المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم16 تموز/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى15/من 21حتى28/أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم ‏

*الشباب الأعزاء، لا تسقطوا في السطحية؛ فالحياة المسيحية تقوم على المُثل العليا.

*الفرق بين العقل والتعقل من جهة وبين الهمجية والغرائزية من جهة ثانية/الياس بجاني

*وزارة الخزانة الأميركية: حزب الله يستخدم شركات لبنانية لتصنيع طائرا

*ماذا ينتظر عون/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*الحريري - عون: متى تنتهي المناورة/طوني عيسى/الجمهورية

*عون «عاشق» الفراغ/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*مانشيت الجمهورية: معارك ضارية في القلمون.. وقلق أممي على الجنوب ومبادرة للحريري الجمعة

*سلام في افطار دار الايتام الاسلامية: وضعنا الامني متماسك والتضامن مع الفلسطينيين لا يكون باستجلاب الأذية المجانية لأهلنا في لبنان

*طائرةا استطلاع اسرائيلية تحلق في أجواء صور

*بلامبلي بعد لقائه سلام: اطلاق الصواريخ والرد الاسرائيلي خروقات واضحة لل 1701 وتهديد خطير للاستقرار

*جريصاتي حذر بعد اجتماع التكتل من المراهنة على الأمن: قانون المناصفة الفعلية والنسبية ينصف كل الطوائف

*كتلة المستقبل: اطلاق الصواريخ محاولة مدسوسة لاستخدام اراضي لبنان لتنفيذ سياسات اقليمية تناقض مصالحه

*بلدية بيروت كرمت بيار صادق باطلاق اسمه على أحد شوارع الأشرفية وحمد وأبي عقل أشادا بإبداعه واحترافه

*قهوجي عرض مع قائد القوات البرية الفرنسية دعم الجيش

*البرلمان العراقي اعاد انتخاب سليم الجبوري رئيسا له

*المسيحيون يرفضون مبادرة جنبلاط الرئاسية وبري يدعم البحث عن مرشح توافقي

*بركان الشرق الاوسط/رندة تقي الدين/الحياة

*برّي لـ"النهار": النار تزنّر لبنان فلنهبّ لإطفائها... ولم نبلغ سن الرشد علينا انتخاب رئيس ليس في أشهر بل في أيام و"عندنا مشاكل الدنيا"

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى15/من 21حتى28/أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين

إنْصَرَفَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي صُورَ وصَيْدا، وإِذَا بِٱمْرَأَةٍ كَنْعَانِيَّةٍ مِنْ تِلْكَ النَّواحي خَرَجَتْ تَصْرُخُ وتَقُول: «إِرْحَمْني، يَا رَبّ، يَا ٱبْنَ دَاوُد! إِنَّ ٱبْنَتِي بِهَا شَيْطَانٌ يُعَذِِّبُهَا جِدًّا». فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَة. ودَنَا تَلامِيذُهُ فَأَخَذُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ قَائِلين: «إِصْرِفْهَا، فَإِنَّهَا تَصْرُخُ في إِثْرِنَا!». فَأَجَابَ وقَال: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرَافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيل». أَمَّا هِيَ فَأَتَتْ وسَجَدَتْ لَهُ وقَالَتْ: «سَاعِدْنِي، يَا رَبّ!». فَأَجَابَ وقَال: «لا يَحْسُنُ أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ البَنِين، ويُلْقَى إِلى جِرَاءِ الكِلاب!». فقَالَتْ: «نَعَم، يَا رَبّ! وجِرَاءُ الكِلابِ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ عَنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «أيَّتُهَا ٱلمَرْأَة، عَظِيْمٌ إِيْمَانُكِ! فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ شُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا.

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم ‏

الشباب الأعزاء، لا تسقطوا في السطحية؛ فالحياة المسيحية تقوم على المُثل العليا.

 

الفرق بين العقل والتعقل من جهة وبين الهمجية والغرائزية من جهة ثانية

الياس بجاني/15 تموز/14/إن حالة الدول العربية ولبنان السياسية والاجتماعية والأمنية كما كل واقع الحريات وأسس كل مبادئ احترام حقوق الإنسان والعدل والحضارة هي تعيسة وقد انحدرت إلى ما هو تحت التحت وعلى كافة الصعد والمستويات وذلك كون العقل والتعقل قد تم تغييبها عن طريق الجهل والغباء والتعصب الأعمى ليحل مكانهما كل ما هو همجية وبربرية وغرائزية وإجرام وإرهاب وتجارة بالدين والمذهبية. في هذا السياق المأساوي يعاني شعبنا اللبناني بكل شرائحه من الفوضى والفقر والحروب والظلم والاضطهاد والذل. إن هيمنة المحتل الإيراني واحتلاله لوطننا بواسطة جيشه الذي هو حزب الله الإرهابي لا يريد لا الخير ولا السلم ولا الحريات لنا، بل تهجيرنا وقتلنا وإسقاط كياننا وإقامة مستعمرة إيرانية من ضمن مشروعه التوسعي والاستعبادي الهادف إلى إقامة الإمبراطورية الفارسية. في الخلاصة إن كل لبناني يقف مع المحتل الإيراني أو يغض الطرف عن إجرامه هو شريك له ومجرم مثله ومجرد من انسانيته وإيمانه، ونقطة على السطر.

 

وزارة الخزانة الأميركية: حزب الله يستخدم شركات لبنانية لتصنيع طائرا

أشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن حزب الله إستخدم شركات لبنانية لتطوير جيشه، حيث أن شركة "ستارز غروب هولدينغ" التي تتخذ من بيروت مقراً لها، تشتري المواد والمعدات لحزب الله من أجل تصنيع طائرات من دون طيار. ونقلت صحيفة "وورلد تريبيون" الأميركية، في تقرير لها، عن وكيل وزارة الخزانة ديفيد كوهين، قوله: "ان شبكة المشتريات المكثفة لحزب الله تستغل النظام المالي الدولي لتعزيز القدرات العسكرية للحزب في سوريا وأنشطته الإرهابية في جميع أنحاء العالم". وأشارت إلى أن الولايات المتحدة حظرت التعامل مع مالكي الشركة اللبنانية وشركاتهم، لافتةً إلى ان مصادر مسؤولة أكدت شراء "ستارز غروب" لمحركات ومعدات إتصالات وإلكترونيات ومعدات ملاحة من الصين والإمارات، كما حصل حزب الله على مواد أخرى من كندا وأوروبا والولايات المتحدة أيضاً من أجل تصنيع طائرات من دون طيار وغيرها من المشروعات. 

 

 ماذا ينتظر عون؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

لا يمكن تفسير موقف العماد ميشال عون الحائل دون إتمام الانتخابات الرئاسية والمتمسّك بالفراغ الرئاسي إلّا في كونه ينمّ عن رهان مزدوج: رهان على الوقت لعله يفسح في المجال أمام بروز تطورات تعيد الاعتبار لحظوظه الرئاسية، ورهان على قدرته بتغيير المعطيات الحالية عبر الربط مع التحولات الخارجية. في قراءة موضوعية للتطورات الخارجية التي تسقط احتمالات وصول عون إلى قصر بعبدا يمكن التوقف أمام الآتي:

أولاً، إيران في وضع لا تحسد عليه بين مفاوضات نووية لن تنتهي إلّا بسحب التفوّق الايراني النووي او مواصلة العقوبات التي لم تعد تتحمّلها طهران، وبين تطورات على حدودها العراقية أحيَت لديها كابوس صدام حسين.

ثانياً، العراق الذي انتقل من دولة معادية لطهران الى تابع لها أصبح اليوم أمام احتمالين: إمّا الفوضى وعدم الاستقرار ودويلات الأمر الواقع، وإمّا الوصول إلى تسوية سياسية من شروطها وقف التدخل الإيراني في الشأن العراقي وقيام علاقة ندية بين الدولتين، وفي الحالتين إسقاط الجسر الذي كان يربط إيران بسوريا ولبنان وفلسطين.

ثالثاً، سوريا التي شكا لبنان من محاولاتها الهيمنة عليه منذ نشأة الكيانين، وتحديداً بعد العام 1990، لن تعود سوريا نفسها، فحتى في ظل الاحتمال الضعيف لقيام دولة علوية لن يكون لها أيّ تأثير على لبنان، ولن يكون لها أيضاً أي دور إقليمي.

رابعاً، لبنان الذي سعى «حزب الله» إلى حكمه مستنسخاً تجربتي أبو عمار وأبو باسل بقي عصيّاً على الحزب لسبب بسيط أنّ الوصايات الخارجية بشعارات قومجية ممكنة، فيما وصاية فريق داخلي على الفرقاء الآخرين مستحيلة، وقد أثبتت ذلك محطتا 7 أيار وإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري.

خامساً، لم تعد الأحداث داخل فلسطين تؤثر على محيطها، خصوصاً بعد التطورات السورية والعراقية، وكل ما تقوم به إسرائيل لا يعدو كونه إعادة الاعتبار لحماس والقوى الرافضة للسلام، التي تراجع دورها بعد انتهاء دور الإخوان المسلمين في مصر وارتفاع منسوب الصراع المذهبي، وذلك بهدف ضرب الخيارات السلمية.

فكلّ ما تقدم يؤشّر بشكل واضح إلى أنّ محور الممانعة الذي ينتمي إليه العماد عون مأزوم، وهو يصارع ضمن سياسة البقاء والاحتفاظ بما أمكن من أوراق، لا السعي إلى تعزيز أوراقه أو فتح مواجهات جديدة تدفعه الى مزيد من الخسائر.

كما أنّ المؤشرات نفسها تفيد بأنّ الوقت لا يعمل لصالح هذا المحور. وبالتالي، الرهان على تسويات جزئية بين طهران والرياض هو وهم، فضلاً عن أنّ محاولات التقارب من الرياض عبر الرسائل التي وجّهها العماد عون الى الدول الثلاث الراعية لاتفاق الطائف، أي السعودية والمغرب والجزائر، لن تجدي نفعاً، لأنّ ما أفسدته عقود من الممارسة لن تصلحه أشهر...

وفي قراءة للتطورات الداخلية يمكن التوقف امام الآتي:

أ - الثغرة التي اعتقد عون انه نجح في فتحها مع تيار «المستقبل» أظهرت الأحداث بأنها ما دون الاستحقاق الرئاسي.

ب - لم ينجح في إرساء علاقة تحالفية مع البطريرك بشاره الراعي ولا في جعله يتبنى وجهة نظره الرئاسية، إنما على العكس وضع نفسه في مواجهة مع بكركي.

ج - لم يسع لاستمالة الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع عبر مقاربة وطنية - مسيحية تجعلهما في موقع الداعم لترشيحه، لا بل سعى للوصول عن طريق «المستقبل» بغية العمل على تطويقهما.

د - لم تظهر الوقائع انّ قوى 8 آذار متحمّسة لوصوله، إذ تعاطت مع الاستحقاق الرئاسي ببرودة وعن بعد من دون ممارسة أي ضغط عملي او إعطاء إشارة بأنّ عدم انتخابه هو بمثابة رسالة ضدها.

هـ - لم يقدم على أيّ خطوة باتجاه النائب وليد جنبلاط الذي وجد نفسه محرراً من ضغوط الحزب ومن أيّ التزامات مع عون، فعبّر عن رفضه الشديد لانتخابه.

