المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 حزيران/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا14/من01حتى07/في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا  

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم/دعونا نصلي من اجل ضحايا الاعتداءات الجنسية ومن اجل العاملين لوضع حد لهذه الجرائم

*بالصوت/من تلفزيون ميشال عون/مقابلة مع المطران بولس صياح تناولت زيارة البطريرك الراعي للأراضي المقدسة وملف أهلنا الأبطال والمقاومين اللاجئين فيها/11 حزيران/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*جيش لبنان الجنوبي مقاومة، أما حزب الله فجيش احتلال/الياس بجاني/08 حزيران/14

*بالصوت/جيش لبنان الجنوبي مقاومة، أما حزب الله فجيش احتلال/الياس بجاني/08 حزيران/14

*التعليق في جريدة السياسة/جيش لبنان الجنوبي مقاومة، أما حزب الله فجيش احتلال/الياس بجاني/08 حزيران/14

*ملاحظات على مقابلة المطران بولس صياح عبر تلفزيون عون الشارد يوم أمس/الياس بجاني

*جنبلاط الميكافيلي لسان حال نصرالله في رفض عون رئيساً/الياس بجاني

*من قال إن عون مسيحياً في فكره وممارساته وثقافته؟/الياس بجاني

*عون والكنيسة: الراعي يستنسخ معاناة صفير/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*حملة من حزب الله ضد عون

*احراج عون لإخراجه بات قريباً/غسان حجار/النهار

*جعجع يعيد رئاسة الجمهورية إلى الطاولة/ايلي الحاج/النهار

*هل أحرَقت دمشق ترشيح عون إلى رئاسة الجمهورية؟/رينا ضوميط/جريدة الجمهورية

*3 قتلى جدد لحزب الله في سوريا

*رئيس جمعية المعتقلين السياسيين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن: نأمل ان يشمل قرار العفو السوري لبنانيين وكفـى مغالطـات واسـتهتارا بقضيــة المعتقليـن

*مانشيت جريدة الجمهورية: محاولة جديدة لتنظيم عمل الحكومة اليوم

*أوساط كنسية: الشغور كشف عورات تنفيذ الطائف وهناك مَن يبدو سعيداً بحصر إرث الرئاسة الأولى/بيار عطاالله/النهار

*الراعي في السينودس الماروني: لا يحق لأحد شل البلاد ولا بدّ من مبادرات شجاعة من قبل المرشحين للرئاسـة

*الخارجية الفرنسية تنفي عرضها لـ"المثالثة": للمحافظة على التوازنات في لبنان

*أسعد توما بيعت أرضه وهو في أستراليا… مافيا تزوير تستولي على عقارات المغتربين

*البابا فرنسيس يحذر الفاسدين وصانعي الأسلحة

*امانة 14 آذار: للاسراع بانتخاب رئيس الجمهورية حرصا على تكامل بنية مؤسسات الدولة

*النائب رياض رحال: عون يعتمد التوافقية الوصولية

*الراعي في السينودس الماروني: لمبادرات من قبل المرشحين للرئاسة من 8 و14 آذار اذ لا يحق لاحد شل البلاد

*سلام استقبل وفدي البنك الاوروبي واهالي المفقودين وزير المال التركي: استقرارلبنان مهم لنا وللمنطقة

*جعجع استقبل غانم معزيا وتلقى اتصالات وبرقيات تعزية من سفراء وشخصيات

*عون استقبل حلو ورئيس "المردة" فرنجيه: من يعطل انتخاب الرئيس الإنقسام العمودي ولا رئيس ما لم يكن قويا

*سلام: لو أن التعطيل يفيد انتخاب الرئيس لكنت أول المعطلين

*تيار المردة يسعى لـ"تسهيل الامور والاتفاق على آلية عمل الحكومة"

*الأسد: نرحب بانتخاب عون رئيسا وما يراه السيد في لبنان

*فرنجية: ندعم عون ونخوض معه معركة واحدة

*تيار المردة يسعى لـ"تسهيل الامور والاتفاق على آلية عمل الحكومة"

*عون يغازل بري وجنبلاط يضرب المسمار ما قبل الأخير

*حوارنا مع "الوطني الحر" تحت سقف "14 آذار"/حــــــوري: "الـــــرئاسة" اولوية

*النائب أمين وهبي لـ”السياسة”: عون يريد شق صفوف “14 آذار”

*14 آذار": النيّات الطيّبة المزعومة تجــاه مطالب "السلسلة" ولا تبعد عن إرادة تصعيد الأزمات للتغطية على اهداف سياسية

*الأحدب لصوت لبنان: مرشح حزب الله الحقيقي ليس الجنرال عون

*ايلي ماروني لصوت لبنان: نريد رئيس جمهورية قويا وقادرا على حماية لبنان ودستوره وان يضرب يده على الطاولة

*قطر تؤكّد دعم استقرار لبنان

*بري: "المستقبل" يمعن في تعطيل المجلس

*السنيورة يرد على كلام بري حول السلسة

*بو صعب: لن نصعّب الإمتحانات لكن لن نسهلها

*هذه هي المواعيد الجديدة للامتحانات الرسمية

*هآرتس: تفاهمات أميركية- إسرائيلية حول ايران

*اوباما يدعو الى "وقفة ضمير" وطنية بعد اطلاق نار جديد في مدرسة

*اكثر من 500 الف مدني يفرون من المعارك في الموصل وتنظيم "الدولة الاسلامية" يتعهد بـ"غزوات" أخرى

*"داعش" تواصل تقدّمها في العراق

*أميركا: فدرلة الشرق بالدم السني لمنع الصراع المذهبي!/محمد سلام، الأربعاء/صفحة كلام سلام

*عون وبري يريدان "افلاس البلد" بإيرادات "وهمية" للسلسلة... وهذه اسباب عدم اقرارها!/خالد موسى/موقع 14 آذار

*من الرقّة حتى الموصل: «داعش» صورة «البعث»/وسام سعادة/المستقبل

*انطوان سعد في “بقاء المسيحيين في الشرق خيار إسلامي/بقلم د.خالد ممدوح العزي

*عندما يسعد الحزب بكلام الشيطان الأكبر/مصطفى علوش/المستقبل

*عون طرح مقايضة الأمن والاقتصاد بالرئاسة/هيام القصيفي - الاخبار

*الراعي رعى تقديم كتاب "العائلات المارونية إزاء مارونيتها": التمادي في النزاعات عطل المؤسسات الدستورية

*باسيل من اثينا: وجود لبنان واستقراره على المحك بوجود 50% من سكانه من السوريين والفلسطينيين

*المفتي قباني من دار الفتوى:لا يخيفنا السراي ولا من هو فيها ولا من يحميها

*بيان صادر عن المجلس الوطني لثورة الأرز/الجبهة اللبنانية

*جنبلاط: الرئيس القوي هو من يرسي قواعد الدولة القوية انا متفائل بالمستقبل ولكنني خائف على الوضع الاقتصادي

*حرب ترسيم الكانتونات الطائفية في العراق/داود البصري/السياسة

*داعش وفضيحة الموصل/غسان شربل/الحياة

*لماذا انهار جيش المالكي؟/حسان حيدر/الحياة

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا14/من01حتى07/في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا  

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم! آمِنُوا بِٱللهِ وآمِنُوا بِي. في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا. وإِذَا مَا ذَهَبْتُ وأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا، أَعُودُ وآخُذُكُم إِليَّ، لِتَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا. وأَنْتُم تَعْرِفُونَ الطَّرِيقَ إِلى حَيْثُ أَنَا ذَاهِب». قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا رَبّ، لا نَعْلَمُ إِلى أَيْنَ تَذْهَب، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّريق؟». قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ والحَقُّ والحَيَاة. لا أَحَدَ يَأْتِي إِلى الآبِ إِلاَّ بِي.

إِنْ تَعْرِفُونِي تَعْرِفُوا أَبِي أَيْضًا، وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ، وقَدْ رَأَيْتُمُوه».

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

دعونا نصلي من اجل ضحايا الاعتداءات الجنسية ومن اجل العاملين لوضع حد لهذه الجرائم

 

ملاحظات على مقابلة المطران بولس صياح عبر تلفزيون عون الشارد يوم أمس
بالصوت/من تلفزيون ميشال عون/مقابلة مع المطران بولس صياح تناولت زيارة البطريرك الراعي للأراضي المقدسة وملف أهلنا الأبطال والمقاومين اللاجئين فيها/11 حزيران/14
Arabic LCCC News bulletin for June 11/14نشرة الاخبار باللغة العربية
English LCCC News bulletin for June 11/14نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
جيش لبنان الجنوبي مقاومة، أما حزب الله فجيش احتلال/الياس بجاني/08 حزيران/14
بالصوت/جيش لبنان الجنوبي مقاومة، أما حزب الله فجيش احتلال/الياس بجاني/08 حزيران/14

التعليق في جريدة السياسة
/جيش لبنان الجنوبي مقاومة، أما حزب الله فجيش احتلال/الياس بجاني/08 حزيران/14

 

ملاحظات على مقابلة المطران بولس صياح عبر تلفزيون عون الشارد يوم أمس

 الياس بجاني/11 حزيران/14/لا بد من الاعتراف وبصوت عال أن مقدمة برنامج "حوار اليوم" في تلفزيون ميشال عون ال او تي في، السيدة "جوزفين" التي استضافت سيادة المطران بولس صياح يوم أمس الثلاثاء كانت فارسية أكثر من ملالي إيران أنفسهم، ومتاجرة وقحة بنفاق المقاومة والممانعة والتحرير والعداء لإسرائيل أكثر من وقاحة وفجور محمد رعد، وبائعة في أسواق نخاسة العروبة، وغبية أكثر من الغباء، وشاردة أكثر من الشرود، ومتجنية أكثر من إبليس، وميتة الضمير والأحاسيس أكثر من الموت نفسه، ومجردة من الأحاسيس الإنسانية بالكامل. هي وعلى خلفية استرضاء جماعات محور الشر بتبعية فاقعة غرقت في مفاهيم الإنسان الغرائزي، إنسان العبودية والذل والخطيئة الأصلية وهرولت فرحة صوب الأبواب الواسعة. باختصار كانت من خلال أسئلتها مقززة وصورة طبق الأصل عن كل مكونات حقد وكراهية وحب انتقام وجهل واسخريوتية وطروادية ونرسيسية ميشال عون. بانحطاط درك أسئلتها تفوقت على الانحطاط بأبشع مظاهره حيث كانت الأسئلة والمقاربات جائرة وإستفزاية وملوثة بكل أوبئة الذمية والتقية والتبعية واحتقار الذات. أسئلة ركزت على زيارة غبطة البطريرك الراعي للأراضي المقدسة وشيطنتها، وعلى أحوال أهلنا اللاجئين فيها وفي مقدمهم أفراد جيش لبنان الجنوبي وأسقطت مسمى العمالة عليهم. أسئلة مهينة ومغربة عن الحق والحقيقة والعدل وهي لا تخطر حتى على بالفطاحل أبواق وصنوج حزب الله أنفسهم. أسئلة أكدت بما لا يقبل الشك أن معدها خاوي الفكر وعديم الإيمان وفاقد الرجاء ومجرد من كل ما هو قيم وإنسانية وحث نقدي وانتماء لبناني. باختصار نوعية الأسئلة السفلية الدرك هي من نتاج ظاهرة عون السرطانية التي تفتك في معايير مجتمعاتنا المسيحية وفي مفاهيمها وثقافتها وتاريخها ودماء الشهداء. في أعلى تسجيل للمقابلة نترك أمر الحكم عليها للبنانيين الشرفاء والمؤمنين وليس للمرتزقة والغنم والزلم والطرواديين والصنوج والطبول والأبواق وجماعات القدح والمدح العكاظيين والغنميين. تحية للمطران صياح الذي وإن جهل دور حزب الله القيادي في الحملة على زيارة الراعي، إلا أنه إلى حد كبير حافظ على هدوئه وسمى الأشياء بأسمائها وكان عادلاً في معظم أجوبته المختصرة وإن لم يدخل في التفاصيل.

 

جنبلاط الميكافيلي لسان حال نصرالله في رفض عون رئيساً

http://www.aljoumhouria.com/news/index/145376

الياس بجاني/11 حزيران/14/ما قاله النائب جنبلاط أمس علناً عن رفضه انتخاب عون أو جعجع لموقع الرئاسة، هو قاله نيابة عن السيد حسن نصرالله وباقي مكونات محور الشر السوري-الإيراني وكان بري نقل لعون خلال لقائهما الأخير في عين التينة هذا الموقف الرافض انتخابه رئيساً فلم يقتنع وتابع الغرق في أوهامه المرّضية. فمن يعرف جيداً البيك جنبلاط الميكافيلي والمنتظر دائماً على ضفاف أنهر الشوف بانتظار مرور جثث الأعداء وفي مقدمهم حزب الله ونظام الأسد يدرك أن البيك المتقلب هذا لا يجازف ولا هو شجاع في اتخاذ المواقف وخصوصاً العلنية منها إن كانت مكلفة ولها عواقب لا يريدها. من هنا وطبقاً لمصادر قريبة من مفاهيم البيك الميكافيلية ومن ساعات تخليه وتجليه الأكروباتية تؤكد أن إعلانه الرافض لعون هو إعلان نيابة عن حزب الله الرافض 100% وصول عون للرئاسة لأنه لا يثق به وتحالفه معه آني وصلحي، بل زواج متعة لا أكثر ولا أقل. رفض حزب الله لعون رئيساً لم يفاجئ المتابعين لمسيرة عون السياسية المهينة والمعيبة والفضيحة في كل انقلاباتها وأحقادها والأنانية.  عون في عرف محور الشر مجرد أداة وخنجر مسم وبوق ولا احترام له عند جماعات هذا المحور التي تعرف نهمه وجوعه وفجعه للسلطة كما مخزون أحقاده والشرود وهي باختصار تستغل كل هذه الأوبئة لضرب الوحدة المسيحية ومن ورائها الكيان اللبناني وقد نجحت للأسف بشكل منقطع النظير، إلا أن عون الشر في السياسة إلى نهاية حتمية وإلى انكشاف وتعري، كما تنتهي كل الحالات والظاهر المشابهة. في النهاية لا يصح إلا الصحيح ولبنان باق وباق رغم أنوف المرتزقة والمستكبرين والغزاة طال أو قصر الزمن لا فرق.

 

من قال إن عون مسيحياً في فكره وممارساته وثقافته؟

http://www.aljoumhouria.com/news/index/145631

الياس بجاني/12 حزيران/14/كل التوقعات من عون تبنى على أنه مسيحي ماروني في فكره وثقافته وسلم أولوياته، وأنه بالتالي يهتم بمصير ومستقبل ووجود ودور المسيحيين في وطن الأرز، في حين أن الواقع مغاير تماماً لهذه التوقعات فالرجل وكما تبين سنوات ظهوره على الساحة السياسية والعسكرية هو مجرد من الإيمان وخائب الرجاء وجاحد بكل القيم المسيحية ومتنكر لها ولا يمارسها. فهو بفجور لا يعرف المحبة التي هي الله، كما أنه يسترخص ويتاجر بالكلمة التي هي أيضاً الله، إضافة إلى أنه مسكون بمركبات الحقد والكراهية والأنانية وحب الانتقام والنرسيسية والإسخريوتية. من هنا فإن فاقد الشيء لا يعطيه وفي الخلاصة كل التوقعات من الرجل بما يحص المسيحيين هي سراب ومجرد أوهام. يبقى أن ظاهرة عون دمرت وسطحت وتفهت الكثير من معايير ومفاهيم وثوابت المجتمعات المسيحية في لبنان وهي ظاهرة بالتأكيد إلى زوال إلا أنها لن تندثر بسهولة ومن الضروري محاربتها وتعريتها.

 

عون والكنيسة: الراعي يستنسخ معاناة صفير

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

بدأ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يواجه في علاقته برئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ما سبق وحاول البطريرك مار نصرالله بطرس صفير تفاديه ولم ينجح.

التاريخ يُكرِّر نفسه، ولا تجد الكنيسة أمامها إلّا خيارين: مواجهة التعطيل والمعطّلين، أو الصمت الذي يعني القبول بما يفعله الجنرال الذي لا يأبه إلّا للوصول الى بعبدا ولو كلَّف الأمر فراغاً وفوضى ومزيداً من استنزاف المسيحيين. تاريخ هذه العلاقة الذي يُكرّر نفسه، بدأ مع صفير عام 1988، يومها حاولت الكنيسة مواجهة الفراغ ففشلت، واستلم عون الحكومة العسكرية، وتمترس في بعبدا، وأصبح العقبة في وجه الانتخابات الرئاسية، التي أتى بها الطائف بعد حربين دمَّرتا عناصر قوة المسيحيين.

قال صفير كلمته وأيَّد الطائف لكنّ الثمن كان باهظاً، فلم يخرج عون من بعبدا إلّا بهزيمة عسكرية كبَّدها للمسيحيين. أما اليوم فإنّ هزيمة سياسية مقبلة تلوح في الأفق لم تملك الكنيسة الى الآن قرار مواجهتها. منذ توليه سدة البطريركية، حاول الراعي سلوك خط مختلف عن صفير. فتح كل الخطوط على مصراعيها، حتى كادت الممانعة أن تتوِّجَه بطريركها. زار سوريا وجال على المناطق واستقبل بحفاوة، ولكنّ شيئاً مما أراده لم يتغير. عاملت قوى «8 آذار» الكنيسة بشيء من الازدراء. قصائد شعر ومديح بحق الراعي، ومواقف أحرجت البطريرك في أقدس القضايا التي تهمّ المسيحيين.

من الخطأ النظر الى هذا الجحود في التعاطي مع الراعي من زاوية الرد على زيارته اسرائيل. فالفراغ الدستوري الذي قرَّرت قوى «8 آذار» السير به، سبق الزيارة، والانقلاب على العهود بعدم التغيّب عن مجلس النواب سبق الزيارة، والتمترس وراء معادلة عون او الفراغ سبق الزيارة. تجد بكركي نفسها بعد تعطيل انتخابات الرئاسة أمام خيارات صعبة. يُندّد البطريرك الراعي في مجالسه بالتعطيل والمعطلين. يستغرب كيف يمكن لمجلس النواب ألّا يتحوَّل هيئة ناخبة كما ينص الدستور، باجتماعات مفتوحة ومتواصلة حتى انتخاب الرئيس.

يعطي مثلاً في هذا الموضوع مستعيداً تجربة مجلس المطارنة في انتخاب البطريرك. يقول: يجتمع مجلس الاساقفة لانتخاب البطريرك، ولا يكون هناك اتفاق في البداية على اسم واحد، ولكن يبقى هذا المجلس مجتمعاً حتى انتخاب بطريرك جديد. يريد الراعي من كلّ الكتل النيابية وتحديداً المسيحية، تأمين النصاب، ويحمّل مسؤولية الفراغ لمَن لم يشارك في جلسات مجلس النواب، لكنّه لم يعلن الى الآن أيّ موقف واضح من المعطلين، ربما خشية تكرار التجربة التي تعرَّض لها صفير، الذي أيَّد الطائف وبارك انتخاب الرئيس رينيه معوض. يقترب رئيس حزب «القوّات اللبنانية» سمير جعجع من البطريركية المارونية أكثر فأكثر بعد فترة طويلة من الجفاء. اللقاء الأخير بين جعجع والراعي شهد اتفاقاً على ضرورة تقصير مهلة الفراغ ودفع كل ثمن لتحقيق ذلك. مبادرة جعجع لا تصبّ إلّا في هذا الاطار، وربما تكون بالتنسيق مع الراعي، الذي ينقل عنه طرح اسماء توافقية ثلاثة، سارع جعجع الى عدم وضع فيتو عليها. جاءت مبادرة جعجع لتسهل على الراعي إعلان موقف جازم من التعطيل الذي يقوم به عون.

المبادرة تحمل في مضمونها نية واضحة في التفاوض على إسم توافقي تحت سقف الكنيسة. صحيح أنها خفَّفت من قدرة ترشيح جعجع على أن يكون مادة تفاوضية اساسية عند البحث الجدي بإسم الرئيس، لكنها أعطت الكنيسة ورقة قوية لوضع عون أمام مسؤولياته، مع العلم المسبق بأنّ الجنرال ذاهب الى النهاية في ترشيحه ولو كلف الأمر فراغاً مديداً. يبدو الراعي في علاقته بعون، مقبلاً على شرب الكأس المرة التي شربها صفير. مَن يسترجع مرحلة 1988، يتأكد بما لا يقبل الشك أنّ مسلسل عون والرئاسة، الذي يعرض بحلقته الأخيرة، لن ينتهي إلّا بدراما مسيحية، تُسقط آخر عناصر القوة، فهل ستسمح الكنيسة بهذا السقوط؟

 

حملة من حزب الله ضد عون

علم موقع "ليبانون تايم" أن قيادياً بارزاً في "حزب الله" شنّ يوم الأحد الماضي حملة عنيفة على مجموعة أسماء مقرّبة من العماد ميشال عون واصفاً إياهم بـ"جماعة اليمين الغبي".

ولم يوفر هذا القيادي الجنرال نفسه باعتباره "مهووس رئاسة" وأضاف: "نحن نعرفه جيداً، ولا نستبعد أن تسقط مقاومتنا من حساباته ان اقتضت مصلحته الشخصية فعل ذلك، كما أسقط كتابه البرتقالي وبعده الابراء المستحيل، معتبراً أن التحالف معه لم يكن غلطة لكنه كان ضرورياً".. ما أثار حفيظة أحد .

 

حراج عون لإخراجه بات قريباً!

غسان حجار/النهار

يقول عارفو العماد ميشال عون من قرب انه يهوى الحصار، ويتلذذ بما يمكن ان يعتبره مؤامرة تحاك ضده، لأنها تمده بالقوة، وتزيده تصلباً في مواقفه. لكن الحسابات النيابية لا تنطبق حكما على الواقع الرئاسي، لأن الانفعالات الشعبية التي تترجم اصواتا في صناديق الاقتراع تختلف كثيرا عن حسابات الاحزاب والسياسيين والدول الفاعلة والمتدخلة بطريقة او بأخرى في استحقاقات البلد الصغير. اليوم ينتظر العماد عون بدء فرصته الرئاسية بعد انتهاء فرصة غريمه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وان حافظ هذا الاخير على ترشحه ولم ينسحب عمليا من حلبة السباق الى بعبدا. لكن الوقائع لا تشير ابدا الى تلك الفرصة الا في بعض الادبيات السياسية، حتى لا نقول في الماكينة الانتخابية المحيطة بعون، والتي لا تجرؤ غالبا على نقل الحقيقة كاملة له. تحتاج الرئاسة في الدرجة الاولى الى بعض توافق داخلي لا يتوافر لعون، ولا تساهم فيه ايجابا الاشادة به من الرئيس السوري بشار الاسد. فالمجتمع المسيحي منقسم حوله، ومسيحيو 14 اذار يرفضونه، وينقل عن البطريرك الماروني انه يفضل مرشحا من خارج الاربعة "الكبار"، خصوصا مع تنامي استيائه من عون واعضاء تكتله الذين يحملهم مسؤولية تعطيل انتخاب الرئيس. المسلمون السنّة لم يتمكن العماد عون من اجتذابهم، رغم كل رسائله الايجابية تجاههم، ولم يحظَ بوعد او تعهد بانتخابه من الرئيس سعد الحريري. ويعتقد كثيرون انه تأخر في خطوة التقارب تلك، وان المفاوضات الظاهرة والخفية لن تقود الى نتائج ملموسة على هذا الصعيد. واما الشيعة، فعلى رغم تأييد مفترض من "حزب الله" لترشح عون، الا ان الطرف الآخر اي الرئيس نبيه بري لا يحبذه اطلاقا، بل ان علاقة الرجلين سيئة، وما لقاءاتهما المشتركة الا ترجمة لوساطات لا تعبر عن توافق. ويعتقد البعض ان الحزب ايضا يفضل مرشحا آخر، وان كان لا يجرؤ على التعبير عن رغباته قبل استنفاد عون فرصته. اكثرية الطائفة الدرزية تدين بالولاء لزعيمها وليد جنبلاط الذي اعلن موقفا صريحا بانه لا ينتخب ميشال عون ولا سمير جعجع، وانه سيبلغ الرئيس الحريري موقفه الاسبوع المقبل. ولعل عون الذي لا يحظى بتأييد اي من الطوائف اللبنانية، ولا يمكنه تاليا ان يكون مرشحا توافقيا، لم يقرأ جيدا الضربات المتتالية التي بدأت تصيبه بإجماع معظم الافرقاء، من نسف طروحاته الانتخابية، الى تطيير مشروع النائب ابرهيم كنعان لسلسلة الرتب والرواتب، الى محاصرة وزيره للتربية، بعدما سبق ذلك تخليه مرغما عن حقيبتَي الاتصالات، ونسبيا الطاقة. لعل قراءة هادئة لما يجري من حوله، تفيد ان المطلوب إحراجه لإخراجه، ما يعني انه سيتلقى المزيد من الضربات، ومن بيت ابيه، علما انه ما زال يملك فرصة التسمية للرئيس المقبل بدل ان يخرج "من المولد بلا حمص".

 

جعجع يعيد رئاسة الجمهورية إلى الطاولة

ايلي الحاج/النهار

نجح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في إعادة انتخاب رئيس الجمهورية أولوية على كل طاولة. كانت الحركة السياسية انحرفت بعيداً في بحث تقاسم صلاحيات الرئاسة والأدوار في مجلس النواب ومجلس الوزراء. ومواضيع أخرى طغت على الاهتمامات لكأن فراغ القصر الجمهورية صار خبراً عادياً، بائتاً بالاحرى، والناس اعتادوا الجمهورية بلا رأس وإلى أمد غير محدود. فكيف إذا كان ثمة من يسحبون أمامهم كلما طلع الصباح أرنباً من جيب أو قبعة؟ رأى جعجع سياسيين غارقين في مفاوضات عقيمة وتشابكات متعددة الموضوع، ولبنانيين متلهين بمشكلات معيشية ويومية وإعلامية، يتخبطون فيها بلا أفق ولا قدرة على رؤية حلول واقعية لأن المعالجة تبدأ من قمة الهرم أو لا تكون. أعاد تصويب الوضع: الرئاسة هي الموضوع. لماذا لم يحصل الإنتخاب بعد؟ لماذا لا يحصل خلال أيام وأسابيع؟

يدرك مرشح قوى 14 آذار وحلفاؤه وأنصارهم بوضوح أهداف تكتيك الخصم من فرض الفراغ، لا سيما أن هذا الخصم قادر على التصرف بلا مسؤولية مطلقة تجاه الناس والوطن من وجهة نظر "التحالف السيادي". أهداف ليس أقلها التيئيس من جهة، والضغط في ظروف مناسبة لحمل رافضي الأمر الواقع على الاستسلام والقبول بترئيس مرشح يمثل بنهجه السياسي والشخصي ذروة الانقلاب على كل ما تؤمن به قوى 14 آذار وما ضحت ولا تزال في سبيله. بين ضخ إعلامي مرئي ومكتوب ومسموع يركز، عن سوء نية أو حسن نية على مساواة ظالمة في توزيع المسؤولية عن الفراغ على الجنرال ميشال عون كما على الدكتور جعجع، وبين شعور عام بالاستياء لدى الناس، لا سيما المسيحيين من صورة واحدة تجمع الثنائي رغم الاختلاف الجذري بينهما داخل إطار واحد للقول "لقد خربا حياتنا قبل ربع قرن وها هما يكرران الفعلة نفسها اليوم... هل هما قدر علينا؟"... وبإزاء تسطيح كهذا لا يوصف، قرر جعجع وضع النقط على الحروف بالملموس. لسان حاله "يا توما هات إصبعك وضعها على الجرح". تقولون إني عقبة وترشيحي استفزازي؟ حسناً لست عقبة. إليك يا جنرال هذا العرض (عرض بات معروفا: ذهاب الرجلين إلى جلسة انتخاب، أو اتفاق كل فريق على مرشح يراه ممتلكاً صفة التوافق وخوض الانتخاب بهما، أو تقديم أي اقتراح آخر).

كان رئيس "القوات" عارفاً أن المرشح الآخر، خصمه المتحالف مع رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي أشاد به أخيراً ورحب برئاسته، والمنخرط مع "حزب الله" في محور قيادة وصراع على مستوى المنطقة، سوف يلوذ بصمت "أبي الهول" تماماً كما فعل، وسيظل يراهن إن لم يكن على معجزة - تحمل جزءاً من 14 آذار على الإستسلام أو إطلاق النار على رأسها - فعلى انقلاب ما يقوم به حلفاؤه ليس لمصلحته قصداً بل لمصلحة الحلف الكبير الممتد من طهران إلى بيروت، من نوع الانقلاب الذي يشهده العراق اليوم، ليُتوّج رئيساً رابعاً في سلسلة حكام إيران والعراق سوريا وصولاً إلى لبنان. فات المرشح الصامت أن زمن المعجزات قد ولّى، أن العراق وسوريا أصبحا غير قابلين للحكم، أنه أكثر فأكثر سيتحمل تبعات كبيرة حتى أمام جمهوره الذي لم يعد يجد تبريراً إلا العامل الشخصي: "هذه معركة الجنرال الأخيرة. واترلو".

 

هل أحرَقت دمشق ترشيح عون إلى رئاسة الجمهورية؟

رينا ضوميط/جريدة الجمهورية

يبدو أنّ الرئيس السوري بشار الأسد يحاول إثباتَ أنه ما زال قادراً على التأثير في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، فيما هو يتخبط في صراعٍ مفتوح أفقده السيطرةَ على القرار السوري، ومن هذا المنطلق عبّر عن اعجابه برئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ورحب بانتخابه «رئيساً لما فيه مصلحة لبنان اولاً ومصالح علاقات الأخوّة». هذا الاعلان الواضح والذي يُعتبر تدخلاً مكشوفاً في الشأن اللبناني يطرح تساؤلاتٍ عدة، أبرزها: هل الهدف من هذا الإطراء إسقاط التوافقية التي يدّعي عون تجسيدها، أم هو يدعم عون فعلاً للضغط على «حزب الله» الذي لم يسمِّ حتى الساعة الجنرال بعد ويبرّد في الوقت عينه سياسياً مع «المستقبل»، ام انّ هدف الطرح يعود الى إحراق عون داخلياً من أجل شق الطريق أمام حليفه رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية؟ وفي هذا الاطار، رأى نائب «التكتل» حكمت ديب لـ«الجمهورية»، أنّ «لكلّ طرف الحرية في أن يعبّر عن الطريقة التي يريدها ترحيباً ايجاباً ام سلباً»، معتبراً أنّ «اللعبة اليوم يجب أن تكون داخلية لهذا الاستحقاق وعلى اللبنانيين القيام بما يتوجب عليهم وبما يفرضه الدستور والميثاق ومبدأ التوافق بينهم»، مرحباً بكل «دعم يقرّب، لمصلحة اللبنانيين، ولمصلحة كل طرف يدخل على هذا الخط كي يساعد في هذا المجال».

وأضاف: «أنّ اللبنانيين مرّوا بتجربة صعبة جداً والسوريون اليوم يمرون في التجربة ذاتها ولكن على درجات متفاوتة. فاللبنانيون اكتووا بنار الحروب والتفرقة وفي الوقت نفسه اكتووا من رئيس فارغ من السلطة ومن القوة ومن الادراك ومن المشروع ومن القدرة على التعامل مع استحقاقات استراتيجيّة. فالمسألة باتت تتخطى قدرة لبنان في مسألة النازحين وتداعيات الحرب السورية. هذا كله يرتّب وجود رئيس قوي لكي يتعامل مع هذه التحديات بصورة صحيحة». ورحب ديب بأيّ دعم «بغض النظر عمّا اذا كان يسبب ردات فعل أم لا، والسياسة لا تُبنى على تصريح، وعلينا كلبنانيين معرفة مصلحتنا والاهتمام بها».

الهبر

من جهته، أوضح النائب فادي الهبر لـ«الجمهورية» أنّ «عون مرشح النظام السوري ومرشح الاتفاق الايراني ـ السوري و»حزب الله»، الذين يعتبرون أنفسهم المثلث الايراني، مثلث المصالح الإيرانية في المنطقة بالاضافة الى النظام العراقي، ويحاولون بالاستراتيجية الايرانية أن يسيروا بامتدادهم على المستوى العسكري والامني في وجود «حزب الله» في لبنان وأن يكون رئيس الدولة تابعاً لهم»، مشيراً الى أنّ «هذه الصفة موافق عليها عون الذي هو أكثر من حليفٍ لنظام الاسد». وأضاف: «لا أدري ما نوايا الاسد ولكنّ نواياه عادة مخابراتية ونوايا تسلطية في المنطقة»، لافتاً الى انّ «من الممكن أن يشيد الاسد بعون بهدف إيصال فرنجية، ومن الواضح انّ عون حليف الاسد»، مشدّداً على انّ «هذا الحلف يؤمّن السلطة لعون على كل الصعد، وزراء، ونواب، ورئاسة الجمهورية». أما عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش فأكد لـ«الجمهورية» أنّ «الامور محسومة، فلا ترشيح الاسد لعون يغيّر حظوظه ولا عدم ترشيحه له يزيد الامكانية، فرغبةُ الأسد رؤيةٌ شخصية تعيده بشكل من الاشكال الى لبنان».

