المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 تشرين الثاني/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 28 -29 تشرين الثاني/14

الحوار مسار طويل وملغّم/علي حماده/29 تشرين الثاني/14

الحوار الثنائي في خلفية الأزمة الرئاسية: هل خرج القرار التوافقي من المسيحيين/روزانا بومنصف/29 تشرين الثاني/14

حوار عون - الحريري أنتج حكومة تسوية فهل ينتج مع نصرالله رئيساً توافقياً/اميل خوري /29 تشرين الثاني/14

تجار السفارة/حـازم الأميـن/29 تشرين الثاني/14

دائرة الهلاك إما داعش وإما الاستبداد/جمال خاشقجي/29 تشرين الثاني/14

الأسد كان وراء إقصاء وزير الدفاع الاميركي/سليم نصار/29 تشرين الثاني/14  

ولاية عراق العجم الفارسية/داود البصري/29 تشرين الثاني/14

 

روابط من مواقع اعلامية متفرقة لأهم وآخر 28-29 تشرين الثاني/14

البابا فرنسيس يدعو إلى المساواة بين أصحاب الديانات في الحقوق والواجبات

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 28/11/2014

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 28 تشرين الثاني 2014

النص الحرفي لقرار المجلس الدستوري برد الطعن بقانون التمديد لولاية مجلس النواب

جبهة النصرة ل"الأناضول": لم نتراجع أو نمدد مهلة إعدام البزال

جبهة النصرة" لن تتراجع عن إعدام الجندي علي البزال إلا بإطلاق جومانا حميد

اهالي العسكريين قطعوا طريق الصيفي بالاتجاهين

أهالي العسكريين: الشيخ الحجيري طلب منا أن يتصل به أبو فاعور

أهالي العسكريين طالبوا المشنوق بالاستقالة

الأمن يقمع اعتصاماً لأهالي “العسكريين” ومطالبات باستقالة المشنوق

وزير في خلية أزمة العسكريين لـ”السياسة”: عملية تبادل “حزب الله” أساءت للحكومة

ابو فاعور: الاعتداء على أهالي العسكريين معيب وغير مبرر

سليمان عرض مع الحريري في باريس التطورات العامة

نواب زحلة نعوا سعيد عقل: الكبار مثله لا يرحلون وهم كأرز الرب علامة فارقة في ارضنا

امانة 14 آذار نعت سعيد عقل: من كبار المبدعين في الشعر العربي واللبناني

البابا من انقره: المسلمون والمسيحيون واليهود يجب ان يتمتعوا بالحقوق نفسها

حبيش من الصيفي: قطع الطرق لن يوصل إلى نتيجة وكل الدولة تعمل على وقف عملية التهديد

إطلاق نار على أطراف عمار البيكات وقشلق وحكر جنين من الجانب السوري

سلام افتتح معرض الكتاب العربي ال58: لبنان يحتاج الى إعادة الاعتبار للسياسة

قهوجي بحث والملحق العسكري السعودي في الهبة المقدمة للجيش

الخازن زار الجميل: اكدنا دور بري المحوري لجمع المستقبل وحزب الله

مفتي الجمهورية: لن تكون فتنة في لبنان والخلاف السياسي مشروع

المطلوب تحقيق إداري وقضائي في التعرض لإعلاميين في الصيفي

سلام استقبل المطران صياح

الاحرار: نحمل معطلي النصاب مسؤولية الفراغ الرئاسي

عون التقى سفير جنوب افريقيا

دو فريج :لا موعد محدد لحوار المستقبل وحزب الله

جنجنيان:الحوار بين المستقبل وحزب الله خطوة متقدمة

خوري:حوار حزب الله والمستقبل سيؤدي الى نتيجة

المفتي دريان: أبواب لبنان مشرعة على احتمالات لا يُحمد عقباها ولا بد من التواصل بين جميع المرجعيات الروحية

قاطيشه عبر “لبنان الحر”: حوار ما يعطل انتخاب الرئيس هو المصلحة الشخصية لعون والمصلحة الإستراتيجية لـ”حزب الله”

المونسنيور مراد في وداع نهاوند: صوتها كصوت العصافير أنشدت الطرب والفرح

كنعان: للممددين عجزهم ولنا شرف المحاولة

باسيل وصل الى غانا والتقى وزير دفاعها وزار مقر قيادة الجيش

يوحنا العاشر من بوخارست: لا نريد ديارنا مرتعا لإرهاب متنقل ونتألم لتعطيل المؤسسات الدستورية في لبنان

حرب: نخجل من واقع لبنان ونرحب بالحوار مع "حزب الله" لعله يحرر الناس من مواقفهم ويحل مشاكلنا

وصول ذخائر القديس يوحنا بولس 2 الى حصرون المطران العمار: التزام الارشاد الرسولي كخارطة طريق لضمان المستقبل

الراعي تشاور في الاوضاع هاتفيا مع سلام والتقى مقبل وعبيد

إحالة الأطرش على القضاء العسكري لارتباطه بتنظيمات إرهابية

عدوان زار بري: ارتياح للحوار المرتقب بغض النظر عن التباعدات

فضل الله للسياسيين: جربوا الحوار الجدي لأنه خلاص لبنان

النابلسي : الحوار الداخلي مصلحة وطنية خالصة

سنتان سجنا لبهيج ابو حمزة والزامه دفع 3 ملايين و450 الف دولار الى نادي الصفا

مقررات مجلس الوزراء: تشكيل لجنة لمتابعة موضوع سلامة الغذاء وتأجيل البحث في تراخيص لبعض الجامعات

ممثل الراعي في افتتاح مؤتمر الأديان في LAU : على السياسيين ممارسة سلطتهم ضمن حدود النظام الأخلاقي

ناشطون سوريون ينعون حركتهم الاحتجاجية: ثورتنا ماتت وغرقنا في حرب شاملة

50 قتيلا خلال استيلاء بوكو حرام على مدينة داماساك في نيجيريا

بوتين: روسيا ستواصل دعم حكومات سوريا والعراق ودول المنطقة في مواجهة الإرهاب

الاتحاد الديمقراطي” الكردي يستأثر بنصف نفط سورية

 

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول إلى أفسس/المجد للبركة في السيد المسيح

*الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول إلى أفسس/المجد للبركة في السيد المسيح

*وبعدين لوين مع بعض رجالد الدين الموارنة/الياس بجاني

*اجتماع المطارنة الموارنة الأربعاء: هل سيبارك بقصر وليد غياض أم ماذا!!/الياس بجاني

*الكبير سعيد عقل في ذمة الله/الياس بجاني

*وين الرجال بغير الصور، حدا يخبرنا/الياس بجاني

*البابا فرنسيس يدعو إلى المساواة بين أصحاب الديانات في الحقوق والواجبات

*الاحرار: نحمل معطلي النصاب مسؤولية الفراغ الرئاسي

*سليمان عرض مع الحريري في باريس التطورات العامة

*جبهة النصرة" لن تتراجع عن إعدام الجندي علي البزال إلا بإطلاق جومانا حميد

*جبهة النصرة ل"الأناضول": لم نتراجع أو نمدد مهلة إعدام البزال

*وزير في خلية أزمة العسكريين لـ”السياسة”: عملية تبادل “حزب الله” أساءت للحكومة

*الأمن يقمع اعتصاماً لأهالي “العسكريين” ومطالبات باستقالة المشنوق

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 28/11/2014

*حوار عون - الحريري أنتج حكومة تسوية فهل ينتج مع نصرالله رئيساً توافقياً/اميل خوري /النهار

*الحوار الثنائي في خلفية الأزمة الرئاسية: هل خرج القرار التوافقي من المسيحيين/روزانا بومنصف/النهار

*اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 28 تشرين الثاني 2014

*قاطيشه عبر “لبنان الحر”: حوار ما يعطل انتخاب الرئيس هو المصلحة الشخصية لعون والمصلحة الإستراتيجية لـ”حزب الله”

*النص الحرفي لقرار المجلس الدستوري برد الطعن بقانون التمديد لولاية مجلس النواب

*المفتي دريان: أبواب لبنان مشرعة على احتمالات لا يُحمد عقباها ولا بد من التواصل بين جميع المرجعيات الروحية

*ناشطون سوريون ينعون حركتهم الاحتجاجية: ثورتنا ماتت وغرقنا في حرب شاملة

*القصة السورية كما يجب أن تتلى

*ولاية عراق العجم الفارسية/داود البصري/السياسة

*“الاتحاد الديمقراطي” الكردي يستأثر بنصف نفط سورية

*الحوار مسار طويل وملغّم/علي حماده/النهار

*دائرة الهلاك... إما «داعش» وإما الاستبداد/جمال خاشقجي/الحياة

*الأسد كان وراء إقصاء وزير الدفاع الاميركي/سليم نصار/الحياة

*"تجار السفارة"/حـازم الأميـن/لبنان الآن

 

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول إلى أفسس/المجد للبركة في السيد المسيح

مِنْ بولُسَ، رَسولِ المَسيحِ يَسوعَ بِمَشيئَةِ اللهِ، إلى الإخوَةِ القِدِّيسينَ الّذينَ في أَفسُسَ، المُؤمِنينَ في المَسيحِ يَسوعَ. علَيكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ أبينا ومِنَ الرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ. تَبارَكَ اللهُ أبو ربِّنا يَسوعَ المَسيحِ، بارَكنا في المَسيحِ كُلَّ بَركَةٍ روحِيَّةٍ في السَّماواتِ، فاختارَنا فيهِ قَبلَ إنشاءِ العالَمِ لِنكونَ عِندَهُ قِدِّيسينَ بِلا لَومٍ في المَحبَّةِ، وقَضى بِسابِقِ تَدبيرِهِ أنْ يَتَبنّانا بِيَسوعَ المَسيحِ على ما ارتَضى وشاءَ،لِحَمدِ نِعمَتِهِ المَجيدَةِ الّتي أنعَمَ بِها علَينا في ابنِه الحَبيبِ. فكانَ لنا فيهِ الفِداءُ بِدَمِهِ، أي غُفرانُ الخَطايا، على مِقدارِ غِنى نِعمَتِهِ الّتي أفاضَها علَينا بِكُلِّ ما فيها مِنْ حِكمَةٍ وفَهمٍ، فكشَفَ لَنا سِرَّ مَشيئَتِهِ الّتي ارتَضى في نَفسِهِ أنْ يُحَقِّقَها، أيِ التَّدبيرَ الّذي يُتَمِّمُه عِندَما تكْتَمِلُ الأزمِنَةُ، فيَجمَعُ في المَسيحِ كُلَّ شيءٍ في السَّماواتِ وفي الأرضِ. وفيهِ قَضى اللهُ بِسابِقِ تَدبيرِهِ، وهوَ الّذي يَفعَلُ كُلَّ شيءٍ على ما تَرضى مَشيئَتُهُ، أنْ يَختارَنا

لِنُسَبِّحَ بمَجدِهِ، نَحنُ الّذينَ جَعَلوا رَجاءَهُم مِنْ قَديمِ الزَّمانِ في المَسيحِ. وفيهِ أنتُم أيضًا، حينَ سَمِعتُم كلامَ الحَقِّ، أي بِشارَةَ خَلاصِكُم، وآمَنتُم، خُتِمتُم بالرُّوحِ القُدُسِ المَوعودِ، وهوَ عُربونُ ميراثِنا، إلى أنْ يَفتديَ اللهُ خاصَّتَهُ لِلتَّسبيحِ بِمَجدِه. لذلِكَ، ما إنْ سَمِعتُ بإيمانِكُم بالرَّبِّ يَسوعَ وبِمَحبَّتِكُم لِجَميعِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ، حتّى أخذتُ أشكُرُ اللهَ بِلا انقِطاعٍ لأجلِكُم وأُذكرُكُم في صَلَواتي وأطلُبُ مِنْ إلهِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، الآبِ المَجيدِ، أنْ يَهَبَ لكُم رُوحَ حِكمَةٍ يكشِفُ لكُم عَنهُ لِتَعرفوهُ حَقَّ المَعرِفَةِ، وأنْ يُنيرَ بَصائِرَ قُلوبِكُم لِتُدرِكوا إلى أيِّ رَجاءٍ دعاكُم وأيَّ كُنوزِ مَجدٍ جَعَلَها لكُم ميراثًا بَينَ القِدِّيسينَ وأيّ قُوَّةٍ عظيمةٍ فائِقَةٍ تَعمَلُ لأجلِنا نَحنُ المُؤمنينَ وهِيَ قُدرَةُ الله الجَبّارَةُ الّتي أظهَرَها في المَسيحِ حينَ أقامَهُ مِنْ بَينِ الأمواتِ وأجلَسَهُ إلى يَمينِهِ في السَّماواتِ، فوقَ كُلِّ رِئاسَةٍ وسُلطانٍ وقُوَّةٍ وسِيادَةٍ، وفَوقَ كُلِّ اسمِ يُسَمَّى، لا في هذا الدَّهرِ فقط، بَلْ في الدَّهرِ الآتي أيضًا، وجعَلَ كُلَّ شيءٍ تَحتَ قَدَمَيْهِ ورَفَعَهُ فَوقَ كُلِّ شيءٍ رَأْسًا لِلكنيسَةِ الّتي هِيَ جَسَدُهُ ومِلؤُهُ، وهوَ الّذي يَملأُ كُلَّ شيءٍ في كُلِّ شيءٍ.

 

وبعدين لوين مع بعض رجالد الدين الموارنة؟

 الياس بجاني

28 تشرين الثاني/14

وصلت على بريدنا الألكتروني وع صفحة المنسقية اليوم فوق ال 50 رسالة كلها بتحكي وبالأسماء عن انتهاكات لأرض الوقف الماروني من قبل رجال دين موارنه ومقربين منون.

سوف نمتنع عن نشرها لأنها غير مرفقة باثباتات قانونية.

الانتهاكات بتشمل تأجير باسعار رمزية للأقرباء واستثمار غير شرعي ومسائل أخرى كثيرة. يعني الرزق السايب بيعلم السرقة ومبين رزق الوقف الماروني بعضو سايب وحتى حزب الله وزلمو بلاسا وجزين وغير مطارح عم يتعد…و عليه.

السؤال شو الحل؟ والجواب المطالبة بلجنة تحقيق فاتيكانية والأمر صار لازم يوصل للبابا شخصياً.

معقولي حتى البطرك الماروني ومتل ما عم يتم نشره هو كمان متهم بعدم الأمانة على الوكالة والأرض!!.

وين الحقيقية وينها ووين القيادات الماونية وبأي زمن نحنا؟

المطلوب من مجلس المطارنة تناول الاتهامات بجدية وصدق لأنه أعلى مرجعية كنسية مارونية وهو الذي ينتخب البطاركة وكذلك له حق باقالتهم.

المبدأ القانون يقول إن المتهم برئ حتى يتم اثبات براءته ومن هنا على القيمين بالصرح التحقيق بكل الاتهامات وتبيان الحقيقة.

يلي بيسكت ع علتو بتقتلو وما عاد مفروض أي ماروني مؤمن يسكت ع الأمر هيدا. نقترح ارسال عريضة بالأمر لقداسة البابا وعرض الأمر عليه شخصياً

 

اجتماع المطارنة الموارنة الأربعاء: هل سيبارك بقصر وليد غياض أم ماذا!!

الياس بجاني

28 تشرين الثاني/14

"صنع العزة بذراعه وفرق المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الأقوياء عن الكراسي ورفع المتواضعين. اشبع الجياع من الخيرات وأرسل الأغنياء فرغا" (انجيل من لوقا01/51/55)

يعول البعض على ما سيصدر عن اجتماع مجلس المطارنة الموارنة باجتماعه الشهري يوم الأربعاء القادم من مواقف كنسية ورسمية، حول كل يخص ما أشيع ويشاع وقيل ويقال عن احجوجة قصر وليد غيّاض، المستشار الإعلامي للبطريرك بشارة الراعي، وذلك رداً على رزم التقارير والأحاديث والوشوشات والهمس والتعليقات والرسائل والبيانات والتهكمات التي روت ولا زالت تروي وتفيض بتفاصيل مملة مدعمة بصور وأسماء ووقائع حكاية القصر هذا.

أطنان وطنين تفاصيل القصر وخلفياته ادعت ودون اثباتات قانونية حتى الآن أن أمره حقيقة والتفاف وتشاطر من قبل سيدنا البطريرك الراعي على القوانين الكنسية الكاثوليكية التي تمنع بيع أراضي الوقف من دون قرار أو موافقة فاتيكانية.

بداية لم تؤكد أو تنفي بكركي رسمياً أي من التقارير والرويات والإشاعات ذات الصلة بالقصر المُحكى عنه كون بيانها اليتيم والمبهم والإسقطاطي والتبريري الوحيد الذي صدر في هذا الصدد كان غير ذي صلة قانونية بالموضوع الأساس وقد استعاد لغة التهويل بالقضاء وكأننا لا نزال في زمن محاكم التفتيش، وكأن مساءلة سيدنا البطريرك الراعي في هذا الأمر أو في غيره جريمة وتعرض أمن واستقرار البلد للخطر.

أما رد سيدنا البطريرك الراعي من روما ومن مطار بيروت غير المباشر على احجوجة القصر ودوره في ما قيل أنه مخالف لجوهر وروحية القانون الكنسي العقاري، فكان أيضاً غير ذي صلة بقانونية القصر من عدمها، وجاء اسقاطياً واتهامياً وتخويناً بمتاز واتسم للأسف  بلغة الإستكبار وبنبرة بعدم التواضع، حيث قال سيدنا حرفياً، "يا جبل ما يهزك ريح".

وقال الراعي موجهاً كلامه للرئيس ميشال سليمان: “نريد تهنئتك اليوم فخامة الرئيس، بالوسام البابوي الذي نعتبره وساماً لكلّ اللبنانيين. الرئيس سليمان رفع اسم لبنان عالياً في الداخل كما في المحافل الدولية وحافظ على كرامته ودستوره، فلا الكذب ولا الدجل إن كان على شخصكم أو عليّ شخصياً، سيؤثر، ويا جبل ما يهزك ريح. أنا لا أحزن من هؤلاء بل أحزن عليهم كيف يسمحون لأنفسهم باستغلال الاعلام للإساءة إلى الناس”. (النهار25.11.14).

