المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 آذار/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا 17/من20حتى37/يَوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُوم، أَمْطَرَ اللهُ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَهُم أَجْمَعين

*ثقة مجلس النواب لحكومة سلام/من جدد لنفسه خسر ثقة موكله وفاقد الثقة لا يعطيها هذا للتذكير فقط

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في نفاق من شاركوا في حكومة سلام وتأملات إيمانية في معاني عيد ما يوسف/عناوين الأخبار/19 آذار/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 19 آذار/14

*نشرة أخبارنا الإنكليزية

*افراد الطاقم السياسي في لبنان هم وكلاء للخارج/الياس بجاني

*تأملات إيمانية ووجدانية في عيد مار يوسف البتول

*بالصوت/تأملات إيمانية ووجدانية للياس بجاني في حياة وسيرة وقداسة مار يوسف البتول/19 آذار/14

*النص/سيرة مار يوسف البتول الإنجيلية/اعداد الياس بجاني/19 آذار/14/عربي وانكليزي

*نص بيان حكومة الرئيس سلام

*مانشيت جريدة الجمهورية: الحكومة تنطلق بثقة كبيرة اليوم والأمن نُصب عينيها

*اليونيفيل احتفلت بالذكرى ال36 لوجودها في الجنوب

*حزب الله: قطع الأهالي طريق اللبوة يعود لمطالبتهم بانتشار الجيش بعرسال

*الأمم المتحدة تدعو لاحترام سيادة لبنان "الكاملة": لضبط الشارع أمنياً ومنع انفلاته

*هل يطوّق "حزب الله" عرسال؟! 

*الهدوء الحذر يخيم على طرابلس

*المجوقـل" يعيد فتح طريـق عرسـال فجرا والجيش ينتشر في المدينة وسط ترحيب شعبي

*سقوط صاروخين على الهرمل مصدرهما الجانب السوري

*اطلاق نار خلال تشييع الشوا

*اجتماع أمني في بعبدا دعا لتكثيف الجهود لاعادة الهدوء الى طرابلس والبقاع

*بري يدعو لـ"اعلان حالة طوارئ أمنية – خدماتية" في البقاع الشمالي

*سلام: الفتنة تداهمنا وعلى الجيش أن يضرب بـ"يد من حديد"

*الامن العام: اعتراف 5 سوريين بالانتماء الى شبكة ارهابية

*الاقطاب السياسية ترحّب بمعاودة جلسات الحوار الوطني

*بلامبلي رحب بعزم الحكومة على متابعة ملف اللاجئين السوريين

*ستريدا “تغازل” “حزب الله” في رسالة قاسية إلى الحريري: جعجع ونصرالله متشابهان ومستمران إلى جانب جمهورهما

*جعجع: على 14 آذار أن تضع كل الجهد اللازم لإيصال مرشحاً منها الى سُدة الرئاسة

*الحوت امتنع عن التصويت للثقة: ليس بتدوير الزوايا وتأجيل الخلاف نسقط الهواجس

*اقفال الطـرق رسـالة مزدوجة وتحذير "لمن يعنيهم الامر"

*العين السورية على عرسال وسيناريو عبرا ممنوع تكراره

*ضبـط الحـدود وظيفـة لبـنانية ام واجـب ســوري؟

*لا مشاورات قبل انعقاد الطاولة والدعوات توجه بعد الثقة والحـوار يبدأ من تصوّر سليمان للاسـتراتيجية الدفاعيـة

*اندبندنت: صفقـة إطلاق راهبات معلولا أنجزت بمساعدة أحزاب لبنانية مسيحية

*الجريدة": اسرائيل تتهم حزب الله بتفجير الجولان

*الرياض": ساسة لبنان زايدوا على بلدهم بالإنتماء للخارج

*في الحازمية والطريق الجديدة

*وثائق سرية... نصر الله يطمئن إسرائيل!!

*إسرائيل تواصل الاستعدادات لشن هجوم عسكري على إيران

*اشتون: المحادثات مع ايران مفيدة والجولة المقبلة في 7 نيسان و9 منه

*استنفار اسرائيلي على حدود لبنان وصولاً الى الجولان

*الجيش السوري: مقتل جندي وجرح 7 آخرين في غارة اسرائيل قرب الجولان

*قراءة في البيان الوزاري لحكومة تمام سلام/خيرالله خيرالله/المستقبل

*الحصار .. تطويع أم تجويع/يوسف دياب/المستقبل

*ما المنتظَر من الحكومة السلامية/علي حماده/النهار

*رأيان يتجاذبان أقطاب 14 آذار: المشاركة مع "حزب الله"... أو المقاطعة/اميل خوري/النهار

 

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا 17/من20حتى37/يَوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُوم، أَمْطَرَ اللهُ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَهُم أَجْمَعين

سَأَلَ الفَرِّيسيُّونَ يَسُوع: مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ الله؟. فَأَجَابَهُم وَقَال: مَلكُوتُ اللهِ لا يَأْتِي بِالمُرَاقَبَة. وَلَنْ يُقال: هَا هُوَ هُنا، أَوْ هُنَاك! فَهَا إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ في دَاخِلِكُم!. وقَالَ لِلْتَلامِيذ: سَتَأْتِي أَيَّامٌ تَشْتَهُونَ فِيها أَنْ تَرَوا يَوْمًا وَاحِدًا مِنْ أَيَّامِ ٱبْنِ الإِنْسَان، وَلَنْ تَرَوا. وَسَيُقالُ لَكُم: هَا هُوَ هُنَاك! هَا هُوَ هُنَا! فَلا تَذْهَبُوا، وَلا تَهْرَعُوا. فَكَمَا يُومِضُ البَرْقُ في أُفُق، وَيَلْمَعُ في آخَر، هكذَا يَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في يَوْمِ مَجِيئِهِ. وَلكِنْ لا بُدَّ لَهُ أَوَّلاً مِنْ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، وَيَرْذُلَهُ هذَا الجِيل! وَكمَا كانَ في أَيَّامِ نُوح، هكذَا يَكُونُ في أَيَّامِ ٱبْنِ الإِنْسَان: كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة. فَجَاءَ الطُّوفَانُ وأَهْلَكَهُم أَجْمَعِين. وكَمَا كانَ أَيْضًا في أَيَّامِ لُوط: كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَشْتَرُونَ وَيَبيعُون، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُون. ولكِنْ يَوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُوم، أَمْطَرَ اللهُ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَهُم أَجْمَعين. هكَذَا يَكُونُ يَوْمَ يَظْهَرُ ٱبْنُ الإِنْسَان. في ذلِكَ اليَوْم، مَنْ كانَ عَلَى السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ في البَيْت، فَلا يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا. وَمَنْ كانَ في الحَقْل، فَكَذلِكَ لا يَرْجِعْ إِلى الوَرَاء. تَذَكَّرُوا ٱمْرَأَةَ لُوط! مَنْ يَسْعَى لِكَي يَحْفَظَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، وَمَنْ يَفْقِدُ نَفْسَهُ يَحْفَظُهَا حَيَّةً. أَقُولُ لَكُم: في تِلْكَ اللَّيْلَة، يَكُونُ ٱثْنَانِ عَلَى سَرِيرٍ وَاحِد، فَيُؤْخَذُ الوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَر. وٱثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعًا، فَتُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى». فأَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى أَيْنَ يا رَبّ ؟». فَقالَ لَهُم: «حَيْثُ تَكُونُ الجُثَّة، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور».

 

ثقة مجلس النواب لحكومة سلام/من جدد لنفسه خسر ثقة موكله وفاقد الثقة لا يعطيها هذا للتذكير فقط
بالصوت/قراءة للياس بجاني في نفاق من شاركوا في
حكومة سلام وتأملات إيمانية في معاني عيد ما يوسف/عناوين الأخبار/19 آذار/14
نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 19 آذار/14
نشرة أخبارنا الإنكليزية

افراد الطاقم السياسي في لبنان هم وكلاء للخارج
الياس بجاني/19 آذار/14/كما يتبين يوماً بعد يوم أن لا شيء يتقرر في لبنان وجل ما يقوم به السواد الأعظم من الطاقم السياسي والرسمي والديني هو تنفيذ الفرمانات مع عبارة حاضر سيدي. فرمانات سعودية وإيرانية تحديداً وبمباركات أميركية في الغالب وخبر وعلم للدول الإقليمية. في كل صغيرة وكبيرة ما على أصحاب المعالي والسعادة والفخامة إلا التنفيذ ولحس كل عنترياتهم. إن جل ما نطلبه من أفراد هذا الطاقم العفن وهم لا ضمير ولا وجدان ولا إيمان لديهم أن يخرسوا وان لا يتبجحوا ويرفعوا سقوف المواقف والوعود والعهود ومن ثم فجأة وعند وصول الفرمانات أو قوالب الجبنة والكاتو ينحدرون إلى ما تحت التحت، ولنا في عراضة ومسرحية الكتائب المكشوفة من البيان الوزاري أمس وأول أمس خير مثال مقزز. لهذا الطاقم المتلون بألف لون نقول احترموا ذكاء شعبكم وصارحوا الناس واعلنوا فشلكم وتعريكم وتبعيتكم فترتاحون وتريحون... وسامحونا

تأملات إيمانية ووجدانية في عيد مار يوسف البتول
بالصوت/تأملات إيمانية ووجدانية للياس بجاني في حياة وسيرة وقداسة مار يوسف البتول/19 آذار/14
النص/سيرة مار يوسف البتول الإنجيلية/اعداد الياس بجاني/19 آذار/14/عربي وانكليزي
ولمّا قام يوسف من النوم، عمل بما أَمَرَهُ ملاكُ الربّ» (متّى 1:15) هو أَعظم قدّيسٍ بعد مريم العذراء. إِعتُبر بحقٍّ أبا يسوع المسيح ومربّيه. إِتَّخذه اللّهُ أبًا لابنه الوحيد، وخطّيبًا لمريم العذراء ومحاميًا عنهما. فعل كما أمره الربّ طوال حياته. حافظ على بتوليّته. هرب إلى مصر لينقذ يسوع من يد هيرودس ثمّ عاد وعاش مع أُسرته الصغيرة في الناصرة. عمل في النجارة وعلّم الابن الإلهيّ هذه المهنة الشريفة فدُعي شفيع العمّال. وقف حياته لمريم وابنها الوحيد واعتنى بأمرهما، فاعتبر بحقٍّ شفيع العائلة المسيحيّة وشفيع الكنيسة الكاثوليكيّة. مات بين يدي يسوع ومريم بعد حياةٍ فاضلة، فصار شفيع الميتة الصالحة.

نص بيان حكومة الرئيس سلام

دولةَ الرئيس، حضرةَ النواب الكرام، رغمَ الظروفِ الاستثنائيةِ التي طَبعَتها الهواجسُ الأمنيةُ والهمومُ المعيشيةُ، ورغمَ الضغوطِ المحليةِ والاقليميةِ القاسية، كان لا بدَّ للمصلحةِ الوطنيةِ أن تَسودْ. وها هي المصلحةُ الوطنيةُ في شكلِ حكومةٍ توافقيةٍ تتقدمُ من مجلسِكم الكريم، آملةً بنيلِ ثقتِه بعدما نالتْ ثقةََ القوى السياسيةِ المشاركةِ فيها، وهي الحكومةُ التي رأى فيها اللبنانيونَ بارقةَ أملٍ لتحسينِ أحوالِهم وتعزيزِ أمنِِهم وأمآنِهم ومَناعتِهم الوطنية.

أبصرتْ الحكومةُ النورَ لتمهّدََ للاستحقاقاتِ الكبرى وتواكبَها. إنها لا تدّعي قدرةً على تحقيقِ كلِّ ما يطمحُ اليه المواطنون في الفترةِ القصيرةِ المتاحةِ لها، ولنْ تََعِدْ إلّا بما هو منطقيٌّ وممكنٌ ومُتاح، وبما يحتلُّ الأولويةَ القُصوى في سُلِّم الإهتمامات. وفي مقدمةِ هذه الأولويات بلا منازعٍ موضوعُ الأمنِ والإستقرار. لذا فإنَّ حكومتَنا، تطمحُ لأنْ تُشكلَّ شبْكةََ أمانٍ سياسيةٍ منْ أجلِ تحصينِ البلادِ أمنياً وسدِّ الثغراتِ التي ينفَذُ منها أصحابُ المخططاتِ السوداء لزرعِ بذورِ الفتنةِ وضرْبِ الاستقرار. إنَّ حكومتَنا تُشدّدُ على وَحدةِ الدولةِ وسلطتِها ومرجعيتِها الحصريّةِ في كلِّ القضايا المتّصلِةِ بالسياسةِ العامةِ للبلاد، بما يضمنُ الحفاظَ على لبنانَ وحمايتِه وصونِ سيادتِه الوطنية. كما تُشدّدُ الحكومةُ على التزامِها مبادىءَ الدستورِ واحكامِه وقواعدِ النظامِ الديمقراطيّ والميثاقِ الوطنيّ وتطبيقِ إتّفاقِ الطائف. إنَّ حكومتَنا تُولي اهميةً استثنائيةً لمواجهةِ الاعمالِ الارهابيّةِ بمُختلفِ اشكالِها واستهدافاتِها بكلِّ الوسائلِ المتاحةِ للدولة، وهي ستتابعُ تعزيزَ قُدراتِ الجيشِ والقوى الأمنيةِ لتمكينِها مِنَ القيامِ بهذا الواجب، اضافةً لواجباتِها في حمايةِ الحدودِ وضبطِها وتثبيتِ الامن. وفي هذا المجال، نؤكد أننا سوفَ نُسرّعُ عمليّةَ تسليحِ الجيشِ وتجهيزِه من خلالِ مُختلفِ مصادرِ التمويل، وعلى وجهِ الخصوصِ بفضلِ المساعدةِ السعوديةِ الكريمة بقيمةِ ثلاثة مليارات دولار.

دولة الرئيس، حضرة النواب،

إنّنا نعتبرُ أنَّ أهمَّ التحدياتِ المُلحّةِ أمامَ حكومتِنا، هو خلقُ الأجواءِ اللازمةِ لإجراءِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ في موعدِها، احتراماً للدستورِ وتطبيقاً لمبدأ تداولِ الُسلطةِ الذي تقتضيهِ طبيعةُ نظامِنا الديموقراطي. كذلك، فانَّ الحكومةَ تتعهّدُ السعْيَّ الى إقرارِ قانونٍ جديدٍ للانتخاباتِ النيابية. كما أنها ستعملُ على إنجازِ مشروعِ قانونِ اللامركزيةِ الاداريّةِ واحالتِه الى المجلسِ النيابي لإقرارِه.  إنَّ هذه الحكومةَ، بطبيعتِها الجامعة وبادائِها، سوف تعملُ على تأمينِ مناخاتٍ ايجابيةٍ للحوارِ الوطني الذي يدعو اليهِ ويرعاهُ فخامةُ رئيس الجمهورية، ولاستئنافِ النقاشِ حولَ الاستراتيجيةِ الدفاعيّةِ الوطنية. كما ستعملُ الحكومةُ على متابعةِ وتنفيذِ مقرراتِ جلساتِ الحوارِ السابقة.

ستسعى حكومتُنا الى التأكيدِ على مبدأ الحوارِ والتمسّكِ بالسلمِ الاهلي وعدمِ اللجوءِ الى العُنفِ اوالسلاحِ، والابتعادِ عن التحريض الطائفيّ والمذهبيّ والحؤولِ دونَ الانزلاقِ بالبلادِ الى الفِتنةِ، بما يحقّقُ الوَحدةَ الوطنيةَ ويعزّزُ المِنعةَ الداخليةَ في مواجهةِ الاخطارِ، وذلك احتراماً ومتابعةً وتنفيذاً لمقراراتِ الحوارِ الوطنيِ الصادرةِ عن طاولةِ الحوارِ في مجلسِ النوابِ وعنْ هيئةِ الحوارِ الوطنيّ في القصرِ الجمهوري في بعبدا.

إنَّ الصدىَ الطيّبَ الذي تركهُ تشكيلُ هذه الحكومةِ إنعكسَ إيجاباً على المناخِ العام في البلاد. ونحن نأملُ أن تكونَ هذه الاجواء، التي لمسنا بوادرَها في أسواقِ المال، مدخلاً الى مرحلةٍ جديدةٍ تشهدُ انتعاشاً للدورةِ الاقتصاديّةِ الوطنيّةِ بما ينعكسُ خيراً على المستوى المعيشي للمواطنين. إنَّ الحكومةَ تُدركُ مشاكلَ الماليّةِ العامةِ للدولة، وهي ستعملُ على معالجتِها وعلى إقرارِ مشروعِ الموازنةِ العامّةِ وستتخذُ كلَّ الاجراءاتِ الممكنةِ لتحريكِ القطاعاتِ الاقتصاديّةِ الرئيسيةِ، وفي مقدَمِها قطاعُ السياحةِ الذي يعاني تدهوراً كبيراً. وستتصدى بموازاةِ ذلك لمعالجةِ المسألةِ المعيشيةِ بالحوارِ مع أربابِ العمل والنقابات العمّاليةِ ومن ضِمْنِ الامكاناتِ المُتاحةِ، وستواكبُ مشروعي قانون سلسلةِ الرُتبِ والرواتب وقانون التقاعدِ والحماية الاجتماعية(ضمانَ الشيخوخة) الموجوديْن في مجلس النواب. إنَّ حكومةَ المصلحةِ الوطنيّةِ ستُولي عنايةً خاصةً لملفِّ الطاقةِ، وتتعهّدُ بالاستمرارِ والإسراعِ في الإجراءاتِ المتعلّقةِ بدوْرةِ التراخيصِ للتنقيبِ عن النفطِ واستخراجِه، وهي تؤكّدُ التمسّكَ الكاملَ بحقِّ لبنانَ في مياههِ وثروتِه من النفطِ والغازِ، وتتعهّدُ بتسريعِ الإجراءاتِ اللازمةِ لتثبيتِ حدودِه البحريّة في المنطقة الإقتصاديّةِ الخالصة في لبنان. إنَّ ورشةَ العملِ هذه تستوجبُ بالضرورةِ ضخَّ الحيويةِ في إداراتِ الدولةِ عبْرَ ملءِ الشواغرِ الكثيرةِ في ملاكاتِها. وهذا ما ستسعى الحكومةُ للقيامَ به بشكلٍ حثيث. إنَّ الحكومةَ انطلاقاً من احترامِها القراراتِ الدولية ، تؤكّدُ حرصَها على جلاءِ الحقيقةِ وتبيانِها في جريمةِ اغتيالِ الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وستتابعُ مسارَ المحكمةِ الخاصة بلبنان التي أنشئت مبدئياً لإحقاقِ الحقّ والعدالةِ بعيداً عن أيّ تسييسٍ او انتقام، وبما لا ينعكس سلباً على استقرارِ لبنان ووحدتِه وسلمِه الاهلي . وفي جريمةِ إخفاءِ الإمام موسى الصدر واخويه في ليبيا ستضاعفُ الحكومةُ جهودَها على كل المستويات والصُعد، وستدعمُ اللجنةَ الرسميّةَ للمتابعةِ بهدفِ تحريرِهم وعودتِهم سالمين.