وأشار علوش الى أنّ «عدم تسمية «حزب الله» لعون مردّه الى انّ الحزب لا يريد شخصية مثل عون فهو يعتبره غير مستقر من ناحية الادارة والسياسة، ويريده شخصاً موجوداً في جعبته، كما قال الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ، اما الرئيس السوري فربما في ظلّ هذه الظروف الصعبة القائمة على حكمه يعتبر انّ عون هو خيار مجدٍ بالنسبة له». وحول توقيت الترحيب بعون رئيساً، إعتبر علوش أنّ «لا سبب محدّداً حول التوقيت الآن وربما هناك خلاف بينه وبين «حزب الله»، أو ربما ليقول إنه لا يزال لاعباً اساسياً بالنسبة للبنان، ولكن عملياً هذا الترشيح لا يخدم عون لا من قريب ولا من بعيد ولا يضرّه أيضاً». ويبقى أنّ عون حافَظَ على صمته رافضاً التعليق على كلام الأسد، لأنّ الترحيب يحرجه مع «المستقبل»، فيما التنديد يحرجه مع «حزب الله»، وبالتالي آثر الصمت. ويُذكر أنّ دعم الأسد لعون جاء بعد أن كان سُرِّب عن الأخير دعوته لمنح الرئيس السوري جائزة نوبل لمحاربته الإرهاب، ما يُؤشّر الى أنّ عون ما زال في التموضع الذي انتقل اليه بعد توقيعه وثيقة التفاهم مع «حزب الله» عام 2006، وبالتالي كل ما يقوم به اليوم لا يخرج عن سياق التمييز بين مقتضيات الحملة الانتخابية الرئاسية وبين قناعاته الشخصية التي علّقها في انتظار انتهاء المعركة الرئاسية

 

3 قتلى لحزب الله

نعى حزب الله اليوم العنصر رامز الحامض ملقب بـ "جون " ليرتفع بذالك عدد العناصر الذين نعاهم الحزب في الساعات القليلة الماضية الى 3

 

رئيس جمعية المعتقلين السياسيين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن: نأمل ان يشمل قرار العفو السوري لبنانيين وكفـى مغالطـات واسـتهتارا بقضيــة المعتقليـن

المركزية- اعلن رئيس جمعية المعتقلين السياسيين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن ان الجمعية سعت لمعرفة ما اذا كان قرار العفو الذي اصدره الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاثنين الفائت سمح بالافراج عن اصدقاء لبنانيين معتقلين اقله حتى يومنا هذا، على امل ان تحمل الايام المقبلة اخبارا جيّدة في هذا الخصوص. وقال لـ"المركزية" "ننظر كمعتقلين سابقين الى قرار الرئيس الاسد بايجابية، ونعلم تماما اننا تركنا خلف جدران السجون السورية اصدقاء لا يزالون على قيد الحياة، نأمل ان يشملهم قرار العفو الاخير". واشار الى معتقلين لبنانيين في سجن عدرا، يتلقون زيارات دائمة من اقاربهم وأهاليهم، نافيا صحة ما يقال عن عدم وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية، قائلا "لدينا معلومات ووثائق تثبت وجودهم، وما المعلومات التي يستقيها البعض من اشخاص يريدون فتح صفحات قديمة الا عمل مغرض هدفه تخريب الصلح الذي كرسته مصالحة الجبل، في محاولة لنبش مقابر جماعية، وخلق خلافات طائفية في المناطق. وقال "ما يهمنا هم المعتقلون، وكفى مغالطة واستهتارا بهذه القضية التي تعني فئة كبيرة من اللبنانيين". اضاف "بالنسبة لنا هناك معتقلون لبنانيون في السجون السورية لا يزالون على قيد الحياة، تمّ الاعتراف بهم من قبل الدولة اللبنانية وطالبت بهم اللجنة المكلفة متابعة موضوع المعتقلين". ولفت الى "ان قرار الاسد الاخير يخفف الكثير من آلام اللبنانيين الموجوعين على ابنائهم، وهذا الامر يعطي

 

مانشيت جريدة الجمهورية: محاولة جديدة لتنظيم عمل الحكومة اليوم

جريدة الجمهورية

لولا زيارة رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أمس لكانت «داعش» استأثرَت بالحدث والنقاش السياسيّين، لجهةِ أبعاد هذا التطوّر الإقليمي وتوقيته وتداعياته وأهدافه ومن يقف خلفه ومن المستفيد منه، وإلى ما هنالك من تساؤلات بقيَت الإجوبة عليها في إطار التكهّنات، إلّا أنّ اللقاء بين الرجلين حرّك الجمود الرئاسي على خط 8 آذار، خصوصاً مع إعلان فرنجية: «نحن في معركة واحدة مع الجنرال عون»، هذا الإعلان الذي جاء ليؤكّد تموضع عون الفعلي تزامَن مع ترحيب الرئيس السوري بشّار الأسد «بانتخاب عون رئيساً لمصلحة لبنان وسوريا»، ما دفعَ المراقبين إلى التوقّف أمام هذا التقاطع بين الأسد وفرنجية ومراميه، خصوصاً أنّه لا يخدم توافقيّة عون، إلّا إذا كان الأخير أراد توجيه رسائل إلى «المستقبل» لدفعِه إلى حسم قراره. وفي موازاة ذلك برزَ ما أعلنه رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي بأنّه «لا يوجد أيّ مفاوضات إيرانية أميركية حول الانتخابات الرئاسية في لبنان»، والذي تطابقَ مع ما كان أعلنَه الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله بأنّ لبنان غير مدرَج على قائمة الأجندات الخارجية.

سلام مهّد لجلسة اليوم باتصالات مع وزراء من مختلف الكتل المشاركة في الحكومة

تتوجّه الأنظار اليوم الى جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد في العاشرة من قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي، لاستئناف البحث في آلية انتقال الصلاحيات الرئاسية إليه وكالةً، في ظلّ الشغور الرئاسي، إضافةً إلى جدول أعمال الجلسة الأولى التي عُقدت بعد الشغور في 30 أيار الماضي والذي يضمّ 40 بنداً عادياً خالياً من أيّ تعيينات أو بنود خلافية. وعشيّة الجلسة، كشفَت مصادر مُطلعة لـ»الجمهورية» أنّ رئيس الحكومة تمام سلام مهّد للجلسة باتصالات أجراها مع وزراء من مختلف الكتل المشاركة في الحكومة، متمنّياً البحث الجدّي اليوم في تحديد هذه الآلية بطريقة تحفظ وحدة الحكومة وتضامن أعضائها، خصوصاً في ظلّ الظروف التي تمرّ بها البلاد ومنع انتقال النزاع الذي عطّل المجلس النيابي إلى داخل الحكومة، ما قد يؤدّي إلى شلّها، فيسود الشلل مختلف المؤسسات الدستورية في البلاد. لكنّ المصادر رأت أنّ هذه الإتصالات لم ولن تبدّل في المواقف المتشنّجة من مسألة حدود تطبيق صلاحيات رئيس الجمهورية في ظلّ التضارب القائم بين ما انتقل الى الحكومة من صلاحيات رئاسية وما هو أصلاً من صلاحيات رئيس الحكومة في مسألتي تنظيم جدول الأعمال وآليّة نشر المراسيم والقرارات التي ستصدر عنها مجتمعةً.

مصادر سلام لـ«الجمهورية»

واعلنَت مصادر سلام لـ«الجمهورية» انّه ناقش هذا الأمر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في اللقاء الذي جمعهما على هامش جلسة الإنتخاب الإثنين الماضي. وقالت إنّه تواصَل مع قيادة «حزب الله» أيضاً عبر ممثليها في الحكومة وناقشَ هذه الأمور في ظلّ موقف وزراء الحزب الى جانب ممثلي «التيار الوطني الحر» والكتائب والوزراء المسيحيّين الذين يصرّون على تكرار تجربة الرئيس فؤاد السنيورة في إدارة وتنفيذ صلاحيات الرئيس بتوقيع رئيس الحكومة والوزراء كافة المراسيم لمزيد من التضامن في ما بينهم وتأكيد أهمّية ان تكون سلطة رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء مجتمعاً ومتضامناً على غرار تجربة السنيورة في حكومة الوزراء السبعة عشر الذين كانوا يوقّعون القرارات سويّة.

قزّي

وأكّد وزير العمل سجعان قزّي لـ»الجمهورية» انّ النقاش في هذه العناوين ما زال مستمرّاً، ومن المهم جداً أن تحافظ الحكومة على تضامنها في قيادة البلاد في أفضل الظروف التي يمكن توفيرها لعبور المرحلة الخطيرة وتجاوزها بأقلّ ثمن. ورأى أنّ الحوار المطلوب يجب ان يبقى تحت سقف الحفاظ على نسبة عالية من التضامن الحكومي، مبدياً اعتقاده بأنّ الجميع حريصون على وحدة الحكومة وتضامنها.

مصادر وزارية

وقالت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» إنّ مجلس الوزراء سيبحث في نقطتين: الأولى تتعلق بالآلية التي سيعتمدها في اجتماعات المجلس، والثانية في جدول الأعمال السابق الذي لا يتضمّن بنوداً عادية.

وكشفَت المصادر أنّ الجوّ العام بين القوى السياسية يعتمد التفاهمَ على عدم تعطيل الحكومة، لكن ليس هناك من اتّفاق على الآليّة، ما يعني أن ليس هناك أيّ عائق مبدئي أمام مجلس الوزراء، لكن في الوقت نفسه الشغور الرئاسي يرمي بثقله ويفرض نفسه على النقاش السياسي. وتوقّعت المصادر أن يتمّ الاتفاق اليوم على آليّة، أو في الجلسة التي ستليها على أبعد تقدير». ونفَت المصادر وجود نيّة لدى أيّ من الأفرقاء في مقاطعة العمل الحكومي، لأن لا مصلحة لأحد بذلك».

فرنجية يدعم عون

رئاسياً، برزت زيارة فرنجية إلى الرابية أمس، مُعلناً دعمَه لعون في كلّ المراحل، مضيفاً: «إنّنا نخوض معه معركة واحدة». و»أنا فرحٌ بأنّه غير موهوم، ويرى الأمور كما يراها الحلفاء بنسبة 99 بالمئة».

ونفَت مصادر بارزة في التيار الوطني الحر لـ»الجمهورية» وجود أيّ خلفية لزيارة فرنجية الى الرابية، واعتبرت أنّها قطعت الطريق على المصطادين في الماء العكِر، وبيَّنت أنّ كلّ ما كُتب عن علاقة الطرفين ليس صحيحاً. وتعليقاً على دعم الأسد ترشيح عون، قالت المصادر: أوّلاً، إنّ جواب الأسد جاء في سياق ردّ على سؤال. ثانياً، هل لسوريا تأثير على الانتخابات الرئاسية في لبنان؟ إذا كان لها تأثير كان به، أمّا إذا ليس لديها أيّ تأثير فـ»ليش عتلانين هم»؟ ثالثاً، «عندما يتحدّث الجنرال عون عن التوافق فهو يقصد التوافق مع كلّ الاطراف، والتوافق يجب ان يكون داخلياً قبل ان يكون خارجياً، لكن مع الأسف فإنّ ارتباط البعض مع الخارج يجعله يفسّر الأمور على ذوقه. وعن دعوة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عون للنزول الى المجلس النيابي وانتخاب المرشّح القوي، قالت المصادر: «لقد بيَّنت الجولة الانتخابية الأولى أنّ أصحاب الأوراق البيضاء الـ 59 لن ينتخبوا جعجع مجدّداً، وبالتالي لقد تبيّن حجمه الحقيقي. من هنا عليه الانسحاب. ثم نكرّر للمرّة الألف أنّ الدعوة للنزول الى المجلس وانتخاب رئيس كلامٌ حقّ يُراد به باطل، لأنّ كلّ شيء يتمّ بالتوافق خارج المجلس حتى في القوانين، وهذا أمر طبيعيّ عندما لا يكون هناك اكثرية وأقلّية، وهذا ما يحصل في موضوع سلسلة الرتب والرواتب، يقولون تعالوا نتّفق ثمّ نقرّها. وعن دعوة بكركي النواب الى عدم التشريع، قالت المصادر، نحن نتمنّى أن يُنتخب الرئيس ونخرج من الجدل الدستوري الذي يجرّ الى جدل دستوري آخر.

تشدّد قضائي

وعلى الخط القضائي، وفي معلومات لـ»الجمهورية» أنّه بعد إحالة وزير العدل أشرف ريفي الشريط الذي ظهرَ فيه مسلّحون وهم يطلقون النار على قصر بعبدا وطريق الجديدة، كلّف النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود المباحث المركزية تحديد هويّة مطلقي النار، وتحديداً الذي أطلق التهديدات التي تمسّ الأمن الوطني وتهدّد العيش المشترك، وبعد أن تمّت معرفة هويته كُلّفت القوى الأمنية في الضاحية الجنوبية بجلبِه للمحاكمة، فتبيّنَ أنّه توارى عن الأنظار، فيما تردّدت معلومات عن وجوده في الجنوب، ولكنّ القوى الأمنية لم تعثر عليه، فسطّر القاضي حمود بلاغ بحثٍ وتحَرٍّ بحقّه، وأحال الملف الى قاضي التحقيق تمهيداً لإصدار مذكّرة توقيف غيابية بحقّه.

 

أوساط كنسية: الشغور كشف عورات تنفيذ الطائف وهناك مَن يبدو سعيداً بحصر إرث الرئاسة الأولى

بيار عطاالله/النهار

كشف الشغور في رئاسة الجمهورية عورات تنفيذ اتفاق الطائف، وما هو أدهى من فوضى برج بابل التي تسبب بها تنفيذ هذا الاتفاق الذي كان يفترض أن يشكل مدخلاً الى اعادة تثبيت مؤسسات الدولة وبناء هيئاتها، والأهم أعادة ضخ الدم في شرايين الصيغة اللبنانية التي مزقتها الحرب ودمرتها. لكن ما تبين كان نقيض ذلك، وخصوصا لجهة صلاحيات رئاسة الجمهورية والانتقاص الكبير من حجم التمثيل المسيحي في مؤسسات الدولة، بدءاً من قمة الهرم، الرئاسة الاولى.

هذا الكلام هو ما تلهج به أوساط كنسية في معرض وصفها ما يجري، والرأي لدى هذه الاوساط التي عاصرت عهود ما قبل الطائف واختبرت التركيبة السياسية التي كانت تتولى ادارة الامور في البلاد، أن "الضحك على الذقون والقول بالمناصفة وبوجود 50 في المئة من مقاعد مجلس النواب المخصصة للمسيحيين، ما عاد يكفي للاقناع، بعدما تبين أن مقاليد الامور الاجرائية في يد رئيس الوزراء وزمام المبادرات التشريعية في يد رئيس مجلس النواب الذي يقفل ابواب المجلس ساعة يشاء ويفتحها ساعة يشاء، ويجتهد في شؤون النصاب وعقد الجلسات وتفسير مواد الدستور.

كلام واضح وصريح في مقاربته للامور، تمليه الرغبة في ملف "حصر ارث الرئاسة الاولى" وكيفية توزع صلاحيات رئاسة الجمهورية ، أو ما تبقى لها، وما يشاع عن وجود حلف رباعي في مجلس الوزراء يتولى ترتيب الامور في معزل عن رأي الوزراء المسيحيين، وهو ما أخذ يطرح علامات استفهام كبيرة حول صدق مساعي الشركاء في الوطن في انتخاب رئيس للجمهورية والكف عن تحريض هذا الفريق المسيحي أو ذاك على الاستمرار في لعبة الممانعة والتعطيل التي تؤدي الى تفاقم أزمة الرئاسة الاولى وزيادة مأزقها حدة. والرأي بين الاوساط المتابعة للملف، أن ثمة بحثا جديا يجب أن يبدأ العمل به لجهة اعادة النظر في موقع رئاسة الجمهورية وصلاحياته العملانية على مستوى السلطة الاجرائية، وفي التعامل مع السلطات الاخرى. ويستشهد أصحاب هذا التحليل بمواقف الرئيس حسين الحسيني التي دعت الى وضع نظام داخلي لآلية اتخاذ القرارات على مستوى السلطة التنفيذية ويتحدد فيها وبموجبها دور رئيس الجمهورية وصلاحياته كي لا يبقى مجرد رمز للبلاد مثل ملكة بريطانيا.

واستطراداً تطرح الاوساط سؤالاً عن مغزى المطالبة برئيس قوي، والاصرار على تصنيف المرشحين بين قوي أو قادر على بعث القوة في الرئاسة الاولى ما دامت البلاد اتحاداً كبيراً للطوائف التي تتقاسم السلطة في مجلس الوزراء، في ما يشبه "اللويا جيرغا" الافغانية، مع أرجحية كبيرة للطوائف الاسلامية. وبهذا المعنى يصبح كلام الرئيس الحسيني عن وضع آلية أتخاذ القرارات أكثر من مبرر ما دامت الرئاسة الاولى مغيبة و "يحق للرئيس حضور جلسات الحكومة دون التصويت" أو من خلال مبدأ "رد القوانين" أو التمنع عن توقيعها، والتي لا تشكل نموذجاً للقوة ما دامت محدودة الأثر في الزمان والمكان ويمكن تجاوزها بفضل الآليات التي حددها اتفاق الطائف. والسؤال الذي يوجه الى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، يتلخص بأنه يعتد بقوته التمثيلية في مجلس النواب وبتحالفه مع كتلة نواب "حزب الله" وحلفائه، لكن السؤال ماذا لو تعارضت المواقف مع الحزب وحلفائه استراتيجياً؟ وماذا سيفعل حينها الرئيس القوي؟ وهل يكون عليه الاختيار بين خسارة أسباب القوة أو خوض المواجهة وحيدا؟

هذا الكلام، في رأي الاوساط، ليس دعوة الى مؤتمر تأسيسي للخروج من المأزق، بل هو مشروع جدي يجب أن يدرج تحت عنوان "اعادة النظر في موقع رئاسة الجمهورية"، وهذا ما يستدرج سؤالاً آخر عما نجح الرئيس السابق ميشال سليمان في القيام به، رغم كل نياته الطيبة في حفظ موقع الرئاسة وتعزيز موقعه. لكن الهاجس الاساسي في تفكير رجالات الكنيسة أن الشغور عطّل عمل الرئاسة الاولى، في حين أن لا مجلس الوزراء توقف عن العمل ولا مجلس النواب، وهناك من يبدو سعيداً ولو في سرهِ بالفراغ الرئاسي وتالياً ربما يرى أن يستمر الشغور مهما طال الزمن. وعلى المسيحيين اذا اتفقوا على رئيس أن يبادروا الى الاتفاق على برنامج للنهوض بالرئاسة الاولى واصلاح ما انتزعه اتفاق الطائف من حقوق وصلاحيات اصبحت اعادتها واجبة لتستقيم الشركة.

 

الراعي في السينودس الماروني: لا يحق لأحد شل البلاد ولا بدّ من مبادرات شجاعة من قبل المرشحين للرئاسـة

المركزية- اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ان لا بد من مبادرات شجاعة من قبل المرشحين لرئاسة الجمهورية ومن فريقي 8 و14 آذار، وكذلك من قبل الهيئات النقابية وهيئة موظفي القطاع العام، اذ لا يحق لأحد ان يرمي البلاد والمؤسسات في الشلل التام. رأس البطريرك الراعي سينودس الكنيسة المارونية المقدس السنوي صباح اليوم في الصرح البطريركي في بكركي برياضة روحية تستمر حتى ظهر السبت المقبل 14 الجاري، ويلقي مواعظها الخوري مكرم قزح، ويشارك فيه الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وأساقفة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.

ويواصل السينودس أعماله المجمعية يوم الاثنين 16 وتستمر لغاية مساء الخميس 19، على ان يصدر في نهايته البيان الختامي ويتضمن المواضيع كافة التي تم بحثها. وافتتح البطريرك الراعي السينودس بكلمة قال فيها "نشكر الله على انه يجمعنا بنعمة من جودته ومحبته على خير، في هذه الرياضة الروحية التي نخصص لها اربعة ايام ثم يليها انعقاد سينودس كنيستنا المقدس صباح الاثنين المقبل ولمدة اربعة ايام ايضا، فيطيب لي ان احييكم وارحب بكم ونرحب معا بالعزيز الخوري مكرم قزح، مرشد الرياضة الروحية وهي بعنوان " فرح الانجيل يملأ قلب الذين يلتقون بيسوع"، ونشكره مسبقا على التأملات التي سيلقيها علينا. نسأل الله ان يكافئه بفيض من نعمه الالهية، يوجد بين يديكم برنامج الرياضة وجدول اعمال السينودس المقدس". اضاف "اننا نرحب بأخينا المطران الياس عبدالله زيدان، مطرانية ابرشية سيدة لبنان لوس انجلس - سانت لويس الذي يشارك معنا للمرة الاولى، كما نرحب بالاباتي سمعان ابو عبدو المدبر البطريركي لابرشية حلب، وبالخور اسقف سيمون فضول اكسرخوس افريقيا الوسطى والغربية والزائر الرسولي على افريقيا الجنوبية، اللذين يشاركان في الرياضة الروحية واعمال المجمع من دون امكانية التصويت والانتخاب". وتابع "لقد اعتذر خطيا عن عدم الحضور المطران ادمون فرحات لاسباب قاهرة والمطران منصور حبيقة لدواع صحية كما يغيب بداعي السن واسباب صحية السادة المطارنة بطرس الجميل، يوسف حتي، هيكتور دويهي، مارون صادر، جوزف الخوري، روبيرت شاهين، ويوسف مسعود، اننا نذكرهم في صلاتنا ونتمنى لهم الشفاء والصحة".

وقال "اننا نحمل بصلاتنا كل ابناء كنيستنا وبناتها ومؤسساتها في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، ونصلي مع قداسة البابا فرنسيس من اجل السلام العادل والشامل والدائم وحل النزاعات العالقة في الاراضي المقدسة، ومن اجل انهاء دوامة الحرب والعنف في سوريا والعراق، ومن اجل احلال السلام فيهما بالطرق السلمية وعودة النازحين الى اراضيهم ونصلي من اجل بعضنا البعض لكي نكون رعاة مخلصين للمسيح، الكاهن الازلي والراعي الصالح للابرشيات التي اقامنا عليها الروح القدس لنبلغ بابنائها وبناتها الى معرفة الحقيقة والخلاص".

اضاف "نصلي خلال هذه الرياضة الروحية من اجل الاستقرار في لبنان والخروج من ازماته السياسية والمعيشية والاقتصادية والامنية، نصلي لكي يمس الله ضمائر نواب الامة كي يلتزموا بما يوجب عليهم الدستور وهو ان ينتخبوا فورا رئيسا للجمهورية بحكم المادتين 73و74 وان يتوقفوا عن اي عمل تشريعي عملا بالمادة 75، وان يلتزموا بما يفرضه الميثاق الوطني وهو توزيع السلطات العليا بين رئيس للجمهورية ماروني ورئيس لمجلس النواب شيعي، ورئيس لمجلس الوزراء سني، ان الممارسة الحالية في عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية تنتهك الدستور والميثاق الوطني معا، وهذا امر مرفوض بالمطلق ومعيب بكرامة المجلس النيابي والشعب والوطن". وقال "الى جانب الصلاة التي تلهم وتساعد على الوقوف امام الله والذات والضمير ينبغي القيام بمبادرات شجاعة اذ لا احد منا الا وتأثر بمشهد الاحد الماضي، حيث رأينا قداسة البابا فرنسيس محاطا برئيسين عدوين كبيرين، الرئيس الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني يقفون للصلاة امام الله والعالم من اجل السلام في الاراضي المقدسة، وينتهون بتبادل قبلة السلام بفرح واخلاص واستعداد للمصالحة، ان هذا المشهد يمس ضمائر كل المتنازعين ويقدم لنا جميعا مثالا يحتذى به". وتابع "امام خلاص الجمهورية اللبنانية وخلاص الشعب وحقوقه عائلات وعمالا وموظفين وتلامذة ومعلمين وخلاص المؤسسات العامة ومال خزينة الدولة، تسقط كل الاعتبارات الشخصية والفئوية بل يسقط كل حق مكتسب او يعتبر كذلك، فلا بد من مبادرات شجاعة من قبل المرشحين لرئاسة الجمهورية ومن فريقي 8 و14 آذار، وكذلك من قبل الهيئات النقابية وهيئة موظفي القطاع العام اذ لا يحق لأحد ان يرمي البلاد والمؤسسات في الشلل التام". وختم "اننا نضع تحت أنوار الروح القدس، ونحن في بدايات زمن العنصرة رياضتنا الروحية ومجمعنا المقدس، واننا في الاحد المقبل سنحتفل معا بتكريس لبنان وبلدان الشرق الاوسط من جديد لقلب مريم الطاهر لكي تظل هذه المنطقة من العالم التي اختارها الله لتجلي سر الفداء عليها ارض السلام ونور الانجيل، مع الدعاء بفيض النعم الالهية علينا جميعا".

 

الخارجية الفرنسية تنفي عرضها لـ"المثالثة": للمحافظة على التوازنات في لبنان

نهارنت/أكدت الخارجية الفرنسية ضرورة المحافظة على التوازنات المنبثقة من اتفاق الطائف، وذلك رداً على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول عرض فرنسا لتطبيق المثالثة بدل المناصفة في لبنان. وفي هذا السياق، أشار الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال في حديث لصحيفة "النهار"، الأربعاء الى ان فرنسا ملتزمة التوافق اللبناني الذي تدعمه الاسرة الدولية. وأضاف أن بلاده "تشدد امام الجميع في اللقاءات العامة أو الخاصة على أهمية دعم المؤسسات اللبنانية والمحافظة على التوازنات المنبثقة من اتفاق الطائف"، نافياً أن تكون باريس قد عرضت موضوع المثالثة.

يشار الى أن السفير الفرنسي قي لبنان باتريس باولي قد علّق الإثنين على كلام نصرالله بالقول: "لن أرد على نصرالله في حديثه عن المثالثة". وكانت صحيفة "النهار"، قد كشفت الإثنين، ان السفارة الفرنسية في بيروت اتصلت بمسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي لتزويدها النص الرسمي للخطاب الأخير لنصرالله الذي قال فيه ان باريس كانت وراء طرح مشروع المثالثة مع طهران. يُذكر أن نصرالله قد أشار في كلمة له الجمعة، أن الحزب لم يطالب بالمثالثة، لافتاً الى أن "الفريق الآخر يتهم فريقنا خصوصاً الثنائي الشيعي بالسعي للمثالثة، ووصل الامر بهم للقول اننا نعطل الانتخابات الرئاسية لاننا نريد الوصول الى المثالثة". وأكد نصرالله أن أول من طرح المثالثة وفد فرنسي زار طهران، وطرح على الايرانيين الذين رفضوا الموضوع ان اتفاق الطائف لم يعد صالحا، عارضين عليهم المثالثة". وأكد "نحن خارج المثالثة ولم نفكر في هذا الامر ولم نطالب به ولا نسعى اليه". يشار الى أن المثالثة بمفهومها السياسي تعني تقاسم السلطة مثالثة بين المسيحيين والسنة والشيعة.

 

أسعد توما بيعت أرضه وهو في أستراليا… مافيا تزوير تستولي على عقارات المغتربين

النهار/تصلح قضية المواطن اسعد توما من بحبوش في الكورة نموذجاً لما يتعرض له المغتربون اللبنانيون من سطو على املاكهم وعقاراتهم من دون علم منهم، بواسطة عصابات منظمة تتولى التزوير ونقل سندات الملكية وكل التفاصيل المتصلة بها. قصة أسعد توما ليست الاولى، بل هو واحد من مئات الضحايا الذين تتولى “مافيا طويلة عريضة” عملية السطو على عقارات في لبنان، في إطار ما اصبح معروفاً بعملية الاستيلاء على اراضي المسيحيين او سرقتها او السيطرة عليها. بدأت قصة أسعد عندما اشترى قبل اندلاع الحرب عام 1974 قطعة أرض في منطقة بعبدا هي العقار رقم 4343، ليغادر بعدها الى اوستراليا في هجرة ارادها لقليل من الوقت، فاذا بها تطول كعمر الازمة اللبنانية المديدة. وخلال هذه الاعوام الطويلة حاول أسعد العودة الى وطنه الام والاستقرار فيه كلما كانت تلوح بارقة أمل بسلام وهمي، لتعود الامور الى دائرة الحروب وليهاجر مع عائلته مرة جديدة. وقبل عامين عاد الى لبنان وفكر في بيع عقاره في بعبدا، والمجاور لتلة الرهبان، بعدما ارتفعت اسعار العقارات هناك. وطلب من ابنته ايجاد الشاري وتحضير كل الاوراق اللازمة لذلك مثل افادة عقارية. لكنه فوجئ عند طلب الافادة من الدوائر العقارية في بعبدا بأن عقاره قد بيع منذ فترة وجيزة. وجنّ جنون أسعد وعائلته بعدما تبين لهم أن من استولى على العقار قام بفعلته بعدما زوّر هوية أسعد توما وطلب الاستحصال على صك ملكية “بدل عن ضائع” ليعود ويبيع العقار برمته، وكل ذلك بالتزوير! وتقول محامية توما جورجيت خضير إن احدهم انتحل شخصيته وأصدر وكالة بإسم طوني فهد النعامي من قب الياس لدى دائرة الكاتب العدل في بيروت شادي رمال. وهكذا قام النعامي ببيع العقار الى ب. ن. شاهين بسعر بخس قدره 400 الف دولار، في حين ان السعر الحقيقي للعقار يقدر بنحو مليوني دولار أميركي. قد تبدو الرواية أغرب من الخيال، لكنها تحدث يومياً في لبنان، وهناك من يقوم برصد اوضاع العقارات واصحابها ومن يقيم منهم في لبنان ومن هم خارجه، ثم يتولى تزوير الاوراق الثبوتية لمالكيها لكي يتولى في مرحلة لاحقة الاستيلاء على العقارات، صغيرة كانت أم كبيرة. بادر توما ومحاميته الى وضع اشارة على عقاره السليب، ورفع دعوى ضد النعامي المتواري، اضافة الى رفع دعاوى لاستعادة العقار لمالكه الحقيقي، ودخلت الأمور في متاهة المحاكم. ويقول توما إنه فقد كل ثقة له بالقضاء بعدما أخذت الامور تدور في حلقة مفرغة بين هذا القاضي وذلك، مع ان ارقام الهوية المزورة تختلف عن رقم هوية توما الحقيقية. وفي رأيه ان شاري العقار، وهو من سماسرة الاراضي، كان يجب ان يكون أكثر فطنة ويدرك ان السعر الذي بيع بموجبه العقار ليس السعر الحقيقي، فثمة فارق كبير بين 400 الف دولار، والسعر الحقيقي، اي مليوني دولار، وخبراء التخمين في الدوائر العقارية في بعبدا كان يجب ان يدركوا ان ثمة أمراً غير طبيعي في هذا السعر”. وتشرح المحامية خضير أن “الأمور تسير في مجراها الطبيعي رغم الدعاوى المضادة لكسب الوقت، وأنها تنتظر اتمام التبليغات لكي يبدأ القاضي بالنظر في القضية، الواضحة من الألف الى الياء”.لكن المسؤولية الرئيسية تبقى على عاتق الدولة اللبنانية التي يفترض ان تتولى مواجهة المزورين وتعمل للحفاظ على أملاك المغتربين لا أن تطالبهم بإرسال الأموال فحسب.

 

البابا فرنسيس يحذر الفاسدين وصانعي الأسلحة

حذر البابا فرنسيس "الفاسدين وعبيد السلطة وصانعي الأسلحة من نهاية غير سعيدة"، وقال: " ان هؤلاء لن ينالوا السعادة في الآخرة"، مؤكدا في "لقاء الأربعاء" المفتوح مع المصلين والسياح في ساحة الفاتيكان، أمام أكثر من 35ألف شخص من جميع أنحاء العالم ان "السلطة والغرور لا يبشران بأي خير". وذكر بأن "مخافة الله عطية من الروح القدس، تجعلنا ندرك مدى صغرنا أمامه، إنها تجعلنا نشعر قليلا كالأطفال في أحضان والدهم". واضاف "أن مخافة الله لا تظهر عبر المواقف السلبية أو التذمر، فهي لا تجعلنا مسيحيين خجولين، بل واثقين ومتحمسين، ومن هنا يجب الحرص على عدم وضع الأمل بالسلطة والغرور، فهذا لا يبشر بخير أبدا". وتوجه رأس الكنيسة الكاثوليكية الى من يمارس عملا ذا مسؤولية، قائلا "أفكر بأولئك الذين يعيشون عبيدا للعمل، أو من يستغلون الناس، فهؤلاء لا يخافون الله وليسوا سعداء، وكذلك من يقوم بتصنيع الأسلحة، فأي عمل هذا؟"، متسائلا "إن طرحت هذا السؤال فلا أحد يجيبني، لأن لا وجود هنا لتجار الموت الذين سيدركون يوما أن كل شيء سينتهي". -

 

امانة 14 آذار: للاسراع بانتخاب رئيس الجمهورية حرصا على تكامل بنية مؤسسات الدولة

 وطنية - عقدت الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الاسبوعي في حضور السادة: فارس سعيد، هرار هوفيفيان، ربى كبارة، نجيب ابو مرعي، نادي غصن، أرديم ناناجيان، الياس ابو عاصي، نوفل ضو، راشد فايد، وليد فخر الدين، سيمون ضرغام وشاكر سلامة. وجددت الامانة العامة في بيان "تمسكها بضرورة الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، ليس من باب التمسك بالموقع المسيحي الأول، فحسب، بل حرصا على تكامل بنية مؤسسات الدولة، التي ستبقى، وباستمرار، الحصن الحصين للبنانيين وحاضن إرادة العيش الواحد".

وأكد المجتمعون "تأييد الأمانة العامة مطالب هيئة التنسيق النقابية بسلسلة رتب ورواتب جديدة، لكن ذلك لا يجب أن يتنافى مع المصلحة العامة والوطنية، إذ لا يعقل أن تطالب الحكومة اليوم بحل فوري لأزمة تراكمت عقدها طوال 15 عاما، ولا يمكن أن يكون رفع الظلم عن فئة اجتماعية بتعميمه على الجميع، عن طريق تطبيق العدالة واستعادتها بطريقة أكثر إيذاء حتى للمطالبين أنفسهم من الإيذاء اللاحق بهم اليوم". ورأت "إن النيات الطيبة المزعومة التي يبديها فرقاء سياسيون تجاه هذه المطالبة لا تبعد عن إرادتهم الخفية في تصعيد الأزمات الاجتماعية للتغطية على أهداف سياسية ليس بعيدا عنها استقرار الفراغ في رئاسة الجمهورية، وتمييع العمل الحكومي، وهز مؤسسات الدولة، بعد قضم مواردها، وشحن إداراتها بالموظفين الفائضين".

واكدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار "تمسكها بحقوق الناس ومطالبهم التي هي أساس في دورها السياسي، وفي هذا السياق، تذكر الرأي العام بانها قد شاركت بنوابها في اللجنة النيابية المنبثقة عن الهيئة العامة بهدف التوصل إلى حلول بينما قاطعها نواب "حزب الله" وحركة أمل، الذين تخلفوا عن إيجاد الحلول إبان حكومة نجيب ميقاتي". وختم بيان الامانة العامة: "ان تمسك 14 آذار بالمطالب المشروعة لا يعفيها من تحمل مسؤولياتها الوطنية المرتكزة على الحفاظ على الإستقرار المالي والإقتصادي، وتعتبر أن إقرار السلسلة كما هي يؤدي إلى إعطاء المواطن بيد والأخذ منه باليد الأخرى مما يدخل لبنان في دائرة الإهتزاز المالي والإقتصادي القاتل". وهنأت الأمانة العامة قوى الأمن الداخلي "في عيدها الـ 153" وشكرتها على "الجهود التي تقوم بها".

