واليهود عبر التاريخ ممتازة.. وثقافة الفرس الشيعية الدينية تزخر باختراقات ووقائع يهودية سنكتبها لاحقاً..

ومع هذا يتطاول الفرس على العرب.. بحجة انهم ما قاتلوا الصهاينة جيداً..

ومع هذا يتطاول الفرس على العرب بحجة انهم حلفاء لأميركا.

ومع هذا يتطاول الفرس على العرب بحجة انهم مذهبيون.

ومع هذا يتطاول الفرس على العرب بحجة انهم غير وحدويين.

ومع ها يتطاول الفرس على العرب بحجة ان العروبة عنصرية.

هذه هي سمات النظام الفارسي – الشيعي الحاكم في طهران.. ومن لم يفهم من العرب بعد طبيعة هذا النظام المجبول بحقد التاريخ ضد العرب.. يستحق النوم بين الافاعي والعقارب ولسان الفرس وثقافتهم.

 

من أجل رئيس لبنانوي مارونويّ!

د. نبيل خليفة/يقال نت 

الخلاف على رئيس للبنان هو جزء بل نتيجة للخلاف على جوهر لبنان وتاريخ لبنان ومستقبل لبنان ومصير لبنان. والمعايير التي تطرح تزكية للرئيس (قوي، ممثل لطائفته، وفاقي او توافقي..) هي كلام حق يراد به باطل! كيف، ولماذا؟ وأين هي وما هي معايير القوة.. والتمثيل لدى الرئيس؟

ما دام رئيس الجمهورية، لدى انتخابه يكون ملتزماً بأن يقسم يمين الولاء ((للأمة اللبنانية)) كما اكد واضع دستور 1926 ميشال شيحا وهو قسم له معناه وأبعاده ومفاعيله الجيو – سياسية والايديولوجية فإننا بالتالي امام إلتزام عقائدي لبنانوي مارونوي وليس امام مجرد رئيس يحمل الهوية اللبنانية والمذهبية المارونية!

اولاً: ماذا تعني اللبنانوية؟

تحمل اللبنانوية، مجموعة أفكار – مبادىء تتخطى الانتساب السطحي الى لبنان لتؤكد الانتماء العميق الى وطن الارز على اسس وقواعد: فلسفة الوجود، وفلسفة التاريخ، وفلسفة الهوية، وفلسفة الحياة الاجتماعية، وفلسفة القيم.

- هذا يبدأ بالنظرة الى لبنان في ذاته، كما كان يقول شارل مالك، اي باعتباره حقيقة جغرافية وتاريخية او العكس باعتباره خطأ جغرافياً وتاريخياً!

- وهذه الحقيقة اخذت جذورها من جغرافيا جبل لبنان، شرقي المتوسط وأخذت تسميتها، لبنان قبل 1500 سنة من اسم سورية و2300 سنة من اسم بلاد الشام.

- واكتسبت هذه الحقيقة شرعيتها من ارادة غالبية سكان البلاد وتأكيد الشرعية الدولية:

- - في مجموعة الدول الكبرى الست (1861) وفي عصبة الأمم (1920)، وهيئة الامم المتحدة، وقرارات الشرعية الدولية في مجلس الامن لأكثر من عشرين مرة وعلى رأسها القرار 1559 (2/9/2004).

 - ان كيان لبنان، بحدوده الجغرافية التاريخية، واستعادة ما سلخ منه في ستينيات القرن التاسع عشر (الاقضية الاربعة) كما شرحه كبير مؤرخي العالم العربـي استاذي أسد رستم، وكما طالب به بطريرك الكيان الياس الحويك وحصل عليه عام 1920 بإعلان لبنان الكبير على خط القمم، خط تقاسم المياه مع سورية.. هذا الكيان لم يصبح قناعة مسلماً بها لدى بعض اللبنانيين من ذوي النـزعات والايديولوجيات والاحزاب الانتي لبنانوية بآفاقها القومية السورية والعربية او بطروحاتها الاسلاموية.

