المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 أيلول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 11 و12 ايلول/14

المنطقة أمام فرصة جديدة/شارل جبور/12 أيلول/14

الولايات المتحدة قادرة على إنهاء الحرب في سورية بإزاحة الأسد/ديك كريكوس/12 أيلول/14

اللاجئون ينزحون من المناطق الشيعية باتجاه الأماكن السنية والمسيحية بسبب تحريض حزب الله/حميد غريافي/12 أيلول/14

بوتين هو مَن يُخيف داعش لا أوباما/طوني عيسى/12 أيلول/14

السفير الفرنسي باتريس باولي للجمهورية: الضوء أخضر لإنتخاب رئيس ولا حوار ولا حلّ وسطاً مع الإرهاب/12 أيلول/14

أوباما يُعلن الحرب ويرسم خريطة تحالفات جديدة/جاد يوسف/12 أيلول/14

هل يدري مقاطعو جلسات الانتخاب ماذا يفعلون وإلى أين يذهبون بلبنان واللبنانيين/اميل خوري/12 أيلول/14

لبنان في جدّة مع محاربة الإرهاب ليس ضمن حلف بل بقرار من مجلس الأمن/خليل فليحان/12 أيلول/14

 

عناوين النشرة

*رسالة كورنثوس الثانية الفصل 6/1-13/الخلاص

*انكشاف أجندة المؤتمر المسيحي الذمي والإيراني

*من يدحرج حجراً يرتد عليه ومن يحفر حفرة لأخيه يقع فيها

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: انكشاف أجندة المؤتمر المسيحي الذمي والإيراني/11 أيلول/14

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: انكشاف أجندة المؤتمر المسيحي الذمي والإيراني/11 أيلول/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*انكشاف أجندة المؤتمر المسيحي الذمي والإيراني/الياس بجاني

*اوباما التقى بطاركة الشرق على مدى 45 دقيقة في البيت الأبيض ويستلم منهم مذكرة تتعلق بأوضع مسيحيي الشرق

*الراعي من واشنطن دعا لوقف المجازر في حق المسيحيين: التهديد يطال اليوم سوريا والعراق وغدا واشنطن ولندن وباريس

*البطاركة في افتتاح المؤتمر في واشنطن.

*لحام من واشنطن: نرفض المشاركة في جلسة ملتبسة استغلت لاطلاق مواقف معادية للانظمة والشعوب والعيش المشترك

*بالفيديو.. البطريرك لحّام ينسحب غاضبًا من المؤتمر المسيحي/اضغط هنا

*ابو رجيلي اشاد باعتراض لحام على كلام تيد كروز وانسحابه: علينا كمسيحيين في هذا الشرق التأكيد على منابع الشر وأصوله ورعايته

*رافضا الدعوة لتسلّح المسيحيين… الراعي: دور مجلس النواب اليوم هو انتخاب رئيس وليس التشريع

*اوباما التقى بطاركة الشرق واكد دعم الجيش لقمع الارهاب

*المعلوف في مؤتمر مسيحيي الشرق: المسيحيون شركاء اساسيون في تاريخ المنطقة ونصر على ذلك

*بالصور: “حزب الله” ينعي اثنين من عناصره ولغط حول كيفية مقتلهما

*الجيش: تفكيك سيارة في عرسال تحتوي على 100 كلغ مواد متفجرة

*واشنطن سلمت الجيش والأمن الاردني أجهزة لكشف المواد الكيميائية

*مانشيت جريدة الجمهورية:  أوباما وعد بحماية الأقليات... ولبنان شريك ضدّ الإرهاب

*نصر الله وعون يثبتان تحالفهما خارج السرب الوطني ويتجاهلان الجيش

*حمادة لـ”السياسة”: تحالف “حزب الله” – عون دعوة للقتل والإرهاب والتسلط والإفقار و"لا أمن ولا أمان من دون تسوية رئاسية"

*اللاجئون ينزحون من المناطق الشيعية باتجاه الأماكن السنية والمسيحية بسبب تحريض “حزب الله” واستياء في الأوساط الاغترابية من اختباء الحزب وراء الجيش/حميد غريافي

*الجراح لـ”السياسة”: الأهالي يروجون لـ”داعش” في سعدنايل ليبرروا تسلحهم واعتبر أن الأزمة مازالت في بدايتها

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 11/9/2014

*جمعية لنعمل من أجل المفقودين تطلق برنامج اشراك أسرهم في المطالبة بحقها في معرفة مصير احبائها

*درباس: سننشئ عددا محدودا من مخيمات اللاجئين بصورة تجريبية وسنحاول ان نوجد تمويلا لهذه المخيمات من قبل المانحين

*احمد الحريري عبر "تويتر": كلام الضاهر عن الجيش لا يمثل تيار المستقبل

*كرم: الدعوة للتحالف مع نظام ارهابي ضد مجموعة ارهابية مشبوهة وتغطية للاجرام

*خالد الضاهر: إطالة امد اطلاق مخطوفي الجيش تعبر عن مأزق حقيقي في لبنان

*مساعدة امين عام الامم المتحدة والمفوض السامي ل UNHCR يزوران لبنان من 14 الى 18 الحالي

*صالح: التحالف الدولي لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية مرحلة من مراحل تحقيق الفوضى الخلاقة

*الساحلي:المنطقة في غليان غير مسبوق والارهاب التكفيري شوه صورة الاسلام

*اسامة سعد: المراهنة على الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب خاسرة

*اوباما اعلن عن عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية الازمة الاوكرانية

*الولايات المتحدة احيت الذكرى ال13 لاعتداءات 11 ايلول واوباما وقف دقيقة صمت في حديقة البيت الابيض

*11 دولة بينها لبنان تعهدت بالعمل على محاربة داعش في ختام الاجتماع الاقليمي في جدة

*دي ميستورا: لمساعدة السوريين على التوصل الى حل سياسي خاص بهم ومحاربة الارهاب اولوية بالنسبة لنا

*الاسد استقبل دي ميستورا: ما تشهده سوريا والمنطقة جعل مكافحة الارهاب اولوية لأنه بات الخطر الاكبر

*كيري من جدة: سنتصدى لشر داعش ووقف التمويل ابرز وسائل المحاربة والقضاء عليه

*وزير الخارجية السعودي: لابد من تجفيف منابع الإرهاب وقطع التمويل والسلاح عنه

*البابا استقبل الرئيس التونسي وكدا دعمهما للحوار بين الاديان ورفضهما للتطرف والعنف

*دمشق: اي عمل عسكري اميركي على ارضنا من دون موافقتنا بمثابة اعتداء

*الامم المتحدة أكدت الافراج عن 45 جنديا فيجيا كانت تحتجزهم جبهة النصرة في سوريا

*موسكو: أي ضربات اميركية أحادية ضد الدولة الاسلامية في سوريا انتهاك فاضح للقانون الدولي

*العراق رحب باستراتيجية اوباما ضد تنظيم داعش والجماعات الارهابية

*ايران تشكك في "جدية الائتلاف الدولي وصدقيته" ضد "الدولة الاسلامية"

*العريضي: لا أثق بالنيات الحقيقية لإعلان أوباما الحرب على داعش ذاهبون إلى مواجهة أوسع في منطقتنا وإلى نوع من الفوضى الكبيرة

*لبنان بين الجليل والقلمون/محمد سلام

*الولايات المتحدة قادرة على إنهاء الحرب في سورية بإزاحة الأسد/ديك كريكوس/السياسة

*لبنان في جدّة مع محاربة الإرهاب ليس ضمن حلف بل بقرار من مجلس الأمن/خليل فليحان/النهار

*بوتين هو مَن يُخيف «داعش» لا أوباما/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*المنطقة أمام فرصة جديدة/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*أوباما يُعلن الحرب ويرسم خريطة تحالفات جديدة/جاد يوسف/جريدة الجمهورية

*السفير الفرنسي باتريس باولي  لـ«الجمهورية»: الضوء أخضر لإنتخاب رئيس... ولا حوار ولا حلّ وسطاً مع الإرهاب

 

تفاصيل النشرة

 

 

رسالة كورنثوس الثانية الفصل 6/1-13/الخلاص

وإذا، ففي عملنا مع الله نطلب أن لا يكون قبولكم نعمة الله لغير فائدة. فهو يقول: في وقت الرضى استجبت لك، وفي يوم الخلاص أعنتك. وها هو الآن وقت رضى الله، وها هو الآن يوم الخلاص. لا نريد أن نكون عائقا لأحد في شيء لئلا ينال خدمتنا لوم، بل نظهر أنفسنا في كل شيء أننا خدام الله بصبرنا في الشدائد والحاجات والمشقات والضرب والسجن والاضطراب والتعب والسهر والصوم، بالنزاهة والمعرفة وطول البال والرفق وروح القداسة والمحبة الخالصة، بالكلام الصادق وقدرة الله وسلاح الحق في الهجوم وفي الدفاع، بالكرامة والمهانة، بسوء السمعة وحسنها. يحسبنا الناس كاذبين ونحن صادقون، مجهولين ونحن معروفون، مائتين وها نحن أحياء، معاقبين ولا نقتل، محزونين ونحن دائما فرحون، فقراء ونغني كثيرا من الناس ، لا شيء عندنا ونحن نملك كل شيء. كلمناكم بصراحة، يا أهل كورنثوس، وفتحنا لكم قلوبنا. نحن لا نضيق بكم، وإنما الضيق في قلوبكم. أكلمكم كما لو كنتم أبنائي. عاملونا بمثل ما نعاملكم، وافتحوا أنتم أيضا قلوبكم لنا.

 

انكشاف أجندة المؤتمر المسيحي الذمي والإيراني

من يدحرج حجراً يرتد عليه ومن يحفر حفرة لأخيه يقع فيها

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: انكشاف أجندة المؤتمر المسيحي الذمي والإيراني/11 أيلول/14

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: انكشاف أجندة المؤتمر المسيحي الذمي والإيراني/11 أيلول/14

نشرة الاخبار باللغة العربية

نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

انكشاف أجندة المؤتمر المسيحي الذمي والإيراني

الياس بجاني

11 أيلول/14

"لا تخافوهم. فما من مستور إلا سينكشف، ولا من خفـي إلا سيظهر". (متى 10/26)

يعلمنا الكتاب المقدس أن الرب ولكشف الأشرار وفضح عثراتهم للغير وشرورهم وخبثهم وإفشالها هو جل جلاله يحول شرورهم إلى أعمال خير، وهذا بالتحديد ما جرى للمؤتمر المسيحي المشرقي المنعقد في واشنطن.

مؤتمر وكما حذرنا مراراً وتكراراً ومعنا منظمات وتجمعات لبنانية وأميركية واغترابية عديدة، هو ذمي وإيراني ومجرد من كل ما هو روح ومفاهيم وثقافة مسيحية يمكن تلخيصها بكلمة واحدة هي المحبة، أي الله لأن الله محبة.

ولأن الله الذي هو محبة هو رب قدير وعادل ومنتقم في نفس الوقت ولا يحب المستكبرين والمنافقين، فقد انكشفت الأجندة المخفية لمنظمي وممولي المؤتمر المؤامرة وتبين دون أدنى شك وعبر تصرفات وهيجان المرتزقة المزروعين في المؤتمر أنفسهم أن هدف هذا التجمع الحاقد هو خطف قرار الكنائس المسيحية المشرقية واستعمال القيمين عليها بعلمهم أو بعدم علمهم لا فرق للتسوّيق لمخططات ومؤامرات دولتي محور الشر، سوريا وإيران ولمنظماتهم المذهبية والإجرامية التي في مقدمها حزب الله الإرهابي.

إن غباء وجهل وترابية وغرائزية وغنمية وقلة إيمان وخور رجاء من نظم ومول المؤتمر وخطط له أدى إلى فشله وإلى فضح أجندته الإيرانية!!

بربكم كيف يعقل أن ينعقد تجمع مسيحي من هذا النوع في الولايات المتحدة الأميركية الحاملة مشعل الحريات والديموقراطية والمساواة والتسامح الديني والمؤتمنة علناً وبقوة على أمن ووجود إسرائيل، في حين أن التجمع هذا يجاهر بمركبات الحقد والكراهية لليهود وإسرائيل ومعهما الغباء والجهل ويرفض حتى الاستماع إلى كلمة سناتور أميركي خلال المؤتمر يرى فيها أن التحالف بين المسيحيين واليهود هو خشبة خلاص.

النتيجة أصبحت معروفة وهي الفشل الفاضح والمدوي لهدف المؤتمر الأساس والأخطر الذي هو تزوير صورة الكنائس المسيحية المشرقية وأخذها رهينة واستعمالها لتصوير النظامين السوري والإيراني زوراً ومعهما حزب الله بحماة المسيحيين المشرقين وباقي الأقليات.

هذا الهدف الذي خطط له النظام الإيراني وأداته العسكرية في لبنان حزب الله فشل وانكشف أمره ولم تعد تنفع في تصحيحه كل التبريرات والحجج الواهية والغبية التي يحاول القيمين على المؤتمر المؤامرة والمشاركين فيه من الأحزاب المسيحية اللبنانية التسويق لها بعد أن أصابتهم حالة هستيرية من الهلع والإحراج.

إن المسيحي المؤمن كائن من كان، وخصوصاً رجل الدين، عليه أن يسعى للسلام، والسلام في الشرق الأوسط لن يتحقق من خلال مركبات الحقد والكراهية والانغلاق والجهل والتعصب الأعمى والعنف والحروب والهمجية وإلغاء الآخر والذبح البربري، بل من خلال المحادثات السلمية الهادفة والاعتراف المتبادل وحق الجميع العيش بأمن وحرية وسلام وبحبوحة، ولنا في ما قامت به كل من مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية باعترافهم بإسرائيل خير أمثلة عقلانية وعملية لا بد من الاقتداء بها، في حين أن كل الأنظمة التي تتاجر بالقضية الفلسطينية وبكذبتي المقاومة والممانعة وفي مقدمها النظامين الإيراني والسوري تذبح شعوبها وتهجرها وتنتج المنظمات التكفيرية من أمثال النصرة وداعش.

بربكم هل هو مسيحي وصاحب دعوة تبشيرية أي رجل دين مسيحي تحديداً يرفض الآخر ويجاهر بمركبات الحقد والكراهية؟

يا ساسة ورجال أديان لبنان المسيحيين تحديداً، ويا مسؤولين، ويا شركات الأحزاب، بربكم كفى تكاذب ونفاق وتلون وعبادة لتراب الأرض.

 كفى نحر لجسد وطننا، وكفى متاجرة بأمننا وهويتنا وأدياننا ودماء الشهداء.

كفى أنانية وانتهازية ورهن لقميص الوطن.

كفى خيانة وعمالة وذمية وتقية.

كفى تبن ومعالف وأغلال.

كفى كفر وجحود.

كفى كفى.

ويا أهلنا من غير السياديين والأحرار في الوطن الأم وبلاد الانتشار كفى تزلم وغنمية وعبادة أوثان هي جثث لطاقم سياسي عفن ولطغمة ظالمة من الكتبة والفريسيين الذين لا يخافون الله.

بربكم كفى.

نختم بآيات من رسالة الرسول بطرس الثانية (01و02و03) لعلى يتوب ويعود إلى طريق الحق من ضل ووقع في التجربة: "وكما ظهر في الشعب قديما أنبياء كذابون، فكذلك سيظهر فيكم معلمون كذابون يبتدعون المذاهب المهلكة وينكرون الرب الذي افتداهم، فيجلبون على أنفسهم الهلاك السريع. وسيتبع كثير من الناس فجورهم ويكونون سببا لتجديف الناس على مذهب الحق. وهم في طمعهم يزيفون الكلام ويتاجرون بكم. ولكن الحكم عليهم من قديم الزمان لا يبطل وهلاكهم لا تغمض له عين".

 

اوباما التقى بطاركة الشرق على مدى 45 دقيقة في البيت الأبيض ويستلم منهم مذكرة تتعلق بأوضع مسيحيي الشرق

موقع القوات/التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما بطاركة الشرق المشاركين في مؤتمر منظمة الدفاع عن المسيحيين في الشرق الأوسط، حيث حضر بشكل مفاجئ الى الاجتماع الذي جمعهم في البيت الابيض بمستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي سوزان رايس التي سلموها مذكرة تتعلق بأوضاع المسيحيين في الشرق، وما يتعرضون له من قتل وتهجير على يد المنظمات الإرهابية. ودام اللقاء قرابة خمس واربعين دقيقة. وفي هذا الإطار، أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان اللقاء مع اوباما كان “جميلاً” وفاجأنا بحضوره واستمع للبطاركة وشعرنا بالتأثر في هذا اليوم في ذكرى 11 ايلول. مشيراً في حديث للـLBCI إلى ان “اوباما حضر اللقاء الذي عقدناه في البيت الابيض وشرحت له هواجسنا وخوفنا في لبنان وسمعنا كلاماً جميلاً منه عن لبنان، وشعرنا بأن لبنان حاضراً في ذهن وتفكير اوباما وهو يعي مشاكلنا وخطورة داعش في المنطقة”، متابعاً: “طرحنا مع اوباما قضايا منها الرئاسة الاولى ودعم الجيش اللبناني وهو وعدنا بالسهر لحماية لبنان من كل تداعيات ما يجري بالمنطقة”. وأوضح الراعي ان “اوباما لم يدخل معنا بتفاصيل خطته لمواجهة “داعش” ولكنه يحمل المسؤولية في هذا الموضوع”. مضيفاً: “ركزنا على المآساة وضرورة الحل والقضاء على الحركات التكفيرية وعودة المسيحيين والتعويض عليهم”. وأردف: “لم نتطرق إلى موضوع الإشكال الذي حصل في العشاء عندما تكلم السيناتور تيد كروز ولم يكن هناك من تداعيات على اللقاء بل على العكس”. وتوجه بالحديث الى كل من انتقد المؤتمر بالقول: “لا خوف من كل ما كتب وحكي، وهذا المؤتمر كان لدعم المسيحيين وقضاياهم ولم يحصل اي خرق او تشويش”، وأكد أن مؤتمر دعم المسيحيين كان ناجحاً وحقق مبتغاه في ايصال الصوت المسيحي الى العالم”.وشدد على ان “الحياة البشرية غالية وثمينة ونحزن لزهق الارواح بالطريقة التي تحصل في المنطقة”. وتابع الراعي: “الناس تقول لي اليوم ان ما قلته امام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن المنطقة كان محقاً وهناك مشروعاً لتفتيت العالم العربي”.

 

الراعي من واشنطن دعا لوقف المجازر في حق المسيحيين: التهديد يطال اليوم سوريا والعراق وغدا واشنطن ولندن وباريس

الخميس 11 أيلول 2014

وطنية - واشنطن - استضاف مبنى الكونغرس الاميركي، في احدى قاعاته، بطاركة الشرق الذين يعقدون مؤتمرهم في العاصمة الاميركية واشنطن دعما لمسيحيي الشرق، بدعوة من جمعية حماية المسيحيين في الشرق IDC، واستمع الحاضرون الى عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي عن نظرتهم لما يحصل مع المسيحيين في الشرق من قتل وتهجير على يد المنظمات الارهابية.

حضر اللقاء وفد من كتلة المستقبل النيابية ضم النائبان جان اوغاسبيان وعاطف مجدلاني والمستشار السياسي للرئيس سعد الحريري الدكتور غطاس خوري، النائب جوزف المعلوف ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس مجمع كنائس الشرق الكاردينال ليوناردو رئيس اساقفة واشنطن دونالد وارل ساندري، امين عام مجلس البطاركة الكاثوليك في العالم المونسينيور خليل علوان، الاباتي ايلي هاني، وفد المؤسسة المارونية للانتشار ضم شارل الحاج، نعمة افرام، فادي رومانوس وهيام البستاني، وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ضم روجيه هاني، توفيق بعقليني، فيكتوريا عبدالمسيح، السفير جيلبير شاغوري، عضو مجلس امناء المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للانماء الشامل انطوان ازعور، وفد الرابطة المارونية برئاسة ندى عبد الساتر، رئيس المركز اللبناني للمعلومات في واشنطن الدكتور جوزف جبيلي وحشد من ابناء الطوائف المسيحية في بلاد الاغتراب.

اعضاء الكونغرس

بعد كلمة ترحيبية توالى على الكلام عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي الذين اجمعوا على التاكيد "ان تنظيم داعش والمنظمات الارهابية يشكلون خطرا كبيرا على الشرق بأجمله وخصوصا على المسيحيين"، وابدوا تخوفهم من وصول داعش الى الاردن والى بلدان اخرى في المنطقة. ودعواالى ضرورة التحرك بسرعة لمكافحة الارهاب وحماية الحريات، كاشفين الى انه سيصار التحضير لوضع مشروع قانون في الكونغرس يتناول حماية الاقليات الدينية في الشرق الاوسط".

وتطرق المتحدثون الى المآسي التي شهدها الشرق الاوسط في الاشهر الماضية لا سيما الاقليات من قتل وتهجير. وشددوا على اهمية دعم المسيحيين في المنطقة، معتبرين ان ما قام به تنظيم داعش في سوريا والعراق أمر محزن ويجب التصدي له ولا يجوز ان يبقى الوضع على ما هو عليه، مستغربين سكوت المجتمع الدولي ازاء ما يحصل، وطالبوا بتدخل عسكري لضرب هذه المنظمات الارهابية والوحشية التي يتصرف بها تنظيم داعش، داعين المجتمع الدولي الى التحرك سريعا قبل فوات الاوان وتفاقم الوضع.

وشدد الجميع على ضرورة عودة المهجرين الى ديارهم والحفاظ على حياتهم وكرامتهم، لافتين الى "ان المسيحيين يتعرضون للخطر في الشرق الاوسط فيما المجتمع الدولي لا يتحرك، مشيرين الى ان لغة الحرب والحقد غلبت على لغة التسامح التي هي لغة المسيحيين".

الراعي

وألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي كلمة، دعا فيها الدول العربية الى التحرك قبل غيرها تجاه المآسي التي يتعرض لها المسيحيون في الشرق، كما دعا المجتمع الدولي الى التحرك سريعا لوقف المجازر التي ترتكب في حق المسيحيين.

وقال الراعي: "ان اضطهاد المسيحيين في العالم اليوم حقيقة موثقة، وقد قال البابا فرنسيس مؤخرا انه في تاريخ المسيحية لم يكن المسيحيون مضطهدين مثل اليوم، كلنا نعلم كيف ان المسيحيين والايزيديين وغيرهم في الموصل وسهل نينوى اضطهدوا من قبل داعش واضطروا الى ترك بيوتهم، أخذوا لهم أموالهم ومجوهراتهم وأوراقهم الثبوتية، ورأينا صور النساء والعجزة والصغار بلا طعام ولا شراب ولا مأوى".

وأشار الراعي الى ان هذا الوضع مؤلم لكن ما يجعله مؤلما اكثر هو سكوت العالم، شاكرا الولايات المتحدة واوروبا على مساعدتهما ودعمهما"، وقال: "أتوقع من الدول العربية المعنية التدخل مباشرة قبل اي دولة أخرى".

وطالب الراعي المجتمع الدولي باتخاذ الاجراءات التي تهدف الى:

1- تحرير القرى المحتلة من قبل الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.

2- تسهيل عودة النازحين الى قراهم وبيوتهم في الموصل وسهل نينوى.

3- ايجاد منطقة آمنة وضمان سلامة هؤلاء الناس بالتنسيق مع الحكومة العراقية والكردستانية، لوقف تهجيرهم مجددا والحؤول دون خسارة التراث الثقافي والغاء وجود المسيحيين من التاريخ.

4- دعوة المجتمع الدولي للبحث عن الدول التي تدعم الحركة الارهابية ان كان على صعيد تدريبهم او اعطائهم المال ومنع المدارس والجوامع من نشر الفكر "الجهادي".

وختاما شدد الراعي على ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة، "فالتهديد يطال اليوم سوريا والعراق وغدا واشنطن ولندن وباريس".

مذكرة

من جهة ثانية، تقدم ابناء الجاليات المسيحية في الولايات الاميركية بمذكرة الى اعضاء الكونغرس تحثهم على وضع قانون للتحرك السريع لمواجهة المنظمات الارهابية والوقوف مع الاقليات المسيحية التي هي همزة وصل بين الشرق والغرب، فهم الذين بنوا هذا الشرق اقتصاديا واجتماعيا ودعوا الى السلام لا الى العنف. وأكدوا على تخصيص جزء من المساعدات التي تقدمهاالولايات المتحدة الاميركية الى الدول العربية لهذه الاقليات المسيحية.

وشددت الجاليات في المذكرة على ضرورة عودة الذين هجروا من ارضهم بالقوة والعنف الى ديارهم بكرامة وممارسة شعائرهم الدينية وبناء اماكن العبادة التي هدمت من قبل التنظيمات الارهابية.

المعلوف

من جهته، اعتبر ممثل جعجع في المؤتمر النائب المعلوف "ان المؤتمر بحد ذاته هو حدث فريد من نوعه. فهي المرة الاولى التي يعقد فيها مؤتمر لحماية المسيحيين يجمع العدد الكبير من البطاركة المشرقيين، في واشنطن، للتلاقي بشكل عام مع الانتشار اللبناني، اضافة الى عدد من المشاركين من الانتشار العربي الموجود، والتواصل مع عدد من السياسيين في الكونغرس الاميركي الذين لهم تاثير بشكل عام على السياسات العامة. فالدعم يمكن ان يقدم من قبل الولايات المتحدة ودول اخرى لها علاقة في الملف المتعلق بالظاهرة التكفيرية التي تدعى "داعش"، وبالتأكيد لادراك ووعي ما يواجهه المسيحيون اليوم في المنطقة، وليس بالضرورة كفكرة اقليات، رغم ان وجود المسيحيين جغرافيا يعتبر من الاقليات في بعض الدول، ولوعي ما يعاني منه المسيحيون تحت غطاء التنظيم التكفيري او الانظمة الاخرى في المنطقة".

وأكد المعلوف "ان المسيحيين ليسوا اقليات على صعيد الشرق، بل هم شركاء اساسيون عبر التاريخ في بناء هذه المنطقة وفي النهضة العربية ككل وسنبقى شركاء في المستقبل". وقال: "ان مشاركتنا كقوات لبنانية في هذا المؤتمر هي للتأكيد ان للمسيحيين دورا فاعلا كشركاء"، مشددا على "ضرورة حماية الاقليات الموجودة في المنطقة والتأكيد ان المسيحيين هم شركاء اساسيون في المستقبل، ونصر ونؤكد على ذلك، وهذا الامر يتلاقى مع طموحات الكثيرين من اخواننا المسلمين، أكانوا شيعة او سنة، الذين يعرفون قيمة الشراكة المسيحية في المنطقة".

ووصف معلوف اللقاءات التي حصلت مع المسؤولين في الكونغرس الاميركي بالجيدة والايجابية، املا ان يعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما بعض النقاط الاساسية التي تدعو الى التلاقي والتحالف بين الغرب والشرق لمواجهة ظاهرة الارهاب ولايجاد الحلول للمنطقة العربية بما فيها القضية الفلسطينية المرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بهذه الظاهرة التكفيرية القائمة حاليا".

رومانوس

من جهته، وصف عضو المؤسسة المارونية للانتشار فادي رومانوس المناقشات الجارية في المؤتمر واهداف انعقاده بالجيدة جدا، متوقعا ان تكون لمقرراته آذان صاغية لدى المسؤولين في الادارة الاميركية لوقف آلة الاجرام التي ترتكبها المنظمات الارهابية في حق المسيحيين في الشرق.

وأشاد رومانوس بالجهود التي يبذلها البطريرك الراعي من اجل حماية المسيحيين في كل العالم وخصوصا في العراق ومصر وسوريا.

الاشقر

وأشار القيادي في التيار "الوطني الحر" وليد الاشقر الى ان "موضوع المؤتمر يعنينا كمسيحيين في لبنان بشكل خاص وفي الشرق بشكل عام"، وقال: "يجب عدم السكوت عما يحصل اليوم في المنطقة وعلينا ايصال رسالة قوية واضحة الى الادارة الاميركية بوجوب عدم التغاضي عما يتعرض له المسيحيون في هذه الايام في بلدان الشرق من تهجير وقتل على يد التنظيمات الارهابية".

واضاف: "في الماضي، اعتبرت الادارة الاميركية ان تنظيم داعش هو ضد النظام السوري وعلى هذا الاساس ربما دعمتها بشكل غير مباشر، اما اليوم فنحن نطالب الادارة الاميركية بموقف واضح ضد هذه الهجمة البربرية التي يتعرض لها ليس فقط المسيحيون بل ايضا المسلمون المعتدلون، ويجب ان يكون هناك موقف دولي واضح داعم لحق هذه الشعوب في المنطقة لتبقى في ارضها".

عشاء

ومساء، اقيم حفل عشاء في الفندق على شرف البطاركة والمشاركين في المؤتمر، شارك فيه مساعد وزير الخارجية الاميركي لورن سلفرمان وعدد من اعضاء الكونغرس الاميركي، النواب: جوزف المعلوف، عاطف مجدلاني وجاك اوغاسبيان، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشار السياسي له النائب السابق غطاس خوري، الوزير الاميركي السابق من اصل لبناني راي لحود، سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد واركان السفارة، السفيرة الاميركية السابقة في لبنان مورا كونيللي، مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، رئيس مجلس القضاء الاعلامي جان فهد، رئيس منتدى الحوار الوطني فؤاد مخزومي، رجل الاعمال اللبناني المصرفي انطوان الصحناوي وحشد من الفاعليات ومدعوون.