 

النائب رياض رحال: عون يعتمد التوافقية الوصولية

وطنية - رأى عضو "كتلة المستقبل" النائب رياض رحال في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" أنه "يجب الاخذ بالاعتبار مصلحة خزينة الدولة بالدرجة الأولى لعدم الوصول إلى إفلاس، وتأمين الإيرادات لإقرار السلسلة وتنفيذ الإصلاحات، وضبط الهدر". ولفت الى أن "الشبيحة يمررون البضائع على المطار والمرفأ من دون دفع الرسوم الجمركية، فهل يستطيع الرئيس نبيه بري إيقاف هذا الهدر؟"، مشددا على أنه "يجب نزع السلاح غير الشرعي من لبنان لأنه هو الفساد بذاته، والجميع يستقوي به". وردا على سؤال عن ترحيب الرئيس بشار الأسد بالنائب ميشال عون رئيسا، اعتبر رحال أن "عون يعتمد التوافقية الوصولية، فكيف يمكن له أن يكون توافقيا عندما يؤيد حزب الله في خراب البلد، والرئيس السوري في قتل شعبه؟".وقال: "فليأخذ الأسد عون ويجعله نائبا له". وإذ شدد على أن "انتخاب رئيس للجمهورية هو أولوية، ولا يجب التشريع في غياب الرئيس". سأل: "لماذا غاب نواب 8 آذار عن جلسة انتخاب الرئيس وحضروا جلسة الثلثاء؟"، معتبرا أن "كل نائب لا يحضر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية هو خائن" . وأشار رحال الى أن "رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هو رجل دولة، فهو طرح برنامجا رئاسيا، وأعلن ترشيحه وفق الأصول، ومن ثم أعلن استعداده للانسحاب لمن لديه الحد الأدنى من قناعات 14 آذار، بالتالي هو رجل يحترم الميثاق والدستور".

 

الراعي في السينودس الماروني: لمبادرات من قبل المرشحين للرئاسة من 8 و14 آذار اذ لا يحق لاحد شل البلاد

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي سينودس الكنيسة المارونية المقدس السنوي صباح اليوم في الصرح البطريركي في بكركي برياضة روحية تستمر حتى ظهر يوم السبت المقبل في 14 الحالي ويلقي مواعظها الخوري مكرم قزح، ويشارك فيه الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وأساقفة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.

ويواصل السينودس أعماله المجمعية يوم الاثنين في 16 وتستمر لغاية مساء الخميس في 19 الحالي، على ان يصدر في نهايته البيان الختامي ويتضمن المواضيع كافة التي تم بحثها.

وافتتح البطريرك الراعي السنودس بكلمة قال فيها: "نشكر الله على انه يجمعنا بنعمة من جودته ومحبته على خير، في هذه الرياضة الروحية التي نخصص لها اربعة ايام ثم يليها انعقاد سينودس كنيستنا المقدس صباح الاثنين المقبل ولمدة اربعة ايام ايضا، فيطيب لي ان احييكم وارحب بكم ونرحب معا بالعزيز الخوري مكرم قزح، مرشد الرياضة الروحية وهي بعنوان " فرح الانجيل يملآ قلب الذين يلتقون بيسوع"، ونشكره مسبقا على التأملات التي سيلقيها علينا. نسأل الله ان يكافئه بفيض من نعمه الالهية، يوجد بين يديكم برنامج الرياضة وجدول اعمال السينودس المقدس".

اضاف: "اننا نرحب بأخينا المطران الياس عبدالله زيدان، مطرانية ابرشية سيدة لبنان لوس انجلس - سانت لويس الذي يشارك معنا للمرة الاولى، كما نرحب بالاباتي سمعان ابو عبدو المدبر البطريركي لابرشية حلب، وبالخور اسقف سيمون فضول اكسرخوس افريقيا الوسطى والغربية والزائر الرسولي على افريقيا الجنوبية، اللذين يشاركان في الرياضة الروحية واعمال المجمع من دون امكانية التصويت والانتخاب".

وتابع: "لقد اعتذر خطيا عن عدم الحضور المطران ادمون فرحات لاسباب قاهرة والمطران منصور حبيقة لدواع صحية كما يغيب بداعي السن واسباب صحية السادة المطارنة بطرس الجميل، يوسف حتي، هيكتور دويهي، مارون صادر، جوزف الخوري، روبيرت شاهين، ويوسف مسعود، اننا نذكرهم في صلاتنا ونتمنى لهم الشفاء والصحة".

وقال: "اننا نحمل بصلاتنا كل ابناء كنيستنا وبناتها ومؤسساتها في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، ونصلي مع قداسة البابا فرنسيس من اجل السلام العادل والشامل والدائم وحل النزاعات العالقة في الاراضي المقدسة، ومن اجل انهاء دوامة الحرب والعنف في سوريا والعراق ومن اجل احلال السلام فيهما بالطرق السلمية وعودة النازحين الى اراضيهم ونصلي من اجل بعضنا البعض لكي نكون رعاة مخلصين للمسيح، الكاهن الازلي والراعي الصالح للابرشيات التي اقامنا عليها الروح القدس لنبلغ بابنائها وبناتها الى معرفة الحقيقة والخلاص".

وتابع الراعي: "نصلي خلال هذه الرياضة الروحية من اجل الاستقرار في لبنان والخروج من ازماته السياسية والمعيشية والاقتصادية والامنية، نصلي لكي يمس الله ضمائر نواب الامة لكي يلتزموا بما يوجب عليهم الدستور وهو ان ينتخبوا فورا رئيسا للجمهورية بحكم المادتين 73و74 وان يتوقفوا عن اي عمل تشريعي عملا بالمادة 75، وان يلتزموا بما يفرضه الميثاق الوطني وهو توزيع السلطات العليا بين رئيس للجمهورية ماروني ورئيس لمجلس النواب شيعي، ورئيس لمجلس الوزراء سني، ان الممارسة الحالية في عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية تنتهك الدستور والميثاق الوطني معا، وهذا امر مرفوض بالطلق ومعيب بكرامة المجلس النيابي والشعب والوطن". وقال: "الى جانب الصلاة التي تلهم وتساعد على الوقوف امام الله والذات والضمير ينبغي القيام بمبادرات شجاعة اذ لا احد منا الا وتأثر بمشهد الاحد الماضي، حيث رأينا قداسة البابا فرنسيس محاطا برئيسين عدوين كبيرين، الرئيس الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني يقفون للصلاة امام الله والعالم من اجل السلام في الاراضي المقدسة، وينتهون بتبادل قبلة السلام بفرح واخلاص واستعداد للمصالحة، ان هذا المشهد يمس ضمائر كل المتنازعين ويقدم لنا جميعا مثالا يحتذى به".

وتابع: "امام خلاص الجمهورية اللبنانية وخلاص الشعب وحقوقه عائلات وعمالا وموظفين وتلامذة ومعلمين وخلاص المؤسسات العامة ومال خزينة الدولة، تسقط كل الاعتبارات الشخصية والفئوية بل يسقط كل حق مكتسب او يعتبر كذلك، فلا بد من مبادرات شجاعة من قبل المرشحين لرئاسة الجمهورية ومن فريقي 8 و14 آذار، وكذلك من قبل الهيئات النقابية وهيئة موظفي القطاع العام اذ لا يحق لاحد ان يرمي البلاد والمؤسسات في الشلل التام". وقال:"اننا نضع تحت أنوار الروح القدس، ونحن في بدايات زمن العنصرة رياضتنا الروحية ومجمعنا المقدس، واننا في الاحد المقبل سنحتفل معا بتكريس لبنان وبلدان الشرق الاوسط من جديد لقلب مريم الطاهر لكي تظل هذه المنطقة من العالم التي اختارها الله لتجلي سر الفداء عليها ارض السلام ونور الانجيل، مع الدعاء بفيض النعم الالهية علينا جميعا".

 

سلام استقبل وفدي البنك الاوروبي واهالي المفقودين وزير المال التركي: استقرارلبنان مهم لنا وللمنطقة

وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير المال التركي محمد شمشيك على رأس وفد استشاري مالي، في حضور سفير تركيا في لبنان اينان اوزلديز وتم عرض للاوضاع والتطورات.

بعد اللقاء قال شمشيك: "انا مسرور لوجودي في لبنان ولقائي رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على الرغم من جدول اعماله الحافل، ولقد كان اللقاء منتجا جدا وزيارتي هي لتشجيع الاستثمار والتجارة بين البلدين".

اضاف: "لبنان بلد حليف جدا وشريك استراتيجي لتركيا وامن واستقرار لبنان ليس مهما بالنسبة الينا فقط وانما للمنطقة.

البنك الاوروبي

واستقبل سلام وفدا من البنك الاوروبي للاستثمار برئاسة نائب الرئيس فيليب دو فونتان فيف في حضور سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان انجلينا ايخهورست والوزير السابق عدنان القصار، واطلع الوفد الرئيس سلام على اهتمامه بتمويل القطاع الخاص اللبناني، وخصوصا الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم ومشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

اهالي المفقودين

كما استقبل وفدا من لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين التي تضم عددا من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني التي تتابع الملف.

بعد اللقاء تحدثت باسم اللجنة السيدة وداد حلواني فقالت:"اتينا اليوم كلجنة وعدد من هيئات المجتمع المدني لنؤكد تمسكنا بالقرار التاريخي الذي صدر عن مجلس شورى الدولة والذي أعطى أهالي المفقودين والمخطوفين الحق في استلام نسخة عن التقرير الذي وضعته اللجنة الرسمية للاستقصاء عن جميع المخطوفين والمفقودين، ملف التحقيقات الذي صدر في تموز من العام 2000 الذي لم نعط كلجنة أهال وكهيئات مجتمع مدني معنية بالموضوع هذا الملف ولجأنا بعد أن تمنعت ورفضت رئاسة مجلس الوزراء اعطاءنا هذه الملف فانصفنا مجلس شورى الدولة بالقرار التاريخي الذي صدر في شهر آذار الماضي".

أضافت: "جئنا لنقول للرئيس سلام بأننا متمسكون بهذا القرار، خصوصا وانه مدعوم من كل المواثيق والمعاهدات الدولية والتي وافق على معظمها لبنان فكل الارض ممهدة لتنفيذ هذا القرار وبالتالي جئنا لنطلب من دولة الرئيس سحب الاستدعاء المقدم من قبل هيئة القضايا لإعادة المحاكمة ومنع تنفيذ هذا القرار، وقلنا لدولة الرئيس بالفم الملآن إننا نتمسك بالقرار القضائي الهام جدا وطلبنا منه أن يتمسك به معنا ايضا، وشددنا على وقف طلب الاستدعاء باعادة المحاكمة لأننا نرفض بأن يعود هذا الملف من الساحة القضائية ومن قرار مجلس شورى الدولة وعدم جر هذا الملف الى الساحة السياسية والتنازع والبازار السياسي بين القوى السياسية الموجودة".

 

جعجع استقبل غانم معزيا وتلقى اتصالات وبرقيات تعزية من سفراء وشخصيات

وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب النائب روبير غانم، معزيا بوفاة والده فريد جعجع. وتلقى جعجع اتصالات تعزية من السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، سفير لبنان في روما جورج خوري، رئيس الاتحاد الماروني العالمي سامي خوري، رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، القاضي سليم عازار، زاهر وليد عيدو. كما وصلت برقيات تعزية من: السفير التركي في لبنان إينان أوزيلديز، السفير التشيكي في لبنان سفاتوبلوك كومبا، النائب محمد الصفدي، السيدة نازك رفيق الحريري، رئيس مجلس إدارة النادي اللبناني للسيارات والسياحة ATCL فؤاد جميل الخازن، القائم بأعمال سفارة لبنان لدى تونس بشير طوق.

 

عون استقبل حلو ورئيس "المردة" فرنجيه: من يعطل انتخاب الرئيس الإنقسام العمودي ولا رئيس ما لم يكن قويا

 وطنية - استقبل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية النائب هنري حلو. بعد اللقاء، قال حلو: "إن اللقاء كان إيجابيا، وتناول مواضيع عدة، لا سيما موضوع الرئاسة".

ولم يشأ الإجابة عما إذا كان النائب وليد جنبلاط لا يزال يريد ترشيحه، معتبرا أنه لا يزال "مرشحا"، وأنه سينتظر "الأيام المقبلة ليرى ما ستؤول إليه الأمور".

فرنجيه

واستقبل عون رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجيه، يرافقه الوزير السابق يوسف سعاده، واستبقاهما إلى مائدة الغداء. بعد اللقاء، قال فرنجيه: "زيارتنا لدولة الرئيس العماد ميشال عون اليوم، هي زيارة عائلية، كما جرت العادة. لقد تطرقنا في حديثنا إلى الأمور الراهنة، ويمكننا القول إننا والعماد عون وجهة نظرنا واحدة لتلك الأمور. ومن المؤكد أنه لا يخفى أبدا على العماد عون من هو صادق، ومن هو كاذب في هذا البلد. لذلك، نعتبر أننا نخوض مع العماد عون المعركة نفسها، فانتصاره هو انتصارنا، وخسارته هي خسارتنا". أضاف: "أتينا اليوم لنؤكد دعمنا له، كما سبق أن قدمنا إليه هذا الدعم الدائم من خلال وسائل الإعلام في مختلف المراحل. وقد سرِرت بأنه ليس موهوما بما يحصل من أمور، أو حتى بما يحاولون إيهامه به، فهو ينظر إلى الأمور بنسبة 99 في المئة، كما ينظر إليها حلفاؤه الحقيقيون في هذا البلد، وهذا ما يشعرنا بالإطمئنان".

حوار

سئل: هل أطلعك العماد عون بأنه ما زال ينتظر جواب الرئيس سعد الحريري؟ وهل هذا ما قصدت به بأنه ليس موهوما؟ وهل ستشاركون في الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية، إذ أن هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين تتهمكم بتعطيل الموقع المسيحي الأول في حين أنكم تصرحون أكثر من مرة بحرصكم على هذا الموقع؟ أجاب: "لا يوجد ما يدعى موقع مسيحي أول، يوجد ممثل للمسيحيين، وإن أرادوا فعلا أن يحافظوا على الموقع المسيحي الأول، فليأتوا بمن يمثل فعليا هذا الموقع. ومن يهمه الموقع المسيحي الأول، لا يلجأ إلى انتخاب مسيحي ضعيف، بل يسعى إلى وصول مسيحي قوي. أنا أؤمن بالممثلين المسيحيين الحقيقيين، في حين أن المواقع هي فقط إدارية. لا نبحث عن رئيس كي يذهب إلى الخارج فقط ويستقبله رؤساء الدول في صالونات الشرف، بل نبحث عن الممثل الحقيقي والشريك الفعلي في هذا البلد".

سئل: إذا، لماذا لا تذهبون إلى التصويت لمرشحكم القوي في شكل ديموقراطي؟

أجاب: "لقد سبق وعلقنا على هذا الموضوع. لقد نجح فريق "14 آذار" بالمناورة في هذا الأمر أكثر منا. وأريد الإجابة عن هذا السؤال، بسؤال آخر: "لو كان لفريقنا 65 صوتا مضمونا، وذهبنا إلى مجلس النواب، هل كان شارك فريق "14 آذار" في جلسة التصويت؟. أعتقد أنهم كانوا ليقاطعوا ويعمدوا إلى نسف النصاب".

سئل: يمتحنكم فريق "14 آذار" في هذا الموضوع، فلماذا ترفضون المشاركة؟

أجاب: "إنها طريقة متبعة لإدارة المعركة، قسم كان مع المشاركة في الجلسة والتصويت، في حين أن قسما آخر كان معارضا للذهاب إلى الجلسة، ولكن دعونا لا نضحك على الشعب اللبناني ونقول له: إذا ذهب الفريقان إلى الجلسة سيربح الشاطر. إن الشعب اللبناني لا يرضى بالإستمرار بإهانة ذكائه في هذا الموضوع. أنا أعارض ما قاله (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير) جعجع، بأننا إذا استمررنا بالتصويت، سيأتي يوم وننتخب رئيسا. هناك حقيقة واضحة، إذا أردنا التصويت كل يوم في الجلسة ولو بعد سنة لن نستطيع انتخاب رئيس للجمهورية في هذا الوضع القائم، ففريقنا لديه 58 نائبا، وفريق "14 آذار" لديه 56 نائبا، إضافة إلى النواب الوسطيين الذين لن يغيروا تصويتهم. إذا، أعتبر أن طريقة إدارة المعركة كان يمكن أن تكون أفضل، ولكن لا يجب أن نضحك على الشعب اللبناني من خلال إيهامه بما ستكون النتيجة. إن هذه النتيجة ستكون كما هي، مرسومة الخريطة السياسية في هذا البلد".

سئل: بالأمس، من خلال تعطيل "14 آذار" لجلسة سلسلة الرتب والرواتب، قد أوصلوا هذا التعطيل في مجلس النواب إلى حده الأقصى، وهذا العمل قد يؤدي بحسب كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تعطيل في عمل الحكومة، فكيف ترون هذه المقاطعة؟

أجاب: "نحن في بلد طائفي ومذهبي، وكل المقاعد النيابية موزعة مذهبيا. كما أن الحكومة أيضا موزعة مذهبيا، والخريطة السياسية موجودة ضمن هذه المذاهب. ومن الطبيعي أن أي تعطيل لمؤسسة معينة ستتبعه ردة فعل على هذا التعطيل. وأعتقد أنه لا يجب أن نتعاطى مع الأمور بسلبية. إذا تعطل مجلس النواب بطريقة سياسية، ستعطل الحكومة بطريقة سياسية أيضا بغض النظر عن الحق والقانون في هذا الموضوع. كما أعتبر أنه إذا تعطل مجلس النواب سيتعطل بطريقة سياسية حتى ولو استحضرنا كل الأعذار الدستورية والقانونية، فالمقصود من هذا الموضوع سياسي بحت، حيث سيكون هناك تعطيل سياسي للحكومة وفق الأعذار نفسها التي أعطيت لتعطيل مجلس النواب".

سئل: ستتقدم الإنتخابات النيابية على موضوع الإنتخابات الرئاسية، خصوصا في 20 آب وما بعده، فكيف ستواكبون هذه المرحلة؟ وهل العماد عون على أتم الاستعداد لخوض المعركة؟

أجاب: "الجميع مستعد لخوض معركة النيابة في مجلس النواب، ولكن حتى ذلك الحين، فلنكن حرصاء على مصلحة الدولة، ونرى طريقة لإخراجها مما هي فيه، كأن نعيد إحياء المؤسسات ونسعى إلى الاتفاق على رئيس جمهورية فعلي يكون قويا في لبنان ويمثل الشريحة الذي هو مكون منها في الأساس. وبهذه الطريقة يمكن أن نعيد إحياء المؤسسات في شكل أسرع. ولطالما قالوا لنا إننا إذا لم ننتخب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، نكون بذلك نعطل الإستحقاق الرئاسي. ولكن لماذا لا يأتون هم وينتخبون العماد عون ويقومون هم بإنهاء التعطيل؟".

سئل: برأيك، كيف ستتنتهي الأزمة؟ هل بمسعى خارجي؟ وبمن ستأتي؟

أجاب: "ما يؤسفنا فعلا هو أن يتكرر ما حصل لنا في الماضي. لقد كنا عند أي تعطيل، أو عندما لا يتم انتخاب رئيس، يقع حدث ما ليعجل الأمور. يتحدث الجميع اليوم عن صناعة رئيس من الداخل. لذلك، إذا كنا قادرين على الإتفاق على شخصية الرئيس فليتم الإختيار من دون إحداث أي مشكلة داخلية. نحن اليوم سنقوم بانتخاب رئيس ماروني وقوي، يكون شريكا فعليا في هذه الدولة، وهو سيأتي بالتأكيد. ولكن الإتيان به، قد يكون بعد أزمة أو نتيجة توافق. وأنا أتمنى أن يأتي بتوافق".

سئل: هل ستجرى الإنتخابات النيابية قبل التوافق على رئيس؟

أجاب: "لا يمكننا الحديث عن هذا الأمر قبل التفاوض والتحدث مع فريقنا السياسي لنرى ما ستؤول إليه الأمور".

سئل: فلنسأل عن دور بكركي في احتدام الأزمة، وكيف يفترض أن تواكب أو كيف تراها تواكب هذه المسألة؟

أجاب: "أنا مع أن تبقى بكركي أكبر وأعلى من كل هذه الخلافات، وأن تطرح مبادىء من دون أن تتدخل في التفاصيل".

سئل: هل لديك أسماء المرشحين الذين هم من خارج المطروحين؟

أجاب: "لقد كذبوا بالأمس، وقالوا إن لا لائحة لديهم. أنا لا أتصور أن يأتي أي رئيس جمهورية للبنان من دون أن يكون حتما تحت غطاء بكركي، وسيكون انتماؤه الديني حتما لها، وستكون بكركي الشمسية المعنوية له. لقد رأيت بالأمس أن بكركي أصدرت بيانا جاء فيه بأنها لم ولن تتبنى أي مرشح رئاسي. وأنا أرى أن الموقف الذي اتخذته هو الموقف الصحيح، وأدعمه، لأن أي رئيس سيأتي في النهاية سيكون تحت غطائها".

قيل له: بكركي مستاءة من الذين يعطلون الإنتخابات الرئاسية وأنتم تعطلون.

أجاب: "من يعطل الإنتخابات الرئاسية هو الوضع وعملية الإجبار، وبالتالي، الإنقسام العمودي الموجود ضمن المسيحيين وفي لبنان. لذلك أعود وأؤكد إن أي أحد سيتهمنا بالتعطيل، سأقول له إن ترشيح سمير جعجع هو في حد ذاته تعطيل لانتخابات رئاسة الجمهورية. يمكن أن يقال إن عدم نزولنا إلى المجلس هو تعطيل لانتخابات الرئاسة ولكنني أسأل إذا نزلنا وشاركنا في جلسة الإنتخاب، فهل سيكون هناك رئيس؟ أنا أقر بأنهم نجحوا أكثر منا في تكتيك المعركة، ولكني أرى أن الرئيس لن يكون إلا توافقيا، أي ضمن وفاق كامل متكامل في الدولة وفي جو أشد هدوءا من الذين نحن فيه كي ننتقل إلى مرحلة جديدة. هذا ما أراه، أما البقية بالنسبة إلي فعبارة عن تفاصيل".

وسأل: "لماذا لم يكونوا من هم حرصاء على موقع الرئاسة اليوم، حرصاء لهذه الدرجة في المرة الماضية في الخلاف الذي حصل على الإنتخاب بين الرئيس الأسبق إميل لحود والرئيس السابق ميشال سليمان؟ لماذا لم يكونوا حرصاء على موقع الرئاسة في نهاية عهد الرئيس إميل لحود؟ وكانوا يريدون احتلال قصر بعبدا؟ ولماذا عندما رحل الرئيس أمين الجميل إلى فرنسا وكان العماد ميشال عون عندها رئيسا للحكومة، لم يبدوا حرصهم على موقع الرئاسة لمدة عامين؟ فقسموا الدولة، وقسموا الجيش، ولم يتركوا شيئا لم يفعلوه".

وختم: "ها نحن نراهم اليوم قد باتوا حرصاء على موقع الرئاسة، وعلى عجلة من أمرهم لانتخاب رئيس. لقد باتوا حرصاء لأن فريق 14 آذار في لبنان بات يعلم أن مشروعه الذي يمتد في كل المنطقة بدأ يخسر. كما يعرف أنهم إذا أتوا اليوم برئيس وسطي، فإنهم في الاستحقاق المقبل لن يكونوا قادرين على الإتيان برئيس وسطي، إنما سيأتي رئيس يكون أقرب إلى فريقنا السياسي. إذا، بما أن الوقت لم يعد لصالحهم نراهم ينادون ويتأففون ويصرخون حرصا على موقع الرئاسة. لذلك، أعتبر أنه لن يكون هناك رئيس في لبنان ما لم يكن قويا ويمثل الشريحة التي ينتمي إليها، وسيأتي وقت نذكر فيه بعضنا في هذا الأمر. وشخصيا، لا أريد أن أستعجل لكي يصل رئيس ضعيف لا يمثلنا.

 

سلام: لو أن التعطيل يفيد انتخاب الرئيس لكنت أول المعطلين

نهارنت/أكد رئيس الحكومة تمام سلام أنه لا يريد "تحدي أحد" بالنسبة لصلاحيات رئاسة الحكومة، مردفاً أنه " لو كان التعطيل يفيد في انتخاب رئيس للجمهورية لكنت أول المعطلين".

وأعرب سلام في حديث لصحيفة "المستقبل"، الأربعاء، عن تفاؤله حيال جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها الخميس، مؤكداً أنّ "أجواء الاتصالات التي أجريت بهذا الخصوص جيدة". وقال: "أنا أتشاور مع الجميع ولا رغبة لدي في أن أغيّب أحداً، لا سيما وأنّ الظرف الراهن صعب على الجميع". وإذ لفت سلام الى أن الدعوة لانعقاد مجلس الوزراء ووضع جدول الأعمال من صلاحيات رئيس المجلس ولا أحد يقاسمه بها، أكد أنه لا يريد "تحدي أحد". وأوضح: "أنا منفتح على الجميع وحريص على منح الوزراء مهلة زمنية للاطلاع على جدول أعمال المجلس، لعل أحدهم يبدي رأياً أو يلفت الانتباه إلى أمر معيّن كنا قد أغفلناه سهواً".

وبالنسبة لموضوع إعلان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رفضه استمرار عمل الحكومة لفترة زمنية غير محددة في ظل الشغور الرئاسي، رأى سلام أن الحكومة ليست في وارد أن "تشيل الزير من البير" أو القيام بما هو خارج المألوف، لكن في المقابل لا يمكن تعطيل مصالح الناس. وأضاف: "لو كان التعطيل يفيد في انتخاب رئيس للجمهورية لكنت أول المعطلين"، مردفاً أن الدستور أناط بنا صلاحيات رئيس الجمهورية وكالةً لكي نتصرف فيها بعناية لا بعفوية". ودعي مجلس الوزراء الى الانعقاد الخميس عند العاشرة صباحاً في السرايا بناء على جدول اعمال سابق في 30 أيار الفائت ولـ"متابعة مناقشة كيفية عمل مجلس الوزراء". وكان سلام قد حذّر الإثنين، من مخاطر تعطيل السلطتين التشريعية والتنفيذية بذريعة الضغط لانتخاب رئيس للجمهورية.

وإذ أمل في أن يتمّ انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، اعتبر أن "هذه الغاية لا تتحقق عبر تعطيل العمل التشريعي والتنفيذي وشَلّ مصالح الناس". من جهة ثانية، كشف سلام لـ"المستقبل" أنه عندما تلقى هو و(رئيس مجلس النواب) نبيه بري دعوة رسمية مصرية لحضور حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي سارع إلى التنازل عن الزيارة وعدم الإقدام على هذه الخطوة "لأنه من غير اللائق أن يتمثل لبنان في الحفل برئيسين مسلمين في غياب الرئيس المسيحي". وأضاف: "فوراً اتصلت بالرئيس بري وأبلغته برغبتي في المشاركة لكنني كلفت نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل أن يحضر المناسبة ليكون هناك توازن مسيحي مسلم في التمثيل اللبناني، كما أنني أبديت للجهات المصرية اعتذاري عن عدم المشاركة وأعلمتهم بقراري إيفاد نائب رئيس مجلس الوزراء للمشاركة في المناسبة لأنه لا يجوز غياب المكون المسيحي عن أي مناسبة يتمثل فيها لبنان". ودخل لبنان في الاسبوع الثالث من الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار. ووفق الدستور فإن الحكومة مجتمعة تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال الفراغ.

 

تيار المردة يسعى لـ"تسهيل الامور والاتفاق على آلية عمل الحكومة"

نهارنت/يعمل "تيار المردة" على "تسهيل الامور" في ما خص الاتفاق على آلية عمل مجلس الوزراء في ظل الشغور في سدة الرئاسة الاولى والسعي الى التوافق على عدد الوزراء المفترض ان يوقعوا على المراسيم.وفي حديث الى صحيفة "السفير"، الاربعاء، أكد وزير الثقافة، عن "المردة"، ريمون عريجي ان الاتجاه هو نحو "تسهيل الامور، ومواقفنا لا تختلف كثيرا عن رؤية رئيس الحكومة تمام سلام من حيث التوافق على ما يمكن التوافق عليه واصداره بقرارات ومراسيم والتوقيع عليها، وارجاء المختلف عليه الى حين التوافق". الا انه لفت الى مسألة التوقيع على المراسيم وعدد الوزراء المفترض ان يوقعوا، معتبراً ان هذا الامر يمكن التوافق عليه "اذا توافرت نية التسهيل لا التعطيل". وأوضح قائلاً "يمكن الاتفاق على ان يوقع العدد الاكبر من الوزراء على المراسيم اذا لم يتم توقيع جميع الوزراء، ففي النهاية كل شيء في مجلس الوزراء يتم اساساً بالتشاور لا بالفرض، خاصة اننا لسنا خبراء دستوريين ولا توجد مرجعية دستورية محددة يمكن ان تفتي في الموضوع بشكل واضح ومقبول من الجميع". ومن المتوقع ان ينعقد مجلس الوزراء الخميس لاستكمال البحث في آلية عمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي وانتقال صلاحيات الرئيس إليه دستوريا، بعد ان كان قد أخفق في ذلك في جلسات عدة. واثر الجلسة الحكومية الثلاثاء الفائت، أعلن وزير الاعلام رمزي جريج ان "المجلس سيعالج بالاجماع القضايا بروح المسؤولية الجماعية التي تكرست في مداخلات الوزراء، وبالتركيز على كل ما فيه المصلحة الوطنية ومواكبة المستجدات والاستحقاقات والقضايا الملحة". وأوضح جريح "ان مجلس الوزراء سيقوم باعماله وفق النصوص الدستورية وفي اطار توافقي، تحسسا بالظروف السياسية القائمة وللتعجيل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وناقش المجلس "آلية تطبيقه للمواد التي تحدد الصلاحيات التي اعطاه اياها الدستور في المادة 62 وكالة عن رئيس الجمهورية" بحسب جريج. ودخل لبنان في الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار. ووفق الدستور فإن الحكومة مجتمعة تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال الفراغ.

 

الأسد: نرحب بانتخاب عون رئيسا وما يراه السيد في لبنان

رأى الرئيس السوري بشار الأسد أن "الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لم يعّبر يوماً سوى عن تعاطف ودعم لن تنساه سوريا ولا السوريون"، مضيفاً: "ما يراه السيد في لبنان نراه". جريدة الأخبار التي التقت الأسد قالت: "يبدو الجنرال ميشال عون الأقرب الى قلب الاسد وذهنه في معركة الانتخابات الرئاسية. ثمة روايات تنعش ذاكرة الاسد في الحديث عن عون، بينها موقف الجنرال حين جاء معزياً بشقيق الرئيس، وكيف صالح احد اكبر الضباط السوريين الذي كان مسؤولاً في لبنان اثناء انتفاضة عون ضد سوريا". وقال الأسد: "مذاك كشف عون عن طينة رجل نزيه وشريف خاصم بشرف وتصالح بشرف وبقي وفياً لموقفه حيالنا، رغم كل العواصف والإغراءات". وأضاف: "نحن لا نتدخل في شأن اي دولة عربية، لكننا نرحب بانتخاب عون رئيساً لما فيه مصلحة لبنان اولاً ومصالح علاقات الأخوة. ونعرف عنه انه وطني لا طائفي ومؤمن بالمقاومة والعروبة". سامي كليب صحيفة الأخبار

 

فرنجية: ندعم عون ونخوض معه معركة واحدة

أشار رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية إلى نه "ليس خافياً على العماد ميشال عون من الصادق ومن الكذاب في هذا البلد". وقال فرنجية بعد لقائه رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في الرابية، "نخوض معركة واحدة مع الجنرال ميشال عون ربحه ربحنا وخسارته خسارتنا في هذه المرحلة"، مضيفاً "جئنا لنبلغه دعمنا اليوم بعد أن أبلغناه دعمنا في الاعلام سابقاً، وأنا فرح بأن العماد عون غير موهوم بما يحصل بل هو يرى الأمور كما يراها 99% من حلفائه". وأشار تصريح النائب سليمان فرنجية بعد لقائه العماد ميشال عون إلى أنه "لا يوجد موقع مسيحي أول بل يوجد ممثل للمسيحيين، اذار ارادوا أن يكونوا فعلاً مع الموقع المسيحي الأول فليأتوا بمن يمثل فعليا هذا الموقع، ومن يهمه الموقع المسيحي الأول لا يملأه بمسيحي ضعيف بل بمسيحي قوي"، وعبّر عن إيمانه بالممثلين المسيحيين الحقيقيين، معتبراً أن المواقع هي مواقع إدارية فقط، ونحن نبحث عن الممثل الحققي والشريك الفعلي في هذا البلد". وفي رد على سؤال، قال فرنجية: "قوى 14 اذار عرفت كيف تناور أكثر منا ولو نحن لدينا 65 صوتاً مضمونين وذهبنا إلى مجلس النواب، كانت قوى 14 ستقاطع الجلسات لإنتخاب رئيس للجمهورية". واعتبر فرنجية أن "طريقة إدارة المعركة كانت تستطيع أن تكون أفضل، ولا يجب أن نضحك على الشعب اللبناني ونقول له كيف ستكون النتيجة"، مؤكداً أن النتيجة ستكون بحسب الخريطة السياسية في البلد". ولفت إلى أننا في بلد طائفي ومذهبي وكل المقاعد النيابية موزعة مذهبياً والحكومة موزعة مذهبياً واليوم الخريطة السياسية ضمن هذه المذاهب"، مضيفاً "لا تستطيع أن تعطيل مؤسسة معينة دون أن يكون هناك ردة فعل بهذا الموضوع"، داعياً إلى عدم التعاطي مع الأمور بسلبية. وأشار فرنجية إلى أن "في حال تعطل مجلس  النواب بطريقة سياسية، ستعطل الحكومة بطريقة سياسية بغض النظر عن الحق والقانون بهذا الموضوع". وتابع "مستعدون لخوض معركة نيابية، لكن لنكن حرصاء في الدرجة الأولى على مصلحة البلد". وقال: "سيكون هناك رئيس ماروني وقوي وشريك فعلي في البلد ويستطيع أن يأتي هذا الرئيس بأزمة أو بالتوافق ونحن نتمنى أن يأتي رئيس الجمهورية بالتوافق". وأضاف "أنا مع أن تبقى بكركي أعلى من الخلافات وتطرح المبادئ ولا تتدخل في التفاصيل"، وتابع "ان أي رئيس للجمهورية سيأتي سيكون حتما تحت غطاء بكركي وحتماً سيكون انتمائه الديني إلى بكركي، وبكركي بمثابة "الشمسية" المعنوية له".

