المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 نيسان/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 25 و26 نيسان/15

10 سنوات على خروج الجيش السوري... "حزب الله" حاضر والوصاية في مأزق/خالد موسى/26 نيسان/15

عشر سنوات على 26 نيسان.. انسحاب لا يمحوه النسيان/كارلا خطار/26 نيسان/15

حزب الله يحكمنا... لا عار ولا فخر/بيسان الشيخ/26 نيسان/15

تحالف أهل الحياة/الـيـاس الزغـبـي/26 نيسان/15

ميشال سماحة... نهاية مرحلة لبنانية وسورية/خيرالله خيرالله/26 نيسان/15

الضاحية الجنوبيّة... من عهد الرجالات إلى زمن المافيات/علي الحسيني/26 نيسان/15

محكمة الحريري قتلت رستم غزالي وليس العقيد شحاده/وسام الأمين/26 نيسان/15

سيارة ميشال سماحة التي تتسع لمحور كامل/عماد قميحة/جنوبية/26 نيسان/15

قناة الجديد تكمل إنعطافتها: بشار الأسد قتل رفيق الحريري/فايزة دياب/26 نيسان/15

نهاية المشروع الإيراني في اليمن/حسام الطائي/26 نيسان/15

إدارة أوباما المؤمنة بإيران... والإخوان/خير الله خير الله/26 نيسان/15

جسر الشغور: تغيُر الرياح/حسام عيتاني/26 نيسان/15

إيران: التكفير المباشر والتكفير المستتر/خالد الدخيل/26 نيسان/15

الشرق الأوسط: مبادرة صعبة من خطوتين/ديفيد اغناتيوس/26 نيسان/15

عاصفة الحزم والتحدي السوري/فايز سارة/26 نيسان/15

المشرق العربي مجدّداً أمام الحسابات الخاطئة/إياد أبو شقرا/26 نيسان/15

الحلّ المشترك الأميركي ـ الإيراني «يولد» من «رحم» الحوار/ثريا شاهين/26 نيسان/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي  و25-26 نيسان/15

حزب الوطنيين الأحرار أحيا الذكرى العاشرة للانسحاب السوري/شمعون: كُثُر سيلحقون بغزالي الجراح: النظام يأكل نفسه

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 25/4/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 25 نيسان 2015

غارات إسرائيلية تستهدف ميلشيا حزب الله والنظام بالقلمون

اسرائيل "ترفض التعليق" على غارة على موقع لحزب الله والجيش السوري بالقلمون

فرنسا: مسيحيو الشرق يتعرضون للاقتلاع

رئيس ايرلندا يزور لبنان اليوم لتفقد "قوات بلاده في الجنوب "

هوجي يتعهد باستمرار الحرب على الارهاب: خيارنا وقرارنا ان ننتصر

الجيش يستهدف تحركات للمسلحين في جرود عرسال وراس بعلبك

الحريري بحث مع رايس الاوضاع في لبنان والمنطقة وزار البنتاغون والتقى مندوبي الصحافة العربية في واشنطن

الحريري يواصل لقاءاته في واشنطن ويجتمع مع مستشارة الامن القومي

وزير الداخلية عرض مع وزير الهجرة الكندي موضوع استيعاب عدد من النازحين السوريين

قهوجي بحث مع مخايل الضاهر الاوضاع

السنيورة: لا نصيب لعون بالوصول الى رئاسة الجمهورية

أهالي كسروان تحركوا ضد معمل الزوق الحراري وأمهلوا الدولة 15 يوما لرفع الضرر

جعجع وعقيلته التقيا الناشطة في حقوق الانسان انطوانيت شاهين وعائلتها

جنبلاط: المحكمة الدولية في انتظار الأسد

الراعي أطلق نداء من الأونيسكو في باريس: على المجتمع الدولي اتخاذ التدابير الكفيلة بحماية الشرق والوجود المسيحي فيه

الراعي التقى رئيس اساقفة باريس وتأكيد على ضرورة تعزيز السلام في الشرق الأوسط

الجراح: لا احد يستطيع الخروج من الحكومة لاننا سنصبح في حالة شلل والمستقبل مع التصويت على السلسلة والموازنة

خطف سوري من عرسال إلى جرودها

سايكس-بيكو ٢٠١٦: مشروع تقسيم المنطقة الجديد

هل سيعترف حزب الله بغارة اسرائيل على مواقعه في القلمون؟

النائب جمال الجراح الجيش السوري ترك وراءه من اراد استتباع لبنان وشعبه لارادة ايران

حرب: مع تعيين قائد جديد للجيش شرط أن يسبق التعيين انتخاب رئيس ومع التشريع في حدود ضيقة لمنع انهيار البلد

اتحاد نقابات العمال: ما جرى أمام الكازينو جريمة جديدة بحق العمال والعمل النقابي

خويري وشهوان: تحرك الخولي وزينون شوه صورة العمل النقابي ونقابتا الكازينو هما الممثلتان الوحيدتان للموظفين

تحول اعتصام المصروفين من الكازينو الى اشتباك مع موظفي الامن

البعريني: ملف سجن رومية بات مسألة أمنية لها انعاكاسات خاصة في الشمال

أهالي الموقوفين الاسلاميين: حاكموهم او افرجوا عنهم

ضاهر دعا وزير الداخلية إلى الاستقالة: الأرمن في عنجر يقيمون على أرض الأوقاف الاسلامية ومع ذلك نسكت ولنترك موضوع الإبادة للمتخصصين

والد جميل السيد في ذمة الله

قبلان خلال تدشين أقسام جديدة في مستشفى الزهراء: بري هو الراعي الصالح للبنان والضمانة لحفظ مؤسساته

جنبلاط كرم مورابيتو بحضور حشد من السفراء: هناك حماية دولية للبنان ويجب استمرار الحوار بما يحقق الاستقرار

موسى: الالتفاف الدولي دعما للقضية الأرمنية صحوة ضمير

جان عبيد: الدعوة الى إنصاف المشنوق ودرباس لا تتعارض مع واجب تسريع محاكمات الاسلاميين

أبو جمرا: بقاء لبنان اكيد ولا خوف عليه

كبارة تابع مع فرنجية ملف إدارة الأعمال 3

نهرا قبل استقالة الغزال وحدد الخميس المقبل موعدا لانتخاب خلف له

رئيس الجميل زار النصب التذكاري لشهداء الارمن في العامرية

مصر تمدد حظر التجول في قسم من شمال سيناء لثلاثة اشهر اضافية

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس يوحنّا21/من01حتى14/ظهور يسوع مرة أخرى لتلاميذه على بحيرة طبرية

*الزوادة الإيمانية لليوم/الرسالة إلى العبرانيّين13/من18حتى25/صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنَا واثِقُونَ أَنَّ ضَمِيرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شَيء

*بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية في بشاعة موت رستم غزالة وفي العِّبر والدروس المفروض أن يتعلم منها المرتزقة والمأجورين في وطننا الأم لبنان

*اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية في بشاعة موت رستم غزالة وفي العِّبر والدروس المفروض أن يتعلم منها المرتزقة والمأجورين في وطننا الأم لبنان/25 نيسان/15

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية في بشاعة موت رستم غزالة وفي العِّبر والدروس المفروض أن يتعلم منها المرتزقة والمأجورين في وطننا الأم لبنان/25 نيسان/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*موت رستم غزالة: وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين/الياس بجاني

*حزب الوطنيين الأحرار أحيا الذكرى العاشرة للانسحاب السوري/شمعون: كُثُر سيلحقون بغزالي الجراح: النظام يأكل نفسه

*10 سنوات على خروج الجيش السوري... "حزب الله" حاضر والوصاية في مأزق/خالد موسى/موقع 14 نيسان

*النائب جمال الجراح الجيش السوري ترك وراءه من اراد استتباع لبنان وشعبه لارادة ايران

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 25/4/2015

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 25 نيسان 2015

*أهالي كسروان تحركوا ضد معمل الزوق الحراري وأمهلوا الدولة 15 يوما لرفع الضرر

*غارات إسرائيلية تستهدف ميلشيا حزب الله والنظام بالقلمون

*فرنسا: مسيحيو الشرق يتعرضون للاقتلاع

*الراعي أطلق نداء من الأونيسكو في باريس: على المجتمع الدولي اتخاذ التدابير الكفيلة بحماية الشرق والوجود المسيحي فيه

*وزير الداخلية عرض مع وزير الهجرة الكندي موضوع استيعاب عدد من النازحين السوريين

*أبو جمرا: بقاء لبنان اكيد ولا خوف عليه

*حرب: مع تعيين قائد جديد للجيش شرط أن يسبق التعيين انتخاب رئيس ومع التشريع في حدود ضيقة لمنع انهيار البلد

*تحالف أهل الحياة/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

*الحريري بحث مع رايس الاوضاع في لبنان والمنطقة وزار البنتاغون والتقى مندوبي الصحافة العربية في واشنطن

*جعجع وعقيلته التقيا الناشطة في حقوق الانسان انطوانيت شاهين وعائلتها

*من شيعي إلى حزب الله: ستبقون مع الأسد وتتحمّلون التبعات/محمد عقل/جنوبية 

*سيارة ميشال سماحة التي تتسع لمحور كامل/عماد قميحة/جنوبية

*هل سيعترف حزب الله بغارة اسرائيل على مواقعه في القلمون؟

*محكمة الحريري قتلت رستم غزالي وليس العقيد شحاده/ وسام الأمين /جنوبية

*سايكس-بيكو ٢٠١٦: مشروع تقسيم المنطقة الجديد/ زكريا حمودان/جنوبية

*قناة الجديد تكمل إنعطافتها: بشار الأسد قتل رفيق الحريري/ فايزة دياب/جنوبية

*ميشال سماحة... نهاية مرحلة لبنانية وسورية/ خيرالله خيرالله /الراي

*الحلّ المشترك الأميركي ـ الإيراني «يولد» من «رحم» الحوار/ثريا شاهين/المستقبل

*نهاية المشروع الإيراني في اليمن/حسام الطائي/السياسة

*إدارة أوباما المؤمنة بإيران... والإخوان/خير الله خير الله/الراي

*«حزب الله» يحكمنا... لا عار ولا فخر/ بيسان الشيخ/الحياة

*إيران: التكفير المباشر والتكفير المستتر/ خالد الدخيل/الحياة

*جسر الشغور: تغيُر الرياح/حسام عيتاني/الحياة

*الشرق الأوسط: مبادرة صعبة من خطوتين/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

*عاصفة الحزم» والتحدي السوري/فايز سارة/الشرق الأوسط

*المشرق العربي مجدّداً أمام الحسابات الخاطئة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*الضاحية الجنوبيّة... من عهد الرجالات إلى زمن المافيات/علي الحسيني/ موقع 14 آذار

*خالد ضاهر دعا وزير الداخلية إلى الاستقالة: الأرمن في عنجر يقيمون على أرض الأوقاف الاسلامية ومع ذلك نسكت ولنترك موضوع الإبادة للمتخصصين

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس يوحنّا21/من01حتى14/ظهور يسوع مرة أخرى لتلاميذه على بحيرة طبرية

"بَعْدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة، وهكَذَا ظَهَر: كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُس، وتُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، ونَتَنَائِيلُ الَّذي مِنْ قَانَا الجَلِيل، وٱبْنَا زَبَدَى، وتِلْمِيذَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلامِيذِ يَسُوع، مُجْتَمِعِينَ مَعًا. قَالَ لَهُم سِمْعَانُ بُطْرُس: «أَنَا ذَاهِبٌ أَصْطَادُ سَمَكًا». قَالُوا لَهُ: «ونَحْنُ أَيْضًا نَأْتِي مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَرَكِبُوا السَّفِينَة، فَمَا أَصَابُوا في تِلْكَ اللَّيْلَةِ شَيْئًا. ولَمَّا طَلَعَ الفَجْر، وَقَفَ يَسُوعُ عَلى الشَّاطِئ، ولكِنَّ التَّلامِيذَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ يَسُوع. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «يَا فِتْيَان، أَمَا عِنْدَكُم قَلِيلٌ مِنَ السَّمَك؟». أَجَابُوه: «لا!». فَقَالَ لَهُم: «أَلْقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمِينِ السَّفِينَةِ تَجِدُوا». وأَلقَوْهَا، فَمَا قَدِرُوا عَلى ٱجْتِذَابِهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَك. فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُس: «إِنَّهُ الرَّبّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبّ، إِتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وأَلْقَى بِنَفْسِهِ في البُحَيْرَة. أَمَّا التَّلامِيذُ الآخَرُونَ فَجَاؤُوا بِٱلسَّفِينَة، وهُمْ يَسْحَبُونَ الشَّبَكَةَ المَمْلُوءَةَ سَمَكًا، ومَا كَانُوا بَعِيدِينَ عَنِ البَرِّ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَي ذِرَاع. ولَمَّا نَزَلُوا إِلى البَرّ، رَأَوا جَمْرًا، وسَمَكًا عَلى الجَمْر، وخُبْزًا. قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَاتُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي أَصَبْتُمُوهُ الآن». فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ إِلى السَّفِينَة، وجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى البَرّ، وهِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وثَلاثًا وخَمْسِين. ومَعَ هذِهِ الكَثْرَةِ لَمْ تَتَمَزَّقِ الشَّبَكَة. قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلُمُّوا تَغَدَّوا». ولَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: «مَنْ أَنْت؟»، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ الرَّبّ. وتَقَدَّمَ يَسُوعُ وأَخَذَ الخُبْزَ ونَاوَلَهُم. ثُمَّ فَعَلَ كَذلِكَ بِٱلسَّمَك. هذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات."