شاغوري

بداية النشيد الوطني الاميركي الى صلاة الافتتاح ثم عرض فيلم وثائقي عن اوضاع المسيحيين في الشرق.

بعده القى السفير جيلبير شاغوري كلمة قال فيها: " نحن هنا اليوم لمناقشة العنف ضد المسيحيين في العالم وخصوصا في الشرق الاوسط"، مشيرا الى "ان اخوتنا في الاسلام يخشون التطرف مثلنا نحن المسيحيين"، داعيا المسلمين الى اتخاذ اجراء سريع والمساعدة في وقف تدفق السلاح الى هؤلاء المجرمين".

ودعا الغرب الى عدم التردد او الخوف من حماية المسيحيين، مؤكدا ان المسيحيين يجب ان يعيشوا في الشرق الاوسط.

الراعي

وللمناسبة، القى البطريرك الراعي كلمة اكد فيها ان المسيحيين يلعبون دورا ايجابيا في مجتمعنا العربي، مشددا على اهمية الوحدة في لبنان وقال: "انه لشرف كبير لي ان اكون معكم للدفاع عن المسيحيين، اود ان اعبر عن شكري وتقديري للجنة المنظمة لهذا الحدث العظيم".

اضاف: "ان الازمات الخطيرة والمؤلمة التي يعيشها مسيحيو الشرق خصوصا في العراق وسوريا هي التي جمعتنا هنا في هذه القمة للدفاع والحفاظ على المسيحيين ولخلق اجواء من شأنها ان تعزز السلام والانسجام بين كل الاديان والمجموعات العرقية التي مر دهور على وجودها في اراضي الشرق".

وأشار الى انه في كثير من المناسبات "اوضحنا موقفنا الى العالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي والتي باختصار تدعو الى ما يلي:

اولا: وقف انتشار الفكر التكفيري على الصعيد السياسي والديني، فهذا الفكر يرفض التنوع وتعددية المؤسسات السياسية وحرية الرأي والدين.

ثانيا: القضاء على كل المنظمات الارهابية في الشرق الاوسط لكي يستطيع كل مسيحي، تهجر من بلده تحت التهديد بالاعدام الجماعي، ان يعود اليها بسلام.

ثالثا: وضع خطة شاملة ومنصفة للاصلاح المالي التي تسمح للمسيحيين اعادة بناء حياتهم التي تدمرت على ايدي الارهاب.

اضاف: "كما نصر على الاعتراف بحقوق وكرامة المسيحيين، الذين وجدوا منذ ما قبل الاسلام في الشرق الاوسط بشكل كامل، بلا شروط من خلال وجودهم في بلاد الشرق منذ الاف السنين، فالمسيحيون خلقوا اجواء من التسامح والقبول بالاخر غير المشروط. وسياستهم العالمية لطالما دعمت الحرية والتنوع والديموقراطية والحرية الدينية".

وأعلن انه "في اعقاب الفتوحات العربية والاسلامية لم يعزل المسيحيون في الشرق الاوسط انفسهم من الواقع المحيط بهم ومن السياسات الجديدة، بل قبلوا التحدي وشاركوا بفعالية في عملية تكوين حضارة جديدة تعزز الاعتدال والابداع العلمي وتضمن المساواة تحت سقف القانون لكل سكان الشرق الاوسط". وقال: "ليس خفيا على احد ان المسيحيين في الشرق الاوسط قد لعبوا دورا فاعلا في نهضة العصر الذهبي للحضارة العربية والاسلامية".

اضاف: "دعونا في هذا المؤتمر نشدد على اهمية الوجود المسيحي في الشرق الاوسط والعالم العربي، والسبب ان وجوده في غاية الاهمية. فالمسيحيون يلعبون دورا هاما في تأمين الاعتدال السياسي والتوسع الحضاري، حتى ان المسلمين المعتدلين والمتحضرين يعترفون بأهمية الوجود المسيحي في بلادهم ومقتنعون بهذه الحقيقة".

واكد ان "عدم وجود المسيحيون وقيمهم في الشرق الاوسط يعني وبوضوح الاتجاه الى خيارات قاتمة ومميتة". وقال: "كلنا نعرف ما هي هذه البدائل التي نراها اليوم في المناخ السياسي والاجتماعي في الشرق الاوسط. ديكتاتورية مقنعة بايديولوجيات علمانية او الدولة الاسلامية التي تديرها داعش وغيرها. فالدكتاتورية والدولة الاسلامية يتشاركان الوحشية بشكل متساو".

ورأى ان "اساس المشكلة في انظمة السياسات العربية هي انها لا تفرق بين الدولة والدين، ديانة الدولة هي الاسلام في كل الدول العربية ما عدا لبنان، الدولة السورية ليس لها دين، لكن ديانة رئيس سوريا هي الاسلام، ولا داعي كي نذكرهم اليوم باهمية التفرقة بين الدولة والدين من اجل ممارسات ديموقراطية فعالة، يكفيني القول ان هذه السياسة في دول الغرب قد أمنت الحرية والاعتدال والديموقراطية".

واشار الى ان "الربيع العربي جاء بنسمة هواء نقي محملة بالامل وبفجر جديد بعيد عن الدكتاتورية، ولكن للاسف لم تتأخر الانظمة الدكتاتورية القديمة وحركات الاسلام المتطرفة عن اطفاء آمال الملايين من العرب الذين كانوا يتوقون للديموقراطية والاصلاح الاقتصادي والنظام الاجتماعي العادل".

وقال: "ان الاحداث الاخيرة في كل من العراق وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان يجب ان تذكرنا انه لن يكون هناك ربيع عربي في غياب المثل العليا للديموقراطية والاعتدال، اضافة الى الاعتدال الاقتصادي التي يمثله المسيحيون في الشرق الاوسط".

واكد "ان الظروف الوجودية التي تواجهها المجتمعات المسيحية في الشرق الاوسط تعطينا العزم، نحن البطاركة الكاثوليك والاورثوذكس والقادة الانجيليين للكنائس الشرقية، ان نتكلم بصوت واحد وقلب واحد وثقافة واحدة عن المشاكل الروحية والاجتماعية والوطنية التي يعانيها مسيحيو الشرق، يجب ان نعمل معا لتقوية الوحدة المسيحية ليصبحوا شركاء في بناء الوطن، ولطلب دعم الجميع لاخوانهم المسيحيين في الشرق الاوسط".

وختم الراعي كلمته، مشددا على اهمية الحفاظ على وحدة اللبنانيين وعيشهم المشترك، ليس لنا فقط بل لكل المنطقة وخصوصا في هذا الوقت المحدد من التاريخ".

يونان

ثم القى البطريرك يوسف الثالث يونان كلمة شكر فيها منظمي هذا المؤتمر، منوها بهدفهم في عرض الوضع الخطير للمسيحيين في الشرق الاوسط.

وقال: "أود أولا أن ألفت الانتباه الى أن المسيحيين ليسوا وحدهم من هم بحاجة للحماية، انما الاقليات الاخرى في الشرق الاوسط يحتاجون لذلك أيضا، جميعهم بحاجة لاتخاذ اجراءات جذرية لحمايتهم، غير أن المسيحيين استهدفوا أكثر من غيرهم لانهم أتهموا بأنهم "الطابور الخامس"، وأنهم متحالفون مع البلدان الغربية المستعمرة، حتى أنهم اتهموا بأنهم متحدرون من "الصليبيين" .....!

اضاف: "جميعنا سمعنا بالغزو الوحشي الذي حصل قبل ثلاثة أشهر في "الموصل"، ثاني أكبر مدينة في العراق، ومحاولة الإبادة الجماعية البشعة التي تعرض لها المسيحيون والايزيديين والشيعة في سهل "نينوى"، حيث كانت مجموعات كبيرة تقطن في جبل "سنجار" واتخذت الاقلية الايزيدية ملجأ لها لقرون طويلة، كما في مناطق أخرى في شمال العراق".

وتابع: "يؤسفني القول أن هذه الجرائم البربرية اقترفها من يطلقون على أنفسهم اسم "الدولة الاسلامية" بهدف التطهير الديني فقط. وقد تعرض مئات الالوف من الاقليات المسالمة للتهديد وتركوا بيوتهم خوفا على حياتهم. أما أولئك الذين كانت لديهم الشجاعة للبقاء، لم يعطوا سوى خيار اعتناق الاسلام ودفع الجزية أو المغادرة تاركين كل ما يملكونه وراءهم. وقد تعرض العديد من النساء والاطفال للاغتصاب والخطف والبيع كعبيد. نعم، هذا التطهير الديني الرهيب يتم في القرن الواحد والعشرين تحت أعين العالم واللامبالاة الصاعقة للامم للدول المتحضرة. يبدو أن المسيحيين قد تركوا وحدهم عمدا لمواجهة قدرهم المأساوي. وتعالت بعض الاصوات، مثل صوت المفتي لاكثر بلد متخلف بالنسبة لمسألة الحرية الدينية، لتقول لنا: داعش والدولة الاسلامية يقتلون الكثير من المسلمين ويجب أن لا يفعلوا ذلك!".

وأشار الى ان المسيحييين في شمال العراق تعرضوا لاسوأ أنواع الاعمال البربرية، فقط بسبب ديانتهم، وقال: "لم يكن هناك أي ذريعة من أي نوع كانت للتهديد او العدوان ولا أي عمل حربي يمكن للمهاجمين أن يقدموه لتبرير هذا النوع من الاعمال البربرية، الا اطلاق العنف الجهادي الذي يهدف لاستئصال المسيحيين والايزيديين من أرضهم وارهابهم وتدميرهم ..." (فرنسوا بايرو، نائب فرنسي).

ورأى يونان "أننا بحاجة لان نسبر عمق المشكلة". وقال: "لماذا، بحق الله، في زمننا هذا، وفقط في البلدان حيث الاسلام هو دين الاكثرية التي تحكم البلاد تضطهد وتهدد بالموت الشعوب التي تعتنق العقائد الاخرى وتدعو لحرية الدين؟ ببساطة، اننا لا نتكلم عن ارهاب ديني الذي قد يتسبب بالاذى والمعاناة للاقليات كما يعتقد أنه يحدث لبعض المجموعات المهاجرة الى البلدان الغربية. ان ما بين أيدينا هنا اضطهاد سافر هدد وجود هذه الاقليات لمجرد أنها تعتنق ديانة مختلفة عن دين الاكثرية".

وسأل يونان: "أيجدر بنا أم لا، أن ندق ناقوس الخطر ونرفع الصوت عاليا حتى ولو بلغة سياسية غير صحيحة حول سوء التعامل مع مسألة هامة ألا وهي حرية الدين. بعض البلدان حيث أن الاكثرية الدينية ما زالت تدمج بشكل صارم الدين والدولة في حكمها للبلاد، وتتمتع بعضوية كاملة في الامم المتحدة، فيما ترفض مبدأ أساسي وطلب للامم المتحدة لجعل اعضائها يفصلون ما بين الدين والدولة. لماذا ينتابنا العجب مما يدعونه قيام الدولة الاسلامية والخلافة الجديدة التي تمارس الاعمال البربرية باسم الدين الذي يمكن أن يفسر ويمارس بشكل مختلف؟ لنتأمل شعار واهداف وأساليب كل منظمة ثقافية، اجتماعية أو سياسية ترتكز على الاسلام السياسي الذي يمزج الدين والحياة السياسية العامة في المجتمع. على سبيل المثال، فان شعار الاخوية المسلمة وهي منظمة دولية أنشئت عام 1928 يقول: "الله مرادنا، النبي قائدنا، القرآن قانوننا والجهاد طريقنا". هل سألنا أنفسنا يوما مثلا عن تفسيرات كلمة "جهاد" كواحدة من ألاركان الخمسة؟. ان أمسكت هذه المجموعة الدينية الاساسية بزمام السلطة، كما حدث مؤخرا في مصر، هل ستبقى حرية الدين متاحة لاؤلئك الذين يعتنقون ديانات اخرى؟ ومع ذلك فان تلك المجموعة التي اعتنقت الاسلام السياسي، بقيت حتى مؤخرا تلقى دعم الحكومات الغربية بذريعة أنها (مجموعة معتدلة) وعلى أنها المجموعة الوحيدة المتبقية على الساحة السياسية التي تستطيع حشد الجماهير! واننا نعرف الاعداد الكبيرة من أعضاء هذه المنظمة الذين أعطوا اللجوء السياسي في الغرب!".

ورأى "ان الاسلام السياسي أينما جرت ممارسته، لا يميز التفريق ما بين الدين والدولة. وان التفسيرات العديدة التي ينطوي عليها ترجح انه سيعمد الى استخدام كل أنواع العنف باسم الدين. ان ذبح الصحافيين جيمس فوللي وستيفنس ستولف الذي حدث مؤخرا، وذلك الذي جرى قبل 12 عاما لدانيال بيرل، ليس سوى مثلا لكيفية امكان تطور الشريعة الاسلامية الى تصرف بربري".

واكد "ان البلدان الغربية بسيطة لا بل متواطئة في تقبلها لمزج الدين والدولة، كما يحدث في البلاد العربية باستثناء لبنان. وان الغرب بقيامه بهذا، يناقض مبادءه في تأمين حرية الدين لجميع المواطنين".

وقال: "كيف لنا أن نتحدث عن "العالم الاسلامي"، فيما علينا أن نساعد جميع المواطنين من أي دين أو خلفية كانوا ليدافعوا عن مبادىء الكياسة كما ينص عليها ميثاق الولايات المتحدة وميثاق الاتحاد الاوروبي.

اضاف: "اعتقد أن الدول الغربية أضاعت فرصة نادرة عند نهاية فترة الاستعمار قبل 60 عاما، اذ لم تساعد سكان ما يسمونه العالم العربي للدخول في مشروع بناء مجتمعات مرتكزة على المبادىء المدنية التي تدعو لها الامم المتحدة. ان بطاركة الشرق الاوسط ذكروا في اجتماعهم الاخير في بكركي - لبنان قبل بضعة أسابيع أن التفريق بين الدين والدولة هو شرط أساسي لنهوض دولة مدنية".

وأعلن انه "بعد أعمال الشغب التي قام بها أصوليون متطرفون في كردستان في كانون الاول 2011، حيث تم احراق بعض الفنادق ومتاجر الكحول، جمع رئيس تلك المنطقة القادة الدينيين وطلب منهم احترام حرية الناس حتى ولو كان لديهم معتقدات مختلفة. لعل مثل هذه الامثلة يجب أن تستخدم لتعليم كيفية تقبل الآخر والتفريق ما بين معتقداتنا الدينية وأسس المجتمع الذي نحيا فيه".

وقال: "يبدو أن البلدان الصناعية الكبرى لا تهتم للمسيحيين في الشرق الاوسط الذين هم صانعو سلام ومتسامحون ومروجون للاصلاحات الحضارية. يؤسفني القول أن هذه البلدان الاخرى لا تحركها الا ثلاثة عناصر أساسية لا تتضمن مبادىء أخلاقية:

1- الخضوع لصالح الاعداد المتزايدة لامة واحدة يعتقد أنها توحد مئات الملايين باسم الدين.

2- فرصة لاستفادة من نفط البلدان الغنية

3- الخوف من نهوض التطرف الاسلامي

وختم: "ارجوكم صلوا لاخوانكم واخواتكم المسيحيين ليتمكنوا من تحمل هذه المحنة الكبيرة خصوصا في العراق. ساعدوهم ليتمكسوا بمنارة الايمان التي تنير الظلمة وبالامل وليتخطوا اليأس.

كلمات

كما كانت كلمات لكل من المطرانين جوزف زحلاوي وابراهيم ابراهيم تطرقا فيها الى اعمال العنف ضد حقوق الانسان في الشرق.

وفي الختام، تلا رئيس جمعية الدفاع عن المسيحيين في الشرق توفيق بعقليني رسالة موجهة الى المؤتمرين من مبعوث الامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط طوني بلير، اعلن فيها تأييده لاعمال المؤتمر ورفضه كل انواع الاضطهاد، مشددا على ضرورة قمع المنظمات الارهابية.

 

البطاركة في افتتاح المؤتمر في واشنطن.

واشنطن - هدى شديد/النهار

12 أيلول 2014

لولا كلمة السيناتور الاميركي الجمهوري المحافظ تيد كروز، وربطه الدعم للمسيحيين بتأييد اسرائيل واليهود واشعاله موجة غضب ورفض واحتجاج، لكان النجاح هو عنوان اليوم الثاني لمؤتمر "الدفاع عن المسيحيين"، الذي بدأ في الكونغرس الاميركي وانتهى بتحديد الموعد لاعضاء القمة في البيت الابيض للقاء مع مستشارة الامن القومي سوزان رايس، وتوقّع مفاجأة بأن تتحوّل المصافحة مع الرئيس الاميركي باراك اوباما لقاء.

في العشاء التضامني الذي كان يحضره نحو الف ومئتي شخصية، كانت مداخلة للسيناتور كروز الذي يعد احد ابرز صقور الكونغرس الاميركي، بدأها "بأننا كلنا موحدون للدفاع عن المسيحيين وكلنا موحدون للدفاع عن اليهود، وكل الشعوب ذات الايمان الصالح".

ووصف "التعصٰب الديني الأعمى" بـ"مرض السرطان بمظاهر مختلفة"، وقال: "إن داعش و"القاعدة" و"حزب الله" و"حماس" والدولتين الراعيتين سوريا وايران، كلها منضوية في حملة ابادة جماعية لتدمير الأقليات في الشرق الاوسط".

وهنا علت أصوات محتجة، ومع ذلك تشبّث كروز برأيه الذي كان مرتجلاً، وقال "ان ليس للمسيحيين حليف أفضل من اسرائيل ومن يكره اسرائيل يكره أميركا". واعتبر "ان مَن يتعرض للمسيحيين اليوم بالاضطهاد ونحر الاطفال والتعذيب، هو نفسه من استهدف اليهود بالأمس".

وأثار هذا الكلام احتجاجاً ادى الى انسحاب سفير لبنان انطوان شديد ووفد "تيار المستقبل" الذي ضم النائبين عاطف مجدلاني وجان اوغاسبيان والنائب السابق غطاس خوري، كما وقف البطريرك غريغوريوس لحام صارخاً بإخراج السيناتور كروز من القاعة وهمّ هو بالخروج... وارتفعت اصوات الاحتجاج التي قالت له: "كفى، توقف، واخرج"، وتدخل رئيس منظمة IDC توفيق بعقليني لدى كروز، كذلك دعا المحتجين الى الهدوء والتزام الاحترام. اما كروز فأكمل كلامه ممتعضاً، وبما يشبه التهديد: "اذا لم تقفوا مع اسرائيل واليهود فأنا لن اقف معكم. تصبحون على خير وبارككم الله".

غادر كروز، فيما بقي اكثر من عشرة من النواب واعضاء الكونغرس يشاركون في العشاء. وسرعان ما طوّق منظمو المؤتمر الحادث، وعاد البطريرك لحام، وكذلك السفير شديد الذي أوضح انه غادر احتجاجاً وعاد احتراماً، فهو كسفير يمثل الموقف الرسمي للبنان، لا يمكنه القبول بسماع ما قيل، وهو عاد بعدما غادر كروز القاعة لأنه لا يريد التأثير سلباً على نجاح القمة، كما أن عليه أن يكون حاضراً الى جانب البطاركة في خطاباتهم".

اما وفد "المستقبل"، فقد غادر نهائياً لاحتجاجه على مداخلة كروز، مع تأكيد الحرص على نجاح القمة. وكان مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري شارك في حفل الاستقبال لكنه كان غادر قبل بدء العشاء .

وارتجل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلمة بالعربية قبل بدئه خطابه الرسمي، وقال": بلبنان منقول بكل عرس النا قرص"، آسفاً لما حصل "ونغّص الفرحة التي كانت قائمة". وتحدّث عن ضرورة عدم ترك هذه الحادثة تؤثر سلباً في مؤتمر كانت المفاجأة بأنه جمع ١٢٠٠ مشارك بعدما كانت التوقعات بحضور خمسمئة شخص فقط. واشار الى المحطة الناجحة التي تمت في الكونغرس الاميركي حيث تكلم أكثر من 18 نائباً وشيخاً، وكان هناك حضور قارب الـ 800 شخص، و"الكلمات كلها جاءت ضمن الخط الذي وضعناه"، كما قال. وتمنى على وسائل الاعلام الحاضرة محو كل هذه المحطة،واطفاءها، وعدم اخراجها الى خارج القاعة، داعياً الى "عدم الانزلاق على ما يشبه قشرة الموز".

وكان المؤتمر بدأ بكلمات، لشخصيات سياسية اميركية داعمة للمؤتمر، وللسفير جيلبير شاغوري، الذي استهل كلمته بالتقديم لتقرير عن اوضاع المسيحيين في العراق وسوريا ومصر، وقال: "سنفعل كل ما يمكننا من اجل خلاص المسيحيين في الشرق وحماية وجودهم فيه، وهذا هدفنا واملنا".

وشكر IDC على القمة، وقال: "لا يمكن وصف ما فعله توفيق بعقليني وفريقه...".

وفي ختام العشاء، كانت كلمة لبطريرك السريان اغناطيوس يوسف الثالث يونان اعتبر فيها ان "قلة الكلام مقدّرة، وفق المقولة السريانية "كاريو وحاليو".

وكان المشاركون في القمة امضوا يوماً طويلاً في الكابيتول هيل حيث كان لقاء مع اعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي ومن مجلسي الشيوخ والنواب، تحدث منهم 17 ومن بينهم نائبان فرنسيان هما بوبوني وهنري جبرايل. وركزت كل المداخلات على دعم المسيحيين في الشرق، وضرورة مواجهة تنظيم "داعش" والمنظمات الارهابية. وكان الترقب واضحاً لمضمون كلمة الرئيس الاميركي باراك اوباما في موضوع مكافحة "داعش". وتحدث الراعي باسم وفد القمة عارضاً معاناة المسيحيين في الشرق وداعياً المجتمع الدولي إلى حمايتهم.

واوضح النائب اللبناني الأصل داريل عيسى ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد "لا يعتبر بديلاً من داعش والمنظمات الارهابية لأنه فشل في الحفاظ على الشعب، ورأى "أن الحل ليس لا بالنظام السوري ولا داعش، بل بحكومة تؤمن الحرية والديموقراطية والاستقرار".

وبعد اللقاء، توزّع اعضاء وفد القمة مجموعات تواصلت كل منها مع النواب والشيوخ الاميركيين في مكاتبهم. وكانت لوفد "المستقبل" لقاءات بدأها حتى قبل انتهاء اللقاء الموسّع في الكونغرس.

 

لحام من واشنطن: نرفض المشاركة في جلسة ملتبسة استغلت لاطلاق مواقف معادية للانظمة والشعوب والعيش المشترك

الخميس 11 أيلول 2014 / وطنية - كرر بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام موقفه الذي أطلقه اثر انسحابه من حفل عشاء على هامش مؤتمر "الدفاع عن مسيحيي الشرق" المنعقد في واشنطن، اعتراضا على كلام السيناتور الأميركي تيد كروز، الذي دعا المسيحيين الى السلام مع اليهود وندد بالمسلمين وصورهم وبأنهم اعداء المسيحيين واليهود"، رافضا "المشاركة في جلسة حول اوضاع المسيحيين لانها ملتبسة في مواضيعها وفي شخصية المتحدثين فيها، حيث كان من المقرر ان يلقي عضو الكونغرس كريس سميث كلمة تبين للحام انها وثيقة حضرها السنة الماضية، وتتضمن ادانة للرئيس بشار الاسد ودعوة لمحاكمته امام محكمة الجنايات الدولية، وهذا ما اعتبره لحام خروجا عن موضوع المؤتمر، واستغلالا للمناسبة من اجل اطلاق مواقف معادية للانظمة والشعوب والعيش المشترك". وذكرت البطريركية في بيان، ان "لحام كان رفض حضور الجلسة وسجل اعتراضه، كذلك رفض البطريرك يونان والمطران زحلاوي حضور الجلسة، ما دفع مدير المؤتمر الى ابلاغ البطريرك بشارة الراعي والبطريرك آرام، اللذين غادرا الجلسة اعتراضا".

 

بالفيديو.. البطريرك لحّام ينسحب غاضبًا من المؤتمر المسيحي/اضغط هنا

 الكلمة اون لاين/11 أيلول/14/انسحب البطريرك غريغوريوس الثالث لحام وشخصيات أخرى من عشاء مؤتمر "دفاعًا عن مسيحيي الشرق" في واشنطن، بعدما أصرّ السيناتور الأميركي تيد كروز على القول إن المسيحيين لن يجدوا حليفًا أفضل من إسرائيل.

في العشاء الذي جمع نخبة من الشخصيات الأميركية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وبطاركة ومطارنة المشرق، ضمن فعاليات مؤتمر "دفاعًا عن مسيحيي الشرق"، المنعقد في واشنطن، حصل اشكال ما دفع بشخصيات لبنانية مشاركة، أولهم بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، إلى الانسحاب، إذ اعترضوا جميعًا على خطاب السيناتور الأميركي تيد كروز، الذي أصرّ على القول: "ليس للمسيحيين حليف أكبر من إسرائيل"، فواجهه الحضور بصيحات الاستهجان.

 

ابو رجيلي اشاد باعتراض لحام على كلام تيد كروز وانسحابه: علينا كمسيحيين في هذا الشرق التأكيد على منابع الشر وأصوله ورعايته

الخميس 11 أيلول 2014 / وطنية - أشاد رئيس رابطة الروم الكاثوليك مارون ابو رجيلي، في بيان، ب"الموقف الذي أتخذه غبطة أبينا البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بإنسحابه من العشاء الذي نظم في أميركا واعتراضه علنا وبغضب، ردا على الكلام الذي قاله السيناتورالأميركي تيد كروز الذي واجه صيحات الاستهجان من عدد كبير من المشاركين في الاحتفال، الذي ساده الهرج والمرج والاعتراض والفوضى وانسحاب شخصيات لبنانية، تضامنا مع البطريرك لحام وتأييدا له بالاعتراض والرفض على ما قاله السيناتور كروز".

ورأى أن "التعصب العرقي والسياسي الذي ظهر في دعوة كروز، هو السرطان الخبيث الذي بان بعد سقوط الأقنعة بمظاهر متعددة"، وقال: "علينا نحن كمسيحيين في هذا الشرق، وبعد الاستفاضة بتحاليل مختلف وجوه الشر المستفحل ومظاهره، التأكيد على المؤكد وعلى منابعه وأصوله ورعايته الواضحة من أمثال هذا السيناتور ودعواته المرفوضة لنا، حيث أن الشر نما وترعرع ودعم من قبلهم حتى أصبح في حال فائقة من الهياج، الموجه منهم بالحقد والقتل وصولا الى خلق أزمات انسانية وجودية في كل أوطان المنطقة، من ضمن حملة مبرمجة وابادة شرسة لتدمير الاقليات الدينية والغاء الكيانات القائمة في الشرق الأوسط".

 

رافضا الدعوة لتسلّح المسيحيين… الراعي: دور مجلس النواب اليوم هو انتخاب رئيس وليس التشريع

موقع القوات اللبنانية

أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أن الرئيس الأميركي باراك اوباما حضر اللقاء الذي عقده وفد بطاركة الشرق في البيت الابيض، ولفت الى أنه شرح له الخوف الذي يعيشه اللبنانيون.

وأكد الراعي ، في حديث للـLBCI، أن أوباما وعده بالسهر لحماية لبنان من كل تداعيات ما يجري في المنطقة، وكشف أنهما طرحا قضايا منها الرئاسة الاولى ودعم الجيش اللبناني.

ولفت الراعي الى أنه شعر بان لبنان حاضر في ذهن وتفكير اوباما، ورأى أنه يعي خطورة داعش في المنطقة، وأشار الى أن اوباما لم يدخل خلال اللقاء بتفاصيل خطته لمواجهة داعش ، مشدداً على تركيز الرئيس الاميركي على اهمية عودة المسيحيين الى بلداتهم وقراهم.

لا تداعيات سلبية حيال اشكال الأربعاء

وفي سياق آخر، أوضح الراعي أنه لم يلمس اي تداعيات سلبية في البيت الابيض حيال الاشكال الذي حصل الأربعاء بعد انسحاب بعض الشخصيات من عشاء مؤتمر الدفاع عن المسيحيين في الشرق بعد حديث السيناتور الأميركي تيد كروز.

وتوجه الراعي الى كل من انتقد المؤتمر، مؤكداً أن “لا خوف من كل ما كتب وحكي”. وشدد على أن هذا المؤتمر كان لدعم المسيحيين وقضاياهم ولم يحصل خلاله اي خرق او تشويش. واعتبر أنه كان ناجحاً وحقق مبتغاه في ايصال الصوت المسيحي الى العالم.

الفراغ مسؤولية الطبقة السياسية كلها

ومن ناحية أخرى شدد الراعي على ان رئيس الجمهورية هو رأس البلد وهو يعطي الحيوية للنظام واهميته كبيرة ومهمة، لافتاً الى ان دور مجلس النواب اليوم هو انتخاب رئيس وليس التشريع.

وحمل الراعي الطبقة السياسية بكاملها مسؤولية الفراغ الرئاسي ، ورأى أنه لا يمكن لقوى 8 و 14 آذار أن تستمرا على سكتيّن منفصلتين، مشيراً الى انه أصبح واضحاً أن الرئيس ليس صنع لبنان.

وأوضح الراعي انه طالب الرئيس نبيه بري بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، وأشار الى أن الاجابة كانت “لا نصاب”.