 

تيار المردة يسعى لـ"تسهيل الامور والاتفاق على آلية عمل الحكومة"

نهارنت/يعمل "تيار المردة" على "تسهيل الامور" في ما خص الاتفاق على آلية عمل مجلس الوزراء في ظل الشغور في سدة الرئاسة الاولى والسعي الى التوافق على عدد الوزراء المفترض ان يوقعوا على المراسيم. وفي حديث الى صحيفة "السفير"، الاربعاء، أكد وزير الثقافة، عن "المردة"، ريمون عريجي ان الاتجاه هو نحو "تسهيل الامور، ومواقفنا لا تختلف كثيرا عن رؤية رئيس الحكومة تمام سلام من حيث التوافق على ما يمكن التوافق عليه واصداره بقرارات ومراسيم والتوقيع عليها، وارجاء المختلف عليه الى حين التوافق". الا انه لفت الى مسألة التوقيع على المراسيم وعدد الوزراء المفترض ان يوقعوا، معتبراً ان هذا الامر يمكن التوافق عليه "اذا توافرت نية التسهيل لا التعطيل". وأوضح قائلاً "يمكن الاتفاق على ان يوقع العدد الاكبر من الوزراء على المراسيم اذا لم يتم توقيع جميع الوزراء، ففي النهاية كل شيء في مجلس الوزراء يتم اساساً بالتشاور لا بالفرض، خاصة اننا لسنا خبراء دستوريين ولا توجد مرجعية دستورية محددة يمكن ان تفتي في الموضوع بشكل واضح ومقبول من الجميع". ومن المتوقع ان ينعقد مجلس الوزراء الخميس لاستكمال البحث في آلية عمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي وانتقال صلاحيات الرئيس إليه دستوريا، بعد ان كان قد أخفق في ذلك في جلسات عدة. واثر الجلسة الحكومية الثلاثاء الفائت، أعلن وزير الاعلام رمزي جريج ان "المجلس سيعالج بالاجماع القضايا بروح المسؤولية الجماعية التي تكرست في مداخلات الوزراء، وبالتركيز على كل ما فيه المصلحة الوطنية ومواكبة المستجدات والاستحقاقات والقضايا الملحة". وأوضح جريح "ان مجلس الوزراء سيقوم باعماله وفق النصوص الدستورية وفي اطار توافقي، تحسسا بالظروف السياسية القائمة وللتعجيل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وناقش المجلس "آلية تطبيقه للمواد التي تحدد الصلاحيات التي اعطاه اياها الدستور في المادة 62 وكالة عن رئيس الجمهورية" بحسب جريج. ودخل لبنان في الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار. ووفق الدستور فإن الحكومة مجتمعة تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال الفراغ.

 

عون يغازل بري وجنبلاط يضرب المسمار ما قبل الأخير

موقع 14 آذار/بات واضحاً عدم رغبة النائب وليد جنبلاط في الوصول إلى تسوية تقضي الاتفاق على النائب ميشال عون كرئيس للجمهورية بحسب تصريحاته الأخيرة، وتقول مصادر لموقع "14 آذار" أن "الجناح الاخر الذي سيهبط طائرة عون الرئاسية إعلان الرئيس نبيه بري رسمياً دعمه لمرشح توافقي غير عمودي كعون". ولفتت إلى أن "عون منزعج من موقف جنبلاط الأخير، ويحاول قدر المستطاع ابقاء العلاقة شبه سليمة مع بري حتى لا يضرب المسمار الأخير في نعش حملته الرئاسية عبر غزل من تحت الطاولة عن طريق "حزب الله" وباتصالات مباشرة"، واضافت: "في نهاية المطاف سيفهم عون أن لا امكانية لجلوسه على كرسي رئاسة الجمهورية".

 

حوارنا مع "الوطني الحر" تحت سقف "14 آذار"/حــــــوري: "الـــــرئاسة" اولوية

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان "اتفاق الاثنين المفترض بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة يتحدث عن توازن دقيق بين الواردات والمدفوعات في السلسلة، وما وصلنا إليه وما كان بين ايدينا لا يعكس تماما هذا التوازن، هناك طرح للواردات ربما مبالغ به ومضخم، وبالتالي هناك عجز واضح في ما هو مقترح، وهذا ما دفعنا الى اتخاذ الموقف بعدم تسهيل إقرار مثل هذا المشروع لأنه سيزيد الأمور تعقيداً". وقال في تصريح "مشروع موازنة 2014 الذي قدمه الوزير علي حسن خليل الى مجلس الوزراء يشمل عجزا واضحا، والسلسلة من دون توازن دقيق ستضيف الى العجز عجزا ولن نكون شهود زور لاتمامه". وعن الحوار مع "التيار الوطني الحر" قال "هناك انتقادات متبادلة بين الطرفين وهذا امر طبيعي، لكن هناك حوار جاري وليس من المطلوب ان نختلف على كل شيء او ان نتفق على كل شيء، وعلينا النظر الى طريقة معالجة ازمات المواطن الللبناني". واوضح حوري ان "الحوار لا يزال مستمراً ودقائقه محصورة جداً بين المتحاورين وهو إنعكس إيجابا على الوضع العام في تشكيل الحكومة او التعيينات او الخطة الامنية، اما في موضوع رئاسة الجمهورية بالذات فإن موقفنا واضح ونحن نحاور تحت سقف "14 آذار" ولن يكون لنا اي قرار خارج 14 آذار". وعن لقاء الرئيس الحريري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط قال "الرئيس الحريري لم يكن إلا صاحب يد ممدودة والنائب جنبلاط رقم اساسي في المعادلة السياسية في لبنان، ولا احد له مصلحة إلا بالتواصل معه، وما طرحه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع منذ يومين فيه الكثير من الإيجابية ونأمل ان تتنامى هذه الإيجابيات وصولا الى حل في موضوع رئاسة الجمهورية". وختم حوري "اولوية انتخاب رئيس للجمهورية تتقدم على اي اولوية اخرى، وهذا الإنتخاب سيفتح افاقا واسعة امام الكثير من الإيجابيات ويعيد نمط الحياة السياسية في البلد الى حيث يجب ان تكون". 

 

النائب أمين وهبي لـ”السياسة”: عون يريد شق صفوف “14 آذار”

بيروت – “السياسة”: رأت مصادر نيابية في “14 آذار” أن أزمة انتخاب رئيس للجمهورية مرشحة لأن تطول إلى ما بعد سبتمبر المقبل, ما لم يتلقف فريق “8 آذار” مبادرة مرشح “14 آذار” رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بروح إيجابية. وفي هذا السياق, دعا عضو كتلة “المستقبل” النائب أمين وهبي عبر “السياسة”, “جميع القوى السياسية إلى ألا يبخلوا في التواصل والحوار من أجل إيجاد كوة في هذا الجدار المسدود”, معتبراً تعاطي جعجع مع الاستحقاق الرئاسي جدياً إلى أبعد الحدود, لأنه طرح مبادرات مرنة ومسؤولة. وقال إن “الكرة أصبحت في ملعب فريق 8 آذار, الذي يحاول أن يفرض شروطه على الآخرين”, مستغرباً “عدم إعلان 8 آذار موقفاً واضحاً حول مبادرة جعجع, فإذا استمر بنسف الحلول, فعليه تقع مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي”. وعن الكلام بشأن تجميد الوضع الحالي إلى حين الاتفاق على انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً, قال: “ميزة النائب فرنجية أنه صريح, لكنه في المقابل لا يمكن أن يكون مرشح تسوية, فعلاقته بالنظام السوري ودفاعه الدائم عن خطه السياسي يجعلانه أحد أبرز أركان الفريق المتحالف مع نظام الأسد”. ورأى وهبي أن “الحل في خيارات مبادرة جعجع الثلاثة: إما القبول بالمنافسة بين جعجع وعون, ومن يفز نقل له مبروك, وإما أن يلتقي جعجع وعون أو الرموز الأساسية في البلد على مرشحين اثنين مؤهلَيْن لإدارة الدولة اللبنانية والانفتاح على الآخرين, وإما ثالثاً أن يقول عون ماذا يريد ويطرح برنامجه, فربما نجد فيه بعض الميزات التوافقية ونجاريه فيها, لكنه للأسف يعمل حتى الآن على شق 14 آذار, ويريد من الرئيس سعد الحريري أن يتحالف معه من دون سائر أطراف الفريق, ليصبح رئيساً للجمهورية وتصبح 14 آذار في خبر كان, لكن هذه الخطة لم ولن تنطلي علينا”.

 

14 آذار": النيّات الطيّبة المزعومة تجــاه مطالب "السلسلة" ولا تبعد عن إرادة تصعيد الأزمات للتغطية على اهداف سياسية

المركزية- جددت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" "تمسكها بضرورة الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، ليس من باب التمسك بالموقع المسيحي الأول، فحسب، بل حرصٌ على تكامل بنية مؤسسات الدولة، التي ستبقى، وباستمرار، الحصن الحصين للبنانيين وحاضن إرادة العيش الواحد". عقدت الامانة العامة اجتماعها الاسبوعي حضره الى جانب منسقها العام النائب السابق فارس سعيد، الاعضاء: هرار هوفيفيان، ربى كبارة، نجيب ابو مرعي، نادي غصن، ارديم ناناجيان، الياس ابو عاصي، نوفل ضو، راشد فايد، وليد فخر الدين، سيمون ضرغام وشاكر سلامة. واذ ايّدت الأمانة العامة في بيان مطالب هيئة التنسيق النقابية بسلسلة رتب ورواتب جديدة"، شددت على ضرورة الا "يتنافى مع المصلحة العامة والوطنية، إذ لا يعقل ان تُطالَب الحكومة اليوم بحل فوري لأزمة تراكمت عُقدها طوال 15 عاما، ولا يمكن ان يكون رفع الظلم عن فئة اجتماعية بتعميمه على الجميع، عن طريق تطبيق العدالة واستعادتها بطريقة اكثر إيذاء حتى للمطالبين انفسهم من الإيذاء اللاحق بهم اليوم". ولفتت الامانة العامة الى ان "النيّات الطيّبة المزعومة التي يبديها فرقاء سياسيون تجاه هذه المطالبة لا تبعد عن إرادتهم الخفية في تصعيد الأزمات الاجتماعية للتغطية على اهداف سياسية ليس بعيدا منها استقرار الفراغ في رئاسة الجمهورية، وتمييع العمل الحكومي، وهزّ مؤسسات الدولة، بعد قضم مواردها، وشحن إداراتها بالموظفين الفائضين". وبناءّ على ذلك، اكدت الأمانة العامة "تمسّكها بحقوق الناس ومطالبهم التي هي اساس في دورها السياسي"، وذكّرت الرأي العام "بانها قد شاركت بنوابها في اللجنة النيابية المنبثقة من الهيئة العامة بهدف التوصّل إلى حلول بينما قاطعها نواب "حزب الله" و"حركة امل"، الذين تخلفوا عن إيجاد الحلول إبان حكومة "نجيب ميقاتي"، واوضحت ان "تمسّك "14 آذار" بالمطالب المشروعة لا يعفيها من تحمّل مسؤولياتها الوطنية المرتكزة على الحفاظ على الإستقرار المالي والإقتصادي"، واعتبرت ان "إقرار السلسلة كما هي يؤّدي إلى إعطاء المواطن بيدّ والأخذ منه باليد الأخرى مما يدخل لبنان في دائرة الإهتزاز المالي والإقتصادي القاتل". وفي الختام، هنّات الأمانة العامة قوى الأمن الداخلي في عيدها الـ153 وشكرتها على الجهود التي تقوم بها".

 

الأحدب لصوت لبنان: مرشح حزب الله الحقيقي ليس الجنرال عون

رأى رئيس لقاء الاعتدال النائب السابق مصباح الأحدب ان التخبط الذي نعاني منه على الصعيد الاجتماعي سببه عدم مواجهة الموضوع الاساسي وهو الهدر الكبير الموجود في قطاع الكهرباء والمرفأ والأملاك العامة، معتبرا أن بلدنا بحاجة لمداخيل ووضع حد للمزاريب المفتوحة. وعن تعطيل العمل التشريعي والخلافات حول إصدار المراسيم وعما اذا كان الفراغ يعطل المؤسسات الاخرى، قال الأحدب:  الفراغ ما كان يجب ان يحصل، سائلا: كيف يمكن لنائب يمثل الشعب أن يتقاعس عن انتخاب رئيس للجمهورية؟ واستغرب عبر  برنامج مانشيت المساء من صوت لبنان  البحث عن التوافق، سائلا: لماذا انتخب الرئيس الراحل سليمان فرنجية بـ50 صوتًا واليوم نطالب بالتوافق في هذا الاستحقاق؟ وإذ لفت الى انه تم فرز المواطنين الى طوائف، بحيث أن الشيعي تحميه ايران والسُّني تحميه دول الخليج والمسيحي يحميه الغرب والفاتيكان، أبدى اسفه لأن فرز اللبنانيين الى طوائف يضعنا في اجندات تختلف عن اجندتنا اللبنانية. وعن المؤتمر التأسيسي وقول السيد حسن نصرالله حول المثالثة وطرحها من قبل الفرنسيين قال الأحدب: قبل الحديث عن مؤتمر تأسيسي او مثالثة فلنتفق على طريقة للتفاوض. وانتقد الاحدب طريقة تعاطي حزب الله من دون ان يسميه قائلا: المطلوب من القوى السياسية ان تشرعن رغبة فريق مُعيّن يُهدد بعدم الاستقرار ويُملي وجهة نظره على الفريق الاخر، معتبرا ان القوى الاخرى يجب ألاّ تكون جاهزة للقبول بأمر إلا اذا كان شفافا واطلع عليه اللبنانيون جميعهم.  وعن الوضع في طرابلس رفض الأحدب اعتبار ان تسوية حصلت واصفا ذلك بالتهدئة، وقال: ليست المرة الاولى التي يتراجع فيها تيار المستقبل، فقد حصلت تراجعات كثيرة مقابل لا شيء، لافتا الى انه تم التنازل عن صلاحيات دستورية وجرائم، مُذكرا بأحداث طرابلس وما خلفته على مدى 3 سنوات. وتوجه الأحدب الى ممثل السُّنة في المعادلة أي الرئيس سعد الحريري بالقول: عليك أن تعرف انك اذا أردت القيام بتسويات فهناك 21000 وثيقة اتصال في طرابلس. ودعا الأحدب الى حل منطقي في طرابلس، رافضا وصف المدينة بالتكفيرية لأن الامر يولد عدم استقرار، مطالبا بمعالجات اقتصادية وخلق فرص عمل. وعن حظوظ العماد ميشال عون في الوصول الى رئاسة الجمهورية قال: ان لدى فريق 8 اذار 57 نائبا وعلاقتهم ممتازة مع الوسطيين والرئيس نجيب ميقاتي، وعندما لم يستطع هذا الفريق تأمين وصول عون الى الرئاسة معنى ذلك ان حزب الله لا يريده ومرشحه الحقيقي وفق ما نلمسه هو قائد الجيش العماد جان قهوجي.

 

ايلي ماروني لصوت لبنان: نريد رئيس جمهورية قويا وقادرا على حماية لبنان ودستوره وان يضرب يده على الطاولة

أكد النائب ايلي ماروني في برنامج نقطة عالسطر من صوت لبنان ان الدستور والقانون هو نص لكن الواقع السياسي له روح ونحن بحاجة الى المحافظة على المؤسسات الدستورية في لبنان، مضيفا: صحيح ان الدستور والنظام يتيح للنائب التغيّب ولكن وضع البلد والوضع الاقليمي والطائفي يحتّم علينا ان نحضر وندلي برأينا في صندوقة الانتخابات. وشدد على ان روحية المحافظة على لبنان تدفعنا الى النزول الى المجلس النيابي ولننتخب من نريد او نضع ورقة بيضاء، لافتا الى اننا لم نقل ان الغياب مخالف للدستور انما قلنا هو مخالف لروحية الدستور. واكد ماروني انه في ظل هذا الواقع الطائفي والمذهبي هناك ضرورة للمحافظة على التوازن الوطني، مضيفا: نريد رئيس جمهورية قويا وقادرا على حماية لبنان ودستوره وان يضرب يده على الطاولة ويحافظ على كيان لبنان. واشار الى انه كانت امامنا فرصة ذهبية لانتاج رئيس صنع في لبنان. وردا على سؤال عن سبب عدم حضور الجلسة التشريعية المخصصة لدراسة السلسلة، لفت ماروني الى اننا لا نتعاطى بامور الوطن بكيدية سياسية، مشددا على ان رئيس الجمهورية هو رأس الدولة ولا نريد ان نعتبر ان الفراغ هو لا شيء وان تمر الامور وكأن شيئا لم يكن، داعيا الى الانصراف الى انتخاب رئيس ومن ثم الاهتمام بالامور التشريعية، مؤكدا اننا كحزب كتائب لا نعطّل انما نحن حاضرون دائما ولكن تركيزنا يجب ان ينصب الان الى انتخاب رئيس، مشددا على ضرورة المحافظة على المؤسسات ومن ثم العودة الى التشريع.

 

قطر تؤكّد دعم استقرار لبنان

أكد رئيس الوزراء القطري وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني "الدعم الكامل للاستقرار في لبنان سياسياً وأمنياً وإبعاده عن تطورات المنطقة وخصوصاً الأزمة السورية ومساعدته على تجاوز المرحلة الحالية"، مشيراً إلى "قيام قطر بدور فعّال خصوصاً بين الدول المانحة لدعم لبنان في مسألة المساعدة على تخطي أزمة النازحين السوريين، ودعم مسألة السجون واحتياجات قوى الأمن الداخلي والأمن العام".

ووعد رئيس الوزراء القطري خلال استقباله في الدوحة وزير الداخلية نهاد المشنوق اللبنانيين بالمساعدة في قرار" نقل مباريات كأس العالم على شاشة تلفزيون لبنان نظراً لما يرغب به اللبنانيون ومتابعتهم هذه المباريات الشيّقة". من جهته، شكر المشنوق لنظيره القطري دعوته إلى قطر، ناقلاً تحيات رئيس الحكومة تمام سلام، وموجّها له دعوة لافتتاح المكتبة الوطنية التي قامت دولة قطر بإعادة ترميمها في بيروت.

ووصف الاجتماع "بالإيجابي ويحمل بشائر خير في كلّ المواضيع المطروحة"، لافتاً إلى أنّ البحث تناول "إعلان تشجيع القطريين على السفر إلى لبنان بعد شهر رمضان المبارك، لما لهذا الإعلان من تأثير مهم على الوضع الاقتصادي في لبنان"، مشيراً إلى أنّه "لم يكن هناك حظر على سفر الرعايا القطريين بل كان هناك تحذير". وتلت اللقاء خلوة بين الطرفين استمرّت ساعة، زار المشنوق والوفد المرافق بعدها المقر الوطني لغرفة العمليات، ثم أقام رئيس الوزراء القطري حفل غداء على شرف الوزير المشنوق والوفد المرافق.

 

بري: "المستقبل" يمعن في تعطيل المجلس

اعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن استيائه من تراجع تيار "المستقبل" عن اتجاه للمشاركة في الجلسة التشريعية لمجلس النواب التي كانت مخصصة أمس لسلسلة الرتب والرواتب، على قاعدة ان "كلام الليل يمحوه النهار". وبحسب صحيفة "السفير" فان رئيس المجلس لا يخفي تذمره الشديد من "إمعان فريق 14 آذار، وعلى رأسه تيار المستقبل، في تعطيل عمل مجلس النواب وبالتالي عرقلة التشريع".

في المقابل أشاد رئيس المجلس امام زواره بموقف رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري "التي تصرفت بمسؤولية وأعربت عن تأييدها منح المعلمين ست درجات، خلافا لرأي السنيورة الذي يطالب بتخفيضها الى اثنتين فقط"، مشيراً الى ان الحريري "تدرك انطلاقاً من موقعها ومعرفتها بالواقع التربوي أحقية مطلب الدرجات الست للاساتذة". وحذر بري من خطورة ان ينسحب التعطيل على الحكومة، وسط محاولات تكبيل صلاحيات رئيسها تمام سلام ، مؤكداً ان من حق الأخير الدعوة الى عقد الجلسات ووضع جدول الاعمال، مع الأخذ بالاعتبار أي اعتراض يمكن ان يُسجل على أي بند من بنوده.

واشاد بري بموقف سلام الذي كان حريصا على حضور جلسة مجلس النواب أمس، متوجها اليه بالقول: "شابو با". وفي موضوع الجلسة التشريعية التي كانت مقررة امس، قال بري امام زواره ان "وقائع الجلسة غير المكتملة، هي اقرب الى انقلاب على مناخ إيجابي كان قد ساد الاجتماع الذي عقد أمس الاول في مكتبه في المجلس بينه وبين كل من رئيس الحكومة تمام سلام والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري". واضاف رئيس المجلس "انها ليست المرة الاولى التي ينقلب فيها تيار المستقبل على أجواء إيجابية او اتفاقات، وأكاد أقول إن الرئيس فؤاد السنيورة لا يتفق حتى مع نفسه"، معرباً عن أسفه لموقف تيار "المستقبل" الذي "يمعن في تعطيل مجلس النواب، تارة بذريعة ان السلسلة غير متوازنة، وطورا بحجة التضامن مع مسيحيي 14 آذار في رفض التشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية".

ونبه بري من ان ما يجري يشكل خطرا على النظام بمجمله، موضحاً ان المسألة لم تعد حصراً مسألة سلسلة وامتحانات رسمية، ولفت الانتباه الى انه "ربما كانت هناك إمكانية لتأمين النصاب القانوني لجلسة الامس، إلا انني قررت رفعها بعدما تبين لي ان نصابها الميثاقي لن يكون متوافراً، ذلك ان الميثاقية بالنسبة إلي هي خط أحمر، ولا يمكنني ان أتجاهل غياب مكون اساسي عن الجلسة، حتى لو كنت أختلف معه على اسباب هذه المقاطعة". كما اكد رئيس المجلس حرصه على إنجاز سلسلة الرتب والرواتب  بشكل يحقق التوازن بين النفقات والايرادات، والمساواة بين الأسلاك، كاشفا عن انه عرض خلال الاجتماع في مكتبه مع سلام وميقاتي والسنيورة وبهية الحريري حسم 10 بالمئة من إجمالي كلفة السلسلة، كمخرج فوري، لطمأنة القلقين وتأمين شروط نجاح الجلسة النيابية.

واشار بري الى ان الدولة تدفع الآن 850 مليار ليرة بدل غلاء المعيشة من دون ان تكون هناك إيرادات، في حين ان السلسلة تتضمن هذه الإيرادات، وبالتالي فان إقرارها هو ربح للجميع، موضحاً في الوقت عينه انه رفض بشدة اقتراح الرئيس فؤاد السنيورة بزيادة الضريبة على القيمة المضافة بنسبة 1 في المئة، لتأمين واردات إضافية للسلسلة.

وذكر رئيس المجلس الى انه عرض في المقابل ان يتم رفع الضريبة على القيمة المضافية من 10الى 15 بالمئة على الكماليات التي لا تتصل بالحياة اليومية للمواطنين، لا سيما الفقراء منهم.

وقال انه ليس مطلوباً ان "نعطي الموظفين والمعلمين بيد ونأخذ منهم باليد الاخرى، إذ إن من شأن ذلك ان يضرب مفعول السلسلة ويسحب عصبها".

ونبّه رئيس المجلس الى محاذير إجراء الامتحانات الرسمية "بطريقة انفعالية ومتسرعة"، مشددا على ضرورة حماية الشهادة الرسمية وعدم زجها في التجاذبات السياسية.

 

السنيورة يرد على كلام بري حول السلسة

ردّ الرئيس فؤاد السنيورة على كلام الرئيس نبيه بري موضحاً أنّه "ليس صحيحاً أنه تم التوصل لاتفاق بخصوص مبالغ السلسلة ليتم الانقلاب عليه من قبل كتلة المستقبل، ونحن مع سلسلة متوازنة بين النفقات والواردات لكي لا يذهب لبنان الى الافلاس" وعلّق السنيورة في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، على الكلام المنشور في الصحف نقلاً عن لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري بحق رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، موضحاً أنّ "النقاش كان وما يزال مفتوحاً حول أرقامها ليتلاءم ذلك مع تلبية المطالب المحقة ومع ما هو لصالح الاقتصاد، ومع قدرة مالية الدولة اللبنانية على تحمله من دون مخاطر اضافية"،  مشيراً إلى أنّ "النقاش، ليس بين من هو مع  اقرار السلسلة ومن هو مع عدم اقرارها كما يحاول البعض أن يوحي به. بل هومع من يمارس سياسة متسرعة بهدف الكسب السياسي وبين من يدعو للتروي واتخاذ القرارات الرصينة، لكي لا تقع البلاد في مأزق الافلاس والتضخم وتراجع النمو"، لافتاً إلى أنّ "كتلة المستقبل وقوى 14 آذار اعلنت منذ البداية وقوفها الى جانب اصحاب الدخل المحدود و التزامها العمل على إنصافهم والى جانب اقرار سلسلة تكون متوازنة بين الانفاق والواردات خاصة وان ارقام الواردات التي يجري اقتراحها ماتزال في قسم منها ليست واقعية، اي انها واردات افتراضية وليست فعلية، وبالتالي تؤدي في المحصلة إلى زيادة العجز ومع ما يتأتى عنه من شرور". ورأى السنيورة في البيان أنّه "كان من الافضل التنبه سابقاً للخطوات التوظيفية والانفاقية المتسرعة، كما أنه من الافضل التنبه اليوم الى عواقب الخطوات المالية والاقتصادية المقترحة التي ستدفع البلاد نحو مأزق خطير بما قد ينتج عنه تخفيض التصنيف الائتماني للبنان مما يضعه على طريق الدول الفاشلة، وتداعيات ذلك كله على معدلات الفائدة وعلى مستوى عيش اللبنانيين ولا سيما من نجهد اليوم لانصافهم وتحسين مداخيلهم"، معتبراً أنّ "بعض الكلام وطريقة التصرف من قبل بعض الاطراف السياسية يخفي نوايا واهداف سياسية مضمرة، ليس أقلها دفع لبنان إلى هاوية عميقة لتدمير اقتصاده لكي تسهل السيطرة على شعبه ومقدراته"، مشدداً على ان "باب النقاش والحلول الموزونة والجدية والمتبصرة ما يزال ممكنا، ولذلك فإن كتلة المستقبل تؤكد على أنها مستمرة في مد يدها وجاهزة دوماً للنقاش المجدي البعيد عن المهاترات من أجل التوصل إلى اقتراحات مقنعة لا تدفع المالية العامة والاقتصاد نحو المزيد من التدهور وهذا يمكن التداول بها واقرارها في مجلس النواب بأقل التداعيات السلبية. ولكن الكتلة من جهة اخرى ليست مستعدة للموافقة على تدمير مالية واقتصاد لبنان نتيجة سياسات شعبوية ارضائية أوسياسات اقليمية مختبئة خلف مطالب اجتماعية محقة".

 

بو صعب: لن نصعّب الإمتحانات لكن لن نسهلها

أكد وزير التربية الياس بو صعب أن الاتفاق مع هيئة التنسيق النقابية "صلب ونهائي"، مردفاً أننا " لن نصعب الامتحانات ولكن لن نسهلها". وأشار بو صعب في حديث لقناة الـLBCI، الأربعاء، الى ان "الاتفاق مع هيئة التنسيق النقابية حول الامتحانات الرسمية صلب ونهائي، وبعد المفاوضات الطويلة بالامس وصلنا الى الحل". وأضاف: "مسؤوليتي كانت اراحة الطلاب، ونحن لن نصعب الامتحانات ولكن لن نسهلها، ونحن نريد المحافظة على مستوى الشهادة، والامتحانات يوم الجمعة جدية". ولفت بو صعب الى انه "قام بما يجب ان يقوم به، وهو لن يضغط على الاساتذة لتصحيح الامتحانات"، مردفاً أنه "على المسؤولين ايجاد حل لتصحيح الامتحانات وانه لن يكون في مواجهة مع الاساتذة، وانا لست بوارد الضغط على الاساتذة لتصليح الامتحانات لانهم اصحاب حقوق". واكد ان "لا مستقبل سياسي لدي اهتم لامره، وما اقوم به قناعتي، ولا شيء اسمه كبش محرقة". وكان بو صعب قد أعلن مساء الثلاثاء تاجيل الانتخابات يوما واحدا الى الجمعة على ان يشارك الاساتذة في اعمال المراقبة فقط من دون الاتفاق على التصحيح، وذلك عقب اجتماع مع هيئة التنسيق النقابية. ووكانت الهيئة قد نفذت الثلاثاء اعتصاماً داخل مبنى الوزارة في الاونيسكو، مؤكدة البقاء فيها الى حين اقرار سلسلة الرتب والرواتب دون تأخير، بعد عدم عقد الجلسة التشريعية التي كانت مقررة قبل الظهر. ورفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الى 19 حزيران الجاري لفقدان النصاب، وتوجه لوزير التربية الياس بو صعب قائلاً ان "الامتحانات لا تسير بهذه الطريقة التي تقومون بها، وانتبهوا ان تذهبوا بالبلد الى نقطة اللاعودة".

 

هذه هي المواعيد الجديدة للامتحانات الرسمية

صدر المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق المذكرة الإدارية رقم 82 التي عدل بموجبها المذكرة الإدارية رقم 79 تاريخ 2 حزيران 2014 للامتحانات الخطية للشهادة المتوسطة وشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة - لدورة العام 2014 العادية وأصبحت المواعيد الجديدة وفقا للترتيب الآتي:

الشهادة المتوسطة

اليوم والتاريخ المادة التوقيت

الجمعة

13 حزيران 2014 جغرافية 8,30 - 9,30

رياضيات 9,50 - 11,50

السبت

14 حزيران 2014 علوم الحياة والأرض 8,30 - 9,30

لغة عربية 9,50 - 11,50

الأحد

15 حزيران 2014 فيزياء 8,30 - 9,30

لغة أجنبية 9,50 - 11,50

 الإثنين

16 حزيران 2014 كيمياء 8,30 - 9,30

تربية 9,50 - 10,50

تاريخ 11,10- 12,10

 - فرع علوم الحياة فرع العلوم العامة

اليوم والتاريخ المادة التوقيت اليوم والتاريخ المادة التوقيت

 الثلاثاء

17 حزيران 2014 تاريخ 8,00- 9,00 الثلاثاء

17 حزيران 2014 رياضيات 8.00- 12.00

علوم الحياة 9,20- 12,20

الأربعاء

18 حزيران 2014 جغرافية 8,00- 9,00 الأربعاء

18 حزيران 2014 جغرافية 8,00- 9,00

كيمياء 9,20- 11,20 فيزياء 9,20- 12,20

 الخميس

19 حزيران 2014 لغة أجنبية 8,00- 10,30 الخميس

19 حزيران 2014 لغة أجنبية 8,00- 10,30

رياضيات 10,50- 12,50 تاريخ 10.50- 11.50

 السبت

21 حزيران 2014 تربية 8,00- 9,00 السبت

21 حزيران 2014 تربية 8,00- 9,00

لغة عربية 9,20- 11,50 لغة عربية 9,20- 11,50

 الأحد

22 حزيران 2014 فيزياء 8,00- 10,00 الأحد

22 حزيران 2014 كيمياء 8,00- 10,00

فلسفة وحضارات 10,20- 12,20 فلسفة وحضارات 10,20- 12,20

- فرع الاجتماع والاقتصاد فرع الآداب والإنسانيات

اليوم والتاريخ المادة التوقيت اليوم والتاريخ المادة التوقيت

 الإثنين

23 حزيران 2014 تاريخ 8,00- 9,00 الإثنين

23 حزيران 2014 تاريخ 8,00- 9,00

إقتصاد 9,20- 12,20 فلسفة عربية 9,20- 12,20

 الثلاثاء

24 حزيران 2014 لغة أجنبية 8,00- 10,30 الثلاثاء

24 حزيران 2014 لغة أجنبية 8,00- 11,00

فلسفة وحضارات 10,50- 12,50 جغرافية 11,20- 13,20

الأربعاء

25 حزيران 2014 رياضيات 8,00- 10,00 الأربعاء

25 حزيران 2014 رياضيات 8,00- 9,00

إجتماع 10,20- 13,20 لغة عربية 9,20- 12,20

 الجمعة

27 حزيران 2014 جغرافية 8,00- 9,00 الجمعة

27 حزيران 2014 فلسفة عامة 8,00- 11,00

لغة عربية 9,20- 11,50

السبت

28 حزيران 2014 تربية 8,00- 9,00 السبت

28 حزيران 2014 تربية 8,00- 9,00

ثقافة علمية:

- فيزياء

- كيمياء

- علوم الحياة

9,20- 10,20

10,40- 11,40

12,00- 13,00 ثقافة علمية:

- فيزياء

- كيمياء

- علوم الحياة

9,20- 10,20

10,40- 11,40

12,00- 13,00

- See more at: http://www.futuretvnetwork.com/node/95766#sthash.CrNsv1ad.dpuf

 

هآرتس: تفاهمات أميركية- إسرائيلية حول ايران

المركزية- ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن "الولايات المتحدة توصلت إلى تفاهمات مع إسرائيل بشأن عدم إقدامها على أي خطوة مفاجئة إزاء الملف الإيراني"، مشيرة الى ان "الإدارة الأميركية أطلعت إسرائيل مسبقاً على جولة المفاوضات الأميركية - الإيرانية التي انتهت أمس". ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "إسرائيل راضية عن الموقف الصارم الذي تتمسك به القوى العظمى في المفاوضات ولا سيما مطالبتها إيران بتقديم تنازلات واضحة فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم".