 

الزوادة الإيمانية لليوم/الرسالة إلى العبرانيّين13/من18حتى25/صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنَا واثِقُونَ أَنَّ ضَمِيرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شَيء

"يا إخوَتِي، صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنَا واثِقُونَ أَنَّ ضَمِيرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شَيء. وأَطلُبُ إِلَيكُم بإِلْحَاحٍ أَنْ تَفْعَلُوا ذلِكَ، حَتَّى يَرُدَّنِي ٱللهُ إِلَيْكُم سَرِيعًا! وإِلهُ السَّلام، الَّذي أَصْعَدَ مِنْ بَينِ الأَمْوَاتِ رَبَّنَا يَسُوع، رَاعِيَ الخِرَافِ العَظِيمَ بِدَمِ عَهْدٍ أَبَدِيّ،

هُوَ يَجْعَلُكُم كَامِلِينَ في كُلِّ صَلاح، لِتَعْمَلُوا بِمَشيئَتِهِ، وهُوَ يَعْمَلُ فينَا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ في عَيْنَيه، بِيَسُوعَ المَسِيح، لهُ المَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين. وأُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تحْتَمِلُوا كَلامَ التَّشْجِيع، فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكُم بإِيْجاز! إِعْلَمُوا أَنَّ أَخَانَا طِيمُوتَاوُسَ قد أُخْلِيَ سَبِيلُهُ. فَإِنْ أَسْرَعَ في مَجِيئِهِ، سَأَذْهَبُ مَعَهُ وأَرَاكُم. سَلِّمُوا عَلى جَمِيعِ مُدَبِّرِيكُم وجَمِيعِ القِدِّيسِين. يُسَلِّمُ عَلَيكُم الإِخْوَةُ الَّذِينَ في إِيطالِيا. أَلنِّعْمَةُ مَعَكُم أَجْمَعِين!"

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية في بشاعة موت رستم غزالة وفي العِّبر والدروس المفروض أن يتعلم منها المرتزقة والمأجورين في وطننا الأم لبنان

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية في بشاعة موت رستم غزالة وفي العِّبر والدروس المفروض أن يتعلم منها المرتزقة والمأجورين في وطننا الأم لبنان/25 نيسان/15

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية في بشاعة موت رستم غزالة وفي العِّبر والدروس المفروض أن يتعلم منها المرتزقة والمأجورين في وطننا الأم لبنان/25 نيسان/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

موت رستم غزالة: وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين

الياس بجاني

25 نيسان/15

كل ما ذُكّر وكُتّب فيما يخص طريقة وأسلوب موت المجرم والسفاح الأسدي رستم غزالي هو أمر طبيعي جداً يُستنسخ ويتكرر باستمرار في حقبات التاريخ كافة.

فالتاريخ يعلمنا أن كل مسؤول وحاكم ورجل دين متسلط في أي بلد من بلدان العالم يستغل موقع السلطة والنفوذ دون خوف من الله ويتصرف بوحشية على خلفية ثقافة شرعة الغاب ينتهي بأسلوب مهين ومأساوي ودموي، ولنا في نهاية صدام حسين ومعمر القذافي وهتلر خير أمثلة هي عِّبر لمن يعتبر.

في هذا السياق التاريخي الحتمي جاء موت رستم غزالة المذل والمهين الذي كان وهو في موقع النفوذ والمسؤولية قد تجرد من كل ما هو إنساني وأخلاقي واقترف بحيوانية كل ما يمكن لإنسان شيطاني أن يقترفه.

الرجل وبعد حين شرب من نفس الكأس المر الذي أسقى منه كثر من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين بفجور وبدم بارد. وهنا لا بد من القول بصوت عال: إن الله يُمهّل ولكنه لا يُهمّل"

يقول النبي اشعيا (33/01و02/: "ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك. يا رب، تراءف علينا . إياك انتظرنا. كن عضدهم في الغدوات. خلاصنا أيضا في وقت الشدة ."

من هنا حبذا لو أن أفراد الطاقم السياسي والديني والرسمي اللبناني العفن، القابل بخساسة وذل وعلى خلفية الغرائزية وعبادة المال، القابل السير بعمى بصر وبصيرة وتخدر ضمير في ركاب مشروع محور الشر السوري_الإيراني الإجرامي الهادف بوقاحة غير مسبوقة إلى اقتلاع كل ما هو لبناني من إنسان وحضارة وثقافة وهوية وتاريخ وتعايش ورسالة وإيمان، وذلك لإقامة مكان هذا اللبنان المقدس والحضاري جمهورية ظالمة ودكتاتورية مذهبية فارسية تابعة للنظام الإيراني الملالوي وملتحقة به بالكامل.

حبذا لو أن من يعطلون انتخاب رئيس للجمهورية في لبناننا الحبيب ويماشون إجرام وغزوات جيش إيران في لبنان، الذي هو حزب الله الإرهابي، حبذا لو يتعظون من موت رستم غزالي المذل ويدكون أن مصيرهم في حال استمروا في غيهم وجنونهم لن يكون مختلفاً عن مصير هذا السفاح المأجور.

حبذا لو أن هؤلاء القادة، وتحديداً الموارنة منهم يستفيقون من غيبوبة حلم ووهم كرسي الرئاسة ويفهمون أن مصيرهم الذي هو بيد ومشيئة الله سيكون قاتماً كمصير غزالة.

حبذا لو يدركون أنه وطبقاً لكتابنا المقدس أن حتى توبتهم لم تعد إيمانياً مقبولة وذلك بعد أن:" أَعْمَى الله عُيُونَهُم، وقَسَّى قُلُوبَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم".(يوحنّا12/من37حتى43)

إن الله سبحانه وتعالى لا يحب لا الظالمين ولا المستكبرين وهو ينبه ويحذر منهم ومن شرورهم في كل الكتب السماوية ويعدهم بانتقامه منهم. 

"هُوَذَا يَأْتِي الْيَوْمُ الْمُتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ، وَكُلُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشًّا، وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، فَلاَ يُبْقِي لَهُمْ أَصْلاً وَلاَ فَرْعًا" (ملاخي04/01)

على كل مسؤول لبناني زمني أو ديني يسير في ركاب محور الشر السوري-الإيراني ضد لبنان واللبنانيين أن يعي أن نهاية كل متكبر وظالم هي حساب عسير ولا مفر ولا هروب منه، حتى وإن تفلت من عدل الأرض، فهو بالتأكيد لن يتمكن أن يتفلت من عدل السماء يوم الحساب الأخير حيث سيكون مصيره جهنم حيث النار لا تنطفئ والدود لا يهدأ والعذاب لا ينتهي.

إن المؤمن لا يخاف من الذين بإمكانهم أن يقتلون الجسد ولا يقدرون أن يقتلوا النفس. والمؤمن يعرف جيداً أن ما من مستور إلا وسينكشف، وما من خفـي إلا سيظهر، وأن لا أحد من البشر مهما على شأنه بمقدوره أن يهرب من يوم الحساب.

في الخلاصة، اليوم كان دور رستم غزالي الظالم وغدا بالتأكيد سيأتي دور كل من هم طينة وخامة هذا الشيطان الأسدي، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

حزب الوطنيين الأحرار أحيا الذكرى العاشرة للانسحاب السوري/شمعون: كُثُر سيلحقون بغزالي الجراح: النظام يأكل نفسه

  المستقبل/26 نيسان/15/أحيا حزب «الوطنيين الأحرار» الذكرى العاشرة لإنسحاب جيش النظام السوري من لبنان، في احتفال حاشد أقامه عصر أمس في وادي نهر الكلب الأثري، في حضور نواب وسياسيين وممثلين عن قوى وأحزاب قوى الرابع عشر من آذار، وبمشاركة شعبية. وقال رئيس الحزب النائب دوري شمعون في كلمة ألقاها بالمناسبة: «هذا الوادي الأثري مرّت عليه جيوش من آلاف السنين وأصبح صخرة كبيرة عنوانها جلاء الاحتلال واستقلال هذا البلد». وأوضح أن «مرت أمور كثيرة منذ تأسيس الحزب، مر علينا الناصريون الذين كانوا يتحصنون بجمال عبد الناصر، والسوريون والسياسات الكبيرة العظيمة التابعة للدول الكبرى التي تستخدمنا كـ«حجر داما» لتصل الى نياتها، لكن صلابة اللبناني كانت الأقوى دائماً». أضاف: «من المهم أن نعرف كيف نستفيد من الظروف لكي نبني لبنان». مشيراً الى أن «هناك فئة تقاتل خارج لبنان وتعتبر أن الهوية اللبنانية بطاقة سينما»، آملاً أن «تبرهن الظروف العكس وأن طريقهم هو الذي يجر الطائفة الشيعية الى المهوار»، وأشار الى أن «صلابة اللبنانيين وتعلقهم بأرضهم وتاريخهم تقف حائلاً دون تحقيق هذه المخططات»، مؤكداً أن «بعض الدول الكبرى التي كانت غافلة عن الذي يحصل في سوريا أصبحت تفتح عينيها اليوم وترى ماذا يجري في المنطقة». وتطرق الى مسألة تصفية رئيس جهاز الأمن السياسي في الاستخبارات السورية رستم غزالي، فقال: «كثر سيلحقونه وكل مَن وضع يده على لبنان يستأهل أكثر من ذلك».

 

10 سنوات على خروج الجيش السوري... "حزب الله" حاضر والوصاية في مأزق

خالد موسى/موقع 14 نيسان/26 نيسان/15

لن ينسى اللبنانيون تاريخ السادس والعشرون من شهر نيسان، فهو اليوم الذي خرج فيه آخر جنود النظام السوري من لبنان، بعد 30 عاماً من الوصاية، وبعد مسيرة من الظلم تعرض لها اللبنانيون في عنجر والبوريفاج وغيرها من أماكن التعذيب والقهر.

هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإيمان اللبنانيين بانهم قادرون على نيل حريتهم وسيادتهم وإستقلالهم بأنفسهم، فكانت ثورة الأرز التي أجبرت جيش الوصاية على الإنسحاب وأجبرت المجتمع الدولي على الموافقة على انشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تخيف اليوم النظام السوري في عقر داره، وما حملة التصفيات للقادة الأمنيين الذين كانوا في لبنان فترة الوصاية سوى خير دليل على ذلك، وآخرها تصفية رئيس شعبة الأمن السياسي اللواء رستم غزالي، الذي يعتبر بمثابة "كنز المعلومات بالنسبة الى المحكمة الدولية، ولهذا تخلص منه بشار"، بحسب ما كتبته الشهيد الحي الإعلامية مي شدياق على حسابها على "تويتر".

