المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 حزيران/2014

 

زهرا لاذاعة صوت لبنان الكتائبي: المسيحي لا يمكن ان يكون تابعا للايراني او السوري

لفت عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا إلى اننا حرّكنا الأمور من خلال المبادرات التي أطلقها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي أعلن هو وحده ترشحه لرئاسة الجمهورية وكان يفترض ان يلاقيه الاخرون ويعلنوا ترشحهم. وشدد زهرا لبرنامج "حوار اونلاين" عبر صوت لبنان على أن بكركي أعلنت أن لا لائحة لديها، ومن اللحظة الاولى عندما تم التطرق الى 7 أسماء متداولة، سُئل البطريرك الراعي واوضح اننا لا ندخل في لعبة الأسماء.وردا على سؤال أكد زهرا ان الدكتور جعجع تحدث عن إمكانية التفتيش عن أي حل شرط عدم الاستسلام للفراغ في سدة الرئاسة، موضحا ان  موضوع انسحاب جعجع وارد عند التأكد من نية حقيقية لانتخاب رئيس، أما سحب الترشيح كهدية لمن لا يريدون للبنان ان يُبنى وللمؤسسات ان تكون سيادية فلسنا في  صدد تقديم هدايا مجانية لأحد.

وعن عملية شد الحبال القائمة وعدم تأمين النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية قال زهرا: لولا توجس الفريق الاخر من ان التوازنات نهائية لكانوا أحرجونا وأمّنوا النصاب، معتبرا ان ما يمكن تمسيته تهريبة هو لب العملية الديمقراطية وهم يعطلون هذه العملية لقلة ثقتهم بمرشحهم.

وعن المرشح القوي أكد زهرا أننا رشحنا من هو قوي أو من أقوياء 14 اذار في وقت ان الفريق الاخر لم يعلن اسم مرشحه.

 وعما حصل أمام السفارة السورية في اليرزة قال: من أصل مليون ونصف مليون سوري في لبنان وبعد استنفار استثنائي وتهديدات للسوريين بضرورة أخذ صفة لاجئ والركوب في باصات حزب الله والذهاب للتظاهر، رغم كل ذلك بلغ عدد من انتخبوا في لبنان 7 أو 8% من عدد النازحين واضاف: هذا الغاصب للسلطة (في إشارة الى الرئيس السوري بشار الأسد)  يقتل شعبه ليبقى في سلطة وهمية لان السلطة ليست له. واذ أشار الى ان حزب الله متورط في سوريا والنظام غاصب للسلطة، قال: على مدى 40 سنة سقط الاف الشهداء ونحن مستعدون لتكرار ما جرى كي نمنع سوريا من تكرار ما فعلته بلبنان.

وأكد ردا على تصريحات الرئيس السوري حول انتخاب المرشح الأقوى مسيحيا ان بشار يقول ما يريد لكن نحن نقوم بما نريده للبنان، وأردف: برأينا ان المسيحي الأقوى هو الذي لا يأتمر بأوامر الخارج ومن يحرص على الدستور. زهرا قال: نحن نحترم عون وكتلته وصفته ولكن ادعاء أنه الأقوى مسيحيا مسألة فيها نظر، فعلى صعيد التأييد الشعبي أظهرت استطلاعات رأي عديدة أنه ليس الاقوى، وربما يحاول ان يثبت العكس بالدعوة الى انتخابات نيابية، فلديه انكار للواقع لأنه يعيش في عالمه، فإما ان يكون رئيسا أو لا قيام للدولة والمؤسسات. وشدد على ان المسيحي لا يمكن ان يكون تابعا للايراني او السوري أو غيرهما، داعيا الى الرضوخ للديمقراطية وترك المجلس النيابي يقوم بدوره من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، وتابع: خطة العماد عون اللعب على عواطف الناس ومشاعرهم. وردا على سؤال عن ان النائب وليد جنبلاط سيبلغ الرئيس سعد الحريري بأنه لا يؤيد عون وجعجع اكد زهرا حق النائب جنبلاط في قول ما يريده. واعتبر أن أضعف رجل في لبنان هو المستقوي بالسلاح والأقوى هو من يتمسك بالدستور.

ورأى زهرا أن حزب الله دخل الى سوريا ليقمع ثورة شعبية وواجه المعارضة السورية ومن ثم ظهر التكفيريون وراح يواجههم، مضيفا: هو واجه المعارضة السورية وليس داعش والنصرة فهؤلاء موجودون في أقاصي الشمال ولم يصلوا الى مكان ليتواجهوا مع حزب الله. واذ طالب باحترام الدستور وانتخاب رئيس جديد للجمهورية اعتبر ان البعض يرتكب جريمة بحق تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا وبحق الوطن وما يتباكون عليه من صلاحيات. وعن لقاء التيار الوطني الحر وتيار المستقبل قال زهرا ان عون اراد ان تبقى اللقاءات سرية لكنه عاد وكشف عنها، موضحا ان من سهّل الحكومة هو تراجع حزب الله عن شروطه وقبول فريق من اللبنانيين بالدخول الى حكومة واحدة مع حزب الله، واصفا الرئيس الحريري بانه رجل لأنه بقي على مواقفه.

وأكد زهرا أننا عندما نصل الى الانتخابات النيابية سنخوضها بالقانون الموجود، مشيرا الى ان التيار العوني قال انه باع "قانون الـ60" لسعد الحريري، مشددا على اننا لا نملك سلاحاً مثل حزب الله للضغط على النواب بل نملك صوت الضمير. واوضح أنه لا يجوز التشريع عند شغور سدة الرئاسة حسب المادة 74 من الدستور فعلى المجلس انتخاب رئيس قبل كل شيء.

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا12/من35حتى44/وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس 

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم/أتمنى لكم جميعا كأس عالم رائعا، إلعبوا بروح الأخوة الحقيقية.

*ما موقف الحريري وعون من كلام فرنجية/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*مانشيت جريدة الجمهورية: أحداث العراق تُجمِّد الملفات وجلسات مكثّفة للحكومة.

*شمعون لـ "هيل": هناك "مجنون" اسمه عون!

*العودة السورية إلى لبنان/بقلم أحمد الأسعد

*بشري ودعت فريد جعجع في مأتم رسمي وشعبي الرقيم: من روح الصلاة استمد التواضع والإتكال على الله فصمد في قلب العواصف

*قتيلان لحزب الله في رنكوس 

*مطلق النار في "الفيديو التحريضي" توارى عن الأنظار

*الراعي سيطلق عجلة مصالحة " تبدأ بالبيت الماروني تمهيداً لمصالحة وطنية شاملة"

*إفتتاحية “المسيرة”: مرشح توافقي أم مرشح النظام السوري؟

*قاطيشا: “8 آذار” يقوم بانقلاب عسكري بحيث تسيطر الأقلية على الأغلبية في المجلس بفعل سلاح “حزب الله”

*العودة السورية إلى لبنان/بقلم أحمد الأسعد

*سلام عرض مع حاكم مصرف لبنان الوضع المالي

*الجميل التقى بلامبلي: نرفض ترحيل الانتخابات الرئاسية الى ما بعد النيابية

*النائب غازي يوسف: للتعاطي مع السلسلة بعيدا عن الشعبوية والمزايدات

*ريفي: مجلس الوزراء سيدعى للاجتماع بحضور الامنيين والعسكريين لمواكبة التطورات في المنطقة

*رابطة النواب السابقين: لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت

*الداود من الرابية: عون رجل وفاقي ولا احد غيره يليق بالرئاسة

*سليمان عبر تويتر: مواقف جنبلاط سباقة ومؤيدة للرئاسة وللبطريركية المارونية

*الاحدب في رسالة الى الحريري: تنازلاتكم المستمرة ستضعك خارج المعادلة السياسية وستفقدك حصانتك الشعبية

*متى يحذو عون حذو جعجع لينتخب النواب مَن يريدون رئيساً/اميل خوري/النهار

*وظيفة داعش السورية والإيرانية/وليد شقير/الحياة

*فواتير متأخرة/حسام عيتاني/الحياة

*سقوطٌ مُدوٍّ لسياسات طهران/جاد يوسف/جريدة الجمهورية

*مباراة في مرمى واحد بين «الشرعي» والمفتي

*اوباما: نعمل بلا كلل لمعرفة كيفية تقديم المساعدة الانجع في العراق

*داعش تفتح الباب لتقسيم الشرق الأوسط/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*الياس الحبّوب/لبنان الآن/عمـاد مـوسـى

*بعد مرسي الأخوان مالكي ... إيران/محمد سلام

*الحرب العراقية الثالثة اندلعت الآن/مايكل نايتس/فورين بوليسي

*إنجازات داعش في العراق وسورية هدية للمفاوض الإيراني/راغدة درغام/الحياة

*إطلاق مؤسسة بيار صادق لتشجيع الابتكارية وبلدية بيروت قررت تسمية أحد شوارع الأشرفية باسمه

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا12/من35حتى44/وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس 

قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة. وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً. طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم. وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم! وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!». فَقَالَ بُطرُس: «يَا رَبّ، أَلَنَا تَقُولُ هذَا المَثَل، أَمْ لِلْجَمِيع؟». فَقَالَ الرَّبّ: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

أتمنى لكم جميعا كأس عالم رائعا، إلعبوا بروح الأخوة الحقيقية.

 

ما موقف الحريري وعون من كلام فرنجية؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

كان في إمكان النائب سليمان فرنجية الأكتفاء بإعلان تأييده للعماد ميشال عون على غرار ترحيب الرئيس بشّار الأسد بانتخابه الذي يشكّل «مصلحة للبنان وسوريا»، أو تلميح «حزب الله» إلى مواصفاته. لكن فرنجية تقصّدَ أن يعزوَ دعمَه لأسباب سياسية تتّصل بخوضِهما «معركة واحدة يتقاطعان فيها بنسبة 99 في المئة ».

لا يُفترض بالجنرال عون أن يكون معنياً بالقوى التي تدعم ترشيحه، لا بل من واجبه الطبيعي شكرهم على ثقتهم به، كما لا يستطيع أخصامه أن يعيبوا عليه هذا الدعم وتصنيفه في خانة هذا المحور أو ذاك لمجرّد أنّه تلقّى دعماً من دمشق وطهران، إنّما أن يخرج من يقول بعد اجتماع مطوّل مع الجنرال بـ»أنّنا وإيّاه في معركة واحدة» فالمسألة مختلفة تماماً.

وهذا الاختلاف يكمن في قضية جوهرية وهي أنّ لكلّ طرف ملء الحرّية بدعم من يشاء، ولكن عندما يكون دعم هذا الطرف لذاك المرشّح مرَدّه إلى خياراته الوطنية التي تجعله في صلب محور معيّن، فيعني أنّ على هذا المرشّح إمّا أن يوضح حقيقة تموضعه أو أنّه فعلاً مرشّح فريق لا توافق.

فالرئيس سعد الحرير باستطاعته أن يغضّ النظر عن المحضر الذي نشرَته «الجمهورية» عن لقاء عون مع المؤسسات المارونية والذي ظهر فيه بأنّه لم يبدّل قيد أنملة في خياراته، وغضّ النظر هذا ممكن على أساس أنّها جلسة بعيدة عن الإعلام وأنّ التسريب يمكن أن يكون محرّفاً أو مضخّماً، ولكنّه لا يستطيع أن يقف موقف غير المبالي من كلام فرنجية الذي أسقط كلّ الكلام عن «عون التوافقي»، وأعاد التأكيد على «عون الفريق».

وإذا كانت الواقعية السياسية تقتضي التسليم بصعوبة إيصال مرشّح من 14 آذار في ظلّ ميزان القوى الحالي، إلّا أنّ هذه الواقعية نفسها لا تفترض التسليم بمرشّح من 8 آذار، لأنّ ميزان القوى نفسه لا يسمح للفريق الممانع بإيصال مرشّحه إلى الرئاسة الأولى.

وإذا كان الجنرال عون أحد المرشّحين التوافقيين الذين لم يكن يمانع «المستقبل» بانتخابهم، إلّا أنّه بعد أن أعلن فرنجية ما أعلنَه لم يعُد بإمكان «المستقبل» إبقاء عون ضمن لائحة المرشّحين التوافقيين، وصار لزاماً عليه أن يحدّد طبيعة العلاقة معه والتي لا يجب أن تختلف عن علاقته مع «حزب الله» في سياق التبريد السياسي والسقف الحكومي.

وما ينطبق على الحريري ينسحب على عون الذي لم يعُد يستطيع، بعد كلام فرنجية، الكلام عن ترشيحه التوافقي، إلّا في حال عمَد إلى إعلان برنامجه الرئاسي، على غرار الكتاب البرتقالي، من أجل أن يقطع الشكّ باليقين ويجعل تأييده يتمّ على أساس برنامج واضح لا تخمينات، لأنّ وصوله من الموقع الذي حدّده فرنجية يعني انتصاراً لفريق على آخر وعن طريق التحايل السياسي، لا المعركة الواضحة المعالم التي يشكّل البرلمان الفيصل فيها.

ولكنّ السؤال الأساسي، لماذا تطوّع فرنجية للكلام عن التطابق في الخيارات الوطنية مع عون؟ وهل رئيس التيّار العوني عاجز عن التعبير عن خياراته حتى جاء من يعبّر عنه؟ وهل مواقف فرنجية جاءت بالتنسيق مع عون، واستطراداً هل تخدمه أم تضرّه؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟

وفي هذا السياق تبرز وجهات نظر عدّة، أهمّها الآتي:

أوّلاً، أن يكون محور الممانعة لمسَ بأنّ التقارب بين عون والحريري بدأ يقترب من تسميته رئيساً بدليل مواقف النائب وليد جنبلاط الذي رفض انتخابه حتى لو أدّى هذا التقارب إلى تسميته، وبالتالي قرّر هذا المحور أن يقطع الجسور بين الطرفين عن طريق إحراج الحريري في حال استمرّ بدعم مرشّح تتناقض خياراته مع خيارات فريقه السياسي. وإنْ صحّ هذا الاحتمال يكون الهدف من زيارة فرنجية لعون إسقاط توافقيته واستطراداً احتمالات وصوله إلى بعبدا.

ثانياً، أن يكون محور الممانعة توهّم بأنّ الانتخابات السورية جعلته في الموقع المنتصر الذي يدفعه إلى خوض المعركة بشكل واضح بين خيارين من دون الحاجة إلى التمويه بتوافقية مزيّفة، فجاء فرنجية بكلّ ثقة ليعلن معركة الخيارات ظنّاً منه أنّ الحريري سيسلّم بمعادلة القوّة الجديدة، علماً أنّ التطوّرات الأخيرة أظهرت أنّ حليف إيران في العراق غير قادر على بسط سيطرته ونفوذه على الأرض العراقية، خصوصاً بعد الانتفاضة السنّية، كما أنّ حليف إيران في سوريا غير قادر على التحكّم بالقرار السوري، كما أنّ حليف إيران في لبنان اضطرّ إلى تقديم رزمة تنازلات لتأليف الحكومة.

ثالثاً، أن يكون محور الممانعة قرّر أن يتخلّص من ترشيح عون والانتقال إلى مرحلة جديدة أو خطة «باء» بناءً على مؤشّرات خارجية من قبيل رغبة إيرانية بتوجيه رسالة تعاون إلى واشنطن والرياض بانتخاب رئيس لا يشكّل انتصاراً لفريق على آخر، خصوصاً أنّه تقاطعَ مع إعلان الدكتور سمير جعجع انفتاحَه على خيارات خارج 14 آذار.

رابعاً، أن يكون محور الممانعة قرّر أن يستبق أيّ تطوّرات خارجية تعيد ترجيح كفّة محور عرب الاعتدال، خصوصاً بعد الانتخابات المصرية وانهيار الوضع العراقي، وبالتالي وصول مرشّح من قوى 14 آذار، الأمر الذي جعله يندفع لحرق حظوظ عون التي تعلّق الاستحقاق من دون أفق، وذلك تمهيداً لإيصال مرشّح وسطي يضمن معه عدم رجحان كفّة 14 آذار على حسابه.

ويبقى أنّه عندما يعلن فرنجية التطابق والتكامل في الخيارات مع عون ويزيل التمايز الذي أوجده الأخير بتسمية نفسه مرشّحاً توافقياً، يعني كأنّه يطرح نفسَه مرشّحاً أصيلاً عمّا يسمّى «الخط» ومِن منزل الجنرال، إلّا أنّه بمعزل عمّا إذا كانت مواقف فرنجية من الرابية محضّرة ومقصودة أم عفوية، غير أنّ الأكيد بأنّها لم تخدم إطلاقاً عون، وساهمَت بضرب ما تبقّى من حظوظ أمام وصوله إلى بعبدا، ما يعني أنّ مشكلة الجنرال كانت وما زالت من داخل فريقه قبل أن تكون مع أخصامه.

 

مانشيت جريدة الجمهورية: أحداث العراق تُجمِّد الملفات وجلسات مكثّفة للحكومة

جريدة الجمهورية

حبسَت مباريات «المونديال» لكرة القدم 2014 التي انطلقت على ملعب «كورينثيانز أرينا» في ساو باولو البرازيلية أنفاسَ العالم، إلّا أنّ هذا الحدث الرياضي، على أهمّيته، لم يحُل دون متابعة التطوّرات الدراماتيكية في العراق والتدهور الأمني فيه نتيجة تمدّد «داعش» السريع في بعض مناطقه، ومحاولات الجيش العراقي تنظيم قوّاته مجدّداً لمواجهته. وفيما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ كلّ الخيارات مطروحة لمساعدة العراق في مواجهة المسلّحين، وأنّ بلاده مستعدّة للتحرّك عسكرياً إذا ما استشعرَت خطراً يهدّد أمنَها القومي، اعتبرَت موسكو أنّ ما يجري في العراق يدلّ إلى فشل المغامرة الأميركية ـ البريطانية في سوريا، ولم يرَ حلف «الناتو» دوراً له في العراق. أمّا إيران فأعلنت أنّها ستتدخّل في الوقت المناسب لمحاربة الإرهاب في المنطقة والعالم. وإزاء تمدُّد «داعش» في العراق، ووسط ترقّب انعكاسات حوادث العراق على الساحتين السورية واللبنانية، تخوّفت اوساط سياسية من احتمال تحرّك خلايا «داعشية» نائمة في لبنان. وتساءلت في هذا الإطار عن مصير مئات الجرحى من المسلحين السوريين الذين كانوا أُدخِلوا إلى المستشفيات اللبنانية تباعاً منذ بداية الحرب السورية وعولِجوا فيها ثمّ خرجوا منها من دون ان تُعرَف وجهتهم أو مستقرّهم. وأشارت هذه الأوساط الى أنّ الاجهزة الامنية والعسكرية متيقظة للامر، وهي تراقب كلّ المناطق، ولا سيّما منها المناطق التي نزحَ اليها السوريون نتيجة المعارك في بلادهم. وفي هذا السياق، أكّدت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» أنّ هناك استحالةً في إيجاد حلّ قريب لأزمة النزوح السوري، معتبرةً أنّ تفاؤلَ البعض بتوافر مثل هذا الحلّ هو بمثابة أضغاث أحلام، فهذه القضية معقّدة وطويلة أكثر ممّا يتصوّرها البعض، لأن جزءاً كبيراً من النازحين دخل بناءً لـ»إستدعاء» البعض من أصحاب الأغراض السياسية ضدّ النظام السوري.

سكّرية لـ«الجمهورية»

وأوضحَ عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب الوليد سكّرية لـ»الجمهورية» أن لا علاقة لـ»حزب الله» بالعراق نهائياً، فالعراق أكبر من إمكانات الحزب، وفيه حكومة وشعب مكوّن من 25 مليون نسمة». وشدّد على أنّ «داعش» خطرٌ على الجميع، وحان وقت إنهاء هذه الظاهرة الشاذة». ورأى «أنّ ما يحصل في العراق ستكون له تداعيات كبيرة على الوضع في المنطقة وعلى سياسات كلّ الدول، وفي مقدّمها السياسة الاميركية التي صنّفت «داعش» و»النصرة» منظّمات إرهابية». وأضاف: «سارعَت أميركا إلى تأليف حكومة في لبنان، دافعةً 14 آذار إلى الجلوس مع «حزب الله»، وإلى خطة أمنية لقطع الطريق على تمدّد «داعش» إلى لبنان، ولتجفيف البيئة الحاضنة للحركات الإرهابية فيه. لكنّها لم تسعَ إلى حلّ الأزمة في سوريا، فأبقَت النار فيها مشتعلة على رغم اقتناعها بأنّ إسقاط النظام أصبح من الماضي، وهذا ما يشكّل الأرض الخصبة لنموّ ظاهرة الإرهاب، ومنها «داعش»، ومكافحتها تبدأ بإطفاء النيران في سوريا عبر تسوية سياسية». وإذ طمأنَ سكّرية إلى «أنّ لبنان لا يزال محصّناً حتى الآن، ما دامت القوى السياسية اللبنانية متوافقة، رغم تناقضاتها، على عدم السماح لتنظيم «القاعدة» بالدخول إليه وإيجاد بؤَر حاضنة له»، رأى «أنّ التوافق هشٌّ وليس صلباً، مُشبِّهاً الحكومة «بضراير تسكن مع بعضها البعض»، مشدّداً على أنّه «إذا لم تنطلق بفاعلية لإطلاق عجلة الدولة بكلّ أجهزتها على أسُس ثابتة فإنّ البناء سيبقى هشّاً».