وأسف الراعي لعدم انتخاب رئيس واحترام الدستور لناحية دور مجلس النواب، ولفت الى أنه اتخذ شعار شركة ومحبة لانها الطريقة الوحيدة التي تنقذ لبنان.

كما شدد الراعي على أن المهم هو وصول الرئيس القوي اياً كان وأكد أن هذا الأخير لا يأتي الا بالاقتراع. ودعا الى اجراء الانتخابات الرئاسية قبل النيابية.

الوجود المسيحي

الى ذلك، رأى الراعي أن تراجع اعداد المسيحيين في لبنان مرتبط بعدد الولادات المنخفض عند المسيحيين والوضع الاقتصادي المتردي.

وأكد الراعي أن الناس تريد ان تعيش في لبنان الا أن الوضع الاقتصادي لا يساعد. وأعرب عن خوفه ليس فقط على المسيحيين بل على لبنان ومستقبله وحضارته.

ورفض الراعي تسلح المسيحيين، كما دعا الدولة الى القيام بدورها وعدم استمرارها بالنهج الذي تعمل عليه، مسلطاً الضوء على ارتفاع الهدر والفساد.

وذكر الراعي أنه حذر من استثمار النازحين السوريين في لبنان، واسف لأنه تم  استغلال ضعفهم وتوريطهم بالسلاح وغيره.

وأكد الراعي أن مأخذه على الدول الاسلامية هو انها لم تتخذ موقفاً واضحاً مما حصل مع المسيحيين في العراق والموصل. ولفت الى أنه دعا “داعش” الى الحوار انسانياً وأكد أنه يحزن على ما حصل للمنتمين اليها ولفقدانهم انسانيتهم.

ولفت الراعي الى أن ثقافة المسيحي ليست العين بالعين والسن بالسن بل ثقافة التسامح والمحبة.

وأشار الراعي إلى انه ينتظر ثورة من المسلمين على ما يحصل في المنطقة، مؤكداً عدم خوفه على مصير المسيحيين.

وعن زيارة القدس شدد على انه “واجبنا زيارة رعيتنا والمؤمنين وزيارتي كانت بمثابة الواجب الروحي والراعوي”.

وختم البطريرك الراعي بتوجيه رسالة الى مسيحيي الشرق: “هذا الذي طعن على الصليب سيكون المخلّص ومن يطعنكم اليوم سينظر اليكم لانكم الخلاص”.

 

اوباما التقى بطاركة الشرق واكد دعم الجيش لقمع الارهاب

الخميس 11 أيلول 2014 /  وطنية - افاد موفد "الوكالة الوطنية للاعلام" الى واشنطن عبدو متى، ان الرئيس الاميركي باراك اوباما استقبل مساء اليوم في البيت الابيض وفد بطاركة الشرق لمدة 35 دقيقة، واكد امامه على دعم الجيش لقمع الارهاب وعدم تسلله الي لبنان، داعيا اللبنانيين الى الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية.

 

المعلوف في مؤتمر مسيحيي الشرق: المسيحيون شركاء اساسيون في تاريخ المنطقة ونصر على ذلك

موقع القوات/اعتبر ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع النائب جوزيف المعلوف في مؤتمر دعم مسيحيي الشرق “ان المؤتمر بحد ذاته هو حدث فريد من نوعه. فهي المرة الاولى التي يعقد فيها مؤتمر لحماية المسيحيين يجمع العدد الكبير من البطاركة المشرقيين، في واشنطن، للتلاقي بشكل عام مع الانتشار اللبناني، اضافة الى عدد من المشاركين من الانتشار العربي الموجود، والتواصل مع عدد من السياسيين في الكونغرس الاميركي الذين لهم تاثير بشكل عام على السياسات العامة”.

واكد “الدعم يمكن ان يقدم من قبل الولايات المتحدة ودول اخرى لها علاقة في الملف المتعلق بالظاهرة التكفيرية التي تدعى “داعش”، وبالتأكيد لادراك ووعي ما يواجهه المسيحيون اليوم في المنطقة، وليس بالضرورة كفكرة اقليات، رغم ان وجود المسيحيين جغرافيا يعتبر من الاقليات في بعض الدول، ولوعي ما يعاني منه المسيحيون تحت غطاء التنظيم التكفيري او الانظمة الاخرى في المنطقة”. وأكد المعلوف “ان المسيحيين ليسوا اقليات على صعيد الشرق، بل هم شركاء اساسيون عبر التاريخ في بناء هذه المنطقة وفي النهضة العربية ككل وسنبقى شركاء في المستقبل”. وقال: “ان مشاركتنا كقوات لبنانية في هذا المؤتمر هي للتأكيد ان للمسيحيين دورا فاعلا كشركاء”، مشددا على “ضرورة حماية الاقليات الموجودة في المنطقة والتأكيد ان المسيحيين هم شركاء اساسيون في المستقبل، ونصر ونؤكد على ذلك، وهذا الامر يتلاقى مع طموحات الكثيرين من اخواننا المسلمين، أكانوا شيعة او سنة، الذين يعرفون قيمة الشراكة المسيحية في المنطقة”. ووصف معلوف اللقاءات التي حصلت مع المسؤولين في الكونغرس الاميركي بالجيدة والايجابية، املا ان يعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما بعض النقاط الاساسية التي تدعو الى التلاقي والتحالف بين الغرب والشرق لمواجهة ظاهرة الارهاب ولايجاد الحلول للمنطقة العربية بما فيها القضية الفلسطينية المرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بهذه الظاهرة التكفيرية القائمة حاليا”.

 

بالصور: “حزب الله” ينعي اثنين من عناصره ولغط حول كيفية مقتلهما

نعى “حزب الله” قتيليه موسى حسين محمد من بلدة البرج الشمالي الجنوبية، وعبدالله علي قاسم من بلدة عيتا الشعب، مفيداً بأنهما قتلا أثناء قيامهما “بواجبهما الجهادي”. في المقابل، أشارت معلومات أخرى عن مقتل كل من محمد وقاسم وإصابة 7 آخرين في انفجار لم تعرف طبيعته في معسكر تدريبي للحزب في وادي فعرا، في البقاع الشمالي.

 

الجيش: تفكيك سيارة في عرسال تحتوي على 100 كلغ مواد متفجرة

الخميس 11 أيلول 2014/ وطنية - صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي: "بتاريخه، حوالي الساعة 11,30، وعلى أثر اشتباه قوى الجيش في سيارة نوع كيا ذات لوحة سورية مركونة الى جانب الطريق في محلة عين الشعب - عرسال، قامت وحدة من الجيش بعزل المكان وتفتيش السيارة المذكورة، فتبين انها تحتوي على مواد متفجرة زنة 100 كلغ معبأة داخل علب معدنية، موصولة باسلاك وصواعق كهربائية، وجاهزة للتفجير. وحضر الخبير العسكري الى المكان حيث عمل على تفكيكها، فيما بوشر التحقيق في الموضوع".

 

واشنطن سلمت الجيش والأمن الاردني أجهزة لكشف المواد الكيميائية

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - اكدت السفارة الأميركية في عمان اليوم انها سلمت القوات المسلحة الاردنية ومديرية الأمن العام 12 جهازا يدويا للكشف على المواد الكيميائية في اطار التعاون لمواجهة "خطر انتشار اسلحة الدمار الشامل".

وقالت السفارة في بيان :انها سلمت "12 جهازا يدويا لكشف المواد الكيميائية قيمتها اكثر من 660 الف دولار لكل من وحدة الدعم الكيميائي وقوات البحرية الملكية التابعة للقوات المسلحة الاردنية، ولمديرية الامن العام".

واضافت : "ان هذه الاجهزة ستمكن مسؤولي الجهات الامنية الاردنية من تحديد المواد الكيميائية السائلة والصلبة والغير المعروفة بسرعة وبدقة وذلك خلال عملهم في الميدان"، موضحة ان "تلك الاجهزة مقدمة من برنامج مراقبة الصادرات ودعم أمن الحدود المشترك مع وزارة الخارجية الأميركية". واشار البيان الى ان هذا البرنامج "يهدف الى دعم الدول الشريكة من خلال تقديم الخبرات والمعدات وبرامج تدريبية وبرمجيات لمساعدتها على تحسين انظمتها الرقابية على الصادرات ومنع عمليات النقل غير المشروعة والتهريب ومواجهة خطر انتشار اسلحة الدمار الشامل". وعززت السلطات الاردنية الرقابة على الحدود الشمالية مع سوريا والتي تمتد لاكثر من 370 كلم مع بلد يشهد نزاعا دمويا منذ آذار 2011 تحدثت تقارير دولية عن استخدام عناصر كيميائية سامة خلاله.

 

مانشيت جريدة الجمهورية:  أوباما وعد بحماية الأقليات... ولبنان شريك ضدّ الإرهاب

الجمعة 12 أيلول 2014/خطف الأضواء أمس حدث تشكيل التحالف الإقليمي ـ الدولي للقضاء على «داعش»، ولم يسجّل أي حدث داخلي بارز، فيما بدأت الأنظار تتجه صوب سوريا والعراق مترقّبة ساعة الانطلاق في الحرب على «داعش» وما يمكن أن يسبقها ويرافقها من مواقف إقليمية ودولية جديدة، في الوقت الذي بدأت الحكومة تستعدّ لمواجهة تداعيات هذه الحرب على لبنان، عبر ضبط الوضع في منطقة عرسال، حيث فكك الجيش سيارة سوريّة مفخّخة بمئة كيلوغرام من المتفجرات، وكذلك ضبط النازحين السوريين في مخيمات على الحدود...

فقد استنهض خطر «داعش» الهمم الدولية والعربية، واصطف الجميع خلف قيادة الولايات المتحدة الأميركية في تحالف جديد استُثنيت منه روسيا وإيران وسوريا، وذلك للقضاء على الإرهاب المتمثّل بهذا التنظيم، والذي أحدث تحولاً لافتاً وتصعيداً في الموقف الأميركي، تمثّل بإعلان الرئيس باراك أوباما أنه سيجيز للمرة الأولى شنّ ضربات جوية في سوريا وشنّ مزيد من الهجمات في العراق، متعهداً في الوقت نفسه زيادة الدعم لـ»المعارضة السورية المعتدلة»، مؤكداً أنه «لا مكان آمنا لإرهابيي «داعش»، ومتعهداً أيضاً «ملاحقتهم أينما كانوا وتدميرهم من خلال استراتيجية شاملة ومتواصلة لمكافحة الإرهاب». وبالفعل، أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة ستبدأ بنشر قسم من طائراتها العسكرية في أربيل بكردستان العراق، تمهيداً لشن ضربات جوية على مواقع «داعش». وقال المتحدث باسم الوزارة الأميرال جون كيربي إن البنتاغون يريد «تقديم دعم جوي أكثر هجومية إلى قوات الأمن العراقية». وفيما أعلنت بريطانيا أنها لن تشارك في ضرباتٍ في سوريا، سارعت موسكو إلى رفض توجيه أيّ ضربة لـ»داعش» داخل الأراضي السوريّة من دون موافقة دمشق أو قرار من الأمم المتحدة. واعتبرت سوريا أن أي عمل عسكري أميركي على أراضيها بلا موافقتها هو بمثابة اعتداء عليها، بينما شكّكت إيران في جدّية الائتلاف الدولي وصدقيته. أما المعارضة السوريّة فأعلنت دعم الخطة الأميركية، وطالبت بالتحرّك ضد النظام السوري.

في غضون ذلك، أكد اجتماع جدة أمس الإلتزام العربي ـ الأميركي بمحاربة الإرهاب، وقال وزير الخارجية الأميركية جون كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي سعود الفيصل: «إنّ الدور العربي رئيسي في مواجهة «داعش»، وإن التعاون لدحرها يشكل نموذجاً يحتذى للتعاون الدولي ضد شرور المتطرفين، وتأمين الحياة الكريمة لأتباع الديانات والأقليات». من جهته، أعلن الفيصل أن كل دول المنطقة «مصمّمة على القضاء على بلاء داعش الذي حلّ بها». وشدّد على «أهمية قطع التمويل ووقف تدفق المقاتلين للانضمام إلى هذا التنظيم، وضرورة التركيز على محاربة الفكر الظلامي الذي يغذّيه». واعتبر أن اجتماع جدّة «يشكل فرصة جيدة لدرس ظاهرة الإرهاب والخروج برؤية موحّدة لمواجهتها عسكرياً واستخباراتياً، والتعامل معها من منظور استراتيجي كامل، ومحاربة الإرهاب في ليبيا وسوريا واليمن». في الموازاة، حضر لبنان في اجتماع جدّة، وأكّد بلسان وزير الخارجية جبران باسيل أنه شريك العالم في الحرب ضد الإرهاب».

إسرائيل

 في غضون ذلك، اعتبرت إسرائيل «أن حركة «حماس» وتنظيم «القاعدة» و»داعش» و»بوكو حرام» و»حزب الله» هم جميعهم غصن من أغصان الشجرة السامة نفسها وتهدّد الإنسانية والسلام العالمي». وأكّد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو «ضرورة محاربة هذه التنظيمات الإرهابية بالطريقة نفسها لأنها إذا حققت مأربها في مكان واحد، فستتمكن من تحقيقها في أماكن أخرى أيضاً».

مخيّمات تجريبية

 وفي إطار التحوط من تداعيات الأزمة السورية التي قد تتصاعد حدتها في ضوء الحرب المقرّرة على «داعش»، أخذ مجلس الوزراء أمس علماً بمقرّرات اللجنة الوزارية المعنية بملف النازحين السوريين، وخصوصاً لجهة إقامة مخيمات تجريبية على الحدود الفاصلة.

وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«الجمهورية» إن «هذه المخيمات ستضم عدداً محدوداً من النازحين بحدود 35 ألف نازح، ويتم درس إمكانية أن تكون بيوتاً جاهزة تتوزّع ما بين العبّودية وجديدة يابوس والمصنع في المنطقة الفاصلة، لكن ضمن الأراضي اللبنانية، وسيرفع فريق العمل المختص لي تقريراً مفصّلاً الثلثاء يتضمّن دراسة شاملة لهذه الخطوات من الجوانب كافة». وأوضح «أن باسيل سيتصل بكل الدول المعنية من بينها سوريا بغية تسهيل العمل والتنسيق. كذلك سيتواصل مع المنظمات الدولية التي رأت أن هذا القرار يعود لنا كحكومة».

وفد إلى قطر اليوم

 وعشيّة زيارة رئيس الحكومة تمام سلام إلى قطر الأحد، والتي تستمر يوماً واحداً للبحث في ملف العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و»جبهة النصرة» في جرود عرسال، يتوجه إلى الدوحة اليوم عدد من أعضاء الوفد القيادي الأمني والإداري المكلّف بالترتيبات والتحضيرات اللازمة على كل المستويات السياسية والأمنية والإقتصادية، وما يتصل منها بالمساعدات المقرّرة لمواجهة آثار النزوح السوري إلى لبنان وانعكاساتها الإقتصادية والإنسانية قبل عقد لقاءات بعد غد الأحد. وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» إن من بين أعضاء الوفد من سيعقد لقاءات تمهيدية تتصل بالوساطة القطرية الجارية في عرسال من أجل إطلاق العسكريين المخطوفين بعدما سبق أعضاء الوفد إلى قطر، الوفد القطري المفاوض الذي أمضى الأيام الأخيرة في عرسال وجرودها، إذ من المقرر أن تبحث في الدوحة آخر المعطيات المتصلة بهذه القضية وتطوراتها، علماً أنها المرة الأولى التي تناقش فيها المعطيات المتبادلة في هذه الوساطة منذ أن انطلقت قبل الحديث عن تكليف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إياها.

مواقف مرتقبة لعون

 إلى ذلك، تترقب الأوساط السياسية المواقف التي سيعلنها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في حوار متلفز مساء الثلثاء المقبل، والتي تأتي عقب لقائه قبل أيام مع الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله. وعلمت «الجمهورية» أن عون سيحدد مواقفه من قضايا الساعة المطروحة داخلياً وخارجياً، وفي مقدّمها موضوع الإرهاب واستراتيجية واشنطن لمحاربة «داعش» والتحالف الدولي بقيادتها. وسيضيء عون على جوانب اجتماعه مع السيد نصر الله والمواضيع التي طرحت خلاله. كذلك سيتناول ملف اللاجئين السوريين وإقامة مخيمات لهم، وملف الانتخابات الرئاسية ومبادرته القاضية بانتخاب رئيس من الشعب، والتي لم يلق بعد ردوداً رسمية عليها. وسيتحدث عن العلاقة مع تيار «المستقبل» وأسباب تعثرها، بالإضافة إلى موقفه الرافض التمديد النيابي والمشدّد على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، علماً أن عدداً من نواب «التيار» قد تقدموا أمس بترشيحاتهم، وهم: نبيل نقولا، إبراهيم كنعان، ناجي غاريوس، حكمت ديب، يوسف خليل، زياد أسود. إضافة إلى عدد من كوادر «التيار». وتجدر الإشارة إلى أن الترشيحات في وزارة الداخلية بلغت حتى أمس 83 مرشحاً، وأبرزهم وزير الاتصالات بطرس حرب، ووزير السياحة ميشال فرعون، وكان اللافت ترشّح النائب نقولا فتوش صاحب مشروع إقتراح التمديد للمجلس.

باولي لـ«الجمهورية» وفي المواقف من الاستحقاق الرئاسي، قال السفير الفرنسي باتريس باولي لـ«الجمهورية» إنه «لا يُمكننا التدخُّل في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وليس لدينا مرشّح ولا «فيتو» على أحد. القرار عند اللبنانيّين، عليهم أن يجتمعوا حول إسم رئيس ليكون حجر أساس للمؤسّسات. ونحن نشهد كلّ يوم نتائج غياب الرئيس في لبنان». واعتبر «أنّ انتخاب الرئيس ضروريّ فهو الخطوة الأولى لإعادة بناء المؤسّسات وإنعاشها. ونحن نشجّع جميع اللبنانيين على الحوار، ولن نأخذ مكانهم، فإذا كانت لديهم النيّة في انتخاب رأس السُلطة، فأعتقد أنّهم قادرون على فعل ذلك». ورأى باولي أن اللبنانيين يمكنهم انتخاب رئيس في معزل عن المؤثّرات الخارجيّة، فإذا أجمع القادة السياسيّون على اسم رئيس، وأعتقد أنّ هذا مُمكن، فمَن سيرفض ذلك؟ على العكس أعتقد أنّ الضوء أخضر». وإذ رفض باولي تحميل أي طرف مسؤولية عدم انتخاب رئيس جديد، قال: «أنا لست قاضياً لأحكم، وأعتقد أنّ المعادلة الداخليّة تسمح بانتخاب رئيس لو كانت الإرادة عند اللبنانيين قويّة». وأوضح باولي أنّ السعودية وفرنسا «جدّدتا في الأيّام الأخيرة نيّتهما تسريع تنفيذ الاتّفاق لتسليح الجيش، وذلك خلال زيارة وليّ العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى باريس، علماً أنّ ملف تسليح الجيش مسألة مُعقّدة لأنّها الأولى من نوعها في هذا المجال، فليس لدينا مثالٌ سابق على اتّفاق من هذا النوع».

أوباما والبطاركة

من جهة ثانية استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما وفد بطاركة الشرق لمدة 35 دقيقة، وشدّد أمامه على دعم الجيش اللبناني لقمع الإرهاب ومنع تسلله إلى لبنان، داعياً اللبنانيين إلى «الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية».

وقال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إنّ «اللقاء مع أوباما كان جميلاً»، مشيراً إلى أنه «فاجأنا بحضوره واستمع لبطاركة الشرق، وطرحنا قضايا معه منها الرئاسة الأولى ودعم الجيش اللبناني، ووعدنا بالسهر على حماية لبنان من كل تداعيات ما يجري في المنطقة».

ولفت إلى أنّ البطاركة شعروا بأنّ «أوباما يحمل همّ المنطقة، وخطر تنظيم «داعش»، ويريد أن يدعم المنطقة والأقليات من خلال خطة تحرك يعمل عليها»، لافتاً إلى أنّ «أوباما شدّد على أهمية عودة المسيحيين إلى بلداتهم وقراهم، ولكنّه لم يدخل في تفاصيل خطته لمواجهة داعش».  ورداً على سؤال عن انسحاب عدد من المشاركين من مؤتمر «الدفاع عن مسيحيّي الشرق» في واشنطن، أجاب الراعي: «لم نلمس أي تداعيات سلبية في البيت الأبيض حيال الموضوع». وتوجّه إلى كل من انتقد المؤتمر، قائلاً: «لا خوف من كل ما كتب وحكي، فالمؤتمر كان لدعم المسيحيين وقضاياهم، ولم يحصل أي خرق أو تشويش، كما أنّه كان ناجحاً وحقق مبتغاه في إيصال الصوت المسيحي إلى العالم».

وعن الانتخابات الرئاسيّة، شدّد الراعي على أنّه «لا يمكن لفريقي «8 و14 آذار» أن يستمرّا في هذا الشكل على سكّتين منفصلتين»، محمّلاً كل الطبقة السياسيّة مسؤولية عدم انتخاب الرئيس. وقال: «مأخذي على كل الكتل في لبنان أنّها متشبّثة بمواقفها حيال انتخاب الرئيس بلا حلول، وكنت قد ناديت بالمبادئ والثوابت، وما حصل في الانتخابات الرئاسيّة مخالفة صارخة للدستور، فالرئيس لم ينتخب ولم يحترم الدستور لناحية دور مجلس النواب الذي ينصّ اليوم على انتخاب الرئيس وليس التشريع».

ورداً على سؤال، قال: «لا نريد تغيير النظام اللبناني، ونفتخر بشكله الحالي، لكننا مع إضافة التحسينات عليه. لا تبحثوا عن لبنان ولا تُضيّعوه. لبنان موجود أمامكم بصيغته وتاريخه».

وأشار الراعي إلى أنّ «هناك من ينتظر الأمر من إيران أو السعودية لانتخاب الرئيس اللبناني، وثبت لنا أنّ مقولة «رئيس صنع لبنان» غير صحيحة»، معتبراً أنّ «عدم قيام أي مبادرة على الأرض لانتخاب رئيس يعني أنّ القرار ليس لبنانياً».

وعن الإحصاءات التي أجراها في شأن الانتخابات الرئاسيّة، قال الراعي: «نفرج عن الإحصاءات عندما تصل الطبقة السياسيّة إلى العجز التام عن انتخاب رئيس ووجود النية للانتخاب»، مؤكداً أنه «لا يمكننا الطلب من أي أحد الانسحاب من الانتخابات الرئاسيّة لأننا لا نعرف حجم أحوكان وفد البطاركة التقى مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي سوزان رايس، وسلّم المسؤولين في الإدارة الأميركية مذكرة تتعلق بأوضاع المسيحيين في الشرق، وما يتعرضون له من قتل وتهجير على يد المنظّمات الإرهابية.

وألقى الراعي كلمة، في إحدى قاعات مبنى الكونغرس الأميركي الذي استضاف مؤتمر «الدفاع عن مسيحيي الشرق»، دعا فيها الدول العربية إلى التحرّك قبل غيرها تجاه المآسي التي يتعرّض لها المسيحيون في الشرق. كذلك دعا المجتمع الدولي إلى التحرك سريعاً لوقف المجازر التي ترتكب في حقّ المسيحيين.وطالب الراعي المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات التي تهدف إلى «تحرير القرى المحتلة من قبل الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وتسهيل عودة النازحين إلى قراهم وبيوتهم في الموصل وسهل نينوى. وإيجاد منطقة آمنة وضمان سلامة هؤلاء الناس بالتنسيق مع الحكومة العراقية والكردستانية، لوقف تهجيرهم مجدداً والحؤول دون خسارة التراث الثقافي وإلغاء وجود المسيحيين من التاريخ.

ودعوة المجتمع الدولي للبحث عن الدول التي تدعم الحركة الإرهابية إن كان على صعيد تدريبهم أو إعطائهم المال ومنع المدارس والجوامع من نشر الفكر الجهادي». وشدّد الراعي في الختام على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة، «فالتهديد يطاول اليوم سوريا والعراق وغداً واشنطن ولندن وباريس.

مجلس الوزراء عين الهيئة المشرفة على الانتخابات النيابية سلام اكد مواصلة التفاوض مع قطر وتركيا لتحرير العسكريين المخطوفين

الخميس 11 أيلول 2014

وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسته العادية برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عند الرابعة والنصف من عصر اليوم في السراي الحكومي، في حضور غالبية الوزراء الذين غاب عنهم وزير الاتصالات بطرس حرب، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير الثقافة ريمون عريجي.

المقررات

بعد انتهاء الجلسة التي استمرت زهاء خمس ساعات ونصف الساعة، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الآتية:"بناء لدعوة دولة رئيس مجلس الوزراء عقد المجلس عند الساعة السادسة عشرة والنصف من يوم الخميس الواقع فيه 11 ايلول 2014 جلسته الاسبوعية في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس وحضور الوزراء الذين غاب عنهم الوزراء بطرس حرب وجبران باسيل وريمون عريجي.

استهل دولة الرئيس الجلسة بالمطالبة كما في كل جلسة بانتخاب رئيس جمهورية جديد باسرع وقت تجنباً للآثار السلبية لاستمرار شغور مركز رئاسة الجمهورية على مختلف الاصعدة ثم تطرق دولة الرئيس الى المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد والى الجو الذي خيم على اجوائها وما رافق ذلك من تحريض طائفي، يصب في مصلحة التكفيرين الارهابيين، الذين يهدفون الى اشعال الحساسيات المذهبية في منطقة عرسال وفي سائر المناطق اللبنانية. وبالرغم من وحدة الموقف في مجلس الوزراء فان بعض وسائل الاعلام استهدفت الحكومة دون ان يؤخذ بالاعتبار ما تقوم به من جهد لوضع الامور في نصابها ومن توفير التغطية الكاملة للجيش للقيام بواجب الدفاع عن لبنان وتحرير الجنود المخطوفين.

وذكر دولة الرئيس ان خلية الازمة عقدت اجتماعا بحضور ممثلين عن الجيش وعن القوى الامنية وقد تحقق المجتمعون من جهوزية الجيش لمواجهة اي عدوان على منطقة عرسال واي منطقة اخرى وقد دعا دولة الرئيس جميع القوى السياسية لادراك خطورة الوضع والعمل على عدم افساح المجال لاي اثارة او تجاوزات في اطار الخطة الامنية التي اعتمدها مجلس الوزراء.

واشار دولة الرئيس الى انه يواصل التفاوض مع قطر وتركيا سعياً لتحرير العسكريين المخطوفين والى ان هناك بعض التقدم في هذا الشأن، غير ان لا شيء يضمن التوصل الى نتيجة مرضية في وقت قريب، لكن الموضوع هو موضع متابعة يشارك فيها المدير العام للامن العام، ولن ندخر جهدا في سعينا لتحرير العسكريين المخطوفين.

بعد ذلك ادلى بعض الوزراء بوجهات نظرهم حول هذا الموضوع مشددين على التضامن الحكومي في مواجهة الوضع وعلى وجوب تقديم كل الدعم للجيش في مهمته بالدفاع عن الوطن. وقد ابدى الوزير نهاد المشنوق ان اي تصريح يشكك في دور الجيش وقيادته لا يعبر الا عن رأي صاحبه، ولا يمثل موقف الجهة السياسية التي ينتمي اليها، والتي عبرت عن موقفها اكثر من مرة بدعم الجيش وقيادته وسائر القوى الامنية.

واكد الوزير اشرف ريفي على الموقف نفسه بالنسبة الى الجيش والتعرض له.

بعد ذلك اشار وزير الاعلام الى الاجتماع الذي عقده قبل ظهر اليوم مع مديري الاخبار في معظم المحطات التلفزيونية. وقد تم الاتفاق في هذا الاجتماع على ضرورة دعم المؤسسة العسكرية واخراج قضية المخطوفين من التجاذبات السياسية والطائفية وصون السلم الاهلي كما تم التوافق على استبعاد الصور المسيئة والتصريحات المثيرة للنعرات

وبنتيجة مناقشة هذا الموضوع قرر مجلس الوزراء التأكيد على الطلب من وسائل الاعلام الالتزام باحكام القانون وبميثاق الشرف الذي التزموا به طوعا في تغطية الاخبار والتعليق عليها وفي الحلقات السياسية ودعوة وزير الاعلام ضبط اي مخالفة وملاحقة المخالفين تطبيقا للقانون .

ثم انتقل مجلس الوزراء الى بحث المواضيع الواردة على جدول اعمال الجلسة واتخذ بشأنها القرارات اللازمة واهمها:

1 - الموافقة على طلب وزارة الاقتصاد والتجارة تحديد السعر التشجيعي للقمح المحلي والشعير لموسم العام 2014 وعلى اعطاء المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري سلفة خزينة للتعويض على المزارعين عن الاضرار الناتجة عن قلة المتساقطات.

2 - الموافقة على طلب وزارة الداخلية والبلديات وضع دفتر الشروط الخاص لاطلاق مناقصة عمومية لتلزيم مشروع نظام متكامل لاصدار رخص سوق ورخص سير المركبات الالية ولاصقات الكترونية.

3- الموافقة على مراسيم بنقل اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة بعض الوزارات للعام 2014.

4 - تعيين الهيئة المشرفة على الانتخابات النيابية برئاسة القاضي السابق نديم عبد الملك.

5 - الموافقة على قبول بعض الهبات.