دولة الرئيس، حضرة النواب،

تطويراً للإجراءاتِ المعتمدةِ ستعملُ الحكومةُ على وضعِ الآليات اللازمةِ للتعاطي مع مِلفِّ النازحين السوريين الذين تجاوزَ عددُهم قدرةَ لبنان على التحمُّل لانعكاساتِه على الأوضاعِ الامنيّةِ والسياسيّةِ والاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ، بما يسمحُ بمعالجةِ وجودِهم المؤقّتِ ونتائجِه على مُختلفِ الصُعد، وتحميلِ المجتمعيْن العربي والدولي مسؤولياتِهما بهذا الامر ليتسنى للبنان القيامَ بواجباتِه الاخلاقيّةِ والانسانيّةِ وبما يسهّلُ عودتَهم في الوقتِ عينه الى ديارِهم.

ان حكومتَنا ستلاحقُ تنفيذَ خُلاصات مجموعةِ الدعم الدولية للبنان المقررة بتاريخ 25 أيلول 2013 في نيويورك، والتي تبناها مجلسُ الأمن لاحقاً، وتلك المقررة بتاريخ 5/3/2014 في باريس، كما ستواكبُ الاجتماعاتِ المرتبطةَ بها في فرنسا وايطاليا وغيرِها. وفي هذا الإطارِ ستقومُ الحكومةُ بإقرارِ المشاريع والبرامج الهادفةِ للحدِّ من الآثارِ الاقتصاديّةِ والاجتماعيِّة الناتجة عن الازمةِ السورية وآليّةِ تمويلِها عن طريقِ الهبات المودَعةِ في الصندوقِِ الائتماني الذي اطلقَهُ البنكُ الدولي، على أن يتم ذلك وفقاً لاحكامِ الدستورِ والقوانين المرعيّةِ الاجْراء.

دولة الرئيس، النواب الكرام، إن حكومتَنا حريصةٌ على تعزيزِ العلاقاتِ مع الدول الشقيقة والصديقة والتعاون معها، والتأكيدِ على الشراكةِ مع الاتحاد الاوروبي في إطارِ الاحترامِ المتبادلِ للسيادةِ الوطنية. كما أنها ستسعى الى إقامةِ أفضلِ الصلاتِ مع هيئات الشرعيّةِ الدوليّةِ واحترامِ قراراتِها والالتزامِ بتنفيذِ قرار مجلس الأمن الرقم 1701، للمساعدةِ على بسْطِ السيادةِ اللبنانية على كاملِ أراضي البلاد، والتزامِ مواثيق الامم المتحدة، وجامعةِ الدول العربية.  واستناداً الى مسؤوليّةِ الدولةِ ودورها في المحافظةِ على سيادةِ لبنانَ واستقلالِه ووحدةِ اراضيه وسلامة ابنائِه، تؤكّدُ الحكومةُ على واجبِ الدولةِ وسعيهِا لتحريرِ مزارعِ شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر بشتى الوسائلِ المشروعة، مع التأكيد على الحقِّ للمواطنين اللبنانيين في المقاومةِ للاحتلالِ الاسرائيلي وردِّ اعتداءاتِه واسترجاعِ الارضِ المحتلة.

دولة الرئيس والنواب الكرام تقتضي الحِكمةُ، في هذه الاوقاتِ العصيبةِ التي تمرُّ بها منطقتُنا، أن نسعى الى تقليلِ خسائرِنا قدْرَ المستطاع، فنلتزمَ سياسةَ النأي بالنفس ونحصّنَ بلدَنا بأفضلِ الطُرقِ تُجاهَ تداعياتِ الأزمات المجاورةِ، ولا نعرّضْ سِلمَه الأهليّ وأمانَهُ ولقمةَ عيشِ ابنائه للخطر. هذه هي "المصلحة ُالوطنية" كما نفهمُها. وعلى هذا الاساس نتقدمُ من مجلسِكم الكريم طالبين الثقة. وشكرا

 

مانشيت جريدة الجمهورية: الحكومة تنطلق بثقة كبيرة اليوم والأمن نُصب عينيها

لم تحجب المداخلات النيابية لمناقشة البيان الوزاري التي تُستأنف اليوم الاهتمام بالوضع الأمني الذي استدعى اجتماعاً في بعبدا لاتّخاذ الإجراءات الكفيلة باستعادة الهدوء والاستقرار، خصوصاً بعد الاحتجاجات المناطقية وإقفال الطرقات وارتفاع منسوب التوتّرات المذهبية التي يشكّل استمرارها تهديداً جدّياً للانطلاقة الحكومية، الأمر الذي أوجبَ وضع خطة سريعة واتّخاذ قرارات صارمة وفورية تطبّق على قاعدة المساواة بين اللبنانيين بعيداً عن المنطق الذي كان معمولاً به سابقاً «صيف وشتاء تحت سقف واحد». وفيما أثبتت الكلمات النيابية أنّ التوافق الحكومي انسحب نيابياً، برز أمس موقفان مسيحيان يؤشّران إلى حراك لافت عشيّة الاستحقاق الرئاسي، بدأ يترجم برسائل سياسية بخلفية رئاسية تمهّد لتحوّلات تكتية وتموضعات جزئية، الأوّل لعضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب ستريدا جعجع التي خاطبت «حزب الله» باعتباره شريكاً، وسلّطت الضوء على نقاط التشابُه بين «القوات» و»الحزب» في رسائل إلى الحلفاء والخصوم، والثاني لرئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون الذي واصلَ توجيه رسائله إلى الحزب، وأبرزُها تأكيده أمس أنّه مع «انسحاب جميع المسلحين من سوريا، وخصوصاً العرب منهم، أقلّه احتراماً لميثاق جامعة الدول العربية».

المر وقادة المجلس التنفيذي في الانتربول بعد الاجتماع

عاد الحراك النيابي إلى ساحة النجمة أمس بعد طول غياب، مع انعقاد جلسة مناقشة البيان الوزاري في أجواء غاب عنها التشنج ولم تحمل أيّ مفاجأت، بل سادَتها مناخات هادئة عكست الأجواء التي رافقت ولادة الحكومة. وتركّزت المداخلات النيابية بمعظمها على الوضع الأمني والأزمة السورية والتحديات السياسية والاقتصادية والإنمائية. وفي مستهلّ الجلسة، تلا رئيس الحكومة تمام سلام بيان حكومته، واكد انّ الحكومة ستولي اهمية استثنائية لمواجهة الاعمال الارهابية وستتابع تعزيز قدرات الجيش والقوى الامنية للقيام بهذا الواجب إضافة لواجباتها بحماية الحدود. وقال: «سنسرّع عملية تسليح الجيش وتجهيزه من خلال مختلف مصادر التمويل، وخصوصاً المساعدة السعودية». وأكّد العمل على إقرار مشروع الموازنة العامة واتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمعالجة المشاكل المعيشية، لافتاً إلى انّ الحكومة ستولي أيضاً عناية خاصة لملفّ الطاقة، وتتعهّد بالاستمرار والإسراع في الإجراءات المتعلقة بدورة التراخيص للتنقيب عن النفط واستخراجه، وهي تؤكد التمسّك الكامل بحق لبنان في مياهه وثروته من النفط والغاز وتتعهد بتسريع الإجراءات اللازمة لتثبيت حدوده البحرية، خصوصاً في المناطق المتنازع عليها مع اسرائيل. وأشار إلى انّ الحكومة ستعمل على حلّ مشكلة النازحين السوريين وتنفيذ مقررات مجموعة الدعم والالتزام بالقرار 1701، وستلتزم سياسة النأي بالنفس. وقال: «حكومتنا تؤكد على واجب الدولة وسَعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مع التأكيد على حق المواطنين اللبنانيين محاربة العدوان الإسرائيلي (...)». تحدّث في الجلسة الصباحية الأولى 14 نائباً منحوا بغالبيتهم الثقة، ما عدا كتلة «القوات اللبنانية». فيما تحدّث في الجلسة المسائية 11 نائباً، على أن تستكمل الجلسة في العاشرة والنصف صباح اليوم، ويجري التصويت على منح الثقة في ظلّ توقعات أن تنال الحكومة ثقة بأكثرية 115 صوتاً بعد ان يردّ رئيسها سلام على ما جاء في المداخلات النيابية. وينتظر ان يكون الرئيس فؤاد السنيورة من أبرز المتكلمين اليوم، وقد تستجلب مداخلته ردوداً من كتلة «حزب الله».

«القوات»

وفيما منح معظم النواب الذين تحدّثوا أمس الحكومة الثقة حجبتها عنها كتلة «القوات اللبنانية»، وأعلنت النائب ستريدا جعجع أنّ «القوات لن تعرقل بتاتاً عمل هذه الحكومة، لكنّنا في الوقت عينه لن نمنحها الثقة إيماناً منّا بقول الحقيقة مهما كانت صعبة، ولو كان ذلك سيضعُنا في وضعٍ صعبٍ وخطر». وفي موقف لافت، قالت إنّه «بقدرِ ما توجَدُ نِقاطُ اختلافٍ بيننا كـ»قوات لبنانية» وبين شركائنا في «حزبِ الله»، بقدر ما توجدُ نقاطُ تشابه. فالأمينُ العام لحزبِ الله السيّد حسن نصرالله، استُشهِد ابنُه هادي في مواجهةِ العدوِّ الإسرائيلي، ومن ثمّ اضطُرَّ للعيش تحتَ «سابع أرض»، وعلى رغم هذا كلّه، ها هو مستمرٌ إلى جانب جمهوره ليُكملَ نضالَه إيماناً بقضيته. ورئيسُ حزبِ «القوات اللبنانية» سمير جعجع، رفض المناصبَ الوزارية وسواها مرّاتٍ عدة واعتُقِلَ، وزُجَّ به في السجن تحت الأرض لأحدَ عشر عاماً، ومن ثمَّ تعرّض لمحاولاتِ اغتيالٍ عدة، وعلى الرغم من كلّ ذلك، ما زال واقفاً إلى جانب شعبِه يخوض غمارَ المواجهة في سبيل القضية التي يؤمنُ بها». وقد تميّزت الكلمات أمس بالنبرة الهادئة على رغم حدّة مضمون بعضها، ما يؤشّر إلى وجود رغبة بالتبريد السياسي تمهيداً لتنفيس الاحتقانات الشعبية وتطويق الفلتان الأمني، في محاولة لتحييد لبنان عن الأزمة العاصفة السورية، وشراء الوقت بانتظار التسويات الخارجية في الملفّين النووي الإيراني والسوري. ومع انطلاق الحكومة إلى عملها بثقة كبيرة اليوم، تضع نصب أعينها ملفّين أساسيين: الوضع الأمني والاستحقاق الرئاسي.

طريق عرسال

وبعد أيام على حصارها، فُتِحت أمس طريق عرسال من بلدة اللبوة، وانتشر الجيش والقوى الأمنية فيها وسط ترحيب من الأهالي. وأكّدت مصادر عسكرية لـ«الجمهورية» أنّ العمل جارٍ على قدم وساق لوضع خطة أمنيّة للقضاء على المسلّحين والإرهابيين في عرسال، ولحماية الأهالي بعدما تمكّن فوج المجوقل من الدخول الى البلدة وإقامة دوريات مؤلّلة وحواجز تفتيش فيها، إضافةً الى انتشار القوى العسكرية في المنطقة برُمّتها. من جهتها، أكّدت مصادر أمنيّة لـ«الجمهورية» أنّ الجيش أوقف في عرسال 15 سوريّاً، من بينهم عناصر من جبهة «النصرة»، وقد ثبت أنّهم يحملون بطاقات مزوّرة، وقد تمّ تسليمهم للشرطة العسكرية للتحقيق معهم. ولاقت خطوة فتح الطرق ترحيباً، وشدّد «حزب الله» بلسان وزير الصناعة حسين الحاج حسن على أنّ الإنتشار الأمني «سيمنع ممارسات من يسيئون الى البلدة قبل أن يسيئوا إلى أهل بعلبك - الهرمل وجميع اللبنانيين، وسيساعد على ضبط الوضع داخلها».

الحجيري

من جهته، أشاد رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري باستقبال الأهالي للجيش، وقال لـ«الجمهورية»: «الجيش انتشر داخل البلدة وعلى أطرافها، وهو مرحَّب به، وهذا كان مطلب العراسلة منذ البداية»، ودعاه إلى «الإنتشار على كامل الأراضي اللبنانية والحدود، وليس في عرسال فقط، لأنّه ضمان الأمن والاستقرار، خصوصاً في البلدات الحدودية». ولفتَ الحجيري الى أنّ «التواصل مع اللبوة مقطوع، وعند حدوث أيّ إشكال يتمّ التفاوض معهم عبر الجيش، وأكّد أن «لا دخل للعراسلة بالمسلّحين الذين يُحكى عن دخولهم إلى البلدة، والجيش أصبح الآن في كلّ أراضي البلدة، وليتصرّف معهم في حال وجودهم بالطريقة المناسبة، ونحن ندعمه ونقف خلفه».

في طرابلس

أمّا في طرابلس فقد ارتفعت ظهر أمس وتيرة أعمال القنص في بعض محاور المدينة، وسُجّلت مناوشات محدودة، وسادت حالة توتّر على محور الريفا في القبّة، بعد إصابة عنصر في قوى الأمن من سكّان جبل محسن برصاص القنص. ومساءً اتّسعت دائرة الاشتباكات على محاور باب التبانة وجبل محسن وأدّت إلى جرح عدد من الأشخاص.

إجتماع أمني

وسبق هذه التطوّرات اجتماع أمنيّ عُقد في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وحضور كلّ من سلام ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وقادَة الأجهزة العسكرية والأمنية. وجرى خلاله البحث في الوضع الأمني عموماً وفي عرسال وطرابلس خصوصاً. وقالت مصادر اطّلعت على أجواء الإجتماع لـ«الجمهورية» إنّ قادة الأجهزة الأمنية قدّموا عرضاً للتطوّرات الأمنية في طرابلس والبقاع الشمالي، وأجمعوا على اعتبارها من تردّدات الأزمة السورية وانعكاساتها على الساحة اللبنانية. وأكّدت التقارير الأمنية أنّ القرار السياسي وحده يلجم التدهور الأمني في البلاد، ذلك أنّ قطع الطرق أمس الأوّل في معظم المناطق، أعطى مؤشّرات سلبية على احتمال ان تتسبّب أحداث سوريا بإذكاء الفتنة المذهبية في البلاد، خصوصاً أنّ قطع طريق اللبوة ـ عرسال والمداخل المؤدية إليها، دفعَ البعض الى قطع طرق ومداخل الجنوب، ما اعتُبر استهدافاً لطائفة معيّنة. وكشفت المصادر أنّ تعليمات أُعطِيت الى القيادات العسكرية لوضع حدّ للتدهور الأمني، ولجمِ بعض الأفعال لحصرِ ردّات الفعل عليها. وعليه، صدرت الأوامر بفتح الطرق في عرسال صباحاً، وعدم انتظار تشييع الشهيد عبد الرحمن القاضي الذي قضى في انفجار النبي عثمان لإعادة فتحِها، وفق ما اشترط أهالي اللبوة، بناءً على طلب عائلته، على أن تترافق الخطوة مع تعزيز قوات الجيش في عرسال ومحيطها، وكذلك اللبوة والقرى، امتداداً إلى بعلبك والهرمل وصولاً إلى الحدود مع سوريا. وتبلّغت القيادات السياسية أنّ لواءً من الجيش وفوجاً من أفواج التدخّل باشروا انتشارهم في البقعة المحدّدة لهم في المنطقة، إلى جانب وحدات من قوى الأمن الداخلي، ما يوفّر انتشار 3500 ضابط وجندي من الجيش، وأُعطِيت الأوامر بدهمِ الأماكن المشبوهة وإخضاع السيارات للتفتيش، لمنعِ انتقال السيارات المفخخة إن وجِدت، والسلاح أيضاً، وبرصدِ الطرق غير الشرعية قدر الإمكان، ما أدّى إلى توقيف عشرات المسلّحين السوريين الذين كانوا في الجرود الفاصلة بين لبنان وسوريا، وأحيلوا إلى المراجع القضائية المختصة.