وبعد المعطيات الخارجية تفيد المعطيات الداخلية انّ حظوظ وصول العماد عون الى الرئاسة الاولى أصبحت معدومة، وبالتالي السؤال البديهي الذي يتبادر الى الذهن ماذا ينتظر عون؟ ومن الواضح انه لا ينتظر شيئاً محدداً، إنما يعتبر أنّ التنازل رئاسياً اليوم قد يحرمه من فرصة الوصول غداً إذا ما تجمّعت معطيات لمصلحته. وبالتالي، لن يفكّ أسر الرئاسة طالما انه قادر على حجزها ومنع وصول مرشّح غيره.

فحظوظ الجنرال انتهت مع انتهاء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي، وعدم تسليمه بهذا الواقع سيجعله خارج أيّ تسوية رئاسية محتملة على غرار استثناء نفسه من الطائف ومن ثم التسليم بشروط هذا الاتفاق، كما استثناء نفسه من التحالف الرباعي ومن ثم ذهابه الى تحالف ثنائي وضعه في مواجهة مع نصف اللبنانيين.

وأيّ متابعة للوضع تظهر أنّ تمسّك شريحة واسعة من المسيحيين بانتخاب رئيس تمثيلي تراجعت بعد 25 أيار لمصلحة أنّ أيّ رئيس يبقى أفضل من الفراغ، وهذه المسؤولية يتحمّلها عون منفرداً نتيجة رفضه توفير النصاب لمعركة حقيقية بين الاقطاب التمثيليين، كما أن المتابعة نفسها تظهر أنّ البطريرك وصل الى اللحظة التي يمكن أن يتبنى فيها مرشحاً يحظى بتغطية من 14 آذار وجنبلاط والرئيس نبيه بري، فضلاً عن الغطاء الخارجي، الأمر الذي سيجعل «حزب الله» يعيد، ربما، حساباته وينضمّ الى التحالف الرئاسي.

كما أن المتابعة نفسها تظهر أخيراً أنّ أيّ تسوية رئاسية محتملة لن يكون عون من بين الأسماء المطروحة فيها، لأنّ رمزيته وتموضعه لن يجعلا التوافق حوله ممكناً، حيث أنّ أي تسوية تفترض البحث عن الشخصية التي تتقاطع حولها معظم القوى.

ومن هنا إلى أين؟ الى مزيد من الخسائر وطنياً ومسيحياً، لأنّ الفراغ في «بعبدا» سيبقى سيّد الموقف بانتظار حدث ما يُعيد خلط الأوراق أو يجرّ البلاد إلى تسوية تنتزع من المسيحيين مزيداً من الصلاحيات، ومن بعدها يقود مواجهة التسوية الجديدة التي ما كان ممكناً أن تبصر النور لولا دفعه الأمور بهذا الاتجاه، وذلك على غرار ما فعله مع اتفاق الطائف...

 

الحريري - عون: متى تنتهي المناورة؟

طوني عيسى/الجمهورية

يوزّع الرئيس سعد الحريري كوادره على الملعب: هذا لمحاورة عون، وذاك لمهاجمته. وهذا يترك الباب «مشقوقاً» لتأييده كمرشّح للرئاسة، وذاك يجزم قاطعاً الطريق. وفيما الحريري «يتكتِك» على خطّ جدَّة- باريس، وعون يتقلَّب قلقاً في الرابية، نارُ الفراغ والفوضى تلتهم الأخضر واليابس. بالنسبة إلى الأمم المتحدة، «لبنان قد يتفكُّك»، وإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية حيويّ لمنع ذلك. لكنّ معظم المعنيّين في لبنان يتجاهلون المخاطر، بين الذين يغسلون أيديهم والباحثين عن المكاسب. المسؤولية الأساسية عن تعطيل الانتخابات يتحمَّلها الذين يطيِّرون النصاب، أي «حزب الله» وعون. لكنّ الموقف المتردِّد أو الملتبس الذي يلتزمه تيار «المستقبل» يتيح لعون وحلفائه إطالة اللعبة إلى ما لا نهاية. ولو حسَم الحريري موقفَه، لكان «حشر» هؤلاء ودفعهم إلى كشف أوراقهم.

حتى اليوم، يقول قياديون في «المستقبل» : «إنّنا منسجمون مع أنفسنا. فنحن ندعم مرشّحاً من «14 آذار». أمّا حوارنا مع عون فليس محصوراً بالرئاسة. ودعمُنا له مشروط بقبول حلفائنا المسيحيّين به».

وهذا الموقف، الذي يبدو منطقياً في الظاهر، يحمل إلتباساً غير مبرَّر في نقطتين:

1- يدرك «المستقبل» أنّ عون لن يتبنّى نهج «14 آذار» تحت أيّ ظرف، لأنّه لن يتخلى عن تحالفه مع «حزب الله»، فلماذا البحث معه أساساً في مبدأ التعاون الإنتخابي؟

2- يدرك «المستقبل» أنّ حلفاءَه المسيحيين لن يتبنَّوا ترشيح عون في أيّ وقت، فلماذا يوحي إذاً بانتظار التوافق المسيحي؟

ويعتقد بعض المتابعين أنّ مطاطية موقف «المستقبل» تلائم «حزب الله» من زاويتين:

1- «الحزب» أيضاً لا يتبنّى فعلاً ترشيح عون. وهو مرتاح إلى أنّ المماطلة ستتكفَّل بمهمّة إحراق عون، فلا يتحمَّل هو مسؤولية عن ذلك، ولا يتسبّب باستثارة غضب الحليف المسيحي.

2- يريد «الحزب» تعطيل الاستحقاقات انتظاراً لظروف داخلية وإقليمية. واستمرار المفاوضات «لا معلَّقة ولا مطلَّقة» بين الحريري وعون مناسبٌ للمماطلة.

لذلك، من مصلحة «المستقبل» و»14 آذار» وسائر العاملين لإنجاز الإستحقاق الرئاسي أن يبادر الحريري صراحةً وشخصياً إلى القول، وفي معزل عمّا سيفرزه حواره المفتوح مع الرئيس نبيه برّي: «لا حوار رئاسيّاً بعد اليوم مع عون، لأنّه لا يتبنّى ثوابتنا السياسية، ولأنّه غير توافقي. وتالياً، هو لن يكون مرشّحنا إطلاقاً».

واللافت أنّ الحريري ملتزم عدم العودة إلى الوراء في علاقته مع عون، على رغم المآخذ الكبيرة التي أبداها على طروحاته الرئاسية والنيابية الأخيرة (إنتخاب الرئيس من الشعب، «الأرثوذكسي» وتقديم الانتخابات النيابية على الرئاسية). وثمَّة مَن يعتقد أنّ على الحريري أن يقولها... فيرتاح ويريح. وإعلانه موقفاً واضحاً من ترشيح عون ينهي حال الإنتظار الملتبسة في الرابية. فيدرك «الجنرال»، عندئذٍ، أنّ رهانه على دواء أزرق سحري يوصله إلى بعبدا، ليس في مكانه. أمّا «الحزب» فيضطرّ إلى كشف الأسباب الحقيقية لتعطيل الاستحقاق، وربّما إلى الإنخراط في مفاوضات حقيقية حول المخرج. الأرجح أنّ الحريري، في إطلالته الإفطارية الوشيكة، سيبقى صائماً عن الكلام الحاسم. وهو سيترك الكرة في ملعب المسيحيّين. وفي أيّ حال، هؤلاء «جسمُهم لبّيس». وربّما تدور أسئلة في أوساط الحريري: نحن مستفيدون من الهدنة مع عون لتبريد الأجواء وتسهيل عمل وزرائنا في الحكومة. فمِن أجل مَن يريدوننا أن «نُسوِّد وجهَنا معه». وهل المطلوب أن نكون أشدّ حِرصاً على الموقع المسيحي من المسيحيين أنفسهم؟  وهكذا يواصل «قطار الانتظارات» إنزلاقَه: لبنان ينتظر الانتخابات، والانتخابات تنتظر عون وحلفاءَه، وعون ينتظر الحريري، والحريري ينتظر السعودية، والسعودية تنتظر إيران والمشهد الإقليمي، وهذا المشهد ذاهب إلى المجهول. ولذلك، فإنّ «قطار الانتظارات» اللبناني سيصل إلى مكان لا وجود فيه للسكّة الحديد، وسينقلب بكلّ ركّابه! ملامح الانهيار بدأت تطلُّ من نوافذ الأمن واللاجئين والأزمات الاجتماعية والاقتصادية. فهل يبادر الحريري ويقطع الحلقة المقفلة، فيحصر المسؤولية، ويفتح الباب لاحتمال انتخاب رئيس للجمهورية استباقاً للفوضى الآتية، أم يَضيع في التفاصيل كما تَضيع غالباً 14 آذار؟

 

عون «عاشق» الفراغ

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

يُشبه راكبَ الدرّاجة الهوائية، لا يستطيع إلّا أن يضغط على الدوّاسات وإلّا سيقع أرضاً، ولهذا يستمرّ في الدَوس إلى المناطق الخطِرة، علَّ حلمَ الرئاسة يتحقّق، ولو على جثّة المسيحيين وموقعهم في النظام.

لا يحيد رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون عن هذه القاعدة منذ العام 1988. شنَّ «حرب التحرير» بعدما عجز أن يكون مرشّح التوافق الأميركي ـ السوري، وحين أرسل النوّاب إلى الطائف، ليعود فيشنّ حرباً ضد «القوات اللبنانية» التي أيَّدت ذاك الاتّفاق، بعد انتخاب الرئيس رينيه معوّض. يخوض عون حرب تغيير اتّفاق الطائف، المفارقة أنّه استفاق على هذا التغيير، بعدما تعذَّر إصلاح حواره العقيم مع الرئيس سعد الحريري، فبدأ يضغط على دوّاسات الدرّاجة الهوائية قبل أن يقع، متجاهلاً قصداً أنّه يرمي مصلحة المسيحيين إلى القعر، بربطِ حضورهم ومستقبلهم بانتخاب شخصِه الكريم للرئاسة.

فإذا لم يوفّق الله هؤلاء بانتخابه، فإنّ الواجب يقتضي تعديل الطائف وتهديد المناصفة، وتعديل سايكس بيكو، ورسم خرائط جديدة للمنطقة، وإحياء الحرب الباردة، وتوسّل تعدّدية الأقطاب في العالم لكسرِ الأحادية الأميركية. عاشقٌ للفراغ منذ نعومة أظفاره، ومستأنس بصوَر النيران والدمار، لأنّها تزيد من بهاء صورة المخلّص التي يزرعها في رؤوس بعض المسيحيّين. عام 1988 تحالفَ عون مع سمير جعجع، في مواجهة الاتّفاق الاميركي ـ السوري، لمجرّد أنّه لم يكن رئيس هذا الاتفاق. دغدغَه الرئيس السوري حافظ الأسد بوفرة المراسيل من وزارة الدفاع إلى قصر المهاجرين، من ألبير منصور إلى فايز القزي وغيرهما، وحين أتّت جردة الحساب لم يكن اسمُه على الطاولة، فحاولَ قلبَ الطاولة بشَنِّه «حرب التحرير»، التي لم يكن لها من موازين القوى لكي تفوز إلّا سكّين المطبخ، وتضحيات نبيلة قدَّمها ضبّاط وجنود شجعان، ولبنانيوّن أملوا خيراً، وهم لا يعرفون أنّه لو تمّ التوافق عليه في اجتماع مورفي - الأسد، لكان ذهبَ إلى اتّفاق مع الأسد ربّما كان أكثر عمقاً من اتّفاقه اليوم مع الأسد الابن. كان ذلك قبل 26 عاماً، ويتكرَّر اليوم بدفعٍ من أحلام الوصول إلى بعبدا. يُطبق «المخلِّص» نظرية الخلاص من كلّ ما يعوق تحقيق حلمه التاريخي. حاول الاتفاق مع الرئيس سعد الحريري وفشلَ، فانتقل إلى الخلاص من «اتّفاق الطائف»، من دون وجود أيّ ضمان بأنّه سيأتي بأفضل من الطائف. يُخلِص «المخلِّص» لحلمه أيّما إخلاص. على طريق الخلاص لا بأس من تعطيل انتخابات الرئاسة مرّات ثلاث.