 

نصر الله وعون يثبتان تحالفهما خارج السرب الوطني ويتجاهلان الجيش

بيروت السياسة/12 أيلول/14

وسط جمود سياسي تام, يواجه لبنان تحدي قضية العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية, حيث تأمل الحكومة أن تجد حلاً بالتفاوض من دون التنازل عن مبدأ السيادة, أو خرق القوانين اللبنانية. وفي وقت كانت الأنظار تتركز على هذه المسألة التي تهم جميع اللبنانيين, بدا لقاء الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون خارج السياق الوطني. وخرج الطرفان بمواقف أقل ما يقال فيها, إنها تغريد خارج السرب, فلم يتم ذكر الجيش ومعركته ضد الإرهاب في عرسال, وإنما اعتبر نصر الله وعون أنهما سبقا الجميع بالتحذير من خطر الإرهاب, في استعادة لموقفيهما الداعمين منذ نحو ثلاث سنوات لنظام الرئيس بشار الأسد, والمؤيدين لدعايته الكاذبة عن أنه يقاتل الإرهاب الأصولي في سورية. وأكد مصدر سياسي مطلع لـ”السياسة”, أن هذا الاجتماع ليس إلا إشارة إلى تصلب متجدد في موقف فريق “8 آذار”, في ما خص المواضيع الداخلية, وأهمها الانتخابات الرئاسية, وكذلك لتبرير دعوة هذا الفريق للتعاون بين الجيشين اللبناني والسوري في معركة جرود عرسال, وهذا ما ترفضه الحكومة. وإذا كان العماد عون أراد من الاجتماع مع نصر الله, توجيه رسالة إلى الفريق الآخر الرافض لتوليه رئاسة الجمهورية, بأنه لا يزال قوياً بتحالفه مع “حزب الله”, فإن نصر الله خرج من اللقاء معتبراً أنه أعاد إمساك الورقة المسيحية, بانتظار استخدامها في أي تسوية مقبلة قد تضطر طهران إلى إبرامها, على غرار ما حصل في العراق. وعلى خط مواز, فإنه من المنتظر أن تتحرك المساعي إقليمياً لإيجاد حل لأزمة العسكريين المخطوفين, مع سفر رئيس الحكومة تمام سلام, الأحد المقبل إلى قطر لطلب وساطتها, حيث سجل تدخل قطري محدود من خلال وسيط سوري أثمر بعض الحلحلة من خلال الإفراج عن خمسة عسكريين, ولكن سرعان ما تأزمت الأمور بعد ذبح الجندي الشهيد عباس مدلج. وتأمل الحكومة اللبنانية أن تتدخل قطر بقوة لمعالجة هذه الأزمة, وهي قادرة على ذلك, من خلال علاقاتها المباشرة وغير المباشرة مع أطراف سورية معارضة, إن لم يكن لإنهاء الأزمة فوراً, فأقله لتبريدها ووقف مسلسل ذبح العسكريين, ومنع الإرهابيين من المضي في لعبة المفاوضات على حد السكين. -

 

حمادة لـ”السياسة”: تحالف “حزب الله” – عون دعوة للقتل والإرهاب والتسلط والإفقار و"لا أمن ولا أمان من دون تسوية رئاسية"

بيروت – “السياسة”: أكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة أن حكومة الرئيس تمام سلام تفعل ما في مقدورها بشأن حل قضية العسكريين المخطوفين. وقال حمادة لـ”السياسة” إن “الحكومة غير متجانسة ومشتتة ولولا نوايا رئيسها الحسنة والأداء الموضوعي لبعض الوزراء, لكنا وقعنا في الفتنة الطائفية والمذهبية منذ بدايات الصيف”. وأضاف أن “التماسك الوطني هو الذي يمنع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وغيره أن يوقعنا في المحظور وأن يجرنا إلى حرب أهلية, نتمنى أن يكون اللبنانيون قد تعلموا دروسها السابقة وأيقنوا أن التعصب والحقد يجران البلد إلى هاوية محتومة وإلى مصير شبيه بما يجري حالياً في العراق وسورية”. وأشار إلى أن معالجة ظاهرة “داعش وبقية التنظيمات الإرهابية يجب أن تكون داخلية وعربية وإسلامية قبل كل شيء, لأننا لا نحبذ أساساً أن يرسم الطيران الأميركي حدود الكيانات العربية وتقسيم مناطق النفوذ بينها”. واعتبر أن البيان الذي صدر عن لقاء الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله والنائب ميشال عون يترجم مرة جديدة وقوع لبنان بين مطرقة تسلط “حزب الله” وتعنت عون, “ما يحرم الجمهورية من رئيس لها ويعطل المؤسسات كافة ويهدد بفراغ كامل بعد انقضاء استحقاقات الرئاسات والانتخابات”. ورأى أن “اللقاء الذي سرب عنه أنه ثبت ترشيح العماد عون غير منطقي ولن يتحقق منه شيء, ما يدفعنا إلى تسوية إلزامية في موضوعي المرشح الرئاسي ومعالجة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من, إذ أنه من دون تسوية لا أمن ولا أمان ولا ازدهار ولا حتى بقاء للبنان”. وفيما أكد أن مبادرة قوى “14 آذار” لا تزال تصطدم بالرفض أو الصمت من قبل مكونات الفريق الآخر, قال حمادة إن “دعوة نصر الله وعون إلى تعميم تحالفهما غير قابل للإنجاز, لأن غالبية اللبنانيين لا تريد أن تنجر, لا إلى المغامرات العسكرية ولا إلى استضعاف المؤسسات الدستورية”, معتبراً أن تعميم التجربة “دعوة للقتل والإرهاب والتسلط والإفقار”.

 

 اللاجئون ينزحون من المناطق الشيعية باتجاه الأماكن السنية والمسيحية بسبب تحريض “حزب الله” واستياء في الأوساط الاغترابية من اختباء الحزب وراء الجيش

حميد غريافي/السياسة

السياسة/حملت قيادات اغترابية لبنانية في “المجلس العالمي لثورة الأرز” في واشنطن وسيدني, على مواقف قادة “حزب الله” في بيروت الداعية الى تغطيس الجيش اللبناني في حرب مفتوحة مع تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” في مرتفعات جبال عرسال وامتداداتها في منطقة القلمون. وتساءل رئيس المجلس جو بعيني من استراليا “لماذا لا يرسل حسن نصر الله ومحمد رعد وتوابعهما عصاباتهم لمقاتلة هذين التنظيمين في تلك المناطق التي كانوا يتبجحون حتى الأمس القريب بأنهم احدثوا فيها المعجزات العسكرية الى جانب شبيحة بشار الأسد في القلمون, لإنقاذ المخطوفين من عناصر الجيش الذين لاقوا مصيرهم الراهن في ايدي هذه الجماعات الارهابية بسبب اعتداءات “حزب الله” وارهابيته على الشعب السوري دعماً لمجرمي البعث وآل الاسد?”. وأضاف بعيني “اذا كان محمد رعد كما قال إنه لم يعد يستطيع أن يستقبل كل يوم علي السيد وعباس مدلج مذبوحين, وطالما ان “داعش” ومثيلاتها هي التي هزمتها المقاومة في القصير ويبرود وكل بلدات القلمون حسب قوله ايضاً, فلماذا يدفع بالجيش متواضع التسليح باتجاه الانتحار عنه وعن حزبه وعن ايران ولا يبادر الى شن الحرب?”. بدوره, قال أمين سر “المجلس العالمي” جوني حجار لـ”السياسة” إن الولايات المتحدة التي سلمت قيادة الجيش اللبناني قبل ايام باخرة “يتيمة” من الذخائر والاسلحة غير الفتاكة “لم تفعل ذلك لتشجيع هذه القيادة على القيام بمغامرات متهورة في ملاحقة “داعش” الى عقر داره في الجبال والوديان, بل لمعرفتها بحاجة الجيش الى العتاد الذي أرسلته له, وخصوصاً ذخائر المدفعية وراجمات الصواريخ ومدمرات الحصون, وان ادارة اوباما قد تأخذ على عاتقها بعيد دخول الحرب مع “داعش” في العراق قبل نهاية هذا الشهر ثم انتقالها لمتابعة فلول هذا التنظيم الى سورية وحدود لبنان, تدميره في عرسال وغير عرسال, ومن هنا قد تكون مخاوف “حزب الله” رادعاً له للاشتباك مع التنظيم مجدداً في القلمون ومرتفعات عرسال فيها, مع بقايا الجيش السوري النظامي المختبئ الى جانب عناصر الحزب في تخوم بلدات هذه المنطقة الواسعة, واصراره على دفع الجيش اللبناني الى ركوب هذا المركب الوعر”. وفي سياق متصل, كشفت أوساط امنية رسمية لبنانية لـ”السياسة” النقاب عن انفجار ظاهرة خطيرة ابتداء من مطلع هذا الشهر, على إثر اعدام الرهينتين الشيعيتين واختطاف الشاب السني من سعد نايل في برتيال بالبقاع, هي ظاهرة نزوح آلاف اللاجئين السوريين من المناطق الشيعية الجنوبية باتجاه المناطق السنية وذات الغالبية المسيحية, بعدما بلغت بروباغندا “حزب الله” ذروتها في شحن الشارع الشيعي ضد هؤلاء اللاجئين, كما ان عودة ظاهرة تقليب الشارع الشيعي على الجيش اللبناني لفتت انظار اللبنانيين والعرب والاجانب, وذلك على إثر اطلاق تظاهرات شيعية لـ”حزب الله” في منطقتي مارميخائيل والكفاءات في ضاحية بيروت الجنوبية ضد قيادة الجيش لـ”تخاذلها عن شن عمليات كومندوس لإطلاق الأسرى المخطوفين”.

 

الجراح لـ”السياسة”: الأهالي يروجون لـ”داعش” في سعدنايل ليبرروا تسلحهم واعتبر أن الأزمة مازالت في بدايتها

بيروت – “السياسة”: اعتبرت مصادر نيابية بقاعية أن الوضع في البقاعين الأوسط والشمالي أفضل مما كان عليه في اليومين الماضيين, بعد موجة الخطف والخطف المضاد التي جرت إثر ذبح الجندي المخطوف عباس مدلج على يد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). وقالت المصادر إنها تأمل في أن تكون المناطق البقاعية قد تجاوزت فعلاً الانزلاق إلى فتنة مذهبية, “كما كان يخطط لها المغرضون والطابور الخامس الذين راحوا يصبون الزيت على النار, مستغلين ما جرى لمآرب شخصية”. وفي هذا السياق, أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب جمال الجراح أن الإفراج عن المواطن أيمن صوان وأبناء عرسال خفف كثيراً من حدة الاحتقان المذهبي الذي شهدته منطقة البقاع قبل أيام. وقال الجراح لـ”السياسة”, “إن الحياة إلى طبيعتها في المنطقة انتظاراً لحل موضوع العسكريين المخطوفين, وآملاً في أن تتكلل جهود الحكومة وما يقوم به المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم, بالنجاح ويتم الإفراج عنهم في وقت قريب”. ورأى “أن الأزمة ما زالت في بدايتها وقد تستغرق وقتاً, لأن التفاوض لا يتم من خلال دولة مع دولة, بل من دولة مع عصابة إرهابية”, مضيفاً أن المفاوضات في مثل هذه الحالات تخضع في الغالب لشروط الفريق الذي يكون لديه رهائن ومخطوفون. وناشد أهالي العسكريين التحلي بالحكمة والصبر حتى تنتهي الأمور بسلام, نافياً أي وجود لـ”داعش” في سعدنايل أو في بعض القرى البقاعية. واعتبر أن “ترويج الأخبار وتكبير الأمور, هدفه تبرير عملية التسلح التي تتم في بعض القرى الشيعية التي تجري على قدم وساق”. وأضاف “لا شك أن توزيع السلاح وإخافة الناس قد ينتج عنهما حرب أهلية سواء شئنا أم أبينا, لأن هناك قوى معروفة تسعى إلى عدم الاستقرار في المنطقة”, داعياً “الجميع إلى التحلي بالحكمة والوطنية لتجنيب البلد كارثة متوقعة”. وأشار إلى الجراح أن نداءات رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري “لا تكفي وحدها لوأد الفتنة ومنع حصولها, ما لم يبادر الفريق الآخر الذي يملك السلاح لتحذير الناس من خطر الانزلاق إلى التقاتل المذهبي والطائفي والاحتكام إلى القانون ومرجعية الدولة في حل الأمور الخلافية”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 11/9/2014

الخميس 11 أيلول 2014

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

بعد ساعات من إعلان أوباما الحرب على داعش، إجتماع في جدة ضم عشر دول من بينها لبنان حول خطة هذه الحرب، لكن هناك مجموعة تؤيد الحرب وتشترط قوننتها ومرورها بمجلس الأمن وهي روسيا والصين وإيران. وهي أيضا ذهبت الى أبعد من ذلك الى اعتبار الحرب من دون موافقة النظام السوري اعتداء على سيادة بلده.

وفيما أكد لبنان بلسان وزير خارجيته في اجتماع جدة مشاركة العالم في الحرب على الارهاب تتوقع محافل سياسية ان تكون في لبنان جولة مواقف من الخطوة بين الاجماع على محاربة الارهاب وبين الانقسام بين تأييد لإجتماع العربي-التركي-الأميركي أو مجموعة اشتراط قوننة الحرب.

هذه المجموعة أي إيران وروسيا والصين لم تدع الى اجتماع جدة ووزير الخارجية السعودي ركز على إنهاء الارهاب ووزيرالخارجية الاميركي يتوجه الى تركيا التي شاركت في الاجتماع لاستكمال التقارب مع مصر والسعودية.

وقد قال جون كيري إن الدين الاسلامي سلمي ولا يقبل بأعمال داعش فيما شدد سعود الفيصل على ان محاربة الارهاب ليست عسكرية فقط وإنما فكرية أيضا.

ولأن لبنان التزم موقف إجتماع جدة فإن مجلس الوزراء الذي انعقد في السرايا الحكومية ناقش إمكانات المشاركة اللبنانية في تلك الحرب.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

انه الحادي عشر من أيلول، الولايات المتحدة بلسان رئيسها تعيد تجديد التفويض الكوني لنفسها بمحاربة الارهاب، ولكن أوباما الذي هو من غير طينة الـ "بوشين" الأب والابن، لا يهوى الاحتكاك الأرضي بالعدو، يفضل حربا جوية على التطرف يخشى أن تكون نتائجها هوائية. ولكن للأمانة وللتاريخ، لن يتم اسقاط الارهاب والقضاء عليه إن لم يشمر العرب عن سواعدهم ويقاتلوا متحدين هذه الظاهرة المتوحشة.

هذه الأجواء المصيرية يجب أن تفرض على العرب والغرب المجتمعين في جدة عدم التأخر في تأسيس التحالف العسكري والسياسي الذي يتولى على الأرض وليس من السماء انقاذ العالم من خاطفيه الى خارج العصر.

الحرب على الإرهاب تجاوزت عقبة حقيقية، إذ وضع التحالف العتيد الارهاب التكفيري والارهاب المتنور في الخانة نفسها.

وكانت دمشق، وبعدما تأكد لها رفض واشنطن التنسيق العسكري الجوي معها في محاربة داعش، جددت تحذيرها الادارة الأميركية من أنها ستعتبر أي غارات أميركية في سوريا عدوانا على السيادة. ودمشق تسعى بحركة مشوبة باليأس الى استدراج دعم روسيا لحماية موقفها.

لبنانيا، الحكومة وضعت ملف العسكريين المخطوفين على سكة التفاوض، وانهت تداعيات الخطف والخطف المضاد في البقاع باطلاق معظم المخطوفين، وبدأت ترسم سياسة اختبارية لضبط النزوح السوري وهي تسعى الآن الى أن يكون لبنان على الضفة الصحيحة من الحرب على الارهاب، هذه المرة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

اكملت التموضعات الدولية تحت عنوان محاربة الارهاب، الولايات المتحدة اطلقت استراتيجية الحرب، وفي جدة السعودية تظهرت الخطط الاقليمية المكملة للحملة الغربية. روسيا اشترطت احترام سيادة الدول، والصين دعت للالتزام بالقانون الدولي، وايران شككت ووصفت التحالف بالحركة الاستعراضية.

اما تركيا فلن تشارك في ضرب داعش وتعاونها يقتصر على تقديم قواعدها العسكرية في جنوب البلاد للمساعدة اللوجستية.

اوروبيا يقتصر دور بريطانيا على شن ضربات ضد داعش في العراق لا في سوريا، هل هي الحرب الفعلية على الارهاب، ام صراع على الاحجام والادوار في المنطقة، كيف تنجح الحملة الدولية في غياب الروس والايرانيين والسوريين؟

موسكو استنفرت على خط الدفاع عن السيادة السورية، فصدر عن وزارتيها الخارجية والحربية تحذيرات واضحة لفرملة اي اندفاعة غربية ضد الجيش السوري.

وفي دمشق كانت اشارات مجيء المبعوث الدولي استيفان ديميستورا وكلامه عن المصالحة السورية توحي بمضي الغرب ايضا بالمسار الدبلوماسي. ديميستورا كان يستمع اليوم من الرئيس بشار الاسد الى استعداد دمشق لاستكمال الحوار الشامل ومواصلة الحرب ضد الارهاب.

كلام الاسد يستند الى وقائع ميدانية في الاتجاهين لن يتجاهلها ديميستورا، وفي الاشارات الخارجية اتفاق اليمن ومتابعة المفاوضات الايرانية الغربية في العاصمة النمساوية.

لبنانيا، انفراجات جزئية في الملفات الامنية كما في مشهد حورتعلا اليوم بإنتظار الافراج العام المربوط بملف المخطوفين العسكريين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في منتصف الثمانينات دعمت اميركا اسامة بن لادن في مواجهة السوفيات وعادت فقتلته وفي اواخر الثمانينات دعمت اميركا صدام حسين ضد ايران واوحت له ابريل غلاسبي في اللقاء الفخ بينهما ان بلادها لا تمانع احتلاله الكويت وعادت فطردته من الكويت وباعت لبنان لدمشق واعدمت صدام حسين بعد احتلالها بغداد.

تواطأت اميركا مع دمشق على لبنان لثلاثة عقود وكانت العلاقة بينهما مثالا في الواقعية والبراغماتية وعادت وانقلبت على دمشق لرفضها الابتعاد عن ايران وضرب حزب الله وتبني الشرق الاوسط الجديد بنسخته الاميركية.

اعلنت اميركا الحرب على القاعدة وطالبان العام 2001 بعد 11 ايلول الذي يصادف في مثل هذا اليوم وعادت قواتها الى الديار من دون ان تتمكن من القضاء على طالبان التي تسيطر اليوم على افغانستان وعلى القاعدة التي انجبت مسخا وحشا اسمه داعش.

مع بداية ما يسمى الربيع العربي دعمت اميركا الانقلاب على الانظمة واستبدال ديكتاتور او متسلط بآخر شرط ان يكون تابعا لها وشجعت الاسلام السياسي الذي كان سببا لانهيار الربيع العربي. الاسلام السياسي المعوم من اوباما وكلينتون سقط وكان سقوطه سببا لصعود التطرف الاسلامي المتمثل بداعش.

اليوم يعلن اوباما الحرب على داعش معترفا ان داعش اخطر من القاعدة وان انسحابه من العراق كان خطأ وان تبنيه للاسلاميين كان اكثر من خطأ استراتيجي.

اللافت ان الحلف الذي سيقاتل داعش يضم دولا تسلح وتدرب وتدعم وتمول داعش عملا بالمثل القائل: لا يخضع الملحد الا الشيطان.

وفي بيروت رفعت الحكومة اللبنانية الحرم عن التعاطي مع سوريا واقرت من دون ان تعلن ان سياسة الابواب المغلقة قد تؤدي الى ازمة مفتوحة فخطت اليوم الخطوة الاولى باتجاه فك الاشتباك مع دمشق باقرار اقامة مخيمات للنازحين السوريين على الحدود وهي خطوة لا يمكن ان يكتب لها النجاح ما لم تحظى بموافقة الطرف السوري.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

انجاز جديد للجيش اللبناني في عرسال، احبط جريمة متقنة، لو حصلت لاضافت صفحة دموية جديدة في سجل الارهاب، ولسببت مأساة اضافية للبنان..

ضبط الجيش سيارة كيا سورية الهوية، محملة بمئة كيلو غرام من المواد الشديدة الانفجار، مركونة قرب مركز له على الطريق نحو اللبوة، ولم يضبط معها اجابات عن العديد من التساؤلات:

فمن اين تسربت السيارة في ظل حال الاستنفار الامني بين عرسال وجرودها؟ وهل ما زالت بعض ممرات الموت سالكة؟ ام ان الايام ستكشف عن مصانع للموت مستحدثة داخل الاراضي اللبنانية؟

اصوات التحريض ما زالت تصدح في غير مكان من لبنان، فيما اصوات العقل والتعقل تعمل لاطفاء نار الفتنة، وتؤلف القلوب، وترص الصفوف بوجه الارهاب..

على اسم مكافحة الارهاب جمعت واشنطن حلفاءها وبعضا من دول المنطقة في جدة، وكابرت مستبعدة سوريا وهي اكثر من كواها نار الارهاب..

فكان الرد من دمشق ان اي عمل عسكري داخل اراضيها ومن دون تنسيق معها هو بمثابة عدوان..

فيما شكك الروسي ومعه الايراني في خلفيات مؤتمرات عاجزة عن اشراك المعنيين الحقيقيين بقتال الارهاب والارهابيين.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

قبل ثلاث عشرة سنة وقف جورج بوش معلنا الحرب على الارهاب، واليوم يقف باراك اوباما مجددا التهديد بالقضاء على الارهاب نفسه.

ما بين التاريخين ذهب زعماء ورؤساء وتغيرت انظمة لكن حقيقة واحدة بقيت وهي ان الارهاب يتمدد وينتشر ويحمل اسماء جديدة من داعش واخواتها وغيرها.

الرئيس الاميركي اعلن استراتيجيته لمحاربة داعش معلنا الاستعداد لشن ضربات جوية عليها داخل سوريا كما في العراق وحسم انه لا يمكن الاعتماد على نظام الأسد الفاقد الشرعية، كاشفا لاول مرة عن خطوات عملية لتقوية المعارضة من خلال تسليحها وتدريبها.

خطاب اوباما اعقبه اجتماع اميركي عربي تركي في جدة قابله رفض روسي ايراني اسدي لمواجهة داعش تحت ذرائع مختلفة حتى كاد المريب ان يقول خذوني.

لبنان المشارك في اجتماع السعودية كان موضوع مواجهة الارهاب حاضرا على طاولة حكومته التي يغادر رئيسها تمام سلام الاحد المقبل الى قطر لبحث ملف العسكريين المخطوفين. وعلى طاولة الحكومة ايضا اقامة مخيمات للنازحين السوريين بالقرب من الحدود بعدما بات المناخ السياسي مؤات لتشييدها.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

فالقضاء على داعش يلزم إلى العرب بقرار أميركي وانسحاب بريطاني وتململ تركي، لأن المرء لا يحارب نفسه. ومن أرض اتهمت يوما بأنها كانت مصدرا من مصادر التمويل دعا وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل إلى تجفيف منابع الإرهاب وقطع التمويل بما في ذلك السلاح المتدفق من بعض الدول. عشر دول تعهدت مع واشنطن العمل معا لمحاربة داعش من دون إشراك قوات أجنبية في القتال لكن روسيا وضعت فيتو شفهيا مستدرجة حوارا مسبقا معها وإذنا بالدخول إلى محمية روسية في المنطقة وبموجبه فإن الخطوة الثانية لأميركا تكمن في تحريك عجلة التفاوض من فوق الطاولة ومن تحتها مع الروس والإيرانيين. السعودية على رأس الدول الجاهزة لمحاربة الإرهاب وهي استبقت التحالف العربي الدولي بقرار تدريب المعارضة المعتدلة على أراضيها بعد تمويلها وتسليحها عربيا وأميركيا لكن سبق الفضل.. واختبرت المملكة في ثلاثة أعوام التسليح والتمويل على مجموعات تحمل الأوصاف عينها وإذ بالسلاح يذهب إلى داعش والنصرة ولا تجني السعودية منها سوى الاتهاما.ت كان مال المسلمين يصرف على تدعيم الحجر الأساس لدولة داعش.. وما تبقى منه يقتطع كزكاة لجماعة إسطنبول لكون ثورتهم النخبوية مكلفة وتحتاج إلى بيوت مال لتسديد فواتير الفنادق الحالمة فعلى أي اعتدال في المعارضة ستصرف سبائك المملكة الذهبية اليوم؟ وليسموا اسما واحدا من المعارضين الوسطيين الذين "مانوا" على قطعة أرض في سوريا أو سيطروا على دسكرة أو حي؟ تجربة السنوات الثلاث تقول إن الجهة الممولة والمسلحة والمجموعات المتدربة ما "طالت عنب اليمن ولا بلح الشام" وعليه فإنه لا تدريب ولا من يدربون. لبنان الحاضر في اجتماع جدة كدولة متضررة ممثلا في وزير الخارجية جبران باسيل أعلن أنه شريك العالم في الحرب على الإرهاب لكن هذه الشراكة لن تقيه شر الدولة الاسلامية هذا البلد يستضيف على أراضيه مليونا ونصف مليون نازح سوري.. لديه مشكلات حدود على عدد كيلومتراتها.. يعيش أزمة الخطف وعسكريوه رهائن لدى تنظيمات إرهابية يعاني منذ بدء الازمة وقراه الأمامية عرضة للاجتياحات، وعلى الرغم من كل ذلك فلبنان لا يريد التحدث الى الدولة السورية ولا يستند إلى معاهدات سورية لبنانية مشتركة ترعاها الأمم المتحدة. نحن في سباق مع الزمن.. ونقفل الأبواب على الحوار مع الدولة السورية.. الوقت ضدنا وتستعجله داعش والنصرة أيضا حتى لا يدهمها الشتاء والثلج وتتم محاصرتهما في الجرود فالمجموعات الإرهابية تبحث عن ملاذ دافئ ولن يكون أمامها سوى التقدم باتجاه عرسال أو استعادة السيطرة على مناطق في القلمون لأنها لن تحيا في الجبال عرضة للخطر الأبيض. ومن هنا فإن لدى الجيش أوراق قوة يمسكها في يده لكنها تستلزم اكتمال العدة سواء في الدعم العسكري أو من خلال التنسيق مع الجيش السوري وحزب الله.. وهذا أقوى أدوات التفاوض.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

التحالف الدولي ضد داعش، خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الوراء، ففي مقابل جرعة الدعم التي قدمها الرئيس الاميركي باراك أوباما والتي أتبعت بمؤتمر جدة الذي تحضره إحدى عشرة دولة، بدأت تتجمع دول تناهض هذه العملية وفي مقدمها روسيا التي أعتبرت أن أي ضربات أميركية أحادية في سوريا تشكل انتهاكا للقانون الدولي، كما ان سوريا ترفض أي ضربة ما لم يتم التنسيق معها... أما المفاجأة فتمثلت في موقف بريطانيا التي أعلنت أنها لن تشارك في ضربات في سوريا.

في المقابل تتجه الأنظار إلى واشنطن حيث سيتوجه البطاركة المشاركون في مؤتمر دعم مسيحيي الشرق إلى البيت الابيض، ومن غير المستبعد أن يلتقوا الرئيس أوباما ولو بشكل بروتوكولي.

في لبنان، شكل بند النازحين السوريين محور نقاش في مجلس الوزراء، والإتجاه يميل إلى استحداث مخيمات في العبودية والمصنع.

في غضون ذلك، شهد ملف المخطوفين في البقاع حلحلة لافتة من خلال إطلاق إثنين، فيما قضية العسكريين المخطوفين ما زالت تنتظر اتصالات تتجاوز الحدود اللبنانية، وقد تبدأ ملامح الاجوبة في الزيارة التي يعتزم الرئيس سلام القيام بها لقطر الاحد المقبل.

في غضون ذلك نجت عرسال اليوم من عملية إرهابية كانت تتمثل في استهدافها بسيارة مفخخة لولا اكتشافها.

 

جمعية لنعمل من أجل المفقودين تطلق برنامج اشراك أسرهم في المطالبة بحقها في معرفة مصير احبائها

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - أطلقت جمعية "لنعمل من أجل المفقودين" بالتعاون مع مؤسسة "أبعاد - مركز الموارد للمساواة بين الجنسين" و"المفكرة القانونية" اليوم، برنامجا يهدف الى اعلام واشراك أسر المفقودين والمخفيين قسرا في لبنان في المطالبة "بحقها في معرفة مصير احبائها" ويوصل صوتها لأصحاب القرار. وستساعد على تحديد مواقع محتملة للمقابر الجماعية، وتطوير الإفتراضيات المتعلقة بهوية الضحايا المحتملة. وفي موازاة ذلك، سيدعم المشروع جمعيات الأسر في العملية القضائية الجارية، والتي بدأت في العام 2009. والهدف من ذلك الوصول إلى قرار قضائي يعترف بوجود المقابر الجماعية وحمايتها من أجل نبشها في المستقبل.

 

درباس: سننشئ عددا محدودا من مخيمات اللاجئين بصورة تجريبية وسنحاول ان نوجد تمويلا لهذه المخيمات من قبل المانحين

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - أشار وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إلى أن "عدد مخيمات النازحين السوريين في لبنان كان في نيسان الماضي 700 واصبح اليوم 1400 ويسكنها اكثر من 18% من النازحين من دون اي رقابة أمنية او صحية او اجتماعية".