آليّة العمل

وأمام تقدّم «داعش» في العراق، تراجعَ النقاش حول آليّة عمل مجلس الوزراء، فأرخَت مخاطر هذا التقدّم بثقلها على الجلسة الثالثة التي عُقدت في السراي الحكومي قبل ظهر أمس في مرحلة الشغور الرئاسي، وأخذَت الحيّز الأكبر من التداول السياسي.ة ولمّا انقسمَ الوزراء بين فريق فضّلَ عدم الدخول مباشرةً في جدول الأعمال (14 آذار) وآخر أصرّ على تحديد آليّة عمل المجلس كشرط أساس قبل البحث في جدول الأعمال (8 آذار)، اقترحَ رئيس الحكومة تمّام سلام بتَّ البنود التي لا تحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية، أي البنود العادية. فوافقَه عدد من وزراء 14 آذار الرأي، لكنّ هذا الإقتراح سقط نتيجة إصرار فريق 8 آذار على الآليّة أوّلاً. وعندها طلب سلام استكمال مشاوراته خارج المجلس، وفي ضوء نتائجها يدعو الى جلسة جديدة لمجلس الوزراء.

جلسات أمنية ومالية

وفي الانتظار، رجّحت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» أن يدعو رئيس الحكومة مجلس الوزراء الى جلسات أمنية ومالية، بعدما حظيَ إقتراحه بموافقة الجميع. وأكّدت أنّ الأجواء خلال الجلسة «كانت إيجابية جداً»، وأنّ نقاط التوافق، خصوصاً حول درء المخاطر الأمنية طغت على أيّ خلاف، حيث أبدى الجميع حرصاً على حماية لبنان وعدم انفراطه واستمرارية العمل الحكومي فيه. وتوقّعت المصادر أن يتمّ تسيير عمل الحكومة قريباً جدّاً لأنّ قراراً اتُّخذ على أعلى المستويات بعدم تعطيل الحكومة، لكنّ الإفراج عن الآلية هو في يد رئيس الحكومة، والمطلوب منه أن يستكمل جولة مشاورات واسعة مع جميع القوى السياسية بلا استثناء حتى لا يتكرّر ما حصل عند تأليف الحكومة حين اقتصرت المشاورات على جهات معيّنة من دون غيرها.

ريفي

وأوضح وزير العدل اللواء أشرف ريفي انّه طرح خلال الجلسة إمكانية عقد جلسة يحضرها الأمنيون والعسكريون لمواكبة التطوّرات». واعتبر أنّ «الأمن مطمئن في لبنان إنّما المرحلة تحتاج من الجميع الى جهد أكبر ووعي وسهر أكثر». وقال ريفي لــ»الجمهورية»: «في الحالات الطارئة والاستثنائية يعقد مجلس الدفاع الأعلى جلساته، وفي غياب رئيس الجمهورية الذي من مهمّاته دعوة مجلس الدفاع الأعلى إلى الاجتماع برئاسته سنعقد ما يشبه هذا المجلس وليس لدينا التعبير القانوني له، أمّا مجلس الوزراء فسيُدعى إلى الاجتماع في حضور الأمنيين والعسكريين».

وزير المال

وخلال الجلسة، قدّم وزير المال علي حسن خليل شرحاً كاملاً لمشروع قانون الموازنة ولسلسلة الرتب والرواتب، وأيّده مجلس الوزراء في الخطوات التي اتّخذها في مقاربة هذين الملفّين. وقال خليل لـ«الجمهورية»: «وضعتُ مجلس الوزراء أمام الوقائع التي أملكها في تقدير النفقات والواردات، وأكّدت حرصنا الثابت على أن يكون هناك توازن بين الإنفاق وواردات الدولة، وأعطيت تفاصيل حول هذا الأمر». وأضاف: «على الرغم من عدم مناقشة آلية عمل الحكومة في جلسة اليوم (أمس)، إلّا أنّ حرص جميع القوى السياسية على عدم تعطيل العمل الحكومي سيرسم مسار الجلسات المقبلة، والتفاهم حول الآلية بات قريباً جداً».

بو صعب لـ«الجمهورية»

وقال وزير التربية الياس بوصعب لـ«الجمهورية»: «لم يعُد في استطاعتي كوزير تربية القيام بأيّ عمل مع هيئة التنسيق النقابية، ورفعتُ يدي عن أيّ ضغوط يمكن ان تمارس على الأساتذة بالنسبة الى تصحيح الإمتحانات الرسمية وإصدار نتائجها، ولا نيّة لديّ لأن أقوم بأيّ عمل خارج هيئة التنسيق ومن دون التوافق معها، وأحمِّل المسؤولية في هذا الملف الى مجلس الوزراء ومجلس النواب.

وقد اقترحت على رئيس الحكومة وكلّ القوى السياسية استقبال هيئة التنسيق النقابية والحوار معها، وسأسعى لتأمين هذه اللقاءات». وأضاف: «أبلغتُ إلى مجلس الوزراء أنّني لا أملك أيّ طريقة أخرى لإصدار النتائج، وقلتُ صراحةً: «إذا ما في سلسلة ما في نتائج». وكشفَ بوصعب أنّ رئيس الحكومة وعده بإدراج ملفّ الجامعة اللبنانية المتعلق بتأليف مجلسها وتفريغ الأساتذة على جدول أعمال أوّل جلسة لمجلس الوزراء».

الإستحقاق الرئاسي

وعلى خطّ الإستحقاق الرئاسي، لم تسجّل الساعات الماضية أيّ جديد سوى ما يجري من اتصالات بعيداً من الأضواء بغية إحداث خرقٍ داخلي في هذا الملف. وفي هذه الأجواء، أوفد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط امس وزير الصحة وائل ابو فاعور الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتناولَ البحث في اللقاء مقترحات يجمع حولها جنبلاط ردّات الفعل والأفكار استعداداً للقاء مرتقب قد يكون مطلع الأسبوع المقبل في باريس مع الرئيس سعد الحريري. وذكرت المعلومات انّ الحريري الموجود في المغرب منذ نحو اسبوعين الى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يستعدّ للإنتقال الى باريس مطلع الأسبوع المقبل لعقد سلسلة من اللقاءات الخاصة بالإستحقاق الرئاسي، قد يكون بينها لقاؤه بجنبلاط للبحث في مخرج ما لم تتبلورعناصره بعد. ولوحظ أنّ ابو فاعور غادرَ بيروت امس إلى المغرب.

مرجع ديبلوماسي

إلى ذلك، نُقِل أمس عن مرجع ديبلوماسي رفيع في بيروت قوله «إنّ ما حصل في العراق في الأيام الماضية وضع كلّ الملفات الأخرى، ومنها الإستحقاق الرئاسي اللبناني، في برّاد المعالجات الإقليمية «.

وأضاف: «إنّ المعادلة الإقليمية التي من شأنها إخراج الأزمة الرئاسية من مأزقها غيرُ متوافرة حالياً، لأنّ الملفات التي طرحتها التطوّرات في سوريا والعراق جعلت الملف اللبناني في آخر الأولويات ما خلا الحرص على الهدوء والإستقرار في البلاد الذي تعطيه الديبلوماسية الغربية الأولوية المطلقة على أيّ ملفّ آخر».

برّي: لا جديد

وأكّد الرئيس برّي لزوّاره أمس «أن لا جديد في الاستحقاق الرئاسي، لكن من الواجب أن يستمرّ التواصل بين الاطراف السياسيين»، مشيراً إلى أنّ استقباله ابو فاعور يندرج في هذا الإطار. وعندما سُئل هل نقل ابو فاعور إليه معطيات أساسية يمكن أن يُبنى عليها لإنجاز الاستحقاق الرئاسي؟ مازحَ برّي سائله قائلاً: «إذا كانت هناك من معطيات أساسية فلا يتمّ الحديث عنها». وعن موضوع سلسلة الرتب والرواتب قال برّي: «سأستمرّ في الاهتمام بموضوع السلسلة والسعي إلى إقرارها في الجلسة النيابية المقبلة، ولنحتكم جميعاً إلى التصويت». وكرّر اقتراحَه حسمَ عشرة في المئة على السلسلة كلّها.

 

شمعون لـ "هيل": هناك "مجنون" اسمه عون!

Mtv/ذكر مشاركون في اللقاء الذي جمع يوم الإثنين الماضي السفير الأميركي في بيروت دايفيد هيل مع الأمانة العامة لفريق 14 آذار في مقرّها في الأشرفيّة أنّ نتائج اللقاء لم تكن إيجابيّة كثيراً لصالح أصحاب الدعوة الذين كانوا يطمحون الى معرفة خلفيّات وكواليس الزيارة التي قام بها وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري الى لبنان، خصوصاً في ما يتعلّق بالملف الرئاسي، إلا أنّهم فوجئوا بتكتّم ممثّل بلاد "العم سام" الذي كرّر، أكثر من مرّة في الاجتماع، مقولة إنّ بلاده لا تتدخل في الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي هو شأن داخلي. كما كان لافتاً ما ذكره كيري عن أنّ المفاوضات الأميركيّة الإيرانيّة تنحصر بالملف النووي ولن تكون لها نتائج مباشرة على الداخل اللبناني. وتشير معلومات موقع mtv الالكتروني الى أنّ الحوار مع هيل كان محصوراً بالنائب دوري شمعون والنائب السابق فارس سعيد الذي طرح أكثر من سؤال على السفير الأميركي، من دون أن يلقى إجابات شافية على معظمها. فما كان من شمعون إلا أن تولّى الكلام قائلاً: "هناك "مجنون" اسمه ميشال عون يريد أن يصل الى كرسي الرئاسة مهما كانت الوسيلة، وهو مستعدٌّ حتى للتضحية بتحالفه مع حزب الله إن أمّنتم له ذلك"، داعياً الولايات المتحدة الأميركيّة الى اتخاذ موقف صارم في هذا الاتجاه والى مواجهة تعاظم قوّة حزب الله. ولكن، على الرغم من النبرة العالية لشمعون ومن عيون الجالسين على طاولة الأمانة العامة لـ 14 آذار في مقرّ منسقيّتها والمحدّقة بالسفير الأميركي، ظلّ الأخير هادئاً، متحفّظاً ومكرّراً لمقولة "الرئاسة اللبنانيّة شأن داخلي". وإذا كان القرّاء يصدّقون هذه المقولة، فإنّ المجتمعين مع هيل في ذلك اليوم صدّقوها أيضاً...

 

العودة السورية إلى لبنان

بقلم أحمد الأسعد

ها قد انتهى بشار الأسد من انتخاباته الرئاسية واستدار نحونا! وبعد عراضة ناخبيه على الطرق، يعود إلينا "الرئيس" في "ولايته" الجديدة، ليتعامل مع لبنان وكأنه...ولاية سورية! من جديد، بدأنا نرى ملامح التدخل السوري الوقح في انتخاباتنا وشؤوننا الداخلية. وها هو النظام يعود إلى بث كلمات السر، وإلى تصنيف المرشحين لرئاسة الجمهورية، فهذا جيد في نظره وذاك سيىء، وهذا وطني وذاك عميل... وفي التالي، قد نرى ربما نهاية "التهدئة" الهشة التي أنتجت الحكومة الحالية، وقد يعود التصلب والتصعيد إلى الوضع السياسي. ولكن، بغض النظر عما أراد بشار الأسد فعلياً تحقيقه من وراء إعلانه تأييد هذا المرشح أو ذاك، وعما إذا كان هذا الدعم مفيداً لهذا المرشح، أو وسيلة لإحراقه، فإن مبدأ التدخل السوري في حد ذاته هو المرفوض. من غير المقبول، بعد كل التضحيات التي بذلت، وكل الدم الذي سقط، ومنه دم رفيقنا هاشم السلمان، أن يعود بشّار الأسد ليملي على بعض اللبنانيين ما يجب أن يفعلوه. على اللبنانيين أن يستفيقوا من سباتهم فوراً، وقبل أن يستعيد بشّار الأسد لبنان سياسياً، بمعاونة إيران وحزب الله، كما استعاد عسكرياً عدداً من المدن السورية.

 

 بشري ودعت فريد جعجع في مأتم رسمي وشعبي الرقيم: من روح الصلاة استمد التواضع والإتكال على الله فصمد في قلب العواصف

وطنية - ودعت مدينة بشري وقضاؤها و"القوات اللبنانية" فريد جعجع والد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مأتم مهيب وحاشد في كاتدرائية مار سابا بشري، ترأسه النائب البطريركي العام على أبرشية الجبة – بشري المارونية المطران مارون عما ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة المطران فرنسيس البيسري ولفيف من الكهنة والرهبان.

وحضر المأتم ممثلة الرئيس العماد ميشال سليمان الوزيرة السابقة منى عفيش، ممثل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير العمل سجعان قزي، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الوزير نقولا نحاس، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة النائب هادي حبيش، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب أحمد فتفت، ممثل وزير العدل أشرف ريفي فادي الشامي، سفيرة النمسا أورسولا فهرنغر، ممثل النائب العماد ميشال عون النائب سيمون أبي رميا، ممثل النائب وليد جنبلاط النائب أكرم شهيب والنائب هنري حلو والأمين العام للحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، والنواب: جورج عدوان، انطوان زهرا، فادي كرم، طوني أبو خاطر، جوزيف المعلوف، نعمة طعمه، نقولا غصن، رياض رحال، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد رينيه معوض، الوزراء السابقون: طوني كرم، إبراهيم نجار، سليم ورده، وديع الخازن، ونائلة معوض، والنواب السابقون: فارس سعيد، الياس عطالله، ونادر سكر.

وحضر أيضا ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص قائد الدرك العميد الياس سعادة، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم العميد سيزار الشدياق، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، ممثل مدير المخابرات إدمون فاضل المقدم جميل طعمه، قائمقام بشري ربى شفشق المدبر، نقيب المهندسين في الشمال ماريو البعيني، ممثل الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري جورج بكاسيني، رئيس حركة التغيير إيلي محفوض، رئيس أساقفة طرابلس والشمال للروم الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، رئيس بلدية ضبية قبلان الأشقر يرافقه وفد من إتحاد بلديات دير الأحمر، نقيب أصحاب محلات المجوهرات بوغوص كورديان، قائد سرية أميون العميد فؤاد خوري، آمر مفرزة تحري طرابلس العقيد طوني بيطار، عقيلة النائب بطرس حرب يرافقها وفد من تنورين، أرملة النائب فريد حبيب ماري حبيب، طوني فخري ممثلا الأباتي بطرس طربيه، اللواء السابق بهيج وطفا رحمه، المقدم خالد الأيوبي، العميد سامي نبهان، الإعلامية الدكتورة مي الشدياق، إضافة إلى وفد من فاعليات ورؤساء عشائر دير الأحمر، وعدد كبير من الفاعليات الإقتصادية والنقابية ورجال الأعمال وجمع غفير من أبناء البلدة والقضاء ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وشخصيات إعلامية واجتماعية واقتصادية ونقابية وحزبية ورؤساء مناطق ومراكز "القوات اللبنانية" من لبنان وبلدان الاغتراب والانتشار.

وترأس صلاة الدفن المطران العمار ممثلا البطريرك الراعي، بمشاركة المطران فرنسيس البيسري وأمين سر البطريرك المونسنيور نبيه الترس وحشد من الكهنة ورؤساء الأديرة والرهبانيات.

الرقيم

وبعد الانجيل، تلا الترس الرقيم البطريركي وجاء فيه: "بالأسى الشديد والرجاء المسيحي تلقينا خبر وفاة الشيخ الجليل فريد يوسف ملحم جعجع. الزوج والوالد والشقيق والنسيب وخشعنا بالصلاة لراحة نفسه، هو الذي إعتصم بها طيلة حياته، وبخاصة في ظروفها العائلية الصعبة وقد دامت، بفضل جودة الله، 94 سنة، مكللة بالوعي والوقار.

ومن روح الصلاة إستمد التواضع والهدوء والسكينة، فطبعت شخصيته بالثبات والإتكال على عناية الله، صامدا في قلب العواصف والرياح، صمود أرز الرب على جبال مدينتكم بشري العزيزة.

المرحوم فريد إبن بيت كريم من أسرة جعجع الغنية بتراثها الكنسي والديني والثقافي والسياسي، فهي تسجل في تاريخ المنطقة ولبنان صفحات مميزة، أخلص للوالدين ونسج مع المرحوم شقيقه وشقيقاته وعائلاتهم أفضل روابط الأخوة. خدم لبنان في الجيش اللبناني، فأحب الوطن وتفانى في سبيله. وإقترن بزوجة فاضلة من أسرته هي السيدة ماري حبيب جعجع، وعاشا معا حياة رضية تحت نظر الله، وفقا لتقاليد عائلتهما وعائلات بشري، مدينة المتقدمين، والبيئة المحيطة العابقة ببخور صلوات النساك والبطاركة في الوادي المقدس، الذي يتنشقه أبناء مدينتكم والمنطقة.

بارك الله زواجهما بثمرة الإبنين والإبنة، فربياهم التربية المسيحية الصالحة، ووفرا لهم العلم، وأسسا مستقبل حياتهم. وفرحا بهم يؤسسون عائلات رضية ويقتطعون مكانة مرموقة في المجتمع. لكنه جرح من عائلته بوفاة صهره المبكرة. المرحوم جوزف كيروز، زوج إبنته نهاد التي تحملت مسؤولية تربية ولديها وتعليمهما، وقد أحاطهم جدهم والعائلة بالمؤازرة والحنان. وفرح بإبنه البكر العزيز جوزف الذي حاز على شهادة دكتوراه في المعلوماتية من جامعات أميركا، وبإبنه الدكتور سمير، المعروف "بالحكيم"، الذي قطع دروس الطب في الجامعة الأميركية لكي يتكرس، مثل العديد من شبابنا المحبين للبنان، للدفاع عن الوطن في الحرب المشؤومة. فوقف على خط النار، وجازف في تحمل مسؤولية القرار اليومي الصعب، على رأس القوات اللبنانية، التي قدمت على مذبح الوطن مئات الشهداء الذين أراقوا دمهم من أجل لبنان، والعديد من الشهداء الأحياء العاملين في أجسادهم جراح الوطن الغالي.

إن "القوات" التي بدأت "مقاومة لبنانية"، أصبحت حزبا سياسيا، وصار هو رئيس هيئته التنفيذية، بعد أن سلمت سلاحها للدولة، في إعقاب إتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني، لكي ينحصر السلاح بالجيش اللبناني والمؤسسات العسكرية والأمنية والشرعية وهكذا تكون الدولة وحدها الحامية لكيانها أرضا وشعبا ومؤسسات.

رافق المرحوم فريد بصلاته إبنه "الحكيم" في سنوات أسره الإحدى عشرة حيث لقي خير معين ومشجع أيضا من زوجته السيدة ستريدا الآتية من أسرة آل طوق الكرام المعروفة هي أيضا بتراثها وبوجوهها المشرقة. فنذكر من بينها النائب السابق جبران طوق عمها. وهي اليوم تكمل الطريق كنائبة في البرلمان اللبناني، جاهدة في خدمة المنطقة وإنمائها. وتساند، مع كتلة القوات اللبنانية زوجها في العمل السياسي الملتزم. ما أكسبه تأييدا مرموقا من نواب الأمة بمنابة الإستحقاق الرئاسي الحاضر.

في كل ذلك تعزى الوالد الشيخ الجليل المرحوم فريد، وشكر الله على كل شيء. وكما عاش بسكينة المؤمن وهدوئه، أغمض عينيه عن دنيانا مسلما روحه لباريها، راجيا رحمة الله، فصحت كلمات صلاة وضع البخور في ليتورجيتنا المارونية: "ما أشهى موت الأبرار غفو في الأنوار".

