المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 أيلول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 18 و19 ايلول/14

مذكرة لبنانية واغترابية إلى أوباما وكاميرون تذكرهما بجرائم حزب الله/حميد غريافي/19 أيلول/14

صفقات مذهبيّة لإدارة الأزمة... بلا المسيحيين/طوني عيسى/19 أيلول/14

حزب الله والتحالف ضد "داعش": موقف...مدهش/أحمد الأسعد/19 أيلول/14

حَيثية عون في ميزان جنبلاط/شارل جبور/19 أيلول 2014

نظرة على ترشيحات لانتخابات ربما لن تحصل أبناء عموم وبناتهم وآباء وأولادهم وأحفاد/ايلي الحاج/19 أيلول/14

لا تمرير لنفط "داعش" عبر لبنان المسح الأمني الأوّلي يدحض معلومات كيري/خليل فليحان/19 أيلول/14

إشكالية موقع الرئاسة والتمديد للمجلس الشغور الطويل الأمد يرفع منسوب القلق/روزانا بومنصف/19 أيلول/14

الإرهاب والنووي نجما الجمعية العامة للأمم المتحدة/ثريا شاهين/19 أيلول/14

الخليج: داعش مقابل إيران/راغدة درغام/19 أيلول/14

أوراق موسكو وطهران ضد التحالف الدولي/وليد شقير/19 أيلول/14

العصابة والهارب الإيراني/أمير طاهري/19 ايلول/14

منظمة بدر الطائفية منظمة إرهابية/داود البصري/19 أيلول/14

الدواعش يجنون مليوني دولار يومياً من النفط ويحظون بتمويل طائل يصعب استهدافه/وكالات/19 أيلول/14

 

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية/انجيل القديس لوقا/19/29و40/إن سكت هؤلاء، فالحجارة تهتف

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

*البابا فرنسيس لليهود: لقد عانيتم والآن دورنا.

*من الياس بجاني إلى الدكتور غطاس خوري: لا العصبية ولا الهيجان ولا كل المسلات تحت الأبط كافية لمسحنة مواقفك/الياس بجاني

*بالصوت  والنص تعليق الياس بجاني لليوم: داعش عارض ومجرد عارض لمناهج تعليمة سرطانية/18 أيلول/14

*العدو ليس داعش، بل المناهج المدرسية في معظم الدول الإسلامية والعربية

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: داعش عارض ومجرد عارض لمناهج تعليمة سرطانية/18 أيلول/14

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: داعش عارض ومجرد عارض لمناهج تعليمة سرطانية/18 أيلول/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*داعش عارض ومجرد عارض لمناهج تعليمة سرطانية/الياس بجاني

*العدو ليس “داعش”.. بل ثقافتنا/ سعود السمكة/السياسة/

*تدمير “داعش” بتغيير في العراق وسوريا/علي حماده/النهار

*ويلٌ لأُمّةٍ لا للويل تُحسب/كامل عمر الحوت

*ويلٌ لأمةٍ كثرت فيها الطوائف وقلّ فيها الدين/عاصم شلق/البيان

*مذكرة لبنانية واغترابية إلى أوباما وكاميرون تذكرهما بجرائم حزب الله/ حميد غريافي/السياسة

*حزب الله” يرفع وتيرة اعتراضه على مشاركة لبنان في التحالف ضد “داعش”

*كيري: “داعش” يهرّب نفطه عبر تركيا أو لبنان

*الجسر لـ”السياسة”: لا ظواهر “داعشية” في طرابلس

*السيد هاني فحص في ذمة الله: من الأعضاء المؤسسين للفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي ومن المؤسسين للقاء اللبناني للحوار

*سلام استقبل احمد الحريري مع وفد من نواب البقاع والمستقبل وعرض مع ابراهيم مستجدات ملف العسكريين المفقودين

*الرئيس الجميل استقبل جنبلاط: حصول الانتخابات النيابية قبل الرئاسية تهميش للمؤسسة الأم

*أحمد الأسعد: لو كان حزب الله يهتم لمصلحة لبنان لكان ايد انضمامه إلى التحالف ضد "داعش"

*نديم الجميل لـ”السياسة”: تسلح المسيحيين سيورطنا بمشكلات

*فارس سعيد لـ”السياسة”: مصير الرئاسة رهن مفاوضات طهران وواشنطن

*لبنان: الكتل المسيحية تسعى إلى تعزيز موقعها السياسي وحضورها الشعبي

*السماك والأب ضو: فشلنا في حماية التنوع يمثل أكبر خدمة لأعدائنا

*حزب الله والتحالف ضد "داعش": موقف...مدهش/أحمد الأسعد

*بري استقبل وفد تجمع العلماء الزين: ما تقوم به الجماعات التكفيرية لا يمت الى الاسلام

*طلال المرعبي : لا يمكن اجراء انتخابات نيابية في ظل الشغور الرئاسي

*لقاء مسيحيي المشرق أمل ان تتجاوب القوى الفاعلة مع دعوة بطاركة الكنائس الشرقية الى جبه التنظيمات الارهابية ووقف تمويلها

*فرعون عرض ونديم الجميل الاوضاع والنشاطات السياحية

*جعجع التقى وفد لجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية

*الجسر: ما من سبب يمنع من اجراء الانتخابات الرئاسية

*العريضي: لا بد من التمديد للمجلس النيابي

*زهرا: هاجس الفراغ وراء اطلاق مبادرة 14 اذار

*فتفت: بري يريد التمديد لكنة يريد ان يقبض ثمنه

*الشرق الأوسط : البنتاغون : نصف الجيش العراقي "غير مؤهل" كشريك لقتال "داعش" أوباما أكد أن لا قتال بريا أو القيام بالمهمة نيابة عن العراقيين

*أهالي المفقودين يفتتحون اليوم حملة "زورونا" حتى تسلّم التحقيقات الدولة ترى في تسليم التقرير "خطراً على السلم الأهلي/النهار/عباس صالح

*الشرق الأوسط : البنتاغون : نصف الجيش العراقي "غير مؤهل" كشريك لقتال "داعش" أوباما أكد أن لا قتال بريا أو القيام بالمهمة نيابة عن العراقيين

*طهران انتقدت العقوبات الاميركية قبل استئناف محادثات ملفها النووي في نيويورك

*الكنيسة في اسكتلندا دعت لمصالحة وطنية قبل إعلان نتيجة الاستفتاء على الاستقلال

*مجلس النواب الفرنسي أقر قانونا يحظر مواقع تدافع عن الارهاب

*الخطة الأميركية جاهزة للتحرك «قريباً» ضد «داعش» في سورية

*دمشق تكشف عن 3 منشآت جديدة للأسلحة الكيماوية

*بحث دولي في وضع "اندوف" بعد "التدهور الواسع" في الجولان

*عبدالله الثاني: الأردن خط الدفاع لدول الخليج العربية

*روحاني يزور نيويورك ولا لقاء مقرراً مع أوباما

*واشنطن ترفض احتفاظ طهران بقدراتها لتخصيب اليورانيوم

*أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب يدعو لتجفيف منابع الإرهاب

*هل «الحلفاء» جديّون في دعم عون؟/الجمهورية – ساندرا الصايغ

*الموارنة الاكثر ترشحاً مع التمديد الجديد/الديار - عيسى بو عيسى

*لبنان: تقارب عون وجنبلاط يزعج «القوات» واتفاق على استئناف العمل التشريعي

*514 مرشحا للانتخابات النيابية وفوز 10 بالتزكية

*جاسوسة فلسطينية سابقة تلقي الضوء على عالم الجواسيس وكيف تجندهم تل أبيب الأمن الإسرائيلي يستغل حاجتهم للمال.. وكثيرون يجندون عند معبر إيريز

*كلام في السياسة | حل بري والبطريرك، هل تفجره «داعش»/ جان عزيز/الأخبار

*الدواعش” يجنون مليوني دولار يومياً من النفط ويحظون بتمويل طائل يصعب استهدافه

*هذه الصورة تشرح علاقة واشنطن مع الرياض / سايمون هندرسون- معهد واشنطن

*مجلس النواب الأميركي يوافق على خطة أوباما لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة

*منظمة “بدر” الطائفية… منظمة إرهابية/داود البصري/السياسة

*مجلس النواب يقر قانونا لمكافحة الإرهاب للمرة الأولى في تاريخ ليبيا

*محادثات ثنائية بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي

*نظرة على ترشيحات لانتخابات ربما لن تحصل أبناء عموم وبناتهم وآباء وأولادهم وأحفاد/ايلي الحاج/النهار

*لا تمرير لنفط "داعش" عبر لبنان المسح الأمني الأوّلي يدحض معلومات كيري/خليل فليحان/النهار

*إشكالية موقع الرئاسة والتمديد للمجلس الشغور الطويل الأمد يرفع منسوب القلق/روزانا بومنصف/النهار

*الإرهاب والنووي «نجما» الجمعية العامة للأمم المتحدة/ثريا شاهين/المستقبل

*الخليج: «داعش» مقابل إيران!/راغدة درغام/الحياة

*أوراق موسكو وطهران ضد التحالف الدولي/وليد شقير/الحياة

*العصابة والهارب الإيراني/أمير طاهري/الشرق الأوسط

*صفقات مذهبيّة لإدارة الأزمة... بلا المسيحيين/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*حَيثية عون في ميزان جنبلاط/شارل جبور/جريدة الجمهورية

 

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية/انجيل القديس لوقا/19/29و40/إن سكت هؤلاء، فالحجارة تهتف

"واذ قرب من بيت فاجي وبيت عنيا عند الجبل الذي يدعى جبل الزيتون ارسل اثنين من تلاميذه  قائلا. اذهبا الى القرية التي امامكما وحين تدخلانها تجدان جحشا مربوطا لم يجلس عليه احد من الناس قط. فحلاه وأتيا به. وان سألكما احد لماذا تحلانه فقولا له هكذا ان الرب محتاج اليه. فمضى المرسلان ووجدا كما قال لهما. وفيما هما يحلان الجحش قال لهما اصحابه لماذا تحلان الجحش. فقالا الرب محتاج اليه. وأتيا به الى يسوع وطرحا ثيابهما على الجحش واركبا يسوع. وفيما هو سائر فرشوا ثيابهم في الطريق. ولما قرب عند منحدر جبل الزيتون ابتدأ كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لاجل جميع القوات التي نظروا. قائلين مبارك الملك الآتي باسم الرب. سلام في السماء ومجد في الاعالي. "فقال له بعض الفريسيين من الجموع: يا معلم، قل لتلاميذك أن يسكتوا! فأجابهم يسوع: أقول لكم: إن سكت هؤلاء، فالحجارة تهتف".

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

يا مريم، امنحينا نِعمَّةَ أن نكون مبتهجين في إطار حرية أبناء الله.

 

البابا فرنسيس لليهود: لقد عانيتم والآن دورنا

الخميس 18 أيلول 2014  / وطنية - اعلن رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لودر، في تصريحات للصحافة في روما اليوم، ان البابا فرنسيس قال له "لقد عانيتم، والان دورنا"، ملمحا بذلك الى اضطهاد مسيحيي العراق. وذكر لودر الذي استقبله البابا مساء أمس في الفاتيكان بأن "اليهود هم اول من عانى الهجمات الوحشية التي شنها عليهم (النازيون)، وبأن العالم لزم الصمت". وقال ان "المسيحيين اليوم هم الذين يتعرضون للابادة، وردود الفعل قليلة. لماذا لا يتحرك احد؟". وعلى غرار البابا، ندد بالهجمات التي تستهدف المسيحيين في الشرق الاوسط. وشدد على القول "يجب ان يتوقف ذلك، لأنه غير اخلاقي".

 

من الياس بجاني إلى الدكتور غطاس خوري: لا العصبية ولا الهيجان ولا كل المسلات تحت الأبط كافية لمسحنة مواقفك

الياس بجاني

18 أيلول/14

كم كان سطحياً ومكشوفاً وذمياً الدكتور غطاس خوري اليوم من خلاله مداخلته مع مرسال غانم على خلفية مشاركته الخطأ والخطيئة في المؤتمر المسيحي المؤامرة، مؤتمر الذمية والملالوية والأسدية، كما أكد للقاصي والداني سيدنا لحام في كل مواقفه ومداخلاته بالصوت والصورة.، وأيضا أكدت المؤكد مرافعات أصحاب القلانيس المدافعة عن نظام الأسد دون خجل أو وجل. نشفق على أخينا غطاس فهو غطس في فخ من فخاخ محور الشر وبدل أن يسرع للخروج منه ويصحح المسار إصابته لوثة العناد وراح بعصبية وانفعال ظاهرين يزيد من لف حبال الفخ على رقبته فضاع وفقد البوصلة وراح يخبط خبطاً عشوائيأ. الدكتور غطاس كان اليوم جداً عصبي ومتفلت بلسانه وهجومي مما يؤكد إن ما قلناه له عبر بياننا وما كشفناه عن المؤتمر والمتآمرين أصابه شخصياً، خصوصاً وأنه لجأ بفشل وذمية إلى شماعة إسرائيل في إطلالته الأولى مع مرسال. شخصياً وبما أن غيرته المسيحية قد استفاقت فجأة ننصحه الاتصال بسرعة بالمطران مظلوم وطلب الانضمام لربع الأحباء بقرادوني وفرحات والفرزلي كون المظلوم مكلف من سيدنا الراعي ترأس تجمعهم المسيحي جداً جداً جداً تماما كمسحية المؤتمر المؤامرة وبذلك يكون الغطاس صادقاً مع توجهاته المستجدة. بمحبة نقول للدكتور غطاس بأنه لم يكن لا موفقاً في المشاركة في المؤتمر ولا في مقابلتيه مع مرسال وبالطبع كان فاشلاً ومكشوفاً في تهجمه على د. فارس سعيد الاعتباطي، علماً أن هذا الأخير اكتفى برسالة للمؤتمر يطلب من القيمين عليه أن يعدلوا في تسمية الإرهابيين من دول ومنظمات. تحية للدكتور سعيد على مداخلته القيمة والكاشفة للحقائق والمسمية الأشياء بأسمائها بشجاعة ومنطق وصوت صارخ .

 

بالصوت  والنص تعليق الياس بجاني لليوم: داعش عارض ومجرد عارض لمناهج تعليمة سرطانية/18 أيلول/14

العدو ليس داعش، بل المناهج المدرسية في معظم الدول الإسلامية والعربية

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: داعش عارض ومجرد عارض لمناهج تعليمة سرطانية/18 أيلول/14

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: داعش عارض ومجرد عارض لمناهج تعليمة سرطانية/18 أيلول/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

داعش عارض ومجرد عارض لمناهج تعليمة سرطانية

الياس بجاني

18 أيلول/14

في عالم الطب تفرض القواعد العلمية والمنطقية عدم البدء بعلاج أي مرض مهما كانت خطورته إلا بعد معرفة أعراضه ومسببات ومن ثم تشخيصه بدقة على أساس كل التقنيات العلمية المتوفرة.

عقب التشخيص الدقيق والعلمي المُدّعم بالفحوصات من مخبرية واشعاعية وغيرها يبدأ العلاج إما بالاحتواء أو بالاقتلاع ويصوب نحو المرض الأساس وليس على الأعراض.

هذه القاعدة الطبية هي المطلوبة بالتحديد اليوم بما يخص طُرق التعاطي مع همجية وحيوانية داعش وأخواتها من منظمات التكفير والأصولية وما أكثرها خصوصاً في لبنان والعراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر ونيجيريا والصومال.

المطلوب على مستوى دول العالم الحر عموماً والإسلامية تحديداً وفي مقدمها دول الخليج العربية أن تعالج المرض الأساس الذي من أعراضه داعش، والمرض الأساس هو الثقافة البالية التي تتجسد في محتوى المناهج التعليمية التي تطبق في كل الدول العربية وفي غالبية الدول الإسلامية، وما عدا هذا مضيعة للوقت وتلهي بالأعراض وترك المرض الأساس يتفاقم ويزداد خطورة.

إن الثقافة البالية والسرطانية التي تستهين بشرعة حقوق الإنسان والرافضة للأخر والمحللة ماله ودمه لأنه مختلف بدينه أو مذهبه أو قوميته أو لونه، هي التي تؤسس في عقول ونفسيات وأنماط حياة الشعوب ممارسات وعقلية وفكر الهمجية والبربرية والحقد المغلفة بالكراهية والتفرقة والاستكبار والغربة عن كل ما هو حضارة  وعلم وحريات وديموقراطية.

الغرب نفسه الذي وصل بتقدمه العلمي الحالي إلى القمر وخصوصاً القارة الأوروبية مر في حقبات ظلامية مخيفة وإجرامية "داعشية"، ولم يتحرر ويدخل إلى مفهوم الدولة المدنية، إلا بعد أن فصل بين الكنيسة عن الدولة وخلص شعوبه من ثقافة وهرطقات رجال الدين وتسلطهم وتحليلاتهم وتحريماتهم التي لا علاقة لها بجوهر وتعاليم الدين المسيحي.

في هذه الدول لا يسمح لرجال الدين إصدار إرشادات وتوجيهات (تسمى فتاوى في الدول الإسلامية) مخالفة لقوانينها ودساتيرها وإن فعلوا يحاسبون كأي مواطن آخر طبقاً للقوانين المرعية الشأن لأن إصدار القوانين في هذه الدول الديموقراطية هي من مسؤولية المجالس التشريعية التي تنتخب أعضائها الشعوب بحرية ومساواة وبعيداً عن المذاهب والأديان والقوميات واللون والفروقات الاجتماعية.

نسأل هل احتلال الغرب لأفغانستان والعراق وقتله بن لادن انهي الفكر التكفيري والأصولي والجهادي وقضى على القاعدة واقتلع مخططاتها؟ بالطبع لا، بل زاد من انتشار جماعات التكفير هذه، ولنا في ظاهرة داعش البربرية خير مثال على فشل طرق التعاطي الغربي والعربي مع المشكل الأساس.

إن ضرب داعش عسكرياً أمر جوهري وضروري ويجب أن يتم بسرعة، ولكن للقضاء الكلي على كافة الظواهر "الداعشية" المستقبلية يجب بعلم ودراية تغيير كل المناهج التعليمة في الدول العربية والإسلامية من خلال جمعية الأمم المتحدة واستبدالها بأخرى تحترم مبادئ وقيم واديان ومذاهب وقوميات كل الدول المعنية، ولكن على أساس شرعة حقوق الإنسان ومفاهيم الحضارة والحريات والعدل والمساواة، كما فصل الدين عن الدولة وإقامة الدولة المدنية، كما هو حال الغرب المتحضر والمتحرر من هرطقات ومزاجية وتجارة رجال الدين.

في هذا السياق التشخيصي للمرض الأساس الذي هو الثقافة، لفتنا اليوم مقال غير مسبوق في رجاحة وصوابية طرحه كتبه سعود السمكة ونشرته جريدة السياسة الكويتية تحت عنوان "العدو ليس داعش بل ثقافتنا".

مهما قلنا في محتوى المقال الرائع وفي مقاربته الصادقة والشجاعة لسرطان داعش ومن هم وراء ثقافتها، لن نستوفيه حقه وننصح كل مهتم بالشأن العام في الدول العربية تحديداً أن يطلع على المقال العظة والخطبة والمحاضرة ويغرف من فكره وينشره.

في المقال هذا جرأة وعلم وإيمان ووعي لجهة تشخيص المرض الأساس الذي أوصل داعش وغيرها من منظمات النحر والقهر إلى ما هي عليه من بربرية، والمرض هو المناهج التعليمية في الدول العربية وغيرها من الدول في عالمنا الثالث.

وضع السيد السمكة إصبعه على الجرح النازف وهذا بعض ما قاله: "إن تبدأ متأخراً خير من ألا تبدأ… تنظيم الدولة الإسلامية لم يأت بفعل ساحر ولا هو صانع لنفسه, بل هو مصنوع من خلال الأجواء والمدارس والتسهيلات التي وظفت لأجله لمواجهة المرحلة المضيئة التي تقدم فيها التعليم في الدول العربية وتصاعدت فيها وتيرة الثقافة وأبدع فيها الفن وازدهرت الحريات وتصاعد النفس الوطني. “داعش” بدأت فكرته لمواجهة الزمن الجميل الذي تجلت فيه تباشير الدولة المدنية بمبادئها القائمة على العدل والمساواة والتسامح والمحبة وحق المجتمعات في أن تشارك حكامها في صنع قرارها!“داعش” بدأ نثر بذوره حين بدأ الحرب على الدولة المدنية وحين بدأ مصادرة مناهجها التعليمية والتثقيفية, حين تواترت الغارات على الفن وعلى الغناء والموسيقى بحجة الحرام وحين توقف البحث العلمي وحرية التفكير والبحث عن الحقائق العلمية والكونية بحجة الخروج عن الدين! “داع” كان حاضرا حين بدأت فلول تنظيم الإخوان المسلمين تغزو دول الخليج والجزيرة تحت تبرير نشر ثقافة الدين, بينما هي تتأبط خارطة الطريق لمشروعها في الوصول إلى الحكم, والإعلان عن الدولة الإسلامية التي هي اليوم “داعش”.

وفي نفس السياق التشخيصي العلمي والمنطقي كتب أمس بالإنكليزية في صحيفة تورنتو صن الناشط الإسلامي الحقوقي الكندي طارق فتاح مقالاً حمل عنوان: الحرب ضد داعش متجهة نحو الفشل"، واعتبر فيه كما السيد سمكة أن المشكلة لا تحل بالأسلحة فقط بل بتغيير النمط الثقافي الذي أنتج داعش والقاعدة وغيرهما من المنظمات التكفيرية، وسمى بالتحديد المدارس التي تمارس بتمويل خليجي تعليم ونشر ثقافة رفض الآخر والتعصب، ليس فقط في الدول العربية والإسلامية، بل في معظم الدول الغربية.

في الخلاصة للقضاء على داعش وعلى كل الدواعش الحاليين والمستقبليين لا يكفي فقط استعمال السلاح، بل المطلوب بعد أداء السلاح مهمته العسكرية فرض مناهج تعليمية إنسانية تقبل الآخر وتعلم المحبة وليس الحقد ويكون أساسها شرعة حقوق الإنسان.

ومع جبران نختم: "ويلٌ لأمةٍ كثرت فيها الطوائف وقلّ فيها الدين".

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيphoenicia@hotmail.com

 

في أسفل مقالات أخرى ذات صلة بالتعليق

 

العدو ليس “داعش”.. بل ثقافتنا

بقلم - سعود السمكة/السياسة/18 أيلول/14

ان تبدأ متأخراً خير من الا تبدأ… تنظيم الدولة الاسلامية لم يأت بفعل ساحر ولا هو صانع لنفسه, بل هو مصنوع من خلال الاجواء والمدارس والتسهيلات التي وظفت لأجله لمواجهة المرحلة المضيئة التي تقدم فيها التعليم في الدول العربية وتصاعدت فيها وتيرة الثقافة وأبدع فيها الفن وازدهرت الحريات وتصاعد النفس الوطني. “داعش” بدأت فكرته لمواجهة الزمن الجميل الذي تجلت فيه تباشير الدولة المدنية بمبادئها القائمة على العدل والمساواة والتسامح والمحبة وحق المجتمعات في ان تشارك حكامها في صنع قرارها!

“داعش” بدأ نثر بذوره حين بدأ الحرب على الدولة المدنية وحين بدأ مصادرة مناهجها التعليمية والتثقيفية, حين تواترت الغارات على الفن وعلى الغناء والموسيقى بحجة الحرام وحين توقف البحث العلمي وحرية التفكير والبحث عن الحقائق العلمية والكونية بحجة الخروج عن الدين!

“داعش” كان حاضرا حين بدأت فلول تنظيم الاخوان المسلمين تغزو دول الخليج والجزيرة تحت تبرير نشر ثقافة الدين, بينما هي تتأبط خارطة الطريق لمشروعها في الوصول الى الحكم, والاعلان عن الدولة الاسلامية التي هي اليوم “داعش”.

ان تبدأ متأخراً خير من ألا تبدأ لكن البداية لها شروط واحكام تماما مثل التوبة النصوح اي ان تكون صحوة حقيقية دائمة وصادقة تجب ما قبلها من اثام التدمير التي ارتكبت بحق ذلك الزمن الجميل زمن الوحدة الانسانية الجميلة التي كانت تضم جميع الاديان والملل والطوائف في سيمفونية تسامحية رائعة قائمة على الاعتراف بحق الآخر وحريته بالعبادة والعقيدة. اليوم هناك تحالف دولي لمواجهة تنظيم داعش تشترك فيه دولنا الخليجية وهنا نتمنى على دولنا الخليجية ان تدرك جيدا ان الافعى لا تموت الا بقطع رأسها, والرأس المقصود ليس تنظيم “داعش” فهو جناح من أجنحة الرأس الاساسي الذي من خلاله نبت تنظيم داعش وقبله القاعدة والاساس هو المدارس التي صنعت “داعش” و”القاعدة” وغيرهما من التنظيمات الراديكالية المتطرفة التي موطنها دولنا الخليجية!

قد ينجح التحالف الدولي من خلال ما يملك من آلة حربية عملاقة في الانتصار على داعش لكن “داعش” لن ينتهي ما دامت البذور والمصانع موجودة بعدتها وعديدها في دولنا الخليجية وما دامت مناهجنا التعليمية تحض على تصنيف وتقسيم المجتمع الانساني الى ملل ونحل, وتضع خطوطا حمراء تحت الانسان الذي لا يتفق معها في الفكر او المذهب او المعتقد! وما دامت تضع مقاييس حق العيش في الحياة على مدى انحياز هذا الانسان للمذهب الذي يعتنقه من وضع هذه المناهج! مناهجنا ايها السادة تحض على مشروعية قهر الآخر وتحض على الكراهية وتحرض على قتل أي انسان له دين غير الاسلام, هكذا هم جنود داعش وكوادر القاعدة ليسوا سوى صنيعة مدارسنا التي شكلتهم لكي يصبحوا على هذا النحو من التوحش تحت دعاوى الدين والجهاد وعلمتهم ان قتل الابرياء والتمثيل بهم عمل من التقوى وصحيح الدين الذي يوصل الى الجنة الموعودة في حين ان قتل النفس البريئة عند الله كقتل الناس جميعا. مناهجنا ايها السادة ومدارسنا تعلم كيف ان المرأة عورة وعليكم ايها الشباب ان تحتقروها من الغلاف الى الغلاف فهي في عقلية من وضع هذه المناهج ليس لها مكان الا البيت والحمل والولادة وغير هذا فهي عورة! لذلك اذا كنتم صادقين في تطهير اوطاننا من الارهاب فطهروها أولا من رجس المناهج المتخلفة ومن الثقافة المتوحشة لنصبح كما العالم المتحضر نعيش بسلام وامان. اذا العدو ليس “داعش” بل الذي صنع “داعش” وهي ثقافتنا المتخلفة!

 

تدمير “داعش” بتغيير في العراق وسوريا

علي حماده/النهار /18 أيلول 2014

يستحيل القضاء على “داعش” ما لم يقترن اي عمل لتحقيق هذا الهدف بخطة اوسع من مجرد شن ضربات جوية من هنا، او تسليح جيوش من هناك. فتمدد “داعش” الذي كانت للايرانيين اليد الطولى فيه مع حكومة نوري المالكي في العراق، ونظام بشار الاسد في سوريا ما كان ليتم إلا على حساب المعارضة المعتدلة السنية في العراق، ومثلها المعارضات الوطنية السورية المعتدلة التي خاضت أشرس المعارك وهي واقعة بين ناري قوات نظام الاسد والمليشيات المستوردة المساندة له وتنظيم “داعش”. وليس سرا ان “داعش” لم يصطدم مرة قبل معركة مطار الطبقة في الرقة بقوات النظام، لا بل انه كان يفيد من توجه جهد الثوار السوريين صوب قتال النظام في كل المناطق السورية، ليهاجمهم في خطوطهم الخلفية. هذا ما حدث في الرقة وريف حلب الشمالي ودير الزور وصولا الى ريف حماة حاليا. لكن احد الاسباب الاساسية لتمدد “داعش” في العراق يعود الى سياسات حكومة نوري المالكي الايرانية الهوى التي مارست اقصى انواع التهميش والقمع في حق السنة العراقيين والأكراد، وفي الوقت عينه غرقت في فساد ما بعده فساد مما افقد مئات آلاف الجنود من الجيش العراقي كل حماسة.

اما في سوريا فان تمدد “داعش” الذي تشكلت قياداته من وجوه متطرفة سكنت سجون الاسد والمالكي لاعوام عدة قام في شكل او بآخر على الغضب في المكون السني الذي شعر انه يتعرض للابادة، وهو الذي يشكل الاكثرية الساحقة في سوريا. على يد اقلية متنفذة تنتمي هي نفسها الى اقلية مذهبية في سوريا. وضاعفت من زخم “داعش” الخلافات والانقسامات التي عصفت بتشكيلات المعارضة الاولى، سياسية كانت ام عسكرية. بناء على ما تقدم لا يمكن القضاء على “داعش” من دون احداث تغييرات كبيرة في المعطيين العراقي والسوري في آن واحد: في العراق بدا شيء من التغيير الاولي مع موافقة الايرانيين على إخراج نوري المالكي وإعادة الاعتبار الى تقاسم في السلطة مع المكونين السني والكردي، من دون ان يشكل الامر انقلابا كاملا في معادلة نفوذها هناك، انما اضطرت ايران الى قبول تقاسم النفوذ مع الاميركيين موقتا بعدما بات جليا ان “مولودها” اي “داعش” خرج عن السيطرة. في سوريا المعادلة مختلفة نوعا ما، بمعنى ان ثمة غالبية سنية يستحيل ان يحكمها نظام بشار الاسد في المستقبل، كما ويستحيل ان يحقق النظام انتصارا في حربه هناك حتى لو اضطرت ايران الى الزج بقوات ايرانية على الارض مباشرة بدل الاكتفاء بالميليشيات اللبنانية والايرانية. يستحيل ان ينتصر النظام مهما حصل. ولكن المشكلة لا تكمن في المآل النهائي للمعركة على ارض سوريا، بل في كون سوريا صارت حمام دم هائلا. وحده اخراج الاسد وبطانته، وكسر الجسر الايراني في سوريا يوقف شلالات الدم ويؤمن افضل سبيل للقضاء على “داعش “. وكفى تطبيلا بمصير “الاقليات” في سوريا في حين تذبح الاكثرية كالاغنام من دون ان يرف للعالم جفن.

 

ويلٌ لأُمّةٍ لا للويل تُحسب..!!

بقلم الكاتب : كامل عمر الحوت

«ويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقلّ فيها الدين» و«ويل لأمة…» و«ويلٌ لأمة..» جميعها قالها جبران خليل جبران في زمن كان التعاطي المجتمعي وفي نسبة ملحوظة يقوم على القيم الأخلاقية والدينية والروحانيات وعدم الإقتراب من المحرّمات، قالها جبران يوم كانت المفاهيم تتصدّى لكل ممارسة تحاول النيل من كيان الإنسانية وكينونة الإنسان، فهل تحذيرات جبران ما زالت تعطي مفعولها ولو في بعضها بعدما إنقلبت المرتكزات التي تحكم العلاقات بين المجموعات أو الأفراد كما في المؤسسات رأساً على عقب جرّاء ممارسات منها ما أسّس ومنها ما يؤسس لنمط مغاير لِمَا كان متعارفاً عليه ومعمولاً به في تلك الحقبة التي عايشها جبران؟

 إن ما تشهده المجتمعات اليوم من ثورات وفتن وما يرافقها من إجرام وإراقة دماء وزهق للأرواح ملؤها الوحشية والهمجية اللتان تفوقان كل وصف وكذلك من تفلّت متمادٍ من التعاليم السماوية والدينية والأخلاقية وهو تفلّت متعمد أو لا شعوري أفرزته الحداثة وبعض التكنولوجيا المدمّرة كما العولمة الهادفة وأيضاً من ضرب للأعراف الإنسانية جرّاء الممارسات المرافقة للمطالبة بالحريّات ومن التشاطر المتذاكي في التكاذب والمحاباة وتطبيع العلاقة مع اللاأخلاقيات وصولاً إلى إرتكاب الرذائل إذا ما تطلّب الأمر ذلك وأيضاً وأيضاً من إستباحة للحرمات وتحويل المحرمات إلى متاحات والباطل إلى حقّ.

كلها كبائر أدّت بالإنسان الإنسان إلى الترحّم على أيام جبران وبخاصة من يعايش هذه التطورات المنحدرة وينوء تحت وطأتها في معظم العالمين العربي والإسلامي وفي بعض العالم الغربي بحيث أصبح متاحاً له إضافة الكثير على «ويلات» جبران حيث على سبيل المثال لا الحصر: «ويل لأمة تمزقت إلى شِيَعٍ وأحزاب، ولأمة كثر فيها المسؤولون وقلّت المسؤولية، ولأمة كثرت فيها السياسة وقلّت فيها القيادة، ولأمة كثر فيها الفساد فتطبّعت به العباد، ولأمة كثر فيها الإصلاح وقلّ فيها الصلاح، ولأمة تفلتت من الدين فأشاح بوجهه عنها الغفران.

ولأمة عجّت بالإيمان وضجّت من الصلاة وطلب التوبة، ومن أمّة كثر فيها الزهد والتصوّف وقلّ فيها العمل، ولأمة بالإنسان كثرت وللإنسان قلّت فيها التضحية، ولأمة تفشّت فيها الأثرة وإنحسر فيها الإيثار، ولأمة كثر فيها من راءى وصدّق، وقلّ فيها من جاهر وصَدَق، ولأمة كثرت فيها المبادئ وقلّ بها الإلتزام، ولأمة تملّكت بها المادة وهاجرت منها الروحانية، ولأمة تضخّم فيها المال فخلت من الإنسانية، ولأمة ثراؤها فحش وفقرها وحش وقوت فقرائها فتات أغنيائها، ولأمة تصاعد فيها الحرام فحار فيها أين يحطّ الحلال، ولأمة كثر فيها التعاطف وقلّ فيها العطف، ولأمة إمتلأت فيها الخزائن وشحّّت فيها الخزينة، ولأمة كثُر فيها البذخ الرغيد وغاب عنها الإنفاق الرشيد، ولأمة شعاراتها مثاليات وفيها طأطأت رأسها القيم، ولأمة شعّت فيها الأقوال وخبت فيها الأفعال، ولأمة فاخرت بالعلم والتعليم ولم تفخر بهما الرسالة، ولأمة إتسعت مساحة أرضها وضمرت فيها التربة.