 

اوباما يدعو الى "وقفة ضمير" وطنية بعد اطلاق نار جديد في مدرسة

وكالات/دعا الرئيس باراك اوباما الثلاثاء الى "وقفة ضمير" وطنية في شأن العنف بواسطة الاسلحة النارية، محذرا بعد اطلاق نار جديد داخل مدرسة من ان وتيرة هذا النوع من الحوادث بلغت مستوى "غير مسبوق". وقال اوباما "المطلوب من البلاد وقفة ضمير. هذا الامر بات قاعدة وصرنا نتعامل مع هذه الوقائع كامر مألوف في شكل اجده مرعبا كاب".  واعرب الرئيس الاميركي عن احباطه حيال عدم حصوله على دعم كاف لفرض مزيد من المراقبة على استخدام الاسلحة النارية. واضاف في خطاب مؤثر سيثير على الارجح استياء لوبي الاسلحة "نحن البلد المتطور الوحيد في العالم الذي تحصل فيه هذه الامور، وباتت اليوم تقع مرة كل اسبوع". وتابع "ليس هناك بلد اخر على هذا النحو"، معتبرا ان على اميركا ان تشعر بالعار لعجزها عن تبني قانون واحد يحد من استخدام الاسلحة النارية. واكد اوباما ان "الاحباط الاكبر" الذي يشوب رئاسته حتى الان هو عجز الكونغرس عن اتخاذ "حد ادنى من التدابير" لتجنب وقوع الاسلحة النارية في ايدي اشخاص يمكن ان يتسببوا ب"اضرار كبيرة". وحاول الرئيس الاميركي من دون جدوى فرض بعض القيود على شراء الاسلحة النارية بعد مجزرة نيوتاون في نهاية 2012 والتي قتل فيها عشرون تلميذا وستة بالغين. واعتبر الثلاثاء ان "مستوى العنف بواسطة الاسلحة النارية بلغ سقفا غير مسبوق، ولن يقبل اي بلد متطور في العالم هذا الامر". والثلاثاء، قتل تلميذ واصيب مدرس في اطلاق نار داخل مدرسة قرب بورتلاند في شمال غرب الولايات المتحدة. وسبق ذلك حوادث دامية مماثلة في لاس فيغاس الاحد (خمسة قتلى) وسياتل في الخامس من حزيران(قتيل وثلاثة جرحى) وسانتا باربرا في 23 ايار(سبعة قتلى). وكالة الصحافة الفرنسية

 

اكثر من 500 الف مدني يفرون من المعارك في الموصل وتنظيم "الدولة الاسلامية" يتعهد بـ"غزوات" أخرى

اكد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" اقوى التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا سيطرته على محافظة نينوى العراقية الشمالية التي اعلنها ولاية، متعهدا بشن "غزوات" جديدة، في حين اعلنت المنظمة الدولية للهجرة في بيان ان اكثر من 500 الف مدني فروا من المعارك في الموصل ومنطقتها. وقال التنظيم الجهادي في بيان الاربعاء نشره على حسابه الخاص بنينوى على موقع تويتر "تمت السيطرة بالكامل على جميع منافذ الولاية (نينوى) الداخلية والخارجية وباذن الله سوف لن تتوقف هذه السلسلة من الغزوات المباركة". من جهة أخرى تقدر فرق المنظمة الدولية في المكان ان اعمال العنف التي جرت في نهاية الاسبوع ادت الى "نزوح اكثر من 500 الف شخص في الداخل وحول المدينة". وقالت المنظمة ان "هناك عددا كبيرا من الضحايا بين المدنيين"، مشيرة الى ان "مركز العلاج الرئيسي في المدينة المؤلف من اربعة مستشفيات لا يمكن الوصول اليه نظرا لوقوعه في مناطق معارك". واضافت انه "تم تحويل مساجد الى مراكز طبية لمعالجة الجرحى". وتابعت ان استخدام السيارات ممنوع في المدينة والسكان يفرون سيرا على الاقدام ومياه الشرب مقطوعة عن محيط الموصل بينما الاحتياطي الغذائي ضئيل. وتحدثت عن ثلاثة محاور رئيسية لتحركات المدنيين، داخل الموصل من الضفة الغربية الى الضفة الشرقية لنهر دجلة، الى مناطق اخرى في محافظة نينوى وباتجاه كردستان العراق حيث لا يسمح للناس بدخولها ما لم يكن لديهم اقرباء او "كفيل" فيها. وطلبت السلطات المحلية مساعدة المنظمة الدولية للهجرة ووكالات دولية اخرى وقدمت مساعدات اساسية غير غذائية للسكان، كما اوضح البيان. وكالة الصحافة الفرنسية

 

"داعش" تواصل تقدّمها في العراق

تقدّم مسلّحو "الدولة الإسلامية في العراق والشام" باتجاه مدينة بيجي التي توجد فيها مصفاة نفطية وأشعلوا النار في محكمة ومركز للشرطة، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية لوكالة "رويترز".وكانت الجماعة قد سيطرت على مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق هذا الأسبوع، ويتولى نحو 250 حارساً حماية المصفاة. وقالت المصادر إنّ المتشددين أرسلوا وفداً من شيوخ قبيلة محلية لإقناع الحراس بالانسحاب، وذكرت أنّ الحراس وافقوا شريطة نقلهم بسلام إلى مدينة أخرى. على صعيد متصل، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنّ أكثر من 500 ألف مدني فرّوا من المعارك في الموصل ومنطقتها. وتُقدّر فرق هذه المنظمة الدولية بأنّ أعمال العنف التي جرت في نهاية الأسبوع بعد الهجوم الذي شنه "جهاديون" على ثاني مدينة في العراق وسيطرتهم عليها أدّت إلى "نزوح أكثر من 500 ألف شخص في الداخل وحول المدينة".

 

أميركا: فدرلة الشرق بالدم السني لمنع الصراع المذهبي!!

محمد سلام، الأربعاء/صفحة كلام سلام

 النظام العراقي الذي أنتجته أميركا هو فدرالية على الورق عبر "قانون ألأقاليم" الذي يقسّم العراق إلى ثلاثة أقاليم: إقليم الجنوب (الشيعي)، إقليم الشمال (الكردي)، إقليم الوسط (السني). الإقليم الجنوبي-الشيعي يملك نفطه، والإقليم الشمالي الكردي ايضاً يملك نفطه. إقليم الوسط السني لم  تسمح له حكومات نوري المالكي بتسلم ما يعتبره نفطه في كركوك، ضمن محافظة صلاح الدين، التي تتقدم داعش بإتجاهها الآن بعد سيطرتها المفاجئة على الموصل إثر الإنسحاب المريب لثلاث فرق من جيش نوري المالكي "من دون قتال". لو كانت حكومات إيران في العراق التي أيدتها أميركا قد أتاحت للسنّة تسلّم نفطهم في كركوك، أما كانوا ساهموا في الدفاع عن الموصل وكركوك ضد داعش، أقله من باب مصلحة الدفاع عن مورد رزقهم، من دون أن يكونوا عبيداً عند نظام المالكي الإيراني؟ ولو كانت أميركا قد أتاحت للسنّة تحصيل حقوقهم في سوريا، أما كانوا قاتلوا داعش كما يقاتلون الأسد، أقله من زاوية المصلحة؟ السؤال المهم الآن هو: إذا سيطرت داعش على كركوك ونفطها، فكيف ستبيعه، كيف ستصدّره؟ هل بربطه بخط النفط الكردي الذي يوصله عبر تركيا إلى البحر المتوسط؟ السؤال الأكثر أهمية هو: هل تريد أميركا من السنّة أن يقاتلوا داعش لتحصيل حقوقهم في العراق وسوريا، بدلاً من إشعال حرب مذهبية بين السنّة وأتباع إيران الشيعة؟

هل هذه هي نظرية الأمن القومي الأميركي لفدرلة الشرق وتفادي حرب مذهبية سنية-شيعية عابرة لكل الحدود بإشعال حرب بين "الإعتدال السني والإرهاب السنّي"؟

هل لهذا السبب يدعم نظام الأسد داعش لأن وجودها "الإرهابي" في مواجهة سنّة "الإعتدال" يتيح له تكوين علويستانه؟ السؤال هو: من سيجد نفسه في النهاية، بدراية أو من دون دراية، خادماً لأمن "المرشد العم سام": سنّة "الإعتدال" أم سنّة "الإرهاب"؟ مرشد الشيعة معروفة صورته. أما السنّة فقد يتفاجأون يوماً بأن مرشدهم حليق اللحية، يرتدي سروال جينز، وجزمة بمهمازين ويسوق قطيع السوق الذي يبيع فيه الشيعي كما يشترى منه السنّي. المسألة لا علاقة لها بالسنّة والشيعة. الجميع، في قاموس العم سام وعولمته وإتفاقيته للتجارة الحرة، هم مخلوقات إستهلاكية في سوق يملكها هو، يديرها هو، ويكسب منها هو.

(صفحة كلام سلام)

 

عون وبري يريدان "افلاس البلد" بإيرادات "وهمية" للسلسلة... وهذه اسباب عدم اقرارها!

خالد موسى/موقع 14 آذار

"مجازفة، مزايدة، تسرع ومغامرة"، تعددت الأسباب وإجهاض التوافق على سلسلة الرتب والرواتب واقع بفعل "أن المشروع المطروح يفتقد إلى تأمين المبالغ المالية اللازمة لتمويل كلفة السلسلة"، بحسب موقف كتلة المستقبل النيابية. موقف كتلة "المستقبل" النيابية ليس الوحيد الرافض للسلسلة كما هي مطروحة اليوم، والتي من شأنها دفع البلاد إلى هاوية التدهور من أجل تحقيق الأهداف السياسية المغلفة بمطالب اجتماعية واقتصادية ومظاهر طبقية. لهذه السلسلة في شكلها الحالي وكاملة انعكاسات كارثية في المستقبل على معيشة اللبنانيين، خصوصاً ذوي الدخل المحدود. وكما كتلة "المستقبل" فإن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ونواب كتلته يقفون أيضاً بوجه هذه السلسلة لأن "أي مغامرة في إقرار سلسلة الرتب والرواتب ستترك تداعيات غير محسوبة على الاقتصاد الوطني وتعذّر تأمين واردات للسلسلة يؤكد ذلك، بصرف النظر عن مدى شعبية أو عدم شعبية هذا الموقف"، إضافة الى الكثير من الإقتصاديين الذين يرفضون هذه السلسلة وعلى رأسهم الهيئات الإقتصادية، نظراً لتداعيات هذه السلسلة على الإقتصاد الوطني الذي بدء يستعيد عافيته رويداً رويداً مع تشكيل حكومة "المصلحة الوطنية".

في المقابل، يجمع العادلون ومن بينهم كتلة "المستقبل" أن السلسلة حق وهي مع حقوق الأساتذة والمعلمين لكن يجب أن يكون تأمين هذه الحقوق جدياً وبعد دراسة دقيقة وليس في شكل متسرع أو ضعيف يفتقد إلى الالتزام بالقواعد المالية والاقتصادية والنقدية الرصينة، إضافة الى سلب مستقبل أكثر من مئة ألف طالب من طلاب الشهادات الرسمية بفرعيها المهني والعادي، رهينة لتحقيق المطالب. فما هي إنعكاسات هذه السلسلة على الإقتصاد الوطني، ولماذا كل هذه المزيادات الشعبوية حولها، وما هي الحلول للإنتهاء من هذا الملف الخطير؟!

عضو كتلة "المستقبل" النيابية وعضو اللجنة المصغرة لدراسة سلسلة الرتب والرواتب النائب غازي يوسف، اعتبر في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن "السلسلة المطروحة اليوم إيراداتها غير متوفرة وغير واقعية، كما لو أن شخصا يعطيك شيكا من دون رصيد"، مشيراً إلى أن "الحكومة ستضطر لتمويل هذه السلسلة الى الإستدانة، إضافة الى العجز الموجود في موازنة عام 2014 والذي يقارب الـ7700 مليار، ما نسبته 35% من الموازنة و 11% من الناتج المحلي، وهو رقم لم نصل اليه بعد في تاريخ لبنان، وهو من أعلى نسب العجز في الناتج المحلي في العالم".

وأضاف: "أعادت مؤسسات التنصيف للمخاطر تصنيف لبنان على أن مخاطره زادت، ما يعني أن الفوائد على القروض ستزيد وبالتالي ستزيد الفوائد على الإستدانة"، لافتاً الى أنه "عندما أزيد العجز على عجز الموازنة من جراء السلسلة التي هي ليست ممولة بنظرنا ونحن أكيدون من هذا، يعني هناك إرتفاع بنسبة الفوائد وإعادة تصنيف للبنان، وبالتالي لن يتمكن لبنان في المستقبل من أن يستدين من مال الدول العالمية من الخارج، ومن المؤسسات المصرفية العالمية، ما يعني أن لبنان ذاهب الى كارثة جراء زيادة الفوائد وإستحالة في الإستدانة وغلاء الأسعار وغلاء معيشي، ويكفي الفوائد على القروض المصرفية، فهناك أكثر من 69 ألف عائلة من ذوي الدخل المحدود ستضطر الى دفع فوائد أعلى على هذه القروض، وهذا يعني أن نعمل على خطة إفلاس البلد، وهذا ما لن نقبل أن نكون شهود زور عليه أو شركاء فيه".

مزايدات شعبوية فقط

وفي شأن المزايدات الشعبوية من قبل الفريق الآخر في موضوع السلسلة، لفت يوسف الى أن "في هذا الموضوع نتحداهم لأن هذه ليست إلا مزيدات شعبوية ، وإذ كانوا فعلاً مؤمنين كما وزير المالية يقول ان هناك إيرادات لهذه السلسلة، فبنظري هي أضحوكة وتمويه، وإن كانوا مؤمنين فعلاً أن هناك إيرادات تكفي السلسلة فليتفضلوا ولينزلوا إلى مجلس النواب، ولديهم الأكثرية مع كتلة الإصلاح والتغيير، فجلسة تحتاج فقط الى 65 نائباً وهم لديهم أكثر، فليتفضلوا وليقروها وليتحملوا مسؤوليتها أمام الشعب اللبناني ومستقبل الشباب اللبناني".

وفي شأن الحلول لإنهاء ملف السلسلة، رأى يوسف أن "الحل الوحيد لإنهاء هذا الملف أن ننتهي من هذه المزايدات السياسية الشعبوية"، مضيفاً: " عندما اتفق الحليف واصبح حليف الحليف، حليفاً من جديد، وأعني هنا أنه عندما جلس النائب ميشال عون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري زادوا السلسلة 200 مليار وزيادة للعسكر بنحو 150 مليار، فمن أين سيأتون بهذه المبالغ، وهل هؤلاء من حقهم ان يأخذوا هذه العطاءات، فطبعاً ليس من حقهم، وبهذا يكون بري وعون يعمل على حفر فجوات جديدة وإختلاف في موازين العطاءات والرواتب والأجور بينهم وبين الإداريين، وبالتالي يخلقون مشكلة جديدة، إضافة الى مشكلة المال غير المتوفر لتمويل السلسلة"، لافتاً الى ان "لبنان إذا ما كان يوجد فيه نمو إقتصادي ومجالات عمل جيدة وإستثمارات من الخارج وثقة فيه، فالسلسة وغيرها ستوقم بتخريبه والذي يقوم فيه بري وعون هو خراب البلد".

 

من الرقّة حتى الموصل: «داعش» صورة «البعث»

وسام سعادة/المستقبل

لم تكن عقيدة «حزب البعث العربي الاشتراكي» في ذاتها شيعيّة ولا سنّية. مع ذلك، فإنّ السيطرة المديدة لهذا الحزب على العراق وسوريا تجلّت أكثر ما تجلّت في مفارقة طائفية: فحيثما العرب السنّة يشكّلون الأنسجة الأكثريّة من السكّان، أي في سوريا، تجيء نواة الحكم البعثيّ، أي العائلة الرئاسية الحاكمة والمفاتيح العسكرية الأساسية، علويّة، وحيثما لا يشكّل العرب السنّة الأنسجة الأكثريّة من السكّان، أي في العراق، تكون نواة الحكم البعثيّ هذه عربيّة سنّية.

طبعاً، لم تظهر الحال على هذا النحو فور تسلّم البعث مقاليد الأمور في البلدين ولم تكن مبيّتة. احتاج الأمر الى بضع سنين. لكن الحال هذه استمرّت كذلك لعقود، الى أن جاء الغزو الخارجيّ الذي يسّر الحيف المذهبي والإثني الداخلي أمره، في حال العراق، والثورة الداخلية التي يجرّب فيها كل خارجٍ وصفاته، تدخلاً ونصحاً أو إحجاماً، في حال سوريا.

كذلك، لهذه المفارقة حدودها. ذلك أن نسبة الأقلية من العرب السنّة في العراق أعلى بكثير من نسبة العلويين العرب في سوريا، ويضاف اليه أنّ الأمة الرساليّة المنويّ «بعثها» من المحيط الى الخليج، هي في أكثريتها الساحقة على مذاهب أهل السنّة. لكن ذلك لا يلغي حيثية المفارقة: أن يجيء حكم البعث «سنيّاً» في العراق و»علويّاً» في سوريا، ولا حيثية المفارقة الثانية: أن يُهدَم نظام البعث بتدخل خارجي في العراق، في مقابل بقائه كنظام احتضار دمويّ مزمن، في مقابل تحلّل الوحدة المجتمعية والكيانية، في سوريا.

أكثر من ذلك، فإنّ «تطيّف» هويّة البعث في احد البلدين، كان يفرض على البعث في البلد الآخر تعديلاً لصبغته بين الفينة والفينة. فمع اندلاع الحرب العراقية - الايرانية، وإيثار نظام حافظ الأسد جهة ايران، كان على البعث السوري أن يواجه اتهاماً سنّياً وقوميّاً عربياً له، بمجاراة الشعوبية. أما بعد سقوط نظام صدّام حسين، فكان النظام السوريّ في موقع دعم جماعات مسلّحة تستهدف الشيعة العراقيين والاحتلال الانغلو - أميركي على حد سواء. رغم ذلك، فقد عاش البلدان، سوريا والعراق، «وحدة عميقة» بينهما منذ منتصف الستينات وحتى سقوط نظام صدّام حسين، إذ حكمتهما أيديولوجيا حزبية أحادية واحدة، لم تشمل غيرهما من البلدان العربية. قام جزء أساسي من هذه «الوحدة العميقة» على الصراع بين البعثين، وعلى تقاذف تهمة تفشيل مساعي الوحدة السورية - العراقية بينهما، ورمي مسؤولية الفشل على الطرف الآخر. هذه «الوحدة العميقة» التي دامت لعقود بين البلدين، وعلى قاعدة تحكيم الأقلية المذهبية في كل منهما، هي أهم تجربة تبديليّة لمسار المجتمعات والكيانات بتأثير من الفكرة القوميّة العربية، وليس «الوحدة الصاخبة» التي دامت لبضع من سنين بين مصر وسوريا. ما بين الغزو الخارجي للعراق وما تبعه من حرب أهلية ظلّت تنكر اسمها، وما بين الانتفاضة الداخلية في سوريا، وما تبعها من حرب أهليّة لا ينفي الاقرار بحدوثها الوقائع الثورية، مرّت «الوحدة العميقة البعثية» باختبار أساسي: وما كان عنصر أساسي في استمرارها المزمن، من «تسنن» البعث في العراق و»تعلونه» في سوريا، تحوّل الى أمر آخر، وبشكل أساسي لأنّ سقوط الحكم البعثي في العراق أبعد العرب السنّة «فوق اللازم» عن المشاركة في اعادة بناء النظام السياسي، في حين أن امتناع الحكم البعثي في سوريا عن السقوط ولو بعد كل هذه الثورة وهذه الحرب وهذا التخريب، جعل انعدام التوازن الطائفي والإثني نافراً فيها أكثر من أي وقت سابق، ولا يقلل من ذلك عجز قوى المعارضة عن تأطير الأنسجة الأكثرية من المجتمع في «منظمة تحرير سوريّة» وطنية كيانية. لكنّ هذه «الوحدة العميقة» بين البلدين استمرّت في شكل آخر، فكانت «داعش» عنواناً لهذا الاستمرار الكابوسيّ، محواً للحدود الكيانية بين البلدين، وتمدّداً من الرقّة حتى الموصل، وجراء تعاظم المكابرة على المسألة الاثنية الطائفية المركّبة، مسألة «العرب السنّة»، في ظلّ الغلبة الشيعية في العراق، بعد سقوط البعث، واستمرار الغلبة العلوية في سوريا، مع امتناع البعث عن السقوط.

البعث حكم البلدين لعقود. لم يكن مجرّد نظام تسلّطي لشدّة دمويّته. لم يكن نظاماً شموليّاً بكل ما للكلمة من معنى، لأنّ سيطرته على المدن الرئيسية كانت تُبقي الكثير من الأطراف عرضة للتهميش وليس لسياسات الهندسة الاجتماعية الشمولية. هذه كانت محدّدات «الوحدة العميقة» غير المعلنة والمزمنة بين البلدين. أما الوحدة «الداعشية» اليوم، فلها عنوانان بارزان: الأطراف الطاردة، من الرقّة حتى الموصل، والوحدة العضوية، بين ما هو سني وبين ما هو عربي. العنوان الثالث، يتصل طبعاً بعقائد «داعش»، وهذه بدورها لا تقرأ، الا كصورة «نيغاتيف» لعقائد «حزب البعث». فـ»داعش« جواب على سؤال: كيف تستمر «الرسالة الخالدة» للأمة، بعد رحيل الثلاثي البعثي الدمويّ، حافظ وصدام وبشار الأسد؟

 

انطوان سعد في “بقاء المسيحيين في الشرق خيار إسلامي”

بقلم د.خالد ممدوح العزي

المسيحيون العرب وجود تاريخي ومستمر

يستعرض الكاتب والإعلامي انطوان سعد في كتابه “بقاء المسيحيين في الشرق خيار إسلامي” احوال المسيحيين في ظل السلطنة العثمانية وبعدها، وبخاصة في منطقة الشرق الاوسط والدول العربية التي تجتاحها رياح التغير والديموقراطية، حيث خرجت الثورات العربية عن طابعها السلمي لاسباب ذاتية وموضوعية، لتدخل طورا جديدا من الصراع المسلح والعسكري ،والذي يدفع ثمنه المسيحيون من رصيدهم ووجودهم، بعد ان باتوا عرضة للتنكيل والتهجير. ويتوقف الكاتب امام مرحلتين تاريخيتين عاشتهما المنطقة العربية بظل وجود المسيحيين الذين لعبوا دورا مميزا بتطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية في زمن الامبراطورية العثمانية،لان خطاب المساواة في السلطنة كان بمثابة ثورة اجتماعية وفكرية بكل ما معنى للكلمة والتي كانت لها اثار الكبيرة على مجرى الاحداث في السلطنة في تلك الفترة، والتي سمحت للمسحيين للعب دور مميز في تطور الحياة الادارة والاجتماعية والفكرية ،وبالتالي هذه الحرية سمحت للمسحيين بالنهوض الفكري. يعود السبب لظروف ذلك لعوامل ثلاث يستعرضها الاعلامي سعد الا وهي :” نظام الملل والتنظيمات الحزبية والاتفاقات الدولية مع السلطنة العثمانية حيث يحدد هذه العوامل بارتباطها بديناميكية الاقليات الدينية المسيحية، ومن جهة اخرى ارتباطها بديناميكية المجتمعات الاسلامية، بالاضافة الى النمو الديمغرافي في هذه الدول، وكان عامل اساسي بمنع الهجرة التي ساعدت بدورها على تبوأ مواقع مهمة في السلطنة ، ولكن مع ابعاد العنصر المسيحي عن المراكز الاساسية في السلطة التي بدأ العمل الاداري يتراجع تدرجيا. اما المرحل الثانية التي يستعرضها الكاتب هي مرحلة تأسيس الدول العربية بعد انهيار الامبراطورية العثمانية، والتي كانت مرحلة البناء ولكن مع وجود حكومات تعاني من مشاكل بسبب دكتاتوريتها وبسبب نمو الاسلام السياسي المتطرف، عندها بدأ الدور المسيحي يتراجع تدريجيا نتيجة الازمات السياسية والاقتصادية والدينية التي عانت وتعاني منها الدول العربية، مما جعل قسما كبيرا من المسيحيين يفكرون بالهجرة طمعا في تحسين اوضاعهم الاقتصادية والمالية ،او رغبة في التفتيش عن دول اكثر ديمقراطية وحرية.

يرى الكاتب بان وجود المسيحيين في الدول العربية كان له سمات متشابهة لتطور اوضاعهم في كل الدول العربية ما عدا لبنان ،اكان ذلك خلال فترة لبنان اوفي المرحلة السياسية التي تلتها ،فبعدما انخرطوا في الحركات اليسارية والقومية التي رفعت لواء التحرر من السلطنة والمنتدبة في معظم الدول العربية ،وشاركوا بفاعلية في تركيبة الحكم بعد نيل الاستقلال ،ولكن سرعان ما ابتعدوا او ابعدو عن والواجهة ،وبخاصة في مراحل الانقلابات العسكرية ،واخذوا يتراجعون على مختلف الصعد، حتى اصبحوا اقليات مهمشة في الحياة العامة في الدول التي يعشون فيها.

ويتوقف سعد امام كل دولة من الدول التي يعيش فيها المسيحيين حيث يستعرض بان الغالبية الساحقة من مسيحيي الدول العربية انخرطت في المشاريع التحررية الرامية الى انهاء الانتدابات او الاستعمار على الدول العربية الى جانب القيادات الاسلامية دونما اي تطلعات لاستقلال ذاتي ، او السعي لتحقيق شخصية متمايزة عن الاوساط التي عاشت فيها.

لكن الكاتب يرى بان المسيحيين بعد استقلال مصر والعراق وسورية تابعوا سياسة الانخراط بالكامل بالحياة السياسية الى درجة التماهي مع سائر المواطنين في هذه الدول ومالوا بالأساس الى الانخراط في احزاب ذات اتجاهات قومية ويسارية ،وفي كثير من الحالات تأسيسها او الاشتراك في تأسيسها مع نخب اسلامية اظهرت استعداد كبيرا لتقبل مبدأ التساوي في المواطنة بين المسحيين والمسلمين.

اما ما يخص المسحيين الفلسطينيين يرى الكاتب بانه بالرغم من التحديات الصعبة التي تواجه نشاط الفلسطينيين نتيجة نمو الحركة الصهيونية انذاك والذي بدات مخاطره على المجتمع الفلسطيني تظهر تباعا ،لكن دور المسحيين كان طليعيا في التحذير لما كانت تحضره الجمعيات اليهودية ، ومن ثم الانخراط في التصدي للمشروع الرامي الى قيام “دولة” اسرائيلية.

وهكذا انتهت الالفية الثانية على واقع صعب جدا بالنسبة الى المسيحيين ،وتحويل حضورهم الفاعل والمؤثر على مجرى الحياة في الدول العربية على مدى نحو قرن من الزمن ،الى وجود صامت يكون اقرب الى النزف والاحتضار والموت البطيء. على الرغم من اليقظة العالمية والإقليمية التي التفتت الى وضع المسيحيين في المنطقة العربية ،وحتى قبل الاجتياح الاميركي للعراق الذي نتج عنه استهداف مباشر للأقليات المسيحية فيه على اختلاف مذاهبها، والتي برزت اكثر فاكثر في ثورات الربيع العربي مما جعل الوجود المسيحي مهددا بالاضمحلال والتهميش نتيجة التعرض المباشر لوجودهم في الدول العربية التي تختلف في واقعها وتعاملها معهم ابتدءاً من مصر والتي يمثل الاقباط فيها نسبة 10بالمئة والتي تشكل اكبر حالة ديموفرافية مسيحية ومن ثم سورية التي اضحى فيها مصير المسيحيين على حافة الهاوية ،ومن ثم الاردن الذي لا يزال مصيرهم مرتبط بحماية خاصة من ملك البلاد بالرغم من حالة الغليان التي يمر فيها الاردن، وربما تغيير سياسي قد يدفع المسيحيين فيه الثمن نتيجة نمو التطرف الاسلامي ،اضافة الى حالة الهجرة التي تتعرض لها الاراضي المقدسة في فلسطين من هجرة وتشريد وتواطؤ دولي يسهل خروجهم منها، منتهيا بلبنان الذي يشكل حالة استثنائية لوجود المسيحين منذ تاسيس دولة لبنان الكبير والذي شكل على مدى الالفية الماضية موطن امن للتواجد المسيحي في الشرق وعلاقة مختلفة ضامنة نوع من المناصفة والمشاركة في حياة الدولة بالرغم من الحرب الاهلية التي فرضت نفسها على الواقع اللبناني ودفع المسيحيون ثمنا كبيراً عبر تحديد بعض الصلاحيات والتي انتجت وثيقة الطائف ،لكن لبنان الذي ينص على المشاركة والمناصفة لايزال المسيحيون يعانون من تطبيق هذه المفاهيم والتي زادت خوفا مع نمو الصراع السني – الشيعي والتي بات يعرف بصراع المحاور، والذي قد يكتب له الحلول على حساب المسيحيين.

ولابد من الإشارة الى الاخفاق في ايصال رئس جمهورية مسيحي وتحديدا ماروني، يعني بان اطراف الصراع باتوا يؤثرون سلبيا في توظيف هذا “الكرسي” لمصالحها الخاصة، مما يشكل تهديدا مباشرا للمسيحيين الذين فشلوا في الاتفاق على ايصال مرشحهم الى سدة الرئاسة الاولى، التي تهدد بالفراغ القادم لشخص الرئيس الذي يكون قائمة على التسوية بين القوى المتصارعة على حساب المشاركة التي تم الاتفاق عليها في نص اتفاق الطائف.

فإذا كان بقاء المسيحيين في الشرق العربي خيارا عربيا اسلاميا، فان بقاء المسحيين في لبنان خيار لبنانيا ، وهو خيار يفترض به ان يؤخذ سريعا ويترجم بانتخاب رئيس جمهورية قبل فوات الاوان.

يعتبر هذا الكتاب بمثابة بحث علمي مستفيض يفي الموضوع حقه ،بقدر ما اثاره لجوهر قضية الحضور المسيحي في الشرق العربي ،وبخاصة الجوانب التي تبقى عادة طي الكتمان لاعتبارات ومصالح وقلق من تحريك المياه الراكدة.

لقد ركز الكتاب على مسؤولية المسلمين تجاه قضية المسيحيين في الشرق العربي لأنهم اكثرية ديمغرافية تمسك بمفاصل الحياة العامة كافة ،ولان المسيحيين فقدوا القدرة على المبادرة .ولهذا على النخب المسلمة ان تقرر ما اذا كانت تريد بقاء المسيحيين الى جانبهم في المنطقة التي تعيش فيها اباء وأجداد منذطوال اربعة عشر قرنا ،اما ما اذا حان الوقت بنظرهم لإنهاء وجود المسحيين.

الكتاب عبارة عن دراسة قيمة تغني المكتبة العربية واللبنانية وتساعد الباحثين والكتاب في التوقف امام فواصل تاريخية موثقة ومبندة يحاول الكاتب والإعلامي انطوان سعد اظهارها وطرحها امام الجميع من خلال اسلوب شيق ورفيع جدا في طريقة عرض المعلومات والتحليل، والتوقف امامها بموضوعية يحكمها المنطق العلمي والعقل الاكاديمي في التعاطي مع الحقائق والمواقف التاريخية .

محاولة مميزة من الكاتب في التنقيب بين التاريخ والذاكرة وربطها بالواقع الاليم والمأساوي لواقعنا العربي الذي نعيشه وتعيشه الاقليات المسيحية صاحبة التاريخ العربي الناصع في اوطانها الذي لا يقل اهمية عن تاريخنا لأنه مرتبط به ومتلاصقا الى جانبه من خلال تاريخ ولغة وشعب واحد عاشت على هذه الارض المتلاصقة والتي تشكل هويتنا وتاريخنا جميعا.

يقسم الكاتب الى خمسة فصول وكل فصل الى عدة محاور صغيرة مترابطة سهلة الشرح والفهم لصفحات التاريخ مربوطة بالحاضر والواقع الحالي .

كذلك يتضمن الكتاب مراجع علمية ومقابلات وملاحق في محاولة جديدة يحاول الكاتب الاشارة الى اهمية العنصر المسيحي في المجتمعات العربية من خلال الاعادة بالدور التاريخي للمسحيين العرب ،مما يساعد على فهم العنوان الذي اطلق عليه بقاء المسيحيين في الشرق خيارا اسلاميا.

 

عندما يسعد الحزب بكلام الشيطان الأكبر

مصطفى علوش/المستقبل

«ودهر ناسه ناس صغار وإن كانت لهم جثث ضخام خليلك أنت لا من قلت خلّي وإن كثر التجمّل والكلام وشبه الشيء منجذب إليه وأشبهنا بدنيانا الطغام» المتنبي

في شريط فيديو أعده قبل إقدامه على قتل سبعة أشخاص وانتحاره في كاليفورنيا، قال إليوت رودجر: «لا أعرف لماذا أيتها الفتيات لم تنجذبن إلي، لكن، ومن أجل ذلك، سأعاقبكن جميعاً».

لم يكن رودجر ابن سنة فائق الجاذبية، ولكنه لم يكن دميماً لدرجة تنفر منه الفتيات، وعلى كل الأحوال، فإن معيار الجاذبية لا يقتصر على الشكل، فهناك مهارات وطبائع أخرى قد تكون أهم بأضعاف من لون العينين، وطول القامة، وعرض المنكبين لتشكل هي من دون المظهر عناصر جاذبية للآخر. المصيبة تقع عندما يفتقد أحدهم العناصر الجذّابة بالوراثة، أي الشكل الحسن، ويفشل بعدها في تطوير بدائل تعوض كلياً أو جزئياً عن مكوناته الجسدية. هنا قد يلجأ البعض إلى الانطواء على الذات، أو يبرز العنف وسيلة وحيدة للتعبير عن الذات وبالتالي محاولة اغتصاب اعتراف الآخر بوجوده، ليصبح هو في موقع الصدارة في حديث الناس والإعلام، وحتى في كتب التاريخ وينتزع اعتراف الآخرين بوجوده وقوته. عن هذا الموضوع كانت جدتي تقول عن الباحثين عن الشهرة «خدو مني ألف وميّة وحسبوني مع الحرامية!»، وأظن ان من بين التلامذة الراسبين في مدرستي بقي في ذاكرتي من كان أكثرهم إثارة للشغب والفوضى والأعمال الخارجة عن المألوف. ولو عدنا إلى التاريخ المكتوب والمعروف لرأينا لائحة المشاهير تضم، إلى الحكماء والرواد في الإبداع، أسماء مثل جنكيز خان وهولاكو وتيمورلنك وفلاد (دراكولا) وهتلر وموسوليني وستالين وعيدي أمين وميلوسيفيتش وصدام ومعمر وبشار، وبن لادن واسكوبار وآل كابون… كلهم اعترف التاريخ بقوتهم! وهل يمكن إنكار قوة الزلزال والإعصار والطاعون والطوفان والايبولا والقنبلة النووية، والطائرات التي ترمي البراميل المتفجرة أو تتحول هي ذاتها إلى صواريخ تضرب الأبراج وتزرع الرعب؟

المسألة بسيطة، فالشهرة والاعتراف بالوجود والقوة والتأثير تساوي للأسف بين قوى البناء والسلام والخير وقوى الدمار والحرب والشر. وقد لجأت بعض الطوائف إلى عبادة الشيطان لا محبة به بل اتقاءً لشره.