وفي مطار بيروت عقب عودته من روما نقلت الوكالة الوكنية في 25.11.14 الحوار التالي مع سيدنا الراعي:

(سئل البطريرك: هناك حملات شنت عليكم أخيرا من قبل البعض، فكيف تردون عليها؟
أجاب البطريرك: “شخصيا، لم أتهجم على أحد ولم أسىء لأحد، فأنا لا أحزن من الذين يتجنون علي ويروجون أخبارا ملفقة وغير موضوعية، ولكن أحزن عليهم، إذ لا يجوز للانسان أن يبيع نفسه إلى درجة إرضاء طرف معين أو مقابل مال أو غير ذلك وأن يتجنى على الآخرين ويسيء إليهم. من جهتي، اريد أن أبقى كما أنا، وإذا التقيت بالشخص الذي أساء إلي وكتب ضدي من دون أن أعرفه، سأصافحه وأسلم عليه من كل قلبي. أنا أعرف نفسي جيدا وما أقوم به وكيف اتعاطى مع الناس. وكل من يريد الحقيقة، عليه زيارتي في بكركي، ولا اريد أن أسمع من أحد عبارة أوساط بكركي أو أوساط كنسية، بل أتمنى على الجميع توجيه السؤال إلي شخصيا، فأبواب بكركي مفتوحة للجميع. حرام على الانسان أن يضحي بشخصيته مقابل أمر ما ويكذب ويتجنى، وسيبقى شعاري دائما شركة ومحبة”).

المثل الذي رد به سيدنا بغضب "يا جبل ما يهزك ريح"، يقول ببساطة لمن يعنيهم ويهمهم ويقلقهم ويخيفهم ويزعجهم أمر القصر، يقول ما معناه، روحوا بلطوا البحر ومني مهتم بكل ما يقال.

هذا الرد تنقصه كما نرى ونفهم وزنة التواضع في حين أن كتابنا المقدس يعلمنا بما لا يقبل الشك أو التقويل أن نعمة التواضع جوهرية وأساسية وكيانية في إيماننا وإن الله لا يحب المستكبرين.

"يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً" (رسالة يعقوب04/06)

نتمنى على مجلس المطارنة الموارنة وهو السلطة الأعلى في كنيستنا أن يشهد للحق بشجاعة وتواضع دون مسايرة لأحد لأن الله لا تهمه مقامات الناس ورسول الأمم، بولس قال "لو أردت أن أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح".

نتمنى أن يتعامل المجلس في اجتماعه الأربعاء القادم مع احجوجة حكاية قصر وليد غيّاض المثيرة للجدل بتقوى وإيمان ومخافة من الله وبما يرضيه أيضاً.

نتمنى أن تظهر الحقيقة وأن يأخذ كل صاحب حق حقه بعدل دون مخالفة قوانين الكنيسة أو التشاطر عليها.

 

الكبير سعيد عقل في ذمة الله

الياس بجاني/28 تشرين الثاني/14

مات اليوم جسد رئيس جمهورية الهوية اللبنانية المميزة وقوميتها المقدسة، مات جسد سعيد عقل هذا العملاق الكبير ولكن جمهوريته اللبنانية الخالدة لن تموت وهي باقية إلى الأبد وحتى يوم القيامة الأخير. العمالقة من أمثال وخامة سعيد عقل لا يموتون تماماً كالأبطال وإنما ينتقلون من الموت إلى الحياة. لن نقول ودعاً إلى الكبير سعيد عقل لأن فقط جسده التابير سغيب عنا. لن نقول وداعاً لأننا لن ننساه ولأن انتاجه الوطني والكياني باق في العقول والضمائر وهو اندمج وذاب في كل ما هو إيمان وكرامة وشموخ وعزة وعنفوان وأرز وسنديان وطوباوية، وهي كلها من مقومات هوية لبنان التي رسم أطرها سعيد عقل وجسدها وتغنى بها ومجدها. سعيد عقل الكبير أب الهوية اللبنانية وقوميتها لن يموت وإن غاب جسده.

 

وين الرجال بغير الصور، حدا يخبرنا!!

الياس بجاني

28 تشرين الثاني/14

حالتو تعتير ع الأخر وشي بهدلي ما بعدا بهدلي.

شو صار وليش ومين هو هالإدمي المبهدل!

صدقني ما عادت تهم الأسامي بالمرة لأنو كتير من السياسيين بوطنا الغالي مستنسخين عن بعضون بالوطاوي والنطنطة، يعني فوتو كوبي .

المهم الأخ زحط تزحيط وفات بالحيط.

بعلمنا المغوار السياسي هيدا هالأمور والمسمن كتير منيح واقف وإذ به راح انبطاح وع الواطي.

الله يرد عنو العين والحسد.

بعلمنا عامل رجال وعم يتمرجل وصوتو عالي وبيقد مراجل وبيهز بايدي طالع نازل وبيموج موج!!

وإذ به ع السكيت بيوطي راسو وبيزبط حلاسو وبيركض من قبل الضو تا يخد صورة انكجا وبوش لا بوش، ومع مين؟

مع يلي ما احترمو ولا احترم غيرو وقال فيه وبربعو معلقات ردح وقدح وذم ما بيقولها السكران ع ورم قنينة العرق.

الله يساعد شعبنا ع هيك سياسيين مرتين وكمان ع الأخر.

بس يمكن لأنو في كتير من ناسنا بيسكروا ع وضعية “الزلم” ” والزقيفي” بيلزمون هيك سياسيين.

في النهاية الشغلي بدها طولة بال لأنو طنجرة وملاقيي غطاها وألف مبروك، وع شكلو شكشكلو!

ومتل ما قال أحدون من كم يوم يا جبل ما يهزك ريح، وقصدوا كان يقول بلطو البحر ومش فارقا معي.

دخلكون ممكن شي ربيح تهب وتخدون؟

قولو انشاء الله

 

البابا فرنسيس يدعو إلى المساواة بين أصحاب الديانات في الحقوق والواجبات

أنقرة – أ ف ب, الأناضول: دعا بابا الفاتيكان فرنسيس, أمس, إلى الحرية الدينية, مشيراً إلى أنها “أمر أساسي”, وذلك في إطار زيارته الأولى لتركيا المسلمة, للدعوة إلى الحوار مع الإسلام. وقال البابا في خطاب ألقاه أمام الرئيس الإسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان والحكومة التركية, “إنه لأمر أساسي أن يتمتع المواطنون المسلمون واليهود والمسيحيون بالحقوق نفسها ويحترموا الواجبات نفسها”, معتبراً أن “الحرية الدينية وحرية الرأي المكفولتين للجميع هما اللتان تؤديان إلى ازدهار الصداقة وهما كذلك علامة على إحلال السلام”. وأضاف “نحن بحاجة إلى الحوار لأننا نمتلك العديد من القيم المشتركة وفي الوقت نفسه يجب أن يجري الحوار في أجواء من الهدوء وأن يمنح النقاط الخلافية قيمة تمكننا من الاستفادة منها واستخلاص العبر, كما يجب علينا المضي قدماً وبكل صبر في الجهود المبذولة الهادفة إلى بناء سلام متين, حيث أن السلام المنشود يجب أن يبنى على الأهداف وعلى احترام الحقوق الأساسية المرتبطة بكرامة الإنسانية جمعاء”. وأكد أن “الأعمال الإرهابية ما زالت مستمرة بلا توقف, وخصوصاً في سورية والعراق, حيث تنتهك أبسط القواعد الإنسانية وتمارس عمليات التهجير بحق الأقليات, التي لا تقتصر على المسيحيين واليزيديين وحدهم, إذ إن مئات الآلاف من الناس ينزحون عن بيوتهم ويتركون أوطانهم من أجل الفرار بأرواحهم والحفاظ على معتقداتهم”. وأشار إلى أن تركيا أبدت كرماً كبيراً باستقبالها الكثير من اللاجئين, وتأثرت مباشرة من الحالة المأساوية على حدودها, مؤكداً “أن مساعدة المجتمع الدولي لهؤلاء اللاجئين التزام أخلاقي وعلينا ألا نقف مكتوفي الأيدي أمام الأسباب التي أفرزت هذه المأساة, إضافة عن تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة. من جهته, أعرب أردوغان عن قلقه حيال “التنامي السريع” لكراهية الإسلام, مضيفاً إن “كراهية الإسلام تشهد نمواً خطيراً وسريعاً وعلينا أن نعمل معاً ضد مصادر التهديد التي يشهدها عالمنا من قبل التعصب والعنصرية والتفرقة”. كما أعرب عن أسفه لسياسة “الكيل بمكيالين” التي ينتهجها المجتمع الدولي إزاء التهديد الإرهابي, مشيراً إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإلى إسرائيل. وقال أردوغان “في سورية إرهاب دولة ينظمه فرد وهناك إرهاب دولة في قطاع غزة وهناك معايير مزدوجة وظلم”, مندداً بالجماعات المتطرفة مثل تنظيم “داعش” وجماعة “بوكو حرام” النيجيرية أو تنظيم “القاعدة”, الذين اتهمهم “باستغلال” الشعوب. وأكد أن المحادثات مع البابا لم تتضمن اختلافاً في وجهات النظر, وأن كلاً من الطرفين يحمل وجهات النظر ذاتها بشأن القضايا الدولية ومكافحة الإرهاب واستخدام العنف وهيمنة المال. وأضاف موجهاً خطابه للبابا “إن زيارتكم هذه ستترك أثراً إيجابياً للغاية في العالم الإسلامي بلا أدنى شك, وأعتقد أن زيارتكم ستكسر الكثير من الأحكام المسبقة على العالم المسيحي في الوقت نفسه, وإن أقصى مبتغانا أن تكون تلك الزيارة التاريخية هي الخطوة الأولى للمسيرة الجديدة, التي أراها تحالفاً للحضارات والسلام العالمي”. وشدد على ضرورة أخذ توصيات وتحذيرات تركيا بعين الاعتبار بشأن دعم ثقافة العيش المشترك على نطاق عالمي, مشيراً إلى أن العالم لم يتخذ ردة الفعل اللازمة إزاء حزب “العمال” الكردستاني الذي تسببت في مقتل نحو 50 ألف شخص في تركيا على مدار 30 عاماً.

 

الاحرار: نحمل معطلي النصاب مسؤولية الفراغ الرئاسي

الجمعة 28 تشرين الثاني 2014

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة اكبر الاعضاء سنا جهاد عقل وحضور الأعضاء. وبعد الاجتماع صدر بيان "حمل مجددا معطلي نصاب جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية مسؤولية الفراغ في سدة الرئاسة وتداعياته على انتظام باقي المؤسسات، ناهيك بضربه مبدأ الميثاقية الذي هو ركن من اركان لبنان وطنا ودولة". واضاف: "ما يفاقم الوضع إثقال الاستحقاق بشروط تجافي الديموقراطية على غرار اشتراط العماد ميشال عون حصر التنافس بينه كمرشح لفريق 8 آذار وبين مرشح 14 آذار الدكتور سمير جعجع، وهذا ما يتنافى مع ابسط القواعد الديموقراطية وحق الترشح والاقتراع. من هنا مطالبتنا المعطلين بوضع حد لممارساتهم السلبية والاحتكام الى الدستور والمشاركة في انتخاب الرئيس العتيد لإنقاذ البلاد من الحالة التي وصلت اليها والتي تهدد بمزيد من الأزمات، وصولا الى تعريض الكيان للخطر جراء المغامرات وفي طليعتها المؤتمر التأسيسي الذي يراد له ضرب الصيغة والميثاق والدفع في اتجاه المجهول". وتابع: "أثبت "حزب الله" بإجرائه المقايضة لتحرير أسيره أنه يصر على العمل بمنطق الدويلة كنقيض للدولة، بعد تنكره لإعلان بعبدا الذي كان وافق عليه وانخراطه في القتال الى جانب النظام السوري. ونلفت، في السياق نفسه، الى انه يحرم على الحكومة التي يشارك فيها ما يحلله لنفسه من خارجها مما يضعفها ويؤدي الى تعقيد موضوع إطلاق العسكريين المخطوفين. لذا نطالب الحكومة ببذل قصاراها للتوصل الى حل يكفل تحريرهم باعتباره اولوية بالنسبة الى كل اللبنانيين والى هيبة الدولة وعلى امل اقفال هذا الملف في أسرع وقت. ونبدي دعمنا لذوي المخطوفين وتفهمنا تحركاتهم التي تصب في هذا الاتجاه". وتوقف البيان "امام منح تراخيص لجامعات وكليات جديدة واعتبرها مسألة وطنية مهمة وحساسة لما لها من انعكاسات على مستوى التعليم العالي، لهذا السبب نطالب الحكومة بإشباع الموضوع درسا وعدم التسرع في بته رحمة بمستقبل الاجيال الطالعة". واشار الى "وجود عدد كبير من الجامعات التي تم الترخيص لها في السابق مما أدى الى تدني المستوى التعليم فيها، وخصوصا انها تستقطب الطلاب الذين يسعون وراء شهادة جامعية من خارج الجامعات العريقة التي تتميز بالرصانة وبتقديم نوعية تعليم مميزة، كل هذا للمحافظة على عنصر قوة للبنان يتمثل بصروح التعليم الجامعي التي اثبتت صدقيتها والتي يعول عليها لجذب الطلاب الاجانب وتعزيز الاقتصاد اللبناني".

 

سليمان عرض مع الحريري في باريس التطورات العامة

الجمعة 28 تشرين الثاني 2014 الساعة 20:01

وطنية - استقبل الرئيس العماد ميشال سليمان في مقر إقامته في باريس، الرئيس سعد الحريري، في حضور نادر الحريري. وجرى خلال اللقاء عرض للتطورات العامة.

 

جبهة النصرة" لن تتراجع عن إعدام الجندي علي البزال إلا بإطلاق جومانا حميد

٢٨ تشرين الثاني ٢٠١٤/ضياعٌ ثم ضياع هذه هي حال ملف العسكريين المخطوفين، فبين ضياع الحقيقة حول الإتصالات والمفاوضات التي تُجرى مع 'جبهة النصرة” لإطلاق سراح العسكريين وضياع القرار بين تنفيذ إعدام الجندي علي البزال أو عدمه، ضاع الأهالي حول مصير أبنائهم. فبعدما أعلنت 'جبهة النصرة” عبر حسابها على موقع 'تويتر” أن 'ثمان ساعات فاصلة بين إطلاق سراح جمانة حميد أو تنفيذ القتل بحق الأسير علي البزال”، عاود الأهالي قطع طريق الصيفي في الإتجاهين، لتأتي المعطيات أن النصرة تراجعت عن تهديدها بإعدام أحد العسكريين بعد مساع وتواصل غير مباشر من الأمن العام، الأمر الذي طمأن الأهالي ودفعهم إلى إعادة فتح الطريق. لكن وكالة 'الأناضول” ونقلا عن 'النصرة”، أفادت بأن الأخيرة 'لن تتراجع عن قرار إعدام العسكري الأسير علي البزال، أو تمدد المهلة”، وأن 'المعادلة واضحة، وهي إخراج سجينة من لبنان، مقابل وقف الإعدام”. كما أعلمت زوجة علي البزال نقلاً عن الشيخ مصطفى الحجيري الـ 'LBCI” أن النصرة مصرة على تصفية علي ولم تتراجع عن المهلة التي أعطتها للحكومة.

 

جبهة النصرة ل"الأناضول": لم نتراجع أو نمدد مهلة إعدام البزال

الجمعة 28 تشرين الثاني 2014 /وطنية - ذكرت وكالة "الأناضول" نقلا عن "جبهة النصرة"، أنها "لم تتراجع عن قرار إعدام العسكري الأسير علي البزال، أو تمدد المهلة"، وشددت على أن "المعادلة واضحة، وهي إخراج سجينة من لبنان، مقابل وقف الإعدام".

 

وزير في خلية أزمة العسكريين لـ”السياسة”: عملية تبادل “حزب الله” أساءت للحكومة

بيروت – “السياسة”: أكد وزير عضو في خلية الأزمة الخاصة بمعالجة قضية العسكريين المخطوفين لدى جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش” ل¯”السياسة”, أن عملية التبادل التي قام بها “حزب الله” يمكن أن تؤثر إيجاباً وسلباً على هذه القضية في آن معاً. ورأى أن هذه العملية شكلت إساءة للدولة اللبنانية كما أنها جعلتها في وضع محرج للغاية, مشيراً إلى أن ما جرى يظهر بوضوح أن الدويلة أقوى من الدولة. ولفت الوزير إلى أن مجلس الوزراء اتخذ قراراً بعدم التطرق إلى هذا الملف الدقيق عبر وسائل الإعلام, لأن المفاوضات التي تجري بحاجة إلى أجواء سرية كي تصل إلى خواتيمها السعيدة. وفي هذا الإطار, تمنى على الأهل أيضاً ألا يتحدثوا في هذا الموضوع, لافتاً إلى أنه ليس هناك قرار بتعطيل عمل الحكومة. وأعرب عن اعتقاده أن تأجيل الملفات داخل الحكومة عائد إلى الأوضاع غير الطبيعية التي يمر بها البلد والتي تتطلب تعاملاً خاصاً مع الملفات التي ترخي بثقلها على الوضع الداخلي والتزام صيغة الإجماع في اتخاذ القرارات داخل مجلس الوزراء. وأضاف إن “لا شيء يوحي بإمكانية انتخاب رئيس جمهورية في وقت قريب

 

الأمن يقمع اعتصاماً لأهالي “العسكريين” ومطالبات باستقالة المشنوق

بيروت – “السياسة”: فجرت عملية مبادلة “حزب الله” أسيره بأسرى من “الجيش السوري الحر”, إضافة إلى تهديد جبهة “النصرة” بقتل أحد المخطوفين لديها, إذا لم يفرج عن المعتقلة في السجون اللبنانية جمانة حميد, غضب أهالي العسكريين المختطفين منذ 110 أيام في جرود عرسال لدى الجبهة وتنظيم “داعش” من دون أي بارقة أمل بالإفراج عنهم. وتم إغلاق طريق الصيفي التي تصل بيروت بمختلف مناطق العاصمة والشمال, ما تسبب بأزمة سير خانقة على معظم هذه الطرق, واضطر القوى الأمنية إلى فتحه بالقوة بعد إشكال مع الأهالي تسبب بإغماء والدة العسكري المخطوف خالد مقبل ونقلها إلى المستشفى بعد تعرضها للضرب, واشتعال التصريحات النارية بين الأهالي والمسؤولين اللبنانيين, خصوصاً بين الأهالي ووزير الداخلية نهاد المشنوق, وبين هؤلاء ورئيس الحكومة تمام سلام الذي التزم الصمت ولم يدخل في السجال مع الأهالي المفجوعين على مصير أبنائهم. في غضون ذلك, اعتبر وزير الصحة وائل أبو فاعور, أن “الاعتداء الذي تعرض له أهالي العسكريين المخطوفين معيب بحق الدولة, سيما أن الأهالي كانوا يهمون بمغادرة الشارع وفتح الطريق, وبالتالي فإن ما حصل غير مبرر, إلا لرغبة إظهار القوة الغاشمة والفاشلة في غير مكانها”, مضيفاً “ليت الشدة استعملت في تحرير العسكريين المختطفين, بدل استعمال البطولة الوهمية بحق أهاليهم”.