- يعاني الكيان اللبناني من أزمة مع الدول الثلاث المجاورة له براً وبحراً وبنسب متفاوتة: سورية بطول حدود برية 376 كلم وحدود بحرية داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية بنحو 100 كلم = 476 كلم وهي ترفض ترسيم حدودها مع لبنان! بمعنى انها ترفض الاعتراف بلبنان الكيان والدولة والسيادة.

اسرائيل بطول حدود برية مع لبنان 78 كلم وبحرية بحدود 100 كلم اي 178 كلم: نحن على خلاف كامل معها على الحدود البحرية واختلافات على الحدود البرية وهي تعتبر لبنان خطأ جغرافياً وتاريخياً، من زمن بن غوريون!

قبرص: الخصم الجديد للبنان بالتعاون مع اسرائيل وبحدود بحرية مختلف عليها تصل الى 36 كلم على الخط البحري الوسطي في المتوسط.

- ان القاعدة العمومية الاساسية في كل ذلك، بل الامثولة التي توصل اليها علماء الجغرافية السياسية هي: ((ان دولة جارة كلها (Limitrophe) ترفض ان ترسّـم حدودها معك (او تسعى لفرض حدودها بالقوة عليك) يعني انها لا تعترف بك ولا بسيادتك كدولة)).

ثانياً: ماذا تعني المارونويّة؟

هي مختصر الايديولوجية المارونية وتجسيد للخط التاريخي لمسار الجماعة المارونية منذ 1600 سنة وتأكيد للمشروع الماروني الذي عمل ويعمل، له أبناء مار مارون طوال تاريخهم. وهذه الامور الثلاثة تدور حول محور واحد هو لبنان الانسان والكيان، هو معنى لبنان في الذهن الماروني:

- فالموارنة انتقلوا من أرض الاضطهاد في سورية الى ارض الحرية في لبنان ولذا ((فالمارونية لم تكتب تاريخها الحقيقي من ورق بل في كتاب ارضها)) كما يقول الخوري ميشال الحايك.

- والموارنة ((لم يحوّلوا لبنان الى حصن يحميهم بل الى معقل للحريات لكل من يهوى الحرية مسيحياً كان ام مسلماً ام زنديقاً. واننا جعلنا من هذا المعقل منطلق المشاريع التحررية والاصلاحية في كل بلد عربـي وبيئة مشرقية تتوق مثلنا الى التحرير والاصلاح))، كما يقول الخوري يواكيم مبارك.

- ان تجذر الموارنة في الارض اللبنانية هو الذي حدد لهم ثلاثة امور: الوجود (اي الكينونة) والحضور (اي نوعية الكينونة) والدور (اي الرسالة). ولذا صار لبنان مختصر آمال وأشواق الموارنة وصار رمزاً لإيمانهم وحريتهم وهويتهم وذاتيتهم ووجودهم وحضورهم في التاريخ والمرجعية المركزية للانتشار الماروني في العالم. وبذا تحول لبنان الى رمز ماروني يحمل طابع القداسة، وأصبح المشروع الماروني التاريخي تأكيد وتثبيت لبنان الكيان كونه حقيقة جغرافية وتاريخية وبالتالي دولة سيدة حرة ومستقلة بحدودها التاريخية وهو ما فعله البطريرك الحويك. ((فكان لبنان الكبير بالنسبة للموارنة هو ختام لتاريخهم الطويل في البحث عن الحرية والاستقلال)) كما يقول المفكر الالماني تيودور هانف.

- وما دام لبنان الكيان رمزاً مارونياً، فهو ككل رمز ديني يحمل معنى القداسة والاستمرار والثبات اي معنى النهائية وليس معنى المؤقت والعارض والمتغير والمرحلي، بل معنى الامر المحسوم مرة واحدة وبشكل نهائي..

وما يجري اليوم هو الصراع حول مفهوم نهائية لبنان! فأمام كل استحقاق يود اعداء الكيان ان يقولوا للعالم تفضلوا ((لبنان غير قادر على انتخاب رئيس او تأليف حكومة او حتى تعيين ناطور)) انه دولة فاشلة..!

