المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 نيسان/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 19 و20 نيسان/15 

الإغواء الأخير لـلتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية: نمثّل غالبية المسيحيّين مَن هُم الباقون/ايلي الحاج/20 نيسان/15  

كيف يصمد الاستقرار في وجه الخطاب التصعيدي؟ أفق التفجير مُقفل برغبة مشتركة داخلية وخارجية/سابين عويس/20 نيسان/15

ليت نصرالله بشَّر اللبنانيين بانتخاب رئيس وبعودة "الحزب" إلى لبنان وإلى لبنانيّته/اميل خوري/20 نيسان/15

مفارقة معبّرة في تسليم سلاح الهبة السعودية حملة الحزب تُحصر داخلياً بأبعادها الإيرانية/روزانا بومنصف/20 نيسان/15

عاصفة للتوازن مع إيران/علي بردى//20 نيسان/15

الصوفي الدوري وداعش المتطرف/عبد الرحمن الراشد/20 نيسان/15

كل المجانين يستهدفون السعودية/طارق الحميد/20 نيسان/15

روحاني.. الرئيس العدواني/سلمان الدوسري/20 نيسان/15

أزمة العرب: النفَس الطويل هو الحل/مأمون فندي/20 نيسان/15

المستقبل والحزب وجهان لعمالة واحدة/عبدو شامي/20 نيسان/15  

تسعون عاما على الاحتلال الإيراني للأحواز العربية/داود البصري/20 نيسان/15

إدارة أوباما تحاول أن تثبت أنها لن تقايض "النووي" بالهيمنة الإيرانية على المنطقة/وكالات/20 نيسان/15  

إيران والحزم السعودي/غسان شربل/20 نيسان/15

نصر الله يتقيأ قيحاً/عبدالرحمن اللاحم/20 نيسان/15

الحزم يُسقط المقايضة: وقف الهيمنة مع وقف النووي/جورج سمعان/20 نيسان/15

نزع سلاح حزب الله بات ضرورة/داود الشريان/20 نيسان/15

الخليج: شيعة لبنان "يتسنّنون" وحزب الله يدرس خياراته/علي الأمين/20 نيسان/15  

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي  و19-20 نيسان/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/4/2015

ريفي: "حزب الله" اغتال الحريري وهو مجرد أداة لمشروع لن يكتب له النجاح

مقتل لبناني باطلاق النار عليه في ملبورن استراليا

لودريان في بيروت للاشراف على تسليم أسلحة للجيش

جواد حسن نصر الله يستأنف مهاجمة “الجديد”

تعميم داخلي لحزب الله: قاطعوا العمرة والحج بالسعودية

السعودية بدأت في إلغاء إقامات جنوبيين لأسباب أمنية

الجيش: قهوجي لم يتطرق في حديثه للشرق الاوسط اي موضوع سياسي بل الهبة السعودية حصرا

الطاشناق احيا مئوية الابادة الارمنية في عينطورة بقرادونيان وابي نصر طالبا تركيا بالاعتراف بمسؤوليتها وتحقيق عدالة الشعوب

آلان عون في ذكرى الإبادة الأرمنية: ندعو تركيا للمصالحة وتنقية الذاكرة

عدوان: نصرالله رأس حربة في المشروع الايراني ومواقفه تهدد 500 الف لبناني في الخليج

كرم ممثلا جعجع في يوم اطباء الاسنان: تراجعوا عن مشاريعكم التسلطية ولنبن وطنا بالمشاركة

فتفت: "حزب الله" يتحول تدريجيا الى ميليشيا داخلية بقوة عسكرية مرتبطة جذريا بالمشروع الإيراني

فتفت في ندوة للقوات في البترون: هل آن الآوان لطرح حياد لبنان؟ كرم: ندعو الجميع للثقة بوطنهم والتخلص من الدويلة وأنظمة القمع والإ

سليمان أوضح ما تردد عن إعادة ترشحه للرئاسة: قلت إن الاجماع علي يتطلب عودة الجميع إلى إعلان بعبدا وحينها من الممكن أن أصبح توافقيا

شمعون من طرابلس: لن نسمح لأحد بالسيطرة على لبنان ريفي: حزب الله يحول لبنان إلى غرفة عمليات للنفوذ الإيراني

الشعار استقبل ريفي وشمعون في طرابلس: نأسف لتصريحات فاجأتنا على مستوى الوطن

الراعي: نكرر دعوتنا للمجلس للقيام بواجبه وانتخاب رئيس

لحام بعد لقائه عون: نأمل ان يكون لهذا البيت حصة كبيرة في الوصول لشاطىء الأمان

لحام في عشاء مجلس الروم الكاثوليك: للبنان دور كبير مهما تكن الاوضاع فرعون: لنجتمع على انتخاب رئيس يرعى الحوار من أجل تحصين استقر

اليازجي استغرب الصمت الدولي حيال مصير مطراني حلب: الحل لا يأتي بالعنف بل بالحوار بكل اشكاله

بو جوده التقى ريفي وشمعون في مطرانية طرابلس المارونية

شهيب: السعودية تحافظ عبر عاصفة الحزم على ما تبقى من كرامة عربية

العشائر العربية أعلنت تأييدها لعاصفة الحزم بقيادة السعودية

الأحدب التقى أهالي موقوفي مبنى دال واستمع إلى مطالبهم

الجراح في تكريم اعلاميي البقاع: هناك من تناسى العدو الاسرائيلي وأصبحت السعودية عدوه الاساسي

الجوزو رد على نصرالله:الحوثيون ليسوا مظلومين وهم بدأوا بالعدوان

حوري: مع الحوار رغم تأثيرات اللهجة التصاعدية عن أزمة اليمن

آلان عون: ليس لدينا اعتبارات حزب الله مع اليمن ليكون لنا الموقف عينه فتحالفنا معه سياسي لا يتعدى الحدود اللبنانية

باسيل من دارة عصام فارس: مطمئنون لبعضنا البعض داخل لبنان وليس عندنا رهانات خارجية لأن اي رهان على الخارج يسقط في الداخل

قاووق: موقف حزب الله تجاه العدوان السعودي الأميركي على اليمن صرخة مدوية في التاريخ

شريفة: مقاومة العدو لا تقل اهمية عن مقاومة الفساد وتعطيل المؤسسات والفراغ المهدد لبقاء الدولة

الحاج حسن: عاصفة الحزم عدوان ظالم على شعب مظلوم

فياض: بالرغم من الاختلافات والتعارض نريد المحافظة على الاستقرار واستمرار الحوار وتفعيل عجلة الدولة ومحاربة التكفيرييين

الشباب التقدمي: مجزرة قانا دليل على مدى حقد إسرائيل على لبنان

جميل السيد طلب من المحكمة الدولية الإستماع الى شهادته

طلال المرعبي: هناك ايجابيات قد تؤدي الى انتخابات رئاسية خلال شهرين

الضاهر خلال تكريم اعلاميين في عكار: مستعدون للتضحية بأرواحنا دفاعا عن بلاد الحرمين وبلاد العرب وعن لبنان

مقتل لبناني باطلاق النار عليه في ملبورن استراليا

سليمان في احتفال مركز سرطان الأطفال من الكويت: باتوا على يقين بالشفاء لأن أيادي تؤازرهم وقلوبا تحتضنهم

عاصفة الحزم: 80% من ذخيرة الحوثي تم تدميرها

إنفجاران في غزة أحدهما قرب مقر للامم المتحدة 

الرئيس الافغاني في طهران لتعزيز التعاون الثنائي

الاتحاد الاوروبي يبحث عقد قمة طارئة لبحث ملف الهجرة غير الشرعية

تهديد إيراني جديد: الحوثيون سيقصفون الأراضي السعودية بالصواريخ

إيران تهدد السعودية بضربة عسكرية

داعش أعدم 6000 من الأنبار حتى نهاية 2013

خامنئي يأمر الجيش و”الحرس الثوري” برفع الجهوزية

 

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا24/من44حتى49/وهَاءَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُم مَا وَعَدَ بِهِ أَبِي فٱمْكُثُوا أَنْتُم في المَدِينَةِ إِلى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ العُلَى. 

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بطرس الأولى02/من18حتى25/فَإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ أَنْ يَحْتَمِلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حينَ يتَأَلَّمُ مَظْلُومًا بيَقِينِ مَنْ يَعْمَلُ لأَجْلِ الله

*بالصوت والنص/من تلفزيون المر/مقابلة رائعة مع الدكتور مصطفى علوش ومداخلة هاتفية للدكتور جعجع/مقدمة للياس بجاني

*اضغط هنا لدخول صفحة المقابلة والمداخلة على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المر/مقابلة رائعة مع الدكتور مصطفى علوش ومداخلة هاتفية للدكتور جعجع/مقدمة للياس بجاني/19 نيسان/15

*بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المر/مقابلة رائعة مع الدكتور مصطفى علوش ومداخلة هاتفية للدكتور جعجع/مقدمة للياس بجاني/19 نيسان/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الرب أعطا والرب أخد فليكن اسمه مباركاً/الياس بجاني

*الياس بجاني/رابط مقالتي الجديدة المنشورة اليوم في جريدة السياسية/عنوان المقالة/كرسي الرئاسة اللبنانية والرئيس السابق ميشال سليمان

*الياس بجاني/تعليق على تقرير نشرته اليوم جريدة النهار تحت عنوان: "كوادر الانتشار في "التيار الوطني الحر": القيادة تفرض نظاماً ينقض المبادئ التي انطلقنا منها"/أحزاب لبنان شركات تجارية

*كوادر الانتشار في "التيار الوطني الحر": القيادة تفرض نظاماً ينقض المبادئ التي انطلقنا منها

*الدكتور مصطفى علوش: هناك ارتباط كامل لمليشيا حزب الله بمليشيا انصار الله ومليشيات الحشد الشعبي

*ملخص مداخلة الدكتور جعجع الهاتفية

*سليمان أوضح ما تردد عن إعادة ترشحه للرئاسة: قلت إن الاجماع علي يتطلب عودة الجميع إلى إعلان بعبدا وحينها من الممكن أن أصبح توافقيا

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/4/2015

*داعش" صنيعة نظام الأسد لتشويه الثورة... وهذا الدليل

*لودريان في بيروت للاشراف على تسليم أسلحة للجيش

*مقتل لبناني باطلاق النار عليه في ملبورن استراليا

*جعجع خلال تسليم بطاقات لمنتسبين جدد: ندعم إنشاء قوة عربية مشتركة للدفاع عن قضايا الدول العربية

*عدوان: نصرالله رأس حربة في المشروع الايراني ومواقفه تهدد 500 الف لبناني في الخليج

*الراعي: نكرر دعوتنا للمجلس للقيام بواجبه وانتخاب رئيس

*نضال طعمة: نصرالله يريد قلب الهيكل فوق رؤوس الجميع

*لحام بعد لقائه عون: نأمل ان يكون لهذا البيت حصة كبيرة في الوصول لشاطىء الأمان

*جواد حسن نصر الله يستأنف مهاجمة “الجديد”

*آلان عون: ليس لدينا اعتبارات حزب الله مع اليمن ليكون لنا الموقف عينه فتحالفنا معه سياسي لا يتعدى الحدود اللبنانية

*طلال المرعبي: هناك ايجابيات قد تؤدي الى انتخابات رئاسية خلال شهرين

*شمعون من طرابلس: لن نسمح لأحد بالسيطرة على لبنان ريفي: حزب الله يحول لبنان إلى غرفة عمليات للنفوذ الإيراني

*الشعار استقبل ريفي وشمعون في طرابلس: نأسف لتصريحات فاجأتنا على مستوى الوطن

*شمعون شكر لمطارنة طرابلس حفاظهم على الكنائس ويلتقي الشعار

*شمعون زار المطران ادوار ضاهر يرافقه ريفي

*النائب خالد  الضاهر خلال تكريم اعلاميين في عكار: مستعدون للتضحية بأرواحنا دفاعا عن بلاد الحرمين وبلاد العرب وعن لبنان

*النائب علي فياض: بالرغم من الاختلافات والتعارض نريد المحافظة على الاستقرار واستمرار الحوار وتفعيل عجلة الدولة ومحاربة التكفيرييين

*الشيخ نبيل قاووق: موقف حزب الله تجاه العدوان السعودي الأميركي على اليمن صرخة مدوية في التاريخ

*وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن: عاصفة الحزم عدوان ظالم على شعب مظلوم

*جميل السيد طلب من المحكمة الدولية الإستماع الى شهادته

*باسيل من دارة عصام فارس: مطمئنون لبعضنا البعض داخل لبنان وليس عندنا رهانات خارجية لأن اي رهان على الخارج يسقط في الداخل

*شهيب: السعودية تحافظ عبر عاصفة الحزم على ما تبقى من كرامة عربية

*الأحدب التقى أهالي موقوفي مبنى دال واستمع إلى مطالبهم

*بيان لبطريركيتي الروم الارثوذكس والسريان في ذكرى مرور عامين على خطف مطراني حلب

*الطاشناق احيا مئوية الابادة الارمنية في عينطورة بقرادونيان وابي نصر طالبا تركيا بالاعتراف بمسؤوليتها وتحقيق عدالة الشعوب

*المستقبل والحزب وجهان لعمالة واحدة/عبدو شامي

*تسعون عاما على الاحتلال الإيراني للأحواز العربية/داود البصري/السياسة

*إدارة أوباما تحاول أن تثبت أنها لن تقايض "النووي" بالهيمنة الإيرانية على المنطقة

*واشنطن تسعى لتبديد مخاوف دول “الخليجي” وسط فوضى إقليمية

*خامنئي يأمر الجيش و”الحرس الثوري” برفع الجهوزية

*تهديد إيراني جديد: الحوثيون سيقصفون الأراضي السعودية بالصواريخ

*السعودية بدأت في إلغاء إقامات جنوبيين لأسباب أمنية

*تعميم داخلي لحزب الله: قاطعوا العمرة والحج بالسعودية؟

*الخليج: شيعة لبنان "يتسنّنون" وحزب الله يدرس خياراته/علي الأمين/البلد

*نزع سلاحه بات ضرورة/داود الشريان/الحياة

*الحزم يُسقط المقايضة: وقف الهيمنة مع وقف النووي/جورج سمعان/الحياة

*نصر الله يتقيأ قيحاً/عبدالرحمن اللاحم/الحياة

*إيران والحزم السعودي/غسان شربل/الحياة

*نصر الله يتقيأ قيحاً/عبدالرحمن اللاحم/الحياة

*إيران والحزم السعودي/غسان شربل/الحياة/20 نيسان/15

*الإغواء الأخير لـ "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية": نمثّل غالبية المسيحيّين... مَن هُم الباقون؟/ايلي الحاج /النهار

*كيف يصمد الاستقرار في وجه الخطاب التصعيدي؟ أفق التفجير مُقفل برغبة مشتركة داخلية وخارجية/سابين عويس/النهار

*ليت نصرالله بشَّر اللبنانيين بانتخاب رئيس وبعودة "الحزب" إلى لبنان وإلى لبنانيّته/اميل خوري/النهار

*مفارقة معبّرة في تسليم سلاح الهبة السعودية حملة الحزب تُحصر داخلياً بأبعادها الإيرانية/روزانا بومنصف/النهار

*عاصفة" للتوازن مع إيران/علي بردى/النهار

*روحاني.. الرئيس العدواني/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

*كل المجانين يستهدفون السعودية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الصوفي الدوري و«داعش» المتطرف/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*أزمة العرب: النفَس الطويل هو الحل/مأمون فندي/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا24/من44حتى49/وهَاءَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُم مَا وَعَدَ بِهِ أَبِي فٱمْكُثُوا أَنْتُم في المَدِينَةِ إِلى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ العُلَى. 

"قَالَ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير». حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب. ثُمَّ قالَ لَهُم: «هكذَا مَكْتُوبٌ أَنَّ المَسِيحَ يَتَأَلَّم، وَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ في اليَوْمِ الثَّالِث. وبِٱسْمِهِ يُكْرَزُ بِالتَّوْبَةِ لِمَغْفِرةِ الخَطَايَا، في جَمِيعِ الأُمَم، إِبْتِدَاءً مِنْ أُورَشَلِيم. وأَنْتُم شُهُودٌ عَلى ذلِكَ. وهَاءَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُم مَا وَعَدَ بِهِ أَبِي. فٱمْكُثُوا أَنْتُم في المَدِينَةِ إِلى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ العُلَى"».

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بطرس الأولى02/من18حتى25/فَإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ أَنْ يَحْتَمِلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حينَ يتَأَلَّمُ مَظْلُومًا بيَقِينِ مَنْ يَعْمَلُ لأَجْلِ الله

"يا إخوَتِي، أَيُّهَا الخُدَّام، إِخْضَعُوا بِكُلِّ مَخَافَةٍ لأَسْيَادِكُم، لا لِلصَّالِحِينَ مِنهُم والحُلَمَاءِ فَحَسْب، بَلْ لِلْقُسَاةِ أَيْضًا.  فَإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ أَنْ يَحْتَمِلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حينَ يتَأَلَّمُ مَظْلُومًا، بيَقِينِ مَنْ يَعْمَلُ لأَجْلِ الله. فأَيُّ مَفْخَرَةٍ لَكُم إِنْ كُنْتُمْ تَصْبِرُونَ على اللَّطْمِ وأَنْتُم مُذْنِبُون؟ ولكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تَصْبِرُونَ على الأَلَمِ وأَنْتُم فَاعِلُو خَيْر، فإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ عِنْدَ الله. فَإِلى هذَا دُعِيتُم، لأَنَّ المَسِيحَ أَيضًا تَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِكُم، تَارِكًا لَكُم مِثَالاً لِتَسِيرُوا عَلى خُطَاه. وهُوَ الَّذي مَا فَعَلَ خَطِيئَة، ولا كَانَ في فَمِهِ مَكْر؛ وهُوَ الَّذي كانَ يُشْتَمُ ولا يَرُدُّ الشَّتْم، ويَتَأَلَّمُ ولا يُهَدِّد، بَلْ يُسَلِّمُ نَفْسَهُ للهِ الَّذي يَحْكُمُ بِالعَدْل؛ وهُوَ الَّذي حَمَلَ خَطايَانَا في جَسَدِهِ على الخَشَبَة، لِكَي نَمُوتَ عنِ الْخَطايا فَنَحْيَا لِلبِرّ؛ وهُوَ الَّذي بِجُرْحِهِ شُفِيتُم. فَقَد كُنْتُم ضَالِّينَ كَالغَنَم، لكِنَّكُم رَجَعْتُمُ الآنَ إِلى رَاعِي نُفُوسِكُم وحَارِسِهَا".

 

بالصوت والنص/من تلفزيون المر/مقابلة رائعة مع الدكتور مصطفى علوش ومداخلة هاتفية للدكتور جعجع/مقدمة للياس بجاني

اضغط هنا لدخول صفحة المقابلة والمداخلة على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المر/مقابلة رائعة مع الدكتور مصطفى علوش ومداخلة هاتفية للدكتور جعجع/مقدمة للياس بجاني/19 نيسان/15

بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المر/مقابلة رائعة مع الدكتور مصطفى علوش ومداخلة هاتفية للدكتور جعجع/مقدمة للياس بجاني/19 نيسان/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

الرب أعطا والرب أخد فليكن اسمه مباركاً

الياس بجاني/19 نيسان/15

عرس في السماء لاستقبال الخالة الحبيبة أليس وهي التي بصمت وفرح وسعادة ومحبة عاشت طوال حياتها . لم تفارقها يوماً مسبحة السيدة العذراء ولم تغِّب عن قداس ولم تُقصِّر  في واجب مع احد. ربت عائلتها على المحبة والقيم وكانت مثالاً يقتدى به في العطاء والمثابرة والتسامح والتواضع. كحبة الحنطة ماتت اليوم بعد أن أخصبت وأثمرت غلال وفيرة. في السماء اليوم عرس ملائكي لاستقبال روحها الطاهرة.والمستقبلون مع الزوج  العم رومانوس كثر من الأخوات والإخوة والأقارب والأحباء الذين سبقوها إلى المنازل السماوية.

لروحها الطاهرة نصلي ونتضرع ولأفراد عائلتها كافة نطلب نعم الصبر والرجاء.

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي الجديدة المنشورة اليوم في جريدة السياسية/عنوان المقالة/كرسي الرئاسة اللبنانية والرئيس السابق ميشال سليمان/اضغط هنا

 

الياس بجاني/تعليق على تقرير نشرته اليوم جريدة النهار تحت عنوان: “كوادر الانتشار في “التيار الوطني الحر”: القيادة تفرض نظاماً ينقض المبادئ التي انطلقنا منها”

أحزاب لبنان شركات تجارية

الياس بجاني/20 نيسان /15

http://eliasbejjaninews.com/2015/04/19/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9/

يا شباب كبروا عقلقون ما في بوطننا الحبيب لبنان أحزاب بمفهوم ومعايير فرنسا وأميركا وغيرهما من الدول الغربية والديموقراطية.

عملانياً وواقعا معاشاً فإن كل ما يسمى زوراً أحزاب في لبنان وهنا لا استثناء مطلقاً هي شركات تجارية 100% بعضها يتاجر بالممنوعات أي ضد مصلحة الوطن وبتناقض كامل مع دستوره، وبعضها يلزم سقوف القوانين.

معظم هذه الأحزاب الشركات تعمل بوظيفة وكلاء لدول خارجية تماماً كما الشركات هي وكلاء لمنتجات مختلفة من سيارات ومفروشات وأدوية وغيرها.

لتكون كلبناني عضواً، أي موظفاً في أي حزب عليك الالتزام بقوانين وأنظمة الشركة الحزب والأهم أن تحظى برضى أصحابها وإلا لا مكان لك فيها.

هذه حقائق ملموسة ومعاشة وبالتالي أي اعتراض على القوانين التي يفرضها صاحب أو أصحاب الشركة في أي إطار أكان تنظيمي أو ترقيات أو غيرهما هي عبثية ولن توصل إلى مكان.

إن نهاية كل من يعترض على قرارات وسياسات أصحاب الحزب هي الطرد والتخوين والتشهير، أو الاستغناء عن الخدمات بأسلوب ناعم ومهذب.

من هنا كل ما ينشر عن انتخابات وقوانين وتحديث لأحزاب لبنانية هو مجرد تعمية للواقع وأحلام يقظة إن لم نقل أوهام وهلوسات ولنا في موجة التوريث الجارية على قدم وساق في الكثير من هذه الشركات الأحزاب خير مثال رادع لعدم التوهم بوجود أحزاب حرة وديموفراطية لبنانية فيها مبدأ تبادل سلطات ومواقع واحترام لرأي الأعضاء.

 

كوادر الانتشار في "التيار الوطني الحر": القيادة تفرض نظاماً ينقض المبادئ التي انطلقنا منها

اضغط هنا لدخول صفحة التقرير في جريدة النهار

http://newspaper.annahar.com/article/230375-%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D9%86%D9%82%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A

المصدر: خاص - "النهار"/20 نيسان 2015

تسير قضية تنظيم "التيار الوطني الحر" واقرار النظام الداخلي واجراء الانتخابات من عقدة الى عقدة، فبعد الكلام على تأجيل الانتخابات والصراع بين الاصلاحيين من جهة والمحافظين بقيادة الوزير جبران باسيل من جهة اخرى، أعلنت أمس مجموعة من كوادر "التيار الوطني" في الانتشار اثر اجتماع عقدته في العاصمة الفرنسية خشيتها الكبيرة على مسار الامور في "التيار" واعتبرت ان النظام الداخلي، يكسر منطق التواصل السياسي بين اللبنانيين، وهو غير مقبول في آلية اقراره ومضمونه، وليس الانتشار اللبناني في العالم الّا أحد المواضيع الجوهريّة التي تنكر فيها النظام الجديد لميثاق التيّار ومبادئه. وأشار البيان الصادر عن الكوادر والذي حمل توقيع السيدين فادي داغر وفادي الجميل، الى أن "نظام الـ2006 وضع على اساس رؤيا لتطوير العقد الاجتماعي في لبنان اعتباراً من العام 2005 وعرضت على كل مجموعات التيّار لمناقشتها وتنقيحها قبل اقرارها العام 2006، وكان للانتشار في التيّار دور رئيسي في وضع هذا النظام خصوصاً لجهة التكامل السياسي بين المغتربين ووطنهم الأم، مع ما ينجم عن ذلك من تنوّع وعمق استراتيجي يحمي لبنان من التلاعب الاستخباراتي والسياسي تساهم في إرساء ديموقراطيّة حقيقيّة في لبنان". وذهب بيان الكوادر الى أبعد في "ضرورة استخلاص العبر من مآسي الحرب وتحميل الاقطاعيّة العائليّة والماليّة المسؤولية عما جرى، وضرورة الدفع الفعلي نحو نظام ديموقراطي علماني".

واتهم البيان قيادة "التيّار الوطنيّ الحر" بتعديل النظام الداخلي السابق "بطريقة غير ديموقراطيّة ولا تحترم الاصول المنصوص عليها في النظام الذي صوتت عليه الهيئة التأسيسيّة، وفرض نظام ينقض المبادئ السياسيّة والاسس التنظيميّة التي بني عليها التيّار، والأهم أنه يلغي دور الانتشار الذي خصص له النظام السابق ما يقارب 25 في المئة من اصوات المجلس الوطني (...)". وأشار واضعو البيان الى أن "قيادة التيّار لم تستشر المجموعات الناشطة في تعديل النظام الداخلي العام، وتجاهلت عمداً ملاحظات جوهريّة ابدتها قيادات التيّار وأعضاء الهيئة التأسيسيّة في لبنان والانتشار، ورفضت طلبات مناقشة الموضوع واعتمدت سياسة الترهيب والفصل في التعاطي والمعترضين". واعتبروا ان "ثمة كارثة سياسية بحق الانتشار في خفض عدد المندوبين اذ يتمثّل كلّ قضاء بمنسّقه (25 منسّقاً) بينما يتمثّل الانتشار بمندوب عن كلّ "منطقة جغرافيّة" (7 مناطق: اوروبا، الولايات المتحدة الاميركيّة، كندا، اميركا اللاتينيّة، افريقيا، الخليج العربي، اوستراليا)، وفرض سلسلة قيود عليهم من خلال طلب حصول ممثلي المناطق القارية، على تفويض خطّي من اكثريّة منسّقي جمعيّات التيّار في قارته (منطقته) في شكل مسبق على المواضيع المطروحة على كلّ اجتماع للمجلس الوطني". وخلص البيان الى أن الأوان حان ليعود التيّار الى التيّار".

 

ملخص مقابلة الدكتور مصطفى علوش

الدكتور مصطفى علوش: هناك ارتباط كامل لمليشيا حزب الله بمليشيا انصار الله ومليشيات الحشد الشعبي

موقع 14 آذار/١٨ نيسان ٢٠١٥

علق عضو المكتب السياسي مصطفى علوش على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وتهجمه على المملكة العربية السعودية، بالقول: "عندما يحصل تاييد من قبلنا للملكة العربية السعودية فهذا يعني انني ارى من خلال مصلحتنا كلبنانيين ان اؤيد المملكة العربية السعودية لاسباب عديدة منها: تاريخيا الممكلة العربية السعودية لم تلعب باستقرار لبنان ولا حاولت ان تخلق ميليشيات في لبنان وعلينا مراجعة تاريخ العلاقة مع لبنان من الاستقلال حتى اليوم مع المملكة العربية السعودية وحتى سنة 1958 المملكة العربية السعودية كانت ضد جمال عبد الناصر والذي وقتها كانت الحرب الاهلية قائمة في لبنان".

وأكد علوش في حديث الى محطة الـ "MTV" أن "السعودية كان هدفها دائما الاستقرار ودعم السيادة اللبنانية بغض النظر عن الاصطفاف الطائفي، واذا نظرنا نجد انها كانت ضد السني في ذلك الوقت ومع المسيحيين، والامر الثاني انه ولا مرة شاهدنا في تاريخ المملكة محاولة هيمنة بقوة السلاح واذا ذكرت لي المال وغيره فهذا امر صحيح لان اي دولة تملك هذه القوة تحاول ان تستخدمها. اضف الى ذلك فليس هناك من جنود تابعين للمملكة موجودين في لبنان ولنا مصلحة اقتصادية واضحة معها".

وعن كلام نصر الله "ما تركبوا على الاحصنة باكرا وتفعلوا كما فعلتم بالثورة السورية"، قال علوش: "الامر الاكيد منه ان الحديث يوجه له مباشرة وعليه بادئ الامر ان ينزل هو عن الحصان وهو كان يتعامل معنا بفوقية، وهو يحاول ان يخبئ اثار التوتر العالي المستوى الذي بدا عليه على خلال الاسبوعين الماضيين من وقت عاصفة الحزم تحديدا".

أضاف: "التسلل الذي هو احد وجوهه لمشروع ولاية الفقيه بدا منذ العام 1979 وبداية التحضير لهذا المشروع مر على مدى سنوات طويلة من دون ان يكون هناك مواجهة حقيقية معه على المستوى العسكري، وعمليا قوة هذا المشروع انه استخدم حوثييه اينما كان، بمعنى حوثييه في العراق وفي سوريا وفي لبنان والان في اليمن".

وعن "عاصفة الحزم" وامكانية ان تنتصر المملكة العربية السعودية في محاربتها للحوثيين وعودة السيادة الى اليمن"، أوضح "أننا صمدنا في بلدنا من العام 2005 وحتى الان وقبل هذه المرحلة صامدين بالمواجهة السياسية وهذا ما نملكه بين يدينا، واستطعنا بصمودنا ان نمنع سقوط هذا البلد بشكل كامل تحت راية ولاية الفقيه. واذا كان السؤال اكثر من ذلك ماذا سنفعل؟ نعم هناك متغيرات اقليمية ستحصل في المنطقة حتى تغير المعادلة التي حكمت البلد وبداية عاصفة الحزم هي مؤشر واذا كان السؤال الي اي مدى ستصل ؟ اقول لك لا اعرف حقيقة". وعن طمأنة نصر الله "باننا لن ننقل ما يحصل في اليمن الى لبنان كما فعل بالملف السوري"، قال: " هذا الحديث فيه استخفاف بعقول العالم واذا كان هذا الحديث صحيح فعليه ان يسحب مليشياته من سوريا واذا كان هذا الحديث صحيح فليعلن ان ما يحصل في العراق وما يحصل في سوريا يؤيده بقلبه ويؤديه بالسياسة ولكن هو لا دخل له فيه. واذا كان هذا الحديث صحيح فلنوقف الحملات العسكرية في الكلام والتهديد بالانتصار والربح والخسارة الخ، ولنخرج منها او نبقى نؤيد بقلوبنا وبعقولنا وبالتلفزيون وبالراديوات والجرائد ما في مشكلة ونسحب من الخارج ولكن الحديث ان لا نجعل الموضوع اليمني ينعكس على الداخل اللبناني فلماذا الدعوة لليمنيين المؤيدين لك حتى يكونوا بالاحتفال بالامس؟".

وحول دفن الزعيم الروحي للحوثين عبد الملك الشامي في لبنان، لفت علوش الى "أنني احترم رهبة الموت وهذه سابقة، وبالتالي اذا كانت رغبة هذا الشخص ان يدفن الى جانب شهداء المقاومة فهذه لا يمكن ان اعلق عليها، لكن عمليا هذا نوع من النتاج المعنوي لارتباط كامل لمليشيا حزب الله في لبنان بمليشيا انصار الله باليمن ومليشيات الحشد الشعبي وغيرها".

وعن موقف الرئيس نبيه بري من التطورات الحاصلة في المنطقة والسجال الحاصل على الساحة الداخلية اللبنانية على خلفية احداث اليمن، رأى أن "نبيه بري في الحقيقة يحب ان يلعب بالقاعدة الاساسية للمحاصصة ولهذا السبب يعرف ما هي مصلحة اللبنانيين بشكل عام ومصلحة الشيعة بشكل خاص وهو ينظر الى الملف اليمني بنظرة مغايرة للنظرة التي ينظر اليها حزب الله. ونجد ان حزب الله ينظر اليها بنظرة مشروع ولاية الفقيه، بينما نبيه بري ينظر اليها بنظرة لبنان بشكل عام واللبنانيين الشيعة بشكل خاص". وعن جدوى حوار "المستقبل" - حزب الله في ظل ظروف تصعيدية، قال علوش: "لأول مرة يوصّف الرئيس سعد الحريري خامنئي، وقال لنصر الله أنه اذا أراد أن يمس آل سعود بكلامه، فعليه أن ينتظر جوابات معينة. ما يحصل بين التيار والحزب أسميه لجنة ارتباط وليس حوارا طالما نحن غير قادرين في إقناعهم أو الاقتناع منهم باتجاه المواضيع الاساسية التي لها علاقة بالاستقرار. أثناء الحرب الأهلية كان هناك لجان ارتباط تهتم بالقضايا الهامشية، مثل ايصال شحنة اعاشات أو شحنة بنزين أو مازوت".

أضاف: "أنا مقنع ان الحوار له فائدة في تخفيف الاحتقان، لكن القضية ليست بيد تيار المستقبل، الكرة في ملعب حزب الله ولو صدر للحزب أمر بالتوجه الى التصعيد العنيف، سوف يقوم بها بغض النظر عن مصلحة الشيعي والسني والمسيحي". وعن احداث سجن روميه، اعتبر أن "على وزارة الداخلية والقوى الامنية ان تحاسب على الثغرات الموجودة لديها".

وعن اعترافات الموقوفين زياد علوكي وسعد المصري على العميد حمود (عقيد مقرب من تيار المستقبل)، شدد علوش أن "على القضاء ان يواصل تحقيقاته وان يصل الى حقيقة الامور، واذا كان هذا الكلام صحيح فليرد العميد حمود لاشك ان العميد حمود كان له دور ولا اعرفه. انا كمسؤول تيار المستقبل في طرابلس لم يكن لي اي ترابط او تواصل مع حمود سوى تواصل هامشي على المستوى السياسي بخصوص علاقة بقضايا تنسيقية تضم نواباً ووزراء. اما الصلة الحزبية بين حمود وتيار المستقبل فلا توجد اي صلة حزبية. وليس لدينا في تيار المستقبل اي كيان مسلح".

وتابع: "هناك قطبة مخفية فالعميد حمود كان يجتمع مع كل ضباط الجيش والدرك كان هناك نوع من عملية توازن لضبط السلاح والمسلحين ولا يظن احد ان القضية غائبة عن القيادات الامنية، واذا كان حمود متهماً فهو ضابط متقاعد. انا كقيادي في المستقبل لم يكن لدي اي علاقة تنظيمية مع العميد حمود ولا علاقة تسليحية بأي من المسلحين في البلد واذا كان هناك من شيء فليأخذني القضاء وليحقق معي. والسؤال ما هو سر ان تتم الاجتماعات بشكل دوري بينه وبين مخابرات الجيش والقادة الامنيين. كان هناك محاولة من قيادة تيار المستقبل العليا للتخفيف من غلواء الفوضى المسلحة بالتعاون مع الجيش والقوى الامنية لضبط الامور".

وعن التعيينات الامنية وتصعيد رئيس تكتل التغيير ولاصلاح ميشال عون، اعتبر أنه "في المعطيات الحالية يبدو انه على غرار كل التمديدات التي حصلت في البلد سيتم التعامل مع هذا الملف على هذا الاساس. وفي الكثير من الاوقات عون رفع السقف ومن ثم قبل في الواقع". وأكد علوش أن "تيار المستقبل لم يكن لديه مانع من وصول عون الى سدة الرئاسة اذا استطاع ان يقنع المسيحيين انه حيادي. واذا تعذر التوافق على قيادة سنرفض الفراغ ونقبل بالتمديد".

 

ملخص مداخلة الدكتور جعجع الهاتفية

جعجع لنصرالله: قد نختلف على الكثير من المواضيع ولكن لا نستطيع ان نختلف على ان السعودية ساعدت وساهمت بإعمار لبنان السبت 18 نيسان 2015/رد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، على الخطاب الذي ألقاه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أمس، وخصوصا موقفه من المملكة العربية السعودية، فسأله: "يا سيد حسن أنت رئيس حزب لبناني، وبالتالي يجب ان تكون المصلحة اللبنانية العليا هي همك الأساسي، ولكن أين المصلحة اللبنانية العليا بما تقوم به؟ قد نختلف على الكثير من المواضيع ولكن لا نستطيع ان نختلف على ان السعودية ساعدت وساهمت بإعمار لبنان في المجالات كافة".