ولأمة ناسها عطشى وأنهارها تروي البحار، ولأمة كثر فيها التشاطر وقلّت فيها الشطارة ولأمة، كما قال الإمام علي (رضي الله عنه)، «لا تدري ولا تدري أنها لا تدري»، ولأمة خاطت ثم قاست، ولأمة تمتطي نمراً ثم تحار كيف تنزل عن ظهره، ولأمة تمكّنت منها الحيرة وإفتقرت إلى الحنكة والخبرة، ولأمة كثر فيها التنظير وقلّ فيها بعد النظر، ولأمة إنتهجت التطرّف فوقعت في أحضان الندم، ولأمة كثر فيها الواعظون وقلّ فيها الاتعاظ والرؤية، ولأمة إنتظمت فيها الفوضى فخالت أنها في نظام.

ولأمة غنّت العدالة فلم يطرب لها الإنصاف، ولأمة عمّت فيها الطائفية فضجرت منها الديانات، ولأمة فاخرت بالمواطنة وغابت عنها الوطنية، ولأمة لا تأبه لتتخلّص من عدو على بابها يتربّص، ولأمة نمت فيها الدويلات وتلاشت فيها الدولة، ولأمة تغلغلت فيها الأمم وحارت بها الأمة، ولأمة أنهكت فيها المؤسسات جرّاء تدخّل السياسات، ولأمة ضاقت بالموظفين وقلّت فيها الوظائف، ولأمة تعالى فيها الموظف فهزلت منه الإنتاجية، ولأمة إستشرس فيها البأس فتعاظم فيها اليأس، ولأمة … ولأمة … ولأمة …إلخ.

 وأخيراً وليس آخراً، ويل لأمة ليس في قاموسها ويل…!!

 

ويلٌ لأمةٍ كثرت فيها الطوائف وقلّ فيها الدين!

  عاصم شلق/البيان

هكذا قال الفيلسوف الأديب والفنان البارع وأمين سر الرابطة القلمية والمؤلف الغزير الإنتاج الذي ما زالت كتبه درر المكتبات وخاصة كتاب النبي الذي تُرجم الى عدة لغات.

وبهذا القول أعلاه يضع جبران إصبعَه على جراحِنا اليوم وكأنه عائش بيننا ويعاني ما نعاني من كثرة الطوائف وقلة الدين.

إن وطننا لبنان فيه ازدحام طوائف، ويكاد هذا الازدحام الطائفي ان يصيبه بالتخمة، ولكن قلة الدين كانت بعيدة عنه، غير ان مشاكله السياسية والاجتماعية والاقتصادية وقلة أمنه وأمانه والأخطار المحدقة به والتي تحاوطه من جميع الجهات سبّبت لقسم من أبنائه ومواطنيه الفقر المادي والإيماني، وكلنا يعلم ان الفقر العنيف يؤدي الى الكفر، يؤكد ذلك القولُ الحكمي المأثور "كاد الفقر ان يكون كفراً". وهل قلة الدين هي غير قلة الإيمان؟!

وأصحاب العقول الفقيرة، والجيوب الفارغة، والنفوس المذعورة، من يلعب بهم شياطينُ السياسة وعشاقُ الفوضى وهواةُ القتل ومحبو رؤية الدم والجثث المتقطعة ومناظر الخراب والدمار والحريق، هل هم إلا قليلو الدين والإيمان.

إن كل من يدبّر مؤامرة على إنسان بريء أو شريف أو عامل خير أو يسعى الى تدمير بلد لغاية في نفسه هو قليل الدين، وكل من يركن سيارة مفخخة أمام مسجد أو كنيسة أو في شارع عام أو بين محلات كثيرة الرواد والزبائن هو قليل الدين، وإن انتسب الى طائفة مؤمنة أو مذهب مقدس. وكل من يحرق مكتبة أو كتاباً مقدساً هو قليل الدين والايمان.

إن لبنان اليوم بحاجة ماسّة الى رجال دين عميقي الإيمان والى قادة أنقياء أتقياء شرفاء ليهدوا الناس الى المحبة والخير والتقوى والبر والإحسان، والى التعاون والعناية بالأطفال والعجّز والأمهات والأيتام والمرضى والمساكين.

الأديان السماوية كلّها تدعو الى المحبة والألفة والإخاء وحسن الجوار والاحترام المتبادل ومحبة الجار والحفاظ على حقِّه ومقدساته. إرجعوا أيها الناس الى أديانكم المقدسة والى ضمائركم الحية والى أخلاقكم الفاضلة لتعيشوا مع إخوانكم بأمانٍ وسلام وابتعدوا عن الشياطين والأبالسة، وليتمسك كل منا بقول الشاعر القروي:

ما دمتَ محترماً حقي فأنت أخي

 آمنتَ بالله أم آمنتَ بالحجر

 ولنحافظ على لبنان وطناً لنا جميعاً نستظل صليبه وهلاله، وعَلَمه، ونشنّف آذاننا برنين نواقيسه وأصوات مؤذّنيه... وليبقَ شعارُنا جميعاً.

لبنان: إنك موطني  لن أرضى غيرك موطناً

 

مذكرة لبنانية واغترابية إلى أوباما وكاميرون تذكرهما بجرائم “حزب الله”

لندن- كتب حميد غريافي/السياسة/ سلم وفدان اغترابيان لبنانيان مستشارية الأمن القومي في البيت الأبيض ورئاسة الحكومة البريطانية في لندن, في وقت واحد تقريباً أمس, نسختين عن مذكرة مشتركة لقيادة “المجلس العالمي لثورة الارز” في أميركا وقوى “ثورة الأرز” (14 آذار) في لبنان, تدعو الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى “عدم نسيان” ميليشيات “حزب الله” الايراني في لبنان, متى بدأ التحالف الدولي تنفيذ عملياته ضد الارهاب في العراق وسورية والمناطق المتفرعة عنهما أو الملاصقة لهما.

واعتبرت المذكرة أنه إذا كان “داعش” “أعدم مواطنين أميركيين وواحداً بريطانياً, فإن “حزب الله” بقيادة حسن نصرالله وبطانته الارهابية أعدم نحو 20 قياديا لبنانيا بينهم رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري العام 2005 بالتعاون والتنسيق مع نظام بشار الاسد وعملائه الصغار في لبنان من ساسة وأمنيين وعسكريين”. وضمت المذكرة صور المواطنين الأميركيين وزميلهما البريطاني إلى جانب صور القادة والنواب والصحافيين ورؤساء الاحزاب والامنيين اللبنانيين الذين اتهمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خمسة من ميليشيات “حزب الله” باغتيالهم, وقد تتهم سبعة آخرين, في سياق ادلاء الشهود بشهاداتهم. وتضمنت تذكيراً لأوباما بنسف “حزب الله” مقر قيادة المارينز الاميركي في مطار بيروت العام 1983 وقتل نحو 250 ضابطا وجنديا, كما ذكرته بمرحلة إقدام الحزب الارهابي على اختطاف الرهائن الاجانب وهي المرحلة التي قادها حسن نصرالله بنفسه ما دفع به الى سدة القيادة. واحتوت المذكرة ملحقاً ببعض شهادات مواطنين سوريين لاجئين في لبنان من بلدة القصير وجوارها عن ارتكابات “حزب الله” ومذابحه لدى اجتياح البلدة مدعوماً بقوات بشار الاسد الاجرامية, مؤكدة انه اذا كان “داعش”

قتل مئات المدنيين والمسلحين, الا ان جماعات حسن نصرالله لم تختلف عنه في جرائمها بمختلف انحاء سورية وأخيرا في منطقة القلمون المحاذية لحدود لبنان”. وأرفقت المذكرة بصور لعشرات عمليات اعدام نفذها قتلة “حزب الله” ومجرموه بمقاتلين من “الجيش السوري الحر” ومقاتلين مدنيين سوريين في معارك عدة بقرى حمص وحلب واللاذقية, كما أرفقت بالمذكرة أشرطة تسجيل بعضها مصور لضباط في “حزب الله” داخل سورية يصدرون اوامرهم بإعدام اسرى سوريين ولبنانيين من منطقتي عرسال وعكار خلال حرب القلمون في الاشهر الاربعة الأخيرة, وكذلك صوراً لمدافع وراجمات صواريخ نصبها الحزب حول عرسال واستخدمها في قصفها على نطاق واسع خلال معركة الجيش اللبناني مع “داعش” بداخلها. وحذرت المذكرة الادارتين الاميركية والبريطانية من امكانية ان يكون لدى “حزب الله” أسلحة مضادة للطائرات أكثر تطورا من تلك المحمولة على الكتف, قد يجري استخدامها ضد سلاحي جويهما في سورية, مؤكدة ان الحزب تسلم خلال يونيو ويوليو الماضيين 3 شحنات جوية من ايران تتضمن أسلحة متطورة جدا وصواريخ ارض – ارض بعيدة المدى (نحو 170 كيلومترا). واستندت المذكرة الى تقارير امنية حزبية درزية ومسيحية تؤكد نصب “حزب الله” بطاريات صواريخ ارض – جو مداها نحو 10 كيلومترات على مرتفعات سلسلة جبال لبنان الغربية المشرفة على البحر والبقاع, خصوصاً على مرتفعات الشوف وعيون السيمان وصنين وفوق الجبال المطلة على البقاعين الغربي والمتوسط”.

 

حزب الله” يرفع وتيرة اعتراضه على مشاركة لبنان في التحالف ضد “داعش”

بيروت – “السياسة”: علمت “السياسة” من مصادر موثوقة أن قيادة “حزب الله” طلبت إلى وزيريها في الحكومة إثارة موضوع مشاركة لبنان في التحالف الدولي ضد “داعش” في مجلس الوزراء, بعد المواقف التي أدلى بها وزير الخارجية جبران باسيل الذي شارك في اجتماعي جدة وباريس اللذين أعلنا الحرب على “داعش”, مستبعدين إيران ونظام بشار الأسد. ويأخذ “حزب الله” على باسيل ومن خلفه أطراف في الحكومة دعمها مشاركة لبنان في هذا الحلف الدولي, رغم استبعاد طهران ونظام دمشق عنه, مع ما يعنيه ذلك من مخاوف جدية على إقدام الولايات المتحدة الأميركية على التعرض لمواقع عسكرية تابعة للنظام السوري بذريعة محاربة “داعش” والتنظيمات الإرهابية في سورية. وأشارت المعلومات إلى أن “حزب الله” ينظر بعين الارتياب إلى هذا التحالف الذي استبعد الإيرانيين والنظام “الأسدي”, ويثير تساؤلات عن مدى جديته في محاربة جماعات إرهابية كان له دور في إيجادها, وهذا ما دفع عدداً من حلفاء سورية وإيران في لبنان, من بينهم رئيس “حزب التوحيد” وئام وهاب, إلى التحذير من أن استهداف نظام الأسد سيشعل المنطقة بأكملها.

في المقابل, ردت أوساط قيادية بارزة في “14 آذار” على “حزب الله”, داعية إياه إلى وضع مصلحة لبنان أولاً قبل مصالح إيران وسورية وعدم اختلاق الذرائع لمنع لبنان من محاربة الإرهابيين والتكفيريين الذين كان الحزب يحملهم مسؤولية كل ما جرى في لبنان من تفجيرات دامية, ويدعو إلى محاربتهم أينما وجدوا. من جهة أخرى, رغم صدور تأكيدين من قطبين سياسيين, هما رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري, أن لا صفقة من أجل التمديد لمجلس النواب, إلا أن المتابع للمشهد العام, لا بد أن يستنتج أن التمديد للمجلس أصبح واقعاً, وسط استمرار الاتصالات لعقد جلسة تشريعية يتم خلالها تمرير سلسلة الرتب والرواتب وغيرها من الملفات العاجلة إضافة إلى إقرار التمديد. وفي السياق, أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري لـ”السياسة”, عدم مشاركة “تيار المستقبل” في الانتخابات النيابية المقبلة إذا لم يتم انتخاب رئيس الجمهورية أولاً, و”هذا الموقف ثابت ونهائي, ولا رجوع عنه”, بحسب ما أشار إليه الرئيس الحريري. وعن تقدم نواب “المستقبل” بترشيحاتهم للانتخابات, أوضح حوري أن الترشح للانتخابات يأتي من منطلق قناعاتهم بضرورة إجراء الانتخابات النيابية, شرط أن يسبقها انتخاب رئيس الجمهورية. أما بالنسبة لموقف الكتلة من التمديد للمجلس, فقال إنه في ظل الشغور في موقع الرئاسة يكون التمديد “أبغض الحلال وقد نسير به لأنه يبقى أفضل بكثير من الفراغ الذي يعمل له البعض, ونحن نرفض أن نكون شهود زور حيال ما يخطط للبلد”, محملاً مسؤولية ما قد يحصل للفريق الآخر الذي يصر على استمرار الشغور في الموقع الرئاسي. إلى ذلك, تابع رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط جولته على السياسيين, فزار أمس رئيس حزب “الكتائب” أمين الجميل, الذي دعا إلى الحفاظ على المؤسسات التي تعاني من الفراغ وتحصينها, مشيراً إلى أنه وجنبلاط “على الموجة نفسها” باتجاه السعي لإيجاد حلول وإن متواضعة لبعض المشكلات. كما شدد على ضرورة الحفاظ على مؤسسة الجيش, معتبراً أن “تشريع الضرورة مفهوم مطاط وكل كتلة لها مفهومها الخاص ومن يقدر أن يقر السلسلة, يمكنه أن ينتخب رئيساً للجمهورية”.من جهته, قال جنبلاط إنه سيسعى مع الجميل لإطلاق مبادرة وصفها بـ”المتواضعة”, تهدف لتحصين المؤسسات.

 

كيري: “داعش” يهرّب نفطه عبر تركيا أو لبنان

واشنطن – الأناضول, رويترز: كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش), يستمد قوته المالية من سيطرته على بنك الموصل ومن تهريبه للنفط المستخرج من الحقول التي يسيطر عليها, عبر تركيا أو لبنان. وقال كيري رداً على سؤال, خلال إدلائه بشهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية, في مجلس الشيوخ الأميركي, مساء أول من أمس, إن كانت الدولتان تتعاونان مع الولايات المتحدة من أجل وقف تهريب نفط “داعش”, فإن أنقرة تعاني من الصعوبة المتمثلة في وجود 49 من رعاياها رهائن في يد “داعش”, مشيراً إلى استمرار اللقاءات بين المسؤولين الأميركيين والأتراك لحل الأزمة. وأكد أن بلاده لن ترسل قوات برية لمواجهة التنظيم, موضحاً أن “القوات القتالية التي نشرت في العراق لم ولن تكلف تنفيذ مهام قتالية”. وأضاف أن لقاءات تعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لمواجهة التنظيم الذي تتفق نحو 50 دولة مع واشنطن على مواجهته.

 

الجسر لـ”السياسة”: لا ظواهر “داعشية” في طرابلس

بيروت – “السياسة”:رداً على ما أثير عن وجود ظواهر “داعشية” في طرابلس تهدد بعودة التوتر إلى المدينة, أكد عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب سمير الجسر لـ”السياسة”, أن الوضع الأمني في عاصمة الشمال ممسوك وأن الجيش اللبناني والقوى الأمنية يقومان بواجبهما على أكمل وجه, مشيراً إلى ارتياح شعبي حيال التدابير المتخذة من قبل الجيش والأجهزة الأمنية. ونفى الجسر, وهو نائب عن طرابلس, وجود ظواهر “داعشية” في المدينة تنذر بانفجار الوضع الأمني وعودة التوتر إليها, لكنه أشار إلى أنه ربما يكون هناك بعض الأفراد الذين يتعاطفون مع الحالة “الداعشية”, كردات فعل, لكن لا يوجد مخطط لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء, ما دام الجيش ممسكاً بالوضع الأمني ولديه صلاحيات بقمع أية ظاهرة عسكرية مهما كان نوعها. من جهة أخرى, التقى بعد ظهر أمس رئيس الحكومة تمام سلام أهالي العسكريين المخطوفين في جرود عرسال, وأبلغهم أن الحكومة تعمل كل ما في وسعها للإفراج عن أبنائهم. وأفادت معلومات مساء أمس عن أن موفداً قطرياً سيزور لبنان اليوم لمتابعة الوساطة, وذلك بعد تهديد “داعش” ليل اول من امس بذبح أحد العسكريين المختطفين لديه خلال 24 ساعة إذا لم يحصل تقدم في المفاوضات.

 

السيد هاني فحص في ذمة الله: من الأعضاء المؤسسين للفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي ومن المؤسسين للقاء اللبناني للحوار

الخميس 18 أيلول 2014 /وطنية - غيب الموت صباح اليوم العلامة السيد هاني فحص والد الزميلة في الوكالة الوطنية للاعلام بادية فحص، اثر معاناته من مشاكل في الرئة عن عمر 68 عاما. وبرحيله يفقد لبنان عموما والطائفة الشيعية خصوصا شخصية فذة ورجل دين وحوار وعلم فكر. اسرة الوكالة الوطنية للاعلام تتقدم من اللبنانيين عموما ومن عائلة الفقيد خصوصا ولاسيما من الزميلة ابنته باديه بأحر التعازي، سائلة الله عز وجل ان يسكنه فسيح جنانه وان يلهم عائلته الصبر والسلوان.

وهذه نبذة عن حياته:

- السيد هاني فحص (1946 - 2014 رجل دين مسلم شيعي، من رجال الدين القلائل عند الشيعة الذين انخرطوا في العمل الحزبي العلني، أديب وكاتب ومؤلف وناشط في المجتمع المدني، وداعية حوار بين الأديان، ومن أبرز المنظرين في مجال مقاربة الإسلام لمواضيع الحداثة المطروحة.

نشأته ودراسته

 ولد السيد فحص في بلدة جبشيت (النبطية) عام 1946، وتلقى الدراسة الابتدائية في القرية والمتوسطة في مدينة النبطية. تابع دراسته الثانوية ونال شهادة الدروس الثانوية (الموحدة السورية) كطالب حر. بعدها هاجر إلى إلى النجف (العراق) عام 1963 ودرس في حوزتها الدينية، ونال إجازة (بكالوريوس) في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الفقه في النجف. عاد من النجف عام 1972 ليستقر في بلدته جبشيت، وكان قد تزوج في سن التاسعة عشر من السيدة نادية علو وله خمسة أبناء ذكور وابنتان هم: حسن، زيد، مصطفى، بادية (الزميلة في الوكالة الوطنية للاعلام)وريا عقيلة المدير العام السابق لوزارة الاعلام محمد عبيد.

في السياسة

 انتسب إلى حركة فتح ايام وجودها في لبنان، وهو عضو في المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، كذلك فهو عضو في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

ترشح للانتخابات الفرعية عام 1974 متحالفا مع كمال جنبلاط، ولكن سرعان ما انسحب من المعركة بسبب اعتراض السيد موسى الصدر آنذاك. عاد وترشح للانتخابات النيابية عام 1992 عن محافظة النبطية ولم يحالفه الحظ.

نشاطاته

 أشرف على مجلة النجف لمدة عام أيام إقامته فيها، ولدى عودته منها مارس عمله الديني إماما لبلدة جبشيت من العام 1972 وحتى العام 1975، شارك في تأسيس وتفعيل منتدى ادباء جبل عامل مع عدد من الأدباء والشعراء الجنوبيين. شارك في قيادة انتفاضة مزارعي التبغ المطلبية عام 1972. تقرب من قيادات حركة فتح في لبنان ولم يتخل -رغم قربه منهم- عن انتقاداته لدورهم بالحرب الأهلية الداخلية اللبنانية.

عندما بدأت الثورة الإيرانية عمل عام 1978 على إنشاء التواصل بين ياسر عرفات والامام آية الله الخميني، وقد زار الخميني في منفاه الباريسي، ورافق ياسر عرفات على نفس الطائرة التي زارت إيران بعد أيام من انتصار الثورة الإيرانية ضد الشاه.

في العام 1982 سافر إلى إيران مع عائلته وأقام فيها حتى العام 1985، عمل خلالها مستشارا في مكتب إعلام الحوزة في قم، ومشرفا على مجلة (الفجر)، كما أقام علاقات مع بعض المراجع فيها مثل الشيخ منتظري وغيرهم. وأيام وجوده في إيران سافر في بعثات خارجية مع الإيرانيين إلى الغابون ومدغشقر وكينيا والكاميرون في نشاطات تهدف لتسليط الضوء على القدس.

عاد من إيران عام 1985، وقد تخلى بعد التجربة عن أفكاره القومية، وخاض في العام 1992 الانتخابات النيابية في لبنان ولم يحالفه الحظ فيها. وبعد الانتخابات تفرغ للحوار والكتابة والعمل الفكري والثقافي، فأسس مع سمير فرنجية (المؤتمر الدائم للحوار اللبناني)، ويعتبر من الأعضاء المؤسسين للفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، وكذلك من المؤسسين (للقاء اللبناني للحوار) وهو عضو في الهيئة الشرعية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وكان من المقربين للشيخ محمد مهدي شمس الدين. وكان عضوا في الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين واستقال منه بعد المؤتمر الأول. وعضو في أكاديمية أهل البيت في عمان في الأردن، وكذلك في منتدى الوسطية في عمان أيضا. وعضو مجلس إدارة و عضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الخيرية الثقافية.

مؤلفاته

 له ما يقرب من الثلاثة عشر كتابا مطبوعا منها:

1.ماضي لا يمضي

2.ذكريات ومكونات عراقية

3.الإمامان الصدر وشمس الدين ذاكرة لغدنا

4.خطاب القلب

5.تفاصيل القلب

6.أوراق من دفتر الولد العاملي

7.مشروعات أسئلة

8.في الوحدة والتجزئة

9.ملاحظات في المنهج

10.المسرح

11.كتابات

12.الحوار في فضاء التوحيد والوحدة

13.الشيعة والدولة في لبنان

14.الهوية الثقافية

- الكتب غير المطبوعة:

أما الكتب والمؤلفات غير المطبوعة:

1.مرايا

2.ذاكرة الأمكنة

3.المعرفة والاختلاف

4.لبنانيات سياسية

5.في الوحدة

6.مقاربات نقدية

7.الشيعة في لبنان

8.دروس من الحوار.

 

سلام استقبل احمد الحريري مع وفد من نواب البقاع والمستقبل وعرض مع ابراهيم مستجدات ملف العسكريين المفقودين

الخميس 18 أيلول 2014/ وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في مكتبه في السراي، الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري على رأس وفد من نواب البقاع وتيار المستقبل، وتم بحث في الوضع الامني والحياتي والمعيشي في عرسال، وقد ابلغ الحريري الرئيس سلام "توجيهات الرئيس سعد الحريري بوضع الامكانات بتصرف الهيئة العليا للاغاثة خصوصا فيما يتعلق بالوضع الانمائي والحياتي في عرسال" .

اللواء ابراهيم

واستقبل الرئيس سلام، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وتم البحث في الوضع الامني في لبنان اضافة الى موضوع العسكريين المفقودين واخر الاتصالات الجارية بشانهم

مخزومي

والتقى الرئيس سلام رئيس منتدى الحوار الوطني فؤاد مخزومي، وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات في المنطقة ولبنان، وأطلعه على أجواء زياراته لعواصم القرار ولقاءاته المسؤولين الكبار في العالم. وهنأه على رعايته حفل تنصيب سماحة المفتي عبد اللطيف دريان، متمنيا أن "يظلل هذا المشهد الجامع الإسلامي - المسيحي، ونهج التوافق الذي رعى قضية دار الفتوى وأوصلها إلى نهاياتها السعيدة، مختلف الاستحقاقات اللبنانية وأن تجد طريقها إلى الحل الذي يرضي جميع اللبنانيين". ورأى إن "الأوضاع في لبنان والمنطقة، تستدعي تكاتف الجهود"، مشيرا إلى "الأعباء الثقيلة التي يتنكبها الرئيس سلام سواء على المستوى الأمني الصعب، أم على مستوى التحديات الإقتصادية والمعيشية والاجتماعية". وإذ أثنى على "الحراك الذي قام ويقوم به سلام خصوصا على صعيد حل أزمة الجنود والأمنيين الأسرى"، دعا "القوى السياسية الممثلة في الحكومة إلى تسهيل مهمته والحفاظ على وحدة هذه الحكومة التي يعول عليها الداخل والخارج للحفاظ على الاستقرار". وشدد على أهمية "التوافق على رئيس للجمهورية ووضع حد للفراغ الرئاسي، وإجراء الإنتخابات النيابية لضخ دم جديد في الحياة السياسية، على أن تتبع هذه الحكومة الشفافية مع الناس في مختلف الظروف"، معتبرا "أن تصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق يأتي في هذا السياق"، آملا في أن "يكون لدى الحكومة خطة واضحة لتحسين الأوضاع المعيشية للناس". وإذ شدد على أن "الأولوية للأمن وتحصين المدن والقرى من الفتن العابرة للحدود، وسط مخاطر تمدد الإرهاب في أكثر من منطقة". رأى أن "المهمات المستعجلة للحكومة فضلا عن استعادة الجنود الأسرى، وتأمين الغطاء السياسي والدعم اللوجيستي للجيش في مهماته، الحؤول دون وقوع الشباب اللبناني في براثن الإرهاب".

وتمنى على "الإعلام أن يدعم الوجه الإيجابي للبنان أمام الرأي العام العالمي، في ضوء مشاركة دولة الرئيس سلام في اجتماعات الجمعية العمومية في نيويورك".

زوار

واستقبل الرئيس سلام وفدا ضم النائب الوليد سكرية ، النائب كامل الرفاعي ، الوزير السابق عبد الرحيم مراد، النائب السابق زاهر الخطيب، والنائب السابق وجيه البعريني.

المطران قصارجي

واستقبل الرئيس سلام رئيس الطائفة الكلدانية في بيروت المطران ميشال قصارجي وانطوان حكيم .

 

الرئيس الجميل استقبل جنبلاط: حصول الانتخابات النيابية قبل الرئاسية تهميش للمؤسسة الأم

الخميس 18 أيلول 2014/وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا، النائب وليد جنبلاط والنائب نعمة طعمة والسيد تيمور جنبلاط، في حضور النائب سامي الجميل، وكانت مناسبة لمناقشة الاوضاع السياسية والعامة. بعد اللقاء تحدث جنبلاط مشيرا الى العلاقة السياسية والشخصية التي تربطه بالرئيس أمين الجميل والعلاقة الخاصة بين نجله تيمور والنائب سامي الجميل. وأقر بوجود أمور "نستطيع ان نعالجها وأمور أخرى أكثر تعقيدا"، مؤكدا "التنسيق مع الرئيس الجميل للوصول الى مبادرة متواضعة لتحصين المؤسسات، وفي مقدمها دعم الجيش وسائر المؤسسات الاساسية التي تحفظ الدولة والجمهورية".وردا على سؤال عما اذا كان يؤيد موقف الرئيس سعد الحريري بعدم السير بالانتخابات النيابية، قبل الرئاسية قال جنبلاط: "لا نستطيع القفز في الفراغ أو المجهول والامتناع عن المشاركة في الانتخابات، مع تأكيد ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية، ومن دون إهمال الاضرار الناتجة من التمديد لمجلس النواب، في حال حصوله". وردا على سؤال آخر عن موقف سفراء الدول الكبرى الذين اعتبروا ان الانتخابات النيابية غير ممكنة في ظل الوضع الامني الراهن، قال جنبلاط: "لا أتكل على سفراء الدول الكبرى. الله يسعدن ويبعدن"، مؤكدا سعيه "للتوافق والتوصل الى تسوية"، ومستدركا بالقول: "ان شالله يطلع بايدنا شي".

الجميل

 وأكد الجميل من جهته أن "الجلسة كانت مفيدة، والنائب جنبلاط ونحن على الموجة نفسها، ونسعى لإيجاد بعض الحلول المتواضعة للمشكلات القائمة". وقال: "صحيح أن ثمة مشكلات كبرى مؤجلة الحل، ولكن هذا لا يمنع وضع الحلول للمشكلات التي تعني المواطن مباشرة وحمايته من أضرارها نتيجة تفاقمها بسبب تقاعس السياسيين". أضاف: "يجب الحفاظ على المؤسسات، وخصوصا تلك التي تعاني الفراغ، وتوافقنا على تحصينها ودعمها، بدءا بالجيش". وفي دردشة مع الصحافيين قال الجميل: "إن حصول الانتخابات النيابية قبل الرئاسية يعني تهميشا للمؤسسة الأم وتأقلما مع الفراغ الرئاسي، وهذا أمر خطير". وأكد ردا على سؤال عن تشريع الضرورة أن "لا ضرورة تفوق انتخاب رئيس للجمهورية".

 

أحمد الأسعد: لو كان حزب الله يهتم لمصلحة لبنان لكان ايد انضمامه إلى التحالف ضد "داعش"

الخميس 18 أيلول 2014 /  وطنية - شدد المستشار العام ل"حزب الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد، في تصريح اليوم، على أن "المفترض ب"حزب الله" لو كان يهتم لمصلحة لبنان أن يؤيد التحالف الدولي - العربي لضرب تنظيم "داعش"، وأن يكون مع انضمام لبنان إليه".

ولاحظ أن "كل خطاب "حزب الله" خلال السنتين الأخيرتين قام على التخويف من التكفيريين، ومن تنظيم "داعش" وما شابهه، والدعوة إلى محاربتهم. وهو أصلا جهد لتبرير تدخله في الحرب السورية مستخدما هذه الذريعة".  وقال: "ها هو العالم كله اليوم يتوحد ضد "داعش" والتكفيريين، ويقرر القضاء عليهم، ووحده "حزب الله" وحليفاه النظامان الإيراني والسوري، غير راضين". ورأى أن "النظامين السوري والإيراني يعارضان التحالف لأنهما مستبعدان عنه، ولأنهما كانا يأملان أن يساهم خوف العالم من داعش في تعويمهما ودفع الغرب إلى التنسيق معهما.  وأضاف: "كان يجدر ب"حزب الله"، لو كان يهتم لمصلحة لبنان، أن يؤيد التحالف وانخراط لبنان فيه، لأن لبنان هو أحد أهم المستفيدين من هذا الإتلاف الواسع. فتكتل المجتمع الدولي ضد الإرهابيين، يرفع عن لبنان جزءا كبيرا من العبء الدموي الذي يشكله هؤلاء".

 

نديم الجميل لـ”السياسة”: تسلح المسيحيين سيورطنا بمشكلات

بيروت – “السياسة”:أكد عضو كتلة “حزب الكتائب” النيابية النائب نديم الجميل لـ”السياسة” أن الأساس في وسائل معالجة الوضع الحالي هو انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد, كونه مفتاح الحل للأزمات القائمة, لكنه في المقابل حذر من وجود منهج كامل لضرب كل المؤسسات في لبنان, على كافة الأصعدة لضرب المنظومة السياسية والاقتصادية والأمنية, مشدداً على أن الأمور لا يمكن أن تستمر إذا بقي التردي الذي نعيشه وخاصة على المستوى الاجتماعي دون أن تجد الحكومة حلاً له.وأكد الجميل أن تعطيل الاستحقاق الرئاسي سببه أن الفريق الآخر لا يريد إجراء انتخابات رئاسية, من ميشال عون إلى “حزب الله” إلى آخرين, لافتاً إلى أن كل الاحتمالات واردة, في ما يتصل بالانتخابات النيابية. وحذر من مخطط لتعميم الفراغ على كافة المؤسسات بما فيها المجلس النيابي, داعياً الحكومة إلى اتخاذ موقف صريح وواضح من موضوع الانتخابات النيابية, فإما أن تؤكد عزمها على إجرائها في موعدها وإما أن تعلن أن الظروف غير مؤاتية.وأبدى خشيته من عمليات التسلح “الفوضوية” التي تجري بين المسيحيين, “الأمر الذي سيورطنا في مشكلات عدة في المستقبل, خاصة إذا تفشى هذا التسلح في المناطق المسيحية كما هو حاصل اليوم

 

فارس سعيد لـ”السياسة”: مصير الرئاسة رهن مفاوضات طهران وواشنطن

بيروت -”السياسة”:أكد منسق قوى “14 آذار” فارس سعيد أن مبادرة “14 آذار” بشأن الاستحقاق الرئاسي لا زالت على الطاولة وستنجح حتماً, باعتبار أن لا بديل إلا الجلوس حول طاولة واحدة والتوصل إلى مساحة مشتركة حول إنقاذ الجمهورية. وقال لـ”السياسة” إن تعثر الاستحقاق الرئاسي مرده إلى تعنت “حزب الله” الذي ينتظر نتائج المفاوضات الجارية بين إيران والأميركيين وهذا سيتبلور خلال أسابيع, معتبراً أن التأثير السوري على الانتخابات الرئاسية لم يعد موجوداً لأن نظام بشار الأسد انتهى. وأكد أنه لا يخاف على لبنان وعلى وعي اللبنانيين لأنهم لا يريدون مجدداً الانطلاق باتجاه حرب أهلية, وقد أظهرت أحداث البقاع أنه ليس هناك من يريد عودة التقاتل المذهبي والطائفي. وأبدى سعيد أمله أن تنجح الحكومة اللبنانية وأن تستخدم صداقاتها الداخلية والعربية والإقليمية من أجل وضع حد لقضية العسكريين المخطوفين “لأن استمرارها إهانة لكرامتنا الوطنية جميعاً”.ولفت سعيد على صعيد آخر, إلى أن هناك تجاوباً عربياً مع التحالف الدولي ضد “داعش”, على اعتبار أن ما تريده الولايات المتحدة هو أن يكون الجو لها والأرض للعرب والمسلمين, متوقعاً تشكيل قوات ردع عربية تتدخل في ليبيا وسورية من أجل وضع حد للنزيف الدموي.