1988 التي انتهَت بأسوأ حربَين دمّرتا ما تبقّى من عناصر قوّة، 2008 التي حاول فيها ركوب السابع من أيّار فأتت حساباته مغايرة لحسابات «حزب الله»، و2014 التي خيَّر فيها «حزب الله» بينه وبين أيّ رئيس تسوية، مفتتحاً فراغاً من نوع آخر لا يريد له أن ينتهي إلّا بنتيجتين: إمّا هو رئيس في ظلّ اتّفاق الطائف (يصبح الطائف مقبولاً) وإمّا الاستمرار في الفراغ الى حين تغيير النظام، ولو أدّى ذلك إلى فتح نقاش وطني غير متكافئ، سيقود حتماً إلى الانتهاء من المناصفة، وغيرها من المكاسب التي ضمنها الطائف للمسيحيين. رحلة الدرّاجة الهوائية مستمرّة، فعون لن يتراجع عن الوصول إلى النهائي، لكن هل تتوافق حساباته مع ما تعيشه المنطقة؟ وهل سيستمرّ «حزب الله» في تغطية الفراغ الذي يتسبَّب به؟ وماذا عن مفاوضات إيران النووية ونتائجها عراقياً ولبنانياً وسورياً؟ هل سيؤدّي أيّ اختراق في هذه المفاوضات إلى انتخاب رئيس تسوية، بحيث يضطرّ «حزب الله» إلى مصارحة حليفه بأنّه لم يعُد قادراً على تأخير التسوية؟  راكب الدرّاجة الهوائية يسير في الفراغ ويعشق الفراغ في انتظار هذه اللحظة، التي إذا أتَت ستُحدث موجة عصفٍ عاتية تطيح بآخر أحلام راكب الدرّاجة، عندها سيكون الدَوس إلى الأمام مجرّد هروب بلا هدف، وسيختتم الحلم محطّماً، إلّا من بعض صراخ بلا صدى.

 

مانشيت الجمهورية: معارك ضارية في القلمون.. وقلق أممي على الجنوب ومبادرة للحريري الجمعة

الجمهورية/فيما استمرّ التوتّر على الحدود بقاعاً وجنوباً، والترقّب داخلياً بعد فشل المساعي حتى الآن في معالجة الملفات الخلافية، انشدَّت الأنظار إلى فيينا، بعد حديث واشنطن عن «ثغرات حقيقية» في الخطوط العريضة للاتّفاق النووي مع اقتراب موعده النهائي الأحد المقبل واقتراح طهران تمديد مهلة التفاوض، كذلك انشدَّت الأنظار إلى غزّة بعدما أُجهِضت مبادرة مصر لوقف النار برفض حركة «حماس» الشروط التي تضمّنتها، فواصلت إطلاق صواريخها على إسرائيل، التي استأنفَت غاراتها على القطاع، في حين أرجأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارته للقاهرة مُحذّراً من وجود «مخاطر كبيرة» لتصعيد أعمال العنف إلى درجةٍ تصبح معها خارجة عن أيّ سيطرة، بينما تحدّثت القناة الإسرائيلية العاشرة عن وساطة قطرية - تركية جديدة لوقفِ الحرب على غزّة.

في موازاة تطورات غزّة، توزّع المشهد الأمني في لبنان على جبهتي الجنوب والبقاع. ففي الجنوب، ساد التوتر الحذر مناطق صور التي كانت على مدى الايام الاخيرة مسرحاً لاعتداءات إسرائيلية، بعدما تكّرر إطلاق الصواريخ المشبوهة عليها، فاشتكت ضد لبنان الذي يحضّر بدوره شكوى احتجاجاً على اعتداءاتها المتكررة، في وقت أكّد الجيش الاستمرار في التفتيش والتقصّي عن الفاعلين، وإجراء التحقيقات اللازمة بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل».

الأمم المتحدة

 وإزاء هذه التطورات، أبدت الأمم المتحدة قلقها من التطورات التي شهدتها الجبهة الجنوبية، واعتبر منسّقها الخاص في لبنان ديريك بلامبلي «أنّ إطلاق الصواريخ والرد الاسرائيلي هي خروقات واضحة للـ 1701، وتهديد خطير للهدوء الذي كان سائداً في هذه المنطقة، وللاستقرار عموما». وناشدَ جميع الأطراف ممارسة «ضبط النفس والتعاون مع «اليونيفيل» في تطبيق هذا القرار لمنع أيّ تصعيد.

وأطلعَ بلامبلي رئيس الحكومة تمام سلام على المناقشات التي أجراها في نيويورك الأسبوع الماضي، وعلى مشاورات مجلس الأمن حول تطبيق القرار 1701، وأكّد أنّ المجلس «لا يزال متّحداً في دعمه سيادةَ لبنان وأمنَه واستقراره، وهناك إجماع على ضرورة حماية لبنان». ولفتَ الى «القلق المتصاعد» من استمرار الشغور في سدّة رئاسة الجمهورية.

البقاع

 وفي البقاع، تركّزت الأنظار بقلق على العمليات العسكرية العنيفة الدائرة في الجرود الفاصلة بين الأراضي اللبنانية والسورية قبالة بلدتَي عرسال وبريتال والقرى والمزارع المقابلة لها، والتي استُخدِمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المدفعية والصاروخية.

وأفادت المعلومات أنّ المعارك المستمرة بنحو متقطّع منذ أربعة أيام تصاعدت وتيرتها في الساعات الماضية، وتدخّل فيها سلاح الطيران السوري الذي استكشف المنطقة وقصفَ ما يمكن اعتباره مراكز محصّنة استولت عليها مجموعات سوريّة مسلحة، بعدما كانت مواقع مراقبة لـ»حزب الله» والجيش السوري، في عمليات عسكرية شنّتها مجموعات مسلّحة تزامُنا مع مكامن لوحدات من الحزب كانت في طريقها إلى المنطقة الوعرة. وذكرت تقارير أمنية أنّ إغارة الطيران السوري أوقعَت عدداً من الجرحى بينهم سبعة مواطنين من عرسال كانوا يجنون موسم الكرز من مزارعهم في المنطقة عندما استهدفَتهم إحدى الطائرات بصاروخ أصابَ سيارة «بيك آب» تنقلهم ومواسمَهم.

حسمُ معركة القلمون

 وأكّد مصدر قريب من «حزب الله» لـ«الجمهورية» أنّ معركة القلمون في مرحلتها الثانية على طول الخط الحدودي بين لبنان وسوريا أحرزَت تقدّماً كبيراً، وأنّ الحسم بات مسألة أيام».

ولفتَ المصدر إلى أنّ العملية العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش السوري وقوّات الحزب منذ نحو شهر لتطهير الحدود والمناطق المتاخمة اتّخذت وتيرةً متسارعة منذ أيام، وأتاحت خطةُ السيطرة على المعابر الرئيسية التي يعتمد عليها المسلّحون لتأمين إمداداتهم اللوجستية والطبّية ونقل جرحاهم، إحكامَ الطوق عليهم وقطع أوصالهم من خلال الفصل بين جرود عرسال وجرود القلمون، بحيث بدأت وحدات الجيش السوري والحزب ملاحقة المسلّحين في المناطق الجردية والبساتين والأحراج، بالتوازي مع السيطرة على المعابر غير الشرعية في سلسلة جبال لبنان الشرقية، وخصوصاً الزمراني، مار طبيا، الروميات، الحمرة وميرا.

وعلى عكس ما صُوِّر في اليومين الماضيين من أنّ الحزب يتلقّى ضربات موجعة في القلمون، طمأنَ المصدر إلى «أنّ جبهة القلمون متماسكة وقوية، والجيش السوري يُحرز فيها تقدّماً كبيراً لجهة الأطراف الجنوبية لمزارع رنكوس التي باتت كلّها تحت السيطرة، كذلك جرود عسال الورد وصولاً إلى الطفيل». وأضاف المصدر: «أمّا على الجانب اللبناني، فإنّ مقاتلي «حزب الله» يتقدّمون بنحوٍ كبير ويُحكمون سيطرتَهم على المعابر والتلال الإستراتيجية، حيث تدور مواجهات ضارية يتكبّد فيها المسلّحون خسائر جسيمة».

وكشف المصدر أنّ «حزب الله» بادرَ إلى هذه العملية الاستباقية المباغِتة على الحدود المتاخمة للقرى اللبنانية بعدما وصلته معلومات تؤكّد أنّ «جبهة النصرة» تُعِدّ لاجتياح بعض القرى الحدودية، وأشار إلى أنّه في المعركة التي شهدَتها الأيام الأخيرة سقطَ بعض الشهداء للحزب مقابل أكثر من خمسين قتيلاً في صفوف «النصرة». وقد استطاع الحزب أسرَ أعداد كبيرة من المسلحين.

لا جلسات

 وعلى وقع اتّساع دائرة الخوف والقلق من تأثيرات التردّدات الأمنية على الساحة اللبنانية، واستمرار الشغور الرئاسي، وتعطّل العمل التشريعي وتعليق العمل الحكومي، لم تهدأ حركة الاتصالات الحكومية والنيابية سعياً إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء وأخرى تشريعية، لكن لا معطيات حتى الآن تشي بإمكان نجاح هذه الاتصالات في القريب العاجل.

برّي

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره مساء أمس: «أنا حريص على عقد جلسة تشريعية قبل نهاية الشهر من أجل أن يقبض الموظفون رواتبَهم. وطبعاً أنا متمسّك بأن يُبحث في هذه الجلسة بدايةً، في مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب سواءٌ انتهى البحث بإقراره أم لا، فهو لا يحتاج الى اجتماع هيئة المكتب لأنه على جدول الأعمال، وإذا جاء الجواب إيجابياً (من كتلة «المستقبل» وحلفائها) على عقد الجلسة، نعقد اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس ونقرّ جدول أعمال إضافي، وعندها يمكن عقد الجلسة الأسبوع المقبل قبيل انعقاد الجلسة المحدّدة لانتخاب رئيس للجمهورية أو بعدها».

وسُئل برّي، هل ستبقى الحكومة مجمّدة؟ فأجاب: «أرفض أن يتوقف عمل الحكومة للحظة واحدة، إذا كان البلد في مصيبة من جرّاء عدم انتخاب رئيس الجمهورية، فهل نُدخله في مصيبة أخرى بوقف عمل الحكومة ومجلس النواب. وأكرّر أنّه على رغم كلّ شيء، لبنان امام فرصة بأنّه ما يزال أفضل من الدول المجاورة، وهذه الفرصة علينا أن نغتنمها بانتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل عمل كلّ المؤسسات الدستورية». وسُئل أيضاً:» مَن المسؤول عن هذا الوضع؟ فأجاب: «كلّ الطبقة السياسية، وأنا منها».