أضاف في اتصال هاتفي مع برنامج "بيروت اليوم" مع الاعلامية دنيز رحمة فخري عبر الـMTV: "أنا كمسيحي أذكر ان المملكة العربية السعودية وقفت إلى جانب الرئيس كميل شمعون، وفي كل مرة أزور فيها المملكة لا أسمع أخبارا إلا عن الرئيسين كميل شمعون وبشير الجميل، وبالطبع عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وتابع: "السيد نصر الله مسلم، ويقول إنه يتصرف لمصلحة المسلمين، فأين مصلحة المسلمين في مهاجمة السعودية؟ كما يقول نصرالله انه يتبنى هذا الموقف من عاصفة الحزم من الناحية الأخلاقية، ولكن إذا كانت القضية قصة مسؤولية أخلاقية، فيجب ان يتخذ موقفا بشأن النظام السوري أيضا الذي يقتل شعبه بالأسلحة الكيميائية ولاسيما ما شهدناه مؤخرا في معركة إدلب، هذه المجزرة التي أبكت أعضاء مجلس الأمن بعد أن سقط حوالي 1300 قتيل في ثلاث ثوان، اذا هل يقاتل حزب الله إلى جانب الأسد بدافع أخلاقي؟". وقال: "قبل شهر أيلول الماضي، كانت هناك عملية سياسية وحوار وطني في اليمن تحت مظلة الأمم المتحدة، فقامت جماعة مسلحة من الحوثيين والموالين للرئيس علي عبدالله صالح باحتلال المدن اليمنية، وشكلوا حركة عسكرية لإسقاط الدولة وطوقوا الإدارات والوزارات ولحقوا الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن"، مردفا إن "استعمال القوة استجلب ردة فعل من السعودية لإيقافه". أضاف: "الرئيس هادي وصل إلى الرئاسة بانتخابات شعبية وحاز على نسبة 99% من أصوات الناخبين، أي حصل على تأييد المجموعات كافة ومنها الحوثيون، وفي الحوار الذي شارك فيه الحوثيون تم التمديد له". وعن توجيه نصرالله الشكر لسوريا في خطابه الأخير، قال جعجع: "ان الشكر لسوريا هو اختزال لحوادث وتحوير كبير لما يحصل، ففي أول ستة أشهر من الثورة السورية لم يحمل المعارضون السلاح ولم يرموا حجرا حتى، وعلى الرغم من ذلك سقط 10 آلاف قتيل من المعارضة السورية قبل أن تتحول الثورة لإلى ثورة مسلحة بحيث نمت الجماعات التكفيرية كفطريات على أطراف الثورة الحقيقية والفعلية". وتابع "إن اللبنانيين هم أكثر من عانوا من نظام الأسد، من باب التبانة إلى الأرز وبشري وطرق بحمدون وزحلة وغيرها من المناطق، ولسنا بحاجة لأحد ليخبرنا عن هذا النظام، فعلى ماذا نشكر سوريا؟". وعما اذا كانت 14 آذار تراهن على "عاصفة الحزم" في اليمن، قال جعجع إن "حركة ثورة الأرز لا تتوقف عند تطورات المنطقة، فقوى 14 آذار هي ذاتها 14 آذار عام 2005 وستستمر إلى حين ينتصر مشروعها".

 

سليمان أوضح ما تردد عن إعادة ترشحه للرئاسة: قلت إن الاجماع علي يتطلب عودة الجميع إلى إعلان بعبدا وحينها من الممكن أن أصبح توافقيا

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - أوضح الرئيس العماد ميشال سليمان، تعليقا على ما تناقلته الوسائل الاعلامية حول إعادة ترشحه للرئاسة، انه لو أراد البقاء، كان عمل ما بوسعه على التمديد، وتراجع عن الكثير من مواقفه. سليمان وفي اتصال أجراه معه الاعلامي جورج صليبي، أوضح ان "قبول العودة إلى الرئاسة جاء ردا على السؤال الذي سأله مواطن ضمن مقابلته الإذاعية مع لبنان الحر، والذي يتعلق بضرورة بقاء الرئيس لتصريف الأعمال في الرئاسة، وصولا إلى خيار التمرد والبقاء في القصر حتى انتخاب الرئيس. فكان جوابي: أنني رفضت فكرة التمديد وقد أعلنت ذلك قبل سنتين ونصف السنة من انتهاء الولاية. وقلت أيضا، أنني لا أؤمن بفكرة تصريف الأعمال، لأن مقام الرئيس أكبر من تصريف الاعمال، احتراما لموقع الرئاسة وللدستور اللبناني، كما أرفض فكرة التمرد لأنها لا تنم عن شجاعة". وقال: "فكان السؤال التالي: إذا أعيد انتخابك بحكم الدستور هل ستقبل ذلك؟ أجبت: أولا الموضوع يحتاج إلى توافق، وهناك من لا يعتبرني توافقيا. فسألتني الاعلامية ايلديكو ايليا: في حال توافقوا عليك هل ستقبل؟ فكان جوابي: نعم، أقبل إن حصلت على هذا الاجماع، الذي يتطلب أولا عودة الجميع إلى إعلان بعبدا، الذي سبق لهم أن توافقوا عليه، وحينها من الممكن أن أصبح توافقيا". وفي موضوع محاكمة تلفزيون الجديد، قال سليمان ان "الخيار بين العدالة وحرية التعبير، هو خيار صعب، وعلينا تبني الاثنين معا. فنحن عملنا على تمويل المحكمة، وأنا شخصيا وافقت على التمديد للمحكمة خلال ولايتي الرئاسية". وختم "يجب على المحكمة الدولية الاخذ بعين الاعتبار، الممارسة اللبنانية لحرية التعبير"، مطالبا الجميع "اعتماد ميثاق الشرف الاعلامي حفاظا على علاقتنا بين بعضنا بعضا، وعلى علاقاتنا بباقي الدول".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/4/2015

الأحد 19 نيسان 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تشاور بين وزيري الدفاع الأميركي والسعودي حول "عاصفة الحزم" في اليمن، واستغراب للمرشد الأعلى للثورة الايرانية بمطالبة العالم لايران بعدم امتلاك قوة دفاعية قبيل استئناف التفاوض النووي، بمقابل استغراب اسرائيلي للتسليح الروسي لايران.. مواقف اقليمية ميزت هذا النهار.

محليا، فالحديث عن اليمن من وجهتي النظر المتقابلتين، بقي عالي الوتيرة. فيما انصرف الداخل للتشديد على استمرار الحوار. أما تسريع انتخاب رئيس للجمهورية، فحضر في عدد من المواقف الروحية، على لسان البطريرك الراعي من بكركي، والبطريرك لحام من الرابية. ولفت تذكير البطريرك اليازجي بقضية المطرانين المخطوفين، والدعوة لتكثيف المساعي لاطلاقهما.

وسط هذه الأجواء، زيارة وزير الدفاع الفرنسي لبنان، تشكل بارقة أمل بتحصين جهود الجيش اللبناني، وتوفير العدة والعتاد اللازمين لمواصلة حربه على الارهاب. ويقام احتفال صباح غد في القاعدة الجوية لمطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ويتخلل الزيارة مؤتمر صحافي مشترك لوزيري الدفاع اللبناني والفرنسي، بحضور قائد الجيش والسفير السعودي وشخصيات.

وفي مجال آخر، قيادة الجيش نفت ما أوردته صحيفة "الشرق الأوسط" على موقعها الإلكتروني، بأن حديث قائد الجيش العماد جان قهوجي تضمن العديد من الآراء، وأكدت ان العماد قهوجي قد تناول في حديثه حصرا موضوع الهبة السعودية المقدمة للجيش اللبناني، والمساعدات الفرنسية المقررة في إطار هذه الهبة، ولم يتطرق في حديثه على الإطلاق إلى أي موضوع سياسي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إجرام "داعشي" جديد يطل من ليبيا، بإعدام ثمانية وعشرين أثيوبيا، قتلوا لأنهم مسيحيون.

الإعلان عن الجريمة، يأتي بعد ساعات من كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الحرب في ليبيا. فهل هي رسالة "داعشية" للادارة الأميركية؟.

إيران حملت واشنطن مسؤولية إمداد "داعش" بالمال والسلاح. والسيد علي الخامنئي ركز على الأدوار الأميركية السلبية، وسمى الولايات المتحدة بأنها مصدر التهديد لدول المنطقة، واعدا بالرد على أي تهديد أو هجوم.

الكباش الدولي في أعلى درجاته، يترجم في ساحات عدة، من اليمن إلى سوريا والعراق. المشهد الميداني يمدد لنفسه. الجيش العراق يحقق إنجازات على مستوى تحرير مصفاة بيجي والتقدم في الرمادي. أما الجيش السوري فبات أقرب إلى إدلب، بعد التمدد في قرى تحيطها، ضمن خطة استعادة المدينة.

في لبنان، ترقب وتصعيد إعلامي لن يترجم في الداخل سوى بمواقف سياسية متباينة حول ما يجري في الساحات الإقليمية. على أن تفاصيل مهمة لوقائع تحصل في لبنان وتطوى ملفاتها من دون حسيب ولا رقيب، على غرار ما وقع في اليومين الماضيين في سجن رومية، حيث تم احتجاز عسكريين بينهم ضباط واندلع شغب، لم يطلع أحد الرأي العام على تفاصيل ما جرى: لماذا؟ وماذا يخبأ؟ وما كان المطلوب؟ ومتى يعلن المسؤولون عن هذا الملف حقيقة ما حصل، وخصوصا أنهم كانوا حتى الأمس القريب يقولون إنه تم ضبط الوضع في سجن رومية؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بعزة الواثقين بالله والنصر، المتمسكين بالثبات والصبر، الممتهنين عزم الارادات، الكاسرين لكل الغزاة، يمضي اليمنيون، الذين أيدهم الله على عدوهم فأصبحوا ظاهرين.

الظاهر للعيان، ضيق خيارات المعتدي وضياع الأهداف. خمسة وعشرون يوما ولا جديد، سوى مزيد من المجازر والارتكابات، وسيطرة أهل الأرض على الميدان.

والخلاصة إلى الآن: ان العدوان الذي يديره الأميركي ويهلل له الاسرائيلي، لن يكون له عنوان سوى ضرب الأمة وإضعافها، بحسب قائد "أنصار الله" السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي. فهل أميركا وإسرائيل ستحميان الحرمين الشريفين كما يقول أهل العدوان؟ وهل الاسرائيليون سيعيدون اليمن إلى الحضن العربي؟ وأي حضن هذا سوى حضن العمالة للأعداء؟.

بين أحضان الاسرائيليين يرتمي كل ساكت عن العدوان، أكد السيد الحوثي، ولن ترحم دماء وأطفال اليمنيين العابثين ببلدهم والمتآمرين.

ولمن يغرس خنجر الحقد في الجسد اليمني، للنظام السعودي، قال السيد الحوثي: لا دخل لكم بالشأن الداخلي اليمني، وما تقومون به معروف المصير والمسار، وتقاطعه مع العدو الصهيوني وضوحه تام، لكن اليمنيين لا يعرفون الاستسلام، حاضرون كما كانوا على الدوام، لكل معتد مختال. بوحدتهم التي لن تهزها كل عواصف الأحقاد، أو مؤامرات الأعداء. وحاضرون للاستفادة من كل الخيارات ومستعدون لكل السيناريوهات، والقول للسيد الحوثي، ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

العطلة السياسية في نهاية الأسبوع، لم يخرقها سوى النائب وليد جنبلاط. فهو أعلن موقفا متقدما من السيد حسن نصرالله، على خلفية مواقفه الأخيرة من السعودية والعائلة المالكة فيها.

جنبلاط الذي وصف خطاب نصرالله بالموتور، تساءل: إلى أين يريد أمين عام "حزب الله" جر لبنان واللبنانيين؟ استعاد مواقف قديمة له من "حزب الله"، خارقا بذلك الهدنة التي أرساها مع الحزب بعد إعادة تموضعه سياسيا.

فهل تعني مواقف جنبلاط اليوم، أن حرب اليمن بتداعياتها، توشك أن تنهي الوسطية في لبنان، ويمكن أن تعيد الاصطفافات الحادة إلى ما كانت عليه بعد العام 2005؟.

إقليميا، المعارك مستمرة في اليمن، في حين يستعد رؤساء أركان الجيوش العربية، للاجتماع الأربعاء المقبل في القاهرة، للبحث في تشكيل قوة عربية مشتركة.

في هذا الوقت، يستمر تنظيم "داعش" في بث الرعب وزرع الموت، وآخر ضحاياه 28 مسيحيا أثيوبيا أعدموا في ليبيا، بعدما رفضوا دفع الفدية أو اعتناق الاسلام.

توازيا سجل اليوم حصول أسوأ كارثة انسانية في مياه البحر الأبيض المتوسط، إذ غرق قارب مكتظ بالمهاجرين قبالة الشواطيء الليبية، ما أدى إلى وفاة حوالي 700 شخص. وهذه الكارثة تسلط الضوء من جديد، على المهاجرين الذين يخوضون مغامرات صعبة، ويقطعون المياه بطريقة خطرة بحثا عن حياة فضلى في أوروبا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ما عجزت عنه الحرب السورية، حققته الحرب اليمنية. الحرب بالواسطة بين ايران والسعودية، تحولت مواجهة مكشوفة.

والنار تحت الرماد منذ ذهاب "حزب الله" إلى سوريا للقتال ضد التكفيريين في حرب وقائية استباقية، استحالت اتونا تغلي فيه الحساسيات والنعرات والانقسامات حتى العظم، من باب المندب إلى مضيق هرمز، ومن باب توما إلى باب الهوا، ومن بصرى الشام إلى البصرة في العراق، ومن الأهواز إلى القطيف.

هجوم غير مسبوق ل"حزب الله" على السعودية، نظاما وأحياء وعظاما. وحملة لا سابق لها على السيد حسن نصرالله من حلفاء السعودية، على شخصه وهالته ورمزيته، تشبه الحملات التي خصصت لها مئات الملايين من الدولارات منذ 2006 لضرب صورته.

وعلى الأرض، في الشارع والبيوت، كلام خطير وتصعيد مذهبي ونكء للجراح ورش ملح على الجرح بشكل لا يصدق. والكلام الذي سبق 7 أيار، لا يعد شيئا بالمقارنة مع ما يقال حاليا.

سنتان على خطف المطرانين اليازجي وابراهيم، و9 أشهر على معاناة العسكريين، والربيع العربي يتناسل دموعا ودماء، و"داعش" تتنقل كالهواء الأصفر، كالطاعون، من بلد إلى آخر. تفتك وتقتل وتذبح وتتفرج وتنفرج وتتنفس الصعداء، لكنها لا تكف عن سفك دماء الأبرياء. بعد الأقباط جاء دور الأثيوبيين المسيحيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

سيل التصريحات الرافضة والشاجبة للتلفيقات التي أطلقها الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، متناولا المملكة العربية السعودية، في سياق ما سماه التضامن مع اليمن، تتقاطع غدا مع وصول الدفعة الأولى من السلاح الفرنسي المقدم للجيش اللبناني، بواسطة الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار، لتظهر مدى حجم التلفيقات والأكاذيب.

فالمملكة السعودية تسعى دائما إلى دعم السلطات الشرعية في الدول العربية، بعيدا عن محاولات التمدد الفارسي الساعية إلى تقويض معالم الدول وتقوية الميليشيات المسلحة، كما حصل في لبنان مع "حزب الله"، وفي اليمن مع الانقلابين الحوثيين.

وإذا كانت "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية، قد دفعت الأمين العام ل"حزب الله" إلى الانفعال والتوتر في خطابه الأخير، فإن التصريحات الايرانية لم تبتعد عن هذه الروحية، ليطلق اليوم قائد القوة البرية في الجيش الايراني أحمد رضا بوردستان، تهديدا جديدا ضد السعودية، متحدثا عن ضربة صاروخية سيكون من الصعب جدا تلافيها، كما قال.

داخليا، برز اليوم تأكيد النائب وليد جنبلاط، بأن "عاصفة الحزم" حق مشروع للدفاع عن النفس، ونحن معها، واللهجة الانفعالية للسيد نصرالله لا تفيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

الحرب في اليمن ورصاصها في لبنان. صراع تضبطه عقارب منبهة محليا، وتفرض حوارا في بيت الطاعة، على قاعدة السماح بالاختلاف إقليميا ومحاولة ترميمه لبنانيا. لكن التصريحات لكلا طرفي السعودية وإيران في لبنان، ترتفع بارتفاع حدة نيران اليمن، ما يطيح العقارب وساعتها، أو يجعل الحوار في مهب ريح العزم.

إضاعة الوقت سياسيا، لا تشبهها في الملفات المنتظرة أمنيا، وإذا كان جرح المخطوفين من العسكريين يثار يوميا في وسائل الإعلام، فإن هناك مطرانين في الشرق ضاعا في متاهات الشرق الأسود الجديد، وكاد الإعلام يعتقدهما أحرارا، لكن الذكرى الثانية لغيابهما تقول إن مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، لا يزالان أسرى المنظمات الإرهابية والتي لا تبتعد عن الأجواء الإقليمية للدولة التركية.

أضيئت لهما الشموع، وأقيمت الصلوات من دير سيدة البلمند. غير أن المطرانين يحتاجان إلى عمل تفاوضي تكون أنقرة طرفه الثاني، لتحرير راهبي الحرية. على أن تركيا سوف تنشغل بدءا من الأسبوع المقبل، بتلقي اللكمات السياسية من كل حدب أرمني وصوب مسيحي عام، مع الاحتفال بمئوية الإبادة الأرمنية، والتي سوف تشهد مهرجانات من أول مفارق برج حمود إلى آخر شوراع أرمينيا.

بإمكان تركيا اللجوء إلى النكران في مساهمتها بخطف المطرانين، وقبلهما حجاج أعزاز، وما بينهم دعم "داعش" و"النصرة"، وفتح حدودها لعبور المسلحين بعتادهم إلى سوريا، لكن التاريخ يقول إنها لم تنجح يوما في نكران الإبادة بحق شعب أرمني بأكمله، وتحويلهم إلى عظام ما زالت حية في وجدان الأرمن ولو بعد مئة عام.

وإلى محمود عباس الذي يحيي العظام وهي رميم، بحيث أسقطت جرائم الفساد الفلسطينية تهم الفساد بحق القيادي السابق في حركة "فتح" محمد دحلان، وذلك بعد سنوات على طرده من الحركة ورفع الحصانة عنه. عودة "آلان ديلون فلسطين" إلى الشرعية الفلسطينية وإسقاط تهم الفساد عنه، مهمة عجز عنها ملوك ورؤساء عرب، إذ إن دحلان لم يترك باب عرش إلا وطرقه للموافقة على غسل سمعته.

بدأت وساطات النجم الفلسطيني المتمول منذ عام 2011، ولم يترك زعيما إلا ووسطه عند محمود عباس للعفو عنه، لكن المهمات المستحيلة عادة ما تسند في لبنان والمحيط العربي إلى شخص واحد، إذ تقول معلومات "الجديد" إن نجاح الوساطة حققه اللواء عباس إبراهيم، منطلقا من الحفاظ على أمن مضبوط في مخيم عين الحلوة، بحيث أصبح دحلان مؤخرا، وبالتضامن مع مجموعات إسلامية، له كلمة وازنة في المخيم، بعد فشل اللجنة الأمنية مرارا، وما أعقبها من اغتيالات ومطاردات.

وتضيف المعلومات أن المدير العام للأمن العام التقى دحلان في الإمارات، باعتباره قوة فاعلة في المخيم مع السيدة حرمه التي أصبحت سيدة الإنسانية في توزيع المساعدات. تعهد ابراهيم بالمصالحة "وكرامة عين الحلوة تكرم سمعة الدحلون"، فكان لقاء "العباسين" في عمان، بحيث طرح عباس ابراهيم على الرئيس محمود عباس، السير في المصالحة للسيطرة على أمن المخيم، وعندها طلب أبو مازن مهلة زمنية، فأجابه المدير العام للأمن العام "إن الوقت ضدك وضدنا، فالحلول قد نفدت ولم يعد أمامنا سوى اللجوء إلى نهر بارد ثان، وهذا ما نتفاداه"، فكانت الموافقة الفلسطينية على إسقاط التهم عن دحلان.

مهمة لم تعطل اللواء ابراهيم عن ملف المخطوفين اللبنانيين، والذي ستبدأ تباشير إنفراجاته فور وصول الموفد القطري إلى بيروت.

 

داعش" صنيعة نظام الأسد لتشويه الثورة... وهذا الدليل

المستقبل/19 نيسان/15

بعدما طاشت رؤوس الكثير من الشرق اوسطيين من تنظيم “داعش” وأفعاله وتساءل كثيرون عن هوية مؤسسيه واتهم آخرون الاستخبارات الغربية والاسرائيلية، وقعت بالأمس وثائق سرية تفصيلية كاملة لهيكلية التنظيم الأسود في قبضة صحافيي “در شبيغل” الالمانية الذين نشروا اجزاء كبيرة منها، مسلطين الضوء على بدايات التنظيم والاسلوب الذي استخدمه لاستقطاب المؤيدين والمتطرفين والاموال من شتى انحاء العالم.

وستنشر “المستقبل” تقريرا مفصلا الاثنين يحتوي ابرز ما ورد في الوثائق. وبانتظار الغد يمكننا التأكيد اليوم ان اسم المؤسس الأول للتنظيم والزعيم الحقيقي والمخطط الاستراتيجي هو سمير عبد محمد الخلفاوي ضابط سابق في استخبارات البعث العراقي الجوية، عمل لحساب استخبارات البعث السوري بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق (ان لم يكن من قبل ذلك)، وعمل مع نظام الأسد لزعزعة امن واستقرار العراق وتحويل حياة الاميركيين فيه الى جحيم، فقد كان بشار الأسد يخشى ان

يكون دوره هو التالي بعد صدام فقرر تحريك الارهاب في العراق ضد الاميركيين. وخاصة أن الجنرال الاميركي كولن باول كان قصده عند بدء الاجتياح الاميركي – البريطاني للعراق من اجل ضبط الحدود السورية – العراقية لمنع تحركات الارهابيين، فاستعمل الأسد ورقة الارهاب هذه ليحمي بها عرشه من الاميركيين عند الحاجة.

المهم ان الوثائق التأسيسية لـ”داعش” حسبما ذكرت “در شبيغل” كتبت بقرطاسية من وزارة الدفاع السورية بما يدفع للتساؤل ما اذا كان فعلا الخلفاوي هو الرأس المدبر والمخطط، ام انه فقط الاداة التنفيذية للمدبرين الحقيقيين الذين هم طبعا كوادر في نظام الأسد. والأهم ان النظام السوري اراد لهذا التنظيم ان يكبر ويتعاظم نفوذه تحت ستار الطائفية السنية بالتحديد، كما خطط له ان ينمو بشكل اوتوماتيكي بحيث يصعب على افراده وفرقه ان يتعرفوا فعلا على من يقف وراه. وما مقتل الخلفاوي في تل رفعت في شمال حلب في صباح احد ايام كانون الثاني من عام 2014 الا مثال على ذلك، فقد كان جاره احد امراء التنظيم لا يعرف البتة ان الساكن بجواره هو المؤسس الحقيقي لـ”داعش”. وحصلت معركة عندما انقسمت تل رفعت بين موالين لـ”داعش” وآخرين تابعين لفصائل معارضة فوصل الثوار الى منزله، وحصل تبادل لاطلاق النار قتل فيه الخلفاوي ولم يدرك الثوار هوية القتيل او قيمته بالنسبة لتنظيمهم، الا بعد اطلاعهم على اوراقه التي افادت أنه هو الملقب الحاجي بكر، مع الاشارة الى انه لم يتم العثور على اي قرآن او كتاب ديني في منزله.

وعندما انتصر لواء التوحيد احد الالوية المعارضة في معركة تل رفعت وسيطروا عليها تماما واستولوا على منزل الخلفاوي، عثروا فيه على الملف التأسيسي لداعش وقد تمكنت الصحيفة الالمانية من وضع يدها على 31 صفحة مليئة بالكتابات والرسوم والجداول التي تشرح كيفية بناء “داعش” وكيفية العمل بين مؤسساتها. ويبقى اهم ما يمكن استخلاصه من محتوى هذه الاوراق انه منذ البداية كانت الخطة ارسال رجال دين مزورين بعد تلقينهم بعض التدريبات الى مدن وقرى سوريا لفتح مكاتب دينية بريئة فيها لتعليم الشريعة والدين ومع الوقت يتم استقطاب الشبان الى تلك المكاتب، وعندما بدأ النظام يشدد قمعه ضد الثوة السلمية كان يتوقع ان يقوم عملاؤه رؤساء مكاتب “داعش” حول البلاد بتعزيز التعصب الديني السني ورفع راية الجهاد المزعومة. وهكذا فوجئ السوريون بين ليلة وضحاها بالاعداد الهائلة التي يملكها التنظيم في شتى المناطق. وهذا يفسر بشكل اوضح الآن لماذا كان طيران الاسد يغير على مواقع المعارضة والجيش الحر عندما يكون هؤلاء في خضم معركة ضد ارهابيي “داعش”، بينما لا يتعرض ابدا لأي داعشي.

واشارت الصحيفة الى ان العديد من المقاتلين الاجانب الذين تدفقوا الى سوريا لمحاربة الأسد فوجئوا ان داعش يقاتل فقط الجيش الحر والمعارضين المعتدلين وان العديد من هؤلاء تمت تصفيتهم لدى محاولتهم الفرار او الانقلاب على التنظيم بعد اكتشافهم حقيقته. وكانت الخطة تقضي باحتلال اراض عراقية بعد ترسيخ اقدام التنظيم في سوريا من ناحية لاعطائه طابع الارهاب العالمي، ومن ناحية اخرى للسيطرة على بعض موارد النفط التي كانت ماكينة الأسد بحاجة اليها، وبالطبع لم تكن لتحصل عليها من اكراد العراق.

كما تضمن مخطط الخلفاوي، او بالاحرى مخطط الاستخبارات السورية، استهدافا واضحا للعائلات الثرية وكان المخطط مصاهرة هذه العائلات من قبل شبان “داعش” الذين كانوا يظهرون في مظهر الشباب المؤدبين ثم تقوم فرق تجسس بملاحقة رب الاسرة وافرادها من اجل معرفة خفايا حياة كل شخص فيها والتقاط صور حميمية له لتهديده بها وابتزاز المال منه. وهكذا قويت شوكة التنظيم واتسعت رقعة نفوذه وجمع اموالا طائلة في وقت قياسي. ومعظم فرق التجسس هذه كانت تؤلف من مراهقين اعمارهم بين الـ15 والـ20 عاما.

وتقول الصحيفة الالمانية ان الحاجي بكر قرر وقادة آخرون في التنظيم اعلان ابو بكر البغدادي خليفة له لأنه يتمع بالكاريزما المطلوبة ويوحي لأفراد التنظيم بأنه صورة دينية ملتزمة مع انه في الحقيقة غير ذلك. وان التنظيم منذ مقتل الخلفاوي العام الفائت بدأت بعض فرقه وخاصة المنتشرة في العراق والرقة تتمرد على نظام الاسد وقد قامت احداها، بعد السيطرة على الموصل واحساس التنظيم بأنه لا يحتاج الى الأسد ونظامه من الآن فصاعدا، بسفك دماء الكتيبة رقم 17 في جيش الاسد بعدما كان التنظيم قام بحمايتها في وقت سابق من محاصرة الجيش الحر لها في قاعدة جوية قرب الرقة. والمهم الآن بغض النظر عن اي اختلاف من الآن فصاعدا بين برنامجي الأسد و”داعش”، الا ان نظام الأسد اراد لـ”داعش” ان تكون كما هي الآن تنظيماً ارهابياً قوياً ينمو بعيدا عنه ويفسد سمعة الثورة السورية ويظهره هو امام العالم على انه المخلص الوحيد. هذه المعلومات الآن برسم حكومات المجتمع الدولي التي ركزت عملياتها العسكرية على الذيل تاركة رأس الأفعى.

 

لودريان في بيروت للاشراف على تسليم أسلحة للجيش

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - المطار - وصل الى بيروت مساء اليوم وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، آتيا من باريس على رأس وفد، على متن طائرة خاصة، في زيارة رسمية للبنان، يلتقي خلالها بعدد من كبار المسؤولين اللبنانيين، ويشرف على تسليم الدفعة الأولى من السلاح الفرنسي، الذي يدخل ضمن الهبة السعودية لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، والبالغة ثلاثة مليارات دولار. وكان في إستقباله على أرض مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، سفير فرنسا باتريس باولي وعدد من أركان السفارة. ويقيم مقبل مساء اليوم حفل عشاء على شرف الوزير الفرنسي، في دارته في الرابية. ومن المقرر أن يشهد مطار رفيق الحريري الدولي عند التاسعة والنصف من صباح غد الإثنين، إحتفالا بمناسبة تسليم الجيش دفعة الأسلحة الفرنسية، يحضره مقبل والوزير الفرنسي وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

 

مقتل لبناني باطلاق النار عليه في ملبورن استراليا

الأحد 19 نيسان 2015/وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار ميشال حلاق ان اللبناني خالد يحيى ابو حسنة من بلدة مشمش عكار، قتل بعد اطلاق النار عليه عند عودته الى منزله الثانية صباحا في مدينة ملبورن - استراليا.

وقد فرضت شرطة ولاية فيكتوريا - ملبورن طوقا حول مكان الحادث بإنتظار التحقيقات. والمغدور هو أب ل6 اولاد وعمره 39 سنة، وقتل الثانية فجرا عند مدخل منزل والدته في ملبورن.

 

جعجع خلال تسليم بطاقات لمنتسبين جدد: ندعم إنشاء قوة عربية مشتركة للدفاع عن قضايا الدول العربية

الأحد 19 نيسان 2015/وطنية - رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "لبنان في مرمى أطماع اطراف تنظر الى الدولة اللبنانية كمجرد جزء من امبراطورية اوسع واشمل، فتمعن في تعطيل هذه الدولة وإفراغ مؤسساتها، وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية، إذا رأت في ذلك خدمة لأهدافها الاستراتيجية". وأعلن عن "دعم القوات اللبنانية لتحرك جامعة الدول العربية باتجاه إنشاء قوة عربية مشتركة تتولى الدفاع عن القضايا العربية المحقة، بما في ذلك إرساء سلم وأمن إقليميين عربيين، ومكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، وإعلاء شأن الإعتدال والتصدي للأطماع الخارجية في المنطقة". كلام جعجع جاء خلال احتفال تسليم دفعة جديدة من البطاقات الحزبية الى المحازبين في معراب، حيث قال: "لقد شاءت الظروف أن نلتقي في هذا اليوم بالذات، بين تاريخ حل الحزب في 23 آذار 1994 وتاريخ اعتقال رئيسه في 21 نيسان 1994. ان وجودنا اليوم هنا، بعد كل ما عانته القوات من ظروف الحل والاعتقال والاضطهاد والقهر، يحمل رمزية كبيرة إذ يولد فينا قناعة إضافية بأن مؤسسة يخرج من رحمها سليم معيكي، واكرم القزح، وسهيل منسى وسليمان عقيقي ونديم عبد النور والآلاف من رفاقهم، هي قوات فعلا مهما امعن الأعداء فيها حلا وترهيبا وتنكيلا واعتقالا واضطهادا وقتلا". مضيفا "إن وجودنا اليوم هنا هو دليل إضافي على انه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح، وها هو قد صح".

واردف: "في 23 آذار 1994 ارادوه خريفا قواتيا لا ينتهي، وفي 17 نيسان 2015 هوذا ربيع القوات يتفتح اكثر فأكثر. في 23 آذار توهم البعض بأن القوات تحل بشطبة قلم، وفي 17 نيسان تبرهن القوات من جديد انها باقية ومستمرة. لقد استجابت القوات لموجة الإضطهادات استجابة الجسد للقاح، فاللقاح يتسبب بآلام وعوارض جانبية في البداية، لكنه يجعل الإنسان اكثر قوة ومناعة وحصانة في النهاية، تنتسبون الى القوات اللبنانية كمؤسسة حزبية اليوم، بعدما انتسبتم اليها كروح نضالية متجذرة في هذه الأرض. تنتسبون الى حزب القوات اللبنانية رسميا اليوم، بعدما اجتزتم معمودية الصمود والبقاء، وامتحنتم كما يمتحن الذهب في النار، ففزتم في القوات بشرف الإنتماء، قبل ان تحصلوا اليوم على شرف الإنتساب. إن البطاقة التي تتسلمونها اليوم، ليست بطاقة انتساب عادية يفتتح بها اي مواطن حياته الحزبية، كما يحصل عادة، وإنما هي وسام شرف يكلل مسيرتكم النضالية المجيدة بعد طول صمود ونضال والتزام".

واستطرد: "تنتسبون الى القوات كحزب في زمن السلم، بعد أن قامت على عرقكم ودمائكم واكتافكم في زمن الحرب، إن القوات وفية لكم ولكل ابطالها ومناضليها، فالقوات ليست حافلة ركاب صغيرة تنزل رفاقا وتصعد آخرين بحجة ضيق الأمكنة، او لضيق الصدور او ضيق الأفق، وإنما القوات آفاق كبيرة، وافكار عظيمة ومطارح كثيرة تتسع لكل المحبين". وأكد جعجع أنه "إذا كان للوفاء عنوان، فالقوات هي هذا العنوان: مؤسسة لا تذهب تضحيات المناضلين وعرق المقاومين فيها هباء منثورا، وإنما تصبح اهدافا وطنية مرسومة، مؤسسة لا يطعن المناضلون فيها مرتين، مرة بخنجر الإحتلال ومرة بخنجر الجحود والنكران والإبتذال، مؤسسة لا تتخلى عن مناضليها فتتركهم لقمة سائغة في مهب النسيان، وإنما تنتظرهم بمصابيح من الزيت حتى انقضاء الزمان، مؤسسة لا تفرط بإرثها العظيم وتاريخها المجيد ورصيدها الثمين، وإنما تحافظ عليه برموش العين، حتى ولو افسد ذلك مصالح وعلاقات بعض الذين لا يعجبهم ذلك، مؤسسة لا تخلع ثياب امجادها النضالية القديمة، حتى لا يجمد صقيع النفعية والإنتهازية حرارة العنفوان والإيمان الذي ينبض في عروقها، فيحيلها جسدا بلا روح، وهيكلا بلا حياة، مؤسسة لا تسود فيها لغة التمنين والتجريح والتسخيف والتخوين. إذا كانت القوات كحزب هي الجسد والهيكل والإطار، فإن وجودكم فيها هو الروح والمضمون والنبض والحياة والمقاومة، لقد اعطيت القوات وزنات كثيرة، فلا بد يا رفاق أن يحاسبنا التاريخ على الكثير".

واشار الى أنه "إذا كانت بعض الظروف او التصرفات او السياسات او الدعايات تبعد الشباب عن الحياة الحزبية، فيفضل عليها حياة اللهو والفراغ واللامسؤولية، فإن مسؤوليتكم أنتم ان تبقوا شعلة الإلتزام والأخلاقية والمسؤولية الوطنية، متقدة لدى الشباب وفي المجتمع. إن الإنخراط في الحياة الحزبية، مع ما يترتب عنه من نظام وتثقيف ووعي وتضحية وتحل بروح المسؤولية، لا يبعد شبابنا عن الانحراف وعن الآفات التي تعصف بالمجتمع فحسب، وإنما يزرع في نفسه اهدافا سامية، ويجعل منه اشد إيمانا وتصميما وقدرة على مجابهة التحديات الخاصة والعامة، والإنتصار لقضايا أرضه وشعبه ووطنه، إن شعبا يفقد روح الالتزام الوطني ويتخلى عن مسؤولياته التاريخيه، مسخرا حياته للأمور المادية او الإجتماعية او الترفيهية فحسب، متناسيا أنه يعيش فوق بقعة جغرافية مضطربة، هو شعب يغلق بيده سجلا مشرقا حافلا بالقداسة والبطولة والإنجازات، دونه اباؤه واجداده بعرقهم ودموعهم والدماء".

وشدد على "أن الإلتزام بالعمل الحزبي ضرورة استراتيجية، لا على المستوى الوطني حفاظا على الطبيعة الديموقراطية التعددية للدولة اللبنانية فحسب، وإنما ايضا على المستوى الوجودي والقيمي والإجتماعي والإنساني".

وأردف: "تتسلمون بطاقتكم الحزبية ولبنان في مرمى اطماع اطراف تنظر الى الدولة اللبنانية كمجرد جزء من امبراطورية اوسع واشمل، فتمعن في تعطيل هذه الدولة وإفراغ مؤسساتها، وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية، إذا رأت في ذلك خدمة لأهدافها الاستراتيجية.

إن الأطراف ذاتها لم تكتف بشل الجمهورية في لبنان فحسب، بل لم تتورع عن زعزعة استقرار الأمن العربي والإقليمي برمته من خلال خلق حركات مسلحة من هنا، ومحاولة تقويض امن دول عربية واستقرارها وسيادتها من هناك، إننا في هذه المناسبة نعلن عن دعمنا لتحرك جامعة الدول العربية باتجاه إنشاء قوة عربية مشتركة تتولى الدفاع عن القضايا العربية المحقة، بما في ذلك إرساء سلم وأمن إقليميين عربيين، ومكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، وإعلاء شأن الإعتدال والتصدي للأطماع الخارجية في المنطقة".

وتابع: "انتم حبة القمح التي بذرت في التربة القواتية الخصبة، فأنبتت رجالا وسنابل وابطالا وقديسين. إن مسؤوليتكم مضاعفة، لأن إلمامكم بأبعاد قضيتنا في هذا الشرق مضاعف ايضا. فأنتم لم تضعوا ارواحكم على اكفكم ايام الحرب، حتى تضعوا انتماءكم الحزبي على الرف ايام السلم. وانتم لم تقتحموا ساحات الوغى في زمن الحرب، حتى تحجموا عن تحمل مسؤولياتكم الحزبية ايام السلم. وانتم، لم يسقط منكم الجرحى والشهداء والمعتقلون ايام الحرب، حتى تخلوا الساحة للوصوليين والإنتهازيين والفارغين ليتربعوا على حصاد ثورتكم ايام السلم".

