المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 آذار/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس مرقس02/من01حتى12/شفاء المخلع

*حسن نصرالله يعلن الانتصار ويدعوا كل اللبنانيين وكل العرب للإستسلام

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في خطاب نصرالله الذي طالب اللبنانيين بالإستسلام والرضوخ للإحتلال الإيراني/عناوين أهم الأخبار/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 29 آذار/14

*نشرة أخبارنا الإنكليزية

*شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين/الياس بجاني

*طبخة طباخها المطران سمير مظلوم هي طبخة بحص من مقالع محور الشر السوري-الإيراني/الياس بجاني

*مرشحون للرئاسة ما لهم وما عليهم/الياس بجاني

*التوقيت الصيفي في لبنان يبدأ منتصف هذه الليلة،السبت

*لواء أحرار السنة تبنى تفجير عرسال

*الجيش: 3 شهداء و4 جرحى في انفجار عرسال

*6 عسكريين بين شهيد وجريح في انفجار عرسال

*مروحية سورية تغير على منطقة الجبان على أطراف بلدة عرسال

*تشييع المؤهل الأول الشهيد بطرس البايع في كفردلاقوس

*3 شهداء من الجيش اللبناني وأكثر من 6 جرحى في تفجير انتحاري على حاجز الجيش في عرسال

*قيادة الجيش نعت الجندي الحاج حسن والمجندين همدر والعويك

*مقتل امرأة وطفل على حاجز للجيش في عرسال

*رفعت وعلي عيد غادرا لبنان

*حكومة "الصحوات" اللبنانية: مواجهات سنّية-سنّية في طرابلس بيروت وعرسال!

*أوباما يختتم زيارته للسعودية ويغادر الرياض

*أوباما يختتم زياته للسعودية بلفتة صغيرة الى حقوق الانسان

*القوات السورية تسيطر على بلدتي رأس المعرة وفليطة في منطقة القلمون

*الجيش يتأهب لحركة نزوح كثيفة من سوريا الى جرود عرسال ويصادر 20 سيارة من مرائب لسامي الأطرش

*فلتشر بيدي قلقه من "توطين السوريين في لبنان"

*الرئيس الجميل بعد لقائه بري: الاستحقاقات الداهمة خطيرة

*ابو كسم: رسالة الراعي الى سلام خاصة ووطنية ومهمة الوفد الفاتيكاني في لبنـــــان انسانية

*بيان لقاء بكركي: للاسراع باجراء الانتخابات الرئاسية بوقتها وفق الأصول الدستورية

*الاقطاب الموارنة يدعون لرئيس "وفق الاصول" ومسؤول بكركي الاعلامي: الـ4 مرشحون

*مذكرات توقيف وجاهية بحق 6 من موظفي الضمان الاجتماعي بتهم اختلاس وتزوير

*الجيش يتحضر لـ"ساعة الصفر" في طرابلس وريفي: قد تكون "الفرصة الأخيرة"

*من الدولة يوقف عصابة لادخال سوريين خلسة الى لبنان

*قوى الامن داهمت منزل الاطرش في عرسال وضبطت 6 سيارات مسروقة

*رئيس الجمهورية عرض مع الأحدب الأوضاع في طرابلس

*جنبلاط: البعض نسـي ان هنـاك عدوا اســرائيليا نأمل ان ينتج الحوار روحا رياضية للحفاظ على لبنان

*اجراءات اسرائيلية مشددة على الحدود الجنوبية: سنضرب اي جسم متحرك مشبوه

*الفلسطينيــون يحيـون "يوم الارض" غدا: تأكيد الحياد عن التجاذبات السياسية والامنية

*خمسة قتلى جدد لـ”حزب الله” في سورية

*قوات الأسد وميليشيات “حزب الله” تسيطر على بلدتين في القلمون

*هيئة التنسيق تدعو إلى اضراب عام

*سمير جعجع المرشح المستحيل للرئاسة اللبنانية لا يهادن ولا يناور

*دوفريج: متفائل بترشيح 14 آذار لجعجع ولا أرى عون رئيسا قويا

*في يبرود خسرت سورية وانتصر «حزب الله»... وفي كسب أيضاً/حازم الامين/الحياة

*الحوثيون على خطى حزب الله/حسان حيدر/الحياة

*أميركا وتوسعها في مساعدة المعارضة السورية/ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط

*الراعي في حفل إطلاق مؤلفات كمال الحاج: الحقيقة اللبنانية وحدها تقودنا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري

*نصرالله: مصرون على الانتخابات الرئاسية ولا نسعى إلى أي فراغ لا تنتظروا تحولات الأوضاع في المنطقة وتعالوا لنعالج مسائلنا الآن

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس مرقس02/من01حتى12/شفاء المخلع

عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت. فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله. فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال. وبِسَبَبِ الجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ المُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه. ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: «يَا ٱبْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!». وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم: لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا الرَّجُلُ هكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟. وفي الحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا في قُلُوبِكُم؟ ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ؟ ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لٱبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا عَلَى الأَرْض»، قالَ لِلْمُخَلَّع: لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!. فقَامَ في الحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا البَتَّة!».

 

الزوادة الإيمانية/تأملات إيمانية في الأحد الخامس من الصوم الكبير، أحد شفاء المخلع
النص/شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين/الياس بجاني/30 آذار14
بالصوت/شرح لخلفية وعبر ومعاني عجيبة شفاء المخلع/الياس بجاني/30 آذار/14


حسن نصرالله يعلن الانتصار ويدعوا كل اللبنانيين وكل العرب للإستسلام
بالصوت/قراءة للياس بجاني في خطاب نصرالله الذي طالب اللبنانيين بالإستسلام والرضوخ للإحتلال الإيراني/عناوين أهم الأخبار/14

نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 29 آذار/14

English LCCC News bulletin For March 298/14نشرة أخبارنا الإنكليزية

من ضمن عناوين النشرة/تعاسة الراعي ومظلومه في السياسة ومعهما الفرسان الموارنة الأربعة الحالمين وهماً في كرسي بعبدا/النفاق والتشاطر في بيان لقاء بكركي للفرسان الأربعة/قراءة في خطاب نصرالله الإستكباري والمنسلخ عن الواقع/زيارة أوباما إلى السعودية والتوقعات والدور الإيراني المتعاظم/حرتقات بري الرئاسية/قراءة تعليقنا الذي تناول رئاسة المظلوم لإجتماع الفرسان الموارنة الفاشل/ وضعية المسيحيين المفككة/واقع نواب مجلسنا الخانعين والوكلاء/خطة طرابلس الأمنية/متفرقات

 

شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

الياس بجاني

إن فرائض الصلاة من اجل الآخرين على مختلف أنواعها، خصوصاً من أجل الذين هم بحاجة إلى مساعدة وتعاضد ومعونة، أكانوا من الأهل والأقرباء، أم من البعيدين والغرباء، هي بالواقع طقوس دينية ووجدانية تحاكي حنان ورحمة ومحبة الخالق القادر على كل شيء. كما أنها تعبر بأسلوب عملاني وروحي عن قوة وصلابة وعمق إيمان ورجاء من يقوم بممارسة هذه الفرائض من أجل غيره لعلمه الأكيد أن الله أب للجميع وهو رحوم ومحب وغفور ويسمع ويستجيب لمن يلجأ إليه ويسعى إلى رحمته ويطلب معونته.

في الأحد الخامس من أحاد الصوم الكبير نقرأ في كنائسنا المارونية من إنجيل القدّيس مرقس (2/1-12) واقعة عجيبة شفاء المخلع: "ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام، فسمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: يا بني، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم، فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيما أيسر، أن يقال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك أقول: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل، حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط ثم خرج أيضا إلى البحر. وأتى إليه كل الجمع فعلمهم"

هذه العجيبة في جوهرها اللاهوتي تبين لنا بما لا يقبل الشك أن الشفاعة والصلاة والتضرعات من أجل الآخرين مقبولة عند الله ومستجابة لدية. فالمخلع كما جاء في إنجيل القديس مرقس لم يسعى للشفاء، ولا طلب المعونة والرحمة، ولا سأل المغفرة من خطاياه، مع أن المسيح كما يقول العديد من اللاهوتيين كان يأتي إلى بلدة كفرناحوم باستمرار حيث يعيش هذا الشخص المصاب بالشلل الذي يفتقر إلى الإيمان والرجاء وبعيداً عن الله.

وما هو لافت أيضاً في هذه العجيبة أن أهل وأقرباء وأصحاب المخلع هذا، أو ربما بعض من تلاميذ المسيح نفسه هم من أمنوا أن الرب قادر على شفاء هذا المُقعد منذ 38 سنة بمجرد أن يلمسه، فحملوه ودفعهم إيمانهم القوي إلى اختراق الجموع والصعود إلى سقف البيت وفتح كوة فيه وإنزاله مربوطاً إلى فراشه من خلالها إلى حيث كان يجلس المسيح وطلبوا منه شفائه. إيمان هؤلاء القوي وثقتهم المطلقة بقدرة الرب وبرحمته دفعتهم للقيام بما قاموا به من أجل شفاء المخلع، فحقق لهم المسيح طلبهم مقدراً فيهم قوة إيمانهم.

وبما أن الخطيئة هي عذاب وموت أبدي في نار جهنم، ولأن آثامها ومغرياتها وفخاخها هي التي تُقعِد الإنسان في قيمه وأخلاقه وإيمانه، وتقتل فيه أحاسيسه وتخدر ضميره ووجدانه وتشله وتبعده عن خالقه وعن تعاليمه وطرقه القويمة، فقد غفر السيد المسيح خطايا المخلع أولاً، ومن ثم شفاه من علة الشلل وقال له: "قم أحمل فراشك وأذهب".

إن الله لا يرد خائباً من يطلب معونته بإيمان وثقة، وباهتمام كبير ومحبة أبوية خالصة يصغي لصلاتنا ولطلباتنا ويستجيب لها، وهو القائل: "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له" (متى 07/07-08).

من هنا فإن فرائض الصلاة من أجل الغير أحياء كانوا أم أموات، أحباء أم أعداء، قريبين أم بعيدين، هي فرائض مقبولة ومستجابة عند الله الذي هو محبة وأب حنون لا يرد سائلاً ولا يترك محتاجاً دون أن يسعفه.

جاء في إنجيل القديس متى (11/28): "وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه". وقال القديس يعقوب في رسالته (5/15): "وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له".

في الخلاصة، إن الصلاة لمن هو بحاجة لها فرض وواجب على كل مؤمن وتقي ومحب وغيور، وخصوصاً الصلاة من أجل خلاص الواقعين في التجارب الإبليسية وأفخاخ الخطيئة، ومن أجل غير القادرين عقلياً على استيعاب الأمور وتقدير عواقب الخطيئة، من مثل المرضى النفسيين والعقليين، وفاقدي القدرة على الحركة والنطق.

إن عجيبة شفاء المخلع ليست الوحيدة في الإنجيل التي يجترعها المسيح وتلاميذه والقديسين استجابة لطلب غير المعنيين بالأمر، إنما هناك عجائب أخرى كثيرة مماثلة منها استجابة يسوع لطلب قائد المئة في بلدة كفارناحوم حيث شفى غلامه من مرض الفالج (متى08/ 05-13 )، ويسوع أيضاً أقام ليعازر من القبر وأعاده إلى الحياة بناء لطلب شقيقتيه مريم ومرتا (يوحنا 11/1-44). من هذا المفهوم الإيماني الراسخ يمكن فهم طلب المؤمنين في صلواتهم شفاعة السيدة العذراء وبركات كل القديسين.

لنصلي من أجل شفاء كل ضعيف وعاجز أكان هذا الضعف جسدياً أو إيمانياً أو أخلاقياً، والله الذي هو محبة لا يرد لمن يسأله بإيمان أي طلب.

لنصلي ونطلب من الرب يسوع أن يحررنا من مغريات الأرض الفانية، ومن أجل أن يساعدنا لنسعى إلى اكتساب القيم الروحية والإيمانية والثقافية والاجتماعية.

لنصلي ونطلب من يسوع أن ينقي ضمائرنا وقلوبنا، ويحررنا من شرور أطماعنا ونزوات غرائزنا، وأن يعطينا نعمة التواضع لنكون رسل محبة وحرية وعدالة، ودعاة سلام ووئام.

يا رب في هذا الأحد المقدس، أحد عجيبة شفاء المخلع، أعطنا القوة والصبر لنرتضي العار في هذه الدنيا الترابية الفانية، راجين منك ومستغفرين ألاّ يسود وجهنا الخجلُ في يوم الحساب الأخير.

إن الله يرانا ويسمعنا وموجود إلى جانبنا ومعنا دائماً، فلنتكل عليه ونخافه في كل أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا.

 

طبخة طباخها المطران سمير مظلوم هي طبخة بحص من مقالع محور الشر السوري-الإيراني

الياس بجاني/29 آذار/14/من المعروف أن تعريف الوهم المرّضي في علم الطب النفسي هو: فكرة خاطئة لا تعتمد على حقائق ووقائع وبعيدة عن التحقيق والمنطق، بل مستحيلة التحقيق كونها لا تتوافق مع إمكانيات حامل الوهم. من هنا نحن نرى أن الاجتماع الذي ترأسه المطران سمير مظلوم أمس في بكركي وحضره العماد عون والرئيس الجميل والنائب فرنجية وأيضاً انضم إليه البطريرك الراعي هو اجتماع وهم لا أكثر ولا أقل.

هو عبثي 100% ولن يحقق أي نتائج بالمرة وربما لهذا السبب برأينا (دون أن يكون لدينا معطيات)لم يشارك فيه الدكتور جعجع شخصياً. لماذا هو عبثي ومجرد وهم؟ باختصار لأن المطران سمير مظلوم ومعه البطريرك الراعي كما فرنجية وعون هم جميعاً مصطفين سياسياً في قاطع محور الشر السوري الإيراني وهذا اصطفاف ليس سراً ولا هم يخجلون منه أو ينفونه، وهذا لمحور يحتل لبنان. أما الرئيس الجميل فهو صياد فرص سياسية وبالتأكيد لن يترك هكذا فرصة تفوته.  بالمنطق والعقل لا يُعقل أن يُوحِّد الموارنة على موقف وطني وسيادي واستقلالي من الرئاسة الأولى لا الراعي ولا مظلومه وهما في السياسية يغردان خارج ثوابت الصرح البطريركي.

للذين اجتمعوا في بكركي أمس نقول، احترموا عقولنا وارحموا اللبنانيين ولا تغرقوهم في أوهام وأحلام يقظة، فانتم للأسف فاقدون المصداقية الوطنية والسياسية وحرية القرار وبالتالي فاقد الشيء لا يعطيه.

إن اللبناني المظلوم بقادته السياسيين والروحيين لا يطلب منكم ذبيحة وهو يذبح على أيديكم، بل يطلب منكم رحمة فارحموه ... وسامحونا

خبر الاجتماع كما نشره موقع القوات/خاص: مجتمعو بكركي يطلعون جعجع على بيانهم

علم موقع “القوات اللبنانية” انه بعد تعذّر حضور رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع لاسباب امنية الاجتماع في الصرح البطريركي في بكركي الذي ترأسه المطران سمير مظلوم مساء الجمعة وحضره رئيس حزب “الكتائب ” الرئيس أمين الجميل، رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، ورئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية، والذي انضم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليه في وقت لاحق وترأسه، تم التواصل مع جعجع

 

مرشحون للرئاسة ما لهم وما عليهم

الياس بجاني

*روبير غانم مثقف ولديه خبرة وابن قائد سابق للجيش إلا أنه رمادي وتنقصه الجرأة رغم كل مميزاته الأخرى

*ميشال عون أسوأ ماروني لتولى الرئاسة لا يشبهنا نحن الموارنة بشيء هو قليل الإيمان وخائب الرجاء وعديم الوفاء ومتلون ومنافق وتاجر ضميره ميت

*بكل علاته وهي كثيرة سليمان فرنجية يتميز بصدقه وبعدم تلونه أو بنقل بارودته من كتف لأخر. نعارضه  100% كونه ملتحق بنظام الأسد غير اننا نحترمه ووصوله إلى الرئاسة يعني عودة الاحتلال السوري

*جان عبيد مرشح الأسد وبري وحزب الله وهو بعثي ملتزم وكان من الندماء الذين يحبهم حافظ الأسد ويرتاح لهم ولإخبارهم ولرواياتهم. اسدي بامتياز

*العماد جان قهوجي: لا شيء في سجله يؤهله لتولي رئاسة الجمهورية. نعم لا شيء

*الدكتور جعجع أكثر قوة وأكثر تأثيراً في موقعه الحالي، في حين أن الرئاسة تضعفه وبالتالي لا يجب أن يسعى إليها، بل أن يعمل على ايصال من يثق به

*ميشال سليمان لم ينجز أي شيء عملي خلال رئاسته ولم يفي بوعده باستعادة أهلنا من إسرائيل. لا يجب التجديد له والفراغ قد يكون أفضل من بقاءه رئيساً

*فارس بويز لا يصلح للرئاسة وهو صهر تمت تجربته في عهد عمه الراحل الهراوي وكان ملحقاً بنظام الأسد وأداة طيعة بيده

*الرئيس أمين الجميل أخذ فرصته الرئاسية وكانت كارثية وبالتالي المؤمن أي اللبناني لا يجب أن يسمح لنفسه أن يلدغ من الجحر مرتين

*روجيه ديب، نعم ماروني ونعم كان وزيراً قواتياً، ونعم كتب كتاباً إلا أنه شرد والتحق بالراعي وقتل كل ماضيه. غير جدير بالرئاسة

*بطرس حرب رمادي وغير ملتزم بمواقف هو تنازل عنها لدخول حكومة سلام ومن يتنازل عن القليل يتنازل عن الكثير

*رياض سلامه ناجح وممتاز في عالم المال وهذا لا يعني مطلقاً أنه سوف يكون كذلك في سدة الرئاسة، علماً انه لا بارد ولا ساخن في السياسة بل فاتراً وهذا أمر مخيف.

لبنان لا يزال تحت الاحتلال

بالطبع رئاسة الجمهورية مهمة جداً للمسيحيين وللبنان ولأنها هكذا قوى الاحتلال تصادرها منذ نهاية عهد الرئيس الجميل وتولي عليها مرتزقة ومرتهنين يخدمون مصالحها ويمكن براحة ضمير القول أن لحود والهرواي وإلى حد كبير سليمان هم من هذه الخامة مع فروقات الزمن ليس إلا. البعض يبجل لسليمان علماً أنه خيار الرئيس حافظ الأسد حيث كان عديله جبران كورية مستشاراً له وذكاه لقيادة الجيش ومن ثم للرئاسة ومواقف سليمان الأخيرة بقيت كلها كلام دون أفعال.  24 سنة رئاسية كانت خلالها الرئاسة مختطفة ورهينة وكل التمني أن لا تستمر في وضعيتها هذه للسنوات الست المقبلة. نحن بحاجة إلى رئيس ماروني بشيري الهوى والنوى وغير حزبي وغير مرتهن لأي جهة وإلا سنبقى في ظل رئاسة لا تمثلنا ولا هي لبنانية

 

التوقيت الصيفي في لبنان يبدأ منتصف هذه الليلة،السبت

نهارنت/يبدأ التوقيت الصيفي اعتباراً من منتصف ليل السبت على أن تقدم الساعة ساعة واحدة مع الدقيقة الاولى من يوم الأحد. وكان قد اصدر الامين العام لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، مطلع الشهر الجاري، مذكرة رقم 59/م، تتعلق ببدء العمل بالتوقيت الصيفي. وتلفت المذكرة الى انه "عملا بقرار مجلس الوزراء رقم (5) تاريخ 20/8/1998 المتعلق بتقديم التوقيت المحلي ساعة واحدة خلال فصل الصيف إعتبارا من منتصف ليل آخر سبت - أحد من شهر آذار ولغاية منتصف ليل آخر سبت - أحد من شهر تشرين الأول من كل عام".

 

لواء أحرار السنة تبنى تفجير عرسال

وطنية - أعلن "لواء أحرار السنة"، عبر تويتر، تبنيه للتفجير الانتحاري الذي استهدف حاجزا للجيش في محلة العقبة في خراج عرسال.

 

الجيش: 3 شهداء و4 جرحى في انفجار عرسال

وطنية - صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه، البيان الآتي:

"بتاريخه الساعة 19,00 أقدم أحد الانتحاريين على تفجير نفسه بسيارة مفخخة نوع كيا لون أسود عند وصوله إلى حاجز للجيش في منطقة وادي عطا- عرسال، ما أدى إلى سقوط 3 شهداء و4 جرحى في صفوف عناصر الحاجز، وقد فرضت قوى الجيش طوقا أمنيا حول المكان فيما بوشرت التحقيقات اللازمة".

 

6 عسكريين بين شهيد وجريح في انفجار عرسال

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام حسين درويش، ان المعلومات الأولية أشارت إلى وقوع 6 عسكريين بين شهيد وجريح في الانفجار الانتحاري الذي استهدف نقطة متقدمة للجيش باتجاه الحدود السورية، في منطقة عقبة الجرد في خراج بلدة عرسال، وهي النقطة التي تم عبرها تحرير راهبات معلولا.

 

مروحية سورية تغير على منطقة الجبان على أطراف بلدة عرسال

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك حسين درويش أن مروحية سورية تغير على منطقة الجبان على أطراف بلدة عرسال.

 

تشييع المؤهل الأول الشهيد بطرس البايع في كفردلاقوس

وطنية - زغرتا - شيعت قوى الأمن الداخلي وبلدة كفردلاقوس في قضاء زغرتا، المؤهل الأول بطرس البايع، الذي استشهد برصاص مجهولين في طرابلس، بمأتم رسمي وشعبي في كنيسة سيدة لورد في البلدة.

تراس صلاة الجنازة النائب العام على أبرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور، بمشاركة لفيف من الكهنة. والقى جبور عظة في المناسبة اشار فيها الى مزايا الراحل الشاب، والى "الحياة المؤمنة المسيحية الهادئة التي كان يعيشها في حياته"، والى اخلاصه للمؤسسة التي ينتمي اليها ولعائلته الصغيرة وللوطن. وبعد القداس تقبلت العائلة وأصدقاء الراحل، التعازي من الحضور في قاعة الكنيسة.