وفي التفاصيل, أن الإشكال حدث حين حاول الأهالي توسيع إطار قطع طريق الصيفي إلى طرق فرعية, ما حدا بالقوى الأمنية لاستحضار عدد كبير من العناصر وفوج إطفاء بيروت المجهز بخراطيم المياه لإبعاد الأهالي بالقوة عن مكان قطعهم الطريق عن نقطة الصيفي, وإلى إبعاد الصحافيين وكاميراتهم وسيارات البث المباشر إلى مسافة تبعد نحو 500 متر من مكان الاعتصام, ما دفع الأهالي إلى الابتعاد من الطريق إلى الرصيف المجاور لبيت الكتائب, ثم الانسحاب إلى مكان اعتصامهم الأصلي في رياض الصلح, ليشنوا من هناك حملة شعواء على المسؤولين. وتوجه الأهالي إلى الرئيس سلام قائلين “أين وعودك? فأنت لا تمون على أي وزير في الحكومة”, مطالبين المشنوق ب¯”الاستقالة لأن القوى الأمنية تجاوزت الخطوط الحمراء في الاعتداء على النساء والشباب”, ومضيفين “نحمل مسؤولية دم العسكريين في حال تعرض أحدهم للقتل لمن حاول قمعنا”. أما المشنوق, فرد على الأهالي من السراي الحكومي قائلاً إن “إغلاق الطرقات ليس الحل ولن يحرر العسكريين, وهذا التصرف يخدم الخاطفين, والتصعيد بناء على بيان منهم يؤدي إلى تعطيل البلد”.

وهدد بأنه “لن يكون هناك أي إقفال للطرقات بعد اليوم, ونحن مع تعبير الأهالي عن رأيهم سلمياً”, مضيفاً إن “الحكومة تقوم بواجباتها وتواصل المفاوضات, والذي حصل مع حزب الله ليس المثل بل هو المشكل, وهو يبين طبيعة المشكلة في البلاد”.

من جانبها, ذكرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان, أن “المخطوفين هم إخوتنا ورفاق سلاح, نحن كقوى أمن داخلي, لو كان من حقنا الاعتصام لكان ال¯27 ألف عنصر في اعتصام دائم مع الأهالي”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 28/11/2014

الجمعة 28 تشرين الثاني 2014

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بعد صباح ونهوند رحل سعيد عقل الشاعر والأديب والمفكر الكبير. وفيما يقام الأحد مأتم مهيب للأسطورة صباح اعلن عن مأتم مماثل لسعيد عقل الذي حكى قبل مدة عبر "تلفزيون لبنان" عن مسيرته ومسيرة لبنان الثقافية.

وبعيدا عن نهايات أشخاص أحبهم اللبنانيون تبقى ملفات مهمة مفتوحة وفيها:

أولا: السعي بقوة لتحرير المخطوفين ووزير الداخلية في مقدم الساعين لذلك وإن كان ما حصل اليوم يدخل في إطار الحفاظ على قضية العسكريين بعيدا عن الشارع وفي قلب الحدث الدائم والتحرك المستمر للحكومة ومعها اللواء عباس ابراهيم الذي كثف جهوده وبقي على اتصال مع جهات عدة بينها الوسيط القطري.

ثانيا: الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل والذي أكد الرئيس بري أنه سيتم قبل رأس السنة خصوصا في ضوء كلام الرئيس سعد الحريري على أهمية الحوار لتنفيس الاحتقان وتحقيق الأمن والانتخاب الرئاسي وينتظر ان يكون لحزب الله موقف في الإطار نفسه قريبا.

ثالثا: حسم المجلس الدستوري موقفه بأن التمديد للمجلس النيابي مخالف للدستور لكنه تمديد لوقف تمادي الفراغ في الأوقات الاستثنائية.

وفي باريس عقد هذا المساء لقاء بين الرئيسين الحريري وميشال سليمان الذي كان أجرى محادثات مع الرئيس هولاند.

وفي بيروت حدث ثقافي في افتتاح معرض الكتاب العربي والدولي وإلقاء الرئيس سلام كلمة أيد فيها كل حوار لصالح لبنان.

وبينما طالبت جبهة النصرة بإطلاق إحدى الموقوفات وبدء حوار جدي مهددة بإعدام أحد العسكريين عاد أهالي العسكريين الى قطع الطرق رغم ما حصل نهارا.

* مقدمة نشرة اخبار ال "أل بي سي"

"سوف نبقى يشاء أم لا يشاء الغير فاصمد، لبنان، ما بك وهن، سوف نبقى لا بد في الأرض من حق وما من حق، ولم نبق نحن". وفي قصيدة أخرى: ومن الموطن الصغير نرود الأرض نذري في كل شط قرانا نتحدى الدنيا شعوبا وأمصارا ونبني - أنى نشأ - لبنانا".

هل يحتمل لبنان فقدان كبيرين في أسبوعٍ واحد سعيد عقل وصباح. الكبار يرحلون فيما الوطن الصغير يغرق في صغائر السياسات والسياسيين الصغار سعيد عقل قرن ونيِّف من تاريخ لبنان، وإرث أدبي وفكري وسياسي للتاريخ الآتي.

وفيما الكبار يرحلون، يغرق البلد أكثر فأكثر في اليوميات الضيقة وفي سياسات "فشة الخلق" والاستقواء على الضعيف:

أهالي العسكريين المخطوفين يعاملون بقوة لأن ليس لهم رب يحميهم فيما المياومون يقطعون الطرقات ويحرقون الإطارات ولا أحد في الدولة، من كبارها إلى صغارها يجرؤ على النظر إليهم، اما لماذا؟ فلأن لهم ربا يحميهم.

أهالي العسكريين يعطلون أشغال الناس فيتحرك العسكر لسحبهم من الشارع، أما قطَّاع الطرق من أصحاب مخالفات الابنية فلا أحد يجرؤ على الإقتراب منهم. أصحاب الشاحنات يقطعون الطرق ولا من يواجههم لأن لهم ربا يحميهم، اما أهالي العسكريين فيبدو انهم الحلقة الأضعف. هذه المهزلة كشفت عورة حكومية: وزير يعترض على قطع الطريق ووزير ينتقد قرار زميله.

لكن بعد تهديد النصرة بقتل العسكري علي البزال، عاد الاهالي لقطع الطريق لكن هذه المرة لم يمنعوا او يقمعوا، وفي وقت لاحق تراجعت النصرة عن تهديدها.

ومن إشكاليات نهاية الاسبوع قرار المجلس الدستوري برد الطعن بالتمديد لمجلس النواب، ويتوقع ان يكون لهذا القرار ارتداداته السياسية.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

يومان فاصلان؛ بين مراسم تشييع الاسطورة صباح بعد غد الاحد وعملاق الشعر اللبناني والعربي سعيد عقل؛ الثلاثاء المقبل. وفي الوداعين؛ يخسر لبنان؛ فنا وابداعا فكريا؛ شعا على إمتداد العالم العربي لسنوات طويلة. فسعيد عقل؛ الراحل عن عمر يناهز المئة وسنتين؛ ترك وراءه إرثا شعريا؛ ملأ المكتبة العربية وصدح به صوت السيدة فيروز. وبرحيل الكبير سعيد عقل؛ يفقد لبنان شاعرا ألمعيا؛ تحفر كلمات شعره في صخور لبنان التي علقها بالنجوم؛ حيث عالم سعيد عقل؛ عالم الكبار؛ باحلامهم وافكارهم العظيمة.

خسارة اللبنانيين فنا وابداعا؛ ترافقت اليوم مع مواجهة بين اهالي العسكريين والقوى الامنية؛ على خلفية قطع طريق الصيفي؛ بعد تهديدات أطلقتها جبهة النصرة؛ بقتل العسكري علي البزال.

سياسيا؛ ترددات الكلام الذي أطلقه الرئيس سعد الحريري؛ بقيت مدار نقاش في الاوساط السياسية والشعبية؛ في ضوء خارطة الطريق التي وضعها للحوار؛ بين تيار المستقبل وحزب الله مشددا على أولوية التوصل الى انتخاب رئيس توافقي للجمهورية. وفي السياسة ايضا؛ برز اليوم رد المجلس الدستوري لطعن التيار الوطني الحر؛ بالتمديد للمجلس النيابي وذلك لعدم التمادي في فراغ المؤسسات الدستورية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

إبتزاز الإرهابيين الخاطفين تحكم بأهالي المخطوفين، فصار وسط بيروت ميدانا للتباري، عصابة "النصرة" هددت بقتل عسكري مخطوف وأمهلت الحكومة اللبنانية ثماني ساعات لإطلاق سراح الإرهابية الموقوفة جومانة حميد قبل أن ينفذ المسلحون التهديد بإعدام علي البزال كما إدعت عصابة "النصرة".

لا خيار أمام الأهالي المرتهنين لعواطفهم إلا التصعيد وإقفال الطرق كما فعلوا في الصيفي، ولا خيار أمام الدولة اللبنانية إلا رفض تهديدات الإرهابيين وفتح الطرق أمام المواطنين.

صباحا تحركت القوى الأمنية وفتحت طريق الصيفي بالقوة متسلحة بقرار سياسي بعد مصادمات وإشكاليات مع المحتجين وبعض الصحافيين. تصدر وزير الداخلية نهاد المشنوق في تنفيذ القرار السياسي وقال "لا إستسلام لمزاج الخاطفين ولا وضع البلد في خدمتهم". كر وفر في الصيفي وضغوط هائلة على الأهالي. والمشهد معقد تزيده تأزيما الإستجابة لمآرب الإرهابيين.

في السياسة ترقب للحوار على خط حزب الله - المستقبل، رسم له الرئيس نبيه بري إطارا زمنيا للبدء قبل نهاية العام، وحدودا جوهرية بإستبعاد طرحه سلاح المقاومة والملف السوري على طاولة الحوار، فإذا رغب الفريقان التحاور في عين التينة أو مجلس النواب سيكون الرئيس بري مستعدا بعدما حضر الأجواء للوصول الى التفاهم على الدخول بحوار يبعد التأزيم المذهبي، ويساهم بإنتخاب رئيس للجمهورية كما قال الرئيس سعد الحريري.

البارز في كلام الحريري تنازل عن تبني ترشيح الدكتور سمير جعجع وإستبعاد التوافق حول العماد ميشال عون، والدعوة بالمقابل الى البحث عن مرشح توافقي ثالث تحت عنوان "إحترام الدستور".

"حزب الله لم يعلق بعد، لكنه سيرحب قولا وفعلا بحوار مطلوب يؤدي الى تخفيف التوتر وإراحة الوضع الداخلي، الفرصة تتهيأ أكثر فأكثر لمرحلة سياسية أفضل، واكبها قرار المجلس الدستوري الذي رد الطعن بالتمديد للمجلس النيابي، للحيلولة دون التمادي في حدوث الفراغ في المؤسسات. قرار يستند الى الأسباب المنطقية والدستورية لتمديد وطعن جاء قبل ايام قليلة من حلول الفراغ. العماد عون لم يقتنع بمبررات المجلس الدستوري، وصنف القرار في خانة الخطأ.

بعيدا عن الأمن والسياسة الموت غيب اليوم الشاعر المارد سعيد عقل الذي غادر قرنا من الشعر والجدل، التاريخ سيحكي عن سعيد عقل الذي روى حكاياته عن لبنان"، وحين صار الخيار بين الجغرافيا والشعب، أحرج فاختار الشعب العظيم.

سعيد عقل وداعا يا كاهنا في معبد الشعر.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

بغيابك، ال "ام تي في" الليلة رح تكتب وتحكي لغتك

السنة سودا بتاريخنا. كبارنا عمبيروحو، وما حدا عم يعبي مطارحن. بعد وديع الصافي وصباح إجا دور سعيد عقل. شاعر لبنان اللي غطى 100 سنة من عمر الوطن، ولمع متل قوس قزح، انطفى جسدو عن مية وسنتين. شاعر "قدموس" و"رندلى" و"أجمل منك لا"، الشاعر اللي نادى باللغة العامية وابتدع الكتابة بالحرف اللاتيني، انسلخ اليوم عن الوطن اللي تعبدلو وبحث وفتش كثير ليكتب عن أمجادو. هيك ب "لبنان أن حكى"، فند سعيد عقل أمجاد لبنان. ويمكن، ومش يمكن، أكيد، بعد هالمسيرة الطويلة صار سعيد عقل فصل كبير بكتاب أمجاد لبنان.

اضافة للانشغال بغياب سعيد عقل الاهتمام تركز اليوم على قضية العسكريين المخطوفين. قبل الضهر كان في مواجهة بين القوى الامنية والأهالي بسبب قطع طريق الصيفي. مع ذلك بقي الاهالي ع موقفن وجددو اقفال طريق الصيفي بعد الضهر. بهالوقت ازدادت المخاوف من تنفيذ جبهة النصرة تهديدا بقتل العسكري علي البزال.

سياسيا: القرار الصادر عن المجلس الدستوري برد طعن التيار الوطني الحر ما شكل مفاجأة، بالمقابل تحدثت معلومات عن اتصالات اقليمية ودولية للتوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

البداية من غياب سعيد عقل، عبقري الكلمة والإحساس، اللي رحل، بعد سنوات طويلة من العطاء والفكر الما بيتعوض.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

لمن ستقرع اجراس الياسمين بعد اليوم فخلال ايام فقد لبنان اثنين من عمالقته صباح الصوت الصادح والمعلم سعيد القعل الراجح؟ اي لبنان سيحلم به اللبنانيون بعد اليوم، اهو لبنان العظمة والشموخ الذي حلم به سعيد عقل ام لبنان الاقزام الذين ما زالوا يزورون تاريخه لانهم ليسوا من طينة الابطال ولم يعرفوا الحضارة اللبنانية التي جعلها المعلم تتجذر على مدى قرن من الزمن في المحبة والعطاء والعنفوان والتمرد. ايها المعلم قلت "لبنان ان حكى" فكان الكلام عن عظماء صنعوا التاريخ وعلموا الابجدية وابطال رسموا بدمهم لبنان الذي احببت لبنان الحلم المتحرر من العبودية والاستعمار والاحتلال لبنان الثائر على كل ظالم وكل اقطاعي وما اكثرهم اليوم. فيك قال البطل الذي احببت العماد عون لن ننسى من لبنن العالم وزحلن لبنان ومن زرع فينا حلما وجعله وسع افاق الضمير.

سعيد عقل ستبقى خالدا كلبنان شامخا كأرز الرب وانت من قال الحياة العزم حتى اذا انا انتهيت تولى القبر عزمي من بعدي. اما بعد سعيد عقل فلا مؤشرات للخير والدليل ما كرسه المجلس الدستوري وغلبه اليوم برفض الطعن بقانون التمديد. العماد عون اعتبر القرار خاطئا مؤكدا ان حجة فراغ المؤسسات غير مبررة.

وفي ملف المخطوفين تواصل الجماعات الارهابية محاولات استغلالها واسرها لبنان واللبنانيين عبر التهديد بقتل العسكريين المخطوفين مستغلة هلع الاهالي الذين حاولوا اقفال الطرقات في العاصمة ولا سيما في ساعات المساء بعد التهديد بذبح الجندي علي البزال.

هذه التطورات طغت على موافقة سعد الحريري على الحوار الملغوم مع حزب الله حوار غير مشروط مليء بالمطالب والمطبات.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

رغم تشتت الملفات وضياع الأولويات بقي لإنجاز الجيش اللبناني ما يصوب الوجهات، إنجاز جديد أصاب مخططات التكفير محمد علي إبراهيم الأطرش، ناقل الإنتحاريات والسيارات المفخخة الى لبنان في قبضة الجيش، شقيق الإرهابي عمر الأطرش إعترف بما كان يخطط. إنتحاريات سوريات لإستهداف مجالس عاشورائية في البقاع وبيروت وسيارات مفخخة أخرى قيد التفخيخ، ادخلت الى عرسال لنقلها الى غير مكان وإدخال لبنان في الغموض.

على طريق حرية العسكريين المختطفين فوضى خطفت الأهل والدولة وطاول غضبها الإعلاميين. نجح إبتزاز "النصرة" لتحريض الأهالي ووضعهم بمواجهة زملاء أبنائهم أبناء القوى الأمنية المغلوب عليهم بضيق الخيارات السياسية، إعتلى وزير الداخلية منبر القارارات رفض الإستسلام لمزاج الخاطفين في تعطيل البلاد من دون أن يتخلى عن بعض مواقف تشبه "الحق على الطليان".

في المجلس الدستوري كان الحق على المهل فالطعن المقدم من التيار الوطني الحر ضد التمديد لمجلس النواب رد منعا للفراغ، وبسبب ضيق الخيارات.

الخيارات السورية ليست ضيقة بحسب الرؤية الروسية، هذا ما عبر عنه وزير الخارجية السورية وليد المعلم للمنار، فالقيادة الروسية تؤيد حوارا سوريا - سوريا بعيدا عن أي تدخل خارجي، وهو ما تصبو اليه دمشسق، لكن العملية قد تحتاج الى المزيد من الوقت والى إعادة نظر من مجموعات المعارضة بمواقفها الجامدة.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

منحوتا مثلها للشمس غاب من كان مرجوحة للشعر.. أبو يارا التي كانت "جدايلها شقر".. ذلك الذي أرخى شالا على كتف رندلى.. حاكى المجدلية.. وسكن في عواصم عربية بالحرف المذهب شقع على لبنانه أكوام قصائد.. حارب للعامية.. رشق القدس بسيف فليشهر.. وأحب دمشق هواه الأرق أحب جوار بلاده. لبنان اليوم بلا رأس.. بلا عقل.. منزوع الرؤوس المدبرة في الفن والسياسة ولأنهم كبار في الحياة.. هم أيضا هامات في الموت يقررون السير معا بعد إنقضاء المهمة.. وصوتا بشعر أبت صباح قبل تشييعها إلا أن تمشي مع رفاق من الصفوف الأولى.. فكان أن وافاها سعيد عقل إلى الموت هازما القرن بسنتين ومكتبة حبر ترك لبنان صخرة معلقة.. عليها يقام جدل لا يؤسس لحوار.. فيما يهددنا الإرهاب بإسقاط الصخرة على الرأس.. وهي حال مجموعة تضغط على رقاب الناس وتفاوضنا بعد الساعات.. وتعلن العزم على الإعدام وتطويقا لتهديد النصرة تحرك جهاز الأمن العام وتواصل مع الجانب القطري الذي أبلغ اللواء عباس ابراهيم عزمه على التوجه مجددا إلى لبنان في الساعات المقبلة في حين تستمر اتصالات المديرية لوقف تنفيذ تهديد النصرة بحق أحد العسكريين وهي مهمة كلف نفسه بها أيضا مصطفى الحجيري أبو طاقية الذي توجه إلى جرد عرسال.. وآخر الأنباء تشير الى أن الخاطفين كانوا يستخدمون أوراق القوة والضغط لتحريك الشارع وهم تراجعوا عن التهديد ولم يعرف دواءهم سوى وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي رفض الضغط واستخدام أوجاع الناس وأمسك المشنوق بالشارع مانعا العبث به لكن هذا الموقف استفز النائب وليد جنبلاط الذي تحرك توتيريا لنقد معاليه.. وحرك معه الجهاز الغذائي وائل ابو فاعور وبالأمن تدوم النعم.. إذ اتضح أن السنوات الثلاث التي قضاها الرئيس سعد الحريري في المهجر لم تكن أمنية بل مادية.. معلنا عودته قريبا جدا الى لبنان على أن تعيينه وليا على هبة المليار تمنعه حاليا من التحرك خارج المملكة.. فهو قال إنه يتابع كيفية صرف الهبة لكن من دون رقيب باستثناء تفويض خالد عبد العزيز التويجري القيام بمهمات الرقابة ومجالس التفتيش المركزية والخدمة المدنية اللبنانية الحريري تتكدس فوقه مهمات صعاب.. فهو الخزينة وهو الإشراف على الصرف وهو ديوان المحاسبة والتسعير.. وتوزيع العمولات أما الجيش والمؤسسات الأمنية فقد خفف عنها عبء التكليف.. وسيقتصر دورها على تسلم البضائع العسكرية.. وكفى المؤسسات الأمنية شر الحساب.