"وصاية" من نوع آخر

عشر سنوات على خروج الجيش السوري من لبنان، إلا أن "الوصاية" لم تنته، فهي حاضرة من خلال "حزب الله" وحلفاء سوريا في لبنان. فقبل خروجهم من لبنان، وفي 8 آذار 2005، خرج الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ليعلن الولاء للنظام السوري، ويشكرهم على ما فعله في حق اللبنانيين من ظلم وقهر. ويلفت عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، في حديث خاص لموقع "14 آذار" الى أن "حزب الله خرج بعد رحيل الجيش السوري عن لبنان، ليقول: "الأمر لي"، وأنه سأكون ظل النظام السوري في لبنان والحاكم الأمني بأمره"، مشيراً الى أن "هؤلاء وحلفاءهم اليوم في مأزق مع تهاوي النظام السوري ونتيجة لكون النظام بدأ ينهي رموزه الواحد تلو الآخر لإخفاء حقيقة من اغتال الرئيس رفيق الحريري، وعلى حزب الله اليوم إعادة قراءة مواقفه حيال الوضع السوري والعودة الى لبنانيته من أجل تحييد لبنان واللبنانيين عن الحرائق المحيطة".

أما عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" الصحافي علي حمادة، وفي حديث خاص لموقعنا،" أسف لكون بعد الاطراف في لبنان ارادوا الإتيان بوصاية من نوع آخر على لبنان واللبنانيين وأرادوا للوصاية السورية أن تستمر وهنا المشكلة"، مشيراً الى ان "في عام 2008، وفي مؤتمر للحوار، خرج قيادي في حزب الله ليقول بأن الحزب حل مكان السوريين كنظام أمني حاكم بأمره في لبنان، وهذا ما جعلنا نعيش اليوم في ظل وصاية حزب الله ومن خلف النظام الإيراني".

العلاقات المتوازنة لم تذهب بعيداً

ولكن ماذا تغيير في لبنان خلال السنوات العشر؟، يقول حوري أن "السنوات العشر مرت وكانت ربما كافية لإعادة رسم الصورة، وكنا كلنا أمل بعلاقات متوازنة على اساس الأخوة وحسن الجوار بعيداً عن اي شكل من أشكال الوصاية"، آسفاً لـ "كون هذه العلاقات لم تذهب بعيداً حيث كنا نأمل، إلا أن بطبيعة الأمر مع تبلور الأمور في سوريا والمجيء بنظام ديموقراطي حر، فإن العلاقات بين البلديين ستتبلور أكثر الى حيث يجب أن تكون مبنية على اسس الأخوة والتعاون وحسن الجوار".

معركة كبيرة مع الداخل والخارج ولا تراجع

ويعتبر حمادة أن "بعد عشر سنوات من خروج الجيش السوري في لبنان بفعل ثورة الأرز تغير الكثير"، مشدداً على أن "لا عودة عن السيادة والإستقلال والحرية ولا تراجع عما حققناه من خلال ثورة الأرز، لكن نحن اليوم في معركة كبيرة مع بعض الداخل ومع بعض الداخل. ففي الداخل، ثمة من يريد وضع لبنان في إطار منظومة الممانعة بقيادة إيران ولن نسمح لهم بذلك مهما حاولوا. ومع بعض الخارج، وتحديداً التمدد الإيراني الإمبراطوري في المنطقة، ومع قياديه الذي يتبجحون بأنهم أصبحوا يسيطرون على أربعة عواصم عربية من بينها بيروت، فكانت عاصفة الحزم التي وضعت حداً لهذا التبجح في المنطقة".

في خضم المعركة ومؤمنون بما فعلناه

ولفت حمادة الى أن "الجديد خلال العشر سنوات هو الثورة السورية، التي نحن مؤمنون بها وبأنها ستنتصر على النظام وحلفائه الإيرانيين عاجلاً أم آجلاً، كما أن الجديد هو عاصفة الحزم العربية التي فرضت نوعاً جديداً من التوازن في المنطقة وأرسلت رسالة لإيران وحلفائها في المنطقة أن هناك قرارا عربيا موحداً لمواجهة هذا التلاعب السافر بأمن الدول العربية وبمقدراتها"، مشيراً الى أن "اللبنانيين ما زالوا في خضم المعركة وكما كان محقا من قال أننا نحتاج الى الصبر الكثير، لكننا مؤمنين بأن ما فعلناه في ثورة الأرز كان عين الصواب".

 

النائب جمال الجراح الجيش السوري ترك وراءه من اراد استتباع لبنان وشعبه لارادة ايران

 موقع 14 آذار/ ٢٥ نيسان ٢٠١٥

 أكد عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح أن "الإحتلال السوري خرج من لبنان لكنه ترك وراءه وصاية لا تقل إجراماً وارهاباً عنه، ترك وراءه من اراد أن يستتبع لبنان وشعبه لإرادة ايران ومرشدها". وقال الجراح خلال احتفال لحزب الوطنيين الأحرار في وادي نهر الكلب الأثري بمناسبة الذكرى العاشرة لإنسحاب الجيش السوري من لبنان ممثلي اصحاب الفخامة: "اصحاب المعالي والسيادة، الصديق والاخ دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الاحرار، اخواني رفاقي الحضور الكرام.. عشرة اعوام مضت على خروج جيش الاحتلال السوري من لبنان، خرج كمن سبقه من احتلالات لكنه ترك وراءه وصاية لا تقل اجراما وارهابا عنه، ترك وراءه من اراد ان يستتبع لبنان وشعبه لارادة ايران ومرشدها، ترك وراءه من ترك قادتنا واحرارنا واستمر بارسال متفجراته مع عملائه من رتبة وزير للاستمرار بلعبة القتل ولعبة الموت والدمار، ارسل متفجراته ليغتال بطاركة ومفتين ونواب واحرار وليشعل فتنة طائفية لان هذا النظام لا يعيش الا على القتل والخراب والدمار". أضاف: "ها هو يقتل شعبه في ابشع مجزرة عرفها التاريخ، لم يوفر طفلا ولا شيخا ولا امرأة الا واستهدفه بسلاحه الكيماوي الذي صنع اصلا لمحاربة العدو الاسرائيلي واسترجاع جولانه المحتل، لكنه بعملاته وخيانته لوطنه وشعبه حوله الى سلاح لقتل اطفال سوريا وتدمير سوريا وتحول الى حارس امين لحدود اسرائيل".

وتابع: "بالامس قُتل رستم غزالة فاستبقت عدالة السماء عدالة المحكمة الدولية، قتل مجرم مميز من فريق ارهاب بشار، مات ميتة مميزة ايضا، ضُرب ضربا مبرحا بالارجل ممن؟ من رؤساءه، من المجرمين كطينته، ضرب بالارجل حتى دخل المستشفى وحُقن بالسمّ ليموت ببطئ وتدفن معه جرائمه خوفا من ان يبوح بها ويفضح نظام بشار الاسد. سبقه الى الموت العديد من المجرمين وسيلحقه اخرون، هذا النظام يأكل بعضه البعض وهذه هي طبيعة انظمة القتل والارهاب والاستبداد، كعصابات المافيا تصفي بعضها البعض، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين". وأردف: "حقا لقد استحق بشار الاسد لقب مجرم العصر وطاغيته، وأنسانا هولاكو وموساليني وتيمورلنك فهنيئا لمحور الممانعة بهذا المجرم الذي هو وصمة عار على جبينه وعنوانا عريضا لممانعته. هذه الممانعة التي استولدت من رحمها داعش والحوثيين والمالكي وحزب الله، تنظيمات خبيثة ارادت ان تصنع الفتنة والفرقة على مساحة الوطن العربي، تدمر مجتمعاتنا وتهيمن على شعوبنا ومقدراتنا، تريد استتباعنا لايران، لكن ارادة الحزم والعزم العربية بقيادة فارس العرب الملك سلمان بن عبد العزيز قالت كفى وها هي تتصدى في اليمن كما في سوريا لهذه التنظيمات كافة لردها الى جحورها والى اوكارها لتأكل نفسها بنفسها كما يحصل في سوريا حيث الانتحار اصبح شائعا والتسميم مستحدث، ولا ندري اي ابتكار تصفية سيبتدع بشار غدا الذي يهيء كل الاسباب اللازمة لاستقباله ضيفا مميزا في محكمة الجنايات الدولية". واستطرد الجراح: "يرسل لنا بشار عملائه ومتفجراته لقتلنا، وترسل لنا المملكة العربية السعودية السلاح لجيشنا اللبناني البطل ليدافع عن وطنه وحدوده وشعبه ويقف سدا منيعا في وجه الارهاب المستولد في اقبية النظام السوري كما واجهه جيشنا الباسل في السابق في مخيم نهر البارد عندما واجه عصابات فتح الاسلام". وأشار الى أن "هذا كله يضعنا امام مسؤولياتنا التاريخية كلبنانيين بعد أن اختبرنا على مدى سنوات طوال حكم عصابة الأسد وتوابعه وملحقاته اللبنانية. مسؤوليتنا ان نتصدى جميعا لهذه الآفة وان ننشئ على مساحة الوطن لا بل على مساحة الوطن العربي حلفا للاعتدال وللمؤمنين بأوطانهم وشعوبهم وللذين يعملون على صون استقلالهم وعلى تقديس حريتهم وسيادتهم . حلفا للذين يرفضون القتل والدمار ، حلفا للذين يحترمون الأديان السماوية . حلفا للذين يقدسون الحياة الانسانية ، يعترفون بالآخر المختلف وحقه في الحياة والوجود والمشاركة . يحافظون على الضعيف ويقفون معه في وجه الظلم . حلفا للذين يرفضون الفراغ في رئاسة الجمهورية ويريدون صون المؤسسات واستمرارها وفعالية عملها لخدمة شعبهم وابنائهم . للذين يريدون لاقتصادنا النمو والازدهار ، للذين يريدون فرص عمل لأبنائنا ، للذين يريدون وقف الهجرة والنزف المتمادي لثروتنا البشرية ، للذين آمنوا بلبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه . حلفا للمؤمنين بوحدتنا الوطنية والشراكة والمحبة ، حلفا للمؤمنين بوحدة لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات ، حلفا للمؤمنين باتفاق الطائف وبالدستور". وشدد على أن "لبنان بحاجة لنا جميعا، لجميع مكوناته الوطنية. نعم نحن بحاجة لأن نعيد الاعتبار للمواطن ، للفرد كقيمة اجتماعية وانسانية فريدة وان نتيح له فرصة العيش بسلام وان نكون مسؤولين عن أمنه واستقراره ورخائه".

أضاف:"ولكي نعيد تكوين اجتماعنا الوطني على اسس وطنية صلبة نقدم فيها المواطنة الصحيحة على الطائفة والمذهب نقدم فيها مصالحنا الوطنية على مصالح الخارج وأن نتخلى عن تبعيتنا للخارج لصالح ولائنا للوطن وجيشه ومؤسساته وان نتمسك أكثر بوحدتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي وأن يكون تنوعنا مصدر غنى وتقدم واجتماع وحوار ومحبة واحترام للآخر المختلف . علينا ان ندرك جميعا ان هذا الخارج دفعنا الى حافة الهاوية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وانقاذ لبنان يحتاج منا جميعا لوقفة وطنية مسؤولة تنقذ لبنان واللبنانيين". وختم الجراح: "في ذكرى خروج المحتل بوركت دماؤك يا ابا بهاء. بوركت دماء شهداء ثورة الأرز. بوركت دماء داني شمعون ورينيه معوض وبشير الجميل. استشهدتم لاجلنا من اجل لبنان وشعبة الأبي. أعطيتمونا مع غبطة البطريرك صفير استقلالا وحرية وتحرير. أعدتم لنا هويتنا الوطنية وأخرجتم سجناء القضية. شكرا لكم وتحية لأبطال سوريا الذين يدكون قصور الاستبداد في دمشق. تحية لشعب سوريا البطل الذي يستكمل ما بدأناه في لبنان من اجل ان نعيش جميعا شعبا عربيا واحدا لا نضمر الا الخير لسوريا ولشعبها البطل ولا يضمر لنا شعب سوريا الا الخير . فلنتخلص جميعا من هذا النظام الاستبدادي ولنقف مع هذا الشعب الأبي البطل لنعيش سويا".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 25/4/2015

السبت 25 نيسان 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

كارثة في نيبال من جراء زلزال قوي، أسقط مباني وأوقع مئات القتلى والجرحى، وأدى الى انهيار جبل في إيفرست.