انه خطأ جغرافي وتاريخي ولا بد من إلغائه وإعادته الى حضن ((وطنه الأم)) اي الى حضن ((سورية)) او الى حضن اسرائيل ام الى حضنيهما معاً!

باختصار، ان المارونوية هي التبرير الفلسفي/السياسي للبنانويّة. فبين الاثنين علاقة جدلية وهي علاقة تتناول حقيقة الوجود وثبات الوجود ومبرر الوجود وغائية الوجود. وكلها تستوجب العمل والنضال لتأكيد نهائيتها لترسيم الحدود مع دول الجوار الجغرافي: سورية واسرائيل وقبرص وليس التعاون والتفاهم معها او مع بعضها على حساب السيادة. فلبنان الكيان نقض لسورية ونقيض لإسرائيل ونقيضة لقبرص هذه الدولة المجزوءة التي تحمل جراح الانقسام عميقاً على وجهها وفي صدرها وهي آتية في آخر هذا الزمان لتسدد لنا سهماً في خاصرتنا الغربية بالتفاهم مع اسرائيل بعد ان تلقينا وما نزال نتلقى سهاماً كثيرة، في خاصراتنا الجنوبية والشرقية والشمالية!

ان الرئيس اللبناني القوي والممثل الحقيقي لوطنه وشعبه وجماعته، ليس الزعامة التي تقتنص التأييد باللعب على العوامل السياسية المحلية والاقليمية، الذاتية والقبلية والعائلية وقوى الارتهان المعروفة الانتي لبنانويّة وهي قوى ذات ولاء وانتماء خارجيين مهما كانت قدرة التضليل لديها، بل المطلوب رئيس يكون قائداً تاريخياً وليس مجرد زعيم يستجدي الولاء والدعم من خصوم أمته. فالقائد التاريخي اللبنانوي المارونوي هو الذي يلتزم بخط الموارنة التاريخي وبمشروعهم التاريخي وبرمزهم التاريخي اي (بلبنان الرمز) وبإنجاز كمالية هذا الرمز (اي لبنان النهائي بحدوده المرسمة مع جيرانه على خط القمم)..

هذه هي الألف باء الاساسية بتحديد قوة الرئيس اللبناني ومدى تمثيليته للبنان وللشعب اللبناني وللموارنة في آن! وان لدى الموارنة طاقات كبيرة وكثيرة فيها زعامات الصف الاول السياسي بالتأكيد ولكن فيها ايضاً قيادات الصف الاول الثقافي المسيحي ببعده الديموقراطي، والاسلامي السني ببعده العربي، والاسلامي الشيعي ببعده العاشورائي. على ان تكون أولى مهام الرئيس الجديد التاريخية مواجهة الفتنة السنية – الشيعية في لبنان والمنطقة كما دعونا إلى ذلك في محاضرتنا أمام بطاركة الشرق الكاثوليك في الربوة منذ العام 1994 لأن كل اصطفاف مسيحي جهوي في هذه الفتنة سيكون خطأ استراتيجياً خطيراً بل أخطر منه مشروع مجزرة تاريخية للمسيحيين!

 .. ان الأمم يبنيها الفكر المبدع الرائي والمستقبلي وليس الألاعيب والاستيهامات والمصالح الفردية الضيّقة!!

 

حزب الإرهاب يتبنى التفجيرات والمستقبل لا يخجل

 عبدو شامي

لا يزال لبنان يتابع مسلسل الارهاب الفارسي بجزئه الثاني باهتمام، ذلك المسلسل الذي نجح في فرض نفسه على الشعب اللبناني ومنافسة المسلسلات المسماة "رمضانية" لا لأنه يتمتع بقصة جميلة وحبكة مقنعة وإخراج متقن... فهو لا يمت الى هذه المعايير بصلة، إنما لكونه يثير مخاوف اللبنانيين ويعرّض حياتهم الى الخطر ويضرب ما تبقى من مقومات الدولة واقتصادها. ما يهمنا إبرازه في هذه المقالة يختصر بتوضيح وتصويب وتأكيد ودعوة الى الخجل!