وقال، في حديث إلى محطة "ام تي في": "يجب ان نبدأ بمحاولة لانشاء اماكن تليق بالانسانية، وتشجع الذين يسكنون بصورة غير لائقة في المناطق اللبنانية ان يأتوا اليها، فتقلص التضخم الموجود داخل المجتمع اللبناني". وأكد اننا "سننشئ عددا محددا من المخيمات بصورة تجريبية وسنرى كيف سيتم التجاوب معها، سواء من قبل النظام السوري او المعارضة او النازحين السوريين او المنظمات الدولية". أضاف:"سنحاول ان نوجد تمويلا لهذه المخيمات من قبل المانحين وتحديدا الدول العربية، ومن قبل بعض الجمعيات التي تعرض المساعدة. في حال نجاح التجربة ووجدنا أن الوضع آمن فان هذا الأمر سوف يقنع المنظمات الدولية بأن تساهم بالرعاية. فاذا اصبح الوضع على درجة عالية من التنفيذ الجيد نتوسع به الى درجة التخفيف من التضخم الى نسبة 50%".

 

احمد الحريري عبر "تويتر": كلام الضاهر عن الجيش لا يمثل تيار المستقبل

الخميس 11 أيلول 2014 / وطنية - أكد الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري في تغريدة عبر موقع "تويتر"، ان "كلام النائب خالد الضاهر اليوم عن الجيش لا يمثل "تيار المستقبل". وقال: "موقفنا حازم خلف الرئيس سعد الحريري، بالتضامن حول الجيش والقوى الامنية وبدعمهم لحماية لبنان".

 

كرم: الدعوة للتحالف مع نظام ارهابي ضد مجموعة ارهابية مشبوهة وتغطية للاجرام

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - اكد النائب فادي كرم في تغريدة على تويتر "ان الحرص على الوطن وعلى السلم الأهلي لا يتحقق إلا بمواجهة كل أنواع الإرهاب، فالدعوة لمحالفة نظام إرهابي ضد مجموعة إرهابية مشبوهة، ليس إلا خدعة وتغطية للاجرام".

 

خالد الضاهر: إطالة امد اطلاق مخطوفي الجيش تعبر عن مأزق حقيقي في لبنان

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - عقد النائب خالد الضاهر مؤتمرا صحافيا في دارته في طرابلس، قال فيه: "بداية، أوجه تحية إكبار لأهالي الجيش اللبناني المخطوفين لصبرهم وتحملهم فقدان أولادهم لأكثر من شهر وعشرة أيام في ظل التعاطي مع المسألة بكثير من البرودة وعدم المسؤولية. وبالرغم من تقديري الكبير لجهود الرئيس تمام سلام ولبعض الوزراء إلا أنني أبدي استنكاري الشديد لمحاولات إطالة أمد إطلاق سراح أسرى الجيش اللبناني عبر كلمات غير مفهومة عن السيادة وعن هيبة الدولة وغير ذلك من الأمور التي لا تعبر إلا عن مأزق حقيقي في لبنان بأن هناك من يمنع إطلاق سراحهم ويرفض التفاوض مع الخاطفين بينما يقوم بالوساطات والمفاوضات السرية مع هؤلاء المقاتلين لإطلاق سراح أسراهم، أعني أسرى حزب الله، والإتيان بجثث قتلاهم الذين سقطوا في القلمون".

أضاف: "لا بد من وقفة جامعة لكل الطوائف في لبنان، وأدعو أهالي الأسرى جميعا من السنة والشيعة والمسيحيين والدروز جميعا الى موقف واحد سيلتقون فيه على ضروة إطلاق سراح اولادهم وعودتهم سالمين والتفاوض الواضح الصريح مع الخاطفين لأن ذلك يحقق مصلحة حماية أرواح أبنائنا وجنودنا في الجيش اللبناني.

لقد سبق لي أن حذرت منذ أكثر من شهرين من خطورة استهداف البلد عبر استهداف أهل السنة والإعتداء عليهم بالقتل والإغتيال والخطف والتضييق وهذه الاستهدافات لا تزال تزداد بشكل خطير. وأسأل: أين الخطة الأمنية؟ إنها خطة تستهدف أهل السنة وتستهدف البلد حيث تتعاون مخابرات الجيش مع ميليشيا حزب الله فيتشددون مع أهلنا وفي مناطقنا ويتساهلون مع مناطق حزب الله وميليشياته. ففي مناطقنا يفتش الجيش حتى الهواتف ويتطلعون على الرسائل داخلها ما يعتبر من خصوصيات الناس، وحتى الدراجات الهوائية يوقفونها لأتفه الأسباب ويتعاملون مع الناس بطريقة فجة وعدائية وغير قانونية. ومن يذهب من شبابنا الى سوريا كعمل فردي ليتضامن مع الثورة السورية يزج بالسجون ويحاكمون وفق قانون الإرهاب. اما في مناطق حزب إيران فالصواريخ تمر ويغض الطرف عنها تمر على الحواجز بكل إحترام وحقول المخدرات رأيناها على شاشة التلفزة ويمر الجيش وشاحناته بقربها وكأن شيئا لم يكن. وأصحاب الحقول يهددون الجيش والدولة فهل هؤلاء محميون أم غير معروفون؟ المسلحون يسرحون ويمرحون ذهابا وإيابا الى سوريا أمام أعين الجيش ومخابراته ويتم التعاطي معهم بكل محبة وإحترام بينما يعاملون أهلنا كأعداء للجيش في حين أن مناطقنا تشكل البيئة الحاضنة للجيش".

وتابع: "في مناطقنا، يحصل الخطف والقتل أمام الرأي العام وخير دليل ما حصل للشيخ أحمد عبد الواحد على حاجز الجيش، يقتل نادر بيومي في صيدا في مركز المخابرات، يتم الهجوم على مازن أبو عباس في البقاع الغربي ويقتل في بيته أمام أطفاله، ولن أذكر الجميع... خضر المصري في التبانة وغيرهم كثيرين من أبناء مجدل عنجر. يعاملوننا كأننا أعداء. فخالد حميد تم إغتياله أمام مسجد في عرسال. ولا بد لي من القول بأنه لا يزال هناك بعض ضباط المخابرات يعبثون بأمننا ويسيئون لمناطقنا عبر عصابات يديرونها ويدفعونها للاساءة الى أمن مناطقنا. وأريد أن أسأل: لماذا هذه القنابل التي تطلق يوميا في نهر أبو علي وفي بعض المناطق؟ هل هذا الأمر لا تعرفه المخابرات أو إنهم هم الذين يديرونها من أجل تحقيق مشروع إيران والنظام السوري لضرب إستقرار لبنان وضرب مناطق السنة التي تؤيد الدولة والمؤسسات، أي المناطق التي تؤيد الرئيس سعد الحريري؟ حتى أنهم يركبون ملفات لشبابنا وكلكم تعلمون أنهم دكاترة وعدد من المهندسين وخرجوا بعدها أبرياء. وقبلها الخلية التي تحدثوا عنها وفيها تلميذ ضابط وغيره من العسكريين وتم تضخيم الأمور وتبين لاحقا أنها مفبكرة. فأين كرامة الناس وأين كرامتكم أيها المسؤولون عندنا؟ لماذا لا تحاسبون هؤلاء الذين يجب أن يستقيلوا ويحاسبوا على إهانتهم للناس وإساءتهم إليهم".

وقال الضاهر: "الحقيقة أيها الإخوة، أقول بصراحة، نواب طرابلس والشمال مسلمون ومسيحيون وسماحة مفتي طرابلس والوزراء في طرابلس كلهم يشتكون من ممارسات العميد المسؤول في المخابرات في الشمال ولا يستطيع أحد إبعاده عن طرابلس والشمال وبات أقوى من النواب والوزراء والمفتين. ومن هنا أقول للرئيس سعد الحريري، إذا كنا لا نستطيع تغيير مسؤول في المخابرات ما هو دورنا في هذا البلد؟ وما هي قيمتنا فيه؟ وكلكم تدركون أننا إتكلنا عليك وعلى الرئيس السنيورة منذ أربع سنوات ونصف وتحدثنا إليكم عن الممارسات السيئة والإرتكابات والإساءات لأهلنا ومنطقتنا ألا يكفي ذلك؟ لقد سبق وحذرت بأن الثورة السنية قادمة وليست ببعيدة لأن هذه الممارسات المسيئة بحق الناس لن يرضى بها أهلنا ولن يرضى أهل السنة بهذا الذل والإهانة من أجل تمرير مشروع إيران في المنطقة ليخضع الجميع له. لن نقبل بهذا الموضوع. لقد بذلنا كل الجهود في السر، منذ أيام الرئيس السنيورة، وعقدنا اجتماعات. واليوم لم نعد نحتمل هذه الممارسات وتصوير طرابلس من قبل المخابرات بأنها مدينة إرهابية. ولن أكشف اليوم كل الأمور، لكن في الأيام المقبلة سأقول أكثر من هذا الكلام بكثير. لذلك، أبشركم أنه طالما تمارسون بحقنا ما يمارسه بشار الأسد في سوريا وما مارسه نوري المالكي في العراق بحق أهل السنة، أقسم بالله، أنه سيحصل في لبنان مثلما حصل في سوريا والعراق".

واردف: "من هو الإرهابي؟ أليس هو من اغتال الشيخ رفيق الحريري بألفي كيلو غرام من المواد المتفجرة؟ وأين كانت يومها داعش والنصرة؟ ومن قتل النواب مسلمين ومسيحيين والقيادات الأمنية والشهيد وسام الحسن والرائد وسام عيد وغيرهم من القادة والسياسيين؟ إذا، يبدو ان هذا الأمر لا يؤخذ على محمل الجد".

أضاف الضاهر: "أنا مع ثقتي الكبيرة بضباطنا في الجيش اللبناني وجنودنا الأبطال وأبنائنا وقدراتهم العسكرية المميزة، إلا أنني أعلن عدم ثقتي بمخابرات الجيش اللبناني وقيادتها الذين لم يدافعوا عنا في أية محطة، لا في 7 أيار ولا في كل الفترات الماضية، بل كان هدفهم تصورينا كإرهابيين وتركيب الملفات لنا وممارسة الضغط على شبابنا والوثائق غير القانونية عند المخابرات خير دليل. هناك خمسة عشر ألف وثيقة بحق شبابنا لإذلالنا وإخضاعنا لنصبح جميعا تابعين للمخابرات. طبعا ليس همهم أن يدافعوا عن سيادة البلد، هناك سياسة النأي بالنفس، فلماذا السماح لإرهابيي حزب الله بالذهاب الى سوريا وقد حذرنا منذ اليوم الأول بأن هذا السماح سيجلب إرهابيين من سوريا، وهذا فعل ورد فعل بحسب قانون الطبيعة. هناك تعاون وتنسيق ودعم دائم لحزب الله وتضييق على شبابنا للشبهة، فكم من المعتقلين الإسلاميين في سجن رومية بلا محاكمة رغم أن اتهامهم بسيط جدا وهو أن بعضهم إتصل بأناس وكل ذلك لأن ليس لديهم لا أب ولا أم. لذا أحذر أهلنا في لبنان من مغبة زج الجيش اللبناني في معارك ومغامرات حزب إيران ضد المقاتلين السوريين والتعاون مع النظام السوري وحزب إيران ونرفض أن يموت أبناؤنا الجنود لأجل مشروع إيران والنظام السوري وأطالب أهل الجنود أن ينتبهوا على أولادهم لأن المؤامرة مطلوبة بأن يزجوا بمعارك دفاعا عن النظام السوري ولا مصلحة للبنان فيها ويطلق الرصاص على أبنائنا في الجيش من الخلف كما حصل في عبرا- صيدا وكما حصل في عرسال".

واستنكر "التعاون القائم بين ميليشيا حزب الله والجيش اللبناني ليس فقط في صيدا بل في عرسال أيضا"، وقال: "هناك غرفة عمليات مشتركة ومسلحون يواكبون الجيش في شاحناته هذا الأمر لم يعد مقبولا ولن نرضى به. وسيادتنا وحريتنا وكرامتنا تأمرنا رفض أن يكون الجيش اللبناني عصا في يد إيران والنظام السوري".

أضاف: "أناشد خادم الحرمين الشريفين بأن لا يتم دفع أي مبلغ من المليارات الأربعة الى لبنان لأن هذه المليارات ستصرف على جيش قراره ليس بيد الدولة والحكومة اللبنانية بل يستخدم ضد العروبة وضد أهل السنة والمسيحيين. لذلك، أناشدك يا خادم الحرمين الشريفين ألا تسمح بتمرير هذا المال لمن يعادي العروبة والإسلام ولبنان والدولة والكيان".

وختم: "أستنكر أشد الإستنكار الإعتداءات الإجرامية التي طالت النازحين السوريين وما جرى بحقهم من تعسف وإعتداءات مناقضة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية وشرعة الأمم المتحدة وشرعة الله سبحانه وتعالى. وأدعو الدولة اللبنانية الى إيقاف عبث الميليشيات الطائفية بأمن لبنان وبحق اللبنانيين، خصوصا أن هناك أمورا كثيرة لم تسلط عليها الأضواء، عندما قتلت عصابة في بعلبك إبن بلدة معربون عمر حسن، كما لم يسلط الضوء على مقتل خالد طرابلسي إبن السابعة عشرة من قبل عصابة أيضا في بعلبك والخطف مستمر... فأين الدولة؟ لماذا الإساءات وعمليات الخطف تحدث عندنا ولا يقومون بتوقيف عصابات السرقة والمخدرات والخطف والقتل والإعتداءات وغير ذلك من الأمور.

المهم الإساءة لمناطقنا لتخضع لحزب الله ويتجه الجميع الى 8 آذار. هذا لن نرضى به ونحذر من السياسة الخرقاء".

 

مساعدة امين عام الامم المتحدة والمفوض السامي ل UNHCR يزوران لبنان من 14 الى 18 الحالي

الخميس 11 أيلول 2014 / وطنية - أعلن برنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP، في بيان اليوم، ان مساعدة الامين العام ورئيسة المجموعة الانمائية للامم المتحدة ومديرة برنامج الامم المتحدة الانمائي هيلين كلارك، ستصل الى لبنان في اول زيارة رسمية لها يوم الاحد في 14 ايلول وتستمر الزيارة لغاية 18 منه. وأشار البيان الى انه "في أول زيارة رسمية تقوم بها إلى لبنان منذ أن تولت منصبها في عام 2009، ستقوم السيدة كلارك بتبادل وجهات النظر مع الحكومة حول دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دعم التنمية في لبنان. وستجتمع السيدة كلارك خلال زيارتها مع رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس مجلس النواب وأعضاء الحكومة اللبنانية لمناقشة اولويات التنمية في لبنان وآفاق دعم المجتمعات الداعمة للاجئين السوريين لتعزيز قدرتها على مواجهة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة كما سيتم مناقشة دور البرنامج في دعم التنمية في لبنان في ضوء التحديات الجديدة التي تواجه المنطقة. واعلن البيان ان المفوض السامي لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين UNHCR انطونيو غوتيريس سيشارك مع السيدة كلارك في زيارة ميدانية نهار الثلاثاء الواقع فيه 16 ايلول لبعض المشاريع المضيفة للاجئين السوريين، الممولة من برنامج الامم المتحدة الانمائي ومنظمة الامم المتحدة للاجئين السوريين. وتهدف هذه الجولة الميدانية الى تقديم الدعم للمجتمعات اللبنانية المضيفة والقدرة على الاستمرارية مع زيادة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية. كما سيجتمع كل من السيدة كلارك والسيد غوتيريس مع ممثلين عن السلطات المحلية والدول المانحة ومنظمات المجتمع المدني والقيادات النسائية وممثلين عن مؤسسات القطاع الخاص وشركاء التنمية الآخرين. وسترافق الدكتورة سيما بحوث مديرة المكتب الاقليمي للدول العربية في برنامج الامم المتحدة الانمائي السيدة هيلين كلارك في زيارتها الى لبنان. كما يرافق السيد امين عوض، المدير الاقليمي لمفوّضية الأمم المتّحدة للاجئين السيد انطونيو غوتيريس.

 

صالح: التحالف الدولي لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية مرحلة من مراحل تحقيق الفوضى الخلاقة

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب عبد المجيد صالح ان "مرحلة التحالف الدولي لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي أشد خطرا على المنطقة، وهي اسلوب ملتو ومرحلة جديدة من مراحل سبقت لتحقيق الفوضى الخلاقة في العالمين العربي والاسلامي ومزيد من الضغط على الجمهورية العربية السورية". ودعا صالح في تصريح في مكتبه في صور، الى "قراءة متأنية للقرارات الدولية التي تصدر بشأن حق التدخل، خصوصا ان دولا كروسيا والصين وايران خارج هذا التحالف، وهذا يعني ان النويا لهذا التحالف لم تتبدل تجاه المنطقة وان عملية معاقبة المقاومة في لبنان والدولة السورية لا تزال في مقدمة القرارات الدولية المبطنة". وأشار الى "أهمية تحصين لبنان بأدنى مقومات الصمود السياسي الذي يتمظهر بصورة اطلاق عجلة المؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية ومعالجة باقي الملفات الانسانية والاجتماعية وخاصة ملف النازحيين السوريين وعدم المزايدة بهذا الملف وتحميل ازره لفئة دون اخرى، في الوقت الذي يتحمل هذا تبعات هذا الملف للدول التي تدعم الارهاب الداعشي والحر والنصرة". لفت الى ان "تحصين لبنان ينضوي ايضا تحت ضرورة تسليح الجيش اللبناني ودعم المقاومة بالعتاد والرجال". وطالب القيادات السياسية والروحية ب"ضرورة التمتع بأعلى درجات الوعي للحؤول دون انتشار الفتنة من خلال مأجورين وموتورين وفوضويين".

 

الساحلي:المنطقة في غليان غير مسبوق والارهاب التكفيري شوه صورة الاسلام

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي، في لقاء سياسي في منطقة حي السلم، أن "المنطقة تعيش غليانا غير مسبوق وأن الارهاب التكفيري شوه صورة الاسلام المحمدي الاصيل وحتى صورة الانسانية ويخدم مصالح اسرائيل".

وقال: "ان لبنان ليس في منأى عما يحصل في المنطقة وخير دليل ما حصل في عرسال من استهداف للجيش، وبالتالي استهداف لوحدة لبنان وكل مكوناته. ومن هذا المنطلق، يجب على كل الافرقاء ان يكونوا على درجة عالية من الوعي والمسؤولية". واضاف: "ان هذا الخطر الداهم يستدعي كل انواع التضامن والتعاون للوقوف صفا واحدا ضد الإرهاب الذي لا يرحم احد ولا يميز بين الناس". وذكر انه "منذ البداية ونحن نطالب وندعو الى الحوار والتلاقي ولم نغير من موقفنا". وتمنى على "أهلنا ان يتعظوا من الكلام الصادر عن اهل الشهيدين مدلج والسيد وألا ننجر الى الفتنة التي اصبحت هدفا للارهابيين ومن وراءهم، وعلينا ان نكون جميعا مع الجيش قولا وفعلا لحماية الوطن ومحاربة الدواعش ومن معهم وليس فقط برفع الشعارات الرنانة والوعود البراقة".

 

اسامة سعد: المراهنة على الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب خاسرة

الخميس 11 أيلول 2014 / وطنية - دعا الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد في تصريح إلى "تكاتف الللبنانيين جميعا لمواجهة الإرهاب الذي بات يشكل خطرا داهما يهدد لبنان والشعب اللبناني"، مشددا على "أهمية توفير كل أشكال الدعم للجيش الذي يخوض معركة الدفاع عن الشعب والوطن"، مؤكدا "أولوية تحرير العسكريين المخطوفين". واعتبرأن "المراهنة على الولايات المتحدة، وعلى حلفائها في المنطقة، لمحاربة الإرهاب، هي مراهنة خاسرة. فالولايات المتحدة لا تريد القضاء على الإرهاب، بل هي راغبة في تحجيمه، وفي إعادة توظيفه لاستكمال تنفيذ مخططاتها في المنطقة، ولا سيما استكمال تقسيم العراق، ومواصلة تدمير سوريا وتقسيمها، وتفجير الفتنة في لبنان". واضاف :"تجاه خطر الإرهاب الذي بات يشكل تهديدا مصيريا للبنان واللبنانيين، لا يجوز للحكومة أن تستمر في اتباع سياسة النعامة، فتدفن رأسها في الرمال متعامية عن هذا الخطر. بل ينبغي لها أن تتخذ القرار الوحيد المجدي، ألا وهو اعتماد خطة مواجهة شاملة على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والإعلامية وسواها، إضافة إلى توفير متطلبات هذه المواجهة،ومن أولى هذه المتطلبات تزويد الجيش اللبناني بكل ما يحتاجه على صعيد العديد والتسليح والتجهيز". وسأل: "عن مصير قرار تطويع عشرة آلاف مجند في القوى العسكرية. فهل سينفذ هذا القرار، أم سيبقى حبرا على ورق، وعن مصير هبة الثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش، وعن مصير هبة المليار دولار أيضا، هل هي هبات حقيقية أم مجرد دعايات إعلامية". واكد سعد ان الشروط الأساسية لضمان النجاح في مواجهة الإرهاب أن "تكون هذه المواجهة مواجهة وطنية شاملة، لا طائفية ولا مذهبية، فالخطر الإرهابي يطال لبنان كله، كما يطال الشعب اللبناني كله بوجوده المتنوع، وبالقيم التي يتبناها، وأساليب العيش التي ارتضاها". ورأى ان المواجهة الوطنية للارهاب تستدعي "أن تتخلى القوى السياسية اللبنانية كافة عن تموضعاتها المذهبية والطائفية والفئوية لمصلحة تموضع وطني جامع، وعلى القوى التي وفرت الرعاية والاحتضان للجماعات الإرهابية أن تتخلى عن وهم امتلاكها القدرة على السيطرة على تلك الجماعات وتوظيفها لخدمة مصالحها الفئوية، وأن تبادر فعليا إلى قطع كل صلاتها معها. فتلك الصلات والأوهام لا تؤدي إلا إلى خراب لبنان". واعتبر سعد "أن الولايات المتحدة ليس لديها موقف ضد الإرهاب، فهي من وفر الرعاية لنشوء تنظيم " القاعدة" الإرهابي، وهي أيضا من وفر الدعم لتفرعات هذا التنظيم، سواء في ليبيا، أم في سوريا، أم في اليمن، أم في غيرها من البلدان". واشار سعد " انه ومنذ سنوات وصولا إلى اليوم، وتحت إشراف الولايات المتحدة، تؤمن تركيا عبور الإرهابيين القادمين من سائر أنحاء العالم نحو سوريا والعراق، وتقديم الخدمات المختلفة لهم، كما تؤمن مرور الأسلحة والذخيرة وسواها، كما أن أنظمة الخليج تؤمن لهؤلاء الإرهابيين التمويل والتسليح وغيرهما، فهل يصدق أحد أن هذه الدول الراعية للإرهاب قد انقلبت فجأة ضده، وهل يصدق أحد أن هذه الدول باتت تشكل جبهة عالمية لمحاربة الإرهاب". وتابع :"الحقيقة أن هذه الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة، لا ترغب بأكثر من تحجيم "داعش" لكونها قد اقتربت من " كردستان"، ومن منابع النفط في كركوك، وهي تعمل من أجل توظيف سائر الجماعات الإرهابية لاستكمال تنفيذ مخطط إثارة الفتنة المذهبية، ومحاربة تيار المقاومة ضد العدو الصهيوني، إضافة إلى استكمال تقسيم العراق، وتدمير سوريا وتقسيمها، وتفجير الفتنة في لبنان". وختم سعد:"إن أي مراهنة على دور الحلف الأميركي- التركي- الخليجي في محاربة الإرهاب هي مراهنة خاسرة،الأمر الذي يؤكد على أهمية أن يعتمد اللبنانيون على أنفسهم بالدرجة الأولى للتصدي لخطر الإرهاب، وأن يبادروا للوقوف صفا واحدا تحت الراية الوطنية اللبنانية لمواجهة هذا التهديد المصيري".

 

اوباما اعلن عن عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية الازمة الاوكرانية

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - اعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما عن "فرض عقوبات جديدة ضد روسيا، تشمل قطاعات المال والطاقة والدفاع"، وذلك ردا على "الاعمال غير الشرعية التي تقوم بها موسكو في اوكرانيا". وقال اوباما في بيان: "اليوم، ننضم الى الاتحاد الاوروبي بالاعلان اننا سنكثف عقوباتنا ضد روسيا"، مشيرا الى ان "تفاصيل هذه العقوبات الاميركية الجديدة سيعلن عنها غدا.

 

الولايات المتحدة احيت الذكرى ال13 لاعتداءات 11 ايلول واوباما وقف دقيقة صمت في حديقة البيت الابيض

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - أحيت الولايات المتحدة اليوم، الذكرى ال13 لاعتداءات 11 ايلول 2001 التي اوقعت قرابة ثلاثة آلاف قتيل، وذلك بمراسم اقيمت في نيويورك وبنسلفانيا وواشنطن. ففي واشنطن وقف الرئيس الاميركي باراك اوباما وزوجته ونائبه جو بايدن دقيقة صمت في حديقة البيت الابيض بمشاركة حوالى 300 شخص من مساعديهم، في نفس اللحظة التي اصطدمت فيها قبل 13 عاما اول طائرة يقودها انتحاريو تنظيم القاعدة بأحد برجي مركز التجارة العالمي في جنوب مانهاتن. وبعد وقوفه دقيقة صمت توجه أوباما الى البنتاغون، حيث تحطمت احدى الطائرات الاربع التي اختطفها في صبيحة ذلك اليوم انتحاريو القاعدة واصطدمت بالمبنى وذلك للمشاركة في مراسم مماثلة. وفي مقر وزارة الدفاع قال اوباما "فلنتذكر اولئك الذين فقدناهم والذين نبكيهم، نبكي لعائلاتهم ولانفسنا. نتذكرهم كما نتذكر ايضا اولئك الذين يواصلون القتال على حدودنا واولئك الذين يسهرون على حماية ارضنا". وقال ان "اولئك الذين ارادوا بث الفرقة، رأوا على العكس من ذلك وحدة". وفي نيويورك، تجمعت عائلات الضحايا في موقع البرجين اللذين انهارا والذي اقيم فيه نصب تذكاري، حيث اقيمت مراسم بدأت ككل عام. وبعدها توالى ممثلون عن هذه العائلات على قراءة اسماء الضحايا ال2983 الذين سقطوا في ذلك اليوم في نيويورك .

 

11 دولة بينها لبنان تعهدت بالعمل على محاربة داعش في ختام الاجتماع الاقليمي في جدة

الخميس 11 أيلول 2014 / وطنية - اكدت الولايات المتحدة ودول الخليج مع مصر ولبنان والاردن والعراق، التزامها العمل معا على محاربة "تنظيم الدولة الاسلامية". كما اكدت الدول العشر مع الولايات المتحدة في ختام اجتماع اقليمي عقد في جدة بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري، انها "تتشارك الالتزام بالوقوف متحدة ضد الخطر الذي يمثله الارهاب على المنطقة والعالم، بما في ذلك ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام". وشددت الدول ال11 في بيانها المشترك على انها "وافقت على ان تقوم كل منها بدورها في الحرب الشاملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية". واعتبرت ان "ذلك يشمل وقف تدفق المقاتلين الاجانب عبر الدول المجاورة ومواجهة تمويل الدولة الاسلامية وباقي المتطرفين، ومكافحة ايديولوجيتها التي تتسم بالكراهية، ووضع حد للافلات من العقاب وجلب المرتكبين امام العدالة والمساهمة في عمليات الاغاثة الانسانية والمساعدة في اعادة بناء وتأهيل مناطق الجماعات التي تعرضت لبطش تنظيم الدولة الاسلامية، ودعم الدول التي تواجه الخطر الاكبر من التنظيم". واشارت الى "المشاركة، اذ كان ذلك مناسبا، في الاوجه المتعددة للحملة العسكرية المنسقة ضد تنظيم الدولة الاسلامية". ورحبت ب"تشكيل حكومة عراقية جامعة وبالخطوات الفورية التي تعهدت هذه الحكومة باتخاذها لخدمة مصلحة جميع المواطنين العراقيين بغض النظر عن الدين او المذهب او العرق". وشارك في الاجتماع اضافة الى الولايات المتحدة والسعودية، كل من الامارات والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان ومصر والعراق والاردن ولبنان، اضافة الى تركيا التي امتنعت عن المشاركة في البيان الختامي.

 

دي ميستورا: لمساعدة السوريين على التوصل الى حل سياسي خاص بهم ومحاربة الارهاب اولوية بالنسبة لنا

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - أعلن المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا، خلال تصريح امام الصحافيين في دمشق اليوم، ان "هناك ضرورة لمساعدة السوريين على التوصل الى حل سياسى شامل خاص بهم مع الاخذ في الاعتبار الحقائق والتطورات الجديدة، ومنها خطر المجموعات الارهابية التى عرف بها قرار مجلس الامن الدولى رقم 2170". وقال: "ان التهديد الارهابى أصبح مصدر قلق وخوف عالمى يتشاركه الجميع، وان محاربة الارهاب أولوية بالنسبة لنا، ولا يمكن أن تتم دون تسريع عملية سياسية تفضي الى وضع امني مختلف، ووضع افضل للعائلات السورية، وان النتائج التى توصل اليها كوفي عنان والاخضر الابراهيمى لن تتم اضاعتها". وحول لقاءاته بالمسؤولين السوريين في دمشق قال: "ان هذه اللقاءات كانت ناجحة جدا، وان لقائي مع الرئيس بشار الاسد كان مطولا ومثمرا جدا، وان الامم المتحدة ستعمل جاهدة الان من اجل مساعدة الحكومة السورية والمواطنين السوريين بغية تخفيف العنف كأولوية، وايصال المساعدات والخدمات للعائلات السورية اينما كانوا، على أن يحدث ذلك بالتزامن مع عملية سياسية شاملة". اضاف: "الامم المتحدة موجودة الان فى سوريا وهذا امر مهم. وان الخبر الجيد هو أن الجميع أصبح يشعر بالحاجة لبعض المبادرات في ما يتعلق بالارهاب الذى اصبح حديث المنطقة والعالم. وكلما كان قرار مجلس الامن 2170 اكثر شمولية كان ذلك افضل".