وفي اليمن، تستمر عاصفة "إعادة الأمل" مفتوحة على اتصالات دولية- عربية، لترجمة قرارات مجلس الامن، وسط انسحاب قطع بحرية اميركية من خليج عدن، عقب انسحاب قطع إيرانية.

وفي سوريا، سقط ستون جنديا من الجيش النظامي في معارك في إدلب. وفي العراق، احتدمت الاشتباكات بين الجيش العراقي وداعش في الأنبار.

الوضع في المنطقة، وكذلك في لبنان، عرضه الرئيس الحريري مع رئيسة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، ومع عدد من المسؤولين في البنتاغون.

وفي غياب التحركات السياسية المحلية، موضوعان حديث الناس:

الأول: وسط بيروت المشلول.

والثاني: قديم جديد، التلوث الناجم عن معمل الكهرباء في الذوق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

تدريجيا، تتظهر النتئاج السلبية في حال عدم انعقاد الجلسة التشريعية. المقاطعون يضعون المجلس على مسار حل السلطة التشريعية، فيطاح بتلك السلطة، كما يطاح في انتخاب رئاسة الجمهورية.

المضاعفات لا تقتصر على شطب السلطة التشريعية فحسب، بل تطال ايضا، كل البنود المطروحة على جدول الاعمال.

لا جلسة يعني: لا تدريب للعسكريين في فرنسا على الأسلحة الجديدة، ويعني ايضا: لا اسلحة سترسل من باريس ضمن الهبة السعودية. لا جلسة يعني: لا ري لبيروت من سد بسري، لانه لن يتم اقرار مشروع قرض من البنك الدولي. لا جلسة تشريعية يعني: لا سلسلة رتب ورواتب ولا سلامة غذائية، فمن يتحمل المسؤولية؟.

مزايدات سياسية، كما قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والمواطنون باتوا يدركون مخاطر عدم تحمل النواب مسؤولياتهم، فلماذا يقبضون رواتبهم، وكيف يدعون تمثيل الشعب؟.

المواطن الكسرواني تصدر الاعتراض على معمل الذوق الحراري، وجر خلفه المنطقة ونوابها وبلدياتها.

الأزمات تتراكم، ولا حل لها الا ببت مشاكلنا الداخلية. العالم مشغول في ميادين سوريا والعراق واليمن وليبيا، في ظل تمدد الارهاب في كل الاتجاهات، فلم يعد مسموحا التلهي في قشور مزايدات لا تغني ولا تسمن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بعد ضياع مآرب العدوان الجوي على اليمن، ضيقت مأرب على أهل العدوان أحلامهم في الميدان. تقدم كبير للجيش والثوار في المحافظة الاستراتيجية، بوجه بقايا هادي والجماعات التكفيرية. انجاز ميداني لم تحد منه محاولات الطائرات السعودية تبديل المعادلات، فأكثرت من صواريخها في تعز، مستهدفة مختلف مرافق الحياة في المدينة بمدنييها من اطفال ونساء، فيما الرجال يتصدون لمحاولة أصدقاء "القاعدة" التقدم الميداني، مستفيدين من احقاد الحلفاء وصواريخهم.

أما اصدقاء اليمن الحقيقيون، فثابروا باستكمال سعيهم الحثيث لرفع الحصار وتزويد السكان ولو بأبسط مقومات الحياة. مقومات الحل السياسي ما زالت مستهدفة بمغامرات الغباء، التي تهدد اليمنيين والسعوديين، وتعطي التكفيريين من "داعش" و"القاعدة" كل دعم ميداني، لن يسلم منه أي من دول المنطقة.

وعلى كل حال، انتهت الجولة الأولى من العدوان، وما الانتقال إلى جولة جديدة سوى دليل على الخسارة الكبيرة، التي لحقت بالمعتدين على اليمن وأهله، بحسب نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم. لكن العدوان مستمر وإن تعددت التسميات، وللمراهنين على العدوان، فلن ينالوا إلا الخيبة والهزيمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

كسروان بأهلها وسكانها قالت كلمتها. انتفضت على الدخان الأسود، بل على السم الأسود المتسرب يوميا من دواخين معمل الزوق، مطالبة المسؤولين أن يكونوا مسؤولين حقا، وان يجدوا حلا للتلوث المميت المتسرب من الدواخين.

وبعد النهار الطويل، الذي بدأ بمؤتمر صحافي، وانتهى بتحرك شعبي، صار السؤال: ماذا بعد؟ هل تستجيب الحكومة لمطالب الناس، وهيئات المجتمع المدني، أم يبقى الاهمال ويتواصل ويستمر استهداف الناس في صحتهم ووجودهم وحياتهم؟

كسروان قالت كلمتها اليوم، فهل تقول الحكومة كلمتها غدا، وتنهي مشكلة مزمنة تولد أمراضا مزمنة لا تنتهي؟.

حدوديا، حدثان بارزان، الأول: غارات اسرائيلية على مواقع للنظام السوري و"حزب الله" ليلا في منطقة القلمون. أما الحدث الثاني: فاستهداف الجيش اللبناني تحركات وتجمعات للمسلحين على السلسلة الشرقية في جرود عرسال.

سياسيا، بدأ البطريرك الماروني زيارة إلى فرنسا، تتوج بلقاء الرئيس الفرنسي، وعلم ان الراعي سيسلم هولاند مذكرة، يشكل الملف الرئاسي أبرز بنودها.

في سوريا، قوات النظام فقدت سيطرتها نهائيا على جسر الشغور، مع ما يرتبه هذا الأمر من تداعيات استراتيجية خطرة على النظام، وخصوصا انه يفتح طريق اللاذقية أمام المعارضة، معقل الرئيس السوري، ومعظم أركان النظام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كان صعودها سريعا لكن سقوطها كان مريعا. لم يكن مقدرا ل"عاصفة الحزم" الاستمرار، بعد تخاذل باكستان وتراجع تركيا وإحجام مصر. لم يكن مقدرا للحملة على اليمن أن يكتب لها النجاح، والمايسترو الأميركي يكتفي بالتفرج على السعودية تنزلق نحو المأزق، في وقت يمد يده لايران لتثبيت مكانتها التي لم تفقدها رغم سياسات الحصار والاحتواء والعقوبات المفروضة عليها منذ 36 عاما.

العاصفة انتهت، لكن الهدوء لم يعقبها، بل المزيد من الانقسام والشقاق في العالمين العربي والاسلامي. السعودية تقول انها انتصرت، و"أنصار الله" يقولون إنها انكسرت. تماما مثلما حصل في لبنان، بعد عدوان تموز. أعداء "حزب الله" وخصومه في الداخل، قالوا إنه خسر، واسرائيل أقرت له بالانتصار. لكن النتيجة كانت سياسية بامتياز، من القرار 1701 في لبنان إلى القرار 2216 في اليمن. حرب على الأرض، وتسوية تحت الطاولة، وتحديدا تحت مظلة الاتفاق النووي، الذي سينتج تسوية طال انتظارها في المنطقة الموزعة بين حقول القتل وأنهار الدماء، ودعاة الفتنة وحملة السكاكين.

وفي الداخل، يحاولون إلهاء اللبنانيين باليمن وسوريا وكل حروب المنطقة، بينما المافيا صنع في لبنان، تجني الملايين من قانون السير الجديد، وتوزيع النفايات وفق فيدرالية المناطق، وطمر الحوض الرابع مراضاة لبعض الطوائف، واجراء التعيينات مراعاة لبعضها الآخر.

في هذا الوقت، يتحضر تكتل "التغيير والاصلاح"، لنقل المواجهة في موضوع التعيينات إلى مستويات تتلاءم مع طبيعة نتائج الاتصالات في الأسابيع القليلة المقبلة، ومقاطعة جلسات تشريع الضرورة حلقة في سلسلة.

ويسعى سعد الحريري لسد الثغر والفجوات داخل بيت "المستقبل"، بعد الحملات الممنهجة على نهاد المشنوق، على خلفية مقتل الارهابي اسامة منصور، وقمع شغب الاسلاميين في رومية، ما دفع بأبو العبد كبارة اليوم، إلى رمي القفازات في وجه تيار "المستقبل"، قائلا: أنا قبلكم في طرابلس ولست بحاجة لكم.

لكن بعيدا من لبنان، وفي المملكة العالية النيبال، زلزال يوقع آلاف الضحايا والجرحى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

السادس والعشرون من نيسان من العام 2005، الذي يصادف غدا، لم يكن يوما عاديا في تاريخ لبنان المعاصر، انه يوم الولادة المتجددة لوطن رزح تحت نير احتلال سوري، دام ثلاثين عاما، مع ما رافقه من تنكيل وممارسات قمعية.

الاعلان عن بشرى نهاية الاحتلال السوري، سبقها مسار من النضال السياسي، توجته معمودية خضبتها دماء شهداء "ثورة الأرز"، وفي طليعتهم، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي اغتالته يد الاجرام، ومؤامرات النظام الأمني اللبناني السوري.

هذا النظام، الذي فقد بالأمس عموده الفقري، المتمثل بآخر رئيس لجهاز الأمن والاستطلاع السوري في لبنان رستم غزالة.

وبسقوط غزالة على يد نظام وحشي يأكل أبناءه، دلائل أولها: ان نهاية نظام الأسد التي اقتربت بفعل ثورة الشعب السوري المستمرة، تترافق مع أعمال تصفية يمارسها حاكم ما تبقى من النظام السوري، للتخلص من الشهود بالجرائم، التي ارتكبت بلبنان، وبحق الشعب السوري، وفق ما اكد النائب وليد جنبلاط، الذي لفت في الوقت نفسه، الى أن المحكمة الدولية، لا تزال بانتظار رأس النظام.

وعشية ذكرى خروج الجيش السوري، فإن الوقفة المتمثلة ب"عاصفة الحزم"، رفضا للتدخل الايراني الساعي إلى زرع الفتنة والشقاق، لا تزال تتردد في لبنان، وعلى امتداد العالم العربي.

وفي هذا السياق، رأى السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، ان علاقة المملكة بالشعب اللبناني، أقوى من المواقف والخطابات، التي تحرض وتوتر وتسعى إلى إيقاظ الفتنة، في وقت كان الرئيس سعد الحريري يواصل لقاءاته مع كبار المسؤولين الأميركيين، مشددا على دعم المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان، مؤكدا ان الجيش اللبناني ليس "حزب الله".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

الكوارث تتنوع، من النيبال إلى نادر الغزال. لا جسر عبور بين الخبرين، ولا بين جسر الشغور، الذي أصبح شاغرا من جنود النظام.

فبين الهند والصين وعند جبال الهملايا، كان الزلزال المدمر، الذي تطاول على قمة ايفرست، وأوقع من أعلى رأسها ضحايا، وجبال ثلوج، وترك في النبيال ما يزيد على ألف ومئة وثلاثين قتيلا. وعلى سبع درجات وأكثر، كانت المباني تتمايل على رقص ريختر، وما لم يقع، تضرر أضرارا جسيمة في العاصمة كاتمندو، وبطرفة عين سحرت بلاد السحرة، أرض الخرافات، وموئل الطبيعة البكر.