فبالنسبة للتوضيح، يخطئ من يظن أن المسلسل الفارسي بجزئه الثاني لم تعرض منه سوى ثلاث حلقات فقط، وهي التي تخللتها التفجيرات المعروفة، بل المسلسل مستمر بعرض يومي ومتواصل منذ حلقته الأولى في 20/6/2014، فالحلقات لا تقاس بالتفجيرات وحدها، ذلك أن موجة التهديدات المبتادلة التي أمطرتنا بها وسائل التواصل الاجتماعي عقب تلك التفجيرات من ألوية حقيقية ومزعومة وجهات مكشوفة تحرّكها أجهزة الاستخبارات الفارسية...مضافًا إليها ما يتم تضخيمه وتسريبه من خلال التحقيقات... هذه كلها حلقات إرهابية جديدة تضمن استمرارية عرض المسلسل لكن بحوادث وأنماط مختلفة.

 فيما يتعلّق بالتصويب، الملاحظ أنه بعد الحلقات الثلاث الأولى تم الترويج إعلاميا وأمنيا -وخصوصا من وزير الداخلية والميليشيات- أن جميع التفجيرات أخطأت أهدافها، فيما المرجح بحسب تحليلنا اليوم ويوم حدوثها أنها أصابت أهدافها بدقة وأوصلت رسائلها الى العناوين الصحيحة، سواء عنوان المجتمع الشيعي الممنوع من التمرّد والمهدد والمخطوف، والذي يعيش كارثة حقيقة هي مأساة عودة عدد من أبنائه كل يوم بالتوابيت من الوحول السورية... أو الى عناوين ما يسمى "تحالف 14آذار" برسالة مفادها أن المسلسل الفارسي الدموي مستمر طالما أنهم لم يوافقوا على تقديم رئاسة الجمهورية لحزب الاحتلال الارهابي...

 أما التأكيد، فهو تصريح نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الإرهابي " الشيخ نبيل قاووق" الذي أكّد فيه المؤكّد من التحاليل التي تنسب التفجيرات الى الحزب الإرهابي، فتبنى عن قصد أو غير قصد تلك التفجيرات الإرهابية وأعلن مسؤولية حزبه عنها، لا بل ربط استمرارية عرض مسلسل الارهاب الفارسي بتخلي 14آذار عن عنادها حيال مطالب الحزب الإرهابي التخريبية الجديدة.

قالها "قاووق" بصراحة في 6/7/2014، ففي معرض مطالبته بـ "العمل على تحصين الداخل من العمليات الإرهابية وعدم إعطائهم أية إشارات تشجيعية"، أسف "لاعتماد وتبني فريق 14آذار استراتيجية إطالة أمد الفراغ والتعطيل وعدم الاستعجال لانتخاب رئيس للجمهورية أو لإقرار سلسلة الرتب والرواتب أو لتفعيل المجلس النيابي، لأنهم هم المستفيدون من هذا كله..."، معتبرًا أن "تبني استراتيجية التعطيل والفراغ تعطي رسالة ضعف أمام الخلايا الإرهابية". إذًا باعتراف "قاووق" المسلسل الإرهابي مستمر الى حين تقديم 14آذار واجب الطاعة لسلطات الاحتلال.