وختم جعجع:" تعودون الى القوات بالبزة السوداء الرسمية اليوم، وأنتم لم تتخلفوا عن تلبية ندائها عندما كانت البزة خضراء، تعودون الى القوات حاملين إرث امجادها العظيم، وانتم المشاركون في صنع هذه الأمجاد والتواقون لمضاعفتها بعزم لا يلين، شهرتم السيف يوم لاح الخطر وأرحتموه يوم زال، لكن عيونكم بقيت ساهرة في كل المراحل، فلا تغمضوا عيونكم ولا تخفتوا أصواتكم، إن فجر القوات بزغ من بريق سيوفكم، وهو يستمر بقوة كلمتكم لكن لبنان لم يخرج الى الضوء بالكامل بعد، فناضلوا إذا، وثابروا واستمروا."

 

عدوان: نصرالله رأس حربة في المشروع الايراني ومواقفه تهدد 500 الف لبناني في الخليج

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - رأى النائب جورج عدوان، في حوار ل"اللواء" ينشر غدا الاثنين، ان "السيد حسن نصرالله يصعد مواقفه كونه رأس حربة في المشروع الايراني، ومواقفه تضر بمصلحة لبنان وتهدد 500 الف لبناني يعملون في دول الخليج العربي".

ولفت الى ان "السعودية لم تقدم للبنان الا الرعاية والدعم السياسي والمالي، وما اقدمت عليه من تسليح الجيش والقوى الامنية عمل استثنائي تشكر عليه"، مشيرا الى ان "الملك سلمان اتخذ قرارا تاريخيا بمواجهة تصاعد الازمة اليمنية وانشاء التحالف العربي وعاصفة الحزم لوضع حد للتدخل الايراني في الشؤون الداخلية للبلاد العربية ولمواجهة الارهاب، وهو حريص على امن السعودية وامن لبنان". واعتبر ان "صدور قرار مجلس الامن تحت الفصل السابع يشكل نقطة تحول كبيرة ورسالة لايران بعدم تسليح ميليشيا الحوثي وبعدم التدخل في الشؤون العربية".

ورأى ان "الحوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يسير بشكل طبيعي، وتوافقنا ان لا عودة الى مرحلة الصراعات والتشنج، ويتم البحث في طريقة وثيقة اعلان النوايا بين الطرفين"، لافتا الى انه "لا يمكن للتيار الوطني ان ينتخب سمير جعجع رئيسا اذا لم يحصل تفاهم على جميع العناوين السياسية وكذلك القوات اللبنانية بالنسبة لعون". واعلن عدوان ان "قوى 14 اذار لن تلجأ الى مواجهة شارع بشارع كما فعل حزب الله، ولسنا مع الخطابات الانفعالية المسيئة لاشقائنا العرب"، مشددا على "ضرورة تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية".

 

الراعي: نكرر دعوتنا للمجلس للقيام بواجبه وانتخاب رئيس

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، حنا علوان وعاد ابي كرم، امين سر البطريرك الاب نبيه الترس، القيم البطريركي العام المونسينيور جوزف البواري، وحضر القداس الوزير السابق جان لوي قرداحي، عائلة المرحوم الشاب ايلي منير القاعي وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "مشى يسوع معهما وهما مكتئبان، ولم يعرفاه إلا عند كسر الخبز"، قال فيها: "هو المسيح القائم من الموت، بجسده الممجد، حاضر أبدا في حياة المؤمنين والمؤمنات وفي حياة الكنيسة. لا نراه ولا نعرفه بأعين الجسد، بل بعين الإيمان. هكذا حصل مع التلميذين المسافرين إلى بلدة عماوس يوم قيامته. كانا حزينين ومُحطمين بسبب الحكم على يسوع بالموت وصلبه. فجاء " ومشى معهما، ولم يعرفاه إلا عندما دخل بيتهما وكسر الخبز"(لو24).

أضاف: "كم من الناس يعيشون بقلق وخوف وحزن وضياع، ولا يرون بصيص أمل في أفق الحياة. هؤلاء بالذات، وبنوع خاص، يأتي الرب يسوع ويقترب منهم، ويصغي إلى وجعهم ويخاطب قلوبهم بولوجه إليها وبكلمته الهادية وبتعليم الكنيسة. هكذا فعل مع التلميذين عندما مشى معهما في طريق ألمهما وتساؤلاتهما وآمالهما المحطمة. فأدخل إلى قلبيهما الطمأنينة والانشراح، كما صارح الواحد الآخر: "أما كان قلبنا مضطرما فينا، حين كان يُكلمنا في الطريق، ويشرح لنا الكتب؟"(لو24: 32). فلينتبه كل واحد وواحدة منا، وهو في حالة حزن أو يأس أو ضياع، إلى المسيح الذي يمشي بقربه ويخاطب قلبه. إنه "عمانوئيل"، إلهنا معنا متى1: 23)".

وتابع: "قيمة الحياة المسيحية أن نكون، كما يقول بولس الرسول "سفراء المسيح"(2كور5: 20) لدى كل حزين ومحتاج، كل يائس ومحبط، كل ضائع وقلق، ولدى كل شخص يعاني من الوحدة والتهميش. وجميل بل ومنتظر أن يكون كل مسؤول في الدولة قريبا من الشعب لكي يؤمن الخير العام، الذي منه خير كل شخص وخير الجميع".

وقال: "الشعب في لبنان يعاني الكثير من هذا القبيل، إقتصاديا ومعيشيا واجتماعيا وأمنيا. وهو ينتظر أن يقوم المسؤولون السياسيون بواجباتهم على هذه الأصعدة، وقد أوكلها إليهم الشعب، وهو بحسب الدستور، مصدر السلطات التي تمارس عبر المؤسسات العامة. وإننا نكرِر عليهم، باسم الشعب اللبناني، أن يقوم المجلس النيابي بواجبه الأول والأساسي وهو انتخاب رئيس للجمهورية بعد أحد عشر شهرا من الفراغ".

وتابع: "على صعيد الكنيسة، يحتاج أبناؤها وبناتها، أن نكون نحن، بطريركا وأساقفة وكهنة ورهبانا وراهبات، أكثر فأكثر بالقرب منهم، في العمل الراعوي والروحي وفي مؤسساتنا التربوية والاستشفائية والاجتماعية فنحمل إليهم محبة المسيح، ونزرع في قلوبهم الطمأنينة والرجاء".

أضاف:" في العائلة، بالرغم من هموم الوالدين لتأمين معيشة أولادهم الكريمة، وتعليمهم وتطبيبهم وإلباسهم، يطلب منهم أن يصغوا لأولادهم، ويحاوروهم، ويتطلعوا معهم إلى انتظاراتهم وطموحاتهم. ومن واجب الأبناء والبنات أن يكونوا بالقرب من والديهم ويتحسسوا همومهم، ويدخلوا في حوار محبة واحترام معهم. فمن المعيب أن يتعلق الأولاد بآليات الكمبيوتر والانترنت وسائر التقنيات الحديثة التي باتت بين أيديهم، وهذا حق، على حساب حوار الحب والعاطفة مع أبيهم وأمهم".

وتابع: "عرفاه عند كسر الخبز"(لو24: 31). "كسر الخبز" يعني في الكنيسة الأولى "القداس" الذي نحتفل به اليوم. ما فعله يسوع مع التلميذين بعد ظهر أحد قيامته، كان بالحقيقة قداسه الأول بعد قيامته. فنجد في هذه الصفحة الانجيلية عناصر القداس الإلهي الثلاثة: خدمة الكلمة الالهية، وذبيحة يسوع الأسرارية غير الدموية، ومناولة جسد الرب ودمه. يسوع الكاهن الأزلي قام بخدمة الكلمة عندما شرح للتلميذين كل ما كتب في الانبياء والمزامير وكتب موسى عن المسيح وآلامه وقيامته.

ويسوع القائم من الموت بجسده الممجد الحامل علامات الصلب والفداء في يديه ورجليه وصدره، هو نفسه الذبيحة الاسرارية الحاضرة، التي هي استمرارية ذبيحة الصليب الدموية. ويسوع، بكسر الخبز أجرى تحويل الخبز إلى جسده، وناوله للتلميذين. حينئذ انفتحت أعينهما وعرفاه. اما هو فتوارى عنهما للحال. هذا دليل على أن يسوع حاضر في سر القداس، ونعرفه بعين الايمان من خلال كلام الانجيل وذبيحة جسده ودمه تحت شكلي الخبز والخمر، وتناولهما. للحال قاما ورجعا إلى أورشليم"(لو24: 33).

وختم الراعي: "هذا اللقاء القرباني بيسوع، أخرج التلميذين من الحزن والاحباط، وأعطاهما القوة والعزم. وبالرغم من هبوط الظلام وطول المسافة، عادا من عماوس إلى اورشليم لينقلا خبر قيامة يسوع وكيف عرفاه عند كسر الخبز(راجع لو24: 33-35).

ما يعني أن المؤمنين والمؤمنات يستمدون قوتهم الروحية والمعنوية والجسدية من القداس: من كلمة الانجيل، وذبيحة المسيح، ووليمة جسده ودمه. وما يعني أيضا أن المشاركة الواعية والمثمرة في قداس يوم الأحد، كما وفي القداس اليومي، هي المنطلق للشهادة ليسوع المسيح، لسر موته فداء عن خطايانا، وقيامته لتقديسنا، ولمحبته في مجتمعنا. نسأل الرب يسوع الحاضر معنا في هذه الذبيحة المقدسة أن ينعم علينا، كلاً في حالته، نصيب تلميذي عماوس، فنرفع المجد والتسبيح له وللآب والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس استقبل الراعي في صالون الصرح، الوزير السابق جان لوي قرداحي وعرض معه الاوضاع الراهنة. كما التقى مختار بلدة أيطو ريمون علوان والفنان نايف علوان اللذين اطلعاه على موضوع استرداد املاك البلدة من قبل احد ابناء البلدة وكانت بيعت الى مواطنين من خارج المنطقة، وهذا الاسترداد حصل بالتعاون والتنسيق مع المطران حنا علوان وقائمقام زغرتا السيدة ايمان الرافعي.

بعدها، استقبل الراعي عائلة المرحوم الشاب ايلي منير القاعي التي شكرته على مواساتهم لهم وارسال النائب البطريركي المطران سمير مظلوم لترؤس صلاة الجنازة لراحة نفسه اضافة الى الرقيم البطريركي.

ومن الزوار ايضا على التوالي: رئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان على رأس وفد من التجمع، عضو الرابطة المارونية الدكتور مارون سرحال ، الكاتب بديع ابو جودة، الكاتب جورج حايك الذي قدم نسخة عن كتابه الجديد" بيوت القديسين والابرار الموارنة" ووفود شعبية من مختلف المناطق. كما منح الراعي البركة الرسولية لاندريه مبارك وزوجته وعائلته، ومبارك هو الذي درس غبطته في مدرسة حملايا.

 

نضال طعمة: نصرالله يريد قلب الهيكل فوق رؤوس الجميع

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - رأى النائب نضال طعمة أن "السيد حسن نصرالله يبدو أنه يريد أن يقلب الهيكل فوق رؤوس الجميع، وواضح أنه يتحدث انطلاقا من منطق علي وعلى أعدائي يا رب، والمستغرب فعلا أن يقارب أمين عام حزب لبناني القضية اليمنية من موقع يخاله السامع ليس لبنانيا بل ويحسبه كل من يحلل خطابه بأنه في قلب غرفة العمليات التي تدير الحرب في اليمن". وقال في تصريح اليوم: "هذا التبني لقضية لا تمت للبنان بصلة تضر البلد وشعبه ومستقبله ولا يمكن أن يقبله عاقل ولا أن يمر مرور الكرام، خاصة وأنه ترافق مع هجوم غير مسبوق على دولة عربية تحتم المصلحة الوطنية والقيم الأخلاقية حسن العلاقة معها. ان كلام السيد عن السعودية مردود أصلا، وأنا لا أريد أن أخوض في غمار تفاصيله، ولكن إذا كان الفكر السعودي بهذا السوء فلماذا كان خطاب حزب الله وكانت مواقف حزب الله متناغمة ومتعايشة بل وفي بعض الاحيان مشيدة بهذا الدور؟ كيف يدعي حزب الله حسن العلاقة مع الرئيس رفيق الحريري، دافعا بذلك عنه تهمة اغتياله، ثم يهاجم البيت والفكر والمدرسة التي احتضنت رفيق الحريري، مسقطا بتهجمه تبرئة نفسه من الاغتيال، واحترام أدبيات خطابه السابقة، فضلا عن أن الحزب بهذه الخطوة يسقط مقاربته للحوار من باب ضرورة تنفيس الاحتقان في الشارع؟ ونسأل بجدية هذه المرة، أي حوار هذا يستطيع أن يصلح ما أفسده الخطاب التحريضي الضيق الأفق؟" وتابع: "لقد أعاد خطاب حزب الله عقارب الزمن إلى الوراء، وعوض تلمسنا لمرحلة فيها حلحلة لبعض الملفات الداخلية، نجد أنفسنا اليوم أبعد عن إمكانية تحقيقها. ويأتي تهديد طرف رافض للتمديد لقادة القوى الأمنية بهدف الحفاظ على الاستقرار وتجنب الفراغ في ظل فراغ رئاسة الجمهورية، مهددا بالانسحاب من الحكومة، وكأن السيناريوهات التي كنا نحذر منها سابقا ونحذر منها اليوم وتقضي بخلق الفوضى في البلد، وتفريغه من مؤسساته، لتضع قوى الأمر الواقع يدها على الأرض، وتسيطر على الساحة الوطنية". وختم: "مقابل هذا التصعيد الأخير، هناك إصرار على عمل المؤسسات وهناك إصرار على تكريس مرجعية الدولة في شتى الميادين، وها هو معالي الوزير نهاد مشنوق، مثلا، يتابع ملفاته الساخنة ويصر على مرجعية الدولة دون سواها ولا يخضع للتهديدات والابتزازات كما حصل في سجن رومية، وفي هذا السياق لا بد من تأكيد ضرورة إعادة النظر في واقع سجن رومية وخلق الأطر المساعدة لتأمين العدالة للجميع".

 

لحام بعد لقائه عون: نأمل ان يكون لهذا البيت حصة كبيرة في الوصول لشاطىء الأمان

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - زار بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، يرافقه المستشار البطريركي للشؤون العامة الارشمندريت شربل الحكيم، وأمين سر مؤتمر العائلة وتحديات العصر الدكتور ايلي حليحل، رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، في حضور الوزير السابق نقولا الصحناوي. وخلال اللقاء، كان بحث في أوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط وما يتعرضون له من حملات قتل وتهجير، وأطلعه على الاتصالات الجارية مع المراجع الكنسية العليا بعيدا عن الاعلام بشأن حل المشاكل الملحة الطارئة والتخفيف من التهجير. وسلم لحام والوفد عون "وثيقة لقاء الربوة" التي صدرت في ختام المؤتمر الشرق اوسطي حول العائلة وتحدياتها وحضره كل رؤساء الطوائف الاسلامية والمسيحية وشارك فيه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ووفد فاتيكاني برئاسة أمين عام مجمع الأساقفة في العالم الكاردينال لورانزو بالديساري. وشرح الحكيم لعون "آلية تفعيل الوثيقة التي صدرت عن المؤتمر عبر التواصل في لبنان بين مختلف مكوناته والتنسيق المستمر مع حاضرة الفاتيكان في اطار حماية مسيحيي الشرق".

لحام

بعد اللقاء قال لحام: "سررنا بزيارة دولة الرئيس العماد ميشال عون الذي شكرنا له مشاركته في كل النشاطات التي تقام في المركز العالمي لحوار الحضارات، لقاء، وقدمنا له "وثيقة لقاء الربوة" التي صدرت عن مؤتمر "العائلة وتحديات العصر في الشرق الاوسط"، وهي استكمال للسينودس الذي عقد في روما بدعوة من قداسة البابا فرنسيس. وهذه الوثيقة تشمل لبنان ودول الشرق الاوسط، في ظل ما نشهده من اعمال عنف وقتل وتدمير وتفكيك لعائلاتنا ولمجتمعنا في غياب منطق الحوار واحترام كرامة الانسان". أضاف: "إننا نعتبر وثيقة الربوة مدماكا أساسيا يبنى عليه لمواجهة التحدي الاساسي في هذه الايام الدقيقة، هو كيف نقدم أنفسنا للغير، وكيف يجب ان نفهم الآخر ونقبله بانفتاح، بعيدا عن الانغلاق والاحكام المسبقة. واننا نرى اليوم ان الإنسان يستعمل أعضاءه وفكره ومخيلته وإختراعاته، ليقتل ويخترع آلات القتل والدمار والترويع والموت الجسدي والنفسي? ان العائلة يجب أن تكون الخميرة في مجتمعها المتنوع والمتعدد الطوائف والمذاهب والحضارات، كما ان التواصل المسيحي الاسلامي يعطي العائلة الحصانة الروحية والاجتماعية خصوصا امام تنامي التيارات الهدامة والارهابية الوافدة من الخارج، لأن العائلة هي الحاضنة للقيم الايمانية والانفتاح على الحضارات وبناء الجسور بين الناس". وتابع: "نتمنى ان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت، لان دقة الظرف تتطلب توحيد الجهود والترفع عن المصالح الشخصية. فلبنان ينادينا جميعا، وعلينا ان نضع كل إمكاناتنا من اجل اعادة الوهج الى قصر الرئاسة الاولى، من خلال انتخاب رئيس للجمهورية. كما اننا نثمن خطوات الدولة في سبيل ارساء الأمن وطمأنة المواطنين والجهود التي تبذل لإنهاء محنة العسكريين المخطوفين، طالبين من الله ان تلقى هذه الجهود نتيجة إيجابية، وتضع حدا لعذابات الأهالي بعودة ابنائهم اليهم والى الوطن". وختم: "نأمل ان يكون لهذا البيت حصة كبيرة في وصول لبنان الى شاطىء الامان وان يكون ايضا لهذه العائلة اللبنانية رأس هو الرئيس اللبناني المسيحي ولكل اللبنانيين".

وشكر عون للحام زيارته، ونوه بالنشاطات التي يرعاها، واعتبر ان "الاكليروس هو الذي يهتم بالعائلة"، متمنيا ان "يكون لبنان الأوعى في العالم للمحافظة على العائلة في هذا العصر الذي تتشتت فيه العائلات". وقال: "ما يجمع العائلات اللبنانية هي القيم المسيحية التي تنبع من انجيل سيدنا يسوع المسيح، فلا يمكن ان نتعرف اليها إلا من خلال الكنيسة، وفي عمق الكتاب المقدس. لا شك ان الخلية الاجتماعية هي العائلة، والعائلة هي المدرسة الاولى ومنها ننطلق الى المدرسة الوسطى التي نتعلم فيها القراءة والكتابة والأدب. ثم المدرسة الكبرى التي هي العالم. ومن كانت له بدايات صالحة ستكون له النهايات صالحة". وختم: "شكرا لغبطة البطريرك زيارته وهديته الثمينة واهتمامه بالأسرى التي ليست لها طائفة". اما لحام فقال مختتما: "ما يربط العائلة هي المحبة". واستبقى عون لحام والوفد الى مائدة الغداء.

 

جواد حسن نصر الله يستأنف مهاجمة “الجديد”

السياسة/استأنف جواد نصر الله, نجل الأمين العام ل¯”حزب الله” حسن نصر الله, هجومه على قناة “الجديد” اللبنانية وتوجيه أقسى العبارات بحقها. فبعد إطلاقه حملة “دكانة الجديد” التي أثارت زوبعة كبيرة بين جمهور “حزب الله” والقناة, أطل جواد نصر الله اول من أمس عبر منصة “تويتر” ليطلق سهامه من جديد صوب القناة التي اعتبرها “ساقطة”. لم يُغرد نصر الله هذه المرة بل استخدم سلاح إعادة نشر تغريدات جمهور “حزب الله” الذي بدأ حملة إنتقاد وتشهير واسعة بحق المحطة من خلال إطلاق وسم “الجديد سقطت”, على خلفية عدم بثها خطاب حسن نصرالله مساء الجمعة الفائت وتفضيلها نقل وقائع جلسة المحاكمة التي تخضع لها أمام المحكمة الدولية في لاهاي, بالإضافة إلى تطرق الاعلامية ريما كركي في برنامجها “للنشر” ليل الاثنين الماضي الى موضوع الخلاف بين “حركة أمل” و”حزب الله” إبان معركة خلدة العام 1982.

 

آلان عون: ليس لدينا اعتبارات حزب الله مع اليمن ليكون لنا الموقف عينه فتحالفنا معه سياسي لا يتعدى الحدود اللبنانية

الأحد 19 نيسان 2015

وطنية - أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون في حديث إلى قناة "الجديد" أن "الطريق أمام لقاء عون- جعجع تعبدت، واللقاء قد يحدث عمليا في أي لحظة"، لافتا إلى أن "انتخاب القوات اللبنانية العماد عون رئيسا للجمهورية ليس مستحيلا، وفي حال تم الإتفاق سيترافق ذلك مع تبديد هواجس القوات، والدخول في مشروع شراكة في الحكومة، وربما تحالفات انتخابية في حال تطورت العلاقة، ليس الموضوع دفع أثمان، لكن الحوار الذي يبدأ بالاستحقاق الرئاسي، قد ينسحب في حال حدوثه على شراكة في استحقاقات أخرى"، مؤكدا أنه "ضد تقييد حرية الإعلام في نقل الوقائع"، متمنيا أن يكون ل"محاكمة كرمى الخياط خواتيم سعيدة".

وردا على سؤال حول استعداد الرئيس ميشال سليمان للترشح مجددا لرئاسة الجمهورية أجاب: "لو في توافق حوله لكنا مددنا له، من دون طرحه، شروط دعمه غير متوفر، فكيف بالأحرى مع وضعه شروط، قانونيا لا يحق له الترشح إلا بتعديل دستوري".

وتطرق إلى مسألة التعيينات الأمنية، فقال: "القضية مبدئية، ونحن ضد التمديد في كل الاستحقاقات، لا يجب أن يصبح الاستثناء قاعدة في المؤسسات، المقاربة ليست شخصية ضد العماد قهوجي والتواصل معه ليس مقطوعا، لكن يجب إعطاء فرصة للتعيينات الأمنية في الحكومة، فلتطرح الأسماء المقترحة لقيادة الجيش، وليعين من يحظى بالأكثرية".

أضاف: "من غير المقبول أن يحمل الإعلام مسؤولية التمديد للمجلس النيابي أيضا للنواب الذين رفضوا التمديد، فنحن حاولنا تصويب الخطأ، لكن قوى التمديد كانت أقوى من محاولاتنا للتغيير، ومن سعينا لفتح ديناميكية للخروج من الركود الذي نمر به".

ردا على سؤال حول إمكانية تطيير الحكومة بسبب التعيينات أجاب: "لا نزال اليوم كتكتل نقوم بعرض الأفكار والاحتمالات، وبتنا على قناعة بأنه إذا ما كبرت ما بتصغر، فهناك فراغ رئاسي، ومجلس نيابي ممدد له، وحكومة شبه جامدة وتعيينات عالقة، لم نأخذ قرارنا بعد لكن قد يكون المخرج بحل جذري يحل كل هذه المعضلات دفعة واحدة".

وحول هبة تسليح الجيش قال: "هناك تحسن بنوعية الأسلحة، التي ستأتي على دفعات فهي تتلاءم مع طبيعة المعركة المستجدة مع الخصم الجديد على الحدود، وقد لمست خلال زيارتي للولايات المتحدة الأمركية، أن بعض التحفظات حول تسليح الجيش سقطت بعد دخول عامل التنظيمات الإرهابية إلى الساحة".

ورأى أن "ربط السلسلة بالموازنة هدفه تشعيب الموضوع وتعقيده، والحل لإقرار الموازنة ليس باتباع سياسة عفا الله عما مضى، ويتم البحث عن حلول جزئية تؤدي إلى إقرار الموازنة، دون أن يعني ذلك انها حلول مثالية"، معتبرا أن "أخصام إقرار السلسلة المعلنين وغير المعلنين كثر، وعلى هيئة التنسيق أن تقارب الموضوع من ناحية عقلانية بليونة دون التخلي عن مبدأية الحقوق".

وفي ما يتعلق بالسجال الدائر بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" على خلفية أحداث اليمن، قال: "السجال أخذ منحى خطيرا، فإضافة إلى أنه أصبح حادا ومتوترا، فإنه انتقل ليصبح على مستوى الصف الأول بين السيد نصر الله، وبين الرئيس سعد الحريري"، معتبرا أن "الاصرار على الإبقاء على الحوار بين الطرفين جيد، بالرغم من أن السجالات أساءت إلى صدقية هذا الحوار، ومن الأفضل الجلوس على الطاولة في ظل الغليان، الذي يسود المنطقة، فكما حيدوا النقاش حول الأزمة السورية وبدأوا الحوار، عليهم اليوم وضع الملف اليمني جانبا، لدينا ما يكفي من المشاكل فلماذا استجلاب الأزمة اليمنية وإضافة عامل توتر جديد في الداخل".

وردا على سؤال حول موقف "التيار الوطني الحر" من آراء "حزب الله" حول الأزمة في اليمن، أجاب: "ليس لدينا اعتبارات وعلاقات حزب الله نفسها مع اليمن، ليكون لنا الموقف عينه. تحالفنا مع الحزب هو تحالف سياسي، لا يتعدى الحدود اللبنانية إلى الخارج، بمعزل عن مدى تقارب مواقفنا أو عدمه، في الملفات الأخرى في المنطقة"، متمنيا "عودة اليمن إلى المسار السياسي بأسرع وقت"، آسفا "لهذا المنحى الاقليمي التصعيدي في الوقت، الذي كنا نعول فيه على تقارب سعودي-ايراني".

وختم "نعول على تصرف مسؤول لدول الخليج، فأي خلاف بينها وبين أي طرف لبناني، يجب أن يقتصر ردات الفعل والعواقب على العلاقات الثنائية، وليس على أي لبناني مقيم في الخليج لا ذنب له ولا ناقة في الخلافات السياسية".

 

طلال المرعبي: هناك ايجابيات قد تؤدي الى انتخابات رئاسية خلال شهرين

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - رأى رئيس تيار "القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي ان "المملكة العربية السعودية قامت بالعملية العسكرية في اليمن لحماية امنها وحدودها ويأتي هذا العمل العسكري بموافقة الدول العربية ومجلس الامن، وهذا حق شرعي من اجل اعادة الشرعية الى اليمن لكي تتمكن من العودة الى كنف الدولة والسلطة والعودة الى التفاوض والحوار لما فيه مصلحة اليمن واهلها". وفي الشأن اللبناني قال المرعبي: "على الرغم من كل المؤشرات السلبية التي يعيشها الناس في لبنان الا انني ارى ان هناك ايجابيات قد تؤدي الى انتخابات رئاسية في غضون الشهرين المقبلين، وهناك معطيات جديدة بدأت تلوح في الافق للوصول الى هذا الاستحقاق الذي طال انتظاره لكي تتمكن البلاد في حال حصوله على انطلاقة جديدة في اطار تفعيل دور المؤسسات الدستورية"، لافتا الى ان "هذه المعطيات والاجواء تصلنا من البلاد العربية والدولية، واللبنانيون آخر من يعلم بذلك ولذلك يعيشون في حالة من التشنجات والصراعات السياسية التي من شأنها ان تقضي على البقية الباقية من المؤسسات حيث تعم الفوضى ويتفشى الفساد". وحول قانون السير الجديد، قال: "كيف لهذا القانون ان يطبق ولم يطلع عليه بعد اغلبية النواب والمسؤولين وفي غياب التوعية للمواطنين وتأمين البنية التحتية الاساسية وخصوصا في المناطق واهمها الطرقات الصالحة والانارة والاشارات الضوئية وغيرها، داعيا الى "تأجيله حتى تتوفر له كل العناصر المطلوبة وتهيئة المواطن على المضي به".

 

شمعون من طرابلس: لن نسمح لأحد بالسيطرة على لبنان ريفي: حزب الله يحول لبنان إلى غرفة عمليات للنفوذ الإيراني

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - طرابلس - نظم حزب "الوطنيين الأحرار"، لقاء جماهيريا في قاعة فندق "الكواليتي إن"، تحت عنوان "نيسان 2015 طرابلس...مدينة للتعايش"، في ذكرى اندلاع الحرب الأهلية، وتكريسا للعيش المشترك، برعاية رئيس الحزب النائب دوري شمعون، وحضور ممثل الرئيس سعد الحريري النائب سمير الجسر، وزير العدل اللواء أشرف ريفي النائب فادي كرم ممثلا رئيس حزب "القوات اللنبانية" سمير جعجع، النائب أحمد فتفت، النائبين السابقين مصطفى علوش ومصباح الأحدب، منسق الأمانة العامة في "قوى 14 آذار" الدكتور فارس سعيد. وشارك فيه العقيد بسام شبارو ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، قائد منطقة الشمال في قوى الأمن الداخلي العميد محمود عنان، أعضاء المكتب السياسي لحزب "الوطنيين الأحرار": الأمين العام للحزب الدكتور إلياس أبو عاصي، الدكتور إلياس رزق، نهاد شلحت، إدغار ابو رزق، سيمون ضرغام، فيليب بسترس، أنطوان نجم، المقدم أحمد عدرة، ونقباء المهن الحرة وعدد من رؤساء الجمعيات الأهلية وحشد من الحزبيين من مختلف أقضية الشمال. استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم كلمة تقديم وترحيب ألقتها الطالبة من منطقة بشري ويندي مارون، فكلمة طلاب "الأحرار" في طرابلس ألقاها كريم مرعب قدور، ثم كلمة طلاب عكار ألقتها الطالبة راشيل موسى، وباسم طلاب "الأحرار" في قضاء زغرتا تحدث الطالب دوري شمعون.

ريفي

بعدها، ألقى ريفي كلمة رحب فيها بممثلي قادة الأحزاب والنواب والفاعليات، فقال: "يسعدني أن أكون اليوم، بينكم في مدينتنا طرابلس مدينة ثورة الاستقلال، مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مدينة الانفتاح والعيش المشترك، التي تتسع لكل لبناني ملتزم بسيادة بلده، كما يسعدني ان القي هذه الكلمة في احتفال حزب الوطنيين الاحرار، الذي كان وما زال، رئيسا وقيادات وكوادر ومحازبين، رأس حربة في المشروع السيادي، لم يتخل يوما عن مبدأ ولم يساوم، وكان شبابه نمورا ملأوا ساحة الحرية وكل الساحات، وهم اليوم في طرابلس يواصلون مسيرة الانفتاح، وترسيخ قيم العيش الواحد، ويؤكدون ونؤكد معهم، على أننا شعب واحد يجمعنا في هذا الوطن قيم كبيرة، حضارية واخلاقية وانسانية، كما يجمعنا حب لبنان، وطنا اعطى للعالم أمثولة في التآلف، وفي القدرة على العيش معا، مسلمين ومسيحيين، على هذه الارض المباركة، ارض منبت الرسالات السماوية". أضاف "ايها الاصدقاء: حضوركم الاصيل في طرابلس، يرسل رسالة واضحة عن طبيعة هذه المدينة، وعن اهلها الذين هم جزء مكون من العائلة اللبنانية. حضوركم يخرس كل الابواق الحاقدة التي حاولت تشويه وجه المدينة، فطرابلس هي مدينة الاحرار بكل طوائفها، اما المستزلمون للمشاريع الخارجية فليس لهم مكان هنا ولا موقع، فالمدينة قالت كلمتها، وهزمت المحور السوري- الايراني، رهانها هو لبنان اولا، وخيارها ثورة الاستقلال، ومن جربوا تغيير قناعات اهلها بالترغيب والترهيب، سقطوا وسيسقطون، فتاريخ طرابلس يروي كيف تصدت للنظام السوري ولم تركع، والمرحلة السابقة تشهد على سقوط رهانات الانقلاب على اهل طرابلس، ومحاولة تزوير ارادتهم، وباعتباري ابنا، لهذه المدينة، ولمعرفتي بهم وبخياراتهم، أقول: طرابلس ستبقى قلعة لبنانية عصية على هذا المحور، الذي يسعى إلى تغيير هويتها، وهوية لبنان كدولة وككيان".

وتابع "ايها الحضور الكريم: لقد ارتكز مشروعنا السياسي على بناء الدولة في وجه الدويلة، وتحصين سيادتها، والحفاظ على كيانها، ولا اعتقد ان اي لبناني مخلص لوطنه يرضى لنفسه ولوطنه أقل من تحقيق هذه الاهداف".

ولفت "نواجه اليوم، في سياق هذه المعركة الطويلة، مخططا على مستوى المنطقة، وضع نفسه في قلب مشروع توسعي يتوهم انه قادر على السطو على العالم العربي، وتفكيك دوله، وجعلها مجرد اداة للتوسع والنفوذ الاقليمي، والمؤسف أن فئة لبنانية ارتضت لنفسها ان تلعب دور الاداة لهذا المشروع، غير آبهة بالمصلحة الوطنية اللبنانية، كأن لبنان بالنسبة لها ليس كيانا ولا دولة، بل مجرد مسرح لألعاب القوى، وظيفته ان يدفع الثمن الاغلى من دماء ابنائه ومستقبلهم، في خدمة هذه السياسة التوسعية".

وأشار "ما نراه اليوم، أن حزب الله يحول لبنان الى غرفة عمليات عسكرية وامنية وايديولوجية واعلامية للنفوذ الايراني، كأن وظيفته أن يدفع لبنان وشعبه أثمان هذه التبعية، التي ترجمت في سوريا والعراق واليمن، على شكل رأس حربة تتحرك بتوجيه من طهران، بهدف تحقيق الاحلام الامبراطورية العبثية لدولة الملالي. ولحزب الله نقول: كما رفضنا حربكم بالوكالة عن ايران في سوريا، سنرفض المهمة الموكلة اليكم من ايران في اليمن، واذا ارتضيتم لأنفسكم دور الاداة للمصالح الايرانية، فإننا لن نقبل أن تحولوا وطنا بكامله الى مجرد اداة، ومن هنا نرفض المس بحزم بالعلاقة اللبنانية السعودية، التي قامت بما يمليه عليها واجبها في حماية اليمن ومنع شرذمته، والحفاظ على الشرعية اليمنية المنتخبة شعبيا، في مواجهة النفوذ الايراني الذي يتباهى بالسيطرة على اربع عواصم عربية، وبالسباحة في مياه المتوسط".

واعتبر "لقد أثبتت المملكة العربية السعودية في علاقتها التاريخية بلبنان، أنها الدولة الصديقة، التي طالما وقفت الى جانب بلدنا في كل المجالات، وهذه حقيقة يعرفها أصدقاء المملكة وخصومها. لقد دعمت الشرعية اللبنانية والمؤسسات الامنية والعسكرية، كي تساهم بالحفاظ على سيادة لبنان ووحدته، ولم تدفع المال لفئة او طائفة، ولم تؤسس الميليشيات، وعلى من يشتم المملكة أن يخجل ويعرف أن تضليل اللبنانيين بهذه الطريقة فات اوانه".

وتوجه إلى "حزب الله" بالقول: "لقد سقط القناع عن مشروعكم المدمر للبنان، فمن اغتيال رفيق الحريري، ومن تنفيذ السابع من ايار وتخريب الدولة، وتعطيل المؤسسات، الى التورط في دعم نظام الاسد، الى التبرع بالنيابة عن ايران وبتكليف منها بدعم تفتيت اليمن، مسيرة واحدة تؤكد انكم مجرد اداة، تضحي بنفسها وبدماء اهلها، على مذبح مشروع لن تكتب له فرص النجاح. كفى هروبا الى الامام فقد اصبحتم فريقا منبوذا في العالم العربي، مهمته تخريب الاستقرار، ودعم الاستبداد، وتعميم سلوك السابع من ايار من بيروت الى صنعاء، مع ما يعني هذا السلوك من انقلاب على قيم السلام والأمن والديموقراطية". ومتوجها إلى الحضور، قال: "أيها الحضور الكريم:: على الرغم من كل الاخطار والتحديات، نحن ماضون بالدفاع عن منطق الدولة، التي تحمي الجميع، بكم ومعكم نستطيع الاستمرار بهذه المواجهة التي تكتسب مشروعيتها، من ارادة اللبنانين بالحفاظ على وطنهم ومنع المغامرات المجنونة من ان تطيح بمستقبل ابنائهم، هذا الوطن الذي يفاخر بكونه نموذجا فريدا وفاعلا في العالم العربي والعالم".

شمعون

بعدها، ألقى شمعون كلمة، وجه في مستهلها تحية الى "قيادات الرابع عشر من آذار كافة، وقيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي"، مشيرا الى "رمزية شعار الاحتفال: طرابلس مدينة للتعايش"، مؤكدا أن "حزب الوطنيين الأحرار هو حزب التعايش".