وكان دي ميستورا اجتمع في وقت سابق اليوم مع الرئيس السوري بشار الاسد ومع مسؤولين سوريين

 

الاسد استقبل دي ميستورا: ما تشهده سوريا والمنطقة جعل مكافحة الارهاب اولوية لأنه بات الخطر الاكبر

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - اجتمع الرئيس السوري بشار الاسد، اليوم، مع المبعوث الخاص للامم المتحدة الي سوريا ستيفان دي ميستورا والوفد المرافق. واعرب الرئيس الاسد، خلال اللقاء، عن "استعداد الحكومة السورية لمواصلة العمل مع المبعوث الدولي وتقديم الدعم والتعاون اللازمين، لانجاح مهمته بما يحقق مصلحة الشعب السوري في الوصول الي حل يضمن الخلاص من الارهاب، والقضاء علي تنظيماته بمختلف مسمياتها". اضاف الرئيس السوري: "ان ما تشهده سوريا والمنطقة جعل مكافحة الارهاب اولوية لأنه بات الخطر الاكبر الذي يهدد الجميع، ولان أي تقدم في هذا المجال من شأنه ان يسهم في دعم المصالحات الوطنية التي نجحت حتى الان في العديد من المناطق السورية، لتشكل نقطة انطلاق نحو حوار سوري". من جهته، اكد دي ميستورا انه "لن يدخر جهدا في العمل مع جميع الاطراف داخل سوريا وخارجها، من اجل ايجاد حل سلمي للازمة في سوريا، عبر عملية سياسية بالتوازي مع مكافحة الارهاب والمضي في المصالحات الوطنية".

 

كيري من جدة: سنتصدى لشر داعش ووقف التمويل ابرز وسائل المحاربة والقضاء عليه

الخميس 11 أيلول 2014 / وطنية - أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن شكره ل"الجهود السعودية التي جمعتنا في هذا الاجتماع المهم جدا، الذي يجمع الكثير من الدول من اجل مواجهة الترهيب الذي يمارسه تنظيم داعش"، منوها "بجهود الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز على هذه المبادرة، بعد تشكيل حكومة جديدة في العراق". وقال بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في جدة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي: "سنتصدى لشر داعش ونسعى لسلام شامل يريده الجميع، واستراتيجية ارئيس الاميركي باراك اوباما تقوم على ائتلاف عالمي. كما اكدنا ضرورة الوقوف بوجه المخاطر وتشويه صورة الاسلام، وما يقوم به داعش لا علاقة له بالاسلام". اضاف: "نعرف جميعا ان "داعش" هو تنظيم لا يعرف حدودا، وهو تنظيم يمارس الاغتصاب ويقوم ببيع النساء، ويتعرض لمجموعات دون التمييز بين دين وآخر وعرق وآخر، بما فيهم الايزديين والمسيحيين، لان هؤلاء الناس لا يشبهونهم، حيث قاموا بالعديد من الجرائم ومنها قتل الصحفيين الاميركيين". وقال: "نعمل مع باقي الدول من أجل بناء أكبر ائتلاف ممكن لمواجهة تنظيم داعش الذي يمارس العنف ويقوم باضطهاد الناس ويقف في وجه اي سيادة للقانون"، لافتا الى أن "وقف التمويل هو أبرز وسائل المحاربة والقضاء على هذا التنظيم". وأكد كيري أن "هذا اليوم مهم جدا لانه يصادف الحادي عشر من أيلول، بعد 11 سنة من الاعتداءات والتداعيات التدميرية الذي خلفها التطرف المشبع بالكراهية ضد الشعب الأميركي".

 

وزير الخارجية السعودي: لابد من تجفيف منابع الإرهاب وقطع التمويل والسلاح عنه

الخميس 11 أيلول 2014 / وطنية - اكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، انه "سبق وعبر عن اسفه لعمليات القتل باسم الدين، فالإرهابيون يتباهون بنشر جرائمهم بإسم الدين والدين منهم براء"، واشار الفيصل في مؤتمر صحافي عقده ونظيره الاميركي بعد انتهاء اجتماع جدة الى "اننا خرجنا من اجتماعنا برؤية موحدة لمحاربة الإرهاب عسكريا وفكريا"، لافتا الى "اننا استمعنا إلى شرح من وزير الخارجية الاميركية جون كيري عن الإستراتيجية الأميركية بشأن الارهاب"، معبرا عن "خيبة أمله تجاه صمت المجتمع الدولي". اضاف: "علينا الحرص على التعامل مع ظاهرة الارهاب من منظور استراتيجي شامل، وأي تحرك أمني ضد الإرهاب لا بد ان يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر التكفيري وقطع التمويل والسلاح عن الإرهاب، اذ لابد من تجفيف منابع الإرهاب بعد ان ألغت "داعش" حدودها بين سوريا والعراق".

وقال:" بحثنا في الاوضاع السياسية في البلدان المضطربة والتي يتمركز فيها الارهاب واكدنا ضرورة تكثيف الجهود لمعالجة اوضاعها. وشكل اجتماعنا اليوم فرصة جيدة لبحث هذه الظاهرة من مختلف جوانبها، والخروج برؤية موحدة لمكافحتها عسكريا واستخباراتيا وسياسيا". ونوه ب"ما حمله خطاب الرئيس باراك اوباما من مضامين وجدية في مكافحة الارهاب بما في ذلك التأكيد على ملاحقة الارهابيين اينما كانوا".

 

البابا استقبل الرئيس التونسي وكدا دعمهما للحوار بين الاديان ورفضهما للتطرف والعنف

الخميس 11 أيلول 2014 / وطنية - استقبل البابا فرنسيس، صباح في الفاتيكان، الرئيس التونسي المنصف المرزوقي واعلن الاثنان "دعمهما للحوار بين الاديان ورفضهما للتطرف والعنف". والتقى بعدها المرزوقي الرجل الثاني في الفاتيكان سكرتير الدولة بيترو بارولان ثم وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور دومينيك مامبرتي، بحسب بيان صادر عن الفاتيكان. اضاف البيان: "أتاحت المحادثات مناقشة مواضيع ذات اهتمام مشترك مثل العمل من اجل السلام ورفض كل تطرف وعنف، والدعوة الى الحوار بين الاديان والدفاع عن حقوق الانسان وخصوصا الدفاع عن حرية المعتقد والحرية الدينية. وشدد الطرفان على الدور الذي تقوم به الكنيسة الكاثوليكية في المجال الاجتماعي والصحي والتربوي لخدمة كل التونسيين وخصوصا الاكثر فقرا بينهم. وناقشا عددا من الملفات الدولية والاقليمية، لا سيما المرتبطة بمنطقة البحر المتوسط".

 

دمشق: اي عمل عسكري اميركي على ارضنا من دون موافقتنا بمثابة اعتداء

الخميس 11 أيلول 2014/وطنية - اعتبرت دمشق اليوم ان "أي عمل عسكري اميركي على اراضيها من دون موافقتها هو بمثابة اعتداء"، بحسب تصريحات وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، بعد ساعات من اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما "حربا بلا هوادة على تنظيم "الدولة الاسلامية"، بما في ذلك توجيه ضربات جوية ضده في سوريا". وقال حيدر ردا على أسئلة الصحافيين بعد لقائه الموفد الدولي ستيفان دو ميستورا: "ان أي عمل كان، من أي نوع كان، من دون موافقة الحكومة السورية هو اعتداء على سوريا"، مشيرا الى انه "في القانون الدولي، لا بد من التعاون مع سوريا والتنسيق معها وموافقتها على أي عمل كان، عسكريا او غير عسكري، على الارض السورية".

 

الامم المتحدة أكدت الافراج عن 45 جنديا فيجيا كانت تحتجزهم جبهة النصرة في سوريا

الخميس 11 أيلول 2014 / وطنية - اكد متحدث باسم الامم المتحدة، الافراج عن 45 من جنود حفظ السلام الفيجيين الذي خطفتهم قبل اسبوعين "جبهة النصرة" الموالية للقاعدة، في الجزء السوري من هضبة الجولان المحتلة. وقال المتحدث: "تم اليوم في الساعة 14,30 بالتوقيت المحلي تسليم جنود السلام الفيجيين الخمسة والاربعين الذين كانوا محتجزين الى قوة الامم المتحدة عند الموقع 80". وكان الجنود الفيجيون ضمن مراقبي قوة الامم المتحدة في الجولان التي تشرف على وقف النار بين اسرائيل وسوريا منذ 1974.

 

موسكو: أي ضربات اميركية أحادية ضد الدولة الاسلامية في سوريا انتهاك فاضح للقانون الدولي

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - اعتبرت موسكو، اليوم، ان "أي ضربات اميركية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا من دون موافقة الامم المتحدة ستشكل "انتهاكا فاضحا" للقانون الدولي. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش: "ان الرئيس الاميركي اعلن عن احتمال توجيه ضربات الى مواقع "الدولة الاسلامية" في سوريا من دون موافقة الحكومة الشرعية".  اضاف: "ان مثل هذه المبادرة في غياب قرار من مجلس الامن الدولي ستشكل عملا عدائيا وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي".

 

العراق رحب باستراتيجية اوباما ضد تنظيم داعش والجماعات الارهابية

الخميس 11 أيلول 2014/وطنية - رحب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ب"استراتيجية الرئيس الاميركي باراك اوباما التي تتبنى مساندة بلاده في حربها ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" والجماعات الارهابية"، حسبما افاد بيان اصدره مكتبه. واوضح البيان نقلا عن متحدث باسم العبادي ان "العراق يرحب باستراتيجية اوباما في ما يخص الوقوف معه في حربه ضد "داعش" والجماعات الارهابية اذ إن المتضرر الأول والأخير من خطورة هذا التنظيم هم العراقيون بكل طوائفهم واديانهم واعراقهم". ورحبت بغداد كذلك، "بالخطوات المتخذة لحشد تحالف دولي ضد التنظيم لانهاء وجوده في المنطقة كما رحب بأي تعاون اقليمي فاعل وايجابي لمحاربة هذه العصابات الاجرامية بما يضع مصالح الشعوب فوق المصالح الطائفية وغيرها". واشار المتحدث باسم العبادي الى ان "تنظيم داعش خطير وتمدده سيمثل انتكاسة كبيرة للسلم والامن في المنطقة والعالم"، مبينا ان "حكومة العراق ملتزمة امام شعبها في محاربة التنظيم ومحو آثاره المدمرة على المجتمع عبر العمل على بناء موقف وطني موحد ضده". ودعا البيان "جميع الدول الى محاربة الفكر والايديولوجيا التي تتبناها هذه التنظيمات الارهابية واشاعة روح التسامح".

 

ايران تشكك في "جدية الائتلاف الدولي وصدقيته" ضد "الدولة الاسلامية"

الخميس 11 أيلول 2014 / وطنية - أبدت ايران، اليوم، شكوكا في "جدية الائتلاف الدولي وصدقيته" الذي تريد الولايات المتحدة تشكيله لمكافحة تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف الذي يسيطر على مناطق كبيرة في العراق وسوريا. ونقلت وكالة "ايرنا" الرسمية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضيه افخم قولها: "هناك علامات استفهام في شأن الائتلاف الدولي المزعوم (ضد "الدولة الاسلامية") الذي اعلن بعد قمة حلف شمال الاطلسي" في ويلز. واضافت: "يمكن ان نتساءل في شأن جديته وصدقيته في التصدي للاسباب الحقيقية للارهاب"، بعد ساعات من اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما رغبته في "القضاء" على هذا التنظيم الاسلامي المتطرف". واتهمت مرضية افخم بعض دول الائتلاف، من دون ان تسميها، ب"تقديم الدعم المالي" لهذا التنظيم في العراق وسوريا في حين "يرغب اخرون في إحداث تغييرات سياسية في العراق وسوريا لخدمة مصالحهم الخاصة". وتتهم ايران خصوصا دول الخليج بدعم الاسلاميين المتطرفين. واكد المسؤولون الايرانيون اكثر من مرة انهم "يقدمون المساعدات والنصائح الى الحكومة والاكراد في العراق في التصدي للاسلاميين، كما يفعلون مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد. من جهة اخرى، نفت كل من ايران والولايات المتحدة وجود أي مشروع للتعاون بينهما في مكافحة تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف.

 

العريضي: لا أثق بالنيات الحقيقية لإعلان أوباما الحرب على داعش ذاهبون إلى مواجهة أوسع في منطقتنا وإلى نوع من الفوضى الكبيرة

الخميس 11 أيلول 2014 /وطنية - أبدى النائب غازي العريضي، في حديث الى اذاعة "الشرق"، "عدم إطمئنانه وعدم ثقته بالنيات الحقيقية لإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما الحرب على "داعش" وقال: "هذا عنوان كبير في مرحلة كبيرة ستكلف المنطقة الكثير. أنا ضد "داعش" ومع كل جهد لمواجهة الحالة التي تهدد أمننا واستقرارنا جميعا. يكفي أن نقف على الحالة السورية وأن نتطلع إلى ما يريده الرئيس أوباما من سوريا ما يطرح الكثير من التساؤلات".

واضاف: "سمعنا كلام الأمين العام للأمم المتحدة الذي قال بوضوح لسنا في حاجة إلى قرار من مجلس الأمن ضد هؤلاء الذين يقتلون بوحشية استثنائية لتدخل ما من دون قوات برية. وهذا يعني ضربات جوية وإجراءات عسكرية، وإن السؤال الذي يطرح نفسه منذ انطلاق التحركات في سوريا ألم يرتكب النظام السوري مجازر وحشية كما كان يقول الأميركيون ومسؤلون دوليون كبار، فلماذا لم يتحركوا ؟ وإذا كان هذا هو المبرر فهم ليسوا في حاجة إلى قرار مجلس الأمن. ألم تكن المعارضة شعبية وديموقراطية لماذا لم يدعموها؟ الآن يريدون البحث عن معارضة معتدلة بعدما أصبحت الداعشية القوة الكبرى على الأرض بجانبها قوى أخرى"، مبديا "قلقه الكبير من هذه السياسة وهذه الأحداث لأن الدخول في حرب من هذا النوع مع سابق تصور وتصميم هو لإستبعاد إيران وروسيا ولا يمكن أن تسهل الأمور على الإطلاق".

وتابع: "عندما يكون هناك إستبعاد لروسيا يعني أننا داخلون إلى حرب، وان كل دولة من الدول يجب أن تعيد حساباتها. فعندما نقول إن روسيا ليست شريكة في هذا الأمر، وبغض النظر عن مواقفنا وحساباتنا ماذا ينتظر من إيران في مثل هذه الحالة؟ وما ينتظر من روسيا؟ إن كل دولة من الدول ستتخذ الإجراءات التي تناسبها وستستخدم كل الأوراق التي تملكها. اننا ذاهبون إلى مواجهة أوسع وأشمل في منطقتنا وإلى شيء من الفوضى الكبيرة التي ستجتاح المنطقة".

وقال: "لدي الكثير من الهواجس والسؤال الذي يطرح نفسه هو : أين إسرائيل من كل ما يجري ؟ إنّ هذه الحرب ستحقق مكاسب لإسرائيل وستكون خدمة لها وهي ستفيد من هذا الأمر لإبتزاز أميركا والعالم أكثر فأكثر في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني وستستغل كل شيء لتستبيح ما تبقى في فلسطين لا سيما في الضفة إلى جانب استثمار ما جرى في غزة".

وما يمكن توقعه للبنان في حال نجاح المفاوضات الأميركية - الإيرانية وفي حال فشلت ماذا سيحصل، أجاب: "أمام هذا المشهد الجديد إذا صدقت أميركا في ما تقول فلسنا ذاهبين إلى اتفاق نووي إيراني - أميركي"، مشيرا إلى "اللقاء الذي حصل بينهما منذ أيام عدة في عمان وإلى أن الإجتماعات المباشرة قائمة، لكن إذا صدق الكلام الأميركي والإصرار الأميركي على إستبعاد إيران يعني أنهم ذاهبون في اتجاه المزيد من الضغط على إيران، وقد يكون لجرها إلى اتفاق تقدم فيه حينها تنازلات".

ورأى أن "إستبعاد إيران عن أي دور لها في المنطقة هو خطر كبير, نحن في كلا الحالين أمام احتمالات خطيرة ودقيقة وعلينا أن نعرف كيف نتعامل معها. يجب ألا نبني حسابات على أساس لقاء عقد هنا أو هناك وكأن الأمور انتهت. إيران دولة كبرى وهذه هي الجغرافيا السياسية وهذا هو الواقع السياسي. هذه الدولة الإقليمية الكبرى لن تقف متفرجة على حرب من هذا النوع تستبعد منها. يجب أن نتذكر عندما وقع حادث الموصل وسيطر "داعش" ألم يكن ثمة اتفاق أميركي - إيراني وإعلان نيات تعاون؟".

وعن تأثير إنطلاق الحكومة العراقية الجديدة في حلحلة الامور في لبنان، قال:

"أعتقد أنه في مثل هذا الجو أن تكون ثمة تسهيلات يمكن أن تنعكس إيجابا في لبنان. كثيرون راهنوا على أن خروج المالكي سيحلحل الأمور في لبنان، إلا أننا نشهد الآن سياسة أميركية - إسرائيلية امتدادا على المنطقة. إننا ذاهبون إلى مزيد من التشتت".

واعتبر أن "دفع الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع نظام الأسد ضد داعش أنها مجرد ضغوط واضحة تثقل الوضع السياسي اللبناني"، ودعا إلى "التصرف بواقعية لأن ثمة من يحاول استثمار بعض الأحداث واستغلالها للدفع في هذا الإتجاه وكأن النظام في حالة عادية وليس معنيا بكل ما يجري"، واصفا "هذا الدفع بأنه نوع من اللعب السياسي الداخلي انطلاقا من حساب البعض بأن النظام السوري نظم أوضاعه وحقق مكاسب ميدانية على الأرض بينما الواقع هو مزيد من الدمار والخراب في سوريا". وعن الغطاء الذي يحمي لبنان، قال: "هذه الخيمة لا تزال موجودة, يجب أن نعترف بأن ثمة تشققات وثقوبا حصلت فيها مما يعرضها للانهيار إذا لم نحسن التصرف ونرتب أمورنا الداخلية. نحن في لبنان لسنا على جدول أولويات أي دولة في العالم. عندما نسمع كلاما على حروب فإن الأولوية ليست للبنان. الحروب في اتجاه آخر وعلى ساحات أخرى , هذا في مرحلة من المراحل، ففي مرحلة معينة الموقف الأميركي والغربي لا يريد قلقا ووجع رأس في لبنان. هذه فرصة لنا كلبنانيين". وعن مبادرة 14 آذار حيال الإستحقاق الرئاسي وهل انتهت بعدم رد "حزب الله" عليها، اجاب: "لا أقول انتهت. هم قالوا انهم يقومون باتصالات وأتمنى أن يكون الحوار مباشرا مع القوى السياسية المعنية، وأن يترجم هذا الأمر باتصالات مباشرة وواقعية. لتبادر قوى 14 آذار، نعرف موقف "حزب الله". نحن مع حوار مفتوح بين كل القوى السياسية لإخراج البلاد من هذه الأزمة"، معتبرا أن "الإستحقاق الرئاسي المدخل الحقيقي للحياة السياسية الذي يجب تفعيلها".

 

لبنان بين الجليل والقلمون

محمد سلام

الخميس 11 أيلول 2014

عندما إحتلت إسرائيل أرض فلسطين في العام 1948 نزح أهل الجليل والساحل الشمالي إلى أقرب منطقة إليهم، إلى لبنان، على أمل أن يعودوا ... يوماً.  ما جاءوا إلينا بإختيارهم. ما لجأوا إلينا برغبة منهم. ما أتوا إلينا سعياً للإرتزاق، بل على العكس كنا يومها نذهب نحن إلى فلسطين للعمل والإرتزاق. كانت الليرة الفلسطينية بقيمة الجنيه الإسترليني.  وعندما عاد ياسر عرفات إلى رام الله، عاد معه فقط النازحون من الضفة الغربية، وبقي أهل الجليل في لبنان لأن لا أحد يريد إعادتهم إلى إسرائيل ليكونوا مواطنين إسرائيليين، ولأن إسرائيل لا تريدهم أساساً.

 بقي أهل الجليل في لبنان ... وسيبقون، سيبقون، سيبقون، سيبقون، وسيبقون، إلا إذا كان هناك عبقري ما، في مكان ما، يصدق الشعار السياسي، بشقيه العروبجي والفارسي، بأن "دولة إسرائيل" ستزول ويهودها ... سيغرقون في البحر. 

 عندما أتى الفلسطينيون "رحب" اللبنانيون بهم على طريقتهم. من معه ثروة جنسناه، من معه حرفه "شغلناه" الصناعي  المسيحي، نعم المسيحي، نقلهم من عنجر، أسكنهم في تل الزعتر، وأسس حولهم مصانعه، ليكونوا يدها العاملة، وبعد هُدِم مخيم تل الزعتر في سنتي الحرب الأهلية (1975-1976) توزع البقية منهم على الناعمة ووادي الزينة ... فلحقهم الصناعي ... السني.  هم ثروة إقتصادية. يعملون لدى اللبنانيين، يشترون منتجات اللبنانيين، ويسددون للبنانين ثمن ما إشتروه منهم من الرواتب التي يتقاضونها من اللبنانيين. ومن يكرمه الله منهم بعمل في الخليج يحوّل راتبه ومدخراته إلى ... لبنان. هم قيمة إقتصادية صافية مائة بالمائة.  قال لي كبير المحللين الإقتصاديين اللبنانيين، وهو ليس مسلماً بالمناسبة، إن الكارثة الكبرى التي يمكن أن تضرب الإقتصاد اللبناني هي أن "يغادرنا لاجئونا".

 الحزام السوري (القلمون ضمناً)  هي القصة-المأساة نفسها. السوريون نزحوا مكرهين عندما ضربهم نظامهم. "إستقبلهم" اللبناني كما "إستقبل" الفلسطيني وهو يفرك إبهامه بسبابته، يحصي ثروتهم وقروشهم ويدهم العاملة.  وعودة إلى اللازمة النفعية-المصلحية-السوقية اللبنانية. من معه ثروة جنسناه، أو أسسنا له شركة مع "شركاء" من عندنا، كانوا حتى الأمس خدماً في شركاته على إمتداد الدول العربية.  كساد مواسم الإصطياف حوله "النازحون" السوريون إلى موسم مزدهر، ليس صيفاً فقط بل على مدار السنة.  البيوت الشاغرة كلها "إستأجرها ... النازحون" الأثرياء إشتروا "الفلل". ولا زالت تضج في أذني تعليقات بيئة الإصطياف: "الله جبر. ما إجوا الخليجيين، إجوا السوريين." المهم أنهم "دفعوا." ودفعوا، ودفعوا، ودفعوا.  حتى المساعدات الدولية التي تدفع للنازحين السوريين تأسست لها شركات لبنانية وسيطة، تقبضها هي، وتدفع منها لهم.  كنت أزور المحلات التجارية في مختلف المناطق اللبنانية. التاجر المسيحي صار عنده عامل سوري مسيحي، والتاجر الدرزي صار عنده عامل سوري درزي. والتاجر السني صار عنده عامل سوري ... سني.  اللبناني يفكر بأصبعية، بالإبهام والسبابة، هكذا يقيس الأمور. هكذا يفهم الحياة، عندما تتوقف حركة الإصبعين ... يتوقف الترحيب. شعار "وطنكم الثاني لبنان" هو من قاموس الإصبعين، لا علاقة له لا بالكرم ولا بالأخلاق.  الصديق الأستاذ طلال الدويهي، الناشط في مجال الدفاع عن بقاء أراضي المسيحيين ملكاً لأصحابها أو لبيئتها، قال لي يوماً: "مشكلتنا مع مار دولار (القديس دولار) عندنا مسيحيون يبيعون لمار دولار."  قلت له "ما تزعل، عندنا إمام يورو ... يبيع لفة ... المهم يقبض."  السوريون، من أرض الحزام اللبناني (من جبل الشيخ إلى الساحل الشمالي مرورا بالقلمون وحمص) نزحوا إلى أرض كان إسمها يوماً بلاد الشام. الذين لا يفكرون بالإبهام والسبابة يتساءلون: "هل هم عندنا؟ هل نحن عندهم؟ أم ترى نحن معاً في أرض اللامكان؟"  الذين يفكرون بعقلهم، بدينهم، بأخلاقهم بثقافتهم لا يتفقون مع نوابغ الإبهام والسبابة، بل يتناقضون معهم كلياً.هم نحن، ونحن هم، من ساحل فلسطين إلى ساحل سوريا مروراً بالجليل وجبل الشيخ والقلمون وحمص وصولاً إلى بانياس ووادي النصارى ضمناً.  ويقولون ... مخيمات تجريبية قرب الحدود السورية!  لمن؟ لأي نازحين؟ للنازحين من سوريا؟ للنازحين من لبنان؟ للنازحين من فلسطين؟.  مدرسة الإبهام والسبابة من أتباع "مار دولار" و "إمام يورو" لا يعنيها الجواب. المهم ... تراكم العدد. (صفحة كلام سلام)

 

الولايات المتحدة قادرة على إنهاء الحرب في سورية بإزاحة الأسد

ديك كريكوس/استاذ فخري متميز في جامعة ماري واشنطن وفي جامعة مشاة البحرية والتقرير نشر في “ناشيونال انترست”

السياسة/12 أيلول/14

في خضم ازدياد الصراعات في العالم الإسلامي وتنامي المخاوف الخليجية ديك كريكوس حان الوقت لضم سورية إلى الجهود المشتركة للقضاء على تنظيم »الدولة الإسلامية في العراق والشام« (داعش) لم يكن هذا وارداً فيما سبق, ويجري الآن مناقشة على نطاق واسع من قبل المعنيين في السياسة الخارجية الأميركية. السبب في هذا التحول المثير له جذور تعود إلى عدد من العوالم أهمها القلق من النجاح العسكري الذي حققه »داعش« في العراق وسورية, وشعور واشنطن ان الجهد الكبير المكلف الذي بذلته لتأسيس قوة عسكرية عراقية قابلة للحياة قد فشل, واحتمال ان تتطور الأمور إلى ما يشبه الوضع في ليبيا, بالإضافة إلى الغضب من عملية قطع رأس المصور الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد متعصبي »داعش«. برز هذا التفكير نفسه عبر المحيط الأطلسي. فقد قال مالكوم ريفكند وزير الخارجية البريطاني السابق: يجب ألا نكون شديدي الحساسية حول كيفية تدمير »داعش« فالمنتمون إلى هذا التنظيم قتلة متعصبون لا يتحكمون بأجزاء من العراق وسورية ويهددون جيرانهم بالخلافة فحسب, بل يتوعدون بضرب أوروبا والولايات المتحدة من خلال استخدام مواطنينا للقيام بذلك. وأشار قائد الجيش البريطاني السابق ريتشارد دانات إلى المزايا العسكرية المرتبطة بتلك العلاقة التي »لا يمكن تصورها« لدى عبور الطائرات المجال الجوي السوري فلم يعد هناك من داع للقلق بشأن دفاعات الأسد الجوية. في الوقت نفسه, حذر وليد المعلم وزير الخارجية السوري, الولايات المتحدة من اختراق المجال الجوي لبلاده لمهاجمة أهداف »داعش«, لكنه عرض التعاون مع واشنطن في »الحرب ضد الإرهاب«.

أما الرئيس أوباما ومستشاروه فيرون ان التعاون مع »دكتاتور مسؤول عن مقتل 200.000 مواطن من شعبه« أمر مرفوض وكريه. وقال بنيامين رودس نائب مستشار الأمن القومي: »انها ليست قضية عدو عدوي صديقي«, وأضاف: »التعاون مع الأسد سيكون أساساً أمراً منفراً بشكل دائم لأهل السنة في كل من سورية والعراق الذين يحاولون بالضرورة طرد داعش«. لكن إذا أردنا التركيز على التعاون مع سورية, فلنذكر انه في الأسبوع الماضي ألمح الرئيس أوباما ووزيراه جون كيري وتشاك هاغل والجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة إلى أنهم يفكرون بتنفيذ هجمات جوية ضد قواعد »داعش« في سورية. هذه الضربات ستفكك تشكيلات داعش الرئيسية ومراكز قيادتها, ما يعزز الأمن في العراق. أيضاً, فإنها تقلل من قدرة مقاتلي »داعش« على مقاومة تحركات القوات العراقية والبشمركة الكردية لاستعادة الأراضي التي فقدتها سابقاً. وهذه مسألة ذات أهمية كبيرة – تم تجاهلها – من شأنها أن تتيح للقوات البرية تحييد داعش. ملاحظات ضرورية لتحقيق هذه الغاية, لابد من النظر في الملاحظات الثلاث التالية:

أولاً: يجب على الولايات المتحدة مساعدة الجيش العراقي والأكراد على توفير »جنود على الأرض«, مع أن نشر عدد كبير من المقاتلين الأميركيين أمرغير وارد. بطبيعة الحال, سيكونون مدعومين بغطاء جوي أميركي في حين سيتم نشر وحدات القوات الخاصة في حالات محدودة, على سبيل المثال, لاستهداف قادة »داعش« ولحماية قواعد حليفة مهمة ومنع وقوع مأساة إسنانية. ولكن حتى ذلك الحين, فإن القوات المتحالفة لمواجهة »داعش« ستكون غير كافية. وقد فشلت معظم الوحدات العراقية في إظهار الإرادة أو القدرة على القتال, وسيستغرق تنشيط تلك الوحدات وقتاً طويلاً, في حين أن حتى أولئك الذين أظهروا كفاءة عسكرية, ليس من المرجح أن يبدو الكثير من الحماسة لملاحقة »داعش« في سورية. وبالمثل ليس هناك سبب للتشكيك في فكرة أن »الأكراد مقاتلون أشداء متمرسون على القتال«. لكن رغم ذلك, فهم عندما يقاتلون لبعض الوقت تنقسم صفوفهم مثل نظرائهم العراقيين, وقد تتراجع حماستهم في مواجهة عدو بعيد عن وطنهم.