 

حوار عون - الحريري أنتج حكومة تسوية فهل ينتج مع نصرالله رئيساً توافقياً؟

اميل خوري /النهار

29 تشرين الثاني 2014

اذا كان الحوار بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري انتج تشكيل حكومة برئاسة تمام سلام الذي وصفها بحكومة "المصلحة الوطنية"، في حين وصفها "حزب الله" بحكومة التسوية، فهل ينتج الحوار بين الرئيس الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله انتخاب رئيس للجمهورية يكون رئيس المصلحة الوطنية او رئيس تسوية؟

لقد اعلن الرئيس الحريري ان الذي يمكن التوصل الى اتفاق عليه هو الرئيس التوافقي لأن اياً من مرشحي 8 و14 آذار لن يحصل على الاصوات المطلوبة لفوزه، وهو ما جعل مرشح قوى 14 آذار الدكتور سمير جعجع يعلن منذ أشهر انه مستعد للانسحاب لأي مرشح توافقي يتم الاتفاق عليه، في حين ان مرشح قوى 8 آذار العماد عون لا يزال يرفض الانسحاب لأحد. وقد زكّى هذا الموقف السيد نصرالله نفسه في كلمته لمناسبة ذكرى عاشوراء. فهل العماد عون مستعد لأن يحذو حذو الدكتور جعجع ليعلن السيد نصرالله استعداده للبحث عن مرشح توافقي للرئاسة ليكون للحوار عندئذ معنى وجدوى، ولكي يباشر التكتلان الكبيران 8 و14 آذار البحث عن مرشح التوافق بسراج يحمله الرئيس نبيه بري ويكون رئيساً لكل لبنان؟

ترى اوساط سياسية ان لشكل كل جمهورية رئيساً ولكل صورة رئيس ومواصفاته جمهورية، فاستمرار الازمة في لبنان يتطلب رئيساً يجيد ادارتها، وحلها جذرياً يتطلب رئيساً يجيد ابتداع الحلول، وهو ما كان يحصل في الماضي. فعندما نال لبنان استقلاله عام 1943 اختير الشيخ بشارة الخوري رئيساً لجمهورية الاستقلال. وعندما كان مطلوباً المحافظة على هذا الاستقلال بتحقيق الازدهار اختير كميل شمعون رئيساً لتلك المرحلة. وعندما كان لبنان في حاجة الى الامن والاستقرار بعد احداث 1958 تقرر ان يكون اللواء فؤاد شهاب رجل تلك المرحلة. وعندما كان لبنان في حاجة الى انتهاج سياسة التوازن والاعتدال، صار اتفاق على ان يكون شارل حلو الرئيس المناسب. وعندما كان لبنان في حاجة الى رجل حزم وعزم كي يستطيع وضع حد لفلتان سلاح اللاجئين الفلسطينيين في البلاد، جيء بسليمان فرنجية رئيساً. وعندما كان مطلوباً ادارة الازمة في لبنان والتعايش مع الحرب الداخلية، جيء بالياس سركيس رئيساً للجمهورية. وعندما كان مطلوباً وضع حد لتلك الحرب، جيء ببشير الجميل رئيساً، وبعد اغتياله جيء بشقيقه الشيخ امين، الى ان كان اتفاق الطائف الذي انهى الحرب واقام حكماً على اساس دستور جديد، فجيء برينه معوض رئيسا للجمهورية الجديدة، وكان اغتياله مؤشراً لعدم وجود نية صادقة في تنفيذ هذا الاتفاق تنفيذاً دقيقاً وكاملاً وهو ما حصل. ومع خضوع لبنان لوصاية سورية لم يعد يؤتى إلا برؤساء، وحكومات مؤيدين لاستمرار هذه الوصاية.

واليوم يواجه لبنان مرحلة جديدة، إما تكون مرحلة الاستمرار في ادارة الازمات التي يتخبط فيها منذ عام 2005، فلا أمن ثابتاً ولا استقرار ولا حكومات يتم التوصل الى اتفاق على تشكيلها إلا بعد مرور اشهر عدة، ولا قرارات يتم التوصل الى اتخاذها إلا بالتوافق بين الاكثرية والاقلية. فاذا كان مطلوباً للبنان مواجهة هذه المرحلة باستمرار ادارتها فلها رئيس، أما اذا كانت المرحلة هي مرحلة اعادة تكوين السلطة بدءاً بوضع قانون عادل ومتوازن تجري انتخابات نيابية على اساسه، وتتألف حكومة تمثل كل القوى السياسية الاساسية في البلاد لتكون قادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل اراضيها وعلى تطبيق القانون على الجميع من دون تمييز ولا سلاح خارج الدولة، وتستطيع هذه الحكومة رسم سياسة لبنان الداخلية والخارجية بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن، فلمثل هذه المرحلة رئيس.

والسؤال المطروح هو: هل يستطيع لبنان الخروج من ازماته التي يتخبط فيها منذ عام 2005 ما لم تخرج سوريا من ازماتها، او بتحقيق التقارب الاميركي – الايراني والسعودي – الايراني خصوصاً بعدما عجز لبنان عن تحييد نفسه عما يجري في سوريا تطبيقاً لسياسة النأي بالنفس المترجمة لـ"اعلان بعبدا"، وبعدما ربط بتدخله في الحرب السورية حل ازمته بحل الازمة السورية؟

الجواب عند "حزب الله"...

 

الحوار الثنائي في خلفية الأزمة الرئاسية: هل خرج القرار التوافقي من المسيحيين؟

روزانا بومنصف/النهار

29 تشرين الثاني 2014

هل خرج القرار في موضوع الانتخابات الرئاسية من يد المسيحيين او اخرجه الزعماء المسيحيون من أيديهم؟ وهل ان الافرقاء السياسيين من الطوائف الاخرى أبرياء من خروج هذا القرار في حال حصوله من يد المسيحيين وما هو حجم مسؤوليتهم؟ وهل الحوار المرتقب بين تيار المستقبل و"حزب الله" هو الآلية لإخراج التوافق على موضوع الرئاسة من عنق الزجاجة مترجما قبولا او حلحلة اقليمية على هذه النقطة بالذات على غرار ما حصل بالنسبة الى الاختراق الذي حققه التوافق على تأليف الحكومة الحالية من دون التوافق على اي امر اخر سواها؟

لا يمكن تجاهل هذه الأسئلة في ظل العناوين التي حددها الرئيس سعد الحريري للحوار والذي قال فيها أمورا متوقعة لجهة موضوع رئاسة الجمهورية ولجهة مبدأ الحوار وافقه في تخفيف حدة التشنج السني الشيعي في البلد باعتبار انه دأب على تكرار ذلك في الآونة الاخيرة مع اضافة عناصر جديدة يتصل ابرزها بجدية الحوار من جهة واستعداده له من جهة ثانية وبموضوع انسحاب متواز لكل من مرشحي قوى ٨ آذار العماد ميشال عون وقوى ١٤ آذار الدكتور سمير جعجع من السباق الرئاسي لمصلحة مرشح توافقي ثالث. وفيما فسر البعض الانتقادات القاسية التي وجهها الحريري الى "حزب الله" بأنها من اجل استيعاب ردود الفعل الرافضة للحوار مع الحزب من ضمن فريقه ومن ضمن قوى ١٤ آذار، فان ذلك لا يلغي اهمية الحوار لمجرد حصوله من اجل تخفيف وطأة التشنجات في الوقت الذي يبدو محسوما ان الحوار حول رئاسة الجمهورية هو ابرز ما سيكون العمل منصبا عليه في الحوار بين الطرفين.

السؤال عن خروج القرار حول الانتخابات الرئاسية من يد المسيحيين يثار من زاوية ان تيار المستقبل على الاقل والذي سيكون احد طرفي الحوار المزمع عقده مع الحزب كان أصر على ان يتفق المسيحيون في ما بينهم. وبعد مضي بضعة أشهر على عدم بروز اي مؤشر محتمل على التوافق المسيحي المسيحي يطرح السؤال الى متى يجب انتظار المسيحيين وهل سيتفقون يوما؟ ومع ان الحريري أصر على التشاور مع حلفائه المسيحيين في اي خطوة تتصل بهذا الموضوع وهو قال انه لا يريد البحث به مكررا مرارا ضرورة التوافق المسيحي المسيحي والإصرار عليه كما قال مرارا ومنذ فتح ملف الرئاسة انه مع ما يقرره المسيحيون، الا ان مصادر قريبة من مرجعية مسؤولة تخشى ان يكون الملف الرئاسي خرج فعلا من أيدي الافرقاء المسيحيين. وفي الظروف الآيلة الى هذه الخلاصة ثمة مرجعيات اساسية قد تكون باتت على هذا الاعتقاد. فمن جهة بلغ التصعيد الذي قاده البطريرك الماروني مار بشارة الراعي سقفا عاليا قد يكون ساهم في عدم خدمة موقع بكركي الوطني فيما ان البطريرك هو مرجع معنوي وليس ناخبا اول وقد يكون جل ما يمكن ان يقوم به هو امتلاك حق الفيتو على اسماء معينة في حين انه لم ينجح في جمع اربعة من الزعماء الموارنة المرشحين الذين لن يتنازل احدهم للآخر أيا تكن الظروف.

ومع الإقرار بعدم وجوب وعدم القدرة على ابعاد المسيحيين ابدا عن الموضوع، فانه ينبغي الإقرار بان هناك يأسا وأحباطا من جانب الخارج في شكل خاص بحيث أوحى الزعماء الموارنة بانه لا يمكن الاعتماد عليهم من اجل ان يتم انتخاب رئيس جديد. ومن هنا يأتي إقفال أبواب القدرة داخل الصف المسيحي على حل هذه العقدة المتحكمة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية. فالخلافات المسيحية المسيحية باتت تتحكم بقوة بهذا الملف الى حد تحوله كارثة عليهم مع الثنائية التي أضحت مشكلة يتعذر الخروج منها علما انه ينبغي الإقرار بان المرونة التي أبدتها قوى ١٤ آذار في مقابل تصلب "حزب الله" وراء النائب العماد ميشال عون بذريعة تمتعه بالحرية من اجل استنفاد فرصه ساهمت في الفشل المسيحي على التوافق. ناهيك عن عوامل اخرى يتحملها افرقاء آخرون غير مسيحيين لكنها تتلطى وراء العقد المسيحية وتفيد من توظيفها.

اذا وفي ظل اليأس من قدرة المسيحيين واستنفادهم شهورا من دون جدوى هل يجب على الطوائف الاخرى السعي الى توافق ام لا، وما الذي يمكن القيام به بعد حوار بين تيار المستقبل والعماد عون لم يساهم في تعزيز فرص الاخير ولم يفض سوى الى تعزيز ضرورة قيام حوار سني شيعي يعتقد كثر انه قد يؤدي في مرحلة ممكنة الى توافق على انتخاب الرئيس العتيد. يقول قريبون من الرئيس الحريري انه وكما أوضح في حديثه الاخير لا يريد ان يتحمل هذا الدور ولا يريد ان يقرر عن المسيحيين الذين يتعين عليهم ان يتفقوا في المقام الاول على اسم لرئاسة الجمهورية. لكن كثرا يقرون بانه وبحكم الامر الواقع وفي ظل استحالة اتفاق مسيحي مسيحي فإنه ينبغي الإقرار بانه حين تحصل اجتماعات اساسية للحوار بين متخاصمين فان جزءا كبيرا من المفاوضات يكون قد تم التمهيد له بحيث ان الظاهر من الكلام المعلن لا يكشف كليا التحضيرات الجدية التي آلت الى هذه الخطوة أكانت هذه التحضيرات محلية او اقليمية دولية بناء على ما يعتقد ان فرنسا بذلته من مساع لدى ايران من اجل اخراج ملف الرئاسة اللبنانية من دوامة التعطيل.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 28 تشرين الثاني 2014

الجمعة 28 تشرين الثاني 2014

السفير

 تردد أن الوسام البابوي الذي قلّده البابا فرنسيس للرئيس ميشال سليمان، جرى تأجيل تسليمه كي لا يفهم أنه دعم فاتيكاني للرئيس السابق عشية انتهاء ولايته.

لاحظ مراقبون عدم حماسة مرجع ديني مناطقي لتوزيع مساعدات قدمها مرجع كبير الى منطقة شمالية تضررت جراء الأحداث الأمنية الأخيرة.

يقول وزير معني إن ابرز الملاحظات على مشروع وزير الاتصالات لدفتر شروط الخلوي أنه يترك مجالا واسعا لاستنساب اختيار الشركات التي ستشغل القطاع بعد المناقصة.

النهار

 يقول رئيس حكومة سابق إن الجيش اللبناني سوف يُصبح خلال سنتين القوة العسكرية الأقوى في مواجهة تحدّيات الداخل والخارج.

يرى مسؤول أمني أن تنفيذ الخطة الأمنية كاملة في البقاع يجعل تنفيذها ممكناً في كل لبنان مما يحقّق الاستقرار الثابت والدائم.

يفضّل نواب تأجيل بتّ قانون جديد للانتخاب إلى ما بعد انتخاب رئيس كي يكون له رأي فيه.

رشَح أن الموفد الأممي ستيفان دو ميستورا أبدى ارتياحه للقاءات التي أجراها في لبنان ولا سيما مع مسؤولين في "حزب الله".

اهتمّت مراجع حكومية بمعرفة الأسباب التي استجدت وجعلت الولايات المتحدة تدعو رعاياها إلى تجنب السفر إلى لبنان.

المستقبل

 يقال

 إنّ فريقاً سياسياً يحضّر لحملة إعلامية وسياسية شرسة ضدّ مؤسّسة دستورية في حال رفضها «مراجعة دستورية وقانونية في ملف حسّاس جداً تقدّم بها الفريق المذكور أمامها.

إنّ التفاؤل الذي أبداه بعض المسؤولين في شأن استحقاق تأجّل مراراً كان مرتبطاً بإمكان حصول «مفاجأة في التوقيع على الاتفاق «النووي

 اللواء

 همس

 مساعٍ غاية في الكتمان، تجري لإنضمام مرجع كبير سابق، لتجمع سياسي وانتخابه رئيساً له لإعطائه دينامية حركة وتجدّد.

غمز

 يقول مراقبون أن خطوة وزير الصحة أدّت مبتغاها، أما اليوم فالمعالجة يجب أن تأخذ مساراً آخر، يسحب الملف من الإعلام!

لغز

 تعهد فريق أمني في مخيم «استراتيجي بتقديم كل ما يلزم للقبض على «عناصر فارّة

 من معارك الشمال الأخيرة.

الجمهورية

 لوحظ أن شخصيات عدّة اتخذت إحتياطات أمنية مُجدداً بعد مرحلة طويلة من التراخي في هذا المجال، وذلك نتيجة نصائح بضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

قالت مصادر ديبلوماسية إن المبادرة الروسية لحل الأزمة السورية تصطدم بعقبتين جوهريّتين: عدم حماس النظام لها، ورفضها من المعارضة لأنها تخلو من مبدأ رحيل الأسد.

رأت أوساط مراقبة أن مجرّد حصول الحوار يعني نقل العلاقة من مرحلة ربط النزاع إلى مرحلة تنظيم التعايش والتفاهمات السياسية في حدّها الأدنى.

البناء

 كشفت مصادر جمعية تعنى بالشأن الغذائي أنّ أحد الأفران الكبرى في العاصمة يزوّد إحدى المستشفيات المعروفة بالمعجنات على أنواعها بطريقة «الدليفري"، وذلك بواسطة عامليْن لدى الفرن من الجنسية المصرية تبيّن أنهما مصابان بمرض السلّ، ورغم ذلك يقومان بتسليم «الطلبية مباشرة إلى المستخدمين في قسم المطبخ الذين يوزعون بدورهم الطعام على المرضى في غرفهم.

 

قاطيشه عبر “لبنان الحر”: حوار ما يعطل انتخاب الرئيس هو المصلحة الشخصية لعون والمصلحة الإستراتيجية لـ”حزب الله”

إذاعة لبنان الحر/شدد مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد المتقاعد وهبي قاطيشه على أنه “لا يمكن أن يتم الاتفاق خلال الحوار المرتقب بين “المستقبل” و”حزب الله” على إسم معيّن لرئاسة الجمهورية من دون موافقة المسيحيين”، معربا عن إعتقاده بأن “هذا الحوار سيسعى إلى تبريد التشنج السني – الشيعي”. وأكد قاطيشه في حديث لبرنامج “إستجواب” عبر “لبنان الحر” “وجوب انتخاب الرئيس سريعا”. وقال: “لا يمكن حجز مصالح الناس بسبب الأنانية”، مشيراً إلى أن “ما يعطل انتخاب الرئيس هو المصلحة الشخصية لرئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون والمصلحة الإستراتيجية لـ”حزب الله” إضافة إلى مصلحة النظام السوري”. وإذ دعا “حزب الله” إلى “التخلي عن كل القضايا التي تمس بهيبة الدولة”، لفت قاطيشه إلى أن “قتال هذا الحزب في سوريا هو خطيئة، لاسيما أن القاعدة ترفض هذا التدخل”. واعتبر قاطيشه أن “هناك تقصيراً من الدولة في ملف العسكريين المخطوفين”، مشيراً الى أن “مسار المفاوضات يحصل بشكل خاطئ ويجب أن يتم بشكل سري”. وقال: “الحكومة تريد المبادلة الا أن فريقاً لا يريد ذلك خدمة للنظام السوري وهو الذي يتحمل افشال المفاوضات”. وعن جريمة بتدعي اعتبر قاطيشه أن “رئيس “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع تصرف بمسؤولية اذ لا يجوز أن يتم حمل السلاح والوقوف على خط التماس”، وقال: “نريد جلبهم الى القضاء تفادياً للأخذ بالتار والدخول بحرب طويلة لكون الجهة المستقوية على كل اللبنانيين يمكن أن تسقط الدولة وتحض اللبنانيين على الدفاع عن أنفسهم”. وكان قاطيشا قد اعلن، في كلمة له بعشاء لمركز “القوات اللبنانية” في الحازمية ان “دواعش لبنان يتقنون ثقافة الانتحار ونحن نعشق ثقافة الحياة”.