وتحدث عن "تحذير العديد من الأصدقاء له، من القدوم الى طرابلس، وأخذ الاحتياطات اللازمة"، فقال: "لسوء الحظ لا يزال هناك لبنانيون يظنون ان مدينة طرابلس هي ساحة حرب، وما من شك أن هذه المدينة الجميلة عاشت أياما صعبة، ولكن بوعي أبنائها والقياديين فيها، تمكنوا من وضع حد للمأساة، التي مرت بها"، آملا أن " تستعيد طرابلس دورها الريادي، على صعيد الوطن وحياتها الطبيعية، وأن تبقى دائما العاصمة الثانية للبنان". أضاف "نحن كحزب وطنيين أحرار، وضمن إمكانياتنا، نحاول أن نتحرك على مستوى كل لبنان، وبخاصة في المناطق التي كانت تشهد بعض المشاكل، والتي هي بحاجة الى حزب كحزب الأحرار، لاسترجاع نمط التعايش الذي نتبعه. فلدينا وطن واحد اسمه لبنان، واستقلال واحد، حاول الكثيرون المتاجرة به، لكن مهما حصل، سيتمكن لبنان في النهاية من استرداد عافيته".

وتابع "نحن نريد لبنان ان يعود الى طبيعته، وأنا أذكر بعض الأشخاص الذين لديهم الغرور وبعض الانتماءات السياسية، التي تمكنها من السيطرة على الحكم. في السابق فشلوا، وسوف يفشلون اليوم، على الأكيد، وأنا متأكد أن محاولات إيران السيطرة على المنطقة، مشروع فاشل، وكل من يقف الى جانبها، سوف يصدم لأنه سيجد أن الطريق مسدود ولا مجال للتقدم به. ونحن الذين نؤمن بلبنان الواحد السرمدي الأزلي، لن نسمح لأحد بالسيطرة عليه". وختم موجها التحية إلى "طلاب الأحرار وأبناء مدينة طرابلس والشمال".

يشار إلى أن شمعون كان قد استهل جولته في طرابلس بزيارة ريفي في منزله.

 

الشعار استقبل ريفي وشمعون في طرابلس: نأسف لتصريحات فاجأتنا على مستوى الوطن

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - استقبل مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في دارته بطرابلس وزير العدل اللواءأشرف ريفي ورئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون يرافقه الأمين العام للحزب إلياس أبو عاصي وأعضاء المجلس السياسي الدكتور إلياس رزق، نهاد شلحت، إدغار ابو رزق، سيمون ضرغام، فيليب بسترس وأنطوان نجم. كما حضر اللقاء عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" النائب السابق الدكتور مصطفى علوش، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، مدير مكتب المفتي الشعار الدكتور الشيخ ماجد الدرويش وعدد من رجال الدين. وتركز البحث على الأوضاع المحلية بطرابلس في ضوء ما شهدته المدينة من أحداث في الفترة السابقة، وضرورة العمل لتحقيق المشاريع الإقتصادية والإنمائية في المدينة والشمال.

شمعون

وأدلى شمعون بتصريح قال فيه: "نحن هنا اليوم في زيارة إلى بيت، تاريخه برهن أنه لم يشتغل ويعمل إلا في سبيل المصلحة الوطنية، كما برهن أن ما بذله على الأرض من جهد وعمل، إنما جعل أناسا عديدين وكثر يتمثلون بهذا الإسلوب العملي لخدمة المصلحة العامة مصلحة لبنان وشعبه". أضاف: "نحن هنا جميعا، يجمعنا التفكير والتحلي والتمسك بمصلحة لبنان، وهذه أول زيارة أقوم بها إلى طرابلس، وقد سبق لي أن قمت بزيارات شخصية إلى هذه المدينة المحبة والمعطاءة وإلتقيت فيها ببعض الأصدقاء، وهذه المرة جئت بصفة حزبية للبحث في كيفية إعادة اللحمة إلى هذا البلد ولكي نتمكن جميعا من إنقاذه من الهوة التي ينزلق إليها". وقال: "نتمنى أن تكون زيارتنا مستمرة إلى هذا البيت الكريم، ونحن بحاجة إلى كل المساعي التي تقومون بها بمساعدة أصدقائنا ولا سيما الدكتور مصطفى علوش وغيره، ونحن نشعر أن الوقت قد حان لنشبك الأيادي في إتجاه واحد، وبمساعدتكم كرجال دين من المؤكد أننا سننجح، وأطلب من الجميع أن يساعدوننا لنتمكن من تحقيق ما نسعى إليه في سبيل المصلحة العامة".

الشعار

وتحدث الشعار، فقال: "أريد أن أرحب بالجميع وفي مقدمتهم هذا الرمز الوطني إبن ذاك البيت السياسي إبن فخامة الرئيس كميل نمر شمعون ، هذا البيت الذي ترك أثرا وطنيا على مساحة الوطن من شماله إلى جنوبه إلى بقاعه، ولعل طرابلس كان لها نصيبا كبيرا من جهد وإهتمام مؤسس ذاك البيت فخامة الرئيس كميل نمر شمعون". أضاف: "أرحب بهذا الرمز الوطني لأنه إبن بيت سياسي ووطني، وبمعنى آخر نحن بأمس الحاجة إليه لأننا نريد أن نقوم بربط مناطق الوطن كافة ببعضها، طرابلس هي عاصمة الوطن كله، طبعا بعد بيروت، وعمقها الوطني يسع الوطن دون إستثناء، فإستقبال المدينة لدير القمر ورجالاتها ورموزها ولحزبها له بعد وطني، نحن نصر عليه لنقول أن الإنتماء للوطن يجمعنا على قدم المساواة في الحقوق والواجبات الوطنية". وتابع: "هذه محطة وطنية بإمتياز،أنا أدعو جميع المسؤولين والقيادات السياسية والدينية كذلك من قمة الهرم لزيارة طرابلس والشمال ليدركوا بعين اليقين أن طرابلس مدينة الحياة، وأن طرابلس قلعة من قلاع الوطن الأساسية وأن طرابلس التي تبدو اليوم أنها تستعيد ربيعها الوطني تعيش معنى الإنتماء للوطن في كل مواقف رجالاتها وفي كل مواقف ممثليها في الإطار الديني والسياسي والإجتماعي". وقال:"أحب أن أخص بالشكر والترحيب كذلك أخي الوزير اللواء أشرف الريفي الذي يمثل أملا كبيرا لهذه المدينة ولإحتضانه ودعوته لهذا الرمز الوطني، حتى تتجدد حركة التواصل السياسي والوطني بين جميع أبناء الوطن ورجالاته وقياداته ومسؤوليه". وأردف:"مرحبا بك أيها الرئيس إبن فخامة الرئيس المرحوم كميل نمر شمعون، ومرحبا بك ثانية وأنت تمثل حزبا سياسيا وطنيا، تارة يلتقي الناس مع الآخرين في المواقف ، وتارة يكون التباين، لكن الإنتماء للوطن يجمعنا جميعا، ونحن بأمس الحاجة إلى أن نشجع قيام أحزاب وطنية ترعى الوطن، وتصونه وتحفظ إستقلاله وتعلن مواقف الإنتماء لهذا الوطن قبل أي علاقة مع الخارج". وقال: "إسمحوا لي في هذه المناسبة أن أحيي المملكة العربية السعودية التي تساهم في الحفاظ على إستقلال لبنان ودور لبنان الوطني رغم أنها دولة إسلامية سنية، ولكنها تتعامل مع لبنان كبلد وطني ومع جميع رجالاته مسيحيين ومسلمين على حد سواء، هذه المملكة التي تدافع اليوم عن العرب بعامة والتي تدافع عن عمقنا الثقافي وإنتمائنا الوطني ، لها منا تحية إكبار وتأييد ودعم ودعاء أن يحفظ الله مليكها وحكومتها وجيشها وشعبها وأن يعيد الله اليمن إلى أهله وأبنائه وإلى رجالاته". وختم : "لا يسعني إلا أن أعلن ألمنا وأسفنا لتصريحات فاجأتنا على مستوى الوطن ، ما عرف لبنان في أدبياته السياسية مثل هذه المواقف على الإطلاق، وآمل أن يعود الناس إلى رشدهم وإلى إنتمائهم الوطني".

وتوجه إلى ضيفه شمعون وضيوفه قائلا: "حللت أهلا مع سائر وفدك وضيوفك ،أنت في بيتك وفي بلدك، وشكرا لك معالي الوزير، مرحبا بك ممثل تيار المستقبل ومرحبا بكم جميعا في بيت الوطن".

 

شمعون شكر لمطارنة طرابلس حفاظهم على الكنائس ويلتقي الشعار

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - شكر رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون "المطارنة لحفاظهم على الكنائس في طرابلس رغم الظروف التي مرت بها"، وذلك خلال لقائه المطران افرام كرياكوس في مطرانية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس، في حضور اللواء اشرف ريفي والنائب السابق مصطفى علوش وأمين عام الحزب الياس ابو عاصي. هذا ويلتقي شمعون مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في دارته في هذه الأثناء.

 

 شمعون زار المطران ادوار ضاهر يرافقه ريفي

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - زار رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون راعي أبرشية طرابلس وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر في ضهر العين، يرافقه وزير العدل اللواء أشرف ريفي، النائب السابق مصطفى علوش ووفد من حزب الوطنيين.

 

النائب خالد  الضاهر خلال تكريم اعلاميين في عكار: مستعدون للتضحية بأرواحنا دفاعا عن بلاد الحرمين وبلاد العرب وعن لبنان

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - عكار - كرمت مجلة "صفحات"، عددا من الإعلاميين وفاعليات عكارية، بلقاء أقامته في أحد مطاعم بلدة حرار، وحضره النائب خالد ضاهر، قائمقام المنية - الضنية رولى البايع، الشيخ وليد اسماعيل ممثلا مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، ممثل الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري منسق التيار في عكار سامر حدارة، رئيس اتحاد بلديات الجرد عبد الاله زكريا، رئيس دائرة الأوقاف الشيخ مالك جديدة، المدير العام لمجلة "صفحات" يعقوب نصرالله، وحشد من الشخصيات.

بعد النشيد الوطني، ألقى الزميل عامر الشعار كلمة ترحيب، ثم ألقى رئيس اتحاد جمعيات جرد القيطع محمد الحاج ديب كلمة طالب فيها بأن "يكون الانماء في سلم أولويات الصحافة" داعيا الى "الخروج من متاريس المذهبية والطائفية التي وضعونا فيها ولنعلم ان شعبا منقسما لا ينتج الا حكما جائرا وفاسدا". ثم تحدث زكريا فقال داعيا "للنهوض بعكار التي تختزن الكثير من الثروات والامكانيات من اجل تفعيل الحركة السياحية والتنموية، وعبر تأهيل وتنفيذ مشاريع حيويات في القطاعات كافة"، مؤكدا "وضع كل الامكانيات بتصرف المجتمع المدني والاعلام للنهوض بعكار". وألقى أحمد درويش ممثل رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق دبوسي كلمة نوه فيها بهذه المبادرة في عكار، ومؤكدا ان الغرفة تضع كل طاقاتها كما كل الخيرين.

المراد

وألقى عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" محمد المراد كلمة بالمناسبة قال فيها: "نشعر اليوم كعرب بعد عقود من الزمن أن هذا الربيع قد ينبض فينا، أملا وثقة وجرأة وحكمة، فبوركت أيتها العاصفة لأنك لا تريدين الا الخير والصواب والتصويب، عاصفة حازمة وحاسمة جازمة. مهما طال الظلم سيأتي يوم سيكون يوم المظلوم على الظالم، أشد علما وحقا من يوم الظالم على المظلوم، ونحن نفتخر بعاصمة الحزم وهذا هو تأسيس لمعاني الانتماء الى عروبتنا. والكل يعرف من خرق مبدأ الحياد وتجاوز سياسة الحياد وانتفض لمذهبه ولبيته ولفئته على حساب لبنان ومصلحته، ومن ارتضى لنفسه أن يكون المدافع الأول عن المشروع الايراني أو انبرى ليدافع عن نظام بائد قاتل مجرم".

الضاهر

وتحدث النائب الضاهر عن "خطورة المشروع الصفوي الايراني في كل المنطقة العربية الهادف للسيطرة على أمتنا والحاق الأمة العربية بطهران، من خلال ما أطلق من مواقف بأن بغداد أصبحت عاصمة لايران وان المشروع الفارسي قد امتد الى سوريا والعراق ولبنان واليمن ولم يأبه هؤلاء لا للتاريخ ولا للثقافة ولا للجغرافيا". ونوه "بالرجل الكبير والحكيم الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين وهو رجل معروف بالحكمة في المملكة وفي بلاد العرب بأنه رجل حكيم وبأنه رجل الحزم والموقف وإذا به بعد أن رأى هذا الفساد الفارسي بلغ مداه يطلق حملة عاصفة الحزم بقرار تاريخي سيحفظ وجه العرب، والأمة سترفع يدا واحدة بالدعاء لخادم الحرمين له ولموقفه التاريخي ولاخوانه في المملكة وللدول العربية الشقيقة التي وقفت الى جانب المملكة في التصدي للتمدد الحوثي الفارسي على بلاد العرب، فاذا بعاصفة الحزم تحزم امرها وتضرب رؤوس الفتنة وعملاء ايران في اليمن وتضرب مشروعهم الخطير الذي يستهدف امتنا ووجودها وتاريخها". وقال: "انها خطوة مباركة وموقف تاريخي قام به الملك سلمان بن عبد العزيز مع اخوانه في المملكة العربية السعودية فجزاهم كل خير، فجزاهم الخير في لبنان، لأن اللسان العربي لن ينطق الفارسية ولن نصبح فرسا، مجوسا، وعملاء لايران على حساب امتنا وبلدنا بل نحن حراس للغة العربية وللأمة العربية ولأوطاننا ولبلادنا، ولن نقبل أن يسيطر علينا أصحاب الأوهام الفارسية أنه باستطاعتهم أن يسيطروا على الأمة وعلينا، فالأمة تنتصب في كل مكان، تتحدى هؤلاء الفرس وتقصفهم وتقتلهم شر قتل وتلاحقهم، وايران تقف عاجزة عن أي تصرف الا المؤامرات الدنيئة الداخلية". واردف: "ان الموقف اليوم يتطلب أن تلتف فيه الأمة حول موقف خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز والموقف العربي الأصيل المدافع عن الأوطان وعن الدين والعقيدة أمام فئة ضالة لا تعتمد لغة العقل ولغة الحوار ولا تؤمن بالحريات بل هي فئة تعتمد الغدر والخيانة وانتهاك أمن المجتمعات، هي دولة قائمة على العدوان وعلى تصدير الثورة أي نشر الفوضى، وكلكم يعرف أن الحرس الثوري يعبث بأمن العراق ويعبث بسوريا ولبنان واليمن". وقال الضاهر: "انها خطوة قوية تستأهل منا ان نوجه التحية الى خادم الحرمين الشريفين اولا وان نقول له ولاخوانه ولمن يقود عاصفة الحزم هناك اننا لن نقول لكم كلاما، نحن نقول لك يا خادم الحرمين اذهب انت وربك وقاتلوا ونحن الى جانبكم سنقاتل باذن الله دفاعا عن العرض والوطن والارض والعقيدة، لن نقول لكم قاتلوا بل نقول اننا الى جانبكم ومستعدون لذلك. ونحن نجدد هذا الالتزام ونحن جاهزون لنحمل بنادقنا للدفاع عن الارض والعرض في مواجهة هؤلاء العملاء، عملاء المشروع الفارسي، هذا الكلام قلناه منذ 2009 وملتزمون به ومستعدون للتضحية بأرواحنا دفاعا عن بلاد الحرمين وعن مملكة الخير وبلاد العرب وعن لبنان، مصالحنا وفكرنا وعقيدتنا مرتبط بمكة والمدينة بارض المملكة العربية السعودية، نحن وهذا للراي العام العربي والمحلي، نحن لن نتخلى عن واجبنا ولسنا كما يقول امين عام حزب الله، يذهب ليقاتل في سوريا ثم يدعي بانه حريص على لبنان، يتهجم على المملكة وعلى عقيدتها وعلى الدين يريد محاربة اهل السنة في السعودية وكل العالم، ولا تريدون الفتنة في لبنان، وانتم تقومون بكل ما يؤدي الى الفتنة ليس في لبنان بل في كل العالم العربي، وإذا كنتم مصرون على المعركة، وتقولون فلنتقاتل خارج لبنان، فها هي عاصفة الحزم، فأثبتوا وجودكم أمام عاصفة الحزم وأمام انطلاق الأمور في مواجهتكم وفي قتالكم أيها المعتدون يا من تعتدون على الحريات وقتلتم الشعب السوري البطل الأعزل".

وختم: "لقد انكشفت أوراقكم وعرفت أهدافكم واصبحتم عراة امام الامة لكنكم تمارسون كل انواع الاساءة والاعتداء والعمالة على حساب هذه الامة. من عكار نقدم كل التحية للقائد، للرجل الحكيم البطل، قائد الامة وزعيم العرب وبطل الأبطال الذي يتصدى اليوم للمشروع الصهيوني - الصفوي الذي يريد العبث بالأمة واحتلالها، ها هي الأمة تنتفض اليوم ملتفة حول الملك سلمان بن عبد العزيز لأنه أخذ الموقف الذي يرضي الله تعالى، الموقف الاسلامي الشرعي، الموقف العربي والوطني الذي يدافع عن كل فرد في لبنان وفي كل الامة". وفي الختام تم توزيع دروع تذكارية على المكرمين.

 

النائب علي فياض: بالرغم من الاختلافات والتعارض نريد المحافظة على الاستقرار واستمرار الحوار وتفعيل عجلة الدولة ومحاربة التكفيرييين

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أن "حجم الاضطراب الإقليمي اليوم، غير مسبوق، وأن المنطقة على مفترق طرق"، معتبرا "أن السعودية التي كانت قد شنت حربا أمنية وعسكرية على الحراك السلمي في البحرين، وتشن اليوم حربا ظالمة على اليمن، قد فتحت المنطقة على تعقيدات خطيرة، فالمضي في هذه السياسات العدوانية التي تستهدف المدنيين ومنشآت الدولة الحيوية في اليمن، من المرجح أن يوصل الأوضاع إلى نقطة غير قابلة للسيطرة، فتدخل المنطقة في آتون نار مشتعل غير قابل للإحتواء، في حين أن التقدير الواقعي لمصالح العرب والمسلمين يستدعي خروجا من العقلية الثأرية والبدائية المتخلفة التي تسمم السياسات الخليجية، لأنه ما من مصلحة لأحد في كل ما يحصل". وخلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" في حسينية ميس الجبل، لمناسبة ذكرى أربعين الشهيدين محمد هزيمة وعصام الشرتوني، قال فياض إن "الحل لما يجري اليوم في اليمن، هو في إيقاف فوري للعدوان عليه، وبالتالي الانتقال إلى تشجيع لحل يمني- يمني يضمن مشاركة كل المكونات في السلطة"، لافتا إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت قد طرحت مبادرة واضحة ومحددة في هذا الاتجاه، كما أن الأمين العام لحزب الله دعا مرارا إلى حل سياسي يضع حدا للأزمة المفتوحة هناك". واعتبر أن "أخطر انطباع حول ما يجري في المنطقة، هو ذلك الذي يروج له من قبل الدول الغربية والمحور المناوئ للمقاومة، من أن ما يجري هو نزاع مذهبي بين السنة والشيعة"، مردفا إنه "وبالرغم من أن بعض دول الخليج تحركها عصبياتها المذهبية، إلا أن هذا الصراع ليس صراعا مذهبيا، بل هو صراع بين مشروع المقاومة وحلفائها الذي يتبنى القضية الفلسطينية ويواجه إسرائيل وسياسات الهيمنة الأميركية على المنطقة، ويتمسك بوحدة مجتمعاتها وينحاز لإرادة شعوبها المستضعفة من جهة، وبين المشروع المناوئ الذي تحركه العصبيات المذهبية ويتقاطع مع الحركات التكفيرية، ويمارس سياسة التمييز والإنقسام داخل المجتمعات العربية، ويتحالف مع أميركا ويهادن إسرائيل من جهة أخرى". وتابع: "مواقفنا تجاه ما يجري هي مواقف سياسية وليست مذهبية، ولكن ما نواجهه هو المذهبية كما التكفيرية، في حين أن مشروعنا السياسي لا فرق فيه بين سني وشيعي، والجميع من حيث الإنتماء والمصالح سواء". وختم بالقول: "إننا نريد أن نحافظ على الإستقرار في لبنان، وأن يستمر الحوار فيه خدمة لمصالح اللبنانيين المشتركة، وأن نفعل عجلة الدولة والمؤسسات، وأن نحارب التكفيريين، بالرغم من الاختلافات العميقة والمواقف المتعارضة تعارضا جذريا، لأن ثمة مصالح عامة في أن نصدر الخلافات التي لا يمكن تجاوزها بدل استيرادها إلى الداخل".

 

الشيخ نبيل قاووق: موقف حزب الله تجاه العدوان السعودي الأميركي على اليمن صرخة مدوية في التاريخ

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "العدوان على اليمن أسقط الأقنعة، فهو عدوان سعودي أميركي تكفيري على الشعب العربي المسلم اليمني، لأنه واجه المدارس التكفيرية التي كانت تنشر سمومها في صعدة وصنعاء وفي كل المحافظات اليمنية، بعدما وجدوا في مدارس التكفيريين أسلحة وذخائر وأموال سعودية، وما كاد القناع ينكشف حتى تدخلت الطائرات السعودية لتلقي الأسلحة بالمظلات على مواقع التكفيريين لمساندتهم، كما قامت هذه الطائرات بقصف الجيش اليمني واللجان الشعبية لمنع تقدمهم وحماية مواقع التكفيريين، الأمر الذي يؤكد الفضيحة المدوية أن النظام السعودي يدعم داعش في اليمن ضد الشعب العربي المسلم". كلام قاووق جاء خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في ذكرى أسبوع الشهيد خليل حسين جابر في حسينية بلدة محيبيب، في حضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين وعلماء وفاعليات وحشد من أهالي البلدة والجوار. ورأى قاووق أن "فظائع النظام السعودي في اليمن فاقت الفظائع الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، بل إن هذا العدوان هو أكثر بشاعة من العدوان الإسرائيلي على غزة، وأن ما يرتكب من فظائع ومجازر بحق اليمنيين من قبل نظام يقدم نفسه على أنه مملكة الخير والمكرمات والاعتدال، يؤكد ما أثبتته الأيام أن السعودية هي مملكة الاعتدال أمام إسرائيل، ومملكة العدوان على اليمن"، معتبرا أن "أهداف العدوان على اليمن هي نفس الأهداف التي لأجلها أشعلوا نار الفتنة في العراق وسوريا بالتمويل والتدريب والتسليح، ما يعني أنهم يريدون استهداف الدور والموقع والهوية لتكون هذه الدول في دائرة الهيمنة".

أضاف "ان اليمن تدمر اليوم بالغارات السعودية كما دمرت بالأمس غزة بالطائرات الإسرائيلية، والأشد من ذلك هو الحصار والتجويع، ففي غزة هناك حصار إسرائيلي وتجويع على مليون ونصف مليون فلسطيني، أما في اليمن فهناك حصار سعودي وتجويع على 24 مليون مسلم عربي يمني، فيما الطائرات السعودية تقصف محطات المياه والكهرباء والوقود والمدارس والمستشفيات والملاعب، وهناك معلومات عن أن بعض الأهداف قصفت خمسين أو مئة مرة، لا لذنب اقترفه اليمنيون سوى أن هذا الشعب المسلم العربي أراد أن يتحرر من نظام الهيمنة والوصاية السعودية، فكان هذا جزاؤه، وبالتالي فإنه يدفع ضريبة حريته وتحرره. وبعد ما يزيد عن 24 يوما من العدوان السعودي الأميركي على اليمن، فإن هذا العدوان لم ينجح إلا في قتل الأطفال وارتكاب المجازر بحق المدنيين من دون أي تبرير، وان مشهد الأطفال المقطعة الأوصال قد أسقط كل الأقنعة عن النظام السعودي". وتابع "ان الذين يشنون العدوان على اليمن اليوم قد أخطأوا أيضا في الحسابات مع حزب الله وفي تقدير الموقف معه، فهم راهنوا على تحييدنا وسكوتنا، ولم يدركوا أننا لا نخشى التهديدات ولا نباع ولا نشترى. ان الأموال السعودية يمكن لها أن تشتري دولا ومجلس أمن ورؤساء وأمراء ووزراء، ولكن لا يمكن لها أن تشتري سكوت حزب الله، كما ويمكن للسعودية أن تهدد شخصيات وفاعليات وعلماء ودول عربية، ولكن لا يمكن لها أن تهدد المقاومة، ولذلك فإن مشكلتهم معنا هي أننا لا نباع ولا نشترى ولا نخشى التهديدات، وتكمن أيضا في تعاظم دور ومكانة وتأثير حزب الله في معادلات المنطقة، ومشكلتهم معنا أيضا هي أنهم أكثر ما يخشون في العالم العربي كلمة وخطاب ومفاجآت سيد المقاومة السيد حسن نصر الله".

وأكد قاووق أن "موقف حزب الله تجاه العدوان السعودي الأميركي على اليمن صرخة مدوية في التاريخ، حيث حمت بقية الكرامة والشهامة عند العرب، وهي صرخة في سبيل الله، ودفاعا عن دينه ونصرة لرسوله المصطفى محمد"، متسائلا "أين شهامة العرب وغيرتهم وكرامتهم لولا هذه المواقف الرسالية والتاريخية والعروبية والإسلامية والأخلاقية والإنسانية التي اتخذها حزب الله؟ ان الجناة والمعتدين قد اجتمعوا في شرم الشيخ من أجل أن يحتكروا الموقف العربي، ولكن بكلمة واحدة وخطاب واحد لسيد المقاومة، تأكد للعالم أجمع حقيقة موقف الشرفاء والأحرار في العالم العربي، وان هذه الأمة فيها من يمتلك الشجاعة ليقول الكلمة بوجه السلطان الجائر".

 

وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن: عاصفة الحزم عدوان ظالم على شعب مظلوم

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - رأى وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن أن "عاصفة الحزم هي عدوان ظالم على شعب مظلوم، ويوم المظلوم على الظالم سيكون اشد من يوم الظالم على المظلوم وهو سيأتي ويسأل أين كان الحزم يوم الاعتداء على غزة؟"

وشدد خلال احتفال تأبيني في حسينية اللبوة في البقاع الشمالي بحضور النائب مروان فارس والنائب السابق سعود روفايل والمفتي خليل شقير على "الوقوف العربي الى جانب الشعب والقضية الفلسطينية، فما ذنب الشعب الفلسطيني اذا كنا مختلفين في اليمن والعراق وسوريا ولماذا يقدم الدعم للشعب الفلسطيني فقط من ايران وسوريا والمقاومة اليسوا بعرب ولهم حق علينا؟" وسأل: "لماذا يحضر المال في سوريا والعراق ويحضر السلاح كما التحريض على اليمن والقصف والقتل وتدمير المنشآت وقتل المدنيين فعاصفة الحزم فقاعة ستبوء بالفشل لان الفشل دائما سيكون على المعتدي وسينتصر الشعب اليمني بارادته على الظالمين".أما شقير فدعا الى "التحلي بالصبر لان الصبر هو مفتاح الوصول الى الآمال".

 

جميل السيد طلب من المحكمة الدولية الإستماع الى شهادته

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - وجه اللواء الركن جميل السيد، بواسطة وكيله المحامي أكرم عازوري رسالة رسمية نشرها الموقع الإلكتروني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الى رئيسة المحكمة القاضية ايفانا هردليكوفا والى رئيس غرفة الدرجة الاولى القاضي ديفيد راي، يطلب فيها الاستماع إليه بصفة شاهد "للرد على الوقائع غير الصحيحة التي جاءت على لسان بعض الشهود الذين استمعت اليهم المحكمة مؤخرا، ولا سيما رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والنائب مروان حمادة والنائب غازي يوسف والنائب السابق باسم السبع والنائب السابق غطاس خوري". وجاء في الرسالة أن "هؤلاء الشهود الخمسة ينتمون الى خط سياسي واحد هو تحالف 14 آذار الذي نشأ بعد اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، وأنه في اطار شهاداتهم امام المحكمة حول الوضع العام السائد في لبنان قبل جريمة الاغتيال، فإنهم أتوا على ذكر اللواء السيد بوقائع كاذبة او محرفة، سواء بصفته الشخصية أو بصفته الوظيفية بين السنوات 1991 و2005، كمساعد لمدير المخابرات في الجيش اللبناني ثم كمدير عام للأمن العام". وأشارت الرسالة الى أنه "بحسب الاصول القضائية فلا يمكن للمحكمة الدولية ان تأخذ بافادات اولئك الشهود ما لم تستمع الى الطرف الآخر، علما بأن بعض ما نسبه هؤلاء الى اللواء السيد لا سيما الرئيس السنيورة، كان من شأنه ان يعرض السيد للادعاء عليه وملاحقته في لبنان في ما لو كانت تلك المزاعم صحيحة، وخاصة أن اللواء السيد لم يكن يتمتع بأية حصانة وأنه كان معتقلا سياسيا وتعسفيا بين الاعوام 2005 و2009 في حين كان السنيورة رئيسا للحكومة طيلة تلك الفترة، لكنه لم يحرك ساكنا لمعرفته بعدم صحة المزاعم التي أطلقها امام المحكمة الدولية". وختم السيد بأن "الأخذ بإفادات الشهود الخمسة، لا سيما ما ورد فيها من وقائع مغلوطة ومشوهة، ومن دون لجوء المحكمة الدولية الى التثبت من صحتها، يؤدي بالمحكمة الى اتخاذ قرارات خاطئة، بما يتعارض مع مبدأ الوجاهية وحسن سير العدالة المنصوص عنها في نظام المحكمة، وخاصة أن ثبوت كذب أولئك الشهود امامها من شأنه ان يعرضهم للملاحقة بجرم تحقير المحكمة (المادة 60 مكرر)، مما يمنح اللواء السيد صفة "صاحب مصلحة" في إثبات عدم صحة إفادات الشهود بحسب المادة نفسها".

 

باسيل من دارة عصام فارس: مطمئنون لبعضنا البعض داخل لبنان وليس عندنا رهانات خارجية لأن اي رهان على الخارج يسقط في الداخل

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - حل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ضيفا على دارة النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس وعقيلته السيدة هلا، في بينو، حيث كان في استقباله مدير اعمال عصام فارس في لبنان المهندس سجيع عطية، وقدمت فرقة "زفة" عروضا كما قدمت فرق الكشافة التحية والموسيقى احتفاءا وتكريما لباسيل وصحبه. وقد اقيمت لباسيل والوفد المرافق الذي ضم بيار رفول وكوادر من "التيار الوطني الحر"، مأدبة غذاء تكريمية، تخللها احتفال حضره الشيخ خلدون عريمط ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، النواب السابقون وجيه البعريني، كريم الراسي ومصطفى علي حسين، مفتي عكار زيد بكار زكريا، راعي ابرشية عكار وتوابعها المتروبوليت باسيليوس منصور، رئيس دائرة اوقاف عكار الشيخ مالك جديدة، المونسنيور الياس جرجس ممثلا راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جروج بو جودة وشخصيات وفاعليات.

باسيل

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني وترحيب من عريفة الاحتفال لمى عبود، ثم القى باسيل كلمة قال فيها: "نلتقي جميعا اليوم على ارض عكار وفي قلبنا شوق وفي نفسنا غصة، وفي عقلنا الكثير من الاسئلة، كيف يمكن ان تكون عكار على اصالتها، في غياب دولة الرئيس عصام فارس، نوجه رسالة من هنا من دارته بان لبنان لا يقوم الا برجالاته الكبار ولا يستعيد دوره الا عندما نستعيد ونعيد مفهوم لبنان ورسالته. سؤالنا ايضا كيف ستكون منطقة الشمال بأصالتها، عندما لا تعيش بشكل طبيعي من دون اي جهد، حالة العيش الواحد، الذي تكرسه عاصمة الشمال طرابلس، وكيف سيكون لبنان بجمهوريته، وبميثاقه، وبصيغته، من دون وجود رئيس اصيل، يمثل اللبنانيين ويحمي الدستور، ويقوم بالتزامات لبنان الخارجية والداخلية، ويحمل هذه الرسالة، التي يحتاجها العالم اليوم".

أضاف: "كلنا أمل في هذا اللقاء، في المشهد الذي رأيناه على الطريق، بالصورة الجامعة والكلام الذي سمعناه، والذي لا نستطيع بدونه الذهاب والتحدث للعالم عن لبنان. الانسان عندما يوضع امامه الأمن كأولوية، تسقط معايير اخرى. بلحظة يسأل فيها اسئلة كبيرة عن الوجود، لأنه امام الامن، تنتفي امور اخرى كثيرة، وهذا هو الخطر الاكبر الذي يعيش فيه لبنان والمنطقة، عندما تلغى الادوار الكبيرة والتساؤلات الجوهرية المتصلة بالكيان، وجوهر الرسالة التي يقوم بها لبنان، امام حاجتنا لنبقى احياء، وهذا اكيد امام الخطر التكفيري والارهاب الذي يقوم بعملية اخضاع لعقل اللبناني والمشرقي في هذه المنطقة، اخضاعه امام الخوف والحاجة لبقائه حيا، وبات الحق بالبقاء احياء وبالوجود الحر، هو الحق الذي اصبح يطالب به الانسان بمنطقتنا قبل حق التعبير. وهذا دليل على اننا في لحظة حرجة من مرحلة الانحطاط، عندما تصبح الاولويات على هذا الشكل". وتابع: "نحن نقول اننا مطمئنون لبعضنا البعض داخل لبنان، ليس عندنا رهانات خارجية، لأن اي رهان على الخارج يسقط في الداخل، اذا استعنا بالخارج على الداخل، وهذه تجربة اذا ارادت مجموعة او حزب او طائفة تكرارها، بعد كل الفشل الذي قامت عليه كل التجارب السابقة، يعني اننا نضع شعبنا وبلدنا امام خطر وجودي آخر، اي رهان يقوم به فريق لبناني على حدث خارجي، نحن اللبنانيين نستطيع ان نطمح للعب هذا الدور بمعنى ان الرسالة التي نقوم بها اكبر من لبنان، لكن ليس لنا حق المراهنة على قوى، وان نستجلب صراعات هي بطبيعتها اكبر من لبنان". ورأى ان اي رهان من هذا النوع "يجلب علينا مشاكل اكبر من لبنان، واي لعب بالعاب داخلية اصغر من لبنان، تدخلنا في سياسات الزواريب وسياسات صغيرة ليست على مستوى الوطن والتوازن الذي هو عنوان قيام لبنان. ما نحن بحاجة لنرسم سياساتنا عليه هو التوازن الذي يسمح لنا بلعب الدور، الذي هو اكبر من 10452 كلمترا مربعا، نحن نريد الحفاظ على لبنان بمساحته وحدوده، ولكن نريد له دورا اكبر ينبثق من رسالة لبنان وكيفية حفاظنا عليه".

وحذر من "لعبة الحدود"، قائلا: "ننبه الى ان لا نلعب لعبة الحدود، نحن في منطقة، نعرف تماما ما معنى الحدود فيها، من عكار بالذات، نقول ان لعبة الحدود التي تلعب قبل اللبنانيين او من لاعبين اقليميين، او دوليين، لا تعرض لبنان فقط للخطر، بل تعرض كل المنطقة للخطر. الدول تتفكك في المنطقة عند المساس بحدود بلد واحد، لن تبقى دولة على حدودها، وعدوى تفكك الدول سوف تنتقل الى اوروبا، بتفكك الاحزاب وبتفكك الدول الى كيانات، لا يكسب احد من هذه اللعبة، لأن لغة التواصل بيننا وبين اوروبا عديدة، منها تركيا ومنها البحر المتوسط، وهذه القضية لها خلفياتها وجذورها، وهناك من يستسهل عملية اللعب بالحدود، واعادة التلاعب فيها، حتى في تاريخنا عندما وضع لبنان الكبير، هناك من فكر في التحدث اكثر بالاتجاه الجنوبي، لأنه يعتقد انه يؤمن حماية خاصة لمجموعة من اللبنانيين، تحديدا المسيحيين، وهناك آخر فكر، في المقلب الثاني، بأخذه بالاتجاه الشمالي، ايضا من خلفية مسيحية لزيادة عدد المسيحيين في لبنان، لا هذه ولا تلك تصح، لأننا نحن كلبنانيين قادرون برسالتنا ان نشع باكثر من مسيحي بلبنان، بفكرنا المشرقي، قادرون ان نعبر، في تفكيرنا اكثر من اللبنانيين، ونعطي المثال، الذي تعطيه منطقة عكار، برغم كل الخضات الامنية التي مرت بها، وبالرغم من كل الحرمان الذي عاشته، والاهمال، والاجحاف على كل المستويات، استطاعت الحفاظ على نسيجها الوطني وعلة وحدتها، وهي الرسالة التي نعبر عنها اليوم بالذات من هذا المكان". وتابع كلامه قائلا: "هذا الامر يتطلب ان نحافظ على بعضنا، ونحافظ على خصوصيات بعضنا، ونحترم حريات ومعتقدات بعضنا، لأنه لا توجد عندنا خيارات اخرى، ليس عندنا مشروع خاص يمكن ان ينتصر، ابدا، لأنه لا يملك الجغرافيا التي يمكن ان يقوم عليها، وهذه الجغرافيا اذا كانت ستقوم فان كلفتها كبيرة جدا، بالهجرة والتهجير، نحن في منطقة عانت من الهجرة الى الخارج، وعدد العكاريين خارج لبنان يوازي اضعاف العكاريين الموجودين هنا، غادروا نتيجة الحرمان، نتيجة التعسف الذي عاشوه، ان كان بالسيف والجوع، ام في الانماء والحقوق، ونشروا رسالة لبنان ورسالة عكار في كل العالم ونجحوا، مما مكننا من الاستمرار، وهم الذين يدفعوننا الى التفكير بأهمية الاغتراب اللبناني ودوره، صحيح انهم تركونا، وابتعدوا عنا، لكنهم يمدوننا بالمادة والمعنويات، بالفكر، وبقينا نتكل عليهم في نجاحنا وبقائنا هنا حتى يتمكنوا من الاستمرار في الخارج، ونفس الشيء بالنسبة الينا، نتكل على نجاحهم في الخارج حتى نستطيع الاستمرار في الداخل، هذه ثروة جديدة نحافظ عليها، ونعمل على ابقاء تواصلها وارتباطها بالوطن".