وعلى هذا الأمل، وإكراما لدفنته، وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران مارون العمار، نائبنا البطريركي العام في منطقة الجبة ليرأس بإسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه، وينقل إليكم تعازينا الحارة.

تقبل الله روح فقيدكم الغالي بوافر رحمته، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء".

ستريدا جعجع

ثم القت النائبة ستريدا جعجع كلمة قالت فيها: " تستقبل بشري والجبة اليوم رجلا كان كبيرا بصمته وصموده وصبره، رجلا علمنا الايمان والتواضع والمحبة. رجلا يختصر المقاومة الحقيقية في وجه الظلم وأهل الظلام.

الى عمي الحبيب، عمي المتل بيي، أنا في هذا اليوم الحزين، لا استطيع الا أن أتذكر الانسان الذي كنته بميزاتك النبيلة وفضائلك وروحك السامية. لا استطيع ان انسى اليوم بل الزمن المر والعصيب الذي وقفت فيه الى جانبي كأب عندما اعتقل سمير، وكيف كنت التجىء اليك في الايام الصعبة، وكيف كنت مؤمنا بما أقوم به وكنت تمدني بالقوة والصمود".

اضافت: "ايها الغائب الحاضر، لقد كانت بشري دائما في قلبك وعقلك واذكر جيدا، عندما فزت لاول مرة في الانتخابات النيابية، وعلى رغم وجود الحكيم في حينه، في المعتقل، انك كنت حريصا جدا على ان توصيني بأن نعمل بكل ما لدينا من قوة وحب لبشري وجبتها، كي نعوض عليها ما لحق بها من حرمان مزمن واهمال طويل. وسأعدك اليوم، كما من قبل، اننا مستمرون في هذه المسيرة".

وتابعت: "انني على ثقة تامة ان مسيرة حياتك كانت بأفضل وانجح ما تكون عليه مسيرة انسان مؤمن ومحب. وكم كنت تصلي ولا تمل، متكلا على الله، خاصة باختبارك تجربة الاعتقال الطويلة لولدك، ثابتا كالارز وصابرا على التحامل والتجني. ان صلواتك هي التي ساهمت مع صلوات جميع المؤمنين الاوفياء في ايصالنا وايصال القضية الى المكان الذي نحن فيه اليوم".

وختمت: "انني على يقين راسخ بأن روحك ستكون في السماء، بعد كل ما عانيته من محن وآلام واجهتها بالرجاء المسيحي وسبحة الصلاة، فنم قرير العين ايها الاب الفريد الحبيب، في ظلال الارز الذي روته دماء الاف الشهداء من اهلنا و رفاقنا. و سلملي على والدتي عايده ووالدي الياس. وخلو عينكم علينا".

كما ألقى رئيس رابطة آل طوق الشاعر انطوان مالك طوق قصيدة شعرية تغنت بمزايا الراحل.

انطلاق الموكب

وكان موكب الراحل إنطلق من بيروت عند الساعة الثانية عشرة والنصف، رافقه النائبة ستريدا جعجع وشقيق سمير جعجع الدكتور جوزف جعجع ونائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان والأهل، وكان للموكب محطات أولها في كسروان ثم جبيل، فالبترون وأميون في الكورة، لينضم الى الموكب مئات السيارات. وفي بلدة حصرون قضاء بشري أعد إستقبال للراحل حيث أنزل النعش ورفع على الأكف وسط عزف موسيقى حصرون ونثر الورود والأرز، ليتابع بعد ذلك طريقه الى بلدة بشري مسقط رأسه حيث أقيم له على مدخل الجنوبي إستقبال تقدمهم فوج موسيقى دير الأحمر وفرقة موسيقى عيناتا الأرز، وتم رفع النعش على الأكف وسط قرع الأجراس ونثر الورود وسار سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع والنواب الحاضرون وراء النعش وصولا الى كنيسة مار سابا.

التعازي

وكان جعجع تلقى المزيد من اتصالات التعزية من كل من: رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان، النائب عبد اللطيف الزين، النائب محمد قباني، الوزير السابق جان عبيد، السفير البابوي في لبنان المونسنيور كابريال كاتشيا والسيدة لينا شطح زوجة الشهيد محمد شطح.

كما استمر وصول برقيات التعزية الى مكتب رئيس الحزب في معراب من رئيس الرابطة المارونية سمير ابي اللمع، مفوض الحكومة المعاون لدى القضاء العسكري القاضي داني الزعني، رئيس المركز الثقافي الاسلامي عمر مسيكه، السفير المصري أحمد فؤاد البديوي، السفير الأردني زيد زريقات، السفير المكسيكي جايمي غارسيا أمارال.

وكان سمير جعجع ووالدته والعائلة بدأوا بتقبل التعازي في قاعة كنيسة مار سابا من الساعة الواحدة حتى وصول الجثمان.

وتستمر التعازي يوم غد الجمعة من الحادية عشرة حتى السابعة مساء في قاعة كنيسة مار سابا. كما يتقبل جعجع وأفراد العائلة التعازي يومي السبت والأحد في معراب مقر قيادة "القوات اللبنانية".

 

قتيلان لحزب الله في رنكوس 

يقال نت/وزع ناشطون صورة لبطاقة هوية وأخرى حزبية يعودان لعنصرين من حزب الله قتلا حديثا في رنكوس وهما حسين قاسم شكر اسم الام وطفة من بلدة النبي شيت ومهدي غازي فخر الدين اسم الام غادة زغيب

 

مطلق النار في "الفيديو التحريضي" توارى عن الأنظار

  ذكرت صحيفة الجمهورية أنّه بعد إحالة وزير العدل أشرف ريفي الشريط الذي ظهرَ فيه مسلّحون وهم يطلقون النار على قصر بعبدا وطريق الجديدة، كلّف النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود المباحث المركزية تحديد هويّة مطلقي النار، وتحديداً الذي أطلق التهديدات التي تمسّ الأمن الوطني وتهدّد العيش المشترك. وبعد أن تمّت معرفة هويته كُلّفت القوى الأمنية في الضاحية الجنوبية بجلبِه للمحاكمة، فتبيّنَ أنّه توارى عن الأنظار، فيما تردّدت معلومات عن وجوده في الجنوب، ولكنّ القوى الأمنية لم تعثر عليه، فسطّر القاضي حمود بلاغ بحثٍ وتحَرٍّ بحقّه، وأحال الملف الى قاضي التحقيق تمهيداً لإصدار مذكّرة توقيف غيابية بحقّه.

 

الراعي سيطلق عجلة مصالحة " تبدأ بالبيت الماروني تمهيداً لمصالحة وطنية شاملة"

نهارنت/يسعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى إطلاق عجلة مصالحة " تبدأ بالبيت الماروني الداخلي أولاً تمهيداً لمصالحة وطنية شاملة". وأشار المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض في حديث لصحيفة "المستقبل"، الخميس الى أن الراعي يسعى لإطلاق عجلة المصالحة وفق تصوّر لآلية تطبيقها،حيث تبدأ بالدعوة إلى لقاء كسر جدار الحقد في البيت الماروني". وعما إذا كان ذلك سيتجسد بدعوة إلى لقاء رباعي جديد للقادة الموارنة، أجاب غياض: "ربما يكون اللقاء ثنائياً في بداية الأمر" في إشارة إلى احتمال دعوة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للقاء ثنائي في الصرح البطريركي. وأعرب غياض عن أمله في أن تكون هذه المبادرة بمثابة "كرة ثلج تبدأ بحلحلة العقدة الأصعب في البيت الواحد لتتسع فتشمل الساحة الوطنية". ولفت إلى أنّ "الراعي يحضّر لتأمين مناخ داخلي ماروني يتيح تأمين التوافق على رئيس الجمهورية العتيد، بعدما تبيّن أنّ الأزمة الرئاسية لها بُعد خطير وغير مقبول داخل البيت الواحد". وقال إن غبطة البطريرك اكتشف أنّ مكمن علة العلل في البلد أبعد وأكبر مما نعيشه اليوم. وكان الراعي قد رأى في كلمة له خلال انعقاد السينودس لأجل الموارنة، الأربعاء، انه لا بد من القيام "بمبادرات شجاعة من قبل المرشحين للرئاسة ومن 8 و14 آذار والهيئات النقابية إذ لا يحق لأحد ان يرمي البلاد والمؤسسات في الشلل التام". و شدد على ان "الممارسة الحالية بعدم انتخاب رئيس للجمهورية هي انتهاك للدستور والميثاق الوطني وهذا أمر مرفوض بالمطلق ومعيب". يُذكر ان قوى 14 آذار تخوض المعركة الرئاسية بمرشحها رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع في حين ان لا مرشح معلن لـ8 آذار، اذا ان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون يصر على عدم الترشح ما لم يتم التوافق على اسمه. وفَشل النواب في انتخاب رئيس جديد للبلاد في عدة جلسات انتخابية ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته، ملقياً خطاب الوداع في 24 ايار، أدخل البلاد في فراغ. ووفق الدستور، فإن الحكومة مجتمعة تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية.

 

إفتتاحية “المسيرة”: مرشح توافقي أم مرشح النظام السوري؟

إلى متى سيستمر العماد ميشال عون في المعاندة والمكابرة؟ هل بات يؤمن فعلاً بالمقاومة والممانعة والصمود والتصدي من خلال إصراره على مقولة أنا أو لا أحد؟ وكيف له أن يقنع الآخرين بتوافقيّته وروحه السمحاء وعشقه للحوار ولهفه الجامح للاستغفار؟ ومن يدري، قد يستأذن المفتي قباني للصلاة أمام مسجد عائشة بكار كي يُقنع سعد الحريري بأنه يحب السنّة بقدر محبّته للشيعة! للأسف الجنرال في واد والواقع في واد آخر. ولا يريد أن يفهم الإشارات التي تصله من فريقه وحلفائه. الرئيس نبيه بري نصحه بعدم انتظار جواب إيجابي من الرئيس الحريري، فلم ينتصح. وليد جنبلاط قالها بالحرف مراراً: لست في وارد تأييد ميشال عون أو سمير جعجع، ولم يفطن.فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري نوّه به ووصفه بفخامة الرئيس، موجهاً له ضربة قاسية كمرشح توافقي، ولم يستوعب. حتى جاءته الضربة القاضية من رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي رحّب بانتخاب ميشال عون رئيساً لما فيه مصلحة لبنان والعلاقات اللبنانية السورية وإيمانه بالمقاومة. فبأي “بروفيل” سيطل علينا الجنرال، بعد هذا الكلام الذي هو أشبه بالحلوى المسمومة؟ وهل هو مستعد للتنصل من تأييد النظام السوري ومن وثيقة التفاهم مع “حزب الله”، وهل هو مستعد لإدانة سلاح الحزب واستعماله في الداخل وخارج الحدود، وهل هو مستعد أيضاً وأيضاً للتخلي عن الدعم الذي يرد إليه بأشكال مختلفة لقاء اصطفافه إلى جانب محور النظامين الإيراني والسوري و”حزب الله”؟شتّان بين أداء ميشال عون الملتبس والمهين بحق تياره وجمهوره وتاريخه أولاً، وبين أداء سمير جعجع الواضح والذي يؤكد فيه احترامه للدستور والديمقراطية والرأي العام اللبناني، ولموقع الرئاسة الأولى برمزيته الوطنية والمسيحية. الجنرال ما زال يقدّم العروض ويشترك في المناقصات الأحادية وصولاً إلى الإستعداد للسير في قانون الستين مع تعديلات محدودة في مقاعد معيّنة تؤمن له المحافظة على حد أدنى من كتلته، بل إنه مستعد للبحث في أكثر من مقايضة مع الرئيس الحريري، كي يصل إلى القصر الجمهوري. وفي المقابل، لم يترك سمير جعجع فرصة إلا وقدّم كل ما يمكن من ليونة وتسهيلات لانتخاب رئيس للجهورية، بدءاً بالمشاركة في الجلسات وإبداء الاستعداد للإنسحاب لأي مرشح آخر من 14 آذار يملك فرصة أكبر للنجاح، وصولاً إلى المبادرة الأخيرة التي طرحها في حديثه التلفزيوني، والتي فتح خلالها آفاق الإستحقاق الرئاسي على ثلاثة خيارات إثنان منها لا يلحظان ترشحه الشخصي، ومع ذلك لا جواب، بل إرباك لدى ميشال عون و”حزب الله”، إذ إن المبادرة عرّت موقفهما وأسقطت منهما كل مبررات التعطيل. ومع ذلك ميشال عون يبقى المطلوب غير المطلوب، أي مجرد “بارافان” للإبتزاز والتهويل من قبل “حزب الله” الذي لا يهمّه كل ما يعزّز الدولة والمؤسسات بقدر ما يهمّه استمرار سلاحه متفلتاً من أي رقابة وضوابط. الجنرال كما يبدو يهوى خسارة المعارك، فمتى سيستطيع الإنتصار على الذات والشخصانية لنؤدي له التحية؟

 

قاطيشا: “8 آذار” يقوم بانقلاب عسكري بحيث تسيطر الأقلية على الأغلبية في المجلس بفعل سلاح “حزب الله”

رد العميد وهبي قاطيشا مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” على كلام رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية بأن رئاسة الجمهورية ستنتهي إما بأزمة أو بتوافق، مؤكداً أن انتخاب الرئيس يتم فقط في مجلس النواب حسب الدستور. واعتبر قاطيشا في حديث لـ”إذاعة الفجر” أن فريق “8 آذار” يقوم بانقلاب عسكري على الطريقة اللبنانية بحيث تسيطر الأقلية على الأغلبية في المجلس بفعل سلاح “حزب الله” وبدعم سياسي من حلفائه في الداخل والخارج.  وعن دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي الفرقاء السياسيين لمبادرة شجاعة، لفت قاطيشا إلى أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع طرح مبادرة باتجاه فريق “8 آذار” أخيراً، ولم يتلق رداً حتى الآن، مؤكداً أن فريق “14 آذار” ليس ضد أي حل وإنما فريق “8 آذار” لم يطرح مرشحاً من جانبه. واعتبر قاطيشا أن الحكم على النوايا والقول إن فريق “14 آذار” كان ليقاطع مجلس النواب لو كان في المقلب الآخر مرفوض ومعيب، مؤكداً حرص حزب “القوات” وإصراره على أن يكون الاستحقاق الرئاسي لبنانياً بحتاً. وأعرب قاطيشا تأييد رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط في رفض وصول أي عسكري أو حاكم مصرف لبنان للرئاسة، مشيراً إلى أن رئاسة الجمهورية تختلف عن وظيفة الدولة ومؤسساتها التي قد تصبح في المستقبل عرضة للضغط السياسي. ورأى قطيشا أن من يعطل نصاب جلسات مجلس النواب لا يريد لا رئيس ولا جمهورية وكأنه أكبر من البلد، معتبراً أن الفراغ يتغلل في مؤسسات الدولة ووصل أخيراً إلى الحكومة في ظل الاختلاف الحاصل داخلها، مؤكداً أن الحل لكل الأزمات هو العودة للالتزام بالدستور وقواعد الديمقراطية.

 

العودة السورية إلى لبنان

بقلم أحمد الأسعد

ها قد انتهى بشار الأسد من انتخاباته الرئاسية واستدار نحونا! وبعد عراضة ناخبيه على الطرق، يعود إلينا "الرئيس" في "ولايته" الجديدة، ليتعامل مع لبنان وكأنه...ولاية سورية! من جديد، بدأنا نرى ملامح التدخل السوري الوقح في انتخاباتنا وشؤوننا الداخلية. وها هو النظام يعود إلى بث كلمات السر، وإلى تصنيف المرشحين لرئاسة الجمهورية، فهذا جيد في نظره وذاك سيىء، وهذا وطني وذاك عميل... وفي التالي، قد نرى ربما نهاية "التهدئة" الهشة التي أنتجت الحكومة الحالية، وقد يعود التصلب والتصعيد إلى الوضع السياسي. ولكن، بغض النظر عما أراد بشار الأسد فعلياً تحقيقه من وراء إعلانه تأييد هذا المرشح أو ذاك، وعما إذا كان هذا الدعم مفيداً لهذا المرشح، أو وسيلة لإحراقه، فإن مبدأ التدخل السوري في حد ذاته هو المرفوض. من غير المقبول، بعد كل التضحيات التي بذلت، وكل الدم الذي سقط، ومنه دم رفيقنا هاشم السلمان، أن يعود بشّار الأسد ليملي على بعض اللبنانيين ما يجب أن يفعلوه. على اللبنانيين أن يستفيقوا من سباتهم فوراً، وقبل أن يستعيد بشّار الأسد لبنان سياسياً، بمعاونة إيران وحزب الله، كما استعاد عسكرياً عدداً من المدن السورية

 

سلام عرض مع حاكم مصرف لبنان الوضع المالي

وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبحث معه في الوضع المالي.

 

الجميل التقى بلامبلي: نرفض ترحيل الانتخابات الرئاسية الى ما بعد النيابية

وطنية - إلتقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، وبحث معه قضايا الساعة وفي مقدمها مسألة انتخابات رئاسة الجمهورية واللاجئين السوريين وانعكاسات النزوح على الاوضاع السياسية والأمنية والمعيشية والاقتصادية. وسلم بلامبلي الرئيس الجميل رسالة تتضمن الموقف الرسمي الصادر عن مجلس الامن حيال لبنان والذي جدد دعمه للحكومة اللبنانية و"القيام بدورها كاملا وفقا للدستور في هذه المرحلة الانتقالية الى حين انتخاب رئيس للجمهورية"؛ كذلك تضمن "تأكيدا على لبنانية الاستحقاق الرئاسي وضرورة حصوله في اقرب وقت ممكن".وشدد الرئيس الجميل على "وجوب الانصراف الكلي لانتخاب رئيس الجمهورية فورا"، رافضا "كل البدائل المطروحة لترحيل الاستحقاق لا سيما ما يحكى عن ترحيل الانتخابات الرئاسية الى ما بعد الانتخابات النيابية". واعتبر ان "هذا الكلام يأتي خارج السياق الطبيعي". وشكل اللقاء مناسبة عبر فيها الجانبان عن "التفاهم المشترك حول اهمية التحرك الدولي لتقديم المساعدات العاجلة للبنان، خاصة في المجالين الامني والانساني".

 

النائب غازي يوسف: للتعاطي مع السلسلة بعيدا عن الشعبوية والمزايدات

وطنية - أعلن عضو "كتلة المستقبل" النائب غازي يوسف، في حديث الى المؤسسة اللبنانية للارسال" أن "الكتلة تؤيد سلسلة رتب ورواتب متوازنة"، مشددا على أنه "لم يكن هناك أي اتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالنسبة لأرقام السلسلة". وردا على سؤال في شأن ما ورد على لسان وزير المال علي حسن خليل في حديثه الى صحيفة "الاخبار" والمتعلق بالرئيس فؤاد السنيورة، أجاب: "دائما الكلام يجتزأ ولا يعطى مضمونه الحقيقي، هذا من جهة، ومن جهة ثانية الرئيس السنيورة لم يذكر أنه يعارض الضرائب على المصارف وهو لا يزال يتكلم نفس الكلام الذي أتحدث به شخصيا ومعي جميع الاقتصاديين عن أن هذه الضرائب تزيد الانكماش". وأوضح "بمعنى أنها تحصل ايرادات، ونحن مع تحصيل الايرادات عن طريق زيادة الضرائب ولكن ما نقوله في هذا الشأن أنه ليس الوقت المناسب اليوم لتطبيقها، لأنها كما ذكرت ستزيد الانكماش وستؤثر سلبا ولن نعارضها لكن على الاقل نحن نحذر منها وهي ليس الطريق المثلى في هذا الوقت بالتحديد هذا اولا". أضاف: "ثانيا هذه الضرائب بينها وبين الضرائب العقارية وبعض الاملاك والمخالفات وغيرها ستحصل نحو 850 من اصل 1300 وهناك نحو 450 موزعين كما ذكرت على زيادات ورسوم ونسب وعلى الكحول وعلى المغادرة وعلى الاسمنت الخ..، أصبح عندنا في هذه الحالة نحو 1300". وتابع يوسف: "ونحن ومن ضمن ملف السلسلة طرحنا إجراءات عديدة اصلاحية وأنا متأكد من أن الاجراءات الاصلاحية هي أهم بكثير من الاجراءات الضريبية، لأنه إذا لم نعمد الى إصلاح الادارة وأرسينا فعلا المسؤوليات وعقوبات على من يتصرف بالمال العام والذي هو حرام فهذا يتطلب إعادة النظر بهذه الامور".