 

 النص الحرفي لقرار المجلس الدستوري برد الطعن بقانون التمديد لولاية مجلس النواب

الجمعة 28 تشرين الثاني 

  وطنية - وزع المجلس الدستوري نص قراره رقم 7/2014 تاريخ 28/11/2014 بشأن الطعن بقانون تمديد ولاية مجلس النواب المنشور في العدد 48 من الجريدة الرسمية بتاريخ 11/11/2014. وجاء فيه:

رقم المراجعة 6/2014

المستدعون: النواب السادة: ميشال عون - ادكار معلوف - ابراهيم كنعان - حكمت ديب - سيمون ابي رميا - نادي غاريوس - زياد اسود - فادي الاعور - نبيل نقولا - الان عون.

القانون المطلوب وقف العمل فيه وابطاله:

القانون المعجل النافذ حكما الرقم 16 تاريخ 11 تشرين الثاني 2014 والمنشور في العدد 48 من الجريدة الرسمية تاريخ 11/11/2014 والمتعلق بتمديد ولاية مجلس النواب.

ان المجلس الدستوري الملتئم في مقره بتاريخ 28/11/2014، برئاسة رئيسه عصام سليمان وحضور نائب الرئيس طارق زياده والاعضاء: احمد تقي الدين، انطوان مسره، انطوان خير، زغلول عطية، توفيق سوبره، سهيل عبد الصمد، صلاح مخيبر، ومحمد بسام مرتضى،

وعملا بالمادة 19 من الدستور،

وبعد الاطلاع على ملف المراجعة وسائر المستندات المرفقة بها، وعلى تقرير المقرر، المؤرخ في 19/11/2014،

وبما ان السادة النواب المذكورة اسماؤهم أعلاه تقدموا بمراجعة سجلت في قلم المجلس الدستوري بتاريخ 13/11/2014، ترمي الى الامور الاتية:

اولا: تعليق مفعول القانون المطعون فيه: يقضي القانون بتمديد ولاية مجلس النواب الحالي الى 20/6/2017، تلك الولاية التي سبق تمديدها بصورة استثنائية الى 20/11/2014 بالقانون رقم 246 تاريخ 31/5/2013 والمنشور في ملحق خاص من الجريدة الرسمية رقم 24 تاريخ 1/6/2013، ما من شأنه ان ينشىء ولاية جديدة كاملة لمجلس النواب بفعل التمديدين المذكورين.

- لم يتضمن التمديد الجديد اي اشارة الى طابعه الاستثنائي، على عكس ما ورد في صلب القانون الرقم 246/2013 والذي سبق الطعن به لدى المجلس الدستوري.

- من شأن تعليق مفعول القانون تمكين السلطات المختصة من اجراء العملية الانتخابية بالتاريخ المحدد بالمرسوم رقم 321 تاريخ 19/8/2014 (دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب اعضاء مجلس النواب)، اي في 16/11/2014، وذلك قبل نهاية فترة التمديد الاول، بخاصة ان حددت وزارة الداخلية والبلديات موعدين لاقتراع المغتربين في الكويت واستراليا (سيدني/ مليورن)، تباعا في 7/11/2014 و 9/11/2014.

- ان تحقق واقعة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها في لبنان ينفي طابع الاستثناء ومصلحة الدولة العليا والخطر الامني الداهم وما شابه من اسباب تم ايرادها في الاسباب الموجبة، ما يعني ان الاستحقاق الدستوري المفصلي قد جرى في موعده دون عوائق، فتتحقق الغاية الدستورية من الانتخاب، مع الاشارة الى رقابة المجلس الدستوري على صدقية اي انتخاب مطعون فيه.

ثانيا - ابطال القانون للاسباب التالية:

- مخالفة الفقرة (ب) من مقدمة الدستور (التزام لبنان الاعلام العالمي لشرعة حقوق الانسان والفقرة (ب) من المادة 25 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر عن الامم المتحدة في 16/12/1966 والذي انضم لبنان اليه بالمرسوم رقم 3855 تاريخ 1/9/1972 (الاشتراك اقتراعا وترشيحا في انتخابات دورية صحيحة نزيهة تجري على اساس الاقتراع العام المتساوي السري وتضمن الاعراب الحر عن ارادة الناخبين)، وكذلك المادة 4 الفقرة (1) من العهد المذكور (في حالات الطوارىء الاستثنائية التي تهدد حياة الامة والمعلن قيامها رسميا، يجوز للدول الاطراف في هذا العهد ان تتخذ، في اضيق الحدود التي يتطلبها الوضع تدابير تتقيد بالالتزامات المترتبة عليها...، وكذلك الفقرة 3 (وجوب على اية دولة طرف في هذا العهد استخدمت حق عدم التقيد ان تعلم الدول الاطراف الاخرى فورا، عن طريق الامين العام للامم المتحدة بالاحكام التي لم تتقيد بها وبالاسباب التي دفعتها الى ذلك، وعليها، في التاريخ الذي تنهي فيه عدم التقيد، ان تعلمها بذلك مرة اخرى والطريق ذاته".

- مخالفة المادة 21 (فقرة1) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان (لكل فرد الحق في الاشتراك في ادارة الشؤون العامة لبلاده اما مباشرة واما بواسطة ممثلين يختارون اختيارا حرا (....) وارادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الارادة بانتخابات نزيهة دورية..."

- مخالفة الفقرة ج من مقدمة الدستور (لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية).

- مخالفة الفقرة (د) من مقدمة الدستور (الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية)

- مخالفة الفقرة (هـ) من مقدمة الدستور (النظام قائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها).."

- مخالفة مبادىء وثيقة الوفاق الوطني التي استقى الدستور منها حرفيا مقدمته.

- مخالفة المادة 27 من الدستور (عضو مجلس النواب يمثل الامة جمعاء ولا يجوز ان تربط وكالته بقيد او شرط من قبل منتخبيه، ما يعني التقيد بأجل الوكالة اي في 20/6/2013 وتنتهي الوكالة بحلول الاجل اي في 20/6/2013 حسب المادة 808 من قانون الموجبات والعقود.

- مخالفة المادة 44 من الدستور التي يستفاد منها صراحة ان ولاية المجلس النيابي اربع سنوات وهذه الولاية عصية على الاستنساب.

- مخالفة المادة 32 من الدستور حول تخصيص جلسات المجلس النيابي بالبحث في الموازنة والتصويت عليها.

- مخالفة المادة 42 (تجري الانتخابات العامة لتجديد هيئة المجلس في خلال الستين يوما السابقة لانتهاء مدة النيابة)، مع العلم ان موعد اجراء الانتخابات العامة حدد في 16/11/2014 من السلطة المختصة ويشير هنا الطاعنون الى انه لا قيمة قانونية ملزمة لاي تعهد يرد في محضر الجلسة باجراء الانتخابات النيابية عند حلول استحقاقات دستورية اخرى او بمواعيد تسبق انتهاء الولاية الممددة تكرارا، ذلك ان العبرة والالزامية لما ورد في النص التشريعي.

- ولاية المجلس المحددة بقانون لا تعدل بقانون، اختصارا او تمديدا، في ضوء وجوب مراعاة القانون في هذه الحالة المبادىء العامة والاحكام الدستورية.

- ضرورة تفسير الاستثناء حصرا وبصورة ضيقة وفي الحالة الراهنة عدم توفر شروط الاستثناء والخطر الداهم خلافا للتفاصيل الواردة في الاسباب الموجبة.

- لا يشكل الفراغ القاتل، في رئاسة الجمهورية ذريعة للتمديد: وحتى اذا اتفق حصول خلاء الرئاسة ومجلس النواب منحل تدعي الهيئات الناخبة دون ابطاء لانتخاب مجلس جديد، على ما ورد في المادة 74 من الدستور، وصلاحيات رئيس الجمهورية تناط وكالة بمجلس الوزراء حسبما جاء في الطعن.

- مخالفة المادة 57 من الدستور في اصدار القانون حيث ان الرئيس الجمهورية سلطة محفوظة له، كما ورد في الطعن بطلب اعادة النظر في القانون.

- مخالفة المادة 19 من الدستور حول حق رئيس مجلس الوزراء المحفوظ له، كما جاء في الطعن، بمراجعة المجلس الدستوري (اقرار المجلس الدستوري رقم 1 تاريخ 6/5/2005 بالمراجعة رقم 12/205)، وورد في الطعن ان حق مراجعة المجلس الدستوري هو ايضا من الحقوق الضيقة بشخص رئيس الجمهورية، ذلك ان المادة 19 خصته بالتسمية، كما سواه، كمرجعية من المرجعيات التي يحق لها مراجعة المجلس الدستوري.

وبناء على ما تقدم،

اولا - في الشكل:

بما ان المراجعة، المقدمة من عشرة نواب، جاءت ضمن المهلة المحددة في الفقرة الاخيرة من المادة 19 من القانن رقم 250/1993 مستوفية جميع الشروط الشكلية فهي مقبولة شكلا.

ثانيا: في الاساس:

1 - في تعليق مفعول القانون المطعون فيه.

تدارس المجلس الدستوري طلب وقف العمل بالقانون المطعون فيه المبين في المراجعة، وذلك في جلسته المنعقدة يوم تقديمها بتاريخ 13/11/2014، ولم ير سببا للاستجابة الى هذا الطلب.

2 - في مخالفة القانون المطعون فيه المبادىء الواردة في مقدمة الدستور

بما ان مقدمة الدستور جزء لا يتجزأ من الدستور وبما ان مقدمة الدستور نصت على التزام لبنان بالاعلان العالمي لحقوق الانسان وبمواثيق الامم المتحدة، وعلى تجسيد الدولة المبادىء الواردة فيها في جميع الحقول والمجالات دون استثناء،

وبما ان المادة 21 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان نصت على ارادة الشعب هي مصدر السلطات، يعبر عنها بانتخابات نزيهة دورية تجري على اساس الاقتراع السري وحرية التصويت،

وبما ان الاتفاقية الدولية بشأن الحقوق المدنية والسياسية، التي انضم اليها لبنان في العام 1972، نصت على ان لكل مواطن الحق والفرصة في ان ينتخب وينتخب في انتخابات دورية على اساس من المساواة،

وبما ان مبدأ دورية الانتخابات أكدته قرارات المجلس الدستوري وبخاصة القرار رقم 2/79 والقرار رقم 1/2013.

وبما ان مبدأ دورية الانتخاب مبدأ دستوري لارتباطه بمبدأ انبثاق السلطة من الشعب وخضوعها للمحاسبة في الانتخابات،

وبما ان المحاسبة في الانتخابات عنصر اساسي في الانظمة الديمقراطية، وقد نصت مقدمة الدستور على ان لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد وعلى العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز او تفضيل.

وبما ان الانتخابات النيابية هي الوسيلة الاساسية لتحقيق الديمقراطية البرلمانية،

وبما ان الانتخابات تفسح في المجال امام المواطنين للتعبير عن ارادتهم في اختيار من يمثلهم.

وبما ان مقدمة الدستور نصت على ان الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية.

وبما ان المجلس الدستوري اكد، في قراره رقم 1/2013، ان الانتخابات الحرة والزيهة هي الوسيلة الوحيدة لانبثاق السلطة من الشعب وهي اساس الديمقراطية البرلمانية.

وبما ان مبدأ التنافس في الانتخابات هو الاساس والقاعدة في الانظمة الديمقراطية وهو مبدأ له قيمة دستورية،

وبما ان المادتين 22 و24 من الدستور نصتا على ان مجلس النواب مؤلف من نواب منتخبين.

وبما ان مجلس النواب يمثل الشعب في ممارسة السلطة، ومنه تنبثق السلطة الاجرائية، وهو ينتخب رئيس الجمهورية،

وبما ان شرعية مجلس النواب هي اساس شرعية السلطات في الدولة.

وبما ان اساس شرعية مجلس النواب هو الانتخابات الحرة والنزيهة التي تجري في مواعيدها، ويعبر الشعب من خلالها عن ارادته ويحاسب من مثله في مجلس النواب، ويحدد خياراته ما يتطلب الالتزام الصارم بدورية الانتخاب والتقيد بمدة الوكالة النيابية،

وبما ان مقدمة الدستور نصت على ان التزام قائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها،

وبما ان الالتزام بهذا المبدأ يقتضي تقيد كل من السلطات بالمدة الزمنية التي تمارس وظائفها في اطارها، اي تقيد مجلس النواب بمدة الوكالة النيابية، وتقيد الحكومة بالثقة الممنوحة لها من مجلس النواب وتقديم استقالتها عند حجب الثقة عنها،

وبما ان تمديد مدة الوكالة النيابية بقرار من مجلس النواب، في حين ان مدة ولاية الحكومة رهن بقرار منه ايضا، يؤدي الى الاخلال بالتوازن بين السلطتين الاشتراعية والاجرائية لصالح الاولى،

وبما ان الاخلال بالتوازن بين السلطات، على الشكل المبين أعلاه، يتعارض مع الدستور، ويؤدي الى الطعن في شرعية مجلس النواب في الفترة الممددة واستطرادا الطعن في شرعية كل ما يصدر عنه،

لذلك يتعارض تمديد ولاية مجلس النواب سنتين وسبعة اشعر، بعد ان مددت سابقا سنة وخمسة اشهر، مع الدستور من حيث المبدأ،

3 - في مخالفة المادة 27 من الدستور.

بما ان المادة 27 من الدستور نصت على ان عضو مجلس النواب يمثل الامة جمعاء ولا يجوز ان تربط وكالته بقيد او شرط من قبل منتخبيه،

وبما ان الوكالة النيابية غير مقيدة يمارس بموجبها النائب مهامه كما يرى مناسبا،

وبما ان عدم تقييد الوكالة يقتضي تحديد مدتها الزمنية,

وبما ان التوازن في الوكالة النيابية غير المقيدة قائم على عنصرين اساسيين: عدم تقييد الوكالة النيابية وترك النائب يتصرف وفق اقتناعاته اثناء ولايته من جهة وانتهاء الوكالة عند انتهاء الولاية والعودة الى الشعب، مصدر السلطات، يعبر عن ارادته في انتخابات جديدة من جهة اخرى،

وبما ان تمديد ولاية مجلس النواب بقرار منه يؤدي الى اخلال بالتوازن الذي قامت عليه الوكالة النيابية، ويتعارض بالتالي مع مفهوم الوكالة النيابية التي نصت عليه المادة 27 من الدستور،

وبما ان المجلس الدستوري سبق وابطل في قراره رقم 4/96 النص الذي جعل ولاية مجلس النواب اربع سنوات وثمانية اشهر لانه اخل بالقاعدة والعرف البرلماني المعمول به في لبنان،

وبما ان تمديد مدة الوكالة النيابية بعد اجراء الانتخابات، اخطر من تمديد الولاية في قانون الانتخابات قبل اجراء الانتخابات،

وبما ان المادة 44 من الدستور نصت على امكانية نزع الثقة من رئيس مجلس النواب ونائبه بعد عامين من انتخابهما عند بدء ولاية المجلس، ما قد يؤشر الى ان ولاية المجلس، وفق الدستور، محددة باربع سنوات،

وبما ان لبنان درج منذ زمن بعيد على تحديد ولاية المجلس بأربع سنوات، وهي مدة الوكالة النيابية،

لذلك تعارض تمديد ولاية المجلس مع الدستور من حيث المبدأ.

4- في مخالفة احكام المادة 32 من الدستور

بما ان المادة 32 من الدستور نصت على تخصيص جلسات المجلس النيابي في عقدها السنوي العادي الثاني للبحث في الموازنة والتصويت عليها قبل كل عمل آخر،

وبما ان هذا النص لم يأت امرا وليس بالتالي ملزما، بل يعطي افضلية وأرجحية لهذا العمل فيأتي في رأس جدول اعمال المجلس قبل اي عمل آخر، الا انه لا يمنع المجلس من التشريع في امور ضرورية وطارئة قبل بحث الموازنة،

وبما انه بالرجوع الى سائر مواد الدستور نجد ان بعضها رتب بطلانا على مخالفة النص كما في المادةو 31 منه التي نصت على ان كل اجتماع يعقده المجلس في غير المواعيد القانونية يعد باطلا حكما ومخالفا للقانون، وكما في المادة 34 التي نصت على ان " لا يكون اجتماع المجلس قانونيا ما لم تحضره الاكثرية من الاعضاء الذين يؤلفونه".

كما ان المادة 78 من الدستور نص "اذا طرح على المجلس مشروع يتعلق بتعديل الدستور يجب عليه ان يثابر على المناقشة حتى التصويت عليه قبل اي عمل آخر، على انه لا يمكنه ان يجري مناقشة او ان يصوت الا على المواد والمسائل المحددة بصورة واضحة في المشروع".

وبما ان هذا النص قد جاء بصيغة آمرة بقوله "يجب" واتبعها بصيغة اخرى "لا يمكنه" وهذه تمنع على المجلس صراحة البحث في ما هو خارج عن المشروع،

وبما ان هذه العبارات الآمرة والجازمة والملزمة وردت في مواد كثيرة من الدستور (المواد 38 و40 و47 و79 و84 و85 و88 و89) الا انها لم ترد في نص المادة 32 من الدستور، الامر الذي يدل بوضوح ان احكام المادة 32 غير ملزمة بل هي تعطي افضلية وأرجحية لبحث الموازنة دون ان ترتب اي ابطال او مخالفة موجبة لابطال اي عمل تشريعي يتم قبل بحث الموازنة،

لذلك ينبغي رد هذا السبب من اسباب الطعن.

5- في مخالفة المادة 57 من الدستور.