ما لنا اليوم وكل هذه الشطحات الفلسفية، فحديث اليوم هو اعتراف «جون كيري» وزير خارجية «الشيطان الأكبر» بأن «حزب الله قوة إقليمية!»، وهللي أيتها الشعوب المستضعفة بتصريح خليفة كوندوليسا رايس المستكبرة، فقد تحررت فلسطين وزرع أحمدي نجاد علم الثورة الخمينية على قبّة مبنى الكابيتول في واشنطن. لقد اكتشفنا اليوم أن كل ما كان يسعى إليه محمد رعد من خلال التضحية بآلاف الأرواح ودمار الأضرحة المشيدة ما هو إلا اعتراف جون كيري بقوة حزبه وقدرته على التخريب. لا داعي يا حاج محمد الى اعتراف كيري فنحن نعلم علم اليقين بقوة حزبك، فالدمار والعنف وخسارة الأرزاق والارواح والتعطيل وتخريب الاقتصاد وإفلاس الدولة وتيئيس العباد ما هو إلاّ انعكاس مباشر لوجود «حزب الله»، ودمار سوريا والعراق وتخريب قضية فلسطين هو أيضاً من آثار «حزب الله»، ولكن ما أخطأ به كيري هو أن «حزب الله» هو قوة إقليمية لأنه في الواقع «أداة إقليمية»، إنه ذراع إيران التخريبية.

عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل»

 

عون طرح مقايضة الأمن والاقتصاد بالرئاسة 

هيام القصيفي - الاخبار 11\6\2014

لا تزال الاتصالات بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري متواصلة. وفي كل يوم تتكشف أفكار وعروض جديدة على طاولة المفاوضات. ما صحة المعلومات التي تداولتها أوساط سياسية، بقوة، في الساعات الأخيرة حول عروض قدمت في الاتصالات بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، وتتضمن صفقة سياسية تتعلق بإدارة شؤون البلد، متعدية الاتفاق فحسب على اسم عون مرشحاً توافقياً. لا يزال موضوع الاتصالات بين عون والحريري محور اهتمام الوسط السياسي والإعلامي على السواء. وليس مرد هذا الاهتمام علاقته المباشرة بالاستحقاق الرئاسي قبل موعد 25 أيار، أو بالشغور الرئاسي بعد هذا التاريخ. بل إن ثمة مندرجات عدة تتعلق بهذه الاتصالات، لجهة الملفات التي بحثت فيها، وتأثيراتها على حلفاء الطرفين، وما خلصت إليه حتى الآن. والأهم هو ما بدأت أوساط سياسية تتداوله، ويطرح علامات استفهام حول مواضيع البحث الذي تعدى في بعض مفاصله الأساسية الاستحقاق الرئاسي كأسماء وترشيحات.

ليس الحوار الحالي هو نفسه الذي بدأ منذ أشهر، فالاتصالات انطلقت من لقاء عقده عون والحريري في باريس. حينها قال عون إنه التقى الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «لتقريب وجهات النظر بين أطراف متخاصمين». لكن ما تكشفت عنه اللقاءات التالية دلت على أن اللقاء انطلق من فكرة محددة تعمل على جمع ضدين استمرا أعواماً يغذيان الوسط السياسي والشاشات وصفحات الجرائد بحربهما المباشرة وغير المباشرة. والهدف هو الوصول إلى الاستحقاق بعون مرشحاً توافقياً. تطورت الفكرة وتشعبت مع مرور الوقت، ولا سيما بعد تأليف الحكومة واقتراب مهلة الاستحقاق الرئاسي. وخلال المهلة الفاصلة بين شباط و23 نيسان، تاريخ عقد أول جلسة نيابية نال فيها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع 48 صوتاً، لم تكن العروض على طاولة المفاوضات نفسها، وإن كانت قد دارت حول فكرة واحدة تتجلى بإمكان حصول عون على دعم المستقبل كمرشح توافقي. كرست جلسة 23 نيسان عدم خروج الحريري من صف 14 آذار، وبقاءه، على الأقل علناً، إلى جانب جعجع مرشحاًَ وحيداً لهذه القوى. وجاءت هذه الأصوات كأول رد واضح من جانب الحريري على أسابيع وأيام من الشكوك التي حامت حول موقفه الرمادي.

لكن نتيجة ساحة النجمة، لم تثن عون والحريري عن مواصلة اتصالاتهما ولقاءات المقربين منهما، نادر الحريري من جهة والوزير جبران باسيل من جهة ثانية. ظلت المفاوضات تتقدم وتتشعب بين الطرفين حتى عشية 25 أيار، حين طرح عون ثلاثية الحريري ـــ نصرالله ـــ عون.

وفي جعبة أحد أبرز السياسيين من قوى 8 آذار والمطلعين على الحوارات الدائرة بين بيروت وباريس، ملف كامل عن حصيلة الاتصالات التي جرت في الأسابيع الأخيرة وما أفضت إليه من نتائج لم يحن الوقت بعد لكشفها على الملأ. والملف لا يتعلق حصراً بالترشيحات وإمكان التوافق على عون أو غيره، بل بصفقة التمديد للرئيس السابق ميشال سليمان، وما دار حولها من استدراج عروض فاجأت أقرب المقربين لعون ولقيادات 8 آذار. لكن ثمة خلاصة واحدة لما جرى في الأيام التي فصلت بين أول جلسة نيابية و25 أيار بعدما أفشل حزب الله محاولات التمديد، هي أن نوعية المفاوضات تبدلت بعدما عادت إلى النقطة الصفر. ولم يعد السؤال المطروح هل يدعم الحريري جعجع، بل هل يدعم الحريري عون؟

 هناك روايتان: الأولى أن الحريري وعد عون بالرئاسة وأوقفته السعودية عند هذا الحد، والثانية أن الحريري لم يعد عون، بل طلب منه تأييداً علنياً له من قوى 8 آذار وتأييداً مسيحياً من جانب القيادات المسيحية التي اجتمعت في بكركي. لكن بين الروايتين نقطة التقاء واحدة، هي أن عون لم يعلن ترشّحه بعد، والمفاوضات مستمرة، إلا أنها أيضاً هذه المرة اتخذت وجهة جديدة تختلف عن تلك التي انطلقت منها قبل أشهر.

منذ اجتماع باريس وحتى اليوم، تغيرت معطيات كثيرة، إقليمية ودولية ومحلية. في تطور محلي بارز زار عون، باتفاق صاغته الحلقة الضيقة حوله، الرئيس نبيه بري، ما أعطى انطباعاً أولياً بأن مفاوضات باريس فشلت إلى الحد الذي جعل عون يعيد حساباته فيعود إلى عين التينة. لكن ما جرى تداوله أخيراً، أعطى إطاراً مختلفاً لزيارة عين التينة، وفتح العيون على بعض تفاصيل رشحت من لقاءات باريس وملحقاتها. وبحسب أوساط سياسية، فإن العروض الأخيرة التي قدمها عون بعدما وصل ملف رئاسياته إلى طريق مسدود، توسعت من مجرد طرح اسمه توافقياً، إلى عرض موسع يقضي باستعادة مرحلة الرئيس الراحل رفيق الحريري التي كان يمسك خلالها بزمام البلد اقتصادياً في مقابل ترك المقاومة بيد حزب الله. وتتحدث معلومات هذه الأوساط عن أن العرض قدم جدياً، بعدما استنفدت كل المحاولات المتعلقة بإعطاء الحريري عون دعماً مباشراً وعلنياً، فما دامت الأوضاع السياسية في المنطقة تقضي مرحلياً بتوازن سعودي ــــ إيراني، وباستمرار المراوحة العسكرية في سوريا، وبقاء السلاح في يد حزب الله الذي بات موجوداً في لبنان وسوريا معاً، وبما أنه مطلوب الاستقرار في لبنان، فما الذي يمنع استعادة مرحلة الحريري الأب، وإجراء مقايضة بين الاقتصاد والأمن والرئاسة. يبقى الأمن والسلاح بيد حزب الله وتبقى إدارة الملف الاقتصادي والمالي بيد الحريري وتكون الرئاسة بيد عون. عرض ظهرت تباشيره الأولية بإعطاء المستقبل التعيينات التي يريدها في الحكومة، وتبدل الموقف من سلسلة الرتب والرواتب، وتأييده إجراء الانتخابات النيابية، ولو على أساس قانون الستين الذي شن حرباً من أجله في الدوحة وحرباً عليه عند انتهاء ولاية المجلس النيابي، ما أطاح الانتخابات النيابية. والحبل على الجرار. لكنّ ثمة سؤالاً أبعد من زيارة عون عين التينة وموقف حزب الله من ترشيح عون: من قال إن حزب الله يريد استعادة مرحلة وضع المالية العامة والاقتصاد بيد الفريق نفسه الذي يتهمه اليوم بأنه السبب في ما وصلت إليه البلاد؟ ما ظهر حتى الآن أن الحزب لم يضع بعد كتاب «الإبراء المستحيل» على الرف، على عكس واضعيه.

 

الراعي رعى تقديم كتاب "العائلات المارونية إزاء مارونيتها": التمادي في النزاعات عطل المؤسسات الدستورية

وطنية - نظمت جامعة الروح القدس - الكسليك، ولجنة المجمع البطريركي الماروني، احتفال تقديم كتاب رئيسة قسم العلوم الاجتماعية في كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية في الجامعة الدكتورة ميرنا عبود مزوق "العائلات المارونية إزاء مارونيتها"، الصادر عن المركز الأعلى للبحوث في الجامعة، وذلك برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وفي حضوره، في قاعة يوحنا بولس الثاني في حرم الجامعة الرئيسي في الكسليك. كذلك حضر السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا، وجمع من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين والمطارنة والرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، وأعضاء مجلس المدبرين ورئيس الجامعة الأب هادي محفوظ وأعضاء مجلسها وفاعليات.

مزوق

بداية كلمة ترحيبية لعريفة الاحتفال، رئيسة قسم علم النفس في الجامعة الدكتورة نادين زلاقط، تلتها كلمة للدكتورة مزوق شكرت فيها عائلتها والكنسية المارونية ولجنة المجمع البطريركي الماروني "على ثقتها بإيكالها إلي مهمة إجراء وإدارة البحث الخاص بنتائج الأعمال المجمعية، ومن خلالها أشكر أمينها العام المطران يوسف بشارة والسادة الأعضاء واللجنة الخاصة التي تولت متابعة الأعمال البحثية المكونة من المطارنين منير خيرالله وكميل زيدان والخوري ريشار أبي صالح. كذلك خصت بالشكر الأباتي طنوس نعمه، والأب محفوظ والأب يوحنا عقيقي نائب رئيس الجامعة للشؤون البحثية، ورئيس المركز الأعلى للبحوث، والأب جورج حبيقه نائب رئيس الجامعة للشؤون الفرنكوفونية والرئيس الأسبق للمركز المذكور، "فقد آمنوا وأمنوا وصار مشروع البحث حول العائلات المارونية ومارونيتهم حقيقة ملموسة بين أيدينا".

وقالت: "إدراكا منها للأهمية الوجودية المتعلقة بوعي مكونات المارونية الكنسية والإجتماعية والثقافية، وإدراكا منها لأهمية المسار المجمعي في بناء حياة كنسية ديناميكية، جاء قرار جامعة الروح القدس الكسليك من خلال المركز الأعلى للبحوث طبع ونشر كتاب les famillesmaronites face à leurMaronité والذي يجسد التعاون الحثيث بين الجامعة كصرح أكاديمي وعلمي وبحثي وبين لجنة المجمع البطريركي المتعلقة مباشرة بالسلطة البطريركية المارونية والضامنة لديناميكية الروح المجمعية فيها".وأضافت: "إن الكتاب لا يدعي تحديد هوية المارونية التاريخية، لكنه يهدف الى استخراج بعض خصائصها من خلال المؤشرات المتعلقة بنظرة الموارنة إلى المكونات الكنسية والثقافية والروحية والإجتماعية والبنيوية لمارونيتهم. أما بالنسبة الى البحث الخاص بالمجمع البطريركي الماروني، فهو يهدف تأمين قاعدة علمية معرفة عن الواقع الكنسي في كل مكوناته، تكون بذلك قاعدة لتخطيط أعمال كنسية ومجمعية مستقبلية. إن نتائج البحث العلمي التي يتضمنها الكتاب تمثل نقطة إنطلاق لمسار علمي يثبت المارونية المؤسساتية المنفتحة والأمينة لجذورها".ثم قدمت مزوق للكتاب والأعمال البحثية فيه، عارضة ملخص أقسامه باللغة الفرنسية.

محفوظ

وألقى بعدها رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ كلمة، فاعتبر أنه "في عنوان الكتاب، وفي مكان إصداره وفي نتيجة كتابته، فرح وروح وعائلة. في زمن إصداره فرح روحي كبير. فهذه سنة الإعداد لسينودس العائلة، وفق رغبة أبي العائلة الكاثوليكية، قداسة البابا فرنسيس. وهو صدر في بدايات الربيع، يوم كنا في أجواء حدث مهيب، يملأ الروح تأثرا وفرحا. إنه احتفال إعلان قداسة البابوين يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين، في 27 نيسان الفائت. إنه احتفال يشهد لعمل الروح، ويعني العائلة الكاثوليكية بأسرها. يعني العائلة التي هي الكنيسة، ويعني العائلة لأن البابوين القديسين الجديدين أمالا قلبهما إلى العائلة".

وتوجه محفوظ إلى الراعي بالقول: "إن جامعتنا تحتفل بعيدها، سنويا، ثلاثة أيام: السبت مساء العنصرة، والأحد يوم العيد، والاثنين كعطلة العيد. هذه السنة مميزة، فالعيد يمدد لذاته يوما آخر، وذلك لأن أبا العائلة المارونية قدم إلينا، يباركنا ويفرحنا بحضوره. لكم الشكر يا صاحب الغبطة والنيافة، أنتم تفرحون قلب جامعتنا كلما قدمتم اليها، وانتم بركة لنا، فلكم الشكر من كل القلب، باسم أب عائلتنا الرهبانية، قدس الأب العام الأباتي طنوس نعمه". كما شكر مزوق على "انتاجها الجامعي والكنسي وعلى تفانيها في خدمة الجامعة وخدمة الكنيسة".

زيدان

ورأى المطران كميل زيدان، راعي أبرشية أنطلياس المارونية، ومن لجنة المجمع البطريريك الماروني أنه "يمكننا دراسة كتاب الدكتورة ميرنا مزوق من ثلاث نواح، هي العلاقة مع القارئ وتفسير علامات الزمن، والعلاقة مع النظرة الفلسفية التي تدعونا إلى العلم، فضلا عن سياق السينودس البطريركي الماروني وتأسيس المركز الماروني للتوثيق والبحث". وشدد على أنه "لا يمكننا إلا أن نشيد بمبادرة هذا الكتاب المزدوجة التي تدعو إلى التعاون بين مختلف الهيئات الكنسية والعودة إلى الأدوات العلمية في تقويم أعمال سينودس الأساقفة حول حياة الجماعة المارونية وقياسها".وختم: "وها نحن اليوم نحتفل بثمرة هذا التعاون واختيار العلم من لجنة السينودس. وفي هذا الإطار، يعتبر كتاب الدكتورة ميرنا مزوق النتاج الأول لهذا التوجه".

الراعي

واستهل الراعي كلمته مشيدا بجامعة الروح القدس الزاهرة التي نشرت هذا الكتاب. كما أعرب عن تقديره الكبير لمزوق على هذا العمل العلمي المميز "لما له من أهمية كبرى في حياة كنيستنا المارونية، لناحية تحديد هويتها وخصائصها، ورسم خطوط استراتيجية رسالتها في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار، ولناحية تنشئة العائلة المارونية على هذه الهوية الكنسية والإجتماعية والثقافية، وإدراجها في خط رسالة كنيستنا. والكل انطلاقا من الإرشاد الرسولي: "رجاء جديد للبنان"، للقديس البابا يوحنا بولس الثاني (1997)، ومن تعليم المجمع البطريركي الماروني وتوصياته (2003-2006)".

أضاف: "يأتي هذا الكتاب في صميم وقته، بعد ست سنوات كاملة من اختتام أعمال المجمع البطريركي الماروني، وقد تبين من أبحاث هذا الكتاب "أن هذا المجمع لم يتم تقبله واستيعابه بشكل بنيوي وعملي، بحيث يؤدي إلى مساحة كنسية دينامية، وبنوع ما، إلى كنيسة في حالة مسيرة مجمعية أو في ورشة عمل. هذا التقبل للمجمع بشكل سطحي ومقتطع ومجتزئ لا يسمح بإصلاح أو تجديد، سواء على المستوى الروحي أم البنيوي أم المؤسساتي، وهما مطلب جامع (صفحة 280)، بل كانا الهدف الأساسي من عقد هذا المجمع. وقد أريد للمجمع أن يكون ربيع الكنيسة المارونية، مثلما كان المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ربيع الكنيسة الكاثوليكية، حسب قول القديس البابا يوحنا بولس الثاني".

وتابع: "ولكن ينبغي عدم تعميم ما أظهرت أبحاث الكتاب بهذا الشأن، فنحن نعلم ونرى أن المجمع البطريركي الماروني أنتج ثمارا وفيرة على المستوى الروحي لدى العديد من الناس والجماعات، كما هو ظاهر في الممارسة الدينية والدعوات الكهنوتية والرهبانية، والتزام الشبيبة والعائلات في الصلاة وممارسة الأسرار، وفي نمو الأخويات والمنظمات الرسولية، وعلى المستوى الكنسي المؤسساتي، قد تحقق نمو وازدهار كبيران في المؤسسات التربوية، للتعليم العادي والمهني والجامعي، والمؤسسات الاستشفائية والإجتماعية، وأجريت إصلاحات تنظيمية وإدارية ورسولية في البطريركية وكراسي المطرانيات والرهبانيات والرعايا".

ثم انتقل الراعي إلى المستوى السياسي، مشددا على وجوب "الإقرار بأن الطبقة السياسية لم تتقبل كما ينبغي تعليم المجمع وتوصياته بشأن العمل السياسي والنشاط الإقتصادي والإجتماعي، وهذا ظاهر في الحالة المتقهقرة التي وصل إليها رجال السياسة على مستواهم الشخصي وفي علاقاتهم بعضهم ببعض، وعلى مستوى الحياة العامة التي شطروها إلى فريقين، وقد أدى التمادي في النزاعات والإتهامات، وبالطبع بنسب متفاوتة في المسؤولية، إلى تعطيل المؤسسات الدستورية، وصولا إلى العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وزج البلاد في الفراغ المميت"، مجددا "إدانتنا لهذه الممارسة. فهي مناقضة للديموقراطية، وتنتهك الدستور الذي يأمر المجلس النيابي بالانتخاب الفوري لرئيس الجمهورية بحكم المادتين 73 و74، قبل الإتيان بأي عمل تشريعي آخر بحكم المادة 75، كما تنتهك الميثاق الوطني لجهة إقصاء المكون المسيحي الماروني عن الرئاسة الأولى. ونطالب السادة النواب بعقد جلسات يومية، لا أسبوعية، حتى انتخاب الرئيس، من اجل حفظ كرامتهم، واحترام كرامة الشعب وكرامة لبنان".

ولفت إلى "أن المجمع تناول كنيستنا المارونية عبر ثلاثة محاور مترابطة ومتكاملة: الأول، التعمق في الهوية والدعوة والرسالة المارونية بالعودة إلى الماضي المؤسس وإلى الجذور؛ الثاني، تجديد الحاضر، على المستوى الشخصي والجماعي والمؤسساتي، والإصلاح في النهج والاداء، وتعزيز روحانية البدايات؛ الثالث، الإطلالة على المستقبل بتحديد مساحات حضور الكنيسة المارونية، على سبعة مستويات: التعليم بمراحله الأساسية والمهنية والجامعية، والثقافة والسياسة والإقتصاد والشأن الإجتماعي والإعلام والأرض".

واردف: "جاءت دراسة الأستاذة ميرنا عبود مزوق تتناول المحاور نفسها من الناحية العلمية، التقويمية والاستراتيجية والتقريرية: فكشفت من جديد عناصر الهوية المارونية الروحية والإجتماعية والثقافية، وخصوصية دعوة المارونية ورسالتها في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار، وحددت موقع العائلات المارونية ووجهها الإجتماعي- الكنسي، والإجتماعي- الروحي، ودورها في حفظ الهوية المارونية، ونقلها من جيل إلى جيل، والتربية عليها، في ضوء التطلعات والإنتظارات التي جمعتها الدراسة عبر عملية الإستطلاع لدى أعداد مرموقة من العلمانيين والإكليروس. وخططت بالطرق العلمية: وسائل المعرفة والإحاطة بتعليم المجمع البطريركي، وتطبيق توصياته، وكشف الواقع الكنسي الماروني بمختلف مكوناته، وفتح الآفاق نحو مجامع أخرى مستقبلية.ثم بلغت في فصلها الرابع والأخير، الذي يشكل نصف الكتاب، إلى الإطلالة على المستقبل المعروف بحضور المارونية حضورا فاعلا، في جميع مساحاته، وكيفية تفعيله وفقا لعملية الإستطلاع الواسعة".

وشدد على "أن دراسة الأستاذة ميرنا تأتي في صميم الواقع اللبناني والإقليمي، لمواجهة التحدي الكبير، وهو حفظ التعددية الدينية والمذهبية، كثروة وغنى، وجعلها في خدمة الوحدة الوطنية وفي صياغ كيان الدولة كمشروع مشترك. هذا التحدي مفروض علينا اليوم بسبب النزاع الكبير في المنطقة وعندنا بين الدول السنية والدول الشيعية، بين اليهود والعرب، بين المعتدلين والأصوليين، بين الديموقراطيين والمتسلطين، هذا النزاع لا يأتي من الدِين أو المذهب بحد ذاته، بل من تسييس الدين أو المذهب، واستعماله لمآرب سياسية".ولفت الى أن "التحدي هو أن تدرك كل طائفة هويتها الخاصة بها، التي تكونت عبر مراحل ومحطات معينة من تاريخها، وقد توارثها أبناؤها من جيل إلى جيل، وأن تدرك قيمتها المضافة في النسيج الوطني، وتحدد استراتيجية دورها الخاص في صياغة المشروع المشترك (راجع روجيه ديب، لبنان المستقر، ص56-57)".واشار إلى "أن الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" (1997) قدم لنا مساهمة كبيرة في هذا الشأن، ولا سيما ما يختص بهوية لبنان، المسيحي-المسلم، وقيمته المضافة في الأسرتين العربية والدولية. فتجب العودة إليه لكي يتعمق وعي جميع اللبنانيين وبخاصة رجال السياسة لأهمية وطنهم الذي سماه البابا القديس يوحنا بولس الثاني "نموذجا ورسالة للشرق كما للغرب". وهو اليوم ضحية تداعيات النزاع المذهبي القائم في المنطقة".

واعتبر أنه "على مستوى الكنيسة المارونية، عقد المجمع البطريركي الماروني (2003-2006) من أجل أن يدرك الموارنة هويتهم ودعوتهم ورسالتهم الكنسية والإجتماعية والوطنية، ومساحات مساهمتهم في صياغة مشروع الدولة المشترك، أكان في الوطن الروحي لبنان، أم في أي وطن آخر ينتمون إليه، من ضمن النطاق البطريركي وفي بلدان الإنتشار. وكذلك الإرشاد الرسولي للبابا بندكتوس السادس عشر: "الكنيسة في الشرق الأوسط شركة وشهادة" كشف هوية المسيحيين الشرق أوسطيين ودورهم ورسالتهم على مستوى الوحدة المسكونية، والحوار الثقافي والإجتماعي والوطني مع اليهودية والإسلام، ومساهمة أبناء هذه الديانات في بناء أوطانهم بحكم المواطنة". وقال: "جاءت دراسة الأستاذة ميرنا عبود مزوق تركز على الهوية المارونية الإجتماعية - الكنسية، والإجتماعية - الثقافية، وعلى طريقة نقلها إلى العائلات المارونية؛ وتضع الأسس لاستراتيجية تهدف إلى معرفة المارونية لذاتها، وإلى انفتاحها على الغير في كل محيط تعيش فيه؛ وترسم خطة لتعزيز تقبل نصوص المجمع البطريركي ومعرفتها والأفعال التطبيقية".

وأضاف: "كل هذه الوثائق القيمة المتكاملة تذكر المسيحيين عامة والموارنة بخاصة بالقيمة المضافة التي يشكلونها، وهي الحرية والمواطنة والمساواة والديمقراطية والتعددية وتقنيات الحداثة كالثقافة والعلم والإبداع، ودور الوصل بين الشرق والغرب والتوازن بين السنة والشيعة في لبنان، ومنه في بلدان الشرق الأوسط. ولقد طبعوا لبنان بهذه القيمة، وهم مدعوون اليوم ليحافظوا على هذا الدور".

وتابع الراعي: "تذكر الوثائق أيضا بما للبطريركية المارونية من دور موجِه ووسيط، وحكم ورقيب، في إطار المبادئ الدستورية والثوابت الوطنية، من دون الدخول في الخيارات السياسية وتقنياتها، مع حفظ حقها في الحكم المعنوي عليها، ارتباطا بالشريعة الأخلاقية وبكرامة الشخص البشري وحقوقه، وبسلامة المجتمع ونموه، وبكيان الدولة، أرضا وشعبا ومؤسسات. لقد سجل التاريخ أن البطريركية المارونية هي الحاضنة التاريخية، والمؤسسة الراعية، والملجأ الأكيد لصون الإنجاز اللبناني الإنساني الصعب في هذه المنطقة من العالم".وختم شاكرا مزوق ومشيرا إلى أنه "بفضل هذه الدراسة نحقق انطلاقة جديدة على أسس ثابتة نحو مارونية ملتزمة كنسيا واجتماعيا وثقافيا ووطنيا".واختتم الاحتفال بشرب نخب المناسبة.

 

باسيل من اثينا: وجود لبنان واستقراره على المحك بوجود 50% من سكانه من السوريين والفلسطينيين

وطنية - ألقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل كلمة لبنان في الاجتماع الثالث الذي ضم وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي الى نظرائهم العرب في أثينا والذي ترأسه نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية اليوناني ايفانجيلوس فينيزيلوس الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي. وشارك في الاجتماع المنسقة الخاصة للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

واستهل باسيل كلمته بالقول: "أتوجه بالشكر الى دولة اليونان الصديقة، وأجد نفسي الآخر وأنا معكم كلبناني في محفل يجمع بين تكتلين إقليميين لطالما لعب لبنان دور صلة الوصل بينهما. أجد نفسي تماما في مغطسي، في مغطس متوسطي حضاري غني، فلبنان الرابض على شرق هذا الحوض، هو تراكم عقود من الحضارات التي مرت عليه، يونانية – إغريقية، فينيقية وصليبية، عثمانية وفارسية، عربية وأعجمية، هو معبر وموطئ فتوحات وغزوات واحتلالات وهيمنات، هو منبع أديان سماوية، هو ممر تجارات وطرقات وخطوط، وهو مقر ثقافات وانطلاقة حرف ومنشأ أفكار ومركز حقوق. حضارات تشقعت على أرضه الضيقة فانعصرت خليطا حضاريا متوسطيا فريدا وانتجت لبنان هذا الذي هو "أكبر من وطن، هو رسالة" على حد قول البابا يوحنا بولس الثاني. فلبنان المؤسس لجامعة الدول العربية، يرى في انتمائه العربي مصدر اطمئنان سياسي وغنى ثقافي وازدهار اقتصادي".

اضاف: "أما أوروبا وهي التي تحمل اسما انطلق من صور، مدينة الجنوب المقاوم، وأوروبا، إبنة أدونيس، هي الجار الجغرافي والإمتداد التجاري والمنفذ الحيوي. وقد تحول لبنان بفعل موقعه ورسالته، وبفعل انتشار أبنائه في العالم العربي وفي أوروبا الى معبر إلزامي بين حضارتين وثقافتين، وممر اقتصادي وتجاري يساهم في توطيد علاقات العالمين الأوروبي والعربي".

وتابع بالإنكليزية: "أصحاب المعالي، السيدات والسادة، أصبح الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة الشريك التجاري الأول للبنان. وقد أقر مجلس الوزراء اللبناني أخيرا خطة العمل مع الإتحاد للسنوات الثلاث المقبلة ما يعبر عن إلتزام لبنان تطوير علاقاته. وبالتوازي أصبح الاتحاد الأوروبي المانح الأول للبنان ما ساهم في تطوير بنانا التحتية بشكل مطرد.

وتم أخيرا منح المساعدات الإنسانية للتعامل مع تدفق اللاجئين السوريين الى لبنان، غير أن هذا لم يساعدنا في التعامل مع التدفق الكبير وغير المسبوق والضغوط الناتجة منه، حيث لم يصل للحكومة اللبنانية سوى جزء بسيط من التعهدات التي تم الإلتزام بها حتى الآن".

واشار الى ان "عامل الوقت مهم جدا للبنان، فالواقع الديموغرافي والاقتصادي الاجتماعي يتغير بشكل مريع، ما يهدد وجود بلدنا. إن التغيرات الحاصلة أثرت بشكل سلبي على اقتصادنا، وتصاعدت البطالة لتبلغ أكثر من 30 في المئة من مواطنينا العاملين في بعض المناطق. كما أن نظامنا التربوي بات عليه التعامل مع زيادة 60 في المئة من أعداد التلاميذ. إن الخسائر الواقعة على اقتصادنا تقدر منذ العام 2011 ب 5,7 مليارات دولار".

وقال: "إن هذا الوضع لا يمكن ان يستمر من دون ان يؤدي الى انفجار، ولذلك نغتنم هذه المناسبة لدعوة الأشقاء والأصدقاء الى العمل بشكل فورا لدعم مؤسساتنا وبنانا التحتية وليس فقط اللاجئين. ليس استقرارنا فقط على المحك وإنما وجود لبنان في ضوء وجود زهاء 50 في المئة من سكانه من الأجانب وتحديدا من السوريين والفلسطينيين.

وأمام هذا الوضع كان الخيار الوحيد للحكومة اللبنانية لتفادي الإنفجار، أن يتقرر:

1 - وقف تدفق اللاجئين السوريين ولا سيما اولئك القادمين من الأماكن البعيدة أو الآمنة لا سيما أن 42 في المئة من اللاجئين ينتمون الى هذه الفئة.

2 - خفض عدد الموجودين في لبنان عبر تطبيق المعايير الدولية للجوء ولا سيما ان 40 في المئة يتنقلون ذهابا وإيابا الى سوريا، وبالتالي يمكن اعتبارهم مهاجرين اقتصاديين.

3- إقامة تجمعات سكن داخل سوريا او في المنطقة الحدودية بين البلدين".

واردف: "نحن نتوجه اليكم لمساعدتنا في هذه المقاربة الجديدة، ومساعدتنا في تمويل العودة الآمنة وإعادة توزيع اللاجئين السوريين.

إضافة الى كل ما تقدم، فإن التهديد الذي يشكله انتشار المجموعات الإرهابية اصبح واقعا صعبا في لبنان، وهو يتطلب إلتزاما قويا منا جميعا ما زال غائبا لئلا يعم وينتشر في كامل أرجاء المنطقة. إن شبكات المقاتلين الجانب تعود حاليا الى بلدانها الأساسية، ومنها دول أوروبية.ان قوى الظلام والكراهية تمزق النسيج الاجتماعي للمشرق. وإن دعم جيشنا اللبناني يكتسب أهمية بالغة بل انه مسألة حيوية للدولة والشعب، ولدور لبنان كمثال حي على التعايش والعيش لنا ولكم وندعوكم الى المشاركة على أعلى مستوى ممكن في المؤتمر المخصص لدعم الجيش اللبناني في روما في تاريخ 17/6/2014".

وفي الختام، توجه الوزير باسيل بكلمة عاطفية الى الحاضرين عن دور لبنان كمختبر للتعايش، مستشهدا بالفيلسوف نيتشه بأن "التعامل مع قوى الإرهاب لا يكون بالضرورة دائما من خلال القوة وإنما ايضا عبر حفظ مجتمعات التعايش والتسامح التي تعطي المثال المعاكس للارهاب، وهنا أهمية الحفاظ على لبنان الذي اعتبره القديس يوحنا بولس الثاني:أكثر من وطن بل رسالة".

وختم: "لبنان هو السلاح الأمضى في وجه الإرهاب".

 

المفتي قباني من دار الفتوى:لا يخيفنا السراي ولا من هو فيها ولا من يحميها

وطنية - عقد أئمة المساجد والعلماء والخطباء في لبنان اجتماعا طارئا في بهو دار الفتوى ضم حوالي مائتي وخمسين عالما، بدعوة من المديرية العامة للأوقاف الاسلامية في بيروت. وحضر في بداية الاجتماع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. وبحث المجتمعون في قرار المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الذي اعاد العمل بتوسيع الهيئة الناخبة الذي كان ساريا قبل انتخاب مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد وجرى تقليصها عند انتخابه.

المفتي

وقال مفتي الجمهورية: "هذه جلسة وداع لي ولكم في هذه الدار، ولكن أيضا هي عهد بيني وبينكم أن نستمر يدا بيد خارج هذه الدار، لأن العلماء لا ينتهي دورهم ولا تتوقف كلمتهم الحق خالصة لوجه الله تعالى، طالما هم أحياء فهذه رسالتهم، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه. هذا المجلس اليوم هو برئاسة مدير عام الأوقاف الإسلامية فضيلة الشيخ هشام خليفة، يحدثكم عن بعض الأمور ويستمع أيضا منكم، ولكن الذي أريد أن أقوله لكم: إن إعادة العمل بالمواد السابقة التي ألغيت عام 1996 وقت انتخابي مفتيا للجمهورية هي الهيئة الناخبة الحق، هي مجلس الانتخاب الإسلامي الذي نص عليه رجال الاستقلال، كانت هناك أسباب سريعة، جرت خلافات عليها لم ينتخب مفت للجمهورية، فرأى رؤساء الوزراء وقتها أن يختصروا هذه الهيئة. ولكن لا يصح أن تختصر إلى ما لا نهاية. أولا، العلماء كانوا ينتخبون رئيسهم وهو مفتي الجمهورية، بنص المرسوم الاشتراعي رقم 18/55 الذي ينظم مؤسسات دار الفتوى والاوقاف الإسلامية ينص على أن مفتي الجمهورية اللبنانية هو الرئيس الديني المباشر لجميع العلماء المسلمين، كل من يحمل شهادة شرعية عالية، ولو لم يكن موظفا وظيفة دينية، بهذا النص كان معمولا به سابقا".