 

لبنان: الكتل المسيحية تسعى إلى تعزيز موقعها السياسي وحضورها الشعبي

بيروت – “السياسة”: مع انتهاء مهلة تقديم طلبات الترشح للانتخابات النيابية في لبنان منتصف ليل اول من امس, وإقفال الباب على 515 مرشحاً, وقبل معرفة ما إذا كانت هذه الانتخابات ستُجرى في موعدها أم لا, أكدت مصادر نيابية مستقلة ل¯”السياسة”, أن التمديد للمجلس النيابي الحالي أصبح واقعاً, وأن وضع المجلس اليوم يشبه ما كان عليه في ربيع 2013, عندما مدد النواب لأنفسهم سنة ونصف السنة. وعليه, فإن الكتل النيابية تبدو منقسمة بين راغب في التمديد إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية, وآخر يستعجل إجراء الانتخابات لعل نتائجها تأتي لمصلحته, فيستطيع عندها التحكم بالمفاصل السياسية أكثر. وتأتي القوى المسيحية البارزة في فريقي “8 و14 آذار”, في مقدمة الراغبين بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد منتصف نوفمبر المقبل. فرئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون يرى أن حصول الانتخابات في موعدها المقرر يعززه موقعه السياسي, بالأخص على الصعيد المسيحي, لأن هناك أكثر من 44 نائباً مسيحياً ليسوا خاضعين لإرادته, وهو يأمل تقليص هذا العدد لمصلحة تياره.

في المقابل, يعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنه من الضروري أن يصبح تمثيل “القوات” في المجلس ضعف العدد الحالي على الأقل, ليتسنى له الإمساك بالورقة المسيحية بشكلٍ أقوى, لكن زيادة عدد نواب “القوات” لن تتم في حال حصولها, إلا على حساب الأحزاب المسيحية الأخرى, في حين أن “حزب الكتائب” من جهته يحاول اقتناص الظروف وزيادة مقاعده في المجلس من حساب “القوات” والمستقلين, لكن تبقى النتائج رهن التحالفات السياسية التي تنشأ في مثل هذه الظروف.

أما الشيء المؤكد, فهو أن “حزب الله” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” و”تيار المستقبل” قبلوا في المرة الماضية أن يكون على لوائحهم مرشحون غير تابعين لهم, كما هو الحال في الشوف من خلال النائبين جورج عدوان ودوري شمعون, وعاليه عبر النائب فادي الهبر, وبعلبك عبر النائب أميل رحمة, وطرابلس من خلال النائب سامر سعادة, فيما يعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري نفسه خاسراً بعد إطلاق يد العماد عون في جزين, وذلك بضغط من “حزب الله”, فهل يتكرر المشهد وتبقى الأمور على حالها في حال جرت الانتخابات في موعدها, أم سيكون هناك تحالفات ظرفية جديدة لا يعلن عنها إلا في حينه؟ وبحسب المصادر النيابية المستقلة, فإن الأمور مرهونة بأوقاتها من دون استبعاد حصول معجزة إنقاذية تأتي من مكان ما في الخارج, فيذهب النواب إلى المجلس وينتخبوا رئيساً للجمهورية, كخطوة أولى تليها خطوة التمديد للمجلس وينتهي كل شيء. وفي سياق متصل, أوضح عضو كتلة “المستقبل” النائب معين المرعبي أن عدم تقديم طلب ترشيحه للانتخابات النيابية قبل إقفال باب الترشيحات, جاء بناء لطلبه وليس لخلاف مع تيار “المستقبل”, مؤكداً أنه سبق وأبلغ زعيم التيار الرئيس سعد الحريري بهذا الموقف قبل التمديد الأول للمجلس في ربيع العام الماضي, واعتبر المرعبي, في تصريحات إلى “السياسة”, أن لا أحد يحمي لبنان سوى جيشه وليس الأهالي والميليشيات وتوزيع السلاح, وأن لا حل لمشكلة الحدود مع سورية إلا بتطبيق القرار 1701.

وأبدى تخوفه على مصير العسكريين المخطوفين بسبب الموقف الضبابي ل¯”حزب الله” والعماد عون. واعتبر أنه لو لجأت قيادة الجيش إلى الحكمة في قضية عماد جمعة لما وصل الأمر إلى هذه النقطة, مطالباً القيادة العسكرية بأن يكون لديها قواعد للاشتباك كما هي الحال في جنوب لبنان, وإلا ستبقى الأمور على ما هي عليه.

 

السماك والأب ضو: فشلنا في حماية التنوع يمثل أكبر خدمة لأعدائنا

الخميس 18 أيلول 2014 /وطنية - أطلقت "أكاديمية العزم" للتثقيف السياسي ملتقى "خلاص الوطن"، وذلك في فندق كوليتي - ان بطرابلس، بحضور المشرف العام على "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" عبد الإله ميقاتي، وفعاليات اجتماعية، سياسية، دينية، ثقافية وأكاديمية.

تضمن الملتقى عدة محاضرات تناولت السبل الكفيلة بتحقيق الخلاص من الأزمات المتلاحقة التي يتخبط فيها لبنان، وأهمية الحوار وتقبل الآخر، والتعاون معه، والتأسيس على القواسم المشتركة، مركزا على دور الفكر والنهج الوسطيين في تحقيق الخلاص المرتجى، في ظل الظروف الصعبة والدقيقة التي يمر بها لبنان، والمنطقة بأسرها. بداية النشيد الوطني، ثم كلمة باسم منتديات وقطاعات العزم ألقاها مقبل ملك، لخص فيها الواقع السياسي والاجتماعي في لبنان، مفندا أسباب الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

وتوزع الملتقى على ثلاث جلسات، مختتما أعماله بورشة عمل أدارها غسان وهبة، تمحورت حول إستراتيجية الأكاديمية، تأسيسا على تجربة الملتقى.

الاعتدال والوسطية والخلاص

بداية حاضر كل من يوسف كفروني، وحسام سباط، تحت عنوان "الاعتدال، الوسطية، والخلاص". حيث عرض كل من المحاضرين لمفاهيم الوسطية من وجهة نظر دينية، اجتماعية ولغوية، مؤكدين ان الوسطية ليست موقفا رماديا او سلبيا، بل تعني في ما تعنيه الخيرية، والموقف الأفضل للفرد والمجتمع، حسب الزمان والمكان والمعطيات. وشدد المحاضران على ان الحل يكمن في العودة إلى القيم التي نادت بها الشرائع السماوية المختلفة، وضرورة التعاون لإعادة السلام الحقيقي إلى العالم الذي تمزقه الأهواء والمصالح. أدار الحوار عبد اللطيف الحارس.

السماك والاب ضو

ثم كانت مداخلة لأمين عام "اللجنة الأسقفية للحوار الإسلامي المسيحي" الأب أنطوان ضو، أعقبه أمين عام "لجنة الحوار الإسلامي المسيحي" محمد السماك، حول "الاعتراف بالآخر والخلاص"، فأكدا ان الأوطان لا تبنى بالإلغاء، وان "فشلنا في حماية التنوع يمثل أكبر خدمة لأعدائنا". ودعا المحاضران إلى إقامة فكر جديد حول فقه المستجدات، بما يؤدي إلى مواجهة روح العصر بمسؤولية وعقلانية، والإضاءة على كل ما يواجه الإنسان من مشاكل، ويسعى ليبتدع لها الحلول. وشدد كلا المحاضرين على ان المشاكل على أنواعها: سياسية كانت ام ثقافية ام اجتماعية لا يمكن حلها إلا بالحوار. وعلى هذا الأساس، فلا بد من احترام الآخر رغم اختلافه، والعمل على تنظيم هذا الاختلاف لنصل إلى التعاون البناء في سبيل رفعة الانسان والمجتمع، وتحقيق الخلاص المنشود. ولاحظ المحاضران وجود مفارقتين في الحوار: اولاهما الاعتراف بأحقية الآخر في الاختلاف، والثانية الاعتراف الضمني بان الإنسان لا يملك الحقيقة الكاملة. ولفتتا إلى الأسباب الاجتماعية والتاريخية وراء حالة التباعد المزعوم بين المسلمين والمسيحيين في العالم الإسلامي، مؤكدين ان البدء بإصلاح العلاقة مع الآخر يكون بإصلاحها مع الذات اولا، بما يتطلبه ذلك من إعادة نظر في المفاهيم الموروثة. ثم كان حوار مع الحضور، أداره غسان وهبة.

الدولة والخلاص

وقدم كل من طلال عتريسي وكميل حبيب، تحت عنوان "الدولة والخلاص"، نظرتهما لطرق الخلاص وبناء الدولة في لبنان، بعد تقديم مقاربة سوسيولوجية وسياسية للواقع اللبناني. وخلص المحاضران إلى أن الخلاص في لبنان يكمن في بناء الدولة الحديثة القائمة على الحوار، والذي ينبغي ان يكون دائما وغير مقتصر على النخب السياسية الحاكمة منها والمعارضة، بل ينبغي ان تشارك فيه كافة هيئات المجتمع المدني، وان يشمل مجمل القضايا الخلافية، وأولها إنشاء قانون مدني للأحوال الشخصية، واعتماد قانون انتخابي يقوم على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة مع اعتماد النسبية، إضافة إلى دعم الجيش، استقلال القضاء، الفصل الحقيقي بين السلطات، وغيرها من القضايا التي من شأنها أن تساهم في بناء دولة المواطنة، التي تضمن العدالة والمساواة، وتحفظ حقوق جميع أبناء الوطن الواحد. وتخلل الجلسة مداخلات للحضور أدارها فضل الله يخني، هدفت إلى الإضاءة على بعض المفاهيم التي أثيرت، لا سيما مفهوم الدولة المدنية، وتعدد معاني الوسطية وكيفية ترجمتها على أرض الواقع.

 

حزب الله والتحالف ضد "داعش": موقف...مدهش!

بقلم أحمد الأسعد

غريب موقف حزب الله من التحالف الغربي ــ العربي لضرب تنظيم "داعش". أنه موقف مدهش حقاً، ينطوي على تناقض فاقع، وكذلك موقفه من انضمام لبنان إلى هذا التحالف. لقد قام كل خطاب حزب الله خلال السنتين الأخيرتين على التخويف من التكفيريين، ومن تنظيم "داعش" وما شابهه، والدعوة إلى محاربتهم. وهو أصلاً جهد لتبرير تدخله في الحرب السورية مستخدماً هذه الذريعة. وها هو العالم كله اليوم يتوحد ضد "داعش" والتكفيريين، ويقرر القضاء عليهم، ووحده حزب الله وحليفاه النظامان الإيراني والسوري، غير راضين!

في الواقع، يعارض النظامان الديكتاتوريان التحالف لأنهما مستبعدان عنه، ولأنهما كانا يأملان أن يساهم خوف العالم من "داعش" في تعويمهما ودفع الغرب إلى التنسيق معهما. أما معارضة حزب الله لدخول لبنان التحالف، فليس لها من سبب فعلي سوى التبعية لهذين النظامين ولسياساتهما. كان يجدر بحزب الله، لو كان يهتم لمصلحة لبنان، أن يؤيد التحالف وانخراط لبنان فيه، لأن لبنان هو أحد أهم المستفيدين من هذا الإتلاف الواسع. فتكتل المجتمع الدولي ضد الإرهابيين، يرفع عن لبنان جزءاً كبيراً من العبء الدموي الذي يشكله هؤلاء.

لكنّ المشكلة أن حزب الله لم يكن يوماً، وليس حتماً اليوم، يتصرف من منطلقات وطنية، بل بوحي من أجندات الثنائي الإيراني-السوري. وهذا ما لم يعد مدهشاً على الإطلاق!

المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني

 

بري استقبل وفد تجمع العلماء الزين: ما تقوم به الجماعات التكفيرية لا يمت الى الاسلام

الخميس 18 أيلول 2014 /  وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، وفد "تجمع العلماء المسلمين" وعرض معه الاوضاع الراهنة.

الزين

وبعد اللقاء أدلى الشيخ احمد الزين باسم الوفد بالتصريح الآتي: "زرنا دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن والأمة، للبحث في الخطوات المطلوبة لمواجهة هذه الاوضاع، وقد أكدنا لدولته الامور التالية:

أولا: إننا في تجمع العلماء المسلمين، انطلاقا من الحكم الشرعي الإسلامي ومفاهيم هذه الرسالة السمحاء، يهمنا ان نؤكد ان ما تقوم به الجماعات التكفيرية هو عمل لا يمت الى الاسلام بصلة، بل هو مناقض لتعاليمه ومفاهيمه.

ثانيا: إننا نعتبر ان اتباع الديانات الاخرى، وخصوصا المسيحيين هم جزء من أمتنا، حافظ الاسلام عليهم، وبنينا معا بلداننا التي نعيش فيها، وقد كان لهم دور في إغناء ثقافتنا، وان التعرض لهم تعرض لنا، وسنواجه معا الجماعات التكفيرية بكل ما أوتينا من قوة.

ثالثا: أطلعنا دولة الرئيس على المؤتمر العلمائي العالمي لدعم المقاومة في فلسطين الذي عقد في طهران، والذي قرر تشكيل اتحاد عالمي لعلماء المقاومة، انطلاقا من ان الصراع في حقيقته هو صراع بين نهجين، نهج المقاومة ونهج الاستسلام، وهو صراع سياسي وليس طائفيا او مذهبيا.

رابعا: أيدنا الموقف الذي اتخذه دولة الرئيس برفض التمديد للمجلس النيابي، لأن ذلك يناقض أبسط القواعد الديموقراطية، وليكن خيار الشعب هو الحاكم في تركيبة المجلس المقبل الذي ينتخب رئيس الجمهورية المقبل.

خامسا: أكدنا ضرورة تقديم الدعم اللازم ماديا ومعنويا وتأمين الحرية الكاملة للجيش اللبناني لاتخاذ الخطوات الضرورية لحسم المعركة مع التكفيريين الارهابيين في عرسال وجرودها وغيرها، ووجوب تحرير عرسال من الاحتلال التكفيري حماية لأهل عرسال الاعزاء، وكي لا يمتد هذا الورم الخبيث الى بقية المناطق اللبنانية، وخصوصا مع حلول فصل الخريف واضطرارهم الى ترك الجبال".

كذلك استقبل بري رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري وعرض معه الوضع العام.

والتقى أيضا نائب المدير العام لامن الدولة سابقا انطوان طرابلسي.

 

طلال المرعبي : لا يمكن اجراء انتخابات نيابية في ظل الشغور الرئاسي

الخميس 18 أيلول 2014 /  وطنية - قال رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، في تصريح اليوم: "إن ما جرى من تحضيرات للانتخابات النيابية أمر طبيعي على رغم المخالفة القانونية للمهل لجهة دعوة الهيئات الناخبة، والاستحقاق النيابي وإجراء الانتخابات هي ركيزة كل نظام ديموقراطي، وقد سمعنا كلاما كثيرا على قانون جديد وشكلت لجان لكن حتى اليوم لم يتفقوا على شيء. ولكن لا يمكن اجراء انتخابات نيابية في ظل شغور مركز رئاسة الجمهورية كما لا يجوز اجراء الانتخابات في ظل حكومة سياسية شبه معطلة ويجب ان تشرف على هذه الانتخابات حكومة حيادية كما جرت العادة منذ اعوام طويلة وتكون الظروف الأمنية مستتبة".واضاف: "من هنا فأنا أدعو الجميع الى عدم المزايدة والى التعجيل في الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة انتخابات، وهذا كله يمكن ان يحصل في مهل متقاربة اذا وجدت النيات والارادة الصادقة بإخراج هذا البلد من أتون الفتنة والفساد والإنهيار". وقال: "إن الكلام الذي نسمعه من بعض المسؤولين على مكامن الفساد واقتسام المغانم أصبح مخيفا، لأن الرقابة مفقودة والقانون لا يطبق الا وفق معايير معينة. وآن الأوان لان ينتفض الشعب وان يعي القادة السياسيون أن الاستمرار على هذا النحو سيطيح كل مؤسسات الدولة". وتابع: "آن الأوان لكي يجتمع مجلس النواب لإقرار بعض المشاريع المهمة والأساسية وإنهاء أزمة الكهرباء لأنه لا يجوز أيضا ترك لبنان يغرق في بحر الظلام وكل السياسيين والقوى الأمنية عاجزة عن التدخل لحل هذه المشكلة. وطبعا تأتي في طليعة الإهتمامات ضرورة الاسراع في الاتصالات واتخاذ كل الخطوات اللازمة لفك أسر العسكريين المحتجزين لدى الارهابيين ووضع حد لهذه المأساة الوطنية التي تقلق جميع اللبنانيين". وختم: "إن الشعب اللبناني حريص على وحدته وعيشه المشترك وعلى أمنه واستقراره ووحدة أرضه ولن يستطيع أحد أن يخالف هذه المعادلة والمطلوب وقوف جميع السياسيين ورجال الدين لتأكيد التزام مضمونها ونبذ كل أشكال الفتنة والتطرف والإلتفاف الى إقامة المشاريع الإنمائية في بعض المناطق المهملة كالشمال وعكار لكي يشعر أهلها بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات".

 

لقاء مسيحيي المشرق أمل ان تتجاوب القوى الفاعلة مع دعوة بطاركة الكنائس الشرقية الى جبه التنظيمات الارهابية ووقف تمويلها

الخميس 18 أيلول 2014 / وطنية - عقد "لقاء مسيحيي المشرق" اجتماعه الدوري في مقره في مطرانية الكلدان في بعبدا برئاسة أمينه العام المطران سمير مظلوم وتداول أمورا متنوعة. واثر الإجتماع، صدر عنه بيان جاء فيه: "يشكر اللقاء أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الشرقية على حملهم قضية الوجود المسيحي في هذه المنطقة وإيصالها إلى عواصم القرار، ولا سيما على زيارتهم الأخيرة لوشنطن ولقائهم الرئيس الأميركي وعددا من المسؤولين الكبار. ويشدد اللقاء على ضرورة التجاوب مع مساعي أصحاب الغبطة، ويأمل أن تعمل كل القوى الفاعلة على الصعيدين الاقليمي والدولي لمواجهة التنظيمات الارهابية ووقف تمويلها نظرا الى ما تقترفه من جرائم في حق جميع المواطنين الأبرياء وخصوصا المسيحيين منهم". وهنأ اللقاء "صاحب السماحة الشيخ عبد اللطيف دريان بانتخابه مفتيا للجمهورية اللبنانية"، وتمنى له "النجاح في مهمته الجديدة لما فيه خير لبنان". وأمل أن "يتابع سماحته مع جميع المسؤولين والمرجعيات العمل على تحصين ميثاق العيش المشترك، وتمتين أواصر الوحدة بين جميع اللبنانيين، وخصوصا في هذه الظروف العصيبة التي تمر فيها المنطقة، والتي تحتاج إلى تضافر جميع الجهود بغية تعزيز نهج الاعتدال والحوار والتسامح وقبول الآخر".

 

فرعون عرض ونديم الجميل الاوضاع والنشاطات السياحية

الخميس 18 أيلول 2014 / وطنية - استقبل وزير السياحة ميشال فرعون في مكتبه النائب نديم الجميل الذي بحث معه في الاوضاع السياسية والسياحية، معلنا دعمه "للنشاطات السياحية التي يقوم بها الوزير فرعون". ورعى الوزير فرعون المؤتمر الصحافي الذي عقدته لجنة ال debutantes international Bal برئاسة ريجينا فنيانوس في فندق "لوغراي" - وسط بيروت، بحضور شخصيات اجتماعية واعلامية. وتحدثت فنيانوس التي عبرت عن "سعادتها باطلاقها الحفل الرابع عشر للمبتدئات في الاول من تشرين الثاني المقبل في صالة السفراء في كازينو لبنان برعاية الوزير فرعون وحضور ضيف الشرف الامير الكسندر Russie de Romanov Rostislav وشقيقته الاميرة الكسندرا رومانوف.  وشددت فنيانوس على "نتيجة العمل الجيد الذي قام به الوزير فرعون خلال فترة وجيزة". واعربت عن "دعمها لحملة حب الحياة التي اطلقتها وزارة السياحة". كما قامت فنيانوس بعرض لمحة عن تاريخ الاحتفال الذي "بدأ عام 1998 وهو مستمر بفضل جهود اعضاء اللجنة اللواتي يعملن لهدف انساني، اذ ان ريع الاحتفال سيخصص لشراء سيارة اسعاف تقدم الى الصليب الاحمر اللبناني . وقد قامت اللجنة بتقديم 10 سيارات اسعاف حتى الان الى 10 مراكز للصليب الاحمر في مناطق مختلفة من لبنان". كما تحدث فادي فليحان، الياس سعد وكلود صباغة ولارا حافظ وسيلين جرجس وبعض المشتركات المبتدئات. وتحدث الوزير فرعون الذي اعرب عن "دعمه وتشجيعه لهذا الحفل". وتطرق الى "الوضع السياحي بشكل عام ونجاحه رغم الوضع السياسي وانعكاس اوضاع المنطقة على لبنان".

 

جعجع التقى وفد لجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية

الخميس 18 أيلول 2014

  وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مساء أمس في معراب، وفدا من لجنة الصداقة الفرنسية - اللبنانية في مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة السيناتور جان جرمان Jean Germain، في حضور السفير الفرنسي باتريس باولي ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات بيار بو عاصي.  وقد بحث المجتمعون في الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة فضلا عن العلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.

 

الجسر: ما من سبب يمنع من اجراء الانتخابات الرئاسية

الخميس 18 أيلول 2014 / وطنية - رحب عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب سمير الجسر، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,5 - 100,3"، ب"أي حراك ولقاءات تدفع باتجاه اجراء الانتخابات الرئاسية"، مشيرا الى "ان ما من سبب يمنع من اجرائها".

ولفت الى ان "الحراك افضل من السكون الذي يشبه الموت ولا سيما اننا ندرك مدى خطورة عدم اجراء الانتخابات وعدم وجود رئيس للجمهورية في الحياة السياسية"، مؤكدا انه "لم يتم الحديث مطلقا في موضوع التمديد للمجلس النيابي الا اذا رأينا ان ما من افق لإجراء الانتخابات الرئاسية".

 

العريضي: لا بد من التمديد للمجلس النيابي

الخميس 18 أيلول 2014 /وطنية - شدد عضو اللقاء الديموقراطي النائب غازي العريضي ف حديث الى اذاعة "صوت لبنان - 100,3 - 100,5"، على أنه "مع أولوية الإنتخابات الرئاسية لأنها المدخل لإعادة تفعيل عمل المؤسسات". وأوضح "أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون "يمثل الحيثيات الوطنية للترشح للانتخابات الرئاسية، شئنا أم أبينا، ولا احد يستطيع ان ينزع الصفة التمثيلية عنه"، مؤكدا "ان ما من شيء جديد على صعيد الرئاسة". ورأى انه "لا بد من تمديد للمجلس النيابي، فعلى الرغم من ان ذلك يشكل ضررا، لكنه ضرورة"، لافتا الى انه "حتى الساعة لم يتم الإتفاق على التمديد ولا على مدته".

 

زهرا: هاجس الفراغ وراء اطلاق مبادرة 14 اذار

الخميس 18 أيلول 2014 /  وطنية - اعلن النائب انطوان زهرا في حديث لاذاعة "صوت لبنان 93,3 "ان قوى الرابع عشر من آذار انطلقت من هاجس الفراغ الرئاسي لاطلاق مبادرتها"، مشيرا "الى ان ردود الفعل من قبل قوى الثامن من آذار لم تكن مشجعة او مسهلة لانجاز الاستحقاق، بل ان الامور على حالها كما ان الحراك الخارجي يصطدم بحائط شروط حزب الله والعماد ميشال عون". ورأى "ان الكلام عن صفقة او مقايضة حول التمديد للمجلس النيابي مقابل التشريع ليس في محله"، مشيرا "الى ان ما نقله النائب جورج عدوان الى الرئيس بري هو ما تم اعلانه عند الشغور الرئاسي وهو الموافقة على التشريع الاستثنائي فقط" . زهرا اكد "ان التمديد للمجلس ينطلق من اقتراح النائب نقولا فتوش"، لافتا الى "ان المدة قد تعدل في الهيئة العامة".  وعن كلام النائب وليد جنبلاط حول الحيثية الوطنية للعماد ميشال عون اكد زهرا "ان لا احد ينكر حق عون في الترشح للرئاسة ولكن الجميع يستنكر تعطيله الاستحقاق".

 

فتفت: بري يريد التمديد لكنة يريد ان يقبض ثمنه

الخميس 18 أيلول 2014 /وطنية - رأى النائب احمد فتفت في حديث الى اذاعة "الشرق": ان رئيس مجلس النواب نبيه بري "هو من يريد التمديد لمجلس النواب بكل بساطة، وانا مقتنع بذلك، لكنه يريد ان يقبض ثمنه مرات اضافية". وعلق فتفت على قرار الرئيس سعد الحريري بعدم مشاركة "تيار المستقبل" بالانتخابات النيابية المقبلة، فقال: "هذا الموقف ليس جديدا ونحن منذ اللحظة الاولى اعلنا اننا ضد اي انتخابات نيابية اذا لم يكن هناك انتخابات رئاسية تسبقها لاسباب دستورية بحتة، وهذه الاسباب الدستورية مرتطبة بفراغ موقع الرئاسة، وهذا يعني انه بعد الانتخابات النيابية سيكون هناك فراغ في موقع رئاسة الوزراء وايضا ربما فراغ في موقع رئاسة المجلس النيابي. وبالتالي اجراء الانتخابات النيابية من دون اجراء انتخابات رئاسية هو ما يدفع بنا نحو الفراغ وليس العكس، وما فعله الرئيس الحريري بالامس، هو اعادة تأكيد لهذا الموقف القائل ان الاولوية يجب ان تتركز من قبل جميع القوى على انتخابات رئاسية وباسرع وقت ممكن لكي نعيد ملء السلطات وتفعيل عمل المؤسسات في البلد".  وعن امكان عودة "تيار المستقبل" الى حضور جلسات التشريع داخل البرلمان، اجاب: "نحن منذ اللحظة الاولى لم نغير موقفنا بموضوع حضور جلسات التشريع داخل المجلس النيابي وكنا واضحين بهذا الموضوع، وأعلنا بوضوح اننا ضد التشريع الفضفاض في ظل غياب حكومة فاعلة وفي غياب رئيس للجمهورية، وكنا واضحين اننا نريد تشريع الضرورة. وهذا الموضوع لم يكن مقبولا من الطرف الاخر ويبدو ان الطرف الاخر قد اقتنع الان ان تشريع الضرورة هو شيء مهم وسبق لنا وحددنا ما هو تشريع الضرورة والمتمثل باستمرار عمل المؤسسات او تجديدها مثل قانون الانتخاب وسلسلة الرتب والرواتب والامور المالية في الدولة لانها تشكل عبئا اقتصاديا في الدولة لا يمكن تجاوزه ومن الضروري معالجته".

وفي ما يتعلق بتحميل البعض "تيار المستقبل" المسؤولية في حال عدم حصول انتخابات نيابية جديدة، اوضح "اننا بكل بساطة نقول إن لبنان لا يتحمل التجربة العراقية ولا التجربة السورية بموضوع الانتخابات النيابية او غيرها، ورئيس مجلس النواب نبيه بري بكل بساطة هو من يريد التمديد وانا مقتنع بذلك، لكنه يريد ان يقبض ثمنه مرات اضافية".  وتابع فتفت: "وبالتالي فان الرئيس بري يناور وهو مناور بارع، كما وانا غير معنيين بهؤلاء الذين يحملوننا المسؤولية وما يهمنا هو ان نخلص البلد ونحن نتحمل المسؤولية كاملة ولسنا شعباويين ولا نخادع الناس ولا نكذب على الناس عندما نتحدث اليهم بالضرورات السياسية بل نقول الحقائق كما هي ونتحمل مسؤوليتنا الفعلية في الاخر يناور".  واشار الى "إن القوى الامنية في طرابلس موجودة وبكثافة ولديها الغطاء الكامل من الجيش اللبناني ولديها كل الامكانيات حتى تسيطر على الارض".  وعلق فتفت على ملف العسكريين المخطوفين لدى المجموعات المسلحة وما يجري من تفاوض في هذا الملف، فقال: "ليس لدي اي معلومات ولا اريد ان يكون لدي معلومات في هذا الملف لانه ملف دقيق جدا ومنذ اللحظة الاولى اعلنا في "تيار المستقبل" ان هذا الملف سنتركه للمسؤولين في الحكومة والوزراء المعنيين في هذا الملف".

 

الشرق الأوسط : البنتاغون : نصف الجيش العراقي "غير مؤهل" كشريك لقتال "داعش" أوباما أكد أن لا قتال بريا أو القيام بالمهمة نيابة عن العراقيين

الخميس 18 أيلول 2014 / وطنية - كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول : تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، بأن بلاده لن تخوض حربا ثانية في العراق، وأن القوات الأميركية لن تقوم بمهام قتالية وستقتصر مهمتها على تقديم المشورة والمساندة للقوات العراقية.

وقال أوباما، أمام جمع من الجنود الأميركيين في مركز القيادة العسكرية الأميركية في "تامبا": "لن تخوض الولايات المتحدة حربا وحدها، والقوات الأميركية لن تكون لها مهام قتالية، بل مساندة القوات العراقية، وأنا كقائد للقوات المسلحة لن أسمح بحرب أميركية أخرى في العراق". وتحدث أوباما طويلا عن "شركاء" العراق، وضرورة أن تتحمل القوات المسلحة العراقية مسؤولية مواجهة تنظيم داعش، قائلا "لن نقوم بما يجب أن يقوم العراقيون به".  وشدد الرئيس الأميركي على أن بلاده ستقدم ما تملكه من قدرات فريدة لمساندة القوات العراقية على الأرض، وستقوم بتدريب قوات الحلفاء والشركاء في التحالف ضد "داعش"، وقال "بعد عشر سنوات من نشر القوات الأميركية في أماكن كثيرة، تعلمنا أن الطريقة الأكثر فاعلية هي استخدام قدراتنا الفريدة من نوعها في دعم الشركاء على الأرض، لكي يتمكنوا من تأمين مستقبل بلادهم، وهذا هو الحل الوحيد الذي سينجح على المدى الطويل".  وأكد أوباما أن بلاده ليست في حرب ضد تنظيم داعش وحدها، موضحا "سنتشارك مع الأصدقاء في الإقليم لكي تقوم دول الإقليم بالمهمة لنفسها، وقد أمضينا أسابيع لبناء تحالف، ولأننا نقوم بالشيء الصحيح فإن دولا كثيرة تريد المشاركة". وأشار إلى مشاركة فرنسا وبريطانيا في توجيه ضربات جوية في العراق، إضافة إلى دور دول أخرى في مساندة الحكومة العراقية الجديدة، وفي وقف خطوط تمويل "داعش"، وقطع الطريق على محاولته لتجنيد مقاتلين إلى صفوفه، ومشاركة ثلاثين دولة في تقديم المساعدات الإنسانية.  وركز الرئيس الأميركي على قيادة الولايات المتحدة في القرن الجديد وقدرتها الفريدة على تولي مهام القيادة وحشد الجهود ضد "داعش"، وقال "في عالم غير مستقر، الشيء الوحيد الثابت هو قيادة الولايات المتحدة، وهي وحدها التي لديها الإرادة والقدرة على إحباط المؤامرات والتهديدات التي تواجه الناس في سوريا والعراق وفي دول المنطقة، ومواجهة التهديدات ضد السفارات والقنصليات الأميركية هناك، وضد أي تهديدات على الأراضي الأميركية". وأضاف "عندما تحدث مشكلة في العالم فإنها تقع على عاتقنا، وأنا واثق أن هذا القرن هو لقيادة الولايات المتحدة". وأكد "نواجه تهديدات (داعش) ضد شعوب سوريا والعراق والمنطقة، وقمنا بـ160 ضربة جوية لقتل مسلحي (داعش) ومنع استيلائهم على الأراضي، وأنقذنا أرواح آلاف النساء والأطفال، وسوف ندمر (داعش) سواء في العراق أو سوريا، وسيتعلم (داعش) ما تعلمته (القاعدة)، بأنه إذا هددتم أميركا فسوف نلاحقكم ولن تجدوا ملاذا آمنا".

ولم يقدم أوباما أي تفاصيل حول شكل وطبيعة مهام التحالف مع الحلفاء أو الخطة الأميركية لتنسيق الجهود ضد "داعش"، واكتفى بتحية الجنود في قاعدة القيادة المركزية الأميركية والإشادة بدورهم في ملاحقة تنظيم القاعدة وقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن، وفي إنهاء الحرب في أفغانستان وإحباط المؤامرات الإرهابية. وقال "نحن نفعل ما يجب علينا القيام به، وبفضلكم لا وجود لأسامة بن لادن، وبفضلكم ستتولى القوات الأفغانية المهام الأمنية، وستنتهي الحرب في أفغانستان بعد ثلاثة أشهر".

وتأتي تأكيدات الرئيس الأميركي بعدم إنزال قوات برية في العراق بعد تصريحات مثيرة للجدل أثارها الجنرال مارتن ديمبسي، قائد القوات الأميركية المشتركة، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أول من أمس، أوضح فيها أنه إذا فشلت قوات التحالف في تنفيذ مهمة هزيمة تنظيم داعش فإنه سيقدم توصياته للرئيس أوباما باستخدام القوات الأميركية العسكرية البرية.

وفي أعقاب تلك التصريحات، خرج كبار المسؤولين الأميركيين لنفي أي احتمالات لمشاركة قوات برية أميركية في الحرب ضد "داعش". وقال جوش ارنست، المتحدث الصحافي للبيت الأبيض، للصحافيين "الرئيس أوباما لا يعتقد أنه سيكون من مصلحة أمننا القومي نشر قوات برية أميركية للقيام بدور قتالي في العراق وسوريا". وشدد "لن ننشر قوات برية للقيام بدور قتالي في العراق أو سوريا". وأوضح أن "مسؤولية المستشارين العسكريين للرئيس التخطيط والنظر في نطاق واسع من الاحتمالات". ونفى البيت الأبيض أي خلاف بين الرئيس أوباما والجنرال ديمبسي بسبب تلك التصريحات.  وكان الرئيس أوباما قد عقد اجتماعا امتد لساعتين مع كبار قادة الجيش الأميركي في مركز القيادة المركزية الأميركية بمدينة تامبا بولاية فلوريدا، صباح أمس، لمناقشة الخطة الأميركية ضد تنظيم داعش. وشارك في الاجتماع وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ومستشارة الرئيس لشؤون مكافحة الإرهاب ليزا موناكو.