بما ان المادة 57 من الدستور منحت رئيس الجمهورية حق طلب اعادة النظر في القانون مرة واحدة ضمن المهلة المحددة لاصداره ولا يجوز ان يرفض طلبه،

وبما ان المادة نفسها نصت على انه في حال انقضاء المهلة دون اصدار القانون او اعادته يعتبر القانون نافذا حكما ووجب نشره،

وبما ان المادة 62 من الدستور اناطت صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء في حال خلو سدة الرئاسة،

وبما ان القانون المطعون في دستوريته لم يصدره مجلس الوزراء الذي يمارس صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، ضمن المهلة المحددة وأصبح نافذا عند انتهاء هذه المهلة،

لذلك لم يخالف القانون المطعون في دستوريته المادة 57 من الدستور.

6- في الظروف الاستثنائية.

بما ان القانون المطعون في دستوريته نص في مادة وحيدة على ما يأتي: "تنتهي ولاية مجلس النواب الحالي بتاريخ 20 حزيران 2017"، ولم يأت على ذكر ظروف استثنائية، انما وردت الظروف الاستثنائية في الاسباب الموجبة.

وبما ان الظروف الاستثنائية هي ظروف شاذة خارقة تهدد السلامة العامة والامن والنظام العام في البلاد، ومن شأنها ربما ان تعرض كيان الامة للزوال،

وبما ان الظروف الاستثنائية تقتضي اتخاذ اجراءات استثنائية بغية الحفاظ على الانتظام العام الذي له قيمة دستورية،

وبما انه تنشأ بفعل الظروف الاستثنائية شرعية استثنائية غير منصوص عليها تحل محل الشرعية العادية، ما دامت هناك ظروف استثنائية،

وبما انه في الظروف الاستثنائية، الناجمة عن احداث خطيرة جدا وغير متوقعة، يجوز للمشترع، ضمن حدود معينة، ان يخرج عن احكام الدستور والمبادىء الدستورية او القواعد ذات القيمة الدستورية، وذلك حفاظا على الانتظام العام واستمرارية المرافق العامة، وصونا لمصالح البلاد العليا، وهذا ما اكدت عليه قرارات المجلس الدستوري،

وبما ان تطبيق نظرية الظروف الاستثنائية يتطلب أسبابا موضوعية حقيقية وظاهرة، تحول دون تأمين الانتظام العام من خلال تطبيق القوانين العادية،

وبما ان الظروف الاستثنائية تتحدد في المكان والزمان،

وبما انه ينبغي ان تكون حالة الضرورة مقيدة في حدود المدة الزمنية التي ترتبط بتلك الحالة،

وبما انه اذا كان يعود للمشترع ان يقدر وجود ظروف استثنائية تستدعي منه سن قوانين لا تتوافق واحكام الدستور، في حدود المدة التي تستوجبها هذه الظروف، فان ممارسته لهذا الحق تبقى خاضعة لرقابة المجلس الدستوري،

وبما انه اذا توافرت الظروف الاستثنائية حاليا في بعض المناطق اللبنانية، وفق تصريحات وزير الداخلية، فلا يمكن التكهن باستمرارها لفترة زمنية طويلة تمتد سنتين وسبعة اشهر،

وبما ان الظروف الاستثنائية قد تبرر تأجيل اجراء الانتخابات في موعدها وقبل انتهاء ولاية المجلس، في 20/11/2014، وهي ولاية ممدة سابقا، غير انها لا تبرر تمديد ولاية المجلس مجددا سنتين وسبعة اشهر،

وبما ان تمديد ولاية المجلس غير متناسية مع مقتضياته، وبما ان المدة الطويلة لا يمكن تبريرها بمعطيات آنية وراهنة، كما ان تبريرها باعتبارات مستقبلية او افتراضية لا يستقيم لا واقعا ولا قانونا،

وبما ان الاجراءات الاستثنائية تكون محدودة في الزمان من اجل الحفاظ على الانتظام العام،

وبما ان تقصير مدة التمديد تخرج عن صلاحيات المجلس الدستوري الذي لا يستطيع يحل نفسه محل مجلس النواب،

وبما ان اجراء الانتخابات النيابية دوريا هو من اركان الانتظام العام، ولا يجوز بالتالي التفريط بها بحجة الظروف الاستثنائية،

لذلك تبرر الظروف الاستثنائية تأجيل الانتخابات لمدة محدودة تزول معها الظروف الاستثنائية غير انها لا تبرر تمديد ولاية مجلس النواب سنتين وسبعة اشهر.

7- في ربط الانتخابات بالتوافق على اجرائها.

بما انه ظهر في محضر الجلسة التي أقر فيها التمديد، كما ظهر في تصريحات النواب، ان من مبررات التمديد التوافق على قانون انتخاب جديد،

وبما ان الانتخابات النيابية استحقاق دستوري يجب اجراؤه في موعده،

وبما انه لا يجوز ربط اجراء الانتخابات النيابية بالتوافق على قانون انتخاب جديد،

وبما ان الميثاق الوطني هو في صلب الدستور، والميثاقية تقتضي الالتزام بالدستور واجراء الاستحقاقات الانتخابية في مواعيدها،

وبما انه لا يجوز التحجج بالميثاقية لتأجيل الانتخابات وتمديد ولاية المجلس، لان ذلك يؤدي الى تقويض الاسس التي قام عليها الميثاق الوطني، وبالتالي تقويض التعهدات الوطنية والنظام والدولة،

لذلك لا يجوز ربط اجراء الانتخابات النيابية بالتوافق على قانون انتخاب جديد او بالتوافق على اجرائها.

8- في تعطيل المؤسسات الدستورية

بما ان انتظام أداء المؤسسات الدستورية هو اساس الانتظام العام في الدولة،

وبما ان انتظام اداء المؤسسات الدستورية يقتضي قيام كل مؤسسة دستورية، ودون ابطاء، بالمهام المناطة بها، ضمن الصلاحيات المعطاة لها، وفي اطار القواعد والمبادىء التي نص عليها الدستور،

وبما ان الظروف الاستثنائية تقتضي قيام المؤسسات الدستورية بواجبها ومضاعفة نشاطها لمواجهة الظروف الاستثنائية والحفاظ على كيان الدولة ومصالحها العليا،

وبما ان الشغور في مؤسسة من المؤسسات الدستورية، وبخاصة رئاسة الجمهورية، يؤدي الى خلل في انتظام المؤسسات الدستورية جميعها، وبالتالي الى خلل في الانتظام العام،

وبما ان تمديد ولاية مجلس النواب لا يجوز ان تبرر بالشغور في سدة رئاسة الجمهورية، وبخاصة ان المسؤول عن هذا الشغور هو مجلس النواب نفسه،

وبما ان شغور سدة رئاسة الجمهورية واناطة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء ترك انعكاسات سلبية وبالغة الخطورة على اداء السلطة الاجرائية، وبالتالي على مؤسسات الدولة كافة،

وبما ان مجلس الوزراء لم يشكل الهيئة المشرفة على الانتخابات ولم يتخذ التدابير الضرورية لاجراء الانتخابات،

وبما ان تردي الاوضاع السياسية والامنية وشغور سدة رئاسة الجمهورية، قد يؤدي الى فراغ في السلطة الاشتراعية، في حال ابطال قانون تمديد ولاية مجلس النواب بعد ان انتهت هذه الولاية في 20/11/2014، ولم يعد بالامكان اعطاء مجلس النواب فرصة لتقصير مدة التمديد،

وبما ان الفراغ في المؤسسات الدستورية يتعارض والغاية التي وجد من اجلها الدستور، ويهدد النظام بالسقوط ويضع البلاد في المجهول،

وبما ان قانون تمديد ولاية مجلس النواب صدر قبل انتهاء الولاية بتسعة ايام فقط، وقدم الطعن في دستوريته قبل اسبوع من انتهاء الولاية، ما ادى الى تقليص الخيارات امام المجلس الدستوري الى حد كبير،

وبما ان ابطال قانون التمديد المخالف للدستور، في الوضع الراهن، قد يؤدي الى فراغ في السلطة الاشتراعية،يضاف الى الشغور في رئاسة الجمهورية، ما يتعارض جذريا والدستتور،

لذلك ومنعا لحدوث فراغ في مجلس النواب وقطع الطريق بالتالي على انتخاب رئيس للجمهورية، يعتبر التمديد امرا واقعا.

وبعد المداولة،

يؤكد المجلس الدستوري على الامور التالية:

1- ان دورية الانتخابات مبدأ دستوري لا يجوز المس به مطلقا.

2- ان ربط اجراء الانتخابات النيابية بالاتفاق على قانون انتخاب جديد، او بأي اعتبار آخر، عمل مخالف للدستور.

3- ان التدابير الاستثنائية ينبغي ان تقتصر على المدة التي توجد فيها ظروف استثنائية فقط.

4- اجراء الانتخابات النيابية فور انتهاء الظروف الاستثنائية وعدم انتظار انتهاء الولاية الممددة.

5- ان تعطيل المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، انتهاك فاضح للدستور.

واستنادا الى الاسباب الواردة في الحيثيات،

يقرر المجلس الدستوري بالاجماع:

1- قبول المراجعة شكلا.

2- رد الطعن للحيلولة دون التمادي في حدوث الفراغ في المؤسسات الدستورية.

3- نشر هذا القرار في الجريدة الرسمية".

 

المفتي دريان: أبواب لبنان مشرعة على احتمالات لا يُحمد عقباها ولا بد من التواصل بين جميع المرجعيات الروحية

بيروت – من عمر البردان/السياسة/ أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان, أنه يسعى بالتعاون مع سائر المرجعيات الروحية الإسلامية المسيحية إلى تعزيز الوحدة بين الطوائف اللبنانية, مشدداً على الانفتاح على الجميع للتأكيد على وحدة الصف وتعزيز العلاقات الإسلامية المسيحية. ودعا المفتي دريان, خلال لقاء مع مدراء مكاتب الصحف العربية في لبنان بدار الفتوى, المسلمين بمذاهبهم كافة إلى أن يتعاونوا لتعزيز وحدتهم بما يحقق المصلحة الإسلامية العليا.

وشدد على ضرورة استمرار التواصل مع المرجعيات الروحية اللبنانية وبين المرجعيات الإسلامية, مشيراً إلى أن التواصل قائم بين دار الفتوى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومشيخة العقل لدرء الفتنة.

وأكد أنه أعطى توجيهاته للأئمة والمدرسين لنبذ الخطاب الديني التحريضي والمتطرف, سيما أن البلد لا يتحمل مثل هذه الخطابات التي تؤدي للفتنة.

وأضاف انه “في إطار هذا الأمر هناك اتفاق تام على التعاون بما يحقق أهداف الوحدة الإسلامية التي لا نريدها أن تبقى بشعارات وعناوين من دون ممارسة على الأرض, ولهذا كنت حريصاً على إقامة قمة روحية إسلامية-إسلامية وإسلامية-مسيحية في دار الفتوى”.

وشدد المفتي دريان على أننا نريد أن ننشر الوحدة بين مجتمعاتنا الإسلامية لأن ذلك ينعكس إيجاباً بين جميع المناطق اللبنانية, مضيفاً “بات هناك تقارب شديد بين المذاهب الإسلامية”.

وعبر عن ارتياحه لأنه لن تكون هناك فتنة مذهبية في لبنان, مهما حاول المغرضون ومن يحيكون المؤامرات ضد السنة والشيعة, مشيداً بالمبادرة الحوارية التي أطلقها رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري.

وشدد على أن لبنان أمانة في أيدينا في هذه الظروف الصعبة, لأن أبوابه مشرعة على احتمالات قد لا يُحمد عقباها, مؤكداً أن لا مكان للإرهاب في لبنان ولنا ثقة بمؤسسات الدولة التي يجب أن تأخذ دورها في تحقيق بيئة صالحة للمواطنة وليس بيئة حاضنة للإرهاب.

 

ناشطون سوريون ينعون حركتهم الاحتجاجية: ثورتنا ماتت وغرقنا في حرب شاملة

دمشق – أ ف ب: بين قوات النظام السوري التي قمعت بالقوة تظاهراتهم والمتطرفين الذين يفرضون أحكاماً إسلامية متشددة عليهم, لا يجد الناشطون السوريون مفراً من نعي الحركة الاحتجاجية التي أطلقوها في العام 2011 رغم إيمانهم بأن مستقبل بلادهم سيكون “أجمل”.

ويواجه هؤلاء الناشطون واقعاً يزداداً مرارة يوماً بعد يوم في بلادهم, حيث يقاتل آلاف الأجانب الآتين من الشيشيان وأفغانستان ودول أخرى في صفوف تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة”.

وطردت التنظيمات المتطرفة التي تسيطر على مدن وقرى وبلدات في سورية المجموعات المعتدلة المعارضة للنظام من غالبية مناطق نفوذها, فيما تحول عدد كبير من المقاتلين المعارضين من “أبطال” في نظر العديد من السوريين إلى أمراء حرب.

وفيما تعزز الجماعات المتطرفة نفوذها في مناطق تواجدها وتحاول التمدد نحو مناطق أخرى, يواصل نظام الرئيس بشار الأسد إحكام قبضته على دمشق, ويشن حملة لاستعادة السيطرة على مناطق أخرى مستنداً بشكل خاص إلى عمليات القصف الجوي.

وقال المقيم السوري في تركيا المتحدر من مدينة حماه وسط سورية سامي صالح إن معظم الناشطين الذين قادوا أولى التظاهرات ضد النظام قبل نحو ثلاثة أعوام ونصف العام تعرضوا إلى القتل أو السجن أو أجبروا على مغادرة بلادهم.

وأضاف إن “الثورة ماتت والبلاد غرقت في حرب شاملة”, موضحاً أن “الثورة تحتاج إلى تظاهرات وتحرك مدني لكن ما نشاهده في الوقت الراهن هو معارك للسيطرة على الأراضي والموارد والوصول إلى السلطة”.

ودفعت الحرب في سورية العديد من الناشطين إلى التخلي عن مطلبهم بإقصاء الأسد عن السلطة بأي ثمن وباتوا يطالبون في الوقت الراهن بحل ما يضع حداً لهذا النزاع الدامي الذي قتل فيه نحو 195 ألف شخص منذ بدايته.

وأكد الناشط نائل مصطفى الذي يعمل على توثيق أعمال تنظيم “داعش” في مدينة الرقة الشمالية التي يسيطر عليها أن “مطلبي الثوري حالياً هو وضع حد لآلة القتل”.

واعتبر أن تحول الحركة الاحتجاجية التي ووجهت بقمع عنيف من قبل السلطة إلى حركة معارضة مسلحة, هو ما قاد نحو الحرب و”الثورة” نحو “الموت”, مضيفاً “أحترم تضحيات المقاتلين لكن عندما صدر قرار حمل السلاح أدركت أن الثورة السورية ماتت”.

ومن بين الناشطين الذين عملوا جنباً إلى جنب مع جماعات معارضة مسلحة إبراهيم الإدلبي الذي يعيش منذ شهر في تركيا, وقد غادر سورية ليس بسبب الاعتقال والتعذيب الذي تعرض له على أيدي قوات النظام, بل بسبب سيطرة “جبهة النصرة” على بلدته في محافظة ادلب (شمال غرب). وقال الإدلبي “لو روى لي أحدهم في العام 2011 ما يحدث في الوقت الراهن, لكنت سخرت منه”, ملقياً اللوم على النظام والمعارضة المسلحة والداعمين الدوليين لها وللحركة الاحتجاجية.

وأوضح أن “النظام أعلن أن الناس مسلحون عندما لم يكونوا يحملون السلاح, فحملوا السلاح, ثم قال إن في سورية إرهابيين عندما لم يكونوا هناك, فآتوا بعد ذلك, إنه خطأ النظام طبعاً, لكننا ساعدنا على تحويل مزاعمه إلى حقيقة”.

ورأى أن المعارضة السورية المسلحة تخوض حالياً حرباً للوصول إلى السلطة, فيما تشن الدول الداعمة لها عبرها حربا بالوكالة من دول اخرى بينها ايران

 

القصة السورية كما يجب أن تتلى

Donatella Della Ratta

الكم الهائل من الأحداث والتجارب الإنسانية التي تختزنها الثورة السورية ولّدت حاجة ملحة لتوثيق هذه الحكايات، لنجد أنفسنا اليوم – ثلاث سنوات ونيف على عمر الانتفاضة- أمام محتوى ضخم أنشأه السوريون علّه يساعد بإيصال صوتهم إلى العالم.

الكم الهائل من الأحداث والتجارب الإنسانية التي تختزنها الثورة السورية ولّدت حاجة ملحة لتوثيق هذه الحكايات، لنجد أنفسنا اليوم – ثلاث سنوات ونيف على عمر الانتفاضة- أمام محتوى ضخم أنشأه السوريون علّه يساعد بإيصال صوتهم إلى العالم.

لذا فإننا نشهد اليوم ظاهرة غير مسبوقة، فسوريا التي لطالما كان الإعلام المستقل وحرية الصحافة فيها أمراً شائكاً، استطاع أبناؤها منذ بداية الانتفاضة في آذار 2011، كسر هذا الحاجز ومشاركة كمية هائلة من المعلومات والفيديوهات والصور على شبكة الانترنت، معظمها تحت أسماء وهمية. لسوء الحظ فإن الجزء الأكبر من هذه المعلومات كانت خارج السياق بسبب عاملين أساسيين:

العامل الأول يتجلى بالمنبر الذي تم من خلاله إنتاج ومشاركة البيانات المرتبطة بالانتفاضة السورية، أي الفيسبوك. فالطبيعة المغلقة لشبكة التواصل الأخيرة، حدت من انتشار المعلومات هذه لتقتصر على مجموعات مبعثرة استطاعت التشبيك مع منشئي ذلك المحتوى، بالإضافة إلى أن الفيسبوك كأي موقع تواصل اجتماعي آخر، لا يلبي الحاجة بأرشفة هذه المعلومات، مما يعني فرزها وترجمتها وحفظها بهدف تسهيل الوصول إليها لاحقاً.

أما العامل الثاني فهو انعدام مهنية المحتوى المتناثر على شبكة الانترنت، ففي أعقاب الانتفاضة، أتيحت الفرصة لجميع السوريين بدون استثناء بإنشاء ومشاركة البيانات، إلا أن المشكلة تكمن بعدم آهلية كثير منهم على تحمل هذه المسؤولية، فمعظم هؤلاء الأفراد هدفهم تبادل المعلومات وليسوا إعلاميين مهنيين. حيث لم يكن السوريون يعلمون حينها أنهم لا يقومون بتبادل الصور والأنباء فحسب، بل يعدون تقارير إخبارية من قلب الحدث، مما كان يستوجب تأطير هذه المعلومات لتتضمن التاريخ والموقع الجغرافي والجيوسياسي.