 بقيت نقطة الدعوة الى الخجل، وهذه نوجهها الى "تيار المستقبل" الذي أصبح في أوساط عديدة من بيئته "تيارًا من الماضي" خصوصًا بعد سلسلة الطعنات المسمومة التي وجهها الى ثورة الأرز بانقلاباته على تعهداته الوطنية ومواقفه المشرفة كلما جاءه "أمر اليوم" السعودي... فحري بأعضاء المكتب السياسي لهذا التيار ونوابه وساسته أن يخجلوا من دعوة الحزب الارهابي الى الانسحاب من سوريا، وهو ما دأبوا عليه في هذه الأيام بشكل شبه منظم، فمن غطى إرهاب الحزب في سوريا بجلوسه معه في حكومة واحدة، ومن يملك وزارتي الداخلية والعدل في حكومة رعاية الاحتلال، ومن رضي أن تسجّل في عهده سابقة وفضيحة احتلال بلدة لبنانية (الطفيل) من العصابات الأسدية والحزب الارهابي، هذا التيار لا يحق له "بَيع" جمهوره تلك الدعوات، والجمهور أصلاً لن يشتريها منه، بل عليه أن يخجل من عقد الشراكة المهين والمعيب الذي أبرمه مع الحزب الإرهابي في سفك دماء الشعب السوري واحتلال لبنان.

  

ندوة عن واقع المسيحيين في العراق ودعوات للصمود ونبذ التطرف

 وطنية - عقدت قبل ظهر اليوم، ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، عن "واقع المسيحيين اليوم في العراق"، ترأسها رئيس اساقفة بيروت واللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وشارك فيها بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في زحلة والبقاع المطران مار يوستينوس بولس سفر، ممثل مطرانية الكلدان الأب رافائيل طرابلسي، ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم، في حضور الأباتي حنا ياكو، والأباء مازن متوكا وفراس دردر وعدد كبير من العراقيين السريان الكاثوليك والأرثوذكس والكلدان في لبنان.

مطر

رحب المطران مطر بالحضور وقال: "العراق بلد ابراهيم الخليل، والديانات الابراهيمية هي ديانات ينتظر منها أن تتعاون في سبيل الإنسان، لا في الشرق بل في العالم كله، ونحن نضرع إلى الله ونصلي من أجل السلام بين أبناء هذه الديانات كلها خدمة للانسانية بأسرها. وفي هذه الظروف التي نحياها في العراق وسوريا وفي كل منطقة من منطقة الشرق الأوسط، نسأل هل ما يجري موافق لما يطلبه الله ويأمر به؟ هل الأديان تأمر بذلك، وهي براء من كل ما هو مناف للحق وللأخلاق ولإحترام الآخر؟ المسيحيون في العراق وفي كل الشرق جزء لا يتجزأ من هذا الشرق، من ماضيه من حاضره من مستقبله من مصيره، والحضارة الاسلامية والعربية نحن المسيحيين كنا ولا نزال بناة لها مع إخواننا المسلمين من أجل خير الإنسان في المنطقة وخير الجميع". أضاف: "ما يجري اليوم لا يتوافق مع هذا التاريخ ولا مع هذا التطلع. يجب على الجميع أن يرفضوا كل أنواع التطرف حتى يلتقي الإنسان بالإنسان. نحن نعرف أن الاسلام يقول "إن الناس خلقهم الله ليتعارفوا ليتقابلوا ليتعاونوا"، أين هو هذا التعارف عن بعض الذين يتصرفون تصرفات سلبية تجاه إخوانهم؟ المسيحية تدعو الجميع إلى الوحدة، إلى أن يكونوا أبناء عائلة واحدة. مع بولس الرسول نقول: "إن يسوع المسيح قد هدم العداوة بصليبه والبعيدين والقريبين جعل منهم كيانا واحدا إنسانا واحدا جديدا".