للحَسم خلال ساعات

وبشأن الملف الأمني في طرابلس، علمت «الجمهورية» أنّ سليمان طلب من القادة الأمنيين في الاجتماع وضعَ خطّة لحسمِ الوضع الأمني في طرابلس خلال الساعات القليلة المقبلة. وشدّد أحد المشاركين في الإجتماع على أهمّية توقيف المتورّطين في تفجيري مسجدي التقوى والسلام، مع ضرورة البحث سلفاً في ردّات الفعل المحتملة، خصوصاً السورية منها، وفي بعض القرى العلويّة في عكّار، على توقيف النائب السابق ورئيس الحزب العربي الديموقراطي علي عيد، لافتاً إلى أهمّية إعطاء الجانب الإنمائي الأهمّية التي يستحق، الى جانب التدابير الأمنية والعسكرية. وكان سليمان عرض مع سلام، قبل الاجتماع الأمني، للأوضاع الراهنة والأجواء السائدة مع بدء انعقاد جلسات المناقشة النيابية للبيان الوزاري.

الانتربول

وفي السياق الأمني أيضاً، إنّما على المستوى العالمي، ناقش الانتربول الخطوات التي بلغتها الاستراتيجيّة العالمية الجديدة للأمن، ولا سيّما منها الجهود الدولية على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة، خلال اجتماع استثنائيّ عقده أمس في المقرّ العام للمنظمة في ليون - فرنسا، وذلك في حضور رئيس مؤسسة الانتربول الياس المر، الأمين العام للمنظمة رونالد نوبل، أعضاء المجلس التنفيذي وممثّلي القارات في المنظمة. وقد حضر قادة أجهزة أمنية ممثّلين عن عدد من العواصم العالمية الكبرى. وتشمل هذه الاستراتيجية، إلى جانب مشروع مكافحة الإرهاب، مشاريعَ للحَدّ من سرقةِ السيارات أو استخدامها في عمليات إرهابية، مكافحةَ جرائم المعلوماتية والقرصنة الإلكترونية على القطاعات المالية، محاربةَ تبييض الأموال، والتعاون مع القطاعات الخاصة لكشفِ النشاطات الإجرامية والوقاية منها على صُعد المصارف وشركات الطيران والفنادق والخطوط البحرية، إضافةً إلى مشروع مكافحة الجرائم البيئية ومبادرة حماية الثروات المائية والنفطية والبحرية وأمن الغذاء، ومكافحة استغلال الأطفال والإتجار بهم، ومحاربة الإتجار بالأعضاء البشرية على الصعيد العالمي.

مواقف عون

وفي مجال آخر، وبعد الحديث عن زيارة مرتقبة له إلى السعودية، برزت أمس مواقف سياسية لافتة لرئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، عبر قناة «العربية»، غمزَ خلالها من قناة «حزب الله».

وقال عون إنّ هناك احتمالاً جدّياً لترشّحِه لرئاسة الجمهورية، مؤكّداً أنّه مع انسحاب جميع المسلّحين من سوريا، وخصوصاً العرب منهم، أقلّه احتراماً لميثاق جامعة الدول العربية. واعتبر أنّ «حزب الله» ليس إيرانيّاً، وهو لبنانيّ، وسأل: هل هناك أيّ بلد ليس لديه محجّة دينية؟ وردّاً على سؤال، قال: دفعتُ ثمن تحالفي مع حزب الله، نعم، وخصوصاً برئاسة الجمهورية. وأضاف: إنّ كلّ شيء يؤدّي إلى صدام لبنانيّ - لبناني أنا ضدّه، حتى لو كلّفني هذا الرفض الرئاسة، وأكّد أنّ تحالفاته كان لها ضرورة لضمان استقرار لبنان.

... وباسيل

وفي السياق، قال وزير الخارجية جبران باسيل، في مقابلة صحافية في الفاتيكان، «إنّ «حزب الله» يحمل مسؤولية وطنية تحول دون تعريض لبنان لأخطار في غنى عنها»، لكنّه أكّد أنّ «لبنان بأسرِه، ومن ضمنه المقاومة، لا يمكنه السكوت على اعتداءات إسرائيلية، ممّا يؤدّي بالتالي إلى تكرارها وتماديها وإلحاقها ضرراً كبيراً بلبنان».

 

اليونيفيل احتفلت بالذكرى ال36 لوجودها في الجنوب

أقامت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل"، احتفالا في المقر العام للبعثة في الناقورة، في الذكرى السادسة والثلاثين على وجودها في مهمة حفظ السلام في جنوب لبنان، في حضور ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي منسق القوات المسلحة اللبنانية مع "اليونيفيل" العميد محمد جانبيه، القائم بأعمال البعثة كارن تشاليان، ممثلين عن القوات المسلحة اللبنانية وأجهزة أمنية أخرى، وأعضاء من المجتمع الدولي، ورؤساء بلديات ومسؤولين محليين، إلى جانب جنود حفظ سلام يمثلون الوحدات المساهمة في "اليونيفيل" والبالغ عددها 37.

ووضع ممثل قائد الجيش وتشاليان أكاليل الزهور على النصب التذكاري لليونيفيل، تخليدا لذكرى جنود حفظ السلام من "اليونيفيل" الذين سقطوا في جنوب لبنان منذ عام 1978.

تشاليان

وألقى تشاليان كلمة قال فيها: "تشكل اليونيفيل اليوم أكثر من أي وقت مضى قوة ضامنة للاستقرار للمنطقة بأسرها. ورغم شدة النزاعات واللااستقرار والاضطرابات في محيطنا، بقي الوضع في منطقة عملياتنا هادئا. وبفضل العمل الباهر للعناصر العسكريين والمدنيين والتعاون الفعال مع الجيش اللبناني، نجحنا حتى الآن في الحفاظ على وقف الأعمال العدائية بين الأطراف وفي تعزيز احترام الخط الأزرق".

وأكد "العمل الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية"، وقال: "دعوني هنا أتقدم بشكر خاص من الزملاء في الجيش اللبناني الذين رغم الحاجة المتزايدة إليهم في مناطق أخرى من البلاد، لا يزالون لنا شريكا ممتازا، فهم باحترافيتهم وشجاعتهم وتفانيهم مصدر فخر لبلادهم".

ورأى أن "الدعم الدولي للجيش اللبناني أساسي لتنفيذ القرار 1701"، مرحبا ب"التزام المجتمع الدولي دعم لبنان ومساعدته على تطوير قدرات الجيش اللبناني، من خلال جهود المجموعة الدولية لدعم لبنان والحوار الاستراتيجي".

حفلتان موسيقيتان

ونظمت "اليونيفيل"، في هذه المناسبة، حفلتين موسيقيتين بعنوان "موسيقى من أجل الصداقة"، برعاية السفارة الإيطالية وبدعم من المعهد الثقافي الإيطالي، وبالتعاون مع ثمانية دول مساهمة في قوات "اليونيفيل"، وهي: النمسا، فرنسا، اندونيسيا، إيرلندا، إيطاليا، ماليزيا، جمهورية كوريا وإسبانيا.

التبرع بمعدات

وقدمت "اليونيفيل" هبة كناية عن معدات تقنية لمساعدة تعزيز قدرات التعليم والتدريب إلى عدد من المراكز، وهي: مركز ميس الجبل للتنمية الإجتماعية، دار الأيتام في برج الملوك، ومدرسة النور في فرون للأطفال ذوي الحاجات الخاصة في جنوب لبنان.

 

حزب الله: قطع الأهالي طريق اللبوة يعود لمطالبتهم بانتشار الجيش بعرسال

نهارنت/أكد وزير الصناعة حسين الحاج حسن أن "أهالي اللبوة قطعوا الطريق وذلك لمطالبتهم بانتشار الجيش في عرسال". وأشار الحاج حسن، قبيل انعقاد جلسة مجلس النواب، الأربعاء، الى أنه "إثر سقوط صواريخ لمرات عدة على بلدات البقاع وإثر تفجير سيارات مفخخة في الهرمل والنبي عثمان ورغم المناشدات التي قام بها الأهالي إلى الدولة للقيام بالإنتشار في المناطق وإثر سقوط شهداء وجرحى وخسائر كبيرة لجأ الأهالي إلى قطع طريق اللبوة ولديهم مطلب واحد وهو انتشار الجيش في عرسال". وأشار الى أن "هذا المطلب مطلب وطني حيث لا يجوز ان يكون هناك عائق لحفظ الأمن وهذا الأمر لا يختص بعرسال فقط بل منطقة في لبنان". وشدد الحاج حسن على أن "انتشار الجيش سوف يساعد على ضبط الامن وضبط اعمال من يسيئون الى عرسال". وتمكنت قوة من المجوقل والمخابرات في الجيش اللبناني من فتح الطريق بين اللبوة وعرسال صباح اليوم الأربعاء. وتوجه الجيش نحو عرسال للانتشار على اطرافها، وذلك بعد قطعها منذ يومين بعد التفجير الانتحاري الذي ضرب بلدة النبي عثمان وسقوط صواريخ على اللبوة ، وهذا المسعى اتى بعد تحركات في عدد من المناطق وقطع للطرقات تضامنا مع "حصار عرسال". وكان الوضع الأمني ازداد اضطراباً مساء أمس، في ضوء استمرار طريق اللبوة ـ عرسال مغلقة، فقطع مناصرون لتيار "المستقبل"، عدداً من الشوارع والطرق في بيروت والبقاع والساحل، خصوصاً في اتجاه الجنوب والشمال، ومنها طُرق سعدنايل وتعلبايا وقب الياس والمصنع، وطريق حلبا في عكّار وأوتوستراد السعديات وأوتوستراد المدينة الرياضية ـ المطار وطريق قصقص ـ شاتيلا. وليلاً، أعلنت قيادة الجيش في بيان أنّه "اعتباراً من مساء اليوم (أمس) وحتى نهار الغد (اليوم)، ستعزّز وحدات الجيش انتشارها في مناطق البقاع الشمالي الحدودية، وخصوصاً منطقتي عرسال واللبوة وفي داخلهما، وستعمل على فتح كلّ الطرقات بين هاتين البلدتين لتأمين مرور المواطنين،

 

الأمم المتحدة تدعو لاحترام سيادة لبنان "الكاملة": لضبط الشارع أمنياً ومنع انفلاته

نهارنت/أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان "ضرورة احترام سيادة لبنان الكاملة وعدم انتهاكها"، في ظل مطالبة " الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن بالتحرك الأمني الداخلي لضبط الشارع ومنع انفلاته". وأشارت صحيفة "النهار" في عددها الصادر الأربعاء، الى أن "فيلتمان قد شدد على "احترام تام" لسيادة لبنان من السلطات السورية التي تنتهك حدوده الشرقية، وكذلك الخط الأزرق من كل الأطراف الذين يخترقونه على حدوده الجنوبية". وأعرب خلال حديثه أمام الجلسة الشهرية لمجلس الأمن عن "الحال في الشرق الأوسط"، عن قلقه لـ "العمليات الإنتحارية والتفجيرات التي تبنتها "جبهة النصرة في بلاد الشام" والصدامات بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس، واطلاق الصواريخ والغارات الجوية من سوريا"، لافتا الانتباه الى "قلق بالغ من أثر القتال في الجانب السوري من الحدود على لبنان". وذكر السلطات السورية بـ"ضرورة الاحترام التام لسيادة لبنان". وعلمت "النهار" ان "ممثلي الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن كانوا أمس على اتصال في ما بينهم ومع رئاستي الجمهورية والحكومة خوفا من ان تكون للتحركات الامنية التي شهدها لبنان عواقب غير محسوبة، ودعوا المرجعيات الامنية الى التحرك لضبط الشارع ومنع انفلاته وسط معلومات عن ارتباط ما يجري في غزة ولبنان ويبرود والعراق بالزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي باراك اوباما للسعودية في ظل مؤشرات لاحتمال زيادة التصعيد بعد القرار الاميركي "اقفال السفارة والقنصليات السورية في الولايات المتحدة ليس ردا على ما حصل في يبرود وانما ردا على احداث القرم بما يشكل رسالة الى روسيا". يُشار الى أن لبنان يشهد وضعا أمنيا مترديا، وذلك منذ دخول عناصر حزب الله على خط القتال الدائر في سوريا يتوالى سقوط الصواريخ المناطق البقاعية المؤيدة له، في اعتداءات يتباها أكثر من تنظيم منها "جبهة النصرة في لبنان" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام - ولاية دمشق" و"سرايا مروان حديد" وهي كتائب سورية معارضة وإسلامية.

 

هل يطوّق "حزب الله" عرسال؟! 

السياسة/لم يشكل احتفال "حزب الله" ومناصريه بسقوط مدينة يبرود مفاجأة لأحد، فالمعركة معركته، مهما حاولت وسائل إعلامه الخاصة أو التابعة له ولحلفائه، التضليل والترويج لمقولة إن الجيش النظامي السوري هو الذي أسقطها. وذهب الحزب في احتفاله إلى حد مساواة انتصاره هذا، بما يعتبره انتصاراً تاريخياً على إسرائيل في حرب حزيران 2006. ورأى مصدر سياسي مطلع أن هذا السلوك يؤشر على ما سيفعله "حزب الله" تالياً، أي استثمار هذا الحدث محلياً من خلال محاولة فرض وقائع جديدة تخالف الأجواء الإيجابية التي رافقت تشكيل الحكومة وإنجاز بيانها الوزاري. وبمعنى آخر، فإن الحزب تجاوب مع المسعى الإيراني الذي حاول "بيع" الإفراج عن الحكومة اللبنانية للغرب، مقابل تيسير مفاوضاته النووية، ولكن المقايضة انتهت عند هذه الحدود. كما أن المحور الإيراني – السوري لم يكن واثقاً من سقوط يبرود بهذه السرعة، وكانت كل المؤشرات تدل على معركة قد تستمر لأشهر، أما وقد انتهت بهذا الشكل فسيحاول أطرافها الرابحون استثمارها سياسياً. واعتبر أن الأمر ليس سهلاً ويسيراً على الحزب، والاستثمار يتطلب أرضية لبنانية مهيأة. ولأن المعركة خلف الحدود وخسائرها تصيب السوريين فقط فسيتوجب على "حزب الله" ممارسة الضغط على الأرض اللبنانية، وهذا هو فحوى الحصار الذي بدأ يضرب على عرسال بذريعة مناصرتها ليبرود، وبحجة احتوائها على قواعد لـ"جبهة النصرة" وغيرها من فصائل المعارضة السورية. واستبعد المصدر اجتياح عرسال نظراً لخطورة اللعب على الوتر المذهبي, لكن "حزب الله" باشر بإجراءات عسكرية ضد المدينة البقاعية، مثل نصب الحواجز لمحاصرتها وإطلاق الصواريخ على جرودها، في محاولة لجر ممثليها السياسيين للتفاوض. والمقصود هنا بالطبع تيار "المستقبل" برئاسة سعد الحريري. هذا على المستوى السياسي، أما على الصعيد الأمني فـ"حزب الله" يعرف أن سقوط يبرود لن يوقف مسلسل السيارات المفخخة التي تضرب معاقله، وهو سيحتاج إلى مدينة أخرى متهمة بإيواء الإرهاب الذي يطاله، وستكون عرسال هي المرشحة الوحيدة لهذا الاتهام، وذلك كي يبرر عجزه عن حماية مناطقه واستمرار قتاله في الداخل السوري.

 

الهدوء الحذر يخيم على طرابلس

المركزية- ساد الهدوء الحذر اليوم، محاور القتال التقليدية بين باب التبانة وجبل محسن في طرابلس، بعد ليل ساخن من الاشتباكات، لم يسلم منها الجيش اللبناني الذي استهدفت احدى آلياته. واليوم، توفي عمر بلح الملقب أبو خطاب، وهو من باب التبانة، متأثراً بجروح أصيب بها منذ ايام عدة في سوق الخضار في طرابلس. وفور شيوع النبأ، سجّل رصاص قنص على محور البقار – المنكوبين، وسمع اطلاق نار متبادل على طول شارع سوريا.

الى ذلك، بدت حركة السير في المدينة خجولة، وأبقت معظم المدراس أبوابها مقفلة امام الطلاب.

 

"المجوقـل" يعيد فتح طريـق عرسـال فجرا والجيش ينتشر في المدينة وسط ترحيب شعبي

المركزية- بعد حركة احتجاجية واسعة ليل أمس "تضامنا مع عرسال المحاصرة"، أدت الى قطع اوصال العاصمة بيروت وبعض طرق البقاع، تم فجر اليوم فتح طريق اللبوة في اتجاه عرسال، فدخلت قوة كبيرة من اللواء المجوقل والامن الداخلي ومخابرات الجيش المدينة التي شهدت انتشارا امنيا موسعا غير مسبوق، وسيّر الجيش دورياته داخل الاحياء والشوارع في عرسال، كما توجه الى المناطق الجردية الحدودية الفاصلة بين المدينة والداخل السوري، لضبط هذه المنافذ بعد معلومات عن محاولة المسلحين الهروب من القلمون الى عرسال. كما كثف الجيش اجراءاته عند مداخل المدينة، حيث تمركزت اعداد كبيرة من فوج المجوقل على طول الطريق من اللبوة وحتى عرسال، ودقق الجيش في هويات كل من يدخل ويخرج من المدينة. وكان اهالي اللبوة قطعوا الطريق بالسواتر الترابية، بعد تفجير سيارة مفخخة في النبي عثمان، واثر سقوط بلدة يبرود في يد النظام السوري و"حزب الله"، خوفا من عبور مسلحين وسيارات مفخخة من البلدة الحدودية، الى لبنان لتنفيذ عمليات انتقامية. عرسال ترحّب بالجيش: وبعد فتح الطريق الى بلدة عرسال ودخول الجيش، عادت الحياة الى طبيعتها في المدينة. من جهتهم، استقبل الاهالي الجيش بنحر الخراف ورشّ الأرز، كما نفّذ تلامذة المدارس مسيرة في ساحة البلدة تأييداً لهذه الخطوة ودعماً للجيش، رافعين لافتات كتب عليها "نحن مش ارهابية". وناشد مخاتير عرسال الجيش التوجّه بكثافة الى الجرود وضبط الحدود بشكل كامل. كما سمح فتحُ الطريق بمعاودة دخول المساعدات للاجئين السوريين الى البلدة من المنظمات الإنسانية في الأمم المتحدة. اللبوة: على المقلب الآخر، أكد أهالي اللبوة انهم وافقوا على فتح الطريق مع عرسال، بعد تلقيهم ضمانات من الجيش اللبناني، بضبط الوضع الأمني في عرسال. الى ذلك، فتح الجيش اللبناني كل الطرق التي كانت أقفلت يوم أمس تضامنا مع أهالي عرسال، وهي طريق قب الياس، عميق، جديتا، شتورة وأوتوستراد سعدنايل - تعلبايا. وعادت الحركة في المناطق المذكورة الى طبيعتها.