عند إطلاق موقع SyriaUntold سيريا أنتولد (حكاية ما انحكت) في عام 2012، كان هاجسنا الرئيس كصحفيين وأكاديميين وناشطين نعمل من وعن سوريا، هو توفير سياق لهذا المحتوى الذي يستمر بالتضخم يوماً بعد يوم، فقد بدا جلياً بأن قيمة هذه المعلومات بدأت بالتلاشي بسبب الاستهلاك اليومي لها على مواقع التواصل الاجتماعي. بالتالي وجدنا أننا ومن خلال “سيريا أنتولد” سنتمكن من أرشفة المعلومات التي أنشأتها القاعدة الشعبية السورية وتحريرها وترجمتها ثم نقلها إلى جمهور واسع باللغتين العربية والإنجليزية، حيث يقدم الموقع نظام أرشفة مناسب لهذه المواد، عبر تأطيرها ضمن سياقها الزمني والثقافي والجيوسياسي، لا أن يتم تداولها كأجزاء غير مترابطة من المعلومات.

لهذا السبب، فقد عزمنا بعد عدة أشهر من المناقشات الحيوية أن نقوم بالتركيز على جزء محدد ومخصص من هذا المحتوى، ألا وهو الجزء الذي “ما انحكى”. كنا قد وصلنا بالفعل إلى مرحلة كانت تروى فيها الأحداث الجارية في سوريا بمصطلحات عسكرية فقط، سواء كانت تتحدث عن النظام أم عن المعارضة، كما بدأت وسائل الإعلام الرئيسية بالتركيز بشكل مبالغ على الجوانب الجيواستراتيجية والدولية من النزاع، مهملة كل مطالب السوريين المحقة بالحرية والديمقراطية ومهمشة بدورها كل ما يتعلق بالحراك السلمي، وكأن العالم بأكمله نسي أو تناسى الجانب المدني السلمي من الانتفاضة.

بناء على ذلك فقد قمنا في سيريا أنتولد بالتركيز بشكل متعمد على القصص المهمشة التي ولدت من رحم الانتفاضة من قبل ناشطين منخرطين في العصيان المدني والمقاومة السلمية، والمؤمنين بقدرة النشاط المدني على تغيير نظام الحكم في سوريا رغم كل الصعاب. نحن نحاول الخروج من ثنائية النظام-المعارضة المسلحة عبر تسليط الضوء على طرف ثالث، ألا وهو المجتمع المدني السوري.

نحن نؤمن بضرورة فهم هذه الفئة، فهم أفكارها وهواجسها وطموحاتها فهي اللاعب الأهم في تحديد مصير ومستقبل سوريا. لذلك فإن سيريا أنتولد تأمل بأن تتمكن من المساهمة في تفسير الأحداث الجارية في سوريا بنهج أكثر دقة وتوازناً تجاه المجتمع المدني الذي ما زال يشكل الجزء الأكبر من المكون الديموغرافي السوري. نحن نهدف في هذا التعاون المميز مع openDemocracy بعنوان “الانتفاضة: نظرة نقدية” (Looking Inside the Uprising)، أن نتقدم خطوة جديدة في سعينا نحو إبراز أهمية المجتمع المدني في سوريا ونضاله المستمر، كما نأمل أن يصل صوتنا الذي يروي قصص مهمشة من قلب سوريا لكل أذن صاغية.

ترجمها إلى العربية: رؤى زيات

 

ولاية عراق العجم الفارسية!

داود البصري/السياسة

29 تشرين الثاني/14

في تطور ميداني عراقي على صعيد تعزيز العلاقات الخاصة جدا بين النظام الإيراني وحكومة الأحزاب الإيرانية الحاكمة في العراق, أعلن النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي المعمم المجلسي همام حمودي, وهو أحد رجال النظام الإيراني الثقاة في العراق عن نية حكومة الطائفيين بإلغاء تأشيرات الدخول المسبقة بين البلدين من اجل تسهيل امور الزيارات الدينية كما قال! رغم مخاطر الاختراقات الأمنية التي اودت بحياة العديد من الزوار الإيرانيين, ومشروع إلغاء التأشيرة هو مجرد تحصيل حاصل لكون الحكومات الطائفية التي تعاقبت على إدارة وتزعم السلطة التنفيذية في العراق تمكنت من إنجاز جل الأهداف الإيرانية الطموحة والمخطط لها منذ ثلاثة عقود ماضيات, وأهمها تحويل العراق محمية إيرانية خالصة بعد اشتعال الحرب الطائفية منذ أيام المخلوع الطائفي نوري المالكي, الذي نمت وازدهرت في عهده كل خلايا النظام الإيراني النائمة والمستيقظة أيضا بعد أن اعتمد اعتمادا جليا على الميليشيات الطائفية الإيرانية سواء في حربه ضد خصومه الداخليين أوفي مساهمته الفاعلة في شد أزر النشاطات الإيرانية الإقليمية من خلال الحرب ضد الثورة السورية والدفاع عن نظام دمشق من خلال إرسال الميليشيا الطائفية وتزويدها بمختلف الاحتياجات إضافة للدعم الاقتصادي الكبير لنظامي دمشق وطهران.

وسيسجل التاريخ دور نوري المالكي باعتباره اللاعب الأكبر في توسيع الوجود الإيراني في العراق, وبعد الانهيار الأمني والعسكري في صيف 2014 تحول الجهد العسكري الإيراني ليكون جهدا محوريا في الساحة العراقية, ولتكون أرض العراق ممرا ومستقرا وميدانا لجنرالات الحرس الثوري حيث يصولون ويجولون ويتحركون ويديرون المعارك الميدانية بل ويقدمون الخسائر البشرية في معارك العراق الداخلية على مستوى العمليات البرية أو الجوية ويساهمون في قيادة قوات الحشد الطائفي من خلال القيادات الإرهابية الدولية المنضوية تحت الراية الإيرانية, من أمثال الإرهابي الدولي المعروف أبومهدي المهندس أو الإرهابي أبودرع (إسماعيل اللامي) أوغيرهما من غلاة الطائفيين والقتلة الذين تدربوا على أساليب القتل والإرهاب في معسكرات الحرس الثوري الإيراني.

لقد بينت المعارك الميدانية الأخيرة في العراق عن حجم ودرجة التغلغل العسكري الإيراني الواسع في العراق وانهيار, بل وتلاشي السيادة الوطنية العراقية وتململ الأطراف الوطنية من تحول العراق محمية إيرانية خالصة بعد أن برز الدور الإيراني بكل جلاء ووضوح, فمثلا لم يتردد الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف عن وصف العراق بكونه حاليا “عراق العجم”! مما أثار قطاعا طائفيا متخلفا وهمجيا من مدعي الأدب طالب بحرق دواوين ومؤلفات الشاعر! في خطوة أقل ما يقال فيها انها مفتقدة للحس الوطني والإنساني الحقيقي وبما يمثل مهزلة حقيقية على الواقع الثقافي البائس القائم في العراق والذي وصل لمرحلة حرق الآراء والأفكار بطريقة جاهلية خبيثة.

بكل تأكيد فإن تغلغل العسكر الإيراني في العراق يمثل خطة ستراتيجية إيرانية لحماية الداخل الإيراني من خلال العمق العراقي, والسيطرة على بغداد هي امتداد للسيطرة على دمشق وصنعاء, كما أن تمركز الحرس الثوري الإيراني بمحاذاة الحدود الكويتية يمثل اقترابا خطرا من نقطة ستراتيجية وبابا مستقبليا مفتوحا لإطلالة إيرانية مباشرة على شمال الخليج العربي وباتجاه تفعيل مخططات الفتنة الطائفية الإيرانية في البحرين والسعودية والضغط على الغرب في مسألة الإمدادات النفطية والطاقة خصوصا أن الإيرانيين ما فتئوا يعلنون ان الغرب يخضع لرحمة جنود الولي الفقيه المسيطرين على مناطق امداد الطاقة.

سيناريوهات مستقبلية خطيرة للغاية تؤشر على خضوع العراق بالكامل للإرادة والقرار الإيراني لكون نتائج المعارك الداخلية هناك ستكون محورية ومباشرة على صعيد تقوية, أو اضعاف, النفوذ الإيراني المتزايد. في ظل حالة الاستنزاف الإيرانية الكبرى في العراق, حكومة العراق وأحزابها الطائفية لا تملك من خيار سوى التحصن خلف العباءة الإيرانية التي تحاول جاهدة إخراج العراق من المعادلة الإقليمية باعتباره ملحقا تابعا لولاية الولي الفقيه. فهل تستطيع المعدة الإيرانية المتضخمة هضم وابتلاع العراق? بكل تأكيد الجواب ما سنراه لا ما سنسمعه.

 

الاتحاد الديمقراطي” الكردي يستأثر بنصف نفط سورية

دمشق – الأناضول: يسيطر حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي على نحو نصف النفط الموجود في سورية, حيث بسط الحزب سيطرته على حقول النفط في منطقة رميلان شرق مدينة القامشلي, بعد إعلانه “الإدارة الذاتية” في أوائل العام .2014 وقال رئيس هيئة الطاقة في مقاطعة الجزيرة سليمان خلف, أمس, “يوجد في رميلان أكبر الحقول النفطية في سورية من حيث الإنتاج وكمية الاحتياطي الموجود منها, نحو ألف و250 بئرا نفطيا و25 بئر غاز”. وأوضح أن إنتاج حقل رميلان قبل الثورة كان يقدر بنحو 160 ألف برميل يومياً, أي ما يعادل نصف إنتاج سورية من النفط ومليون و200 ألف متر مكعب”. وأضاف أنه “بعد قطع الخط الواصل بين الجزيرة والداخل السوري من قبل المجموعات المسلحة توقف عمل جميع هذه الآبار, ما أدى إلى نقص في المحروقات والغاز في المقاطعة, وبالتالي توقف الشبكة الكهربائية عن توليد الكهرباء”. وأكد أنه “تم إنشاء مصافي نفطية محلية لسد احتياجات المقاطعة من البنزين والغاز والمازوت والكهرباء بأسعار منخفضة مقارنة بدول الجوار ومناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة تنظيم داعش”.

 

الحوار مسار طويل وملغّم

علي حماده/النهار

29 تشرين الثاني 2014

كان واضحا ان سعد الحريري لا يسعه رفض عرض الحوار الذي تقدم به السيد حسن نصرالله قبل مدة، علما ان الحريري دعا سابقا الى جولة "مشاورات" يكون اول بنودها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بإعتبار شغور الموقع الرئاسي يتسبب بشلل كامل للمؤسسات الدستورية كلها، ويزيد اهتراء الدولة وضعفها، ويحول دون اجراء الانتخابات النيابية من الناحية العملية. كما ان الشغور الرئاسي يجمد التشريع في البلاد، الى ما هنالك من عوامل شلل على الصعيد السياسي. فرئاسة الجمهورية ليست موقعا هامشيا في البلد، فهي اعلى الهرم، وبكلام آخر يبقى رئيس الجمهورية، اي رئيس، رئيسا للبلاد، واللبناني الاول، رئيس طاولة الحوار المنتظرة.

هذا الكلام ليس شعرا سياسيا، بل انه حقيقة تؤكدها حقائق سياسية يشهدها لبنان. من هنا فإن الحوار الذي لن يقارب المواضيع الخلافية الكبرى، لكونها غير قابلة للحل، ولا امكان للاجتهاد حولها. باعتبار ان موقف الحريري كموقف قوى ١٤ آذار من تورط "حزب الله" في الدماء السورية، غير قابل للتأويل. ومثله موقفه من استخدام الحزب السلاح اداة في العملية السياسية، ولفرض وقائع سياسية اقتصادية وديموغرافية على الارض. ومعلوم ان لبنان دخل بعد اغتيال الوزير السابق محمد شطح مرحلة خطرة للغاية حتمت على الافرقاء الكبار في البلد اتخاذ خيار "التهدئة" منعا لانزلاق لبنان نحو حمام دم شبيه بحمام الدم السوري او العراقي. والحال ان احدا في فريق ١٤ آذار لا يشك لحظة في ان "حزب الله" يقف خلف اغتيال محمد شطح، وقبله وسام الحسن. لكن الواقع السياسي المعقد في لبنان، ومسوؤلية ١٤ آذار دفعتها الى الاختيار بين الدم او التهدئة حماية للكيان، فجرى اتخاذ خيار "التهدئة" مع رفض الانصياع لاجندة "حزب الله"، فإذا كان "حزب الله" ماكينة قتل فهل يكون الرد عليها بدفع البلاد نحو الهاوية؟ كان هذا الخيار صعبا من الناحية الشعبية على الحريري وحلفائه في ١٤ آذار، فالشارع الاستقلالي من طرابلس الى البقاع الغربي فالجبل وبيروت وصيدا لا يرى في "حزب الله" سوى الغدر والقتل والاغتيال والابتزاز والجريمة المنظمة على كل الصعد. من هنا شجاعة الحريري في عدم الاندفاع خلف عاطفة الشارع الصادقة، ولا اخضاع خياراته الوطنية لمنطق الدم بالدم، والجنون بالجنون.

كثيرون من الفريق الاستقلالي على يقين بأن الحزب يناور، ويسعى من خلال "الحوار" الى انتزاع تنازلات جديدة لمصلحته، وانه في توقيته سينقض العهد كما سبق ان فعل، وسيمزّق امضاءه بلا تردد، وإن على "حزب الله" ان يدرك أن احدا لا يتوقع العجائب. فليكن الحوار من اجل انتخاب رئيس تسوية من خارج الفريقين الكبيرين، وليكن من اجل خفض منسوب التوتر المذهبي الداخلي في مرحلة اقليمية شديدة الخطورة، وليكن الحوار في محاولة لانتزاع مكاسب لمؤسسات الدولة. وسيكون المسار طويلا وملغّماً، وقد لا يفضي الى نتائج.

اما نحن فلا اوهام عندنا: يستحيل الوثوق بـ"حزب الله"!

 

دائرة الهلاك... إما «داعش» وإما الاستبداد!

جمال خاشقجي

الحياة/ السبت، ٢٩ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٤

هل يمكن التعايش مع ما يسمى تنظيم «الدولة الإسلامية»، والتعامل معها وتبادل مبعوثين وتطوير علاقات طبيعية معها؟ حتى لو كان هناك من هو مستعد لذلك بيننا، فإن «داعش» ترفض ذلك وبشدة، إنها ترفض كل ما حولها من أنظمة دولية وحدود وقوانين. العلاقة بينها وبين غيرها علاقة حرب لا تتوقف إلا بانتصار ما تعتقد أنه إسلامها الصحيح.

إنها فكرة خام، ترفض القانون الدولي الذي يحكم علاقات العالم بعضه ببعض، اقتصاداً كان أم سياسة، ناهيك عن الاتفاقات التي تنظّم حقوق الإنسان وحرية المعتقد، فهذه وما حولها من المكتسبات الحضارية الإنسانية التي قَبِلها فقهاء المسلمين المعاصرين خلال أعوام النهضة «النسبية» أوائل القرن الماضي، تراها «كفراً خالصاً وردة ما بعدها ردة». إنها تعيدنا - المسلمين - إلى ما قبل المربع صفر، فترفض حتى ما انتهى إليه فقهاء المسلمين الأوائل في ضبط العلاقة مع الآخر مسلماً كان أم كافراً، وتنتقي من فقههم ما يقسّم العالم إلى فسطاطين لا ثالث بينهما، فسطاط كفر وفسطاط إيمان.

دولياً، هي من عهد ما قبل «اتفاق وستفاليا» (1648 ميلادية)، الذي أسس لمفهوم الدول الحديثة ذات الحدود المعتبرة، إذ تمارس كل دولة حقوقها داخل إقليمها، ثم تنظم علاقاتها مع جيرانها في إطار حسن الجوار وعدم الاعتداء. بل إنها ترفض حتى آخر خلافة إسلامية (الدولة العثمانية) وأنظمتها وبروتوكولاتها، وتراها دولة كافرة على رغم كل إنجازاتها ورفع راية الإسلام وتحكيم الشريعة. يكفي أن تعرض عليها بعضاً من نواقضها للإسلام، وستكون كافرة هي وسلاطينها وجندهم ومن أعانهم.

وبالتالي كلنا كفار من حولها، بجامعتنا العربية، وحدودنا ودساتيرنا، خصوصاً الممارسين منا للديموقراطية، الكفر الأكبر المخرج من الملة، والمتعدية على حاكمية الله والمتحدية لشريعته، فهؤلاء خاصةً الكفر وأهله، أما بلاد كالسعودية وبعض دول الخليج التي نجت من «فتنة العصر» فهؤلاء كفرة بناقض «الإعانة الظاهرة»، إذ تحالفوا مع كفار أصليين باتفاقات دفاع وتسلح وتدريب، لا بل اشتركوا معهم في قتال المسلمين، والمسلمون هنا هي «الدولة الإسلامية» فقط.

ثمة ناقض لإسلام كل من حولها ما لم يسمع ويطع «الخليفة» وشرعته، حتى الجماعات الإسلامية التي قبلت بالديموقراطية وشاركت في انتخابات نالها حكم مخفف في البداية «هي جماعات بدعية نبرأ إلى الله من فعلها»، ثم وجب قتالها بعدما خرجت على صف الجماعة، ورفضت الانصياع لحكم «الخليفة» الذي ظهر وقامت عليها الحجة.

أما داخلياً، وفي إطار «دولتها» المزعومة فإنها لا تقلّ تشدداً، فهي وإن خرجت على استبداد ساد العالم العربي، فإنها تمارس الاستبداد نفسه، فلا يملك رعاياها حق الاختيار، لا اختيار خليفتهم (معرضين بذلك حتى عن سيرة الخلفاء الراشدين الذين صعدوا للحكم بتوافق مجتمعي)، ولا اختيار نظامهم، ذلك أنها ترى أنها هي ذاتها ملزمة بالشريعة التي هي أمر رباني لا مجال للبشر في اختياره أو رفضه، ولكن «شريعتهم» ضيقة يزعمون أنها فعل السلف الصالح، بينما هي في الحقيقة اجتهاد بشر اختار من فعل السلف والأحاديث ما يوافق فهمه، فشكّل به تياراً يضرب عرض الحائط بالشريعة الإسلامية الثرية بتنوعها ومذاهبها التي تشكّلت عبر قرون باجتهاد أئمة وفقهاء وعلماء، فكانت قادرة على الاستجابة لمتطلبات حضارة إسلامية انتشرت فوق ثلاث قارات وضمت أقواماً وأعراقاً وأدياناً ومذاهب شتى، إنهم مثل من يدخل مكتبة عامرة، فيقفون أمام رف صغير منها ويقولون العلم هنا وما غيره لغو وباطل.