 

3 شهداء من الجيش اللبناني وأكثر من 6 جرحى في تفجير انتحاري على حاجز الجيش في عرسال

استشهد 3 عسكريين في الجيش اللبناني وأصيب 3 آخرين في انفجار سيارة مفخخة آتية من الجهة السورية كان يقودها انتحاري عند حاجز للجيش في وادي عطا في خراج بلدة عرسال. وأفاد مراسل "النهار" أن سيارات الصليب الأحمر تتوجه الى مستشفيات البقاع، مشيراً الى أن اجراءات مشددة ينفذها الجيش عند الحدود في عرسال واستنفار في محيط مراكز الجيش في المنطقة. ولفتت الوكالة الوطنية للاعلام الى ان مروحية عسكرية انطلقت من قاعدة رياق الجوية في اتجاه عرسال، لمساعدة فرق الانقاذ بالوصول الى مكان الانفجار والعمل على نقل الجرحى والشهداء. كما ويمنع الجيش اللبناني اهالي منطقة عرسال من التوجه الى جرود البلدة حيث وقع التفجير. يذكر أن طريق بعلبك - حمص الدولية شبه خالية بعد التفجير. وتبنى حساب "لواء أحرار السنة-بعلبك" عبر "تويتر" التفجير الانتحاري الذي استهدف حاجز الجيش في عرسال. وقال في تغريدة "لواء أحرار السُنّة بعلبك يتبنى العملية البطولية التي إستهدفت الجيش الصليبي في عرسال ويعتبر هذه العملية ثأراً لدماء الشهيد سامي الأطرش". يشار الى أن مخابرات الجيش نفذت منذ أيام عملية دهم في بلدة عرسال، حيث وقع اشتباك ادى الى اصابة الاطرش بجروح خطرة وما لبث ان فارق الحياة. ولفتت مجموعة "لواء أحرار السنة-بعلبك" الى أن "حذرنا منذ أيام أن ممارسات الجيش الصليبي التي تستهدف أهل السُنّة في لبنان لم تعد مقبولة". وأكد أن "لواء أحرار السُنّة بعلبك يعتبر أن الأيام المقبلة سوف تحمل العديد من هذه العمليات الجهادية المباركة وما هذا سوى أول الغيث"

 

قيادة الجيش نعت الجندي الحاج حسن والمجندين همدر والعويك

نعت قيادة الجيش، الجندي الشهيد محمود ابراهيم الحاج حسن والمجندين الممددة خدماتهما الشهيد حسين سهيل همدر والشهيد عبد القادر محمد العويك، الذين استشهدوا من جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف حاجز الجيش في منطقة عرسال مساء اليوم.

وفي ما يلي نبذة عن حياة كل منهم:

الحاج حسن

الجندي الشهيد محمود ابراهيم الحاج حسن:

- من مواليد 9/9/1990 شمسطار - بعلبك.

- تطوع في الجيش بتاريخ 30/7/2013.

- حائز على تهنئة العماد قائد الجيش مرة واحدة.

- الوضع العائلي: عازب.

- رقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد.

همدر

المجند الشهيد حسين سهيل همدر:

- من مواليد 22/6/1991 برج البراجنة.

- تطوع في الجيش بتاريخ 3/11/2010.

- حائز على تنويه وتهنئة العماد قائد الجيش مرة واحدة.

- الوضع العائلي: عازب.

- رقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد.

العويك

المجند الشهيد عبد القادر محمد العويك:

- من مواليد 1/2/1989 حارة الفوار - زغرتا.

- تطوع في الجيش بتاريخ 29/11/2012.

- الوضع العائلي: عازب.

- رقي إلى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد.

 

مقتل امرأة وطفل على حاجز للجيش في عرسال

الوكالة الوطنية     أفيد عن مقتل امرأة وطفل على حاجز للجيش في عرسال. وفي التفاصيل ان سيارة بيك آب، لم يمتثل سائقها لأوامر الحاجز بالتوقف، فأطلق عناصر الحاجز النار باتجاه البيك آب، ما أدى إلى مقتل طفل وإمرأة وجرح شاب في رجله، وقدم تم نقل الجثتين والجريح إلى مستشفى الرحمة في عرسال.

 

رفعت وعلي عيد غادرا لبنان

 كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن النائب السابق علي عيد غادر لبنان وأصبح في سوريا، كذلك أكّدت المصادر عينها أن الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي رفعت علي عيد غادر أيضا جبل محسن ليلا ورجح ان يكون قد غادر عبر معابر غير شرعية الى سوريا ومنها الى الولايات المتحدة الأميركية حيث عائلته علما انه حاصل على الـ”Green Card”.وتجدر الاشارة الى أن بحق النائب السابق علي عيد مذكرات توقيف في قضية تفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، وفيما لم تؤكد هذه المعلومات بعد، لم يصدر حتى الساعة اي نفي من قبل الحزب العربي الديمقراطي او احد المعنيين، علما وانه في السابق ولدى انتشار هكذا معلومات كان يأتي النفي سريعا من قبل الحزب. فهل هذا يعني ان علي ورفعت عيد هربا من لبنان قبل ساعات من تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس ؟ وفي سياق متصل اوقف الأمن العام عند نقطة العبودية في عكار قائد محور المشارف في جبل محسن المدعو سليمان علي سعيد المعروف بالأباتشي والمطلوب بمذكرات بحث وتحر.

 

حكومة "الصحوات" اللبنانية: مواجهات سنّية-سنّية في طرابلس بيروت وعرسال!

خاص بـ"الشفاف"/نجح حزب الله في استدراج تيار المستقبل الى مواجهة سنية – سنية، بحيث أصبحت الحكومة الحالية بوزرائها الامنيين تشبه حكومة " الصحوات" في العراق، ولمن لا يعرف فـ"الصحوات" هم عناصر مسلحة بقيادة احمد ابو ريشه في الانبار والفلوجة، أنشأها الجيش الاميركي في العراق من العشائر الاسلامية السنية، لمحاربة الاصوليين الارهابيين. وتضيف المعلومات ان حكومة الرئيس تمام سلام اعدت خططا امنية لطرابلس وعرسال وبيروت وسوف يبدأ التنفيذ في طرابلس يوم الاحد في حين ان عرسال يتم تطبيق خطة امنية فيها من دون إعلان، حيث قتل المطلوب سامي الاطرش منذ ايام اثناء مداهمة للجيش اللبناني في البلدة، وتم توقيف عدد آخر من السوريين واللبنانيين في إطار العملية عينها التي قتل فيها الاطرش. تزامنا تشير المعلومات الى ان حزب الله قد يسمح بموازاة تنفيذ خطط امنية في طرابلس وعرسال بتنفيذ مداهمات في بلدة بريتال الشيعية معقل الشيخ صبحي الطفيلي، الامين السابق لحزب الله، خصوصا ان الحزب لم يغفر للطفيلي قوله "إن الذين يقتلون في سوريا من عناصر ومسلحي الحزب الالهي في سوريا ليسوا شهداء"، وهذا ما اثار حفيظة الحزب.

وتضيف ان حزب الله سوف يسمح بمداهمات في بريتال تطال عصابات سرقة السيارات وانصار الشيخ صبحي الطفيلي، من دون التعرض للشيخ الطفيلي نفسه.

وأشارت المعلومات الى ان حزب الله، وفي مقابل ان تتعهد الحكومة بتطبيق خطتها الامنية في المناطق التي تثير ريبته، خصوصا جرود عرسال التي يعتبر انها مصدر السيارات التي استهدفت مراكزه ومقار ايرانية، رفعَ الغطاء عن مسلحي جبل محسن. فقد أشارت آخر المعلومات الى فرار النائب السابق علي عيد ونجله رفعت من جبل محسن الى خارج لبنان وبدء عمليات المداهمة وتوقيف المطلوبين على ان تستكمل الخطة في باب التبانه، حيث اصدر المدعي العام الجزائي اكثر من مئة مذكرة توقيف بحق مسلحين ومخلين بالامن في طرابلس. وتشير المعلومات الى ان الخطط الامنية والتوقيفات سوف تتواصل في مناطق السنّة وسوف تبقى القوى الامنية عاجزة عن توقيف "القديسين" المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومحمود حايك المتهم بالتورط في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، والحاجة حياة العوالي والشيخ عباس زغيب وسواهم من المتورطين بخطف مواطنين اتراك وقطع الطرقات. وتتخوف المعلومات من ان يتحول الصراع من حزب الله ومن يسمونهم بالتكفيريين والارهابيين، الى صراع بين الجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى والتكفيريين، على ان يتفرغ حزب الله لمعركته في سوريا وتتعهد القوى الامنية الرسمية بمكافحة الارهاب الذي استجلبه حزب الله الى لبنان بعد تورطه في دماء السوريين.

 

أوباما يختتم زيارته للسعودية ويغادر الرياض

الرياض – فرانس برس/اختتم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، زيارته للمملكة العربية السعودية، وغادر الرياض، بحسب ما أفادت موفدة "العربية". وكان أوباما أبلغ العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء الجمعة أن المصالح الاستراتيجية للبلدين ستبقى "متوافقة"، بحسب ما نقل مسؤول أميركي بعد لقاء بين الرجلين. وسعى أوباما إلى طمأنة الملك عبدالله  بأنه سيدعم مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين وسيرفض إبرام اتفاق سيئ مع إيران خلال زيارة تهدف إلى تهدئة مخاوف المملكة من تداعي التحالف القائم بين البلدين منذ عقود. كما أكد الرئيس الأميركي الذي طار بالهليكوبتر إلى مخيم الملك بالصحراء، أهمية علاقة واشنطن مع المملكة خلال اجتماع استمر ساعتين ركز على الشرق الأوسط ولكنه لم يتناول الطاقة أو حقوق الإنسان. وفي العام الماضي حذر مسؤولون سعوديون كبار من "تحول كبير" عن واشنطن بعد خلافات شديدة بشأن استجابتها لانتفاضات "الربيع العربي"، وسياستها إزاء إيران وسوريا، حيث تريد الرياض دعماً أميركياً أكبر لجماعات المعارضة. وقال مسؤول أميركي للصحافيين بعد الاجتماع إنه على الرغم من أن الزعيمين ناقشا "الاختلافات التكتيكية" فقد اتفقا على أن المصالح الاستراتيجية للبلدين لا تزال متوافقة. وقال المسؤول "أعتقد أنه كان من المهم الحصول على فرصة للقدوم لرؤيته (الملك عبدالله) وجهاً لوجه وتوضيح مدى إصرار الرئيس على منع إيران من امتلاك سلاح نووي." وأضاف أن الاجتماع كان فرصة للتأكيد للملك "أننا لن نقبل باتفاق سيئ وأن التركيز على القضية النووية لا يعني أننا غير مهتمين بأنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة أو لا نركز كثيراً على المسألة." السعودية: ندعو لعدم اختزال موضوع إيران في النووي فقط في المقابل، قال زهير الحارثي عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى إن القمة السعودية الأميركية التي جمعت العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما كانت قمة مصارحة وإعادة تقويم للعلاقات بين البلدين على خلفيات ملفات المنطقة. وأضاف أن الرياض تريد أن تدرك واشنطن حجم المخاطر والتحديات التي تحيط بالمنطقة، مما يستدعي من واشنطن إعادة النظر بسياستها. كما أكد الحارثي في لقاء مع قناة "العربية" أن السعودية لا تريد اختزال موضوع إيران بمسألة الملف النووي فقط, بل تريد أن تسمع من واشنطن ما الضمانات التي قدمتها لها إيران بشأن هذا البرنامج، مشيراً إلى أن السعودية تريد إعادة الحيوية لعلاقتها مع واشنطن لكن على ضوء تفاهمات واضحة وصريحة.

 

أوباما يختتم زياته للسعودية بلفتة صغيرة الى حقوق الانسان

اختتم الرئيس الاميركي باراك اوباما زيارته الى السعودية السبت بلفتة الى المدافعين عن حقوق الانسان بعد ان حاول طمانة الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الموقف الاميركي حيال ايران وسوريا. وقبل مغادرته الرياض الساعة 11 (0800 تغ) التقى اوباما الناشطة الاجتماعية السعودية مها المنيف في احد فنادق الرياض لتسليمها جائزة "اشجع امراة" التي منحتها وزارة الخارجية الاميركية قبل اسابيع.  لكن المنيف لم تكن حاضرة في حفل توزيع الجوائز في وزارة الخارجية الاميركية انذاك برعاية الاميركية الاولى ميشيل اوباما. واشاد بجهودها اثناء التقاط الصور بينما كان يسلمها الجائزة قائلا "لاقناعهم (السعوديون) بان هذه المسالة ستحقق اهمية على المدى الطويل".

واضاف "نحن فخورون كثيرا جدا بك ونكن امتنانا لك نظرا لما تفعلينه هنا". والمنيف هي المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني وعضو في الشبكة العربية لحماية الطفل من الإيذاء وتبذل جهودا لمكافحة العنف الأسري والعنف ضد الأطفال. كما انها ساهمت في وضع تشريع يحظر العنف الاسري في المملكة، حيث تسود قيم اجتماعية وافكار دينية متشددة. والجائزة التي تقدمها الخارجية الاميركية تمنح للمدافعين عن حقوق الإنسان والمساواة والتقدم الاجتماعي. وتحمل المنيف بكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الملك سعود.

وقد التقى اوباما العاهل السعودي لساعتين في روضة خريم قرب الرياض خصصت في غالبيتها للمواضيع التي اثارت خلافات بين الطرفين في الاشهر الماضي، الحرب الاهلية في سوريا والمفاوضات مع ايران حول ملفها النووي. لكن اوباما لم يبحث اوضاع حقوق الانسان مع الملك بحسب ما قال مسؤول اميركي ليل الجمعة السبت. واوضح مسؤول اميركي دون ذكر اسمه "لدينا الكثير من القلق الجدي حول اوضاع حقوق الانسان فيما يخص النساء والحريات الدينية وحرية التعبير كما ان بعض القوانين التي اقرت اخيرا تطرح اسئلة حول قدرة الناس على التعبير عن ارائهم بحرية".

ولدى الالحاح عليه بسؤال حول امتناع اوباما عن اثارة هذه المسالة مع الملك، اوضح المسؤول ان اللقاء كان مخصصا لملفات جيوسياسية كبيرة في المنطقة. واضاف "هناك اختلافات في وجهات النظر في علاقتنا مع الرياض بينها مسالة حقوق الانسان". وتابع "لكن نظرا للوقت الذي استغرقه الحديث عن سوريا وايران، لم يتمكنا من التطرق الى ملفات اخرى وليس فقط مسالة حقوق الانسان". لكن الناشطة الحقوقية في المنطقة الشرقية من المملكة نسيمة السادة عبرت لفرانس برس عن خيبة املها ازاء عدم تطرق اوباما لمسالة حقوق الانسان. وقالت في هذا الشان ان اللقاء بين اوباما والمنيف كان "مناسبا له سياسيا لكنه لم يوجه الرسالة الحقيقية للمراة السعودية من حيث المطالبة بحقوقها". واضافت "لقد وعد باثارة موضوع المراة لكنه لم يفعل ليس هذا ما كنا نامله من زيارته". واوضحت السادة "كنا تامل لقائه وفدا من الناشطات في المجتمع المدني لشرح اوضاع المرة وحقوق الانسان بشكل افضل". كما انتقد مسؤول السعودية في منظمة العفو الدولية "فشل" اوباما في طرح قضية حقوق الانسان خلال لقائه الملك. وقال في هذا الصدد ان "زيارة اوباما شكلت فرصة لكي يتحدث عن التمييز ضد النساء وقمع الناشطسن وحرية التعبير". واضاف ان "فشله في ابداء القلق حيال الاوضاع المزرية لحقوق الانسان في السعودية مخيب للامال".

وفي السياق ذاته، لبى عدد قليل من النساء دعوة ناشطات الى قيادة السيارة السبت. وقالت عزيزة اليوسف لفرانس برس "لقد قمت بقيادة سيارتي لبعض الوقت في شارع العليا في الرياض"، مشيرة الى عدة نساء قمن بقيادة السيارة في العاصمة ومناطق اخرى ايضا . وقد وجهت الناشطات في وقت سابق الدعوة لقيادة السيارة لكنها تصادفت مع زيارة اوباما. وقالت الناشطة مديحة العجروش لفرانس برس امس ان "الموعد تم تحديده مسبقا لكنه تزامن مع الزيارة بمحض الصدفة". واضافت ردا على سؤال "انه موعد شهري لقيادة المراة للسيارة منذ انطلاقة حملة القيادة في 26 تشرين الاول الماضي واصبح بمثابة الرمز لتحركنا". وكان التجاوب خجولا في المرات السابقة مع دعوة ناشطات لقيادة السيارات بهدف اعادة اطلاق حملة المطالبة بمنح النساء الحق في قيادة السيارة. واطلقت ناشطات سعوديات عريضة في ايلول الماضي تدعو النساء الى قيادة السيارات في 26 تشرين الاول. الا ان الناشطات، تفاديا منهن للصدام مع السلطات، التزمن قرار المنع الذي صدر عن وزارة الداخلية لكنهن اكدن عزمهن على مواصلة الحملة. ورغم قرار المنع، قادت نساء عديدات السيارات في مدن المملكة ما دفع الشرطة الى تحرير مخالفات بحقهن. وكان المتحدث باسم الوزارة اللواء منصور التركي اعلن لوكالة فرانس برس انه ليس مسموحا للنساء بقيادة السيارات في السعودية. وقال محذرا "من المتعارف عليه في المملكة السعودية ان قيادة المرأة للسيارة ممنوعة وسنطبق القوانين في حق المخالفات ومن يتجمهر تأييدا لذلك". والسعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات. وتحتاج النساء لموافقة محرم أو ولي امر، والد او شقيق او زوج او ابن عم، للسفر والعمل والزواج. وكالة الصحافة الفرنسية.الشرق الأوسط

 

القوات السورية تسيطر على بلدتي رأس المعرة وفليطة في منطقة القلمون

نهارنت/صرح مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس ان القوات النظامية سيطرت صباح اليوم السبت على بلدتي راس المعرة وفليطة في منطقة القلمون شمال العاصمة السورية والمتاخمة للحدود اللبنانية.

وقال المصدر للوكالة ان "الجيش قام صباح اليوم بالسيطرة على بلدتي راس المعرة وفليطة بعد ان قضت على اخر فلول المجموعات الارهابية المسلحة فيها". واشار الى ان "ذلك جاء استكمالا لعملية غلق الحدود مع لبنان بوجه الارهابيين وتدفق السلاح اليهم"، مؤكدا ان "اي انجاز يحقق في هذا المجال يساهم بتضيق الحدود بنسبة اعلى واقلها المعابر الرئيسية التي تمر منها الاليات". لكن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن اكتفى بالحديث "عن تقدم كبير للقوات النظامية في المنطقة بدون ان يكون هناك سيطرة كاملة عليها". ويسعى النظام السوري الى تامين الحدود اللبنانية بشكل كامل واغلاق كل المعابر مع لبنان التي يتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها كطرق امداد مع مناطق متعاطفة معهم في شرق لبنان. كما يقول حزب الله ان السيارات المفخخة التي استهدفت مناطق نفوذه في الاشهر الماضية، تم تفخيخها في يبرود وادخلت الى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية ذات الغالبية السنية. وتعد رأس المعرة وفليطة الى جانب رنكوس وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية، اخر المعاقل التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة بعد ان تمكنت القوات النظامية خلال الاشهر الماضية من السيطرة على الجزء الاكبر من منطقة القلمون وبخاصة يبرود. وشهدت بلدة فليطة الخميس قصفا جويا بالبراميل المتفجرة ترافق مع اشتباكات عنيفة اسفرت عن مقتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون في ريف دمشق التابع للجيش السوري الحر احمد نواف درة مع خمسة مقاتلين آخرين، بحسب ما افاد المرصد وناشطون. وكالة الصحافة الفرنسية.

 

الجيش يتأهب لحركة نزوح كثيفة من سوريا الى جرود عرسال ويصادر 20 سيارة من مرائب لسامي الأطرش

نهارنت/قام الجيش اللبناني، بالتدقيق بهويات السوريين النازحين من القلمون السورية الى عرسال البقاعية، والذين بلغت أعدادهم الـ700 شخص، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام". وبعد ظهر السبت قامت قوة مؤلفة من فوج المجوقل في الجيش ومن قوى الامن الداخلي تقوم بمداهمة منزل ومرائب للمدعو سامي الاطرش في بلدة عرسال. وقد تم ضبط حوالى عشرين سيارة: انقاض ومسروقة. وعمل فوج الهندسة في الجيش اللبناني على الكشف عليها. ولفتت الوكالة ، ظهر السبت، الى ان حركة النزوح كثيفة من بلدتي فليطة ورأس المعرة في القلمون في سوريا، بعد سيطرة القوات النظامية السورية عليهما. وأفادت ان عدد النازحين السوريين الى بلدة عرسال وصل حتى ظهر السبت حوالى 700 نازح سوري معظمهم من العائلات. وأشارت الى ان الجيش اللبناني الذي انتشر في جرود عرسال يعمل على "التدقيق بالهويات وضبط الحدود ومنع المسلحين من الدخول الى لبنان عبر جرود عرسال". وأضافت ان حركة النزوح لا تزال مستمرة وان الارقام مرشحة للارتفاع. الى ذلك، أفادت ان الطيران الحربي السوري شن غارة على منطقة العجرم في جرود عرسال. وكان مصدر عسكري سوري قد أفاد وكالة "فرانس برس" ان القوات النظامية سيطرت صباح السبت على بلدتي راس المعرة وفليطة في منطقة القلمون شمال العاصمة السورية والمتاخمة للحدود اللبنانية. وتعد رأس المعرة وفليطة الى جانب رنكوس وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية، اخر المعاقل التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة بعد ان تمكنت القوات النظامية خلال الاشهر الماضية من السيطرة على الجزء الاكبر من منطقة القلمون وبخاصة يبرود. وشهدت بلدة فليطة الخميس قصفا جويا بالبراميل المتفجرة ترافق مع اشتباكات عنيفة اسفرت عن مقتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون في ريف دمشق التابع للجيش السوري الحر احمد نواف درة مع خمسة مقاتلين آخرين، بحسب ما افاد المرصد وناشطون.

 

فلتشر بيدي قلقه من "توطين السوريين في لبنان"

نهارنت/أعرب السفير البريطاني في لبنان طوم فلتشر عن قلقه وعن المخاوف من مسألة "توطين السوريين في لبنان"، لافتاً من جهة أخرى الى ان "شخصيا لا اتصال بيني وبين أحد من حزب الله". وفي حديث الى صحيفة "السفير"، السبت، أعرب فلتشر عن قلقه من عدم عودة النازحين السوريين الى بلادهم، طالما ان الصراع في الاراضي السورية مستمر. الا انه قال: "ينبغي أن نبقى موضوعيين في شأن توطين النازحين على المدى الطويل، لأن هؤلاء لا يريدون البقاء في لبنان ويرغبون بالعودة اليوم قبل الغد". واعتبر انه "من الضروري جداً إيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب في سوريا، وإلا سيكون الأمر مقلقاً جداً"، في ما خص توطي النازحين السوريين. يُذكر انه ومنذ بدء الازمة السورية عام 2011، نزح آلاف السوريين الى لبنان، وتخطى عددهم الـ900 الف لاجئ سوري، وهم يتوزعون على مختلف المناطق اللبنانية، وبالاخص الحدودية منها. من جهة أخرى، تطرق فلتشر فيحديثه الى "السفير"، الى إمكانية شطب الجناح العسكري لـ"حزب الله" عن لائحة الإرهاب البريطانية، قائلاً "الواضح أننا ندرج الجناح العسكري فحسب، ونحن نتعامل مع الحكومة التي تضم أعضاء في حزب الله". وأضاف "شخصياً لا اتصال بيني وبين أحد من حزب الله". ولفت الى ان الامور تتعلق بـ"حزب الله وبسلوكه في المرحلة القادمة ولا نعتقد أن مقاربتهم للموضوع السوري تساعد لبنان، ولا نريد أن يحدث أي خرق من قبل حزب الله أو إسرائيل للقرار 1701، وخصوصا بعد الحوادث الأخيرة العديدة التي حصلت".