وقال: "عكار لم تبخل على الوطن بأية ثروات، عكار خزان الجيش، خزان الطاقات في لبنان، عكار ممر الهواء الاساسي للبنان، وعندما كنا في وزارة الطاقة وضعنا مشروع الطاقة الهوائية، الذي انتهى حاليا، ان شاء الله لا يلقى في مجلس الوزراء المصير الذي واجهته العديد من المشاريع، التي توقفت وتعطلت. عندنا مشروع الطاقة الهوائية في عكار الذي باستطاعته انتاج بين 75 و150 ميغاواط والذي يؤمن التيار الكهربائي لكل عكار من الهواء، من دون تلوث او كلفة على الدولة، من دون اي كلفة على الدولة، وكما كان اهتمامنا بسد الكواشرة، ومثل مشروع الطاقة الهوائية، حرمت عكار من مشاريع كثيرة، ومن طاقات موجودة فيها، من ثروات طبيعية مثل الزراعة، لا ينهض الاقتصاد اللبناني بدون النهوض بالزراعة التي تربط اللبناني والعكاري بأرضه، وبدون امتلاك البلديات لمقوماتها لتنفيذ الانماء المحلي، نحن لا نطالب باموال الخليوي للبلديات، نحن اشتغلنا في العام 2008 حتى يصبح هناك اعتراف بهذه الاموال، اليوم موقفنا هو ان نحصل لكم كل اموال البلديات، وليس جزءا منهم، حتى نؤمن الماضي والمستقبل، وحتى لا نوقع مراسيم تكون بطبيعتها مخالفة للقوانين، وتحرمكم حقكم باموال البلديات، ويجب ان تحول لكم كل ثلاثة اشهر بشكل طبيعي، مباشر، الى الصندوق لحسابكم في مصرف لبنان، كل ثلاثة اشهر دون منة من احد ودون مطالبة، هذا الموضوع هو الذي يحقق الانماء المحلي في بلداتكم، وهذا الامر الذي نطلب منكم الوقوف فيه معنا لتحصيل حقوق البلديات في عكار، هذه العائدات هي التي تؤدي الى الانماء، هذه المواضيع لا تخص عكار وحدها ولا تخص فئة من اللبنانيين، ولا طائفة ولا منطقة، هذه حقوق لكل اللبنانيين، وعندما تحرمون منها بمخالفة القانون، عندها يكون هناك خطأ، عندما نطالب الجهة الخطأ، وهكذا نضيع الجهد، بطلباتنا بحرماننا من ثرواتنا".

وعن موضوع النفط، قال: "هناك نفط وغاز مقابل عكار وفي البحر وهذا ليس سرا. لماذا نحرم منه اليوم، حتى نذهب لنستعطي وظيفة من هنا وحق من هناك، في الوقت الذي نعيش فيه على ثروات طبيعية وبشرية، وبالرغم من ذلك، نحن باقون وصامدون لأن ثروتنا الاساسية هي انساننا، الذي يعطي النموذج الصالح للعالم، نحن اليوم، الرهان علينا لنمنع الصدام، بين الاديان والحضارات في العالم، لأن المسيحي في لبنان هو الوحيد الذي يؤدي شهادته ورسالته المسيحية، بين كل مسيحيي العالم، ويؤديها بالدم وبالبقاء وبالجذور، وبصموده بارضه ليقول انا ابن هذ الارض، وجئت منها، انا لست جالية، لست جالية غربية في الشرق، انا ابن هذه الارض واقدم رسالة التعايش مع الاخر، الرهان كبير على المسلم في لبنان ليعطي بشجاعة، الشجاعة التي نراها في كلام سماحة مفتي الجمهورية، وكلام سماحة مفتي عكار، بالرسالة التي يقدمونها كل يوم عن صورة الاسلام الحقيقي، الذي تشوهه وسائل الاعلام في الخارج، ويربط خطأ اسم داعش بالعلم، بالراية، بالكلمة، زورا، حتى يبدو الصراع انه بين الاسلام والمسيحية، ليتفرج علينا المستفيدون، الخوف من هذه الصراعات المذهبية، بين سنة وشيعة، لا تولد الا الدم والخراب ولا تؤدي الى اية نتيجة، ولأن اسرائيل تلف رجلا على رجل وتضحك علينا، نقدم لها الخدمات بصراعاتنا، وهي تعيش على تفتيت المنطقة لخلق كيانات طائفية، مذهبية، في الشرق، لتبرر وجودها، نحن نقدم لها الخدمات، وكل ما يزيد التطرف في جهة يزيده في الجهة الثانية". أضاف: "نراهن على حوارنا مع بعضنا البعض، يجب ان يكون دفن الفتنة السنية الشيعية هنا في لبنان، دورنا نحن المسيحيين ان نهدئ لا ان نسعر، نهدئ لا ان نؤجج، وان لا نسر بهكذا صراع، نحن لا نعيش الا من خلال الحوار، والقبول بالاخر والعيش الطبيعي الطوعي معه، هذه هي رسالتنا وقدرنا، هذا هو الشيء الذي نؤديه في وجودنا في الغرب وفي وجودنا في الشرق، جالياتنا اللبنانية في الغرب تلعب هذا الدور وتعطي الصورة الحقيقية عنا، وبقاؤنا هنا في الشرق هو الذي يجعلنا متمسكين بارضنا، متجذرين فيها، لن نغلط لا نحن ولا انتم، ولن نستكين ولن يهدأ لنا بال، الا عندما يعود عصام فارس الى دارته الى عكار، لأنني لا ارى لبنان الذي نريده، الا عندما تصبح طرابلس عاصمة الشمال واحة السلام وترفض كل من يدعو الى التطرف فيها، وقبل أن يكون لبنان حامل رسالته لكل العالم، ان تكون المجموعات فيه، المناطقية او المذهبية، موجودة بعزتها وكرامتها، بحضورها ومعنوياتها، بتمثيلها الصحيح، عكار يجب ان تمثل بكل فئاتها، تمثيلا صحيحا في المجلس النيابي، وهذا ليس تطاولا على احد بل اعطاء الناس حقوقها، وكل لبناني يجب ان يمثل كما يجب، وكل اجحاف على فريق من اللبنانيين، حتما سيولد اجحافا عند فريق لبناني آخر، وهذه الدورة لا يسلم منها أحد". وختم باسيل: "ان شاء الله من خلال التجارب التي مرت علينا والتي اوصلتنا الى الحفة ثم تراجعنا، لأننا نملك ما يكفي من الحكمة، والكلمة التي تجمع ولا تفرق، نأمل ان نبقى جميعا على الكلمة السواء بين بعضنا، بمؤسساتنا الدستورية والاحتكام لها دائما، لدستورنا وقانوننا ولحوارنا، حتى نتمكن من حل خلافاتنا، عليكم انتم اهل عكار ان تعطوا دائما هذه الرسالة، لنستمد منكم هذه الطيبة والاصالة التي توزعونها على كل الللبنانيين، والتي نبشر بها كل المغتربين في العالم ونقول لهم ان لبنان بخير".

عطية

كلمة فارس القاها ممثله عطية الذي رحب بباسيل وعريمط وكل الحضور "في هذا اللقاء الوطني الذي يجسد حضور عكار وتنوعها"، وقال: "عكار ستبقى صمام الأمان بجيشها، ورجالاتها، ولا قيامة للبنان إلا بالعدل وبالاعتدال والعيش المشترك". وتوجه الى باسيل قائلا: "إن وجودكم اليوم هو تكريم لنا وللمغتربين والمقيمين، لهذه المنطقة التي تهاجر لنبقى، والتي نستشهد فيها ليبقى لبنان. اسمحوا لي يا معالي الوزير والضيوف الكرام ان اعترف بأن المناصب لا تصنع الاشخاص انما الاشخاص كما وزيرنا الشاب يصنع المناصب. لقد جعلتم من كل وزارة عادية وزارة سيادية، عرفناكم في الاتصالات فأصبحت وزارة التواصل والحوار. عرفناكم في الطاقة فأصبحت وزارة كل الطاقات. واليوم انتم في الخارجية والمغتربين تجولون وتصولون ليقوم لبنان بجناحيه المقيم والمغترب. فمن بينو مدينة الاغتراب، نقول بأن إنجازاتكم لا يقوم بها إلا المؤمن بوطنه والواعي لمسؤولياته". وتابع: "ولأنني مؤمن بكم، احملكم هموم منطقتي العزيزة الغالية، ولنسعى معا لتشغيل مطار القليعات وجعل عكار محافظة بكل دوائرها، وتطبيق قانون اللامركزية، لنسعى لقانون انتخابي يحفظ حق الجميع ويؤمن ما يلزم لتكون عكار في صلب اهتمام الدولة. كما اؤكد بان لبنان لا يقوم إلا بالإنماء المتوازن والابتعاد عن التعصب والتشرذم وبناء جسور التواصل والحوار، وادعو الى انتخاب رئيس للجمهورية لحفظ سيادة لبنان وحمايته من أتون الحرب الإقليمية والتدخلات الخارجية، لنكون بلد الازدهار، بلد الوئام والسلام".

نعمة

وكانت كلمة رئس هيئة "التيار الوطني الحر" في عكار فادي نعمة وصف فيها المناسبة ب"الوطنية بهذا الحضور الوطني الجامع في دارة رجل وطني كبير دولة الرئيس عصام فارس"، وقال: "ان التيار الوطني الحر له وجود قوي ومؤثر في عكار وملتزم بخط الحوار والانفتاح على الجميع بحسب توجيهات العماد ميشال عون".

 

شهيب: السعودية تحافظ عبر عاصفة الحزم على ما تبقى من كرامة عربية

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - أوضح وزير الزراعة النائب أكرم شهيب أن "الجيش يتسلم الدفعة الأولى من الأسلحة الفرنسية الممولة من المملكة العربية السعودية في ظروف استثنائية تمر بها منطقتنا العربية ولبنان بأمس الحاجة فيها إلى تحصين حدوده ومنع تسلل الحرب الدائرة في سوريا إليه، كما إلى تحصين وحدته الوطنية التي نراها بالتفاف اللبنانيين حول الدولة ومؤسساتها وفي طليعتها الجيش والقوى الأمنية، العمود الفقري لوحدة لبنان وحماية حدوده وأمنه". وقال في تصريح اليوم: "يأتي الدعم السعودي الجديد للجيش ليؤكد حرص المملكة العربية السعودية على أمن لبنان وحمايته وتحصين وحدته وتفعيل مؤسساته. وعودتنا المملكة على أن تكون دائما إلى جانب لبنان واللبنانيين، كل اللبنانيين، هذا ما أكدته عبر الطائف ورعايتها اتفاق اللبنانيين وخروج لبنان من الحرب الأهلية. وهذا ما أكدته عبر مد يد العون للبنان لبلسمة جراح اللبنانيين، كل اللبنانيين، وإعادة البناء بعد كل اعتداء إسرائيلي على لبنان، كل لبنان. وهذا ما أكدته عبر إنقاذ اقتصاد لبنان عند كل اهتزاز يهدده، سواء بالهبات أو بالودائع أو بالمساعدات المباشرة أو باحتضان عشرات آلاف اللبنانيين العاملين في المملكة وكأنهم من أبنائها". وختم: "يحتم الواجب الأخلاقي والواجب الوطني والواجب العربي أن نقول شكرا للمملكة العربية السعودية، اليوم كما بالأمس، كما في كل حين. ويحتم الواجب الأخلاقي والواجب الوطني والواجب العربي أن نقول شكرا للمملكة العربية السعودية، التي تحافظ عبر "عاصفة الحزم"، على ما تبقى من كرامة عربية جرى ويجري تدميرها بشكل ممنهج، في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي دنيا العرب شرقا وغربا، خدمة لحلم إمبراطوري فارسي استطاع وضع اليد على تركة نظم الممانعة اللفظية وخدمة العدو الإسرائيلي الفعلية".

 

الأحدب التقى أهالي موقوفي مبنى دال واستمع إلى مطالبهم

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - استقبل رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب وفدا من اهالي الموقوفين في المبنى دال من سجن رومية، واستمع الى مطالبهم التي تتلخص بالسماح لهم برؤية ابنائهم او الاتصال بهم للاطمئنان إلى صحتهم. بعد اللقاء قال الاحدب: "الوضع في سجن رومية لا سيما في مبنى "د" ما زال قنبلة موقوتة. انتهت الإنتفاضة لأنه يوجد 1200 سجين تضامنوا مع بعضهم ولم يستطيعوا الدخول عليهم ولكن السؤال هل من المنطق أن يوضع بداخل مبنى تأديبي 1200 سجين؟ هل من المنطق ان يوضع بالمبنى التأديبي أناس مرتكبون وأناس موقوفون بوثائق اتصال يعلم القاصي والداني أنها غير قانونية وغير دستورية؟ هذا من جهة، من جهة أخرى، ما الذي يبرر بذهن وزارة الداخلية الإستمرار بمنع الطبابة عن المسجونين وهذا ما حذرنا منه قبل أن تحصل الانتفاضة في سجن رومية وحصل الذي حصل وما زالوا مستمرين وكأن هناك فواتير يدفعونها لمصالح محددة بعيدا عن المصالح العامة؟" أضاف: "بالمقابل، يجب أن نكون صريحين. ما زال الى الآن اهل طرابلس وهم مجتمع بأكمله يقدم ذبائح على قربان التسوية التي حصلت بين أطراف سياسيين موجودين في الحكومة وبين السيد حسن نصر الله. أتوجه الى كل السياسيين في طرابلس والنواب ووزير العدل بالقول من غير المنطقي أن تضع النيابة العامة اتهامات بالإرهاب بهذا الشكل، فتزج الناس بالسجن ونرى ما الذي يحصل لهم؟ هل هكذا يحارب التطرف أم انه مصنع للتطرف كما قلناها سابقا ونعيد ونكرر؟" وتابع: "أتمنى بأسرع وقت أن يكون هناك موقف واضح لكل السياسيين ورافض لتوريط المجتمع الطرابلسي بتهم الإرهاب والتعامل بهذه الكيدية في السجن وكأنه يوجد سجن فقط لفريق محدد ليهان، وكأنه مصنوع لإرضاء فريق محدد ليأخذوا مقابله مكاسب سياسية". وختم: "ليسمح لنا وزير الداخلية، بالامكان أن نغض النظر عن أمور كثيرة ولكن هذه الأمور لا نستطيع غض النظر عنها ومشكلتنا ليست فقط التعامل في السجن المرفوض وغير المقبول ولكن مشكلتنا أيضا لماذا هم بالسجن؟"

 

بيان لبطريركيتي الروم الارثوذكس والسريان في ذكرى مرور عامين على خطف مطراني حلب

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - دمشق - صدر عن بطريركيتي أنطاكية وسائر المشرق لكنيستي الروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس بيان مشترك، لمناسبة مرور عامين على خطف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، "على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم" (أع 23، 6)، ومما جاء فيه: "بولس ويوحنا في محاكمة، وقفا مرة في بداية البشارة المسيحية، ويقفان مرة أخرى اليوم، في البقعة الجغرافية عينها، وإن اختلفت التسميات. إنها محاكمة قل نظيرها، ليس فقط في الشرق، بل في عالمنا المعاصر. ارتداداتها لم تصب الأرضيين فقط، بل اقحمت السماء أيضا، في نزال الغلبة فيه للديان العظيم، الذي له الحكم الأخير في هذه القضية، قضية الإنسان الحق وقضية الإله الحق.

لربما هذه المحاكمة غير متكافئة، فأغلب الظن أن الموقوفين لا يسعهما المرافعة في قضيتهما. ولكن هوذا خطابهما البين، وقد سطراه بروحيهما وحياتهما وشهادتهما المستمرة دون انقطاع، يصدح ويتردد في برية هذا العالم:

يا إخوة الكلمة، أنتم أبناءنا في حلب، زرعنا بينكم وفيكم بذار كلمة الحق وكلمة الشهادة وكلمة الخدمة. هوذا الزرع ينمو! نراه فيكم ونفتخر بثماره. نعجب لصمودكم الذي يعزز صمودنا. نبهت لثباتكم الذي يؤازر ثباتنا. نجل صبركم الذي يكافىء صبرنا. كيف لا، وأنتم إكليل "مجدنا" و "افتخارنا" (1 تس 2، 19؛ 20) في محاكمة البشارة.

يا إخوة الإيمان، نمتحن بما آمنا به وبشرنا به وخدمناه باليد والقلب والضمير، أننا نعيش اليوم على الأرض لنحيا بعدها في السماء، وأن الإنسان يحق له أن يؤمن بالإله الحق ويخدم بهذا الإيمان "قريبه كنفسه". إيماننا بالإنسان الحق يدفعنا إلى خدمته أينما حللنا، ولا زلنا حيث نحن اليوم مقيمون. لن نحيد عن هذا العزم قيد أنملة وهو يستحق منا كل تضحية دفاعا عن كرامة هذا الإنسان بتقزيمه وتشييئه في سوق الإنسانية المعاصر الذي يعرضه سلعة في مضاربات أثيمة. بهذا انكسرت شوكة التقزيم الرخيصة في محاكمة الكرامة.

يا إخوة الرجاء، لا يخف عليكم أنه إنما نحاكم على "رجاء قيامة الأموات" (أع 23، 6). صرخها بولس مرة، وها نحن نقولها بالفم الملآن: يريدون أن يفتكوا بالآتي على حساب الآني، وهم لا يعلمون أن رب السماء والأرض إنما خلق هذه وتلك لنقطع المسافة التي تفصل بينهما بروح الإيمان ونبلغ إليه بما أوتينا من رجاء بتحقيق وعده لنا. إن هذه الحياة لفانية وأما تلك فباقية، ونحن نرنو بكل جوارحنا أن تبقوا على هذا الرجاء أمام الموت الرابض إزاء أجسادكم وأرواحكم ليهلكها. إلا أن رجاءنا بقيامة المسيح قد كسر شوكة الموت في محاكمة الثبات.

يا إخوة المحبة، لا شك أن انتصابنا في محاكمة كهذه لا يستقيم إلا إذا انبرى لها المرء بحقيقة هويته وإيمانه. لذا يعز علينا أن نخون محبة المسيح لنا، ويعز علينا أيضا أن تظلُم القلوب والضمائر إلى درجة يسهل معها انتهاج درب النزوات وكل أشكال الأنانية البغيضة. نراكم يا إخوة فتثلج قلوبنا بمرأى محبتكم وسط ركام إنسانية انحدرت بها وصوليتها إلى أبواب الجحيم بكل ما للكلمة من معنى. بالمحبة تغلبون كل شيء، وبها تجتازون كل أشكال الموت إلى ملكوت إله المحبة. وسط الدمار والموت والعبث، يعلو بناء محبتكم كحكْم مبرم في محاكمة الضمير.

يا إخوة الدم، أنتم الذين حكم أو سيحكم عليهم، منكم من أخذ حكم ربه شهيدا أو معترفا، ومنكم من يعيش شهادة رجاء منقطع النظير، في صمت أو تهويل، في هوان أو ضيق. إلا أنكم بجلادتكم قد أفحمتم المراهنين على خيانتكم أو ارتدادكم أو انخذالكم أمام ضعف أو ترغيب أو ترهيب. دمكم، سواء النابض أو المسفوك، بلسم لعوائلكم وإخوتكم، وختم انتصار في محاكمة الخلود.

يا إخوة الحق، خسىء كل من أعلن نصرته على حق في الظاهر، هو باطل في الخفاء. بعيون القلب نراهم، ونسبر ما يظهر منهم في العلن، في كلامهم (الإعلام) وأفعالهم، كما وما يضمرون في السر، في ضمائرهم. لن يعلو حق على حق الله وحق الإنسان مهما كثرت الآثام. هذه هي صرخة يوحنا فينا جميعا: "من لا يحب أخاه يبق في الموت. كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس" (1 يو 3، 14-15). لن نساوم على الإنسان، ولن نذعن لغير الحق. نقولها معكم، في صلب معاناتكم، بصمودكم وكفاحكم وشجاعتكم. بهذا فضحتم ضلالهم المبين في محاكمة الحقيقة.

يا إخوة الوطن، جرحكم جرحنا، وعذابكم عذابنا، وألمكم ألمنا، ودموعكم دموعنا، وحياتكم حياتنا. أيادينا مفتوحة لكم وقلوبنا تتسع لكم. هيا بنا نتصافح ونتخاطب ونتسالم ونتصالح ونتفاهم ونتعاون ونتكامل. الحل لا يأتي بالعنف على أشكاله، بل بالحوار على أنواعه. الخوف أن يفنى الإنسان وتندثر حضارته متى طال زمن المحاكمة. معكم نرفع راية الشراكة في محاكمة الوحدة.

يا إخوة المصير، شرقنا، نحن رمال صحاريه، تراب سهوله، صخور جباله، مياه أنهاره، وجذور أشجاره. إن زالت، لا يبق للحياة وجود أو معنى. بات شرقنا حلبة مفتوحة لكل سوء. رهان هذه المحاكمة هو هدم الحياة في مهدها، تحطيم توهجها في حضاراتها، إزالة معالمها في مكوناتها، إخفاء بصماتها في آثارها، تهجير إنسانها في تاريخها، ومسْخ الله في أديانها. مدى غلبتنا في الحق على الأرض نستمده من السماء، ولكن ليس باستدعاء الإله لتسخيره، كرمى لنزوات، السماء منها براء! نحن واعون أننا مكرسون للبقاء في هذا الشرق الذي ننتمي إليه ونحن منه؛ فيه نشهد لإيماننا، ومنه تنطلق شهادتنا، وعليه نبني صرح إنسانيتنا. لم يكن الإله الواحد بالنسبة لنا موضوع خلاف ولا علة اقتتال ولا سبب انقسام. تعلمنا أن نخاطبه "أبانا" (متى 6، 9)، لذا فالجميع بالنسبة لنا "إخوة". يمكننا أن نخاطب الجميع بالحق والمحبة، و "أن نضع نفوسنا" لأجلهم (1 يو 3، 16)؛ ويمكننا أيضا أن نطالبهم ونسائلهم، فحقنا عليهم أن مصيرنا واحد، نتعهده معا أو نخسره معا! لا يمكن أن يتحول المؤمن، أيا كان، وحتى غير المؤمن، في هذا الشرق أو خارجه، إلى شاهد زور بتعاميه عما يجري. معكم نرفع راية الأخوة وبها نقطع دابر شاهدي الزور في محاكمة الإنسان والدِين.

يا إخوة الإنسانية، باتت قضيتنا أبعد من جماعة، وأكبر من وطن، وأوسع من منطقة. محكنا هو محك الإنسانية في عالمنا المعاصر، بحكم تشويهها، خدمة لمصالح ومآرب متنوعة. نحن شاكرون لكثيرين ممن يعون هذه المخاطر ويعملون على احتوائها ومعالجتها ودرئها. لن نتحول عنوانا لقضية يُطالب بحلها وفك أحجيتها، فلسنا كذلك. فأنتم قضيتنا! نحن ساهرون من مكان إقامتنا على ضمائر الذين يريدون الاستمرار بالفتك بقضيتنا: قضية الإنسان الحق وقضية الإله الحق. ألا يُعقل أن تنقلب الأدوار، فيصير المحكوم عليه قاضيا ولو كان في زنزانة، والقاضي محكوما عليه وإن كان على منبر؟

يا أخانا الأكمل، من تجسد لأجلنا وحمل طينتنا واحتمل الحكم الجائر وصعد على الصليب وهبط إلى الجحيم ثم ارتفع إلى السماء، لقد علمتنا أننا "إخوتك"، عن غير استحقاق، وأن "أباك أبانا وإلهك إلهنا" (يو 20، 17). بلغ سلامنا وفرحنا بك شأنا نعجز عن بلوغ ارتفاعه وعمقه في حياتنا الروحية، وقياس عرضه وطوله في حياتنا المادية! فهو فرح وسلام بحجم المعطي: سلامي أُعطيكم! فرحي أُعطيكم! فلا ينزعهما أحد منكم (يو 14، 27؛ 16، 22). لقد حكمت أن تعطينا الفرح والسلام الخاصين بك! فما أعظم انتصارنا وما أكرم حُكمك!

هذه هي درجات الأخوة العشر و "سفر" مرافعتنا كاملة، وقد أخذناه "من يمين الجالس على العرش" (رؤ 5، 7). هذه هي كامل بشارتنا إليكم، "فاصغوا" إليها (أع 2، 14)، فتعزيتنا كبيرة بكم.

كلنا نعي أن المحاكمة لم تنته فصولا، إذ لنا فيها جولات إلى ما يشاء القدوس. "فماذا نقول؟ ألعل عند الله ظلما؟ حاشا! (...) فماذا؟ إن كان الله، وهو يريد أن يظهر غضبه ويبين قوته، احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك، ولكي يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد" (رو 9، 14؛ 22-23). هذا هو انتصار يمين العلي، بكم وبنا! أما ملتقانا المستديم فهو في الصلاة من أجل الكل، نرفعها معكم إلى الذي له المجد والقدرة والسجود والملك إلى الأبد! آمين".

 

الطاشناق احيا مئوية الابادة الارمنية في عينطورة بقرادونيان وابي نصر طالبا تركيا بالاعتراف بمسؤوليتها وتحقيق عدالة الشعوب

الأحد 19 نيسان 2015 /وطنية - أحيا قطاع الشباب في حزب "الطاشناق"- فرع كسروان الذكرى المئوية للابادة الجماعية في معهد القديس يوسف - عينطورة تحت عنوان "أيام عينطورة: من الهوة الى الجنة"، في حضور ممثل النائب ميشال عون منسق "التيار الوطني الحر" في كسروان جوزف فهد، أمين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، النواب: نعمة الله ابي نصر، يوسف خليل، فريد الياس الخازن، جيلبرت زوين ووليد الخوري، رئيس بلدية عينطورة لبيب عقيقي، الوزيرين السابقين بانوس مانجيان وابراهام داديان، مدير عام وزارة البيئة برج هتجيان، مدير الاحصاء المركزي مارال توتليان، عضو المجلس التنفيذي للرابطة المارونية انطوان قسطنطين، ممثلي هيئات المجتمع المدني، رؤساء روابط وأندية اجتماعية وثقافية، وحشد من المحازبين والمناصرين.

بداية توجه المشاركون الى مدافن شهداء اطفال وميتم عينطورة لإنارة الشموع ولوضع أكاليل الزهور على أضرحتهم، وقام رئيس معهد القديس يوسف عينطورة الاب جميل سمعان بزرع غرسة شجرة الرمان رمز الشهادة لدى الطائفة الارمنية، والنائب نعمة الله ابي نصر يحيطه النواب بزرع غرسة شجرة الارز في باحة المدافن، ثم انتقل الجميع الى القاعة الرئيسية في المعهد، حيث بدأ الاحتفال بدقيقة صمت حدادا وإجلالا عن أرواح الشهداء. ثم ألقت عريفة الاحتفال كارين بيديريان كلمة ترحيبية.

بدوره، ألقى الاب سمعان كلمة قال فيها: "انقضت مئة عام على الابادة الاولى في القرن العشرين، عنينا بها الابادة الارمنية الجماعية على ايدي الاتراك زمن السلطنة العثمانية، وما زال احفاد الناجين يقتفون بلا كلل اثر ما انقطع من تاريخهم، هذا الامر يؤهلهم ان يحملوا بفخر للاجيال الجديدة الذاكرة التاريخية لماضيهم".

أضاف: "موريس ميساك كيليشيان ارمني من لبنان، هو واحد من هؤلاء الرجال، شرع منذ 2005 يعمل جاهدا على نبش الماضي كاشفا التاريخ المطموس لميتم عينطورة القائم بين جدران معهدنا في عينطورة كسروان".

وتابع: "سنة 1915 عين جمال باشا حاكما على سوريا ولبنان، وهو يعتبر احد المسؤولين المباشرين عن الابادة الارمنية، كما يعتبر مسؤولا مع الاديبة التركية خالدة آديفار التي كانت مديرة ميتم عينطورة عن تتريك الايتام الارمن باشراف مباشر منهما. كانت الهوية الارمنية تسلب من هؤلاء الاطفال الابرياء من خلال سياسة التتريك باعطائهم اسماء تركية واجبارهم على انكار دينهم واعتناق الاسلام، فكانوا يعاقبون بالضرب المبرح اذا استعملوا لغتهم الام، اي اللغة الارمنية هذا السلوك المشين هو المثل الحي على تحديد منظمة الامم المتحدة لمعنى الابادة ومفهومها الاصطلاحي المتداول اليوم". وقال: "لقد وثقت هذه المعلومات وتناقلتها الذاكرة الشعبية وبعض الكتب التاريخية التي درست هذه الحقبة من تاريخ لبنان على ايدي مؤرخين لبنانيين وارمنيين . فقد نقل ميساك كيليشيان في احد كتبه ما اورده السيد كارنيك بانيان العميد السابق المساعد في ليسيه ديميرجيان في بيروت. وكان احد الناجين من ميتم عينطورة ، وهو الذي عايش هذه المآسي ونشر سنة 1992 تجاربه في الميتم في كتاب ذكريات من جزأين".

أضاف: "اليوم سوف تجعل الاحتفالات التذكارية العالم اكثر وعيا لهول الآلام والعذابات التي فرضها فريق من الناس على فريق آخر. وسوف تبلغ العالم انه يستحيل على الشعب الارمني ان يشفى وان يمضي مرفوع الرأس بينما الحكومة التركية تنكر عليه صراحة الخسائر الجسيمة التي ارتكبها". وختم: "نحيي ذكرى الايتام الارمن وجميع الشهداء الابرار ونجل الروح الطيبة التي تحافظون فيها على إرثكم، وتسعون الى نشر الوعي والحقائق مخافة ان يطويها الزمان، ونرى في عملكم مدرسة للاصالة والتجذر. نسأل الله ان يبارك مساعيكم وجهودكم التي تخدم الحقيقة وتشهد لها".

ابي نصر

بدوره، ألقى أبي نصر كلمة قال فيها: "الاحتفال بذكرى المذبحة الأرمنية في دير مار يوسف - عينطورة، المنارة المميزة في تاريخ نهضة التعليم في لبنان، له دلالاته الاجتماعية والسياسية، لأنه يقام على أضرحة شهداء الطفولة البريئة، ضحايا السفاحين البرابرة، وهو يندرج أيضا ضمن إطار عابق بالتاريخ اللبناني الأرمني، ويرتبط بجذور "المسألة الشرقية"، وبوضع الأقليات المسيحية داخل السلطنة العثمانية، واليوم داخل العالم الإسلامي ككل، وهو يضيء على ما عاناه هذا الشعب العظيم في سبيل الإيمان والحرية والانتماء، والحفاظ على الخصوصية والكرامة والاستقلال". أضاف: "إنه مشهد القتل الجماعي، الذي نفذته السلطنة العثمانية في أيام حكمها حتى بلغ مستوى الإبادة بين عامي 1915 و 1916، إبادة تصر تركيا على إنكارها وعلى عدم تحمل المسؤولية التاريخية بشأنها. إبادة سهلت وقوعها، مواقف بعض الأوروبپيين في حينه. واليوم تمنعهم مصالحهم من فرض العقوبات على مرتكبيها، ومن الاعتراف بها والاعتذار والتعويض عنها". وتابع: "قبل مئة عام قرر حكام إسطنبول إبادة الأرمن ومعظم المسيحيين الواقعين داخل حدود السلطنة. لم يتركوا وسيلة إلا واستخدموها. فرضوا نظام السخرة، نظموا العصابات، أطلقوا المساجين وحرضوهم على قتل الأرمن.اقتحام للمنازل، خطف للمدنيين ولرجال الدين، ضرب وتعذيب وإعدام، مدن وقرى أفرغت بكاملها، سبي للنساء والأطفال، فصل الذكور عن عائلاتهم وحجزهم في المياتم التي أعدت لمحو الذاكرة وفرض التتريك بالقوة. مسيرة سوداء من القتل والتنكيل والقهر والتهجير، أبطالها السلطان الدموي عبد الحميد الثاني وجمال باشا السفاح وغيرهم". وقال: "كان من بين هؤلاء المياتم ميتم عينطورة الذي عثر فيه على رفات أكثر من ألف صبي أرمني ماتوا قتلا. أما جبل لبنان، جبل الآباء والأجداد الذي لجأ إليه كل الأرمن، لم يكن مصير شعبه أفضل حالا، فمنذ دخول جمال باشا السفاح لبنان: أعلن حصارا تموينيا وتجويعيا مقصودا على الجبل برا وبحرا، وصادر كل المحاصيل، وألغى نظام المتصرفية الذي سبق أن وضع بضمانة الدول الأوروبية، كما ألغى مجلس الإدارة الذي كان بمثابة برلمانا مصغرا. نفى من نفى من رجال دين وعلمانيين. فرض الضرائب الباهظة وطبق نظام السخرة وأعلن الأحكام العرفية ونصب المشانق".

وتابع: "هكذا بين نفي وتهجير واستعباد وتجويع وقتل، على مدى ثلاث سنوات متتالية، بين 1915 و1918، انتهى الأمر إلى مقتل ثلث سكان الجبل بسبب الجوع والحرب، وتهجير الثلث الآخر إلى أقاصي الأرض، أما الثلث الباقي بالكاد استطاع أن يستمر على قيد الحياة ونحن المجتمعون في هذه الصالة أحفاد الثلث الذي استطاع أن يبقى على قيد الحياة في حينه. هنا يجدر السؤال؟ كل هذه المآسي التي لحقت بأجدادنا أبناء الجبل، ألا تستحق من قبل المسؤولين عندنا تخصيص يوم واحد للذكرى والتذكير؟، ذكرى عما حصل في السابق، وتذكير عما يمكن أن يحصل في المستقبل؟! علنا نتعظ، فنحذو حذو الشعب الأرمني ونخرج من محنة فقدان الذاكرة عند المسيحيين، وعندنا نحن الموارنة بصورة خاصة". أضاف: "في معترك الحياة، عرفت أرمن لبنان، عرفتهم لبنانيين شرفاء، يعتزون بلبنانيتهم، ويفتخرون بأصولهم وبانتمائهم، انتزعوا، من خلال إنجازاتهم وتعاطيهم اليومي، احترام شركائهم في الوطن، بما قدموه للبنان في شتى الحقول الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وبما أعطوه من رجالات كانوا ولا زالوا مفخرة هذا الوطن، وجميعهم فرضوا احترامهم. ونحن، إذ نقدر فيهم عزة النفس والكرامة والولاء المطلق للبنان، نذكر منهم الأمين العام لحزب الطاشناق زميلنا وصديقنا النائب آغوب بقرادونيان". وتابع: "يخطىء من يعتقد أن الإبادة الجماعية للسكان هي من الماضي وإنها لن تتكرر، لأن ما نشهده اليوم في سوريا والعراق، وما جرى في مصر وليبيا يدل على أن لعنة التطرف والتكفير لا تضرب المسيحيين فقط، لقد نزلت أيضا على الأزيديين وعلى المدنيين الأبرياء من المسلمين، سنة وشيعة، كما أصابت الدروز وغيرهم من أهل هذه البلاد".