لا ترابط بين النيبال وطرابلس اللبنانية. لكن أرض مدينة الفيحاء، كادت تهتز أيضا بفعل استقالة رئيس بلدية. فنادر لم يستطع أن يكون غزالا، في أرض سعد الحريري الانتخابية. ظل عاطلا من البلدية خمس سنوات، إلى حين إرغامه على تقديم كتاب الاستقالة، فكان ما أراده زعيم تيار "المستقبل"، الذي سيرتب أوضاع البلدية وملياراتها المتجمعة في صندوقها. مليارات دفعت الحريري الى استدعاء الغزال، إلى المملكة العربية السعودية، لإبلاغة قرار الاستغناء عن خدماته البلدية.

لكن، هل ترمم هذه المليارات علاقة "المستقبل" بأهل "المستقبل" في الشمال؟ فالحروب باتت على أكثر من جبهة. أشرف ريفي يطلق شرارات نسائية ضد وزير الداخلية، يعاونه في معركته "جغل" الشمال مصباح الاحدب، ونبي "المستقبل" العثماني الجد خالد الضاهر، ولا ننسى حرب أبو العبد كبارة، على المشنوق عندما قال له "جحا شاطر على أهل بيتو".

معارك "المستقبل" الصغيرة في الشمال، تتفوق عليها الحروب الطائفية، على مستوى لبنان دائرة واحدة. والتلوث الطائفي خرج اليوم، من داخون معمل الزوق، فلدى التجمع الكسرواني للاحتجاج على الأضرار البيئية للمعمل، طالب النائب نعمة الله أبي نصر باسم الحاضرين، بنقل المصنع، شرط أن يبقى ضمن المناطق المسيحية.

قبله، خرجت أصوات تعطي الحوض الرابع في مرفأ بيروت، حصانة مسيحية، وبالتزامن أقام الإسلاميون الدنيا، على تعيين مسيحي في كلية إدارة الأعمال في طرابلس. أوقفوا التدريس في الجامعة شهرين، ورفضوا مديرين مسيحيين، لأن الطائفية غلبت الكفاءة.

وحده النائب وليد جنبلاط، ترك حصته في التعيين الطائفي، داخل مجلس الوزراء، لدى ولادة لجنة مشروع المنطقة الخاصة، في مدينة طرابلس، ولزاما أصبح لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري الأسباب الموجبة لحل المجلس، والشروع في انتخابات على أساس النسبية للاتيان بطبقة منزوعة عنها اللوثة الطائفية، ودفن هذا الجيل السياسي الحاكم، بموجب لغة سوداء تتوزع الوطن قطاعات إسلامية- مسيحية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 25 نيسان 2015

السبت 25 نيسان 2015

النهار

شوهدت سيارات من دون لوحات تسير في شوارع بيروتية رغم بدء تطبيق قانون السير.

ينقل قريبون من الرئيس ميشال سليمان قوله "إن جهات تعمل على إفشال لقاء الجمهورية الذي أطلقه".

شكا وزير بعد تناول الغداء مع مسؤول حزبي من تلبّك في المعدة.

وزير حزبي عاد عن قراره بإعفاء شخص من مهمته، يتخوّف من "عقاب" مسؤول الحزب الذي عيّنه وزيراً.

سرَت شائعات عن أن رستم غزالي باع أسراره في ملف اغتيال الحريري إلى جهة خارجية فاستحق الموت.

السفير

رفضت سفارة دولة خليجية في بيروت منح تأشيرات دخول لنحو عشرين لبنانيا من فئة معينة لديهم عقود عمل مع مؤسسة سياحية في تلك الدولة، فيما منحتها لآخرين من فئات أخرى.

تردد أن نقاشاً حاداً حصل خلال لقاء عقد مؤخرا بين شخصية غير مدنية ومرجع روحي.

سعى مسؤول عربي الى التوسط مع مرجع امني لبناني لوقف ملاحقة رجل اعمال غير لبناني بجرم تزوير وثيقة رسمية.

المستقبل

يقال

إن وزير المال علي حسن خليل أبلغ مؤخراً الرئيس فؤاد السنيورة أنه اكتشف بعد كل الدراسات التي قام بها أن الطريقة التي اتبعها للصرف من خارج الموازنة خلال رئاسته الحكومة هي الأنسب ولا مفرّ من اتباعها.

اللواء

رفضت أكثرية الوزراء الموافقة على إسم مرشّح لخلافة محافظ جبل لبنان الحالي، الذي انتقل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وتمّ التوافق على إبقاء المحافظ في منصبه بالوكالة!

تبنّى وزير كاثوليكي ترشيح أستاذ جامعي لرئاسة إدارة مؤسسة إعلامية نكاية بالرئيس الحالي للمؤسسة!

كشف مصدر على اطلاع على أجواء مرجع روحي كبير أن في جعبته فقط ثلاثة أسماء للرئاسة، بينهم سياسي واحد، وإثنان من كبار موظفي الفئة الأولى..

الجمهورية

توقعت أوساط متابعة إطلالة لأمين عام حزب سياسي من أجل أن يتحدّث عن "إعادة الأمل" بعد انتهاء "عاصفة الحزم.

أكدت أوساط ديبلوماسية عربية أنّ العودة الى الوراء في اليمن غير واردة، وأنّ الرعاية للوضع الجديد ستبقى قائمة لحين التأكد من عدم قدرة الحوثيّين على قلب الأوضاع مجدداً.

أكد نائب أنّ تيّاره لن يقع في فخ الاستدراج عبر سياسة "الإحراج للإخراج" من الحكومة والحوار، وبالتالي سيستمر رغم كل شيء

البناء

تعليقاً على إعلان السعودية انتهاء "عاصفة الحزم" بعد تحقيق أهدافها في اليمن، أشار خبير استراتيجي إلى أنّ تاريخ الحروب في العالم لا يذكر أنّ أيّ جيش، مهما كان متفوّقاً في القدرات والإمكانيات والأسلحة، استطاع التغلّب على حركة مقاومة مسلحة مؤمنة بحقها في الدفاع عن أرضها وشعبها وسيادة وطنها واستقلاله… والأمثلة على ذلك كثيرة جداً منذ ما قبل فيتنام إلى ما بعدها في فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن….

 

 أهالي كسروان تحركوا ضد معمل الزوق الحراري وأمهلوا الدولة 15 يوما لرفع الضرر

السبت 25 نيسان 2015

وطنية - جونيه - نظم أهالي منطقة كسروان بعد ظهر اليوم، مسيرة سلمية احتجاجا على الأضرار التي يسببها معمل الزوق الحراري لإنتاج الطاقة الكهربائية، وأمهلوا المسؤولين "15 يوما لرفع الضرر عنهم"، مهددين ب"اتخاذ خطوات تصعيدية في حال عدم التجاوب معهم".

ورافق المسيرة، قطع الطريق الرئيسية في الزوق لمدة 10 دقائق، ردد خلالها المتظاهرون هتافات تدعو الى نقل معمل الزوق الى مكان آخر، كما رفعوا لافتات منددة به. وكان التحرك الشعبي، قد بدأ بمؤتمر صحافي، عقده رئيس اتحاد بلديات كسروان- الفتوح، رئيس بلدية زوق مكايل المحامي نهاد نوفل، عرض خلاله "المخاطر الناجمة عن استمرار انبعاث الدخان من دواخن المعمل، وما تسببه من أمراض سرطانية وربو". وحضر المؤتمر وزير العمل سجعان قزي ونواب كسروان: نعمة الله أبي نصر، يوسف خليل، الدكتور إلياس فريد الخازن، جيلبرت زوين والنائب سامي الجميل، النائب السابق منصور البون، نقيب الأطباء البروفسور أنطوان بستاني، المطرانان نبيل عنداري وبولس روحانا، إضافة الى ممثلي نقابات وأحزاب وهيئات اقتصادية واجتماعية وتربوية ورؤساء جامعات ورؤساء وأعضاء البلديات والمخاتير في كسروان وكهنة الرعايا.

نوفل

في البداية، عرض نوفل تاريخ إنشاء معمل الزوق في العام 1956، في عهد الرئيس كميل شمعون، وقال: "كان بخاريا، ثم تحول في سنة 1983 الى معمل يعمل على الفيول، ويبث مواد خطيرة وسامة، ثم تم تكبير محطات التوليد رغم اعتراض البلدية واتحاد البلديات".

وتحدث عن "الأمراض التي يسببها المعمل، ولا سيما الأمراض السرطانية، حيث سجل خلال 3 سنوات حوالي 80 إصابة، وأمراض الربو والحساسية والأمراض الجلدية". وطالب ب"إعلان حالة طوارئ بيئية ووطنية لوقف مجزرة الزوق، والأمر الفوري بوقف اعمال توسيع معمل الزوق، مقدمة لمعالجة الأمر قانونيا وصحيا ووطنيا، والبدء فورا بمراقبة استيراد الفيول أويل وفق القرار الحكومي الصادر سنة 1996، لتجديد نسبة كبريته بسقف 1%، وتشغيل محركات الاحتراق بشكل دائم، وتركيب مصاف على الدواخين".

ودعا إلى "المباشرة الفورية، وفي أول جلسة لمجلس الوزراء، بتبني أحد الخيارات الآتية: إما نقل معمل الزوق كليا من مكانه، لأنه أصبح مصدرا للقتل الجماعي، وإما المباشرة الفورية في تنفيذ مشروع وضع فيلترات واقية 100% على دواخين معمل الزوق، وتأسيس معمل إنتاج كهربائي جديد على الغاز، عوضا عن معمل الزوق الحالي". واعتبر أن "أي تقاعس من قادة البلاد الممثلين في السلطتين التشريعية والتنفيذية، يعتبر بمثابة الخيانة الوطنية، التي يحاكم عليها القانون، وتحت شعارنا المعروف: لا للسياسة نعم للانماء. لا للسياسة نعم للحياة. لا للسياسة نعم لحقوق الإنسان ببيئة نظيفة". وختم "سيبقى مجلس اتحاد بلديات كسروان- الفتوح وبلدية زوق مكايل منعقدين لمتابعة التطورات، واتخاذ القرارات اللازمة لوقف مجزرة العصر، وإن اقتضى مواصلة التحرك بالتصعيد التدريجي".

وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي، توجه رؤساء البلديات والمشاركون والأهالي الى معمل الزوق، حيث قطعوا الأوتوستراد بالاتجاهين لمدة 10 دقائق، بدلا من نصف ساعة، كما كان مقررا، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، نفذتها القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي.

وحاول فريق من الأهالي الدخول الى المعمل، الذي كان مقفلا بالكامل، وفي غياب أي مسؤول عن مؤسسة كهرباء لبنان، إلا أن منظمي المسيرة اكتفوا بالتجمع أمامه، حيث انضم عدد من السياسيين الى رؤساء البلديات والمخاتير. وبعد 10 دقائق، ألقى رئيس بلدية الزوق المحامي نهاد نوفل مداخلة كلمة شكر فيها المتظاهرين على "مشاركتهم في المسيرة السلمية"، مذكرا ب"المهلة التي أعطاها لحل الأزمة الناتجة عن أعمال معمل الزوق وهي 15 يوما". وقال "في المرة المقبلة سنواصل التحرك قرب معمل الزوق، ولو أحضروا قوى الأمن الداخلي، لأن قوة الشعب أكبر بكثير من أي قوة أخرى، وهي التي تحقق المطالب التي رفعها الأهالي". ثم غادر المتظاهرون ورؤساء البلديات المنطقة، وعادت الأمور الى طبيعتها.

أفرام

وعلق رئيس جمعية الصناعيين السابق المهندس نعمت أفرام على احتجاج الأهالي ضد معمل الزوق وتجمعهم في محيطه، لافتا الى "الأخطار التي تسببها دواخين معمل الزوق". وقال: "على رغم الاجراءات التقنية التي اتخذتها مؤسسة كهرباء لبنان، فإن الضرر لا يزال قائما، وإن بنسبة أقل مما كانت عليها قبل سنين". واعتبر أن "هذه الإجراءات غير كافية، لأن المعمل ينتج في قلب مدينة، من دون مواصفات خاصة، لا سيما منها تغيير نوع الفيول أويل المستخدم. إذ إن هناك كميات من الفيول أويل افضل من المستعمل حاليا، كذلك لا بد من استمرار فحص الددخان المتصاعد من الدواخين، ومدى المواد المضرة فيها". وختم قائلا: "إن اتصالات تجري على أكثر من خط، من أجل إيجاد الحلول للحد من أضرار معمل الزوق"، مؤكدا أن " مراجل معمل الزوق يجب أن تحرق نوعية أفضل من الفيول اويل، وهذا يقلل فورا من الضرر، إضافة الى تركيب فيلترات متطورة للتخفيف من مضار الانبعاث الصادر عن الدواخين. ومثل هذه الإجراءات تكفي، عوضا عن المطالبة بنقل معمل الزوق الى مكان آخر".