 

الرئيس الجميل بعد لقائه بري: الاستحقاقات الداهمة خطيرة

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة الرئيس امين الجميل وعرض معه للتطورات الراهنة والاستحقاق الرئاسي. وقال الجميل بعد اللقاء: "في هذا الظرف بالذات من الضرورة بقاء التواصل بيننا وبين دولة الرئيس بري. نعرف تماما الدور الاساسي الذي يلعبه دولته والذي سيلعبه في المرحلة القادمة، وهو دور محوري على الصعيد السياسي وكذلك في هذه المرحلة المصيرية والتاريخية والوطنية".

اضاف: "كان التشاور مع دولة الرئيس حول الوضع العام لا سيما الاستحقاق الرئاسي وكل ما يدور حول هذا الموضوع من اتصالات. وقد التقيت بالأمس القريب مع موفدي الرئيس بري وأجرينا حديثا مستفيضا حول موضوع الاستحقاق وشروط انعقاده ضمن الاطر الدستورية والتقاليد اللبنانية".

واشار الجميل الى ان "الظروف التي يمر بها لبنان هي ظروف صعبة للغاية، ولقد اجريت مجموعة اتصالات في الرحلات التي قمت بها مؤخرا في الخارج، وبقدر ما قمنا بواجبنا تجاه البلد بقدر ما عدنا بانطباع خطير كون لبنان منسيا بالكامل، وهناك ملاحظات كبيرة على اداء السياسيين في لبنان، وهناك خوف على النظام اللبناني ومستقبل لبنان. شعرنا ان هناك غيابا كاملا للبنان عن الساحة الدولية رغم كل الصلات والتواصلات والمهرجانات التي تتم، هناك خوف على لبنان، لأنه من المؤسف ان لبنان ليس محاورا على الساحة الدولية، والمؤسف ان هذا الغياب يؤثر ايضا على ثقة الخارج بلبنان".

اضاف: "نحن نتسلى بالقشور وبالتفاصيل وبسجالات عقيمة بينما الاستحقاقات الداهمة هي استحقاقات خطيرة، أكان لجهة الوضع العام في البلد ومسيرة المؤسسات، او كان بسبب النزوح السوري الى لبنان وبالتأكيد نحن نقوم بكل واجباتنا الانسانية تجاه النازحين السوريين، ولبنان لا يتخلى عن واجباته تجاه القضايا الانسانية، إنما هذا النزوح يفوق قدرة لبنان على التحمل. هناك حوالى مليون وثلاثمئة الف نازح سوري في لبنان، بينما في البلدان المجاورة، رغم فارق الحجم بين لبنان وهذه الدول، فإن عدد النازحين تقريبا نصف العدد في لبنان، وهذا ينعكس على الساحة اللبنانية على الصعد الامنية والاقتصادية والاجتماعية".

وتابع الجميل: "هناك غياب كامل للبنان في الخارج نظرا للضياع الذي نعيشه اليوم في لبنان على صعيد المؤسسات، والضياع بالنسبة للاستحقاقات، وهذا يفقد ثقة الخارج بلبنان ويفقد حضورنا في الخارج. ومن هنا ننتقل للاستحقاق الرئاسي لنقول أننا بأمس الحاجة أن يتم هذا الإستحقاق بأسرع وقت، لأن الإستحقاق الرئاسي يعود ويعطي رونقا خاصا لرئيس الجمهورية ويعيد إحياء دور المؤسسات ويضع الناس على طاولة كل الإجتماعات الدولية. ويعيد لبنان محاورا من الوزن الثقيل، ويلعب دوره في المحافل الدولية لأنه في هذه المرحلة بأمس الحاجة لدعم فعلي من أصدقاء لبنان، لا أن يعدونا في الإجتماعات الكبيرة بالمن والسلوى، بينما مؤسساتنا غير قادرة على استيعاب الذي يمكن أن نحصل عليه من الخارج".

واضاف: "هناك مثل لبناني يقول "ساعد نفسك يساعدك الله". نحن لا نستطيع ان نطلب أن يساعدنا الخارج إذا لم نكن جاهزين لإستيعاب المساعدة وأن يكون لدينا مؤسسات قادرة على مواكبة الدعم الدولي، وبالتالي نقدر القيام بواجباتنا تجاه وطننا ومواطنينا".

وختم الجميل: "نحن في مرحلة دقيقة للغاية وصعبة جدا ومستقبل غامض بالنسبة لنا، وكذلك بالنسبة لنظرة العالم لنا، ونأمل أن يوفق الله دولة الرئيس بري لكي يدير هذه المرحلة، مرحلة انتخابات رئاسة الجمهورية بحكمة وبصلابة حتى نتمكن من إنتخاب رئيس جمهورية قبل 25 أيار يعود ويوحد المؤسسات، ويطلق الحوار البناء الخلاق الذي تنظر له، وبالتالي نكون وضعنا لبنان على السكة الصحيحة".

سئل: "هل تؤيد ضمان نجاح جلسة انتخاب رئيس الجمهورية كما يطرح الرئيس بري أو عقد جلسة من دون ضمانات؟".

أجاب: "نحن الى جانب دولة الرئيس بري لكي يتحقق الإنتخاب بكل معنى الكلمة، ويكون هناك نصاب للجلسة، وتتحمل كل الكتل والنواب مسؤولياتها في هذه المرحلة، لأنه كما ذكرت نعود ونضع مؤسساتنا بأسرع وقت ممكن على السكة الصحيحة، وبقدر ما نفعل ذلك بقدر ما ننقذ وطننا في هذه المرحلة الصعبة، لأنه كما ذكرت الإستحقاقات خطيرة وداهمة جدا وإذا لم نستوعب خطورتها يكون ذلك مأساة على لبنان".

وردا على سؤال عما إذا كان هناك إجماع على مرشح مسيحي للرئاسة، أجاب: "للكلام عن إجماع، فهذا أمر صعب في معرض إنتخابات الرئاسة، وحتى بكركي لا تحاول أن تعمل بهذا الإتجاه، بل هي تضع الإطار الصحيح وتخلق مناخا معينا، وتجمعنا كما حصل أمس وكان اجتماعا مفيدا، وقد لعب غبطة البطريرك دورا مهما جدا في هذا الإطار، ونحن نفكر كقيادات مارونية مع بعضنا البعض كيف نستطيع أن نسهل هذا الإنتخاب، وينتخب رئيس يمثل الضمير اللبناني ويكون محورا على الصعيد الوطني، وكذلك يمثل البيئة التي ينطلق منها، وهذا شيء مهم جدا، أن يمثل هذه البيئة ويدافع عن توجهاتها".

ثم استقبل بري مدير مكتب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في لبنان حامد الخفاف.

 

ابو كسم: رسالة الراعي الى سلام خاصة ووطنية ومهمة الوفد الفاتيكاني في لبنـــــان انسانية

المركزية- اعلن رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبده ابو كسم ان رسالة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التي سلمها الى رئيس الحكومة تمام سلام اليوم هي رسالة خاصة، وفيها حكما شق وطني.

واشار ردا على سؤال لـ"المركزية" حول مهمة الوفد الفاتيكاني الموجود في لبنان راهنا وما اذا كانت على صلة بالاستحقاق الرئاسي "الى ان موفدي الفاتيكان متواجدون دائما على الاراضي اللبنانية، انطلاقا من حرصهم الدائم على مختلف القضايا المقلقة بلبنان وهي كثيرة راهنا، منها تداعيات النزوح السوري وملفات عدة تتصل بالوضع الداخلي اللبناني، موضحا ان مهمة هذا الوفد تندرج ضمن بعثات انسانية اجتماعية، بعيدا من الشق السياسي الذي يتابع عبر القنوات الدبلوماسية المختصة، وتاليا علينا الا نسيس الامور دائما".

 

بيان لقاء بكركي: للاسراع باجراء الانتخابات الرئاسية بوقتها وفق الأصول الدستورية

عقد في الصرح البطريركي في بكركي مساء الجمعة، وبعد انطلاق المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لقاء تشاوري برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة كل من الرئيس امين الجميل، النائب العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، في حضور المطران سمير مظلوم، الوزير السابق روجيه ديب والمحامي وليد غياض. وقد اعتذر رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع عن الحضور لأسباب أمنية، وكان قد أكد للبطريرك انه يتبنى كل ما يتم التوافق عليه.

وبعد التشاور، أصدر المجتمعون البيان التالي:

1- التأكيد على وجوب إجراء الانتخابات الرئاسية، كواجب وطني على مجلس النواب، في الموعد الدستوري وبحسب الأصول الدستورية.

2- الاصرار على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يستمد دعمه بداية من المكون الذي ينتمي إليه، فيكون معبِّرا عن الوجدان اللبناني لدى المسيحيين والمسلمين وعن الثوابت الميثاقية والوطنية، ويحقق مصلحة شعب لبنان الواحد وخير اللبنانيين جميعا، كرأس للدولة ورمز لوحدة الوطن، ويكون قادرا على تحمل مسؤولياته الوطنية بشكل فعلي.

3- الإسراع في إجراء الدورة الأولى من الانتخابات في أقرب وقت ممكن وقد ابتدأت المهلة الدستورية، افساحا في المجال لعملية انتخابية ديقراطية، دون المخاطرة بانقضاء هذه المهلة دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

4- متابعة التنسيق في ما بين المجتمعين والتشاور المستمر مع البطريرك حتى إتمام عملية الانتخاب.

كما جدد المجتمعون تبنيهنم للمبادئ التي يجب أن ترعى الاستحقاق الرئاسي، والتي كانت اللجنة السياسية قد وضعتها بين يدي البطريرك نهار الاثنين الماضي، مع التأكيد على آلية تضمن حصول انتخاب رئيس وفق الاصول وتمنع فرض تسويات لا تتوافق مع السعي الى تحقيق المشاركة الوطنية الميثاقية الفعلية.

 

الاقطاب الموارنة يدعون لرئيس "وفق الاصول" ومسؤول بكركي الاعلامي: الـ4 مرشحون

شدد الاقطاب الموارنة الاربعة الذين اجتمعوا في بكركي، على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، مطالبين برئيس "وفق الاصول"، في حين أكد المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غيّاض ان الاربعة مرشحون للرئاسة. وفي بيان صادر عن بكركي، ظهر السبت، حول الاجتماع الذي عُقد الجمعة في بكركي، أكد الاقطاب على ضرورة الاسراع في اجراء جراء الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية. وشددوا على وجوب توفير "آلية تضمن انتخاب الرئيس وفق الاصول، وانتخاب رئيس قادر على تحمل مسؤولياته الوطنية بشكل فعلي". كما أكدوا على متابعة التنسيق في ما بينهم وبين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. يُذكر ان رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع غاب "لأسباب أمنية"، عن اجتماع بكركي الذي ضم رئيس "حزب الكتائب" امين الجميل، ورئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون، ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية. وبعد تلاوة البيان، رد غياض على سؤال حول ما اذا كانت بكركي لم تبدِ ارتياحاً لغياب جعجع، قائلاً ان الاجتماع سبقه اتصال بين الراعي وجعجع الذس اكد انه يتبنى كل ما يتفق عليه المجتمعون. وأشار غياض الى انه سبق اجتماع الاقطاب عدة لقاءات مع موفدين من قبل جعجع، لافتا الى ان البطريرك كان قد التقى النائب انطوان زهرا قبل الاجتماع. وبدأت المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد الثلاثاء الفائت خلفا للرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته في 25 أيار المقبل.

 

مذكرات توقيف وجاهية بحق 6 من موظفي الضمان الاجتماعي بتهم اختلاس وتزوير

نهارنت/أصدرت، صباح السبت، مذكرات توقيف وجاهية بحق ستة أشخاص من موظفي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بتهم اختلاس أموال وتزوير. واستجوب قاضي التحقيق الاول في بيروت غسان عويدات 6 موقوفين من مفتشي للضمان الاجتماعي ومعقبي معاملات في قضية اختلاس اموال عامة وتزوير وتحريض على الحريق. ومع انتهاء الاستجواب، اصدر مذكرات وجاهية بتوقيفهم، وارجأ استجواب موقوف سابع وهو موظف الى يوم الثلاثاء المقبل. وإدعى النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم الأربعاء الفائت على معقبي معاملات ومفتشين في الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، في جرم اختلاس اموال عامة من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والتزوير والرشوة والتحريض على الحريق.

 

الجيش يتحضر لـ"ساعة الصفر" في طرابلس وريفي: قد تكون "الفرصة الأخيرة"

نهارنت/يتحضّر الجيش اللبناني لبدء تنفيذ الخطة الامنية لعاصمة الشمال طرابلس بعد سلسلة اشتباكات أوقعت قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين، في محاولة "قد تكون الأخيرة لإنقاذ المدينة"، وفق وزير العدل أشرف ريفي.

وأكدت مصادر أمنية لصحيفة "السفير"، السبت، أن التزام الجيش بأمن طرابلس يترافق مع التزامه "بتنفيذ الخطة الأمنية بحذافيرها إنفاذاً لقرار السلطة السياسية". وكشفت المصادر، أنه وعلى الرغم من الاستعجال السياسي لإعلان "ساعة الصفر"، فإن الجيش "استمهل بعض الوقت للمزيد من الاستعداد والتجهيز وتخصيص الوحدات العسكرية بما يتناسب مع طبيعة المهمة الموكلة اليها". ونقلت الصحيفة عن ريفي تشديده على ان "طرابلس تحتاج للخطة الأمنية اليوم أكثر من أي وقت مضى"، معتبراً انها "قد تكون هذه الفرصة الأخيرة والمؤاتية لإنقاذ المدينة وإخراجها من هذه الدوامة". "سنواكب الخطة لإنجاحها"، يضيف ريفي. من جهتها، أفادت صحيفة "النهار"، السبت، ان "الساعة الصفر لانطلاق الاجراءات الامنية الجديدة في طرابلس ستكون خلال اليومين المقبلين". وأردفت ان "هذه الاجراءات ستشكل خطة عسكرية لا امنية كما قالت مصادر عسكرية وتشمل عمليات دهم وتوقيفات لكل من في حقه مذكرة توقيف ودهم مخازن الاسلحة مع استقدام تعزيزات عسكرية". والجمعة، دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان القوى الامنية الى "مواصلة خطواتها واجراءاتها وعدم التهاون مع الارهابيين والمجرمين مهما بلغت التضحيات من اجل حفظ السلم الاهلي والامن وقطع الطريق على من تسول له نفسه جعل الوطن ساحة رهينة لحسابات ارهابية واجرامية". يُذكر ان مجلس الوزراء أقر في جلسته الخميس الفائت في بعبدا، توصيات المجلس الاعلى للدفاع حول الخطة الامنية في طرابلس والبقاع الشمالي. وكان المجلس الاعلى للدفاع، في اجتماعه عصر الاربعاء الفائت، قد تداول في "الوسائل اللازمة والحاجات لتنفيذ هذه الخطة الشاملة على كل الصعد السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية" واتخذ تجاهها القرارات اللازمة وفق صلاحياته".

 

من الدولة يوقف عصابة لادخال سوريين خلسة الى لبنان

نهارنت/تمكن عنصر المديرية الاقليمية لأمن الدولة في البقاع من توقيف عصابة تعمل على إدخال عدد من السوريين "خلسة الى لبنان"، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام السبت. والعصابة المؤلفة من 3 أشخاص، لم تحدد هويتهم، تقوم بإدخال سوريين خلسة من سوريا الى لبنان عبر منطقة راشيا البقاعية. الى ذلك، أوقفت المديرية 6 أشخاص من الجنسية السورية، لعدم حيازتهم أوراقا قانونية، في اثناء قيام أفراد العصابة التي القي القبض عليها بمحاولة إدخالهم خلسة الى لبنان. وسلّم الموقوفون جميعا الى القضاء المختص. يُشار الى ان بين لبنان وسوريا، عدد من المعابر الغير شرعية، يلجأ اليهم بعض الاشخاص بهدف العبور خلسة من والى لبنان، أو بهدف ادخال وتهريب بعض الاشياء كالسلاح مثلاً.

 

قوى الامن داهمت منزل الاطرش في عرسال وضبطت 6 سيارات مسروقة

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك حسين درويش ان عناصر من قوى الامن الداخلي داهمت منزل ومرائب للمدعو سامي الاطرش في بلدة عرسال. وقد تم ضبط 6 سيارات مسروقة

 

رئيس الجمهورية عرض مع الأحدب الأوضاع في طرابلس

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، مع النائب السابق مصباح الاحدب، للاوضاع في مدينة طرابلس في ضوء استعدادات الجيش لتنفيذ الخطة الامنية التي اقرها مجلس الوزراء.

 

جنبلاط: البعض نسـي ان هنـاك عدوا اســرائيليا نأمل ان ينتج الحوار روحا رياضية للحفاظ على لبنان

المركزية- اكد رئيس "جبهة النصال الوطني" النائب وليد جنبلاط ضرورة الحفاظ على وحدة لبنان وعروبته وحماية المقاومة التي هي عنوان الصمود في وجه اسرائيل. ولفت خلال استقباله وفدا من حركة "أمل" الى انه يتمنى ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ان ينتج الحوار روحاً رياضية للحفاظ على لبنان. وقال "اننا اليوم في ظروف اصعب بكثير، فكما يبدو ان بعضا من الناس نسيوا ان هناك عدوا اسرائيليا وبسبب الازمة السورية والحرب الاهلية في سوريا التي تدور رحاها في كل حدب وصوب، لكن علينا ان لا ننسى الاساسيات لاننا اذا ما نسينا الاساسيات وهي كيفية الحق في الارض المغتصبة والخطر الاسرائيلي فالمستفيد الاول هو العدو الاسرائيلي".

 

اجراءات اسرائيلية مشددة على الحدود الجنوبية: سنضرب اي جسم متحرك مشبوه

المركزية- ابلغت اسرائيل قوات "اليونيفل" في الجنوب، ان قواتها ستطلق النار في اتجاه كل جسم يتحرك قرب السياج الشائك على الحدود اللبنانية، وانها اتخذت هذا القرار بعد العملية الاخيرة التي استهدفت دورية اسرائيلية داخل مزارع شبعا منذ 12 يوما، وادت الى تدمير الية وجرح وقتل حوالي اربعة جنود اسرائيليين، مشيرة الى ان اسرائيل رفعت من تدريباتها العسكرية داخل المزارع. وقالت مصادر امنية جنوبية لـ"المركزية"، ان " دورية اسرائيلية اطلقت مساء امس قنبلة صوتية دخانية في اتجاه عدد من الرعاة اللبنانيين في منطقة الوزاني اللبنانية القريبة، من دون ان يُصاب احد بأذى وهم زعل محمد المحمد وعزو الاحمد وجعفر المصطفى، واثر الحادثة، استطلعت دورية للجيش واخرى لليونيفل المكان، واعد الجيش اللبناني وثيقة بهذا الاعتداء على السيادة اللبنانية، وسيقدمها الجانب اللبناني في الاجتماع المقبل للقاء الثلاثي في الناقورة على انه خرق للقرار 1701 . وعلمت "المركزية" من مصدر امني ان القوات الاسرائيلية المتمركزة في موقع الرادار داخل مزارع شبعا، عملت على صيانة السياج المحيط بالموقع، وقامت بتركيب اجهزة تنصت على عمود الارسال داخل الموقع، ووجّهتها نحو الاراضي اللبنانية بهدف التجسس، لرصد التحركات في شبعا ومحيطها.

 

الفلسطينيــون يحيـون "يوم الارض" غدا: تأكيد الحياد عن التجاذبات السياسية والامنية

المركزية- "قضيتي ارضي" عنوان الاحتفالات التي قرر الفلسطينيون في لبنان احياءها في المخيمات الفلسطينية هذه السنة لمناسبة "يوم الارض" غدا، حيث تقام مهرجانات سياسية تؤكد على أولوية قيام الدولة الفلسطينية وعلى حق العودة للشعب الفلسطيني. وأفاد مصدر فلسطيني "المركزية" ان الكلمات ستتضمن تركيزا على حيادية الموقف الفلسطيني عن التجاذبات اللبنانية، وتأكيدا على ان الفلسطينيين في لبنان لن يكونوا الا عامل امن واستقرار في هذا البلد "الشقيق المضياف"، وسنقول "ان امن المخيمات من امن محيطها والعكس صحيح، والفلسطينيون في لبنان هم تحت سقف القانون اللبناني، وسنثبت ذلك، وهو ما اعلناه خلال المبادرة التي اطلقتها القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية التسعة من مخيم عين الحلوة، لتحييد المخيمات والوجود الفلسطيني في لبنان، عن اي صراع او تجاذب امني او سياسي".

 

خمسة قتلى جدد لـ”حزب الله” في سورية

بيروت – “السياسة”: أعلن “حزب الله” عن مقتل خامس عنصر منه في سورية خلال الساعات الماضية, وهم أيمن مسلماني الملقب بـ”ياسر” من بلدة الشعيتية التابعة لمنطقة صور, ليضاف إلى أربعة آخرين قتلوا في الأيام الأخيرة الماضية. وكان أحد طلاب “حزب الله” في الجامعة اليسوعية يُدعى محمد الماجد, أقدم على الاعتداء بـ”ساطور” على زميله المؤيد لـ”القوات اللبنانية” إيلي مسلم الذي جرى نقله إلى المستشفى للمعالجة.

في غضون ذلك, نزح مئات الأشخاص من بلدتي فليطة ورأس المعرة في القلمون السوري إلى بلدة عرسال البقاعية خلال الساعات الماضية, بعد سقوط البلدتين في قبضة الجيش السوري. وفيما قُدر عدد النازحين بنحو 700 شخص معظمهم من العائلات, عمد الجيش اللبناني الذي انتشر في جرود عرسال إلى التدقيق في الهويات وضبط الحدود ومنع المسلحين من الدخول إلى لبنان عبر جرود عرسال.وكان الطيران الحربي السوري, شن غارة على منطقة العجرم في جرود عرسال. في سياق متصل, دهمت عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي مستودعات عدة في وادي حميد تعود لسامي الأطرش الذي قتل قبل يومين في اشتباك مع دورية لمخابرات الجيش وصادرت نحو 20 سيارة مسروقة.