 

سقوط صاروخين على الهرمل مصدرهما الجانب السوري

نهارنت/تعرضت القرى والبلدات الحدودية شمالاً وبقاعاً، الاربعاء، لاعتداءات من الجانب السوري فضلاً عن سقوط صواريخ في الهرمل. وأفادت المعلومات الصحافية عن سقوط صاروخين في محيط مستشفى الهرمل البقاعية، دون ان توقع اصابات بشرية. كما أُفيد عن غارة للطيران السوري على بلدة عرسال البقاعية الحدودية، فضلاص عن تحليف للطيران السوري فوق أجواء شدرا ومشتى حمود في فضاء عكار. وغالباً ما تتعرض قرى وبلدات لبنان الحدودية الى سقوط قذائق واطلاق نار، حيث يقول الجانب السوري انه يقوم بملاحقة ارهابيين

 

اطلاق نار خلال تشييع الشوا

المركزية- سجّل إطلاق نار كثيف في الطريق الجديدة ظهر اليوم، خلال تشييع حسام الشوا الذي سقط مساء أمس في محاولة الجيش فتح طريق قصقص، بعد ان قطعه عدد من الشبان تضامنا مع اهالي عرسال. 

 

اجتماع أمني في بعبدا دعا لتكثيف الجهود لاعادة الهدوء الى طرابلس والبقاع

نهارنت/ترأس رئيس الجمهورية ميشال سليمان اجتماعاً أمنياً شدد على وجوب تكثيف التنسيق بين الوزارات والاجهزة الامنية من اجل اعادة الهدوء والحفاظ على الاستقرار في طرابلس والبقاع. وحضر الاجتماع الذي التأم في القصر الجمهوري في بعبدا، صباح الاربعاء، رئيس الحكومة تمام سلام والوزراء المعنيين وقادة الاجهزة العسكرية والامنية المعنية، جيث جرى بحث في الاوضاع الامنية في كل المناطق اللبنانية. وتركز البحث في التطورات الامنية في كل من طرابلس والبقاع. وطُلب من الوزارات والاجهزة الامنية تكثيف التنسيق واتخاذ الاجراءات الكفيلة بعودة الهدوء والحفاظ على الاستقرار. واندلعت اشتباكات في طرابلس يوم الخميس الفائت، أدت الى سقوط فتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين، وهي امتداد لاشتباكات غالباً ما تندلع بين جبل محسن وباب التبانة. وشهدت منطقة البقاع في الآونة الاخيرة سقوط صواريخ وخصوصاً على بلدتي اللبوة وعرسال، ما ادى الى قطع طريق اللبوة - عرسال قطعت السبت بالسواتر الترابية، من قبل عناصر "حزب الله" وبعض أهالي القرى المحيطة بعرسال. وفي كلمته خلال جلسة مجلس النواب لمناقشة البيان الوزاري، أكد سلام ان الاجتماع الامني اعتمد "توجهات فورية تأخذ بعين الاعتبار البعد الامني ودور الجاهزة الامنية كما الوضع السياسي وموقف القوى والقيادات السياسية". ولفت الى انه "تقرر ان يتم قريباً دعوة مجلس الدفاع الاعلى لمناقشة خطة امنية تحيط بكل الهواجس، وتعيد وتؤكد على هيبة الدولة وعلى مكانتها واذا ضاعت هذه الهيبة ضاع الوطن".

 

بري يدعو لـ"اعلان حالة طوارئ أمنية – خدماتية" في البقاع الشمالي

نهارنت/رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن حل الأوضاع المستجدة في منطقة البقاع الشمالي، على خط اللبوة-عرسال، يتطلّب "اعلان حالة طوارئ أمنية – خدماتية". واعتبر في حديث الى صحيفة "السفير"، الاربعاء، أنه يجب "وبالتزامن مع المعالجة الميدانية، أن تدخل الجمعيات الأهلية والإغاثية الى عرسال لتقديم المساعدة الى النازحين السوريين من المدنيين". و"أن يرافق إطلاق المسارين الأمني والإنمائي إجراء مصالحات بين عرسال وجوارها"، وفق ما أضاف بري. وأكد رئيس البرلمان أن "قلّة جعلت من عرسال رهينة لها"، لافتاً الى أن "معظم أهاليها يرفضون استخدام بلدتهم ممراً أو مقراً للاعتداء على محيطها، لكنهم مغلوبون على أمرهم، والمطلوب من الدولة ان تسارع الى احتضانهم". وأضاف أن "المطلوب دخول القوى الأمنية والجيش إلى عمق عرسال لضبط الأمن ومنع أي مسلح من البقاء في داخلها أو في جرودها". وطريق اللبوة - عرسال تعتبر الطريق الرئيسية والمنفذ الحيوي الوحيد لابناء عرسال التي غالبا ما تتعرض لقصف واطلاق قذائف من الجانب السوري، كما لغارات من الطيران الحربي السوري أيضا، وسط مزاعم ان البلدة تهرب مسلحين سوريين وسيارات مفخخة. يشار الى ان طريق اللبوة - عرسال قطعت السبت بالسواتر الترابية، من قبل عناصر "حزب الله" وبعض أهالي القرى المحيطة بعرسال، بعد سقوط صواريخ علي اللبوة ومقتل شخص من البلدة، وبعد التفجير الانتحاري الذي حصل يوم الأحد في بلدة النبي عثمان البقاعية والذي جاء بعد ساعات على سيطرة الجيش السوري وحزب الله على مدينة يبرود السورية.

 

سلام: الفتنة تداهمنا وعلى الجيش أن يضرب بـ"يد من حديد"

نهارنت/أكد رئيس الحكومة تمام سلام أن "الفتنة تداهمنا وما يحصل في عرسال وجوارها خطير جدا"، مردفاً أنه "على الجيش التصرف بحزم والضرب بيد من حديد دون أن يسأل أحداً". وأشار سلام في حديث لصحيفة "السفير"، الأربعاء، الى أن "ما يحصل في عرسال وجوارها خطير جداً، وإذا استمر الوضع على حاله أخشى من أن تفلت الأمور وتخرج عن السيطرة، بحيث تداهمنا الفتنة التي نسعى بكل الوسائل الى محاصرتها"، منبّها الى "خطورة قطع الطرقات هنا وهناك وما يواكب ذلك من تشنّج واحتقان". ولفت الى ان "هناك ضرورة ملحّة لوضع خطة أمنية عاجلة من أجل طرابلس وعرسال"، مشدداً على "وجوب أن يتخذ الجيش تدابير حازمة من دون مهادنة، وهو يحظى مني بالتغطية الضرورية". وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "السفير"، الأربعاء، أن "سلام طلب من قائد الجيش العماد جان قهوجي، عندما التقاه في السرايا أمس الاول، الضرب بيد من حديد في كل من طرابلس والبقاع الشمالي".

وأضافت أنه "توجه الى قهوجي بالقول: يا جنرال، الوضع بات لا يُطاق ولا يُحتمل... تصرّف بحزم، وعليك بالحسم حيث تقتضي الحاجة، من دون أن تسأل أحداً أو أن تسأل عن أحد... أنا رئيس الحكومة السني أغطّيك".

كما علمت الصحيفة عينها، أن "سلام دعا "حزب الله" خلال اتصال هاتفي مع الوزير محمد فنيش الى المساهمة في احتواء الموقف المتفاقم في البقاع الشمالي، وأبلغه أن الحزب يستطيع أن يؤدي دوراً كبيراً على هذا الصعيد".

و"تمكن الجيش اللبناني من فتح طريق اللبوة-عرسال صباح الأربعاء، حيث توجع الى عرسال كذلك لتعزيز أمنه على أطرافها"، بحسب ما أفادت معلومات صحافية. وكان الوضع الأمني ازداد اضطراباً مساء أمس، في ضوء استمرار طريق اللبوة ـ عرسال مغلقة، فقطع مناصرون لتيار "المستقبل"، عدداً من الشوارع والطرق في بيروت والبقاع والساحل، خصوصاً في اتجاه الجنوب والشمال، ومنها طُرق سعدنايل وتعلبايا وقب الياس والمصنع، وطريق حلبا في عكّار وأوتوستراد السعديات وأوتوستراد المدينة الرياضية ـ المطار وطريق قصقص ـ شاتيلا. وليلاً، أعلنت قيادة الجيش في بيان أنّه "اعتباراً من مساء اليوم (أمس) وحتى نهار الغد (اليوم)، ستعزّز وحدات الجيش انتشارها في مناطق البقاع الشمالي الحدودية، وخصوصاً منطقتي عرسال واللبوة وفي داخلهما، وستعمل على فتح كلّ الطرقات بين هاتين البلدتين لتأمين مرور المواطنين، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة".

 

الامن العام: اعتراف 5 سوريين بالانتماء الى شبكة ارهابية

نهارنت/أعلن الامن العام اللبناني عن ان خمسة موقوفين من الجنسية السورية، اعترفوا بالانتماء الى شبكة ارهابية، وبتقديم مساعدات لـ"جبهة النصرة". وفي بيان صادر عن المديرية العامة للأمن العام، الاربعاء، أعلنت أنه وبنتيجة التحريات، قامت الأجهزة المعنية في المديرية العامة للأمن العام، الاثنين، 4 وبناء على إشارة معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي داني الزعني، بالتحقيق مع خمسة أشخاص من الجنسية السورية.

ولفتت الى ان هؤلاء الموقوفين كانوا قد دخلوا خلسة إلى لبنان عبر عكار، وانهم اعترفوا خلال التحقيق بانتمائهم إلى شبكة إرهابية قامت بنقل سيارة مفخخة لصالح "جبهة النصرة" من نوع بيك آب من بلدة يبرود السورية إلى جرود بلدة عرسال. وأحيل الموقوفون إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لاستكمال الاجراءات القضائية وفقا للأصول. وأكدت المديرية انها لن تتوانى عن ملاحقة المجموعات الإرهابية والعصابات التخريبية والشبكات التي تتعاطى الهجرة غير الشرعية، بالتنسيق مع بقية الأجهزة الأمنية، ضمانا لسلامة المواطنين وحفاظا على الأمن والإستقرار في البلاد.

 

الاقطاب السياسية ترحّب بمعاودة جلسات الحوار الوطني

نهارنت/أبدى مختلف الافرقاء في لبنان استعدادهم للمشاركة في جلسات طاولة الحوار متى يدعو اليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وسط معلومات صحافية عن أن أولى الجلسات ستكون في 31 آذار الجاري.

وأفادت صحيفة "النهار"، الاربعاء، فإن كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "حزب الكتائب اللبنانية" أمين الجميل ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون رحّب بالدعوة الى الحوار.

وتابعت ان "تيار المستقبل" يؤكد منذ سنة المشاركة في كل حوار يدعو اليه رئيس الجمهورية. الا أن "حزب القوات اللبنانية" دعا الى الترث، مفضلاً اجتماع هيئته التنفيذية لاتخاذ القرار المناسب. بدوره تمهّل "حزب الله"، من أجل التشاور مع حلفائه، وفق الصحيفة. والثلاثاء، سرت في وسائل الاعلام معلومات عن أن سليمان قد حدد موعد جلسة الحوار الوطني في 31 آذار الحالي، الا ان "الوكالة الوطنية للاعلام" أفادت أن رئاسة الجمهورية لم تحدد يعد موعداً للجلسة. أما عن المواضيع المطروحة، فقد كشفت صحيفة "الجمهورية"، الاربعاء، أنه ستتم مناقشة الإستراتيجية الدفاعية التي تتناول في مقوّماتها سُبل تعزيز قدرات الدولة الدفاعية والأمنية والإقتصادية.

ونقلت عن مصادر مطلعة أن تأكيدها ان البحث سيبقى محصوراً بالإستراتيجية الدفاعية فقط، ومتى حُسم النقاش فيها، يمكن المتحاورين أن يتفاهموا على أيّ بند يرغبون في مناقشته، شرط الإجماع الذي لا بدّ منه لإستكمال العمل في إطارها. وأوضحت انه "لن يكون هناك أي موضوع يرغب أقطابها في مناقشته محظوراً عند رئيس الجمهورية، فكلّ ما يُجمع عليه اللبنانيون يكون قابلاً للبحث". يُذكر أن آخر جلسة للحوار الوطني عُقدت في 20 أيلول 2012، في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وفي 31 آب الفائت اقترح بري "الشروع الى حوار فوري يكون خلوة لمدة خمسة ايام، على جدول اعمالها "خارطة طريق" للمشاكل السياسية والاقتصادية الراهنة".

 

بلامبلي رحب بعزم الحكومة على متابعة ملف اللاجئين السوريين

رحب المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي "بعزم الحكومة الجديدة"، وبحث مع وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ملف النازحين السوريين خصوصاً المتواجدين في بلدة عرسال البقاعية الحدودية.

وبعد زيارة درباس، مهنئاً بتولّيه الوزارة، ظهر الاربعاء، وصف بلامبلي اللقاء بالـ"جيد جداً"، مرحباً "بعزم الحكومة الجديدة والوزارة الجديدة بمتابعة قضية النازحين السوريين الموجودين في لبنان واحتياجاتهم".

كما أشاد بنية الحكومة أن يكون عندها لجنة مشتركة لرعاية ملف النازحين وتعاون وثيق بين الأمم المتحدة والحكومة في علاج هذه القضية. ولفت الى انه جرى التطرق الى الوضع في عرسال، وخصوصاً أوضاع النازحين السوريين في هذه البلدة. من جهته، اعلن درباس ان "الإتفاق كان تاماً بأن إغاثة السوريين هو عمل مشترك بين لبنان والأمم المتحدة والدول المانحة والمجتمع الدولي ككل". ولفت الى انه جرى التداول في اقتراحات عدة من أجل "تلقف ما يمكن أن يقع في المستقبل من تطورات غير متوقعة". يُشار الى ان عدد اللاجئين السوريين في عرسال تعدى الـ50 ألف لاجئ، في حين ان عدد اللبنانيين في المنطقة هو حوالى الـ40 الف.

 

ستريدا “تغازل” “حزب الله” في رسالة قاسية إلى الحريري: جعجع ونصرالله متشابهان ومستمران إلى جانب جمهورهما

بيروت – “السياسة” والوكالات: على وقع أجواء التشنج القائمة وارتفاع منسوب القلق لدى اللبنانيين جراء ما يحصل في الشمال والبقاع, بدأ مجلس النواب, أمس, مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام في جلسات صباحية ومسائية على مدى يومين, ينتظر في نهايتها أن تحصل الحكومة على ثقة ما يقارب 110 نواب, فيما سيكون أبرز الذين سيحجبون الثقة عن الحكومة نواب “القوات اللبنانية” والنائبان مروان حمادة ودوري شمعون.

وأكدت مصادر نيابية “قواتية” ل¯”السياسة”, أن حجب الثقة عن الحكومة مرده إلى أسباب عدة أبرزها وجود حزب السلاح (حزب الله) داخل الحكومة بما يشكله من تقويض لمؤسسات الشرعية وسلطتها السياسية والعسكرية, بالتوازي مع استمرار تورطه بالأزمة السورية, إضافة إلى تجاهل البيان الوزاري “إعلان بعبدا” الذي أقر بإجماع المشاركين في الحوار.

واستهل سلام جلسة المناقشات النيابية, فاعتبر أن ما يحصل في الشمال وطرابلس والبقاع هو ترد وتراجع, مؤكداً دعوة مجلس الدفاع الأعلى لوضع خطة أولية لحل كل المشكلات, ومشدداً على وجود تجهيز الجيش اللبناني وتسليحه. ورحب سلام بالهبة التي قدمتها المملكة العربية السعودية للجيش, مطالباً بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها احتراماً للدستور, ولفت إلى أن حكومته ستعمل على وضع آلية واضحة للتعاطي مع ملف النازحين السوريين الذي تجاوز عددهم قدرة لبنان على التحمل. وتحدث في الجلسة الافتتاحية الأولى عدد من النواب أبرزهم نجيب ميقاتي الذي منح الحكومة الثقة باسمه وباسم النائب أحمد كرامي, كما تحدث النائبان عمار الحوري ومحمد قباني اللذان منحا الحكومة الثقة, وطالبا بإجراء تحقيق في مقتل المواطن حسام الشوا في محلة قصقص, فيما أعلن نواب “القوات اللبنانية” حجب الثقة عن الحكومة.

ولعل أبرز ما ميز اليوم الأول من النقاشات هي كلمة عضو كتلة “القوات” النائب ستريدا جعجع زوجة رئيس “القوات” سمير جعجع, المرشح لرئاسة الجمهورية.

وتوقف مراقبون عند ما جاء في كلمة جعجع حين عددت نقاط الشبه بين “القوات” و”حزب الله” الذي وصفته ب¯”الشريك” وبين سمير جعجع وأمين عام “حزب الله” حسن نصرالله اللذين بقيا على الرغم من المخاطر إلى جانب جمهورهما, بعكس رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري الموجود خارج لبنان منذ فترة طويلة لأسباب أمنية.