سلام

 ومِن جهته، قال رئيس الحكومة تمام سلام في إفطار دار الأيتام الإسلامية إنّ «المؤسسات الدستورية وُجدت لتعمل، لا لتتحوّل ساحات للتناحر المؤدّي الى العجز»، لافتاً إلى أنّ «حكومة المصلحة الوطنية تعمل على قاعدة التوافق السياسي الذي نأمل أن يستمر، لنتمكّن من المضيّ في تسيير شؤون الدولة، وسنواصل العمل على هذا الأساس، منطلقين من مبدأين أساسيّين: الأوّل عدم الاستسلام لواقع الشغور في موقع الرئاسة الأولى، والتعامل مع هذا الواقع في اعتباره حالة مؤقّتة وغير طبيعية، ولا يجوز أن تستمر تحت أيّ ذريعة من الذرائع. والثاني التمسّك بالدستور والتزام نصوصه الواضحة في كلّ ما يتعلق بدور مجلس الوزراء».

وناشدَ سلام القوى السياسية الخروجَ من «أسر الحسابات الضيّقة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على كلّ اعتبار»، داعياً إلى «الذهاب، اليوم قبل  الغد، إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية جديد وفق الآليات الواضحة التي نصَّ عليها الدستور، لأنّ أيّ تأخير في انتخاب رئيس للبلاد يعني، في ما يعني، عجزاً لقِوانا السياسية، وفشلاً لمؤسّساتنا الدستورية، فضلاً عن أنه يشكّل إساءةً لصورة لبنان، وضعفاً في بنيانه الوطني، وبالتالي في قدرته على معالجة التحدّيات الكبرى التي تواجهه». وأكّد سلام» أنّ التضامن مع أهلنا في فلسطين، لا يكون باستجلاب الأذيّة المجانية لأهلنا في لبنان» مشيراً إلى أنّ الجيش والقوى الأمنية يقفون بالمرصاد لكلّ محاولات العبَث بأمنهم». وشدّد على أنّ الحكومة ملتزمة جميعَ القرارات الدولية التي ترعى الوضع في جنوب لبنان، خصوصاً القرار 1701 بكافّة مندرجاته.

الحريري يستعدّ لمبادرة

 وفي هذه الأجواء، قالت مصادر واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» إنّ حركة المشاورات الكثيفة التي تشهدها جدّة بوجود الرئيس سعد الحريري فيها وأركان قيادة تيار «المستقبل» من بيروت وطرابلس شارفَت على وضع اللمسات الأخيرة على مبادرة سياسية لم تكتمل عناصرها بعد، يستعدّ الحريري لإطلاقها في خطاب الإفطار السنوي المركزي للتيار بعد غد الجمعة. وأضافت أنّ المشاورات التي بدأها الحريري مع بعض مستشاريه منذ منتصف الأسبوع الماضي وشاركَ فيها النائبان السابقان غطاس خوري وباسم السبع اقتربت من إعداد مبادرة سياسية تتناول الوضع العام في البلاد وطرابلس في آن. وذكرت المصادر أنّ اللقاءات التي جمعت الحريري برئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة ومدير مكتبه نادر الحريري شجّعَته على المضيّ في المبادرة والسعي إلى بلوَرة أفكارها بدقّة في ضوء الأجواء التي نقلَها نادر إليه حول نتائج مشاوراته مع حركة «أمل» عبر المعاون السياسي لبرّي وزير المال علي حسن خليل، وما انتهت إليه مبدئياً المشاورات السابقة مع «التيار الوطني الحر» التي أدّت إلى بلوَرة الفكرة بنحوٍ أوضح، وتقرَّر الغوص في تفاصيلها». ولأنّ الحوار أدّى إلى توسيع المبادرة لتشمل الوضع المأزوم في طرابلس، فقد تقرّر أن ينضمّ الى القريبين من الحريري في جدّة كلّ من وزير العدل اللواء أشرف ريفي والنائبان سمير الجسر وأحمد كبارة، للبحث في ما يمكن تسميته «تفاصيل طرابلسية» تتّصل بما استجدّ في ملفات المدينة، السياسية والأمنية والإنمائية، في ضوء الخطة الجديدة الجاري تنفيذها. ولفتَت المصادر إلى أنّ ما يجري على الحدود اللبنانية ـ السورية في أقصى الشمال وفي البقاع الشمالي من مواجهات لبنانية وسوريّة فرَض إضافة أساسية على الخطاب - المبادرة. وإذ تكتّمَت المصادر على المبادرة وعناوينها، قالت إنّها ما زالت قيد الدرس والبحث، وإنّ هناك جوانب تحتاج إلى اتصالات عاجلة كُلّف القيام بها النائب السابق غطاس خوري الذي من المقرّر أن يكون قد عاد ليل أمس الى بيروت لإجراء بعض الإتصالات قبل نهار الجمعة المقبل ونقلِ نتائجها الى جدّة التي سيُلقي الحريري منها خطابه المتلفز الذي سيُبَثّ في الإفطار المركزي في «البيال» وفي إفطارات المحافظات كافّة في وقت واحد.

«المستقبل»

في هذا الوقت، أعلنَت كتلة «المستقبل» النيابية أنّها على استعداد للمشاركة في أيّ جلسة تشريعية تتّصل بقضايا ضرورية من أجل إقرارها، مثل مناقشة الموازنة العامة، أو في شأن إصدار سندات الخزينة، أو سلسلة الرتب والرواتب حين تتحقّق العدالة بين مختلف القطاعات المستفيدة من السلسلة، من جهة أولى، وكذلك الملاءَمة والتوازن الفعلي بين الواردات المرتقبة وحجم الإنفاق من جهة ثانية. وأشارت إلى أنّ الاستمرار في دفع الرواتب للموظفين هو واجب وزير المال ومسؤوليته، وهو أمر محسوم ويمكن السير به».

مصادر نيابية

 وعلّقت مصادر نيابية بارزة على بيان كتلة «المستقبل» لجهةِ موضوع الجلسة التشريعية، فاعتبرَته «جواباً سلبياً حتى الآن»، وقالت إنّ «البيان يعكس موقفاً سلبياً لا يلبّي المواضيع الثلاثة التي ستُدرَج على جدول أعمال الجلسة، وإنّما يؤيّد فقط موضوع إصدار السندات باليوروبوند».

وزير المال

 وقال وزير المال لـ«الجمهورية»: «لا أزال عند موقفي، لا اتّفاق من دون قانون، والأمر برسمِ مجلس النواب والكتل النيابية، ولا حلّ خارج جلسة تشريعية في مجلس النوّاب تقرّ فتح اعتماد، موقفي نهائي ولا عودة عنه». ومن جهتها نفَت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» أن يكون هناك مخرج يقضي بتوقيع وزير المال بالوكالة ألان حكيم، وأكّدت «أن لا أحد في وارد هذا الأمر، وهو غير مطروح أساساً». وقالت «إنّ القضية برُمّتها عند وزير المال».

مخرج؟!

وكانت قد تحدّثت معلومات عن مخرج لبَتِّ موضوع رواتب موظفي القطاع العام، في حال عدم انعقاد الجلسة التشريعية غداً الخميس، ويقضي بتوقيع حكيم، لغياب الوزير الأصيل، فتحَ الاعتمادات وسلفات الخزينة. وعلمت «الجمهورية» أنّ حكيم لم يتبلّغ شيئاً عن هذا المخرج، وأنّه في حال كان الطرح جدّياً سيعمد إلى درسه قانونياً وسياسياً قبل إبداء الرأي واتّخاذ القرار المناسب في شأنه.

 

سلام في افطار دار الايتام الاسلامية: وضعنا الامني متماسك والتضامن مع الفلسطينيين لا يكون باستجلاب الأذية المجانية لأهلنا في لبنان

وطنية - القى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام كلمة في حفل افطار دار الايتام الاسلامية، الذي اقيم غروب اليوم في البيال، جاء فيها: "إنها لمناسبة عزيزة أن أكون بينكم في هذا اليوم الفضيل من الشهر المبارك، الذي تحرص فيه دار الايتام الاسلامية مشكورة، منذ عقود، على جمع وجوه طيبة من نخبة مجتمعنا وبلدنا، تحت شعار الخير، وفي أجواء من الود والتلاقي والوحدة الوطنية. يطيب لي بداية، أن أتوجه بالتحية الى القيمين على مؤسسات الرعاية الاجتماعية- دار الايتام الاسلامية، وفي مقدمهم رئيس العمدة الاستاذ فاروق جبر وأعضاء مجلس العمد الكرام والمدير العام معالي الدكتور خالد قباني، وكذلك الى جميع العاملين في هذه الدار، على الجهود الكبيرة التي يبذلونها لزرع البسمة على وجوه اليتامى والضعفاء ، مقدمين مثالا رائعا للعطاء الصامت والفاعل والتفاني في عمل الخير.

إنها سمات التراحم والتعاضد التي طالما ميزت مجتمعنا اللبناني بكل طوائفه. وهي التعاليم التي زرعها فينا ديننا الحنيف، الذي جعل الرحمة والمحبة والتآخي والتسامح والاعتدال، قيما عليا نسير على هدْيها، على نقيض مفاهيمالبغْضاء والغلبة والتطرف المغلفة بشعارات دينية، وهي في واقعها بعيدة كل البعد عن حقيقة الاسلام العظيم. على الرغم من كل أزماتنا وتعقيدات حياتنا السياسية، وعلى الرغم من الاحتقان الذي طبع يومياتنا في السنوات الماضية، ما زال لبنان بعيدا عن التطرف الديني الذي يولد الارهاب. واذا كنا نرى أحيانا بعض علامات التطرف هنا وهناك، فهي بالتأكيد مظاهر استثنائية وظرْفية.

إنني أؤكد، للبنانيين ولإخواننا العرب وللعالم.. أن لبنان ليس فيه بيئة حاضنة للتطرف والإرهاب. إسلامه معتدل، ومسلموه وسطيون داعمون للدولة ومؤسساتها. وما واجهه لبنان في الاسابيع الماضية من استهدافات إرهابية، نجحت أجهزتنا الأمنية في إجهاضها في المهد، ليس إبن أرضنا ولا وليد مجتمعنا.

إن وضعنا الأمني متماسك وثابت، ونحن نستطيع أن نفاخر بقواتنا العسكرية والأمنية على ما قدمته. لكن الانجازات النوعية لهذه القوى تحتاج إلى تحصين سياسي لا يتم الا عبر تعزيز التوافق بين القوى السياسية.

ومة "المصلحة الوطنية"، ومكنها من تحقيق ما حققته، بات اليوم عرْضة للتساؤل في ضوء الوضع غير السليم الذي يسود الحياة السياسية.

لقد حرصت دائما على اعتماد الشفافية والوضوح تجاه اللبنانيين. لذلك فإنني، ومن موقع المسؤولية الوطنية، أحذر من أن الأوضاع العامة في البلاد بدأت في التراجع، نتيجة للتعطيل الذي أصاب السلطة التشريعية، وبدأ يتسلل الى السلطة التنفيذيةوكافة المؤسسات،مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات سلبية على مصالح اللبنانيين أولا، وعلى المناخ الوطني العام ثانيا.

فهناك ملفات حيوية متعثرة تتطلب قرارات سريعة لتلافي أزمات إجتماعية وإقتصادية ومالية كبيرة. وفي مقدم هذه الملفات، ملف النازحين السوريين الذي بات، بأبعاده الاجتماعية والصحية والتربوية والأمنية، عبئا هائلا على كاهل لبنان. وهناك ملف الطاقة إستكشافا وإنتاجا، ومسألةالدين العام، التي تتطلب قرارا سريعا باصدار سندات خزينة. وهناك موضوع سلسلة الرتب والرواتب، وقضيةالجامعة اللبنانية، المؤسسة التربوية الوطنية الأم، التي يرتبط بها مصير ومستقبل عشرات الآلاف من ابنائنا. هناك مشكلة شح المياه من جراء قلة الأمطار في فصل الشتاء المنصرم، وملف النفايات وتداعياته الصحية والبيئية الهائلة، في بلد يتميز بنسبة اكتظاظ سكاني مرتفعة قياسا إلى مساحته. ولكل هذه الملفات مضاعفات محتملة على الهم الأمني الكبير، الذي يتطلب أقصى قدْر من التماسك الوطني، لإبعاد المخاطر الداخلية والخارجية عن اللبنانيين.