على النقيض من ذلك, أثبت الجنود السوريون مهاهرات كبيرة, على عكس البشمركة الكردية, ولديهم أسلحة وهيكل قيادة متكاملة ضرورية لنجاح المعركة, وإن تلقوا مساعدة خارجية تدعمها الولايات المتحدة فسترتفع معنوياتهم.

ثانياً: الهجمات الجوية الأميركية يجب أن تتوسع بشكل كبير في العراق خلال الجهود المنسقة مع القوات البرية المتحالفة لاستعادة الأراضي التي هي الآن تحت السيطرة. في الوقت نفسه, يجب أن تضرب طائرات أميركية من دون طيار ومقاتلات وقاذفات قنابل وصواريخ كروز أهدافاً في سورية ضمن حملة شاملة لتفكيك القدرة القتالية الجهادية. وإذا تم التفاهم مع سورية, فإن الطائرات الأميركية والحليفة لن تخشى أنظمة الدفاع الجوي السورية المدعومة بصواريخ أرض جو روسية. ثم أيضاً هناك الكثير من السوريين على الأرض ممن يرصدون ويحددون مواقع »داعش« كأهداف.

ثالثاً: يجب على واشنطن الحصول على دعم من أصحاب المصالح الإقليمية, بما في ذلك الذين قد لا يتقاسمون قيماً مشتركة, بل ربما يكونون على خلاف في بعض المسائل, ولكن ممن يستشعرون تهديداً وجودياً لأمنهم. وبما ان الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على تدبير استجابة دولية, فإن هذا سيكون تحدياً ديبلوماسياً هائلاً بالنسبة للرئيس أوباما. وأحد أهم, وربما أصعب التعهدات إقناع إيران والمملكة العربية السعودية بالتعاون, ولكن لديهما سبب لذلك. فحتى وقت قريب, كانت فكرة أن يتعاون هذان الخصمان فكرة سخيفة ببساطة, ولكن المد المصتاعد لقدرات الجهاديين ممن ينظرون إليهما كهدفين مستقبليين قد تدفعهما لإعادة تقييم أجنداتهما الستراتيجية. الحسابات الإيرانية والسعودية تشيرالتقارير الواردة من طهران إلى أن الملالي يخشون تعرض أمن إيران للخطر ويخشون تسليم العراق إلى متعصبين من أهل السنة. ويضاعف من هذا الاحتمال الكئيب الاعتقاد بأن أولئك المتطرفين لن يسيطروا على المناطق القريبة من إيران فحسب, بل على العراق برمته.

ومن شأن ذلك أن يجع المقاتلين السنة على توجيه قدراتهم الكبيرة لإلحاق الضرر بإيران وحلفائها في لبنان – كما يقال. ونتيجة لذلك, حتى المتشددون في طهران قد يرون أنه من لحكمة بمكان الانضمام إلى الجهود الدولية للقضاء على »داعش«. ويبقى تعاون تركيا أمراً غامضاً نظراً لحالة عدم اليقين السياسي في هذالبلد, ودعمه لبعض المقاتلين الإسلاميين, مثل أولئك الذين يقاتلون في ليبيا, السنة في كل من العراق وسورية قد يرفضون, لكن مواقفهم ستلين إذا أمكن ضمان أن الحكومات الجديدة في بغداد ودمشق ستلبي مطالبهم. الموقف الروسي يمكن للتوترات بين الغرب وروسيا أن تعقّد مشاركة موسكو, وبطبيعة الحال, فإن فلاديمير بوتين – وهو من أشد مؤيدي الأسد – يقول مذكراً منتقديه الغربيين: إن الأسد لايزال يحظى بدعم معظم السوريين وليس فقط أبناء طائفته من العلويين, ولكن أيضاً الأقليات التي تخشى سيطرة المتعصبين من السنة الذين يهددون بقتلهم عندما يكون ذلك ممكناً. وبالتالي, مادام الأسد في السلطة, فإن موسكو ستواصل الوقوف إلى جانبه وتخريب أي جهد لتقديم تنازلات من جانبه. لكن بوتين, سيغير رأيه عندما يصل إلى أحد الاستنتاجين التاليين أو كليهما: أولاً: نجاحات »داعش« المديانية الأخيرة في سورية كاجتياح مطار الطبقة تشير إلى أن جيش الأسد يمكن أن ينهار في نهاية المطاف قبل انهيار مقاتلي الخلافة.

وهذه النتيجة قد تصبح أسهل عند وقوع التطور الثاني وهو حقيقة أن الأسد يفقد الدعم داخل سورية, أي ذلك الدعم اللازم لتبرير التصاق موسكو به. في هذا الصدد, تشير التقارير إلى أن الكثيرين في سورية, بما في ذلك بعض من أشد مؤيدي الأسد, لا يخشون الآن أن تنحي داعش جانبا المتمردين السنة الموالين للولايات المتحدة, بل يخشون ان يكتسب ذلك التنظيم القدرة على هزيمة الجيش السوري. نتيجة لذلك, ولمواجهة هذه الكارثة فإن النخبة الاقتصادية والسياسية السورية قد تبحث عن زعيم آخر, وهي تفضل شخصا منها سوف يتبناه المجتمع الدولي كبديل عملي للاسد, وهكذا فإن كلا من موسكو وطهران قد يريان انه من الحكمة قيام اصحاب المصلحة بحملة لسحق »داعش« مرتكزين على هذا المتغير في شروط اللعبة. سورية.. من دون الأسد بالعودة الى المجتمع الدولي, مع خروج الاسد, يكون لدينا اساس لانهاء الحرب الاهلية السورية. في الواقع, قد يكون هذا اسرع طريق لانهاء عمليات ذبح المدنيين السوريين المأساوية التي سادت على مدى السنوات الثلاث الماضية. ختاما نقول ان هناك حديثا في واشنطن عن ان الوقت قد حان للقيام بحملة دبلوماسية دولية لمعالجة مسألة الارهاب الاسلامي وغيره من مصادر الفوضى في الشرق الاوسط برمته, حملة لتأمين الحصول على دعم اصحاب المصلحة الرئيسيين لتحييد »داعش« تكون كخطوة نحو تحقيق هذا المشروع الطموح. في البداية, يجب على الرئيس اوباما اقناع ايران وروسيا والجيش المتزايد والمتنامي من اصحاب النفوذ في دمشق ممن يخشون ان يخسر جيش بلادهم الحرب ضد »داعش« او ان يستمر هذا التنظيم في ظل الاسد لسنوات بأن هناك مخرجا للفوضى القائمة.

وفي حين ان العمل مع الحكومة السورية ما بعد الاسد قد لا يفكر به كثيرون في واشنطن اذا اخذنا كل ما سبق في الاعتبار, الا ان مزاياه واضحة. نعم, قد يكون هذا خياليا, ولكن الوضع في الشرق الاوسط سريالي ايضا, والتعامل مع الفوضى القائمة هناك يتطلب التفكير بخارج منطقة الجزاء, هذا بالتأكيد افضل من حرب اميركية جديدة تبدأ صغيرة وبسيطة, ولكن سرعان ما تتوسع حسب منطق المهمة في خضم اضطرابات تعكر صفو المنطقة منذ عقود. كما يتعين على الرئيس اوباما التأكيد على هذه الملاحظة المحورية في شرح هذا الاقتراح للشعب الاميركي, وفي الوقت نفسه لابد ان يشير الى انه لا يوجد خيار عسكري من شأنه ان ينهي الاضطرابات المرتبطة بالحروب الاهلية في العالم الاسلامي, وبالتأكيد ينبغي على الولايات المتحدة الا تنخرط مجددا في عمليات عسكرية كبيرة اقرب إلى مشاركتنا في العراق وافعانستان, وفي التحليل النهائي, فإن الشعب الذي يعيش في منطقة الشرق الاوسط يجب ان يقرر مصيره في نهاية المطاف. استاذ فخري متميز في جامعة ماري واشنطن وفي جامعة مشاة البحرية والتقرير نشر في “ناشيونال انترست”

 

لبنان في جدّة مع محاربة الإرهاب ليس ضمن حلف بل بقرار من مجلس الأمن

خليل فليحان/النهار

12 أيلول 2014

لبنان مع محاربة الارهاب التكفيري في اطار دولي، وبموجب قرار يصدر عن مجلس الأمن، وضد استبعاد اي دولة، لأن المعركة مع "داعش" مصيرية ووجودية. هذا ما أبلغه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى مؤتمر جدة الذي دعت اليه المملكة العربية السعودية واستضافته امس في حضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري ودول مجلس التعاون الخليجي الست والعراق والاردن ومصر وتركيا، وخصص لمناقشة وسائل وخطط لمكافحة الارهاب. استمع المشاركون الى تقرير من كيري عن الاستراتيجية التي اعلنها الرئيس باراك اوباما فجر الخميس بتوقيت بيروت وتتألف من أربع نقاط، وجوهر التقرير ان واشنطن مستعدة لقصف مواقع "داعش" في العراق اولاً وسوريا لاحقاً، اذا فوّض الكونغرس الأمر الى أوباما.

لا يريد لبنان الانضمام الى المحور الذي شكلته اميركا، لأن الحياد أفضل، ولئلا يتحول الى هدف للدولة الاسلامية التي اكتفت الى الآن باحتلال جرود عرسال وبخوض مواجهة عسكرية مع "جبهة النصرة" ضد مواقع الجيش في عرسال وجرودها. وقد تمكّن الجيش من استعادة مراكز خسرها بسبب عدم قيام مسؤول عسكري في احد المواقع بواجبه، فأخضع للتحقيق وتبين انه تخاذل في التصدي، مما أدى الى خسارة مراكز له، الا ان القوى الموجودة على الارض استعادتها بعد ساعات قليلة، وحالياً هي تسيطر على الوضع، وفصلت في الساعات الماضية بلدة عرسال عن جرودها، مما سيضيق الخناق على قاضمي الجرود التي ستحرّر بالقوة اذا لم يتم اخلاؤها، وما يعوق ذلك هو استمرار احتجاز تنظيمين ارهابيين 28 عسكرياً من الجيش والامن الداخلي منذ الثاني من آب الماضي.

حضر باسيل مؤتمر جدة متقاطعاً مع هدفه المتمثل في محاربة "داعش" من دون ان يتقيد باستراتيجية "الناتو"، مضافاً اليها سائر الدول العربية وتركيا المشاركة. تدرك أميركا والدول الـ40 المتحالفة معها ان ليس في وسع لبنان ان يتقيد بعمل عسكري ما بفعل ما يعانيه من احتلال "داعش" و"جبهة النصرة" لجرود عرسال، وعليه ان يحررها ويوقف اي توسع للتنظيم السرطاني نحو القرى المجاورة لعرسال، ويسيطر عليها ويطالب "حزب الله" بالانسحاب من سوريا.

وما اقترحه وزير الخارجية والمغتربين، هو اجماع دولي في قرار يصدر عن مجلس الأمن لضرب "داعش"، فيما استبعدت واشنطن موسكو وطهران ودمشق عن الحلف المشكّل لمحاربة الارهاب بشكل عام، و"الداعشي" بشكل محدد. وفقاً لمصدر عربي، أن اقتراحه "لا ينسجم مع الواقع الحالي لعلاقات اميركا بروسيا بسبب التدخل الروسي في اوكرانيا ودعمها للنظام السوري والدفاع عنه ومده بالاسلحة طيلة السنوات الثلاث الأخيرة، واستعمال الفيتو في مجلس الامن لابطال مشاريع القرارات لوقف حرب النظام على السوريين المعارضين، كما ان استبعاد ايران سببه دعم الرئيس بشار الاسد ومده بالسلاح والمال، واستبعاد دمشق سببه ان واشنطن والرياض وحلفاؤهما تعتبر الاسد إرهابياً كـ"داعش" واخواتها، لأنه لم يكتف بقتل شعبه بالاسلحة العادية بل الكيميائية، ويجب ان يتخلى عن الكرسي.

ورأى مصدر ديبلوماسي عربي رداً على سؤال لـ"النهار" ان موقف باسيل في جدة يقع بين الموقف الاميركي ومؤيديه من الذين تحالف معهم لجهة محاربة "داعش" ومد الجيش بالاسلحة وحصر المواجهة بقوات الدول العسكرية والسكان المحليين، وبين موسكو وطهران اللتين اعتبرتا أنهما اقصيتا، مع انهما ضد ارهاب "داعش" ومع محاربته، ولكن بواسطة قرار يصدر عن المنظمة الدولية، وأي ضربة توجه الى العراق او سوريا هي اعتداء على سيادة الدولة. وتوقف المسؤولون عند عدم تفويض الكونغرس الى اوباما تسليح المعارضة السورية، وهو كان يفضل الحصول على ذلك. وانتقد احد المسؤولين استراتيجية اوباما، فقال إنها "مركبة وتحتاج الى وقت لتدريب العراقيين والسوريين ولا احد يمكن ان يتكهن بما إذا كان القصف الجوي الاميركي كفيل بأن يدحر "داعش"!

 

بوتين هو مَن يُخيف «داعش» لا أوباما

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الجمعة 12 أيلول 2014

إذا كان الأميركيون لا يريدون إسقاط الرئيس بشّار الأسد ولا يستطيعون إسقاط «داعش»، فهذا يعني أنّ سوريا ذاهبة إلى نزاع لا ينتهي، وربما إلى التقسيم. وهذه المعادلة تنطبق على العراق أيضاً، وعلى دول إقليمية أخرى لاحقاً. فهل يتمّ خراب الشرق الأوسط بعجز الأميركيين أم بإرادتهم؟ ثمة مَن يقول إنّ «داعش» لا تخشى تهديدات الرئيس الأميركي باراك أوباما والتحالف الإستعراضي الرافع شعار ضربها. والضربات الأميركية المنفَّذة اليوم لا تشكِّل خطراً على وجود «داعش»، و»كلّ ضربة لا تُميتني تقوّيني». ولأنّ «داعش» مجرّد عنوان لإنهيار سايكس - بيكو، فهناك شكوك حقيقية في أنّ واشنطن تنقاد إلى خطة إسرائيل إعادة ترسيم الشرق الأوسط والعالم العربي، ومعها بعض الأوروبيّين. ولذلك، فإنّ «داعش» ليست في وارد السقوط قبل انتهاء دورها. لكنّ روسيا هي الرافضة التقسيم، لأنّها «أم الصبي». فنشوء دولة «داعش» يُهدّد روسيا بالتشقّق، بما فيها من أعراق وأديان، بدءاً بالشيشان الذين يشكّلون غالبية المقاتلين الأجانب مع «داعش» في سوريا والعراق. وهؤلاء يتكفّلون بنقل الجرثومة إلى روسيا في أيّ لحظة. وأساساً تشهد موسكو حالاً دائمة من اللاإستقرار على خلفية الملف الشيشاني. ومعلوم أنّ المسلمين الذين ينتشرون، خصوصاً في الشيشان والقوقاز، يشكلون نحو 28 مليون نسمة، أي نحو 20 في المئة من سكان روسيا الحالية. وحتى في النظرة إلى الأقليات المشرقية، لا تُمارس روسيا الإستعراضات، كالغربيين، بل تتبنّى موقفاً جدياً. ولذلك كانت دعوات بعض البطاركة المشرقيين، في إجتماع بكركي، إلى قرع أبواب روسيا، سعياً إلى ضمانات دولية لحماية مسيحيّي المشرق. فالتجربة مع موسكو قد تكون أفضل من «التجارب المجرّبة» مع واشنطن، أو تكمِّلها على الأقل.الأميركيون، منذ حرب 2003 وإسقاط الرئيس صدّام حسين، لم يُدركوا تماماً لماذا دخلوا العراق ولماذا إنسحبوا منه مخلّفين خسائرهم. أما ذريعة التورُّط، أي ربط صدّام بالإرهاب العالمي، على خلفية تنفيذ «القاعدة» عملية 11 أيلول قبل عامين، فظهرت هشاشتها. وكان من السذاجة أن يضرب الأميركيون نظام صدّام اللاديني، وتدعيم أنظمة هي اليوم داعمٌ حقيقي للتكفيريّين. والمثير أنّ هذه الأنظمة هي تحديداً تلك قواعد واشنطن في المنطقة!

ويرى كثيرون أنّ الضربات التي ينفِّذها الأميركيون اليوم ضدّ «داعش»، لن تكون أفضل حظاً من ضرباتهم الموعودة ضدّ الرئيس بشّار الأسد غداة إستخدامه الكيماوي. فالمصلحة كانت هناك إبقاء النظام، والمصلحة هنا إبقاء «داعش»... على الأقل لهذه المرحلة.

وفي الإنتظار، سيحاول الأميركيون زرع الأوهام بتحريض «سنّة الإعتدال» على «سنّة التطرّف»: في لبنان نموذج «تعويم» «المستقبل» في السلطة، وفي سوريا والعراق تحريض العشائر بين الرقة والأنبار على «داعش». لكن هذه التجربة القديمة، منذ إنشاء «الصحوات»، إنتهت بفشل ذريع. ولأنّ الروس يرفضون «داعش» فعلاً، كأداة لتقسيم الشرق الأوسط. جرت معاقبتهم في عقر دارهم، في أوكرانيا. لكنّ اللافت هو التبدّل في موقف السعودية، بعد إستشعارها المخاطر. وهناك تقاطع للمصالح بين روسيا والسعودية في رفض تقسيم المنطقة، ظهَرت معالمه، لكنّ الأميركيين وضعوا حدّاً له بزيادة الضغوط على الطرفين. فبعد مرحلة من الدعم الخليجي المشترك لكل القوى المعارضة لنظام الأسد، بما فيها «داعش»، إقتنع السعوديون بأنّ إنتصار هذه الجماعات سيُطيح العروش والأنظمة العربية كلّها على التوالي، من الأردن إلى منظومة الدول الخليجية ذاتها. ولذلك، سارعوا إلى إنهاء حكم «الإخوان المسلمين» في مصر، فيما كان الأميركيون يدعون إلى التريُّث. وفي تلك اللحظة، توتّرت العلاقات الأميركية - السعودية، وعُقدت لقاءات رفيعة بين السعوديين والروس، في موسكو والرياض، تضمَّنت عروضاً روسية سخيّة لدعم السعودية. لكنّ أزمة أوكرانيا تثقل كاهل الرئيس فلاديمير بوتين. أما السعوديون فقدَرُهم ألّا يغادروا المركب الأميركي، لأنّ ما يربط السعوديين بواشنطن أكبر من قدرتهم على «الطلاق» أو البحث عن «زوجة ثانية»، على الأقل. لذلك، فإنّ الذين خلقوا «داعش» ويحرِّكونها لا يَخشون أوباما، بل بوتين. ولكن الحدود المسموح بها لبوتين في الشرق الأوسط قد لا تتجاوز حدود الأساطيل الهائمة في عرض المتوسط.

 

المنطقة أمام فرصة جديدة

شارل جبور/جريدة الجمهورية

الجمعة 12 أيلول 2014

أسقطت 11 أيلول 2001 الحواجز الإقليمية أمام الدور الإيراني، وبمعزل عمّا إذا كان إسقاط هذه الحواجز عفوياً أو متعمداً أو انتقامياً من الدول العربية وتحديداً الخليجية وخصوصاً السعودية، فإنّ النتيجة تبقى واحدة، وهي أن الدور الإيراني اختلف جذرياً بين ما قبل هذه المحطة الإرهابية وما بعدها. تكفّل المجتمع الدولي التخلّص من الإرهاب يُنهي الوظيفة التي كان قد حدّدها لنفسه النظام السوري، ما يعني سقوط مبرّر استمراره انطلاق الدور الإيراني الإقليمي إذاً كان في 11 أيلول 2001، ولكن الترجمة العملية استلزمت وقتاً إلى حين إسقاط نظام طالبان، ومن ثم صدام، واحتواء إسقاط النظام السوري، والرد على إخراجه من لبنان بإطلاق انتفاضة مضادة في تموز 2006، وحرب حماس في غزة 2008 - 2009 حتى وصل إلى أوج قوته مع الهيمنة الكاملة على العراق وسوريا ولبنان وغزة.

فتوسّع الدور الإيراني حصل بغطاء دولي بالحد الأقصى أو بغضّ نظر بالحد الأدنى، وإذا كانت محاصرة هذا الدور بدأت مع الثورات العربية وآخرها في سوريا، فإنّ الحصار الدولي بدأ رسمياً أمس في مناسبة الذكرى 13 على أحداث 11 أيلول مع إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما الحرب رسمياً على «داعش». وعلى غرار كل المحطات التاريخية التي يكون لها تأريخها الرسمي، إلا أن التمهيد لهذه المحطات يكون سابقاً ومتمّماً لها. وبالتالي، ما بدأ مع الثورات العربية سيستكمل مع الإطباق الدولي على الدور الإيراني في المنطقة، وهذا لا يشمل مستقبل النظام الإيراني اليوم في إيران، إنما يتصل حصراً بامتدادات هذه الدولة على المستوى الإقليمي. وقد بات واضحاً أنّ الدور الإيراني انتقل من مرحلة الهيمنة والاستئثار في العراق وسوريا ولبنان وغزة، إلى مرحلة الشراكة في القرار باستثناء النظام السوري الذي لن يكون له أيّ دور في مستقبل سوريا. وبالتالي، إذا كان من دور لطهران فهو أن تكون شريكة في صناعة السلام في بغداد ودمشق وبيروت وفلسطين، وخلاف ذلك سيجعلها خارج المعادلة الشرق أوسطية نهائياً.

ويبدو أنّ طهران التي تعرف كيف تميل مع العاصفة لن تجازف بخسارة مواقع نفوذها من خلال اتّباع سياسة «أنا أو لا أحد»، لأنها لن تستطيع مواجهة الواقع المستجد في المنطقة، ولذلك يرجّح أن تذهب باتجاه تقاسم النفوذ مع السعودية برعاية دولية، وهذا التقاسم بحدّ ذاته يمكن أن يطرح مجموعة إشكاليات في المستقبل وتحديداً في لبنان ربطاً بسلاح «حزب الله» والذي سيكون له فصل آخر من البحث. فليس تفصيلاً أن يتصل الرئيس الأميركي بالملك السعودي قبل ساعات على توجيه رسالته إلى الشعب الإميركي وإعلانه خطة المواجهة ضد «الدولة الإسلامية»، وليس تفصيلاً أيضاً أن تتحول أدبيات أوباما إلى التركيز على المكوّن السني في المنطقة من منطلق أنه وحده القادر على التصدي للتطرّف.

فهذا الفهم الأميركي لواقع الأمور في المنطقة، فضلاً عن التنسيق والشراكة القائمين مع الرياض يؤشران بوضوح إلى أنّ المنطقة دخلت مرحلة جديدة، وأنّ على إيران أن تتعامل مع هذا الواقع المستجد، بأنّ حليف الغرب في مواجهة الإرهاب هو سنّة الاعتدال في المنطقة وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية، لا إيران ولا النظام السوري ولا «حزب الله»، الأمر الذي يعني أنّ هذا الشريك السنّي الذي عن طريقه سيُصار إلى التخلّص من الإرهاب سيكون شريكاً في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، ولن تقام أيّ تسوية على حسابه، ولن يسمح من الآن وصاعداً بأيّ تمدد لأدوار مذهبية تعيد الاعتبار لقوى التطرّف. ومن ثم عندما يتخلّص المجتمع الدولي من «الدولة الإسلامية» ما المبرّر لاستمرار النظام السوري الذي يسوّق أساساً نفسه لدى الغرب بأنه يتكفّل بهذه المواجهة؟ إذ إنّ التخلّص من الإرهاب يُنهي الوظيفة التي كان حدّدها النظام السوري لنفسه، وبالتالي ما حاجة هذا المجتمع لنظام متهم بارتكاب مجازر ضد الانسانية واستخدام السلاح الكيماوي وقتل ما يزيد عن نصف مليون سوري.

فالمنطقة اليوم أمام تحوّل جديد، والمصادفة التاريخية وحدها شاءت أن يكون العراق الذي عَبر منه النفوذ الإيراني هو مركز هذا التحوّل مجدداً، ولكن هذه المرة بالاتجاه المعاكس، وهذا الاتجاه لا يعني إطلاقاً استبدال هيمنة بهيمنة أخرى، إنما بناء شراكات تعيد الاستقرار إلى هذه الدول واستطراداً للمنطقة العربية برمّتها، وتمنع استخدام هذه الدول كساحات حرب وصناديق بريد للرسائل الباردة والساخنة معاً. فمحطة 11 أيلول 2014 تشكّل انطلاقة العد العكسي لمرحلة جديدة، وهذه المرحلة لن تكون طويلة، ولا مؤشرات إلى إمكان عرقلتها بانتفاضة مضادة أو حرب مع إسرائيل أو حرب من طبيعة أخرى، وذلك لمجموعة أسباب أهمّها أنّ محور الممانعة مطوّق ومأزوم وفَقد معظم أوراقه، فضلاً عن إيران التي تجيد اللعب على حافة الهاوية جيداً لن تلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة ولا الانتحار، الأمر الذي يعني انخراطها وتطبّعها، ولَو على مضض، مع التوازنات الجديدة. وعليه، قد تكون المنطقة فعلياً هذه المرة أمام فرصة حقيقية لإنجاز استقرارها وسلامها، فالرياح التي ستنطلق قريباً من العراق ستنتقل إلى سوريا التي أعطى المجتمع الدولي الضوء الأخضر لتسليح المعارضة المعتدلة فيها وتمويلها.

وإذا كانت «داعش» استفادت من مجموعة عوامل مَكّنتها من التمدد سريعاً، ومن ضمنها حالة الزخم والعامل المعنوي، فإنّ العامل المعنوي المقابل المتمثّل بالتحالف الدولي سيُطيح «الدولة الإسلامية» والنظام السوري معاً، عاجلاً أم آجلاً، لأنّ الدينامية التي ستنطلق من العراق لن تتوقف في سوريا. ويبقى أنّ التصحير السياسي الذي عَبرته المنطقة بين أيلول 2001 وأيلول 2014 شارف على النهاية مع دخول هذا الصراع فصله الأخير، حيث أنّ المنطقة ستكون مقبلة قريباً على تحديات من طبيعة جديدة، ومن أبرزها تحويل المساكنة بين مواقع النفوذ الخارجية والداخلية إلى تعايش فعلي.

 

أوباما يُعلن الحرب ويرسم خريطة تحالفات جديدة

جاد يوسف/جريدة الجمهورية

الجمعة 12 أيلول 2014

منذ عام، وقف الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاعة نفسها، ليعلن للشعب الأميركي تراجعه عن توجيه ضربات جوية ضدّ النظام السوري الذي استخدم السلاح الكيماوي ضدّ شعبه. لكنه اليوم أدلى بخطاب يناقض تماماً التبريرات التي سَاقها لتفسير إحجامه عن تلك الضربات.

تتحدّث معظم التعليقات الأميركية عن تغيير جذري في نظرة أوباما الى قضايا المنطقة، بعد أكثر من ثلاثة أعوام على اندلاع الحروب فيها. لا بل هناك من يعتبر أنّ كلمته هي من أقوى الكلمات التي ألقاها خلال سنوات حكمه، في ما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية.

يقول أحد العاملين الكبار في إدارة اوباما إنّ خطابه يشكّل خريطة طريق للمرحلة المقبلة، خصوصاً أنّ عدداً من القضايا التي تطرّق اليها، او تلك التي أغفلها، تحمل في طيّاتها عناوين سياسته الخارجية المقبلة.

فقد حسَم بأن لا تحالف مع النظام السوري، ولا تعاون معه بعدما أكّد مجدّداً أنّه مسؤول عن العنف الحاصل في سوريا وشريك في الإرهاب الذي انتشر، سواء في داخلها او خارجها، مكرّراً انه فقد شرعيته. أمّا تشديده على ضرورة دعم المعارضة السورية المعتدلة وتسليحها وتدريبها، فيفتح الباب على توقّع مواجهة مديدة بغية خلق الظروف التي ستتيح تكوين ميزان قوى في سوريا في المرحلة المقبلة، شبيهاً بالذي يجري بناؤه في العراق. وفيما أعلن أوباما أنّه طلب تمويلاً إضافياً وصلاحيات خاصة من الكونغرس لإنجاز هذه المهمة، حصل على وعود جديّة، خصوصاً من السعودية، بدعم تدريب المعارضة السورية وتمويلها. ويؤكد هذا المسؤول الاميركي أنّ إعلان عدد من أعضاء الكونغرس استعدادهم لتقديم مشروع لـ»معاقبة» تركيا وقطر، عبر وقف التنسيق العسكري والأمني معهما، ووقف تنفيذ مبيعات الأسلحة بسبب دورهما في دعم الإرهاب ولَو من بوابة «حماس»، يشكّل رسالة واضحة عن المزاج الذي بات يحكم سياسة الإدارة الأميركية في هذا الملف. وفي ملف لبنان، يقول المسؤول نفسه: «لقد أمكن حتى الآن تطويق المحاولات التي حصلت خلال الأسابيع الماضية لجَرّه الى المواجهة، عبر إجباره على الإنضمام الى «حلف» النظام السوري الذي كان واضحاً أنه يحاول الالتفاف على عملية تطويقه ويسعى الى تكبير دوره، عبر إغراق لبنان في مستنقع المواجهات الدائرة في سوريا، والتلويح بتفجير الأوضاع فيه، وذلك بعدما سعى الى حجز «موقعه» في التحالف الدولي المناهض للإرهاب». ويؤكد هذا المسؤول «أنّ جهد الإدارة الاميركية سينصبّ في المرحلة المقبلة على تحصين لبنان سياسياً وعسكرياً، وإقفال حدوده، وعلى مواصلة تسليم العتاد العسكري للجيش اللبناني وتسريعه، وتنفيذ الهبة السعودية».