 

قوات الأسد وميليشيات “حزب الله” تسيطر على بلدتين في القلمون

دمشق – وكالات: أعلن مصدر عسكري سوري, أن القوات النظامية التي تدعمها ميليشيات “حزب الله” الشيعي اللبناني, سيطرت على بلدتي راس المعرة وفليطة في منطقة القلمون شمال العاصمة السورية والمتاخمة للحدود اللبنانية. وقال المصدر للوكالة إن “الجيش قام بالسيطرة على بلدتي راس المعرة وفليطة بعد ان قضت على آخر فلول المجموعات الارهابية المسلحة فيها”. وأشار الى ان “ذلك جاء استكمالا لعملية غلق الحدود مع لبنان بوجه الارهابيين وتدفق السلاح اليهم”, مؤكدا أن “أي انجاز يحقق في هذا المجال يساهم بتضييق الحدود بنسبة اعلى واقلها المعابر الرئيسية التي تمر منها الاليات”. لكن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن اكتفى بالحديث “عن تقدم كبير للقوات النظامية في المنطقة من دون ان يكون هناك سيطرة كاملة عليها”. وذكر عبد الرحمن ان “الحدود في منطقة القلمون تمتد لعشرات الكيلومترات”, مؤكدا انه “من الصعب على القوات النظامية السيطرة على الحدود بأكملها وإن سيطرت على فليطة وراس المعرة”. وأضاف “إن على الجيش وحزب الله نشر مقاتليهم على طول الحدود, وهو أمر مستحيل”. ويسعى النظام السوري الى تأمين الحدود اللبنانية بشكل كامل واغلاق كل المعابر مع لبنان التي يتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها كطرق امداد مع مناطق متعاطفة معهم في شرق لبنان. كما يزعم “حزب الله” أن السيارات المفخخة التي استهدفت مناطق نفوذه في الاشهر الماضية, تم اعدادها في يبرود وادخلت الى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية ذات الغالبية السنية. وتعد رأس المعرة وفليطة الى جانب رنكوس وبعض المناطق الجبلية المحاذية للحدود اللبنانية, آخر المعاقل التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة بعد ان تمكنت القوات النظامية خلال الاشهر الماضية من السيطرة على الجزء الاكبر من منطقة القلمون وبخاصة يبرود. وشهدت بلدة فليطة الخميس الماضي قصفا جويا بالبراميل المتفجرة ترافق مع اشتباكات عنيفة اسفرت عن مقتل رئيس المجلس العسكري في منطقة القلمون في ريف دمشق التابع لـ”الجيش السوري الحر” احمد نواف درة مع خمسة مقاتلين آخرين. واكد ناشط من جبال القلمون جواد السيد “ان توازن القوى غير متكافئ بين الطرفين في هذه المنطقة” مشيرا الى ان القوات النظامية “تملك الطيران الحربي والدبابات”. واوضح انه “يمكن رؤية المقاتلين من الجو, ويتم استهدافهم من الطائرات أو الدبابات”. على صعيد آخر, اتهم الائتلاف السوري المعارض, قوات النظام السوري باستخدام غازات سامة في مدينة حرستا, جنوب البلاد, ما أوقع ثلاثة قتلى. وذكر الائتلاف في بيان أن التقارير والأنباء الواردة من حرستا بريف دمشق تفيد بأن المدينة استهدفت من قبل قوات النظام, بالغازات السامة والمبيدات الكيماوية عالية التركيز, ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 25 آخرين بحالات اختناق. وأضاف أن “هذه الجريمة وقعت في الوقت الذي يفترض بالنظام أن يكون في صدد تسليم سلاحه الكيماوي وفقاً للاتفاق الأميركي الروسي الذي تم العام الماضي”. وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن عملية عسكرية ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب “مجزرة الكيماوي” بريف دمشق التي راح ضحيتها نحو 1400 قتيل, في أغسطس 2013 قرر النظام السوري تلبيةً لدعوة من موسكو, تسليم ما بحوزته من أسلحة كيماوية. وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري, إلا أن تسليم الدفعات من الأسلحة تأخر عن البرنامج الزمني المحدد. وحذر الائتلاف في بيانه من توسيع النظام استخدامه لهذه الأسلحة المحرمة وغيرها بشكل أكبر وعلى نحو ممنهج ما لم يبادر المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة تضع حداً ل¯”السياسات الإجرامية” التي يعتمدها نظام بشار الأسد في مواجهة الشعب السوري.

 

هيئة التنسيق تدعو إلى اضراب عام

دعت هيئة التنسيق النقابية إلى "تنفيذ الاضراب العام والشامل في الادارات العامة كافة والوزارات والمدارس والثانويات الرسمية والخاصة ومعاهد التعليم المهني والتقني، يوم الاربعاء الواقع في 2/4/2014، مع تنفيذ اعتصام مركزي أمام المجلس النيابي عند الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الاضراب".  وقال رئيس الهيئة حنا غريب، بعد الاجتماع الذي عقدته في مقرها في الاونيسكو بعد ظهر اليوم، بحضور رئيسها غريب والاعضاء، إنه "سبق لهيئة التنسيق النقابية ان رحبت بدعوة اللجان النيابية المشتركة للانعقاد من اجل اقرار مشروع سلسلة الرتب والرواتب، هذه السلسلة التي ينتظرها الشعب اللبناني منذ 18 عاما يتجاوز فيها التضخم الـ 120% وبقيت خلالها الرواتب مجمدة حتى تاريخه"، معتبراً أن "ما حصل في جلسة اللجان النيابية المشتركة من رفض فعلي لإقرار سلسلة الرتب والرواتب يهدف لكسب الوقت وتضييع فرصة اقرار السلسلة قبيل إستحقاق الإنتخابات الرئاسية ما يشكل إستخفافاً بعقول اللبنانيين ومسا بكراماتهم". وشدد غريب على رفض "هيئة التنسيق النقابية القاطع لهذا الرضوخ المفضوح لمواقف الهيئات الاقتصادية التي تنهب ثلث الموازنة العامة سنويا من جيوب الموظفين والفقراء ريوعا مصرفية وعقارية وتشجيعا لسياسة الهدر والفساد والصفقات على حساب حقوق المواطنين والاساتذة والموظفين في سلسلة الرتب والرواتب"، مشيراً إلى أن "هيئة التنسيق النقابية أقرت اليوم العودة مجدداً الى التحرك عبر خطة تصعيدية متدرجة على أن تبدأ:

أولاً: تنفيذ الاضراب العام والشامل في الادارات العامة كافة والوزارات والمدارس والثانويات الرسمية والخاصة ومعاهد التعليم المهني والتقني وذلك يوم الاربعاء الواقع في 2/4/2014 مع تنفيذ اعتصام مركزي امام المجلس النيابي عند الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الاضراب. ثانيا: دعوة الجمعيات العمومية للانعقاد في الوزارات والادارات العامة كافة والمدارس والثانويات الرسمية والخاصة ومدارس ومعاهد التعليم المهني والتقني وذلك لمناقشة التوصية التالية: تنفيذ كافة اشكال التصعيد المشروعة من اضرابات واعتصامات وتظاهرات وصولا الى الاضراب العام المفتوح ومقاطعة الامتحانات الرسمية. ثالثا: تعقد هيئة التنسيق النقابية مؤتمرا صحافيا، عند الرابعة من بعد ظهر يوم الاثنين المقبل الواقع فيه 31/3/2014 في مقر نقابة المعلمين للتعليم الخاص- بدارو. رابعا: ابقاء جلسات هيئة التنسيق النقابية مفتوحة لمتابعة المستجدات ولاتخاذ المواقف المناسبة في ضوئها، وهذا ستعقد اجتماعها المقبل يوم الاربعاء يوم الاضراب الساعة الرابعة بعد الظهر في مقر نقابة المعلمين في لبنان".

 

سمير جعجع المرشح المستحيل للرئاسة اللبنانية لا يهادن ولا يناور

طريقه لم تكن معبدة ولا مفروشة بالورد ويحمل أوزار ماض لم يكن كله ناصعاً

حبسه النظام الأمني اللبناني – السوري 11 عاماً وقال أثناء محاكمته: اعتقلت بقرار سياسي وأخرج بقرار سياسي

شكل العام 2005 نقطة تحول في حياة جعجع الذي أطلق سراحه بعد اغتيال رفيق الحريري

خصومه في “14 آذار” بدأ عددهم يزداد و”8 آذار” لا يمكن أن تقبله رئيساً للجمهورية

بيروت – “السياسة”: يعتقد بعض المراقبين, أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ترشح لانتخابات الرئاسة اللبنانية, لقطع الطريق على خصمه اللدود العماد ميشال عون أولاً, ورغم معرفته المسبقة بالصعوبات التي تعترض طريقه للوصول إلى الموقع المسيحي الأول في لبنان ثانياً. فجعجع يدرك قبل غيره حجم العراقيل التي تحول دون انتخابه, ويعرف كم هي شرسة العداوات التي تواجهه لتجعل من طموحه الرئاسي مجرد حلم, هذا رغم أنه يعبر بمواقفه السياسية عن روح حركة “14 آذار”, وعن حقيقة الوجدان المسيحي في لبنان. هو سمير فريد جعجع, مواليد العام 1952 في بشري شمال لبنان, وهو نجل ضابط صف متقاعد من الجيش اللبناني. تربى وسط أسرة مارونية متواضعة, وشق طريقه بنفسه أولاً من خلال دراسة الطب في الجامعة الاميركية في بيروت, التي لم يكملها بسبب ظروف الحرب, وثانياً من خلال عمله الحزبي المبكر في “حزب الكتائب” منذ العام 1968, وصولاً إلى قيادة “القوات اللبنانية” التي انبثقت من رحم الحزب إبان الحرب الأهلية اللبنانية, وثالثاً من خلال عمله السياسي الذي أودى به إلى السجن لمدة أحد عشر عاماً, ليخرج بعدها فيستعيد مكانته في الشارع المسيحي, ويحول “القوات” حزبا سياسيا, تقول بعض مؤسسات استطلاع الرأي, إنه الحزب المسيحي الأول في لبنان. يحمل جعجع اليوم أعباء تاريخ شاق من العمل السياسي والعسكري, فطريقه لم تكن معبدة ولا مفروشة بالورد. كما يحمل أوزار ماض لم يكن كله ناصعاً, مثله مثل أي رمز من رموز الحرب.

مسيرته السياسية

بدأ جعجع نشاطه السياسي بالانضمام إلى الذراع الطلابي التابع لـ”حزب الكتائب”, ثم التحق بالحزب عام 1968, حتى أصبح عام 1975 قائداً لقوات الشمال “الكتائبية”. وانضم إلى صفوف “القوات اللبنانية” التي أنشأها الشيخ بشير الجميل مع القوى المسيحية المسلحة عام 1976. وتولى مفوضية الشمال العسكرية في 13 سبتمبر عام 1978. وفي تلك الفترة وقعت المعارك بين “القوات” وأنصار الرئيس الراحل سليمان فرنجية, وقد اتهم جعجع بارتكاب “مجزرة إهدن” التي راح ضحيتها الوزير طوني سليمان فرنجية وعائلته. تولى قيادة “القوات اللبنانية” التي انتشرت في قضاءي الشوف وعالية وبعض قرى المتن الجنوبي مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان في يونيو عام 1982, وخاض حرب الجبل التي انتهت بتهجير المسيحيين منه. في العام 1985, أعلن الانتفاضة داخل “القوات اللبنانية”, رافضاً السيطرة الكتائبية عليها, ثم انتفض لاحقاً في العام نفسه داخل “القوات اللبنانية” مع إيلي حبيقة وأصبح جعجع رئيساً للأركان. غير أن إيلي حبيقة بدأ يتجه سياسياً نحو سورية, ولم تلبث العلاقات بين جعجع وحبيقة الا أن توترت بقوة, ولا سيما بعد موافقة حبيقة على توقيع الاتفاق الثلاثي مع نبيه بري ووليد جنبلاط برعاية سورية. وفي 1986, انقلب جعجع على إيلي حبيقة, وقد أسقط هذا الانقلاب الاتفاق الثلاثي. عام 1988, شارك جعجع بـ”حرب التحرير” ضد الجيش السوري في لبنان, مؤكداً التحالف مع العماد ميشال عون الذي كان يومها رئيسا للحكومة العسكرية التي خلفها امين الجميل في قصر بعبدا, لكن عون اتهم “القوات” بالتآمر ضده, وفي 14 فبراير عام1989, وقعت معارك طاحنة بين “القوات اللبنانية” بقيادة جعجع والجيش اللبناني بقيادة عون, وعرفت آنذاك بـ”حرب الإلغاء”.

حينها كان جعجع قد اعتبر اتفاق “الطائف” مدخلاً للحل, رغم ملاحظات “القوات اللبنانية” عليه. وبعد نهاية الحرب الأهلية, عين وزيراً مرتين في العامين 1990 و1992, إلا أنه استقال في الحالتين. كما خسر الانتخابات التي جرت في 8 يونيو 1992 لرئاسة “حزب الكتائب” أمام منافسه جورج سعادة بفارق 7 أصوات.

الاعتقال السياسي

حمل جعجع السلطة المركزية للدولة المسؤولية الكاملة عن حادث التفجير في كنيسة سيدة النجاة في زوق مكايل(شرق بيروت) عام 1994, لكن التهمة وجهت رسيما الى”القوات” وحل حزبها, واعتقل جعجع في 21 ابريل 1994, وجرى اقتياده إلى وزارة الدفاع في اليرزة للتحقيق معه في جريمة تفجير كنيسة سيدة النجاة. كما فتحت ملفات عدة ضده ومنها اصدار الأوامر باغتيال داني شمعون وعائلته, والتحريض على قتل الدكتور الياس الزايك عام 1989, ومجزرة إهدن وغيرها من ملفات الحرب. بدأت محاكمته امام المجلس العدلي(اعلى سلطة قضائية في لبنان) في ظل النظام الأمني اللبناني-السوري, في 19 نوفمبر عام 1994. وترافع جعجع عن نفسه ومما جاء في قوله: “دخلت إلى السجن بقرار سياسي ولن أخرج منه إلا بقرار سياسي”. وصدرت على جعجع ثلاثة أحكام بالإعدام في قضايا مختلفة, خفضت كلها إلى السجن مع الأشغال الشاقة. واللافت أنه تمت تبرئته من التهمة التي أوجبت اعتقاله, أي تفجير كنيسة سيدة النجاة. وقضى جعجع أحد عشر عاماً في سجن وزارة الدفاع.

العودة إلى الحياة

شكل العام 2005, نقطة التحول في مسار لبنان السياسي. وكذلك في حياة جعجع. فقد بدأت ملامح “ثورة الأرز” في لقاء “البريستول” في العام 2004, ثم اغتيال الشهيد رفيق الحريري 2005, وانطلاق “انتفاضة الاستقلال” التي أخرجت الجيش السوري, ثم انتخابات 2005 في مواجهة مجموعة “8 آذار”. وكلها أحداث أفضت إلى اقتراح قانون العفو عن جعجع. وفي 19 يوليو عام 2005, اجتمع المجلس النيابي, وبعد انسحاب نواب “حزب الله” و”حزب البعث” و”الحزب السوري القومي الاجتماعي”, أقر الاقتراح. وفي 20 يوليو 2005, وقع الرؤساء الثلاثة إميل لحود, نبيه بري ونجيب ميقاتي قانون العفو. وخرج “الحكيم” من المعتقل إلى الحرية.

طائر الفينيق

بعد تلك السنوات, عاد جعجع إلى المعترك السياسي, فبدأ بالتزامن مع كل الأحداث السياسية بناء حزب ديمقراطي منظم ذات نظام داخلي, ينتخب على أساسه المنتسب كل المسؤولين وصولاً إلى رئيس الحزب.

من أهم محطاته, المشاركة الفعالة في قيادة حركة “14 آذار” التي تناضل دفاعاً عن لبنان, حيث تبسط الدولة سيطرتها على كامل أراضيها, وتهتم بحياة المواطنين وتؤمن لهم حقوقهم, وتدافع عن الجيش اللبناني ودوره الأساسي, عدا عن التأكيد على ثوابت وتماسك “14 آذار” والحفاظ على خطها السيادي. ويترأس جعجع اليوم الحزب المسيحي الأول في قوى “14 آذار”, حيث تشير نتائج الانتخابات النقابية والمهنية والطالبية, منذ العام 2009, تاريخ آخر دورة انتخابية نيابية, إلى أن حزب “القوات” هو الأقوى على الساحة المسيحية أيضاً, فهل تخوله هذه المؤهلات ليكون المرشح الوحيد لقوى “14 آذار” لانتخابات الرئاسة? والأهم, هل تفيده من أجل الوصول إلى سدة الرئاسة?

الحلفاء والخصوم

صحيح أن جعجع هو أحد القياديين البارزين لقوى “14 آذار”, إلا أن هذا لا يعني أنه سيكون المرشح الوحيد من هذه القوى للانتخابات الرئاسية. فهناك رئيس “حزب الكتائب” الرئيس أمين الجميل الذي يختزن تاريخاً من الخصومة السياسية مع جعجع. وهناك الوزير بطرس حرب, المرشح الدائم للرئاسة, وللتذكير فإن خصومة نشأت بينه وبين جعجع بسبب اقتراح قانون انتخابات اطلق عليه”الاقتراح الأرثوذكسي”, ولم تمح آثارها بعد.

قد تكون هناك شخصيات مارونية أخرى تدور في فلك “14 آذار” مرشحة ولا تكن الود لجعجع, أما إسلامياً فإن العلاقة مع “تيار المستقبل”, أبرز الناخبين, ليست على ما يرام منذ فترة غير وجيزة, ورغم تأكيد الطرفين, “القوات” و”المستقبل”, استمرار تحالفهما, إلا أن التباينات السياسية تتراكم, منذ “الاقتراح الأرثوذكسي”, مروراً بمقاطعة جعجع للحوار في قصر بعبدا(مقر رئاسة الجمهورية), وصولاً إلى رفض المشاركة في الحكومة الأخيرة, ويضاف إليها ما يحكى عن تقارب بين “المستقبل” وعون. وإذا كانت هذه حال جعجع داخل فريقه السياسي, فإنه مرفوض رفضاً باتاً لدى خصومه في قوى “8 آذار”, فالعداوة مع عون تاريخية, وكذلك مع النائب سليمان فرنجية. أما الثنائية الشيعية “حزب الله” و”أمل”, فلا ترغب به أبداً رئيساً للجمهورية.

لا مهادنة.. لا رئاسة

جعجع الأكثر إخلاصاً لشعارات “14 آذار”, فالسيادة ضد هيمنة السلاح الفلسطيني, ثم ضد الاحتلال السوري, هي قضيته منذ كان شاباً على مقاعد الطلاب ينشط حزبيا, مروراً بكل المراحل في حياته, ورغم فترة من العلاقة الملتبسة مع نظام الوصاية السورية في بداية مرحلة “الطائف”, إلا أن سجنه أحد عشر عاماً, كان بقرار سوري, لإبعاده من ضمن حملة شملت أيضاً قيادات مسيحية أخرى, أما بالنسبة الى مشروع الدولة, فإنه الأكثر جدية في المطالبة به, رغم تاريخه الميليشياوي الذي بلغ في مرحلة من مراحل حد الصدام مع الدولة. وهو اليوم يتصدى على طريقته ومن دون أي مناورات التفافية لسلاح “حزب الله” الذي يقوض الدولة, حتى لو كلفه ذلك عزلة بين الحلفاء خارج جنة الحكم. يأخذ الكثيرون على جعجع تاريخه خلال الحرب الأهلية, فقد كان قائد ميليشيا, ولكن ألم يكن آخرون غيره قادة ميليشيات وأصبحوا رؤساء بعد نهاية الحرب? وقد ذهب جعجع في مراجعة مسيرته إلى حد لم يذهب أحد إليه, و”من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر”. سمير جعجع لا يهادن ولا يناور ولا يعقد تسويات, لذلك لن ينتخبوه أبداً رئيساً للجمهورية. هذا ما يقوله الكثير من المراقبين.

 

دوفريج: متفائل بترشيح 14 آذار لجعجع ولا أرى عون رئيسا قويا

وطنية - وصف وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دوفريج اللقاء الذي عقد في بكركي وضم أقطابا موارنة بأنه "كان جيدا". وقال: "بكركي في الأمور السياسية مرجعية وطنية وليست مرجعية مارونية".

وشدد، في حديث إلى قناة الـ"MTV"، على أن الإستحقاق الرئاسي "إستحقاق لبناني وليس إستحقاقا مارونيا"، موضحا أن "دعوة البطريرك بشارة الراعي إلى الاجتماع لا تعني ان بكركي حصرت المرشحين بالمدعوين الاربعة".

وتوقع دوفريج أن "يكون هناك نصاب بعد الدعوة الاولى إلى الانتخابات الرئاسية، وألا يحظى اي مرشح على الثلثين، اي 86 صوتا، وفي الدورة الثانية هو بحاجة إلى أصوات 65 نائبا، وبذلك يصبح الانتخاب اسهل".

أضاف: "افهم ان يكون هناك توافق على رئيس الجمهورية اذا وصلنا إلى 15 او 20 أيار من دون انتخابه، ولكن لا افهم لماذا لا تحصل دورات انتخابية قبل ذلك؟". وسأل: "لماذا يسعى العماد ميشال عون للوصول الى الرئاسة وسياسته "انا او لا احد"؟. وقال: "المهم ألا يكون عون نائما على حرير". ونفى وجود "اتفاق بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" في شأن ترشح عون"، وأكد أن هدف "الشائعات عن لقاء العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري إبعاد الدكتور سمير جعجع عن الحريري". وشدد على أن "العلاقات بين "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" جيدة. حصل تباين بالنسبة إلى مشروع "اللقاء الارثوذكسي" الانتخابي، وكان هناك خطأ استراتيجي، وحصل تباين في موضوع المشاركة في الحكومة، ولكن هذا لا يعني اننا لم نعد ندافع عن المبادىء عينها".

واعلن "أن "تيار المستقبل" يرشح من تتفق عليه قوى الرابع عشر من آذار، ويجب ان يعقد قادة هذه القوى إجتماعا للاتفاق على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، وهم تأخروا في عقد هذا الاجتماع".

وقال دوفريج: "انا متفائل باجماع قوى الرابع عشر من آذار على اسم سمير جعجع، وهو من المرشحين البارزين في هذه القوى، ونحن نريد من يحمل مشروع الدولة". ولم يخف أن "المجتمع الدولي والعربي كانت له دائما كلمة في شأن رئاسة الجمهورية من دون تسمية ما عدا ما جرى مع مخايل الضاهر". وإذ سأل عن "معنى الرئيس القوي؟" قال: "لا أرى عون رئيسا قويا. مفهومي للرئيس القوي هو قدرته على فرض شخصيته من دون تمرير طائفته اولا، وعلى تذكير المجتمع الدولي بأن هناك ما يسمى رأس الدولة". وعن السباق المستتر على رئاسة الحكومة قال دوفريج: "لا اشعر باجواء تنافس، بل ارى احتراما تاما ودعما مطلقا للرئيس تمام سلام من الجميع، ولا أعلم ما اذا ستعاد تسميته لتأليف حكومة جديدة، هذا عائد إلى الظروف". أضاف: "أقبل الحديث عن اتفاق بين عون والحريري على ان يكون عون رئيسا للجمهورية والحريري رئيسا للحكومة شرط ان يضمن عون سلامة الحريري اذا عاد الى لبنان، فكيف يكون الحريري رئيس حكومة في ظل الخطر الذي يحيط به؟، انا ضد عودته الى لبنان حفاظا على سلامته وحفاظا على تيار الاعتدال في المنطقة".