وأشار: "واكثر من ذلك اقول انه اليوم لدينا عدد من المفتشين موجدين في الادراة العامة اقل من عدد المفتشين الذين كانوا موجودين اثناء تولي الجنرال فؤاد شهاب رئاسة الجمهورية وأحدث جهاز التفتيش المركزي، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل جهاز التفتيش المركزي اليوم غير فعال؟ وهل لا يحق له الكلام؟ وهو لا يعلم بما يقوم به في بعض المرات؟، وكيف تحصل هذه الامور فعلا أمر مستغرب؟".

كما لفت الى أنه "علينا التعاطي مع الامور وتحديدا بملف السلسلة بطريقة جدية بعيدة عن الشعبوية والمزايدات غير المجدية والتي تضر الجميع ولا تفيد أحدا، وعلينا ولو لمرة واحدة أن نقر بأننا يدا واحدة نتعاون مع بعضنا البعض، ونقول للرئيس نبيه بري إن يدنا ممدوة لك وللوزير المعني. وسبق أن التقينا بالوزير الياس بو صعب وتباحثنا معه وتناقشنا في أمور عدة".

ورأى أن "الحديث الهادىء والحديث عن الاصلاحات وكيفية تأمين الضرائب بالقدر المستطاع هو الذي يؤدي الى الحل والى النتائج الايجابية للامور، ولكن أن يؤخذ موقف شعبوي بالمطلق كالذي اتخذه الرئيس بري أو حزب الله أو بعض الاخوان في مجلس النواب بأنهم يعترضون على فرض ضرائب على الفقراء، لكن بالوقت عينه ماذا تمرر على الفقراء؟".

أما عن امكانية إجراء حوار للتفاهم على هذه الامور أكد يوسف "طبعا نحن أرسلنا الى الرئيس بري بهذا الشأن والرئيس فؤاد السنيورة كان واضحا بكلامه وما قمنا به داخل مجلس النواب كقوى الرابع عشر من آذار وكممثلين عن لجنة في قوى الرابع عشر من آذار لا نزال نمد اليد لكل المكونات السياسية في هذا البلد بدءا من التيار العوني الذي تعاون معنا ويفهمنا جيدا بهذا الموضوع، لكن على الاقل على التيار العوني أن يتفق مع نفسه أي نظرة يريد نظرة النائب ابراهيم كنعان التي هي نظرة انفلاشية أو يريد النظرة الواقعية العلمية للنائب الان عون. وهذا ما يستدعي من التيار الوطني الحر أن يعلن موقفا صريحا من هاتين النظرتيين حتى نجلس معه ونكمل عملنا معه ومع المكونات الاخرى من القوى السياسية الموجودة في البلد، لأن لا يمكن أن تمر سلسلة في مجلس النواب من دون اتفاق كل الاطراف عليها".

وذكر بأن "الرئيس السنيورة في ختام رده قال إن الكتلة مستمرة في مد اليد وقال اننا مع إقرار السلسلة في المجلس مع أقل تداعيات ممكنة. إذا نحن لا نتهرب من مجلس النواب. في المقابل الرئيس بري يحاول تبرير عدم حصول النصاب، وبما أن الفريق الآخر يعتبر أن الموضوع بهذه بهذه الاهمية فلماذا لم يؤمنوا النصاب؟"، مجددا "التأكيد أن هذه السلسلة تخرب البلد".

الى ذلك، أشار يوسف الى أنه "اذا دعا الرئيس بري للبحث مثلا بتشريع قانون انتخابات سنكون اول الحاضرين، فنحن مع التشريع في الضرورة"، معتبرا أن "كل شيء في لبنان قابل للمناقشة وأخذ الرأي وكل شيء اصبح وجهة نظر، لا شيء يحكمنا بوضوح، لكن الدستور موجود فلنطبقه ولماذا الاجتهاد؟". وختم يوسف مؤكدا أن "لا خلفية سياسية بالنسبة لموقفنا، لكن شعرنا بخلفية سياسية لموقف الآخرين كالرئيس بري من خلال وزير المالية الذي يرفض الاجتماع معنا. فهناك محاولة لجرنا لاقرار سلسلة قد تؤدي لخراب البلد بالشكل المطروحة فيه".

 

ريفي: مجلس الوزراء سيدعى للاجتماع بحضور الامنيين والعسكريين لمواكبة التطورات في المنطقة

وطنية - اعلن وزير العدل اللواء أشرف ريفي الى أنه "طرح خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم امكانية عقد جلسة للمجلس بحضور الامنيين والعسكريين". وقال ريفي في حديث الى محطة الـ "NBN" "يجب ان نواكب ما يحصل في المنطقة بشكل دقيق وحساس ومسؤول كي نحافظ على وحدتنا وعلى عيشنا المشترك وعلى استقرارنا وسلامة اولادنا وبلدنا"، معتبرا أنه "في الحالات الطارئة والاستثنائية يعقد مجلس الدفاع الاعلى جلساته، واليوم في غياب رئيس الجمهورية الذي من مهامه دعوة مجلس الدفاع الاعلى وترؤسه سنقوم بما يشبه هذا المجلس، ليس لدينا التعبير القانوني له، انما مجلس الوزراء سيدعى للاجتماع بحضور الامنيين والعسكريين لمواكبة التطورات". وأشار الى أن "الاحساس بالمسؤولية ليس ناتجا عن خوف بل عن ضرورة مواكبة ما يحصل في المنطقة الذي لا يعتبر تطورا عاديا او صغيرا لا بل هو تطور كبير يجب ان نواكبه مهما كلف الامر لكي نحصن بلدنا ونحمي انفسنا". ورأى أن "الحكومة شكلت ضمانا وحماية للواقع الداخلي وخففت الاحتقان الذي كان من الممكن ان يكون منفذا لواقعنا الامني، اليوم الى جانب الحكومة الجامعة يجب ان يكون هناك مسؤولية جامعة". وأكد ريفي أن "الامن مطمئن في لبنان انما المرحلة بحاجة منا الى جهد أكبر ووعي وسهر أكثر".

 

رابطة النواب السابقين: لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت

وطنية - عقدت الهيئة الادارية لرابطة النواب السابقين اجتماعها الدوري في مقر الرابطة، ادلى اثره رئيس الرابطة نائب رئيس مجلس النواب سابقا ميشال معلولي ببيان توقف فيه "عند الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد وابدى اعضاؤها قلقهم العميق لما قد تسبب هذه الاوضاع من اخطار على الاستقرار والنظام الديمقراطي البرلماني"، مناشدا "السلطات الرسمية بالاسراع في تنفيذ هذه الاجراءات المصيرية". وناشد البيان "النواب، انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، اذ لا يجوز ان تبقى سدة الرئاسة شاغرة في الظروف الخطرة الداخلية والاقليمية، وحل مسألة سلسلة الرتب والرواتب في أسرع وقت ممكن مما يعطي الموظفين والعمال حقوقهم من دون الحاق اية مخاطر بالوضع المالي". ودعا الى "المباشرة بتطبيق مخطط يعيد النازحين السوريين الى بلادهم بعد التأمين لهم السلام والامن والعيش الكريم"، داعيا لاقرار قانون جديد للانتخابات واجرائها في أسرع ما يمكن بنزاهة وحرية تأتي بنواب يمثلون الشعب".

 

الداود من الرابية: عون رجل وفاقي ولا احد غيره يليق بالرئاسة

وطنية - استقبل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، صباح اليوم في دارته في الرابية، النائب السابق فيصل الداود الذي صرح على الأثر: "تباحثنا مع العماد ميشال عون في القضايا المحلية والاقليمية والدولية وجرى تأكيد موقفنا السابق انه لا يوجد شخص يليق بالرئاسة في المرحلة الحالية الا العماد عون لأنه يمثل التمثيل الصحيح المسيحي، الى جانب ذلك يمثل الخط الوطني في لبنان كما انه الرجل الوفاقي مع كل الاطراف. اما الانجازات التي قام بها لهذه المرحلة والمروحة مع كل الاطراف فهي التي تخوله ان يكون القاسم المشترك مع كل اللبنانيين لأنه في هذه المرحلة الحالية اذا لم يأت رئيس قوي اي العماد عون فهناك خطر اساسي على الكيان في لبنان وعلى الدولة. نحن في حاجة الى رئيس متخرج من مؤسسة او عمل مؤسساتي وفكره السياسي التنظيمي يستطيع ان يقوم بعمل مؤسساتي لتنظيم البلاد ولاعادتها الى دورها السابق في الشرق الاوسط".

سئل: كيف يزعج العماد عون النائب وليد جنبلاط الذي لا يريده رئيسا للجمهورية؟

اجاب: "ليس لمصلحة امراء الطوائف مثل وليد جنبلاط ان يأتي رئيس قوي كالعماد عون ولا مصلحة له ان يكون العماد عون اساسيا في كل المعادلات، وليد جنبلاط يستغل الدروز والمسيحيين ايضا. اما بوجود العماد عون فلن يستطيع استغلال لا الطائفة الدرزية ولا المسيحيين لأن العماد عون سيقوم بعمل مؤسساتي لا بدولة مزرعة، على الأقل سيقضي على الفساد في الدولة".

 

سليمان عبر تويتر: مواقف جنبلاط سباقة ومؤيدة للرئاسة وللبطريركية المارونية

وطنية - اعتبر الرئيس ميشال سليمان في تغريدة له على "تويتر" أن "وسطية النائب وليد جنبلاط وخياراته الوطنية، إلى جانب الدولة القوية والوحدة الوطنية، تتأكد يوميا بمواقفه الشجاعة والسباقة والمؤيدة لرئاسة الجمهورية وللبطريركية المارونية"، معتبرا ان "دعوته تتجسد في تطبيق إعلان بعبدا وفصل لبنان عن أحداث الجوار، إقرار الإستراتجية الدفاعية المقترحة من قبل الرئيس، وتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية لتمكينه من الحكم، ومتابعة تطبيق خلاصات المجموعة الدولية لدعم لبنان".

 

الاحدب في رسالة الى الحريري: تنازلاتكم المستمرة ستضعك خارج المعادلة السياسية وستفقدك حصانتك الشعبية

وطنية -وجه رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الاحدب رسالة مفتوحة الى الرئيس سعد الحريري راى فيها "ان الصمت السياسي المريب عن التجاوزات التي نشهدها في طرابلس بعد ما جرى من هدنة وربط النزاع بينكم وبين الفريق الاخر في البلد ، يذكرنا بما جرى بعد احداث 7 ايار 2008 ، والصمت المريب انذاك عما حصل مع الشباب الذين نظمتموهم تحت مسمى "الافواج" وتخليتم عنهم ليصبحوا لقمة سائغة بفم حزب الله الذي دخل عبرهم طرابلس ، دون تحريك أي ساكن من قبلكم التزاما منكم بتسوية الدوحة التي مثلتم فريقنا بها وفاوضتم عنا ووافقتم على قرارات تتعلق بمصيرنا دون ان نعلم من استشرتم في اتخاذ هكذا قرارات" . اضاف: "ورغم ذلك تأملنا حينها بالاستقرار والانماء مقابل تنازلات دستورية وقضائية وامنية خطيرة قدمتموها وكنا اعترضنا عليها ولانزال ندفع ثمنها حتى اليوم، اذ سقط اتفاق الدوحة ،وانتشر التسلح في طرابلس، وانقسمت اجهزة الدولة الامنية وتقاتلت فيما بينها عبر مجموعات مسلحة امنت لها السلاح والحماية.وفي ظل البطالة المسشرية في طرابلس وعدم وجود أي تغطية اجتماعية او صحية لاحد، وهنا لا بد من الاشارة الى ان عشرات الالاف من ابناء الطوائف الاخرى لديهم التغطية الصحية عبر صناديق تعاضد تعود للدولة ومؤسساتهم الخاصة، فيما ابناء المدينة متروكين ولم يكن لديهم أي فرصة عمل سوى حمل السلاح في ظل المال السياسي الذي دفع من مختلف الافرقاء لتمويل التقاتل في طرابلس، فظهرت المدينة بصورة الحاضنة للارهاب بعد قيام بعض الاجهزة الامنية بتغطية المعتدين على ابناء الطائفة العلوية الابرياء، وعلى الجيش اللبناني ،لاتهامنا نحن ابناء طرابلس باننا ارهابيين لا نريد الدولة بل نريد اقامة امارة، واننا تكفيريين لا نقبل الاخر ونريد قتله ، فدفعت طرابلس الثمن حيث سقط مئات الشهداء من ابناء المدينة الابرياء ، فضلا عن الاف الجرحى والمعوقين الذين يموتون يوميا على ابواب المستشفيات دون قيام الدولة بابسط واجباتها تجاه مدينة نزفت ثلاث سنوات،اضافة الى اليتامى العاجزين عن تأمين قوت عيشهم والدمار الهائل في الممتلكات الخاصة والعامة وانهيار المؤسسات الاقتصادية وتفشي البطالة بشكل مخيف ، وكلنا يعلم ان القتال لم يكن على خلفية ايديولوجية بل وجد ارضا خصبة في طرابلس التي تعاني المشاكل الاجتماعية والمعيشية والتي وعدت بالانماء والازدهار ،الا انها اصبحت بعد حوالي ال 30 سنة من سيطرة النظام السوري عليها و9 سنوات من حكم حكوماتكم المتتالية انتم والرئيس نجيب ميقاتي افقر مدينة على ساحل البحر الابيض المتوسط" .

وتابع الاحدب: "اليوم ، ونتيجة تنازلاتكم المستمرة اصبح كل من وقف معكم في المواجهات الي جرت يعامل كارهابي مطلوب، الا بعض المقربين منكم، فيما يتم دائما ايجاد مخارج للاطراف الاخرى المحمية من حزب الله، فلماذا الفريق الاخر تخلق له المخارج وتؤمن له الحصانة، كما جرى مع رفعت وعلي عيد في طرابلس، وشاكر البرجاوي في بيروت، وسرايا المقاومة في صيدا، فيما كل من يقف الى جانبكم ويلبي نداءاتكم عندما تخاطبونه يدفع الثمن مع كل تسوية تقدمون عليها؟".

وقال: "نحن اهل طرابلس مع التهدئة وانت تعلم باننا لطالما طالبنا بها ، واعترضنا مرارا وتكرارا على التسلح الذي جرى في المدينة ، ولكن ما يجري اليوم اقل ما يقال به انه وضع يد على طرابلس من قبل حزب الله ، مما يؤسس لانفجار جديد لا سيما ان السلاح لا يزال موجودا، ولم تصدر مذكرات توقيف بحق من كان يسلح الشباب، واوجدت مخارج قضائية لقادة المحاور الذين كانوا يحركوهم، فلم يعودوا مطلوبين ،وبدل ايجاد مخارج لالاف الشباب الذين حملوا السلاح ، اصبحوا ملاحقين بتهم الارهاب فصدرت بحقهم وثائق الاتصال وهذه بدعة جديدة تعيدنا الى مرحلة الوصاية السورية وهي الان سيف مسلط على رقاب كل من يخالفهم الرأي بشكل عام والشباب السني بشكل خاص ،لانها تضع مصير الاف المواطنين رهن اشارة مخبر مجهول مكتوم ، معلوم معروف من يستخدمه من اجهزة المخابرات غير البريئة اطلاقا من احداث طرابلس ، كما ان وثائق الاتصال هذه اكبر اساءة للعدالة لانها تنصب المخبر المزعوم المعصوم مكان القاضي والادعاء العام والضابطة العدلية" .

واكد "ان ابناء الطائفة السنية رفعوا شعار لبنان اولا ووقفوا الى جانبكم مطالبين بالحقيقة، وقاتلوا مع الجيش اللبناني في تصديه لفتح الاسلام - فتح بشار الاسد، ودافعوا عن قريطم باجسادهم العارية في 7 ايار وقدموا الشهداء وعانوا ما عانوه من نتائجها، وذلك لانكم تجسدون مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي هو في وجدان اللبنانيين رمز الانتفاضة ضد وصاية النظام السوري ورمز الاعتدال والاستقرار والازدهار الاقتصادي ،الا ان طرابلس التي وقفت الى جانبكم اصبح اولادها اما في القبر ، واما يضربون ويهانون ومنهم مشايخ في ثكنة الريحانية، واما في سجن رومية ،واما في المهجر، واما يهربون بين الازقة تفاديا للحواجز الامنية للدولة التي تستهدفهم فيما انتم تمثلوهم فيها".

اضاف: "بكل محبة وصراحة اقول لك نحن كنا اول من اتنفض في لقاءي الكارلتون و البريستول على الوجود السوري قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري رحمه الله، وذلك نزولا عند ارادة الشارع اللبناني، والسني تحديدا ،الذي عانى من مجازر النظام السوري، وابناء طرابلس يتذكرون جيدا مجزرة باب التبانة في 19-12 -86 ويخشون تكرارها.ورغم التهديد والوعيد، واتهامنا بالارتداد عن الدين، رفضنا التمديد للوجود السوري برفضنا التمديد لاميل لحود، وكل ذلك للخروج من هيمنة النظام السوري ، فكيف تريد منا اليوم القبول باستبدال الوصاية السورية بوصاية حزب الله الذي يعمل على استكمال مشروع الوصاية السورية بضرب مؤسسات الدولة، واستهداف الطائفة السنية التي يريدها بيئة حاضنة للتكفير، ويستعمل كل مؤسسات الدولة، بتنازلاتكم ، ليضع يده من خلالها على كل الوطن، مستعملا اساليب النظام السوري التي كنا قد انتفضنا عليها، وهنا لا بد من الاشارة الى انك اخذت التفويض الشعبي في الانتخابات النيابية الاخيرة تحت شعار بناء الدولة ومواجهة السلاح غير الشرعي، وقدمنا لك التهنئة بالفوز حينها وقلنا لك بالحرف:" مبروك.. ولكن عليك ان تحكم فعلا هذه المرة"، الا انك مع تشكيل اول حكومة بعد الانتخابات، قدمت تنازلات جديدة من حساب الدستور ،والاعراف، وصلاحيات رئاسة الحكومة، وصلاحيات المؤسسات القضائية والامنية اللبنانية التي من واجبها حمايتنا كلبنانيين، وكان ذلك مقدمة لتنازلات اخرى اجبرت عليها مقابل حكومة التهدئة وربط النزاع". وختم الاحدب رسالته الى الحريري: "تعلم بانني لطالما صدقتك القول، فما نخشاه اليوم على الوطن والطائفة هو الاستمرار في سياسة التنازلات هذه غير المنطقية، التي سنخسر بها الوطن، وسيصبح ابناء الطائفة السنية مواطنين درجة ثانية حقوقهم مهدورة، وملحقين بوطن يصادره حزب الله، وان ما وصلنا اليه يحتم عليك اعادة النظر بسياستك تجاه الوطن وابنائه عامة، وابناء الطائفة السنية خاصة، فاحدا منهم لن يرضى باستمرارك بهذه السياسة التي ستضعك خارج المعادلة السياسية، وستفقدك حصانتك الشعبية" .

 

متى يحذو عون حذو جعجع لينتخب النواب مَن يريدون رئيساً؟

اميل خوري/النهار

تخشى أوساط في 14 آذار أن يكون لدى "حزب الله" خطة ترمي إلى إحداث فراغ شامل في البلاد يتيح للخروج منه تدخلاً خارجياً، وبالتحديد إقليمياً، يكون فيه لإيران الكلمة في فرض رئيس الأمر الواقع. ولإحداث هذا الفراغ يصر الحزب على أن يكون "عون رئيساً أو لا أحد" وهو ما فعله عندما فرضت أحداث 7 أيار عقد مؤتمر الدوحة الذي لم يأت بعون رئيساً إنما أتى بالعماد ميشال سليمان لأنه خارج اصطفاف 8 و14 آذار الحاد، وصار إرضاء عون بقانون الـ60 الذي اعتبره يعيد "حقوق المسيحيين" ويؤمن له الفوز بعدد كبير من النواب يشكل بهم كتلة نيابية مسيحية هي الاكبر وهو ما حصل. لكن افتعال احداث شبيهة بأحداث 7 أيار ممنوع لأن المحافظة على الأمن والاستقرار في لبنان هو قرار دولي فيستعيض عنه الحزب ومن معه باحداث فراغ يبدأ بالرئاسة الأولى ثم بمجلس النواب بافتعال خلاف بين من يريدون إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية علّ نتائجها تأتي بأكثرية لقوى 8 آذار تكون كافية لانتخاب رئيس للجمهورية ولا يعود جنبلاط "بيضة القبان" في هذه الانتخابات، ومن يريد إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات النيابية لأن لها الاولوية على كل شيء آخر، فيؤدي هذا الخلاف إلى عدم التوصل إلى اتفاق على التمديد لمجلس النواب، فترد قوى 8 آذار على رفض اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية وعلى مقاطعة جلسات مجلس النواب عندما تكون مخصصة لمشاريع عادية بتفجير الحكومة من الداخل فيكتمل بالفراغ المجلسي والحكومي الفراغ الكامل، وهذا ما يفسره تحديد العماد عون شهر آب موعداً لاتخاذ موقف من الانتخابات الرئاسية، فإما تقتنع الاكثرية بانتخابه رئيساً للجمهورية، وإما يكون هذا الفراغ القاتل. وإذا كان للعماد عون هذه الحسابات لكي يلعب مع "حزب الله" دور المعطل كما فعل في المرة الماضية وخاب ظنّه بالاتفاق على انتخاب الشخص التوافقي وهو العماد ميشال سليمان فسوف يخيب ظنه مرة أخرى ويتم الاتفاق على انتخاب شخص توافقي آخر لأن لا أحد بين المرشحين الاربعة في 8 و14 آذار الموصوفين بالأقوياء تنطبق عليه صفة التوافق لمجرد أن يغيّر فجأة ثوبه وينقل البارودة من كتف الى كتف... وهو ما أدركه الدكتور جعجع بإعلان استعداده مع 14 آذار لانتخاب مرشح توافقي يكون من صنع لبنان وليس من صنع أي خارج خلافاً لموقف عون الذي لا يزال ينتظر جواب الرئيس سعد الحريري بتأييده ولا يسمع التصريحات والاحاديث السلبية التي تصدر عن نواب "تيار المستقبل" ويقتنع بأن هذا الجواب لن يأتي وإذا أتى فلن يكون مخالفاً لمضمون هذه التصريحات.