 

غارات إسرائيلية تستهدف ميلشيا حزب الله والنظام بالقلمون

دبي - قناة العربية/علمت "العربية" أن إسرائيل شنت سلسلة غارات على منطقة القلمون في سوريا، واستهدفت الغارات قوات سورية وقوات لحزب الله اللبناني. وجاءت الغارة الأخيرة، أمس الجمعة، وطالت مخازن صواريخ سكود في لواءي 155 و165.

وكان سبقتها غارتان، الأربعاء الماضي، استهدفتا قافلة سلاح لحزب الله. وقالت المصادر إنه سقط قتيل على الأقل بمنطقة القلمون. يذكر أن منطقة القلمون تعد مسلك تهريب أسلحة لحزب الله.

 

فرنسا: مسيحيو الشرق يتعرضون للاقتلاع

باريس – ا ف ب: أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن مسيحيي الشرق “يتعرضون للاقتلاع”, داعياً إلى وضع “حد لعملية القضاء عليهم” من قبل تنظيم “داعش” في العراق وسورية خصوصاً. وقال خلال احياء الذكرى المئوية للإبادة الارمنية في باريس, مساء أول من أمس, “يجب تسمية الأشياء بأسمائها وتوضيح الحقيقة: مسيحيو الشرق, وهذه حالة أقليات أخرى أيضاً, يتعرضون للاقتلاع في هذه المنطقة من خلال هذا الإرهاب المرعب”. واضاف ان “مصيرهم بحثه مجلس الامن الدولي للمرة الاولى قبل اسابيع بمبادرة من فرنسا. يجب علينا وضع حد لعملية القضاء عليهم التي تقوم بها داعش”. وأكد فالس أن عدم “نسيان عمليات الابادة يعني أيضاً القيام بكل ما يجب لنتجنبها فيما ما يزال ذلك متاحاً”, مشيراً الى “ضرورة اليقظة الشديدة حيال الأرمن في سورية. مرة اخرى يتعرض أرمن للاضطهاد لمجرد انهم أرمن. غض النظر يعني أننا مذنبون”. وفر نحو 300 ألف مسيحي من سورية منذ اندلاع النزاع العام 2011 في حين لم يبق في العراق سوى 400 ألف مقارنة ب¯1,4 مليون في 1987 .

 

الراعي أطلق نداء من الأونيسكو في باريس: على المجتمع الدولي اتخاذ التدابير الكفيلة بحماية الشرق والوجود المسيحي فيه

السبت 25 نيسان 2015 /وطنية - باريس - زار البطريرك الماروني الكاردينا مار بشارة بطرس الراعي، اليوم، مقر منظمة الأونيسكو في باريس، في إطار سلسلة من الإحتفاليات لمناسبة مرور سبعين عاما على إنشاء المنظمة التابعة للأمم المتحدة. وتأتي زيارته "واسطة العقد بين رئيس وزراء الهند السيد نارنداي مودي والأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون"، بحسب المكتب الاعلامي للراعي. وقد إلتقى الراعي والوفد المرافق من المطارنة، المديرة العامة للأونيسكو إيرينا بوكوفا، في حضور المندوب الدائم للبنان لدى منظمة الأونيسكو خليل كرم، وتم خلال اللقاء التطرق الى العديد من المسائل التي تشغل لبنان والمنطقة، ولاسيما الحوار بين الأديان والتراث المهدد بالخطر، واللاجئين السوريين المتدفقين الى لبنان، وموضوع مسيحيي الشرق المهددين. وقد أثنى الراعي على جهود بوكوفا في مجال التربية، وما تقوم به المنظمة لإحتواء الطلبة النازحين، والتدابير والإجراءات المتخذة لحماية المواقع الأثرية في مناطق النزاع الشرق أوسطية. ثم إنتقل الراعي والوفد المرافق الى قاعة المجلس التنفيذي للأونيسكو، حيث استقبله المندوب الدائم لمصر لدى الأونيسكو السفير سامح عمر، بكلمة ترحيب، تبعتها كلمة للسفير كرم شدد فيها "على أهمية دور الأونيسكو والضرورة الملحة للتوقف عند مسألة الشرق الأوسط، ودور المسيحيين فيها". ثم ألقت بوكوفا كلمة نوهت فيها بالبطريرك الماروني الذي سبق له وأن زار المنظمة منذ سنتين، وبدوره ودور بطريركية لبنان وسائر المشرق. ختاما ألقى الراعي محاضرة بعنوان "وضع المسيحيين في الشرق الأوسط ودورهم في ثقافة السلام"، شدد فيها على "على الدور الرئيسي والأساسي لمسيحيي الشرق في دعم ثقافة السلام"، معتبرا ان "وجودهم التاريخي والمتجذر في الشرق منذ ما يزيد عن ألفي سنة، وجود جوهري في إحلال السلم ونشر ثقافة السلام". وأطلق نداء مدويا دعا فيه "المجتمع الدولي إلى اتخاذ كل التدابير الكفيلة بحماية هذا الشرق وهذا الوجود".

وقد حضر للمناسبة ممثل وزير الخارجية الفرنسي رئيس دائرة الأديان جان كريستوف بوسال، وعدد كبير من السفراء المعتمدين لدى الأونيسكو، ممثل الرئيس السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس العميد وليم مجلي، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الوزيران السابقان سليم الصايغ وابراهيم الضاهر، أعضاء المؤسسة المارونية للانتشار: روز الشويري، هيام البستاني، ريتا غصن، جوزيف فغالي، انطوان واكيم، شارل حاج، أمل أبو زيد وفادي رومانوس، حشد من الشخصيات ولفيف من ممثلي الهيئات الإجتماعية اللبنانية في فرنسا. بعد ذلك أقام السفير كرم حفل استقبال في مطعم الأونيسكو على شرف الراعي والوفد المرافق.

 

وزير الداخلية عرض مع وزير الهجرة الكندي موضوع استيعاب عدد من النازحين السوريين

السبت 25 نيسان 2015 /وطنية - عرض وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع وزير المواطنية والهجرة الكندي كريس الكسندر، ترافقه سفيرة كندا في لبنان ميشيل كاميرون، للعلاقات اللبنانية الكندية ولاوضاع النازحين السوريين التي تنوي كندا استيعابهم على اراضيها.

وقال الوزير الكندي الكسندر: "انها المرة الاولى التي ازور بها لبنان في مهمة اساسية تتعلق بموضوع استيعاب عدد من النازحين السوريين الموجودين في لبنان، نحن اجرينا التنسيق مع المنظمات الدولية والمؤسسات المعنية بهذا الملف، والنظر بأم العين على هذه العملية مع هذه المنظمات والمؤسسات التي ابدت تجاوبا كاملا منذ بدء الازمة السورية، ونحن هنا لتكثيف الجهود والاشراف على دعم هذا العمل الانساني لمتابعة في استيعاب كندا لعشرة الاف نازح سوري من لبنان الذين بدأوا بالوصول الى كندا كمرحلة اولى، حيث تستكمل مستنداتهم القانونية على ان يستتبع هذا العمل بذات النمط ليصل العدد الى مئة الف في المراحل اللاحقة" . اضاف: "لقد اجرينا جولة افق حول الاوضاع في سوريا والعراق، وامكانية التعاون لمكافحة الارهاب المتمثل بداعش والحد من اجرامه، ولمواكبة المنظمة الدولية وحلفائنا في المنطقة في ايجاد حل سياسي دائم، بما يعني ان يبقى السوريون في ارضهم ولا يعودوا بحاجة الى قطع الحدود والى خسارة اشغالهم وبيوتهم وحياتهم في بلد كسوريا. ويجب استكمال الحوار بين السوريين لايجاد الحل السلمي، ان كان في واشنطن، او هنا في لبنان، بالتعاون مع شركائنا الاوروبيين وشركائنا العرب للوصول الى الحل السياسي في اقرب وقت ممكن" . وفي نهاية اللقاء، قدم الوزير المشنوق للوزير الكندي هدية رمزية كناية عن درع مرسوم عليه العلم اللبناني واسماء رجال الاستقلال، وبادله الوزير الكندي بهدية مماثلة.

 

أبو جمرا: بقاء لبنان اكيد ولا خوف عليه

السبت 25 نيسان 2015 /وطنية - اعتبر رئيس "التيار المستقل" اللواء عصام ابو جمرة، في بيان، أن "أحداث نيسان ليست كذبة، فبتاريخ 13 نيسان 1975 اندلعت حرب لبنان الاهلية التي سميت حرب الاخرين على ارض لبنان، وفي الرابع والعشرين منه ذكرى مرور مئة عام على ابادة الارمن في ارمينيا، وفي السادس والعشرين من هذا الشهر ايضا عام 2005 انتهى الاحتلال السوري للبنان بانسحاب جيشه بعد 29 سنة من الاحتلال باشكال واسماء مختلفة، وذلك تنفيذا لقرار مجلس الامن رقم 1559. وكانت التكاليف باهظة من الشهداء اللبنانيين الابطال، حوالى 200 الف شهيد منهم رؤساء جمهورية ورؤساء حكومة وزراء ونواب وغيرهم من القادة السياسيين والمواطنين من مختلف الفئات والمذاهب، وكان الدمار هائلا في المباني والبنى التحتية اضافة الى تهجير وهجرة الالاف من شباب لبنان".

ورأى "ان تاريخ لبنان منذ الاستقلال وقبله وبعده وبعد الانسحاب السوري منه مليء بالشهداء، فبعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وبعد ثورة 14 آذار الشعبية وانسحاب السوريين من لبنان، عاد الاجرام الى الساحة اللبنانية واستشهد خيرة من القادة السياسيين ومجموعات من المواطنين بتفجيرات مجرمة، ورغم كل هذا، عدنا جميعا من المنفى ومن بلاد الاغتراب الى لبنان عبر مطار بيروت، لان لبنان ما زال الافضل امنا واستقرارا في المنطقة، ولان الظالم يبلى بالظلم، فما جرى ويجري في سوريا من قتل وتدمير وتهجير ابشع واكثر الما، نأمل ان يتوقف ويهدأ الحال فيها فيعود النازحون الى بلدهم ويصبح هذا الامل واقعا باقرب وقت لمصلحة هذا الشعب السوري الشقيق ومصلحة جاره لبنان". وختم: "لكل هذا، ان بقاء لبنان اكيد ولا خوف عليه. فالارض غالية والشعب اغلى واثمن وسيبقى وان اختلفت الانتماءات وتعددت المذاهب".