وتساءل دوفريج: "لو كان هناك تفاهم بين عون والحريري، هل كان وزراء عون اعترضوا على موضوع "داتا" الاتصالات؟ "الداتا" لا تتعلق بمضمون الاتصالات بل تتعلق بحركتها".

وعن معاودة إجتماعات طاولة الحوار قال: "سنستمع إلى كلام السيد حسن نصر الله اليوم لنعرف ما اذا كانت طاولة الحوار ستنعقد". وأصر على أن "البند الوحيد المتبقي مع جدول أعمال هيئة الحوار هو سلاح "حزب الله". وبرأيي أن " تيار المستقبل" سيشارك في طاولة الحوار". وعن الخطة الامنية لمدينة طرابلس أوضح دوفريج: "ستبدأ غدا، وآمل في ان يكون التأخير لوجستيا. على مجلس الوزراء ان يكون حاسما وان يكون للجيش مطلق الصلاحيات في المداهمة والتوقيف. عندما يكون لدى الجيش اللبناني ضوء اخضر من السلطة السياسية سيضبط الوضع".

 

في يبرود خسرت سورية وانتصر «حزب الله»... وفي كسب أيضاً

حازم الامين/الحياة

ثمة صورتان فوتوغرافيتان تفشّتا على وسائل التواصل الاجتماعي بالتزامن مع سقوط بلدة كسب في «أيدي فصائل إسلامية مقاتلة على رأسها جبهة النصرة»، وهو التعريف الذي اعتمدته وسائل إعلام عالمية في نقلها الخبر. الصورة الأولى لهلال الأسد قريب الرئيس السوري بشار الأسد، وهو رجل قبيح فعلاً، منتفخ الوجه ومستديره، متورم العضلات على نحو غير بشري، ويرتدي قميصاً عليه صورة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. والصورة الثانية هي لرجل شيشاني قيل إنه قائد فصيل في «جبهة النصرة»، هو من الفصائل التي دخلت الى كسب. الرجل الشيشاني هذا أصفر الوجه طليق اللحية، يُشبه أيضاً شخصية مصاصي الدماء في الأفلام الخيالية. الصورتان نقلتا التخيل إلى مجال محسوس أكثر، وأعطتا عمقاً مشهدياً لحال الابتذال والقبح الذي يحاصر السوريين ويخنقهم اليوم. الوقائع لم تعد سياسية إنما هي أقرب إلى صورة الرجلين. والانتقال من المستوى النظري الانفعالي لما تخلفه الصورتان الى المستوى العملي لواقعة سقوط كسب في يد المعارضة، يبدو يسيراً. فبما أن تكبيد النظام السوري خسائر مادية وبشرية أمر خارج الاستثمار السياسي، يبقى السؤال عن «فتح» بلدة كسب ذات الغالبية الأرمنية موازياً للسؤال ذاته عندما طُرح على «حزب الله» بعد «فتح» بلدة يبرود في القلمون السورية. ما هي الوظيفة السياسية لهذه الفتوحات؟

في حالة «حزب الله» ويبرود كان السؤال عن لبنان، وعن ارتداد «الفتح المبين» على الواقع اللبناني، ولم يكن من جواب حقيقي سوى أن الحزب لا يُسأل عن لبنان، وأنه جزء من قوة إقليمية تتحرك على وقع حسابات الجهة المُشغّلة. ولكن، ماذا عن «فتح» كسب؟ هل كان النصر هناك سورياً؟ صحيح أن الحاجة الى رأب الصدع الذي أحدثته الهزائم التي مُنيت بها المعارضة في القلمون كانت ملحّة، ولكن حتى الآن لا تبدو واضحة هوية المنتصر في كسب. الأكيد أن المعارضة بتشكيلاتها الخارجية (ائتلاف ومجلس وطنيان) خارج هذا الانتصار. فالأخبار عن كسب جاءت على الشكل الآتي: «فصائل مقاتلة اسلامية على رأسها جبهة النصرة تمكنت من إلحاق هزيمة بالجيش النظامي السوري في مناطق الساحل وسيطرت على بلدة كسب»! وترافقت هذه الأخبار مع مؤشرات إلى دور تركي حاسم في هذه المعارك، كانت ذروته إسقاط طائرة مقاتلة سورية. هذه الوقائع لا يمكن المعارضة السورية بجناحها السياسي أن تستثمرها. من جهة، هناك «جبهة النصرة» المرتبطة بسياق آخر من الحسابات، ومن جهة أخرى هناك تركيا المنتظمة في حلف إقليمي (إخواني) شهد تصدعاً بفعل فقده غطاءه الخليجي (باستثناء قطر). وفي أحسن الأحوال، فخطوة الدخول الى كسب جاءت وفق حسابات أخرى لا قدرة للمعارضة على توظيفها في حركتها السياسية.

والحال أن المعارضة السياسية السورية (المقيمة في الخارج) راحت ومنذ أشهر تفقد مزيداً من مواقع التأثير الميداني. فقضية التفاوض على اطلاق الراهبات السوريات شكلت محطة مهمة في تكريس «جبهة النصرة» كطرف ميداني يُمكن الدول أن تتفاوض معه، وأن تُثمر المفاوضات نتائج يمكن لاحقاً استثمارها بمزيد من التفاوض على ملفات أخرى. ويبدو أن الدور التركي والقطري في تكريس «النصرة» صار أمراً مفروغاً منه، وهو ما يسحب من الائتلاف الوطني مزيداً من الأوراق. فما جرى في يبرود كان في هذا السياق، ذاك أن الهزيمة هناك جرت على وقع تنافس في النفوذ الاقليمي لا قدرة لأنقرة وللدوحة على حسمه لمصلحتهما. الهزيمة في يبرود، البعيدة من الحدود مع تركيا، ليست هزيمة لهما، أما النصر في كسب فهو نصرهما.

عواصم أخرى غير دمشق هي مَنْ ينتصر ومَنْ يُهزم الآن في القصبات السورية الحدودية. تنتصر طهران في يبرود وتنتصر أنقرة في كسب، وفيما بشار الأسد يستقبل وفداً برلمانياً أرمينياً داعماً لنظامه، يعترف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن لا قيمة للانتخابات الرئاسية التي يحضّر لها بشار، فترتسم فوق جبل قاسيون صورة رئيس يُشبه تماماً رسمه الكاريكاتوري.

سقطت كسب في أيدي فصائل اسلامية مقاتلة على رأسها «جبهة النصرة»، أو من بينها «جبهة النصرة»، وربما كان للفارق بين «على رأسها» و «من بينها» تأثير ما! وشكّل سقوطها صفعة قوية للنظام. ولكن، من المفترض أن سورية ليست حلبة مصارعة، وأن خطوة من هذا النوع يجب أن تكون جزءاً من خطة ومن أفق.

النتائج حتى الآن تتمثل في الصفعة التي تلقاها النظام، وهي أكيدة من دون شك، وهي أيضاً تمكّن «جبهة النصرة» من اكتساب مزيد من المواقع الميدانية، إضافة إلى توجيه أنقرة رسالة قوية في أكثر من اتجاه.

فلنضع هذه الحصيلة على مائدة التفاوض والفعل السياسي الذي من المفترض أن يكون الائتلاف الوطني السوري الجهة المولجة به. الصفعة على وجه النظام لا قيمة تفاوضية لها، ذاك أن الأخير يعيش حالاً من النكران، وهو اليوم يُفكر في غزو الفضاء عبر الوكالة الفضائية التي أنشأها. أما تقدم «النصرة» في هذه المعركة وفي غيرها من المعارك، فيعني أن فصيلاً رئيساً على الأرض خارج الضبط السياسي، وخارج الحسابات الوطنية السورية، يحجز مكاناً له في «مستقبل» سورية. فصيل لا يُشبه العالم بشيء، وصور قادَتِه في «كَسَبْ» تُثير العالم وتصور له ما جرى في هذه المعركة بصفته حرباً بين مجموعات بدائية وأخرى كهربائية (الرجل الشيشاني في مقابل هلال الأسد).  أما العنصر الثالث في جردة نتائج معركة كسب، فهو الرسالة القوية التي وجهتها أنقرة في أكثر من اتجاه. المفاوض السوري ستختلط الأوراق أمامه. فهل يعني «النصر» في كسب انتصاراً للخيار الإخواني التركي- القطري؟ النصر بهذا المعنى سيكون خسارة لحلف خليجي يضم الائتلاف الوطني السوري، والتفاوض عليه سيتم وفق قنوات أخرى فتحتها أنقرة مع طهران ولا يعرف الائتلاف عنها شيئاً. أليس ما جرى في قضية الإفراج عن الراهبات السوريات شيئاً من هذا القبيل؟

 

الحوثيون على خطى حزب الله

حسان حيدر/الحياة

بعدما اختارت تسمية "انصار الله" المشابهة لإسمه وتذكر به، تتبع جماعة "الحوثيين" في تعاملها مع الدولة اليمنية ومختلف الاطراف السياسيين والقبليين في البلاد، النهج ذاته الذي اعتمده "حزب الله" في قضمه المتدرج لهيبة الدولة اللبنانية ومؤسساتها وصولا الى الامساك بقرارها، وتستخدم ذرائع مماثلة لذرائعه في رفضها نزع سلاحها والانضواء في كنف الدولة، رافعة شعارات تماثل شعاراته عن "العدو الخارجي" و "العداء لاميركا واليهود".

ففي كلمة القاها الاسبوع الماضي لمناسبة توقيع اتفاق هدنة مع السلفيين بعد معارك همدان التي حصدت مئات الضحايا من الجانبين، قال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي "يريدوننا ان نسلم سلاحنا، لكن بماذا سنحارب العدو الخارجي؟ بالحجارة؟"، من دون ان يوضح من يقصد بالعدو الخارجي ولماذا ينصب نفسه بديلا من الدولة في الدفاع عن ارض اليمن.

وهو المنطق نفسه الذي تحدث ويتحدث به "حزب الله" عندما يصر على ان "المقاومة" التي استنفدت اغراضها ودورها بعد حرب 2006 وقرار مجلس الامن 1701، يجب ان تبقى كيانا مستقلا عن الدولة، يعود اليها قرار الحرب والسلم، لأنها الأقدر على مواجهة "العدو الخارجي"، ولأن الدولة اللبنانية "ضعيفة وغائبة تعطل الانقسامات السياسية والطائفية دورها وقدراتها"، وكأنه ليس طرفا في هذه الانقسامات ولا يشجع عليها. واستخدم الحزب حجة "غياب الدولة" ايضا في تبرير حربه "الوقائية" في سورية لمنع "المتشددين" من دخول لبنان، وهو ما ثبت بطلانه.

وكان الحزب قام في بداياته بحملة تطهير في جنوب لبنان وسائر مناطق انتشاره استهدفت ابناء طائفته الذين يرفضون ارتهانها لايران وكذلك ابناء الطوائف الاخرى الذين كانوا يرون في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي واجباً وطنياً يفترض ان يلبيه جميع اللبنانيين على اختلاف معتقداتهم الدينية والسياسية، ونجح في "حصر" المقاومة بنفسه، وربطها بالقرار الايراني – السوري المشترك الذي يتحكم بتوقيت المواجهات وحجمها وتسوياتها، متخذاً قراراته بمعزل عن الدولة والجيش وسائر المكونات اللبنانية على رغم تحملهم تبعاتها.

وهذا تماما ما فعله "الحوثيون" عندما اقدموا على "تطهير" مناطق انتشارهم الرئيسية في محافظة صعدة من معارضيهم حتى بين الزيديين الشيعة، واخرجوا السنة منها بحجة انهم "تكفيريون" (التسمية ذاتها يطلقها "حزب الله" على المعارضين السوريين لنظام بشار الاسد ورعاته الايرانيين)، ثم انتقلوا جنوبا الى همدان التي لا تبعد عن صنعاء سوى 20 كيلومترا بحجة تأمين حرية الانتقال بين صعدة والعاصمة، وعادوا لاحقا الى عمران في الشمال وهاجموا مواقع الجيش، معلنين رفضهم نتائج الحوار الوطني الذي قضى بتقسيم اليمن الى ستة اقاليم اتحادية، لان قبولها يعني التخلي عن فكرة التوسع والاكتفاء بالحيز الجغرافي والسياسي المحدد لهم بموجبها.

وعلى غرار "حزب الله" رفع "الحوثيون" شعارات معادية لـ "الشيطان الاكبر" الاميركي ولاسرائيل، واضافوا اليها اليهود، لكن على رغم ان الحزب عدّل لهجته وخففها تجاه الاميركيين نتيجة المفاوضات بين واشنطن وطهران، واصل الفرع اليمني "عداءه" للولايات المتحدة لاستقطاب متطرفي "الحراك الجنوبي" وتنظيم "القاعدة" الذين تستهدفهم الطائرات الاميركية بدون طيار، والذين يشاركون الحوثيين رفضهم للدولة الاتحادية.

حتى الآن لم يرد الجيش اليمني على استفزازات "الحوثيين" الاخيرة، ربما لرغبة الرئيس هادي في تلافي أي تصعيد يعرض خريطة الطريق التي وصل اليها الحوار الوطني للإنهيار، ويعيد الوضع الى ما كان عليه في عهد علي صالح الذي خاض ستة حروب ضدهم اضعفت الجيش ولم تخضعهم. لكن اذا ما استمرت سياسة التجاهل هذه فقد تصل باليمن الى وضع مماثل للبنان، حيث لايران النفوذ الاقوى.

 

أميركا وتوسعها في مساعدة المعارضة السورية

ديفيد إغناتيوس/الشرق الأوسط

يبدو أن إدارة الرئيس أوباما قد قررت التوسع في برنامجها لتدريب ومساعدة المعارضة السورية بسبب تقلب الأوضاع في أوكرانيا وسوريا؛ ومن ثم ستزيد مشاركة الولايات المتحدة في مأزق الحرب الأهلية الوحشية في سوريا.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس أوباما ناقش «الأزمة في سوريا» بجانب موضوعات أخرى، وذلك أثناء لقائه الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض يوم الجمعة الماضي.

وسيؤدي توسع الولايات المتحدة في مساعدة الثوار إلى تقوية علاقات أميركا مع السعودية بعد الفترة التي شهدت فتورا بشأن السياسة الخاصة بسوريا. بيد أن هذه المساعدة ستتسبب أيضا في تعقيد علاقات الولايات المتحدة، التي تشهد توترا بالفعل، مع روسيا وإيران اللتين تعدان من الداعمين الأساسيين للرئيس السوري بشار الأسد.

ويبدو أن أوباما يشعر بالارتياح بشأن المساعدة السرية بشكل أكثر من التدخل العسكري المباشر، مثلما هي الحال في العراق وأفغانستان. وتتمثل النقطة المهمة الأخرى في أن برنامج المساعدة سيتضمن تركيزا أكثر على محاربة الإرهاب. وستساعد الولايات المتحدة في تدريب مقاتلي الجيش السوري الحر لمحاربة المتطرفين من تنظيم القاعدة في الوقت الذي يشن فيه الثوار حرب عصابات ضد جيش الأسد.

وفي المقابل، يقول النقاد إن التوسع في برنامج التدريب والمساعدات، الذي كان أول من نصح به هم كبار مستشاري الرئيس أوباما في منتصف عام 2012، جاء متأخرا جدا، حيث سمحت هذه التأخيرات للمتطرفين وقوات الأسد بتنفيذ أعمال وحشية في سوريا. بيد أن أوباما يحتاط ويحذر من السقوط فيما يعد منحدرا منزلقا. ورغم التعهدات بدعم المعارضة، فلم يقدم أوباما حتى الآن سوى برنامج محدود للتدريب السري ومنح مساعدة غير فتاكة في أغلب الأحوال. ويعترف أوباما أيضا بالسجل التاريخي المتسم بالتقلبات لمثل هذه المساعدات السرية، بدءا من خليج الخنازير في كوبا وصولا إلى نيكاراغوا.

ومع ذلك، كانت تفاصيل هذه الخطة مثيرة للجدل خلال الأسبوع الماضي، بيد أنه من المحتمل أنه جرى وصف الخطوط العريضة لهذه الخطة من قبل مسؤولين مطلعين.

- يبلغ عدد مقاتلي المعارضة السورية الذين سيحصلون على التدريب ضعف العدد الحالي ليصل إلى نحو 600 مقاتل كل شهر.

- ستشرف وكالة الاستخبارات المركزية على عملية التدريب، مع التوسع في البرنامج الذي تديره حاليا. وما زالت الإدارة تناقش ما إذا كان من الضروري أن تلعب قوات العمليات الخاصة الأميركية والقوات العسكرية الأخرى دورا في هذا الأمر أم لا. ويزعم الثوار السوريون أن مدربي العمليات الخاصة سيقدمون مساعدة أفضل من دون الاتجاهات السياسية لوكالة الاستخبارات المركزية.

- يطالب الثوار بالحصول على الصواريخ المضادة للطائرات بهدف ردع القوات الجوية للأسد. ولإعادة طمأنة الولايات المتحدة، اقترحت المعارضة فرض قيود صارمة على هذه الأسلحة المعروفة باسم «نظام الدفاع الجوي المحمول (صواريخ سام)». وسيجري التزويد بخمس منصات لإطلاق الصواريخ فقط بصورة مبدئية. ويجري تصوير كل عملية من هذه العمليات عن طريق الفيديو مع وجود جهاز تتبع وآلية لوقفها عن بعد. وعشية زيارة أوباما إلى السعودية، بدا أن الإدارة ما زالت تفكر مليا في هذه القضية.

- ستستمر عملية متابعة قوات المعارضة أثناء التدريب وبعده. وجرت الموافقة على استبعاد أي مقاتلين على صلة بالتنظيمات الجهادية الثلاثة، وهي «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» و«داعش».

- على المستوى النظري، سيتحد «أصدقاء» المعارضة السورية للوقوف وراء هذا البرنامج.

وليس واضحا الدور الذي ستلعبه تركيا، التي جرى اتهامها بالسماح للمتطرفين الإسلاميين بالعمل عبر حدودها مع سوريا.

- ومن أجل تحقيق الاستقرار لسوريا المنقسمة بصورة سيئة في الوقت الحالي، سيسهم البرنامج في توفير المساعدة للمجالس المحلية والشرطة في المناطق التي صارت خالية من قوات الأسد. وطلبت المعارضة أيضا الحصول على تدريب متخصص للحفاظ على أمن الحدود. وفي النهاية، يمكن أن يسعى البرنامج لتوفير ممرات لتوصيل المساعدات الإنسانية رغم عدم وضوح كيفية الاستعداد القوي من جانب الولايات المتحدة وحلفائها لحماية هذه المناطق. ووفقا للمذكرة التي أرسلتها المعارضة إلى البيت الأبيض الشهر الحالي، سيؤدي التوسع في هذا البرنامج إلى «توجيه رسالة واضحة إلى نظام الأسد مفادها عدم وجود حل عسكري لهذا الصراع». وأضافت المذكرة أن الأسد «ليس لديه الدافع لإجراء المباحثات في الوقت الحالي بسبب اعتقاده أنه هو الطرف المنتصر».

ومن خلال عرض الأسباب المنطقية، فمن الواضح أنه من الضروري في الوقت الراهن الدفع من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية نهائية في سوريا. ويجب على أوباما قبول هذا الأمر رغم كراهيته له.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

الراعي في حفل إطلاق مؤلفات كمال الحاج: الحقيقة اللبنانية وحدها تقودنا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري

وطنية - أطلقت جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، وجامعة سيدة اللويزة، مؤلفات كمال يوسف الحاج الكاملة، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، باحتفال أقيم في قاعة البطريرك بشارة الراعي، في جامعة سيدة اللويزة- زوق مصبح، وتخلله توقيع الميثاق التأسيسي ل"بيت الفكر- أسسية كمال يوسف الحاج، واختتم برفع الستارة عن تمثال كمال يوسف الحاج في الجامعة.

الراعي

وألقى البطريرك الماروني كلمة قال فيها: "إحتفالية تاريخية كبيرة مزدوجة تجمعنا اليوم: إطلاق مؤلفات كمال يوسف الحاج الكاملة، وتوقيع الميثاق التأسيسي لبيت الفكر- أسسية كمال يوسف الحاج، في رحاب جامعة سيدة اللويزه العزيزة الزاهرة. ومنها ننطلق كلنا من عنصرة لبنانية بروح الفيلسوف كمال الحاج وفكره، وفينا حماسة الرسل الاثني عشر عندما خرجوا من عنصرة الروح القدس، وطافوا العالم كله للشهادة للكلمة الإلهية يسوع المسيح. أما نحن فللشهادة للبنان ولفلسفة ميثاقه الوطني ورسالته النصلامية الجامعة بين المسيحية والإسلام، في زمن الإخلال بالميثاق والرسالة. تجمعنا الاحتفالية في إطار "أيام كمال الحاج" (26-30 أذار 2014) بمحطاتها الثلاث: جامعة سيدة اللويزه زوق مصبح، والشبانية، وطبرية".

أضاف "فكم نكبر عمل نجل الفيلسوف الكبير، العزيز الدكتور يوسف كمال الحاج، بجمع مؤلفات والده باسم "مؤلفات كمال يوسف الحاج الكاملة"، وهي حاليا أربعة عشر مجلدا فضلا عن المجلد التقديمي لها، وهو بمثابة مقدمة عامة مع عناصر بيوغرافية حول الفيلسوف الكبير. وسيعنى "بيت الفكر- أسسية كمال يوسف الحاج" بإصدار النتاج الكامل له بإضافة خمسة مجلدات أخرى وبسواها من الإنتاجات الفكرية، وفقا لأهداف "بيت الفكر".

وتابع "وكم نثني على مؤسسي "بيت الفكر": جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، جامعة سيدة اللويزه، معالي الأستاذ ميشال إده، شركة جورج نعمة الله افرام بربتشويتي ليميتد (Perpetuity Limited)، وأسرة الفيلسوف كمال يوسف الحاج. الشكر لكم على إحياء ذكرى كمال يوسف الحاج بروحه ونتاجه. إنكم بهذه المبادرة من وحيه، تطلعون علينا فجرا يخرج لبنان من ظلمة اللافكر إلى حقيقة وجوده ورسالته، إنطلاقا من قول فيلسوفنا: "لولا العقل لما كان لبنان. وأكاد أقول: لولا لبنان لما كان العقل".

واعرب عن سعادته في أن "أحيي تحية خاصة، زوجة الفيلسوف كمال يوسف الحاج، السيدة ماغي الأشقر الحاج، شريكة قلبه ولغته وفكره، التي، بعد مأساة استشهاده في ذاك اليوم المؤلم والمظلم، 2 نيسان 1976، الذي دفع فيها زوجها ضريبة الحق الكبرى، راحت تهرب مؤلفاته الدرر، وتجمع أولادها الخمسة تحت جناحيها، وتطلق ورشة مجموعة مؤلفاته الكاملة. فلك كل الشكر، أيتها الزوجة الأمثل والأم الأحب. فإني، تعبيرا عن الشركة الوطيدة بين البطريركية المارونية، التي أرساها الفيلسوف كمال يوسف الحاج مع البطريرك الكردينال بولس بطرس المعوشي بمؤلفة "بكركي صخرة الخلاص"، وبغية مواصلتها مع العائلة بشخص نجلكما الدكتور يوسف، يسعدني أن أقدم لك ولنجلك، في ختام هذه الكلمة، مدالية البطريركية ورسم البركة الرسولية ومجموعة "روحانية قنوبين" وسبحة العذراء العزيزة على قلب الدكتور كمال الذي طالما ابتهل إليها: "يا مريم، يا أمي، الجهل يحيط بي، فكوني نوري. الموت يحيط بي، فكوني حياتي. أنا تائب إلى ابنك، ألف البداية، وياء النهاية".