 

أهالي المفقودين يفتتحون اليوم حملة "زورونا" حتى تسلّم التحقيقات الدولة ترى في تسليم التقرير "خطراً على السلم الأهلي"

النهار 18 ايلول 2014  عباس صالح

قررت جمعيتا "اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان" و"سوليد" تنظيم حملة متواصلة، تحت عنوان: "زورونا في دوام أهالي المخطوفين حتى تسلم كامل ملف التحقيقات"، والتي ستتخذ شكل اعتصام اسبوعي، عند الرصيف المقابل للسرايا الحكومي، كل يوم خميس من الحادية عشرة الى الثالثة بعد الظهر، بدءاً من اليوم الخميس، حتى تحقيق الغاية المرجوة من التحرك، وهي الزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار الصادر عن مجلس شورى الدولة والقاضي بتسليم أهالي المفقودين اللبنانيين خلال الحرب الأهلية، كامل ملف التحقيقات في شأن مصير المخطوفين والمفقودين في لبنان، والمبني على تحقيقات اللجان المعنية والقضاء التي أجريت عام 2000. بالتدقيق في حيثيات القضية ودرس أسباب تمنّع الحكومة والقضاء عن تسليم أهالي المفقودين والمخفيين والمخطوفين خلال الحرب الأهلية، ملفات تتعلق بمصائر فلذات أكبادهم، يتبين ان الأهالي والجمعيات المعنية كانوا تقدموا بمراجعة لدى مجلس شورى الدولة طالبوا فيها بإلزام الدولة اللبنانية تسليم خلاصة التحقيقات التي أجرتها "اللجنة الرسمية للاستقصاء عن مصير المخطوفين والمفقودين في لبنان" التي شكلها مجلس الوزراء عام 2000 لهذه الغاية، وأصدر المجلس بناء عليها قراره في 4 نيسان الماضي، بتسليم أهالي المخطوفين الملف المتعلق بمصائر أبنائهم. لكن الدولة اللبنانية، ممثلة بهيئة القضايا في وزارة العدل، تقدمت بطلب الى مجلس الشورى في 6 أيار الماضي تطلب فيه وقف التنفيذ لهذا القرار، معلّلة ذلك بأن "تنفيذ القرار يشكّل خطراً على السلم الأهلي". لكن مجلس الشورى رد الطلب وأعاد تأكيد قراره الاول بقرار اصدره في 11 حزيران الماضي، بضرورة تسليم الملف كاملاً الى المعنيين به. بإزاء امتناع الجهات الرسمية عن تنفيذ قرار مجلس الشورى حتى الآن، اتخذ الأهالي من خلال الجمعيات المعنية قراراً بتنظيم حملة "زورونا في دوام أهالي المخطوفين"، كوقفة احتجاجية سلمية ورمزية متواصلة كل خميس قبالة السرايا، "للتضامن مع الاهالي وتأكيد حقهم في معرفة مصائر احبائهم المفقودين والمخفيين قسراً، والدفاع عن المبادئ التي يجب ان تصون لبنان الغد"، بحسب ما جاء في الاعلان الترويجي للحملة، التي أشارت الى ان اهداف تحركها تتلخص بـ:

"1 – تنفيذ قرار مجلس شورى الدولة، المتعلق بهذا الصدد.

2 – الدفاع عن دولة القانون، ومبدأ فصل السلطات، واستقلالية القضاء، وصدقية المؤسسات.

3 – تأكيد حق الأهالي في معرفة مصائر أحبائهم، أسوة بكل دول العالم".

وفي هذا الاطار، سألت "النهار" رئيس جمعية "سوليد" غازي عاد عما يتوقعه الاهالي من جراء حصولهم على التقرير – الملف، من نتائج، ولا سيما ان دون ذلك مخاطر تتعلق بالسلم الاهلي، كما تقول الدولة، فأجاب: "هذه معلومات تعطينا افكاراً إضافية ويمكن ان تشكل لدينا صورة نهائية عن مصائر الاشخاص المفقودين الذين تم التحقيق في ملفاتهم، كما تعطينا خريطة نهائية لأماكن وجود المقابر الجماعية التي تم ذكرها في التقرير". أما الكلام على خطر، فيعتبره عاد تهرّباً من المسؤولية فقط، "لأن الكثير من دول العالم التي شكلت لجان تحقيق في الجرائم المماثلة، كالارجنتين، وجنوب افريقيا، والمغرب، وتشيلي، ويوغوسلافيا، والتي أعطت الأجوبة للأهالي عن مصائر ابنائهم، لم تصل الى حرب أهلية من جديد". ويرى ان "المسؤولين عندنا يستخدمون ذريعة بقولهم، ان الظروف لا تسمح، للتهرب من الواقع المأسوي، فاذا كانت الظروف لا تسمح بعد مرور 24 عاماً على انتهاء الحرب الأهلية، فمتى يمكن أن تسمح الظروف؟". ويضيف: "اذا كان فتح هذا الملف يمكن ان يعيدنا الى الحرب الأهلية، كما يقول المسؤولون عندنا، للاعتبارات التي يسوقونها في اطار تبريرهم التمنع عن هذا الاجراء، فهناك اجراء بسيط لا يؤدي الى حرب أهلية، وفي امكانهم أن يفعلوه بسهولة، وهو انشاء بنك معلومات تحفظ في داخله كل المعلومات الجينية المتعلقة بالحمض الريبي النووي لأهالي المخفيين، كخطوة أولى للتعرف الى المفقودين عند اكتشاف أماكن وجودهم لاحقاً، فاذا كانت تلك الخطوة يمكن ان تكون سبباً في حرب اهلية، فما الذي يمنعهم من اعتمادها.

يصف عاد قرار مجلس شورى الدولة الذي تركز عليه حملة "زورونا" التي تنطلق غداً، بأنه "حدث في ذاته، وهو من الأهمية بمكان لأن الاهالي يحصلون للمرة الأولى على حق قانوني من القضاء يتيح لهم الاطلاع على المعلومات الرسمية المتعلقة بمصير أولادهم"

 

الشرق الأوسط : البنتاغون : نصف الجيش العراقي "غير مؤهل" كشريك لقتال "داعش" أوباما أكد أن لا قتال بريا أو القيام بالمهمة نيابة عن العراقيين

الخميس 18 أيلول 2014

 وطنية - كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول : تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، بأن بلاده لن تخوض حربا ثانية في العراق، وأن القوات الأميركية لن تقوم بمهام قتالية وستقتصر مهمتها على تقديم المشورة والمساندة للقوات العراقية.

وقال أوباما، أمام جمع من الجنود الأميركيين في مركز القيادة العسكرية الأميركية في "تامبا": "لن تخوض الولايات المتحدة حربا وحدها، والقوات الأميركية لن تكون لها مهام قتالية، بل مساندة القوات العراقية، وأنا كقائد للقوات المسلحة لن أسمح بحرب أميركية أخرى في العراق". وتحدث أوباما طويلا عن "شركاء" العراق، وضرورة أن تتحمل القوات المسلحة العراقية مسؤولية مواجهة تنظيم داعش، قائلا "لن نقوم بما يجب أن يقوم العراقيون به".

وشدد الرئيس الأميركي على أن بلاده ستقدم ما تملكه من قدرات فريدة لمساندة القوات العراقية على الأرض، وستقوم بتدريب قوات الحلفاء والشركاء في التحالف ضد "داعش"، وقال "بعد عشر سنوات من نشر القوات الأميركية في أماكن كثيرة، تعلمنا أن الطريقة الأكثر فاعلية هي استخدام قدراتنا الفريدة من نوعها في دعم الشركاء على الأرض، لكي يتمكنوا من تأمين مستقبل بلادهم، وهذا هو الحل الوحيد الذي سينجح على المدى الطويل".

وأكد أوباما أن بلاده ليست في حرب ضد تنظيم داعش وحدها، موضحا "سنتشارك مع الأصدقاء في الإقليم لكي تقوم دول الإقليم بالمهمة لنفسها، وقد أمضينا أسابيع لبناء تحالف، ولأننا نقوم بالشيء الصحيح فإن دولا كثيرة تريد المشاركة". وأشار إلى مشاركة فرنسا وبريطانيا في توجيه ضربات جوية في العراق، إضافة إلى دور دول أخرى في مساندة الحكومة العراقية الجديدة، وفي وقف خطوط تمويل "داعش"، وقطع الطريق على محاولته لتجنيد مقاتلين إلى صفوفه، ومشاركة ثلاثين دولة في تقديم المساعدات الإنسانية.

وركز الرئيس الأميركي على قيادة الولايات المتحدة في القرن الجديد وقدرتها الفريدة على تولي مهام القيادة وحشد الجهود ضد "داعش"، وقال "في عالم غير مستقر، الشيء الوحيد الثابت هو قيادة الولايات المتحدة، وهي وحدها التي لديها الإرادة والقدرة على إحباط المؤامرات والتهديدات التي تواجه الناس في سوريا والعراق وفي دول المنطقة، ومواجهة التهديدات ضد السفارات والقنصليات الأميركية هناك، وضد أي تهديدات على الأراضي الأميركية". وأضاف "عندما تحدث مشكلة في العالم فإنها تقع على عاتقنا، وأنا واثق أن هذا القرن هو لقيادة الولايات المتحدة". وأكد "نواجه تهديدات (داعش) ضد شعوب سوريا والعراق والمنطقة، وقمنا بـ160 ضربة جوية لقتل مسلحي (داعش) ومنع استيلائهم على الأراضي، وأنقذنا أرواح آلاف النساء والأطفال، وسوف ندمر (داعش) سواء في العراق أو سوريا، وسيتعلم (داعش) ما تعلمته (القاعدة)، بأنه إذا هددتم أميركا فسوف نلاحقكم ولن تجدوا ملاذا آمنا".

ولم يقدم أوباما أي تفاصيل حول شكل وطبيعة مهام التحالف مع الحلفاء أو الخطة الأميركية لتنسيق الجهود ضد "داعش"، واكتفى بتحية الجنود في قاعدة القيادة المركزية الأميركية والإشادة بدورهم في ملاحقة تنظيم القاعدة وقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن، وفي إنهاء الحرب في أفغانستان وإحباط المؤامرات الإرهابية. وقال "نحن نفعل ما يجب علينا القيام به، وبفضلكم لا وجود لأسامة بن لادن، وبفضلكم ستتولى القوات الأفغانية المهام الأمنية، وستنتهي الحرب في أفغانستان بعد ثلاثة أشهر".

وتأتي تأكيدات الرئيس الأميركي بعدم إنزال قوات برية في العراق بعد تصريحات مثيرة للجدل أثارها الجنرال مارتن ديمبسي، قائد القوات الأميركية المشتركة، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أول من أمس، أوضح فيها أنه إذا فشلت قوات التحالف في تنفيذ مهمة هزيمة تنظيم داعش فإنه سيقدم توصياته للرئيس أوباما باستخدام القوات الأميركية العسكرية البرية.

وفي أعقاب تلك التصريحات، خرج كبار المسؤولين الأميركيين لنفي أي احتمالات لمشاركة قوات برية أميركية في الحرب ضد "داعش". وقال جوش ارنست، المتحدث الصحافي للبيت الأبيض، للصحافيين "الرئيس أوباما لا يعتقد أنه سيكون من مصلحة أمننا القومي نشر قوات برية أميركية للقيام بدور قتالي في العراق وسوريا". وشدد "لن ننشر قوات برية للقيام بدور قتالي في العراق أو سوريا". وأوضح أن "مسؤولية المستشارين العسكريين للرئيس التخطيط والنظر في نطاق واسع من الاحتمالات". ونفى البيت الأبيض أي خلاف بين الرئيس أوباما والجنرال ديمبسي بسبب تلك التصريحات.

وكان الرئيس أوباما قد عقد اجتماعا امتد لساعتين مع كبار قادة الجيش الأميركي في مركز القيادة المركزية الأميركية بمدينة تامبا بولاية فلوريدا، صباح أمس، لمناقشة الخطة الأميركية ضد تنظيم داعش. وشارك في الاجتماع وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ومستشارة الرئيس لشؤون مكافحة الإرهاب ليزا موناكو.

 

طهران انتقدت العقوبات الاميركية قبل استئناف محادثات ملفها النووي في نيويورك

الخميس 18 أيلول 2014 /وطنية - اعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف "ان الولايات المتحدة لا تفكر سوى بالعقوبات على ايران"، وذلك بينما من المفترض ان تستأنف المحادثات بين القوى العظمى وايران حول ملفها النووي المثير للجدل في نيويورك.    وقال ظريف في واشنطن امام مركز ابحاث "نحن ملتزمون بحل مشكلة العقوبات هذه". الا انه اعتبر ان فكرة "العقوبات تسيطر على الولايات المتحدة وان الكونغرس يعارض اي اتفاق مع ايران لان ذلك سيفرض عليه رفع العقوبات". وتشتبه الدول الغربية واسرائيل بأن ايران تسعى لحيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني.

 

الكنيسة في اسكتلندا دعت لمصالحة وطنية قبل إعلان نتيجة الاستفتاء على الاستقلال

الخميس 18 أيلول 2014 /  وطنية - وجه قادة الكنيسة في اسكتلندا صباح اليوم دعوة لمصالحة وطنية للاسكتلنديين الداعين للاستقلال عن المملكة المتحدة والمعارضين لها، محذرين من أن البلاد قد تعاني من آثار نفسية سيئة بعد إعلان نتيجة الاستفتاء. ووجه القس جون تشالمرز راعي كنيسة اسكتلندا دعوة للمواطنين لاتخاذ "خطوات عاطفية" للتصالح مع الأصدقاء والجيران الذين دعموا الجانب المعارض لهم في الحملة، مشددا على أن "عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى انقسام دائم في المجتمع الاسكتلندي". وشدد تشالمرز على أن "الساعات ال72 الأولى بعد التصويت ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل اسكتلندا وبريطانيا"، داعيا القوميين ومعارضي الاستقلال "للعمل معا في أعقاب النتيجة".

 

مجلس النواب الفرنسي أقر قانونا يحظر مواقع تدافع عن الارهاب

الخميس 18 أيلول 2014 /  وطنية - وافق النواب الفرنسيون، اليوم، على مادة مثيرة للجدل من قانون مكافحة الارهاب الذي يجيز حظر مواقع على الانترنت "تدافع عن الارهاب". وسيكون في وسع الحكومة ان تطلب من مزودي الانترنت "منع الوصول الى هذه المواقع على غرار القانون الذي يحظر المواقع التي تتضمن مواد اباحية حول قاصرين". وخلال التباحث في مشروع القانون كان النواب يريدون ان يتم طلب الحظر بعد طلب ذلك من مسؤول الموقع، الا انهم عادوا وصادقوا اليةم على تعديل يجعل هذا الطلب غير الزامي. وبرر مقرر نص القانون سيباستيان بيتراسانتا ان "مديري هذه المواقع لا ينشرون مثل هذا المضمون من طريق الخطأ او السهو بل عن اقتناع". واعترض العديد من النواب الاشتراكيين ومن حزب البيئة على المادة اذ عبروا عن قلقهم من "تفسير تعبير "الدفاع عن الارهاب" بشكل فضفاض" وبالتالي من خطر "حظر مواقع غير مستهدفة". ويهدف مشروع قانون مكافحة الارهاب الذي يتم التباحث في شأنه منذ الاثنين في الجمعية الوطنية الى "وقف توجه الجهاديين الى سوريا والعراق للمشاركة في المعارك". وصادق النواب حتى الآن على العديد من المواد ضمن هذا القانون منها "منع الخروج من البلاد وتجريم أي "مخطط ارهابي فردي".

 

الخطة الأميركية جاهزة للتحرك «قريباً» ضد «داعش» في سورية

الخميس، ١٨ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٤ واشنطن - جويس كرم  - لندن، نيويورك، بيروت، لاهاي - «الحياة»، أ ف ب، رويترز

صعد الرئيس الأميركي باراك أوباما من حشد قواته العسكرية والكونغرس في حملته ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بعدما وفر حلفاً من ٤٠ دولة، مؤكداً أن السعودية وافقت على برنامج لتدريب المعارضة السورية المسلحة المعتدلة، في وقت أكدت مصادر أن مجموعة «أصدقاء سورية» ستجتمع في نيويورك الثلثاء المقبل لتنسيق مواقفها وتأكيد رفضها أن يكون النظام السوري شريكاً في الحرب على «داعش». وقال الخبير العسكري في معهد واشنطن للشرق الأدنى جيفري وايت لـ «الحياة»، إن خطاب أوباما ولقاءاته مع الجيش تعني أن «الخطة العسكرية جاهزة للتحرك في سورية» وأن هذه الضربات «قريبة». ( وكان أوباما عقد أمس اجتماعاً موسعاً مع جنرالات القيادة الوسطى. كما أنه واصل حشده لتحرك دولي يضم السعودية والإمارات ضد التنظيم في العراق وسورية. كما كان متوقعاً أن يصوت الكونغرس أمس على مشروع قرار تسليح المعارضة السورية وتدريبها بموازنة مقدارها نصف بليون دولار أميركي. وقال أوباما في خطاب من القيادة الوسطى في فلوريدا أمس، إنه «سواء كانوا في العراق وسورية، سيكتشف داعش أن بمقدورنا الوصول، وأنهم لن ينعموا بملاذ آمن»، متعهداً ضرب قدرات التنظيم وتدميره مع الوقت. وإذ اعتبر أوباما أن التحالف الدولي يضم حالياً أكثر من أربعين دولة، وخص منها بالذكر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، قال إن الرياض «وافقت على المساعدة في تدريب قوات المعارضة وتجهيزها»، كما أكد أنه التقى الجنرال جون آلن المبعوث الجديد ضد «داعش»، ونوه بخبرته في التواصل مع القبائل في محاربة تنظيم «القاعدة» في العراق قبل سنوات. لكن جيمس كومي رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) قال أمام لجنة الأمن القومي في مجلس النواب، أن «استخدام تنظيم الدولة الإسلامية الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي ازداد، كما ازداد الدعم على الإنترنت عقب إعلان شن ضربات جوية أميركية في العراق». وصرح ماثيو أولسين مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب، أن عدد المقاتلين الإسلاميين في سورية والعراق أصبح الآن يراوح بين 20 و31 ألف مقاتل. في غضون ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة»، إن الدول الكبرى في «النواة الصلبة» التي تضم ١١ من «أصدقاء سورية»، دعت إلى اجتماع وزاري في نيويورك الثلثاء المقبل بمشاركة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة، مشيرة إلى أن الاجتماع يرمي إلى تقديم «الائتلاف» على أنه شريك في الحرب على «داعش» قبل أن يحين الوقت الذي ستقوم أميركا ودول حليفة بضرب مواقع التنظيم في سورية بعد تدريب «المعارضة المعتدلة» وتسليحها في الفترة المقبلة. وأضافت المصادر أن الدول الغربية الكبرى والعربية الداعمة للمعارضة، متفقة على أن النظام السوري لن يكون شريكاً في الحرب على «داعش». في المقابل، نقلت صحيفة «تشرين» الرسمية السورية أمس، عن قائد «الحرس الثوري الإيراني» اللواء محمد علي جعفري، دعمه النظام «ضد الإرهاب»، و «إدانته أي اعتداء أميركي» على سورية. وقال إن هناك «شكوكاً حيال الهدف الحقيقي للولايات المتحدة من تحركها ضد تنظيم «دولة العراق والشام»، مشدداً على أن «التحالف الدولي لمحاربة داعش يشبه المسرحية»، وقال: «الحرس الثوري الإيراني لديه إمكانات واسعة في الدفاع عن البلاد ومواجهة التهديدات الأجنبية». في لاهاي، قالت مصادر ديبلوماسية لـ «رويترز»، إن النظام السوري كشف لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن ثلاث منشآت للأسلحة الكيماوية لم يعلن عنها من قبل. وأوضحت المصادر أن من بين هذه المنشآت منشأة للأبحاث والتطوير ومختبراً لإنتاج غاز الرايسين السام.

ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ٥٠ شخصاً قتلوا بقصف من قوات النظام السوري على مدينة تلبيسة في حمص وسط البلاد منذ الإثنين. وتحدث ناشطون في تلبيسة على صفحاتهم على موقع «فايسبوك» عن «مجزرة» نفذتها قوات النظام.

وفي دمشق، قتل ستة أشخاص بينهم طفل جراء قصف الطيران الحربي على مناطق في دوما، وقتل طفل في قصف على سقبا شرق دمشق، وفق «المرصد»، الذي قال إن الطيران المروحي ألقى أمس «برميلاً متفجراً على منطقة قريبة من سوق الخضار في حي طريق الباب، ما تسبب بمقتل ستة أشخاص بينهم امرأة». وقال قائد «جبهة ثوار سورية» جمال معروف بعد نجاته من محاولة اغتيال بقصف من قوات النظام في شمال غربي البلاد: «تعرضنا قبل خمسة أيام لمحاولة اغتيال من مفخخات دولة (زعيم داعش أبو بكر) البغدادي. وتعرضنا (أول من) أمس لغارات من دولة بشار الأسد الباغية». وأضاف: «ما أنتم إلا فصيل واحد ولكن توهمون الشعب، فبشار يوهم الجميع أنه يحارب الإرهاب والبغدادي يوهم الجميع أنه سيقيم الدولة الإسلامية ولكن الذي نراه أنكم على ارتباط كامل».

في نيويورك، تكثفت المشاورات في الأمم المتحدة حول ضرورة إعادة مراجعة ولاية قوة مراقبة اتفاق فك الاشتباك في الجولان (أندوف) في ضوء انسحابها من الجانب السوري من منطقة الفصل إلى الجانب الإسرائيلي وسيطرة مقاتلي «جبهة النصرة» على مواقعها ومعداتها العسكرية.

وبحث مجلس الأمن أمس، الوضع في منطقة الفصل في جلسة مغلقة كان مقرراً أن يستمع فيها إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام إدموند موليت «للاطلاع على التوصيات التي على دائرة حفظ السلام في الأمم المتحدة أن تقدمها إلى مجلس الأمن حول عمل قوة أندوف وولايتها». وأكد المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق، أن أندوف «ستواصل أداء مهماتها» على رغم انسحابها من الجانب السوري من منطقة الفصل. وقال إن «الظروف الشديدة الصعوبة في منطقة عمل أندوف لا تمنعها من مواصلة مهامها، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على سلامة الجنود العاملين في أندوف»، من دون أن يوضح الكيفية التي ستعمل بها، لا سيما بعد إخلائها مواقعها في الجانب السوري.

 

دمشق تكشف عن 3 منشآت جديدة للأسلحة الكيماوية

الأربعاء، ١٧ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٤  الحياة -  لاهاي - رويترز 

قالت مصادر ديبلوماسية لرويترز إن "سورية كشفت لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن ثلاث منشآت للأسلحة الكيماوية لم يعلن عنها من قبل". وقالت المصادر إن من بين هذه المنشآت "منشاة للأبحاث والتطوير ومختبراً لإنتاج غاز الرايسين السام". وقالت ثلاثة مصادر إن "سورية قدمت للمنظمة قائمة بتفاصيل المنشآت الثلاث في إطار المراجعة المستمرة للترسانة الكيماوية التي كانت تملكها دمشق". ويبدو أن الكشف عن هذه التفاصيل يدعم تأكيدات حكومات غربية خلال الشهور الماضية أن نظام الرئيس بشار الأسد لم يكن شفافاً تماماً مع المنظمة بشأن تفاصيل برنامجه للأسلحة الكيماوية. ووافقت دمشق العام الماضي على نزع كامل ترسانتها من الأسلحة الكيماوية بعد أن قتل هجوم بغاز السارين يوم 21آب (أغسطس) مئات الأشخاص في الغوطة القريبة من ضواحي دمشق. وكان من المفترض أن سورية دمرت بالفعل كل إنتاجها ومنشآت التعبئة والتخزين بها لكن لا يزال بحوزتها 12 صومعة أسمنتية ومستودعات تحت الأرض. ومن المقرر تدمير هذه الصوامع والمستودعات في الشهور المقبلة. وجاء الكشف عن التفاصيل الجديدة حسبما أعلنه الديبلوماسيون كجزء من مراجعة مستمرة "للتناقضات" في إعلان سورية الأولي عن أسلحتها الكيماوية المقدم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والذي قالت بريطانيا والولايات المتحدة إنهما تخشيان أن يكون استبعد بعض المواد الكيماوية خاصة السارين. وزادت المخاوف من خطر وقوع أسلحة كيماوية في أيدي متشددين بعد أن سيطرت قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على أجزاء كبيرة من العراق وسورية في الصيف.

 

هيئة كبار علماء السعودية: الإرهاب عدوان ومن زعم أنه من الجهاد فهو جاهل ضال

* تحريم الخروج إلى مناطق الصراع والفتنة ورفض الفتاوى المسوغة للإرهاب

الرياض – واس: أكدت هيئة كبار العلماء في السعودية أن “الإرهاب يعد جريمة نكراء, وظلم وعدوان تأباه الشريعة والفطرة بصوره وأشكاله كافة”, وأن “مرتكبه مستحق للعقوبات الزاجرة الرادعة, عملاً بنصوص الشريعة الإسلامية ومقتضيات حفظ سلطانها, وتحريم الخروج على ولي الأمر”. وفي بيان أصدرته, أمس, في ختام دورتها الثمانين التي عقدت بمدينة الرياض, ونشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”, أكدت الهيئة أن التطرف والإرهاب ليسا من الإسلام في شيء, واستعرضت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الموجهة إلى الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي, وما تضمنته من تحذير وإنذار تجاه ما يواجه العالم أجمع من خطر الإرهاب الذي اتخذ ذريعة لتشويه صورة الإسلام بنقائه وصفائه وإنسانيته. وشددت الهيئة على أن “الإرهاب يعرض مصالح الأمة لأعظم الأخطار, ومن زعم أنه من الجهاد فهو جاهل ضال, فليس من الجهاد في سبيل الله في شيء, والإسلام بريء من هذا الفكر الضال المنحرف بما جرَّه على بعض البلدان من سفك للدماء وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة, وهو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة”. واضاف البيان “بالنظر إلى أعمال الإرهاب الصادرة عن بعض الجماعات مثل: داعش والقاعدة وما يسمى بعصائب أهل الحق وحزب الله والحوثيين, أو جرائم الإرهاب التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي, أو الأعمال المجرمة التي تمارسها بعض الفرق والجماعات المنتسبة إلى الإسلام, فكلها محرمة ومجرمة, لما فيها من هتك للحرمات وهتك للمصالح العامة”.

وأكدت الهيئة, في القرارات التي توصلت إليها, أن “الإرهاب جريمة نكراء وظلم وعدوان تأباه الشريعة والفطرة بصوره وأشكاله كافة, ومرتكبه مستحق للعقوبات الزاجرة الرادعة, عملاً بنصوص الشريعة الإسلامية, ومقتضيات حفظ سلطانها, وتحريم الخروج على ولي الأمر”, داعية “شباب الإسلام إلى التبصر في الأمور, وعدم الانسياق وراء عبارات وشعارات فاسدة ترفع لتفريق الأمة وحملها على الفساد, وليست في حقيقتها من الدين وإنما هي من تلبيس الجاهلين والمغرضين”.

وأعلنت الهيئة عن تأييدها ما تقوم به الدولة السعودية “من تتبع لمن ينتسب لفئات الإرهاب والإجرام والكشف عنهم, كداعش والقاعدة والحوثيين وما يسمى بحزب الله, أو ينتمي إلى ولاءات سياسية خارجية”, داعية الجميع إلى أن “يتعاونوا في القضاء على هذا الأمر الخطير لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى”. وحذرت من “التستر على هؤلاء أو ايوائهم, فإن هذا من كبائر الذنوب”, وأهابت بأهل العلم “أن يقوموا بواجبهم ويكثفوا إرشاد الناس في هذا الشأن الخطير”.

كما استنكرت “ما يصدر من فتاوى أو آراء تسوِّغ هذا الإجرام أو تشجع عليه لكونه من أخطر الأمور وأشنعها فلا يجوز – بحال من الأحوال – تسويغ جرائم الإرهاب تحت أي ذريعة”, مؤكدة أن “من صدر منه مثل هذه الفتاوى أو الآراء التي تسوغ الإرهاب بأي وسيلة كانت, فإن على ولي الأمر إحالته إلى القضاء, ليُجرى نحوه ما يقتضيه الشرع”. واعتبرت الهيئة أن “على ولي الأمر منع الذين يتجرأون على الدين والعلماء, ويزينون للناس التساهل في أمور الدين والجرأة عليه, ويربطون ما وقع بالتدين والمؤسسات الدينية”, مستنكرة “ما يتفوه به بعض الكتاب من ربط أفكار الإرهاب بالمناهج التعليمية أو بمؤلفات أهل العلم المعتبرة”, و”توظيف هذه الأحداث للنيل من ثوابت هذه الدولة المباركة القائمة على عقيدة السلف الصالح”. وأكدت “تحريم الخروج إلى مناطق الصراع والفتنة”, معتبرة أن “ذلك خروج عن موجب البيعة لولي الأمر”, محذرة “صاحبه من مغبة فعله ووقوعه فيما لا تحمد عقباه”. كما دعت الدولة إلى تعقب المحرضين على الخروج إلى مواطن الصراع والفتنة, ف”هم دعاة ضلالة وفرقة وتحريض على معصية ولاة الأمر والخروج عليهم, وذلك من أعظم المحرمات”

وختمت الهيئة بالتشديد على ضرورة التمسك بالدين القويم والسير على الصراط المستقيم المبني على الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان, مؤكدة وجوب الالتفاف حول قيادة البلاد وعلمائها. فقد لبنان اليوم رجلاً مميزاً بثقافته وأخلاقه وتعلّقه بالتجربة اللبنانية، هو الذي كرّس حياته من أجلها ومن أجل تثبيت العيش المشترك نموذجاً للحياة وأسلوباً فريداً للعلاقات الإنسانية. وكانت آخر عطاءاته الرسالة القيّمة التي توجّه بها إلى "لقاء سيدة الجبل" بتاريخ 31 آب 2014 خلال خلوة اللقاء العاشرة، والتي أكّدت على متانة التجربة اللبنانية وضرورة اعتمادها مثالاً للمجتمعات العربية المأزومة.

 

بحث دولي في وضع "اندوف" بعد "التدهور الواسع" في الجولان

النهار 18 ايلول 2014  نيويورك - علي بردى /كشف ديبلوماسيون أمس أن أعضاء في مجلس الأمن يدرسون امكان ادخال تعديلات على "الوضع العملاني" لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الإشتباك في مرتفعات الجولان السورية "أندوف" في ضوء التطورات الدراماتيكية التي شهدتها هذه المرتفعات نتيجة الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. وأفاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون في خلاصة تقريره الأحدث عن "أندوف" والذي حصلت "النهار" على نسخة مبكرة منه أن "هناك تدهوراً واسعاً" في منطقة عمليات المراقبين، وأن "اطلاق القوات السورية النار عبر خط وقف النار بالإضافة الى الردود الإسرائيلية باطلاق المدفعية والغارات تهدد الحفاظ على وقف النار" بين الطرفين. وندد بشدة بـ"ارغام" موظفي الأمم المتحدة على ترك مواقعهم على أيدي "عناصر مسلحة"، منها "جبهة النصرة" (فرع "القاعدة" في سوريا). ونبه الى أن "المسؤولية المبدئية عن سلامة موظفي الأمم المتحدة وأمنهم في المنطقة العازلة والمنطقة المنزوعة السلاح تقع على عاتق الحكومة السورية"، مشيراً الى أن دائرة عمليات حفظ السلام "تراجع الوضع العملاني لأندوف باستمرار" في ضوء "التطورات المتسارعة والوضع الهش" في المنطقة. وحض مجلس الأمن على "ممارسة نفوذه" على الأطراف المعنيين لتمكين "أندوف" من تنفيذ التفويض الموكل اليها. وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة استمع خلالها الى احاطة من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أدموند موليه عن التطورات المتسارعة في منطقة عمل "أندوف" واضطرار المراقبين الى ترك مراكزهم في الجانب السوري من المنطقة العازلة بعدما سيطرت جماعات متطرفة، منها "جبهة النصرة" المصنفة ارهابية على لوائح الأمم المتحدة، على مساحات واسعة كانت حتى الأمس خاضعة لسيطرة القوات السورية النظامية.

 

عبدالله الثاني: الأردن خط الدفاع لدول الخليج العربية

عمان, باريس – وكالات: أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني, أن بلاده خط الدفاع لدول الخليج العربية, مؤكداً أنها تدعم الائتلاف الاقليمي والدولي في مواجهة التنظيمات الإرهابية. وقال العاهل الأردني, لدى لقائه رؤساء السلطات الدستورية الثلاث (التنفيذية والقضائية والتشريعية), ليل أول من أمس, إن “الأردن خط الدفاع لدول الخليج العربية وخط دفاع عن أمته العربية وقضاياها”. وفي ما يتعلق بتهديدات إرهابية للأردن قال الملك عبد الله الثاني, إن مواقف الأردن كانت ولا تزال ثابتة وراسخة في مواجهة الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم, مؤكداً قدرة بلاده واستعدادها لمواجهة مختلف التحديات وتجاوزها. وأضاف ان الأردن تسعى لدعم دول الجوار حفاظاً على كل مكوناتها وان المملكة “تدعم الائتلاف الإقليمي والدولي وتقيم البدائل للمساهمة والمساعدة في محاربة هذه التنظيمات الإرهابية”. وبشأن الوضع في سورية, أشار الملك عبدالله الثاني إلى موقف بلاده الذي يؤكد أن الحل للأزمة السورية هو حل سياسي شامل ينهي معاناة الشعب السوري ويحافظ على وحدة سورية وتماسك شعبها, بما يحول دون انزلاقها الى سيناريو الدولة الفاشلة.

وعن الأوضاع في العراق, قال الملك عبدالله الثاني إن الأردن يقف إلى جانب العراق وتحقيق أمنه واستقراره ويشجع جميع القوى السياسية العراقية على الانخراط في عملية سياسية شاملة تشركهم في عملية صنع القرار وتعزز وحدة الشعب العراقي ووفاقه الوطني.