وقال: "إزاء هذا الواقع المخيف، لا بد من البحث عن الجهة المستفيدة من وقوع هذه الجرائم وهذا الدمار. لقد ساهم الغرب في تفكيك العراق، وتقويض الاستقرار في سوريا، وزرع الفوضى في ليبيا، وتشجيع التطرف الديني في تونس ومصر. وللأسف، ساهمت معه أيضا دول وأنظمة عربية وإقليمية. لكن مارد التكفير والتطرف والإرهاب الذي أوجدوه، بدأ يرتد عليهم، وهم يعلمون ذلك. إن لم تقم الدول القادرة بتجفيف منابع الإرهاب وضربه واقتلاعه من جذوره الفكرية قبل فوات الأوان، فإنه سيرتد عليهم وسيبتلع دولا ومجتمعات، وسيغير وجه الحضارة الإنسانية لقرون طويلة". وختم: "أما نحن في لبنان، فكلنا أقليات، مسيحيون، سنة، شيعة ودروز سنظل نؤمن بأن العناية الإلهية هي خلاصنا، وبأن الحوار والتفاعل والحياة المشتركة هي دستورنا ونهجنا، وأبواب التطرف لن تقوى علينا وعلى وحدتنا وعلى ميثاق العيش المشترك مع شركائنا.عشتم وعاش لبنان".

بقرادونيان

وألقى بقرادونيان كلمة قال فيها: "في زمن الصمت الرهيب، في زمن العدالة المزيفة والشعارات الرنانة، في زمن إنكار الحقيقة ورفض المصالحة مع الذات والتاريخ، في زمن غياب الذاكرة الجماعية، في زمن يرفض المجرم تحمل مسؤولية الجريمة، نجتمع لنتذكر كي لا يتكرر. نجتمع نحن ضحايا الجريمة، ضحايا الإبادة، ضحايا الصمت الدولي، ضحايا مصالح الدول التي تتحدث عن الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان والشعوب ولا تزال تحتل وتقتل وتسمح الآخرين بارتكاب أبشع الجرائم بحق شعوب ذنبها الوحيد رفض إنكار الذات واحترام الآخر والإيمان بانسانية الانسان ونصرة العدالة". أضاف: "نجتمع لنتذكر نحن، ضحايا الاجرام والإبادة، آباءنا وأجدادنا الذين سقطوا في بيوتهم على ارض وطنهم وتشردوا وذبحوا أمام أعين الديمقراطية العالمية ودفنوا دون مدافن في دير زور ومرقدة والصحراء السورية. نجتمع لنتذكر ونذكر الجميع الذين أرداوا للابادة والمجازر حلا جذريا لإنجاح الحلم الطوراني التركي الاستعماري، بان حلمهم لم يتحقق وبان هذه الشعوب وأحفاد الشعوب لا يزالون يصرخون نحن هنا وسنبقى هنا. نجتمع أمام هذه المقبرة الجماعية حيث ترقد رفات 300 طفل ارمني يتيم ذنبهم الوحيد انهم ابناء شهادة راحوا ضحية العنجية العثمانية، انهم أطفال أبرياء لم يرض جمال باشا إلا وان يجرب تتريكهم وحتى تحويل اسمهم الى اسماء تركية، ولما فشل في مؤامرة التتريك كان نصيب الايتام التعذيب والاغتصاب والتجويع والقتل".

وتابع: "هيا اطفال الكرامة، اطفال الحرية واطفال المستقبل، نجتمع لنتذكر ، نتذكر كي لا يتكرر، ولكي لا يتكرر هناك مسؤولية دولية على الجميع ان يتحملها لان جريمة واحدة دون عقاب تفتح الباب امام جرائم اخرى. وجودنا هنا معا نحن اللبنانيين من مختلف الطوائف والمناطق يشهد ان الشعوب تحيا وتستمر بشهدائها الأبرار والذاكرة الجماعية وتاريخ الشعوب يجب ان يكون محور نضال الشعوب من اجل العدالة. اما الاهم من إحياء ذكرى الشهداء هو الوفاء الجماعي لإرثهم المقدس وقضيتهم المحقة، ان الصمت أمام حقوق شعبنا المغتصبة هو الاستسلام بالذات والصمت في هذه الحالة خيانة للشهداء ولإرثهم". وقال: "نحن اليوم وفي مئوية جريمة إبادة الارمن نذكر ونطالب، اذ نطالب تركيا بالذات الاعتراف بمسؤوليتها إزاء جريمة الإبادة نطالبها لاجل تحقيق العدالة والتعويض على الخسائر البشرية والجغرافية والسياسية والمادية، ولدول العالم التي لا تزال تنتظر الظروف المؤاتية للاعتراف، نقول ان الإبادة الارمنية واقع لا لبس فيه ان اعترفت بها الدول او لم تعترف فهي حقيقة تاريخية وسياسية غير قبالة للجدل ولا تحتاج الى دراسات او مفاوضات وتحليلات. ومن هذا المنطلق نقول ان على دول العالم وعلى تركيا بالذات مسؤولية كبيرة في إعادة انعاش الذاكرة الجماعية والمصالحة مع تاريخها وماضيها، فالجريمة التي نتذكرها نحن أبناء الشعوب المضطهدة من السريان والارمن والكلدان والآشوريين ومن الشعوب العربية لا تتكرر الا اذا تمت معاقبة المجرم التعويض عن جرائمها. ان السكوت عن جريمة هي جريمة بحد ذاتها". أضاف: "بالاسف الشديد نستغرب ايضا سكوت لبنان الرسمي عن هذه الجريمة، فعلى رغم قرار المجلس النيابي اللبناني في ايار 2000 حول الإبادة الارمنية وضرورة اعتراف تركيا بمسؤولياتها والتعويض عنها، فان لبنان الرسمي لا يزال يتردد حتى في إعلان احترام آباء وأجداد آلاف اللبنانيين سقطوا دفاعا عن الحرية وكرامة الانسان والحفاظ على الذات وعدم الرضوخ للظلم والاحتلال".

وتابع: "هل من الضروري ان نعود ونذكر ان شهداء السيفو والشهداء الارمن وشهداء المجازر وشهداء 6 أيار ومن قبلهم سقطوا ضحية الاجرام العثماني التركي ولا نزال ننتظر طلب الغفران؟ وهل من الضروري ان نذكر بان تركيا اليوم وهي الوريثة الشرعية للدولة العثمانية بواجباتها وحقوقها؟ لا تزال تطمح الى العودة لهذه المنطقة وإعادة إحياء الحلم العثماني، وهناك من في لبنان لا يزال يتحدث عن علاقات تاريخية وعلاقات صداقة بيننا وبين وريث الاجرام العثماني. هل من الطبيعي ان نغمض أعيننا ولا نرى ما يحدث في المنطقة العربية وفي مشرقنا العزيز من مجازر ومذابح ودمار وانهيار وتهجير وإحراق وتركيا هي المنصة المتقدمة لا بل الشريك الاول والمدبر والداعم لكل هذه المؤامرة التي بدأت تدق أبواب لبنان". وختم: "من مدرسة عينطورة، من مدرسة الابطال والنور يسطع من ضريح الشهداء الايتام، نقول نضال الشعوب يستمر ما دام الاجرام مستمر، والاجرام يستمر ما دام الصمت يستمر، والجريمة تبقى جريمة وتتكرر الجريمة بغياب العقاب. ان وحدة الشعوب المضطهدة هي الوسيلة الأجدى في تحقيق الحق والعدالة، والنضال يستمر حتى تظهر الحقيقة، ويعترف المجرم بجريمته ويعاقب لنمنع تكرار الجريمة ولنمنع مجيء هتلر جديد ليقول من يتذكر اليوم المجازر الارمنية. الشعوب ولدت لتعيش. ومن أمام ضريح الشهداء الأبرياء نقسم بالله العظيم اننا ولدنا احرارا وناضلنا لاجل الحرية والكرامة وسنستكمل النضال، ونستشهد لنعيش معا ونبقى معا، ارقدوا بسلام يا أطفال الابطال، لن نستسلم ولن نترجل الا باسترداد الحق كل الحق وبتحقيق العدالة كل العدالة".

 

المستقبل والحزب وجهان لعمالة واحدة

عبدو شامي

منذ بداية "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية بهدف تأمين "حديقتها الخلفية" عبر تطهير اليمن من قذارة الاحتلال الإيراني المتستّر بالزي الحوثي-اليمني، ولبنان يشهد حملات يومية للهجوم والردود والردود المضادة بين "حزب الإرهاب المنظم" و"تيار المستقبل"، وضعَ فيها الطرفَين كامل طاقاتهما الإعلامية والإنشائية والهجائية بما يضمن إرضاء أولياء أمورهما في الخارج في الدفاع عنهم. حقًا، إنه لمشهد معيب بحق لبنان كرامةً وسيادة وشعبًا؛ فمن حيث المبدأ، كل من عمل لمصلحة بلد آخر على حساب مصلحة بلده فهو عميل، سواء كان ذلك البلد الذي ارتضى العميل أن يحقَّق له مصالحه على حساب بلده عدوًا أو مسالمًا؛ طبعًا العمالة لعدو إرهابي تكفيري توسعي (إيران ) أخطر من العمالة لباحث بطرق سلميّة عن نفوذ أو هيمنة أو تأثير عبر فريق سياسي داخلي (السعودية)، لكن هذا لا ينفي أن "العمالة" تبقى واحدة من حيث تقديم مصالح الآخرين على مصلحة الوطن لبنان.

لا شك لدينا أن السعودية باتخاذها قرار التدخل العسكري في اليمن أصابت وإن أتى متأخرًا جدًا، ولا ريب كذلك أن السعودية ساعدت لبنان في محطات حرجة كثيرة، هذا يستدعي واجبًا أخلاقيًا بالقول لمن أحسن أحسنت وتقديم الشكر على المعروف، بيد أن كل ما تقدّم مضافًا إليه تطاول وهجوم الحزب الإرهابي الإيراني على السعودية يجب أن لا يجعلنا ندافع عنها بطريقة استزلامية وضيعة ورخيصة؛ نعم، نقول كلمة الحق بفخر وبراحة ضمير ونعلن موقفنا بوضوح، لكن لا نستميت في الدفاع المتكرّر عن المملكة أكثر من دفاعها هي شخصيًا عن نفسها، وذلك كلما سمعنا نباحًا أو نعيقًا أو نهيقًا من هنا أو هناك، حفاظًا على كرامتنا وكرامة بلدنا. اللبنانيون الأحرار لا يُباعون ولا يُشترون، فلا رعاية اتفاق طائف ولا بضعة مليارات دولار ولا حتى سداد الدين العام بكامله (71مليار دولار) يجعلنا أزلامًا ومستزلمين ولا مُبايِعِين لمقدِّم تلك الخدمات ومانح تلك الأموال.

ثم هل السعودية جمعية خيرية تفعله ما تفعله مع لبنان دون مقابل؟ واقع الحال يُظهر أن السعودية تملك في لبنان تيارًا سياسيًا ينفِّذ مصالحها حرفيًا ويتلقى منها الأوامر الاستراتيجية في المحطات المصيرية بما يتناسب مع مصالحها وتصارعها على تقاسم النفوذ مع إيران. وبمراجعة بسيطة لكل القرارات القاتلة والمذِلّة بحق "ثورة الأرز" وتضحيات شهدائها وشعبها على مدى السنوات العشر الأخيرة، نجد أن أوامر الديوان الملكي تقف بالكامل وراء قرارات "الحريري" الانبطاحية والفجائية والمنقلبة على عهودها ومواقفها المشرِّفة بين ليلة وضحاها، بعدما ارتضى أن يكون رجل المملكة في لبنان وراعي مصالحها على حساب الشعار الدعائي "لبنان أولاً"؛ الإطاحة بانتصار2009 الانتخابي، وتشريع سلاح الحزب في البيان الوزاري، والـ س.س، والاعتراف بوجود شهود زور في التحقيق الدولي، والاعتذار من المجرم بشار الأسد والنوم في قصره، وحكومة اليوم وفضائح وزارة داخليتها... كلها نماذج صارخة عن مدى الإذلال الذي سبّبته رعاية "الحريري" للتدخل السعودي في لبنان.

الحملة المستميتة والبشعة والمقززة والمقيتة والتي فاقت المألوف والواجب في دفاع "تيار الحريري" عن المملكة هو إحدى تجليات هذه التبعية البغيضة. وإذا كان من شيء كشفَته الردود والردود المضادة التي أدت الى تسخين المناخ الشعبي العام لدى جمهور الطرفَين (المستقبل والحزب)، فهو دجل حجة "تنفيس الاحتقان" التي اخترعها "الحريري" تحديدًا لتبرير انقلابه على مواقفه السابقة وقبوله بالجلوس الى طاولة حوار مذل مع الحزب الإرهابي، فقد نسَفَت الحملة تلك الحجة من أساسها وأثبت "الحريري" مجدّدًا أنه لا يزال يقدّم مصلحة السعودية على مصلحة لبنان، فعندما تهادن السعودية إيران يأتي الأمر بالجلوس الى طاولة الحزب الإرهابي و"تنفيس الاحتقان"، وعندما تشتبك السعودية مع إيران يصبح الشحن المكثّف مطلوبًا، وهذه المرة تحت تعبير الوفاء للمملكة وتأييد "التضامن العربي". وعليه، كل ما يأكل به عقولنا ذلك التيار من حجج وتبريرات "خزعبلية" عند كل انقلاب مفاجئ ما هو إلا محض دجل عابر، أما "السعودية أولاً" فهي السبب والحقيقة الدائمة.

بعد ذلك، قد يتساءل القارئ لماذا الانتقاد موجّه لحملة "المستقبل" الاستزلامية في الدفاع عن السعودية دون التطرق الى حملة الحزب الإرهابي المضادة دفاعًا عن إيران و"حوثيِّها"، والجواب هو أن الحزب الإرهابي واضح، يُعلن ويفتخر ويجاهر بأعلى صوته يوميًا بعمالته وطاعته الكاملة للولي الفقيه وتقديمه إياها على مصلحة لبنان، فيما "تيار المستقبل" يُخفي ولاءه التام للسعودية وينفي تبعيّته المطلقة لها ويستغبي عقولنا متستّرًا بشعار "لبنان أولاً" رغم تقديمة البَيعة علنًا في 14/2/2015 أمام وباسم الحاضرين في احتفال "البيال". فليذهب هذا الى السعودية (وهو هناك) وذاك الى إيران وليتركوا لبنان للبنانيِّين، لا عملاء ولا أزلامًا ولامستزلمين.

 

تسعون عاما على الاحتلال الإيراني للأحواز العربية

داود البصري/السياسة/20 نيسان/15

في تاريخ الأمم والشعوب الحية منعطفات تاريخية حادة رسمت معالم طريق تلك الشعوب للتحرر والانعتاق, ورسم معالم طريق الحرية الحمراء المقدسة, ولعل تاريخ العالم المعاصر يسجل للشعب العربي الأحوازي ملحمته الخالدة في الحفاظ على هويته وشخصيته, وزخم نضاله وكفاحه الوطني, وعزيمته الصلبة التي لم تعرف المهادنة, ولا الضعف, ولا السكون, وهو يقاوم أبشع وأبطش صورة احتلال استيطاني همجي تدميري حاول شطب الشعب العربي الأحوازي من الخارطة وتزوير الحقائق التاريخية والجغرافية, ومحو الشخصية العربية لشعب ذلك الجزء الحيوي من العالم.

فقبل تسعين عاما شن النظام الشاهاني الإيراني المقبور حملة عسكرية ضخمة تستهدف الوجود العربي الحر المستقل في أقصى الشرق العربي واستطاع نتيجة للظروف الدولية والإقليمية التي كانت سائدة في مرحلة مابين الحربين الكونيتين وبداية التشكل السياسي للشرق الأوسط الحديث من اسقاط إمارة عربستان العربية, واحتلال المحمرة, واعتقال شيخ عربستان الأسطوري والشهير الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو الكعبي الذي كان آخر حاكم عربي لإقليم الأحواز والذي فقدت بعده المنطقة حريتها واستقلالها.

ففي فجر العشرين من ابريل العام 1925 صحا الشعب العربي الأحوازي على واقع جديد ومر تميز باحتلال الجحافل الفارسية لوطنه العربي العريق, وفي ظل أوضاع بناء الديكتاتوريات العسكرية في المنطقة كديكتاتورية رضا شاه في إيران, وكمال أتاتورك في تركيا وفي ظل ضعف عربي عام مع بداية استقلال المملكة العراقية الهاشمية وقتذاك, حين كان العراق الحديث جنينا يحبو, انفرد الإيرانيون بالشعب العربي الأحوازي, وسيطروا على مقدراته, ومارسوا أساليبهم العدوانية في الغدر والقمع والتنكيل ثم باشروا بمهمتهم الأساسية والمركزية والفاشية والعنصرية المتمثلة في سحق الهوية العربية المستقلة وفرض استعمار استيطاني خبيث, وممارسة أسلوب النهب الشامل لمقدرات وخيرات الإقليم ودفع الشعب الأحوازي للهجرة عن بلاده بعد تقديم المغريات وحملات الترهيب أيضا.

لقد مارس الإيرانيون خلال سنوات الاحتلال الطويلة والمرهقة والدموية أساليب غدر معروفة عنهم, وحاولوا جاهدين طمس كل معالم الشخصية العربية الحرة وفرضوا تغييرا ديموغرافيا عنصريا سبق الاحتلال الصهيوني لفلسطين من خلال تغيير أسماء المدن والقصبات, وحتى أسماء السكان بعد فرض التسميات الفارسية الغريبة عليهم, وبعد أن اغتالوا الشرعية, وسحقوا الثورات الشعبية التي انطلقت في الأحواز, العالم العربي للأسف مغيب بالكامل عن فظائع وجرائم ماحصل للشعب العربي الأحوازي الذي يعود اليوم بكل قوة للساحة الدولية, وهو يحمل صليب معاناته من خلال أجياله الشابة التي لم تستطع الماكينة الفارسية العنصرية إذابتها أوا لسيطرة عليها, بل حقق الأحوازيون المفاجأة الكبرى في نجاحهم, ومن خلال الأجيال العربية المتعاقبة في الحفاظ على هويتهم والاعتزاز بعروبتهم وسعيهم للحرية والاستقلال والسيادة.

لقد عانى الشعب الأحوازي من ظلم جبابرة عرش الطاووس, كما قدموا تضحيات مضاعفة ورهيبة في مقاومتهم للفاشية الدينية والطائفية الرثة ومواجهتهم الشجاعة لقمع وإرهاب عتاة نظام الملالي منذ بواكير حكمهم وممارسات المجرم أحمد مدني معروفة وموثقة!

لقد مرت عقود طويلة صعبة على النضال العربي الأحوازي شهدت حركة النضال خلالها منعطفات حادة وانكسارات كبيرة ولكن جذوة الأمل لم تخمد بل ظلت متوقدة وقد حمل الراية الأجيال الأحوازية العربية الشابة التي رضعت حليب المقاومة والإصرار على المقارعة والتحدي, وانتزاع الحرية من بين أنياب الطغاة مهما كانت الصعاب وحتى المصائب.

لقد شهدت المرحلة الأخيرة من عمر النضال العربي الأحوازي هجمة سلطوية شرسة وإرهابية شاملة تمثلت في توسيع سياسة “حوار المشانق” في محاولة لاستئصال الفكر الحروروح الحرية والاستقلال, ولكن الشباب العربي الأحوازي الذي يقبل حبال المشانق لكونها أرجوحة الأبطال كما فعل الشهيد ريسان الساري يظل عصيا على التطويع والانكسار وسيحقق الهدف, وهاهي الثورة الشعبية العربية الأحوازية قد اندلعت ولاحت بشائرها, فالأحواز تنتفض, وهي في ثورة عارمة لن يخمد أوارها حتى تحقيق كامل أهدافها في الحرية والاستقلال الوطني الناجز.

الشرق العربي بعد عاصفة الحزم لن يكون كما كان قبلها !, بل أن متغيرات ومياه ودماء عديدة قد مرت تحت كل الجسور, وانطلاقة المارد العربي الأحوازي في ظل الهزائم والانكسارات التي يعانيها النظام الإيراني المحتل والتي ستشهد تصاعدا مستمرا مع نهاية نظام الجريمة السوري, واندحار المشروع التقسيمي التدميري الطائفي الإيراني في الشرق القديم ستجعل من حرية الأحواز أمرا واقعيا… الشعب العربي الأحوازي يعيش اليوم على ايقاعات التغيير الكبير القادم, وهويعانق الحرية المقدسة التي باتت قاب قوسين أو أدنى, وتحرك طلائع الشعب الأحوازي الشبابية في عواصم العالم إيذانا بفتح فصل تحرري استقلالي جديد ينهي عذاب السنين… والشعب العربي الأحوازي بعد تسعين عاما من الاحتلال الاستيطاني القهري المدمر هواليوم أكثر تمسكا بعروبته وأقرب مايكون لتحقيق أهدافه وتطلعاته الوطنية والقومية المشروعة والمستحقة. فجر جديد سينبلج في أقصى الشرق العربي مع ولادة الأحواز العربية الحرة من رحم المعاناة والعذاب والقهر, ولن يخذل الله من ينصره, وسيخزي وجوه القوم المجرمين… فالاحواز العربية هي نجمة الشرق الجديد دون منازع!.

 

إدارة أوباما تحاول أن تثبت أنها لن تقايض "النووي" بالهيمنة الإيرانية على المنطقة

واشنطن تسعى لتبديد مخاوف دول “الخليجي” وسط فوضى إقليمية

واشنطن – ا ف ب/السياسة/20 نيسان/15

مع اتساع نطاق النزاعات في منطقة الشرق الأوسط, تسعى الولايات المتحدة إلى طمأنة حلفائها في دول الخليج بأن ستراتيجيتها في المنطقة ستتعزز ولن يضعفها أي اتفاق نووي مع إيران.

ويبدو ان الإدارة الاميركية تواجه سلسلة من التحديات المعقدة في منطقة الشرق الاوسط, كان أحدثها حملة “عاصفة الحزم” لدعم الشرعية في اليمن التي تضيف تعقيداً جديداً إلى سلسلة المشكلات في المنطقة بسبب السياسات الإيرانية.

فمن الحرب في سورية إلى انهيار الحكومة في ليبيا, والمعركة ضد “داعش”, والنزاع في اليمن, أطلق ما يسمى ب¯”الربيع العربي” التوترات المذهبية والقبلية المكبوتة منذ عقود.

وكتب الخبير في مركز الدراسات الستراتيجية والدولية انطوني كوردسمان ان “الصراعات المختلفة التي تواجهها الولايات المتحدة الآن معقدة للغاية, ومن غير الواضح ما إذا كان أمام الولايات المتحدة أو أي من حلفائها أي خيارات ستراتيجية واضحة توفر حلاً ممكناً” لهذه التعقيدات. ومع اقتراب المهلة النهائية للتوصل الى اتفاق بين ايران والدول الكبرى بشأن برنامج طهران النووي بحلول 30 يونيو المقبل, سيعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في محاولة لتبديد مخاوفهم بشأن أي تقارب بين واشنطن وطهران, وتبادل الأفكار بشأن كيفية إطفاء الحرائق المشتعلة في المنطقة.

وأعلن أوباما أن المحادثات التي ستجري في البيت الابيض وفي منتجع كامب ديفيد في 13 و14 مايو المقبل “ستتناول كيفية تعزيز تعاوننا الأمني وحل مختلف النزاعات التي تسببت حتى الان في المعاناة وعدم الاستقرار في انحاء الشرق الاوسط”.

وترى الادارة الاميركية ان كبح البرنامج النووي الايراني المثير للشبهات سيجعل المنطقة أكثر أماناً, إذ أنه سيزيل خطرا وشيكا من امتلاك طهران قنبلة نووية, وربما يقرب النظام الايراني خطوة للعودة إلى حظيرة المجتمع الدولي.

لكن واشنطن تغامر بأنه خلال فترة أي اتفاق شامل يتم التوصل إليه ويتوقع ان تكون ما بين 10 أعوام و15 عاماً, يمكن أن تحدث تغييرات داخلية تتسبب في تغير كبير في طموحات ايران الاقليمية.

ويعتقد بعض المنتقدين لأي اتفاق مع ايران ان مثل هذا الاتفاق قد يمنح مزيداً من الجرأة لطهران المتهمة بالتدخل في الشرق الاوسط من خلال دعم الحوثيين في اليمن ودعم النظام السوري وتسليح “حزب الله” اللبناني وحركة “حماس” الفلسطينية.

وكتب هنري كيسينجر وجورج شولتز وزيرا الخارجية الاميركيان السابقان في صحيفة “وول ستريت” أخيراً انه “لكي تكون إيران عضوا جيدا في المجتمع الدولي, فإن الشرط المسبق هو أن تقبل بقيود على قدرتها على زعزعة منطقة الشرق الاوسط وعلى تحديها النظام العالمي الاوسع”. وقالا انه “في غياب القيود النووية والسياسية, فإن حلفاء أميركا التقليديين سيستنتجون ان الولايات المتحدة قبلت التعاون النووي الموقت مع ايران مقابل الرضوخ للهيمنة الايرانية”.

ورغم ان أوباما أثبت أنه غير مستعد لتخصيص موارد عسكرية هائلة لمواجهة النزاع سواء في سورية أو العراق, فإن بلاده تقود حملة القصف الجوي التي يشنها التحالف ضد تنظيم “داعش” وتقدم المساعدات الانسانية الضخمة للبلدين وتسعى إلى تدريب وتقوية القوات الامنية المحلية في العراق. كما تقدم واشنطن الدعم الاستخباراتي للتحالف العربي لدعم الشرعية ضد الميليشيات الانقلابية في اليمن. ويعتقد البعض ان دعم اوباما لهذا التحالف هو نوع من التعويض عن عدم اتخاذه قراراً عسكرياً حاسماً بشأن سورية, إلا ان المحللين يحذرون من خطر ان تعهد الولايات المتحدة بالقتال في المنطقة, خاصة ضد “داعش”, إلى “خليط” من الميليشيات والمسلحين غير الحكوميين الذين تدعم وتقود بعضهم علناً القوات العسكرية الايرانية.

واوضح الخبير في معهد كارنيغي انداومينت للسلام العالمي يزيد صايغ انه إذا انتصرت الميليشيات في العراق “فإن ذلك يعني ان الجميع بمن فيهم الولايات المتحدة سيشاركون في تقويض الدولة المركزية بشكل أكبر”.

واعترفت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف الجمعة الماضي بوجود مخاوف لدى دول الخليج من السياسات الأميركية, وقالت “هذه ساحتهم الخلفية ومنطقتهم .. ولكن هناك أمور يمكن أن نفعلها لطمأنتهم بشأن قدراتنا وما يمكن أن نفعله لكي نشعرهم بالأمان بشكل أكبر”. لكن السؤال هو ما اذا كانت أي ستراتيجية اميركية ستأتي متاخرة, وما إذا كانت قد خلقت بالفعل “فجوة كبيرة في المصداقية … في الاستجابة التكتيكية للضغوط المباشرة للاحداث في الشرق الاوسط … من دون أهداف أو توجه واضح”, بحسب كوردسمان.

واضاف ان الادارة الاميركية “لا يمكنها ان تبسط او تتجاهل او تلتف على” أي تحديات تواجهها.

 

خامنئي يأمر الجيش و”الحرس الثوري” برفع الجهوزية

طهران – ا ف ب: أعلن المرشد الأعلى في ايران علي خامنئي, أمس, أن الجيش الايراني سيرفع “جهوزيته”, منددا بالتصريحات الاميركية عن ان “الخيار العسكري” ضد ايران ما زال قائماً. وقال في خطاب لدى استقباله قادة من الجيش ان “كل القوات … الجيش والحرس الثوري, عليها ان ترفع جهوزيتها العسكرية والدفاعية يوماً بعد يوم”, مؤكدا انها “تعليمات رسمية”. واضاف “بعد صمت معين, تحدث احد مسؤوليهم عن الخيارات المطروحة. من جهة, انهم يمارسون الخداع ومن جهة اخرى يطلبون ان توقف الجمهورية الاسلامية تقدمها الدفاعي. لن نقبل ابدا هذه الكلمات الحمقاء”, مندداً بمن “يهددون (ايران) عسكريا بوقاحة”. وكان خامئني يرد على قائد اركان الجيوش الاميركية مارتن دمبسي الذي أكد الجمعة الماضي ان الخيار الاميركي بضرب المواقع النووية الايرانية ما زال “قائماً”.  واضاف المرشد انه “رغم تعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية, فإن الجمهورية الاسلامية لن تشكل ابدا اي تهديد لبلدان المنطقة وجيرانها, ولكن في حال (شن) عدوان فسندافع عن أنفسنا بقوة

 

تهديد إيراني جديد: الحوثيون سيقصفون الأراضي السعودية بالصواريخ

طهران – سي ان ان: تتواصل مواقف المسؤولين الإيرانيين التي تعبر عن واقعهم المأزوم بعد ضربات “عاصفة الحزم” ضد حلفائهم من ميليشيات الحوثيين في اليمن. وقال قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد أحمدرضا بوردستان إن بلاده لا ترغب في نزاع مع السعودية, زاعماً أن المملكة تخوض حرب استنزاف في اليمن قد تعرضها لضربات قاضية, على حد وصفه. واضاف بوردستان, في حوار خاص مع قناة “العالم” الإيرانية الناطقة بالعربية, إن على الجيش السعودي “الكف عن الحرب في اليمن”, نافياً إرسال إيران أسلحة أو معدات قتالية إلى اليمن. وزعم الضابط الإيراني أن الحوثيين والقوى المتحالفة معهم تمكنوا من “صد القوات الموالية” للرئيس عبدربه منصور هادي والسيطرة على اليمن, وهو ما تخالفه الوقائع الميدانية على الأرض, حيث تحقق المقاومة الشعبية يومياً انتصارات كبيرة على الميليشيات.

وقال إن الخطوة التالية ستكون “توجيه الضربات إلى السعودية”, مضيفاً “أن تقع انفجارات في السعودية عن طريق سقوط الصواريخ على الأرض فمن المؤكد أن تلافي ذلك سيكون صعباً جداً بالنسبة للمسؤولين السعوديين”.

 

السعودية بدأت في إلغاء إقامات جنوبيين لأسباب أمنية

خاص جنوبية/الأحد، 19 أبريل 2015  

 كثرت الإشاعات في المدة الأخيرة التي تتحدّث عن قرارات وشيكة سوف تتخذها السعودية تقضي بإبعاد عدد من اللبنانيين المقيمين على أراضيها وذلك دون الحصول على معلومات مؤكّدة في هذا الشأن، غير أن مصادر مطلعة في المملكة تحدّثت لـ "جنوبية" وزوّدت موقعنا بآخر المستجدات حول هذا الموضوع الذي يترقب اللبنانيون الاستعلام عنه بفارغ الصبر.  أكّدت مصادر لبنانية مطلعة مقيمة في المملكة العربية السعودية في حديث لموقع جنوبية ان المملكة “حريصة كل الحرص على العلاقات اللبنانية السعودية وايضاً حريصة على ألا يتعرض اي لبناني شيعي لمضايقات في خلال مناسبات تأدية فريضة الحج او العمرة، وأثناء ممارسة شعائرهم الدينية، كذلك المقيمين منهم في المملكة. لكن من جهة أخرى فإن السلطات الأمينة السعودية أبلغت اليوم بعض العائلات اللبنانية الشيعية ضرورة تقديم مستندات ومنها إخراج القيد الفردي اللبناني الصادر عن الأحوال الشخصية اللبنانية للتأكد من المذهب الإسلامي. المعلومات المؤكدة أنه قريباً سوف يتم إلغاء عدد من الإقامات للبنانيين جنوبيين لأسباب “أمنية وليس مذهبية” على حدّ تعبير مصدرنا المطلع.

 

تعميم داخلي لحزب الله: قاطعوا العمرة والحج بالسعودية؟

خاص جنوبية /الأحد، 19 أبريل 2015  

وردت معلومات الى موقع جنوبية عن تعميم الأرجح أنه صدر من قيادة حزب الله الى عناصره بوجوب عدم الذهاب الى السعودية لتأدية مراسم العمرة، وانه سوف يتم اصدار تعميم حزبي آخر بعد أيام يمنع فيه محازبيه أيضا من التوجه الى الحج. فما هي ملابسات هذين القرارين؟

كشف مصدر مقرّب من حزب الله لموقع “جنوبيه”، أن الحزب أصدر تعميما داخليا قبل إسبوع ألزم فيه عناصره بعدم الذهاب الى السعودية من أجل تأدية مناسك “العمرة” وزيارة الأماكن المقدّسة فيها، كما وردت معلومات مستقاة من أعلى مستويات القرار داخل الحزب حصل عليها موقعنا، تتوقع هذه المعلومات أن يصار الى اصدار قرار آخر على شكل تعميم يمنع فيه حزب الله محازبيه من التوجّه الى المملكة العربيّة السعودية لتأدية فريضة الحج. واذا تحقّق هذا التوجّه وحسمت قيادة حزب الله خيارها واصدرت تعليماتها بوجوب عدم توجّه عناصر الحزب الى السعودية للحج ، فان هذا يعدّ تصعيدا خطيرا يمكن أن تنتج عنه ترددات خطيرة، اذ أن فريضة الحج مقدّسة عند جميع المذاهب الاسلامية. ويربط مراقبون بين هذه المعلومات وما أعلنته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية يوم الاثنين (13 أبريل/نيسان) عن إن إيران قررت وقف رحلات العمرة “بسبب تحرش شرطيين سعوديين جنسيا بمراهقين إيرانيين في مطار مدينة جدة السعودية”. ويخشى أن تكون إيران أيضا بوارد التصعيد في هذا الملف كسبب مباشر قد يؤدي الى مقاطعة الحج. مع ذكر أن السبب الحقيقي لهذه المقاطعة المحتملة ستكون المجابهة المحتدمة بين ايران والمملكة على الأراضي اليمنية على خلفية دعم طهران للحوثيين الذين احتلوا العاصمة اليمنية صنعاء. وبسبب دعم الرياض للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي وقيامها بحملة “عاصفة الحزم” العسكرية المستمرة بضربات جوية مكثفة على مواقع الحوثيين منذ حوالي شهر. يذكر انه في عام 1987 قاطعت إيران مناسك الحج لثلاث سنوات إثر المجزرة المأساوية الشهيرة في مكة أثناء تأدية مراسم الحج حينها، وأدت إلى مقتل حوالي 400 شخص بينهم 275 ايرانيا والباقي من رجال الأمن السعوديين وبعض الحجاج من جنسيات مختلفة.

 

الخليج: شيعة لبنان "يتسنّنون" وحزب الله يدرس خياراته

علي الأمين/البلد/الأحد 19 نيسان (أبريل) 2015

تنشط في دوائر النفوس اللبنانية، لا سيما في صيدا والنبطية، هذه الايام، عمليات سمسرة لنقل مئات اللبنانيين، من خانة مذهب المسلم الشيعي الى المسلم السنّي. وتطال عمليات نقل النفوس أعداداً من المقيمين الشيعة في دول الخليج، بحسب ما يؤكد احد المتابعين لهذه الاجراءات، واصفا ما يقوم به انه عمل استباقي في ظل الحديث المتنامي عن طرد لبنانيين من دول الخليج، لا سيما الشيعة منهم، لأسباب امنية.

اجراءات تبديل المذهب تقوم بها عائلات وافراد، من دون اي اعتراض في الدوائر الرسمية، ولا حتى من ممثلي الشيعة في الحكومة او المراجع الدينية التابعة لها، الذين لم يصدر عن ايّ منهم اعتراض او طلب وقف هذه العمليات في الدوائر الرسمية والمذهبية. كحال الاجراءات التي اعتمدت بضغط من الكنائس المسيحية في عملية تبديل الديانة من الاسلام الى المسيحية مثلا. ويشير متابعون لهذا الملف الى ان دور الافتاء الاسلامية السنية والشيعية التزمت الى حدّ كبير بما طلبته الكنائس المسيحية على هذا الصعيد.