وقال: "كمال يوسف الحاج، ابن الشبانية العزيزة، جوهرة لبنانية وصفها عارفوه بالعمق، من خلال كتاباته وفكره، بعشرة ألقاب هي بمثابة إكليل مجد على رأسه، فهو: فيلسوف اللغة العربية، وقد وضع كتاب "فلسفة اللغة" الذي سطر فيه أرفع دفاع فلسفي عنها وعن وزنها الأنطولوجي في الشخصية اللبنانية. فكانت "فلسفة اللغة" الركن الأساس الذي بنى عليه فلسفته، وأسس "فلسفاته" الأخرى. وهو سقراط لبنان، كما كناه طلابه في الجامعة اللبنانية التي وضع لبنتها الأولى مع حفنة من الرواد. وتولى رئاسة قسم الفلسفة فيها لمدة سبع عشرة سنة، بالإضافة إلى عمادة كلية الآداب بالوكالة لمدة سنتين. وهو فيلسوف القومية اللبنانية، هو الذي رفع فلسفة عقيدية راسخة للقومية اللبنانية، وقال: "إذا كانت الفلسفة هي قادتني إلى القول بقومية لبنانية، فالقومية هي التي ساقتني، بدورها، إلى القول بفلسفة لبنانية".

وأشار إلى أن "القومية عنده تعني القومية الإنسانية، لا القومية العنصرية، وتعني بالتالي الوجود السياسي، جوهر القومية، يتحقق في وجود الدولة. ومن أجل المزيد من فهمها، يعطي هذا التشبيه: المجتمع، كالإنسان، يتركب من جسد وروح. الجسد هو الأرض، والروح يظهر في اللغة. كذلك "القومية" تعني الحدود الجغرافية والموارد الاقتصادية، و"الأمة" هي روحها وعقلها الثابت ونظرتها الفلسفية وتعبيرها الحضاري. وهكذا وقع: "أمتي عربية... قوميتي لبنانية. وقد وضع مؤلفه الضخم: "موجز الفلسفة اللبنانية" الذي كشف فيه وجود ذات لبنانية عريقة، متفلسفة بتواصل منذ فجر الأبجدية على قاعدة الجمع التعادلي بين الجوهر والوجود. ونجح في إدخال الفلسفة اللبنانية مادة تدريسية رسمية في الجامعة اللبنانية".

وفي تعداده لصفات الراحل ذكر بأنه "فيلسوف الميثاق الوطني الذي رأى فيه حركة دينامية متواصلة تلم شمل أبناء لبنان المشتتين نصفين وشعبين وطائفتين ومجتمعين، وتجمعهم تحت لواء حضارة إنسانية مميزة في دفتر الشعوب. لقد وحد كمال الحاج بالحروف ما يصعب توحيده على أرض الواقع المزري، إلا في عيون النفوس الكبيرة. فابتكر كلمة "النصلامية" الدامجة بين مسيحية الناصري وإسلام المصطفى. ونحن كتبنا في "المذكرة الوطنية": إن اللبنانيين أرادوا "الميثاق الوطني" شريعتهم السياسية، لكونه خلاصة تاريخ مشترك من تجربة العيش المسيحي - الإسلامي، وتثبيتا لثوابت الحرية، والمساواة في المشاركة، وحفظ التعددية، ولكونه الناظم للعمل السياسي والضابط له"(فقرة 5)".

ومن ألقابه أيضا أنه "بول كلوديل الشرق، هكذا سماه صديقه وقارئه الغائص في فكره، البطريرك الكردينال بولس بطرس المعوشي، الذي كان الفيلسوف كمال قد سماه: "عميد لبنان". وهو أيضا "الفيلسوف اللبناني الماروني، هكذا سماه سماحة الإمام موسى الصدر الذي، عندما زاره يوما في بيت أجداده في الشبانية، قال عنه: "إن وجودي في بيت الفيلسوف اللبناني الماروني، كمال الحاج، هو التعايش عينه". مما يعني كما كتبنا في "المذكرة الوطنية": إن العيش معا هو لب التجربة اللبنانية. وليس شيئا عرضيا أو شعارا مرحليا. هذه التجربة ميزت لبنان عن كل بلدان الشرق، لأنها تحل الوطنية السياسية محل الوطنية الدينية. والقول للبطريرك الكبير الياس الحويك في مؤتمر السلام في فرساي- باريس سنة 1919(فقرة 4)".

وقال وقد سموه "فيلسوف الأر- سماوي الذي أراد أن يجمع في اتحاد عميق بين الأرض والسماء، وكم رغب لو استطاع، في إنهاء حياته متنسكا في دير، منضما إلى جمعية المرسلين اللبنانيين. فجعل من حياته الشخصية ديرا، وعاش متصوفا، وضم إلى دارته كابيلا مع القلم وسبحة العذراء التي لم تفارق عينيه. فسمى صديقه البطريرك المعوشي حبه للسيدة العذراء وتكريمها "تمريمه، وكان أيضا معلم البطاركة ومستوثق الرؤساء، هكذا سماه البطريرك الكردينال أنطونيوس خريش في رقيم التأبين يوم وداعه. وهو فيلسوف لبنان. هو اللقب الذي أطلقه عليه صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، ويعني لبنان الذات والرسالة والتاريخ، وأحلام كمال الحاج اللامتناهية".

وهو كذلك "الفيلسوف مدى الأجيال، لقب طالع من قلب رئيس الجمهورية الراحل الياس سركيس، إبن الشبانية ورافع اسمها، نسيب الفيلسوف ورفيق العمر. قال ذات يوم بتواضع كلي: "أنا ابن الشبانية. ستأتي الشبانية على ذكري في عهدي لست سنوات، وربما لبعض العقود بعدها. ولكنها لن تنسى كمال فيلسوفا مدى الأجيال". أجل! كمال الحاج يزداد تألقا وإشعاعا يوما بعد يوم، وجيلا بعد جيل، بفكره وفلسفته ونتاجه. وهو خالد عند الله، وبيننا".

وقال: "أحب الفيلسوف كمال يوسف الحاج الحقيقة التي هي عطية ثمينة من الله تسلمناها مثلثة من المسيح الإله المتجسد: حقيقة الله وحقيقة الإنسان وحقيقة التاريخ. هذه الحقيقة المثلثة وحدها تبني مجتمعنا اللبناني، ومنها وحدها نستمد الحرية، التي تشكل أولى ثوابتنا الوطنية في العيش المشترك. ألم يقل المسيح الرب في الإنجيل: "تعرفون الحق، والحق يحرركم؟" (يو8: 32). أخلص فيلسوفنا للحقيقة وسماها قدس أقداس الإنسانية يوم قال: "لا يكتب الفيلسوف إلا ما يؤمن به. إنه يكتب للتاريخ الذي لا يدون في سجله إلا ما يصدر عن قدس أقداس الحقيقة الإنسانية. إن أول معالم هذه الحقيقة أن يكون الإنسان صادقا مع نفسه".

أضاف "ما أحوجنا في لبنان إلى أن يعود الجميع إلى الحقيقة. لا إلى حقيقتهم النسبية التي تفرق وتعمي القلوب وتأسر الرؤية، بل إلى الحقيقة المطلقة الموضوعية التي تنير الحقائق النسبية وتصححها، وتجمع! وما أحوجنا في لبنان إلى أن نقول الحقيقة، ونخرج من دائرة الكذب والتكاذب. لقد أصدرنا "المذكرة الوطنية" لكي نذكر بالحقيقة اللبنانية التي تقودنا وحدها إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري الذي بدأ، على أن يكون رئيسا قديرا وفاعلا في الداخل اللبناني وفي الأسرتين العربية والدولية. هذه الحقيقة التي نذكر بها، وبكل مضامينها الوطنية والتاريخية، هي وحدها تسير باللبنانيين جميعا، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الجديد، نحو الاحتفال بعد ست سنوات باليوبيل المئوي الأول لإعلان لبنان الكبير المستقل في أول ايلول 1920".

وختم "في ذكرى كمال الحاج، نجدد إخلاصنا للحقيقة بالقول والمسلك والعمل، وقد أعطى هو البرهان بإخلاصه يوم كتب متنبئا: "قد يكذب الإنسان في كل شيء: في العقل، في المنطق، في العدل، في العلم، في القانون، إلا في واحد: عندما يشهد بدمه أنه مالك الحقيقة. عندئذ لا يكون وده كاذبا...كمال يوسف الحاج أحب الحقيقة حبا شديدا وأخلص لها حياته كلها، ومهر حبه وإخلاصه هذا بدم الاستشهاد في 2 نيسان 1976. إننا نحييه في عليائه بمقطع من نشيد نجله: "أرزة للوطن: نهتف كلنا يا سخي الطيوب، صانك ربنا أرزة في القلوب. صانك ربنا في ربيع الدهور، أرزة للوطن. عشتم، وعاش لبنان".

 

نصرالله: مصرون على الانتخابات الرئاسية ولا نسعى إلى أي فراغ لا تنتظروا تحولات الأوضاع في المنطقة وتعالوا لنعالج مسائلنا الآن

وطنية - تبنين - احتشدت جموع الأدباء والشعراء العامليين والمثقفين من بلدات وقرى قضاء بنت جبيل، يتقدمهم ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، في حفل اطلاق "منتدى جبل عامل للثقافة والأدب" و"مسرح الانتصار" في بلدة عيناتا، الذي أقيم بعد ظهر اليوم، برعاية الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

شارك في الاحتفال وزيرا الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش والشباب والرياضة عبدالمطلب حناوي، النائبان حسن فضل الله وعلي عسيران، نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، قيادات سياسية وحزبية وشخصيات عسكرية وأمنية وحشد من علماء الدين من مختلف الطوائف، وفاعليات بلدية واختيارية وحشد من الأهالي.

بداية النشيد الوطني، ثم كلمة عريف الحفل، فكلمة رئيس المنتدى الشيخ فضل مخدر الذي تحدث عن الدور التاريخي والثقافي لجبل عامل، ثم عدد الاهتمامات التي "سوف يتصدى لها هذا المنتدى من شعر وأدب ومسرح وما الا ذلك من ضروب الأدب والثقافة". وختم بقصيدة توجه بها الى نصرالله.

نصرالله

بعد ذلك أطل الأمين العام ل"حزب الله" على المحتفلين، عبر شاشة عملاقة، وألقى كلمة استهلها بالترحيب بالحضور، وأشار إلى أن كلمته مقسمة إلى جزئين "الجزء الأول أعود فيه إلى بعض البدايات ومنها أدخل إلى جبل عامل وإلى الشعر والأدب في جبل عامل، ومن الجزء الأول أعبر إلى الجزء الثاني الذي أود أن أتحدث فيه عن بعض المسائل الحاضرة والمسؤوليات المطلوبة إنطلاقا أيضا من الجزء الأول. والجزء الثاني هو الذي سنحكي فيه قليلا في السياسة".

وبعدما ذكر أن الجزء الأول "منسجم مع المناسبة ومع الوضع القائم"، قال: "منذ البداية خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم، جسدا وروحا، وأعطاه العقل، وأي عقل، هذا المخلوق الشريف الذي أعطي الإنسان، لديه قدرات هائلة في اكتساب المعرفة والعلم وفي إنتاج المعرفة والعلم، يعني العقل البشري ليس متلقيا فقط، وإنما هو منتج وصانع أيضا. ولديه أيضا قدرة التجوال في الآفاق، في الأرض والسموات، في الملك والملكوت وفي تجاوز السدود والحدود وخرق الحجب وفي وفي..".

تابع: "ثم أنعم الله تعالى على هذا الإنسان أن أعطاه قدرة البيان وقدرات متعددة لبيان أو لتبيين أو للتعبير عن ما يفكر، عن ما يؤمن، عن ما يعتقد، عن ما يجول في خاطره، عن ما يعيشه من عواطف وأحاسيس وعن ما يختلجه من مشاعر، حتى الخيالات والأوهام عن كل ما يريد. هذا الإنسان زود بهذه القوة، قوة بيان، تبيين، تعبير، نقل هذا المضمون الداخلي إلى الآخر، إلى كل آخر عاقل، يسمع ويفهم، وهذه القدرة على البيان والتبيين هي من أهم أسباب تطور وتقدم الحياة البشرية على جميع الصعد والمستويات، لأن كل الأفكار والمعلومات والإستنتاجات والعبر والدروس والتجارب كانت تنتقل فيما بين الناس في كل جيل، في نفس الجيل - في نفس الزمن، ومن جيل إلى جيل وهكذا إلى قيام الساعة".

أضاف: "ومن خلال وسائل البيان المختلفة والمتنوعة، الله سبحانه وتعالى عندما أعطى الإنسان هذه القدرة لم يحصرها في وسيلة واحدة وإنما أيضا نوع وعدد هذه الوسائل، على سبيل المثال لا الحصر وفي المقدمة وأهمها: اللغة، الكلام - لا أقصد بالكلام التكلم، الكلام، والذي يعبر عنه، هذا الكلام أو هذه اللغة تارة بالنطق وتارة بالكتابة، وعنوان الكتابة إلى ما قبل القلم. وأعود إلى هذه الوسيلة بعد قليل".

وقال: "من جملة الوسائل أيضا الإشارة، الإنسان يستطيع أن يعبر عن ما يجول، عن أفكاره، عن عواطفه، بالإشارة، يإشارة اليد وبحركات الجسد. من جملة هذه الوسائل القدرة على الرسم، وبالتالي الرسم. النحت، الموسيقى أيضا، الموسيقى أيضا في بعض جوانبها تعبر عن مكنونات هذا الإنسان، مشاعر هذا الإنسان، فرحه، حزنه، أمله، يأسه، غربته، وحدته، لها تعابير مختلفة. طبعا، هذه القدرات كانت دائما متاحة ومفعلة منذ القدم إلى العصر الحاضر، لكن في العصر الحاضر ومع التطور العلمي وإستنادا إلى هذه الإمكانات المودعة في الإنسان فتحت آفاقا هائلة أمام مهمة البيان ومنها ما شاهدناه ونشهده إلى اليوم على مستوى السينما والشاشة والمسرح والإنترنت ووسائل الإتصال المختلفة".

واستدرك: "لكن من بين هذه القدرات، أقواها وأهمها وعلى امتداد الزمان وإلى قيام الساعة سيبقى الكلام واللغة. يعني الكلمات والجمل التي تدل على معان يستخدمها الإنسان، يستخدم كلمات وجملا لتعبر عن معان يقصدها أو يريد إيصالها للآخرين. إذن الإنسان هنا زود بالعقل وزود بقدرة البيان، بقوته العقلية يحدد المعاني، وبقوته العقلية يشكل في الذهن الجمل والكلمات التي يريد أن يعبر من خلالها عن معان معينة بحنجرته وبلسانه يخرجها صوتا وبقلمه يكتبها حروفا.

من آيات الله تعالى في الخلق تنوع وتعدد اللغات والألسنة. منذ بدء البشرية إلى اليوم لدينا آلاف اللغات البشرية، وليس مئات، منها ما انقرض وانتهى ومنها ما زال قائما ومنها ما يستحدث وقد يستحدث إلى يوم القيامة. ولكل لغة مميزاتها وخصوصياتها ولها جمالياتها، بل إن اللغة، أي لغة - لا أتحدث عن لغة معينة ـ بل إن اللغة هي من جملة الأشياء التي تتجلى فيها آيات الجمال، كما أن آيات الجمال تتجلى في كل وجودات هذا الكون، من جملة وجودات هذا الكون التي تتجلى فيها آيات الجمال هي اللغة البشرية".

أضاف: "واللغات في ما بينها مستويات ودرجات وتتنوع فيها الأساليب من نثر وشعر وغيره، وفي كل لغة يتفاوت أهلها وأصحابها في مقدراتهم الشخصية والذاتية في استخدام هذه اللغة وتوظيف إمكانياتها المتنوعة لإيصال الأفكار والصور المطلوبة.

وهنا تأتي اللغة العربية لتتربع على عرش لغات البشر، لا نقول كذلك لأننا نحن عرب بل غير العرب أيضا يقرون بهذه الحقيقة، وهنا تأتي اللغة العربية لتتربع على عرش لغات البشر لما فيها من قوة وغنى وسعة ومرونة وحلاوة وطلاوة وجمال وقدرة على الاستيعاب والتجدد ويكفي فخرا وشرفا أن الله تعالى اختار اللغة العربية لينزل بها كتابه السماوي الخالد والخاتم، هذا وحده يكفي. لا يحتاج الأمر إلى الاستدلال، ولانتخاب اللغة العربية لتكون لغة الكتاب السماوي الخاتم حكمة بليغة وبالغة لا مجال لذكره الآن".

وقال: "ما عرف به العرب طوال التاريخ، وحتى من تعرب فيما بعد، عرفوا بالبلاغة والفصاحة وتفننهم بأشكال وفنون الأدب والشعر، بل يمكن القول إن الميزة الأساسية لتلك الشعوب وإن العنوان الرئيسي لها كان البلاغة والفصاحة، ونخبتها الأولى كانوا هم الشعراء والخطباء وفخر كل قبيلة وعشيرة وقوم كان شاعرها وخطيبها، ومنذ البداية كان الأدب والشعر، كما هو الحال اليوم، بعضه كان سلعة للبيع والشراء، ينظم القصيد لمن يدفع المال ويبذله بسخاء وأحيانا بدون سخاء، وبعضه كان عنوانا للمفاخرة الزائفة والعصبيات الباقية، وبعضه ـ وما يهمني في هذه المناسبة أن أقول والأهم أن بعضه ـ كان طوال التاريخ في خدمة الرسالات والقيم الإنسانية والأخلاقية والحق والعدل ومواجهة الطغاة والدفاع عن كرامة الأمة ووجودها ومقدساتها ومقاومة الغزاة والمحتلين واستنهاض شعوبها واستثارة مشاعرها وحماستها، وهذه هي الوظيفة الأولى والأهم والأعظم والأكثر إنسانية للأدب والشعر الذي يجب أن يكون جزءا من سلاح الأمة ومقدراتها وشخصيتها وحضارتها وصناع مستقبلها".

أضاف: "وكثيرة هي في التاريخ قصص الشعراء والأدباء الذين ألقي بهم في غياهب السجون أو علقوا على أعواد المشانق أو صلبوا في الساحات بسبب قصيدة شعر هنا أو خطبة بليغة هناك، لما تضمنته من مضمون لا يناسب السجان والجلاد. هذا النوع من الأدب والشعر كان موجودا دائما في جبل عامل وعبر مئات السنين، هذا الجبل معروف بتراثه، بثرائه العلمي والفقهي، ومشهور أيضا بفقهائه وعلمائه، ومنهم من هو في الصف الأول من فقهاء العالم الإسلامي طوال التاريخ".

تابع: "ولكن من ميزات هذا الجبل أن فقهائه وعلمائه بالأعم الأغلب، وأقول بالأعم الأغلب على سبيل الإحتياط، كانوا أيضا شعراء وأدباء، هذه من ميزات فقهاء وعلماء جبل عامل. في استعراض بسيط لكتاب "أمل الآمل في علماء جبل عامل" يذكر أسماء العلماء، غالبا ما يقول كان فقيها عالما فاضلا أديبا شاعرا، وقلما تجد أنه يتحدث عن عالم أو فقيه دون أن يصفه أنه أديب وشاعر، كما أن الشعر بأشكاله المختلفة، يعني الفصيح والعامي، كان حالة حاضرة بقوة في نخبته الثقافية المتنوعة وفي ناسه العاديين، وعلى المستوى العلمي نجد أن هذه الطاقات الأدبية لدى فقهاء جبل عامل تم توظيفها بشكل رائع حتى في كتابة النصوص العلمية والفقهية والأصولية وتم نظم مسائل هذه العلوم شعرا أيضا، شعرا جميلا وجذابا ويسهل حفظه".

تابع: "ولذلك أيضا نجد أن كتب ومؤلفات فقهاء جبل عامل جمعت إلى متانتها العلمية وقوة الاستدلال السلاسة والجمال والحلاوة في التعبير والبيان، ما قدر لها هذا المستوى من البقاء والخلود والعناية والاهتمام في الحوزات العلمية ومراكز الدراسات والحياة العلمية للمسلمين، وخصوصا للمسلمين الشيعة. ولطالما كان الشعر في جبل عامل وكل جهد أدبي ـ نتحدث الآن عن جبل عامل لأن المناسبة إعلان منتدى جبل عامل، مع الاحتفاظ بحق كل الجبال والمناطق أيضا بتراثها وتاريخها ودورها ـ لطالما كان منبرا معبرا عن التزام أهل هذا الجبل وعلمائه وفقهائه ونخبه بقضايا الوطن وقضايا الأمة، أدبيا وثقافيا وسياسيا وجهاديا وعلى كل صعيد".

وقال: "لو أخذنا من الناحية الزمنية، بدايات القرن الماضي وخصوصا قبيل وبعد الحرب العالمية الأولى، سنجد هذا الالتزام في أكثر من عنوان، طبعا لأن الوقت ضيق أنا لن أتحدث عن أسماء ولن أذكر شواهد، إنما أكتفي بالعرض العام. العنوان الأول: الدفاع عن اللغة العربية. من المهام الكبرى التي ساهم في إنجازها أو أدائها علماء وشعراء وأدباء جبل عامل هو الحفاظ عن اللغة العربية والدفاع عن اللغة العربية، في مرحلة من المراحل في مواجهة التتريك، وبعد الحرب العالمية الأولى في مواجهة التغريب "الفرنسة" وما إلى ذالك. أي لغة بالنسبة لأي شعب، بالنسبة لأي أمة هي جزء من هويتها الحضارية، وضياع هذه اللغة هو ضياع هذه الهوية الحضارية. اللغة العربية هي بالنسبة لنا وبالنسبة لأهل جبل عامل كانت تمثل هذا المعنى وما هو أعمق وأبعد من هذا المعنى لأن هذه اللغة باتت داخلة أيضا في عقيدتنا وكتابنا المقدس وسنة نبينا وتاريخنا وقيمنا وأخلاقنا ومصيرنا ومستقبلنا وعلاقاتنا. ولذلك اليوم من جملة المسؤوليات أيها السادة أيها العلماء أيها الكرام هو الحفاظ على هذه اللغة والدفاع عنها".