وبحسب المراقبين, فإن جعجع التي شبهت وجود نصرالله “تحت سابع ارض” بدخول جعجع الى السجن, أرادت توجيه رسالة قاسية إلى الحريري, في ظل ما يتردد عن تقارب بينه وبين رئيس “التيار الوطني الحر” ميشال عون, على أبواب الانتخابات الرئاسية. وقالت جعجع في كلمتها: “بقدرِ ما توجَدُ نِقاطُ اختلافٍ بيننا كقوات لبنانية وبين شركائنا في حزبِ الله, بقدر ما توجدُ نقاطُ تشابه, فالحزبان شعبيان بالمعنى العريضِ والواسع للكلمة والحزبان منظمان, لديهما مشاريعُ سياسية واضحة, ولو كانت مختلفة جداً, وهما يناضلان جدياً للوصول الى أهدافهما. فالأمينُ العام لحزبِ الله السيد حسن نصرالله, استُشهِد ابنُه هادي في مواجهةِ العدوِّ الإسرائيلي, ومن ثَم اضطُرَّ للعيش تحتَ “سابع أرض”, وعلى الرُّغم من هذا كله, ها هو مستمرٌ إلى جانب جمهوره ليُكملَ نضالَه إيمانا بقضيته. ورئيسُ حزبِ القوات اللبنانية سمير جعجع, رفض المناصبَ الوزارية وسواها مراتٍ عدة واعتُقِلَ, وزُجَّ به في السجن تحت الأرض لأحدَ عشر عاماً, ومن ثمَّ تعرض لمحاولاتِ اغتيالٍ عدة, لم تكن آخرَها في ابريل من العام 2012, وما زالتِ الطائراتُ من دون طيار تحوم فوق رأسه, وعلى الرغم من كل ذلك, ما زال واقفاً إلى جانب شعبِه يخوض غمارَ المواجهة في سبيل القضية التي يؤمنُ بها. وحتى في موضوعِ الحكومة الحالية, فإن حزبَ الله اكتفى تقريباً بلا شيء فيها من أجل قضيتِه, والقواتُ اختارت لا شيءَ كلياً في سبيل ما تؤمن به”.

وأضافت: “بعدما رأيتُ أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من الوصول الى اتفاقٍ ما حتى مع شيطانِها الأكبر (الولايات المتحدة), قلتُ في نفسي: كيف بالحري بيننا وبين مواطنينا في الجانبِ الآخر, الذين, ولو فرقتنا أمورٌ كثيرة, يبقَونَ شركاءَنا ونبقى شركاءَهم في الوطن”, في اشارة إلى “حزب الله” المدعوم من إيران.

وبعد أن أعلنت عن قرار “القوات” حجب الثقة عن الحكومة, توجهت إلى “الشركاء” في “حزب الله” بالقول: “إذا ما استمرَرنا على هذا النحو, لن نصلَ إلى نتيجة تُرضينا جميعاً, ولذلك نحن في حاجة إلى قرارٍ شجاعٍ وواضح من قبلِكم, كمثل القرار الذي كنا قد اتخذناه كقوات لبنانية في العام 1990 بتسليم سلاحنا الى الدولة, لنكونَ سوياً في كنَفِ الدولة ونعيشَ سوياً على هذه الأرض. والأفضل أن تأخذوا القرارَ اليوم طالما أنكم اليومَ أقوياء, لأن هذا القرارَ ستأخذونَه حتماً عاجلاً أو آجلاً لمصلحة لبنان”. وأضافت: “تعالوا نضعَ طاقاتِنا معاً في خدمة الدولة, وطاقاتُكم بالتأكيد كبيرةٌ قيادةً وإمكاناتٍ عسكرية وخُبرات متنوعة, لِنغلبَ خِيارَ الدولة, وإلا فنحن جميعاً خاسرون لا محالة في لعبة الكبار”.

 

جعجع: على 14 آذار أن تضع كل الجهد اللازم لإيصال مرشحاً منها الى سُدة الرئاسة

نهارنت/أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه "على قوى 14 آذار أن تضع كل الجهد اللازم لإيصال مرشحاً منها الى سُدة الرئاسة"، مردفاً أن "هذه القوى لا تستطيع مواجهة استحقاق مهم كرئاسة الجمهورية بلامبالاة أو بمجرد مواكبة سطحية". وأشار جعجع في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي، الأربعاء، الى أن "القوات اللبنانية متواجدة قبل وخلال وبعد رئاسة الجمهورية أي أننا كحزب ومناضلين نعتبر أن الرئاسة هي مجرد وسيلة لا أكثر ولا أقل، ونحن لسنا متواجدين لنكون رؤساء للجمهورية، إذ اننا كنا متواجدين قبل وجود الرئاسة ووُجدنا حين سنحت لنا الفرصة وكان من بيننا رئيسٌ للجمهورية". وأضاف أنه "حتى بعد استشهاد الرئيس بشير الجميّل وحين لم يبقَ رئاسة جمهورية استمرينا، وسنستمر متواجدين في كلّ العهود، باعتبار أننا لسنا حزباً تقليدياً ولا نسعى الى مناصب". وشدد جعجع على أن "14 آذار هي حركة تحرُر وتحرير، ولديها مهمتان: الأولى أتمتها حين أخرجت الجيش السوري عام 2005، والثانية تبقى بالسعي الى نيل كل مواقع السلطة الفعلية والشرعية لكي نتمكن من خلالها متابعة نضالنا". واذ لفت "الى أن قوى 14 آذار لا تستطيع مواجهة استحقاق مهم كرئاسة الجمهورية بلامبالاة أو بمجرد مواكبة سطحية"، أكّد جعجع "وجوب أن تضع هذه القوى كل الجهد اللازم لإيصال مرشحاً منها الى سُدة الرئاسة". ورداً على سؤال إن كان مرشح 14 آذار للرئاسة، أجاب أن "الديمقراطية يجب أن تقول كلمتها أولاً وأخيراً". يشار الى أن الاستحقاق الرئاسي في لبنان يتصدر الأحاديث السياسية المحلية والاقليمية والدولية، وذلك في ظل التخوف من فراغ رئاسي بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي ميشال سليمان في 24 أيار ورفضه التجديد أو التمديد لها.

 

الحوت امتنع عن التصويت للثقة: ليس بتدوير الزوايا وتأجيل الخلاف نسقط الهواجس

وطنية - قال النائب عماد الحوت في جلسة مناقشة البيان الوزاري: "نجتمع اليوم لنناقش البيان الوزاري لحكومة قيصرية الولادة بعد عشرة أشهر من الانتظار. ولقد كنا دائما من المطالبين بالإسراع في تشكيل الحكومة لأننا ندرك أن الفراغ عدو الدولة الأول، كما إننا لم نكن نعارض أن تتشارك القوى السياسية في عملية تأليفها وإن كنا نفضل لو تشكلت من خبراء لا تخلو هذه القوى منهم، كما تمنينا لو أن النقاش تركز أثناء تشكيل الحكومة على عناصر بناء الدولة ومؤسساتها وتعزيز قرارها السيادي، لا على الأعداد وتسجيل النقاط، وأصارحكم القول أن كثير من اللبنانيين قد خاب ظنهم في هذا المجال.

ليس بتدوير الزوايا وتأجيل الخلاف نسقط الهواجس من النفوس أو نؤسس لمستقبل زاهر لأبنائنا، فسياسة القفز عن الحقائق الوطنية الشائكة لا تقيم وحدة وطنية. وحدها المراجعة النقدية وتسمية الأشياء بأسمائها تؤسس لردم الانقسام بين اللبنانيين وتحقيق المصالحة الوطنية. لقد أصبحت حقوق الطائفة مقدمة على حقوق الوطن، وأصبح تغول الطوائف بعضها على بعض سمة العلاقة بينها، وبات لكل واحد منا برنامجه وأجندته السياسية التي يحاول فرضها على الآخرين. كلنا معنيون بإخراج الوطن من معاناته، وتشييد الثقة لدى ابنائه بمستقبل كريم ولائق، ترعاه خيارات ترسخ وحدة لبنان، وتثبت العيش المشترك فيه، وتحافظ على استقلاله وسيادته ونظامه الديمقراطي، وميزاته في التنوع والانفتاح، وتجدد معنى الانتماء له. فهل نحن اليوم ننظم خلافاتنا من خلال هذه الحكومة داخل المؤسسات الدستورية، أم اننا ننتظر ما سيحدث في المنطقة للاحتكام الى نتائجه، فنعيد فرز انفسنا على قاعدة "غالب ومغلوب"، وفقا لما ستفضي اليه صراعات المنطقة ومفاوضاتها؟ آن الأوان للبنان ان تمر الاستحقاقات من دون إحباطات، فلقد تعود اللبناني ان يخاف من الإستحقاق بدل ان يحتفل به.

فكل استحقاق بات أشبه بخطر جديد ومجموعة تعقيدات، كتلك التي رافقت ولادة الحكومة الماثلة أمامنا اليوم، وكأن القصد غير المعلن أن يخشى المواطن الإستحقاقات الدستورية بدل أن يسعد بممارستها".

أضاف: "هنا لا بد لي أن أتساءل كيف لهذه الحكومة التمهيد ومواكبة الإستحقاق الرئاسي وقانون الإنتخابات فضلا عن الأوضاع المعيشية والأمنية، في حين أنها بالكاد استطاعت أن تسطر بعض كلمات للبيان الوزاري في أواخر المهلة المتاحة، وبعضها متحفظ وبعضها الآخر متريث وبعضها الثالث غير مبال بكلمات لا تضبط تصرفات سيقوم بها بكل الأحوال؟

وكيف لهذه الحكومة أن تلتزم مبادئ الدستور والميثاق الوطني ومقررات الحوار وجزء من أعضائها لم يوافقوا على إدراج إعلان بعبدا في بيانها الوزاري وجزء آخر تغافل عن قيام بعض من في الحكومة بحروب خارجية.

لقد كان من واجب الحكومة مطالبة الجميع بالانسحاب من سوريا والتعهد بضبط كافة الحدود اللبنانية من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية حصرا وعدم السماح لأي جهة حزبية بمشاركة الدولة وأجهزتها بهذا الحق السيادي وإلا اعتبرت الحكومة مفرطة بهذا الحق، إذ ليس من حق أي مكون لبناني أن يفرض على باقي اللبنانيين طريقة إدارة الصراع.

وهل يا ترى سيتكرر الابتزاز نفسه الذي عانى منه المواطنون لتشكيل الحكومة في الاستحقاق الرئاسي وهل سنكتشف أننا خدعنا أنفسنا وخدعنا اللبنانيين حين اعتقدنا أن تشكيل الحكومة هو المفتاح لإنجاز هذا الاستحقاق ولا بأس من تدوير الزوايا والتغاضي عن أمور عديدة في سبيل ذلك؟".

وتابع: "لقد وضعت الحكومة في بيانها الوزاري مواجهة الأعمال الإرهابية كأولوية استثنائية، وهذا تعهد مطلوب، ولكن اختصار المشكلة بالأعمال الإرهابية لا يعبر عن حقيقة الواقع اللبناني، فاللبنانيون لم يكونوا بخير قبل ذلك، من اغتيالات، وأعمال خطف، وسلاح غير شرعي تحت مسمى "سرايا المقاومة" وحواجز لغير الجيش والقوى الأمنية تدقق في هويات المواطنين وتطلق النار على موكب عسكري، أو تحاصر بلدات كعرسال التي تدفع ثمن نخوة أهلها وقيامهم بواجبهم نحو إخوانهم من النازحين السوريين.

الإرهابيون هم شبكة سماحة- المملوك، وهم الذين فبركوا شريط أبو عدس، وهم من قاموا بتفجير المسجدين في طرابلس، وهم الذين أسسوا لتنظيم داعش وفتح الإسلام، وهم الذين رعوا الإرهاب لسنوات وأرسلوه للعراق ونهر البارد ليستعملوه بعد ذلك ملف مقايضة مع الغرب.

أما نحن، فنموذجنا هو نموذج الحرية والديموقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان وبناء الدولة، نموذج الربيع العربي مهما تعرض لمحاولات التشويه أو الاستهداف أو الحرف عن مسيرته.

نموذجنا هو بناء الدولة التي يشعر فيها المواطن، كل مواطن، أنها الحضن الدافئ الذي لا يميز بين من يلجأ اليه من ابناء الوطن، دولة اقتصادها قوي وجيشها قوي، دولة يعيش أبناؤها ثقافة الحياة والبناء ولكنهم في الوقت نفسه لا يهابون التضحية بالنفس دفاعا عن أرض الوطن في وجه العدو الصهيوني وليس خدمة لمحاور إقليمية في مواجهة شعب عربي شقيق".

وقال الحوت: "جميل أن تسعى الحكومة لتأمين مناخات إيجابية للحوار الوطني، ولطالما كانت الجماعة من دعاة الحوار بين اللبنانيين والساعين لردم الهوة وبناء الثقة دفعا للفتنة ودعما لمفهوم الدولة وبنائها، ولكننا ككثير من اللبنانيين نرغب أن يكون حوارا تكتب مقرراته بحبر لا يمحى قبل أن يجف.

ولطالما نادينا وننادي بأن لبنان قائم بجميع مكوناته، وأن أي مكون من هذه المكونات لا يمكن الاستغناء عنه أو تهميشه أو عزله، وكل المحاولات في هذا الإطار أنتجت أزمات وحروب أهلية ندعو الله أن لا تتكرر، وأن هواجس أي مكون من هذه المكونات تكون الإجابة عليها بمزيد من الارتباط بمشروع الدولة القوية والعادلة.

ولكن هل دعوة اللبنانيين الى محاربة بعضهم البعض في سوريا يخفف من الهواجس ويساعد على تأمين المناخات الإيجابية للحوار؟

وهل مظاهر الرقص على الدماء وتوزيع الحلوى ومسيرات السيارات والدراجات منذ أيام في شوارع بيروت وما رافقها من عبارات مذهبية بغيضة يخفف من الهواجس ويساعد على تأمين المناخات الإيجابية للحوار؟

نحن نؤكد على تشجيعنا للحوار ومد اليد ولكن على قاعدة واضحة لبناء الدولة كاملة السيادة على كل القضايا والقرارات وليس فقط في القضايا المتصلة بالسياسة العامة للبلاد كما ورد في البيان الوزاري لهذه الحكومة".

أضاف: "لن أتوقف كثيرا عند الجانب الاقتصادي والمالي من البيان، فقد نسينا أو أنسينا بزحمة الإرباكات الأمنية والمناكفات السياسية موضوع الدين العام وتطوره، وعجز الدولة عن فرض سلطتها وتأمين الأمن والإستقرار وهما عنصر اساس من عناصر نهضة الاقتصاد، ولكنني في إطار الحديث عن ملء الشواغر في ملاكات الدولة، وهذا مطلب حق، أتساءل الى متى سنبقى نجري امتحانات خدمة مدنية ولا نقوم بتوظيف أو ترقية الناجحين فيها لمبررات لا علاقة لها بالكفاءة؟

لا يفوتني في هذا المقام أن أثمن الجهد الذي بذل لتحرير اللبنانيين في أعزاز، وراهبات معلولا، كما أتضامن مع التأكيد على استمرار الجهود في جريمة إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه، فهي قضية جميع اللبنانيين، ولكني تمنيت لو أضيف لها متابعة الجهود لكشف مصير اللبنانيين المعتقلين في سجون النظام السوري التي تمثل بدورها قضية إنسانية لمواطنين لبنانيين.

وهنا أيضا لا بد من إثارة قضية تحقيق العدالة في ملف الموقوفين الإسلاميين فمن من مقتضيات العدالة أن لا يتم توقيف أي متهم مدة أطول من مدة عقوبته المقدرة وهذا ما لم يعمل به في هذا الملف، فمن هؤلاء من لم يقم بأي نشاط أو يحضر له وحكمه معروف، ومنهم من اشتبه به لوجود اتصالات بمجموعات ملاحقة دون دليل على وجود صلة بالجريمة، أو وجدوا عنده سلاحا فرديا غير مرتبط بأي جريمة، أو أوقف لإشتباه بزي ومظهر ارتضاه لنفسه، ومع ذلك ما زال بعضهم موقوفا منذ ما يزيد على الخمس سنوات. إن الإستقرار عنوانه العدالة وحفظ حقوق الإنسان وتسريع المحاكمات وإطلاق سراح البريء ومعاقبة المرتكب بالعقوبة العادلة المستحقة وليس التوسع في التوقيفات عددا ومدة. ومن حق المتابع لهذا الملف أن يتساءل إذا كانت مماطلة البعض لإيجاد حل لهذا الملف هي نتيجة لحاجته لترك هذا الملف عالقا للفت النظر عند الحاجة عن ممارسات وساحات أخرى وتركيزها على الساحة الإسلامية". وعن ملف النازحين، قال: "أما ما يتعلق بموضوع النازحين السوريين في لبنان، فأنا أثني على التزام الحكومة بالقيام بواجبات لبنان الأخلاقية والإنسانية تجاه هؤلاء الاشقاء مع اتخاذ الاجراءات التي تقلل من الانعكاسات السلبية، ولكنني اتساءل، ألم يحن الأوان لإيجاد شراكة منظمة بين الدولة البنانية والمجتمع المدني الذي يتحمل العبء الأكبر في هذا الملف، ألم يحن الأوان للعودة عن الخطأ والشروع في إنشاء مخيمات تساعد على حصر النازحين، وضبط واقعهم الأمني، وتنظيم المساعدات وأخيرا تسهيل تنظيم عودتهم الى بلادهم عندما تسمح الظروف؟". أضاف: "لقد آمنا جميعا بأن للبنان عدوا واحدا، وقد تمكن بلدنا الحبيب بفضل تضحيات ابنائه ووحدتهم من مقاومة العدو الصهيوني، ولكن لا بد من المصارحة أنه حصل ارتباك في نظرة الكثيرين من اللبنانيين لمفهوم المقاومة ودورها، ادى الى تصدع الاجماع الوطني الذي طالما كان السند الأكبر لها، وذلك لعدة أسباب منها إصرار البعض على احتكار المقاومة وحصريتها، واستخدام هيبة سلاحها للتأثير على التنافس السياسي الداخلي، وأخيرا الدخول في حروب خارجية دفاعا عن محاور وأهداف إقليمية.