فكما صار إرضاء عون في مؤتمر الدوحة وجعله يقبل بانتخاب العماد ميشال سليمان بتكبير مكسبه السياسي والانتخابي باعتماد قانون الستين فقد يتم ارضاؤه بشيء آخر للقبول بانتخاب شخص آخر كالعماد جان قهوجي قيل إن "حزب الله" يدعم ترشيحه. والسؤال الذي يطرح في الاوساط الرسمية والسياسية التي تريد انتخاب رئيس للجمهورية اولا وفي أسرع وقت ممكن لأن الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية في البلاد لا تتحمل عواقب تأخير ذلك وسلبياته، هو: ما العمل لتأمين النصاب واجراء هذا الانتخاب؟

يرى سياسي مخضرم انه من المعيب جدا ان تشهد دول انتخابات رئاسية ونيابية في اجواء امنية مضطربة جدا ولا تجرى في لبنان وهو في وضع امني مستقر لا لشيء سوى لاسباب سياسية وشخصية فقط. فمنذ ان دخل الزمن الرديء الى لبنان وجاء بسياسيين تافهين ولبنان لا يستطيع اجراء انتخابات رئاسية ولا نيابية في موعدها ولا يستطيع تشكيل حكومات الا بعد مخاض عسير يدوم اشهرا عدة...

لذلك فلا علاج لهذا الداء في رأي السياسي اياه الا باعتماد روح النظام الداخلي لمجلس النواب وفيه نص هو الآتي: "لا يجوز للنائب التغيب عن اكثر من جلستين في أية دورة من دورات المجلس العادي والاستثنائية الا بعذر مسبق يسجل في قلم المجلس، وان حضور جلسات اللجان الزامي، ويعتبر مستقيلا حكما عضو اللجنة الذي يتغيب عن حضور ثلاث جلسات متوالية بدون عذر مشروع وينتخب خلف له". فإذا كان لا يجوز التغيب عن حضور جلسات اللجان ومطلوب الحضور إلزامياً لدرس المشاريع المدرجة على جدول أعمالها، فكيف عند انتخاب رئيس للجمهورية؟

وما دام النائب الذي يتغيب متعمداً عن جلسات الانتخابات الرئاسية ولغاية في نفسه او في نفس سواه، فلا بد في هذه الحال من العمل بروح النظام الداخلي وذلك بعدم احتساب اي نائب يغيب من عدد الثلثين المطلوب لاكتمال النصاب. وعندما يعتمد هذا الحل فإن من يريد التغيب بقصد تعطيل النصاب وتاليا تعطيل الانتخاب يجد نفسه مضطراً للحضور ليحول بحضوره دون تأمين الفوز لمن لا يريد. وإذا لم يؤخذ بهذا الحل فما على 8 آذار سوى ان تفعل ما فعله الدكتور جعجع باسم 14 آذار اي حضور جلسة انتخاب رئيس وللنواب ان يقترعوا لمن يريدون رئيساً للجمهورية من مرشحين معلنين وغير معلنين، والا تحملت قوى 8 آذار وحدها مسؤولية إدخال البلاد في خطر الفراغ الشامل والقاتل

 

وظيفة داعش السورية والإيرانية

وليد شقير/الحياة

في هذا الخضم من الذعر المبرر والمفهوم، إزاء سيطرة تنظيم «داعش» على محافظة نينوى والموصل في العراق وتهيئه للتوجه نحو بغداد، وفتحه الحدود بين بلاد الرافدين وبلاد الشام، يطرح بعض الذين ينظرون إلى هذه «الفضيحة» و «المؤامرة» التي سمحت لمسلحي هذا التنظيم المغالي في تطرفه، بتسلم تلك المناطق الشاسعة من الجيش العراقي، الأسئلة عما إذا كان الأمر يأتي في سياق واحد لسياسة القوى الإقليمية الحاضنة لـ «داعش» ولـ «الإرهاب» تحت الطاولة، والذي يدعي النظام السوري وحليفه الإيراني، فوق الطاولة، أنهما يقاتلانه في سورية، لصرف الأنظار عن جرائم وأد ثورة الشعب السوري منذ عام 2011.

مع خطورة ما حصل، يستعيد هؤلاء السياق الذي أدى إلى بروز التنظيم في سورية وقبلها في العراق.

تطلبت حاجة طهران ودمشق وبغداد نوري المالكي إلى تقدم أولوية محاربة الإرهاب، على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، الإفراج عن سجناء أصوليين متطرفين منذ عام 2012 من سجن تدمر في سورية وتهريب عدد كبير منهم من سجن أبو غريب في العراق، فتجمعوا في بلاد الشام وسلّم النظام محافظة الرقة وبعض مناطق دير الزور لمسلحيهم فسيطروا على آبار نفطٍ سورية وتقاسموا عائداتها بالتراضي مع النظام وعاثوا تقتيلاً وقمعاً للسكان في مناطق جلها سنّية، وعبثوا بأماكن عبادة مسيحية، وفتحوا جبهات مع «الجيش السوري الحر» والمعارضة المعتدلة، ومع «جبهة النصرة» التي تقاتل النظام، وتسببوا بسقوط قتلى من الميليشيات المعارضة بمقدار ما تسببت به ميليشياته. ولم تفد التقارير عن معركة ذات مغزى خاضوها ضد جيش الأسد. وكانت براميل الجيش السوري المتفجرة تسقط على مواقع «الجيش الحر» وغيره وتستثني مواقع «داعش» ولو كانت على بعد مئات الأمتار. ووفر التنظيم حجة قوية للنظام وحليفه الإيراني بأن الأولوية لمحاربة الإرهاب على الحل في «جنيف - 2»، ونجح في جر الغرب إلى الامتناع عن التسليح النوعي للمعارضة، مخافة وقوع السلاح بأيدي المتطرفين. وتلاقى ذلك مع المصالح الأميركية بأن يتجمع «القاعديون» في الحلبة السورية في حرب الاستنزاف التي تروق لإدارة باراك أوباما. وبالمقدار نفسه برر صعود «داعش»، استنفار إيران الميليشيات الشيعية التي ترعاها في العراق وأفغانستان ولبنان لتدخل المعركة في بلاد الشام، واعتماد الحدود المفتوحة من جانب «حزب الله» في لبنان وبين العراق وسورية في سياق الساحة المفتوحة الممتدة من طهران إلى جنوب لبنان.

وفي العراق سمحت الحدود المفتوحة مع سورية لـ «داعش» بأن يصبح طرفاً رئيسياً في الحرب بين جيش المالكي وبين المحتجين على تفرده في الحكم، في الرمادي والفلوجة والأنبار عموماً، ووفر له الحجة نفسها بأنه يحارب الإرهاب لا المنتفضين على سياسته الموصومة بالفئوية وبتسليم البلد للنفوذ الإيراني، فاختلط الأمر بين مواجهته التنظيم، والعشائر والقوى السياسية المعارضة، فمنشأ التنظيم كان خليطاً من الأصوليين وضباط جيش صدام حسين الذين أبعدهم حل القوات المسلحة من جانب بول بريمر، والذين استفادوا من الدعم السوري في تشكيل خلايا المقاومة للاحتلال الأميركي بعد عام 2003، والذين يمسك النظام بخيط التواصل معهم ويتبادل الخدمات وإياهم.

هل أفلت «الوحش» من أيدي دمشق وطهران بفتحه جبهات في العمق العراقي وتهديده أمن الجيران؟

طارحو الأسئلة عما إذا كان التطور العسكري الذي استنفر مجلس الأمن والدول الكبرى كلها والعواصم الإقليمية يأتي في السياق الذي استولد «داعش» وغيره، يذهبون إلى أسئلة أخرى: ماذا يضير طهران ودمشق أن يعبث التنظيم بالمناطق السنّية المنتفضة على المالكي ونفوذ إيران، مثلما يعبث بها في سورية ويشاغل معارضي النظام الفعليين و «المعتدلين»؟ ألا يفسح التطور الخطير في المجال لطهران بأن تتدخل أكثر في بلاد الرافدين تحت عنوان محاربة الإرهاب الذي يقلق المجتمع الدولي والإقليم على ما قال الرئيس حسن روحاني أمس من أن بلاده ستكافح العنف والإرهاب في العراق؟ وهل لما حصل وظيفة التغطية على التعثر في مفاوضات 5 + 1 على الملف النووي وطلب طهران تمديدها عن تاريخها المقرر في 20 تموز (يوليو) المقبل؟

وإذا صحت فرضية أن «الوحش» أفلت من حاضنيه، فإن العارفين بطبيعة «داعش» يرون أنه غير قادر على الثبات في المناطق الواسعة التي احتلها، وأن تكتيكات مقاتليه تقوم على المشاغلة والكر والفر لا على البقاء، وأن مجتمعاتها لن تتعايش معه. فهل «وظيفة» دخول التنظيم إليها إسكات الرافضين عودة المالكي إلى رئاسة الحكومة بعد انتخابات 30 نيسان (أبريل) الماضي، باستدراج القيادات الشيعية التي تعترض عليه، مثل القيادات السنّية، إلى التسليم به، أم أن ما حصل مناسبة لتسوية مع هؤلاء على شخصية أخرى، مثلما حصل في لبنان تحت عنوان انضمام هؤلاء المعارضين إلى محاربة الإرهاب الذي تنامى نتيجة سياسة طهران، فيساهمون بتحمل قسط من المواجهة معه؟

 

فواتير متأخرة

حسام عيتاني/الحياة

تتضاءل أهمية مشاركة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في ما يجري في العراق أمام هول المتغيرات التي تنذر الأحداث بها، وتتراجع بالقدر ذاته مقولات التدخلات الخارجية، الإيرانية خصوصاً، مقابل ما يشير إليه الواقع العراقي من خطر داهم. شهيرة هي مقولة الكاتب السوري الراحل ياسين الحافظ عن أن حرب 1967 جلب فيها الجنود العرب هزيمتهم من داخل مجتمعاتهم إلى الجبهات ولم يحملوها من هذه إلى داخل بلادهم ومجتمعاتهم. كانت الهزيمة هي التجلي الأعلى للفشل العربي الشامل في بناء الدولة والمجتمع والتنمية وغياب الحريات والفساد المعمم.

تمكن اليوم قراءة ما قاله الحافظ في ضوء جديد. بعد ثلاثة أعوام من الانسحاب الأميركي من العراق، وبعد أحد عشر عاماً من سقوط نظام صدام حسين، أخفق العراقيون في التوافق على حد أدنى من القواسم التي تجمع مكوناتهم العرقية والطائفية والسياسية. انهار الوهم الأميركي الذي روج له جورج دبليو بوش عن «بناء الأمم» وتكرار التجربتين اليابانية والألمانية في العراق وأفغانستان. وجاءت سلسلة من الحكومات التي تحركها دوافع عصبوية وثأرية ويقودها أشخاص متواضعو الكفاءات آثروا مصالح الحزب والطائفة على بذل أي جهد لتوسيع القواعد السياسية للنظام الجديد.

وعلى رغم صعوبة استبعاد العامل الخارجي في منطقة تتداخل فيها وتتضافر مصالح شديدة التناقض، تبدو فضيحة هزيمة الجيش العراقي أمام مسلحي «داعش» واتساع المناطق التي سيطر عليها هؤلاء، إعلاناً عما يتجاوز التلاعب الإقليمي وحتى دور العشائر والقبائل السنّية المنتفضة على احتكار الشيعة للسلطة والموارد. وإذا كان ما يجري في نينوى والموصل وكركوك وتكريت يذكّر بهزيمة 1967 من جهة سرعة التخلي عن القتال والفرار أمام العدو، من جهة، فإنه يقول إن عشرات الألوف من الجنود العراقيين الذين خلعوا بزاتهم الرسمية وألقوا السلاح، لم يكونوا ينظرون إلى المناطق التي انسحبوا منها على أنها «الوطن» الذي ينتمون إليه أو تعنيهم حمايته بأي شكل كان. كانوا غرباء على أرض غريبة لا تربطهم بها وبأهلها أي صلات، ما سهل عليهم تركها والفرار إلى مناطق ليست أقل عداء هي تلك التي يسيطر عليها البشمركة الأكراد. يمكن هنا الحديث عن نهاية «سايكس– بيكو» وكل الاتفاقيات التي أعقبتها ورسمت بواسطتها خرائط المنطقة. ويجوز التكهن بدور إيراني لاحتواء الحراك السنّي المناهض للمالكي، بيد أن ذلك لا يتناقض مع حقيقة انهيار الدولة العراقية بعد نظيرتها السورية، وتفككهما إلى مناطق خارجة عن كل سيطرة أو نظام حكم من الأصناف التي عرفها المشرق العربي في الأعوام المئة الماضية.

ربما بات علينا توقع أشكال حكم جديدة تتلاءم مع النتائج التي جرّها فشل بناء الدولة العربية. أشكال تأخذ في الاعتبار النفوذ الذي لا يضاهى للدين والعشيرة في بيئة تزداد انغلاقاً وعزلة عن عالم لا يبالي بمآسيها. بهذا المعنى تكون «الدولة الإسلامية في العراق والشام» هي الرد الذي أفرزته مجتمعات مأزومة على حصار وتهميش وتهديد بدأ قبل مئة عام. ويشي ذلك بأن فشل الثورات العربية في الوصول إلى عمق وجذر التناقضات السياسية والاجتماعية قد انعكس نهوضاً لقوى لا تختلف في الجوهر عن أنظمة الاستبداد السابقة.

وها نحن نشهد جابي التاريخ الذي لا يرحم ولا يغفل يعود مطالباً بفواتيره المتأخرة.

 

سقوطٌ مُدوٍّ لسياسات طهران؟

جاد يوسف/جريدة الجمهورية

هل خلَطَ تنظيم «داعش» أوراقَ اللاعبين الإقليميّين وبدَّدها بأبخس الأثمان؟ سؤال يطرح نفسه في عدد من العواصم الإقليمية والدولية، في الوقت الذي ترتفع فيه أعلام تلك «الدويلة»، إيذاناً بموت «اتّفاقية سايكس بيكو»، على ما أعلن زعيم «داعش» نفسُه، فيما مقاتلوه يزيلون الحدود بين غرب العراق وشرق سوريا. خلافاً لما يعتقد كثيرون، لم يفاجئ ما حدث في الساعات الماضية أحداً، وخصوصاً الإدارة الأميركية، التي كانت تملك تقارير ومعطيات كثيرة تؤكّد أنّ المسار الذي انتهجته القيادة العراقية برئاسة نوري المالكي، في علاقاتها مع المكوّن السُنّي في البلاد سيقود إلى ما شهدناه.

يقول مصدر أميركي مُطّلع «إنّ سقوط «الموصل» هو بلا شكّ، سقوط للمالكي نفسه، ولن نُفاجأ إذا سمعنا بهروبِه الى طهران. لكن قبل كلّ شيء هو سقوط مدوٍّ للسياسة الإيرانية في العراق وسوريا والمنطقة المحيطة بهما». ويرى المصدر أنّه «على رغم صعوبة التكهّن بما ستؤول إليه الأمور في العراق وهل سيتمكّن «داعش» من الاحتفاظ بالمناطق التي سيطر عليها، دقَّ ما حصل ناقوس خطر قُرعت أجراسُه للاعبين الذين اعتقدوا أنّ امتطاء أدوات الإرهاب واستخدامها تبعاً لأجنداتهم الخاصة، يؤهّلهم الدخول مجدّداً في شراكات سياسية، فيما برهَن الواقع أنّه سلاح ذو حدّين.

فما يحصل على الأرض لا يعدو كونه سياسات هيمنة مذهبية على مكوّنات مذهبية أخرى. وفي هذه الحال، هل كان يُتوقع أن يكون الردّ على هيمنة مذهبية ردّاً ديموقراطياً مثلاً؟».

ويضيف المصدر: «ربّما فات الأوان لاستدراك ما يمكن استدراكه. فما حدَث يعني أنّ قواعد عدة كانت تحكم النزاعات في المنطقة، هي في طريقها إلى التغيير. فـ»الصحوة» السُنّية، على ما يطيب للبعض وصفها، تطرح إشكاليات لا بدّ للّاعبين الصغار من استدراكها قبل فوات الأوان. ولا يَنبغي التقليل من أهمّية إعلان إيران استنفارَ قوّاتها على الحدود مع العراق. فإذا كان انهيار الجيش العراقي هو المتوقّع تبعاً للسيناريو الذي شهدناه في محافظة نينوى، فأين ستذهب جحافل النازحين عندما تتعرّض التجمّعات الشيعية لهجمات مماثلة»؟

وإذ يسخر هذا المصدر من ردّة فعل النظام السوري وإعلانه الإستعداد للتنسيق مع العراق ومع من «يهمّهم الأمر» لردّ هجمات «التكفيريّين»، يرى «أنّ الأوان قد فات أيضاً حتى على الإدارة الأميركية لتتمكّن من تغيير ما حصل، سواءٌ عبر المعونات العسكرية أو عبر ضربات طائرات «الدرون» في العراق أو في سوريا، على ما كشفَته أوساط عسكرية أميركية أمس الأوّل، أو حتّى مع إعلان مسؤولين اميركيين وفي مقدّمهم سوزان رايس، «أنّ واشنطن ستعمل على زيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة، تدريباً وتسليحاً بإشراف البنتاغون، لتغيير ميزان القوى على الأرض في مواجهة النظام والجماعات المتشدّدة على حدّ سواء». فهذا «الميزان» بات يحتاج هو الآخر إلى إعادة تحديد، لمعرفة حدوده وتقاطعاته وتحالفاته، في الوقت الذي ينهار فيه الوضع نحو حربٍ شاملة بين المكوّنين الإسلاميّين في المنطقة».

أوساط أميركية أخرى تؤكّد «أنّ أفضل ما يمكن القيام به بغية تقنين الخسائر والحدّ من تداعيات ما يجري، هو العودة إلى قراءة القدرات الذاتية لكلّ الأطراف، وابتعادها عن الغوص في معارك أكبر منها بكثير. فالمشهد المتفجّر في المنطقة لا يدع مجالاً للشكّ في أنّ تداعيات خطيرة هي في طريقها للتأثير على ما يشهده غير بلد».

وتشدّد تلك الأوساط على وجوب إدراك حقيقة أن لا إمكانية بعد اليوم لتجديد معادلة تعويم بعض الأطراف واعتبارها وكيلة مقبولة في شراكة سياسية تحت شعارات بائدة. مثلما أنّ وَهمَ تكوّن الدول ورسمَ حدود الدويلات يحتاج هو الآخر إلى إعادة تدقيق جدّي، خصوصاً أنّ الجميع يتحسّس أقدامَه، من طهران الى أنقرة إلى الخليج».