 

 حرب: مع تعيين قائد جديد للجيش شرط أن يسبق التعيين انتخاب رئيس ومع التشريع في حدود ضيقة لمنع انهيار البلد

السبت 25 نيسان 2015 /وطنية - سأل وزير الإتصالات بطرس حرب، في حديث إلى إذاعة "الشرق"، "لماذا التقصير والسكوت المطبق من قبل الرأي العام على مسألة الشغور في رئاسة الجمهورية وعدم التحرك في مواجهة مقاطعي جلسات انتخاب الرئيس، فيما كان هذا الرأي العام ناشطا في ما خص قضايا أخرى ومنها مواجهة التمديد لمجلس النواب"؟ وقال: "لا أستغرب ضياع الرأي العام بسبب ما يحدث في البلاد وما تشهده هذه الأيام لم يسبق أن شهدته: فالدولة غير موجودة، والبلد بلا رئيس، الحكومة تحاول تسيير أمور الناس بالممكن، إنه شيء يدعو للحيرة". أضاف: "كلما واجه لبنان محنة كالتي نمر بها اليوم، يكون العماد ميشال عون بطلها. ففي ال1988 حدث شغور رئاسي وعطل العماد عون الأمر وانتهت المسألة بحرب مدمرة، وفي ال2008 حدث الأمر ذاته واليوم يتكرر السيناريو ذاته وهو يمثل الرغبة بالإستئثار بالسلطة". وتابع: "يجب أن نعترف بصوت عال أنه لولا وجود قرار دولي إيجابي بعدم السماح لانفجار في لبنان، وفي ظل الفراغ في كادر رئاسة الجمهورية والظروف الملتهبة في دول الجوار، ماذا كان حصل عندنا؟ ومن كان سيستطيع ضبط الوضع؟ لقد كان لبنان أول دولة في محيطه تعتمد النظام الديمقراطي، فإذ بالمنطقة كلها تشتعل ثورات على حكامها مطالبة بالديمقراطية والعدالة، فيما يتنازل اللبنانيون عن صلاحياتهم ويضرب بعضهم نظامهم من خلال تحويل انتخابات رئاسة الجمهورية إلى فرض شخص معين، وهذا ما يدعوني الى الإستهجان والسؤال عن دور المجتمع المدني الذي به أثق". وردا على سؤال حول التعيينات الأمنية، أجاب: "الطريقة التي اعتمدها العماد ميشال عون في ما خص رئاسة الجمهورية تحمل على الإعتقاد أنه من غير المستبعد أن يذهب في موضوع قيادة الجيش والتعيينات العسكرية إلى حدود أبعد. أنا مع تعيين قائد جديد للجيش، شرط أن يسبق التعيين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فالعرف هو أن يعين رئيس الجمهورية قائد الجيش، وإذا كان أن رأي الرئيس المسيحي لم يعد ضروريا بقائد الجيش المسيحي فنحن أمام كارثة للمسيحيين ولدور المسيحيين. وبالمناسبة، فإن عون يهمه أن يعين صهره العميد شامل روكز قائدا للجيش، والعميد روكز هو فعلا من أهم الضباط ويستحق أن يكون قائدا للجيش وأنا أؤيد وصوله إلى هذا المنصب، لكن مشكلة روكز هي العماد ميشال عون. من هنا أتوجه إلى العماد عون لأقول له: إذا كنت تريد العميد شامل روكز قائدا للجيش، فأنا سأحمل راية شامل روكز بشرط أن تتفضل إلى ساحة النجمة مع نوابك لإكمال نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم يعين العميد روكز قائدا للجيش بوجود رئيس الجمهورية المسيحي".

الخليوي

وردا على سؤال حول قطاع الخليوي ومسألة انتهاء عقدي تشغيل شركتي ألفا وتاتش، قال: "الإتصالات عالم متطور ومتحرك بسرعة، وأنا بذلت ولا زلت أبذل جهودا كبيرة للإرتقاء به إلى الأمام وتطوير الإتصالات في لبنان. لكني وللأسف، موضع مطاردة واضطهاد من أخصام سياسيين يتربصون بي لإفشالي، علهم يظهرون بذلك أنهم لم يفشلوا في زمنهم وعملوا العجايب. العقود انتهت منذ ثمانية أشهر، وقد تقدمت إلى مجلس الوزراء بدفتر شروط لإجراء مناقصة عالمية لتشغيل القطاع، جوبه برفض من وزراء التيار الوطني وحليفه الوزير محمد فنيش، لأن لدى التيار تصميما على إبقاء الوضع على ما هو عليه. جرى تشكيل لجنة وزارية من رئيس الحكومة ومني ومن الوزير باسيل وفنيش لكن الأمور معقدة، تتحلحل بعض النقاط ويجري اختلاق نقاط أخرى تعيد الأمور إلى التعقيد. فباسيل يعترض على دفتر شروط المناقصة الذي تقدمت به، وهو نفسه من وضع هذا الدفتر سنة 2009، مع تعديل بسيط جدا في موضوع عدد الخطوط، وعندما واجهته بالحقيقة أجاب: كنت موافقا عليه والآن غيرت رأيي. القضية فيها كيدية ونكايات شخصية كي لا أتمكن من النجاح حيث أخفق وزراء التيار الثلاثة في الوزارة ذاتها. وفي 30 نيسان تنتهي مهلة التشغيل أمام شركتي زين وأوراسكوم لشركتي تاتش وألفا، ونحن على موعد في 29 نيسان لاجتماع اللجنة الوزارية مجددا، إن توصلنا إلى حل، كان به، وإلا فسأدرس الخيارات التي يجيزها لي القانون وسأتصرف وسأقوم بواجبي لوقف المزيد من انهيار القطاع، ولا أقبل بأن ينهار القطاع".

أضاف: "كل وزراء الإتصالات المتعاقبين قاموا بتحضير المناقصات الفنية من دون العودة إلى إدارة المناقصات، وأنا تقدمت بالمناقصة إلى مجلس الوزراء مباشرة، معتمدا الأسلوب ذاته، لكن الوزيرين باسيل وفنيش، بعدما تعذر عليهما إيجاد سبب لوقف دفتر الشروط والمناقصة، طالبا بضرورة جعل المناقصة عن طريق إدارة المناقصات، علما أن هذه الإدارة تحتاج لكادر من الموظفين لأن عدد العاملين فيها غير كاف، ومناقصة من هذا النوع والحجم تتطلب جهازا آخر، هذا ورفض الوزيران المذكوران جوابي بإشراك موظف كبير من إدارة المناقصات مع قاض للاشراف على المناقصة. وبكل أسف أقول، هذا ناجم من تداعيات الشغور في رئاسة الجمهورية، إذا كان الأمر يتم بالتوافق أو ينتهي بالتصويت، أما اليوم فمعارضة وزير واحد لأي مشروع تسقط المشروع. من هنا حاجتنا للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية. إنهم ينقلون ممارستهم والمشاكل إلى مجلس الوزراء".

تشريع الضرورة

وحول موضوع تشريع الضرورة والموازنة، قال حرب: "على المجلس الإجتماع فورا لانتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الشغور الذي يهدد إدارات أخرى. ولقد كنت أنا الذي طالب بعقد جلسة لبحث الموازنة إذ أنه لا يجوز أن تخفق الحكومة في إنجاز الموازنة. وجاء طرح السلسلة التي يدرسها مجلس النواب، فكنا أمام وجهتي نظر، الأولى تقول بأنه علينا حمل 1800 مليار، والثانية 2100 أو 2200 مليار مع إضافات للعسكريين والأساتذة، ولم يتفق أصحاب الوجهتين ولم تسمح المناقشة بالوصول إلى نتيجة. واقترحت بإدخال ال850 مليارا (غلاء معيشة) في الموازنة لأن الحكومة تسددها من دون مداخيل، فقلت لم لا ندخلها طالما أن وزير المالية يطرح إيرادات ب900 مليار تغطيها. على كل حال، ما الجدوى من دمج السلسلة بالموازنة، فحين نرسل الموازنة إلى مجلس النواب ستنفجر وقد نخسر السلسلة والموازنة معا".

أضاف: "الموازنة هي خطة الحكومة في الإنفاق ولمعالجة الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والمالية، وحين تغيب الموازنة تصبح الحكومة تصرف الأموال بفوضى وعشوائية وتنعدم رقابة مجلس النواب، وأذكر أن نشوء البرلمانات في العالم بدأ في بريطانيا لمراقبة نفقات الملك آنذاك الذي كان يفرض الضرائب لأجل تغطية نفقات الحروب، فقامت الثورة وأنشئ البرلمان لمراقبة النفقات، وللمفارقة، نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين ننفق بلا رقابة، أما بالنسبة إلى التشريع، فإني أميل إلى موقف حزب الكتائب بما يخص تشريع الضرورة، ومع التشريع في حدود ضيقة جدا لمنع انهيار البلد كبحث مشروع قانون الموازنة وبعض القضايا المالية المتعلقة بقروض دولية ينتهي أجلها إن لم نستخدمه وللبنان مصلحة فيها، وأتوجه إلى من يعطل البلد ويعطل النظام والدستور لأشير إلى مدى الضرر الفادح الذي يتسبب به من جراء فعله، لدرجة أن خبر جلسات انتخاب رئيس الجمهورية صار في نشرات الأخبار في ذيلها قبل أخبار الطقس والرياضة، وهذا عيب على من يعطلون الدستور والحياة السياسية في لبنان".

وتابع: "لا أحد أكبر من لبنان، وحين يعود الذين يعتبرون أنفسهم أكبر من لبنان إلى الواقع ويدركون أن لبنان أكبر من أي شخص، ساعتئذ تحدث انتخابات رئاسة الجمهورية. المضحك أن من يعطلون انتخابات رئاسة الجمهورية يعطوننا درسا ويؤنبوننا لأننا لم ننتخب رئيس الجمهورية، فيما نحن نثابر على حضور جلسات الإنتخاب التي يغيبون هم عنها".

الوضع المسيحي

وعن الوضع المسيحي في الإدارة وحوار جعجع- عون، قال: "حوار جعجع- عون لم يبدأ بعد، لكني مرتاح له وما يجري من تمهيد يعطي دلالة على الجدية، وأعتقد أن بكركي التي دورها وطني ستكون سعيدة بهذا الحوار، والجهود التي بذلها البطريرك جيدة وطيبة. والصراع الذي كان قائما أثر على الحالة المسيحية. أما المشاكل التي تواجهنا فمنها غياب المسيحيين عن الإدارة، وانكفاؤهم دليل على عدم ثقتهم بالسلطة التي قمعتهم وتصرفت ضدهم بانحياز زمن الهيمنة السورية، ونلاحظ أن المسألة بدأت تأخذ منحى سلبيا مع تزايد واضح لغير المسيحيين وضمور للوجود المسيحي في الإدارة، لم نتصور يوما حين كنا في الطائف أن هذا سيحدث، ويفترض بحث الأمر جديا".

واعتبر أن "المناصفة لا تعني الأرقام فقط، بل تعني المشاركة الفعلية في السلطة وأحد جوانبها المشاركة في الإدارات العامة، ولذا أود القول أنه أصبح من مصلحة المسلمين البحث في كيفية حل مشكلة الإدارة، لأن إدارة فيها تناقص كبير لعدد المسيحيين، هي إدارة غير قابلة للحياة، وما قمنا به في الطائف على هذا الصعيد لم ينجح، وينبغي إعادة النظر به بسرعة لأنه يخرب المشاركة الفعلية ليس في السلطة فقط بل في الإدارة. فلبنان بتركيبته يشكل الحصن الأخير للمسيحي في الشرق ووضعه يختلف بتركيبته عن بقية الدول العربية، فالمسيحي الذي تهجر من الدول المحيطة بنا تهجر لأسباب اقتصادية وأمنية ونفسية، إنما الموجات المتطرفة التي حدثت في هذه الدول طاولت المسيحيين وسواهم، ولأن المسيحي لم يعد مطمئنا نفسيا إلى وضعه في تلك الدول هاجر وجاء إلى لبنان، قسم جعل لبنان محطة لينتقل منه بعدها إلى الخارج وقسم استقر في لبنان وقسم من اللبنانيين اليوم آت من محيط عربي. إلا أن الوجود المسيحي الفاعل يشكل هذا الحصن ويمثل الصمود المسيحي في الشرق حيث ولد المسيح وأطلق رسالته السماوية، فتصوروا مسيحيين بلا مسيحيين في الشرق، أو شجرة بلا جذور، ونحن جذور المسيحيين في الشرق ومن هذا المنطلق أؤكد أن الوجود المسيحي في لبنان مختلف ولن يندثر إلا إذا ضرب السيحيون في لبنان وجودهم بأنفسهم واستمر بعضهم يقدم مصالحه الشخصية أو الحزبية أو العائلية على الوجود المسيحي وعلى قوة هذا الوجود ودوره تحت شعارات براقة كاسترداد دور المسيحيين وفعالية الدور المسيحي وحسن التمثيل المسيحي فيما هؤلاء- وهم مسيحيون- يقضون على المسيحيين، فعلهم كفعل داعش تماما، يقطعون رأس الدولة اللبنانية المسيحي، إنهم داعش لبناني، ومسيحي وهذا مؤسف".