إن تعطيل المعالجةالسريعة لهذه الملفات، نتيجة التجاذب والتناحرالسياسيين، ينعكس سلبا على المناخ العام في البلاد، وينذر بعواقب وخيمة لا يحتملها أحد. إننا مؤتمنون على إدارة شؤون وطن مكشوف على أوضاع إقليمية ضاغطة، بكل تبعاتها المعروفة من عنف وتطرف. كما أننا مؤتمنون على خدمة مصالح المواطنين اللبنانيين، الذين منحونا الثقة لتسيير أمورهم وتدبيرحاضرهم وغد أبنائهم. وعلينا أن نكون عند مستوى هذه الثقة. لذلك، ليس مقبولا تحت أي ظرف من الظروف، أن تصاب مصالح هؤلاء المواطنين الملحة بالشلل، نتيجة التجاذب السياسي. وليس مقبولا أن تتعطل آلة العمل في الدولة، بسبب مصلحة هذا الطرف أو ذاك، أو أن يتم التعامل مع الشؤون الوطنية بخفة، لتمرير مرحلة هي في قاموس بعض السياسيين وقت ضائع. إن المؤسسات الدستورية وجدت لتعمل، لا لتتحول الى ساحات للتناحر المؤدي الى العجز. إننا، في حكومة "المصلحة الوطنية"، نعمل على قاعدة التوافق السياسي الذي نأمل أن يستمر، لنتمكن من المضي في تسيير أمور الدولة. وسوف نواصل العمل على هذا الأساس، منطلقين من مبدأين أساسيين. الأول عدم الاستسلام لواقع الشغور في موقع الرئاسة الأولى، والتعامل مع هذا الواقع باعتباره حالة مؤقتة وغير طبيعية، ولا يجوز أن تستمر تحت أي ذريعة من الذرائع، والثاني التمسك بالدستور والتزام نصوصه الواضحة في كل ما يتعلق بدور مجلس الوزراء. إننا نناشد القوى السياسية الخروج من أسر الحسابات الضيقة، وإلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على كل اعتبار. وندعوها الى الذهاب، اليوم قبل الغدْ، الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وفق الآليات الواضحة التي نص عليها الدستور.

ذلك أن أي تأخير في انتخاب رئيس للبلاد يعني، في ما يعني، عجزا لقوانا السياسية، وفشلا لمؤسساتنا الدستورية، فضلا عن أنه يشكل إساءة لصورة لبنان، وضعفا في بنيانه الوطني، وبالتالي في قدرته على معالجة التحديات الكبرى التي تواجهه. في هذا الشهر الكريم، ومن دون أي اعتبار للقيم والحرمات، تفتك آلة القتل الاسرائيلية المجرمة بابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

إننا، أمام هذا المشهد المأسوي الذي يدمي القلب، نعلن تضامننا الكامل مع إخواننا الفلسطينيين في معركتهم غير المتوازنة مع هذا العدو الشرس، وندعو اشقاءنا العرب الى مواصلة تحركهم من أجل وقف فوري لسفْك الدماء وهدْم البيوت والأرزاق. كما ندعو الأسرة الدولية، وكل صاحب ضمير حي، إلى بذل الجهود من أجل رفع الضيْم عن الشعب الفلسطيني.

وهنا لا بد لي من أن أتوقف عند عمليات اطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية في اتجاه فلسطين المحتلة في الأيام الماضية، لأقول إن التضامن مع أهلنا في فلسطين، لا يكون باستجلاب الأذية المجانية لأهلنا في لبنان، ولأؤكد للبنانيين أن جيشهم وقواهم الأمنية تقف بالمرصاد لكل محاولات العبث بأمنهم. إننا نؤكد أن الحكومة اللبنانية ملتزمة جميع القرارات الدولية التي ترعى الوضع في جنوب لبنان، وخصوصا القرار 1701 بكافة مندرجاته. إنه زمن صعب.. إنه زمن التحديات الكبيرة.. والطريق الوحيد للتصدي لها هو طريق التكاتف والتعاضد والوحدة الوطنية. ندعو الله عز وجل أن يحمي لبنان، وأن يوفقنا إلى كل ما فيه خير أهلنا وبلدنا.

 

طائرةا استطلاع اسرائيلية تحلق في أجواء صور

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور جمال خليل أن طائرة استطلاع اسرائيلية تحلق، منذ التاسعة إلا عشر دقائق، في أجواء المنطقة الساحلية الجنوبية لمدينة صور، الممتدة من الناقورة وصولا إلى أجواء مخيم الرشيدية والقرى والبلدات التي شهدت خلال الأيام الثلاث الماضية توترات أمنية تمثلت في إطلاق صواريخ باتجاه فلسطين المحتلة والرد الاسرائيلي بقصف المنطقة.

 

بلامبلي بعد لقائه سلام: اطلاق الصواريخ والرد الاسرائيلي خروقات واضحة لل 1701 وتهديد خطير للاستقرار

 وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلاملي الذي قال بعد اللقاء: "عقدت لقاء جيدا مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وتناول الحديث الوضع في لبنان والمنطقة. ومن ضمن المواضيع التي بحثناها، التطورات في الجنوب، حيث أعربت عن قلقي وقلق الامم المتحدة من إطلاق صواريخ في أربع مرات مختلفة على الأقل من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية، وما تبعها من رد إسرائيلي بقصف مناطق داخل لبنان". اضاف: "هذه خروقات واضحة للقرار 1701 وتعتبر تهديدا خطيرا للهدوء الذي كان سائدا في هذه المنطقة وللاستقرار بشكل عام. وتعمل قوات اليونيفيل عن كثب مع الجيش اللبناني للتحقيق في تلك الحوادث ومنع تكرارها. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لمناشدة جميع الأطراف ممارسة ضبط النفس والتعاون مع قوات اليونيفيل في تطبيق القرار 1701 لمنع أي تصعيد". وتابع: "كما أطلعت دولة الرئيس على المناقشات التي أجريتها في نيويورك الأسبوع الماضي، بما في ذلك مشاورات مجلس الأمن حول تطبيق القرار 1701. والرسالة الواضحة من تلك الاجتماعات والمشاورات، هي أن مجلس الأمن لا يزال متحدا في دعمه لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وهناك اجماع بضرورة حماية لبنان. ولمست دعما قويا لرئيس الوزراء وحكومته، ولكن كان هناك قلق متصاعد من استمرار شغور مقعد الرئاسة. وكما قلت في نيويورك، فإن لبنان بحاجة إلى مؤسسات فعالة، خاصة في موقع الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي، والتحديات التي يواجهها البلد تجعل ذلك أكثر وضوحا".

ومن زوار السرايا محافظ مدينة بيروت زياد شبيب ، مدعي عام جبل لبنان كلود كرم .

 

جريصاتي حذر بعد اجتماع التكتل من المراهنة على الأمن: قانون المناصفة الفعلية والنسبية ينصف كل الطوائف

 وطنية - عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في دارته، في الرابية. وعقب الاجتماع، تحدث الوزير السابق سليم جريصاتي فقال: "تحدثنا أولا عن مسألة النازحين السوريين، والكلمة التي قد تكون الأصح الوافدين السوريين إلى لبنان، لأن النزوح أو اللجوء هما أوصاف قانونية تترتب عنها نتائج على الصعيد القانوني الدولي، ولا قدرة للبنان على الإطلاق تحملها".

أضاف: "لقد سبق للسفير الفرنسي بالأمس أن أعلن ألا قدرة للبنان على تحمل هذا الملف. وقد تقدمنا كتكتل تغيير وإصلاح بمبادرة متكاملة، واتهمنا في حينه بالعنصرية، في الوقت الذي عاد فيه الجميع اليوم إلى هذه المبادرة، ويبحثون عن وسائل لتنفيذها. ونقول لهم اليوم، إن حلول الإيواء تقدمها السلطات السورية، وذلك ما يحتم التواصل معها. ولسنا في حال حرب مع الدولة السورية أو قطع للعلاقات معها".

وتابع: "هناك لجنة لبنانية - اسرائيلية لمعالجة المسائل الأمنية الطارئة على الحدود، فهل يعقل ألا تكون هناك لجنة لبنانية - سورية لمعالجة مسألة النزوح؟

وفي حين أن الحركة قائمة على الحدود بالإتجاهين، فهذا يجعل من النزوح، نزوحا إقتصاديا بمعظمه ليس إلا، لطالما أن هناك مساحات ومناطق آمنة في سوريا". وأردف: "بالإنتقال إلى المسألة الثانية، وهي الحقوق التي يوفرها قانون المناصفة الفعلية والنسبية في إنتخاب أعضاء مجلس النواب، فنعود ونكرر للمرة الألف أن هذه الحقوق تعني كل الطوائف والمذاهب، فثمة أقليات من كل الطوائف والمذاهب غير ممثلة في القوانين المناطقية في الدوائر. إذا هذا القانون أي قانون المناصفة الفعلية والنسبية، ينصف كل الطوائف والأحجام داخل الطوائف، فهذه هي صحة التمثيل بعينها وفعاليتها على ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني". وقال: "أما المسألة الثالثة فهي مسألة الأمن، وهي في عهدة الحكومة والوزارات والأجهزة الأمنية بمرجعياتها السياسية والعسكرية مكتملة، فلا أحد معذورا في الموضوع الأمني. كما أن الاتهام غير مقبول لأحد بأن ثمة من يعطل في السياسة، ثم في الأمن، وهذا الاتهام مردود لأصحابه المراهنين على عدم الاستقرار الأمني لمكاسب سياسية وسلطوية ضيقة. حذار من المراهنة على الأمن، فالتكليف وطني بامتياز، والإدارات والأجهزة الأمنية والعسكرية في المرصاد لكل مخل بالأمن".

أضاف: "تتعلق المسألة الرابعة التي بحثناها بالقانون الرئاسي أي قانون انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، فالإقتراع العام هو قمة الديموقراطية، وهناك آليات كما في المبادرة، لترجمة ديموقراطيتنا الميثاقية في هذا السياق. ويكفي التخبط والتعطيل المقنع لمسألة انتخاب رئيس الجمهورية في مجلس النواب للدلالة على ذلك، بحيث أن ما سمعناه أخيرا من اقتراح، بأن يصار إلى سحب مرشح ممن رشحه في حال تم سحب مرشحين آخرين لترشيحهم المعلن أو المضمر على ما قال صاحب الإقتراح. ولا يعني كلام كهذا سوى الحساب الضيق في معرض استحقاق محوري كاستحقاق رئاسة الجمهورية".