إلى ذلك, بدأ العاهل الأردني, أمس زيارة عمل إلى باريس, من المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند, للبحث في مستجدات القضايا الإقليمية والدولية, إلى جانب العلاقات بين البلدين. وذكر الديوان الملكي الأردني, في بيان, ان الملك عبدالله الثاني سيلتقي خلال الزيارة, التي تختتم اليوم, عدداً من كبار المسؤولين الفرنسيين والقيادات الاقتصادية والدينية والفكرية الفاعلة والمؤثرة في باريس, قبل أن يتوجه إلى مدينة نيويورك الأميركية, حيث يشارك في أعمال الدورة ال¯69 للجمعية العامة للأمم المتحدة, بحضور ومشاركة عدد من رؤساء العالم ووفود الدول المشاركة. ويترأس العاهل الأردني وفد بلاده المشارك في اجتماعات الجمعية العامة, حيث سيلقي خطاباً يستعرض فيه الموقف الأردني حيال التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والتحديات التي تواجهها.

 

روحاني يزور نيويورك ولا لقاء مقرراً مع أوباما

طهران – ا ف ب: أعلنت الحكومة الايرانية, أمس, أن الرئيس حسن روحاني سيشارك في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك, إلا أن لا لقاء مقررا مع نظيره الاميركي باراك اوباما بهذه المناسبة. ونقلت وكالة الانباء الايرانية “ارنا” عن المتحدث باسم الحكومة محمد باقر نوبخت قوله “لا لقاء مقررا مع اوباما” خلال تواجد روحاني في نيويورك. وحسب وسائل الاعلام الايرانية, من المقرر ان يغادر روحاني طهران في الثاني والعشرين من سبتمبر الجاري, على أن يلقي خطابا من على منصة الجمعية العامة في الخامس والعشرين, ويعقد مؤتمرا صحافيا في السادس والعشرين من الشهر نفسه.

 

واشنطن ترفض احتفاظ طهران بقدراتها لتخصيب اليورانيوم

واشنطن, طهران – ا ف ب: أعلنت رئيسة فريق المفاوضين الأميركيين في الملف النووي الايراني ويندي شيريمان أن المستوى الحالي لقدرة ايران على تخصيب اليورانيوم غير مقبول, وذلك عشية استئناف المفاوضات بين طهران والدول الكبرى الست اليوم الخميس في نيويورك.

وأقرت شيرمان, وهي مساعدة وزير الخارجية الاميركي, في خطاب ألقته ليل اول من امس, في جامعة جورج تاون بواشنطن انه بعد اشهر من المفاوضات المكثفة تمكن الطرفان من “تحديد أجوبة محتملة لبعض المسائل الجوهرية”, لكنها حذرت من أنه “ما زال هناك تباعد كبير في مواقفنا بشأن مشكلات أخرى محورية بما فيها نطاق ومستوى قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم”. وفيما تستعد ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والمانيا) لمفاوضات جديدة, قالت شيرمان انها تتوقع من طهران ان “تحاول ان تقنع العالم بأن الوضع القائم بشأن هذه المسألة المحورية … ينبغي ان يكون مقبولاً”. واضافت “الوضع ليس كذلك, وإلا لما كنا نخوض هذه المفاوضات الصعبة والشاقة للغاية”. وأكدت شيرمان أن “العالم سيوافق على تعليق العقوبات ورفعها فقط في حال باشرت ايران عملية مقنعة وقابلة للتحقق, لتثبت أن برنامجها النووي سلمي تماماً وسيبقى كذلك”. وشددت على ان الافكار التي طرحتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على امل التوصل الى اتفاق مع ايران بحلول 24 نوفمبر المقبل “عادلة ومرنة وتتماشى مع حاجات ايران الى النووي المدني والمهارات العلمية”.

وتجري المحادثات في نيويورك على مستوى المديرين السياسيين, غير ان وزراء خارجية الدول المعنية قد يلتقون الاسبوع المقبل أثناء وجودهم في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة. في المقابل, أفاد رسم بياني نشر امس على الموقع الرسمي للمرشد الايراني الاعلى علي خامنئي ان الحوار مع الاميركيين في اطار المفاوات النووية لم يكن “مجدياً” بالنسبة لطهران. ويعيد الرسم البياني النقاط التي وردت في خطاب لخامنئي ألقاه في الثالث عشر من أغسطس الماضي, واعتبر فيه انه بعد عام من التفاوض تبين “ان الحوار مع الاميركيين لم يخفف من عدائيتهم وكان غير مجد”. ويظهر في الرسم البياني اربعة اشخاص يمثلون المفاوضين الاميركيين وبينهم وزير الخارجية جون كيري ومساعدته ويندي شيرمان. ويقول كيري في الرسم وهو يضرب بقبضته على الطاولة ان “الخيار العسكري على الطاولة في حال أرادت طهران اعادة العمل ببرنامجها لتخصيب اليورانيوم”, كما يتهم طهران ب¯”دعم الارهاب وحزب الله” اللبناني. وتعتبر ايران في هذا الرسم ان “لهجة الاميركيين باتت أكثر تشدداً وأكثر إهانة”, وأن الولايات المتحدة قدمت “شروطاً إضافية” تتضمن خصوصاً “الحد من القدرات البالستية لايران ووقف دعم مجموعات المقاومة” ضد اسرائيل. ويعدد الرسم البياني أيضاً لائحة العقوبات الاميركية المفروضة منذ عام التي تستهدف شركات ومصارف ومنظمات وأفراداً ايرانيين واجانب, اضافة الى غرامات تصل قيمتها الاجمالية الى 9.5 مليارات دولار فرضها القضاء الاميركي.

 

أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب يدعو لتجفيف منابع الإرهاب

تونس – الأناضول: دعا أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب السعودي محمد علي كومان, أمس, إلى تعاون إقليمي ودولي لتجفيف منابع “الإرهاب”. وقال كومان في كلمة خلال افتتاح أعمال المؤتمر الـ17 للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس, إن “التزام مواجهة الإرهاب على الصعيد الدولي أقل من الالتزام العربي, وهو ما يظهر بوضوح في التغاضي عن التقيد بالقرار الدولي بمنع دفع الفدية للإرهابيين”. وأشار إلى أن المؤتمر ينعقد “في ظل أجواء عربية إقليمية ملبدة بغيوم الإرهاب, ومشحونة بخطاب العنف والتطرف”, معرباً عن توقعاته أن “يسوء الوضع أكثر”. ودعا إلى “تعاون إقليمي ودولي لمواجهة الإرهاب لا بالمكافحة الأمنية, ولا بالحملات العسكرية, بل بتجفيف المنابع التي تغذيه, واستصلاح بيئة الجهل والفقر والشعور بالحرمان التي ينمو فيها”.

وناقش المجتمعون في المؤتمر, ثماني مواد متعلقة بمكافحة “الإرهاب”, منها الستراتيجية العربية لمكافحته والعمليات الأمنية الاستباقية ودورها في ذلك, وأثر شبكات التواصل الاجتماعي على تنامي الفكر الإرهابي.

 

هل «الحلفاء» جديّون في دعم عون؟

الجمهورية – ساندرا الصايغ

ليست العلاقة بين رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون وحلفائه في فريق 8 آذار ورديّة بالكامل. فنسبة ورديّتها تتفاوَت ولا تنعدم في المُطلق بين فريق وآخر. فعلاقته مع «حزب الله» ورديّة وموثوقة أكثر من علاقته بحركة «أمل». والأمر نفسه ينسحب على العلاقة بينه وبين بقيّة أطراف هذا الفريق. ثمّة اعتقاد يرقى أحياناً إلى مستوى اليقين لدى غالبية هؤلاء الأطراف بأنّ الظروف والمرحلة قد لا تساعد عون على النفاذ إلى سدّة رئاسة الجمهورية. ولكن، لا يطلب هؤلاء من عون أن يسحب ترشيحه لأنّ المطلوب، بالنسبة اليهم، أن يستمرّ في مواجهة مرشّح 14 آذار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وربما بمواجهة آخرين غيره. والقصد من استمرار عون في ترشيحه هو الوصول في النهاية مع الفريق الآخر إلى مرشّح تسوية. لكنّ عون، وعلى رغم إدراكه أنّ حظوظه بالفوز الرئاسي ضئيلة، لم ينبس ببنت شفة أنه سينسحب من السباق الرئاسي، بل إنّ ما يظهر في فَلتات لسانه حتى الآن أنه يريد ثمناً كبيراً مقابل انسحابه. وفي اللقاء الأخير بينه وبين الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، والذي انعقد بناء على طلبه، لم يأت عون على ذِكر ترشيحه، لا من قريب ولا من بعيد، وأنّ نصرالله هو مَن بَادَره قائلاً إنّ الحزب لا يؤيّد ترشيحه على سبيل الوفاء له أو لموقف سياسي، وإنما لثقة بشخصه أنّه الرجل المناسب للمرحلة. عندها، ظهرت معالم الارتياح على مُحيّا عون، وعلى رغم ذلك لم يبدِ أيّ تعليق، إذ كان جُلّ همّه أن يسمع ما لدى «السيّد» من معطيات إيجابية عن مستقبل الأوضاع في المنطقة، خصوصاً أنّ ما حصل في العراق من اجتياحات «داعشية» وما تلاها من مضاعفات، قد أقلقه. وازداد هذا القلق بعد تشكيل التحالف الاقليمي ـ الدولي ضد «داعش» الذي تزامن إعلانه مع هذا اللقاء.

وكانت حصيلة النقاش في الوضع الاقليمي أنّ هذا التحالف يستهدف بالدرجة الأولى حماية الاتفاق السياسي الاقليمي الدولي الذي أنتجَ حكومة الوحدة الوطنية العراقية برئاسة حيدر العبادي، بحيث يُنهي هذا التحالف وجود «داعش» العراقيّ أو يقوّضه ويترك الحبل على غاربه لـ«داعش» السوريّ الذي يمكن أن يتعرّض لضربات تُضعِف ولا تُميت. في أيّ حال، ثمّة اتصالات داخلية تجري في العمق بين الأفرقاء في 8 و14 آذار تظللها اتصالات في المقابل بين حلفاء هذين الفريقين إقليمياً ودولياً، لكن لا معطيات جديّة حتى الآن تشير إلى أنّ إنجاز الاستحقاق الرئاسي قد اقترب موعده، في انتظار تبَلور الخيط الأبيض من الخيط الأسود مِن فَجر هذا الاستحقاق.

موقف الحلفاء

ماذا يقول حلفاء عون في هذا المضمار؟

عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم يجيب باسم هؤلاء الحلفاء مؤكداً لـ«الجمهورية» أنّهم «متمسّكون بترشيح عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية»، مشيراً إلى أنّ «لا خيارات بديلة عنه إلّا بعد حصول البحث والاتصالات بين جميع الأفرقاء السياسيين وما سينتج عن ذلك من تفاهم جدّي وبنّاء». ويشدّد هاشم على أنّ «نتائج الاتصالات والاتفاقات التي ستحصل بين جميع الافرقاء السياسيين، وليس فقط حلفاء عون، هي التي ستحدّد مواصفات الرئيس المستقبلي»، معتبراً أنّ «المواصفات المطلوبة بالرئيس العتيد أصبحت واضحة اليوم، وهي تتمثّل بشخصيّة جامعة تشكّل جسر عبور بين لبنان والدول العربية». وعمّا سيكون عليه الموقف في حال استمرّ عون في ترشيحه، يقول هاشم: «إنّ حظوظ عون في الفوز بالرئاسة تتوقّف على الافرقاء، إذ انّه لا يمكن وضع نسبة تقديرية دقيقة لأنّ موازين القوى في الساحة السياسية أصبحت معروفة، ولا بدّ من الحصول على مساحة من المواقف لكي تحدّد الحظوظ. إلّا أنّ ما لا يمكن نُكرانه هو أنّ لدى عون حظوظاً مرتفعة حتى ولَو كانت النتيجة تصبّ في خانة التوافق». ورداً على سؤال عن الثمن الذي سيناله عون مقابل سَحبه ترشيحه، يجيب هاشم: «لا يمكن الدخول في الاحتمالات والتكهنات والتحليلات لأنّ موضوع الأثمان والتسوية يأتي في سياق السياسة الوطنية والتركيبة اللبنانية».

ويضيف: «إنّ الكلام عن التسويات يفرض تحديدها في الاسماء والتحالفات بين مختلف الافرقاء السياسيين. لذا، يفضّل الابتعاد عن الدخول في بازار التكهنات وترك الأمور إلى حينها وما سينتج عنها من تسويات مناسبة للوضع العام».

«حزب الله» الى ذلك، قال مصدر نيابي في «حزب الله» لم يَشأ الإفصاح عن اسمه أنّ «موقف الحزب المؤيّد ترشيح عون لرئاسة الجمهورية هو موقف ثابت»، وأكّد أن «لا خيارات أخرى بديلة عنه حتى الآن». ولاحظَ أنّ «نسبة حظوظ عون في الفوز برئاسة الجمهورية مرتفعة لأنّ هناك مسؤولية وطنية بإيصاله إلى سدّة الرئاسة». أمّا بالنسبة إلى تكتل «التغيير والاصلاح» الذي يرأسه عون، فيقول أحد أعضائه النائب نعمة الله أبي نصر باسمهم: «إنّ الحلفاء ما زالوا جَديّين في دعم ترشيح عون للرئاسة»، ويضيف: «لم يظهر أيّ شيء لدى الحلفاء يُثبت أنهم غير صادقين في تحالفهم على ترشيح عون»، معتبراً أنّ «هذا الدعم واضح، أقلّه في الظاهر، أمّا في الباطن فالله يعلم». ويؤكد أبي نصر لـ«الجمهورية» أنّ «حظوظ عون في الفوز شبيهة بحظوظ المرشحين الآخرين، لأنّ الأمر يتعلّق بالوضع العامّ والمشكلة في تأمين النصاب القانوني والدستوري خلال جلسة الانتخاب»، لافتاً إلى أنّه «من ناحية نَيل الأصوات يكون عون من بين الأوائل، لا بل في المرتبة الأولى». ويشير إلى أنّ «لا خيارات أخرى بديلة من عون لتسميتها وترشحيها لمنصب الرئاسة، كما أنه لم تظهر الى العلن أيّ معلومة جديدة في هذا الإطار». ويضيف أبي نصر أن لا معلومات لديه عمّا يحصل في الكواليس «لكن ما يمكن الجزم به هو أنّ العمل الحالي مُنصَبّ على رئيس توافقي». ويرى أنّ «ما مِن رأي موحّد بين جميع الأطراف إزاء مَنصب الرئاسة، ولذلك يجب أن تتركّز الجهود على إنهاء الخلافات داخل الطائفة المسيحية لكي تصبح موحّدة كالطوائف السنية والشيعية والدرزية». ويختم: «لا أدري ما يمكن أن يكون الثمن الذي سيحصل عليه عون في حال سَحبَ ترشيحه، فهو أمر يتعلّق بشخصه ولا يمكن التكهّن به»

 

الموارنة الاكثر ترشحاً مع التمديد الجديد

الديار - عيسى بو عيسى

ليس تطبيق قوانين الانتخاب يشكل وجهة نظر لدى القيمين على الدولة اللبنانية انما مجمل عملية قوننة الدولة في لبنان هي اداة ترفيهية بغض النظر عن حماية حقوق الناس واحترام ارادة الشعب ناهيك عن اغتصاب ادارات الدولة بحق المواطنين في نيل جزء يسير من تسهيل امورهم اليومية، فالدولة تقول مصادر نيابية لم تكن يوماً بمفهومها المكون من الارض والشعب موجودة، فالارض سائبة والشعب تصادر حرياته تحت مسميات الامر الواقع ومقتضيات كل مرحلة منذ الاستقلال، انه فساد ما بعده سرقة جيوب المكلفين. يعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق عن عدم الجهوزية التقنية لاجراء الانتخابات النيابية فيتراكض المرشحون نحو ترشيح انفسهم وكأن في خلفية رأس كل لبناني معرفة واضحة بأن لا شيء يمتلكه المسؤول اللبناني من ارادة وطنية صرفة، والحق ليس على المشنوق انما على الذي قدم ترشيحه ودفع عشرة ملايين ليرة على أمل استردادها، انها مسرحية وتمثيلية فاق اداء الواقفين على مسرح العملية الاحترافية وروادها، كما هم يولى عليهم.

وتقرأ اوساط نيابية لم تقدم ترشيحها فيما تقدر ان الجميع كانوا على علم بالصفقة المبرمة منذ نحو اسبوعين واستبدالها بسلسلة وعود عن قوانين الانتخاب والرواتب لن تكون بمجملها اكثر عتمة من سابقاتها وكأن من يريد هذه الصفقة استحضر سلفاً مشهداً مطلبياً لتخدير الناس الذين لا تنقصهم اشارة واحدة عن قيام ثورتهم على حكامهم، ولكن كيف لهذه الثورة ان تحصل وفي يد الدولة الكثير من ألاعيب الخفة للإلهاء، وتكفي عملية خطف واحدة كي تندثر كل هذه الصفقة، ولا تريد هذه الاوساط ان تصدق ان اياً من النواب وقبلهم الناس قد بذلوا جهداً في التفكير بالكذبة المستدامة منذ التمديد الاول تحت حجج واهية فالذي مدّد في الفترة الاولى كان يعي ان تمديداً آخر على الابواب مع تسارع المعلومات عن السيارات المفخخة والهجوم على الجيش في عرسال.

والاغرب في رأي هذه الاوساط ان البعض قد استفاق على تطبيق القوانين في تعداد الساعات ما قبل منتصف ليل اول من امس، وثانياً تسليم إفادة الترشيح، وهنا فقط تم تطبيق القوانين اذ ان القرارات المرعية الاجراء لا يمكن التساهل في عدم تطبيقها فيما قتل ارادة الناس امر فيه الكثير من النظر، ولتكتمل المسرحية فصولاً «تمشي» هذه الاوساط بمحاذاة الارنب نفسه لتكشف جوانب جدية وغير مجدية عن استبدال مرشح من هنا او نائب من هناك في الكتل النيابية. وتكشف هذه الاوساط ان قول العماد ميشال عون حول بقاء مرشحيه دون تغيير يؤكد معرفته بالصفقة المكتملة الاوصاف في موازاة الجدية عن استغنائه عن ثلاثة مرشحين من كسروان من بينهم من أسرَّ في اذن البطريرك الراعي يوما: «ان عون عنيد ولن يتراجع» لتتراجع علاقة الراعي بالجنرال. فالكلام صادر من عنصر من كتلته، ماروني بأكثر من خمسين قيراط... وهذا ما علمه الجنرال فيما بعد ولم يكن في مطلق الاحوال بحاجة لهذه الواقعة على خلفية تخليه عنه منذ التمديد الاول وقد وصلته الرسالة وهي ليست وحيدة بل معطوفة على رسالتين لزملاء له سوف يودعون المجلس النيابي عند اول عملية انتخاب نيابية جديدة.

اما في جبيل فان من ترشحوا في ظل هذا التمديد باقون حين تأتي المعركة الحقيقية على ما تنقل هذه الاوساط عن مقربين من العماد عون، وفي زحلة تلاحظ هذه الاوساط ان عدد المرشحين يتفوق على باقي الاقضية وخصوصا من الطائفة السنية حيث بلغ عددهم 13 ولم يشكل المقعد الشيعي ازدحاماً مع بقاء عقاب صقر ولكن مع مسرحية اقفال طلبات الترشيح في الساعة الثانية عشرة ليلا وخمس دقائق من تاريخ 17/9/2014 والصادرة عن وزارة الداخلية تبين ان الموارنة هم الاكثر ترشيحا في كسروان اذ بلغ عددهم 19، وهذا ما تعتبره الاوساط نفسها يقع في اطار «التنوع ضمن الوحدة» وهي مسودة التقاتل الدائم تحت هذا المسمى.

تتضح لهذه الاوساط صورة مصغرة عن اهداف التمديد والذي لا يبدو قراره داخليا انما بايحاءات خارجية تتخطى في اشاراتها الوضع الامني داخل القرى والبلدات انما الصورة الاوضح لهذا الواقع تتمثل بخوف المسؤولين من معلومات عن مصادر خارجية حول امكانية اقدام الجماعات التكفيرية بعمليات عسكرية خاطفة على بلدات محددة بعد حصول ثلاثة عوامل:

- الاول: الاجماع الدولي على ضرب «داعش» في العراق وربما سوريا مما يعني اندفاع هذه المجموعات نحو الاماكن الاكثر أماناً مع استبعاد الضربات الدولية على منــاطق لبـنانية، وتفـسير هذا الواقع يوحي بهروب جماعات من «جبهة النصــرة» و«داعــش» حكماً نحو الاراضي اللبـنانية حيث الخـاصرة الرخـوة وخصوصاً في البقاع الشمالي مع اقفال الجيش السوري اكثرية المنافذ نحو اراضيه وسيطرته على مجمل مناطق القلمون.

- الثاني: لن يستطيع المسلحون العيش مع قدوم فصل الشتاء في الجبال العالية الوعرة بالتضاريس بحـيث يصل علو الثـلج الى امتار عدة، وفي غياب اي وسائل للعيش هناك فانهم مضطرون ولو تحت القصف الى الهروب باتجاه بلدات البقاع الشمالي - الشرقي وربما نحو مناطق اخرى.

- الثالث: وهو الأهم فان عمر صفقة التمديد مع الايحاءات الخارجية يعطي صورة واضحة عن الآتي على لبنان خلال هذه المدة الممددة لحوالى سنتين وسبعة أشهر بما معناه ان البلد لن يستقر طيلة هذه الفترة لا أمنياً ولا سياسياً، واذا ما استقر خلال التمديد الثاني فان فترة النقاهة سوف تمتد الى فترة مماثلة اي ما يبلغ مجموعه اربع سنوات و14 شهراً من عدم الاستقرار، فهل يلحظ البلد تمديداً ثالثا؟؟

 

لبنان: تقارب عون وجنبلاط يزعج «القوات» واتفاق على استئناف العمل التشريعي

514 مرشحا للانتخابات النيابية وفوز 10 بالتزكية

الشرق الاوسط - بيروت: بولا أسطيح

عاد الزخم إلى الساحة السياسية في لبنان بعد مرحلة من المراوحة نتيجة تقدم الملف الأمني على ما عداه. وعلى الرغم من غياب أي معطيات جديدة توحي بإمكانية وضع حد للشغور المستمر في سدة الرئاسة منذ 117 يوما، فإن الحراك السياسي طال أخيرا موضوع التشريع والعلاقة بين الأحزاب اللبنانية، بعد موافقة قوى 14 (آذار) على العودة إلى المجلس النيابي للبحث بمشاريع القوانين «الضرورية»، وتطور العلاقة بين رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط. ويبدو أنه وبمقابل مرحلة الـ«ستاتيكو» التي دخلتها العلاقة بين عون ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، تشهد العلاقة بين جنبلاط وعون تقدما ملحوظا، مع حديث الأخير عن «تطابق» في نظرتهما لما يتعلق بالملفات اللبنانية الداخلية.

وقال عون بعد زيارة قام بها إلى دارة جنبلاط في منطقة كليمنصو في بيروت إنه «من الطبيعي في الظروف التي يعيشها لبنان حاليا، واستتباعا للأحاديث السابقة مع النائب جنبلاط في الرابية (دارة عون شرق بيروت)، أن نستكمل هذه الأحاديث ونبحث في التطورات وكيفية تثبيت الوحدة الوطنية ليكون لبنان موحدا في مواجهة الأخطار». وأكد أن اللقاء لن يكون الأخير، «وهو ليس ردا لزيارة النائب جنبلاط إلى الرابية، بل بالعكس نحن تفاهمنا على متابعة المواضيع»، وأضاف: «أعتقد أنه كان لدينا نظرة متقاربة، لا بل متطابقة في موضوع الأحداث في لبنان». بدوره، أشار جنبلاط إلى أنه بحث مع عون في «مواضيع تهم أمن الوطن والوحدة الوطنية وأهمية التنسيق بيننا، وكان الاتفاق مشتركا على غالبية النقاط وخصوصا أننا نتشارك هموم لبنان والمنطقة».

وتطرق جنبلاط في تصريح له بعد اللقاء إلى «التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وضرب (داعش)»، معتبرا أنه «يبقى منقوصا إذا لم يستكمل بالبند السابع»، في إشارة إلى تنفيذ ضربات داخل سوريا من دون موافقة الحكومة السورية، منبها إلى أنه سيكون «مخاطرة على لبنان الدخول في هذا المحور». وفيما نفى الزعيمان أن يكون اللقاء بينهما تناول الملف الرئاسي، أعرب جنبلاط عن اقتناعه بأن لعون حيثية أساسية ووطنية للترشح للانتخابات الرئاسية. وأشار النائب في تكتل عون، فريد الخازن إلى أنه «لا انفراجات قريبة بموضوع الرئاسة»، متحدثا عن «ستاتيكو» في هذا الملف. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن الحوار مع الرئيس الحريري لم يعد بالزخم الذي كان عليه في وقت سابق، لكنه لم يتوقف، كما أننا لسنا في قطيعة، ومسألة الرئاسة لا تزال داخلية لانشغال الأطراف الخارجية بأولويات أخرى في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة». ويبدو أن التقارب بين عون وجنبلاط أثار ريبة حزب «القوات» الذي يرأسه سمير جعجع، خصوصا أن جنبلاط الذي بدأ أخيرا جولة على القيادات المسيحية لحل الأزمة الرئاسية، شملت رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية وعون، لم يستكملها حتى الساعة بلقاء جعجع ورئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل. وقد عبر القيادي في «القوات» شربل عيد عن امتعاض حزبه من حركة جنبلاط، فكتب على صفحته على موقع «تويتر»: «وليد جنبلاط زار شتاميه من الزعامات المسيحية في حين أنه أحجم عن زيارة مقر القوات اللبنانية حيث يذكر دائما بفضله الكبير على ثورة الأرز».  وفي تغريدة أخرى قال عيد: «إذا صادقنا وليد جنبلاط وسعد الحريري نصبح بنظر عون مفرطين بالحضور المسيحي أما إذا صادقهما هو يصبحان رمزين للاعتدال الوطني».

وفضل النائب عن «القوات» أنطوان زهرا التروي بإصدار المواقف السلبية بما يتعلق بحركة جنبلاط الأخيرة، لافتا إلى أنه ما دام أن الزعيم الدرزي لم يعلن عن انتهاء جولته، يبقى من المبكر التعليق عليها.

وأوضح زهرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن قوى «14 آذار» لاقت جنبلاط بحركته الهادفة لوضع حد للشغور الرئاسي حين أطلقت مبادرتها الأخيرة التي تعلن فيها عن استعدادها للتفاوض حول اسم مرشح توافقي. وبخلاف المراوحة بالملف الرئاسي، نشطت المفاوضات على خط استئناف العمل التشريعي بعد إعلان قوى «14 آذار» استعدادها للعودة إلى المجلس النيابي لتمرير مشاريع قوانين «ضرورية وحياتية»، بعدما كانت في وقت سابق تصر على أن الأولوية يجب أن تنحصر بانتخاب رئيس للجمهورية.

ورفض زهرا الحديث عن «صفقة» بدأت تنضج لجهة مبادلة التشريع بتمديد ولاية المجلس النيابي، وقال: «هناك نوع من التجني بوصف الموضوع على أنه صفقة.. فنحن في قوى (14 آذار) وعلى الرغم من اقتناعنا بأن المجلس النيابي تحول إلى هيئة ناخبة واجبها الأساسي انتخاب رئيس، ارتأينا العودة للبحث بالتشريعات الضرورية على غرار موضوع قانون الانتخاب والموازنة وسلسلة الرتب والرواتب مع تمسك عون و(حزب الله) بسياسة تعطيل الاستحقاق الرئاسي». وكانت وزارة الداخلية أقفلت منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء باب الترشيحات للانتخابات النيابية المقبلة المقرر إجراؤها في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل على 514 مرشحا بينهم 35 مرشحة، ليتبين لاحقا أن 10 من المرشحين فازوا بالتزكية استنادا إلى المادة 50 من القانون 25 / 2008 التي تنص على أنه «إذا انقضت مهلة الترشيح ولم يتقدم لمقعد معين إلا مرشح واحد، يعتبر هذا المرشح فائزا بالتزكية»

 

جاسوسة فلسطينية سابقة تلقي الضوء على عالم الجواسيس وكيف تجندهم تل أبيب الأمن الإسرائيلي يستغل حاجتهم للمال.. وكثيرون يجندون عند معبر إيريز

غزة - لندن: «الشرق الأوسط» رام الله: كفاح زبون

ألقت رواية أرملة فلسطينية، (48 سنة)، كانت حركة حماس اتهمتها هي وزوجها بالتجسس لمصلحة إسرائيل عام 2012، نظرة نادرة إلى جانب الجاسوسية السري في الحرب بين إسرائيل و«الحركة الإسلامية». وقتل زوج هذه الفلسطينية في ذلك العام على يد مسلحين بالقطاع بسبب التجسس لمصلحة إسرائيل، واعتقلت هي أيضا، وهي أم لـ7 أبناء، على يد عناصر حماس بسبب تقديمها المساعدة لزوجها. بناء على ذكرته هذه الفلسطينية، استغل عملاء أمنيون إسرائيليون مرور زوجها بضائقة مالية منذ 10 سنوات، وأغروه للتعاون معهم بأن عرضوا عليه تصريحا بالعمل في إسرائيل، ثم جندت هي أيضا لاحقا عندما سُمح لها باصطحاب أحد أبنائها إلى إسرائيل لتلقي علاج طبي. ووصفت هذه المرأة الفلسطينية، في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس»، السنوات التي قدمت خلالها، هي وزوجها، المعلومات إلى إسرائيل، بالقول: «كانت حياتنا جحيما. كنا مذعورين. كنت أنظر خلفي عندما أخرج إلى السوق وأشعر بالخوف لرؤية أي سيارة شرطة». أفرج عن هذه السيدة، التي اشترطت حجب اسمها لأن حماس لا تسمح للعملاء المفرج عنهم بالحديث إلى الصحف، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتعتمد إسرائيل، على مدار التاريخ، على عملاء يتعاونون معها ضد الحركات الفلسطينية والنشطاء، وكانت تجند هؤلاء بوسائل تتنوع ما بين الإيقاع في المصيدة، والابتزاز، إلى النقود والإكراميات. وبدورها، تبذل حماس كل ما في وسعها لوقف العملاء، خاصة بإعدامهم علنا لردع الآخرين، إذ إنها تحمّلهم مسؤولية مساعدة إسرائيل على اغتيال عشرات من كبار قادتها. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن طرقا مختلفة تؤدي إلى كشف العملاء، مثلا عن طريق تصرفاتهم كمشاهدتهم مرارا في محيط مقر أمني تقصفه إسرائيل لاحقا، أو استفساراتهم من الآخرين عن ناشطين. ويعتقل آخرون لأسباب أخرى مثل حيازة المخدرات، لكنهم يعترفون أثناء التحقيق بتورطهم في العمالة. بينما يعتقل آخرون بعد وشاية من عملاء آخرين. ظهرت قضية العملاء من جديد مع الجولة الأخيرة من الحرب في غزة، بعدما أعدم مسلحون 22 عميلا في يوم واحد علنا، إثر مقتل 3 من كبار قادة حماس في غارة جوية إسرائيلية، في عملية يبدو أنها نفذت بمساعدة عملاء. ووجهت جماعات حقوقية فلسطينية انتقادات حادة لحماس بسبب تنفيذ هذه الإعدامات خارج إطار القضاء. ويقول صلاح عبد العاطي، من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة: «كانت رسالة مفزعة إلى المجتمع ورادعة للعملاء الآخرين». ولكن تلك المخاوف الحقوقية لا تحظى إلا بقليل من التعاطف بين الفلسطينيين الذين يعدون إبلاغ إسرائيل معلومات «خيانة لا تغتفر»، حتى بين أولئك الذي يعارضون قبضة حماس الحديدية على القطاع منذ عام 2007. ويقول رامز أبو جزار، وهو من سكان غزة، قُتل شقيقه على يد حماس خلال قتال داخلي بين الفصائل الفلسطينية عام2007، إنه يؤيد تماما قتل العملاء. وأضاف أنهم «مثل السرطان في المجتمع، وباعوا أنفسهم إلى الشيطان».

توجد أمثلة لبعض الفلسطينيين الذين تعاونوا مع إسرائيل بدافع من قناعة سياسية. وكان أكثر عملية تجسس تسببت في الإحراج لحركة حماس، تخص نجل مؤسس الحركة الشيخ حسن يوسف لمصلحة إسرائيل من عام 1997 إلى 2007، الذي وصف بـ«الأمير الأخضر». وكتب مصعب يوسف، الذي يقيم حاليا بالولايات المتحدة، لاحقا، إنه فعل ذلك بسبب كراهيته تصرفات حماس. ولكن، من المعتقد أن الغالبية العظمى من العملاء يفعلون ذلك بسبب الابتزاز أو لتحقيق مكاسب مالية. وقال أحد المسؤولين بوكالة الاستخبارات الداخلية في إسرائيل (شين بيت) التي تدير ملف العملاء الفلسطينيين: «كل شيء يبدأ وينتهي بالمال». ويجند كثيرون عند معبر إيريز الحدودي بين إسرائيل وغزة، عندما يطلبون الحصول على تصريح بالدخول، على حد قول المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه.

في جانب غزة من المعبر، توجد لافتة كبيرة وضعتها حماس لتحذير الفلسطينيين من الوقوع في شرّك التجنيد على يد الإسرائيليين.

ونقلت «أسوشييتد برس» مشاهداتها لتجربة مباشرة لكيفية استخدام الجيش الإسرائيلي المعبر للحصول على معلومات من الفلسطينيين المارين خلاله. وعلى الجانب الإسرائيلي، خارج المعبر، جلس رجل أعمال فلسطيني دخل لتوه من غزة، وكان ينتظر شقيقه الذي كان يمر معه من المعبر، لكن مسؤولي المعبر احتجزوه في الداخل.

اقترب ملازم في الجيش يرتدي الزي العسكري ويتحدث بالعربية من الرجل ووعده بمساعدة شقيقه، ولكنه طرح عليه أولا عشرات الأسئلة عن الحياة في غزة وعدد المصانع المتضررة في الحرب الأخيرة، والمزاج السائد في الشوارع وإمدادات الكهرباء. استمرت الأسئلة، التي حملت نبرة عادية، 15 دقيقة، وأجاب عنها الرجل بقليل من التردد. وفي النهاية، أصر الضابط على الحصول على رقم هاتف الرجل. وظهر شقيقه سريعا بعد ذلك.