 

مباراة في مرمى واحد بين «الشرعي» والمفتي

جريدة الجمهورية

في وقتٍ تتّجه أنظار العالم بأسره نحو مونديال انتظَروه أربعة أعوام، يأبى المفتي محمد رشيد قباني والمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى إلّا خوض مونديال من نوعٍ آخر، مباراة في مرمى واحد، لا تحصرها اتّهامات متبادلة، ولا تنتهي بسحب البساط من تحت أيٍّ من الطرفين، تسجيل الأهداف فيها يستمرّ حتى 15 أيلول، مدّة انتهاء ولاية المفتي الحالي. مُجدّداً، تدخل العلاقة بين المفتي قباني والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى إلى العناية الفائقة، بعدما لازمَت صفة «الطارئة» الاجتماعات السرّية والعلنية التي عُقدت لمواكبة المستجدّات. وجاءت دعوة المدير العام للأوقاف الإسلامية الشيخ هشام خليفة إلى انتخاب مُفتٍ جديد للجمهورية اللبنانية صباح الأحد في 31 آب المقبل، لتزيد الطين بلّة، وتزيد نفوس أهل البيت الواحد احتقاناً.

دار الفتوى

في هذا الإطار، يوضح الشيخ خليفة لـ«الجمهورية»، خَلفيَّة دعوته، قائلاً: «كلّ ما قمت به هو إلتزاماً منّي ما ينصّ عليه القانون، والجهة المقابلة هي من تخالف الأصول، نظراً إلى أنّ المجلس الشرعي في نظرنا مُنحلٌّ وقديم، وجدَّد لنفسه، لذا أيّ كباش موجود ليس من طرفنا إنّما من الطرف الآخر».

يرفض خليفة اعتبار أنّ الدار تستبق الأمور، موضحاً: «تنتهي ولاية المفتي في 15 أيلول، وانتخاب المفتي الجديد يتمّ وفق المادة 8 من المرسوم الاشتراعي الرقم 18 تاريخ 13 كانون الأوّل 1955 وتعديلاته، ولا سيّما المواد 6،7،12 و13، بأكثرية الثلثين من عدد أعضاء مجلس الانتخاب الاسلامي، وذلك في الدورة الأولى، وإذا لم يكتمل النصاب في هذه الدورة تُرجَأ الجلسة إلى الساعة الحادية عشرة من اليوم نفسه، بحيث يتمّ الانتخاب وفقَ نصاب النصف، ويُعتبر فائزاً من ينال الأكثرية المطلقة من الحضور المقترعين»، مشيراً إلى «بعض التعديلات التي أعادت للمدير العام صلاحية دعوة الهيئة الناخبة، وتوسيع هذه الهيئة، كما كان سارياً قبل انتخاب المفتي قبّاني، والتي قُلّصت عند انتخابه، وكذلك السماح لمشاركة شريحة أوسع من أبناء الطائفة».

نتيجة التطاول...

وعن امتعاض البعض من مواقف المفتي الأخيرة، «لا تُخيفنا السرايا ولا من هو في السرايا ولا من هو على رأس السرايا ولا من يحمي السرايا»، يجيب خليفة: «هذا الأمر يتعلّق بسماحته، وهذا لا يعني أنّني أوافق على كلامه، ولكنّني أعتقد أنّ موقفه جاء نتيجة النزاع القائم، والتطاول الذي يُشنّ عليه في الصُحف والإعلام، ونتيجة التطاول على شخصه وكيانه، وهذه ردّة فعل طبيعية». وفي السياق ذاته، يدعو خليفة إلى التوافق والسعي لحلّ الإشكال بأقلّ كِلفة ممكنة تُجنّبُ الطائفة مزيداً من الشرخ، قائلاً: «أدعو إلى امتصاص هذه الحال غير الطبيعية عبر التوصّل إلى حلٍّ يُرضي الجميع، ويُخرج الطائفة من الإشكال، ضمن تنازل الطرفين، على نحو يضمن كرامة دار الفتوى، ويعيد إلى الطائفة وحدتها».

المجلس الشرعي

في المقابل، يؤكّد الامين العام للمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الشيخ خلدون عريمط «أنّ الدعوة إلى انتخاب مُفتٍ للجمهورية هي من اختصاص رئيس مجلس الوزراء بناءً على طلب المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى، وهذا ما نصَّت عليه القوانين والانظمة المرعيّة الإجراء والتي يتضمّنها المرسوم الاشتراعي رقم 18، مع الإشارة إلى ان المادة الثامنة والمواد الاخرى التي إعتمد عليها مدير عام الاوقاف هي ملغاة منذ العام 1996، وبسبب إلغائها إنتُخب الشيخ محمد رشيد قباني مفتياً للجمهورية». ويتابع موضحاً: «إعادة العمل بها بعد إلغائها تعني ان وجود المفتي قباني لم يعد قانونياً ولا شرعياً، وتعتبر كل قراراته ملغاة على مدى تاريخه الطويل، لذا لا يجوز ان نلغي مادة عندما لا تكون لمصلحتنا، فاللعب بالقوانين ليس من طبيعة المسؤول العاقل».

بين «الحرتقة» و«الهرطقة»

ويؤكّد عريمط لـ«الجمهورية: ان ليس لدعوة الشيخ خليفة أيّ أثر قانوني، لا تُلزم أحداً لأنّها صادرة من غير ذي صفة. وإذا كان خليفة اعتمدَ في دعوته الانتخابية على ما قرَّره الشيخ محمد رشيد قبّاني، فإننا نعتقد بأنّ سماحته فقَد أهليّته منذ مدّة طويلة، ولم يعُد يشغل موقع مفتي الجمهورية، وهو بحُكم المختطف لموقع الإفتاء».

ويضيف: «الهيئة الناخبة لمفتي الجمهورية هم أهل الحلّ والعقد، وهم رئيس الحكومة الحالي، رؤساء الحكومات السابقة، والنوّاب والعلماء والمشايخ وقضاة الشرع الحاليّون والسابقون وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، هؤلاء هم الذين يدعوهم رئيس مجلس الوزراء إلى انتخابِ مُفتٍ. وما قام ويقوم به الشيخ محمد رشيد قباني ومدير عام الأوقاف ومن معهما ما هو إلّا «حرتقة» و«هرطقة» موجّهة من بعض القوى في الداخل والخارج». وتعليقاً على توسيع قباني للهيئة الناخبة، يقول عريمط: «هذه كلمة حق يُراد منها باطل، فأين كان سماحته عندما وافق خطياً على تخفيض عدد الهيئة الناخبة؟ أم أنَّ الشيخ قباني ما عاد مهتماً لآراء الهيئة الناخبة الحالية من وزراء، نواب، قضاة... وبات يكتفي برأي من يموّله ويغطي أخطاءه وخطاياه؟

إجتماعات بعيدة من الأضواء

وعلمَت «الجمهورية» أمس أنّ اجتماعاتٍ عُقدت بعيداً من الأضواء، بين نائب الرئيس عمر مسقاوي، يرافقه وفد من أعضاء المجلس، وبين الرؤساء تمّام سلام وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، وذلك إثر الاجتماع الذي عقده المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى قبل ظهر أمس. وأمس عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسة «طارئة»، ناشدَ المجتمعون خلالها سلام، «بصفته «رئيساً لمجلس الإنتخاب الإسلامي» دعوةَ المجلس بأقصى سرعةٍ ممكنة إلى انتخاب مُفتٍ للجمهورية اللبنانية وفقاً لنص المادة 8 من المرسوم الإشتراعي الرقم 18/1955 درءاً للفتنة، ووفقاً للأصول القانونية».

 

اوباما: نعمل بلا كلل لمعرفة كيفية تقديم المساعدة الانجع في العراق

وطنية - اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما، ان فريقه للامن القومي يدرس "جميع الخيارات في ما يتعلق بتصاعد العنف في العراق والتقدم الصاعق للمسلحين الاسلاميين المتطرفين في اتجاه العاصمة بغداد".

وقال اثر مقابلة مع رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت "ان ما شهدناه في الايام الاخيرة يظهر الى اي حد سيكون العراق بحاجة الى المزيد من المساعدة. وفريقنا يدرس جميع الخيارات ونحن نعمل بلا كلل لمعرفة كيف يمكننا تقديم المساعدة الانجع. لا استبعد شيئا". وتابع "الرهان هنا هو ضمان ان لا يستقر الاسلاميون المتطرفون بشكل دائم في العراق او في سوريا ايضا". واكد اوباما انه ابلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقلقه بشأن نقص التعاون السياسي داخل البلاد. وقال: "بامانة في السنوات الماضية لم نر ثقة حقيقية وتعاونا يتطوران بين القادة المعتدلين من السنة والشيعة في داخل العراق. وهذا يفسر جزئيا ضعف الدولة ولهذا تأثير على القدرة العسكرية للبلاد"، معتبرا ان "عنف الايام الاخيرة يجب ان يشكل ناقوس خطر للحكومة العراقية".

 

العراق على طريق سوريا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

الموضوع في العراق ازداد تعقيدا، مع هذا ليس صعبا فهم الوضع في العراق من خلال متابعة ما يجري في الجارة سوريا. فالبلدان في حال انتقال سياسي مغمس بالدم، الفارق أن العراق سبق في المعاناة والفراغ الأمني وانعدام الوزن السياسي. ولا يزال الوضع غير محسوم في البلدين، وكلا النظامين يخوض معارك بقاء حاسمة، في ساحة متشرذمة إلى قوى مختلفة، ومتشابهة في البلدين. «القاعدة»، ووصيفاتها، والميليشيات الشيعية في العراق، تقابلها العلوية في سوريا، وقوات النظامين المنهكة، والدعم الأجنبي العسكري واللوجستي. في أرض النهرين تتشابه الجغرافيا، يمتد نهرا دجلة والفرات موازيين لامتداد العشائر، ويلتقي على أرض ما بين النهرين التاريخ والقدر. وليس مصادفة أن نظامين بعثيين حكما العراق وسوريا بالأسلوب العسكري القمعي نفسه، ثم دبت عدوى الفوضى بعد سقوط الأول، وانتقلت إلى الثاني.

العراق هو الحدث المتطور اليوم. وحتى ندرسه، فلننظر إلى التطورات الأخيرة من خلال تقسيم العراق إلى ثلاثة ملاعب سياسية عسكرية؛ مناطق مضطربة في الشمال والغرب، ومناطق مهددة أو متورطة، حيث مركز الحكم في بغداد ومحيطها، ومناطق هادئة لكنها قلقة، مثل الجنوب وكردستان.

ثلاث محافظات كبيرة، الأنبار ونينوى وصلاح الدين، فيها تمرد واسع على الدولة، أنهى سلطة بغداد بشكل شبه كامل. وهذا التمرد، الذي يقوده «داعش»، وهو التنظيم الأعظم وحشية وشجاعة في العالم. وتسير خلفه مجاميع مسلحة متمردة من أهالي المنطقة، غاضبة مستعدة للقتال إلى جانب فريق يقاتل الحكومة وممثلي النظام. تقريبا، السيناريو السوري نفسه؛ ففي بدايات ظهور «داعش» و«جبهة النصرة» تحالف معهما الجيش الحر المعارض لنظام الأسد، ليكتشف الثوار السوريون أن أهداف تنظيمي القاعدة هذين مختلفة عن أهدافهم، بل أصبحا عدوين لا يقلان خطرا عن قوات نظام الأسد، لهذا نشب الاقتتال بينهم.

المتمردون المسلحون في محافظة نينوى، وقبلها الأنبار، عددهم هائل جدا، إلى جانب بضعة آلاف من «داعش». الأكثرية جنود نظاميون سابقون من زمن صدام. هذا الكوكتيل المسلح قادر على تأليف قوة ضخمة تهدد العاصمة بغداد، لكن الأرجح أنها ستنتهي بالمصير نفسه الذي مر به الثوار السوريون. سيتقاتل المتحالفون، المتمردون المسلحون، والعشائريون المساندون لهم، مع هذه الجماعات الإرهابية. سيتكرر سيناريو الأنبار، عندما تحالفت عشائر الأنبار مع القوات الأميركية ضد «القاعدة»، بعد أن أصبحت تهددهم، وتنوي الاستيطان في مناطقهم، وحكمهم من خلال أمرائها وفقهائها.

حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في ورطة، رغم أنها متواطئة مع «داعش»، من خلال تعمدها الانسحاب السريع وترك مدينة الموصل تسقط بلا قتال. فهي من جانب، تريد معاقبة خصومها، مثل الزعيم الموصلي أسامة النجيفي، بترك مناطقهم فريسة للفوضى والإرهاب. ومن جانب آخر، تخشى الحكومة أن ينتقل الخطر إلى مناطق نفوذها، مثل بغداد. ومن الطبيعي أن هذا الغول سيكبر وسيهدد الجميع. ولهذا كان مثيرا للاستغراب، والاستنكار، عندما طلب المالكي منحه حق إعلان حالة الطوارئ. فعليا، لا يحتاجه، لأنه يحكم منذ زمن بنظام مشابه للطوارئ. يدير العراق فرديا؛ هو وزير الدفاع ووزير الداخلية وقائد القوات المسلحة والاستخبارات والمالية، ويشرف على القضاء! وبالتالي، لا يحتاج لإعلان الطوارئ إلا ربما لغرض واحد؛ البقاء في الحكم فترة طويلة، بتأجيل اختيار رئيس وزراء بديل له.

فالمالكي شخصية ديكتاتورية، متشبث بالحكم، وقد ضج منه حلفاؤه قبل خصومه، والتقت القوى الشيعية التي سبق أن اختارته قبل أربع سنوات، تطالب بعدم التجديد له هذه المرة. إلا أنه مستعد لإحراق العراق، إن كان ذلك يمكّنه من البقاء، بحجة الأمن والطوارئ. تقريبا، سلوك بشار الأسد نفسه، حاكم سوريا الذي أحرق البلد من أجل البقاء، رافضا كل عروض التصالح التي لا تمنحه الحكم.

سقوط الموصل يؤذن بمرحلة ثالثة من تاريخ العراق الجديد، بعد سقوط صدام، وخروج الأميركيين. فإن بقيت المعارك في مناطقها الحالية، حينها ربما يولد حل سياسي يجمع بين الفرقاء المختلفين، وينهي التمرد. الاحتمال الثاني أن تتسع دائرة العنف نحو الشمال الكردي والوسط حيث معقل النظام، ويتسبب سقوط الموصل في حرب أهلية شاملة مرعبة.

 

داعش تفتح الباب لتقسيم الشرق الأوسط

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

إذا كان البعض يتمسَّك بنظرته «البريئة» أو المثالية إلى «الربيع العربي»، فيكفيه النظر إلى ما أصبحت عليه سوريا والعراق ليصبح أكثر «خبثاً» وواقعية. فهذان البَلَدان دخلا عصر التفتيت عملانياً.

إكتسحت «داعش» محافظة نينوى ومدينة تكريت، كما النار في الهشيم. والأهمّ هو أنّها تحظى بتغطية شعبية في هذه المناطق، وأنّ بعض الجيش هناك قدّم لها الدعم... وانسحب عشرات الألوف من الضبّاط والجنود من المنطقة، بلا قتال يُذكر، مع أنّ مقاتلي «داعش» أقلّ عدداً وعدّةً. ووفق تقديرات، ربّما يكون نصف العراق مرشّحاً للسقوط (معظم الأنبار وقعت قبل أشهر في أيدي «داعش»)، بحيث ينقسم بين شمال كردي ووسط سنّي وجنوب شيعي. ثمّة محلّلون يُسجّلون علاقة «مشبوهة» بين «داعش» والمحور الإيراني، ويقدّمون الدلائل. فالتنظيم لا يقاتل النظام في سوريا، بل يقاتل «الجيش السوري الحر». وفي العراق، يعتقد كثيرون أنّ نوري المالكي سيستفيد من التوقيت الذي تتحرَّك فيه «داعش»، بعد الإنتخابات مباشرة، لتعويم دوره في السلطة. ويتوقّف البعض عند حرص «داعش» على عدم استعداء إيران. وهناك من يطرح الأسئلة عن تزامن الحراك الداعشي مع انطلاق المفاوضات الإيرانية - الأميركية. هذه الشكوك قد تكون في محلّها. فالمحور الإيراني - السوري ربّما يخرق «داعش» أو يتحكَّم ببعض حراكها. وليس غريباً أن تحتفظ إيران بحدٍّ من العلاقة مع التنظيم. فهي وثيقة الصلة بتنظيمات سنّية سلفية أو جهادية. فهي دعمَت «حماس» في مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، وحاولت الإحتفاظ بهامش من التواصل مع «الإخوان المسلمين» في سوريا، على رغم الحرب المصيرية بينهم وبين حليفها الأسد، وكذلك في مصر. وهناك تحليلات كثيرة حول العلاقة بين طهران وتنظيم «القاعدة» منذ نشوئه. لكنّ هذه الفرضيات، أيّاً كانت درجة الصواب فيها، لا تحجب الصورة التي بدأت تتشكّل في الشرق الأوسط بدءاً من سوريا والعراق، والتي تُنذر بفرز للمناطق على أساس مذهبي وعرقي. وثمّة أسئلة عمّا إذا كانت لإيران مصلحة فيها. وهذه الصورة هي التي تَوقَّعها العديد من الباحثين عند انطلاق «الربيع العربي».

فالحرب في سوريا تحوّلت إستنزافاً عبثياً. وتبيَّن أنّ هناك خطوطاً محجوزة مسبقاً لكلّ من الطرفين المذهبيين. فالأسد أُعطيَ الهامش دوليّاً ليسيطر على المناطق الحيوية الممتدّة من الساحل إلى دمشق، مروراً بحمص وأجزاء من حلب، وصولاً إلى الجولان. وتالياً، تمّ غضّ النظر عن تدخّل «حزب الله» في المعارك. وأصبحت المنطقة العلوية السورية متلاصقة مع المنطقة الشيعية اللبنانية، فيما المناطق السُنّية متلاحمة مع المنطقة السُنّية العراقية. ثم كرَّس الأميركيّون بقاءَ الأسد لولاية جديدة في مناطقه. لكنّهم بعثوا بإشارة إلى أنّ هناك خطاً أحمر لتمدّده، عندما وعدوا مجدّداً بمنح المعارضة سلاحاً قادراً على تحقيق التوازن.

وأمّا في العراق، فالفرز يتكرَّس، ولا مجال لانتزاع المناطق التي اكتسحتها «داعش» منها إلّا بحرب مذهبية، خصوصاً عندما تستولي على رموز شيعية كسامرّاء، حيث مرقد الإمامين العسكريين. وهذه الحرب سيطول أمدُها كثيراً على الطريقة السوريّة، إذا اندلعَت، ولن ينتصر فيها أحد. وخلالها، سيغلق الأكراد مناطقهم تجنّباً للأسوأ، ويصبح التواصل بين الضفتين الكرديتين، العراقية والسورية، أكثر وثوقاً.

وستكون للمناطق المُفرَزة قدراتٌ نفطية وتسليحية وتمويلية تكفيها للصمود. وسيترك هذا المشهد تداعيات خطرة على الجوار: الخليج العربي، الأردن، لبنان، مصر، فلسطين، تركيا، وربّما إيران.

وهكذا، تكون «داعش» قد فتحت باب المتغيّرات الشرق أوسطية الكبرى، حيث لكلٍّ دورُه في اللعبة، فيما الإسرائيليون يديرون الجميع من خلف الستارة. فالجميع حجارة. ومَن يبقَ يُخبِّرْ!

 

الياس الحبّوب

لبنان الآن/عمـاد مـوسـى

"حبّوب" مع الجميع. حبّه الأول جوليا. حبّه الأخير العماد ميشال عون وبينهما رئيس مجلس النوّاب حلاّل المشاكل مفكك العبوات السياسية وحامي الدستور ورفاقه الجدد والقدماء في التيار الوطني الحر، ونواميس الحزب السوري القومي الاجتماعي أجمعين، ورئيس الحكومة تمام صائب سلام (رضي الجميع عنه) وحزب الله. والشيخ أمين. والحكيم ونواب القوات اللبنانية ووليد بك جنبلاط وأمبرطور المتن الشمالي أبو الياس. على علاقة سوبر ممتازة مع الإمارات السبع وحكامها ومسؤوليها وشعبها بدءاً من إمارة دبي وصولاً إلى إمارة إم القيوين، وهو مؤسس جمعية الصداقة الإماراتية اللبنانية، يحب الخليج العربي والمغرب العربي والمشرق العربي وجامعة الدول العربية. حبّوب مع دول العالم: مع بريطانيا العظمى، ومع "أمريكا"، ومع روسيا، ومع اليابان، ومع كوريا، ومع البرازيل، ومع إسبانيا، ومين ما يربح صحتين على قلبه.