ولقد كان المشهد الأخير في إعداد البيان الوزاري مسيئا للغاية لمفهوم المقاومة كقيمة حين ظهر المشهد وكأنه حلبة صراع لتسجيل النقاط والمبارزة اللغوية بين "الـ" التعريف والتنكير للظهور أمام الجماهير بمظهر غير المنهزم، ولكن مرة أخرى غلبت المصالح الضيقة ومصالح المحاور على المصلحة الوطنية العامة. لقد كان مطلوبا من الحكومة أن تقدم للبنانيين تعريفا واضحا للمقاومة، ومن صاحب الحق في تحديد السلاح المقاوم وغيره، ووقف تمييز بعض الأجهزة الأمنية في مداهمة البيوت بحثا عن سلاح فردي في بيوت وقرى معينة وغض الطرف عن اسلحة متوسطة وثقيلة ظاهرة للعيان في قرى مجاورة، كما كان مطلوبا من الحكومة أن تحدد موقفا وضحا من ما يسمى "سرايا المقاومة" التي هي جزء أساس في الفلتان الأمني الحاصل وما نموذج الإعتداء على القوى الأمنية في منطقة صيدا عنا ببعيد. وهنا أطرح السؤال في ظل ما ورد في البيان الوزاري عن مصير من تم اعتقاله بتهمة إطلاق صواريخ على العدو الصهيوني، هل هو لا يزال متهما بجريمة أم أنه أصبح في عداد "المواطنين اللبنانيين الذين لهم الحق في المقاومة للإحتلال ورد اعتداءاته واسترجاع الارض المحتلة"، وهل سنشهد في الأيام القادمة "سرايا المواطنة" تبعا لذلك؟". وختم الحوت: "لأنني ومن أمثل، لا نرغب في حجب الثقة عن حكومة شاركت عن قناعة في تسمية رئيسها...  ولأننا نعتقد أيضا بأن "الحكمة تقتضي في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها منطقتنا، أن نسعى إلى تقليل خسائرنا قدر المستطاع"، وأن ذلك يكون بالعمل لبناء دولة المواطن لا دولة الدول... ولأننا ما زلنا عند تخوفنا من أن تنقل المكونات المتناقضة تناقضاتها الى داخل الحكومة، ونموذج البيان الوزاري مثال على ذلك.... ولأن الحكومة لم تقارب في بيانها بوضوح قضايا وطنية أساسية مثل حروب البعض الخارجية... فإنني لن أعطي الحكومة الثقة وسأكتفي بالامتناع عن التصويت، افساحا في المجال للحكم على الأفعال وليس الأقوال واعدا أن أكون تجاهها ناصحا أمينا ومراقبا منصفا وداعما صادقا لكل ما هو في مصلحة الوطن والمواطن، ومعارضا لكل ما هو تجاوز لحقوق المواطنين أو لدولة القانون والمؤسسات التي نريد".

 

اقفال الطـرق رسـالة مزدوجة وتحذير "لمن يعنيهم الامر"

العين السورية على عرسال وسيناريو عبرا ممنوع تكراره

ضبـط الحـدود وظيفـة لبـنانية ام واجـب ســوري؟

المركزية- الى اين تتجه البلاد مع تمدد حال الفلتان الامني والتسيب وقطع الطرق استنادا الى قاعدة توازن الشغب على خلفيات سياسية او بالاحرى مذهبية لم تعد خافية على احد؟ سؤال يكاد يطرح على لسان كل لبناني عاين المشهد الميداني امس على امتداد المناطق التي تقطعت اوصالها ليلا بحفنة من الدواليب المشتعلة ردا على قطع طريق عرسال، ويختصر وجها بالغ الخطورة من وجوه الانزلاق الى فوضى مستشرية لم يعد لها من حد او رادع، بدليل ان قرارات كثيرة اتخذت سابقا في شأن منع قطع الطرق لم تسلك طريقها الى التنفيذ. وبدت الجهود الامنية والعسكرية لمنع التدهور الامني في سياق محموم مع الرسائل السياسية الموجهة "لمن يعنيهم الامر" عبر مسلسل قطع الطرق تحت عنوان عرسال ليست وحيدة في المواجهة واي مس بها سيطال الوطن بأسره، وسيناريو معركة عبرا الجنوبية لن يتكرر في عرسال البقاعية، وهو ما استدعى عقد اجتماع عاجل في قصر بعبدا اليوم برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة تمام سلام ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق وقادة الاجهزة العسكرية والامنية عرض الوضع الامني عموما وفي عرسال وطرابلس خصوصا واعطيت التوجيهات اللازمة لمعالجة المشكلات والتوترات والتفجيرات القائمة والخطوات اللاحقة. وتبدي اوساط سياسية في قوى 14 آذار قلقها من ان يكون حصار عرسال مقدمة لعمل امني اوسع ينطلق من توافد اللاجئين السوريين بالآلاف الى البلدة البقاعية ومن بينهم بحسب ما يقول النظام السوري وحزب الله الكثير من التكفيريين وعناصر من جبهة "النصرة" وتنظيم "داعش" بما قد يشكل مبررا لأي عمل عسكري سوري على البلدة تحت ستار عجز لبنان عن ضبط حدوده وحماية الامن في الداخل السوري من خطر المعارضين في عرسال. الا ان الاوساط سألت في هذا المجال عن اسباب تقاعس النظام السوري عن ضبط حدوده ومطالبة لبنان بتنفيذ المهمة، معتبرة ان الامر لا يناسب النظام لكون اقفال الحدود يعوق نسبيا حركة حزب الله من والى الداخل السوري. وذكرت بأن الرئيس سليمان كان اثار وجوب ضبط الحدود من خلال ترسيمها مع الرئيس السوري بشار الاسد الا ان سوريا ردت بوجوب بدء الترسيم من نقطة مزارع شبعا المتنازع عليها وبقي الملف عالقا عند هذه النقطة، علما ان المانيا عرضت في مرحلة سابقة ترسيم الحدود وضبطها عبر توزيع آلات سكانر ونشر قوات دولية لكن العرض ايضا ووجه بصد سوري فبقيت الحدود مفتوحة على شتى انواع العمليات غير القانونية من تهريب ونقل سلاح ومسلحين وصولا الى ما آلت اليه الامور راهنا فانقلب السحر على الساحر.

وتحدثت الاوساط عن محاولات بدأ يبذلها النظام السوري ومن يناصره في الداخل اللبناني من اجل اقفال الحدود بعدما دخل الى عرسال نحو 90 الف لاجئ وعبرت سيارات مفخخة الى مناطق بقاعية، بما اوجد المبرر لحزب الله بقطع الطريق في اللبوة، في حين ان هذه الذريعة تجافي الواقع لكون الحزب ومن يناصره يعتبرون ان عرسال تشكل شوكة في خاصرتهم يجب اقتلاعها، متناسين، بحسب اوساط 14 آذار ان الحزب هو المسؤول عن استجرار الحرب السورية الى الداخل اللبناني عبر قتاله في سوريا متخطيا التحذيرات والنصائح التي وجهت اليه من مغبة هذا العمل لكنه لم يأخذ بها لكون مشروعه الاقليمي ابعد من المصلحة الوطنية اللبنانية.

 

لا مشاورات قبل انعقاد الطاولة والدعوات توجه بعد الثقة والحـوار يبدأ من تصوّر سليمان للاسـتراتيجية الدفاعيـة

المركزية- جملة استحقاقات تنتظرها المرحلة المقبلة وتحديدا بعد نيل الحكومة الثقة، أولها انعقاد طاولة الحوار التي سيدعو اليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في 31 الجاري، على ان يوجه الدعوات الى الافرقاء الذين حضروا الحوار اخيرا بعد نيل الحكومة الثقة، يضاف اليهم رئيس الحكومة تمام سلام كما اعلن مصدر مطلع على سير اعمال طاولة الحوار لـ"المركزية"، موضحا ان هذه الطاولة هي استمرار للحوار السابق الذي اُدرجت على جدول اعماله مواضيع عدة".  وذكّر المصدر بوضع رئيس الجمهورية تصوّره للاستراتيجية الدفاعية التي كانت قيد المناقشة ويستمر النقاش فيها في الجلسات اللاحقة على ان يبدي الجميع برأيه وملاحظاته عليها".

واعلن المصدر "ان الحوار سيبدأ من هذا التصوّر، اي من مكان انتهائه اخيرا"، لافتا الى "ان الاستراتيجية الدفاعية تضم مواضيع عدة وهي لا تتعلق فقط بسلاح المقاومة، وبالتالي هذا هو المحور الاساسي للقاء الحوار، وفي ما بعد لا مانع من ان يطرح اي فريق اي موضوع يريد مناقشته على طاولة الحوار على ان يقترن بموافقة الجميع". وأكّد المصدر ان لا مشاورات قبل انعقاد طاولة الحوار، معلنا ان كل ما سيقوم به رئيس الجمهورية هو توجيه دعوة للافرقاء الذين حضروا الحوار اخيرا، اضافة الى رئيس الحكومة ".

وختم "الظروف والتطورات الاقليمية يفترض ان تجعل طاولة الحوار قرارا مفيدا وضروريا".

 

اندبندنت: صفقـة إطلاق راهبات معلولا أنجزت بمساعدة أحزاب لبنانية مسيحية

المركزية- أشارت صحيفة "اندبندنت" البريطانية في مقال تحت عنوان "إطلاق سراح الراهبات المختطفات بدأ يكلف النظام السوري"، إلى ان "راهبات معلولا يعتبرن من أثمن الراهبات في العالم"، مشيرا إلى انه "بالنسبه للرواية اللبنانية التي تتحدث عن الظروف التي أحاطت بإطلاق الراهبات السوريات المختطفات، فإن قطر دفعت للجماعات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد 40 مليون دولار اميركي، أما في سوريا، فإنهم مقتنعون بأن قطر دفعت مبلغاً أكبر من ذلك وهو 43 مليون دولار أميركي، أما إذا استمعنا إلى تصريحات الراهبات أنفسهن فإنهن يؤكدن بأنه لم يتم دفع أي مبلغ يذكر لجبهة النصرة مقابل الإفراج عنهن". ولفتت الصحيفة إلى أنه "من الغريب بمكان أن راهبات معلولا شكرن حال إطلاق سراحهن أحد القادة في جبهة النصرة وقطر كما أشدن بالرئيس السوري بشار الأسد"، مشيرا إلى ان "عدداً كبيراً من التقارير في دمشق يشير إلى أن صفقة إطلاق راهبات معلولا لم تنجز بسبب الأموال القطرية فقط، بل بمساعدة قدمتها أحزاب لبنانية مسيحية مناوئة للنظام السوري". وأوضحت انه "بالنسبه لهذه التقارير فإن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم هو الذي قاد العملية التفاوضية بين جميع الفرقاء، وهو الذي حاور بشجاعة ممثلين عن القاعدة في مخيم عين الحلوة في لبنان". وتساءلت عن عدم شكر الراهبات للجيش السوري إبان إطلاق سراحهن رغم إشرافه وتنسيق عملية الإفراج عنهن.

 

الجريدة": اسرائيل تتهم حزب الله بتفجير الجولان

المركزية- أفادت مصادر "الجريدة" الكويتية بأن "إسرائيل تتهم "حزب الله" بالوقوف وراء تفجير العبوة الناسفة بآلية عسكرية قرب بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة، في منطقة متاخمة لمزارع شبعا اللبنانية، وأن الحادثة كانت عبارة عن محاولة خطف جنود". ورأت المصادر أن التفجير كان محاولة من "حزب الله" للرد على الغارة التي استهدفت موقعاً له في سهل البقاع اللبناني قبل أسابيع.

 

الرياض": ساسة لبنان زايدوا على بلدهم بالإنتماء للخارج

المركزية- أشارت صحيفة "الرياض" السعودية الى ان "لبنان مركز الإشعاع الثقافي، والسياحي، والمجتمع الذي آوى جميع من أخرجتهم سلطاتهم بسبب مواقفهم السياسية، أو الثقافية، عصفت فيه الدورات الحادة بأقطار حولتها إلى بؤر الصدام العسكري مع المدني، ثم الطائفي فقامت الحرب الأهلية اللبنانية التي كانت ملتقى الصراعات العربية - العربية، والأجنبية - العربية، فدمر كل شيء بنته ما بعد مرحلة الإستعمار، والسبب أن ساسة لبنان في تلك المراحل، زايدوا على بلدهم بالإنتماءات للخارج واعتقدوا أن حلقات التآمر التي تنطلق منه، وتوسع دوائر الاستخبارات الأجنبية التي خططت لأن يكون مركز الحركة لها، يخدم الشرق والغرب ولبنان معاً، لكن عائد اللعبة الخطرة تسبب في إشعال الحرب الأهلية التي لم يتعاف منها حتى اليوم".

 

في الحازمية والطريق الجديدة

المركزية- عثر على المواطن غازي بيار طعمه (50 عاما) مقتولا خنقا داخل محله للخياطة في منطقة مار روكز في الحازمية. وعلى الفور، حضرت الى المكان القوى الأمنية والأدلة الجنائية والطبيب الشرعي وباشروا التحقيق في الحادث. وفي محلة الطريق الجديدة، عثر على المواطن عبد الرحمن الرفاعي الملقب بـ"ابو دراع"، جثة داخل سيارته المرسيدس "العمومية"، وهو مصاب بطلق ناري في رأسه، امام محطة الدنا في الطريق الجديدة. وحضرت القوى الأمنية الى مكان الحادث وباشرت تحقيقاتها.

 

وثائق سرية... نصر الله يطمئن إسرائيل!!

نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" المزيد من الوثائق الرسمية السورية التي يقول مركز "مسارات" الإعلامي المعارض وموقع "وثائق دمشق"، إنهما حصلا عليها من داخل أروقة النظام السوري، وهي تلقي الضوء بشكل واضح على ملف المعتقلين اللبنانيين والعرب في السجون السورية، بالإضافة إلى كواليس التحضير لمؤتمر "جنيف2" بين النظام وحلفائه.  وقد حصلت "الشرق الأوسط" على المحضر الكامل للقاء عقد بين نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في 23 أيار 2013، وهو اجتماع خصص لاستكمال البحث في المواضيع التي طرحت مع وزير الخارجية سيرغي لافروف قبل يوم من هذا الاجتماع.

 وحسب المحضر، حضر اللقاء من الجانب السوري أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية والمغتربين، ورياض حداد سفير سوريا في موسكو، ومن الجانب الروسي سيرغي فيرشينين مدير إدارة الشرق الأوسط.

 ويبدأ المقداد اللقاء بسؤال استفهامي حول دور الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي، فيرد بوغدانوف "الأخضر لم يشارك شخصيا في اجتماع أصدقاء سوريا لأنه يحاول أن يبرز أنه محايد وأنه يلعب دور الوسيط بين دمشق والمعارضة، وكان حزينا لتسليم مقعد سوريا والاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي وحيد وقال هذا غير واقعي.

لكن يبقى الإبراهيمي تحت تأثير الأوساط التي يعمل فيها في القاهرة ونيويورك وجنيف. وكان على وشك تقديم استقالته، وأنا عندما جلست معه كان مستاء بشكل كبير من التطورات، وأشار إلى أنه لا حل للأزمة لأن كلا الطرفين اعتمد على الحل الأمني والعسكري ولا توجد لديهما رغبة في الحوار أو التوصل إلى حلّ سلمي لأنهما يأملان في تحقيق النجاح عسكريا".

ويرد المقداد في ما يتعلق بالإبراهيمي قائلا "أعتقد أن هناك خطأ في آلية تحليله لما يجري في سوريا، فهو يؤمن بأن ما يحدث هو ربيع عربي ونتيجة أخطاء الأنظمة، ولم يدرك التفاوت في الأوضاع بين تونس واليمن ومصر والأوضاع في سوريا. أوقعه هذا التعميم وإعطاء الشرعية للربيع العربي في الخطأ في آلية ومضمون تحركه، أعتقد أن الحكمة خانت الإبراهيمي في التعامل مع الأزمة السورية، وهو لم يكتب حتى كلمة واحدة في تقريره الأخير الذي عرضه أمام مجلس الأمن عن البرنامج السياسي الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد وخصص صفحة فيه عما سماه المبادرة التي أطلقها معاذ الخطيب والتي وصفها "بالعظيمة"، تشعر كما لو أن هناك هيمنة من نوع ما على طريقة تفكيره. هو يعرف من خلال مكتبه في سوريا والاتصالات التي تجري معه وضع المعارضة السورية السيئ، وهو رفض اللقاء ببعض المعارضات الحقيقية على الأرض في سوريا لأنها ليست مع الولايات المتحدة الأميركية ولا الغرب، ولم يمارس الموضوعية في هذا الشأن".

من جانبه، قال بوغدانوف "يمكن أن نوافق على هذا التقييم لكن الإبراهيمي يتصرف كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة ولديه تكليف منه ومن العربي، لذلك هو شخصية غير مستقلة، والمزاج في الجامعة العربية معروف، وذلك يؤثر عليه، وهو لم يمارس النهج المستقل لكنه كشخص ليس سيئا".