أضاف: "وبعد اختصار هذه الهيئة أصبح عدد العلماء الذين يشاركون في انتخاب مفتي الجمهورية حوالي 35 أو 37 عالما بعد أن كان كل من يحمل شهادة شرعية عالية، واليوم العلماء الذين يحملون هذه الشهادات يقارب عددهم حوالي 1000 أو 1500 ربما أكثر، فقط 35 أو 37 عالما الذين هم قضاة الشرع والمفتين، قضاة الشرع حوالي 25 أو 27 لوجود شغور، والمفتون وعددهم حوالي 7 تقريبا الآن لوجود شغور. فنحن اتجهنا إلى توسعة الهيئة الناخبة وإعادة الأمور إلى نصابها وهذا حقكم، وهذه أمانة أسلمكم إياها، ربما إن قضى الله سبحانه وتعالى أن نجتمع اجتماعا آخر لوداع في اجتماع أكبر ان شاء الله. انا اسلم هذه الأمانة بداية لهذا الاجتماع الكبير، ثم ربما يكون هناك اجتماع اكبر ان شاء الله سبحانه وتعالى، الأمانة بايديكم، لا تدعوا أحدا يصادر قرار دار الفتوى، انا لم اختلف معهم، وعندما أقول معهم انتم تعرفون من هم، لقد احببته سابقا، ولقد تعاونت معه بإخلاص وصدق، ولكن ليس عندهم وفاء، ليس عندهم صدق، ليس عندهم اخلاص، هم يريدون ان يسخروا كل الناس، ولا يهمهم دين، لأن احدهم يقول: انا مع الزواج المدني، والآخر يقول: خلي لي الدين على جنب؛ انا لا اكرههم كراهية الان، وانما أقول كلمة الحق، لا يريدوا لمفتي الجمهورية ان يكون له رأي او قول".

وتابع قباني: "لم يظهر سابقا لأنني ما كنت اريد ان احدث مشاكل اطلاقا، ولكن ارفض كثيرا من الأمور، ولكن لا ادخل في خلافات، والناس لا يعلمون انه كانت هناك خلافات، خلافات بالتشاور وابداء الرأي برأيي لا تحتاج الى إشكالات، وحتى رأيي اليوم لا يحتاج الى اشكال، هم الذين يثيرون الإشكالات، هم الذين يسبون، وهم الذين يشتمون في صحفهم، هؤلاء هم الذين يمثلون المسلمين السنة؟ الذين يشتمون مفتيهم؟ حتى لو كان صحيحا ما يقولون، هذا عيب، يمكن الحل بطريقة أخرى، فكيف اذا كان ما يقولونه كله كذبا، وما يثيرونه كله كذب للتشهير لإسقاط كلمة مفتي الجمهورية، وأقول لهم ان كلمة مفتي الجمهورية -بعد قليل نقول السابق ان أحياني الله عز وجل- ستكون اقوى واقدر مما انا في هذا المنصب، لأن ليس هذا المنصب الذي يعطيني القوة ابدا، الذي يعطي القوة هو الله الذي خلق، وهو الذي يحيي ويميت. هم لو قبلوا مني بأن يغلقوا هذه التعديلات التي تقلص صلاحيات مفتي الجمهورية، لو قبلوا مني هذا الامر، ولو قبلوا انتخاب مجلس شرعي جديد، هم بالتوافق مع الجميع، ما كان هناك مشكلة اطلاقا. هم يعطلون انتخابات المجلس الشرعي منذ عام 2009، هم تيار المستقبل ورئيس تيار المستقبل الذي هو فؤاد السنيورة. وأقول فؤاد السنيورة وليقولوا لي وانتم قولوا لي محمد رشيد قباني، لأننا عندما نلقى الله لا نلقاه بلقب رئيس وزارة او مفتي الجمهورية او افسحوا الطريق امامنا في الاخرة، اطلاقا، وقفوهم انهم مسؤولون، مطلبي فقط هو كان انتخاب مجلس شرعي عندما انتهت ولاية المجلس السابق عام 2009 منذ خمس سنوات، هم يمددون لأنفسهم، صحيح بحضوري او ثاني مرة، وما كنت اقبل ولكن حتى لا يكون هناك مشكل ظاهر امام الناس كنت اقبل، ولكن لما طال الامر رفضت ذلك"

وقال: "التمديد هو تعطيل الانتخابات. هم وكلاء لأربع سنوات بالانتخاب، الوكيل لا يملك ان يمدد لنفسه الا في الظروف الاستثنائية، استثنائية يعني مثل حرب الفتنة التي كانت، لأن المرسوم 18 ليس فيه تمديد اطلاقا، لا شيء اسمه تمديد. موضوع التمديد صدر بقرار من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اثناء الحروب الاهلية، بقرار وليس بقانون، صدر بقرار وقال: "في الظروف الاستثنائية يمكن ان يمدد المجلس لنفسه سنة واحدة"، رضينا وغير راضين في اول سنة للتمديد، ظننا انها سنة فقط، فاذا هي خمس سنوات، هم يعطلون انتخابات المجلس الشرعي، فليكن واضحا، هم يعطلون هذه الانتخابات، وأيضا يريدون إقرار هذه التعديلات، حتى ان احدهم قال لأحد المسؤولين: "نحن لا يهمنا من يأتي مفتيا للجمهورية، نحن يهمنا إقرار هذه التعديلات". هذه التعديلات علمانية، بمعنى انها تريد ان تأتي بمفت ضعيف، ولا يعود مفتي الجمهورية هو المرجع الأعلى للأوقاف الإسلامية، بل ربما رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى او أي وظيفة أخرى لم يذكروها حتى الان، هذا هو السبب ليس هناك سبب اخر، وما عداه تشهير وكذب، اذا كان هناك من أخطاء يتحدثون عنها؟ نعم هناك أخطاء، ولكن هي أخطاء ملتزم لم يف بالتزامه، هو المسؤول، فكيف اذا تعاقدنا معهم يقول انت المسؤول. هناك كثير من الالتزامات يتعاقد معها المرء ويختلفون مع بعضهم، ولكن يكذبون ويكذبون ويكذبون، هم تيار المستقبل وعلى رأسهم رئيس تيار المستقبل فؤاد السنيورة. نحن لا نخشى احدا الا الله. الله هو القاهر فوق عباده، هذا هو السبب، والآن عادت الهيئة الناخبة بالتوسعة، انتم تطالبون بحقكم، انتخابات مفتي الجمهورية ستكون عندما تكون، هذا حقكم، وبدأنا اعداد لوائح الشطب على هذا الأساس، هم يجتمعون اليوم في رئاسة مجلس الوزراء، هل هذا تهديد لنا؟ اذا اجتمع مجموعة أعضاء المجلس السابق في السراي، نحن يخيفنا السراي؟".

أضاف: "لا يخيفنا السراي ولا من هو في السراي ولا من هو على رأس السراي ولا من يحمي السراي، لأن الله عز وجل هو اقدر عليهم منا. واذا كانوا يظنون انهم هم الذين يقدرون الأمور فالله سوف يحكم بين عباده، فالله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب. هم وضعوا أنفسهم في هذا الموضع، كل واحد منكم ايها الاخوة امة بنفسه، وكل عالم من العلماء يعرف نفسه اذا كان مخلصا صادقا لله ام لا، هذه العمامة التي على الرأس اطلاقا ليست هي الحكم، الحكم لله والعمل بنية القلب وقد حذر ائمتنا وعلماؤنا سابقا من علماء السوء. نحن نرفض ان نكون، ونكون جميعا العلماء بالله الصادقين، العلماء لله، وليس العلماء الذين يعظون الناس وينسون انفسهم. قال الله تعالى: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون". كونوا علماء لله، كونوا علماء لله وليس لأحد، واذا كان لأحد فهذا شرك خفي، وانتم تعلمون ان الشرك نوعان: شرك يخرج عن الملة، وشرك خفي عن طريق الرياء لا يخرج عن الملة، ولكن هذا مطعن بأي انسان عادي فكيف بالعلماء؟ لا تخشوا احدا الا الله، لا تنظروا الى وظيفة، لا الى مركز، ولا الى شيء. اربع وعشرون سنة انتهت كنت خلالها مفتيا للجمهورية. الامر كان رؤية فقط وان يكسب الانسان الذاكرة والمعلومات. اشكركم اخواني جميعا، هذه الامانة بين ايديكم انتم الذين تجعلون قرارنا راسخا، وسوف يوزع عليكم الان قرار المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى، عندما انتخبت انا طعن الكثيرون وقالوا ما هذه الهيئة من مئة وعشرين واحدا انتخبوا مفتي الجمهورية؟ معهم حق، ولكن عند ذاك ما انا الذي اقرر، لم اكن انا مفتيا للجمهورية. كنت اتكلم ولكن غير الكلام عندما يكون هو على رأس السلطة في دار الفتوى، كما هو اليوم الكلام نستطيع ان نوقف اي مشروع ولكن وقتها رأوا ذلك وقدر الله ما شاء فعل، والخبرة يكتسبها الانسان مع الظروف".

وتابع: "قال الله تعالى في القرآن الكريم عن كل الظالمين: "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين". اقول لهم عودوا الى الله، توبوا الى الله توبة نصوحا، ما تفعلونه هو تخريب على الاسلام والمسلمين وخاصة السنة في هذا البلد وعلى مؤسستهم. عندما اخرج انا غدا هم سيظنون انهم سيدخلون على دار الفتوى دخول الفاتحين، وحتى ان دخلوا هل انتهى الامر؟ لله قضاء. قال الله تعالى في القرآن الكريم: وكذلك اخذ ربك يعني اهلاك اخذ الله هو الاهلاك "وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد"، وقال الله تعالى في القرآن الكريم: "فليحذر الذين يخالفون عن امره"، هذا انذار وتحذير من الله، احببت ان التقي بكم وسنلتقي ان شاء الله وليس هناك شيء اسمه ما قبل الافتاء وما بعد الإفتاء، الموضوع هو نحن وانتم بإذن الله علماء، احفظوها، والذين يعرفون الحقيقة في هذا الامر هم الذين يدركون ما معنى العلماء بالله وعن الله ولله، ليس فقط الذين يقرأون الفقه اطلاقا فقط وانما هو الاعتصام بالله عز وجل. كونوا اقوياء بالله عز وجل عند ذلك يكون الواحد منكم بمليون وليس بألف، نعم بمليون. وقد قال سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: إن افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر. سلطان هي كناية عن المسؤول".

خليفة

وأكد المدير العام للأوقاف الاسلامية الشيخ هشام خليفة على "ضرورة ايجاد حل وسط يجمع بين الأفرقاء". وناشد جميع المعنيين في انتخاب مفت جديد للجمهورية "أن يبادروا إلى القيام بعملية انقاذية تجنب المسلمين الانقسام والخصام والتشرذم وتخفف من حدة التوتر التي تشهده قضية دار الفتوى والمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى"، مؤكدا أن "العلماء إذ يحيون بإيجابية قرار توسيع الهيئة الناخبة لتشمل العلماء على أرض لبنان باعتبار أن هذا هو حقهم الطبيعي والأصيل بأن يكون لهم رأي في اختيار مفتي الجمهورية الجديد".

صقال

وتحدث بعد ذلك نائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى المهندس ماهر صقال الذي شرح للعماء أسباب الرجوع عن القرار الذي قام به المجلس وأنه أعاد الأمر إلى أصله وإلى نصابه الاول "بأن يأخذ العلماء والمفكرون من الطائفة السنية دورهم الصحيح بانتخاب مفت للجمهورية وأن قرار المجلس الشرعي لم يعدل المرسوم الاشتراعي رقم 18/1955 بل ألغى التعديلات الخاطئة التي طرأت عليه وأنه بذلك يكون قد صحح الأمر على أصله".

 

بيان صادر عن المجلس الوطني لثورة الأرز/الجبهة اللبنانية

عقد " المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية ] إجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام ، وحضر جميع أعضاء المكتب السياسي  ، وناقشوا كُلْ البنود المدرجة على  جدول الأعمال ، وفي نهاية الإجتماع  صدر عن أمانة  الإعلام البيان الآتي نصه:

1. ناقش المجتمعون الوضع السياسي العام ولا سيّما الإستحقاق الرئاسي الذي يُراوح مكانه لناحية عدم الإتفاق على رئيس يُدير الأزمة في هذه المرحلة من المخاضات في الدول المحيطة ، وتطرّق المجتمعون الى زيارة وزير الخارجية الأميركية والتي يُفهم منها أنها زيارة دعم لسيادة لبنان ولإستقراره وإبعاده عن التداعيات الأمنية والجيوسياسية في المنطقة ولِلَفِتْ نظر الحكومة اللبنانية لضخامة أعداد اللاجئين السوريين في لبنان ومخاطرها على الديموغرافيا اللبنانية ، ويعتبر المجتمعون أنّ في الزيارة حثّْ السياسيين اللبنانيين بشكل عام وتحديدًا المسيحيين منهم من أجل ملء الشغور في المؤسسة الدستورية الشرعية الأولى ليكتمل عقد عمل المؤسسات الشرعية التي تقوم على أساسها الدولة اللبنانية ، وفي هذا الإطار إستهجن المجتمعون الأصوات الخافتة التي علتْ خِلسةً وكالعادة أبدتْ إنزعاجها من إستقبال وزير الخارجية لغبطة البطريرك ولهؤلاء يقول المجتمعون بالفم الملآن : للأسف في لبنان يوجد موارنة في السياسة ولكنهم دُمى في أيدي الخارج ومجرّد صفر على الشمال إنْ لم يُصنّفوا بالنوع " الأجرودي " ، لهذا السبب الوجيه يا سادة كان اللقاء مع غبطة السيّد البطريرك الماروني الذي بإستطاعته تخصيب الزمان والمكان. كما يعتبر المجتمعون أنّ زيارة وزير الخارجية الى لبنان ولو لساعات شملتْ أيضًا المساعدات المباشرة للجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى كبرامج التدريب والتجهيز وغيرها من مواضيع .

2.     أسف المجتمعون للفراغ الذي طال رئاسة الجمهورية المؤسسة الشرعية الأم لكل المؤسسات الرسمية ، ويعتبر المجتمعون أنّ ما نتج عن الفراغ أمر خطير لا يجوز السكوت عنه ويتحمّل مسؤوليته المباشرة السّادة النوّاب الذين تغيّبوا عن حضور الجلسات هذا من ناحية الشكل أما من ناحية المضمون فالجميع داخل وخارج المجلس النيابي يتحمّل تبعة الفراغ ، وبالتالي يستحق المساءلة القضائية في أقرب فرصة مُتاحة . ويعتبر المجتمعون أنّ حالة السياسيين اللبنانيين باتتْ مذرية للغاية وحواراتهم ستبقى فارغة من أي مضمون ولا قيمة لها وغير ذي شأنْ ، كما يعتبر المجتمعون أنّ الحالة السياسية الحاضرة تؤشّر الى أنّ أمر الربط في يد طهران والسعودية وباريس وواشنطن وتنطلق وفقًا لمقتضيات مصالحهم واللاعب الأقوى على الساحة اللبنانية هي إيران التي تُمْسِكْ بورقة حزب الله الذي عرّى كل الأطراف في لبنان وكشف عوراتهم وأكّد أنه اللاعب الأوحد على الساحة الداخلية وفي يده وحده الحل والربط ، وكما يُشير المجتمعون إلى أنه لولا أراد حزب الله بواسطة إيران وسورية إيصال رئيس لأمّن البيئة المؤاتية لإنتخابه ، وفي حالة أنه لم يفعل ، فهذا أمر يؤشّر الى أنّ كلاً من إيران وسورية ومن وراءهما حزب الله لا يريدون إنتخاب رئيس بل يعملون للفراغ حتى إشعار آخر وبصريح العبارة حتى تتوّضح ملامح المرحلة المقبلة .  كما يأسف المجتمعون لهذه الحالة ويعتبرون أنّ هذا الآداء السيء للقادة المسيحيين وبفضل أنانياتهم وجنون كيدياتهم وجهل الرأي العام قد خسرتْ الطائفة المارونية حضورها أولاً من خلال تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية ، وثانيًا خسروا دورهم الفاعل منذ إتفاق الدوحة وحاليًا يخسرون طوعًا وجودهم داخل السلطة التنفيذية والآتي أعظم .

3. شرح مسؤول العلاقات الدولية الواقع الإقليمي المُستجّد حاليًا لناحية زيارة سمّو أمير الكويت صباح الأحمد الصباح لإيران وهي وفقًا للتحليل المنطقي تؤشّر الى مبادرة لتقريب وجهات النظر بين المملكة السعودية وطهران وإيجاد نقاط مشتركة للبناء عليها للوصول الى تفاهمات حول كل الملفات الساخنة في المنطقة بدءًا من اليمن الى العراق وسورية ولبنان . علمًا أنّ هذه الجولة من المحادثات تأتي بعد هجمات تعرّضت لها الثورة الإسلامية في إيران ، ويشير مسؤول العلاقات الدولية الى ما يحصل من مفاوضات بين إيران والدول الخمس زائد واحد قد تُشارف على خواتيمها وستُتوّجْ بالإعلان عن توقيع إتفاق ينص على تحرير مبالغ مالية وهي ودائع إيرانية على أن تلتزم إيران بنسب التخصيب والإنتاج النووي المخصصة لإنتاج الطاقة البديلة والأغراض السلمية . كما رجّح مسؤول العلاقات الدولية إلى إمكانية زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لإيران من خلالها سيتمكّن من الإستثمار داخل إيران . وهذا يعني أنّ المجتمع الدولي قد سلّم بالدور الريادي المحدود لإيران في منطقة الشرق الأوسط ، وهذا يعني أنه لها دور في إعادة رسم ملامح سياسة معينة في المنطقة وتحديدًا في كل من العراق وسورية وحتى لبنان . وفي هذا الإطار تمنّت اللجنة الثلاثية في المجلس الوطني لثورة الأرز من أحد المراجع الدينية الرسمية إعادة قراءتها الموزونة لما يحصل في الشرق وتحديدًا في لبنان وحجز مكان لها على الخريطة السياسية لكي لا يتم التفاوض على لبنان . وفي هذا الإطار أخذت اللجنة على عاتقها تقديم تصوّر مكتوب نزولاً عند رغبة المرجع الروحي لإيجاد آلية معينة لمقاربة كل الإستحقاقات الداخلية لما فيه مصلحة لبنان والحضور المسيحي الفاعل في لبنان وتحديدًا الماروني المؤثّر .

 

جنبلاط: الرئيس القوي هو من يرسي قواعد الدولة القوية انا متفائل بالمستقبل ولكنني خائف على الوضع الاقتصادي

وطنية - سأل رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في برنامج "كلمة حرة" عبر تلفزيون لبنان " هل يستطيع لبنان ان يفرض نفسه ككيان وكدولة مستقلة عن المحاورالمحيطة؟ هذا هو السؤال المركزي". وقال: "يبدو ان قدرنا اليوم اننا جزء من محور اكبر بكثير من قدرة لبنان على تحمله، هو المحور السوري-الايراني. صحيح اننا دخلنا في خطابات نارية وكان البلد منقسما عموديا ولا يزال ولكن الامور الان افضل الى حد ما، لكن لبنان تحت قبضة هذا المحور الذي عليه ان يحاور الدول الكبرى". واذ اشار الى اننا "حاولنا فصل انفسنا عن هذا المحورآخذين في الاعتبار اهمية وجود المقاومة لكن للدفاع عن لبنان"، حيا الرئيس السابق العماد ميشال سليمان "الذي حاول عبر ما يسمى "اعلان بعبدا" ان يفصل لبنان عن هذا المحور"، ومذكرا بان "هذا الاعلان ينص على ان سلطة الدولة هي التي تقرر اعلان الحرب والسلم". اضاف جنبلاط "لا بد في "يوم ما" ان تكون بندقية المقاومة في إمرة الدولة لكن هذا القرار ليس في يد لبنان بل في ايران، وشتم الرئيس سليمان اهانة وهو الذي حكم هذه البلاد في شكل "استثنائي" مع ازمات استثنائية وكان يتمتع بصبر هائل"، لافتا الى اننا "في إنتظار اللحظة التاريخية التي ربما نستطيع ان نحكم انفسنا بانفسنا". وتابع "ايران والولايات المتحدة الاميركية يعقدان مفاوضات حول الملف النووي ولم يناقشا بعد موضوع المنطقة اي سوريا ولبنان، والجمهورية الاسلامية تسجل نقاطا سياسية وعسكرية بدعمها للنظام السوريمن خلال سقوط حمص التي هي المعبر من ساحل البحر الابيض المتوسط الى عمق ايران عبر البادية السورية، عبر تدمر عبر العراق الى ايران"، معتبرا انه "بسقوط حمص سيطرت ايران "الى حد ما" على المنطقة، وقسمت سوريا الى قسمين، وعلينا في لبنان في الوقت الحاضر ان نقبل بهذا الواقع الجيواستراتيجي، وان نحسن شروط رداءة الدولة بالتفاهم بالحدود الدنيا مع "حزب الله". الى ذلك، قال جنبلاط ردا على سؤال "انا اخالف منطق ان وقوع لبنان في قبضة هذا المحور يسمح لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بان يقول "انا او لا احد" الى رئاسة الجمهورية. الرجل القوي او الحالة القوية اذا صح التعبير وهنا اتحدث بهدوء كامل هي حالة "حزب الله" والمقاومة. امين عام الحزب السيد حسن نصر الله هو القوي. عون وجعجع وفرنجية اقوياء على الساحة المسيحية"، مشيرا الى ان "الرئيس القوي هو الذي يرسي قواعد الدولة القوية، وفي الوقت الحاضر هذا الرئيس غير موجود، لأن المعادلة الان ليست في صالح هذا الهدف.

ورد على سؤال "لماذا فشل الثنائي الشيعي في تدوير الزوايا في استحقاق الرئاسة بينما نجحوا في استحقاقات اخرى، اجاب جنبلاط "لان الرئيس نبيه بري لا يستطيع تجاهل ارادة وتمني "حزب الله" والعماد عون وشخصيات اخرى في "14 آذار".انا والرئيس بري نحاول تدوير الزوايا لكننا لا نملك كل المعطيات". واوضح انه "لم يشارك في الجلسة السابقة لانتخاب الرئيس في 9 حزيران الفائت لانها كما سابقاتها"، لفت الى ان "القوى المركزية لم تعتمد من اجل الوصول الى رئيس "حواري" يتحاول مع الجميع وان نستطيع معا بناء دولة قوية هي المرجعية، وليس بالضرورة ان يكون "قويا" في طائفته كما يقال".

واردف "المسألة ليست بأن يكون المرشح يتمتع بشعبية مسيحية او سنية الخ... المسألة في المبدأ. هل يمكننا التوصل الى الخروج من محور قد يجرنا الى المجهول؟ او محور يثبت امر واقع؟، هل نستطيع ان نثبت قرارنا بانفسنا؟ هذا هو السؤال الاساسي. موازين القوى ليست في صالح وليد جنبلاط وقوى "14 آذار"، اسفا "لان هذه الموازين لن تتغير لاننا نرى حجم الدمار في سوريا من تهجير وقتل ومفقودين وحوار على "جثة" سوريا بين ايران والولايات المتحدة ومصالح الدول اولوية ولا تبالي بمصالح الشعوب". وقال "جنبلاط يملك كتلة نيابية تضم عشرة نوابا وفي الجلسة الاخيرة للانتخاب نال مرشحنا النائب هنري حلو 16 صوتا من بينها 6 اصوات اتت من كتلة نيابية اخرى مشكورة. هذا هو وزني 10 نواب. لا مشكلة لدي اذا اتفق الاخرون على رئيس، لكني لن اسير بإختيار عون او جعجع او اخرين، لقد رشحت حلو لانه يمثل الاعتدال والحوار نتيجة تاريخه وتاريخ والده المرحوم بيار حلو".

وردا على سؤال عن اي خطر يمثله وصول عون الى الرئاسة؟ قال "انا لست معترضا عليه لكني لا اؤيده ولن اصوت له كما لن اصوت لجعجع. من حقي ان يكون لي رأيي المستقل. هنري حلو يتماشى الى حد ما مع نهج ومسيرة الرئيس ميشال سليمان"، مشددا على ضرورة ان "يستكمل الرئيس المقبل ويثبت "اعلان بعبدا" عندما تسمح الظروف الاقليمية اي الحوار "الاكبر" والطويل المدى بين اميركا وايران".

وردا على سؤال عن امكانية ان يكمل قائد الجيش العماد جان قهوجي في حال انتخابه رئيسا مسيرة الرئيس سليمان، اجاب جنبلاط "نكون بذلك نكرس مبدأ وصول شخصية عسكرية الى الرئاسة. صحيح ان الرئيس سليمان كان قائدا للجيش واصبح رئيسا لكنه كان رئيسا"استثنائيا وممتازا"، ولكن وصول قائد الجيش دائما الى الرئاسة يعني انه لا يوجد في المارونية السياسية اي شخصية مؤهلة للرئاسة سوى قائد الجيش اي اننا نقول بان الطبقة المارونية "مش خرج"، انا لا افضل ذلك، علما اننا هنا لا نقلل من اهمية العماد جان قهوجي"، معتبرا ان "وصول قائد الجيش الى الرئاسة لا يعني ان هناك ازمة لدى الموارنة"، وداعيا كل القوى السياسية الاخرى الى "الاتفاق على مرشح"، ومؤكدا انه "ثابت على موقفه في دعم ترشح النائب هنري حلو". ورداعلى سؤال عن امكانية ان يصل الحوار القائم بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" الى تحالف انتخابي، قال "لم اسمع بهذا الامر ولا فكرة لدي بحيثيات هذا التفاوض، السيد حسن نصر الله اكده ، "الله يوفقهم"، انا ثابت في موقفي".

سئل: ماذا لو تحول هذا التفاوض الى تحالف انتخابي في الشوف؟

-اجاب: "لكل شخص الحرية بالتحالف مع من يريد".

وكشف جنبلاط ردا على سؤال انه "كان من المفترض ان التقي الرئيس سعد الحريري الاسبوع المقبل لكن وجوده في المغرب اجل اللقاء، وعندما تسمح الظروف انا جاهز للقائه، قد نختلف في وجهات النظر ولكن لا بد من الحوار"، نافيا "ما يشاع عن وجود "حزازيات" بين "المستقبل" وبينه"، وقال "لا اتوقف عند مقالات بعض "الطفيليين".

وردا على سؤال عن امكانية "اتفاق" بين الكتل السياسية كافة على تحجيم دور ولدي جنبلاط؟، قال "ليحجمونني "شو هل مشكل"،اذا هذه "الحسكة" لا يستطيعون ابتلاعها ليحجمونني ما عندي مشكل". اعرف حجمي جيدا ولا اضرب نفسي "بحجر ثقيل". لدي رأيي الخاص. تأكد اكثر من اي وقت مضى ان مصير هذا البلد مرتبط للاسف بنهاية الحلف الايراني-السوري، سقوط حمص والقلمون فرض هذا الشيء للاسف، واتمنى على "حزب الله" الا يفهم ذلك بانه "رسالة نابية"، نحن نتحدث بواقعية سياسية وهم يعلمون ذلك والسيد حسن تحدث عن هذا الحل السياسي مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي لا يريد حلا بل يريد نفسه فقط حتى لو نال 10% من الاصوات". واذ اشار الى ان "لا فكرة لديه عن فترة الشغور الرئاسي وبان هذا الشيء متوقف على القوى السياسية التي تتحاور مع بعضها"، سأل "هل الفراغ الرئاسي من مصلحة المقاومة؟ لا اتصور ذلك، من مصلحتهم ان يكون هناك حد ادنى من مقومات بلد".

وفي الشأن الحكومي، قال جنبلاط "شعار حكومة الرئيس تمام سلام بأن تضم كل الفرقاء والحمد الله صبر الرئيس سلام على ان تكون حكومة "جامعة" وليس كما صنفت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بأنها كانت حكومة "حزب الله" او كما صنفت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاخيرة بانها كانت حكومة غير ميثاقية".

واوضح ردا على سؤال ان "هناك شغورا في سدة الرئاسة وليس فراغا، فبحسب الدستور هذه الحكومة الميثاقية تستطيع ان تتولى صلاحيات الرئيس، وكلما اسرعت القوى السياسية بالاتفاف والاتفاق على رئيس كلما كان افضل كي لا يبقى موقع الرئاسة الذي يهم المسيحيين بالدرجة الاولى فارغا".

واذ لفت الى انه "وبحسب الدستور فان هذه الحكومة "مجتمعة" تستطيع ان تقوم بمهام رئيس الجمهورية"، امل ان "نصل الى الانتخاب في اسرع وقت ممكن"، مؤكدا ردا على سؤال ان "ليس من مصلحة احد الاطراف توقف عمل الحكومة، خصوصا ان هناك استحقاقات كبيرة اقتصادية، انمائية، ويقال ان الموسم السياحي سيكون واعدا، اضف الى ذلك ان الوضع الامني تحسن بسحر ساحر وهذا جيد وجولات العنف توقفت في طرابلس وعمليات السيارات المفخخة توقفت ايضا نتيجة الجهد الكبير الذي تقوم به الاجهزة الامنية".

وعما اذا كانت عمليات السيارات المفخخة قد توقفت نتيجة مشاركة "حزب الله" بالحرب في سوريا، قال "جنبلاط، هم يقولون ذلك ويمكن ان يكون صحيح، انا لا اطلع على حيثيات امنهم ولا اريد ان اطلع، في الماضي ارتكبنا "غلطة" ودفعنا ثمنها (في اشارته الى حوادث 7 ايار).

واذ ذكر بانه "قبل حوادث 7 ايار كان هناك فراغ رئاسي واتت اتفاقية الدوحة بعدها وانقذتنا وانتخب الرئيس سليمان"، اعلن تأييده لما قاله السيد حسن نصر الله بأننا لا ننتظر الحلول من الخارج، لانه يبدو اذا لم يبدأ الحوار الايراني-السعودي واذا لم تنضج الامور قد يمتد الشغور بضعة اشهر وهذا ما لا نريده لانه سيعطل الادارة في البلد، فمن الافضل ان تتفق القوى السياسية على رئيس وانا مستمر بدعم ترشيح النائب هنري حلو".

سئل: ماذا عن دعم حاكم مصرف لبنان للرئاسة؟

اجاب "مما لا شك فيه انه ادار المصرف المركزي في شكل جيد وحكيم وجنب البلاد كوارث اقتصادية عالمية، ولكن انا لا افهم لماذا علي التخلي عن هنري حلو من اجل شخص اخر؟، انا غير مقتنع بالتخلي عن هذا الشخص الذي يمثل الاعتدال من اجل عسكري او حاكم مصرف لبنان او اي شخص اخر، و"جبهة النضال" و"اللقاء الديموقراطي" سيستمران بدعم ترشيح حلو".

وردا على سؤال، اعلن جنبلاط ان "النائب هنري حلو طلب موعدا من كل رؤساء الكتل النيابية لتسويق حملته الانتخابية للرئاسة".

وعما اذا كان يؤيد اجراء انتخابات نيابية نهاية فصل الصيف حتى لو استمر الشغور الرئاسي ووفق اي قانون؟، قال جنبلاط "نكون كمن يسجل سابقة، اجراء انتخابات نيابية من دون رئيس جمهورية هذا امر غير محبب. انا افضل انتخاب رئيس اولا ومن ثم الاتفاق على قانون انتخابي جديد، والرئيس بري دعا في جلسة الحوار الاخيرة الى انشاء مجلس شيوخ وانتخاب مجلس نواب غير طائفي تتحكم به المناصفة وهذا مهم جدا، وعندما نصل الى ذلك ندخل في تطور"، لافتا الى قانون "الستين" قد "فات عليه الزمن"، هل نعود الى الوراء 50 سنة"؟.

واذ رجح الا نصل الى تمديد ثاني للمجلس النيابي"، قال "اتصور اننا في فترة وجيزة نستطيع الاتفاق على قانون جديد للانتخابات ولكن تبقى الاهمية في ملء شغور الرئاسة".

سئل: كيف تتأثر السياسة السعودية في لبنان وسوريا بالتغييرات التي تحصل داخل المملكة؟، اي غياب الامير بندر، تقدم الامير مقرن والامير محمد بن نايف بالسن؟، وهل اصبحت السعودية مستعدة للتسوية؟

اجاب: هذه اسئلة دقيقة وتعتبر تدخلا في الشأن السعودي ولا استطيع الاجابة عنها. ولكن ما اقوله بان المملكة حريصة على الاستقرار والامن والازدهار في لبنان".

سئل: هل اصبحت المملكة مستعدة لتسوية لبقاء الاسد في السلطة من ضمن اتفاق سعودي-ايراني؟

اجاب: "لا اعتقد ذلك، ولا اعتقد ان هناك عاقل في العالم يستطيع ان يقبل بهذه المسرحية التي سميت بالانتخابات على اشلاء عشرات الالاف من القتلى والجرحى والمهجرين وعلى وقع القنابل والبراميل المتفجرة، غريب هذا الامر علينا ايجاد تنصنيف جديد للديموقراطية"، مجددا تاكيده "بان "الدول الكبرى تضحي بالشعوب، فما يجري اليوم في اوكرانيا خير دليل الى ذلك،. يقال ان هناك انابيب نفط جديدة من البصرة الى طرطوس تمر عبر حمص وتم احراق السجلات العقارية فيها اي ان اهل حمص باتوا من دون عقارات وسيتم اعادة تركيب الديموغرافيا في حمص على حساب اهل حمص الاصليين"، مرجحا ان "تستمر الحرب في سوريا 10 سنوات اضافية، وهناك اعادة ترسيم لسوريا من الداخل كما يعاد ترسيم العراق من الداخل ما يعني ان الحدود الداخلية ستتغير، مثلا اكراد سوريا بات لهم استقلال ذاتي في الحسكة، وهناك مجموعات بشرية جديدة كـ "داعش" مثلا التي تخص النظام لاننا لم نر حتى اليوم ان هذا النظام قصف مقرات "داعش" بل على العكس استخدم "داعش" ضد "جبهة النصرة" التي اخالف كل ما يقال بانها تابعة لـ "القاعدة" بل هي مواطن سوري يقاتل ضد النظام، والغرب استخدم اسم "النصرة" كانها "قاعدة" وكان بذلك الغرب يساير النظام، وهذا هو خبث الغرب".