وفي هذا السياق ترجّح اوساط شيعية ان تبادر قيادة حزب الله الى اتخاذ خطوات من اجل حماية ايّ مُبعَد من الخليج قانونيا واجتماعياً. ويُسّوق اغراء ان الولي الفقيه سيعمد الى السماح لأي شيعي يطرد من الخليج بالعمل في ايران. وهناك من يتحدث عن تعويضات ستدفع للمبعدين يسببه الابعاد سواء كانوا اصحاب مؤسسات او عاملين في مؤسسات داخل المملكة العربية السعودية. ورغم ان الذين ابعدوا في الآونة الأخيرة وقبل سنوات من دولة الامارات العربية لم تصلهم ايّ تعويضات من قبل حزب الله او القيادة الايرانية، إلا أن ذلك لن يستمر في المرحلة المقبلة على اعتبار المبعدين يدفعون ثمن الخيارات السياسية التي اعتمدتها ايران في اليمن وفي مواجهة المملكة السعودية و"حكم آل سعود" او "التنابل". لكن لم يعرف حتى الآن ان كان الولي الفقيه وممثله الشرعي في لبنان يجيزان للشيعة في الخليج تغيير مذهبهم ليصبحوا سنّة.  ثمة سؤال آخر، لا سيما في ظل الحديث عن ابعاد لبنانيين من مختلف الطوائف: هل ستتولى القيادة الايرانية تعويض اللبنانيين غير الشيعة خسائرهم في الخليج في حال تمّ ابعادهم؟ البعض استبشر بموقف الوزير السابق والنائب سليمان فرنجية الذي صرّح، في حديث مع الصحافي الكبير طلال سلمان في جريدة السفير قبل ايام، أنّه مع الامين العام لحزب الله في مواقفه الخليجية واليمنية من دون تردد. بينما تردد ان هذه المقابلة انطوت على نقل رسالة، بحسب مصادر اعلامية متابعة، التزام قيادة حزب الله بالوزير فرنجية كما هو التزم بشكل صريح بخيار حزب الله ليس في سورية فحسب بل على كل الجبهات التي يخوض فيها حزب الله سواء في مواجهة العدو الصهيوني او في مواجهة الرجعية العربية وعلى قاعدة انّ حزب الله لا يتخلى عن حلفائه. علما ان احداً من حلفاء حزب الله المسيحيين لم يتبن موقف حزب الله في اليمن. لكن رغم ما يشاع عن عمليات طرد قريبة للبنانيين من بعض دول الخليج العربي، بسبب الحملة التي يقودها حزب الله في لبنان ضدّ السعودية، فإن ايّ موقف خليجي رسمي لم يصدر حتى الآن. البعض يحيل السبب الى عامل "التنبلة" الذي يروج له حزب الله وانصاره هذه الايام. وهو بحدّ ذاته ليس مصدر طمأنينة. إذ فاجأت الجميع دول الخليج هذه، وعلى رأسها السعودية، بخطوات على هذا الصعيد، كما فاجأ "التنابل" الكثيرين باطلاق "عاصفة الحزم". على أن ما يجب أن يتحسب له اللبنانيون في المرحلة المقبلة ليس إجراءات الطرد تلك التي ستستند الى ملفات يؤكد البعض انها تثبت انتماء اصحابها الى حزب الله، او تثبت ولاء اصحابها لولاية الفقيه او ايران. علما أن جانبا من هذه الملفات يستند الى آراء جرى تداولها قبل سنوات على شبكات التواصل الاجتماعي. ورغم أن عمليات الطرد قد تكون غير قانونية لجهة ضعف شروط الإدانة، إلا أن التصعيد السياسي والعسكري بين ايران والسعودية على ارض اليمن في المرحلة المقبلة سيجعل من تنفيذ عمليات الابعاد شبيهة بما حصل مع آلاف الفلسطينيين في الكويت بعد تحريرها من الجيش العراقي في العام 1991.

بناء على ما تقدم يمكن القول إن طابع المفاجأة سيكون هو البارز في الخطوة الخليجية تجاه اللبنانيين ولاسيما الشيعة منهم. واختيار اللحظة لاتخاذ قرار الابعاد سيكون مزعجاً للبنانيين لأنها اللحظة التي لن تكون آذان الخليجيين مستعدة لسماع صوت لبناني. ومسار المواجهة الاقليمية وترددات مواقف حزب الله العدائية تجاه القيادة السعودية و"التنابل" وعاصفة الحزم لن تمر بسلام. لذا فيا أيها اللبنانيون في الخليج: لا تخافوا، فإن حزب الله وايران يحضران لكم مستقبل زاهر، كما في سورية والعراق واليمن. أما طهران فهي منهمكة بمدّ السجاد العجمي الأحمر للشركات الأميركية العملاقة وبحلّ ازمة البطالة...

 

نزع سلاحه بات ضرورة

داود الشريان/الحياة/20 نيسان/15

الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله يشن هجوماً عنيفاً ومتوالياً على السعودية وشعبها ومعتقداتها وتاريخها. رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري يواجه هذا الهجوم بالرد. إعلام الطرفين يخوض مواجهة منذ انطلاق «عاصفة الحزم». لبنان يعيش حال توتر لم يشهدها خلال الإعلان عن تدخل «حزب الله» في الحرب على الشعب السوري، فضلاً عن أن حسن نصرالله لم يتفانَ في الدفاع عن دور حزبه في سورية، مثلما يفعل اليوم في الدفاع عن المتمردين الحوثيين. ورغم استمرار جلسات الحوار بين التيار والحزب، فإن التوتر يسيطر على الجميع، وربما أفضى إلى وقف الحوار لوقتٍ طويل، وإن شئت جعلِه من ذكريات الماضي. التوتر بين الأطراف اللبنانية ليس جديداً، لكن الجديد اليوم هو القلق البالغ لدى أوساط الشعب اللبناني. الأمين العام لـ «حزب الله»، نقل، في خطاباته المتوترة، الأزمة من سجال بين سياسيين، إلى جدل غاضب في الأوساط الشعبية. هجومه العنيف على السعودية والسعوديين كان ينطوي على بُعد مذهبي غير مسبوق، وهو نقل مغالطات عن تاريخ السعودية، وزجّ بمواقف دينية وأحداث تاريخية، وخلق توتراً سنّياً - شيعياً بين اللبنانيين. كان حسن نصرالله أكثر حذراً خلال دفاعه عن نظام بشار الأسد، لكنه اليوم يتحدث بلغة موغِلة في التجنّي والحس المذهبي. وخلال مهرجان في الضاحية الجنوبية مساء الجمعة الماضي، تحت عنوان «التضامن مع اليمن المظلوم»، قال إن «هناك تهديداً للحرمين الشريفين من قبل داعش الذي أعلن أن دولة الخلافة ستهدم الكعبة لأنها مجموعة أحجار تُعبَد من دون الله وتتنافى مع التوحيد». وأضاف أن «الحرم النبوي في خطر من داخل السعودية ومن الفكر والثقافة الوهابية». هذا الكلام المرسل، بلا هوادة، أغضَب السنّة في لبنان، واعتبر بعض اللبنانيين أن حسن نصرالله بات يلوِّح بحرب مذهبية بين المسلمين، لم يشهدها لبنان سابقاً، ويسعى إلى تكريس فتنة بين المسلمين اللبنانيين، من أجل أهداف إيرانية، فضلاً عن أنه جرّ لبنان إلى أن يصبح ساحة لتصفية حسابات إقليمية لا يستطيع البلد تحمُّلها. هذه الحرب الكلامية أثارت مخاوف لدى مستثمرين، ونسفت آمالاً بإحياء السياحة في لبنان، وهذا أضاف عاملاً آخر للتوتر الحاصل لدى الأوساط الشعبية اللبنانية التي أصبح لسان حالها: «ألا يكفى حزب الله أنه زجّ بنا في الحرب السورية، وخلق لنا مشاكل سياسية، واقتصادية فاقمت البطالة، والجمود الاقتصادي، ها هو يضيف إليها أزمة اليمن». لا شك في أن موقف الأمين العام لـ «حزب الله» المتشنّج من «عاصفة الحزم»، لن يوقف الحوار بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» فحسب، بل سيفرض معاودة النظر في منطلقاته وأهدافه، وسيكون موضوع نزع سلاح الحزب أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. الأكيد أن موقف الأمين العام من السعودية والهجوم الكلامي عليها بهذه الطريقة نقلا لبنان إلى مرحلة أشد خطورة من تلك التي شهدها بعد اغتيال رفيق الحريري. لبنان ينتظر وضعاً سياسياً شائكاً بسبب موقف حسن نصرالله من السعودية.

 

الحزم يُسقط المقايضة: وقف الهيمنة مع وقف النووي

جورج سمعان/الحياة/20 نيسان/15

 القمة الأميركية - الخليجية منتصف الشهر المقبل يفترض أن تكون الوجه الآخر للمفاوضات الخاصة ببرنامج إيران النووي. هي اعتراف من واشنطن بأن «تفاهم لوزان» لن يكون وحده الأساس لبناء نظام في الشرق الأوسط يقتصر رسمه على الدول الست الكبرى والجمهورية الإسلامية. «عاصفة الحزم» فرضت على جميع اللاعبين أن يأخذوا القرار العربي في الاعتبار. وهذا ما توقف عنده الرئيس باراك أوباما داعماً ومباركاً، وداعياً أيضاً إلى تحرك عربي حيال سورية. ولم يفته بالطبع حضور أهل العاصفة في التحالف الدولي الذي يخوض الحرب على «الدولة الإسلامية». استعاضت المملكة العربية السعودية عن الوهن العربي بالتوجه نحو باكستان وتركيا، أكبر قوتين سنيتين في المنطقة، لتعديل أو ترجيح كفة ميزان القوى مع إيران التي لم تكف طوال سنوات عن طرح نفسها قوة إقليمية كبرى. بل كان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد ينذر خصومه بقيام «أمم متحدة» جديدة مع حلفاء بلاده. وسعى على الأقل عبر تمجيده «حلف الممانعة» إلى ترسيخ حلمه بقيادة العالم الإسلامي. لم تنتبه القيادة الإيرانية إلى أن حضورها في الوسط الإسلامي السني الواسع يمر حكماً عبر البوابة السعودية.

القمة المقبلة في كمب ديفيد ستطرح على بساط البحث سبل تفكيك خريطة الهيمنة الإيرانية وانتشارها في العالم العربي. تماماً كما تتقدم المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية والدول الست الكبرى نحو تفكيك البرنامج النووي لطهران، وإن لمرحلة ستمتد لنيف وعشر سنوات. راهنت إدارة الرئيس أوباما على أن التوصل إلى اتفاق في هذا المجال سيترك انعكاسات وتداعيات على الوضع الداخلي الإيراني. وربما أدى إلى تغييرات جذرية تدفع «أهل الثورة الإسلامية» إلى التخلي عن طموحاتهم في السيطرة. والسعي إلى استعادة دور بلادهم كدولة في المنظومة الإقليمية والدولية. لكن هناك من يشكك في مثل هذه التغييرات. ويعتقد أن ثمة مبالغة في التفاؤل بإمكان تحولات جذرية في هذا الميدان. والدلالات والمؤشرات إلى ذلك كثيرة. لم ترضخ إيران للتحدي الذي طرحته «الدولة الإسلامية» بوجه حضورها في كل من العراق وسورية. تجربة «التعاون غير المباشر» بينها وبين التحالف الدولي - العربي في مواجهة «داعش» في تكريت وغيرها، لم تشكل منعطفاً أو تؤسس لنموذج تفاهمات مقبلة في أكثر من أزمة إقليمية. لم توح بأن القيادة في طهران مستعدة، على وقع التقدم في المفاوضات النووية، أن تبدل في سياساتها. بخلاف ذلك أوحى الانخراط الإيراني الميداني في معركة تكريت أن «الحرس الثوري» يجهد لإكمال ما توقفت عنده حملة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. أي اختراق المحافظات السنية. وهو ما عده أهل هذه المناطق سعياً إلى تغيير الخريطة الديموغرافية للبلاد. ولذلك تعالت أصوات ترفض مشاركة قوات «الحشد الشعبي» في حرب الأنبار.

أخطأت إيران في رفع مستوى المواجهة مع دول الخليج العربية، خصوصاً المملكة العربية السعودية. لم توقف تقدمها في الشرق الأوسط. استغلت فشل الحروب الأميركية الاستباقية، وتعقيدات الحرب على الإرهاب. وتعثر التسوية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعدم جدوى الضغوط على بنيامين نتانياهو. توسلت القضية الفلسطينية والتوكؤ على المكونات الشيعية في المنطقة من أجل شرعنة حضورها في العواصم الأربع وغيرها من المناطق. فكلما اتسعت هيمنتها عبر «جيوش الميليشيات» التي أنشأتها من لبنان إلى سورية العراق واليمن وعبر خلايا في مناطق خليجية، باتت أقدر على تعويض ما ستقدم من تنازلات في البرنامج النووي. وكان من نتائج مواصلة هذا النهج أن الحرب الباردة تحولت إلى مواجهة مباشرة بلا أقنعة في اليمن. وأبعد من ذلك توسع إطار الصراع مع طهران ليشمل إسلام آباد وأنقرة، بعد مصر والأردن والمغرب وحتى السودان. لم تعتبر الجمهورية الإسلامية من التاريخ القريب: عندما شعرت السعودية بأن غزو صدام حسين الكويت بات يشكل تهديداً لأمنها وسيادتها وحرية قرارها، لم تتوان في طلب الأمن من أصدقائها الأميركيين والأوروبيين الذين انضووا في أكبر تجمع عسكري دولي منذ الحرب الكونية. لم تسمح لصدام بأن يلعب في الوقت الضائع لفرض نفسه نداً أو محاوراً أساسياً وحيداً لأميركا والغرب عموماً في المنطقة. وهي اليوم لم تحشد قوى عشر دول زادت أو نقصت لمواجهة الهيمنة الإيرانية في اليمن، بل حازت تأييداً دولياً واسعاً يشبه ما قام عشية تحرير الكويت، وإن اختلف السيناريو. القرار 2216 منح تحالف «عاصفة الحزم» غطاء شرعياً واسعاً من أعلى سلطة أممية. والمناورات المصرية – السعودية الموعودة تبعث برسالة واضحة إلى طهران تترجم خطاب القاهرة أن أمن دول الخليج جزء من الأمن القومي المصري. ومثلها رسالة باكستان التي أكدت استعدادها لبدء تطبيق بنود القرار الدولي الأخير في مجال المراقبة الجوية والبحرية لمنع شحنات السلاح إلى الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

بعد هذه «العاصفة» لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء. لن يكون بمقدور إيران أن تقايض الاتفاق النووي بالسكوت الدولي عن تمددها في العالم العربي. ربطت على نحو مباشر بين الملفين. وأطلقت العنان لطموحاتها مستغلة التركيز الدولي على البرنامج النووي، ومستغلة أيضاً ضعف العرب وانشغالهم بلملمة شتات ما بقي من مؤسسات في هذا البلد وذاك. ولكن بعد قيام التحالف الجديد في شبه الجزيرة العربية بات عليها أن تعيد النظر في سياستها كاملة من أجل إطفاء نار الحرب المذهبية التي تتوسع في الشرق الكبير، والابتعاد عن حافة الهاوية والمجازفة في مواقف غير محسوبة النتائج. وبدل سياسة الصوت العالي والخطابات النارية، ربما عليها العمل مع تركيا، أو مع سلطنة عمان وباكستان من أجل إطلاق حوار تتخلى فيه عن لغة الإملاء والطموحات المثيرة للمخاوف. وستجد نفسها قريباً مضطرة إلى البحث عن مخرج يفتح لها باب التعامل بإيجابية مع شركائها في المقلب الثاني من الخليج تمهيداً لقيام نظام أمني يحفظ مصالح الجميع. إنها تدرك بالطبع أن الولايات المتحدة لن تسمح لأي قوة إقليمية أو دولية بتهديد مصالحها الاستراتيجية في الإقليم، أو امتلاك القدرة على التحكم بمنابع النفط وطرق إمداده، مهما قيل عن انسحابها من الشرق الأوسط من أجل التركيز على احتواء النفوذ الصيني في المحيط الهادي. ولا ننسى أن سياسة الرئيس أوباما بالابتعاد عن أي مواجهة ميدانية جديدة أحلّ مكانها الدفع بالشركاء الإقليميين إلى تولي هذه المهمة بدعم أميركي واضح. وهذا ما يحصل حيال «عاصفة الحزم». إضافة إلى «الدرع» الصاروخية والقواعد الأميركية... والأوروبية المنشورة في المنطقة.

الأهم من كل ذلك أن الحلف الجديد الذي أطلقته «عاصفة الحزم» بدأ يجني ثماره ليس في اليمن فحسب، بل في ساحات أخرى. ففي العراق لم يألف العالم سماع رئيس الوزراء في بغداد حيدر العبادي ينتقد التركيز على دور «الحرس الثوري» وقاسم سليماني، لأن ذلك في رأيه تقليل من دور القوات العراقية. ومع تكرار شكره لإيران ومساعدتها في مواجهة الإرهاب، إلا أنه طلب منها احترام سيادة العراق. ولا شك في أن إصراره في واشنطن على استعجال تسليح القوات النظامية يشي بمخاوف من اشتداد قبضة «الحشد الشعبي» الذي قد يتحول مع الوقت إلى جيش رديف أقوى وأخطر من المؤسسة العسكرية الرسمية. بالطبع لن يتحول العبادي معادياً لطهران، لكنه يتظلل بمواقف المرجع الأعلى في النجف السيد علي السيستاني الذي يفترق عن الجمهورية الإسلامية في كثير من المواقف. كما أن إصرار أهل المحافظات السنية على رفض إشراك «الحشد الشعبي» في حرب الأنبار، على رغم غلبة كفة «داعش»، دليل آخر على المعارضة التي يلقاها التدخل الإيراني.

وإذا كانت إيران مطمئنة إلى حدود ما قد يطرأ على هيمنتها في العراق، فإن ما يحصل في سورية سيؤدي تطوره إلى تعريض حضورها. فليس مفاجئاً أن تحقق فصائل المعارضة إنجازات كبيرة في الجنوب، من بصرى الشام إلى معبر نصيب إلى منطقة السويداء. وفي الشمال من إدلب وريفها إلى حدود ريف حلب، وفي محيط العاصمة دمشق. مثل هذه الإنجازات لم يكن ليتحقق لولا دعم قوى إقليمية هي جزء من تحالف «العاصفة». فهل الهدف إعداد الساحة لتسوية؟ يمكن التكهن بأن عناصر التسوية السياسية في اليمن يمكن سحبها على التسوية في سورية. بمعنى أن ما سيحصل عليه الحوثيون في صنعاء يحصل على مرادفه علويو سورية. خلاصة القول إن إيران ليست تلك القوة التي لا تقهر. بدأت تدرك أن لقوتها وشهوة الاستئثار حدوداً لا يمكن تجاوزها. لذلك كان لا بد من قرار عربي - إسلامي واسع يواكب المفاوضات الدولية لوقف البرنامج النووي الإيراني بحملات ميدانية لوقف الهيمنة وتقليصها.

 

نصر الله يتقيأ قيحاً

عبدالرحمن اللاحم/الحياة/20 نيسان/15

إضافة إلى الإيجاز الصحافي الذي يقدمه العميد أحمد عسيري مساء كل يوم للرأي العام، والذي يفصل فيه أحداث العمليات العسكرية، والتي تؤكد بالشواهد مدى تقدم قوات تحالف عاصفة الحزم في تحقيق أهدافها في اليمن؛ فإن أكبر مؤشر على نجاح العملية هو تخبط وهذيان حسن نصرالله زعيم ممانعة الوهم وخطاباته المسترسلة، التي تقيأ فيها كل ضغائن الحقد والخيانة لأمته؛ لمن نصَّبوه ناطقاً ومنظراً فاشلاً لمخططهم الاستعماري في المنطقة، ورضي لنفسه أن يكون أرجوزاً في يد العدو في معركة العرب مع العدوان الفارسي، الذي اجتاح المنطقة العربية وقطَّع أوصالها وفرَّق لُحمتها. هذا الهيجان من وكيل مرشد الجمهورية الإيرانية، يؤكد أن عاصفة الحزم نجحت في أن تعصف بمشروعهم، وأن قذائفها هزت عمائمهم في طهران والضاحية، ويؤكد في الوقت نفسه أن قرار التدخل في اليمن كان قراراً تاريخياً مصيرياً؛ لإنقاذ اليمن واستقلال القرار العربي، الذي يريد حسن نصرالله أن يختطفه لمصلحة الملالي في طهران، كما اختطف الدولة اللبنانية وارتهن قرارها ببندقية الأجنبي، وأدخلها في دوامة من العنف وخرج بيد ملطخة بدماء من يروِّج بخطاباته بأنهم شركاؤه في العملية السياسية، فأدار معاركه الصغيرة بالغدر والخيانة، لذا جاء موقفه المتشنج من معركة العرب لإماطة الأذى الفارسي من اليمن؛ متسقاً مع مواقف العار في تاريخ هذا العميل الإيراني، الذي خرج متوعداً مزمجراً في حال من النرجسية والتضخم صنعته الآلة الإعلامية الموجهة.

نصرالله يعلم بأن عاصفة الحزم صححت موازين القوى في المنطقة، وأنها دشنت لمرحلة جديدة يكون أهل المنطقة أولى بقرارها، وأن إيران لن تصبح «مطلقة اليدين» تجول في العواصم العربية من خلال عملائها ووكلائها في المنطقة، وعلى رأسهم نصرالله الذي أخرجه من طوره أن رأى مشروع أسياده يتهشم في اليمن، ومن ثم خرج من جحره ليزمّر بكل ذلك القيح؛ لأن مستقبله مرتهن بذلك المشروع الفارسي التوسعي، ولا يمكن له ولا لحزبه الإرهابي أن يعيش إلا وسط أجواء العنف والطائفية والدسائس، لذا فإن كل ذلك الغضب من سيد الضاحية ما هو إلا دفاع عن حلمه في أن يكون (الزعيم المعمم) في المنطقة، ذلك الحلم الذي لهث طوال حياته خلف سرابه وها هو يراه يتهاوى أمامه مع كل قذيفة تطلقها طائرات التحالف على أوكار بني جلدته في اليمن. المؤلم أن من بني جلدتنا من كان يسوِّقه بطلاً من أبطال المقاومة؛ لمجرد شعارات جوفاء كان يطلقها، ولا تختلف كثيراً عن الشعارات والوعد والوعيد التي أتحف الإعلام بها في مواجهة عاصفة الحسم، فهو حسن نصرالله الذي لم يتغير ولن يتبدل، إلا أننا دائماً بارعون في صناعة أصنام من ورق.

 

إيران والحزم السعودي

غسان شربل/الحياة/20 نيسان/15

 قال رفيق الحريري: «كي تفهم السياسة السعودية عليك أن تعايش المسؤولين السعوديين وطريقتهم في التعامل مع الأحداث الصعبة. لا يحبون المغامرات ولا المجازفات. يتسلّحون بالهدوء والصبر والنَفَس الطويل ويفضّلون إبقاء الأزمات بعيدة عن صفحات الصحف. أحياناً يتركون الأزمات ليتولّى الوقت تبريدها ثم يبدأون البحث الهادئ عن حلول. لكن الاعتدال لا يلغي القرار. وإذا استنفدوا أسلحة الصبر والرويّة يتّخذون أصعب القرارات. وحين تلقي السعودية بثقلها وراء قرار، يجد موقفها صداه في كل العواصم. من القاهرة إلى واشنطن ومن إسلام آباد إلى موسكو. أحكي لك عن مسائل عشتها وخبِرتها». وأضاف: «هل تعرف مثلاً أنني زرت دمشق عشرات المرات مكلّفاً من الملك فهد في مواضيع حساسة بينها العلاقات مع إيران. كان الغرض أن يتدخل الرئيس حافظ الأسد لدى المسؤولين الإيرانيين ليعالجوا خطوات إيرانية من شأنها تصعيد التوتر في المنطقة. حمّلني الملك فهد رسائل مفادها أن قَدَرَنا أن نتعايش مع إيران وهذا قدرها أيضاً. وكان يعتقد أن لا مصلحة لإيران في استفزاز العرب في الخليج وخارجه، سواء باللغة المتوترة أو الممارسات المُقلِقة أو الاختراقات الأمنية».

قال: «سأعطيك مثالاً عمّا تقدم. ذات يوم وخلال الحرب العراقية- الإيرانية خرقت طائرات إيرانية الأجواء السعودية فتصدت لها الطائرات السعودية والدفاعات الأرضية فتم إسقاط طائرتين إيرانيتين وإصابة ثالثة. كنا مع الملك فهد حين أُبلِغ بالحادث. انتظر قليلاً ثم أمر بأن يتم الإعلان عن إسقاط طائرة واحدة. سألناه عن السبب فأجاب: إذا أعلنّا إصابة ثلاث طائرات نكون كمن يهين الجيش الإيراني. نحن لا نريد مواجهة أو مشكلة مع إيران. إذا أهنتَ الجيش الإيراني علانية يشعر بأن من واجبه أن يردّ. الجيش الإيراني يعرف ماذا حصل ولا ضرورة لإخراج الحادث كله إلى العلن... نحن لا نستطيع إلغاء إيران ولا هي تستطيع إلغاءنا...».

أعطى الحريري مثالاً آخر على اهتمام السعودية باحتواء الأزمات وتفادي الحروب والمواجهات. قال إن الملك فهد تلقّى بعد الغزو العراقي للكويت رسالة مفادها أن صدام حسين مستعد للانسحاب إذا وافق العاهل السعودي على لقائه في خيمة على الحدود السعودية- العراقية. وأضاف الحريري: «الملك فهد، وببراعته المعهودة أرسل جواباً قال فيه لماذا نجتمع على الحدود. أنا مستعد للذهاب إلى بغداد ولكن نريد رسالة من الرئيس العراقي أنه مستعد للانسحاب من الكويت إذا اجتمعنا. الرسالة نحفظها لدينا ولم يسبق أن كشفنا أموراً نحتفظ بها. كان الملك فهد جدياً ومستعداً للتوجه إلى بغداد، على حد ما قال لنا، وأن يعلن من هناك انسحاب القوات العراقية من الكويت». وقال الحريري إن سورية حافظ الأسد لعبت دوراً في تهدئة الأجواء بين إيران والسعودية «لأنها كانت تُدرك أهمية السعودية عربياً وإسلامياً ودولياً، ولم تَغِب عنها أهمية مصر أيضاً». كان غرض الحريري من هذا الكلام الذي نشرته في «الحياة» قبل عشرة أعوام القول أن السعودية لا تستعجل الذهاب إلى المواجهات، بل تحرص على إعطاء مُرتكِب الخطأ فرصة التراجع عن خطئه ليجنّب بلاده والمنطقة دفع ثمن ما فعل. لكن السعودية لا تتردد في النهاية في اتخاذ القرارات الصعبة حين توصَد الأبواب أمام الحل.

في موضوع الكويت يمكن القول إن صدام أخطأ في تقدير رد فعل طرفين أساسيين هما الولايات المتحدة دولياً والسعودية إقليمياً. ارتكب خطأً فادحاً في فهم السياسة السعودية ولم يدرك أن الاعتدال لا يلغي الحزم، وأن الصبر لا يلغي القرار. وعلى رغم الفوارق بين المسرحين والحقبتين، واضح أن إيران ارتكبت في الأزمة اليمنية خطأً فادحاً في قراءة السياسة السعودية. وأن التوتر الظاهر في سلوك إيران وحلفائها إنما يرجع إلى وقع المفاجأة التي شكّلها قرار السعودية بناء تحالف سريع وإطلاق «عاصفة الحزم». فخصوصية الوضع اليمني وأهمية باب المندب جعلتا ما جرى في صنعاء وعدن يشبه انقلاباً يمنياً وإقليمياً يمسّ أمن السعودية وكل دول مجلس التعاون، ويُنذِر بترك آثاره على كل نقاط التجاذب والاشتباك. أعرف ما يُكتَب عن براعة المفاوض الإيراني. وعن الصبر وصناعة السجاد. وعن النجاحات الإيرانية في العراق وسورية ولبنان. المشهد اليمني ليس من القماشة ذاتها، إذ بدت السياسة الإيرانية فيه مغامرة إلى حد التهور. يعطيك المشهد انطباعاً بأن إيران اعتبرت أن السعودية ليست قادرة على اتخاذ قرار كبير ما دامت أميركا أوباما غير راغبة في عرقلة المفاوضات النووية مع إيران. لم تتوقف طهران عند حقيقة مفادها أن غياب الإدارة الدولية للإقليم، لم يترك للقوى الأساسية فيه غير أن تتولى بنفسها الدفاع عن مصالحها. كان عليها الالتفات إلى موقف السعودية من مصر السيسي على رغم معارضة الإدارة الأميركية. الخطأ في القراءة جعل إيران تجد نفسها في أزمة تصطدم عبرها بالأكثرية العربية والسنّية والدولية. ولهذا الاصطدام إذا لم تُسارع إيران إلى الخروج منه، أثمانه بالنسبة إلى صورتها وعلاقاتها وموقعها، حتى في الساحات التي اعتبرتها تغيَّرت إلى غير رجعة.

 

الإغواء الأخير لـ "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية": نمثّل غالبية المسيحيّين... مَن هُم الباقون؟

ايلي الحاج /النهار/20 نيسان 2015

يطيب لمن يتولون الحوار بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" بمواكبة مجموعة سياسيين وقياديين التوقف ملياً والمباهاة بنتائج حققها هذا الحوار ما كانوا منتبهين لها ولا كانت في دائرة أهدافهم المنظورة. في الطليعة ان التقاء القوتين الكبريين – وإن من دون إعلان لـ"إعلان النوايا" ذات الـ17 بنداً- أراح اللبنانيين المسيحيين وصالح "وجدانياً" في ما بينهم بعد طول زمن كانت سياسة كل من الفريقين خلاله قائمة على عداوة الفريق الآخر، تقبيحه بل "شيطنته".

فلندَع الرئاسة جانباً ما دامت مسألة إقليمية تتجاوز قدراتنا. فَتحَ الحوار المتمادي أعين هؤلاء الذين يتولونه ويواكبونه على زوايا أخرى... على إمكانات كبيرة وواسعة مفتوحة أمامهم في ما لو وحّدوا جهودهم وثقلهم مع ما تبقى من قوى مسيحية في قضايا محددة مثل وضع قانون جديد للانتخابات. تُسمَع أصوات من الجانبين وحولهما، كما من الكنيسة، تحض على ملء الوقت الضائع حالياً في انتظار جلاء غبار المعركة الكبيرة الدائرة في المنطقة، من سوريا إلى العراق واليمن على خلفية سنّية – شيعية أو سعودية (عربية) – إيرانية. على ملئه بالسعي إلى تصحيح مظاهر خلل في دولة ركبت في مرحلة ما بعد الطائف على حساب المسيحيين ودورهم وحضورهم. يحسب بعض من الفريقين فوائد أخرى للحوار يمكن وصفها بالـ"ذاتية" لكل منهما. بعضٌ تغويه فكرة أن الطرفين إذا اجتمعا فماذا يتبقى لأحزاب وقوى أخرى ومستقلين؟ ("المستقلون"؟ لعل هذه أكثر كلمة تحمل رئيس "القوات" سمير جعجع على الابتسام) ومَن هم هؤلاء؟ يستطيع "التيار" و"القوات" مجتمعَين، دعوة أي طرف آخر من المسيحيين للصعود إلى الميزان، أو النظر في المرآة ليستخلص النتيجة بنفسه. هذه فوائد ذاتية للطرفين المتحاورَين.

السلبيات حاضرة أيضاً وعميمة. ففي ظل الحوار المستديم والمتمادي، والذي لا يبدو حالياً في وارد إطلاق دينامية هادفة تولد حركة سياسية في البلاد، وتستعجل انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة بناء هذه الجمهورية، يسود فراغ وخواء هائلان، لعلّ أكثر ما عبّر عنهما هو إعطاء وسائل الإعلام الأولوية في النشرات والبرامج على مدى أيام لحادث مأسوي غيّب فناناً شاباً (عصام بريدي، الله يرحمه). فمن دون سياسة تطغى الاهتمامات التلفزيونية عند المسيحيين. ثم، ليس من عبث تكثر استقبالات الفنانين في معراب هذه الأيام.

هناك الوجه والقفا أيضاً. في السلبيات التي لا يراها المتحاورون أن هموم الجمهور انتقلت عنهم منذ زمن إلى أمكنة أخرى تختصرها كلمة واحدة: الأقساط. أقساط للمدارس، للجامعات للمصارف لا فرق. بفعل ضغط الهموم المعيشية على الناس وغيابها عن خطاب قيادتي "التيار" و"القوات" وأولوياتهما- وهما "المنذورتان" للقضايا الوطنية والسياسية الكبرى - سقط في المرتبة ومن العيون حوار "الأخوين العدوين". ثم إن صدامات بداية التسعينيات من القرن الماضي مضى عليها ربع قرن. والناس الذين اختلفوا وتخانقوا بسببها تصالحوا بمرور الزمن باستثناء حزبيين متعصبين لم تعد المسألة هذه تعني غيرهم. وخطأ الإعتماد على نتائج الإنتخابات الطالبية في "جامعات المسيحيين" إذا جاز التعبير، للحكم بأن الناس في الإجمال هم "عونيون أو قواتيون" فتعالوا نجتمع ونرفع رأسمالنا معاً ونقتسم الأرباح - المغانم، أو "الجبنة".

لا تشجّع نظرة إلى أعداد المنتسبين سواء إلى "التيار" أم "القوات" على هذا الإختزال. كما إن عوامل استمرار القوة التمثيلية غير متوافرة لأيٍ منهما، نظراً إلى شخصانية تفرض نفسها في القيادتين "التاريخيتين حقاً". يستحيل إنكار قدرة كل من الدكتور سمير جعجع والنائب الجنرال ميشال عون على نقل محازبيه من ميل إلى ميل 180 درجة من دون أن يسمع أو يقرأ أي اعتراض أو انتقاد، علناً على الأقل. انضباط مثالي في القواعد يستحق الرجلان التهنئة عليه، وإن دل على نوع من تقتير في حرية التفكير والرأي والتعبير في الجسمين الحزبيين، وعلى خللٍ ما في كل منهما، بتفاوت ربما. يستطيع العارفون حقاً التأكيد براحة ضمير تامة أن لا "قوات" من دون الدكتور جعجع، ولا "تيار" من دون الجنرال عون. ولكن يبقى الاغواء الاخير لهما اختزال الناس بالمحازبين والأنصار، كما تبقى في الذاكرة مرحلة قريبة من حرب لبنان، كان يُمكن حزبي الكتائب والوطنيين الأحرار الزعم خلالها أنهما يمثلان غالبية المسيحيين الساحقة. اليوم بعد عقود قليلة، أين هما من ذلك الزعم، الكتائب والأحرار؟

 

كيف يصمد الاستقرار في وجه الخطاب التصعيدي؟ أفق التفجير مُقفل برغبة مشتركة داخلية وخارجية

سابين عويس /النهار/20 نيسان 2015

لا يقابل النبرة النارية للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ضد المملكة العربية السعودية، والردود التي لا تقل نارية من جهة زعيم "المستقبل" الرئيس سعد الحريري، ما يوازيها عنفاً أو تصعيداً على الأرض التي لا تزال تحافظ على حد مقبول جداً من الهدوء والاستقرار، وهو ما يطرح أسئلة عديدة عن الأسباب التي تقف وراء صمود الاستقرار الداخلي، وعدم خروج الوضع الأمني عن السيطرة.

ليس ما يبرر سقوط الإستقرار الداخلي تحت وطأة التصعيد المتمادي في الخطاب السياسي بين قطبي "المستقبل" و"حزب الله"، على خلفية المواجهة الشرسة على محوري الراعيين الإقليميين للفريقين المحليين، وقد بلغت بعد انفجار اليمن، سقوفاً غير مسبوقة في التخاطب السياسي بين المملكة العربية السعودية وإيران. فالحوار الذي إنطلق مع بداية السنة بين الفريقين لا يزال صامداً، ويستكمل جولاته، وإن بنتائج لا ترفع سقف التوقعات الموضوعة له أصلاً منذ إنطلاقته الأولى قبل أشهر قليلة، فيما الوضع الأمني لا يزال ممسوكا وإن بحده الأدنى.

أمام هذه المفارقة اللافتة في زمن المواجهة القصوى في المنطقة، تقلل مراجع مستقبلية أهمية التصعيد المحلي ولا ترى فيه أي أفق مقلق على صعيد تأثيراته على الوضع الداخلي.

وتعزو قراءتها هذه الى ان التصعيد المشار إليه يبقى ملجوماً برغبة مشتركة لدي فريقي "المستقبل" و"حزب الله" في ألا يخرج الخطاب التصعيدي عن السيطرة، إذ لا مصلحة لأي من الفريقين في تفلت الأمور.

وتلتقي هذه المصلحة المشتركة مع مصالح مماثلة لدى طهران كما لدى دول الغرب التي يعكس سفراؤها في لبنان دعوة جدية الى التزام ضبط النفس وعدم خروج الأمور عن السيطرة، ليس لسبب إلا لأن لبنان ليس مدرجا على أي أجندة دولية في الوقت الحاضر، فيما تعي طهران ان الوقت ليس ملائماً لفتح جبهة داخلية جديدة على "حزب الله" المنغمس في أكثر من جبهة خارجية. أما من الجانب المستقبلي، فتشير المراجع الى أن التيار الأزرق لم يخرج بمواقفه وخطابه عن الثوابت التي سبق أن أعلنها منذ اندلاع الحرب السورية وتورط "حزب الله" فيها. وتقول ان تردادها الدائم لتلك الثوابت والهواجس المرافقة لها من التورط الخارجي للحزب وارتداداته على لبنان هو جزء أساسي من نقاط الخلاف مع الحزب.

ولفتت الى ان احد أبرز مواقع التباين مع الحزب منذ إنطلاق الحوار معه، تمثلت في رفضه إدراج النقاط الخلافية على طاولة الحوار، وإكتفائه بحصر الحوار بالملف الأمني وتخفيف الاحتقان الحزبي والشعبي. من هنا، وجب على "المستقبل" ان يضع هذه النقاط على الطاولة وألا ينفك يذكر بها لكي لا تسقط في أدراج النسيان، فيما يسعى الحزب جاهداً الى إبعادها عن النقاش وإبقائها تحت الطاولة.