بعدها يأخذ بوغدانوف دور محامي الشيطان، فيبدأ في مناقضة كلام المقداد منطلقا من رؤية الآخرين في المعارضة. يقول بوغدانوف "عندما زارنا وفد مجلس الشعب السوري تحدث عن الديمقراطية والانتخابات الحرة والنزيهة والحوار والدولة العادلة، لكن هذا يتطلب بعدا دوليا. مثلا أنتم تقولون لنا يمكنكم إرسال مراقبين أثناء الانتخابات. لكن الدول التي تقف خلف المعارضة تقول أي مراقب سيكون مراقبا من المخابرات والأمن السوري، فالضمانات لحرية التعبير عن الرأي والشفافية يمكن أن تتم عند خلق الظروف لذلك، فالنظام الذي يعتمد على المخابرات في مراقبة الانتخابات سيفوز فيها بنسبة تسعين في المائة".

فيرد المقداد بالقول "في آخر مقابلة إعلامية للسيد الرئيس سُئل هذا السؤال وأجاب بأننا نبحث عن آليات جديدة، وأنه يجب أن تجلس الحكومة والمعارضة لمناقشة الدستور وقانون الانتخابات، المهم أن يجلس هؤلاء لنجد آلية ضمان انتخابات نزيهة، فلماذا يحكمون مسبقا على آلية لم يتفق عليها حتى الآن؟".

 وبعد الانتقال إلى مأدبة الغداء يتدخل مسؤول إدارة الشرق الأوسط في موسكو، قائلا للمقداد "سألتقي مع الإسرائيليين خلال زيارتي، هل تريدون أن أنقل أي رسائل إلى الجهة الإسرائيلية؟". فرد المقداد "لا توجد رسائل من جانبنا للإسرائيليين، لا سيما بعد العدوان على جمرايا وقبلها على مطار دمشق الذي لم نعلن عنه في البداية، وقد أعلنوا عن ذلك بأنفسهم، وعلى الرغم من أن العدوان الثاني كان مدمرا فإنه لم يحقق أهدافه، فلم تكن هناك أسلحة لحزب الله كما ادعوا، وهذا يدل على ارتباط المسلحين مع الإسرائيليين، ومن الواضح أن هذه الاعتداءات تترافق مع الإنجازات التي يحققها الجيش نحو دمشق وحمص ودرعا ميدانيا. وكما تعلمون هناك اتصالات وتنسيق بين المعارضة وإسرائيل وهناك اجتماعات تعقدها المعارضة السورية مع الموساد الإسرائيلي".

 ويتدخل بوغدانوف بالقول "حضرت جزءا من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكان يرافقه رئيس الاستخبارات الذي قال إنهم أصبح لديهم في سوريا جواسيس موثوقون، وإن الإسرائيليين يعرفون ما يجري في سوريا بشكل كامل". فيرد المقداد: "إن رسالتنا إليهم هي أننا لن نسكت على أي عدوان جديد، وفي المرة القادمة إن ضربوا صاروخا فسنضرب عدة صواريخ، لن نسمح لهم باستغلال أوضاعنا وسنزود حزب الله بالأسلحة النوعية التي يحتاجها".

 فيجيبه فيرشينين "يؤكد الإسرائيليون أنهم لا يريدون التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا". عندها يقول المقداد: "يشنون الغارات علينا ويقولون ذلك، إن ما قاموا به أكثر من تدخل وأكبر من انتهاك". فيرد بوغدانوف "هم يقولون ذلك، وطلبوا نقل هذه الرسالة بأنهم لن يتدخلوا في الشأن السوري مع فريق ضد فرق آخر وأنهم يراقبون عن بعد. وعندما سألناهم لماذا تضربون سوريا أجابوا أنهم يضربون حزب الله، فسألناهم لماذا لا تضربونه في لبنان، فأجابوا بأن لديهم معلومات عن حزب الله في سوريا أكثر مما لديهم عنه في لبنان".

 ويتدخل فيرشينين في الحوار قائلا "من الواضح في البيان الختامي لما يسمى مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عُقد في عمان أنه تم التركيز على مشاركة عناصر من حزب الله في المواجهة في سوريا". عندها يرد المقداد "هم الذين دفعوا حزب الله أن يزج نفسه من خلال اعتداءات المتطرفين اللبنانيين في شمال لبنان على الحدود السورية وعلى اللبنانيين في القرى السورية واللبنانية".

 عندها يقول بوغدانوف "كان لي لقاء في بيروت مع رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حيث اجتمعت مع الأخير في منتصف الليل واستمر الاجتماع حتى الساعة الثالثة فجرا. قال لي إن الأصدقاء في سوريا هم الذين يحتاجون السلاح الآن، وتستطيعون أن تنقلوا للإسرائيليين أن أهدأ مكان في الدنيا هو على الحدود اللبنانية الجنوبية، لأن كل اهتمامنا منصب على ما يجري في سوريا، وأنه لا توجد لدينا نية لفعل شيء في هذه المنطقة (الحدود اللبنانية - الإسرائيلية). أدركت أن هذا لمصلحة إسرائيل لأن اهتمام حزب الله تحول إلى سوريا بدلا من إسرائيل فقط، وأنه أصبحت موارد حزب الله تستنزف في معارك سوريا".

 

دوليات

إسرائيل تواصل الاستعدادات لشن هجوم عسكري على إيران

تل أبيب – يو بي آي: كشف ضابطين كبيرين في الجيش الإسرائيلي عن أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون, أصدرا تعليمات للجيش بمواصلة الاستعدادات خلال العام الجاري من أجل شن هجوم عسكري ضد المنشآت النووية في إيران على الرغم من المحادثات بين طهران والدول العظمى. وذكرت صحيفة “هآرتس” على موقعها الإلكتروني, أمس, أن أقوال الضابطين وهما نائب رئيس أركان الجيش اللواء غادي آيزنكوت وقائد لواء التخطيط في شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة العميد يحزقيل آغاي, جاءت في سلسلة اجتماعات مشتركة للجنتي الخارجية والأمن والمالية في الكنيست, خلال شهري يناير وفبراير الماضيين واستعرض الضابطان خلالها تقارير بشأن خطة عمل الجيش الإسرائيلي من أجل إقرار ميزانية الأمن. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة أعضاء كنيست شاركوا في الاجتماعات وطلبوا عدم كشف هويتهم قولهم إن آيزنكوت وآغاي تطرقا إلى استعداد الجيش الإسرائيلي “لإحباط البرنامج النووي الإيراني

 

اشتون: المحادثات مع ايران مفيدة والجولة المقبلة في 7 نيسان و9 منه

قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون، اليوم ان المحادثات النووية بين ايران والدول الست الكبرى كانت "مفيدة وجوهرية"، مؤكد ان الاطراف سيلتقون في الجولة المقبلة في 7 نيسان و9 منه.

وصرحت للصحافيين في فيينا: "اجرينا مناقشات مفيدة وجوهرية غطت مجموعة من القضايا من بينها تخصيب اليورانيوم ومفاعل "اراك" والتعاون المدني النووي والعقوبات".

 

استنفار اسرائيلي على حدود لبنان وصولاً الى الجولان

نهارنت/سجّلت صباح الاربعاء، حالة من الاستنفار للجيش الاسرائيلي على طول الحدود الجنوبية للبنان، وصولاً الى جبهة الجولان السورية، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام". ولفتت الى ان هذا الاستنفار، تزامن مع حشودات آلية مدرعة اسرائيلية الى مزارع شبعا والجولان، وسط تحليق مكثف للمروحيات وطائرات الإستطلاع في اجواء هذه المناطق. وأضافت ان الطيران الاسرائيلي وسّع دائرته وصولاً الى اجواء مرتفعات جبل الشيخ المحاذية. وأعلن الجيش الاسرائيلي، أن قواته شنت غارات جوية على مواقع عسكرية سورية ليل الثلاثاء الاربعاء بعد ساعات على انفجار في الجولان ادى الى اصابة اربعة من جنوده. وتشهد مرتفعات الجولان توترا منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، الا ان الحوادث فيها بقيت طفيفة واقتصرت على اطلاق نار بالاسلحة الخفيفة او الهاون على اهداف للجيش الاسرائيلي الذي رد عليها في غالب الاحيان. وتحتل اسرائيل منذ 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها في قرار لم تعترف به الاسرة الدولية.

 

الجيش السوري: مقتل جندي وجرح 7 آخرين في غارة اسرائيل قرب الجولان

نهارنت/اعلن الجيش السوري ان الغارات التي شنها الطيران الاسرائيلي فجر الاربعاء على مواقع عسكرية في جنوب سوريا اسفرت عن مقتل جندي وجرح سبعة اخرين، محذرا من ان التصعيد الاسرائيلي يعرض "امن المنطقة واستقرارها للخطر"، بحسب ما جاء في بيان صادر عنه. وجاء في بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة "استهدف العدو الصهيوني صباح اليوم مواقع كوم الويسية ونبع الفوار وسعسع في محيط القنيطرة (جنوب) ما ادى الى استشهاد عنصر واصابة سبعة اخرين بجروح". كما اشار البيان الى ان "العدو الصهيوني قام بعد ظهر امس باطلاق عدد من قذائف المدفعية والدبابات والصواريخ المضادة للدروع بالقرب من قرية سحيتا وعلى المرتفع 1023 متسببا بوقوع خسائر مادية". وحذر البيان من "ان هذه المحاولات اليائسة للتصعيد وتوتير الموقف في هذه الظروف من خلال تكرار هذه الاعمال العدوانية من شأنها ان تعرض امن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على جميع الاحتمالات". وكان الجيش الاسرائيلي اعلن صباحا ان قواته شنت غارات جوية على مواقع عسكرية سورية ليل الثلاثاء الاربعاء طالت منشأة تدريب للجيش السوري ومقار عسكرية وبطاريات مدفعية.

وجاءت الغارات، بحسب الجيش الاسرائيلي، ردا على هجوم استهدف الجنود الاسرائيليين وانطلق من هذه المواقع. وكانت اسرائيل تشير الى انفجار عبوة ناسفة الثلاثاء في الجزء الذي تحتله من هضبة الجولان ما ادى الى اصابة اربعة جنود بجروح، ودفع الجيش الاسرائيلي الى رد فوري تمثل بقصف مدفعي لمواقع سورية في الجزء المقابل من الجولان.وتوعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو برد اسرائيلي "قوي". ولفتت قيادة الجيش السوري الى ان "هذا العدوان جاء متزامنا مع هجوم اعداد من الارهابيين من اتجاه الاردن على السجن المركزي في مدينة درعا (جنوب)". ورات "ان هذا العدوان الجديد ياتي في محاولة لصرف الانظار عن الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش العربي السوري وخاصة الانجاز الكبير في يبرود (ريف دمشق) الذي وجه ضربة صاعقة للتنظيمات الارهابية وداعميها وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني ولاعطاء جرعة معنوية للعصابات الارهابية التي تتهاوى". واكدت القيادة "عزمها واصرارها على مواصلة حربها على التنظيمات الارهابية والقضاء عليها". وسيطرت القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني الاحد في شكل كامل على يبرود، ابرز معاقل المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية قرب الحدود مع لبنان. وتشهد مرتفعات الجولان توترا منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، الا ان الحوادث فيها بقيت طفيفة واقتصرت على اطلاق نار بالاسلحة الخفيفة او الهاون على اهداف للجيش الاسرائيلي الذي رد عليها في غالب الاحيان. وتعد اسرائيل وسوريا في حالة حرب رسميا. وتحتل اسرائيل منذ 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها في قرار لم تعترف به الاسرة الدولية. وكالة الصحافة الفرنسية

 

قراءة في البيان الوزاري لحكومة تمام سلام

خيرالله خيرالله/المستقبل

ذابت «المقاومة» في بيان وزاري لحكومة لبنانية جديدة. انه بيان يستطيع كلّ طرف قراءته على طريقته. ولكن يبقى أن البيان، بيان حكومة تمّام سلام، يتضمن ايجابيات عدة في مقدّمها التخلص من صيغة «الجيش والشعب والمقاومة». لم تكن تلك الصيغة سوى نسخة معدّلة لاتفاق القاهرة الموقع بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1969، مع فارق يتمثّل في حلول السلاح السوري والايراني، الايراني أوّلاً، مكان السلاح الفلسطيني.

اضافة الى التشديد على القرار الرقم 1701 واعلان لبنان مرّة اخرى «الالتزام الكامل» به، هناك للمرة الأولى منذ العام 2000، تاريخ الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، تأكيد لمرجعية الدولة اللبنانية. هناك ذكر للدولة اللبنانية بصفة كونها صاحبة الحق في تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة، أي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر.

لم يستجب البيان الوزاري لصيغة طرحها رئيس مجلس النوّاب الرئيس نبيه برّي كانت تشير الى اعتماد الدولة اللبنانية على «الوسائل المتاحة» لتحرير الأرض. كانت تلك الصيغة طريقة لايجاد غطاء، بطريقة أو بأخرى، للسلاح غير الشرعي لـ»حزب الله» الذي ليس في نهاية المطاف سوى لواء في «الحرس الثوري» الايراني يتصرّف بعناصره اللبنانية وفق ما تمليه عليه طهران التي لا ترى في لبنان سوى ورقة بين أوراق عدّة صالحة للاستخدام والتوظيف في خدمة مصالحها.

يستعيد لبنان سيادته وقراره الوطني خطوة خطوة. لا شكّ أن البيان الوزاري لحكومة «المصلحة الوطنية» ليس واضحا ما فيه الكفاية. هناك اعتراضات على بعض النقاط. لكنّه يظل أفضل من بيان الحكومات السابقة، خصوصا حكومة «حزب الله» التي كانت برئاسة نجيب ميقاتي. شكّلت تلك الحكومة التي فرضها سلاح «حزب الله»، الموجه الى صدور اللبنانيين العزّل، ذروة الانصياع للمطالب الايرانية ولكلّ ما يطمح اليه النظام السوري في الوقت ذاته، على حساب كلّ ما له علاقة بكرامة اللبنانيين، خصوصا أهل السنّة والمسيحيين.

هل يعني البيان الوزاري شيئا باستثناء تاكيده رغبة اللبنانيين في التخلّص من السلاح الميليشيوي لحزب مذهبي مرجعيته غير لبنانية؟ قد لا يستجيب كلّيا لطموحات اللبنانيين في وقت يركّز «حزب الله» على تحرير القدس عن طريق يبرود بعدما تبيّن أن الاولوية بالنسبة اليه ولغيره من هذا النوع من الاحزاب هو الانتماء المذهبي. في النهاية، لا يمكن ليبرود الّا ان تاخذ الحزب الى بلدة أو مدينة سورية أخرى، تماما كما أخذته القصير الى يبرود...

لن يقود تحرير يبرود الى القدس أو لشيء من هذا القبيل. مثل هذا النوع من»التحرير» لا يقود سوى الى التغوّل أكثر في دماء لشعب السوري. وهذا ليس في مصلحة لبنان واللبنانيين أو سوريا والسوريين.

يستطيع «حزب الله» استخدام البيان الوزاري لتأكيد أن هناك كلمات وردت في النص تخدم سلاحه الموجه الى صدور اللبنانيين قبل السوريين. هذا السلاح هو الذي يمنع وجود حياة سياسية طبيعية في لبنان. هذا السلاح الذي يمنع العرب من المجيء الى لبنان والاستثمار فيه. هذا السلاح الذي ينشر البؤس في بيروت وفي كلّ مدينة وبلدة وقرية لبنانية ويهجّر معظم الشباب اللبناني.

بعض الجرأة أكثر من ضروري. التضحية بشبان لبنانيين من خيرة شبّان البلد ليس شجاعة. تكمن الشجاعة في الاعتراف بأن الانتصار الذي تحقّق في يبرود ليس سوى وهم. تقضي الشجاعة بالاقتداء بالشجعان. فقد امتلك الرئيس سعد الحريري ما يكفي من الجرأة والشجاعة وقبل الجلوس مع «حزب الله» في حكومة واحدة على الرغم من أنه يعرف تماما من قتل والده. قدّم المصلحة الوطنية على كلّ ما عداها. انه يدرك تماما ما على المحكّ حاليا وأن المطلوب اليوم قبل غد الحدّ من الاضرار التي يمكن أن تلحق بلبنان جراء استمرار الوضع السوري على حاله.

كيف العمل على تحصين لبنان؟ يفترض في «حزب الله» أن يطرح على نفسه هذا السؤال بدل التباهي بادخال كلمة «مقاومة» في البيان الوزاري، خصوصا أنه يعرف قبل غيره أن كلّ شيء انتهى بعد «الانتصار المجيد» الذي حققه في حرب صيف العام 2006 والذي توّج بصدور القرار 1701. من يقرأ نص القرار، الذي وافق «حزب الله» على كلّ حرف فيه، نظرا الى حاجته وقتذاك الى وقف للنار، يعرف جيّدا أن الوجود المسلّح لقوى غير نظامية لبنانية في المنطقة التي تشكّل مسرح عمليات القوة الدولية، يصبّ في غير مصلحة لبنان. انه يصبّ بكل بساطة في ابقاء الجنوب جرحا ينزف خدمة لأولئك الذين ابتدعوا صيغة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بعد الانسحاب الاسرائيلي في السنة 2000 من أجل ابقاء لبنان ورقة ايرانية- سورية وأهل الجنوب رهينة لدى «حزب الله».

كان ذلك ارتكابا لا يخدم في نهاية المطاف سوى اسرائيل التي لم تعترض يوما على غياب الجيش اللبناني عن جنوب لبنان وذلك منذ ما قبل نشوء «حزب الله». كان ذلك أيضا ارتكابا لمصلحة النظام السوري الذي لم يكن لديه من هدف سوى المتاجرة بالجنوب اللبناني وأهله والتأكّيد في الوقت ذاته على أن جبهة الجولان المحتل مغلقة باحكام. أخيرا كان هذا الارتكاب طموحا ايرانيا نظرا الى أن هذا البلد الذي يعتبر نفسه قوّة اقليمية يريد ايجاد خط تماس بينه وبين اسرائيل يعقد من خلاله صفقات مع «الشيطان الاكبر» الاميركي و»الشيطان الاصغر» الاسرائيلي على حساب لبنان واللبنانيين.