أضاف: "بعد الآن نحن العرب لم نعد نفهم عربي وبعض مفردات اللغة العربية تحتاج إلى ترجمة وتفسير وإلى شرح، والآن هناك بدعة جديدة في أكثر من مكان في العالم العربي: نصف الحكي عرب ونصفه أجنبي، لن أقول: فرنسي أو انكليزي حتى لا نستهدف لغة محددة. الدفاع عن هذه اللغة والحفاظ عليها من أهم المسؤوليات. في الماضي علماء جبل عامل حولوا حتى المدارس والحوزات العلمية والبيوت إلى مراكز لتعليم اللغة العربية وعلومها وأدبياتها ليمكنوا الأجيال من الحفاظ على اللغة في مواجهة الأمية والجهل الذي كان قائما. العنوان الآخر: مواجهة الاستعمارالأجنبي وليس في لبنان فقط بل كان لهم موقفهم على امتداد قضايا الامة. اليوم هذه المقاومة، هذه الحالة الموجودة، هي تعبير أصيل وامتداد أصيل لهذا التاريخ ولتلك الأجيال".

تابع: "اليوم بعض الناس يأتي ويطالبك ويقول إننا نحن اليوم لبنانيون ولدينا في لبنان من المشاكل ما يكفي. نحن ما علاقتنا بأخذ موقف من قضايا المنطقة ومن التهديدات التي تواجه الامة والصراعات الموجودة في المنطقة التي تعنينا بشكل أو بآخر؟

علماء وأدباء وشعراء ونخب وعامة الناس في جبل عامل كما هو في الكثير من المناطق اللبنانية وفي امتداد العالم العربي والاسلامي، ليس فقط في لبنان أو فلسطين أو سوريا أو العراق أو بلاد الشام أو مصر يعني الدول التي تكاد تكون قريبة، حتى في لبيبا عام 1911 عندما غزت إيطاليا ليبيا، أحد فقهاء جبل عامل وهو ابن هذه البلدة الطيبة، ابن بلدة عيناتا، كان فقيها وأديبا وشاعرا، أصدر بيانا وألقى كلمات ونظم شعرا في الدعوة لمواجهة الاحتلال الإيطالي لليبيا".

وقال: "هنا لا نتكلم عن دولة جوار، مواقف فقهاء وعلماء جبل عامل موجودة ومسجلة وإن شاء الله من وظائف هذا المنتدى أن يتمكن من عرض هذا التاريخ وهذه المستندات وهذه الوثائق وأن يضيء على تلك المرحلة التاريخية وما كان فيها من مواقف ومن معاناة.

ثالثا: الموقف بالتحديد من فلسطين والواجهة الحاسمة والمبكرة للمشروع الصهيوني والاطماع الاسرائيلية ولقيام دولة غاصبة لهذا المشروع الصهيوني في فلسطين. في مواقفهم، في أشعارهم، في فتاواهم وبياناتهم، في أدبهم، في تحريضهم، في تحريكهم هذا موجود، وياتي الكلام عندما أصل إلى المقاومة، سأعود إلى هذه النقطة".

وقال: "في ما يعني أيضا بقية قضايا الأمة، الحفاظ على وحدة الأمة، رفض شرذمتها وتقسيمها وتجزئتها، موقف علماء وفقهاء وشعراء جبل عامل أيضا معروف، لكن بعد أن أصبح هناك واقع جديد، وقسمت بلاد العالم العربي الاسلامي إلى أقطار وكيانات، آمنوا بهذا الوطن وأخلصوا له أيضا ودافعوا عنه. ويمكن العودة أيضا إلى أدبياتهم وإلى كلماتهم وإلى أشعارهم التي تتحدث عن لبنان كوطن وعن حب هذا الوطن وعن التعلق بهذا الوطن وعن الاستعداد للدفاع عن هذا الوطن".

أضاف: "موقف هذا الجبل وأهل هذا الجبل ونخب هذا الجبل كانت دائما إلى جانب الوحدة والتعاون والتكامل ورفض الفتن وتجنب الفتن وتنظيم الأولويات. نحن نرث عن هؤلاء الكبار وعن تلك الأجيال هذه الثقافة والعقلية وهذا الفهم، وإلا لو أن أهل جبل عامل أرادوا أن يحتكموا في مواقفهم تجاه فلسطين أو ما يجري على مستوى الأمة أو في الموقف من عدم تجزئة وتقسيم هذا العالم العربي والاسلامي إلى ما عانوه هم من ظلم وقهر وحرمان ومن ظلامات لحقت بهم من قبل السلطات العثمانية التي كانت تحكم باسم الخلافة الاسلامية في ذلك الوقت لكان عليهم أن يكونوا انعزاليين تقسيميين تجزيئيين منطوين على أنفسهم، تعنيهم سلامتهم وسلامة أهلهم وجبلهم".

واستدرك: "ولكن هذا الجبل، ومنذ البداية أيضا، كان مع كل الطلائع الوطنية والقومية ومع كل طلائع هذه الأمة في الدفاع عن المقدسات وفي الدفاع عن فلسطين وفي مواجهة المشروع الصهيوني وفي مواجهة التفتيت والتجزئة والتقسيم، وفي مواجهة الفتن، واليوم عندما ننتمي إلى هذا الفكر ولهذه المقاومة نحن لا ننتمي إلى فكر مستورد. هذا هو الأصيل في وطننا وفي أرضنا وفي بيئتنا وفي مجتمعنا وفي تاريخنا. هذا هو الأصيل إن لم نكن كما كانوا نحن الغرباء لأننا نحاول أن نكون كما كانوا نحن المنتمون بحق إلى هذه الأرض وإلى هذا التاريخ وإلى هذه القيم".

أضاف: "ما نتوقعه ـ قبل الدخول إلى الجزء الثاني ـ من هذا المنتدى، منتدى جبل عامل للثقافة والأدب إن شاء الله أن يحمل هذا الإرث العظيم للآباء والأجداد، أن يحفظه، أن ينميه، أن يقدمه، أن يساهم في تقديمه لأهلنا في الجبل، للأجيال الحاضرة والمستقبلية التي لا تعرف الكثير حتى عن الماضي القريب. وللأسف الشديد، ليس فقط جيل الشباب لا يعرف الكثير من النخب السياسية والإعلامية والثقافية في لبنان، ولكن لا يعرف أيضا الكثير عن الماضي القريب. آمل إن شاء الله أن يتمكن من مواصلة طريقهم وخصوصا أننا امام تحديات ثقافية وحضارية وسياسية ووجودية خطيرة جدا. هنا أدخل الى الجزء الثاني".

تابع: "في الجزء الثاني أريد أن أتكلم في عنوانين: الأول يتعلق بلبنان والثاني له علاقة بسوريا ومن ثم أختم بلبنان.

دائما هناك تحد كبير اسمه المشروع الصهيوني، تهديد كبير منذ بدايات القرن الماضي وصولا لعام 1948م عندما أسس كيان غاصب لهذا المشروع، وهذا التحدي ما زال قائما. البعض يحاول أن يتجاهل هذا التهديد، أن يعتبره غير موجود، هذا طبعا ليس خطأ، بل خطيئة كبرى. الخيار الوحيد الذي كان متاحا وما زال متاحا أمام شعوب أمتنا ـ ومن جملتها الشعب اللبناني ـ هو المقاومة، المقاومة بكل أبعادها الثقافية والسياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية".

وقال: "في العمق، في حقيقة المقاومة، أصل المقاومة، عمق المقاومة، هي ثقافة. العمل الجهادي العسكري المباشر أو الصمود، صمود أهل الأرض في الأرض البقاء الصبر على التبعات، بذل التضحيات، هذه كلها تعبير عن هذه الثقافة، تجسيد لهذه الثقافة. لو لم تكن هذه الثقافة موجودة لما كانت كل هذه الوجودات قائمة. كل أشكال المقاومة هي تجل لثقافة المقاومة. بالعمق المقاومة هي ثقافة، البعض في لبنان يناقش، وفي العالم العربي أيضا نقاش، دعونا نحكي عن لبنان، البعض يناقش في المقاومة. ليس الآن، السجال حول النقاومة ليس له علاقة بالدخول إلى سورية أو 2006 أو ال1982 يعني اذا رجعنا "القهقرى" أو 1978 أو ببداية السبعينات عندما هاجرت إلينا فصائل المقاومة الفلسطينية. كلا، منذ بداية نشوء الكيان الصهيوني في المنطقة، في فلسطين، هناك جدل حول المقاومة، وهناك خلاف حول فهم العدو، تشخيص العدو، وخيارات مواجهة العدو. وهذا ليس نقاشا جديدا وهذا لا يرتبط، لا بحزب ولا بحركة ولا بزعيم ولا بشخص ولا بقائد ولا بتنظيم ولا بطائفة ولا بفئة ولا بمنطقة".

أضاف: "أبدا، هذا النقاش كان قبل الإمام موسى الصدر، وبعد الإمام موسى الصدر، قبل مقاومة أمل وحزب الله وبعدهما، عندما كانت القوى الوطنية العلمانية العنوان الأساسي في المقاومة كان هذا النقاش والجدل في المقاومة قائما. إذا فلا يغالط أحد، ويقول إنه صار نقاش وطني في لبنان بسبب أداء المقاومة الحقيقية. كلا، هذا النقاش موجود منذ البداية، منذ عام 1948م، لذلك أنا كنت دائما أقول لبعض الذين يواجهوننا في السجالات، يقولون لقد خسرت المقاومة الإجماع الوطني حولها، وأنا دائما أقول: لم يكن هناك إجماع وطني على المقاومة في لبنان في يوم من الأيام، حتى عشية 25 أو 26 أيار 2000، حتى في عز الانتصار، والمقاومة تهدي انتصارها من بنت جبيل إلى كل اللبنانيين، لم يكن هناك إجماع وطني على المقاومة".

تابع: "هذا تضليل، ليس صحيحا. ولذلك بعض الناس يقول اليوم: لدينا مشكلة مع المقاومة لأن عنوانها إسلامي ولأن المقاومين شيعة، هل كنتم مع المقاومة عندما كان كل المقاومين من كل الطوائف؟ هل كنتم مع المقاومة عندما كان عنوانها احزاب وطنية وعلامانية؟

هذه مغالطة كبيرة موجودة اليوم، ولكن أجيال الشباب التي لم تعاصر ولم تواكب تلك المرحلة قد تخدع بهذا الخطاب، ويصلون إلى نتيجة بأنه بذهابكم إلى سوريا أو موقفكم السياسي في عام كذا أو عام كذا أو في القضية الفلانية أسقط وأنهى الإجماع الوطني حول المقاومة".

وقال: "أنا اليوم أريد أن أؤكد بأن الذين ناقشوا ويناقشون في خيار المقاومة، بعضهم يعرف والآخر لا يعرف. البعض الذي يعرف يتجاهل، أنه ـ حقيقة ـ المقاومة ليست تنظيما معينا، ليست حزبا، ليست حركة، ليست تيارا معينا، ليس مجموعة معينة أو طائفة معينة، هي هذه الثقافة، هذا الخط الفكري السياسي، الذي يستطيع أن يحتضن وجودات متنوعة، وقد تكون متناقضة عقائديا وإيديولوجيا، قد تستطيع أن تحتضن مشاعر وطوائف وشعوبا وأمما، لأن منطلقات المقاومة هي فطرية في الإنسان، وأهداف المقاومة هي مصلحة مشتركة على المستوى الوطني والقومي".

أضاف: "بعض الناس لا يعرفون أنه منذ عام 1948 يوجد مقاومة في لبنان، لا يعرفون، لانهم لا يعرفون ما معنى المقاومة، البعض يجعل تاريخها بداية السبعينات أو في عام 78 أو 82 أو ما بعد ذلك. المقاومة في لبنان، المقاومة اللبنانية، موجودة في لبنان منذ 1948، منذ اللحظة الأولى لوجود الاحتلال، واكتسبت شرعيتها منذ تلك اللحظة، ومارست حقها منذ تلك اللحظة، ولكن بالإمكانيات المتوفرة. هؤلاء يجهلون أنه منذ 1948 الجنوب كان يعتدى عليه، لا يعرفون شيئا عن المجازر التي ارتكبت في العديد من القرى الحدودية، لا يعرفون ماذا لحق بسكان المناطق الحدودية على اختلاف طوائفهم، وهنا أنا لا اتكلم فقط عن الشيعة، لا يعرفون شيئا عما كانت تتعرض له مخافر قوى الأمن في المناطق الحدودية، والأذى الذي كان يلحق بمؤسسات الدولة وقواها الأمنية، لا يعرفون شيئا عن انتهاك السيادة في الجو والبر والبحر. وفي يوم من الأيام حتى على طاولة الحوار، عندما كنا نجتمع في مجلس النواب، بعض الحضور، وليس واحدا منهم، ليس واحدا فقط، عدد منهم قالوا كلا، قبل أن يأتي الفلسطينيون إلى لبنان لم يكن هناك مشكلة، أصلا لم يكن هناك مشكلة مع إسرائيل".

تابع: "أنا لا أتجنى على أحد، هذا كله مسجل في المجلس النيابي، (قالوا إنه) لم يكن هناك مشكلة، ما قام به الاسرائيلي في لبنان في أواخر الستينات وبداية السبعينات هو رد فعل على المقاومة الفلسطينية والعمل العسكري الفلسطيني. كيف يمكن لشخص أن يأتي ويقول أنا قائد سياسي لبناني وأنا أريد أن أكون حاضرا في صنع حاضر ومستقبل اللبنانيين وهو يجهل تاريخ منطقة أساسية من لبنان، تاريخ قبل سنوات، لا يعرف شيئا، وأنا أذكر أن أحد الإخوان النواب اضطر أن يغادر الجلسة ليأتي بكتاب وثائقي، وأذكر أن من انتجه هي جريدة السفير، وجاء وقال للجميع إن يتعلموا، وبدأ منذ العام 1948 م، البعض تغيرت وجوههم ومع ذلك قالوا أنه "يمكن يمكن يمكن"، يعني يوجد وثائق تاريخية، يعني ماذا تريدنا أن نفعل لأجلك، أتريد أن نأخذك لتزور المقابر، أن نأتي لك بالذين ما زالوا على قيد الحياة من الختيارية ليشهدوا لك؟"

وقال: "هذه المقاومة كما نؤمن فيها نحن، هي بدأت منذ تلك اللحظة، طبعا بالامكانات المتوفرة، لأهل هذا الجبل ومعها لبنان، شكل من أشكال مقاومتهم كان أن يبقوا في الأرض فبقوا في الارض، أن يحرثوا حقولهم فحرثوها، أن يقتلوا تحت سقف منازلهم، ولا يغادروا أرضهم فقتلوا تحت أسقف المنازل، هذه المقاومة التي كانت متاحة في ذلك الوقت، مقاومة الموقف، مقاومة الرفض، ومقاومة الإمام موسى الصدر الذي حرم أن يشتري مريضنا دواء من الجدار الذي سمي بالطيب، المقاومة التي فضلت الموت مرضا عن الصحة والدواء والاستشفاء من إسرائيل، هذه المقاومة كانت قبل أي حركة وأي حزب، هذه مقاومة الناس، المقاومة هي كل بيت في هذه القرى والمناطق الحدودية وكل الجنوب، هي كل مسجد بقي وكل كنسية عامرة، هي كل شجرة زيتون وشتلة تبغ".

أضاف "وإن كانت عادة شتلات التبغ من اختصاص الرئيس بري، ولكن نستعيرها قليلا الآن، هي كل شجرة زيتون وشتلة تبغ، هي كل حي في الجنوب ما زال يمشي على قدميه وكل قبر ما زالت آثاره ظاهرة، هي كل قصيدة ونشيدة ودمعة وابتسامة وجرح وقطرة دم وكلمة ورصاصة وآهة وقبضة، هي هذا الصبر وهذا الثبات وهذا العزم، هي في جبل عالٍ كل شيء، هي الهواء والماء والأرض والسماء والتلال والوديان، هي ناسها الذين ما تركوها نهبا للاحتلال ولم يتركوها في يوم من الأيام. هذه هي المقاومة في لبنان، كل من آمن بها وساندها ودعمها وصبر معها ودفع إلى جانبها دما كأهلنا في البقاع، وفي كل المناطق اللبنانية، وما كل أحزاب المقاومة وأجيال المقاومة إلا تعبير ظاهري عن هذه الحقيقة وهذا الجو".

وتابع "بالتالي من يخوض اليوم معركة ما، وكل يوم تلاحظون، كل يوم خطاب، رغم أنه تشكلت حكومة، ونحن نجلس مع بعضنا ونرى بعضنا وعاد المجلس ليعمل الحمد لله، واللجان النيابية المشتركة واللجان الفرعية، ونواب يرون بعضهم ويمزحون مع بعضهم، ويضحكون مع بعضهم ويتحدثون مع بعضهم. ومع ذلك وسائل الإعلام في ذلك الفريق وصحفهم، تلفزيوناتهم، خطباؤهم، كأننا ما زلنا في المرحلة السابقة، والتركيز على موضوعات المقاومة. لك مشكلة مع الحزب تحدث عن الحزب، لك مشكلة مع الحركة تحدث عن الحركة، لك مشكلة مع تنظيم معين تحدث عن هذا التنظيم".

وأردف "موضوع المقاومة هو أعلى وأكبر وأقدس وأوسع وأعمق من مشكلة مع حزب أو مشكلة.

طبعا البعض يعرف هو أين يرمي وأين يريد أن يصيب، لأن في العمق مشكلته مع المقاومة وليس مع هذا الحزب أو تلك الحركة أو ذلك التنظيم، وإنما يستغل هذه الأمور للتصويب. المقاومة هي هذا كله، ولذلك أن كل طعن بالمقاومة أو توصيف مسيء لها هو طعن وإساءة إلى كل من هو وما هو المقاومة وليس لمجموعة محددة. طبعا هذا التوصيف له منا تبعات، تبعات ستظهر خلال أيام".

وقال: "في الحديث عن فشل المعادلة الثلاثية، ممكن لبعض الأشخاص أن يطلقوا استنتاجات، ولكن ما هي أدلتكم؟ تحدثوا عن وقائع. أين فشلت المعادلة الثلاثية؟ طبعا هنا نحن لسنا متمسكين بتعابير وجمل، هذه من إيجابيات اللغة العربية، اللغة العربية أنقذت الحكومة اللبنانية ببيانها الوزاري عندما نتحدث عن قوة ومتانة وترابط اللغة العربية لكن بالعمق وبمعزل عن التعابير والمصطلحات، أين فشلت المعادلة الثلاثية، وأين نجحت المعادلة الثلاثية، واسمحوا لي أن أقول أين نجحتم أنتم الذين تتحدثون عن فشل المعادلة الثلاثية".

عادلة الثلاثية نجحت في تحرير الأرض حيث فشل العالم كله ومنه الدبلوماسية، والدولة المقاومة نجحت في استعادة الأسرى، المقاومة إلى جانب الجيش والشعب نجحت حتى الآن في حماية لبنان وحماية الجنوب وحماية الحدود وحماية القرى الأمامية.

المعادلة الثلاثية فرضت لبنان حاضرا قويا في المعادلة الإقليمية. لا يستطيع أحد عندما يفكر بالمنطقة أن يتجاهل لبنان، لأن في لبنان ذهبا قبل النفط والغاز، لأن في لبنان ذهبا. هذا إنجاز ناصع وحاسم للمعادلة الثلاثية ولضلعها ولضلعها الصلب الذي لم ينكسر ولن ينكسر بإذن الله عز وجل. هذه انجازاتها أين إنجازاتكم؟ أين إنجازاتكم؟ سأكتفي فقط بهذا السؤال؟"

وقال: "لأننا في النهاية سندعو للتهدئة، حتى لا نفتح مشكل لكن عندما نتحدث عن بناء الدولة والديون والمشاريع ولما نتحدث ليقولوا لنا أين إنجازاتكم.

في هذا السياق أود أيضا أن أؤكد لكم من خلال هذه المناسبة وأمام كل ما طرح في الأسابيع الأخيرة والأشهر الأخيرة في موضوع المقاومة والموضوع الإسرائيلي والحديث عن حرب ومخاطر واستغلال فرص وما شاكل. ستبقى هذه المقاومة مقاومة صلبة، هي الآن صلبة وستبقى صلبة وشامخة تحمي وطنها وشعبها وأهلها وستحافظ على كل الإنجازات السابقة، ومنها قواعد الاشتباك الناتجة من تفاهم نيسان 1996 إلى مكتسبات حرب تموز وبفضل قوة الردع ستبقى قرانا آمنة وحقولنا تزرع وراياتنا خفاقة. هذا الموضوع أنا أؤكد لكم هو ليس موضع قلق على الإطلاق".

وقال: "والحسابات الإسرائيلية، إن كان أحد يسعى للتهويل على البلد نتيجة أن هناك قتالا في سورية وجزء من أهل هذا المحور منشغل بالقتال في سورية وأن هذا قد يفتح الأبواب والآفاق أمام الإسرائيليين لتصفية حساب مع لبنان أو لشن حرب مع لبنان، هذه ليست حسابات صحيحة. الإسرائيلي عندما يقرر حربا هناك مجموعة حسابات سيأخذها بعين الاعتبار، وكل هذه الحسابات الآن لا توصله إلى خيار الحرب، ومن أهم هذه الحسابات معرفة الإسرائيلي جيدا أن هذه المقاومة قوية وأصبحت أقوى حالا.

في الظاهر بعض الناس يقول لك هنا سقط لكم شهداء، هنا شهداء، هنا يوجد استنزاف. دائما المقاومة كانت هكذا، والمقاومة كانت تقوى مع الوقت، مع التضحيات، مع العطاء. هذا ليس عامل ضعف، في بعض جوانبه هو عامل قوة". أضاف: "أريد أن أعلن اليوم من بلدة عيناتا، من الشريط الحدودي المحرر، من جوار الحدود مع فلسطين المحتلة العزيزة، أريد أن أؤكد لكم: المقاومة اليوم ليس فقط قوية، المقاومة اليوم نسبة لما كانت عليه في تموز 2006 هي أقوى وأقدر على كل الصعد بشريا وماديا وعسكريا وقدرة مواجهة واستعدادا لصنع الانتصار إن شاء الله.

نحن لا نريد الحرب ولا نبحث عن الحرب وليست استراتيجيتنا كمقاومة هي حرب مفتوحة وهذا معروف، ولكن لو فكر أحد من هؤلاء الصهاينة أن يشن حربا على لبنان إذا كان في مكان، ما في عقل، ما في قلب، ما في بيت، ما في قرية، ما في قلق على المصير، أنا أقول لكم المسألة ليست كذلك والعدو للأسف الشديد أن العدو أعرف من اللبنانيين بمدى تطور قدرة وقوة المقاومة على أكثر من صعيد وهذا يدخل في حساباته".

تابع: "طيب هذا نؤكد عليه، وقبل أن أنتقل إلى العنوان الأخير اسمحوا لي، لأنني أتحدث للمرة الأولى منذ شهر ونصف أريد أن أقول: سيبقى الذهب ذهبا، سيبقى الذهب ذهبا.

إذا كان هناك ذهب أمامك وهناك واحد غير رأيه وقال هذا "تنك"، هل أصبح الذهب "تنك"؟ قال هذا حديد، صار الذهب حديدا؟ قال هذا خشب صار الذهب خشبا؟ لا. يبقى ذهبا. توصيف الآخرين للأشياء لا يبدل من حقائق الأشياء. هذه قاعدة ثابتة. بالوجود هيك، بالفلسفة هيك.