لا ترى المراجع أي أفق للتصعيد، مؤكدة ان "المستقبل" يتطلع الى إستمرار التواصل. لكنها في الوقت عينه تقيم على اقتناع بأن الحوار القائم لن يصل إلى أي نتيجة، وأهم ما فيه أنه يبقي التواصل قائماً، مشيرة إلى أنه لم يكن لدى الفريقين منذ إنطلاقه، أي توقع بأن يحقق أكثر مما حققه. وتنفي المراجع بشدة وجود رأيين داخل التيار الأزرق حول جدوى الحوار وإستمراريته، كما تنفي مقولة ان " الصقور" في "المستقبل" لا يريدون الحوار، ويدعون الى وقفه. وترى ان جهات من الفريق الآخر تقف وراءه لإظهار إنقسام وتباين او ضياع داخل التيار، مستفيدة من النقاشات التي تحصل حيال هذا الموضوع. لكن الواقع ان الرأي واحد لجهة ضرورة استمرار التواصل بما يؤدي الى تخفيف الاحتقان والتشنجات في المواقف وليس في الشارع.

وفي موازاة ذلك، لا ترى المراجع أي تأثير للتصعيد على الحكومة التي من مصلحة الجميع ان تستمر بالقيام بدورها ومهماتها ومسؤولياتها حيال البلد والمواطنين.

 

ليت نصرالله بشَّر اللبنانيين بانتخاب رئيس وبعودة "الحزب" إلى لبنان وإلى لبنانيّته

اميل خوري/النهار/20 نيسان 2015

مهرجان "التضامن مع الشعب اليمني" الذي أقامه "حزب الله" أعاد بالذاكرة الى زمن المهرجانات التي كانت تقام في لبنان نصرة لشعب الجزائر تارة ولنصرة شعوب مصر والعراق وسوريا طوراً عدا التظاهرات التي تحرق فيها الاطارات احتجاجاً أو تأييداً... فمتى يقول اللبنانيون على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم كفى التطلع إلى ما وراء حدود لبنان والاهتمام بداخل هذه الحدود فقط، وكفى التدخل في شؤون أي دولة كي لا تتدخل هي في شؤون لبنان، وكفى الارتباط أو الارتهان لأي دولة وانتظار كلمتها لنعمل بها... وكفى استمرار الشغور الرئاسي الذي تجنب السيد حسن نصر الله الكلام عليه وهو أهم من اي كلام آخر، وكأن هذا الشغور لا يهم اللبنانيين بل يهمهم ما يجري في سوريا والعراق واليمن أكثر، في حين أن نصر الله كان أفرح اللبنانيين لو أنه بشّرهم بانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب جداً لا أن يظلوا يتلقون الاخبار السيئة فيزداد تشاؤمهم ويعود تفكيرهم بالهجرة. وكفى أخيراً شكراً لهذه الدولة أو تلك بل شكر للبنان فقط.

وليت السيد نصر الله بدأ خطابه في المهرجان بالعبارة المطمئنة التي ختمه بها وإن كان مضمونها يتعارض وممارسة الحزب وحملاته الكلامية، معنى ومبنى واكتفى بها، وهذا نصها:

"أنصح بعض اللبنانيين بالهدوء ولا مشكلة في الانتقاد، ولكن ليس من الصواب أن نشتم بعضنا بعضاً، ولا أن نعتبر النقد شتائم. ففي المسألة اليمنية لكل منا قناعته يعبر عنها وعن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة مع التوصية بالتزام حدود الضوابط الاخلاقية واني أدّعي الالتزام بها. نحن هنا في لبنان نريد أن نعيش سوياً ونكمل سوياً ونواصل سوياً ونعمل سوياً كما عملنا على تحييد لبنان عن الازمات أو الصراعات في سوريا برغم مخاطرها الكبيرة. كذلك نحن لا نريد أن ينتقل هذا الخلاف وهذا الصراع في موضوع اليمن إلى لبنان"...

نائب في "تيار المستقبل" أثنى على نصائح السيد نصر الله هذه لكنه طلب منه أن يعمل بها هو أولاً. فانتقاداته للسعودية كانت شتيمة بل تحريض سياسي ومذهبي، وقناعته بمواقفه لم يعبّر عنها بالطريقة المناسبة ولا التزم بها حدود الضوابط الاخلاقية، ولا أثبت في ممارساته منذ العام 2005 أنه يريد العيش سوياً والعمل سوياً، ولم يعمل على تحييد لبنان عن الأزمات أو الصراعات في سوريا بل خالف سياسة النأي بالنفس في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مع أنها كانت حكومة "نصر الله" كما وصفت. وخالف "إعلان بعبدا" الذي وافق عليه أقطاب الحوار بالاجماع ولم يستجب مصلحة لبنان عندما قرر التدخل عسكرياً في الحرب السورية من دون علم الدولة وهو شريك فيها مناصراً النظام على من هم ضده، ليس في سوريا فحسب بل في لبنان المنقسم هو أيضاً بين من هم مع النظام ومن هم ضده، ما رفع مستوى التوتر السياسي والمذهبي. أما قوله إنه لا يريد نقل الخلاف والصراع في موضوع اليمن إلى لبنان، فان مواقفه وتصريحاته أليست سبيلاً لنقل هذا الخلاف إلى لبنان خصوصاً إذا صار الرد عليها بمهرجانات مضادة إلا إذا كان يرى أن نقل الخلاف والصراع في اليمن إلى لبنان يكون بتدخله العسكري في الحرب الدائرة بين قوى السلطة الشرعية، وقوى "الحوثيين" المتمردة عليها، كما تدخل في سوريا، ولا احد يعرف متى يخرج "حزب الله" منها ويعود إلى لبنان وإلى لبنانيته.

في تموز 2007 كتب الوزير نهاد المشنوق عندما كان يمارس مهنة الصحافة مقالاً بعنوان: "كيف يتصالح "الحزب" مع لبنان" جاء فيه:

"لم يكن السؤال سهلاً عليّ حين أدرته في ذهني مناقشاً لمضمونه ولما قد أحصل عليه من أجوبة، ولا كان ممكناً تجاهله بعد سنة من حرب تموز وطرحت خلالها عشرات الأسئلة عن "حزب الله" وقُدرته على الاندماج في الصيغة اللبنانية إلى حدّ التماهي أو الانقضاض على رموزها إلى حدّ الرغبة في القضاء عليها دون نجاح يذكر. ليس للحزب مشروع انقلابي على السلطة في لبنان حتى الآن على الأقل، وأرى أن كل مساعيه الهجومية تهدف إلى دخول الحمى السياسي للسلطة مما يجعله، من وجهة نظر قيادته، قادراً على مراقبة ما يجري داخل القاعات وزواياها ويتحسَّب لما يمكن أن يفاجأ به في وقت لاحق. لذلك تبدو لبنانية الحزب ضرورة أكثر مما هي رغبة، وحاجة أكثر مما هي انتماء، وطبيعية أكثر مما هي افتعال، إذ كلما اقترب الحزب في سياسته من لبنانه، فرغت الأوراق المعترضة عليه من مضمونها وصار منتسبوه أكثر تفهماً للصيغة اللبنانية التي تحميهم معنوياً من الشعور بأنهم مكشوفو الظهر داخلياً أمام خصم خارجي. إن الخروج العسكري السوري من لبنان شكَّل مفصلاً أساسياً في الحركة السياسية للحزب، اذ اعتبر الحزب هذا الخروج حسماً جدياً من القدرة السياسية له، فضلاً عن إصابة جدية لخطوط إمداده العسكري، فكان لا بدّ من القرار بالانفتاح الجدي على السلطة بمعناها الشامل الجدي أولاً بالتحالف مع أحزاب السلطة في الانتخابات النيابية في ما يسمى "التحالف الرباعي"، وثانياً بالدخول في الحكومة بعد استنكاف متكرر عن المشاركة في الحكومات والاكتفاء بالتمثيل النيابي منذ انتخابات 1996". الواقع أن السؤال الذي لا يزال يطرحه اللبنانيون منذ أعوام هو: متى يعود "حزب الله" ليس إلى لبنان فقط إنما إلى لبنانيته فيكون هو المنقذ باعتماد سياسة الحياد التي وحدها تجمّع ولا تفرّق ووحدها تحمي الأمن والاستقرار والازدهار.

 

مفارقة معبّرة في تسليم سلاح الهبة السعودية حملة الحزب تُحصر داخلياً بأبعادها الإيرانية

روزانا بومنصف/النهار/20 نيسان 2015

تبرز مفارقة غداة الخطاب الذي القاه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تحت عنوان التضامن مع الشعب اليمني الذي شن فيه حملة جديدة ضد المملكة العربية السعودية معدداً اتهامات يحاول ان يدحض فيها صفة "مملكة الخير" التي يطلقها مؤيدو العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن عليها مع وصول دفعة اولى من الاسلحة الفرنسية الى الجيش اللبناني ضمن هبة الثلاثة مليارات دولار التي قدمتها المملكة السعودية للبنان يسلمها وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الذي يزور بيروت لهذه الغاية. والمناسبة ليست مقصودة في هذا السياق، أي الرد على نصرالله، باعتبارها مقررة منذ اشهر. لكنها ستلقي الضوء بقوة على هبة للسعودية للجيش اللبناني بدأ تنفيذها وستكون فرصة للمسؤولين اللبنانيين، ولا سيما للحكومة التي نأت بنفسها عن التدخل في السجال الداخلي حول اليمن على نحو مثير للازعاج والاستياء لدى الدول الخليجية، من أجل تصحيح الموقف من خلال توجيه الشكر مجددا الى المملكة بحيث لا تنقض كليا ما اتى عليه الامين العام للحزب في خطابه فحسب بل تزيد عزل موقفه داخليا في موضوع السعودية.

وتعيد هذه المفارقة الى الاذهان وقائع واجهها افرقاء سياسيون في الداخل حين جاهر الحزب بانخراطه كليا في الحرب السورية ايام الحكومة السابقة. آنذاك رفع تيار المستقبل شعارا يفيد بانه لن يحاور الحزب ما لم ينسحب من سوريا، فلقي انتقادات كثيرة من صفوفه كما من خارجه لهذا الشرط غير الواقعي، ليس لأن انخراط الحزب في الحرب هو عامل اقليمي فحسب بل لانه سيرتب على الحزب تبعات كبيرة من المستحسن ان يترك ليحصد تبعاتها لاحقاً في ظل واقع ديموغرافي ومذهبي في المنطقة لا يمكن تجاهله، خصوصا انه لن يقتنع من نصائح خصومه في الوقت الذي سيجمد هذا الشرط الوضع اللبناني في التوتر من دون أي نتيجة. وهي تجربة تجد مصادر سياسية حيادية انها تتكرر في موضوع تورط الحزب في حرب اعلامية وسياسية ضد المملكة (والبعض يقول اكثر أي ميدانيا) ما يضعفه سياسيا في لبنان ويعطي خصومه اوراقا قوية. اذ ان الثغرة الكبيرة في موقفه انه ينكر على السعودية حماية خاصرتها الامنية فيما هو رفع لواء حماية "المقاومة" والمقامات الشيعية لدى تدخله في سوريا ولاحقا دعم منطقه بانه يقوم بحرب استباقية من أجل تجنب وصول داعش الى لبنان.

هذا في الشكل. أما في المضمون فترى غالبية الاوساط السياسية في الحملة التي يقوم بها الامين العام للحزب ضد المملكة استعانة ايرانية بوجه عربي لئلا تكون مواقف مسؤوليها من اليمن، والتي يترجمها السيد نصرالله، حملة فارسية على اليمن فتستثيرمزيدا من غضب الدول العربية، لكنها ايضا تعبير غاضب عن المأزق الذي تجد ايران نفسها فيه في محاولة عدم تسجيل خسارة فادحة لها في اليمن، انطلاقا من واقع ان السعودية ترفض ما تعرضه ايران لجهة وقف النار فورا والذهاب الى حوار يكرس الواقع الميداني الراهن أي ما يحفظ للحوثيين ماء وجههم ولا يعرضهم لخسارة فادحة.

وفيما تعرب مصادر ديبلوماسية عن تفهمها لدوافع المملكة للحرب التي تقوم بها ما كفل لها تضامن المجتمع الدولي كما تقول. فهي لا تخفي اعتقادها ان ايران وجدت نفسها فجأة في الزاوية وهي غير قادرة على احتواء الهزيمة المعنوية، خصوصا بعدما بات اليمن في جيبها، وفقا لتصريحات مسؤوليها عن سيطرة ايران على اربع عواصم عربية. ذلك في الوقت الذي يبدو ان الهامش السياسي والميداني ضاق امام ايران الى حد كبير بعد صدور القرار الدولي 2116 تحت الفصل السابع. اذ جمّد قدرتها على دعم الحوثيين ميدانيا واعاد الاعتبار لرعاية الرياض المبادرة الخليجية للحل. وتكشف هذه المصادر ان ايران تلقت نصائح دولية عدة بوجوب ان تعمد الى المساهمة في وقف الحرب على اليمن من خلال الاشارة الى الحوثيين بضرورة التراجع الى مواقعهم اذا كانت تقيم اعتبارا للمعاناة الانسانية التي ترفعها في انتقادها الحملة العسكرية السعودية، خصوصا ان هناك قرارا دوليا يعيد الاعتبار للمبادرة الخليجية ويطلب ان يكون الحوثيون على طاولة الحوار من أجل الخروج بحل لأزمة اليمن. وتؤكد هذه المصادر ان المملكة السعودية داعمة للحل السياسي انطلاقا من معرفتها بأن الضربات العسكرية ليست هدفا ولا حلا في ذاتها، وهي تريد الحوثيين الى الطاولة لكن وفق حجمهم الطبيعي وليس وفق مكاسبهم الاخيرة بعد سيطرتهم على مؤسسات الدولة ومرافقها. ولعل ضربة معنوية اخرى تلقتها ايران في السياق نفسه ابان زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لواشنطن الاسبوع الماضي الذي انتقد الحملة السعودية ونقل عن المسؤولين الاميركيين انتقادهم المملكة ايضا، ما اضطر البيت الابيض الى نفي مزاعم العبادي، لا بل ادى ذلك الى محاولة تصحيح هذا الاخير موقفه باعلانه من واشنطن ابلاغه ايران رفض بلاده سرقة قائد فيلق القدس قاسم سليماني جهود القوات العراقية مشددا على ضرورة احترام ايران سيادة بلاده وتمرير كل المساعدات عبر حكومته وان المرجعية الشيعية في العراق توافقه على ذلك. ولا تستبعد المصادر ارتباط التوتر الايراني بالقمة المرتقبة للدول الخليجية مع الرئيس الاميركي والتي ستتمحور حكما على الملف النووي الايراني والملف اليمني في ما خص تقديم الضمانات الكلية لهذه الدول.

 

"عاصفة" للتوازن مع إيران

علي بردى/النهار/20 نيسان 2015

تتسم الإستراتيجية الأميركية الراهنة في الشرق الأوسط بأنها أكثر تعقيدا بكثير مما كانت خلال السنوات والعقود الاخيرة. تتصدر أولوياتها مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. لا غنى عن الولايات المتحدة التي يبدو أنها تعتمد الحفاظ على توازن جديد بين القوى الإقليمية الرئيسية المتنافرة: السعودية، ايران، تركيا واسرائيل. تقدم الولايات المتحدة معلومات استخبارية وإمدادات حيوية لتحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح في اليمن. بيد أنها تجنبت أي مشاركة في العمليات العسكرية مع حليفها الأقدم في المنطقة. تتلقى ايران في المقابل دعماً جوياً أميركياً في المعارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية – داعش" على أرض العراق. واشنطن يمكن أن تعارض السياسات الإيرانية في بلد ما وأن تقدم الدعم لها في بلد آخر. تبتعد الولايات المتحدة عن كونها القوة العسكرية الرئيسية في الصراعات الإقليمية. يتحول العبء الأساسي للقتال الى دول المنطقة. صارت السعودية بفضل الأسلحة المتقدمة قادرة على تنفيذ حملة جوية متطورة الى حد ما، على الأقل في اليمن. بدأت بتدمير الدفاعات الجوية للحوثيين وصواريخ أرض - جو الخاصة بالجيش اليمني. ثم دمرت أنظمة القيادة والسيطرة لدى هؤلاء. وهذا يعني القوى الإقليمية التي كانت سعيدة طويلاً بتحويل عبء القتال الى الولايات المتحدة، باتت قادرة الآن على تحمل الأعباء إذا رفضت الولايات المتحدة المشاركة.

تحركت السعودية عسكرياً أيضاً بعدما وجدت أن ايران لا تكتفي بمد دائرة نفوذها الى البحر الأبيض المتوسط، بل تطمع باليمن. رأت في الأمر تهديداً من اتجاهين. تضع ايران ملزمة حول السعودية، من اليمن جنوباً والعراق شمالاً. لكن السؤال يبقى عما إذا كانت الغارات الجوية لـ"عاصفة الحزم" قادرة فعلاً على وقف الحوثيين وهزيمتهم. ماذا سيفعل السعوديون بعد ذلك؟ السعوديون حساسون للغاية من صعود أنظمة ذات علاقات وثيقة مع ايران في شبه الجزيرة العربية. كانوا مستعدين لاستخدام القوة في البحرين. هذا ما فعلوه حتى الآن في اليمن.

كيف سيحافظ الأميركيون على التوازن بين إيران والسعودية؟ تقبل المفاوضات بين "مجموعة ٥ +١" للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين الى ألمانيا، من جهة وايران من جهة أخرى على مرحلة حاسمة. السلاح النووي، إن امتلكته ايران، كاسر للتوازن. تبدو تركيا صامتة نسبياً. تراقب الفوضى على طول حدودها الجنوبية، وتصاعد التوتر في القوقاز، والصراع عبر البحر الأسود. تضطلع بدور حيوي في سوريا والعراق. صعود سطوة ايران مثير للقلق. تركيا لديها أكبر اقتصاد في المنطقة ولديها أكبر جيش. هي المركز الثالث في التوازن الإقليمي مع السعودية وإيران. لإسرائيل حساب آخر في هذا التوازن الإقليمي المطلوب أميركياً. حتى الرئيس باراك أوباما يصر على أولوية حماية أمن اسرائيل، على رغم مشاجراته الكثيرة مع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.

 

روحاني.. الرئيس العدواني

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/20 نيسان/15

كلما ازدادت «عاصفة الحزم» قوة، سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا، جُنّ جنون النظام الإيراني، وأظهر عداءه الحقيقي مع السعودية، وحسنًا فعل الرئيس حسن روحاني بقطعه كل الحبال، المهترئة أصلاً، بين بلاده والرياض، بعدما اتهم السعودية، زورًا وبهتانًا، بـ«قتل الأطفال» وزراعة «بذور الكراهية» في اليمن. حسنًا فعل وهو يعيد إنتاج اتهامات المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، عندما ساق هو الآخر اتهامات كاذبة، معتبرًا «عاصفة الحزم»، الموجهة ضد حليفه ووكيله الحوثي، «حرب إبادة»، فالنظام الإيراني يومًا بعد الآخر يكشف عن وجهه الحقيقي، الذي حاول روحاني مستميتًا تجميله باعتباره الرئيس «الإصلاحي»، متظاهرًا بأنه يختلف جذريًا عن سلفه أحمدي نجادي. الشكل العام للسياسة الإيرانية يمكن أن يصيبه شيء من التغيير، أما المضمون فهو ثابت على خط المرشد الأعلى.

ألا يخجل روحاني بتمثيله دور الحمل الوديع، وهو يطلق اتهامات غير مسبوقة، بينما بلاده تشارك في قتل 300 ألف إنسان وتهجير 13 مليونا آخرين في سوريا؟ ألا يناقض نفسه وميليشيا الحشد الشعبي الطائفية المدعومة من إيران تمارس انتهاكات خطيرة في ديالى وسامراء وجنوب بغداد؟ النظام الإيراني وبعد اعترافه بنفوذه على جماعة الحوثيين، أصابه السعار نظرًا لإفشال السعودية لخطته في استنساخ تجربة ميليشيا الحشد الشعبي في اليمن، لذلك لا يجد النظام الإيراني غير السعودية لتوجيه الاتهامات والإساءات، وهذا أمر مفهوم، فالمملكة هي الوحيدة التي كانت وما زالت، وحيدة تقريبًا، واقفة بصلابة ضد المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، وهي الوحيدة التي لم تخدع يومًا بدعاوى التقارب التي يروّج لها النظام، حتى في ظل تحسّن طفيف للعلاقات السعودية الإيرانية خلال فترتي الرئيسين خاتمي ورفسنجاني، تعاطت الرياض بحذر بالغ، ولم تندفع في تقوية العلاقات، لعلمها جيدًا أن بنية النظام الإيراني لا يمكن الوثوق بها إطلاقًا.

في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013 عقب وصوله رئيسًا لبلاده، كتب روحاني مقالاً يستعرض فيه سياسته الخارجية، ناور في ثناياه، وحاور وراوغ كما لا يفعل أكثر اللاعبين المحترفين في العالم، واستخدم عبارات يمكن فهمها من رئيس دولة مثل سويسرا وليس إيران، مثل قوله إن بلاده تمثل «صوت الاعتدال» في المنطقة، و«نحرص على تجنب المواجهة والعداوة»، و«ملتزم بالاعتدال والحس السليم»، مختصرًا رسالته الموجهة للغرب أساسًا: «نحن طيبون لكن ظنونكم سيئة. نحن المعتدلون وليس العرب الخليجيين المتطرفين. أين الالتزامات التي وعد بها روحاني من اتهاماته السخيفة ضد السعودية، والتي لا يمكن وصفها إلا بالرعونة وعدم الحصافة والغباء السياسي، فالمشكلة في صنعاء، والمدافع الكلامية تنطلق من طهران. المعركة على الحدود السعودية اليمنية، ولا توجد تغيرات جغرافية ربطت الحدود الإيرانية باليمنية.

يحق لنا أن نشكر النظام الإيراني الذي أفرز لنا رئيسًا كحسن روحاني. منذ اختياره رئيسًا لبلاده وهو يقود عملية تسويق خارجية كبرى، باعتباره الرئيس المنفتح والحريص على علاقات بلاده مع الجيران، والحقيقة أنه بلغ من العداء ما لم يبلغه حتى الرئيس المتهور أحمدي نجاد. فعلاً.. أن يكون العداء الإيراني للسعودية واضحًا ومباشرًا وصريحًا، أفضل مليون مرة من أن يكون بالخفاء. يقال: عدو عاقل أفضل من صديق جاهل. فما الحيلة إذا صار عدوك جاهلاً، هكذا هم رؤوس النظام الإيراني، وهكذا هو الرئيس العدواني حسن روحاني.

 

كل المجانين يستهدفون السعودية

طارق الحميد/الشرق الأوسط/20 نيسان/15

كتبت السبت الماضي هنا عن «الهلع الإيراني»، وذلك عطفا على التصريحات الإيرانية المتشنجة ضد السعودية من طهران إلى الضاحية الجنوبية في لبنان، وتقريبا على لسان كل القيادات الإيرانية، وأتباعهم مثل الشبيح حسن نصر الله. على أثر ذلك المقال قدم لي مطلع على ما يدور في الضاحية الجنوبية قراءة مهمة. يقول المصدر المطلع على ما يدور في الضاحية إن ما أفقد الشبيح حسن صوابه، وجعله يتطاول على المملكة العربية السعودية بعد «عاصفة الحزم» بذلك الشكل غير المسبوق، هو أن ما كان يتردد في الضاحية أن الحزب ليس في سوريا واليمن وحسب، بل وعلى الحدود السعودية، وأن إيران وأتباعها باتوا يحكمون الطوق على السعودية من اليمن والعراق، وأن السعودية باتت لقمة سهلة الآن، ولذا فإن ما فعلته «عاصفة الحزم» كان بمثابة ضرب اليد الإيرانية التي كانت تعتقد أن اللقمة باتت سهلة للابتلاع، وعليه فقدَ الإيرانيون صوابهم، كما فقد شبيح الضاحية صوابه أيضا لأنه كان يعتقد أن سيطرة الحوثيين على اليمن تشكل عاملا معنويا مهمّا لأتباعه المحبطين مما يحدث لهم في سوريا.

وأهمية هذه القراءة أيضا أنها تقول لنا إن كل مجانين المنطقة يستهدفون السعودية، وإلا ما الفرق بين حزب الله و«القاعدة»؟ بل وما الفرق بين إيران و«داعش»؟ الإجابة بسيطة، وهي أنهم جميعهم يحاولون إيجاد موطئ قدم لهم على الحدود السعودية، وذلك بعد أن فشل اختراق الداخل السعودي من قبل إيران وحزب الله و«القاعدة» و«داعش» وغيرهم من الجماعات المتطرفة، وذلك بعد القوانين المجرمة للجماعات الأصولية، والمحسوبة على إيران في السعودية بعد ما عُرف بالربيع العربي. وبالطبع فإن السعودية تمثل لكل هؤلاء المجانين الشرعية والمشروعية والهدف الأسمى، فإيران ترى باستهداف السعودية انتصارا لمشروع تصدير الثورة الخمينية الذي يخدمه شبيح الضاحية. وبالنسبة إلى «القاعدة» و«داعش»، وقبلهم «الإخوان المسلمون»، فإن استهداف السعودية يمنحهم المشروعية الدينية الهائلة التي تمثلها السعودية، وبالتالي تخولهم حق الانتشار في المنطقة، والعالم الإسلامي ككل، ولذلك سعت «القاعدة» للوجود في اليمن، ومثلها النظام الإيراني، ومعه أتباعه من حزب الله، وخلافهم، بل وحتى علي عبد الله صالح الذي اعتقد أنه بالإمكان ابتزاز العقلانية السعودية مطولا، حيث قرأ صالح الحكمة السعودية قراءة خاطئة، مثلما قرأتها إيران أيضا قراءة خاطئة، ولذا وجدنا الشبيح حسن يقول في أحد خطاباته: «أنتم تنابلة»! ولذا فقد كانت «عاصفة الحزم» السعودية بمثابة الصفعة الموجعة لإيران وحزب الشبيح، ومثلهم «القاعدة»، وهي دون شك، أي «عاصفة الحزم»، ضربة موجعة لكل المجانين عسكريا، وسياسيا، وحتى إعلاميا، إذ تمت تعرية هؤلاء المجانين بشكل كامل، وها هو المشهد السياسي يتغير باليمن، وبالمنطقة بالطبع، لأن صوت العقل السعودي أقوى من كل مجانين المنطقة.

 

الصوفي الدوري و«داعش» المتطرف

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/20 نيسان/15

رغم أن نتائج الحمض النووي لم تُعلن بعد، فيما إذا كان القتيل، صاحب اللحية الحمراء، حقًا هو عزة الدوري، فإن الحديث عن هذا الرجل الذي كان شخصية هامشية في عهد صدام حسين، أخذ أكبر مما يستحق. فالصراع في العراق يلفه غموض نتيجة التحالفات المتعددة والمتغيرة. وما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» أن تنظيم داعش المتطرف يقاد من قبل بعثيين من جيش صدام حسين المنحل، فيه الكثير من الصحة، لكن هذا لا يعني أن «داعش» تنظيم بعثي خفي، أو بالضرورة يدار بالكامل من قبل ضباط بعثيين سابقين. فقد سبق لتنظيم القاعدة أن استخدم أفرادا وجماعات مختلفة لتعزيز قدراته، وتحالف طويلا مع نظام طهران، ولا يزال يستضيف بعض قياداته في إيران، ولا بد أن تنظيم القاعدة سابقا و«داعش» استعان بضباط الجيش السابق الأكثر كفاءة وخبرة، وسبق لهم خوض حروب معقدة.

في نظري «داعش» ليس بعثيا كما يروج له، بل هو تنظيم القاعدة المطور، بنفس المبادئ والأهداف. أيضا، معظم قيادات البعث من الجيش العراقي المنحل هم في عمر كبير لا يسمح لهم بهذه القدرة على إدارة تنظيم معظمه من الصغار، وله مبادئ دينية متطرفة. الذي نعرفه أن ما يسمى بفدائيي صدام، وهي فرقة رعب اشتهرت بجرائم مروعة، معظمها انتقل إلى سوريا، وبقيت تحت إدارة نظام الأسد طوال السنوات الماضية الذي استخدمها في حروبه الداخلية، وقبلها الخارجية. أما عزة الدوري، الذي عرفناه خلال السنوات الماضية كصوت نظام صدام الناجي الوحيد، فإنه لم يظهر ولا مرة واحدة على التلفزيون، وكل بياناته المذاعة القليلة صوتية. وقد التقاه بعض الأشخاص، الذين أثق برواياتهم، أكدوا أنه هو بالفعل ولا يزال فاعلا في الساحة العراقية، وإن كان يعيش في مخابئ سرية. ومع أن الذين التقوه رووا أنه قال لهم إنه ورجاله يقودون «داعش»، فإنني أثق أنها مبالغات من الدوري ورفاقه ضمن محاولة الحصول على دعم لجماعته. وقد فضح هذه المبالغة ما حدث في يوليو (تموز) الماضي عندما استجدى الدوري من «داعش» إطلاق سراح المعتقلين من جماعته، لكن التنظيم تجاهله وقام بإعدامهم، وهم اثنا عشر من جيش النقشبندي الذي يدين بالولاء للدوري.

ولا ننسى أن التناقض بين الجماعة النقشبندية وفكر «داعش» كبير جدا، يرقى إلى اعتبار الاثنين عدوين لدودين. «داعش» إلى اليوم تهدم مداراتهم ومساجدهم وتحاربهم. وقد سبق للعثمانيين استخدام النقشبنديين لمحاربة «السلفيين» المتطرفين، حيث يصفون بعضهم البعض بالكفار. وهي جماعة صوفية من وسط آسيا، ومنتشرة في تركيا، ولا يمكن أن تكون في نفس المعسكر مع تنظيم داعش، اللهم في حالات مؤقتة كالتعاون ضد عدو مشترك، وهذا ما حدث لفترة وجيزة خلال الصدامات الماضية ضد قوات المالكي الذي لم يفرق بين معارضيه.

ولا أظن أن الدوري كان شخصية فعالة، كما يوصف ويروج له. فقد كان في عهد صدام يوصف بأنه ضعيف، ومحل سخرية الحزب، تحت سلطة رئيسه الذي عرف بخوفه من المحيطين به. وقلة نجت من تصفيات صدام، بمن فيهم أقاربه، الدوري لأنه لم يمثل خطرا محتملا وظل محل ثقة رئيسه. كما كان صدام يكره رجال الدين ويخشاهم، وشعر بخطر أقل من جماعة الطريقة النقشبندية، كونها أقلية داخل المجتمع السني، وصوفية، وبعيدة عن مطامع الحكم. ولم نر من الدوري نشاطا حقيقيا سوى رمزيته، كونه آخر رجال صدام الباقين خارج السجون والمقابر. والدعاية الكبيرة التي رافقت الحديث عن مقتل الدوري قبل أيام، كانت تهدف إلى رفع المعنويات لقوات الحكومة في العراق، لكنه ليس مهما حيّا أو قتيلا. الرجال الأخطر لا يزالون بعيدين عن نيران قوات الجيش وميليشيات الحشد الشعبي، والذين سيمثلون تهديدا طويل الأجل ما لم يعِ رئيس الحكومة، وبقية القوى العراقية، أن الحل ليس عسكريا فقط، بل مصالحة مع بقية مكونات العراق.

 

أزمة العرب: النفَس الطويل هو الحل

مأمون فندي/الشرق الأوسط/20 نيسان/15

الحرب في اليمن، وحرب في سوريا وأخرى في العراق وفي ليبيا، ردة الفعل السهلة هي أننا أمام كارثة عربية، لكنني في هذا المقال أدعو إلى طول النفَس، واستيعاب ما يحدث لعشرين سنة قادمة، شريطة أن نضبط الوضع للأجيال القادمة، ولا نترك لهم مخلفات حروب، بل نترك لهم أوطانا جديدة منظمة يمكن العيش فيها. لكي نفهم ما هو حادث في منطقتنا، لا بد أن يكون لدينا نظرة مقارنة مع بقية العالم ولا نغرق في النرجسية. ما هو حادث بعد ما سُمّي الربيع العربي، تلك الهزة الكبرى التي أدت إلى تصدع الدول والمجتمعات، لا يختلف كثيرا عمّا حدث للاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية بعد نهاية الحرب الباردة، إذ تتفكك المجتمعات بعد أن ينفلت زمام الأمر. فالحرب الباردة كانت نظاما صارما لضبط النظام الدولي، ولكن متى ما ترهل ذاك النظام تداعى الاتحاد السوفياتي، إمبراطورية الشيوعية، وتقسّمت تشيكوسلوفاكيا إلى سلوفاكيا ودولة التشيك، وتشظّت يوغوسلافيا كالبلور إلى قطع متناثرة، ومع ذلك لم تخرب أوروبا، ولم يندب الروس حظهم. كل ما فعلوه هو التعايش مع الواقع الجديد، وبنوا دولا جديدة لأبنائهم وأحفادهم من بعدهم تغير فيها النظام الاقتصادي من اشتراكي إلى اقتصاد رأسمالي، وتغير النظام السياسي ليتماشى مع العالم الجديد. ما أود قوله هنا هو أن روسيا أوروبا الشرقية أدركتا أنهما كانتا أمام حالة تنظيف لمجتمعاتهما من مخلفات الحرب الباردة، ونحن لا نختلف كثيرا، إذ ما يحدث عندنا الآن، هو تنظيف لمخلفات الربيع العربي، لأنه الحدث الأكبر الذي ترك خلفه، ككل البيوت التي تنهار، ركاما في كل مكان. السؤال اليوم بالنسبة إلى عالمنا العربي هو: هل لدينا الرغبة في إزالة ركام البيوت القديمة، التي تهدمت من مصر إلى العراق إلى ليبيا وتونس واليمن وسوريا؟ أم أننا سنبني عششا لا دولا، ويبقى الركام من حولنا؟

«عاصفة الحزم» والتدخل في اليمن محاولة للتنظيف من القوى الراغبة في العيش بين الركام القديم، والتي تريد تحويل اليمن إلى كانتونات وعشش لا معمار دولة يبقى. ومن هنا لا بد أن نعي أن مشروع تنظيف اليمن، مشروع طويل وليس قصيرا، وعلى اليمنيين قبل غيرهم أن يقوموا بعملية التنظيف أنفسهم، فالدول كالإنسان لا تلبس «حفاضا» طول الوقت، إذ بعد أن تبلغ الدولة نقطة ما في عمرها السياسي والحضاري والثقافي، لا بد أن تكون قادرة على تنظيف نفسها، والتخلص من نفاياتها السياسية والثقافية، بطريقة لا تضر بالبيئة العامة في الإقليم.

هذا ما فعله الروس ببلدهم، وما فعلته بولندا وألمانيا ودولة التشيك حتى صربيا. على الشعوب أن تتحمل نظافة بلدانها. نحن في المقابل غارقون في ذهنية اللطم والجنائزية، نتحدث عن مؤامرة أسقطت النظام العربي، وعملاء طابور خامس وسادس إلى آخر تلك الكربلائيات.

الحقيقة الناصعة التي لا تقبل الجدل، هي أن النظام العربي تصدّع، فماذا نحن فاعلون لبناء نظام جديد؟ أم أننا سنبقى طويلا نبكي على الأطلال؟

نترك الحروب قليلا ونقارن حالنا كعرب مع السود أو مع الهنود. لا أظن أن هناك مأساة إنسانية أكبر من أن يستعبد الإنسان أخاه الإنسان، ومع ذلك فالعبيد الذين أخذوا إلى أوروبا، وإلى العالم الجديد من أفريقيا مشدودين إلى الأغلال، لم يقبعوا في نقطة اللطم على الماضي، والبكاء على ما حدث لهم من قبل مستعبديهم من ضيم وعنف وإهانات لا حدود لها، بل أخذ بعضهم بأيدي بعض، وتجاوزوا ذلك الجرح النرجسي في النفس الأفريقية، سواء في أفريقيا أو خارجها. حتى على مستوى الأشخاص كحالة الراحل نيلسون مانديلا، لم يغرق الرجل في عقلية الثأر، والمهاترات التي لا معنى لها، بل تجاوز الماضي ورمى به وراءه من أجل بناء جنوب أفريقيا جديدة. الهنود أيضا استعمرهم البريطانيون لأكثر من تسعة عقود من الزمان، ورغم المأساة، لم يغرق الهنود في قصة ظلم الاستعمار كما يغرق بعضنا، بل نهضوا وتجاوزوا المحنة ليبنوا أكبر ديمقراطية في العالم. النقطة الجوهرية هنا هي أن الربيع العربي وتبعاته، وإن شئت انهيار العراق في 2003، كلها كانت هزات كالزلازل لها تبعاتها التي تبقى لفترات طويلة، وأحيانا متباعدة، لكن الأهم في كل هذا أمران: الأمر الأول هو إزالة ركام البيت القديم الذي سقط من أجل بناء معمار جديد، والثاني هو أن التنظيف، ومن بعده البناء يحتاج إلى طول نفَس، فلا تستعجلوا حسم الأمر في اليمن، فما حسم اليمن إلا جزء بسيط من إعادة تأهيل المنطقة، وإزالة ركام حقبة وبناء حقبة عربية جديدة خالية من كل أنواع النفايات، وأولها النفايات الفكرية، التي نالت من كل شيء فينا. لكل هذا يحتاج العرب المستعجلون إلى طول نفَس، ومقارنة ما يحدث لنا مع ما حدث لشعوب أخرى كبت ثم قامت من كبوتها، وفي هذا عبرة للعقلاء.