وتابع: "أما المسألة الخامسة، فهي ملف الجامعة اللبنانية، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملف لم يكن يوما ملفا تعطيليا ولا يجوز أن يكون كذلك، فلبنان كان دوما جامعة الشرق وليس فقط مشفاه. لذلك، نقترح أن يصار إلى رفع مستوى النقاش أو بالأحرى المحاصصات مع المحافظة على معايير العمادة والتفريغ". وأردف: "أما المسألة الأخيرة التي تداولناها فهي مرتبطة بموضوع مجلس النواب ومعاودة جلسة التشريع، كما سبق أن قلنا في نهاية الإجتماع السابق. إن التشريع جاهز عندما يتعلق بالمصلحة العليا للدولة اللبنانية في غياب رئيس الدولة. والمطلوب إذا، هو أن يصار إلى التشريع المنزه من الغايات والحسابات السياسية البحتة، أي على ما هو التشريع". وأشار إلى أن "التشريع هو سن القوانين المتعلقة بالمنفعة العامة"، متسائلا: ماذا عن قانون استعادة الجنسية؟ ماذا عن قانون اللامركزية الإدارية الموسعة؟ ماذا عن قوانين المالية الملحة؟". ولفت إلى أن "الرزمة رزمة عندما يتعلق الأمر بالمصلحة اللبنانية العليا، ولا يمكن بالتالي تجزئتها، فمعاودة التشريع لا يمكن أن تكون مناسبة للاتفاق على مبادئ الديموقراطية وتداول السلطة وتجديد الوكالة الشعبية".

 

كتلة المستقبل: اطلاق الصواريخ محاولة مدسوسة لاستخدام اراضي لبنان لتنفيذ سياسات اقليمية تناقض مصالحه

وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف الجوانب، وفي نهاية الاجتماع اصدرت بيانا تلاه النائب زياد القادري.

وفي بداية الاجتماع وقفت الكتلة دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ودانت "استمرار هذا العدوان الهمجي ضد سكان واهالي القطاع، فضلا عما تمارسه اسرائيل من تنكيل يومي بسكان وأهالي الضفة الغربية". وطالبت "المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية للتحرك لوضع حد للعدوان وادانة اسرائيل ومحاسبتها على جرائمها الموصوفة، التي هي جرائم ضد الانسانية.

وحيت الكتلة "القوى الوطنية الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها وتكويناتها"، وتمنت عليهم ب"اسم كل القيم الوطنية والأخلاقية والقومية لتمسك بالوحدة الوطنية التي هي سر الصمود ومفتاح الانتصار في اي مواجهة مع العدو الإسرائيلي، وفي هذه المواجهة بالذات، التي اندلعت بعد انجاز الاتفاق بين كل الفصائل الفلسطينية، وهو مما يعكس انزعاج العدو الاسرائيلي من التقارب الفلسطيني ومعارضته له".

وتوقفت الكتلة "امام تكرار اطلاق الصواريخ من الاراضي اللبنانية باتجاه اراضي فلسطين المحتلة خلال الأيام القليلة الماضية"، واعتبرت ان معركة الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وارضه المغتصبة هي معركتها وقضيتها المركزية"، لكنها "انطلاقا من رفضها لوجود أي سلاح غير شرعي على الأراضي اللبنانية، فإنها ترفض رفضا قاطعا استخدام الاراضي اللبنانية لاطلاق الصورايخ باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتبر هذا العمل محاولة مدسوسة لاستخدام الاراضي اللبنانية لتنفيذ سياسات اقليمية تناقض مصالح لبنان الوطنية الذي يلتزم بالقرارات الدولية وتحديدا القرار 1701".

واكدت ان "سلاح الدولة هو الوحيد المولج به واجب الدفاع عن الأرض اللبنانية بوجه العدو الإسرائيلي". ورأت ان "الاوضاع التي يعيشها لبنان في ظل هذه الظروف الصعبة في المنطقة وفي ظل الأزمة المتعاظمة للنزوح السوري، والمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة تدفع به إلى ان يصبح في وضع حساس جدا، وبالتالي فإنه لا يستطيع تحمل اية انتكاسة في الاوضاع الامنية، ولذلك فإن كل من يعمل او يساهم الأن في زعزعة الامن والاستقرار في لبنان، او في تعريض الامن الوطني للاهتزاز، يسيء لوطنه وشعبه". ثالثا: توقفت الكتلة امام انباء اشتداد المعارك على الحدود الشرقية بين مجموعات من حزب الله ومسلحين سوريين، وفي هذا المجال يهم كتلة المستقبل ان تعلن ان مهام حماية حدود لبنان منوطة بالجيش اللبناني والقوى الامنية الرسمية اللبنانية. ان التجارب التي يمر بها لبنان تثبت ان من يحمي شعبه هي الدولة اللبنانية بأجهزتها العسكرية والامنية الرسمية، ومن يجلب له التوتر والويلات والمشكلات هي الميليشيات وقوى الامر الواقع والتي يقف حزب الله في طليعتها.

ان كتلة المستقبل تكرر مطالبتها حزب الله بالانسحاب فورا من سوريا ووقف تدخله في الشؤون السورية وشؤون المنطقة لأنه بذلك يقحم لبنان واللبنانيين في مشكلات لا حصر لها.

وتوقفت الكتلة "امام النقاش الدائر في البلاد فيما خص عمل مجلس النواب، وفي هذا المجال يهمها التأكيد على النقاط الآتية:

أ- ان كتلة المستقبل لا تقاطع اعمال مجلس النواب او العمل التشريعي، ولا تربط موقفها في هذا الشأن بأية قضية اخرى، وهي تعتبر ان المهمة الاولى لمجلس النواب، في هذه المرحلة، هي انتخاب رئيس جديد للبلاد، ولهذا السبب الجوهري والميثاقي فإن الكتلة ترى بأن العمل التشريعي يجب ان ينحصر في القضايا الرئيسية والاساسية التي تقع تحت خانة الضرورة القصوى.

ب - ان الكتلة على استعداد للمشاركة في اية جلسة تشريعية تتصل بقضايا ضرورية من أجل إقرارها كمثل مناقشة الموازنة العامة أو بشأن إصدارات لسندات الخزينة أو لسلسلة الرتب والرواتب، حين تتحقق العدالة بين مختلف القطاعات المستفيدة من السلسلة، من جهة أولى، وكذلك الملاءمة والتوازن الفعلي بين الواردات المرتقبة وحجم الانفاق من جهة ثانية.

ج- ان الاستمرار في دفع الرواتب للموظفين والتي هي من المصاريف الدائمة هو واجب ومسؤولية وزير المالية وهو أمر محسوم ويمكن السير به، وذلك استنادا إلى قانون المحاسبة العمومية وإلى قانون موازنة العام 2005 واستنادا إلى إجازة من الحكومة وذلك إلى أن يصار إلى البت بقانون الموازنة العامة للعام 2014، التي تؤمن عند إقرارها معالجة جميع الأمور المعلقة من السنوات الماضية".

واعتبرت الكتلة ان "عمل الحكومة يجب ان يستمر ويتعزز لتسيير امور البلاد والمواطنين، علما ان الوقت الحالي ليس وقت ترف أومزايدات لأن الاوضاع التي تمر بها البلاد والمنطقة خطيرة وحساسة وبحاجة لحكومة قادرة على العمل بشكل فعال ومنسجم، بعيدا عن سياسة التعطيل والتكبيل. ان الشعب اللبناني يراقب ما يجري، وهو يطالب المسؤولين الارتفاع إلى مستوى المسؤولية والاحداث الجسام التي يمر بها وطننا وينظروا الى جوهر الامور، لا الى مظاهرها، فلبنان بحاجة للانقاذ والحماية، والحكومة التي اناط بها الدستور العمل بغياب رئيس الجمهورية، يجب ان تعمل وفق الدستور ووفق روح الميثاق الوطني".

واشارت الى ان "الاتفاق على العمل بموجب التوافق لا يعني التعطيل، بل يعني الارتفاع بالمسؤولية والمشاركة في أعمال الحكومة، بما يخدم الوطن والمواطنين".

 

بلدية بيروت كرمت بيار صادق باطلاق اسمه على أحد شوارع الأشرفية وحمد وأبي عقل أشادا بإبداعه واحترافه

وطنية - كرمت بلدية بيروت فنان الكاريكاتور الراحل بيار صادق، باطلاق اسمه على الشارع رقم 86 في منطقة الأشرفية، تخليدا لذكراه ووفاء له، وذلك خلال احتفال أقامته في حديقة "بنك بيبلوس" - الأشرفية، في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الإعلام رمزي جريج، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب عاطف مجدلاني، وزير السياحة ميشال فرعون، الوزيرين السابقين وليد الداعوق وزياد بارود، رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب القوات اللبنانية ملحم رياشي ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، رئيس بلدية بيروت بلال حمد، نقيب المحامين السابق ميشال اليان، الصحافي فيليب أبي عقل، عائلة الراحل وزوجته حنان وعدد من مخاتير بيروت.

ابي عقل

بعد النشيد الوطني، ألقى أبي عقل كلمة "مؤسسة بيار صادق"، شكر فيها ل"رئيس بلدية بيروت مبادرته بتسمية شارع باسم صادق، في موقع لا بد من الإشارة الى رمزيته في توحيد العاصمة بين شرقها وغربها".

وقال: "في هذه المناسبة، تتراكم الذكريات وتتقاطع الأفكار عند محطات وطنية جمعتنا ببيار. لقد التقينا على الثوابت الوطنية والمسلمات والعيش المشترك والسلم الأهلي ومصلحة الوطن وحقوق المواطن وواجبات الدولة تجاه مواطنيها، ولم تكن هذه بالنسبة إليه كلمات، بل قناعات، ولا وجهة نظر للنقاش، بل مفاهيم لها معانيها. ثاقب النظرة والرؤية، ومحلل وناقد لبق، وسياسي محترف يترجم الحدث برسم مبدع يعطي الصورة وما خلف الخبر، وسباق في التصوير والتحليل، رسومه تحولت إلى مدرسة في فن النقد الكاريكاتوري، ساخر بلباقة وبرهافة حسه كفنان مبدع، يعطي خطوطه الجامدة حياة وحيوية. كانت رسومه تلاقي الواقع والتاريخ، لم يساير أو يجامل، بل اعتمد الواقعية بكل شفافية، فلم يقدم مسألة على حب الوطن ولم يرتهن ريشته لغير لبنان. اقترب مع من اقترب من الوطن والدولة والمؤسسات، وابتعد عمن تصرف على أساس أن لبنان ساحة يستبيحها أصحاب المصالح".

أضاف: "أن يكون لبيار حضور في العاصمة وشارع باسمه مبادرة تستحق التقدير والثناء. والدور الذي يلعبه المجلس البلدي في تكريم كبار سيكون حكما جزءا من تراث لبنان وقطعة من تاريخه. وإن الالتفاتة الكريمة التي خصت بها بلدية بيروت بيار صادق لا تقدر بكلمات. وكل مرة سيعبر اللبنانيون هذا الشارع، سيستعيدون صورة هذا الكبير الذي أدخل الفرحة إلى كل بيت. لا بد من التنويه بهذه المبادرة التي يجب أن تفتح الباب تجاه تكريم المبدعين والمخترعين اللبنانيين، من خلال تخصيصهم بمؤسسات ثقافية تخلد ذكراهم وتنسجم مع دور لبنان منبرا للحرية في محيطه".

حمد

من جهته، قال رئيس بلدية بيروت: "إنها مناسبة سعيدة أن نحتفل اليوم جميعا بتكريم رجل كبير من لبنان أبدع وأعطى الكثير في الصحافة والفن الكاريكاتوري، فكان مثالا لرجل الثقافة والفكر والمواطنية المخلصة، وكان العين الثاقبة والكلمة المعبرة التي طالما روت غليل المواطنين. كان الراحل الكبير الذي أبكى أبو الهول وأضحك بسخرية راقية ورؤية ثاقبة، العين الساهرة لكل حدث أو متغير. أعطى من ذاته الكثير، ولم يتراجع أمام المواقف الصعبة، بل كانت جرأته في الكلمة والصورة بمثابة سيف مسنون في وجه التسلط والفساد. آمن بالدولة وبقيام المؤسسات كمرجعية وحيدة، وخاض المعارك الكثيرة في سبيل تحقيق فكره ورؤيته للوطن لبنان من أجل أن يكون في مصاف الأوطان المتقدمة المزدهرة، ولكنه رحل وفي قلبه، غصة تاركا تحقيق المسيرة لرجال لبنان الأحرار. مع بيار صادق كنا نقرأ النهار، بدءا من صفحتها الأخيرة، كانت رسومه تختصر الحدث وتدفع رجال السياسة للتصحيح والتقويم".