يونان

وتلاه البطريرك يونان: "واقعنا في شمال العراق أليم جدا، فقد كنت هناك منذ اسبوعين زرت زيارة خاطفة شمال العراق بعدما شهدنا النزوح القسري لآلاف العائلات، ولا سيما بعد نزوح المسيحيين من الموصل ونزوح المسيحيين من مدينة قره قوش السريانية، حيث كان هناك ويبقى التجمع المسيحي الأكبر (أكثر من 40 ألف نسمة من المسيحيين) هجروا بظرف ساعات وذلك على إثر التهديدات والقصف التي نالته تلك البلدة الآمنة والتي كانت لسنوات ولأشهر خلت ملجأ للكثير من المهجرين والنازحين كانت تعتبر البلدة الآمنة ولكن الظروف التي نعرفها هجرتهم، التقيت المهجرين في مراكز نزوحهم حيث استقبلتهم الكنيسة أبرشية أربيل الكلدانية برعاية رئيس أساقفتها المطران بشار ورده وكهنته والجمعيات الخيرية وكنت في كل لقاء أشجع النازحين أن يعودوا إلى بلدتهم أقله اولئك الذين يستطيعون تاركين الأطفال والنساء والشيوخ، اما الذين يستطعيون من رجال وشباب عليهم أن يعودوا وأن يلتصقوا من جديد بأرضهم ويدافعوا عن بلدتهم ونشكر الله كانت تلك العودة إذ في اليوم التالي وهو يوم الأحد 29 حزيران عيد القديسين بطرس وبولس عندما احتفلنا بالذبيحة الإلهية في كنيسة السيدة الطاهرة في قره قوش من أكبر كنائس الشرق الأوسط كانت الكنيسة والحمدلله مليء بكليتها أكثر من ألفين ومئات من الأشخاص كانوا موجودين في الكنيسة عادوا وكلهم أمل ورجاء رغم أنهم كانوا يعلمون أنهم سيلاقون صعوبات عدة ليست أقلها الحرمان من الكهرباء والماء بسبب هجمة المسلحين على الموصل ومحافظة نينوى قطعت الكهرباء كما الماء عن تلك البلدات في سهل نينوى". أضاف: "علينا ألا نشعر بالفشل، علينا أن ننقل هذه الصرخة إلى جميع المحافل الدولية، تلك التي لها تأثير على الساحة الدولية، ونقول لهم إن المسيحيين لهم الحق في أن يعيشوا في أرضهم، أرض أجدادهم بحرية وكرامة، وعلى هذه القوى أن تسعى لكي ما تفرض شرعة حقوق الإنسان، وفيها الحرية الدينية وحرية الضمير، والفصل بين الدين والدولة، أي أن يعيش الإنسان بحريته".

سفر

وألقى المطران سفر كلمة مما قال فيها: "يتعرض مسيحيو العراق اليوم لأزمة كبيرة تعتبر الضربة القاضية لهذا الحضور المسيحي العراقي التي ابتدأت مأساته منذ الحرب العراقية-الإيرانية، ثم حرب الكويت ومن بعدها سقوط صدام. واكتملت الكارثة باعلان المجموعات المسلحة قيام دولة الخلافة التي مركزها الموصل". أضاف: "يبدو أن الأمل يضعف أمام من تبقى من المسيحيين في العراق، فبعد سنة 2003 انخفض عدد المسيحيين إلى أقل من الثلث، وإذا بقيت الحال كذلك سيتحول الوجود المسيحي في العراق إلى حالة من الماضي. أما الكنائس فنزعت صلبانها وارتفعت عليها الأعلام السود".

وتابع: "لا تعفى من تحمل المسؤولية دول إقليمية أو دول كبرى ساهمت في هذا التهجير، وهي اليوم مدعوة، وخصوصا الدول الكبرى، وكذلك جمعية الأمم المتحدة، إلى تحمل مسؤولياتها بالحفاظ على ما تبقى من الحضور المسيحي العراقي، وكذلك أبناء العراق من السنة والشيعة والأكراد، لأن فقدان هذا المكون الأساسي والمهم والحضاري من العراق سيترك آثارا سلبية لن تمحى عبر التاريخ، على كل المكونات الأخرى".

الأب طرابلسي

ثم كانت مداخلة الأب طرابلسي، وقال: "إن ما يحدث اليوم في العراق الجريح منذ ابتداء الحرب فيه، يدمي الأفئدة التي تبصره مرسحا لويلات شتى يتعرض لها أبناء ذاك الوطن المضياف، على تعدد طوائفهم وانتماءاتهم. ولقد بات معلوما لدى القاصي والداني أن الأقلية المسيحية في العراق تعاني من وضع صعب ودقيق للغاية لأنها مستهدفة من قبل مجموعات متطرفة لا طائل لها، ومن قبل عصابات مسلحة لا تعرف للحوار سبيلا. ومع كونها الحلقة الأضعف، تعاني العائلات المسيحية من وطأة نير المحنة وتتحمل برجاء وشيء من العزم خسائر بشرية أسوة بباقي المواطنين العراقيين".