وكانت وزارة الداخلية التابعة لحماس أعلنت أنها أعدمت 12 عميلا منذ عام 2007 بعد محاكمات سرية. وتقول جماعات حقوقية، إن 53 ممن يزعم تورطهم في العمالة أعدموا على يد مسلحين من حماس في الفترة ذاتها.

جند زوج الأرملة الفلسطينية منذ 10 سنوات تقريبا، عندما كانت إسرائيل تملك سيطرة مباشرة على غزة قبل انسحابها من القطاع عام 2005. عمل الرجل في السابق جامع قمامة بإسرائيل، وقتما كان الآلاف من سكان غزة مسموح لهم بالدخول إلى إسرائيل يوميا للعمل. ولكن ألغي تصريحه بسبب تورطه في سرقة سيارة، على حد قول زوجته. بدأت الزوجة بزيارات متكررة إلى مصر لشراء بعض السلع لتبيعها في غزة. وعندما حاول أن يفعل زوجها مثلها، أوقفه عملاء الأمن الإسرائيليون على الحدود من جانب القطاع. وقالت زوجته بأنهم عرضوا عليه إعادة تصريحه للعمل في إسرائيل مقابل التعاون معهم. بعد ذلك، ساورت الشكوك زوجته لأنه كان يصعد إلى سطح منزلهم باستمرار لإجراء مكالمات هاتفية. وعندما واجهته، اعترف لها وقال لها: «أنا لا أؤذي أحدا. أعطيهم فقط رقم هاتف أو اسم أو معلومة عن أحد الأنفاق».

ولكنها لم تنضم إلى زوجها في العمالة إلا في عام 2008، عندما سُمح لها باصطحاب أحد أبنائها لتلقي العلاج في مستشفى إسرائيلي. وطُلب منها التوجه إلى مكتب الأمن في المستشفى، وهناك أعطاها شخص إسرائيلي مالا لشراء هدايا لها ولأبنائها. وبعد عدة أيام، أعطاها 14 ألف دولار أميركي وتعليمات بترك المال في نقاط متعددة بغزة لدفع مستحقات عملاء آخرين. وقالت: «تركنا المال تحت الصخور، وفي صناديق القمامة، وإلى جانب الجدران».

وتابعت السيدة قائلة إنه قبل اعتقالهما بفترة قصيرة عام 2011، تلقى زوجها اتصالا من الإسرائيليين وصفوا له سيارة وطلبوا منه التوجه فورا إلى الطريق الرئيس خارج منزله وانتظارها. عندما رأى السيارة، اتصل بالإسرائيليين وأخبرهم بأن رجلين بداخلها. وبعد أكثر من ساعة، فجّر الإسرائيليون السيارة، وقتلوا من فيها، وفيما يبدو كانا من المقاتلين. وكشفت تحقيقات فلسطينية مستفيضة عن أن كل عملية اغتيال نفذتها إسرائيل في الضفة الغربية أو غزة شارك فيها، بصورة أو بأخرى، عملاء فلسطينيون، حتى إن بعضهم شاركوا في تنفيذ هذه الاغتيالات.

وخلال حرب 2012 بين إسرائيل وحماس، قتل الكثير من قيادات حماس في غارات جوية، اقتاد، على أثرها، رجال ملثمون زوج الأرملة و5 آخرين من العملاء من السجن وأعدموهم رميا بالرصاص عند أحد التقاطعات في غزة، ثم سحلت جثة واحد على الأقل من الستة في الشارع بواسطة دراجة نارية، رغم أنه من غير المعلوم ما إذا كان ذلك جثمان زوجها أم لا. أدينت الأرملة أيضا في محكمة أقامتها حماس وصدر ضدها حكم بالحبس 7 سنوات. ولكن، صدر عفو عنها في ديسمبر (كانون الأول) كي ترعى أطفالها. واستخدمت حماس في سنوات سابقة سياسة فتح الباب للتوبة مع العملاء، لكن وفقا لمدى تورطهم مع إسرائيل. وتكافح الأرملة الآن من أجل تربية أبنائها بدخل قليل، ولم تذكر التعرض لمضايقات بسبب الحكم الصادر بإدانتها، ولكنها قالت: «يبدي لي الجيران ابتسامات غير صادقة، ولكني أعلم ماذا يدور في أذهانهم تجاهنا». وعن صحة أو خطأ العمل مع إسرائيل، تظهر على وجه الأرملة تعابير هي مزيج من الإنكار والرغبة في الدفاع عن سمعة زوجها، والشعور بالارتياح لانتهاء أعوام الخوف. وأكدت: «كان زوجي رجلا طيبا. لم يكن يضر أي شخص».

 

كلام في السياسة | حل بري والبطريرك، هل تفجره «داعش»؟

 الاخبار  18 ايلول 2014   جان عزيز

ماذا لو أصاب نبيه بري، كما يفعل غالباً، في مقولته المعلنة منذ فترة: إلى الانتخابات النيابية در؟ منذ أقرت حكومة تمام سلام مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، وبالتالي إجراء الانتخابات النيابية، في جلسة مجلس الوزراء في 19 آب الماضي، ساد انطباع بأن لعبة عض اصابع تدور بين الحكومة ومحركها فؤاد السنيورة، وبين «معارضتها الداخلية» ومحركها نبيه بري. وقيل وكتب الكثير عن تفاصيل تلك اللعبة المزعومة وخلفياتها المتصورة.

قيل بداية إن «حكومة السنيورة» تريد غسل يديها من معصية التمديد النيابي. وهي بالتالي تعلن سلفاً أنها لن تقدم على مشروع مرسوم بإلغاء الانتخابات. وأنها ترمي كيس فحمها في ساحة النجمة. وقيل في المقابل أن نبيه بري رد الطابة قبل رميها إليه. فهو يريد موقفاً حريرياً معلناً ومؤكداً ومكرراً، بأنهم هم من يريدون التمديد. مع ضمانة لاحقة لا سابقة وحسب. وذلك بعدما لدغ من جحر تمديد العام 2013. يومها جاءه السنيورة إلى اجتماع ثنائي بنصاب كامل. اتفقوا على ضرورة التمديد. لكن بعد حصوله تنصل السنيورة من توقيعه، وراح يضغط عبر المجلس الدستوري من أجل قبول طعن ميشال عون. تكوّن انطباع لدى بري بأن بطل العجز والدين العام أخذ التمديد في السر، ويحاول لعب دور البطولة الشعبوية في العلن. لعبة لن يسقط بري في فخها مرة ثانية في خلال عام ونيف. بادر السنيورة إلى مماشاة بري في مناورة مقابلة. أعلن نهاد المشنوق من موقعه كوزير للداخلية أن إجراء الانتخابات دونه صعوبات واقعية. ثم كرر السنيورة الأمر نفسه. حتى أكد «تيار المستقبل» سيره بالتمديد، ولو من زاوية قانونية دستورية. على قاعدة أن لا انتخابات نيابية في ظل شغور رئاسي. ومع ذلك ظل بري على موقفه. قدم ترشيحه، وبدأ يستعد لمعركة الزهراني!

بعدها قيل إن المسألة تتخطى حدود من يتحمل مسؤولية التمديد علناً، وكيفية ضمانة عدم الانقلاب شعبوياً على السير فيه. فقيل لاحقاً إن السنيورة يريد صفقة – رزمة تمنحه براءة ذمة مالية عن كل مراحل حكوماته ووزاراته وحقائبه. وقيل في المقابل إن بري يريد اتفاقاً يعيد فتح أبواب المجلس النيابي أمام عمله الطبيعي، من تشريع ومراقبة. حصل رئيس المجلس على شيء من ذلك. لكن المفاجأة أن موقفه استمر في إعلان اقتناعه بأن الانتخابات حاصلة. أمس، رد بري، من باب التأكيد لا الانتقاد، على كلام ميشال عون بأن صفقة التمديد قد حصلت، جازماً مرة جديدة بأن لا تمديد ولا مناورة ولا صفقة ولا حافة هاوية ولا من يهوون أو يتهاون أو يتهاوون ... إلى الانتخابات در!

كأن رئيس المجلس قد اجتاز نقطة اللاعودة في هذه المسألة. مع أن نقطة كهذه لا وجود لها في السياسة اللبنانية. لكن مجرد الذهاب إلى هذا الحد بدأ يطرح التساؤلات: هل تكون الانتخابات فعلاً؟ وهل تكون المدخل الوحيد المتاح لولوج الحل؟ على المستويات الأخرى المتصلة ثمة أكثر من مؤشر قد يزكي هذا الانطباع. واشنطن مثلاً وضعت لنفسها أولوية عنوانها الحرب على «داعش». وهو عنوان رسمت له مدى زمنياً مقدراً بالأعوام. وفي هذه الأثناء لا وجود للبنان على شاشات راداراتها. البطريرك الماروني في واشنطن تسلم ورقة مجهولة المصدر، كما كل رؤساء الكنائس الذين رافقوه، مفادها أن لا جدوى من الحديث عن الملف اللبناني في العاصمة الميركية الآن. أنتم هنا لإثارة قضية «داعش» في العراق وسوريا لا غير. وهو ما تأكد أكثر في لقاء الآباء مع باراك أوباما. كلموه عن الأزمة اللبنانية، فردّ بعبارة وحيدة، ربما كتبت له هو أيضاً في ورقة توجيهاته المقابلة: ندعم الجيش اللبناني وسنستمر في تسليحه! بيروت بملفاتها واستحقاقاتها الخاصة منسية إذن بالكامل في واشنطن.

أما على المستوى الإقليمي فما حاول البعض نسجه، بعد زيارة عبد اللهيان إلى الرياض، من بداية تقاطع إيراني ـــ سعودي، بدأ في بغداد بتشكيل حكومة، وسيتمدد إلى دمشق وبيروت، يبدو أنه تراجع مع انطلاق الحملة الأميركية على «الدولة الإسلامية». عادت كل من طهران والرياض إلى محورين مختلفين خصوصاً بعد مؤتمري جدة وباريس. كل شيء تأجل أو حتى تجمد، في انتظار جلاء غبار معركة «داعش» والكاوبوي. معركة أعلن الأخير مسبقاً أنها مسألة سنوات. فماذا يفعل اللبنانيون في هذا الوقت، وفي أزماتهم واستحقاقاتهم؟!

قد تكون الانتخابات النيابية هي المدخل الفعلي الوحيد للخروج من المأزق. وقد تكون لهذا السبب بالذات مرفوضة من البعض. يقال في «السوق الانتخابية»، إن المال الانتخابي شحيح لدى أهله. ويقال إن الوقت القصير يحول دون تفعيله واستثمار نتائجه السحرية، في حال توافره سريعاً أو غب الطلب. ويقولون إن المزاج الشعبي المسيحي متأثر بشبح «داعش». وإن سحر البعض قد انقلب عليه في هذه البيئة بالذات. فمن أراد لدواعش عرسال أن يفرضوا مجيء رئيس للجمهورية لصالحه، على طريقة نهر البارد، خسر المعركة هناك. وهو الآن أمام معركة معاكسة، عنوانها أن دواعش عرسال سيدفعون المسيحيين لاختيار نوابهم لغير صالحه. ويقولون، أيضاً، إن البطريرك الماروني تعهد علناً، أنه إذا أجريت الانتخابات وانتهت بإعلان زعيم أكثرية مسيحية واضحة، فهو يلتزم حينها خوض معركته الرئاسية جهراً، ورفع الصوت أمام كل اللبنانيين: هذا هو الرئيس الميثاقي، فتفضلوا وأعلنوه مستحقاً!

قد يصيب نبيه بري مرة أخرى. وقد تكون انتخاباته مدخلاً لكل الانتخابات ولكل الحلول... إلا إذا عادت الصفقة، أو إذا لجأت «داعش» إلى تفجير كبير... لمصلحة من؟!

 

الدواعش” يجنون مليوني دولار يومياً من النفط ويحظون بتمويل طائل يصعب استهدافه

واشنطن – ا ف ب: يواجه الغربيون صعوبات كبرى في استهداف تمويل تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الذي يعتمد وسائل شبيهة بأساليب المافيا تدر عليه الملايين في الأراضي التي يسيطر عليها في سورية والعراق. وخلافاً لتنظيم “القاعدة” الذي اعتمد بشكل شبه حصري على الهبات الخاصة, يسيطر “داعش” على مناطق شاسعة يفرض فيها حكمه, فيمارس عمليات الابتزاز والخطف وتهريب النفط, وصولاً إلى الإتجار بالقطع الأثرية, على ما أوضح محللون. وبالتالي فإنه من الصعب للغاية على العقوبات الغربية ان تستهدف مصادر تمويل التنظيم بالمقارنة من تجفيف منابع أموال “القاعدة”, بحسب ما افاد ايفان يندروك المحلل في مكتب جينز للاستشارات. ولفت الى ان نظام عقوبات شاركت فيه أكثر من 160 دولة نجح في نهاية المطاف في الحد من قدرة “القاعدة” على الحصول على اموال عبر مؤسسات خيرية ومصارف, غير ان هذا لن يكون مجدياً حيال تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي لديه مصادر تمويل خاصة به في المناطق التي يسيطر عليها. وقال يندروك “إن كان بوسع عقوبات مشددة الحد نوعاً ما من تحويل الأموال إلى تنظيم الدولة الاسلامية من خارج العراق وسورية, فإنه من الصعب للغاية تقليص مصادر التمويل داخل مناطق سيطرته من حقول نفطية وشبكات اجرامية وعمليات تهريب”. ولا شك ان “داعش” هو التنظيم الإرهابي الأكثر ثراء في العالم وهو يستمد امواله من “ابتزاز التجار المحليين وفرض ضرائب على سائقي السيارات والشاحنات الذين يسلكون الطرقات في مناطق سيطرته”, وفق ما اوضح مسؤول في الاستخبارات الاميركية, طلب عدم كشف اسمه, غير أن مصدر الدخل الرئيسي للتنظيم يبقى الحقول النفطية الاحد عشر التي سيطر عليها في شرق سورية وشمال العراق.

ويقوم المتطرفون ببيع النفط الخام بأسعار زهيدة لدول مجاورة مقابل مبالغ نقدية ومنتجات مكررة. وقدر لؤي الخطيب الباحث في معهد بروكينغز في الدوحة مداخيل التنظيم بما يصل إلى مليوني دولار في اليوم بفضل مبيعات النفط, موضحاً أن “الدواعش” يقومون بتكرير النفط في مصاف بدائية ثم ينقلونه في شاحنات او سفن او حتى بواسطة حمير الى تركيا وايران والاردن حيث يباع بسعر يتراوح بين 25 و60 دولارا للبرميل, في حين يبلغ سعر النفط في الأسواق العالمية مئة دولار. وكتب الخطيب أخيراً في تقرير ان التنظيم “نجح في جني ثروة في السوق السوداء بتطويره شبكة واسعة من الوسطاء في الدول والمناطق المجاورة”. من جهته, أكد هاورد شاتز خبير الاقتصاد في مركز راند كوربوريشن للابحاث, الذي درس مالية المنظمات السابقة لـ”الدولة الاسلامية”, انه رغم صعوبة قطع التمويل عن التنظيم, الا أنه يبقى من الممكن للجهود الدولية أن تطاله, وهو ما حصل في الماضي.

 

هذه الصورة تشرح علاقة واشنطن مع الرياض

 سايمون هندرسون- معهد واشنطن

18 أيلول/14

قد تكون الصورة الرسمية التي وزعتها وزارة الخارجية الأمريكية عن الاجتماع الذي عُقد في 11 أيلول/سبتمبر في جدة بين وزير الخارجية الأمريكي  جون كيري وعاهل السعودية الملك عبد الله، والتي نُشرت على موقع "فليكر"، تعبيراً عن الحالة الراهنة للعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية. فقد كانت خارج نطاق التركيز البؤري.

والسؤال، لماذا تم اختيار هذا الصورة لموقع "فليكر"، إلى جانب صورة أخرى (ذات تركيز بؤري) أُخذت عن قرب لكيري والعاهل السعودي، يمكن أن يكون سوى مسألة تكهنات. وإحدى الاحتمالات الواضحة هي أن الجانب الأمريكي كان مستاءً من المشاركين - وفي الواقع، من البارزين بينهم - على الجانب السعودي الذي شمل الأمير بندر بن سلطان، الذي شغل ذات مرة ولفترة طويلة منصب سفير بلاده في الولايات المتحدة، ورئيس الاستخبارات السعودي في وقت لاحق، وحالياً مستشار ومبعوث خاص للملك، فضلاً عن كونه الأمين العام لـ "مجلس الأمن الوطني السعودي". ولو كانت هناك صورة ضبابية لكانت قد قللت من أهمية مشاركته.

لقد اختلف بندر مع إدارة أوباما في الفترة 2012-2014 حول موضوع مساعدة مقاتلي المعارضة في سوريا، حيث كان يريد دعمهم بحماس على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة. ولهذا السبب، سرعان ما نظر إليه البيت الأبيض كمسؤول يتعذر التحكم به ورفض العمل معه. وفي النهاية، وكاستجابة واضحة للضغوط الأمريكية، أقاله الملك من منصبه كرئيس للمخابرات العامة في نيسان/أبريل من هذا العام، ولكن سمح له بالاحتفاظ  بدوره الغامض في "مجلس الأمن القومي" السعودي. وبعد ثلاثة أشهر، تحولت الدفة ثانية لصالح الأمير بندر في الرياض، حيث تسلّم دور مبعوث خاص، ومنذ ذلك الحين لوحظت مشاركته في عدة اجتماعات رفيعة المستوى.

تَعتبر المملكة العربية السعودية نفسها زعيمة العالم الإسلامي، وعلى هذا النحو ترى نفسها قائمة في صراع وجودي مع إيران من أجل الهيمنة على هذا العالم. إن الانقسام السني/الشيعي القديم الذي دام قرون، والذي انبعث بصورة خطيرة بعد اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، قد تفاقم من قبل الإسلام السياسي الذي تتبعه جماعة «الإخوان المسلمون»، التي تنظر إلى الملكيات العربية مثل آل سعود بأنها مفارقات تاريخية في أحسن الأحوال ولكن، بشكل خطير، غير إسلامية.

ومن جانبها، يكمن اهتمام واشنطن الرئيسي في المملكة العربية السعودية بالمحافظة على دورها كأكبر مصدّر للنفط في العالم، مع مصالح إضافية تتمثل بالسماح للسعودية باستخدام نفوذها في السوق للحفاظ على استقرار أسعار النفط بحيث لا  تكون عالية جداً. وهذه المقاربة في السياسة - التي دفعت الولايات المتحدة إلى التورط العسكري بعد غزو صدام حسين للكويت عام 1990، وتوضح الالتزامات البحرية والجوية المستمرة في منطقة الخليج، على الرغم من أن السعودية لا تستضيف أي قواعد أمريكية -تتسامح (على الأغلب) في كثير من الأحيان مع السلوك غير العادي من قبل السعوديين في محاولاتهم للحفاظ على ما يعتبرونه كأولويتهم الإسلامية. وبالتأكيد كان ذلك يشمل في الماضي تقديم الدعم للإرهاب. والمثال الفظيع بشكل خاص حول ذلك هو: قيام وزير الدفاع الأمير سلطان ووزير الداخلية الأمير نايف بدفع رشوة لأسامة بن لادن في الفترة بين 1996 إلى 2003 تقريباً، لكي يمتنع تنظيم «القاعدة» عن استهداف المملكة(1).

وحالياً، ينكر السعوديون أي دعم للإرهابيين، بل وجعلوا من القتال في سوريا أو توفير الدعم لمقاتلي المعارضة جريمة جنائية يحاسب عليها مواطنو المملكة. ولكن هذا يتنافى مع عقود من السلوك السعودي، الذي تمثل بإرسال الشباب المتدين للقتال في أفغانستان والشيشان والبوسنة وغيرها. كما أنه ليس الطريقة التي تحدّث بها بندر حول الأوامر التي أصدرها له الملك عبد الله عندما عيّنه رئيساً للمخابرات: فقد ذكر أنه أُنيطت به مسؤولية التخلص من بشار الأسد، واحتواء «حزب الله» في لبنان، وقطع رأس الأفعى (إيران). وللتأكيد على صدق الهدف السعودي في سوريا، قال إنه سيتّبع أوامر رئيسه الملك، حتى لو كان ذلك يعني توظيف "كل شخص حقير جهادي" يمكنه العثور عليه.

هناك حكمة شائعة في دوائر السياسة في واشنطن مفادها أن الدعم السعودي للمقاتلين في سوريا لم يشمل أولئك من أمثال المنخرطين في صفوف تنظيم «القاعدة»، على الرغم من أنه من الواضح جداً أن قطر، جارة المملكة الصغيرة ولكن منافستها الدبلوماسية الكبيرة كانت وما زالت تدعم مقاتلين من ذراع تنظيم «القاعدة» («جبهة النصرة»). وفي الواقع، فإن طيف مقاتلي المعارضة - بدءاً مما قاله الرئيس أوباما عن "المعلمين والصيادلة" [من الثوار المعتدلين الذين يحاربون النظام السوري] وحتى تنظيم «الدولة الإسلامية»، أو «الدولة الإسلامية في العراق وسوريا»، أو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» [«داعش»] (سمّه ما شئت) - مليئاً بوحل من الاختلافات. وهذا قد يفسر سبب رفض الأردن، التي تقع جغرافياً بين السعودية وسوريا، السماح لبندر بإقامة معسكرات تدريبية لمئات، وربما لآلاف، من مقاتلي المعارضة. [فالمتمردين] من أمثال الجهاديين قد يؤثرون على الشباب الأردني الساخط وبالتأكيد سيزعجون الأسد، الذي يمكن أن يدبّر قيام أزمة لاجئين قد تعصف بالأردن. ومن الواضح أن العاهل السعودي الملك عبد الله كان منزعجاً من رفض عمّان إقامة معسكرات تدريب إلى درجة انه قطع جميع المساعدات عن الأردن التي تعاني هذا العام من ضائقة مالية وصلت إلى حد مليار دولار سنوياً.

وعلى الرغم من تكثيف الجهود الدبلوماسية في الأيام الأخيرة، الأمر الذي يشير إلى قيام تحالف ناشئ يشمل السعودية سيقوم بمحاربة مقاتلي «الدولة الإسلامية» في العراق وربما في سوريا، فمن المرجح أن يستمر آل سعود في محاولته إيجاد توازن بين تهديد الجهاديين قاطعي الرؤوس، وتوجيه نكسة استراتيجية لإيران أيضاً من خلال إسقاط النظام في دمشق. فمن وجهة نظر السعودية، إن اجتياح قوات «الدولة الإسلامية» لشمال العراق وغربه ساهم في الإطاحة بنوري المالكي في بغداد، وهو الذي اعتبروه دمية في يد طهران. وعلى الرغم من دعم الرياض الرسمي للحكومة الجديدة في بغداد، فإن الكثير من السعوديين الذين يحتقرون الشيعة ربما يعتبرون أن «الدولة الإسلامية» تقوم بعمل الله.

وكما هو الحال مع تهديد تنظيم «القاعدة» الذي كان ناشئاً في أواخر تسعينيات القرن الماضي، فإن رؤية السعودية حول الحفاظ على الذات في الوقت الحالي (سواء تجاه «الدولة الإسلامية» أو الاحتمال الذي يلوح في الأفق عن قيام إيران نووية) ربما تنطوي على تصرف منافق في السياسة تجاه واشنطن. فمن وجهة نظر السعودية، هناك شعور بالسخط من الحذر الذي يبديه الرئيس أوباما. وبالنسبة لـ آل سعود ودول الخليج الأخرى من المرجح أن يبدو الإعلان عن تعيين الجنرال المتقاعد جون آلن كمبعوث رئاسي لشؤون العراق وسوريا، وتعيين نائباً له من وزارة الخارجية الأمريكية، هو مجرد "وضع أحذية على الأرض" عوضاً عن حتى "نشر قوات محدودة على الأرض". وعلى أقل تقدير، سيكون السعوديون متحفظين في تعاونهم. وفي أسوأ الأحوال سوف يحددون مصالحهم الخاصة بصورة ضيقة دون أن يأبهوا إذا كان ذلك سيضعف مكانة الولايات المتحدة أم لا.

(1)كلا الرجلين قد فارقا الحياة. وقد تم عرض هذا الإدعاء لأول مرة في مقالة نشرتها مجلة "يو إس نيوز أند ورلد ريپورت" في 9 كانون الثاني/يناير 2002، دون تسمية الأميرين. لكنني استطعت تحديدهما وذكرتُهما مرتين في مقالات افتتاحية كتبتها لصحيفة "وول ستريت جورنال". وبالنسبة للمدققين الذين يتساءلون لماذا لم تُنشر هذه التفاصيل في تقرير "لجنة 11 أيلول/سبتمبر"، قد يكون سبب ذلك (إذا استثنينا عدم قراءة موظفي اللجنة صحيفة "وول ستريت جورنال") أن وكالة المخابرات الأجنبية التي تتبعت تحويلات الأموال لم تسمح بنشر المعلومات على الملأ - وهو بروتوكول حتمي في تبادلات وكالات التجسس.

 

مجلس النواب الأميركي يوافق على خطة أوباما لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة

واشنطن – وكالات: حصلت خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتسليح المعارضة السورية المعتدلة على موافقة مجلس النواب الأميركي بانتظار مصادقة مجلس الشيوخ عليها, سعياً لتشديد الضغط على تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). ووافق مجلس النواب ذو الغالبية الجمهورية بسرعة على خطة لإمداد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة بمعدات وتدريب حتى يتمكنوا من قيادة الهجوم البري ضد “داعش” في سورية. وأيد المجلس بغالبية 273 صوتاً ضد 156 صوتاً الخطة التي تنص على تخصيص 500 مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة, والتي أدرجت كتعديل ألحق بمشروع قانون للإنفاق الموقت أقره المجلس في وقت لاحق. ومن المقرر أن يوافق مجلس الشيوخ أيضاً, على هذه الخطة التي تعتبر الشق الأول من الستراتيجية التي أعلنها أوباما الأسبوع الماضي. ويستعد الكونغرس بالتالي لإعطاء أوباما الضوء الأخضر لإطلاق خطة مساعدات للمقاتلين السوريين بعد قرابة أربعة أشهر على تعهده دعم المعارضة خلال كلمة أمام الأكاديمية العسكرية في وست بوينت. وفي وقت لاحق, أشاد أوباما بـ”هذه الخطوة المهمة إلى الأمام” للتصدي لـ”التهديد الذي تمثله المجموعة الإرهابية المعروفة باسم الدولة الاسلامية”. وأضاف أوباما في بيان, “كنت واضحاً عندما طالبت بضرورة السعي وراء ستراتيجية شاملة ودائمة لمكافحة الإرهاب, وأن تحالفاً حزبياً (بين الجمهوريين والديمقراطيين) في المجلس (النواب) سيكون داعما لهذه الستراتيجية”.

وشدد على أن تنفيذ برنامج التدريب والتسليح, سيتم “خارج سورية, وبالاتفاق مع دول في المنطقة (الشرق الأوسط)”. وكان أوباما, أعلن في 10 سبتمبر الجاري, ستراتيجية من أربع بنود لمواجهة “داعش”, أولها تنفيذ غارات جوية ضد عناصر التنظيم أينما كانوا, وثانيها زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل “داعش” والمتمثلة في القوات الكردية والعراقية والمعارضة السورية المعتدلة, وثالثها منع مصادر تمويل التنظيم, ورابعها مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين. وخطة التدريب جزء رئيسي في حملة أوباما “لاضعاف وتدمير” مقاتلي “داعش”, الذين سيطروا على مساحات واسعة في كل من العراق وسورية, وأعلنوا الحرب على الغرب ويسعون لاقامة خلافة في قلب الشرق الاوسط. والتفويض الذي وافق عليه مجلس النواب يستمر فقط حتى 11 ديسمبر المقبل, وهو اليوم الذي ينتهي فيه مشروع قانون الإنفاق.

 

منظمة “بدر” الطائفية… منظمة إرهابية

داود البصري/السياسة

يتصاعد عويل وصراخ عناصر منظمة “بدر” الطائفية التابعة لإيران, والتي يقودها العميد في الحرس الثوري هادي العامري, من إبعاد قائدها عن تولي المناصب, العسكرية والأمنية, الستراتيجية في الحكومة العراقية, كوزارتي الداخلية أو الدفاع, التي قاتل العامري من أجل نيل إحداها رغم الشروط والإشتراطات التي وضعها الجانبان الأميركي والبريطاني على رئيس الحكومة “الدعوي” البريطاني حيدر العبادي لإبعاد عناصر النظام الإيراني المعروفين عن تولي المناصب الأمنية المباشرة, رغم توليهم مناصب وزارية أخرى, إذ أن هناك أربعة وزراء عراقيين آخرين مرتبطين بقيادة الحرس الثوري الإيراني ولكنهم يشرفون على وزارات هامشية لا تمس الأمن الستراتيجي للحلفاء, كوزارة حقوق الإنسان مثلا, فكل شيء تحت موازين المراقبة الدقيقة للحلفاء في العراق, ولا شيء يجري بالصدفة أبدا.

قد تسكت الأطراف الغربية عن بعض الممارسات, لكنها قطعا تسجل كل مايدور, وترسم لسيناريوهات التحرك المستقبلي وتؤسس القواعد الراسخة للعمل الميداني المقبل, فعندما أفرط رئيس الحكومة السابق نوري المالكي في الفساد والإفساد, والاستهتار بأرواح الناس وأرزاقهم, ومارس سياسة تدميرية وإقصائية مخالفة للتوجهات الأميركية رفع الأميركان ال¯”كارت” الأحمر في وجهه رغم استحقاقاته الانتخابية المزعومة التي وفرتها الاصطفافات الطائفية, و تكلف البريطانيون بتحريك عناصرهم الكامنة في حزب “الدعوة” واستدعوا احتياطيهم المضموم ليتحول السيد حيدر العبادي فجأة من نائب رئيس البرلمان الى رئيس للحكومة العراقية, في مخطط غربي ذكي لإعادة إنتاج المشهد العراقي المرتبك بعد ضياع المدن والقصبات بأيدي الجماعات العشائرية الثائرة, أو بأيدي الجماعات الإرهابية ك¯”داعش” وغيره من العصابات التي فرضت منذ العاشر من يونيو الماضي وضعا عراقيا كارثيا, تحول حاليا حربا كونية ضد الإرهاب, لكنه أفرز واقعا مأسويا لصراع طائفي مرير كانت أدواته الأحزاب والعصابات الطائفية التي أدخلت البلد في حرب طائفية حقيرة يقودها خلايا النظام الإيراني وعناصره العاملة في العراق, وأبرزها عصابة “بدر” بقيادة العميد الحرسي هادي العامري, وهي فرع عراقي لحرس الثورة الإيرانية إضافة الى عصابات الصدر (سرايا السلام) و عصابات “العصائب” (الخزعلي) وعصابات البطاط وغيرها من العصابات التي أنعشتها حكومة نوري المالكي البائدة!

اليوم وأمام الاستحقاقات الأميركية والغربية الموضوعة أمام عيون حيدر العبادي يبدو واضحا أن هناك ثمة قرارات بالتخلص من تلك الجماعات, وإنهاء أوضاعها الشاذة, وتقليم أظافر النظام الإيراني في العراق الى حد مرحلة قطع الأصابع ربما, في ظل الوضع الداخلي الإيراني, وقرب حدوث متغيرات كبيرة في طهران على مستوى القيادة العليا, بعد رحيل الولي الفقيه المريض علي خامنئي, والصراع بين جهاز الحرس الثوري والمعتدلين الذين يقودهم ذئب السياسة الإيرانية القديم هاشمي رفسنجاني للهيمنة على مقدرات إيران مستقبلا.

الغرب يعرف تماما متى يضرب ضربته, ومتى يتراجع وينتظر, وفي التصنيف الدولي للإرهاب فإن جماعات مثل “حركة بدر” لا تصنف إلا ضمن الجماعات الإرهابية , ووجودها في حكومة تدعي محاربتها الإرهاب هو وجود شاذ و غير مقبول, وبالتالي فإن التخلص من حالة الاحتقان العراقية التي نشأت منذ الاحتلال عام 2003 لا يمكن الخروج منها من دون نبذ السياسات الطائفية, والسيطرة على السلاح المنتشر في العراق, وحصره بيد الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية فقط, ومحاربة جميع التنظيمات الميليشياوية المسلحة, من مختلف الملل والنحل والطوائف والأعراق, وهي مهمة صعبة جدا, لكنها ليست مستحيلة أبدا.

من دون وضع عصابة “بدر” و عصابة “المختار” و”العصائب” و”حزب الله” على قوائم الإرهاب فلن تنفع كل الإجراءات الترقيعية لحكومة العبادي البريطانية التي ستدخل التاريخ إن تخلت عن طائفيتها, وأثبتت عراقيتها ووطنيتها, ولو تحت جناح الوصاية الغربية.

كل الخيارات ممكنة ومتاحة في العراق لشق طريق التطور, لكن بعد التخلص من الزوائد و الشوائب الإيرانية, وهو ما سيحصل في نهاية المطاف إن صدقت النوايا الغربية في تطهير العراق من فايروسات الطائفية و الهمجية الرثة… نتأمل ونراقب وسنعرف النتائج قريبا.

 

مجلس النواب يقر قانونا لمكافحة الإرهاب للمرة الأولى في تاريخ ليبيا

طرابلس – أ ف ب, الأناضول: أقر مجلس النواب الليبي للمرة الأولى في تاريخ البلاد قانونا لمكافحة الارهاب يعتبر “منظمة ارهابية” أي مجموعة ذات هيكل تنظيمي مؤلفة من ثلاثة أشخاص أو أكثر تكونت لأي مدة وتعمل بقصد ارتكاب “جريمة إرهابية داخل التراب الليبي أو خارجه”. وأوضح قانون مكافحة الإرهاب الذي نشر نصه مجلس النواب عبر موقعه الإلكتروني الرسمي, مساء أول من أمس, أن “كل استخدام للقوة أو العنف أو الترويع بهدف الإخلال الجسيم بالنظام العام أو تعريض سلامة المجتمع أو مصالحه وأمنه للخطر يعد عملاً إرهابيا”.