أضاف: "كلمات الإمتنان والعرفان لبيار صادق، هذا الفنان الأصيل الذي رحل عن هذا الوطن المعذب، مهما كثرت فهي لا تعطي لهذا المبدع حقه. لذلك، فإن المجلس البلدي لمدينة بيروت، إيمانا منه بالإبداع والرقي والغنى في مقاربة السياسة، وإيمانا منه أيضا بأن مدينة بيروت هي عاصمة الفن التي خصها بيار صادق بريشته وفنه الذي اتسم بإخلاص صادق لبيروت خصوصا، ولبنان عموما".

وختم: "تخليدا لذكراه ووفاء له، قرر المجلس البلدي بقراره رقم 339 بتاريخ 13 /3/2014 الموافقة على اطلاق اسم الفنان بيار صادق على الشارع رقم 86 من منطقة الأشرفية رقم 63، والذي يتقاطع مع جادة الياس سركيس رقم 2 وشارع جورج تابت رقم 83 من المنطقة نفسها. بيروت اليوم تكرمك بشارع يحمل اسم بيار صادق".

غادة صادق ابيلا

وألقت ابنة الراحل غادة صادق أبيلا كلمة قالت فيها: "ماذا أقول لبيار صادق؟ سأخبره أن المؤسسة التي تحمل اسمه انطلقت بزخم، وأن العمل الأول الذي قامت به ويحمل اسمه لاقى نجاحا كبيرا. كما سأهمس له بأن صبح له اسم على شارع من شوارع بيروت، فبيار صادق أمضى حياته في بيروت حيث درس وعمل ورسم الكاريكاتور بصحفها وتلفزيوناتها، ولأنه كان لسان حال الشارع اللبناني وحامل وناقل معاناة الشعب وأحزانه وفرحه، فبيروت قلب لبنان، وهو كان لبنان في قلبه". وأخيرا، رفع الوزير جريج والنائب مجدلاني وحمد الستارة عن لوحة التي تحمل اسم "شارع بيار صادق".

 

قهوجي عرض مع قائد القوات البرية الفرنسية دعم الجيش

وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، قائد القوات البرية الفرنسية الجنرال برتران راكت مادو، في حضور سفير فرنسا باتريس باولي، وتناول البحث الدعم الفرنسي للجيش اللبناني، خصوصا في مجالي التسليح والتجهيز، بالاضافة الى مهمة الوحدة الفرنسية العاملة ضمن قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان.

 

البرلمان العراقي اعاد انتخاب سليم الجبوري رئيسا له

 وطنية - اعاد البرلمان العراقي انتخاب سليم الجبوري، مرشح القوى السنية الرئيسية في البرلمان المؤلف من 328 نائبا، ب194 صوتا من بين اصوات 273 نائبا حضروا جلسة اليوم وشاركوا في عملية التصويت، علما ان عدد الاصوات المطلوب للفوز بهذا المنصب هو 165 صوتا. وحصلت النائب شروق العبايجي التي نافست الجبوري على هذا المنصب، على 19 صوتا، بينما جرى فرز 60 ورقة تصويت اعتبرت باطلة. ويتحدر الجبوري من محافظة ديالى شمال شرق بغداد، وهو عضو في الحزب الاسلامي العراقي. وبحسب العرف السياسي المتبع في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، فان رئيس الوزراء يكون شيعيا، ورئيس البرلمان سنيا، ورئيس الجمهورية كرديا.

 

المسيحيون يرفضون مبادرة جنبلاط الرئاسية وبري يدعم البحث عن مرشح توافقي

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

تستمر المبادرات اللبنانية لإحداث خرق في الجمود الرئاسي، في ظل الاصطفاف الداخلي وتمسك كل فريق بموقفه، من دون جدوى، وإن كانت بعض المعلومات قد أشارت إلى حراك غربي بدأ يشق طريقه على خط رئاسة الجمهورية، إضافة إلى إمكانية طرح البطريركية المارونية دعمها مرشحين جددا. وكان آخر هذه الطروحات ما أعلنه رئيس «اللقاء الديمقراطي» وليد جنبلاط، حول استعداده لسحب مرشح كتلته النائب هنري حلو إذا أقدم الآخرون على سحب ترشيحاتهم لتسهيل التوصل إلى تسوية تنهي حالة الفراغ. وفي حين لا يزال جنبلاط في إطار «رصد ردود الفعل» حول طرحه، بحسب ما أكده مفوض الإعلام في «الحزب التقدمي الاشتراكي»، رامي الريس، لـ«الشرق الأوسط»، يبدو أن المواقف الأولية تجاه المبادرة لا توحي بأي تجاوب، ولا سيما من الفريقين المعنيين الأساسيين: «التيار الوطني الحر» و«حزب القوات اللبنانية»، بمرشحيهما، النائب ميشال عون، ورئيس «القوات» سمير جعجع.

في موازاة ذلك، آمل النائب في كتلة «التنمية والتحرير» علي خريس، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «يكون طرح جنبلاط بداية لحل، لكن الوضع لا يطمئن في ظل الاصطفاف الداخلي والتمترس وراء المواقف». وأكد خريس أن «التواصل مستمر بين كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري وجنبلاط، وهناك توافق بين الطرفين على مبدأ البحث عن إيجاد مخرج والتوافق على رئيس مقبول من كل الأطراف».

وبشأن مبادرة رئيس «اللقاء الديمقراطي»، قال الريس في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن ما طرحه جنبلاط هو «مسعى جديد في إطار المساعي التي بدأها من دون انقطاع منذ دخول لبنان في الفراغ الرئاسي قبل أكثر من شهرين، في محاولة منه لإخراج لبنان من عنق الزجاجة بعدما وصلنا إلى أفق مسدود». ورأى أنه «بعدما أصبحت خريطة توزع القوى السياسية في مجلس النواب معروفة وغير قابلة للتغيير في موازاة انسداد الأفق الإقليمي الذي من الممكن أن يحقق انفراجا ما - لا بد من أن تعيد القوى السياسية قراءة ترشيحاتها ومواقفها».

وشدد الريس على أن «التصلب في استمرار الترشيحات على حالها والبحث عن أسباب تخفيفية للتهرب من المأزق الرئاسي لم تعد تجدي نفعا»، عادا «الشغور الرئاسي إذا استمر طويلا سيزيد الوضع اللبناني تأزما على كل المستويات». وفي إطار مبادرة جنبلاط، قال النائب في «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا لـ««الشرق الأوسط»: «لسنا معنيين بهذا الطرح، لا سيما أن جعجع سبق له أن طرح مبادرات عدة ودعا عون إلى المواجهة في مجلس النواب أو التوافق على مرشحين من الفريقين من دون أن يلقى تجاوبا من عون، الذي يبدو أنه مستعد لـ(المقامرة) بالنظام بعدما اقترح انتخاب الرئيس من الشعب في هذه المرحلة بالتحديد». وفيما عد «النائب هنري الحلو ليس المشكلة في عقدة الانتخابات الرئاسية»، أكد أن «العائق الرئيس هو النائب ميشال عون الذي يرفض التراجع عن ترشحه».

في المقابل، لم يكن رد فعل تكتل «التغيير والإصلاح» مرحبا بمبادرة جنبلاط، إذ عد نائبها سيمون ابي رميا «المقارنة بين عون وجعجع من جهة والنائب هنري الحلو من جهة ثانية لا تجوز، على اعتبار أن عون وجعجع يحظيان بأكبر تأييد في الشارع المسيحي». وعد، في حديث تلفزيوني، أنه «حان الوقت لكي يشعر المسيحيون بأن رئيس جمهوريتهم يمثلهم فعلا»، مشيرا إلى أن «أقلية نيابية تمنع إنتاج رئيس قوي للجمهورية»، في إشارة إلى كتلة النائب وليد جنبلاط، الذي سبق له أن أعلن رفضه انتخاب أي من عون وجعجع.

من ناحيته، شدد النائب في تكتل «التغيير والإصلاح» آلان عون على أن «الإصرار على مرشحين ليست لهم فرصة في الوصول إلى سدة الرئاسة هو أيضا نوع من التعطيل»، لافتا إلى أن «مجلس النواب الحالي ضرب مصالح المسيحيين»، داعيا الأفرقاء كافة إلى «تحمل مسؤولية قراراته».

وأشار إلى أن «الوتيرة الإقليمية أبطأ من الاستحقاقات اللبنانية، وهذه الوتيرة تزيد تعقيدا مع الوقت، لذلك لا ينبغي ربط الاستحقاقات النيابية بالدول الإقليمية»، مشددا على «ضرورة أن ندير شؤوننا ومؤسساتنا على الأقل بانتظار الحلول الكبرى». وكان جنبلاط أعلن رفضه انتخاب كل من جعجع الذي أعلن ترشحه رسميا وطرح برنامجا انتخابيا، وكذلك عون الذي وصفه «بأنه مرشح افتراضي لـ(حزب الله)»، رافضا سحب ترشيح حلو لصالح آخرين أيا كانت المعادلات والتوافقات، وقال: «نحن بحاجة إلى رئيس دولة قوي وليس إلى رئيس مسيحي قوي». ووصف وزير الصحة العامة، وائل أبو فاعور، ما يحاول النائب جنبلاط القيام به بأنه «مواكبة ومساعدة لجهود رئيس الحكومة تمام سلام الذي يتصرف بكثير من الصبر والدراية والحرص على لملمة شتات الدولة اللبنانية». وقال بعد لقائه سلام موفدا من جنبلاط، أمس: «اتفقنا مع دولة الرئيس على أن انتخابات رئاسة الجمهورية هي مفتاح الحلول، وكل ما ينالنا اليوم من تعطيل ومشاكل وعثرات هو نتيجة الشغور في موقع الرئاسة، والحل الوحيد هو، كما دعا النائب جنبلاط اليوم، فتح باب الوفاق حول الرئاسة»، مضيفا: «ما دمنا مستمرين في هذه المعاندة والإصرار على الشروط والشروط المضادة سيستمر الشغور في موقع الرئاسة».