حبوب ومحب مع ميلودي، وصوت المدى، وصوت لبنان فرع الخازن، وصوت لبنان الأشرفية، ولبنان الحر، وصوت بيروت، وصوت الحرية، وصوت الشعب، وصوت إليسا، وصوت الوسّوف، وصوت علي حليجل، وصوت الجبل. كما يحب، لا بل يعشق "أل بي سي" ومغرم بالجديد، وما عندو شي ضد "أو تي في ". بيطلع كل يوم إذا طلبوه. وشاشة المستقبل صديقة، والمنار حليفة، و"أن بي أن" و"جرس سكوب" هيدي عين وهيدي عين. "حبّوب تيفضَل عنو" مع الإعلام المرئي والمكتوب، والممحي والمسموع والأخرس، والإعلام الإلكتروني بكل تلاوينه.

حبّوب مع الطلاب من صف الحضانة إلى صف البكالوريا بفروعها العلمية والأدبية. حبوب مع المدرسة الرسمية والخاصة وأكاديمية الحبل بلا دنس ومدارس المهدي والمدارس الكاثوليكية والبروتستنتية والأرمنية، حبّوب مع سابيس والليسيه والأنطونيات، مع الثانويات والتكميليات والصنايع، وإن احتاجته ثانوية الرموز بخدمة يقتل حاله كرمالها.

حبّوب مع الأهل ولجان الأهل . مع النقابات التربوية ورؤسائها وأعضائها واللجان الفاحصة والمفحوصة ومع المراقبين. مع الجمعيات العمومية وما ينبثق عنها. مع الأساتذة المثبّتين والمتعاقدين. مع السلسلة والمسلسلات وسلال الحلول والسيولة والسلك التعليمي والسلك العسكري. حبّوب قادر على هضم الجميع واستيعاب الجميع. حتى من أساء إليه يحبه ويصفح عنه إلى درجة أنه أجلس زجّال هيئة التنسيق النقابية ومطربها الأول وقائدها المستشيط غضباً منذ بدء تكوين شاربيه على كرسيه .  تقبرني حنا حبيبي محلك على راس الطاولة ما بقبل. مكتبي بالأونيسكو مكتبك. وشو بدك مكاتب خود. شو بطلبلك تتعشى؟. نحن ضيوفك تسلملي. إنت ونعومي (الرب يحفظو) بتحكوا بإسمي. بتأضربوا بإسمي. إنتو قلب الوزارة وأنا الزايدة. إنتو القرار وأنا بأمر التنسيق وشو بتشوفوه. في أحلى من التنسيق والاتفاق على ربع اتفاق!

كان يا ما كان .  كان لحكومة "كلنا للوطن" أبو ملحمها وهو العميد مروان شربل.  تغيّر الزمان ووُلد مع حكومة المصلحة الوطنية أبو ملحم جديد وشيخ صلح خلَنج: الحبّوب الياس بو صعب.

 

بعد مرسي الأخوان مالكي ... إيران

محمد سلام، الخميس 12 حزيران 2014

سقط محمد مرسي لأنه خان تكليفه الشعبي. إنتخبوه رئيساً لمصر لكنه أراد أن يكون رئيساً لجمهورية الأخوان. وجاء دور نوري المالكي. إهتز عرشه –عرش جمهورية إيران في العراق- وتفكك جيشه، وتكوّن مزيج من الرافضين لفرسنة العراق من البعثيين والإسلاميين والعشائر السنيّة، لضرب سيطرة الولي  الفقيه الفارسي على "كل العراق." رجل الدين العراقي الشيعي مقتدى الصدر إستشعر هول ما يجري. ظهر مجدداً بعد إنكفاء لتشكيل "حرس سلام" للدفاع عما يعرف في العراق ب "العتبات المقدسة"، أي مراقد أئمة الشيعة. الصدر العراقي، على نقيض حسن نصر الله "اللبناني"، لا ينقل حرسه من دولة إلى دولة للدفاع عن مقدسات الشيعة، بل يحركهم ضمن العراق، ولكن ... خارج الإقليم العراقي السني.

فهل يكون مقتدى الصدر قوة فصل أم قوة نزاع؟

الإجابة تأتي مع الآتي من الأيام والتطورات.

المهم في الموضوع هو أن كامل هيكلية جيش المالكي في الإقليم العراقي السني إنهارت برمشة عين وسيطر المهاجمون على محافظتين سنيتين بعد إنسحاب مفاجيء ومريب لآكثر من 50 ألف جندي نظامي وشرطي وأمني. صار المهاجمون السنّة على حدود محافظتين: محافظة كردستان في الشمال، ومحافظة بغداد "المختلطة" في الوسط. معركة الفصل ستكون، على الأرجح، في بغداد، التي سيتقرر مصيرها من جهة الفلوجة السنية التي تمسك بالطريق السريع من سوريا إلى حي الأعظمية السنّي. هل ستكون بغداد لسنة العراق، أم لشيعة إيران، أم كما بيروت "لكل الناس"؟

بغداد ليست مهمة. لأنها ليست مركز الثروة. مركز ثروة السنّة هو كركوك حيث "نفطهم" في الوسط العراقي. الشيعة ثروتهم النفطية في البصرة جنوباً. والأكراد ثروتهم في كردستان شمالاً.

داعش إحتلت الإقليم العراقي السني؟ هذا جزء من الحقيقة. الذين شاركوا في الهجوم هم كل سنّة العراق: البعثيون من أنصار الراحل صدام حسين الذين يقودهم عزت إبراهيم الدوري، والعسكريون السنّة كلهم، وليس بعضهم. والعشائر السنّية كلها. السنّة الذين لم يشاركوا في الهجوم لم يشاركوا أيضاً في صد الهجوم.

فماذا سيحصل في الآتي من الأيام؟

يصعب التكهن، ولكن شبه المؤكد هو أن المالكي يسير على طريق مرسي.

المفارقة الوحيدة بين مصيري الرجلين هي أن الفراعنة، الذين حكموا مصر بصفتهم "آلهة"، كانوا يمارسون لعبة كرة القدم بكرة من قماش. قدامى العراقيين في الزمن البابلي كانوا أيضاً يلعبون كرة القدم، ولكن ... برؤوس أعدائهم. هو زمن "المونديال". سيحضره الجمهور العراقي في الملعب. الجمهور اللبناني لا يعلم إن كان سيشاهده على شاشات الفضاء أم على شاشات الأرض. المهم هو ألا يحضره ... في الملعب. مصر إستبقت المونديال، مرسي سيشاهده على شاشة تلفزيون ... السجن. الرئيس السيسي سيتابع على شاشة عريضة تمتد من شاطيء المتوسط المصري إلى ضفة الخليج ... السعودية.

ترى كيف سيتابع بشار مونديال البشر. هل سيكتفي بتشجيع منتخب إيران؟

 

الحرب العراقية الثالثة اندلعت الآن

مايكل نايتس/فورين بوليسي

11 حزيران/يونيو 2014

من أرض المعارك في الموصل شمالي العراق تنبثق صورٌ شبيهة بمشاهد مألوفة في أفلام الأموات الأحياء. فهنا تتراكم الآليات العسكرية المحروقة في شوارع مقفرة، وعند كل مفترق طرق تتناثر أدلةٌ على معارك طاحنة أبى مقاتلوها الاستسلام. وهناك بزّاتٌ عسكرية مبعثرة خارج مراكز الشرطة المدمرة، ومئات آلاف المدنيين يهربون خوفاً على حياتهم. لقد باتت الموصل مدينة أشباحٍ لا يغامر بالخروج إلى شوارعها سوى اللصوص والكلاب المشردة. لكن هذا ليس فيلم أموات أحياء. بل هي ثاني أكبر مدينة في العراق والعاصمة السياسية والاقتصادية المزدهرة للمجتمع العربي السني في البلاد. ففي غضون أيام معدودة بين 6 و9 حزيران/يونيو، وقع سكان المدينة البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)، الذي كان منتسباً لـ تنظيم «القاعدة» وانفصل عنه في نيسان/أبريل 2013، هذا التنظيم الذي يخوض حربه الخاصة والذي أوشك بشكل خطير على تحقيق حلمه بإعادة الخلافة الإسلامية الممتدة من الساحل اللبناني المطل على البحر المتوسط حتى جبال زاغروس في إيران. وها هي مشاهد الموصل تتكرر في عشرات المدن الشمالية الأخرى التي وقعت بأيدي «داعش» وغيرهم من المتمردين.

فكيف نجحت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في تنفيذ هذا الانقلاب؟ لقد انطلقت «داعش» من قاعدة آمنة في محافظة الرقة السورية حيث بدا أنها استعدت بعناية لتنفيذ عملياتها في الموصل وفي عدد من المدن الأخرى، وذلك كمستهلٍّ للغزو المزمع في شهر رمضان من هذا العام - وهو تقليد سنوي ملتوٍ يشيع في العراق منذ العام 2003 ويتوافق توقيته مع حلول شهر رمضان المبارك مع الإشارة إلى أن رمضان يمتد طيلة شهر تموز/يوليو هذا العام. وقد كان استحواذ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على الفلوجة في كانون الثاني/يناير 2014 وما أحاطه من تغطية إعلامية واسعة، خطوةً انتهازية من قبل التنظيم حيث استغل زلاّت الحكومة العراقية للتحرك. لكن الهجوم على الموصل ينمّ عن تناقضٍ حاد، إذ بدا مدروساً ومتعمداً كمحاولة لتقويض سيطرة الحكومة على شمال العراق وتنصيب «داعش» المنتصر الوحيد على الساحة. وحتى الآن، نجحت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في تحقيق مآربها.

وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم «داعش» الذي كان يعرف سابقاً بـ تنظيم «القاعدة في العراق» هو جماعة قتالية بقيادة عراقية تجنّد انتحارييها بشكل رئيسي من المتطوعين الدوليين، أما جنودها المشاة فتجمعهم من العراق وسوريا، في حين تأتي أموالها بالدرجة الأولى من مجموعة محلية من تنظيمات الجريمة المنظمة. وقد استغلت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» النزاع السوري لتعزز قوتها وتؤكد استقلاليتها عن القيادة العليا لـ تنظيم «القاعدة» في باكستان، التي تنصلت منها في شباط/فبراير 2014. بيد أن التطلعات الحقيقية لهذا التنظيم تكمن في العراق. فغالبية قياداته وعناصره من الجنسية العراقية، بمن فيهم أمير الجماعة أبو بكر البغدادي. ومن شأن السيطرة على غرب الموصل أن تجعل «داعش» مسؤولة عن العاصمة السياسية والاقتصادية للعراق السنّي، وهذه غنيمة ذات قيمة دعائية هائلة.

وقد استعانت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بمقاتلين متمرسين تدربوا في ساحات المعارك السورية والعراقية لتشق طريقها بالدمار - وفي غضون ساعات - نحو الأحياء الغربية في الموصل، منطلقةً من بادية الجزيرة، وهي صحراء سورية-عراقية تقع بين دجلة والفرات. ذلك أن ضُعف سيطرة الحكومة العراقية على البادية أتاح للتنظيم إدخال مئات المقاتلين من العراق وسوريا إلى معركة الموصل. ومع ذلك، لم تبدُ قوات «داعش» الهجومية كبيرة إذ تراوحت أعدادها بين 400 و800 مقاتل بحسب التقديرات المتفاوتة. إلا أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» استفادت من عنصر المفاجأة والعدوانية لتحطيم معنويات الشرطة العراقية شبه العسكرية والقوات المسلحة في الموصل خلال ثلاثة أيام من المعارك الضارية. فقد واجهت «داعش» قوات حكومية تبلغ 15 أضعاف حجم قواتها وهزمتها شرّ هزيمة. فاستوعِبوا ذلك إن أمكن. في الواقع، بدا أن الكتائب الأمنية العشرين التابعة للحكومة في مدينة الموصل تبددت بالكامل بين 8 و9 حزيران/يونيو، مع ظهور أدلة لا يستهان بها من الأشرطة المصورة عن ظاهرة انسحابٍ كلية حيث ترك الجنود مراكزهم وآلياتهم وخلعوا بزاتهم العسكرية واعتزلوا القتال. ومثالٌ عن ذلك صورة عن بزة مخلوعة للواء في الشرطة. وقد استولت «داعش» على المقرّين الأمنيين الرئيسيين في الموصل ونهبت كليهما، وكان ذلك مصير مكتب المحافظ ككل. وأفادت التقارير أن فرع البنك المركزي العراقي في الموصل تعرّض للسطو أيضاً بينما أُحرقت الكنيسة الأشورية التاريخية في المدينة. وفضلاً عن ذلك، تُرك المستودع اللوجستي للجيش العراقي ليسقط بيد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وقيل إن هذا الأخير أحرق ما يزيد عن 200 آلية عسكرية مزودة من الولايات المتحدة وتشمل سيارات هامر وشاحنات وآليات الهندسة العسكرية. هذا وفرضت «داعش» سيطرتها أيضاً على مطار الموصل الدولي ومطارها العسكري، حيث تم التبليغ عن تدمير الطوافات العراقية وهي جاثمة على أرض المطار فيما أُرسلت المدرعات بسرعة إلى سوريا كغنائم حرب.

وإذا بسباقٍ مستميت يبدأ للسيطرة على الموصل. فمن جهة، حققت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» غايتها الأساسية بتهشيم كافة المؤسسات السياسية أو العسكرية المنافسة لها وذات الهيمنة العربية في الموصل غربي دجلة. والآن ستحاول أن تعزز سريعاً تحصين المدينة مستخدمةً طريقها المفتوح عبر الصحراء إلى سوريا وغيرها من المقاطعات العراقية المتصلة عبر الصحراء الغربية. ومع تخلخل السيطرة الحكومية على كامل المنطقة الممتدة حتى ضواحي بغداد الشمالية، تتمتع «داعش» بفرصة إحداث زعزعةٍ كبيرة إلى درجة أنه سيستحيل لأشهرٍ على بغداد حشد القوات اللازمة لاستعادة الموصل.

وهنا لا يسع الحكومة العراقية سوى أن تحاول تحرير الموصل بدافع أهميتها الرمزية والجغرافية. في هذا السياق، قام محافظ نينوى أثيل النجيفي - ومقره في الموصل- بالنزول إلى الشارع في 9 حزيران/يونيو بعد أن نجا بالكاد من اجتياح «الدولة الإسلامية في العراق والشام» لمكتبه. فحمل بندقية هجومية وسار بجانب حراسه الأمنيين سعياً إلى تعبئة رجال الموصل من أجل تشكيل ميليشيات دفاعية في الأحياء. لكن هذه المليشيات لم تتشكل على ما يبدو. فالمجتمع السني في كل مناطق العراق الشمالية بحاجة لرؤية حكومته تعود بقوة إلى الساحة قبل أن يخاطر بالموت ضحية تفجيرات سيارات «داعش» المفخخة، مع العلم بأن هذه التفجيرات قد تكون الخطوة الأولى التي يلجأ إليها التنظيم في حال نشوء حركة مقاومة محلية.

ومع احتشاد الوحدات المشتتة من القوات العسكرية العراقية في مناطق بعيدة تصل إلى التاجي، وهي قاعدة تقع في ضواحي بغداد على مسافة 200 ميل تقريباً جنوب الموصل، قد تكون الحكومة بطيئةً في تنظيم هجومها المضاد. فجنود بغداد يضطرون اليوم إلى الكفاح لشق طريقهم عبر سلسلة من المدن والمقاطعات التي سقطت في يد العدو بين العاصمة والموصل، وقد يواجهون في طريقهم هذه الكثير من العراقيل التي ستشتت انتباههم وتستنزف قوة الحكومة في الرد السريع. وتفيد التقارير أن القوات الخاصة والوحدات الجوية تشعر بالإرهاق بوتيرة متسارعة بسبب نقلها من أزمة إلى أزمة. والقوة العسكرية الوحيدة التي لا تنشغل حالياً بالقتال هي قوات "البشمركة" التي تضم مقاتلين أكراد تابعين لـ "حكومة إقليم كردستان"، إلا أن العلاقات بين بغداد والمنطقة الكردية متوترة بشكل خاص.

إن الولايات المتحدة، في سعيها إلى الإطاحة ببشار الأسد، وجدت نفسها مرغمة على توخي الحذر الشديد مع المجموعات الجهادية في سوريا. ولم يتم إدراج «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشكل حاسم على لائحة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية إلا في شباط/فبراير 2014. ولكن في حين يمكن الاستفادة من المقاتلين الإسلاميين المتشددين في سوريا من الناحية الاستراتيجية، تبقى المسألة في العراق بسيطة: «داعش» تكسب الحرب ويجب وضعها عند حدّها.

لذلك يتحتم على واشنطن أن تتحرك إذا أرادت الولايات المتحدة تفادي أن تصبح «الدولة الإسلامية في العراق والشام» القوة العسكرية والسياسية المتماسكة الوحيدة في المناطق السنية من العراق. فقد طالب رئيس مجلس النواب وأعلى سياسي سنّي أسامة النجيفي في 10 حزيران/يونيو بدعمٍ عسكري إضافي للموصل بموجب "اتفاقية الإطار الاستراتيجي" التي تحكم العلاقات بين العراق والولايات المتحدة منذ إبرامها في العام 2011. وقد كشف لي العديد من المسؤولين الحكوميين العراقيين من وراء الأبواب المغلقة أن الحكومة العراقية طالبت بإلحاح بتوجيه ضربات جوية أمريكية على «داعش» على طول الحدود السورية وعند أطراف المدن العراقية كونها المنصات التي تنطلق منها غزوات «الدولة الإسلامية في العراق والشام». لكن الإدارة الأمريكية رأت في ذلك تدبيراً مفرطاً. فآثرت الانخراط في دبلوماسية ضروس حيث استعانت بمساعيها الحميدة لحث الفصائل العراقية على السعي نحو تحقيق مصالحة وطنية من شأنها إحياء إيمان العرب السنّة بالحل السلمي لشكاويهم من التمييز الذي تمارسه الحكومة الشيعية بحقهم. فهذه المصالحة قد تمهّد الطريق أمام تعاون العرب السنة في إرساء الاستقرار في الموصل وغيرها من المناطق التي فُقدت السيطرة عليها على غرار الفلوجة. وهذه مساعٍ حيوية - لكن مع احتلال «داعش» لمدينةٍ تلو الأخرى، يجب على واشنطن أن تبذل المزيد من الجهود (وبسرعة) من أجل تفادي خسارة الحكومة في العراق. وقد تدعو الحاجة كذلك إلى تكثيف التوجيه الأمريكي للمقرات العسكرية العراقية على الأرض وربما تنفيذ ضربات جوية أمريكية أيضاً من أجل وقف الانهيار العسكري في العراق وردّه في الاتجاه المعاكس.

إن إدارة أوباما مصممة على الوفاء بوعد إنهاء الحروب الذي قطعته في حملتها. ولهذه الغاية سحب البيت الأبيض القوات الأمريكية المقاتلة عام 2011. لكن هناك أدلة قوية على نحو متزايد بأن العراق بحاجة إلى مساعدة أمنية جديدة ومعززة، بما في ذلك ضربات جوية ومبادرة تعاون أمني معززة بشكل كبير من أجل إعادة بناء الجيش المشتت وتوجيهه في القتال. فالشرق الأوسط قد يصبح شاهداً على انهيار الاستقرار في بلدٍ متعدد الطوائف والإثنيات يضم 35 مليون نسمة ويقع على حدود العديد من أهم دول المنطقة ويعتبر الدولة المصدرة للنفط الأسرع نمواً في العالم. إنّ أي بلد آخر يتمتع بالأهمية نفسها ويواجه التحديات المفجعة نفسها كان سيحصل على المزيد من الدعم الأمريكي، لكن تعهد الانسحاب وضع العراق في فئة خاصة به وحده. غير أن واشنطن لم تعد تنعم بحرية التعامل مع العراق على أنه حالة خاصة. فـ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» قد تطور منذ أيام الاحتلال الأمريكي وبات اليوم يضع خطة نصب عينيه. ولا بد لواشنطن أن تحذو حذوه.