بل أكثر من ذلك، الغريب اليوم بسبب الأوضاع الاقتصادية في العالم إذا كان أحد لديه مال يحوله لذهب. الذهب يغلى يوما بعد يوم. الذهب يرتفع. الآن أي دولة في العالم، قبل أيام إحدى الدول الغنية جدا، دولة نفطية ولديها فائض بالعملة الصعبة ضخم، وربما ليس عليها ديون أو ما شاكل، اشترت بمليارات الدولارات ذهبا.

إذا واحد اليوم يحتاج لضمانة للورق لديه، للنقد، لم تعد الضمانة لا الدولار ولا اليورو ولا أي استناد إلى اي عملة صعبة أخرى. الضمانة الحقيقية اليوم هي الذهب. وفي لبنان هناك ذهب لا يوجد مثيل له في العالم كله".

تابع: "كيف يسمح بعض الناس لأنفسهم أن يفرطوا بهذا الذهب؟ أما الخشب فقد صنع اللبنانيون منه توابيت لضباط وجنود الاحتلال الذين دخلوا إلى لبنان عاموديا وعادوا إليه أفقيا "سطيح"، وهذا الخشب سيبقى موجودا لتوابيت كل غاز وكل محتل لهذه الأرض المقدسة والمباركة. أبدا نحن ليس لدينا مشكلة مع الخشب، ما عندنا مشكلة مع الخشب، لكل قيمته وقدره ودوره ووظيفته".

وقال: "الشيء الأخير الذي أود أن أختم به، طبعا هذا التوصيف بشكل أو بآخر سينعكس على موقفنا من الحضور في طاولة الحوار يوم الإثنين، أنا الآن لا أريد أن أعلن موقفا نهائيا وحاسما، ولكن بالتأكيد هذا الفهم وهذه الذهنية وهذا الجو سيكون مؤثرا جدا على القرار الذي سيتخذه حزب الله لجهة المشاركة أو عدم المشاركة في طاولة الحوار، ولحلفائنا وأصدقائنا وأحبائنا الآخرين كامل الحرية أن يتخذوا الموقف الذي يرونه مناسبا، يعني موقفنا مهما كان ليس محرجا ولا ملزما ومن الطبيعي أن تتفاوت أحيانا المواقف في بعض المسائل بحسب تفاوت المواقع أو الاستهدافات.

الأمر الأخير الذي أريد أن أذكره وأختم به بخاتمة، أنه اليوم كل الهجمة على موضوع المقاومة في لبنان تركز على نقطة أساسية، هي الدخول إلى سوريا، يأتي (أحدهم) ليقول لك: لقد دخلتم إلى سوريا فسقط الإجماع الوطني. هذه المقولة خلصنا منها، دخلتم إلى سوريا فتغيرت وظيفة السلاح، هذا لم يعد سلاحا مقاوما، هل هذا كان قبل ذلك يعتبر عندك سلاح مقاوم؟"

وقال: "على كل حال، هذا الآن كله يقال، ويعتبر هذا الدخول وهذا الموقف هو الآن إشكالية أساسية يتم طرحها بشكل دائم، منذ مدة إلى اليوم وتطرح في كل يوم، الآن هذا الموضوع لأنه طبعا شاغل البلد وشاغلنا كلنا معا، أيضا أحب أن أعقب عليه قليلا بالمقطع الأخير من كلمتي، منذ البداية أيضا أنظروا إلى أن المشكلة معنا كانت من قبل الفريق الآخر في لبنان ومن قبل حكومات وأنظمة في العالم العربي والإسلامي، وحكومات وأنظمة في العالم، في مسألة سوريا هو موقفنا السياسي، وليس دخولنا العسكري، نحن دخولنا العسكري جاء متأخرا، وكما يقال جاء بعد أن تدخل الجميع، وجاء الجميع وقاتل الجميع، نحن جئنا متأخرين كثيرا، المشكلة كانت في موقفنا السياسي"

أضاف: "أننا نحن منذ أول يوم قلنا: نحن لسنا مع هذا الصراع في سوريا، ونحن لسنا مع إسقاط النظام ولسنا مع إسقاط الدولة، نحن مع الإصلاحات، ومع الحل السياسي ومع الحوار السياسي، ومع تحقيق وإنجاز المطالب المشروعة التي يطالب بها الناس، لكن نحن لسنا مع أن يذهب أحد بسوريا إلى كسرها، إلى إسقاطها، وإلى تدميرها وإلى تخريبها، وإلى .. وإلى.. فرض خيارات إستراتيجية كبرى عليها، والموضوع هو هنا، قبل الإصلاح وقبل المطالب، الموضوع هو الخيارات الإستراتيجية الكبرى".

وقال: "نحن أخذنا هذا الموقف، كان هناك عالم كبير يسير في الموقف الآخر، كان المطلوب منا أن نمشي في ذاك الموقف، أن نكون جزءا منه. لأننا لم نكن جزءا منه، أصبحت الحرب علينا أيضا، إذا الموضوع في العمق له علاقة أولا بالموقف السياسي، وليس بالتدخل العسكري، هناك شيء كبير يحدث في المنطقة، (يقولون) تفضل وكن جزءا من هذا الشيء الكبير وإلا فهيئ نفسك للإعدام".

أضاف: "هذه هي العاصفة التي كانت آتية إلى المنطقة، كان المطلوب أن نركع لها جميعا، أو أن ننساق معها جميعا، أو أن ننحني لها جميعا، يعني أنه أضعف الإيمان أن تنحني لهذه العاصفة. نحن لم نصبح جزءا منها، ولم نماشها ولن ننحني لها، لأننا اعتبرنا أن هذه العاصفة تشكل تهديدات إستراتيجية ووجودية كبرى، في ما يعني سوريا ولبنان وفلسطين والمنطقة كلها، وهذا شرحناه في ما مضى بما يكفي ولا نعيد، فأخذنا موقفا سياسيا".

تابع: "مع الوقت تدحرج موقفنا، ذهبنا إلى الميدان، وكل اللبنانيين يعرفون ذلك وهذا تكلمنا عنه في الإعلام، والبعض انتقدنا أيضا بشدة بسبب هذا التفصيل. أول تدخل عسكري محدود، يعني بعشرات الأفراد من حزب الله كان عندما ذهب الأخوة إلى الغوطة الغربية إلى بلدة السيدة زينب (عليها السلام)، يعني قبل سنة ونصف أو أكثر قليلا، عندما تم السيطرة على أغلب منطقة الغوطة الغربية من قبل المجموعات المسلحة، ليس كلها بل أغلبها، وأصبحت الجماعات المسلحة على بعد مئتي متر عن مقام السيدة زينب، وكان تشخيصنا هذا المقام أولا لأهميته الدينية عند المسلمين جميعا، وثانيا لأن تدمير هذا المقام سيؤسس أو يشعل فتنة مذهبية في أكثر من مكان من العالم الإسلامي، حسنا لنذهب إلى هناك لنساعد، هناك كان يوجد جيش سوري، ويوجد دفاع وطني، وأهل البلدة وسكانها كانوا يدافعون".

تابع: "نحن أرسلنا عشرات الأفراد ليساعدوا في الدفاع، إلى هذا الحد، حسنا أنتقد هذا الموقف. اليوم يوجد دولة عظيمة جدا، تعتبر نفسها عظيمة جدا، دولة بالحلف الأطلسي، تناضل من أجل أن تصبح جزءا من الإتحاد الأوروبي، البعض يعتبرها نموذجا، يعني تركيا، "شو الحرف الأول من أسمها؟ هو تركيا"، اليوم الحكومة التركية تقعد لتناقش أنه يوجد قبر أو ضريح للجد الأكبر لبني عثمان، الذي الآن إذا سألت كل الشعوب الإسلامية ما إسمه؟ أنا والله لا أعرف إسمه، لا أخفيكم قرأته ونسيته ولم أقدر أن أحفظه، ولم أتمكن أن أجيء لكم بالإسم معي".

تابع: "فمن ذاك الذي يعرفه في العالم الإسلامي؟ وماذا يعني بالنسبة للمسلمين؟ وماذا يعني في وجدان المسلمين ومشاعر المسلمين، سواء كانوا شيعة أو سنة؟ ومع ذلك (معلش) تركيا من حقها أن تفكر أن تتدخل عسكريا وتخرق سيادة دولة، هي الدولة السورية، وتخطط و.. و.. و..، لأنه هناك إحتمال أن داعش تأتي إلى هذا الضريح وتقوم بنسفه، طيب لماذا باؤكم تجر، طالما نحكي أدب وشعر ونحو، باؤكم تجر وباؤنا لا تجر، نحن ذهبنا لندافع عن مقام يحترمه كل المسلمين، وعن شخصية محترمة ومقدسة عند كل المسلمين، لأنها حفيدة نبي الإسلام محمد، من هو الذي تأتون لتسببوا بحرب إقليمية من أجله أنتم؟"

وقال: "تأتون لتطلقوا حربا إقليمية، وهناك كان يوجد خطر فعلي وهنا لا يوجد خطر فعلي، وأكثر من ذلك، نحن لم نخرق السيادة السورية، طبعا هذا ليس جديدا، الرئيس بشار تكلم عن هذا الموضوع منذ مدة، لأن هناك أناس سألوه قال لهم: كلا، المقاومة دخلت إلى سوريا بموافقة الحكومة السورية، الآن يأتي أحد ليقول لي: أنتم خرقتم السيادة اللبنانية، هذا يوجد فيه نقاش، لكن بالحد الأدنى نحن لم نخرق السيادة السورية. حسنا اليوم دولة بالحلف الأطلسي ومرشحة للاتحاد الأوروبي تحضر لحرب وتدخل إقليمي في سوريا مباشر، بحجة أنه يوجد ضريح الجد الأول لبني عثمان أي للدولة العثمانية، مهدد من داعش وربما يمكن هم يطلبون من داعش أن تذهب لهدمه، والله العالم يعني". أضاف: "حسنا، تدحرجت الأمور إلى القصير وما بعد القصير، وهذا تعرفونه جميعا، إلى أن وصلنا إلى مرحلة صار واضحا فيها أن المعركة في سوريا وصلت إلى مرحلة نتيجة حجم التدخل الدولي والإقليمي، والاستنفار الذي جاء بعشرات آلاف المقاتلين من كل أنحاء العالم إلى سوريا. الموضوع لم يعد ـ هذا بكل صراحة وسبق أن قلناه سابقا وأريد أن أعيده ـ لم يعد الموضوع هو موضوع مقام السيدة زينب أو اللبنانيين المقيمين على الأراضي السورية، من ذاك الوقت صار الموضوع هو موضوع المقاومة ومحور المقاومة ومستقبل المقاومة والهوية السياسية للمنطقة وإلى أين نحن ذاهبون؟ وهذا كله تكلمنا عنه، لماذا أعيده الآن؟ ليس لتعبئة الوقت، لنقول بالخواتيم وبالنتائج في هذه اللحظة، حسنا الآن أين صرنا؟ وأين أصبحنا؟"

تابع: "منذ البداية نحن قلنا بالحل السياسي، قامت جامعة الدول العربية تريد أن تحسم وأن تسقط النظام، ولا تقبل بحوار سياسي قبل رحيل الرئيس الأسد ونظامه، حسنا بعد مرور ثلاث سنين رأيتم مقررات القمة العربية الأخيرة، يعني كنتم محتاجين لهذه السنين الثلاث من حرب وقتل وقتال ودمار وخراب وفتن ومحن، ليحكي العرب الكلام الذي كان ينبغي التكلم به منذ البداية؟ ليمشي العرب بالذي كان يجب أن يمشوا فيه منذ البداية؟"

وقال: "يعني الآن المطلوب عندهم: أذهبوا لتروا كيف يمكن أن نضغط على النظام في سوريا وعلى الرئيس بشار الأسد، نريد أن نعمل حلا سياسيا، ونريد أن نقيم حوارا سياسيا جديا، هذه جنيف 2 "مش ماشي الحال الآن"، أنتم منذ الأشهر الأولى عندما أتى (الرئيس الأسد) وقال لكم تفضلوا على الحوار، والقيادة السورية حاضرة لتقدم وتعمل إصلاحات جذرية وأساسية، لم يكن أحد منكم حاضرا أن يناقش فكرة حل سياسي أو حوار سياسي بسوريا والمنطقة، قلنا لكم الحل السياسي ذهبتم الى الحل العسكري، الآن وصلتم إلى ما كان يقال منذ البداية".

أضاف: "طبعا هذا الكلام للعرب، للفريق الآخر بلبنان وللدول التي ما زالت تتدخل في هذا الصراع، قلنا في البداية إن ما يجري في سوريا سيعرض كل المنطقة لخطر الإرهاب والتكفير، وقلتم أنتم: لا، ليس هكذا، القصة في سوريا هي مسألة إصلاحات وتغيير وديموقراطية وحقوق إنسان.

الآن ما هو الواقع الذي أنتم تتحدثون عنه؟ أنتم بعد ثلاث سنين تتحدثون عن سوريا الأرض التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة كتهديد لدول الإقليم وكتهديد لدول العالم. الآن بعد ثلاث سنين من تمويلكم وتسليحكم وتحريضكم ودفعكم باتجاه الحلول العسكرية وتعطيلكم للحلول السياسية وحمايتكم للجماعات المسلحة أتيتم لتشكلوا لائحة إرهاب ولتضعوا أغلب هذه الجماعات المسلحة على لائحة الارهاب. ماذا بقي بعد؟ يعني بمعزل عن موقفنا من هذه اللائحة، لما تأتي وتقول بسوريا إن داعش والنصرة والإخوان المسلمون، تقول هؤلاء إرهابيون، يعني من الذي بقي؟"

أضاف: "حسنا، هل احتاج الأمر إلى 3 سنين ليكتشف الإقليم وليكتشف العالم أن ما يجري في سوريا سيؤدي إلى هذه النتيجة، وطبعا لغاية الآن هناك بعض اللبنانيين لم يكتشفوا بأن ما يجري في سوريا هو تهديد للبنان. "يا عمي" الامريكان الذين في آخر الدنيا والفرنسيون والأوروبيون وبعض دول الخليج ودول شمال أفريقيا تعتبر سوريا الأرض التي يسيطر عليها الجماعة المسلحة مصدرا للتهديد لدولها ولأمنها، وفعلا هكذا، حتى في ساحات هادئة لم يكن هناك دعوات إلى القتال وإلى الصدام وإلى الجهاد المقدس والآن بدأت، هذه تونس. للأسف هناك أحد في لبنان يقول لا، الذي يجري في سوريا ليس تهديدا للبنان".

تابع: "قلنا لكم منذ البداية: ما يجري في سوريا هو تجاوز مرحلة مطالب الإصلاح والديموقراطية. إذا سيطر التيار التكفيري المقاتل ـ الذي لا يقبل معه أحدا ـ حتى من داخل التيار التكفيري المقاتل، كما يجري بين داعش والنصرة حيث ينتميان إلى فكر واحد ومذهب واحد ومدرسة واحدة وقيادة واحدة وأمير واحد ومشروع سياسي واحد والخلاف بينهما تنظيمي إداري مثلما يحصل بأي حزب وتنظيم أنه فلان المسؤول أو فلان المسؤول؟ كل المعركة هي من القائد هو أبو محمد الجولاني أو أبو بكر البغدادي، من دفع الثمن؟ آلاف الضحايا، دمار هائل، معارك قاسية على خلاف إداري تنظيمي، كيف سيتعايش هؤلاء مع كل اللبنانيين، مع بقية اللبنانيين، مع بقية السوريين، مع بقية دول وشعوب الجوار، إذا كان إخوانكم وأحباؤكم وأعزاؤكم وحلفاؤكم "ولا نقول سادتكم"، اكتشفوا الآن أنه هذا هو واقع الحال أنتم لماذا ما زلتم متأخرين".

وقال: "العناد جيد إن لم يكن على حساب لبنان ومصير لبنان ومستقبل لبنان. دائما كان يقال لنا، منذ سنة ونصف، وكل يوم هذا يقال لنا من بعض الكتل، من بعض الجهات السياسية، دعوة حزب الله إلى الخروج من سوريا. أنا لا أريد أن أدافع، اليوم أنا أريد أن أطالب: تفضلوا، غيروا موقفكم، أعيدوا النظر في موقفكم، اعملوا مراجعة للموقف، اعملوا قراءة جديدة.

لن أقول لكم: هيا الى القتال معنا في سوريا، لا، لا، ليس مطلوبا، وحقيقة هناك أناس، هناك مجموعات، هناك جماعات لبنانية من طوائف مختلفة ومتعددة عرضت علينا أن يلتحقوا بنا للقتال حيث نحن نقاتل، لكن نحن قلنا لهم "ما فيه داعي"، لا تحملوا هذا العبء السياسي ولا العبء الاجتماعي، "نحنا خلص" حملنا هذا العبء وماضون فيه".

أضاف: "هؤلاء الذين يصرون في كل يوم، يقولون إن المشكلة في لبنان أن حزب الله ذهب لسوريا. أنا أقول إن المشكلة في لبنان تأخر الذهاب إلى سوريا، وأن المشكلة في لبنان هي أنكم ما زلتم في أماكنكم، ولم تذهبوا إلى سوريا، بل إذا ذهب بعضكم الى المكان الخطأ، الآن لا أقول لكم اذهبوا إلى سوريا ولا قاتلوا معنا ولا شيء، فقط أعيدوا النظر بهذا الموضوع. يوما بعد يوم تثبت صوابية وصحة وسلامة الخيارات التي اتخذناها، وأيضا أحب أن أقول، يمكن للمرة الأولى بهذه الصراحة، لو انتصر الإرهاب التكفيري في سوريا، أقول لكل اللبنانيين ولكل التيارات السياسية والأحزاب السياسية 14 و 8 اذار ومن هم في الوسط و"عالشمال وعاليمين"، لو انتصر الإرهاب التكفيري في سوريا سنلغى جميعا، لا الحزب ولا المقاومة، سنلغى جميعا، سنشطب جميعا، ألا ترون ما يجري في حلب وإدلب والرقة ودير الزور وفي الفلوجة وفي الأنبار؟ إسألوا، ليس العلمانيين، إسألوا الاسلاميين، إسألوا الاحزاب الاسلامية في تلك المناطق ماذا جرى عليها؟"

تابع: "وأما لو هزم التيار التكفيري الإرهابي في سوريا، فأنا أقول لكم سنبقى جميعا. إذا انتصر هذا المحور في سوريا سيحفظ اللبنانيون جميعا. هذا المحور لا يبحث عن الانتقام، يبحث عن السلامة، يبحث عن الانسجام، يبحث عن القوة، لا يبحث عن الثأر، هنا لدينا خيارات وطنية كبرى، دعونا نأتي ونختار.

بناء على كل ما تقدم، الآن نحن أدلينا بدلونا، كذلك الاخوان طبعا. نحن خففنا. رأينا مقابلات صحفية وتلفزيونية قليلة نادرة إخواننا ايضا يخطبون في العديد من المناسبات. نرغب أن لا نخوض كثيرا بهذا السجال. اليوم لبنان أمام فرصة، تشكلت هذه الحكومة بمعزل عن ظروف تشكيلها وأوضاع تشكيلها. تكلمنا سابقا، لكن هذه فرصة، نحن ندعو إلى تفعيل العمل الحكومي. سنكون إيجابيين ومتعاونين، ونساهم في تفعيل العمل الحكومي والاهتمام بملفات الناس والوضع الأمني الذي هو أولوية في كل المناطق وخصوصا في الشمال والبقاع بشكل أساسي".

وقال: "يجب التعاون لمعالجة المشاكل الأمنية. طبعا لا يكفي العلاج الأمني يجب مقاربة المشاكل الأمنية في العديد من المناطق، وخصوصا في طرابلس والبقاع الشمالي، مقاربة سياسية واجتماعية وانمائية واقتصادية إضافة إلى المقاربة الأمنية. تعالوا لنحضر بجد لانجاز الاستحقاق الرئاسي بعيدا عن الاتهامات بأن هذا يريد أن "يعمل فراغ" وذاك يؤيد أن "يعمل فراغ". كل الأطراف السياسية في لبنان، وهذا من حقها الطبيعي، تحرص على أن تاتي على أن يؤدي الاستحقاق الرئاسي إلى مجيء رئيس من صفوفها ومن حقها أن تمارس اللعبة الديموقراطية القانونية على هذا الأساس، حسنا هذا أيضا يلزمه جهد وعمل".

أضاف: "اليوم هذه الفرصة متاحة، لبنان يستطيع جديا أن ينأى بنفسه عما يجري في سوريا، الفريق الآخر أصبح غير قادر على أن يفعل شيئا في سوريا. يعني "ما يعذبوا حالهم"، زمن البطانيات وعلب الحليب وإرسال المقاتلين، هذا لم يعد له أفق، وأنتم ترون التبدل في الوضع الداخلي في سوريا، الوضع الاقليمي والوضع الدولي، إذا تعالوا على ضوء هذه التبدلات وهذه التحولات وهذه المستجدات نأتي ونقول: نحن وأنتم دعوا سوريا على جنب.

نسأل الله سبحانه وتعالى للجميع العافية في سوريا، نسأل الله سبحانه وتعالى حقن الدماء بسوريا ووقف النزيف في سوريا ودفع سوريا باتجاه الحل السياسي. وتعالوا نحن لنخفف من الخطابات القاسية والشديدة والتحريض والصراخ أو نلغيها و"نروح نشبك أيدينا بأيدي بعضنا".

تابع: "نحن ما كنا مع إلغاء أحد أبدا. حتى بحكومة نجيب ميقاتي هناك فريق هو أراد ان يغيب، نحن لم نكن نرغب أن يغيب، بل كنا راغبين أن يحضر. لا أحد يقدر أن يلغي أحدا في لبنان، و"ما حدا يقدر أن يشطب أحدا بلبنان". بالحد الادنى ما أعرفه عن فريقنا أنه ليس لديه أهداف أو نوايا إقصائية أو إلغائية، نحن نعترف بالآخر ونريد مشاركة الآخر.

نعم قد نختلف على موضوعات تتعلق بمصير البلد وهذا أمر طبيعي. هذه فرصة الآن متاحة أمام اللبنانيين أن يهدأوا و"أن ياخذوا نفس ويعملوا قصيدة شعر شوي محترمة ومقطوعة ادبية ويضعوا راسهم براس مشاكل البلد ويعالجوها" ولا ينتظرون الأوضاع في المنطقة. لا تنتظروا تحولات الأوضاع في المنطقة. تعالوا لنعالج مسائلناالآن ولا ننتظر إلى الغد".

وختم نصرالله: "وبالاستحقاق الرئاسي أحب أن أؤكد: نحن من أكثر الناس المصرين ونؤيد الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، نحن بهذا الموضوع لا نسعى إلى أي فراغ على الإطلاق، ولم يعد الأمر مبكرا لأننا أصبحنا داخل المدة القانونية، المقصود في أقرب وقت ممكن ليتأسس ويضع لبنان في مرحلة جديدة. على ضوء هذه المرحلة الجديدة نذهب ونكمل الحوار بالاستراتيجية الدفاعية، ونكمل السعي والجهد والتعاون المشترك ونرفع البلد مما هو فيه".