دولة كهذه، وفقه كذاك يستحيل أن يتعايش العالم معهما، إنها مشروع للتصادم مع القريب والبعيد، ومواجهتها والانتصار عليها لن يتم بمجرد غارات يقوم بها تحالف دولي بعد منتصف الليل ضد أهداف مادية محددة، إنه صراع حضاري بين عالم متحضر ويسعى لمزيد من الارتقاء في إطار يقبل التنوع ويشجعه، وفكرة متخلفة تشوّه الإسلام وتلغي حضارته الثرية قولاً وفعلاً بهدم وتدمير آثاره وتاريخه في رمزية واضحة لفكرها المتخلف، وتريد إلغاء كل الجسور التي بنيت بينه وبين العالم من حوله. إننا أمام صراع طويل وأعوام حالكة، إن لم نبادر إليها فستبادر هي إلينا، وما لم نغزُهم فسيغزوننا هم، إن لم يكن غزواً مباشراً عبر الصحارى والبراري، ولا أحسبهم قادرين على ذلك، فسيغزوننا من الداخل، فثمة من هم بيننا من المنجذبين إلى أفكارهم، فانطووا تحت جناحهم. وآخرون يقفون على الأعراف سنداً وعضداً، يقدمون رجلاً ويؤخرون أخرى، إنها حال تخصنا نحن - السعوديين - دون غيرنا من المسلمين، لأسباب يعلمها كل فطن ونتردد منذ عقود في حسمها والتحرر من ضيق ذلك الرف الصغير إلى سعة المكتبة الهائلة.

المعركة ليست بين إسلام وحداثة، وليست بين دولة دينية ومدنية، كما تريد «داعش» أن تصور الصراع الجاري، يساندها في ذلك «دواعش» ليبراليون يفضلون حداثة كاذبة على حرية يزدهر فيها الإسلام والمدنية والحداثة معاً. المعركة يجب أن تكون مع الاستبداد الذي جعل فكرة «داعش» ممكنة. المعركة مع «داعش» يجب أن تكون لأجل الحرية لا لأجل القضاء على «داعش». سنقضي عليها في الغالب، ولكن ما لم نداوِ أسبابها فستعود، ولكن قاتل الله السياسة والخوف والكراهية والحرص على الغنيمة، الذي ضيّق علينا اختياراتنا حتى لم نعد نستبين الحق من الباطل والخطأ من الصواب، فانتهينا إلى دائرة مهلكة، إما «داعش» وإما الاستبداد ومعهما الخراب.

إعلامي وكاتب سعودي

 

الأسد كان وراء إقصاء وزير الدفاع الاميركي

سليم نصار/الحياة/السبت، ٢٩ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٤

الأزمة السياسية الصامتة التي أخرجت وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل من الحكم لم تكن سوى نموذج آخر لتسلط الرئيس باراك اوباما على أحكام أفراد ادارته. ففي مطلع الشهر الماضي صدر في الولايات المتحدة كتاب بعنوان: «القتل الذي يستحق قتالنا»، برر فيه وزير الدفاع السابق، ليون بانيتا، استقالته من الادارة بسبب خلافه مع الرئيس حول توقيت انسحاب القوات من العراق.

واعترف بانيتا بأن وكيلة وزارة الدفاع ميشال فلورنوي، حاولت أن تقدم مقترحات العسكريين بطريقة مقنعة يرضى عنها الرئيس. ولكنها فشلت في زحزحته عن عناده، مثلما فشل زميلها اشتون كارتر أيضاً. واللافت أن فلورنوي وكارتر هما المرشحان الأوفر حظاً لخلافة هاغل، الأمر الذي ينبئ باستمرار الخلاف بين اوباما ومجلس القيادة المشتركة. ويُعرب الوزير بانيتا عن أسفه، لأن نصائح العسكريين قوبلت بالاهمال والتجاهل من رئيس فضّل الاصغاء الى ادعاءات نوري المالكي وتبجّحاته السقيمة.

ويقول اياد علاوي إن المخصصات الضخمة لم تُترجَم الى قوة ردع مسلحة بسبب عمليات النهب المبرمَج، واستشراء الفساد بين جماعة المالكي. وهكذا دخل «داعش» الى العراق بسهولة فائقة، دخول سكاكينه الحادة في أعناق جنود المالكي وحلفائهم.

أثناء عرضها لأسباب استقالة وزير الدفاع تشاك هاغل، حرصت صحيفة «نيويورك تايمز» على نشر جزء من وقائع جلسات الخلاف مع الرئيس اوباما حول السياسة المتّبعة في الشرق الأوسط. والثابت أن الخسارة الجسيمة التي مُني بها الحزب الديموقراطي الحاكم في الانتخابات النصفية شجعت اوباما على اختيار ضحية من ادارته يقدمها وقوداً لتهدئة أنصاره ومحازبيه. ووقع اختياره على المشاغب الأول في ادارته تشاك هاغل.

وتؤكد الصحف الاميركية أن الاستقالة - أو الاقالة - كانت حصيلة مناقشات حامية بين الرئيس ووزير دفاعه، خصوصاً عقب الكشف عن الرسالة السرية التي وجهها اوباما الى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وهي رسالة بالغة الخطورة تحمل بين طياتها أهدافاً مثيرة للقلق، على ما وصفتها جريدة «وول ستريت جورنال.» وقد تعمّد الرئيس إخفاءها عن أعضاء ادارته لاقتناعه بأنهم لا يوافقون عليها، خصوصاً أنها تتعهد بضمان استمرار حليف ايران في سورية الرئيس بشار الأسد. كما تتعهد، من جهة أخرى، بالتعاون العسكري ضد «داعش» شرط توصل ايران الى اتفاق نووي شامل.

وقد تزامن موعد الكشف عن رسالة اوباما مع موعد سفر نائبه جو بايدن الى انقرة، بغية الاتفاق مع الرئيس رجب طيب اردوغان على تدريب ألفي مقاتل من المعارضة السورية «المعتدلة.» وقد أيدت تركيا فكرة قيام معسكر للتدريب ضمن إطار استراتيجية اميركية داعمة للمعارضة السورية التي تحارب النظام السوري وتنظيم «داعش».

اللقاء الأول بين جو بايدن والمسؤولين الأتراك لم يكن ودياً بسبب الانتقادات اللاذعة التي وجهها نائب الرئيس الاميركي الى أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود اوغلو. ذلك أنه اتهمهما علناً بتأمين طرق المرور لمقاتلي «داعش» الذين تقاطروا الى تركيا بهدف الانتقال الى سورية والعراق. وكانت الغاية من وراء تلك التسهيلات اللوجستية تأمين بيئة حاضنة لقيام مشروع دولة سنيّة تنافس دولة نوري المالكي الشيعية.

وحرص اوغلو خلال تلك الزيارة، على إطلاع بايدن على هدفَيْن أساسيين تطمح بلاده الى تحقيقهما: الأول - إقامة نظام سياسي جديد في العراق يحرر السنّة من التبعية المذهبية التي يفرضها المالكي على الطوائف الأخرى. الثاني - استعجال إسقاط بشار الأسد، لأن عملية ضرب «داعش» في سورية، بواسطة الطائرات الاميركية والحليفة، تؤمن للنظام الغطاء الذي يمنع قيام منطقة عازلة داخل سورية. وهذا معناه استمرار تدفق النازحين السوريين الذين زاد عددهم في تركيا على المليونَيْن، ومثلهم في لبنان، ومثلهم في الأردن، ناهيك عن ملايين المهجرين داخل سورية.

وحدث خلال الجلسات الأخيرة التي عقدها اوباما مع أعضاء حكومته، أن سأله وزير الدفاع هاغل عن حقيقة الرسالة التي بعث بها الى خامنئي. وأجاب الرئيس بالإيجاب، لأن خامنئي في نظره هو الشخصية النافذة التي ستتخذ القرار النهائي حول برنامج ايران النووي. ووصف الرئيس الايراني حسن روحاني بأنه إنسان ودود، وصاحب ابتسامة دائمة، ولكنه لا يتمتع بسلطة الحسم حيال القوى المعارِضة مثل «الحرس الثوري» و «فيلق القدس».

وعندما وصل النقاش الى موضوع المقارنة بين السياسة التي مورست في العراق وسورية، دافع الرئيس عن موقفه بالقول: كانت الغاية إشعار طهران بأن واشنطن حريصة على عدم المسّ بصديقها بشار الأسد. وأنها مستعدة لاستبعاد حلفائها العرب، زائد المعارضة السورية، إذا كان الثمن يؤدي الى الحصول على توقيع اتفاق نووي! وسأله وزير الدفاع: وماذا تجني الولايات المتحدة من وراء كل هذه التنازلات؟ أجاب اوباما: تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، في حال أعدنا الاعتبار الى ايران، وتعاملنا معها كشريك مُحتَمَل في العراق وسورية.

ويبدو أن إثارة الموضوع من هذه الزاوية فتح أمام الوزراء باب النقاش على مصراعيه، الأمر الذي أغاظ الرئيس ودفعه الى اتخاذ القرار بضرورة إبعاد وزير الدفاع هاغل.

ففي تلك الجلسة الصاخبة أعيدَ التذكير بالموقف الذي اتخذه اوباما ضد نوري المالكي بعد اعتباره المشجع الأساسي لظهور «داعش» في العراق وسورية. ففي أيامه انفجرت فضيحة صفقة الأسلحة الروسية المقدَّر ثمنها بأربعة بلايين ونصف البليون دولار... والتي أظهرت التحقيقات أن مخصصاتها اختفت في جيوب الفاسدين والمرتَشين. والشاهد على ذلك سقوط خط الدفاع الأول في الموصل بسبب حاجة الجيش الى الأسلحة والذخيرة.

وتعترف القيادة الاميركية المشتركة بأن الولايات المتحدة صرفت، خلال السنوات العشر الماضية، أكثر من 25 بليون دولار بغرض تأمين أجهزة ضرورية للجيش العراقي. ثم أظهرت التحقيقات أن تلك الأجهزة لم تُستَخدَم أثناء عمليات التصدي لهجمات «داعش».

لهذه الأسباب وسواها، اقترح الرئيس اوباما إزاحة نوري المالكي من رئاسة الحكومة كإجراء قانوني لمعاقبته على إهماله أو مشاركته في عمليات النصب والاحتيال. وقد تجاوبت القيادة الايرانية مع هذا الطلب، علماً أن خلفه ما زال ينتمي الى الحزب ذاته.

والمؤكد أن تعهّد اوباما بعدم المسّ بسلطة بشار الأسد قد شجع الحزب الجمهوري على اتهامه باستخدام معيارَيْن، والانحياز الى الطرف السوري. علماً أن الأسد ساهم في أنتصار «داعش» عندما استثناها من ضربات البراميل المتفجرة، وغضّ النظر عن تجاوزاتها ضد «جبهة النصرة».

وبسبب حساباته الخاطئة، أصبح «داعش» أقوى جبهة معارضة لنظام الأسد. ذلك أن هذا التنظيم يفرض سيطرته على المناطق الشرقية من مدينة حلب، ثاني أكبر المدن بعد دمشق. كما تمتد سلطته الى الريف الشرقي لمحافظة حلب، بالإضافة الى مدن كثيرة مثل: معرّة النعمان وجسر الشغور وأعزاز، والمناطق المتاخمة لتركيا. في حين تتقاسم «جبهة النصرة» و «الجيش الحر» السيطرة على مناطق شاسعة في ريف حمص وهضبة الجولان ومدينة القنيطرة وريف درعا وريف دمشق والمناطق المحاذية للحدود اللبنانية.

حيال تلك التجمعات المسلحة، حاول نظام الأسد تعزيز مواقعه في المدن والقرى المحيطة بدمشق واللاذقية وطرطوس وحماة وحمص كما يسعى الى إبعاد «داعش» عن مطاري الحسكة ودير الزور.

مصادر الكونغرس تشير في هذا السياق الى الضغوط التي مارسها اللوبي الاسرائيلي ضد ادارة اوباما من أجل إبعاد وزير الدفاع تشاك هاغل... والحؤول دون وصول «داعش» أو «جبهة النصرة» الى الحكم في سورية. وذكِر في حينه أن اسرائيل بَنت تحفظها على مهمة وزير الدفاع الذي صرّح، قبل تعيينه، بأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة شرط للتسوية السلمية في المنطقة. وبعد تزايد حدة الحملة السياسية ضده، تراجع عن موقفه السابق، وادّعى أنه يلتزم سياسة الادارة التي يشترك فيها.

أما بالنسبة الى محاولة تغيير رأس النظام في سورية، فإن المعركة التي شنتها «جبهة النصرة» في الجولان ذكّرت اسرائيل بأن دمشق الأسد حافظت على شروط اتفاق فك الاشتباك منذ سنة 1974، أي منذ وقّع هنري كيسنجر الاتفاق قبل نحو أربعين سنة. ولهذا السبب، فإن مصالح اسرائيل الأمنية ترتاح الى وجود الأسد على رأس الحكم في سورية. من هنا القول إن العبارة التي ظهرت في رسالة اوباما الى علي خامنئي لم تكن رسالة تطمين الى ايران بمقدار ما كانت رسالة تطمين الى اسرائيل!

يقول الجمهوريون إن سياسة اوباما الخارجية حملت بذور هلاكها منذ إعلان الرئيس الديموقراطي إنهاء الحروب التي افتعلها جورج بوش الابن في العراق وأفغانستان. أو منذ اتخذ قراره بسحب القوات الاميركية من كل المواقع الساخنة. ويفسر المحللون هذه السياسة المرتجلة بأنها ردود فعل من أول رئيس اميركي أسود، أراد تدشين سياسة خارجية تناقض سلوك الرؤساء البيض. ووفق تصوره، فإن الحروب التي خاضتها قوات الولايات المتحدة كانت من صنع مؤسسات الرجل الأبيض الذي يهمه جني المكاسب والأرباح التي تؤمّنها له مصانع الأسلحة. أي أنه حاول اجتراح حل عنصري لإنهاء الحروب العنصرية.

ولكنه سرعان ما اكتشف أن ايران كانت أول دولة توظف الفراغ الذي أحدثه غياب الحضور الاميركي المسلح لنشر امبراطوريتها على امتداد العالم العربي. كما اكتشف الحزب الديموقراطي أن زرع الموظفين السود في غالبية مؤسسات الدولة قد ساعد على إيقاظ المنظمات العنصرية مثل «كلو كلاكس كلان» وسواها. وبسبب سوء التقدير، والخلل الذي أحدثه تغييب أكبر دولة في العالم عن ساحات النزاع، انتهى سود الولايات المتحدة هذا الأسبوع الى إحراق عشرين بناية في مدينة فيرغسون بسبب مقتل شاب أسود على يدي شرطي أبيض.

ويتوقع المحللون أن تكون السنوات الثماني التي حكم فيها باراك اوباما مجرد فترة انتقالية لاختبار سياسة مشوّشة قد لا تسمح بتكرار انتخاب رئيس أسود مرة أخرى...

 

"تجار السفارة"

حـازم الأميـن/لبنان الآن/

بناءً على نصيحة رئيس مجلس النواب نبيه بري، التقى السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل عدداً من رجال الأعمال اللبنانيين، الذين يعملون في مجالات عقارية ومصرفية وتجارية، داخل لبنان وخارجه، وخصوصاً في أفريقيا، ونوقشت خلال اللقاء أسئلة رجال الأعمال وهواجسهم، بعدما عمدت الحكومة الأميركية الى تعطيل أعمال بعضهم، أو إلى ملاحقتهم أو التسبب لهم بمشاكل، على خلفية "أنهم يدورون في فلك حزب الله"، وفيما حرص هيل على استثناء رجال أعمال محددين من لقائه، حرص مساعدون له على الاجتماع برجال الأعمال "الشيعة" المستثنين، واتفقوا على آليات للتواصل من "أجل بناء علاقة احترام أساسها الثقة".

هذا الخبر نشرته جريدة الأخبار اللبنانية في عدد نهار الاثنين الفائت. واللغة المحايدة وغير المُدينة التي كُتب فيها الخبر يؤشر إلى أن قضية الممانعة كلها لم تكن طوال السنوات الفائتة أكثر من انقسام طائفي.

فلنتخيل مثلاً لو أن التجار الذين التقى بهم السفير الأميركي هم من الطائفة السنية وهو التقى بهم بناء على اقتراح من فؤاد السنيورة، أو أنهم موارنة وقد زاروا السفير بناء على نصيحة سمير جعجع! الخبر سيكتب عندها بلغة أخرى. سيكونون "تجار السفارة" وستُفتح ملفات كثيرة في وجههم، ذاك أنهم لم يزوروا السفارة بناء على نصيحة الرئيس بري.

المسألة اذاً في مكان ثانٍ تماماً، إنها في الجوهر الطائفي للنزاع. الممانعة بقضّها وقضيضها هناك، في ذلك المكان لا في غيره. فاليوم ها هي إيران الأم الحنون لهذا الكائن الهلامي، تفاوض وتتنازل وتحصل على أرصدة، وهو أمر سيملي إداء مختلفاً للفروع المحلية للحرس الثوري. سيلتقي السفير الأميركي في بيروت من يشاء. سيزوره قريباً بشارة مرهج ومعن بشور، وستُمتدح "براغماتية" ميشال عون، وربما وجد الجنرال فايز كرم طريقه مجدداً إلى قلب الحزب.

وهل تتخيلون أن قاسم سليماني يحاول التقدم هناك في الموصل على رأس فرقة من الجيش العراقي فيما يتولى سرب طائرات أميركية تأمين الغطاء الجوي له. هذا يجري فعلاً، وسليماني ينشر صوره مع ابتسامة على مساحة وجهه كله.

المفاوضات الأميركية الإيرانية تجري على وقع حماسة محمومة تشتغل في صدور الممانعة. عطش قديم لابتسامة من الامبريالية. من كان يُصدق أن زيارة السفير في عوكر صارت أمراً محموداً. هل تذكرون "شيعة السفارة" وغيرهم من أيتام السفارة.

أولئك الوقحون العملاء الذين زاروا السفارة، من دون إشارة الرئيس نبيه بري، ومن دون أن يُباشر المفاوض الإيراني مساوماته. فلسطين ليست أولوية أيها الوقحون، كان عليكم أن تنتظروا سوق المبادلات. مستقبل بشار الأسد أهم من دولة فلسطين.

الفيتو الأميركي المنتظر في مجلس الأمن على اقتراح الاعتراف بفلسطين لن يكون على طاولة المفاوضات بين واشنطن وطهران في جنيف. الأرصدة الإيرانية المجمدة تتقدم هنا، وحصة إيران في مستقبل سورية أهم. يجب أن يُسخر كل شيء من أجل ذلك. من أجل هذه المهمة تم الاستثمار في الممانعة وفي قيمها.