 

بركان الشرق الاوسط

رندة تقي الدين/الحياة

النار التي تجتاح حالياً الشرق الاوسط من غزة الى سورية الى العراق وليبيا واليمن بركان مشتعل. فالعالم أصبح عاجزاً عن إخماده. المدنيون بالملايين هم ضحايا هذه الحروب التي تشهدها المناطق العربية التي دخلت في صراعات بسبب قياداتها وسياساتهم المجرمة. في ما يخص غزة سياسة الاحتلال الاسرائيلية هي التي ولدت وغذت التطرف والعنف رداً على التطرف والعنف والقمع الاسرائيلي بتغطية عالمية لا مثيل لها. فكلما جاء رئيس أميركي وعد بالتوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. ولكنه سرعان ما تخلى عن وعوده لان الحليف الاسرائيلي رافض لانشاء دولة فلسطينية ورافض لأي سلام مع شعب فلسطيني سيبقى تحت الاحتلال وسيزداد تطرفاً ورفضاً وكراهية لمحتل عنصري هجّر المسيحيين وضم الاراضي العربية وبنى المستوطنات على ما تبقى من اراض فلسطينية. وكل ذلك بتغطية الغرب. ان البيان الاخير الذي صدر عن الرئيس الفرنسي عندما بدأت اسرائيل تضرب غزة كان معبراً وملفتاً بأن فرنسا هولاند اصبحت تابعة للسياسة الاميركية في ما يخص الصراع العربي - الاسرائيلي. في حين انها كانت سابقاً حتى في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي اكثر انصافاً بالنسبة الى هذا الصراع. فكان مفاجئاً ان يعطي بيان هولاند الحق لاسرائيل ان تدافع عن نفسها في حين انه مدرك تماماً ان سياسات الدولة العبرية المنتهكة لحقوق الشعب الفلسطيني هي سبب العنف والتطرف. اما بالنسبة للحروب الاخرى في سورية والعراق فهي وليدة قيادات قمعية فاسدة طموحها الاول البقاء في حكم بلد دمرته وقتلت وهجرت ابناءه. والقتال والفوضى المنتشران في ليبيا نتيجة ماض استمر فيه القذافي لمدة اربعين سنة يلغيان كل معالم الدولة وينشران الفوضى للهيمنة. ثم جاء الغرب يخلص ليبيا منه ويترك الليبيين الى مصيرهم يقعون تحت حكم ميليشيات طامحة للهيمنة بالقتل والسرقة ولا أحد بإمكانه ان يردها. ان الاوضاع العربية مخيفة بل مرعبة. فلبنان الذي يعاني من فراغ رئاسي واوضاع امنية هشة هو ايضا محاط ببركان سورية وغزة والعراق وهو في خطر دائم. ودول الخليج ليست بمنأى عن هذا البركان مع جار مخرب مثل النظام الايراني وعدم استقرار يمني يزعزع البلد والمنطقة. لكن الدول الخليجية هي التي لديها الوزن الاقتصادي والسياسي للتحرك عالميا بقوة لحض الدول الكبرى لاخماد نيران البركان المهددة للمنطقة العربية وللعالم كله. اوضاع العالم العربي اليوم اعادتنا الى القرون الوسطى والحروب الدامية التي دمرت البلدان وقتلت الشعوب. فكيف يمكن في العصر الحديث ان يبقى رجل على رأس سورية وهو مسؤول عن اكثر من ١٦٥ الف ضحية في بلده وهو ينظم همروجة انتخاب ويعلن عن فوزه فيه؟ وكيف يستمر رئيس حكومة عراقي في قيادة العراق وهو يغذي الصراع الطائفي والصراعات الدامية نتيجة هذه الطائفية الكريهة؟ ومن يساعد ليبيا على السيطرة على الميليشيات والتخلص من السلاح المنتشر اينما كان واعادة السلام لاهل ليبيا الذين يطمحون الى عيش آمن؟ خطر الاوضاع المتدهورة في العالم العربي ليس خطراً على شعوب المنطقة فحسب بل ايضا على العالم بأسره والحل ليس في القول «اننا لن نسمح بانتقال الصراع العربي - الاسرائيلي الى اراضينا» كما قال هولاند ورئيس حكومته مانويل فالز بل العمل بفاعلية وضغط على حله. وبالنسبة الى الصراعات العربية الاخرى تحرك مشترك عربي وغربي لنزع فتيل النار والتخلص من قيادات مدمرة لدولها.

ولكن التشاؤم هو عنوان المرحلة لان قيادات الغرب مرتبكة بأوضاع اقتصادية متراجعة وقرارات متلكئة او خاطئة. فالوضع العربي مؤلم وبريق الامل لحل هذه الصراعات غائب حالياً وترك النيران تشتعل هو خطر على العالم.

 

برّي لـ"النهار": النار تزنّر لبنان فلنهبّ لإطفائها... ولم نبلغ سن الرشد علينا انتخاب رئيس ليس في أشهر بل في أيام و"عندنا مشاكل الدنيا"

النهار/رضوان عقيل

يضع رئيس مجلس النواب نبيه بري خريطة البلدان العربية امام عينه من شمال افريقيا الى الربوع اللبنانية غير السعيدة. ويدقق في "حدود الدم" التي ترسم بين سوريا والعراق، وتقلقه بشدة مشاهد القتل والتشريد والذبح على الهوية واستعارة نيران تلتهم اليابس وما تبقى من أخضر وتثير القلق على لبنان في ظل تخبط تعيشه المؤسسات الدستورية بفعل شغور في رئاسة الجمهورية وخشيته من تمدد هذا "الفيروس" الذي يهدد مجلس النواب ووصول "شرانقه" الى طاولة اجتماعات الوزراء في السرايا الحكومية. يشبّه بري حال لبنان في هذه الايام بمنزل تزنر النار اسواره وتحوطه الاشجار، "واذا استمرت طريقة القوى السياسية والنيابية في التعاطي وشؤون البلاد واستحقاقاتها على هذا المنوال فان "الحريق آت" اذا لم نهب جميعنا لاطفائه وتداركه كما يجب". وفي رأيه ان "هذا الحريق لا يهدد لبنان وحده بل كل المنطقة والبلدان العربية من دون استثناء عدا المملكة المغربية". ويتوقف طويلاً امام مسلسل المعارك الاخيرة في جرود عرسال وعلى مقربة من الحدود اللبنانية في البقاع، الصواريخ التي أطلقت من الماري في حاصبيا وسهل ديرقانون النهر ورأس العين في صور. ويؤكد ان "امام لبنان تحديات لجبه هذه الاخطار التي تهدد حدوده وشعبه، من الضروري ان يكون الجميع على أتم الاستعداد للمساهمة في اطفاء الحريق، خصوصاً ان الباب الداخلي في البلاد مشرع على مشكلات وملفات شائكة منها وجود اللاجئين السوريين، فضلاً عن الفلسطينيين وما يترتب على هذا الامر من اعباء ونتائج وخيمة، إلى درجة ان كل لبنانيين يقابلهما لاجىء من الخارج". لا يقدم بري هذه الصورة المأسوية من باب العنصرية، بل نتيجة لما وصلت اليه الامور من صعوبات في لبنان. ويختصر الواقع بعبارة "عندنا مشاكل الدنيا".

لكن "الطامة الكبرى هي عند اللبنانيين انفسهم وهم اصل البلاء والابتلاء من الخارج"، على ما يقول، منتقداً التفرج والغرق في الوادي السياسي السحيق. وهو لم يتقبل الى الآن فكرة ان اللبنانيين لم يتمكنوا في المهلة الدستورية ولا بعدها من انتخاب رئيس للجمهورية مع استمرار سعي الى تعطيل الحكومة ومجلس النواب.

واذا طلبت منه رأيا صريحاً في الايام الصعبة التي يمر بها اللبنانيون، يتمهل قليلاً، بعد قوله "يا مولانا" ثم يتابع: "بكل صراحة اقول ان لبنان في حاجة الى حماية ذاتية ليحمي نفسه اولاً، ويتمثل هذا الامر باعادة كينونة الدولة وعدم ترك شعبنا بهذه الطريقة". ويعود الى استحقاق الرئاسة، ليقول انه اذا جرى انتخاب رئيس في سرعة وقبل فوات الاوان ورغم كل هذا التأخير، فان البلد يستعيد 90 في المئة من مناعته. وفي حال اتمام الاستحقاق تعالج الملفات المختلفة بادارة افضل واسلم وتأخذ طريقها الى التطبيق والتنفيذ، ومنها ملف اللاجئين السوريين واقله اعادة قسم منهم الى بلدهم.

وبسؤاله هل الوضع سيبقى في هذا الستاتيكو الى ايلول المقبل؟ يرد: "اي ايلول، انها مسألة ايام والا فاننا نتجه الى الاسوأ". وبات السؤال عما فعل من موقعه الدستوري والسياسي لانتخاب رئيس للبلاد، لكثرة المحاولات التي قام بها في هذا الشأن، وهو في الوقت نفسه لم يستسلم رغم مناخات تشاؤمية يعكسها "مرصد عين التينة" الذي يتلقى اشارات غير مشجعة وغير مطمئنة من خارج الحدود، خصوصاً مع انعكاس اي تطور سياسي او عسكري في العراق على سبيل المثال على لبنان. لا يزال رئيس المجلس يعول على خلق تقارب بين السعودية وايران رغم انه بدا مبتعداً اكثرفي الاسابيع الاخيرة بعد تمدد تنظيم "داعش" في مساحة لا بأس بها في الاراضي العراقية.

وكان عدم توصل اللبنانيين الى انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن، اوصل رئيس المجلس الى خلاصة يرددها بكل اسف "نحن لم نصل بعد الى سن الرشد السياسي لا اكثر ولا اقل". وما لم يعلنه ان الامور اصبحت في ايدي الخارج والبلدان المعنية بالملف اللبناني وان الظروف غير مؤاتية حالياً ولا تصب في مصلحة لبنان في هذا التوقيت بسبب التباعد السعودي - الايراني، الامر الذي منعه اكثر في الايام الاخيرة من الاقدام على اجراء مشاورات كان يحضر لها، وان لم يستبعدها من اجندته اذا سنحت الفرصة.

وحيال هذا المشهد يطلق بري صرخة عبر "النهار"يقول: "كل يوم يمر يعرّض لبنان لخطر محدق، وكل شهر يمر يعرّض لبنان لفراغ آخر". ومرد تحذيره هذا الى اقتراب موعد انتهاء الولاية الممدّدة لمجلس النواب. وخشيته ان تستمر هذه المناخات وتنعكس على الانتخابات النيابية المقبلة، مع تكرار رفضه للتمديد وقبوله "ولو بقانون الستين". ويرد على من يتهمه بالسعي الى التمديد للمجلس بـ"الكذب". وان الخطر الاساسي يأتي "من عندياتنا". ويحزن لطريقة التعامل مع المؤسسات الدستورية والاستمرار في عدم اقرار سلسلة الرتب والرواتب المستحقة للموظفين او بتها في المجلس، مما يرهق الخزينة ويكبدها مليارات الليرات.

ويستغرب اقدام البعض على تعطيل المؤسسات والتفرج على السلسلة ومسألة رواتب الموظفين و"اليوروبوند"، رغم تمتع الحكومة برئاسة الرئيس تمام سلام بالميثاقية المطلوبة بين المسيحيين والمسلمين. ويسقط على الواقع السياسي الراهن في المؤسسات الدستورية القول الآتي: "انت عاطل ومعطل".

وما هو السبيل الى الانقاذ والخروج من هذه الدوامة اذا استمرالوضع على ما هو؟ يرد رئيس المجلس: "علينا اولا ً انتخاب رئيس وتعزيز مؤسساتنا الدستورية واتمام سائر الاستحقاقات بدل السير في هذا النوع من السياسات الخاطئة". واما الاتصالات بينه وبين "تيار المستقبل"، فهي الى تقدم، وان لم تصل حتى اليوم الى خواتيمها وستؤدي في حال تحقيقها الى اعادة الروح الى الجلسات التشريعية في البرلمان.

وتبقى القراءة الاخرى في النصف الثاني من "الكوب السياسي" عند بري وفيها ان "لبنان لا يزال برعاية الله وحاله افضل من بلدان المنطقة التي يهددها التفتيت والتقسيم، تلك التجربة التي عاشها اللبنانيون نحو 15 عاماً والتي فشلت وكنت في مقدم معارضيها والرافضيها"، والضمان الاول والوحيد عنده هو الشعب اللبناني.