ليس البيان الوزاري سوى خطوة متواضعة على طريق استعادة لبنان قراره. انه أفضل من لا شيء. لكنّه يؤكّد أن المقاومة اللبنانية مستمرّة وأن ثقافة الحياة لا يمكن الا أن تنتصر على ثقافة الموت التي ترى في الانتصار على يبرود وقتل السوريين بديلا من الانتصار على اسرائيل وفي افقار لبنان وتعطيل الحياة السياسية والاقتصادية فيه «ممانعة»، نعم «ممانعة»!

 

الحصار .. تطويع أم تجويع؟

يوسف دياب/المستقبل

يبدو أن معركة يبرود التي حسمها «حزب الله» عسكرياً لمصلحته، في مواجهة غير متكافئة عديداً وعتاداً، لن تتوقف عند هذا الحدّ، فهي مستمرة في أكثر من ميدان سواء في الداخل السوري باتجاه بلدات فليطا ورنكوس وغيرهما، وداخلياً بحجة مطاردة المسلحين الذين فروا من يبرود الى الجرود الفاصلة بين لبنان وسوريا.

قد يكون مفهوماً أن يواصل «حزب الله» حربه في منطقة القلمون بذريعة تنظيفها من «التكفيريين»، بهدف القضاء على آخر جيوبهم، محاولاً وضع حدّ لتصدير السيارات المفخخة وقوافل الانتحاريين الى لبنان وتفجيرها في مناطقه وداخل بيئته التي تدفع الفاتورة الأكثر كلفة ثمن انخراطه في القتال في سوريا. لكن ما هو غير مفهوم ما يحضّره الحزب في الداخل، وتحديداً لبلدة عرسال عبر محاصرتها سياسياً وعسكرياً، سواء بضخّ كم هائل من المعلومات المضللة في إعلامه، وتخيير أبناء هذه البلدة بين الاستسلام، أم عبر العمل العسكري الذي يبدو شبه حتمي بحسب ما يسرّب في إعلام الحزب، ووفق المعطيات الميدانية على الأرض التي تتجلّى في الحصار المحكم من كل الاتجاهات وعزلها جغرافياً وأمنياً عن محيطها، وصولاً الى فرض حصار غذائي، وكأن الهدف تحويلها وأهلها الى «يرموك» جديد.

الخطير في الأمر أن سياسة الحصار والتجويع التي لا يجيدها إلا «حزب الله» وحليفه بشار الأسد، لن تتوقف عند هذا الحدّ، فالمعطيات تفيد بأن ما يجري هو مقدمة لمعركة عسكرية، يتخذ «حزب الله» مطاردة المسلحين داخل عرسال ذريعة لها، وهو ما روّج له إعلام الحزب على أثر سقوط يبرود في قبضته، على اعتبار أن عرسال هي الخاصرة الرخوة التي يسهل استفرادها والانقضاض عليها، وتدفيعها ثمن تأييدها للثورة السورية، وإيواء عشرات آلاف النازحين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.

إن هكذا مغامرة إن حصلت، وهي شبه واقعة تعدّ خطأ استراتيجياً، وستكون لها تداعيات خطيرة وخطيرة جداً على الداخل اللبناني أولاً، والمدخل الواسع لإشعال الفتنة السنية ـ الشيعية التي كان يزعم «حزب الله» طيلة السنوات الماضية أنه لا يريدها ويدعي العمل على وأدها، وهي قبل هذا وذاك ستفتح لبنان على شتّى أنواع المخاطر لأسباب عديدة أهمها:

أولاً: إن الإصرار على ضرب عرسال سواء بالحصار والتجويع وحرمانها من الأدوية والمياه والكهرباء، أم بمعركة عسكرية، سينسف كل العلاقات التاريخية بين هذه البلدة ومحيطها، وسيقضي على النسيج الاجتماعي والتعايش الذي تميزت به هذه المنطقة في كل تاريخها.

ثانياً: إن معركة من هذا النوع لن تجعل من عرسال لقمة سائغة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لن تقتصر عندها المواجهة على عرسال وحدها، بل هي مرشحة للامتداد في كل مناطق البقاع المتداخلة، وربما تفتح المنطقة ومعها البلد ككلّ على أزمة قد يعرف «حزب الله« كيف بدأت لكنه لا يعرف كيف ومتى تنتهي.

ثالثاً: إذا كان الحزب يعتقد بأن التجويع وقطع الطرق سلاح فعّال أو فتاك لتطويع خصومه أو «أعدائه» في الداخل كما يصوّر الآخرين، فإنه سيتجرّع الكأس نفسها، وهذا ما ظهرت ملامحه في ردود الفعل التي عُبِّر عنها وتمثّلت في قطع طرق تعلبايا والمصنع في البقاع والعبدة في عكار وصولاً الى قطع طريق الجنوب بيروت في منطقة السعديات، وهو ما يشكّل مصدر قلق لـ»حزب الله» وجمهوره، ولن يكون بمقدوره ضبط هذه الأمور إن توسّعت لأنها بلا شكّ ستؤدي الى عزل مناطقه عن بعضها البعض جزئياً أو كلياً.

رابعاً: إن مجازفة من هذا النوع ستفتح الباب على أسئلة كثيرة عن دور الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى، ومدى قدرتها على منع «حزب الله» من اللجوء الى الخيار المرّ في بلدة كانت تصرخ منذ الأشهر الأولى للثورة السورية وتطالب الجيش بالانتشار على الحدود، لوضع حدّ لاعتداءات النظام السوري عليها، ونزع الذرائع التي يسوقها هذا النظام و»حزب الله»، وأن تنظّم مسألة دخول النازحين السوريين، كي لا تتحوّل الى نوع من الفوضى.

هذا الواقع عبّر عنه بوضوح نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي، الذي أوضح لـ»المستقبل» أن «عرسال محاصرة منذ أربعة أيام، عبر قطع الطريق التي تربط البلدة باللبوة، والمؤسف أن حاجز الجيش الموجود على الطريق التي تربط عرسال برأس بعلبك قطع هذه الطريق ومنع أياً كان من الدخول إلى عرسال أو الخروج منها». وأكد أن «البلدة بدأت تعاني نقصاً كبيراً في الخبز والطحين والمواد الغذائية، وهذا ما يهدد سكان عرسال البالغ عددهم ما بين 35 و40 الف نسمة، عدا عن حوالى 100 ألف نازح سوري«. مناشداً المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التدخل لإنقاذ اللاجئين السوريين المهددين بأمنهم من جهة وبالموت من الجوع من جهة ثانية».

وأشار الى أن «إقفال طريق سعدنايل وتعلبايا والعبدة جاء رداً على محاصرة عرسال، والمؤسف أن الجيش أعطى إنذاراً ومهلة قصيرة قبل أن يلجأ الى فتحها بالقوة، في حين أنه لا يحرك ساكناً تجاه حصار عرسال».

وقال فليطي: «نحن مستعدون لأي مبادرة، حصلت اتصالات من قبل رئيس الحكومة ووزير الداخلية، مع بعض الفاعليات في البقاع للمعالجة، ونحن نعلن أن أحداً لا يتحدث باسمنا، إذا أرادوا الاجتماع بنا فنحن مستعدون شرط أن يفتحوا طريق اللبوة ليذهب وفد رسمي، ولسنا مستعدين للتسلل من طرق فرعية». وعمّا إذا كان يتخوّف من عمل عسكري، ذكّر فليطي بأن «حزب الله يعرف أن هكذا مغامرة ستكون مكلفة، وربما يتفادى هكذا معركة مع عرسال، لكن لا نستبعد أن يقصف البلدة بوابل من الصواريخ ويزعم أن مصدر القصف الجانب السوري».

 

ما المنتظَر من الحكومة السلامية؟

علي حماده/النهار      

اليوم تصبح حكومة الرئيس تمام سلام حكومة مكتملة الأوصاف والصلاحيات والمهمات. وإذا كان البيان الوزاري الضحل استلزم أكثر من عشر جولات متتالية من اجتماعات لجنة الصياغة، فإن الأهم من اللعب على الكلمات هي المهمات التي سوف تتصدى لها حكومة يمكن أن تعيش شهرين أو تعمر سنوات إذا ما جرى إدخال البلاد نفق الفراغ الرئاسي من جديد. لذا يجب أن تنحصر أولوية الحكومة في خفض مستوى التوتر في البلاد للسماح للمواطنين العاديين بالتقاط أنفاسهم من جديد. من أولى مهمات الحكومة السلامية التصدي للأزمة الاقتصادية وإن بخطوات محدودة وهادفة عبر إيلاء المسألة المعيشية الاهتمام الأكبر. ويمكن التحرّك اقتصادياً أقله بالتنسيق مع الهيئات الاقتصادية والنقابات ووضع خطة طوارئ قصيرة المدى لإنعاش الأسواق اللبنانية. ويمكن على سبيل المثال التوجه صوب المجتمع المالي الدولي مرة جديدة من أجل تفعيل عدد من القروض الممنوحة للبنان في "باريس 2" و"باريس 3" على قاعدة أنه أصبح للبنان حكومة ائتلافية. أكثر من ذلك على الحكومة أن تجمع طرفي الانتاج في لبنان حول طاولة مستديرة للخروج بميثاق اقتصادي – اجتماعي يؤسس لإمكانية إقلاع الاقتصاد اللبناني.

على الرئيس تمام سلام أن يسارع الى القيام بجولة عربية تقوده أولاً الى دول مجلس التعاون الخليجي، على أن تبدأ بالسعودية من أجل وضع أسس لتطبيع العلاقات مع هذه الدول بعدما أصابها عطب كبير في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي السابقة. ولتمام سلام مكانة كبيرة، وسمعة ممتازة في جميع تلك الدول بما يمكنه من تغيير مناخات سلبية قامت وترسخت مدى ثلاث سنوات. وتكون جولة سلام تمهيداً لعودة قريبة للعرب الى لبنان، بشرط أن يتحسن الوضع الأمني عموماً. وعلى الحكومة أن تواصل التحضير مع رئيس الجمهورية لبرنامجح تسليج الجيش اللبناني بدءاً من المنحة السعودية، والسعي لدى دول عربية أخرى لاي منح مماثلة من شأنها أن ترفع جهوزية الجيش بالعتاد الثقيل. واجتماع روما المقبل المتعلق بدعم الجيش اللبناني يفترض أن يكون دافعاً اضافياً لحث الدول العربية القادرة على تقديم دعم كبير الى لبنان وجيشه.

وعلى الحكومة أن تعتبر نفسها مجيشة من أجل اتمام الاستحقاق الرئاسي أولاً وقبل أي استحقاق آخر. وللحكومة أن تساهم في تأمين مناخات تسهل حصوله عبر سلسلة من الخطوات تؤدي الى خفض منسوب التوتر في البلاد، مثل التعجيل في تطبيق خطة أمنية طارئة لمدينة طرابلس، وحماية عرسال، فضلاً عن أن قيادة الجيش اللبناني مطالبة بأن تتنبه الى محاولات بعض ضباطها المخترقين أمنياً لتوريط الجيش مع شرائح أساسية من الشعب. وهنا مهمة الحكومة ولا سيما وزيري الدفاع والداخلية في فرض هيبتهما على المؤسسات الأمنية من جيش وأمن داخلي للحد من خطورة الاختراقات.

 

مقالات  رأيان يتجاذبان أقطاب 14 آذار: المشاركة مع "حزب الله"... أو المقاطعة

اميل خوري/النهار

إذا كان مطلوبا من "حزب الله" ان يختار بين السلطة والمقاومة، فانه مطلوب من قوى 14 آذار ان تختار هي ايضا بين ان تشارك في السلطة مع "حزب الله" او ترفض المشاركة معه وتقرر المقاطعة اذا لم يلتزم الاتفاقات والبيانات الوزارية. الواقع أن قوى 14 آذار يتجاذبها موقفان: موقف اتخذته "القوات اللبنانية" يرفض المشاركة مع "حزب الله" لا في جلسات هيئة الحوار ولا في الحكومة اذا ظل لا يلتزم سياسة أي حكومة وفاتحا على حسابه لمصلحة مشروع اقليمي ترعاه ايران، وقد أثبتت التجارب ذلك منذ عام 2005، فلا هو اعترف بنتائج انتخابات 2005 و2009 لأن قوى 14 آذار فازت بالاكثرية النيابية فيهما، وحال الحزب دون تشكيل حكومة من هذه الاكثرية وانتخاب رئيس للجمهورية من صفوفها. وكان للحزب ما يريد تحت طائلة التهديد بالشارع أو بالامتناع عن المشاركة في أي حكومة ما لم يؤخذ بشروطه فتصبح عندئذ حكومة غير ميثاقية. وها ان الحزب لم يسحب مقاتليه من سوريا التزاما منه لسياسة النأي بالنفس المترجمة لـ"اعلان بعبدا" ولا وافق على استراتيجية دفاعية تضع ضوابط لاستخدام سلاحه، ولا سلّم المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، ولا المتهم بمحاولة اغتيال الوزير والنائب بطرس حرب للتحقيق معهم، ولا يلتزم حتى مضمون البيانات الوزارية التي يصير اتفاق عليها ولا قرارات هيئة الحوار عملا بقول أركان فيه: "اكتبوا ما تشاؤون ونحن نفعل ما نشاء"... فأصبح تشكيل الحكومة مع الحزب وبشروطه مشكلة والاتفاق على البيانات الوزارية معه مشكلة ايضا بحيث صار البحث عن عبارات ملتبسة ترضي الجميع وتبقى مبهمة ليفسرها كل طرف كما يريد، والنتيجة ان الحزب لا يلتزم ما لا يعجبه في هذه البيانات، واذا وافق عليها فمن باب المجاملة والمسايرة فقط وللخروج من المأزق. أما الموقف الآخر داخل قوى 14 آذار فهو مخالف لموقف "القوات اللبنانية" إذ يرى ان المشاركة مع "حزب الله" في حكومة واحدة يظل أفضل من عدم المشاركة فيتصرف الحزب عندئذ على هواه ويهيمن على الدولة كما حصل في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي اذ كان في الامكان الحد من ذلك لو أن قوى 14 آذار شاركت فيها للجم ما تستطيع لجمه، وهذا الموقف يذكّر بمقاطعة المعارضة انتخابات 1992 احتجاجا على اجرائها في ظل الوجود العسكري السوري في لبنان وكان من رأي البعض المشاركة فيها لأن المعارضة داخل مجلس النواب تظل أفعل من المعارضة خارجه.

لقد حصل اختلاف داخل قوى 14 آذار حول المشاركة في الحكومة مع "حزب الله" فقررت "القوات اللبنانية" وحدها عدم المشاركة وحجب الثقة عن الحكومة على رغم مشاركة حلفاء لـ"القوات" فيها وإن لم يؤثر ذلك على وحدة 14 آذار، كما لم يؤثر على هذه الوحدة الاختلاف على قانون جديد للانتخابات النيابية.

إن قوى 14 آذار ستظل تواجه موقفا حرجا عند تشكيل أي حكومة إذ انها تصطدم بشروط "حزب الله" ومن معه، فالمشاركة معه تثير الخلاف اذا تمت بشروط الحزب، وعدم المشاركة يثير خلافا ايضا اذا لم يرجع الحزب عن شروطه، وهو في كل الحالات لا يتقيد بما هو مكتوب في البيانات اذا قضت سياسته والسياسة الاقليمية بذلك وما دام يعتبر ان ليس أرخص من الحبر سوى الورق...

واذا كان الصراع بين 8 و14 آذار منذ عام 2005 الى اليوم مر بمطبات خطرة فكيف السبيل الى انهاء هذا الصراع كي يعيش لبنان بأمن وأمان واللبنانيون بأمل مع بدء عهد رئاسي جديد؟

يرى سياسي مخضرم ان هذا الصراع لن يتوقف ما دامت الحرب في سوريا لم تتوقف كي يصير في امكان "حزب الله" الانسحاب منها والقبول باستراتيجية دفاعية تضبط سلاحه وبضبطه يعود التوازن الداخلي الذي أصابه الخلل بوجود هذا السلاح، ويعود مع عودة هذا التوازن حكم لبنان بسياسة اللاغالب واللامغلوب التي تحقق استقرارا دائما وثابتا.

لذلك ينبغي أن يستمر التعايش بين قوى 8 و14 آذار لأنه تعايش لا بد منه أو كان شرا لا بد منه، ما دام ليس في استطاعة أحدهما إلغاء الآخر او الاستغناء عنه، فتجربة حكومة الفريق الواحد التي تألفت برئاسة ميقاتي كانت افشل من حكومات الفريقين التي يبقي عليها توازن الخوف وتحد بالتالي ما أمكن من الضرر ولجم اندفاع أي فريق في الاتجاه السلبي المقلق للجميع. والتعايش بين 8 و14 آذار لا بد منه ولو في الحد الادنى من التفاهم لأنه لا يمكن تشكيل حكومات لا يتمثل فيها فريق من دون آخر لئلا تفقد صفة الميثاقية، وإن زواجا بالاكراه يظل أفضل من الطلاق... ومعالجة هذا الوضع الشاذ لا تكون بالتحدي والاستفزاز انما بالصبر والانتظار الى ان تنجلي صورة الوضع في سوريا كي يصير في الامكان رسم سياسة في لبنان ترسخ الوحدة الوطنية وتصون السلم الاهلي، سياسة تعتمد صيغة تحقق التعايش بين مختلف مكونات لبنان اذا تعذر تحقيق عيشها الواحد، إذ لا يعقل أن يظل لبنان يعيش على التسويات فلا يشكل الحكومات الا بتسوية ولا يضع بياناتها الوزارية الا بتسوية ولا يبت القضايا المهمة الا بتسوية ولا يفسر المبهم الا بتسوية... والخلاف على كلمة واحدة يقيم الدولة ولا يقعدها.