**مايكل نايتس هو زميل ليفر في معهد واشنطن ومقره في بوسطن.

 

إنجازات داعش في العراق وسورية هدية للمفاوض الإيراني

راغدة درغام/الحياة

قبل بضعة أسابيع، أرسل مقرّبون من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى واشنطن رسالة طلب إغاثة فحواها أن الوقت حان لإيجاد وسيلة لإخراج المالكي من الحكم بلياقة وإلاّ فإن بقاءه سيؤدي إلى حرب أهلية دموية في العراق تنتهي بالتقسيم، إن لم يكن بالشرذمة، يُسفر عنها إنماء فظيع للتطرّف الإسلامي والصراع المذهبي المدمّر. واشنطن، كعادتها في زمن الرئيس باراك أوباما، أخذت وقتها للتمعن في التفكير البطيء لتزن انعكاسات أي خطوة تتخذها في العراق أو سورية على مفاوضاتها النووية مع إيران. اليوم وقد بدأ انهيار الجيش العراقي في الموصل بعد سقوط محافظة نينوى في يد «داعش»، حان لواشنطن بدء التفكير الجدي في الخيارات المتاحة قبل فوات الأوان. أولى تلك الخطوات يجب أن تبدأ بالتفاهم ثنائياً مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ضرورة ترحيل نوري المالكي إلى دولة مجاورة صديقة لطهران لعلها مثلاً تكون عُمان، هذا إذا كانت واشنطن تريد حقاً إنقاذ العراق من التشرذم. أما إذا كانت الخطة أساساً تهدف إلى تقسيم العراق ووضع جنوبه في العهدة الإيرانية كجزء من خريطة التفاهمات الإقليمية، فإن تمكين تنظيم «داعش» من النمو كجيش صغير متحرك عبر الحدود العراقية– السورية، هو جزء من تلك الخطة. ما حدث هذا الأسبوع في العراق مروع، إذ إن هذا هو الانهيار الثاني للجيش العراقي، يذكّر بانهياره الأول على أيادي الرئيس السابق صدّام حسين عندما تركه مهزوماً على الطرقات من دون أن يُعلِمه انه خسر المعركة.

انهيار الجيش العراقي في عهد المالكي لم يأتِ من فراغ، فرئيس الوزراء أتى إلى بغداد من طهران بحماية أميركية زعمت أن نشر الديموقراطية كان الهدف من غزوها واحتلالها العراق. خروج القوات الأميركية من العراق لم يكن ممكناً بدون نجاح استراتيجية ديفيد بيترايوس المعروفة بـ «الصحوات»، والتي اتخذ فيها القبائل السنّية شريكاً له في محاربة التطرّف الذي تتبناه «القاعدة» ومشتقاتها.

نوري المالكي افترض أن الحماية الأميركية له والتمسك الإيراني به يشكلان دعماً لديكتاتوريته في وجه كل من عارضه، زاعماً أنه يحمي أولاً الشيعة وثانياً العراق. واقع الأمر أنه بات يقدّم شيعة العراق والعراق نفسه ذخيرة للحروب السائبة وللخطط اللئيمة، أميركية كانت أو إيرانية أو «داعشية» أن تتبع كل من وراء هذا التنظيم الإرهابي.

حان لنوري المالكي أن يرحل، فهو خسر القاعدة الشعبية التي تشكل نسيج وحدة العراق، وهو اليوم يستجدي التطوّع من الناس الاعتياديين للتعويض عن انسحاب الجيش العراقي من المعارك. إنه بذلك يزيد من تفكيك الجيش العراقي، عمداً فَعل ذلك أو سهواً. المشكلة تكمن في أن طهران تملك قرار بقاء نوري المالكي في السلطة أو خروجه منها، وإيران متمسكة به حتى الآن.

الدول الغربية تزعم أنها بدأت تتناقش مع إيران في أدوارها الإقليمية الممتدة من العراق إلى سورية (ولبنان) إلى اليمن. إيران لن تتخلى عن العراق، فهو يشكل لها فوزاً قدمته الولايات المتحدة في عهد جورج دبليو بوش أثناء حربه على الإرهاب في العراق. تلك الحرب نسفت العراق كلياً من المعادلة الاستراتيجية مع كل من إيران وإسرائيل وحيّدته كلياً في موازين القوى الإقليمية، فالعراق كان هدية أميركية غالية لكل من إيران وإسرائيل، وتركيا أيضاً، عندما تم تدجينه وسحبه من المعادلات الاستراتيجية.

إيران لن تكتفي بإزالة خطر العراق الاستراتيجي عليها كما مثّلَه صدام حسين، إنها مصرّة على تدجين العراق في الحظيرة الإيرانية، وهي ترى أن نوري المالكي يضمن لها ما تريد ولا تود الاستغناء عنه طوعاً، فإذا كان الخيار لها بين عراق موحّد بلا نفوذ لها عبر المالكي وبين عراق ممزق، فهي تفضل عراق ممزّقاً ومقسّماً لها على جنوبه هيمنةٌ دائمة ووسيلة لتطبيق ذلك الحزام -أو الهلال- الشيعي، كما سماه المحافظون الجدد في عهد جورج دبليو بوش، الممتد من شرق السعودية إلى العراق وإيران وجزء من سورية ولبنان إلى إسرائيل، ففكرتهم قامت على ضرورة تقسيم الأراضي العربية كجزء من إزالة الدول العربية من المعادلة الاستراتيجية مع إسرائيل، وقامت أيضاً على تطوير فكرة التهادنية التاريخية بين الفرس واليهود لاحتواء الهيمنة السنّية وإلحاق الهزيمة بالتطرف السني الذي قام بإرهاب 2001. ما حدث في الحرب السورية للسنوات الثلاث الماضية دخل في تلك الحسابات، كما بات واضحاً اليوم، كما أصبح جلياً أن طهران جزء من ذلك التفكير وترى أن النظام في دمشق هو الضمانة لها سورياً ولن تسمح بسقوطه إلا مُرغمة.

قد يكون اليمن هو الساحة الوحيدة للتنازلات والمساومات بين الدول الغربية –بالذات الولايات المتحدة– وبين إيران التي تلعب دوراً هناك، فاليمن أقل أهمية لطهران من العراق وسورية، وهو قابل للأخذ والعطاء، بالذات في إطار تقارب سعودي – إيراني، بل إن هناك في المعسكر الذي يضم إيران وسورية ولبنان والعراق من يقول –مبرراً احتفاظ إيران بالعراق وسورية ولبنان– إن مساحة المساومة هي إعطاء السعودي تنازلات في اليمن وفي البحرين.

إدارة أوباما تستخدم الطائرات بلا طيار drones في اليمن لمحاربة «القاعدة» ومشتقاتها. هذه الحرب تقتل قيادات وزعماء «القاعدة» وليس جيوش «القاعدة» ومشتقاتها، وهي لا تؤثر على قواعد «القاعدة»، ولذلك الانتصارات فيها وهمية، وكذلك الانتصارات المزعومة في حروب العراق وسورية ضد «القاعدة» أو «جبهة النصرة» أو «داعش» أو غيرها، انما هي عابرة وذات ردود فعل عكسية، وهذا يُطبَّق أيضاً بالدرجة نفسها على المجنّدين في الجيوش المتحركة والممولين لها من المتطرفين السُنَّة والشيعة على السواء، أفراداً كانوا أو حكومات أو تنظيمات أو عائلات أو ميليشيات أو شركات، فالفاعل العربي في تمزيق العراق وسورية ولبنان –مهما كانت جبهته ومزاعمه وتبريراته– إنما هو عميل للإرهاب وأداة في خطط تمزيق المنطقة العربية.

الولايات المتحدة ليست بريئة من هذه الخطط، بل هي –في أذهان الكثيرين– الطرف الذي يصنع التطرّف ويشجعه، سنّياً كان أو شيعياً، من أجل تقسيم المنطقة العربية، كما أنه ينصب إيران مهيمناً عليها بشراكة إسرائيلية.

الأكراد أدركوا أن الخريطة الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط قد تكون الفرصة المنتظرة لمستقبل كردستان، ولذلك انقلبت معادلات العداء التقليدية مع تركيا بالذات، وصعدت الاعتبارات النفطية إلى سلم الأولويات لاجتذاب ولاء الغرب ودعمه الطموحات الكردية.

فبينما «داعش»، بعشوائيتها وأيديولوجيتها المدمرة وجهلها الفظيع، تمتد من دير الزور إلى حدود كردستان لتسجّل انتصاراتها البائسة، تتحرك القوى الإقليمية والدولية لاستغلال الأوضاع لصالحها، وفيما «حزب الله» يعتقد أنه قوي يُؤخَذ به أميركياً، وليس فقط إيرانياً أو عراقياً وسورياً، يبقى مساهماً عابراً في الانتصارات الوهمية، لأنه في الواقع فاعل في المصلحة الإيرانية كما تصوّرها المحافظون الجدد، بمدّها الإسرائيلي على الحساب العربي قطعاً.

جميع الجيوش المتحركة عبر الحدود تتصوّر نفسها صانعة التاريخ الجديد بانقلاب على حدود سايكس– بيكو. إنها جيوش تحطيم الحدود وإلغائها، ولا أحد -حسبما يبدو- يقف في وجهها مهما تظاهرت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالهلع ومهما صدر عن الأمم المتحدة من بيانات القلق، والمخيف هو أن تكون هناك قوى دولية داعمة لقيام الجيوش المتطرفة المتحركة بعبور الحدود لاستخدامها في حروب الاستنزاف وتفكيك الجيوش التقليدية لتنفّذ التقسيم الذي يتربص بالمنطقة العربية.

«داعش» ليست أبداً الرد على خطط تمزيق المنطقة العربية وإعلاء اليد الإيرانية عليها، بل هي حقاً أداة في تلك الخطط، إن أدركت ذلك أو كانت ساذجة أمامه. «داعش» تحطّم العرب وتحطّم أيضاً الاعتدال السنّي، لأنها جزء من مشروع خطير انساقت إليه طوعاً أو صدفة. كل من يمد العون إلى «داعش» وأمثالها، من «جبهة النصرة» إلى تنظيمات وميليشيات سلفية أو مهووسة سلفياً، إنما هو مساهم مباشر في انهيار سورية والعراق معاً مهما بدا له أنه ينجح في صنع التاريخ.

العراق اليوم على حافة الانهيار إلى حرب أهلية وتقسيم، إن لم يكن التشرذم، ولا أحد سيخرج منتصراً في الحرب العراقية الآتية، باستثناء طرف واحد ربما، هو كردستان.

الهرولة الأميركية من العراق في أعقاب حرب كلّفت التريليونات ومئات آلاف الأرواح، ما زالت تشكل لغزاً صعب فهمه. التفسير المقنع الوحيد هو -ربما- اكتشاف الولايات المتحدة ضخامة مخزونها النفطي الذي يغنيها عن نفط العراق وكامل النفط العربي، والتفسير الآخر هو أن الصناعات العسكرية الأميركية ربما امتحنت منتوجاتها الجديدة في العراق فاكتفت. النتيجة أن الولايات المتحدة هجرت العراق وتركته عرضة لمن يريد بعدما شنَّت حربها على الإرهاب في المدن العراقية كي تعفي المدن الأميركية من تلك الحرب.

السؤال الآن هو: كيف ستتباحث إدارة أوباما مع إيران في شأن العراق بعدما هزمت «داعش» الجيش العراقي وأجبرته على الانسحاب من الموصل؟ وما هي جدية الاستراتيجية الغربية في المفاوضات مع إيران في شأن سورية؟ بكلام آخر، هل تأتي «إنجازات» جبهة «داعش» في العراق وسورية كهدية ثمينة للمفاوض الإيراني ليعرض نفسه الشريك الجدي للغرب في القضاء على التطرف السلفي؟ الأرجح نعم.

نوري المالكي لمّح إلى أنه بات جاهزاً للسماح للطيران الأميركي أن يقصف مواقع «القاعدة» داخل العراق، وواشنطن اتخذت قرار إرسال الأسلحة الجديدة لمحاربة الإرهاب في العراق...

تركيا دعت إلى اجتماع طارئ لحلف «الناتو» بعدما خطفت لها «داعش» 48 مواطناً، إضافة إلى 28 آخرين، وقد تجد تركيا في «داعش» فرصة لها لتعميق توغلها عسكرياً في شمال العراق، مع أنها اليوم أكثر تقبلاً من أي وقت مضى لإقامة دولة كردستان.

إيران قد تكون مرتاحة لهدية «داعش» لها في إطار المفاوضات مع الغرب، لكن «داعش» تبقى شوكة في الخصر الإيراني بشقيه العراقي والسوري، فلن يكون سهلاً على إيران إلحاق الهزيمة بـ «داعش»، بغض النظر إن حاولت ذلك مباشرة أو عبر حليفها «حزب الله». بل إن إيكال مهمة محاربة «داعش» إلى «حزب الله» قد تؤدي إلى الإنهاك المتبادل والاستنزاف الثنائي لهما معاً، وقد تكون هذه موسيقى عذبة في قلوب الأميركيين.

 

إطلاق مؤسسة بيار صادق لتشجيع الابتكارية وبلدية بيروت قررت تسمية أحد شوارع الأشرفية باسمه

وطنية - أقيم احتفال، مساء اليوم، في "بيال" لإطلاق "مؤسسة بيار صادق"، في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الاعلام رمزي جريج، الرئيس حسين الحسيني، وزير الثقافة ريمون عريجي، ممثل وزير العدل اللواء اشرف ريفي الإعلامي أسعد بشارة، النائب عاطف مجدلاني، الوزراء السابقين: زياد بارود، ابراهيم نجار، وليد الداعوق، مروان شربل، جوزف الهاشم، ادمون رزق، وديع الخازن، وسليمان طرابلسي، رئيس مجلس شوري الدولة شكري صادر، رئيس بلدية بيروت بلال حمد، ممثل المطران الياس عودة الأرشمندريت استيفانوس عبد النور، نقيب المحامين السابق ميشال اليان، رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان طلال مقدسي، رئيس "مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال" بيار ضاهر، المستشار الاعلامي السابق في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، السيدة صولانج الجميل، السيدة منى الهراوي، وحشد من الاعلاميين والرسميين:.

وتخلل الاحتفال عرض مجموعة من أعمال الراحل بيار صادق ووثائقي عن حياته وانجازاته.

اليان

بعد النشيد الوطني ، ألقى اليان كلمة قال فيها: "سلوا آفاق زحلة حيث درج بيار ابن بعبدا طفلا يلعب في زواريب المعلقة، يلاعب طين البيوت، وسطوح التراب، ويتلهى بداعبات صاحب دكان الحي. ثم فتى يتمشى على ضفاف البردوني يأخذ منه طباعا، ولا احلى طيبة وتواضعا وعنفوانا. وسلوا آفاق كفرشيما حيث يتعرف الشاب الطموح على حنان رفيقة الدرب، لينطلقا معا في الرفقة الشيقة والمشوار الرائع بظلال حب كان يكبر كل يوم، ويؤسس لعائلة غرسا فيها كل المبادىء والقيم التي ربيا عليها. ثم اسألوا العاصمة ورونق الحياة فيها عن الشاب الذي اقتحم غمارها فنانا بدت طلائع العبقرية والابداع منذ أول اعماله".

أضاف: "عبقري مبدع سيثبت مع غزارة انتاجه في عالم الكاريكاتور انه اسس لهذا الفن بريشة صادقة سباقة طيلة خمسة عقود مع رؤيا وطنية وسياسية وضعت تاريخا للجمهورية. بيار صادق العبقري المبدع حمل رسالة انسانية بفنه ورسومه ونقده وتعليقاته فوجد نفسه في هذه الرسالة، وابرز ذاته فيها بتواضعه وحلاوة حضوره وطلاوة حديثه وعمق ثقافته ودقة منطقه وجرأة موقفه ونقاوة ضميره وابداع خلقه وارتفاع جبينه وعلو جبهته".

بارود

وألقى بارود كلمة قال فيها: "في المرات التي كرم فيها بيار صادق قبل أن يسبقنا الى عند الكبير، كانت تعابير وجهه تخون الطن والرن المحيطين، فتخبر كم ان الرجل من طينة المترفعين بلا تكلف ومن طينة المرتاحين لاداء القسط الى العلى من دون فلسفة. ولأن عائلة بيار صادق تشبهه كثيرا، كل فرد فيها بناحية أو اكثر، فقد فرضت على نفسها وعلى الجميع الذهاب باتجاه المؤسسة، لا الشخص، فولدت مؤسسة بيار صادق التي تحمل اسمه، نظرا لما يعنيه، من دون ان تمجده، وهو مستحق التمجيد. ولقد اريد للمؤسسة أن تكون الحاضنة لارثه الفني الوطني الغني، فتؤرشفه بعناية، وتنشره وتصدر الكتب وتنظم المعارض والمؤتمرات وتشجع فن وثقافة الكاريكاتور، وتدفع الى تمييز الطاقات الشابة، مخصصة لها جائزة سنوية".

ابيلا

من جهتها، قالت غادة صادق أبيلا: "ترك لنا بيار صادق محبة وثقة واحتراما لبعضنا، للناس ومن الناس، ترك لنا شغفا، عبقرية، فخرا، شجاعة وتواضعا. بيار ترك، أكبر إرث لتاريخ لبنان المعاصر، وهو انتاج يومي لخميسن سنة في الصحافة المكتوبة، و28 سنة على شاشة التلفزيون. كتب بيار صادق، وقال بكل فخر وتواضع: ان الكاريكاتور فن قائم بذاته لا علاقة له ببقية الفنون. أنا اسميه دولة الكاريكاتور، هو فخامتها ودولتها ووزراؤها ونوابها. كرة الكاريكاتور دائما في ملعب المجتمع، هو من المجتمع، وله وعليه، ينتقد ولا يمدح، يسخر من كل شيء، ولا يسخر لشيء، يجرح ولا يدمي، يبكي مرارا ولا يضحك".

حمد

من جهته، قال حمد: "انها مناسبة سعيدة ان نحتفل اليوم جميعا بتكريم رجل كبير من لبنان، أبدع وأعطى الكثير في الصحافة والفن، وتحديدا في الفن الكاريكاتوري، فكان مثالا لرجل الثقافة والفكر والمواطنية المخلصة. كان العين الثاقبة والكلمة المعبرة التي طالما روت غليل المواطنين الباحثين عن الشجاع، الجريء والمفكر الذي يستطيع ان ينقل ما يجيش في صدور المواطنين بشكل فني رائع وصادق، انه الفنان بيار صادق".

أضاف: "كنا نقرأ الصحيفة بدءا من صفحتها الاخيرة، وكانت رسومه تختصر الحدث، وتضع الجواب، وتدفع رجال السياسة للتصحيح والتقويم. كان فاعلا ومناضلا بريشته التي غالبا ما كانت تشبه حد السيف، وكان بليغا معبرا بكلماته القليلة التي كانت تشبه قطرات الماء للمسافر في الصحراء، وتروي الغليل وتشعل النفس وتدعو إلى الطمأنينة لوجود عيون تراقب دفاعا عن وطن يتقاسمه اصحاب النفوذ وذوو المصالح".

وتابع: "كلمات الامتنان والعرفان لبيار صادق، هذا الفنان الاصيل الذي رحل عن هذا الوطن المعذب، مهما كثرت فهي لا تعطي لهذا المبدع حقه. لذلك فإن المجلس البلدي لمدينة بيروت، وايمانا منه بالابداع والرقي الغني في مقاربة السياسة، وإيمانا منه ايضا بأن مدينة بيروت هي عاصمة الفن التي خصها بيار صادق بريشته وفنه الذي اتسم بإخلاص صادق لبيروت خصوصا وللبنان عموما، وتخليدا لذكراه ووفاء له فقد قرر المجلس البلدي بقراره رقم 339 بتاريخ 13/3/2014 الموافقة على اطلاق اسم الفنان بيار صادق على الشارع رقم 86 من منطقة الاشرفية رقم (63)، والذي يتقاطع مع جادة الياس سركيس (رقم 2) وشارع جورج تابت (رقم 83) من المنطقة نفسها".

الأهداف

وتهدف المؤسسة الى:

1 - عرض الارث الكاريكاتوري الذي خلفه الفنان بيار صادق بهدف تخليد ذكراه من خلال ارشفة اعماله، ونشاطاته، والتزاماته الاعلامية، واطلالاته الاكاديمية، وتنظيمها ونشرها بكل الوسائل الممكنة.

2 - رفع مبادىء وقيم المسؤولية الاجتماعية، والديموقراطية والمشاركة والتنمية على ضوء الاخلاقيات والسلوكيات التي اعتمدها بيار صادق.

3 - تنظيم وتسويق جائزة سنوية تحت عنوان "جائزة بيار صادق" لتشجيع الفنون والثقافة في لبنان.

4 - تنشيط عملية بناء الشبكات مع المؤسسات العامة، والبلديات والمؤسسات التربوية ومنظمات المجتمع المدني بهدف اطلاق مشاريع تربوية للمنفعة العامة في لبنان.

5 - تشجيع الابتكارية وخصوصا بين الجيل اليافع.

ويضم مجلس الادارة: غادة ابيلا صادق رئيسة، حنان صادق رئيسة مجلس إدارة، انطوان تادروس امين سر المجلس، والاعضاء: زياد بارود، وليد صادق، عمر صادق، فيليب ابي عقل وميشال ليان.