وأضاف إنه “متى ما كان من شأن هذا الاستخدام إيذاء الأشخاص أو إلقاء الرعب بينهم أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو حقوقهم العامة أو أمنهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بالمواد الطبيعية أو بالآثار أو بالأموال أو المباني أو بالأملاك العامة أو الخاصة أو استغلالها أو الاستيلاء عليها” فإن ذلك ينضوي تحت الأعمال الإرهابية. وعلى غرار قوانين دولية مماثلة, اعتبر القانون أن “الإرهابي هو الشخص الطبيعي الذي يرتكب أو يحاول ارتكاب جريمة إرهابية بأي وسيلة مباشرة أو غير مباشرة أو يشترك في هذه الجريمة أو يساهم في نشاط منظمة إرهابية”. وجاء القانون الذي أقره المجلس في أربعة أبواب و30 مادة بأحكام تصل إلى السجن المؤبد مع ملاحظة عدم الإخلال بالقوانين السارية وبأي عقوبة أشد على الأفعال المجرمة في تلك القوانين والمنصوص عليها في أحكام هذا القانون.

ويعاقب القانون على جملة من الأفعال التي اعتبرها المجلس “إرهابية” من دون أن يخصصها للتطرف الديني, كما يعاقب على الشروع في أي من الجنايات والجنح في جرائم الإرهاب على أن تكون عقوبة الشروع هي العقوبة المقررة للجريمة التامة.

ويعاقب القانون أيضاً على المساهمة في ارتكاب إحدى الجرائم المنصوص عليها فيه بالعقوبة ذاتها المقررة للجريمة التامة حتى لو لم ينتج عليها أثر.

من جهة أخرى, رفض مجلس النواب الليبي (البرلمان), أمس, الحكومة الجديدة لرئيس الوزراء عبدالله الثني الذي اعترفت به المجموعة الدولية, وطلب منه تشكيل حكومة “أزمة” مصغرة.

وقال نائب طلب عدم الكشف عن هويته, إن “النواب اتفقوا على تجديد منح الثقة للثني لتشكيل حكومة أزمة مصغرة تضم ست حقائب للوزارات السيادية, وهي الخارجية والداخلية والدفاع والصحة والتعليم والحكم المحلي لمنح صلاحيات أكبر للمجالس البلدية للمناطق”.

وأضاف إن مجلس النواب صوت لمصلحة حكومة من 10 حقائب بدلاً من 18 حقيبة اقترحها الثني أول من أمس. وكان الثني, رئيس الوزراء المنتهية ولايته, كلف من قبل مجلس النواب مطلع سبتمبر الجاري, تشكيل حكومة جديدة مصغرة, لأن الحكومة السابقة كانت تضم ثلاثين حقيبة. واقترح الثني الاحتفاظ بحقيبة الدفاع وبمنح حقيبة الداخلية إلى عاشور شوايل, الوزير السابق المستقيل في الحكومة السابقة برئاسة علي زيدان (من نوفمبر 2012 إلى مارس 2014), فيما طرح اسم الناشطة في مجال حقوق الانسان فريدة بلقاسم العلاقي وزيرة للخارجية, خلفا لمحمد عبدالعزيز, لتكون أول سيدة ليبية ترشح للمنصب. ميدانياً, تزايدت حدة الاشتباكات ليل أول من أمس, بين قوات اللواء خليفة حفتر والإسلاميين في مدينة بن غازي, إذ استهدفت قوات حفتر بالمدفعية الثقيلة أحياء وسط المدينة يعتقد أن الإسلاميين يتمركزون فيها. وذكر شاهد عيان أن صواريخ عدة استهدفت منطقة الليثي جنوب شرق وسط المدينة, لكنها لم تخلف ضحايا. وأشار شهود عيان إلى أن دوي الانفجارات سمع بشكل قوي في أنحاء متفرقة من المدينة وأن ألسنة الدخان ارتفعت من أماكن عدة.

وفي طرابلس استهدف مسلحون مجهولون ليل أول من أمس, شقيق المرشحة لنيل حقيبة وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية الموقتة فريدة بلقاسم العلاقي ما أدى إلى مقتل مرافقه. وقال مصدر أمني, طلب عدم ذكر اسمه إن “محمد بلقاسم العلاقي نجا من الموت بأعجوبة إثر إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين ترصدوه قرب إحدى المقاهي الواقعة في زاوية الدهماني خلف مقر وزارة الخارجية الليبية في طريق الشط وسط طرابلس”.وأضاف إن “وابل الرصاص الذي صوبه المسلحين نحو العلاقي جانبه وأصاب أحد رفاقه ما أدى إلى مقتله متأثرا بجروحه في مستشفى معيتيقة الواقع شرق طرابلس”.

 

محادثات ثنائية بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي

عواصم – وكالات:أعلنت وزارة الخارجية الاميركية أن ثلاثة مسؤولين بارزين في الوزارة أجروا محادثات ثنائية مع مسؤولين ايرانيين في نيويورك خلال اليومين الماضيين. وذكرت الوزارة, في بيان, مساء أول من أمس, أن نائب وزير الخارجية وليام بيرنز ومساعدة الوزير للشؤون السياسية ويندي شيرمان وكبير مستشاري الوزير جاكوب سوليفان سافروا إلى نيويورك لاجراء مشاورات مع مسؤولين ايرانيين الأربعاء والخميس (أمس وأول من أمس). وقال مسؤول أميركي إن المحادثات تناولت البرنامج النووي الإيراني الذي تعتقد الولايات المتحدة وبعض حلفائها أنه ربما يهدف الى تطوير قنبلة, الأمر الذي تنفيه طهران. وأضاف المسؤول, الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته, إن موضوع المحادثات الثنائية هو “المسألة النووية, في بعض الأحيان تظهر موضوعات أخرى على الهامش لكن ذلك ليس الغرض أو النية مثلما هو الحال دائماً”. في سياق متصل, انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف, أمس, السياسة الأميركية “الخطأ”, مشيراً إلى أن الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة على إيران تحول إلى هدف بالنسبة لواشنطن. واعتبر ظريف في كلمة أمام مركز الأبحاث الأميركي التابع لمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك, نقلتها وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية, أن تسوية الملف النووي الإيراني سهل للغاية إذا كان الهدف الاطمئنان حيال سلمية البرنامج النووي الإيراني. وأوضح أن بلاده بإمكانها أن توجد مثل هذا الاطمئنان من خلال إجراءات الشفافية والعمل على إحداث تغييرات في منشأة أراك للماء الثقيل. وشدد على أن المشكلة هي أن الإدارة الأميركية غارقة في الحظر والكونغرس الأميركي يدعو إلى الإبقاء على هذا الحظر. وأشار إلى ارتفاع عدد أجهزة الطرد المركزي الإيراني إلى 19 ألفا و800 جهاز, لافتا إلى أن هذا الارتفاع جاء نتيجة لهذا الحظر. وشدد ظريف على سلمية البرنامج النووي الإيراني, مذكرا بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت مرارا إلتزام طهران باتفاقية جنيف. من جهة أخرى, كشف استطلاع للرأي, أول من أمس, أن غالبية الايرانيين يؤيدون التوصل إلى اتفاق مع الدول الكبرى بشأن البرنامج النووي لبلادهم. واعتبر نحو 94 في المئة من الايرانيين أن بلادهم تحتاج الى برنامج نووي, فيما شدد 70 في المئة على أنه ينطوي على أغراض سلمية فقط. وأيد نحو 79 في المئة من الإيرانيين اتفاقا مع القوى الكبرى على أن تضمن فيه طهران عدم تصنيعها القنبلة النووية, فيما رفضت غالبية واسعة بعض الشروط التي تفرض على بلادهم مثل إلزام ايران تفكيك نصف أجهزتها للطرد المركزي أو الحد من الأبحاث في المجال النووي. وأظهر الاستطلاع شكوكا كبيرة لدى الايرانيين لجهة وفاء الدول الكبرى بوعودها برفع هذه العقوبات التي تشل الاقتصاد. واعتبر 75 في المئة من المستطلعين ان الولايات المتحدة ستجد أعذارا اخرى لفرض عقوباتها على ايران. وأكد الاستطلاع أن “الايرانيين منقسمون حول فرص نجاح هذه المفاوضات, حيث أكدت غالبية واسعة أنها لن تلوم المسؤولين الايرانيين اذا أخفقت المفاوضات.

وأجرى الاستطلاع مركز ابحاث الرأي العام التابع لجامعة طهران ومركز الدراسات الدولية والامنية في ولاية ميريلاند بشرق الولايات المتحدة, وشمل عينة من 1037 إيرانيا تم التواصل معهم عبر الهاتف بين 11 و17 يوليو الماضي.

 

نظرة على ترشيحات لانتخابات ربما لن تحصل أبناء عموم وبناتهم وآباء وأولادهم وأحفاد...

ايلي الحاج/النهار/19 أيلول 2014

تبين مطالعة لأسماء الـ 514 الذين ترشحوا للانتخابات النيابية التي لن تحصل على الأرجح ظواهر لافتة تستحق التوقف عندها . لماذا يترشح سياسي وابنه مثلا على مقعد في دائرة واحدة؟ النائبان السابقان جبران طوق وسمير عازار ترشحا مع نجليهما ملحم وابرهيم في بشري وجزين. هل هناك شكل أبهى للوراثة السياسية والنيابية ولعقلية استمرار "البيوتات"؟ صحيح أن الشيخ بيار الجميّل ونجله الشيخ أمين كانا نائبين معا عن دائرتين مختلفتين، ولمقعدين - انتقلا الآن إلى ابني العم نديم وسامي الجميّل - في بيروت الأولى والمتن الشمالي. لكن المكتب السياسي الكتائبي شارك تصويتا في اختيار خليفة نائب المتن موريس الجميّل بعد وفاته المفاجئة على المنبر البرلماني عام 1970. لا نزال ضمن العائلة ولكن بتصويت على الأقل. ولو كان مثيرا للجدل في داخل البيت المركزي وخارجه، ومثيراً أيضاً لعتب طويل قد يكون أزاله الزمن عند منير الحاج. الزمن ورئاسته للحزب قبل كريم بقرادوني وبعد جورج سعادة في مرحلة غياب آل الجميّل. الرئاسات والمراكز صابون القلوب في لبنان.

خلفية قد تكون مفيدة: انتزعت ستريدا جعجع النيابة من عمها جبران، الذي كان انتزعها بدوره من بيت أبناء العم الطري طوق . هناك ابن عم آخر ترشح في بشري هو سعيد يوسف طوق. يغفر السياسي كل شيء إلا إزاحته من منصب أو منعه من الوصول إليه. سيغادر ريمون إده لبنان في 1976 والحياة في فرنسا عام 2000 غير ناس كيف حال القطبان المارونيان الآخران كميل شمعون وبيار الجميل دونه ورئاسة الجمهورية كان مستحقا لها ومستأهلاً. فضلا عليه توالياً سليمان فرنجية 1970 والياس سركيس 1976.

تبين الترشيحات أيضاً نية المنافسة بين ابناء عموم آخرين: ابنا الرئيس عمر كرامي وشقيقه السيد معن كرامي، الوزير السابق فيصل والسيد وليد في طرابلس. وعلى غرار حفيدي الزعيم الراحل عبد الحميد كرامي في طرابلس، سيتنافس في المتن الشمالي حفيدا الزعيم جميل لحود، ابنا الرئيس إميل لحود وشقيقه الراحل نصري، واللذان يحملان اسمي والديهما، إميل ونصري لحود "جونيور". قبلهما تنافس على الزعامة في بعبدات والمتن الرئيس لحود وابن عمه الأبعد، النائب نسيب لحود. من عائلة المرّ لم يترشح هذه المرة سوى "دولة الرئيس" ميشال المر. في عمشيت ترشح لمقعد جبيل مجددا النائب وليد نجيب الخوري ولم يترشح ابن عمه النائب السابق ناظم شهيد الخوري.

في البقاع الغربي، وعلى غرار طوق وعازار، ترشح الوزير السابق عبد الرحيم مراد ونجله السيد حسن. مثلهما في جزين النائب السابق سمير عازار وابنه ابرهيم. لماذا يترشح سياسي وابنه معاً؟ أو منصور غانم البون وزوجته السيدة سيلفانا، النائب نقولا فتوش وشقيقه موسى في زحلة، وهم على وفاق وود؟ الانتخابات هذه إذا تخيلناها حاصلة فعلاً ستتميز بالفوز الواسع بالتزكية في شكل لا سابق له إلا في ظل المقاطعة الكبرى لانتخابات سنة 1992. فيعود نواب النبطية وبنت جبيل الشيعة إلى البرلمان بلا معركة وكفى الله المؤمنين شر القتال. يتقدمهم كبير السن في المجلس النائب عبد اللطيف يوسف بك الزين النائب بلا انقطاع عن المنطقة منذ 1960 وقبله والده مدى نحو ربع قرن. مثلهم يعود الرئيس نبيه بري والنائبان ميشال موسى وعلي عسيران في دائرة قرى صيدا . ونائب الشوف نعمة طعمة الذي لم يقدم أحد على منافسته على المقعد الكاثوليكي، وأيضا المرشحان الأرمنيان في المتن الشمالي، أغوب بقرادونيان ويغيشه أندونيان.

ولكن مهلاً. الكتائب و"القوات" حزبان خرجا من بيت واحد، (نيَّال البيت...) شقيقان أو أولاد عم إذا بعدت القرابة، وثمة ما يثير الريبة في ترشيحاتهما في طرابلس والبترون. ليس أمراً عابراً أن يترشح الأمين العام للكتائب ميشال خوري، ابن شكا في البترون، وأن يكرر نائب طرابلس، ابن شبطين وسط البترون تقديم ترشيحه للمقعد الماروني في طرابلس، حيث يزاحمه هناك أيضاً مرشح من الحزب الشقيق. النائب الماروني وهناك في عاصمة الشمال لا أسهل من فوزه بأصوات اللائحة الأقوى عند أهل المدينة السنة. فضّل ابن الدكتور جورج سعادة المقعد المضمون في انتخابات غير مضمونة على المنافسة في دائرته الأصلية، على رغم أن ابن عمه تخلى عن مزاحمته.

يلفت في بعبدا ترشيح السيدة ترايسي شمعون، هل يتبناه الجنرال ميشال عون نكاية بخصومه إذا رشحوا أحد الذين خرجوا من تياره وعليه؟ ابتعدت ترايسي عن الشوف عرين آل شمعون. وهناك ترشح عمها دوري رئيس الأحرار وليس ابن عمها كميل المطلّ على السياسة والحزب. أما عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده فلا ابن عم له ينافسه لكنه تقزز من الانتخابات على الطريقة اللبنانية بعدما رأى بعينيه وحواسه أشد مظاهرها فجاجة في كسروان - الفتوح. برافو عميد! لا يتفوّق عليه إلا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: لا أنا ولا ابني ولا أحد من عائلتي. "أوعا"!

 

لا تمرير لنفط "داعش" عبر لبنان المسح الأمني الأوّلي يدحض معلومات كيري

خليل فليحان/النهار

19 أيلول 2014

لم يكن ينقص لبنان إلا أن يتهمه وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن "داعش" يمرّر النفط الذي وضع يده عليه عبر أراضيه. ويسارع المسؤول الاميركي الى ان ثمة احتمالاً من اثنين، لبنان او تركيا، ويرى ان تلك هي المادة التي يستمد منها قوته المالية. كلام كيري لم يكن رداً على سؤال صحافي، بل جاء في سياق شهادة أدلى بها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي أول من أمس الاربعاء. واللافت انه رد على سؤال لأحد الشيوخ عن ان لبنان كما تركيا يتعاون مع بلاده من أجل وقف تهريب نفط "داعش". ورجحت مصادر ديبلوماسية ان يكون كيري أثار هذا الموضوع مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل يوم الاثنين الماضي خلال لقاء جمعهما على هامش مؤتمر "الأمن والاستقرار في العراق" الذي كان قد دعا اليه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وعقد في مقر وزارة الخارجية الفرنسية على مستوى وزراء الخارجية. وافاد مصدر امني "النهار" ان ثمة متابعة للتدقيق في صحة ما ادعاه كيري لمنع تهريب نفط "داعش". وفي الاستقصاءات الأولية، وخلال المسح السريع للطرق التي يمكن ان يسلكها مثل هذا النفط، لم يتبين ان المعلومة الأميركية صحيحة حتى الآن. وانتقد مصدر حكومي الاحتمال الذي ساقه كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، لأنه غير مثبت، ويزيد الضغط على لبنان الذي يكفيه ما يعاني من هذا التنظيم الذي شارك في الهجوم على مراكز للجيش في عرسال وجرودها، الى جانب "جبهة النصرة"، وأدى الى شهداء من الضباط والعسكريين وخطف عسكريين من الجيش وقوى الامن الداخلي بقي منهم 26 جندياً بعد الافراج عن آخرين. وأشار الى أنه فات كيري أن لبنان شريك في اجتماعي جدة وباريس لمكافحة هذا التنظيم الارهابي، وانه موقّع البيان الختامي، وان الخبراء العسكريين الذين يشرفون على برنامج تسليح الجيش وتدريبه قدروا عالياً المعركة التي خاضها ضد "داعش" و"النصرة"، متسائلاً كيف له ان يسمح بتمرير النفط في أراضيه، ولا سيما أن الجيش عزل عرسال عن جردها؟ ومن أي طريق او خط يمكن التنظيم تمرير النفط؟ والى أي بلد؟

ومما يزيد القلق، أن "داعش" و"جبهة النصرة" تضغطان على الحكومة وتخيفان في الوقت نفسه ذوي المخطوفين من العسكريين بالقول ان صبرهما قد نفد، لأن الحكومة لا تتجاوب مع شروطهما الكثيرة، ومعظمها غير مقبول، فيما تلوح "النصرة" بذبح جندي ثالث في حال عدم تلبية مطالبها. وسأل من هي الجهات التي تحيك المكائد للبنان وتسعى من حين الى آخر، تارة الى سورنته وأخرى الى عرقنته، لكن حكمة قادته وسهر الجيش على الاستقرار الامني يتغلبان على النيات السيئة التي يبيّتها هذا التنظيم.

وأعرب عن دهشته للحالة التي وصلت اليها الأمور من جراء ما يحاول "داعش" فرضه للافراج عن سجناء في روميه، علماً ان التنظيم متهم بقتل عسكريين في معركة نهر البارد وفي حوادث أخرى.

ومما يزيد القلق، تهديد "داعش" وفق بعض التقارير الامنية، بتعبئة يلجأ اليها ناشطون في عدد من المناطق، ولا سيما الحدودية منها الملاصقة لسوريا.

 

إشكالية موقع الرئاسة والتمديد للمجلس الشغور الطويل الأمد يرفع منسوب القلق

روزانا بومنصف/النهار

19 أيلول 2014

تخلت غالبية السياسيين في لبنان عن تحديد مواعيد مفترضة او مرتقبة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وسقطت الاستحقاقات الخارجية التي ربطت بها هذه الانتخابات واحدة تلو الاخرى من انتخاب بشار الاسد او انتظار نتائج المفاوضات الغربية مع ايران، والتي كان يفترض ان تؤدي الى نتائج في 20 تموز المنصرم، او انتظار لقاء ايراني – سعودي ما. ويكاد يسقط في الاسابيع القليلة المقبلة الاستحقاق الداخلي المتمثل بالانتخابات النيابية وربط اجراء الانتخابات الرئاسية بها مع التمديد المرتقب لمجلس النواب على رغم همروجة المزايدات الرافضة للتمديد او المطالبة باجراء الانتخابات. وهناك استحقاقات جديدة يربط اللبنانيون انتخاب رئيس جديد للجمهورية بها على غرار اقتراب الموعد النهائي للتوصل الى اتفاق بين ايران والدول الخمس الكبرى زائد المانيا حول ملفها النووي في 24 تشرين الثاني المقبل والذي استؤنفت في شأنه المفاوضات في نيويورك قبل يومين. والواقع أن المواعيد قد سقطت في الواقع بعد انفتاح اولي ومبدئي في العلاقات الايرانية - السعودية لم يفض الى أي نتيجة، اقله بالنسبة الى لبنان. اذ تجمع كل الاوساط السياسية من مختلف الاتجاهات على ان لبنان ليس من ضمن اهتمامات الدول في ظل أولويات فرضت نفسها وغدت أكثر إلحاحا، لكن هذه الاوساط تسلم في الوقت نفسه بالعجز عن التقدم في موضوع انتخابات الرئاسة، ولا تملك أي فكرة عما يمكن ان يحفز عودة البحث في الانتخابات بعد سقوط المبادرة تلو الاخرى، وآخرها مبادرة قوى 14 آذار التي اطاحها اصرار العماد عون على أحقيته في الرئاسة، وتاليا عدم تراجعه حتى الآن على الاقل. الكل يدور في حلقة مفرغة. وتبعا لذلك فقد معظم السياسيون في لبنان بوصلة تحديد موعد تقريبي او محتمل لاجراء الانتخابات، على رغم آمال لا تزال تحدو البعض بان لا تتجاوز فترة الشغور في موقع الرئاسة الاولى تلك التي تلت مغادرة الرئيس اميل لحود في ولايته الممددة قصر بعبدا، وانتخاب الرئيس ميشال سليمان، أي ستة اشهر وثلاثة ايام، نظرا الى الاعتقاد ان ذلك سيزيد نسبة المخاوف التي اطلقها، ولا يزال، الشغور في موقع الرئاسة الاولى. اذ ان فترة العامين من الشغور بعد انتهاء ولاية الرئيس امين الجميل وقبل انتخاب خلفه الراحل الرئيس رينه معوض، والتي شغلها العماد ميشال عون في رئاسة الحكومة العسكرية، كانت مختلفة. فالشغور في موقع الرئاسة الاولى، خصوصا متى طال أمده، يبدأ باثارة المخاوف الكبيرة. ومع ان هذا الشغور تنبأت به مصادر ديبلوماسية غربية مؤثرة، او توقعته قبل اشهر قليلة من انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان انطلاقا من انه لن يكون غريبا في موقع رئاسة الجمهورية، بما يثير الهلع مثلا كما لو انه يحدث للمرة الاولى، ويعني ان انعكاساته يمكن ان تكون تحت السيطرة، فان غياب اي افق محتمل لانتهائه على وقع استحقاقات وهمية او واقعية بدأ يغدو مقلقا بالنسبة الى كثر.

فبالاستناد الى ما يتفق عليه الجميع مثلا من اخطار كبيرة تحدق بلبنان على وقع التطورات في المنطقة وغموض اتجاهاتها ونتائجها، يبرز في شكل خاص موقف الرئيس سعد الحريري وكتلة "المستقبل" ان لا استحقاق نيابيا يسبق الانتخابات الرئاسية، ولو أدى ذلك الى التمديد لمجلس النواب. وهناك موقف مماثل للنائب وليد جنبلاط وكذلك للرئيس نبيه بري. اما التركيز بالنسبة الى بعض المراقبين على موقف الحريري وكتلته، فسببه انه يعكس اصرارا على طمأنة الشريك المسيحي الى ان اي تطورات في المنطقة لن تساهم في تغيير الاولويات او ما قد يفهم منه التأثير في التوازنات المحلية. وهو موقف يدأب على تكراره بالاصرار على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وفي حين يظهر الافرقاء المسيحيون اكثر اطمئنانا الى ان صراعهم على موقع الرئاسة يجري كما لو ان كل شيء طبيعي وبديهي عند هذا الحد، فان مواقف شركائهم من الطوائف الاخرى تشكل ضماناً الى حد كبير، بحيث تساهم في شكل خاص في حماية التركيبة السياسية اللبنانية وعزلها ما امكن عن تداعيات التطورات المتلاحقة في المنطقة. لكن في نهاية الامر ثمة من يسأل، على رغم ان موقع الرئاسة لجميع اللبنانيين، لماذا على الطوائف الاخرى ان تأبه اكثر مما يأبه له الافرقاء المسيحيون؟

فالتمديد لمجلس النواب يحظى بموافقة معلنة او صامتة من الجميع بدليل عدم الاعتراض مثلا بالحد الذي يمكن ان يعرقله، او الى درجة الاستقالة، وتالياً فإن فرض اجراء الانتخابات على رغم صعوبة اجرائها واقعيا، يثير اشكالية كبيرة قانونية ودستورية تتصل بقدرة النواب ورغبتهم في التمديد لأنفسهم بمن فيهم هؤلاء المعترضون ظاهريا على التمديد، في حين انهم لا يملكون القدرة او الرغبة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية يفقد شغور موقعه المسيحيين أبرز مقومات قوتهم في السلطة، وذلك على رغم مسؤولية بعض الافرقاء المسيحيين في عرقلة الانتخابات في شقها الداخلي على الاقل، او تشكيلهم واجهة للعرقلة الخارجية. وهذه خسارة معنوية ومادية كبيرة للمسيحيين. كما انه ليس واضحا او ثابتا او نهائيا ان ضمانات غالبية الافرقاء الداخليين بعدم العبث بالتركيبة الداخلية لن تطيحها خرائط جديدة طائفية او مذهبية او إتنية قد ترتسم في المنطقة على وقع ما يشبه الزلزال الذي يضربها. وهذه هي المخاطرة الكبيرة التي يعتقد ان الافرقاء المسيحيين المعنيين ولا سيما من يعرقل منهم الانتخابات لا يولونها الاهمية التي تستحق.

 

الإرهاب والنووي «نجما» الجمعية العامة للأمم المتحدة

ثريا شاهين/المستقبل

تتّجه الأنظار الداخلية والدولية إلى انعقاد الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي ستفتتح أعمالها رسمياً في 24 أيلول الجاري في مقرّها في نيويورك. والدورة ستكون محطة مهمّة أمام قادة الدول ورؤساء حكوماتها ووزراء خارجياتها لإجراء مشاورات تتناول التطوّرات في العالم والمنطقة وفي مقدّمها العمل لمكافحة الإرهاب. ويبدو واضحاً انّ الرئاسة الأميركية لمجلس الأمن لهذا الشهر ستكون لها تأثيراتها في مسار الحركة الديبلوماسية الدولية، حيث سيعقد المجلس في اليوم التالي من الافتتاح، أي في 25 الجاري، جلسة مخصّصة للبحث في مكافحة الإرهاب كما سينعقد اليوم الجمعة لهذه الغاية. إنّما التأثير البالغ لهذه الرئاسة في العمل لاستصدار قرار جديد لا سيما حول سوريا أو الإرهاب، دونه تساؤلات، لأنّ الأمر مرتبط بالموقف الروسي، ومدى سير موسكو بأي توجّهات أميركية. وإذا تمكنت الرئاسة الأميركية من جعل الروس يصوّتون على أي قرار تريده واشنطن، يعني أنّ مساراً معيناً قد تغيّر، وهذا غير واضح أو مؤكد.

أولاً على الصعيد اللبناني، سيرأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الوفد اللبناني إلى نيويورك حيث يمثّل لبنان في افتتاح أعمال الدورة. وسيلقي في 26 الجاري كلمة لبنان التي ستركّز على مكافحة الإرهاب وعلى ضرورة مساندة الجيش اللبناني للقيام بواجباته في هذا المجال، فضلاً عن دعم لبنان لقرارات الشرعيّة الدولية وتطلّعه إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت.

وفي 26 أيلول ايضاً ستنعقد المجموعة الدولية الداعمة للبنان، في حضور سلام، حيث ستؤكد دعمها الكامل لأربعة عناوين رئيسة كانت في صلب مهمّتها العام الماضي حين تأسست، وهي: دعم الاستقرار اللبناني، دعم الجيش، ومساعدة لبنان لمواجهة أعباء السوريين الموجودين قسراً على أراضيه، ودعم الاقتصاد اللبناني، ويشكل انعقادها فرصة أمام لبنان للمطالبة بتفعيله نظراً إلى دقّة الوضع والحاجة إلى دعمها بالكامل وفي شتّى المجالات، وستكون للرئيس سلام لقاءات على هامش أعمال الدورة مع قادة الدول، في مقدّمها لقاءات أميركية.

والأزمات في المنطقة ستأتي في طليعة المباحثات الدولية في نيويورك وفي الخطابات الرسمية. فهناك الوضع العراقي، لا سيما بعد انعقاد المؤتمر الدولي حول العراق في باريس الاثنين الماضي، والدعم الدولي للحكومة ولمحاربة «داعش» ودعم العراق استقراراً واقتصاداً. وسيتم إقناع السنّة في العراق، فضلاً عن الأكراد، لمحاربة هذا التنظيم، وكذلك المعارضة السورية المعتدلة، من أجل محاربته على الأرض، على أن تكون الحرب الدولية عليه من الجو وبواسطة مستشارين على الأرض. وهناك اعتقاد دولي راسخ، وفقاً لمصادر ديبلوماسية، بأنّ في مقدور الدول القضاء عليه، لكن يلزم وقت لذلك، لأنّ المسألة ليست سهلة، نظراً إلى قدراته العسكرية والتمويلية. ومن الآن لغاية انعقاد أعمال الدورة سيكون مسار محاربته أوضح مع الضربات الجوّية والحظر المالي الدولي وفق القرار 2170.

الملف النووي الإيراني سيكون في صلب الاهتمامات الدولية في نيويورك، وبسبب وجود وزراء خارجية مجموعة الـ5+1 ووزير الخارجية الإيراني هناك، ينتظر بحسب المصادر، أن يكون هناك قرار حاسم من إيران حول ما إذا كانت ستقدّم تنازلات في المسألة أم لا. إنّه قرار سياسي إيراني كبير القبول برفع كامل للعقوبات الدولية مقابل التخلي الآن ومستقبلاً عن البرنامج النووي وعن أيّة امكانية لامتلاك القنبلة النووية في وقت لاحق. ولعل المناسبة فرصة لإنهاء الموضوع، مع أنّه لا يزال هناك وقت لانتهاء التفاوض حتى 24 تشرين الثاني المقبل.

الموضوع السوري سيحتل بدوره أهمية كبيرة في النقاشات الدولية. في هذه المرحلة لا يتوقّع حصول اختراق في حلّ الأزمة السورية على المدى القريب، نظراً إلى عاملَين أساسيين، هما: الأولوية لحل مسألة «داعش»، ثم لحصول تغييرات مختلفة على الأرض.

«داعش» دخلت على خط الأزمة السورية، والمجتمع الدولي غير راغب في ترتيب علاقته بالنظام، والمعارضة المعتدلة غير قادرة على الحسم على الأرض. الموفد الدولي لحل الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا بدأ جولة له في المنطقة بزيارة سوريا، لكنه، وفق المصادر، لم يقدّم أفكاراً جديدة، إلاّ أنّه سيقصد نيويورك خلال افتتاح الدورة، وسيوضح ما الذي استنتجه من جولته. الآن يسعى إلى بناء علاقات جيّدة مع كل الأفرقاء السوريين، ومن ثم يضع خطة، لكن الوضع السوري لا يزال مقفلاً أمام الحل.

الوضع الفلسطيني سيأخذ حيزاً كبيراً في النقاشات الدولية حيث يبرز المسعى العربي للضغط الدولي على إسرائيل للعودة إلى طاولة التفاوض السلمي. كذلك هناك الوضع في اوكرانيا، فضلاً عن الوضع في ليبيا، وانتشار مرض «ايبولا».

 

الخليج: «داعش» مقابل إيران!

راغدة درغام/الحياة

الحديث الخليجي – الخليجي حول التحديات التي يشكلها تنظيم «داعش» والتحالفات التي تُصاغ لتدميره، يشير إلى تفاوت ملفت بين مواقف القيادات الرسمية وبين مشاعر القاعدة الشعبية. هناك انفصام يطوّق ما يريده الخليجيون من الولايات المتحدة، وهم يتشاجرون حول ما تريده واشنطن منهم. الملفت – والصحي بالتأكيد – هو الصراحة المفاجئة في التعبير عن الاختلافات الجذرية على نسق تصنيف حكومات خليجية تهديدَ «داعش» بأنه «تهديد لنا في شكل وجودي» وبين تعاطف نسبة شعبية عالية مع «داعش» ودوافعه واعتباره ضرورياً في موازين القوى وموازين الرعب. جزء من الخليجيين يقول إن الإسلام بريء من «داعش» ولا علاقة لـ «داعش» بالإسلام. جزء آخر يعتبره الإسلام النقي الذي تحدث عن المسيحيين بلغة إما يُسلِمون أو يُقتلون أو يُهجَّرون، وبالتالي، لا ينظر هذا الجزء من المجتمع الخليجي إلى «داعش» وممارساته من منظار الإرهاب – وهذا أكثر شيوعاً في المجتمع السعودي مما هو في المجتمعات الخليجية الأخرى. العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أوضح أن الأولوية يجب أن تكون لمحاربة الإرهاب إذا أتى على أيادي «داعش» أو غيره ممن يشابهه. في المقابل يوجد شطر مهم من المجتمع السعودي – بما فيه داخل مؤسسات – ينفض صفة الإرهاب عن «داعش» ويعتبره أداة ضرورية في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وطموحاتها الإقليمية، بالذات الحرب في سورية – ووسيلة عقابية انتقامية من إقصاء الشيعة السُنّةَ في العراق. هذا السباق بين المبدأين والمسارين ينعكس بصورة مباشرة على تقويم الرئيس باراك أوباما وغاياته من حربه المعلنة على «داعش» وسط افتقاد الثقة بأوباما والتشكيك المستمر في ما إذا كان عزمه جدياً هذه المرة أو جاهزاً للتراجع.

لعل الجميع في منطقة الخليج والشرق الأوسط وفي العواصم الغربية والشرقية يعض أصابعه قلقاً من وطأة «داعش» عليه بصورة أو بأخرى. فتهديدات «داعش» شمولية فيما حكومات كثير من الدول تتمسك بسياسات انتقائية. كثير من صنّاع القرارات يكابر أو يغامر وسط انقسامات سياسية جذرية. إنما لن يكون في الإمكان شن حرب جدية ضد «داعش» عبر عمليات عسكرية حصراً لأن الشق السياسي هو وحده القادر على الحشد الضروري للتعبئة الشعبية ضد «داعش». وهذا يتطلب سياسات جديدة نوعياً لجميع الدول المعنية من واشنطن إلى موسكو إلى بكين إلى طهران، إلى العواصم الخليجية ثم العراق وسورية. الأسبوع المقبل، وفي مجلس الأمن سيترأس الرئيس باراك أوباما جلسة تركز جزئياً على المقاتلين الأجانب في سورية.