اضاف "70% من الشعب السوري هو مسلم سني ومن الظلم اتهامه بانه كله "قاعدة"، وما من احد مد اليه يد العون"، وسأل "من قال ان الاميركيين منزعجون مما يحدث في سوريا؟، مصالحها مؤمنة في المنطقة، بما ستتأثر اميركا اذا ما تقاتل المسلمون في ما بينهم البعض؟، طالما النفط العربي موجود ستبقى اميركا في المنطقة، وصفقات السلاح التي تبرمها مع العرب ما زالت قائمة"، مشيرا الى اننا "نحن "اصحاب البيت" من يغرق".

واعتبر ردا على سؤال ان "حزب الله" يعلم ان اميركا لا تتأثر بالصراع السني-الشيعي ولكنه مرتبط سياسيا، امنيا وعقائديا بالجمهورية الاسلامية، وانا هنا لا انتقد الحزب وانما "اوصف" الواقع كما هو. "حزب الله" جزء من حالة اكبر هي سياسة ايران في المنطقة. فبعد ان احتلال العراق في العام 2003 وصلت ايران الى ساحل البحر الابيض المتوسط ولن تتخلى عن هذا الامر باي ثمن. هذا امر واقع علينا القبول به ولكن في الوقت نفسه اسف لاننا اصبحنا جزءا من هذا "الفلك"، مؤكدا ان "سوريا التي نعرفها اصبحت في قبضة ايران وسوريا العربية انتهت وكذلك العراق، والعالم العربي كله يتهاوى، وربما بعد 10 سنوات قد تعود مصر الى دورها لان التحديات التي تواجه الرئيس السيسي هائلة".

واذ رفض جنبلاط ردا على سؤال عن دراسة اميريكة تقول بان سوريا هي "الثقب الاسود" لـحزب الله" اي انها ستبتلعه وتضعف دوره"، قال "لا اريد الاطلاع على اي دراسات وتحليلات انا اقرأ الوقائع على الارض، حمص-العراق-ايران-لبنان الجمهورية الاسلامية انتصرت ومعها "حزب الله" واتمنى على الحزب اذا اراد ان يأخذ في الاعتبار الخصوصية اللبنانية والتعددية اللبنانية والديموقراطية اللبنانية، وان يتم اعادة تصويب البندقية لحماية لبنان ضد اسرائيل والقبول عندما يشاؤون باعلان بعبدا".

واشار الى "تواصل دائم مع "حزب الله" من خلال الوسيط الحاج وفيق صفا، وبالامس في بيصور احتفلنا بعيد التحرير"، اكد انه "وجد صعوبة في البداية بإقناع قاعدته الشعبية "بقلب الصفحة" مع الحزب بعد حوادث 7 ايار، ولكني قلت لهم باننا ذهبنا بعيدا في مسألة "شبكة اتصالات المقاومة" والحزب ذهب بعيدا في اجتياح بيروت ومن ثم الجبل، ولكن في النهاية علينا طي الصفحة لان العيش المشترك مفروض علينا ومطلوب منا باي ثمن والمستقبل امامنا"، لافتا الى اننا "محكومون بالحوار وبمعادلة الصبر".

سئل: كيف تقرأ زيارة امير الكويت الى طهران؟

اجاب جنبلاط "جيدة، هي بداية حوار خليجي-ايراني والشيخ صباح والملك عبد الله بن عبد العزيز من بقايا العقلاء الكبار في المنطقة العربية، امل ان تنتج تسوية او او تزيل هذه الغيوم بين الخليج والجمهورية الاسلامية".

سئل: هل تسعى الى زيارة طهران؟

اجاب "كلا، لانها ترتكب جريمة في حق الشعب السوري.

سئل: كيف تقرأ دعوة وزير خارجية اميركا جون كيري اثناء زيارته بيروت اخيرا "حزب الله" الى ضبط النفس ووقف الحرب في سوريا؟

اجاب جنبلاط "واقعية اميركا تجعل كيري يتحدث بهذا الشكل، هو يرسل نداء عاطفي وليس سياسي للحزب ولكن هذه لا تصرف"، موضحا ردا على سؤال ان "كيري لم يطلب لقائه اثناء زيارته بيروت، بل ارسل سلامه لي عبر رسالة مع السفير ديفيد هيل، وحسنا فعل عندما حصر لقاءاته بالبطريرك الراعي والرئيس سلام والرئيس بري".

ولفت جنبلاط الى ان "لبنان ليس اولوية بالنسبة للسياسة الاميركية، اولوية اوباما تسويق اتفاق مع ايران كي يستطيع ان يكسب بالانتخابات النصفية في شهر تشرين الثاني المقبل"، مذكرا بان "ايران تملك رابع احتياطي نفط وغاز عالميا، وللاسف على هذه المصالح يحترق الشعب السوري".

واذ رفض مقولة ان "الاسد فاز بالانتخابات الرئاسية في سوريا ما كان ينقص الا الاتيان بالاموات والمعتقلين والمهجرين للادلاء باصواتهم لصالح الاسد"، اكد ان "الاسد لن يفوز"، واوضح ان هناك "فرقا شاسعا بين الاسد والسيسي، فالاخير فاز فعلا بالانتخابات"، ومعتبرا ان "تحديات مصر هائلة، خصوصا انها عدد سكانها 90 مليون على رقعة زراعية تتضاءل، هناك التحدي الامني والسلاح الذي يتدفق الى سيناء اضافة الى الاحباش الذين يبنون سد النهضة الامر الذي سيخفض منسوب نهر النيل على مدى 4 سنوات اضف الى ذلك مشكلة الاخوان المسلمين".

وقال "في النهاية لا بد من فتح قنوات حوار مع "الاخوان" الذين يقبلون بالحوار مع السيسي، ويجب على الاخوان ان يكونوا مصريين اولا ثم "اخوانجية" ثانيا"، لافتا الى ان "الاخوان" في تونس عملوا "نقلة نوعية" مع الرئيس الغنوشي ولكن يبدو ان هناك مشكلة في مصر".

وردا على سؤال عن امكانية اقامة توازن تركي-ايراني في المنطقة، قال جنبلاط "تركيا دولة كبرى ولديها علاقات ممتازة مع ايران وتستورد حاجاتها من الغاز من ايران، واردوغان اثبت انه زعيم له حيثياته على رغم ان بعض الدوائر راهنوا على سقوطه بالانتخابات البلدية لكنه فاز بها وربما سيصبح رئيسا لتركيا. تركيا متنوعة سياسيا ومذهبيا فبعض الحوادث التي حصلت في ساحة تقسيم اخذت طابعا مذهبيا، وهو وضع وثيقة تفاهم مع الاكراد امل ان تترجم عبر اعطاء الحقوق المشروعة لهم من دون الانفصال الذي لا احبذه".

سئل: هل صحيح ان الربيع العربي ادار 360 درجة؟

اجاب "غير صحيح، هذا المواطن في مصر او في سوريا او في تونس او في ليبيا كان شعاره الاوحد الخرية والكرامة". اطفال درعا كانوا يريدون الحرية والكرامة لكن الاسد اهانهم وابن خاله عاطف مجيد وحقرهم ومن بعدها كرت السبحة".

وتابع "خبث بعض الغرب بدل ان يعطي الجيش السوري الحر صواريخ مضادة للطائرات تحجج وربما سهل مرور ما يسمى "جهاديين" من ليبيا من تونس من اوروبا الى سوريا عبر حدود معينة واجهض طموحات ومشروع الشعب السوري وخانه، ثم استخدم معادلة ما بين النظام السوري والجهاديين اعطى الى حد ما نفس الى الاسد"، وذكر بمقابلة للرئيس اوباما برر فيه ما يحصل في سوريا بالقول "انا استنزف روسيا وايران في سوريا"، وقال "اوباما ليس بالسهل يحسبها جيدا وباعصاب باردة لتحقيق مصالح اميركا واسرائيل التي تحلم بتفكيك كل المحيط وهذا ما يحصل، الجيش العراقي انتهى، الجيش السوري يضمحل وتم سحب السلاح الكيماوي السوري".

سئل: هل تتوقع ان يستعيد النظام مع "حزب الله"ريف دمشق؟

اجاب "لن ينتصر النظام واذا ما انتصر سيكون ذلك على اشلاء الشعب السوري والمدن السورية، وسيعاد تركيب مدينة حمص القديمة من اجل اعادة تركيبها لانها صلة الوصل بين ساحل دمشق واللاذقية والعمق العراقي وصولا الى ايران"، مذكرا بان "سيرة الرئيس حافظ الاسد وابنه بشار مع طائفة العلويين ظالمة للعلويين"، مشيرا الى ان "تغيير خريطة الداخل السوري والعراقي لن ينعكس على لبنان لان مساحته والحمدالله ضيقة، لذلك نحن محكومون بالتعايش والعيش المشترك والحوار، ونجحنا بحكومة الرئيس سلام وامل ان ينجح الاقطاب الكبار على انتخاب رئيس، ومن مصلحة الايرانيين ان يحترموا التنوع اللبناني".

سئل: ايران روحاني اليست مختلفة عن ايران احمدي نجاد؟

اجاب جنبلاط "صحيح ان الرئيس روحاني انتخب بعد الهفوات الكلامية لنجاد لكنهم اي الرؤساء لا يغيرون سياسة الدولة. هم جزء من نظام اكبر. الرئيس روحاني لا يستطيع ان يقول لـ "حزب الله" انسحب من سوريا هذا مكسب للتفاوض".

الى ذلك، قال جنبلاط ردا على سؤال "حصل صدام مذهبي في صيدا ولكن ما زلنا وطنا مكونا من اقليات، لذلك لا يستطيع احد ان يفرض نفسه على الاخرين بالاكراه، نحن مجبورون على التعايش والحوار، ولا مهرب من ذلك. صدامات طرابلس كانت مؤلمة وكلفت عشرات الضحايا والجرحى اضفة الى خراب اقتصادي لكنها انتهت الى حد ما، لان الفريقين الذين يسلحان ويمولان ادركا انهما يخربان انفسهما".

سئل: هل تتوقع عودة الاغتيالات؟

اجاب "لا معلومات لدي، لا يجب علينا ان نعيش في "الهاجس" كي يبرر ويضخم، لننصرف الى معالجة ما هو اهم اي الرئاسة والاقتصاد ومحاولة "عقلنة" مطالب الاساتذة بالنسبة لسلسلة الرتب والرواتب لان المحقق النظري 1200 مليار والمطلوب 2200 مليار"، ناصحا السيد حسن نصر الله الذي يملك حزبه مراكز دراسات وابحاث جدية بان يستشير بالوضع الاقتصادي لان الليرة ليست سنية ولا شيعية ولا درزية ولا مسيحية ومن مصلحته ان يدرس الوضع ومكامن الهدر في الدولة من اجل المحافظة على الاستقرار".

اضاف "سرطان الهدر دخل الى معظم مكامن الدولة، التعيينات التي حصلت اخيرا ممتازة، بعض المطالب محقة والبعض الاخر غير محقة، خصوصا بما يتعلق بالست درجات والتعويضات لكبار العسكريين"، مذكرا بدراسة الاستاذ انور الخليل بالنسبة الى "توحيد معايير سلسلة الرتب والرواتب في القطاعات الامنية والمدنية" ولكن لم يلق اذانا صاغية، واليوم وصلنا اليها"،

ولفت الى ان "العجز بلغ 34% والمواطن اللبناني ينجح في الخارج الا نستطيع رغم ذلك بناء محطتين للكهرباء"؟.

وقال "كل مقاومة هي سمكة في المياه، وهذه المياه هي الشعب لذلك علينا حماية هذا الشعب من الطبقة السياسية الفاسدة، فليتأكد "حزب الله" الذي يملك مراكز ابحاث من مكامن الهدر فلا شيء اجمل من "الشعبوية".

وعما اذا كان النفط هو الرهان لحل مشكلة الهدر، قال جنبلاط "كمن يبيع سمك من البحر، قيل لي ان بعض الشركات الكبرى تنسحب من الملف النفطي في لبنان بسبب الخلافات الداخلية اللبنانية، اسرائيل سبقتنا وهناك مناطق متنازع عليها بين لبنان وسوريا واسرائيل، ونحن نناقش في "جنس الملائكة". والحمدالله ان ليس هناك نفط في الجبل".

وفي ملف النازحين السوريين، قال جنبلاط "انا اريد تطبيق منطق الوزير نهاد المشنوق الذي نامل تنفيذه، ما حصل امام السفارة السورية يؤكد انهم ليسوا نازحين، ارادوا ايصال رسالة مفادها اننا ما زلنا هنا ولقد فهمنا الرسالة. كان لا بد من اقامة مخيمات وانا مع هذه الفكرة، هناك افكار طرحت عن اماكن عامة يمكن استخدامها لاقامة هذه المخيمات، كمطار القليعات ومطار رينه معوض، على الاقل كنا ضبطناهم امنيا واجتماعيا، لا يمكننا الطلب ممن فقد منزله بالقنابل بان يعود الى سوريا".

اضاف "من استطاع بسحر وساحر وبشكل ممتاز ايقاف جولات العنف في طرابلس يستطيع ضبط هذه امكنة المخيمات التي ذكرناها، وانا اقول "بسحر ساحر" لان توقف العنف فجأة هو اهانة بحق اهل طرابلس، لقد توافقوا فجأة بعد ان دفع اهل طرابلس الثمن"، متمنيا "عودة الحياة الاقتصادية الى مدينة طرابلس".

سئل: يقال بأنك "بيضة القبان" هل هذا مزعج لك او حمل ثقيل عليك؟

اجاب "لنبتعد عن لغة "البيض" لاننا سنصبح "عجة" بعد وقت، انا "حسكة" تقف بالعرض، انا موجود واعرف حجمي ولا اسعى الى تكبيره، ليتفقوا على مبدأ انتخاب رئيس وانا موجود مع مرشجي النائب هنري حلو، ولن اغير موقفي في هذا الاتجاه".

سئل: ما الذي منع "14 آذار" اي جنبلاط-الحريري-جعجع والجميل من تكوين نواة دولة؟

اجاب "لا يمكننا بناء نواة دولة من دون "حزب الله" والفريق الاخر، علينا التوافق. انا خرجت من تحالف "14 آذار" الحاد لاني رايت ان هذا التحالف الحاد وهذه الخطابات وهذا الحديث الناري كاد ان يشعل توترا وان يدمر العيش المشترك في الجبل، وسرت بالنهج الوسطي الى جانب الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي، والتاريخ سيكتب عني ذلك، لان ما فعلته كان لصالح لبنان ككل وليس للدروز".

سئل: مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان اصبح لديك حليف مسيحي اساسي هو الرئيس سليمان، فهل برأيك ضعفت الوسطية حاليا؟ وماذا عن الرئيس سلام هل يمكن ان يكون ضمن الخط الوسطي؟

اجاب جنبلاط "الرئيس سليمان كان رئيس دولة وهكذا تصرف في اصعب الحالات حتى عندما عتب من قبل "14 آذار" اثناء حوادث 7 ايار. ما كان في استطاعته التصرف حفاظا على الجيش، ولم ينحاز الى اي فريق عندما كان رئيسا. يؤخذ عليه انه استخدم تلك الكلمة (اللغة الخشبية) وقامت الدنيا ولم تقعد والسفير الايراني قال لي ان "الرئيس سليمان استخدم تلك اللغة" وقال لي ايضا "نحن في خدمتكم". عظيم اذا انتم في خدمتنا اسمحوا لرئيسنا بهذه "الهفوة".

اضاف "آل سلام معروفون بنظرية "التفهم والتفاهم" التي اطلقها الرئيس صائب سلام بعد ثورة 1958 اي لا غالب ولا مغلوب، وهذه ميزة هذا البلد".

سئل: من هو الفريق المسيحي الاقرب اليكم حاليا؟

اجاب جنبلاط "لماذا هذا التصنيف، هل كل الدروز معي؟ كلا، هناك انقسامات في كل المذاهب والطوائف. انا كلبناني وسطي اتمنى في يوم من الايام ان اتخذ قراري كلبناني بنفسي لا اي يقرر عني الاخرون. اهذه جريمة؟، يمكن ان يحصل ذلك ربما غدا او بعد 20 عاما او 100 عام لا ادري ولكن لم افقد الامل".

وعن دفاعه عن زيارة البطريرك الراعي الى الاراضي المقدسة في وقت كان يتعرض للهجوم ضد هذه الزيارة، قال "ما هي جريمته؟ عندما زار سوريا انتقدته قوى "14 آذار". لقد زار سوريا لطمأنة المسيحيين هناك في ظل الحرب الطاحنة ومصيرهم سيكون كمصير مسيحيي العراق. لقد ذهب الى فلسطين ولكن ماذا بقي من مسيحيي فلسطين؟ 1% فقط، لقد زار 3 قرى مسيحية منكوبة هحرت كسائر الفلسطينيين في العام 1948 فما هي الخطأ الذي ارتكبه؟، واذ كنا نريد اعتبار اللبنانيين الموجودين هناك والذين التقاهم بانهم "عملاء" فلنستخدم هذا التعبير لهؤلاء فقط ولننشأ لهم محاكمة عادلة كما حكم الالاف من الغير"، مذكرا بان "جيش لحد كان يضم في صفوفه دروزا وشيعة ومسيحيين ومسلمين"، وسأل "لماذا لا نعطيهم فرصة بمحاكمة عادلة"؟، ومذكرا بان "هذا الملف كان من مطالب العماد عون، فاين اصبحت ورقة التفاهم الذي ابرمها مع "حزب الله" والتي تضمنت هذا الملف"؟.

سئل: هل برأيك للبطريرك الراعي دور في حسم الملف الرئاسي؟

-احاب جنبلاط "ياريت، انا مع ان تكون البطريركية المارونية جامعة لكل اللبنانيين والمسيحيين بالتحديد"، واوضح ان "زلة اللسان" التي حصلت معه اثناء مصالحة بريح كانت صحيحة لانني ما زلت احلم به"، مستشهدا باغنية للفنان الراحل عبد الحليم حافظ: "بحلم بيك انا بحلم بيك"، والتي ارددها يوميا".

وختم جنبلاط "انا متفائل بالمستقبل لان لبنان حسكة كبيرة صعب هضمها، لكنني خائف على الوضع الاقتصادي، لذلك اتمنى على مراكز الدراسات والاختصاصيين الاقتصاديين عند "حزب الله" ان ينتبهوا الى هذا الموضوع لان لا صفة مذهبية لليرة اللبنانية التي يجب المحافظة عليها وعلى الثروة التي نملكها وهي المصارف".

 

حرب ترسيم الكانتونات الطائفية في العراق

داود البصري/السياسة

التطورات العسكرية الميدانية السريعة في العراق, وانهيار الجيش في معارك الموصل والفلوجة و الأنبار, وعمليات النزوح الشعبي من المدن, والجبهات العراقية الساخنة, واستمرار الخوض في مستنقعات الحلول الدموية البائسة المترافق مع انهيار منظومة الدولة العراقية بالكامل, وفشل السيد نوري المالكي وطاقمه, من كبار العاجزين والفاشلين, في إدارة الوضع والسيطرة على التداعيات الخطيرة التي سببتها سياساته الخرقاء و الديكتاتورية في التعامل مع قوى المعارضة السلمية, وأهل الحراك السلمي الذي حوله المالكي, بطيشه ورعونته, ثورة عسكرية مسلحة احتار الإعلام العراقي في وصفها, بين كونها حركة مسلحة لأهل العشائر, أو لكونها تنظيم”داعش”, أي الدولة الإسلامية في العراق و الشام, الاتية من تحت إبط جماعة “القاعدة” التي للنظام الإيراني, كما نعلم وتعلمون أطراف وأصابع خفية فيها, لكنها معروفة في توجيه وبرمجة نشاطاتها! ليس من المعقول ولا المنطقي تصديق الرواية الحكومية حول القدرات الـ”سوبرمانية” لتنظيم “داعش” في إدارة المعركة على جبهتين قويتين في الشام و العراق, و لا يمكن أبدا تصديق أسطورة “داعش” المزعومة في ظل حالة التصعيد الطائفية الخطيرة التي يشهدها العراق بعد حملات التصفية الطائفية في كركوك وديالى والأنبار, ومحاولات إعادة إعداد رسم خطوط تماس طائفية عراقية قد تمهد السبيل لتقسيم نهائي وشامل للعراق, وتحويله مجرد كانتونات طائفية متناثرة ومتصارعة ومتخلفة وبائسة. ذلك المشروع التقسيمي القديم الذي اتضحت معالمه منذ عام 1980 القاضي بتقسيم العراق ثلاث دويلات طائفية مشوهة, هي الدولة الكردية (قائمة حاليا واقعيا) و الدولة الشيعية (موجودة) والدولة السنية (مشروع قائم), وهو المشروع الذي عملت الدوائر الدولية الكبرى على إنضاجه و تهيئة الظروف الميدانية له منذ أربعة عقود, بالتمام و الكمال, وحيث دخل العراق في حرب “ماراثونية” مع إيران أفرزت أوضاع و ظروف أدت للاجتياح والاحتلال العراقي لدولة الكويت عام 1990,وهبوب رياح عاصفة الصحراء عام 1991, دخل العراق و شعبه بعدها في حصار دولي قاس و طويل كانت نتائجه تهشيم قواعد الدولة المركزية, و تشويه القيم الاجتماعية للشعب العراقي, و تحفيز وتنشيط العصابات والجماعات الطائفية بفكرها الشاذ من مختلف الأطراف. ثم جاءت الضربة القاصمة مع حرب تدمير واحتلال العراق وإنهاء الجيش والمؤسسة الأمنية العراقية, ما حول العراق منطقة جذب وميدان معركة للجماعات المتطرفة في الشرق بأسره, ومن ثم نشوء أوضاع طائفية تمثلت بهيمنة أحزاب طائفية, فاشلة وبائسة وعقور, ساهمت أبعد مساهمة في تكسيح العراق وفرض التخلف على شعبه عبر حشوه بمخلفات الأفكار الخرافية والعدمية حتى تحول الشعب, الذي كان في ستينات وسبعينات القرن الماضي نموذجا للشعب القارىء والمثقف, شعب هائم على وجهه في الطرقات, وانضوى شبابه تحت ظلال عصابات وميليشيات طائفية بائسة زرعت الرعب والخوف والدمار, وأسست لحالة التقسيم المجتمعي السائدة حاليا والمترافقة مع فشل حكومي مريع بسبب جهل الحكام والمتنفذين و ديمومة سيطرتهم على السلطة التي يسيرون ملفاتها من خلف القلاع والحصون المشيدة, تاركين عموم الشعب العراقي لمصيره.

معارك العراق الدامية اليوم والمترافقة مع شلل حكومي بسبب العجز عن تشكيل حكومة عراقية فاعلة, حتى وإن تشكلت فإنها لن تفعل الكثير لكون برنامجها برنامج هش وطائفي وقياداتها أعجز من العجز ذاته.

العراق اليوم يتجه بكل وضوح و صراحة الى التقسيم الكامل, ونحو نهايته الإقليمية, وقضية قيام الدويلات والكانتونات الطائفية لا تحتاج سوى الى رتوش وتفاهمات إقليمية معينة يتم بعدها الإجهاز النهائي على العراق الذي عرفناه وعرفه العالم منذ عام 1921 أيام تشكيل الحكومة الوطنية تحت قيادة العائلة الهاشمية العراقية التي أبادها رعاع العراق عام 1958, وهاهو العراق يحصد اليوم نتائج ذلك الفعل الإجرامي الأخرق, و حيث سيكون نوري المالكي آخر الحكام الفاشلين الذي سيدخل التاريخ كما دخله آخر حكام غرناطة أبو عبد الله الصغير وهو يسلم مفاتيح قصر الحمراء لملكي قشتالة وأراغون.

بكل تأكيد لن يجد نوري المالكي وقتا ليبكي فيه ضياع العراق! العراق يعيش اليوم تداعيات التمزق والتحلل النهائي وبما سيترك مؤثراته الخطيرة على الشرق بأسره.

إنه زمن الكانتونات الطائفية المريضة… اللهم إلا إذا!

 

داعش وفضيحة الموصل

غسان شربل/الحياة

سقوط محافظة نينوى في يد «داعش» ليس انتكاسة عابرة للجيش العراقي. إنه فضيحة كاملة ومدوية للجيش والحكومة. كلام رئيس الوزراء نوري المالكي عن «خديعة» و»مؤامرة» لا يقلل من خطورة ما حدث. إعلانه عن تشكيل جيش رديف من المتطوعين يحمل أيضاً خطر تجديد شباب الميليشيات. ما كانت الموصل لتُستباح على يد «داعش» لو كان العراق يعيش في ظل حكومة توفر تمثيلاً طبيعياً للمكونات. ما كانت لتُستباح لو كانت العلاقات الشيعية - السنية طبيعية أو شبه طبيعية ولو كانت العلاقات بين بغداد وأربيل كما ينبغي أن تكون. وما يصدق على الموصل يصدق على أنحاء أخرى يسكنها المكون نفسه.

ذهبت إلى الموعد فوجدت الرجل يتابع الأنباء الواردة من الموصل. وشاءت الصدفة أن يكون الرجل معنياً، بحكم موقعه، باختراق «داعش» والاستعداد لمواجهتها.

قال إن الوضع في المنطقة شديد الخطورة وإن «داعش» هي الملف الأخطر. سألته أن يوضح هذه الخطورة فأجاب:

- «داعش» جيش صغير فعال عابر للحدود لا يؤمن بالدول القائمة ولا بالتعايش بين مكوناتها. وهذا يعني أن دخوله إلى هذه الدولة أو تلك يعني الحرب الأهلية والحرب المذهبية والفتك بالأقليات.

- تضم «داعش» مقاتلين أشداء متطرفين أخضعوا لدورات تدريب فعلية وتم غسل أدمغتهم بطريقة مخيفة واعترف معتقلون من أفرادها بأنهم كانوا يتسابقون على تنفيذ العمليات الانتحارية.

- يملك التنظيم أسلحة حديثة. استخدم في هجوم الموصل مثلاً صواريخ أوكرانية مضادة للدبابات من طراز «سكيف» شديدة الفعالية وهي بالمناسبة غير مطروحة في السوق السوداء ما يرسم علامات استفهام حول تمكن التنظيم من الحصول عليها.

- تصل مداخيل التنظيم في العراق إلى ما يقارب 50 مليون دولار شهرياً بفعل إتاوات وضرائب وتبرعات ومداخيل بوسائل مختلفة. ووجود مثل هذا المبلغ في عهدة التنظيم يعطيه قدرة عالية على الاستمرار في القتال.

- أتاح عمق الانقسام المذهبي للتنظيم استقطاب عناصر كان يفترض ألا ينجح في الوصول إليها وهي فئة خريجي الجامعات والمهندسين.

- الأخطر هو جاذبية «داعش» للمقاتلين الأجانب الوافدين من الغرب وأماكن أخرى ما يوفر للتنظيم خبرات لم يكن يمتلكها. الملفت أن معظم المقاتلين الأجانب في سورية يعملون في صفوف «داعش» التي يزيد عدد عناصرها على أربعة الآف في حين تضم «جبهة النصرة» التابعة لـ»القاعدة» نحو عشرة الآف مقاتل أكثريتهم الساحقة من السوريين.

- لا مبالغة في القول إن «داعش» التي ألغت الحدود بين العراق وسورية لبناء إمارة عابرة للحدود تشكل خطراً جدياً على المنطقة والعالم. وخير دليل المشاورات التي تجريها الدول الأوروبية والغربية استعداداً لمواجهة مشكلة «العائدين من سورية».

- يعزز وجود «داعش» ظاهرة الجيوش الصغيرة الجوالة. لا بد من الالتفات إلى أن «حزب الله» يقاتل في سورية وكذلك «عصائب أهل الحق» العراقية.

- تزايد الجيوش الجوالة في العراق وسورية واليمن يضاعف احتمالات الغرق في حرب مذهبية إقليمية مدمرة.

- كشفت معركة الموصل وقبلها معركة الفلوجة هشاشة الجيش العراقي. أما في سورية فإن جيشها لا يزال يفضل حتى الآن سكب حممه على المناطق الخاضعة لكتائب «الجيش الحر» متناسياً معاقل «داعش» والمتشددين.

رسم المتحدث صورة مقلقة قاتمة. توقع أنهاراً من الدم ما لم تدرك دول المنطقة الهاوية التي تندفع إليها. سألته إذا كان ممكناً احتواء خطر «داعش» وكيف فأجاب:

«في العراق لا بد من قيام حكومة وحدة وطنية فعلية تمنح السنة صفة الشريك الفعلي وهي مهمة لم يعد الرئيس نوري المالكي قادراً على الاضطلاع بها. لا بد لإيران الحريصة على وحدة البيت الشيعي العراقي من تسهيل مهمة العثور على بديل للمالكي. هذه الحكومة ستكون قادرة على الإفادة من قدرات الجيش العراقي وقوات إقليم كردستان فضلاً عن استقطاب العشائر».

تستعد «الدولة الإسلامية» لـ»غزوات أخرى». يستعد المالكي لاستعادة نينوى بالسلاح وتحريرها من «الأوباش». ما هو المقصود بـ»الجيش الرديف»؟ من أين يأتي؟ وكيف سينظر إليه السنة والأكراد على رغم رفضهما لـ»داعش»؟ يحتاج العراق إلى تسوية تاريخية تنقذ العملية السياسية وتوقف لعبة الكمائن والاستيلاء على الدولة وانتزاع المناطق. يمكن تحويل «فضيحة الموصل» إلى فرصة للإنقاذ بدلاً من تحويلها إلى مدخل لفتح أبواب الجحيم على مصراعيها.

 

لماذا انهار جيش المالكي؟

حسان حيدر/الحياة

كأن التاريخ يعيد نفسه. فقبل احد عشر عاماً ونيف، تفاجأ العالم بالانهيار السريع لجيش صدام حسين امام القوات الاميركية الغازية، وقيل يومها ان الخيانات والرشاوى والفساد ومساوئ الحكم والحصار الخانق الذي امتد لأكثر من عقد، كانت وراء تهاوي ما كان يوماً واحداً من اقوى الجيوش العربية واكبرها عديداً واكثرها خبرة، لكن الأكيد ايضاً ان الجنود العراقيين لم يكونوا مستعدين لتكرار الهزيمة المذلة التي لحقت بهم عندما اخرجوا من الكويت، ولا ان يموتوا دفاعاً عن حكم لا يأبه كثيراً لمصيرهم، ففضلوا الانكفاء امام عدو يفوقهم قوة نارية بمئات الاضعاف ويتقدمهم تقنياً بعقود كثيرة.

غير ان الحكم الجديد في «العراق الجديد» الذي ولد من رحم الغزو الاميركي أكد ويؤكد انه ديموقراطي منتخب وليس ديكتاتورياً، ويتمتع بتأييد غالبية العراقيين وباعتراف العالم ودعمه، فلماذا اذاً انهار جيش نوري المالكي امام قوات «داعش» في الموصل ويكاد ينهار في صلاح الدين وكركوك، اذا كان أنشئ على أساس عقيدة مختلفة ويخضع لنظام سياسي مختلف؟

الجواب يكمن بالتأكيد في مفهوم المالكي للحكم وكيفية ادارة تحالفاته، وقبل كل ذلك فهمه لطبيعة التركيبة السياسية والطائفية لبلده. فهو اعتبر عندما عاد من ايران بحماية اميركية انه انتصر ليس على نظام صدام بل على السنّة العراقيين، وبدأ لذلك عملية انتقامية طويلة وثابتة قامت على تهميش «أعدائه» حتى بين الشيعة، وإبعاد بعضهم قسراً عن البلاد، وحصر السلطة به وبالمتحالفين معه، وعندما بدأ التململ لدى السنّة لم يجد سوى التنكيل رداً والسلاح وسيلة لمواجهة مطالبهم. وعندما بدأت مناطق ذات غالبية سنّية في التمرد على النظام العام، حاصرها وأبقاها تحت التهديد باجتياحها.

ثم لم يلبث ان بدأ لعبة «المتطرفين والمعتدلين»، معتبراً كل من يعارضه «ارهابياً» و «تكفيرياً»، وشجع بعض المتشددين على البروز ليبرر لجوءه الى القوة. وبعد ذلك اختار ان يسمح لهم بالسيطرة على بعض المناطق ليخير سكانها بين حكمه وتطرفهم، قائلاً لمعارضيه السياسيين ان «القاعدة» هي البديل الوحيد منه، وان عليهم ان يتحملوا «امارة اسلامية» اذا كانوا يرفضون «ديموقراطيته». ثم كرر خطأ الاميركيين الذين حلوا الجيش العراقي عندما قرر حل «الصحوات»، فوحد بذلك السنّة، معتدلين ومتطرفين، ضد نظامه.

وعندما انتشر جيشه في المناطق السنية لمواجهة «داعش» بدا كأنه قوة احتلال اكثر منه جيشاً وطنياً، ذلك ان انتشاره كان تعبيراً عن الغلبة وليس عن الحياد. وتأكد ذلك في فرار جنوده وضباطه الذين تصرفوا كأن هذه المناطق لا تعنيهم او انها ليست عراقية.

وقد لا يدوم الانتصار العسكري الذي حققه «الداعشيون» طويلاً حتى لو تقدموا نحو مناطق اخرى. وهم اعطوا مؤشراً الى عدم رغبتهم في البقاء طويلاً في المناطق التي احتلوها عندما نقلوا على الفور المعدات التي استولوا عليها من الجيش العراقي الى داخل الاراضي السورية، وتحديداً الى محافظة الرقة. لكن «الحملة المنسقة» التي دعت اليها واشنطن لمواجهتهم لا تبدو ممكنة في الواقع لأنه ليس بامكان الاميركيين التدخل المباشر سوى عبر سلاح الطيران، وهو امر مستبعد، فيما لا ينوي الاكراد زج قواتهم في غير الدفاع عن اقليمهم. اما قوات الجيش العراقي فتحتاج الى وقت غير قصير لاعادة تنظيم نفسها.

وسواء بقي «داعش» او انسحب، فإن ما حصل يكشف هشاشة الحكم القائم في بغداد ويفضح خطل اسلوبه في ادارة البلاد وفي التعامل مع باقي المكونات، ويؤكد عجزه عن اقناع العراقيين بوطنيته ونزاهته.