أضاف: "منذ أيام قليلة، وفي ظل استمرار الوضع المتأزم في العراق والمنطقة، ناشد آباء السينودس الكلداني الملتئم في العراق من 24 الى 28 حزيران 2014، جميع المسؤولين العراقيين، عساهم يعتمدون لغة الحوار للاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل المكونات الشعبية، وتحقق الاستقرار والعدالة وتتمكن من توفير الخدمات، كما ناشد الآباء منظمة الأمم المتحدة والقوى المؤثرة للوقوف مع العراق في هذه الظروف الصعبة بغية إيجاد حل سياسي مرض".وختم بما انتهى إليه غبطة البطريرك ساكو في ندائه حين قال: "نحن نعيش اليوم سر المسيح النائم في وسط السفينة التي تتقاذفها الرياح العاتية (مرقس 4: 35-41)... إلا اننا لا نيأس وها نحن مدعوون الى إيقاذ يسوع عساه يقوي إيماننا لنتابع الإبحار بهدوء... لا اعرف كم نستطيع الاتكال على السياسيين الذين لا يهتمون بسوى مصالحهم الشخصية ولا سيما بالنفط(...) نشكر ذوي النوايا الحسنة والمؤمنين الذين يذكروننا في صلواتهم وجميع القريبين منا في هذه الأوقات الحساسة".

أبو كسم

وكانت كلمة الخوري أبو كسم، قال فيها: "التقينا اليوم لنلقي الضوء على أوضاع إخوتنا العراقيين المسيحيين، الذين يواجهون مصيرهم بمفردهم متكلين على رحمة الله، حاملين صليب التهجير ومن ثم الهجرة إلى بلاد الله الواسعة، فتاريخهم يعود إلى القرن الأول الميلادي إذ كان العراق موطنا لمختلف الكنائس الشرقية الكاثوليكية منها والأرثوذكسية ووجود هذه الكنائس كان علامة على التنوع العرقي والديني في العراق. وما تفريغ هذا الوطن من المسيحيين إلا ضربا لهذا التنوع". وسأل: "ما هو الموقف الذي اتخذته الكنيسة لمواجهة ما يحصل للمسيحيين هناك؟ هل نكتفي بمواقف الإستنكار والتنديد بما يحصل، ودعوة الناس إلى التمسك بارضهم وعدم الهجرة؟ وما هو المطلوب منا ككنسية؟"  اضاف: "المطلوب هو أن نقف فعليا إلى جانب أبنائنا، أن نتضامن معهم بصدق، وأن ندعمهم روحيا بالصلاة، فالصلاة تفعل فعلها، وأن نشدد عزائمهم، ونشعر بقلقهم، ونرفع الصوت عاليا إلى المجتمع الدولي، أن نزورهم كا فعلتم يا صاحب الغبطة وكما فعل غبطة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني".

وتابع: "المطلوب اليوم عقد مؤتمر طارىء لرؤساء الكنائس المسيحية من أجل الضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لتأمين الحماية اللازمة لهم حيث يقيمون، ونناشد المجتمع الاسلامي المعتدل ليحافظ على هذا التنوع، أي الوجود المسيحي-الاسلامي في المنطقة". وختم: "المطلوب منا اليوم أيضا وقفة تضامن روحية، بمعنى أن نتداعى إلى تخصيص يوم للصلاة في كل الكنائس من أجل مسيحيي الشرق، لا بل من أجل هذا الشرق المعذب بمسيحييه ومسلميه، كي يضع الله المحبة في نفوسنا جميعا، فتنتصر إرادة الخير على الشر، مستذكرين كلام المعلم "ثقوا أنا غلبت العالم".