ويضيف: «إنّ استبعاد أيّ تنسيق ثنائي مع ايران سواء في العراق او سوريا، يشكّل رسالة واضحة بأنّ الدور الذي تؤدّيه في المنطقة يحتاج الى إعادة تعيين حدوده ورَسمها، علماً أنّ طهران تبدو في مرحلة إعادة حساباتها في الوقت الذي تحاول إشعال عدد من البؤر في المنطقة، مثلما يجري في اليمن». ويؤكّد أنّه في الوقت الذي حملت كلمة أوباما رسالة الى الدول العربية والإسلامية عموماً، بأنّ القضاء على الإرهاب هو قضية مشتركة، وأنّ دورها الميداني أساسي في إنجاز هذه المهمة، يُحرز المسؤولون الأميركيون الذين يجولون في دول المنطقة تقدّماً في حشد الجهود والحصول على وعود قوية بأن تتولى قواها العسكرية مهمات تنفيذية على الأرض.

في هذا الوقت، يُنقل عن ديبلوماسي أممي في نيويورك، أنّ واشنطن أعدّت مشروع قرار تحت الفصل السابع لتشديد القيود على حركة المقاتلين الأجانب، فيما يجري العمل على وقف استيراد سيارات الدفع الرباعي التي تُهرّب عبر مرفأ العقبة الأردني والحدود التركية لمصلحة تنظيم «داعش» نحو سوريا والعراق. وجاء تأكيد أوباما ما كشفه وزير خارجيته جون كيري من بغداد، بأنّ المرحلة المقبلة ستشهد إعادة بناء الجيش العراقي على أسُس مختلفة، كإعلان سياسي بأنّ ما حدث في السابق لن يتكرّر لناحية شراكة الإضطرار وتسليم العراق لإيران.

واخيراً، كانت إشارة أوباما الى «عدوانية» روسيا ومسؤوليتها عمّا تشهده أوكرانيا، رسالة واضحة مفادها أنّ واشنطن قرّرت اتباع سياسة اكثر هجومية تجاه دور موسكو، سواء في اوروبا او في المنطقة، بعدما استُبعدت من التحالف الدولي الذي أعلن الرئيس الأميركي ولادته وقيادته.

 

السفير الفرنسي باتريس باولي  لـ«الجمهورية»: الضوء أخضر لإنتخاب رئيس... ولا حوار ولا حلّ وسطاً مع الإرهاب

جريدة الجمهورية/الجمعة 12 أيلول 2014

تزامناً مع إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما استراتيجيّة شاملة ومستدامة لمكافحة الإرهاب، وتعهُّد 10 دول عربيّة من جدّة العمل مع واشنطن ضدّ «داعش»... ومع إحياء الولايات المتّحدة الذكرى الـ13 لاعتداءات 11 أيلول... الموقف الفرنسي ثابت لا يتغيَّر: «لا حوار ولا حلّ وسطاً مع الارهاب». يحرص السفير الفرنسي باتريس باولي على التّذكير بالمحطّات الإرهابية التي طبَعت تاريخ فرنسا الحديث، ليَخلص الى أنّها تُدرك أكثر من غيرها خَطر الإرهاب الذي يَضرب الشرق الأوسط اليوم، ويُؤكّد بحَسم «أننا لا نعمل مع أيّ جهة إرهابية». ولأنّ «العلاقات اللبنانيّة - الفرنسيّة تاريخية»، يهمّ فرنسا مصلحة لبنان كبلد واحد موحَّد وليس فئة بحدّ ذاتها، من هنا لا يَجد باولي ما يعوق انتخاب رئيس للجمهورية، إذ يرى أنّ «الضوء أخضر، وإذا أجمَع السياسيّون على اسم، لا أحد سيُمانع انتخابه». وإذ يأسف لأنّ لبنان يشهد يوميّاً نتائج غياب الرئيس، يؤكّد «أن لا مُرشّح لدى فرنسا، وهي لا تضع «فيتو» على أحد». بلغة عربيّة فصيحة أتقَنها منذ خدمته الديبلوماسية في ليبيا، غاصَ باولي في الأفق السياسي الإقليمي، متحدّثاً عن المساعي الفرنسية لـ»جَمع كلّ الطاقات والجهود لوَقف تقدُّم تنظيم «داعش». ومنطلقاً من أهمية احترام القوانين الدولية، لجهة استحالة التدخّل في أيّ بلد من دون موافقة مجلس الأمن الدولي، يُكرِّر باولي الموقف الفرنسي الداعي إلى حَلّ الأزمة السوريّة سياسياً لا عسكرياً، مُستبعداً في الوقت نفسه انعقاد مؤتمر «جنيف 3». باولي زار مكاتب «الجمهورية» وكان معه هذا الحوار:

• هل التحالف الدولي الذي تسعى الولايات المُتّحدة الأميركيّة لإنشائه هو للقضاء على «داعش»، أم أنّه سيتحوّل جزءاً من «الفوضى الخلّاقة»؟

- الموقف الفرنسي من الإرهاب واضح جدّاً، فنحن نُعارضه بشدّة، مهما كان وأينما كان، وسنظلّ نعارضه. لذلك تدخّلنا في الساحل الإفريقي وفي مالي. وما يحصل في العراق مُخيف.

وبناءً على الموقف نفسه والالتزام إيّاه، نريد جَمع كلّ الطاقات والجهود ضدّ الإرهاب، لوَقف تقدُّم «داعش» ضدّ الدولة العراقيّة. لذلك، زارَ وزير الخارجيّة الفرنسيّة لوران فابيوس بغداد فور انتخاب الرئيس العراقي فؤاد معصوم.

نحن نريد التنسيق مع العراق، وهناك ضرورة فعليّة لبناء المؤسّسات العراقيّة أوّلاً، وهذا ما سيُشدّد عليه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي سيزور بغداد قريباً.

إنّ الالتزام الفرنسي ضدّ الإرهاب فعليّ، وقد ترجمناهُ أوّلاً من خلال طلب اجتماع لمجلس الأمن الدولي، لاتّخاذ قرار ضدّ المجموعات الإرهابيّة؛ وثانياً من خلال تقديم مساعدة عسكريّة لقوّات البشمركة الكرديّة، بالتنسيق مع الحكومة العراقيّة، فضلاً عن المُساعدات الإنسانيّة التي نُقدّمها للعراقيّين. إلى ذلك، تُنظِّم باريس في 15 من الشهر الجاري مؤتمراً على مستوى وزراء الخارجيّة، لاتّخاذ موقف موَحّد ضدّ الإرهاب. وقد اتّصلتُ بوزير الخارجيّة اللبنانية جبران باسيل لأقدّم له دعوةً من فابيوس إلى حضور هذا المؤتمر.

• بعضهم يتّهم فرنسا والولايات المتّحدة الأميركيّة وبريطانيا بأنّها هي مَن خلقت التنظيمات الإرهابيّة التي تُقاتل في سوريا العراق، فما رأيك في ذلك؟

- هذا الاتّهام مبنيّ على تخيُّلات. ما هو سبب تدهور الأوضاع في العراق واستحداث الظروف المؤاتية لظهور هذه التنظيمات الإرهابيّة في العراق؟ إنّها سياسة رئيس الوزراء العراقي السابق الذي همّشَ الطائفة السُنّيّة وأقصى أبناءها من مؤسّسات الدولة. ومن أطلقَ سراح إرهابيّين ومُتطرّفين من السجون السوريّة؟ ... إنه النظام السوري.

• لكن هذه أنظمة كانت فرنسا والغرب يُقيمان معها أفضل العلاقات، وكانت علاقة باريس جيّدة بجهاز الاستخبارات السوري. فماذا تقول في هذا السياق؟

- الإرهاب ضربَ في فرنسا وفي دوَل كثيرة خلال سبعينات القرن الماضي وثمانيناته ولاحقاً، ونحن نُدرك خطورة الإرهاب، ولا نعمل مع أيّ جهاز إرهابي أو أيّ حركة إرهابيّة. وفرنسا لم ولن تتعامل مع الإرهاب في أيّ شكل.

• يسود انطباع بأنّ الدول الغربيّة تستفيد من وجود الإرهاب من أجل تحقيق مصالحها؟

- الانطباع شيء والحقيقة شيء آخر، كيف نستفيد من الإرهاب؟ هذا تفكير خاطئ وأرفضه تماماً. لا أسمح باتّهامنا بأنّنا نستخدم الإرهاب لمصالحنا. الإرهاب ضرب في فرنسا أكثر ممّا ضرب في بلدان أخرى، وندرك ثمنه.

• هناك تمييز بين إرهاب إسلامي يُحاول المُجتمع الدولي ضربه، وهناك في المُقابل إرهاب مدني مُتمثّل بالنظام السوري، ولم نرَ حتّى الآن تحالفاً لضربه. الإرهاب السوري يضرب المدنيّين منذ ثلاث سنوات ويقتل الشعب السوري. فلماذا يأتلف المُجتمع الدولي ضدّ «داعش»، ولا يأتلف ضدّ النظام السوري الذي يتحمّل، مُنفرداً، مسؤولية نشوء الإرهاب الإسلامي؟

- إذا طلبت منّا الدولة العراقيّة أو اللبنانيّة، على سبيل المثال، التدخّل لمساعدتها في حَلّ أيّ مسألة، يُمكننا ذلك، لأنّنا نتعامل مع طلب دولة. لكن لا يمكننا التدخّل في أيّ بلد من دون موافقة مجلس الأمن الدولي، وخصوصاً أنّنا نحرص على التزام القوانين الدوليّة.

لكنّ اتّهامنا بالتواطؤ مع النظام السوري مرفوض. فنحن أوّل مَن يتحمّل نتائج الإرهاب لأنّه ينعكس علينا. في مالي، مثلاً، ضربنا الإرهاب في إطار دوليّ مشروع وبموافقة مجلس الأمن. لكن نحن، بصفتنا دولة ديموقراطيّة، لا يُمكننا التصرّف كيفما يحلو لنا في سوريا، ولا يمكننا التدخّل عسكريّاً من تلقاء أنفُسنا.

في غضون ذلك، نحن مستمرّون في دعم المُعارضة السلميّة والسياسيّة. نحن أيّدنا الائتلاف الوطني لقوى المُعارضة والثورة السوريّة. وأنا كنت مدير إدارة الشرق الأوسط في باريس، والتقينا قيادات المُعارضة السوريّة، وكان أملنا أن يتمكّنوا من التعبير عن تصوُّر سوري غير مُتطرّف، غير ديني أو طائفي، في إطار حلّ سياسي.

• لمَ لم يُسلَّح الجيش اللبناني حتّى الآن في إطار الاتّفاق السعودي - الفرنسي؟ ومَن يؤخّر تنفيذ الهبة السعودية؟

- السعودية وفرنسا جدّدتا في الأيّام الأخيرة نيّتهما تسريع تنفيذ الاتّفاق لتسليح الجيش، وذلك خلال زيارة وليّ العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى باريس، علماً أنّ ملف تسليح الجيش مسألة مُعقّدة لأنّها الأولى من نوعها في هذا المجال، فليس لدينا مثال سابق على اتّفاق من هذا النوع. ويبدو أنّ تنفيذ هذا الاتّفاق يتطلب وقتاً أطول ممّا نتمنّى، وقد بَلَغنا مرحلة نعتقد أنّنا سنحرز فيها تقدُّماً على صعيد تنفيذه.

وكلّ ما تقولونه عن وجود عمولة لا تعليق لدي، فهو غير صحيح، ذلك أن سياستنا تعتمد على تنفيذ كل الاتفاقات بحذافيرها وبشفافية مطلقة. قد يكون هناك أناس يريدون الإفادة من هذا الاتفاق لتحقيق غاياتهم الشخصية، لكنني أكرّر القول إن هذا الاتفاق يتم تنفيذه بين ثلاث دول من دون أي وساطة.

• الرئيس نبيه برّي يُشكّك في تدخّل إسرائيلي للضغط على باريس في مسألة تسليح الجيش، لأنّ تاريخ لبنان في هذه المسألة يشهد على شروط إسرائيليّة لتحديد نوع السلاح المُقدَّم للجيش اللبناني، وخصوصاً المدفعيّة التي تنتشر في الجنوب. فما تعليقك على ذلك؟

- هذا لم يحصل. كلّ النقاش في مسألة تسليح الجيش تمَّ بين لبنان وفرنسا والسعوديّة، ونحن نرفض النقاش مع دولة أخرى غير لبنان والسعوديّة في هذا المجال. أنا لا أُعلِّق على السياسة الإسرائيليّة، بل أشدّد على رغبتنا في أن يكون الجيش اللبناني قويّاً.

إنّ التعاون بين الجيشَين اللبناني والفرنسي قديم، ونحن لن نضع حدوداً لهذا التعاون. وأنا ممثّل فرنسا في لبنان، ويمكنني القول إنّنا جاهزون لتقديم كلّ المساعدة المطلوبة للجيش اللبناني.

الرئيس برّي لم يعبّر لي عن أيّ قلق من تدخّل إسرائيلي في ملفّ التسليح. لكنّني أجدّد التشديد على أن لا حدود للتعاون الفرنسي مع لبنان. وفي إطار سيادة فرنسا، نحن لا نتلقى أوامر من أيّ دولة.

• يجري الحديث عن تبدل في الأشخاص الذين يتولون التنسيق مع فرنسا في شأن الأسلحة للجيش اللبناني. كانت هناك وعود، وقيل إن السعوديين هم من تراجع عن التسليح وليس الفرنسيون؟

- لا علم لي بذلك، لكن أقول إننا على الخط نفسه مع المسؤولين في السعودية، ولا علم لي عن تراجع سعودي في تسليح الجيش.

• يؤخذ على الدول الغربية اعتمادها سياسات هجرة تدفع مَن يجد أزمة هوية في المجتمع الأوروبي إلى الانضمام إلى المجموعات المتطرفة، معتبرين أنفسهم يعانون مشكلة هوية. هذا هو مأخذ المحللين على الأوروبيين؟

- الأسئلة نفسها تُطرَح في أوروبا وفي كلّ بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. والمشكلة هي تحديداً في حسّ المواطنة. ثمة شباب لا يجدون مكانهم في المجتمع، وسواء كانت الأوضاع الاقتصادية جيّدة أم لا، فهم يجدون أنفسهم خارج المجتمع، وقد يلجأون إلى حركات إرهابية، لا لأسباب دينية دائماً. واليوم مئات الفرنسيين سافروا للقتال في الخارج، ونحن في الخندق نفسه مع دول كثيرة في مواجهة الإرهاب، ففي لبنان، مثلاً، يسلك شباب أيضاً الطريق نفسه. اليوم تحدّي الإرهاب ضخم ويعنينا كلّنا.

• الولايات المتحدة لا تملك استراتيجية في المنطقة، هل نحن اليوم في التحالف الدولي الإقليمي الجديد، أمام استراتيجية أميركية في المنطقة؟ وبالتالي هل يكون هناك تسريع لانتخابات الرئاسة اللبنانية؟

- أنا لا أعلّق على سياسة الولايات المتحدة، لكن أصرّ على أننا نحتاج إلى تحالف واسع حتى نكافح الإرهاب وكل النتائج المترتبة عليه. نحن في حوار مع الولايات المتحدة، وهي ستشارك في مؤتمر باريس في 15 أيلول. ونحن ننسّق مع وزير الخارجية الأميركية جون كيري. إن قضية التحالف تهم المسيحيّين والمسلمين كافة، ونحن نحتاج إلى تحالف، وعلينا اليوم بناء رد مشترك.

• هل تكون إيران في عداد هذا التنسيق الإقليمي أم تكون مستبعدة؟

- ذكر الناطق باسم الخارجيّة الفرنسيّة، أنّ هذا المؤتمر يجمع الشركاء الدوليين والإقليميين الذين يشتركون في هدف السلام والأمن في العراق والمساهمة في تحقيقه.

• تستضيف باريس مؤتمراً خاصاً بالعراق للبحث في مسائل كثيرة، بينها موضوع هجرة المسيحيين. هل يُشارك لبنان فيه؟

- هذا ليس مؤتمراً دينيّاً، ولبنان سيشارك فيه. وفي ما يتعلق بالمسيحيّين، لقد عبّرت بعد لقائي البطريرك الماروني الكاردينال

 مار بشارة بطرس الراعي الجمعة الفائت، عن موقف فرنسا، وقلت أمامه إنّ وجود المسيحيين وبقاءهم في بلدانهم لا بدّ منه. الموقف الفرنسي يتمثّل في ضرورة بقاء المسيحيّين في أرضهم، فهم عنصر جوهري منذ أكثر من ألفي سنة في الشرق. والضمان الأوّل للمسيحيّين هو في وجود حكومات قوية قادرة على ضمان الأمن والحريات. اليوم بناء الدولة في العراق يتمثل في حماية الأقلّيّات.

• هل تتخلّى فرنسا، في أيّ ظرف من الظروف، عن دورها «أمّاً حنوناً» للبنان؟

- أبداً. إنّ الجهود التي نبذلها من أجل لبنان، والمُساعدات التي قدّمناها له من دون أيّ مُقابل، تؤكّد ذلك. العلاقات اللبنانيّة - الفرنسيّة قديمة ومبنيّة على اتّصالات كثيرة، وليست مبنيّة على الدفاع عن طائفة في حدّ ذاتها. إنّ الوجود الفرنسي لا يقتصر اليوم على بيروت فقط، بل لدينا 8 مراكز ثقافية في طرابلس وبعلبك وزحلة وجونية ودير القمر والنبطية وصور وصيدا، وهذا يعبّر عن التصوّر الفرنسي تجاه لبنان.

نحن نريد الحوار مع جميع الأطراف اللبنانيين. طبعاً، في الماضي كنّا ندافع عن المسيحيّين، لكن اليوم الالتزام الفرنسي هو تجاه كلّ لبنان بجميع طوائفه. وأشدّد على أنّ فرنسا لا تنظر إلى نفسها على أنّها أمّ حنون للبنان، بل ترى نُصب عينيها العلاقات اللبنانية - الفرنسية القائمة على الاحترام المُتبادَل.

• هل يُدعى لبنان للمُشاركة في التحالف الدولي ضدّ داعش؟ وماذا سيكون دوره فيه؟

- لبنان يكافح الإرهاب وبالتالي فإنّ مشاركته في التحالف الدولي وتشديده أمام بقية الدول على استعداده لمواصلة مكافحة المتشدّدين، هو في حَدّ ذاته خطوة مهمّة. نحن ندعم الجيش اللبناني لأنّه يواجه الإرهاب، وندعم قوى الأمن الداخلي بقوّة، ومن الطبيعي أن يكون أيّ بلد يواجه الإرهاب مُشاركاً في التحالف الدولي.

• هل تعتقد أنّ الاستقرار في لبنان مُمكن في ظلّ وجود سلاح «حزب الله»؟

- الموقف الفرنسي في هذا السياق واضح، نحن لسنا لبنانيّين، لذلك لا نتخذ قرارات باسم الشعب اللبناني، لكنّنا قلنا مراراً إنّ كلّ الأسلحة يجب أن تكون تحت مظلّة الدولة وفي أيدي الجيش اللبناني.

وإذا عُدنا في التاريخ إلى احتلال إسرائيل للبنان، نتذكّر أنّ فرنسا كانت مُصرّة وقتذاك على ضرورة انتشار الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانيّة وعلى الحدود، ليكون هو المسؤول عن السيادة. نحن مع جيش موَحّد خاضع للدولة.

• هل من اتّصالات مع «الحزب»؟ ولماذا تتمايز باريس عَن واشنطن بعدم إدراجه على لائحة المُنظّمات الإرهابيّة؟

- علاقتنا بـ«حزب الله» مباشرة، ونحن نتواصل مع المسؤولين في كلّ الأحزاب ومع جميع اللبنانيّين، ولا نعدّ الحزب منظّمة إرهابيّة، لكنّنا كأوروبيين اعتبرنا أنّ جناحه العسكري إرهابي. نحن نعارض تدخّل «الحزب» في سوريا عسكرياً، وقُلنا ذلك علناً. ونجدّد التشديد على ضرورة أن تتخذ كلّ الأحزاب قراراتها في إطار الدولة اللبنانيّة.

• هل يُمكن التمييز فعلاً بين شقَّين لـ «الحزب»؟

- نحن كأوروبّيين لدينا مؤشّرات وأسباب دفعتنا إلى اتّخاذ هذا القرار.

• هل ستبذلون مساعيَ للتوفيق بين السياسيّين اللبنانيين لانتخاب رئيس جمهورية؟

- لا يُمكننا التدخُّل في هذا الشأن، وليس لدينا مرشّح، ولا «فيتو» لنا على أحد. القرار عند اللبنانيّين، عليهم أن يجتمعوا حول إسم رئيس ليكون حجر أساس للمؤسّسات. ونحن نشهد كلّ يوم نتائج غياب الرئيس في لبنان. إنّ انتخاب الرئيس ضروريّ، فهو الخطوة الأولى لإعادة بناء المؤسّسات وإنعاشها. نحن نشجّع جميع اللبنانيين على الحوار، ولن نأخذ مكانهم، فإذا كانت لديهم النيّة في انتخاب رأس السُلطة، أعتقد أنّهم قادرون على فعل ذلك.

• هل يستطيع اللبنانيّون انتخاب رئيس بمعزل عن المؤثّرات الخارجيّة؟

- نعم يُمكنهم ذلك. فإذا أجمع القادة السياسيّون على اسم رئيس، أعتقد أنّ هذا مُمكن، فمَن سيرفض ذلك؟ على العكس، أعتقد أنّ الضوء أخضر.

• مَن يتحمّل مسؤوليّة عدم انتخاب الرئيس؟ هل هي القيادات المسيحيّة؟

- أنا لست قاضياً لأحكم، وأعتقد أنّ المعادلة الداخليّة تسمح بانتخاب رئيس لو كانت الإرادة عند اللبنانيين قويّة.

• هل سنشهد مؤتمراً ثالثاً في جنيف بعدَ جولة المبعوث الدولي ستافان دو ميستورا؟

- لا أتوقّع انعقاد مؤتمر قريب في شأن سوريا.

• ما مصير النظام السوري؟

- لقد قُلنا مراراً أن لا مكانَ لهذا النظام، وقد دعمنا مراراً وندعم تأليف حُكومة انتقاليّة في سوريا، ونحن مع حَلّ سياسي وليس عسكريّاً.

 

هل يدري مقاطعو جلسات الانتخاب ماذا يفعلون وإلى أين يذهبون بلبنان واللبنانيين؟!

اميل خوري /12 أيلول 2014/النهار

تساءل مسؤول كنسي: هل يدري مقاطعو جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ماذا يفعلون وأي ضرر يتسببون به للبنان واللبنانيين، وإلى أين يذهبون بهم؟ إن عدم انتخاب رئيس قبل أن تنتهي الولاية الممددة لمجلس النواب سوف يعرّض البلاد لأخطار جسيمة ويضعها أمام الخيارات الصعبة ومنها الآتية:

أولاً: مواجهة مشكلة التمديد لمجلس النواب وهو ما تقضي به الضرورة حتى وإن كان هذا التمديد في نظر بعض رجال القانون غير قانوني وغير دستوري. واستمرار الخلاف على التمديد بعد تشرين الثاني يدخل البلاد في فراغ مجلسي تتعطل معه مصالح الوطن والمواطن.

ثانياً: مواجهة مشكلة اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية وعلى أساس قانون الستين وهو ما يثير خلافاً بين من لا يؤيد اجراءها على أساس قانون مرفوض كونه غير عادل وغير متوازن، وقد لا تختلف نتائجها عن تلك التي أسفرت عنها انتخابات 2009 فيتكرر مشهد المجلس الحالي مع الانتخابات الرئاسية وتستمر أسباب عدم اجرائها لأن أياً من الاطراف لا يملك أكثرية الثلثين. ومن يعارض اجراءها يتمسك بالنص الدستوري القائل بعدم عمل أي شيء قبل انتخاب رئيس للجمهورية، عدا أن أحزاباً بارزة قد تقاطعها وعندها يطرح السؤال: هل يكون المجلس الذي ينبثق منها مجلساً شرعياً يمثل شتى فئات الشعب وأجياله، أم لا يكون كذلك؟ فاذا كانت الوصاية السورية على لبنان استطاعت شرعنة مجلس قاطع انتخاب 80 في المئة من الناخبين فلا أحد اليوم يستطيع ذلك. وماذا إذا لم تكن الحكومة قادرة على اجراء انتخابات نيابية بسبب الأوضاع الأمنية في البقاع والشمال وربما في مناطق أخرى والجيش وقوى الأمن الداخلي منشغلان في مواجهة هذه الأوضاع، إضافة الى ان المرشحين لا يستطيعون القيام بجولاتهم الانتخابية في أجواء متوترة؟

ثالثاً": إن استمرار الشغور الرئاسي وبعده احتمال حصول فراغ مجلسي إذا استمر الخلاف على التمديد وعلى اجراء الانتخابات النيابية، يجعل الدولة في لبنان دولة فاشلة تتعطل فيها أعمال كل السلطات وتصاب المؤسسات بالشلل، ولا تعود الاوضاع الامنية وحدها معرضة للانهيار إنما الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية أيضاً، فإذا ظلت صامدة حتى الآن فبفضل المظلة الدولية وبفضل المهنية العالية لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي لا يزال يطمئن الناس الى استمرار الاستقرار النقدي رغم أصوات "النعي" التي تطلع من ألسنة مسؤولين وسياسيين. لكن إذا دخل لبنان في الفراغ الشامل، فلا المظلة الدولية تظل قادرة على حماية الأمن والاستقرار ولا حاكم مصرف لبنان يظل قادراً على الامساك بالاستقرار النقدي والحؤول دون تحويل الليرة إلى دولار، ولا تأمين مصادر تمويل حاجات ما تبقى من الدولة بالعملات الأجنبية مع ارتفاع الفوائد وتزايد المديونية العامة، خصوصاً أن الاستحقاقات على الدولة ستكون كبيرة خلال السنة المقبلة، عدا أن صعوبات تواجه المصارف منذ الآن في المشاركة في الاكتتابات في انتظار معرفة نسبة الفوائد وآجال السندات.

الواقع ان استمرار الشغور الرئاسي واحتمال حصول فراغ مجلسي سوف يزيدان حال الحذر والترقب، وقد زاد تحذير لوزير المال علي حسن خليل من تردّي الأوضاع المالية العامة حال الحذر لدى الاسواق المالية التي تمر أصلاً بأجواء غير مستقرة، وجعل الاقبال محدوداً على سندات الخزينة بالليرة اللبنانية من قبل المصارف مع استمرار مصرف لبنان في إصدار شهادات الايداع وتغطية العجز في اكتتابات سندات الخزينة.

لقد مر أكثر من ثلاثة أشهر على الشغور في موقع الرئاسة الاولى ولا أحد يعرف مصير مجلس النواب عند انتهاء ولايته الممددة، كما أن أحداً لا يعرف مصير الحكومة إذا تمدد الشغور وكان الفراغ الشامل. فمن هو المسؤول ومن هو الذي جعل البلاد تعيش في ظروف استثنائية لتبرير التمديد لمجلس النواب مرة ثانية، أليس من يستمرون في مقاطعة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية بذرائع واهية، سواء كانت داخلية أو خارجية وانتظار الاتفاق على أي صورة ستعطى للبنان كي يتم اختيار رئيس ملائم لها؟ ويختم المسؤول الكنسي بالقول: إن معطلي جلسات انتخاب الرئيس لا يدرون ماذا يفعلون. إنهم يوجدون ظروفاً استثنائية تبرر التمديد لمجلس النواب أو تمنع اجراء انتخابات نيباية، ولا شيء يزيل هذه الظروف سوى حضور جلسات انتخاب رئيس للجمهورية قبل انتهاء ولاية المجلس الممددة ومواجهة مشكلة التمديد مرة ثانية إذا تعذر إجراء انتخابات نيابية كي تعود البلاد والمؤسسات فيها إلى مسارها الطبيعي، ولا يبقى انتخاب الرئيس خاضعاً لمبادرات هذا الطرف أو ذاك، بل لما نص عليه الدستور اي التئام المجلس لانتخاب رئيس للجمهورية فوراً والتزام النواب حضور الجلسة لا التغيب عنها من دون عذر شرعي وليس بخلق ظروف استثنائية تجعل المحظورات تبيحها الضرورات. فهل من صحوة ضمير للنواب المقاطعين كرمى للبنان واللبنانيين وخشية محاسبة التاريخ؟