ظاهرياً، وكخطوة أولى، سيكون المتطوعون في صفوف «داعش» و «جبهة النصرة» وما يشابهمها في الطليعة وستتوجه الأنظار إلى المقاتلين الغربيين في صفوف الإرهاب التي في سورية.

لكن في ذهن الإدارة  الأميركية، حسب ما أكد وزير الأمن الوطني الأميركي جيه جونسون أمام «مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك، ان «حزب الله» هو أيضاً فيه المقاتلين الأجانب. وليس مستبعداً أن يكون في ذهن هذه الدائرة عناصر في «الحرس الثوري» الإيراني التي تعمل في سورية. لن يتمكن الرئيس أوباما من استصدار قرار من مجلس الأمن يعطيه صلاحية توجيه ضربات عسكرية ضد «داعش» داخل سورية، لأن روسيا والصين تريدان بشار الأسد وإيران عضوان في التحالف ضد "داعش"، وتقولا أن بلا صلاحية في الحكومة السورية فإن هذا انتهاك للسيادة. كلاهما استخدم الفيتو المزدوجة تكراراً، وهو جاهز لها مجدداً.

سفير الصين لدى المملكة العربية السعودية لي تشنغ ون تمسك بمبدأ السيادة فوق كل اعتبار حتى وإن أدى استثناء الأسد عن التحالف إلى عدم توجيه أية ضربة عسكرية ضد «داعش» وغيرها من المنظمات التي تخشى امتداد عقيدتها إلى المسلمين في الصين وعددهم 20 مليوناً. ماذا سيفعل باراك أوباما؟ هذا السؤال الذي يطرحه الجميع. ماذا سيفعل في العراق؟ وماذا سيفعل في سورية؟  ماذا لديه إزاء الممانعة الروسية الإيرانية؟ كيف سـيشن حرباً تحتاج سنّة العراق جندياً فيها.

 يطالب بالوضوح «قبل» وليس «بعد» العمل العسكري؟ وكيف سيطمئن شركاءه في التحالف بأنه حقاً جدياً في سورية؟

 قد يقرر الرئيس الأميركي أن هذه ليست حربه في نهاية المطاف والأفضل له العودة إلى بلاده لتحصينها ، فالإرهاب آتٍ إليه ويدع «داعش» يعصف بالجميع حوله لينتحر أو يُنحر في النهاية. فهذا لربما ما يختاره إذا بدا واضحاً له هذه «حرب أوباما» بلا جميل بل بمكابرة من جميع الذين يريدون له أن يقوم بحروبهم بالنيابة. المكابرة والمزايدة ما زالتا سيدتي الساحة ليس فقط لدى إيران وروسيا اللتين تملكان مفاتيح الحلول السياسية في سورية وتمتلكان أيضاً إرث انهيارها إلى الحضيض. فالبعض في العراق أيضاً ينطلق من المكابرة والمزايدة وهو يلوّح بـ «داعش» راية انتصار له ويطالب بثمن تخليه عنه. فكثير من سُنّة العراق وسُنّة الخليج يعتبر «داعش» الرصاصة في بندقيته الموجّهة صوب التطرف الشيعي لرد الاعتبار. وهو ليس مستعداً للتنديد بـ «داعش» أو للالتحاق بالمعركة ضده لأنه الرصاصة التي تضمن استعادة حقوقه المنقوصة. وطالما ليس لديه ضمانات باستعادة المكانة وإيقاف الإقصاء قطعاً، سيكابر حتى لو كان في المكابرة مغامرة.

يعرف هذا البعض أن الحرب الأميركية على «داعش» تحتاجه قطعاً جندياً على الأرض فيها وهو ليس مستعداً أبداً لهذه الحرب إذا كانت أهدافها غامضة أو رمادية أو غائمة أو بلا استراتيجية جديّة. يقول إنه غُدِر على الأيادي الأميركية في السابق أكثر من مرة، آخرها بعدما انتفضت القبائل العراقية في «صحوات» ضد «القاعدة» ثم وجدت نفسها ضحية الإقصاء والاستفزاز والتحقير على أيادي حكومة نوري المالكي الطائفية المدعومة إيرانياً والمباركة أميركياً. فطعم الغدر والخيانة تحت لسان هذا البعض وهو يخشى السيرة والتركة الأميركية المعهودة وقوامها الاستغناء عن الشركاء بعد إتمام الحاجة. هذا الأسبوع، عُقِد في الرياض مؤتمر استثنائي تميّز بالمصارحة العلنية وطرح التحديات بشفافية أقامه «معهد الدراسات الديبلوماسية» التابع لوزارة الخارجية السعودية ويرأسه الدكتور عبدالكريم بن حمود الدخيل و «مركز الخليج للأبحاث» الذي يترأسه الدكتور عبدالعزيز بن صقر. تحدثت في المؤتمر نخبة سياسية وأكاديمية وتخلله جلسات خاصة طافت فيها الصراحة وبدا واضحاً التباين في المواقف الخليجية من التحالف الذي يُصنَع ضد «داعش» ودور الولايات المتحدة فيه.

أحد المشاركين السعوديين قال في الجلسة الخاصة، إن هذه معركة أميركية أخرى لمصلحة الشيعة وطالب الرئيس الأميركي بعدم استخدام السُنَّة ذخيرة فيها، وقال: «خذ تحالفك وارحل، ولا تدّعي أن المعركة ضد داعش من أجلنا ولمصلحتنا. ارحل».

«لا يمكن السُنَّة أن يقدموا دماءهم مجاناً» – أعلن عضو مجلس النواب – أمين عام مجتمع المستقبل الوطني العراقي الدكتور ظافر بن ناظم العاني من المنصة من أجل «ترسيخ سلطة طائفية جديدة». تحدث عن «الإذلال الطائفي» و «اجتثاث السُنَّة» وقال إن «الحرس الثوري الإيراني ليس أقل سوءاً من داعش». في الوقت نفسه تحدث عن «أمل ملموس» عبر حكومة حيدر العبادي بعد إزاحة نوري المالكي وقال إن «دحر الإرهاب مهم لنا، إنما لمصلحة مَن؟»، وشدد على ضرورة «إحساس العرب السُنّة بمواطنتهم» وشدّد على أنه «لا بد من أن يرى العرب السُنَّة أن التغيير بدأ فعلاً»، إذا كان لهم أن يشاركوا في الحرب الدولية على الإرهاب» التي «لا يمكن كسبها إلا عبر كسب المحليين على الأرض». فـ «المقاتلون الحقيقيون لدحر الإرهاب هم العرب السُنَّة».

العاني نقل من حيدر العبادي رسالة إلى المؤتمر في الرياض، وإلى المملكة العربية السعودية تحديداً وهي: الرجاء من السعودية طي صفحة الماضي. أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف راشد الزياني قال إنه لا بد من «إيجاد صيغة لإدارة العلاقات مع إيران» – وكان يتحدث عن العراق خصيصاً. قال إن المسؤولية «جماعية» وإنه من «الضرورة وجود استراتيجية شاملة تشمل الأطراف كافة والمجالات كافة والبنى الزمنية كافة» الآنية واللاحقة «ولا بد من التنسيق والتواصل» بين الجميع.

القيادات إذاً، تحاول احتواء المشاعر المتطرّفة واستباقها، وهي تشدد على إيجاد وسائل التفاهم، وليس المواجهة عبر الرصاصة «الداعشية» في بندقية رد الاعتبار. تدرك القـــــيادات الخـــليجية أن «داعش» وحش سلطة يتمتع ببـــيئة حاضــنة جاهـــزة للانتــقام حتى وهي تطبّق المثل الــقائل إنها «تقـــطع أنفها انتقاماً من وجهها». فـ «داعش» يريد تدمـــير الدول لإقـــامة دولته عبر الحدود. وهذا حاضر جداً في أذهان الحكومات الخلــيجية التي قررت أن الوقت حان لها لأخذ هذا التهديد على محمل الجد، وأن تضع أولوية مكافحة الإرهاب على حساب أولوية الانتقام لرد الاعتبار. الجميع يدرك ويعترف بأن «داعش» غيَّر المعادلات مع إيران على الأرض عراقياً، وأن «داعش» هو الكفة الأخرى في ميزان الرعب في سورية يبطش مقابل البطش ويغير موازين القوى على الأرض. لكن البعض يدرك أنه سيرتد على الكل. قد يشكّل «داعش» الخطر الأكبر على إيران في الموازين الطائفية السنّية – الشيعية، لكنه حتى لو حطّم طموحات الهيمنة الإيرانية الإقليمية وتوغلها في الأراضي العربية، فإن المستقبل العربي لن يكون بخير في ظلاله لأن هوية «داعش» إقصائية وتدميرية وطائفية وهمجية.

وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية، الدكتور أنور محمد قرقاش، قال إن «الإسلام السياسي المتطرف تحدٍّ رئيسي يشل مسيرة المنطقة نحو التقدم».

 

أوراق موسكو وطهران ضد التحالف الدولي

وليد شقير/الحياة

يدور اللغط لدى المحللين حول الانعكاسات السلبية لاستبعاد كل من روسيا وإيران عن التحالف الدولي لضرب «داعش» في العراق وسورية، لا سيما الأخيرة. فالتقديرات في شأن ما يسمى «ثغرة» استبعادهما في هذه الحرب، تبدأ من توقع أن تلجأ موسكو وطهران إلى سياسة متشددة في الإقليم إزاء ما يعنيه هذا الاستبعاد من تجاهل لأوراقهما الكثيرة في المنطقة، ولاستضعاف كل منهما، الأولى نتيجة وقوعها في فخ التدخل في أوكرانيا وما استجلبه من عقوبات غربية عليها، والثانية نظراً إلى فشلها في إدارة الوضع في العراق، الذي قاد إلى احتلال «داعش» مناطق قطعت طريق التواصل بين مكونين أساسيين مما يسمى هلال النفوذ الإيراني، أي بين العراق وسورية، وهو ما أوجب عليها تقديم تنازلات لمصلحة مقدار من الشراكة في الحكم ببلاد الرافدين.

لكن التعمق بطريقة تشكيل التحالف الدولي وتوزيع الأدوار بين دوله في الحرب على «داعش» يستدعي الملاحظة أن هذا الاستبعاد يتناول خطة ضرب «داعش» في سورية ولا يشمل العراق، حيث هناك تقاطع دولي على تنفيذ المهمة مهما اختلفت الأساليب أو ارتفع صوتا كل من موسكو وطهران ضد خطة ضرب «داعش» من دون صدور قرار عن مجلس الأمن أو من دون التنسيق المباشر مع كل منهما. فروسيا ليس لديها ما تخسره إذا نُفذت خطة طرد «داعش» من المناطق التي احتلتها شمال العراق، بل إن موسكو نصف شريك في ذلك، طالما أن واشنطن تقوم بهذا العمل بناء على طلب الحكومة العراقية، وتستند إلى القرار الدولي 2170. وإيران تتشارك مع أميركا ودول الغرب في تسليح «البيشمركة»، وفي إعادة تأهيـــل الجــــيش العراقي لتنـــفيذ المهمة، ولو أنها تطمح إلى استيعاب الخسارة التي تعرضـــت لها بفعل اضــطرارها للتخلي عن نوري المالكي لمصلحة بداية شراكة جديدة في حكم بغداد فتحت الباب على عودة الشراكة العربية في العراق بدل التفرد الإيراني. يمكن القول إن هناك نصف استبعاد لموسكو وطهران في الحرب على «داعش»، فاعتراضهما يتناول خطة ضرب «داعش» في سورية، لاستبعادها التعاون مع النظام السوري أسوة بالتعاون مع «نظام» بغداد. وإذا كانتا تملكان أوراقاً في وجه هذا الاستبعاد، فهي تبدأ بمواصلة دعمهما بشار الأسد وقواته، لكنهما لن تتخطيا الذروة التي بلغها هذا الدعم حتى الآن والذي لم يفلح سوى بالحؤول دون سقوطه، ولم ينجح في انتزاع الاعتراف به. أما الأوراق الأخرى، فهي الرد بالتصعيد الحاصل في اليمن والذي تجد دول الخليج ومعها المجتمع الدولي وسائل لمواجهته. ثم تملك طهران ورقة التشدد في مواجهة الاستبعاد في لبنان، استتباعاً لتشددها في سورية، فتزيد من تهديد وضعه الأمني بدفع «داعش» إلى أراضيه وتطيل أمد الشغور الرئاسي فيه... إلخ. هل يغيّر كل هذه الأوراق من واقع المواجهة الحاصلة على أرض سورية منذ أكثر من 3 سنوات و7 أشهر؟ وإذا كان المنطق يفترض التسليم بأن قضاء التحالف الدولي على «داعش» في سورية يكون ناجحاً أكثر وسريعاً أكثر في حال التعاون مع روسيا وإيران، فهل من المنطق أن يسلّم معظم دول العالم بأن يتم تجيير ضرب «داعش» لمصلحة النظام السوري وبقائه، وإلا وجب ترك «الدولة الإسلامية» في سورية على حالها والاكتفاء بضربها في العراق؟ واستطراداً، هل إن من أوراق موسكو وطهران، رداً على استبعادهما في هذه العملية، استخدام «داعش» أو ما يشبهه في وجه دول التحالف، لإفشاله؟ سبق للنظام السوري أن استخدم «داعش»، ونجح جزئياً في ذلك، مدعوماً من موسكو وطهران، إلى أن وصلت الأمور الى ما وصلت إليه في العراق في حزيران (يونيو) الماضي، من تهديد لإيران نفسها، وبات على الأخيرة أن تقتنع بأن مقولة «إيران تتخذ القرارات في المنطقة»، كما جاء على لسان قائد «الباسيج»، علي رضا نقدي، هي وهم.

 

العصابة والهارب الإيراني

أمير طاهري/الشرق الأوسط

يستعد الرئيس الإيراني روحاني للسفر إلى نيويورك، والمغزى من وراء ذلك هو إمكانية عودته بانتصار دبلوماسي كبير وجديد.

سمعنا النغمة ذاتها العام الماضي حينما قام الرئيس روحاني بزيارة مدينة نيويورك (المعروفة باسم التفاحة الكبيرة) لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. كانت هناك دردشة هاتفية موجزة مع الرئيس باراك أوباما، تلاها «اتفاق جنيف»، وسمي بـ«أعظم انتصار دبلوماسي في التاريخ الإسلامي». لاحقا، علمنا أن «اتفاق جنيف» لم يكن اتفاقا على الإطلاق، ولكن مجرد بيان صحافي حول ما تنوي إيران أن تفعله مع مجموعة 5+1 بقيادة الولايات المتحدة.

ومع ذلك، في حين أن إيران قامت بتجميد جانب كبير من برنامجها النووي، إلا أن مجموعة 5+1 لم ترفع فقط العقوبات القديمة المفروضة، بل والجديدة كذلك. وافقت مجموعة 5+1 على السماح لإيران بإنفاق 4 مليارات دولار من دخل النفط، التي صدرت في صورة شرائح، ولكنها استمرت في تجميد مليار دولار من دخل النفط الجديد في كل شهر. والنتيجة اليوم هي تجميد المزيد من أموال النفط الإيرانية أكثر مما تم تجميده منذ عام كامل. ومع تراجع الاقتصاد الإيراني بأكثر من 2 في المائة، واقتراب التضخم من نسبة 40 في المائة، يحتاج الرئيس روحاني إلى «فتح الفتوح» آخر ليدعم رئاسته الفاشلة للبلاد. فقد يحاول إنجاز ذلك من خلال التوقيع على شيء، أي شيء، ليخلق وهما بأنه فك العقدة المستعصية في السياسة الإيرانية.

وللتمويه على المغفلين لديه، حاول روحاني تقديم الهدف على أنه إقناع مجموعة 5+1 بالاعتراف بأحقية إيران في تخصيب كمية من اليورانيوم. لا تتعلق موافقة المجموعة التي تقودها الولايات المتحدة على ذلك من عدمه بشيء من هذا وذاك.

إن تخصيب اليورانيوم حق معترف به لكافة الدول، بما فيها تلك الدول التي، مثل إيران، قد وقعت بالفعل على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، كما يبدو من اسمها، تتمحور حول الحيلولة دون انتشار الأسلحة النووية، وليس تقييد الأنشطة النووية السلمية. هكذا قام السيد أردشير زاهدي، وزير الخارجية الإيراني الذي وقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية بالنيابة عن بلاده في شهر يوليو (تموز) من عام 1969 بعرض الأمر وقتها: «تفتح تلك المعاهدة السبيل أمام تنمية الصناعات النووية في بلادنا بمساعدة الدول المتقدمة في الوقت الذي نسعى فيه جاهدين لمنع انتشار الأسلحة النووية». وأعيد تأكيد ذلك من خلال عشرات الاتفاقيات مع العديد من الدول، بما في ذلك غالبية أعضاء مجموعة 5+1، حيث وقعت بعض تلك الدول حتى قبل انضمام إيران إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. ومن الأمثلة على ذلك الاتفاقيات الموقعة مع الولايات المتحدة في أعوام 1957، و1958، و1966، و1969.

وشملت الاتفاقية الشهيرة، المقدرة بـ15 مليار دولار والموقعة من قبل وزير الاقتصاد والمالية الإيراني هوشانغ أنصاري مع وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر في عام 1974، بناء 8 محطات للطاقة النووية في إيران.

وقعت إيران على اتفاقيات مماثلة مع فرنسا (في عام 1975) ومع ألمانيا الاتحادية (في عام 1977). وخلال عقد السبعينات، زار القادة من أميركا وفرنسا وألمانيا طهران لمناقشة التجارة، بما في ذلك التعاون النووي. وفي غضون 10 سنوات تدرب العديد من الطلاب الإيرانيين على مختلف مجالات الصناعة النووية في الجامعات الأوروبية والأميركية ووجهت الدعوات للعلماء الإيرانيين لحضور المؤتمرات الرئيسية هناك. وعقب سيطرة الملالي على السلطة، أوقفوا البرنامج بسبب ما اعتبره الخميني «مؤامرة صهيونية». وعندما أعادوه للحياة قاموا بالتوقيع على اتفاقات مع الاتحاد السوفياتي (المعروف لاحقا بروسيا الاتحادية) ومع الصين.

إن وعود روحاني بالإنجاز هي حقوق معترف بها لجميع الدول، بما فيها إيران. وبصرف النظر عن ذلك، ليست مجموعة 5+1 مخولة تقديم أي شيء؛ فهي مجموعة مخصصة لغرض معين من دون أي وضعية قانونية. ولا نعلم كيف تكونت أو تحت أي سلطة تعمل. ولا نعلم كذلك ما طبيعة وبيان مهمتها، ومن يديرها، ومن هو الحكم حيال أي صفقة تعقدها. يعترف وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بذلك حين يقول إن المجموعة لا يمكنها رفع العقوبات، ولكن يمكن أن توصي بتنفيذ ذلك إلى مجلس الأمن.

من الناحية الاشتقاقية، فإن كلمة «التفاوض»، من واقع الجذور اللاتينية، تعني «التداول» أو «الأخذ والعطاء». وفي هذه الحالة، فإن أحد الجوانب، وهو إيران، وبكونها دولة قومية، لديها آليات محددة حيال العطاء، بينما الآخر، وهو مجموعة 5+1، عبارة عن هيئة غامضة، لا يمكنها العطاء، حتى إذا رغبت فيه. تذكرني مجموعة 5+1 بالعصابة في الأفلام الغربية، وهي العصابات المسلحة التي تتشكل لملاحقة الهاربين. في غالب الأمر، تتحول تلك المجموعات إلى عصابات للقتل، وتقوم مقام القاضي والمحلفين بل والجلاد. والأفضل للمتهم في تلك الحالة التعامل مع المأمور الرسمي عن التعامل معهم. إذا لم ترغب إيران في الغش وانتهاج المسار السري نحو الحصول على القنبلة، فإن أفضل ما تفعله هو السعي إلى حل من خلال المفاوضات مع الأمم المتحدة ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئات المؤسسة قانونيا والتي تعد إيران من الأعضاء، بل والمؤسسين لها.

في حالة العقوبات المفروضة من قبل القوى الفردية، ولا سيما الولايات المتحدة، فإن الحاجة تثور إلى المفاوضات المباشرة بين الدول بعضها وبعض. وتقضي الاتفاقية التي يتسولها الرئيس روحاني بالحد من السيادة الوطنية الإيرانية من دون الوصول إلى حل للنزاع النووي القائم.

تطالب مجموعة 5+1 بحق النقض على قدرات تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وعدد من أجهزة الطرد المركزي، ونطاق البحث العلمي ذي الاستخدام المزدوج الحقيقي أو الافتراضي، والمواقع النووية الإيرانية، ومصير المحطة العاملة بالمياه الثقيلة في آراك. ويستخدم مصطلح «الاستخدام المزدوج» لتأمين ما يسميه الفرنسيون «حق الإشراف» على الجوانب الرئيسية للاستراتيجيات الصناعية الإيرانية بصورة عامة.

تصر مجموعة 5+1 على بقاء إيران تحت إشرافها، بما في ذلك ممارسة حق الفيتو على الكيفية التي تنفق بها إيران الدخل النفطي الخاص بها، ولمدة 12 إلى 20 عاما مقبلة.

إذا وقع روحاني على مثل هذا الاتفاق فلن تكون المرة الأولى التي توضع فيها إيران تحت الوصاية الأجنبية. خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حينما كانت إيران في حالة اضمحلال، سيطرت بلجيكا على الجمارك الإيرانية، وتملكت أستراليا من حقول النفط، واحتكر الإنجليز التبغ، وقادت روسيا الوحدة الإيرانية المسلحة الوحيدة في البلاد، وترأست أميركا الدرك الوطني، وقادت السويد جهاز الشرطة، وكان وزير الاقتصاد أميركيا.

وبعد قرن كامل لدينا الآن حكومة مستعدة للتوقيع على مثل تلك الصفقات لإخفاء حماقات لنظام ذي صوت مرتفع ولكنه غير فعّال. يا لها من قصة حزينة حقا.

 

صفقات مذهبيّة لإدارة الأزمة... بلا المسيحيين

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 19 أيلول 2014

الأخطر هو أنّ الجميع بدأ يعتاد على جمهورية بلا رئيس. فـ«مجلس الوزراء مجتمعاً» هو المجلس المِلّي، وأيّ مرسوم يحتاج إلى توقيع أعضائه جميعاً ليصبح نافذاً. إذاً، الحكومة كافية لتمثيل الجميع في السلطة التنفيذية، والمجلس المُمدَّد له كافٍ لتمثيلهم في السلطة التشريعية، فما هي الحاجة إذاً إلى رئيس الجمهورية؟ الاستحقاق الرئاسيحَيثية عون في ميزان جنبلاطبقاء الأسد يعني استمرار الأزمة والتطرف.. جعجع: أرفض تولي عون الرئاسة لسنتينحمادة :مبادرة الحريري صرخة ضميرالمزيدلا إتفاق سعودياً- إيرانياً. لذلك، لا إتفاق سنّياً- شيعياً في لبنان. ولكنّ الطرفين المحليين يديران الأزمة بالصفقات الصغيرة، على طريقة الحكومة السلامية والتمديد للمجلس النيابي. فإذا ما جاءت التعليمات يوماً، يتوافقان على «الكبيرة» أيضاً، فيأتيان برئيس الجمهورية المسيحي في سلة مذهبية واحدة.

ولم يعد ذوو الشأن مضطرّين إلى الإتقان في إخراج مسرحياتهم، لأنّ لا مَن يحاسب ولا مَن يعترض. وقبل عام، بذل هؤلاء جهوداً حثيثة ورسموا الخطط لتمرير التمديد الأول للمجلس النيابي. أما التمديد الثاني فيأتي هادئاً ومبارَكاً، ولا حاجة إلى تبريره، ولو شكلياً.

ويسوِّق كثيرون نظرية الظروف الأمنية القاهرة، كدافع للتمديد، ويقتنع المسيحيون بها أيضاً، علماً أنّ الأسباب الأمنية المزعومة لتعطيل الإنتخابات تتحمَّل الكثير من وجهات النظر. ونيَّة التمديد كانت قائمة منذ ما قبل موجة «داعش» بكثير، والأرجح منذ التمديد الأول للمجلس.

ففي العام 2005، في ذروة التأزّم بين «8 و14»، وحين كان أركان «14 آذار» والأمنيون يُستهدَفون كالعصافير، وكانت مناطق عدة مهدَّدة بالعبوات الناسفة، جرت إنتخابات نيابية. كما جرت لاحقاً إنتخابات نيابية وبلدية على رغم أحداث كبرى (حرب تموز 2006، نهر البارد 2007 و7 أيار 2008، وفي ظلّ أزمات مذهبية خطرة بين 2009 و2010). ويجزم البعض بأنّ لبنان قادر، اليوم، على إنجاز إنتخاباته النيابية من الناحية الأمنية، باعتراف مسؤوليه الذين نظّموا قبل أشهر قليلة، حملة لتسويق لبنان سياحياً وإقناع الخليجيّين بأنّ لبنان هو الأفضل أمنياً في المنطقة. وتُكذِّب السلطة نفسَها بنفسِها عندما تدَّعي سعيها إلى تنظيم وجود اللاجئين في مخيمات حدودية، ثم تعلن أنها عاجزة عن تنظيم انتخابات نيابية. فهل تستطيع توفير الأمن لتجمُّعات الأطفال والنساء والشيوخ اللاجئين بعشرات الألوف، فيما تعجز عن توفير الأمن لمواطنين لبنانيين، بتجمعات صغيرة نسبياً، في المدن والقرى والبلدات، أمام صناديق الإقتراع؟ وكان مسؤولون رسميون لبنانيون أعلنوا أنّ العراق يعيش ظروفاً أمنية أشدّ سوءاً من الوضع اللبناني. وعلى رغم ذلك، جرت الإنتخابات التشريعية هناك.

وإستطراداً، ثمّة مستتبعات قانونية كثيرة لذريعة العجز الأمني. مثلاً: إذا كان منسوب الأمن يمنع الإنتخابات، فهل يمنع السلطة أو المواطنين من أداء واجبات أخرى؟ هل يحق للدولة أن تحاسب مواطناً من طرابلس أو عرسال أو أيّ منطقة متوترة إذا تخلَّف عن أداء واجباته الضرائبية أو سواها، مستخدماً منطق الحكومة إياه، أي ذريعة الظروف الأمنية القاهرة؟ هذه الأسئلة تمرّ بلا أجوبة. لكنّ الصفقات السنّية - الشيعية الصغيرة و»الموضعية» مفروضة أمراً واقعاً، ويَمشي فيه المسيحيون محاولين تحصيل بعض الأرباح. وبعد صفقة الحكومة السلامية، جاءت صفقة التمديد للمجلس. ولو كان يُراد للإنتخابات الرئاسية أن تجرى، لكانت ذهبت في سلة واحدة مع هذا التمديد. ولكن لا السنّة ولا الشيعة سيحرقون أنفسهم من أجل تمرير استحقاق الرئاسة، إذا كان أصحابه الشرعيون، أي المسيحيون، هم الأكثر إستهتاراً به.

ويجدر السؤال مثلاً: كيف يقوم حلفاء العماد ميشال عون بتجاوزه في رفضه التمديد للمجلس النيابي، فيما هم يراعونه إلى حدٍّ مستهجن في تعطيله الإنتخابات الرئاسية؟ وحتى إشعار آخر، يمارس المسيحيون دوراً محدّداً: ينتظرون اكتمال الصفقات السنّية- الشيعية، فيلتحقون بها، ويقولون: «مبروك»! فمبروك لهم أيضاً!

 

حَيثية عون في ميزان جنبلاط

شارل جبور/جريدة الجمهورية الجمعة 19 أيلول 2014

قال النائب وليد وجنبلاط، رداً على أسئلة الصحافيين بعد نهاية اجتماعه مع العماد ميشال عون، إنّ «لعون حيثية أساسية للترشّح للرئاسة، وهذا أمر لا يمكن أن نَنفيه»، ولكن الحيثية شيء، ووصول عون إلى الرئاسة شيء مختلف تماماً.

موقف النائب جنبلاط دفع المراقبين إلى طرح الأسئلة الآتية: هل من تَبدّل في موقف جنبلاط الرافض أساساً انتخاب العماد عون والدكتور سمير جعجع، أم أنه جزء من اللياقات في مناسبات من هذا النوع؟ وهل كان مضطراً إلى إطلاق هذا الموقف المتصِل بحَيثية عون على رغم تأكيده وضيفه أنّ الاستحقاق الرئاسي لم يكن ثالثهما؟

وهل مجرد صدفة أن يكون جنبلاط التقى السيّد حسن نصرالله قبل أسبوع على لقائه عون، وأن يكون عون قد التقى نصرالله أيضاً قبل أسبوع على لقائه جنبلاط، أم انّ هناك دوراً ما يقوم به نصرالله؟ وهل تحرّك عون باتجاه جنبلاط جاء بطلب من نصرالله؟ ولماذا لا يطلب أمين عام «حزب الله» من رئيس الاشتراكي التصويت لرئيس كتلة «الإصلاح والتغيير»؟

في إطلالته التلفزيونية الأخيرة مع الزميل جان عزيز وَجّه عون ثلاث رسائل رئاسية أساسية:

- الرسالة الأولى إلى الرئيس سعد الحريري بأنه يُثمّن موقفه الداعم لوصوله إلى الرئاسة، ولكنه يتفهّم في الوقت نفسه الموانع التي تحول دون ذلك، رافضاً التحدث عنها منعاً من إحراجه. وبالتالي، أراد تحييده وإعطاء انطباع انه لو عادت للحريري لكان اليوم رئيساً.

- الرسالة الثانية بأنّ الأسباب التي تحول دون وصوله إلى رئاسة الجمهورية مَردّها إلى فيتو دولة إقليمية اعتبره غير مقبول بتاتاً.

- الرسالة الثالثة بأنه لن يتنازل عن حقّه في رئاسة الجمهورية حتى لو ارتبطت أزمة الرئاسة بأزمة المنطقة واستمر الفراغ طويلاً.

ومن الواضح أنّ عون يحرص على فتح القنوات السياسية الداخلية، ولكن مع استثناء مسيحيي 14 آذار لغاية اللحظة، وذلك في رهان على رفع الفيتو عنه نتيجة جهد شخصي وقنوات خارجية ومَساع يتولّاها أخيراً وزير الخارجية جبران باسيل.

ومَن يعرف المملكة العربية السعودية جيداً يدرك أنّ مهمة عون شبه مستحيلة، ويكفي أخذ العبرة من جنبلاط نفسه الذي على رغم العلاقة التاريخية معها لم تسامحه على تغطيته انقلاب «حزب الله» عليها وعلى الرئيس الحريري. وبالتالي، لن تغفر بسهولة لعون إساءاته التي تعتبرها إساءات شخصية ومجانية ولا علاقة لها بموقفه السياسي الحرّ فيه.

وهذا الموقف الصارم للسعودية ينعكس مباشرة على ثلاث قوى أساسية:

أ- «المستقبل» بطبيعة الحال الذي يتأثّر بموقف الرياض.

ب- الثنائية الشيعية الممثّلة في «حزب الله» و»حركة أمل»، والتي تتحرّك على وقع العلاقة السعودية - الإيرانية، ولا يبدو أنّ طهران تريد استفزاز الرياض أو الاصطدام بها في هذه المرحلة، الأمر الذي يفسّر موقف الحزب ويبرّره، علماً أنّ الحزب تركَ لعون مهمة فتح الطريق نحو بعبدا بالانفتاح على «المستقبل»، واستطراداً السعودية، ومن دون أن تؤازره هذه الثنائية بالضغط وحتى بالتمنّي على جنبلاط.

ج- النائب جنبلاط الذي لا يريد أن يكرر تجربة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، ولن يُقدِم على أيّ خطوة تستفزّ السعودية، خصوصاً أنّ الصفحة الخلافية معها لم تقفل بعد.

وفي موازاة ما تقدّم، لا يجوز التقليل من عاملين:

العامل الأول، الدور الصاعد للسعودية التي أقرّ الغرب أخيراً بشراكتها في مواجهة الإرهاب، ما يعني أنّ تجاوزها في لبنان أصبح مستحيلاً.

العامل الثاني، القوى الإسلامية على اختلافها تتذرّع مبدئياً بالموقف السعودي تجَنّباً للاصطدام بعون، ولكن في حال تَذلّل هذا العامل، على رغم صعوبة ذلك، سيصطدم الجنرال جَدياً بعقبة تزكيته محلياً، حيث انّ كل هذه القوى تريده حليفاً لا رئيساً، ليس لقوته وشعبيته كما يروّج البعض، إنما لكونها لا تتوقّع ردود فعله والخطوات التي يمكن أن يلجأ إليها، فضلاً عن أنه لا يفترض الاستهانة بموقف مسيحيي 14 آذار، وتحديداً الدكتور سمير جعجع الذي لن يتساهل مع أيّ إخلال بالتوازنات الوطنية - المسيحية، خصوصاً عندما سيكون وصول عون رغماً عن إرادته وليس عن طريقه. وعليه، الصورة اليوم هي على الشكل الآتي: الثنائية الشيعية + «المستقبل» + الاشتراكي ليسوا بوارد القطع مع عون من خلال إبلاغه رفضهم لانتخابه، خصوصاً أنهم يخشون أن يستخدم هذا الموقف وكأنه موقف سنّي أو شيعي أو درزي ضد المسيحيين. وبالتالي، يتركون له مهمة حسَم مصير ترشّحه، الأمر الذي يجعل الرئاسة معلقة بين ضغوط خارجية ما زالت دون المستوى، وبين تمَسّك عون بترشيحه، وما بين الاثنين يدفع اللبنانيون والمسيحيون الثمن.

ويبقى أنّ أحداً لا يشكّك بحَيثية عون المسيحية والوطنية والرئاسية، ولكنّ الإقرار بالحيثية لا يعني شيئاً في الحسابات السياسية - الرئاسية. وإذا كان للرئاسة مِن ثمن يستطيع عون اليوم تحصيله من مواقع نفوذ وحصّة في تسمية الرئيس، فسيأتي اليوم الذي يأتي فيه الرئيس، إذا استمر عون في ممانعته، من دون أن يكون رئيساً ولا صانعاً للرؤساء