حركة الحريري

واعتبر حرب أن "ما يقوم به الرئيس سعد الحريري من اتصالات ولقاءات وزيارات جيد جدا للبنان، ويؤكد حضور لبنان في مراكز القرار الدولي، وهذا ما يخدم البلد، ومن معرفتي به فإنه يترجم ما ينسجم مع أهدافنا الوطنية التي تحافظ على سيادة لبنان واستقلاله والمبادئ التي قام عليها نظامنا والتي ترفض التطرف والتزمت والإرهاب وهذا كله يعبر عن رأيي شخصيا. والمسلم المعتدل الذي يتحدث بلهجة سعد الحريري هو مسلم يدافع عن لبنان، وهنا أتوجه بالتحية إلى الرئيس الحريري على ما يبذله في الخارج لتصحيح صورة لبنان الخارجية المشوهة".

 

تحالف أهل الحياة

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/26 نيسان/15

بعد قرن على مذابح الشرق، وثلاثة أرباع القرن على مذابح الغرب، وفي غمرة المذابح الدائرة في دنيا العرب من سوريا إلى العراق واليمن وليبيا، وما إليها، آن للشعوب، قبل الحكّام، أن تدرك حقيقة مآسيها، وأن تخرج إلى الحياة كما فعلت أوروبا بعد عشرات ملايين القتلى وكوارث الدمار الشامل. ليس من مصلحة القاتل ولا الضحيّة، سواء كانا عثمانيّاً وأرمنيّاً وسريانيّاً وأشوريّاً ولبنانيّاً هنا، أو سنّياً وشيعيّاً ومسيحيّاً هناك، أو نازيّاً ويهوديّاً وكاثوليكيّاً وبروتستانتيّاً هنالك، أن يبنيا صراعهما على الدين، وأن يؤسّسا علاقتهما على الحقد التاريخي.

فلا العثماني نكّل وهجّر وجوّع وأباد لأنّه سنّي، ولا "الداعشي" يفعل أيضاً، ولا الإيراني لأنّه شيعي، ولا النازي لأنّه بروتستانتي ضدّ اليهود وسائر المسيحيّين.

حين أدركت أوروبا، بعد قرونٍ من الحروب الأهليّة، أنّ الدين براء من العنف، أرجعت الدين إلى بيوته ومعابده، وأعطت ما لله لله، وذهبت إلى العلاقات المدنيّة وشرعة حقوق الإنسان والديمقراطيّة، واستراحت.

حين تفصل تركيّا اليوم حالتها الراهنة عن حكّامها العثمانيّين قبل مئة عام، يصبح تقبّلها لفكرة الإبادة أكثر سهولة، لكنّها ستواجه صعوبات كثيرة مع العالم، وليس مع الفاتيكان والأرمن فقط، إذا ربطت بين دين حكّامها القدامى وحكّامها الجدد، وتحاول تبرير الماضي باستمرار الإنتماء نفسه. لم تخرج ألمانيا من عقدة النازيّة إلاّ بفصل حاضرها عن ماضيها الأسود، وقد أدّى هذا الفصل إلى إقرارها بالمحرقة اليهوديّة والتعويضات، وها هو رئيسها اليوم يُعلن بشجاعة أدبيّة مسؤوليّتها، ولو الجزئيّة، عن الإبادة الأرمنيّة ضمن إطار التحالف خلال الحرب العالميّة الأولى. وما ينطبق على تركيّا ينطبق على إيران. فما تفعله في اليمن، وقبله في العراق وسوريا ولبنان وسواها، من تأجيج لمشاعر الكراهيّة والحقد المذهبي والتدخّل في الشؤون العربيّة الداخليّة، يضعها في موقع المتّهَم بالمجازر، ويجعلها مجبرة ذات يوم على الإعتراف بما ارتكبت، أو ارتُكب باسمها، ودائماً تحت الشعار الخادع " ممانعة ومقاومة إسرائيل". ولا تقلّ إسرائيل مسؤوليّةً عن الإثنتين، وكأنّها تُكمل المثلّث الدموي التاريخي بتواطؤٍ بات مكشوفاً.

أمّا "داعش" وأشباهها، فهي كانت ضرورة ربّما لإحداث صدمة عربيّة وإسلاميّة إيجابيّة، تماماً كالصدمة التي صنعتها النازيّة في أوروبا، والصدمة التي صنعتها "القاعدة" في نيويورك.

واليقظة العربيّة والإسلاميّة ظهرت بوضوح في حراك المملكة العربيّة السعوديّة التي تقود حملة مزدوجة ضدّ التطرّف والغلو: ضربت باليمنى إرهاب "داعش" و"القاعدة" في أرضها وأرض الخليج وفي الديار العربيّة الأُخرى، وباليسرى إرهاب "أنصار الله"  كذراع إيرانيّة في الخاصرة العربيّة. وحين ضربت ذراع إيران في اليمن، صرخت الذراع الأُخرى في لبنان من الوجع. وقد تبيّن أنّ هذا الوجع مزدوج أيضاً، يُصيب حالتَي التطرّف في آن واحد. وبات واضحاً جدّاً أنّ لا حلّ إلاَ في مكافحة وجهَي العملة الواحدة، والنموذج الأوضح هو في سوريّا ب"أسدها" و"داعشها". لقد فتحت "عاصفة الحزم" الباب أمام حلّ أزمات العالم العربي على أساس تصفية مكامن العنف والإرهاب والتطرّف، وعبر معالجة الأسباب والنتائج، فلا يمكن تحقيق سلام لبنان وسوريّا والعراق واليمن و.. بدون استئصال جذور الحرب.

واستئصال الجذور يعني قطع مجسّات الفتنة التي يمدّها المشروع الإيراني في الجسم العربي، كما يعني قطع الألياف الدينيّة التي تمدّها "داعش" وكلّ تنظيمات العنف. مئة عام تكفي للإقرار بأنّ الدين لا يرتكب المجازر، بل أدعياؤه والمتاجرون به، سواء كانت أسماؤهم عبد الحميد وطلعت وجمال باشا، أو عمر البغدادي وقاسم سليماني وبشّار الأسد وعبد الملك الحوثي و.. قبلهم كثيرون من نيرون وكاليغولا إلى هتلر وستالين وسائر الطغاة. إنّها ألقاب الموت تحت أسماء بشر. إنّه تحالف أعداء السلام والحياة. والخلاص يكون بتحالف أهل السلام ومحبّي الحياة. نعم، محبّي الحياة.

 

 الحريري بحث مع رايس الاوضاع في لبنان والمنطقة وزار البنتاغون والتقى مندوبي الصحافة العربية في واشنطن

السبت 25 نيسان 2015 /وطنية - واصل الرئيس سعد الحريري لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين فاجتمع بمستشارة الامن القومي سوزان رايس في البيت الابيض، في حضور السيد نادر الحريري والمستشارة آمال مدللي، مديرة مكتب الشرق الاوسط في المجلس يائيل لامبيرت، مديرة مكتب لبنان كاتلين كوستيلو، وتناول البحث الاوضاع في لبنان واخر التطورات في المنطقة ولا سيما في سوريا والعراق واليمن. واكدت رايس خلال الاجتماع التزام بلادها الثابت بدعم سيادة لبنان واستقراره وقدرته على تحمل تداعيات المنطقة واستمرار الولايات المتحدة تقديم المساعدة للجيش اللبناني وتسليحه. وكان الرئيس الحريري زار مقر وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" واجتمع بنائبة وزير الدفاع كريستين ورموس، وتركز البحث خلال اللقاء على مجمل الاوضاع في المنطقة وسبل زيادة الدعم للجيش والقوى الامنية اللبنانية لتتمكن من القيام بالمهمات المنوطة بها في حفظ الامن ومحاربة الارهاب. كما، التقى الحريري ممثلي ومندوبي الصحافة العربية المعتمدين في واشنطن، وتحدث اليهم عن زيارته للولايات المتحدة ولقاءاته المسؤولين الاميركيين والتطورات في لبنان والمنطقة.

 

 جعجع وعقيلته التقيا الناشطة في حقوق الانسان انطوانيت شاهين وعائلتها

السبت 25 نيسان 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع مساء أمس في معراب، الناشطة في مجال حقوق الإنسان أنطوانيت شاهين برفقة زوجها جوزف صليبا وولديها جويا 11 عاما وجو 9 اعوام.

وبحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي لجعجع فان الهدف من الزيارة "ان عائلة شاهين ارادت التعرف عن كثب على معاناة القوات اللبنانية خلال حقبة الوصاية السورية من العام 1994 وحتى 2005، حين اعتقل سمير جعجع وانطوانيت شاهين وعدد كبير من القواتيين. وزاروا مجسم الزنزانة المبني في المقر العام للحزب والذي أمضى فيه جعجع 11 عاما و3 أشهر". ورافق رئيس القوات والنائب جعجع ضيوفهما الى الزنزانة، حيث شرح لهم جعجع ظروف اعتقاله وكيفية تمضية وقته داخل زنزانته. بدورها، روت شاهين لأولادها "المعاناة والظلم والقهر الذي مورس بحقها في السجن من اجل انتزاع افادة مزورة منها وبهدف زج اسم القوات اللبنانية في تفجير كنيسة سيدة النجاة".

 

من شيعي إلى حزب الله: ستبقون مع الأسد وتتحمّلون التبعات؟

محمد عقل/جنوبية/السبت، 25 أبريل 2015  

 الإمام علي قال: "ﻻ تقاتلوا الخوارج بعدي". أهكذا تكون المشاركة ويكون التفاهم لبناء الوطن؟ فقط ﻷننا قلنا "ﻻ تقتلونا. ﻻ تقتلوا أوﻻدكم وأوﻻدنا. ﻻ تسلموا بيارقنا وبنادقنا إلى سفيه مرحوم مثل رستم أبو شحاطة؟ أهكذا تردون علينا؟ أهكذا تكون السياسة والتقية والديبلوماسية والكلمة السواء؟ ونحن ﻻ نملك سلاحا.

كثيرون خاضوا ويخوضون في قتل رستم غزالة أبو شحاطة. وهذا حق للكل. سلبا وإيجابا من باب حرية التعبير المسؤولة. ولفتتني ردود من نوع ما قاله البعض عن تعدّد المستفيدين والمتزلّفين والمتزحفطين وماسحي الجوخ وماسحي اﻷحذية.

1- نتفهّم هذا كلّه إن قام به منتمون إلى قوى 14 أو 8 آذار ومن لفّ لفّهما. صورة من هنا وخطاب من هناك. مفتاح من هنا وتكريم وغداء من هناك. هذا كله نفهمه. من باب اللياقات والعلاقات السياسية والتقية الشيعية. كلّه مقبول. أفهمه وﻻ أعلق عليه عند الكلام الجدّي.

2- لكن هناك فرق بين أن تقدم كل هذه اللياقات باسم اﻷمر الواقع وتحت ما نعيشه من ضغوطات وبين التزلف الذي بدأ بعد اندحار نظام سورية اﻷسد من لبنان.

3- كان لرأس النظام خطاب شهير استبشر به أتباعه في سورية وتباهى به أتباعه في لبنان. وقال فيه ما معناه إنّه أخطأ وخبّص ودعوس وكان فاسدا وتدخّل بما ﻻ يعنيه في لبنان وطلب السماح. رأس النظام قال ذلك. وهذا مسجّل للذي يعود إلى الأرشيف. ومع ذلك قامت تظاهرات أتباعه وأذنابه لتقول وتكرر وتتباهى: شكرا سوريا اﻷسد. شكرا سوريا اﻷسد. ماشي. غفرنا للضرورات السياسية. مع أن في ذلك “تزحفط” وهذا مصطلح لحّودي.

4- ترك نظام اﻷسدين لبنان. وجاء النصر اﻹلهي بعد عام تقريبا. إلى أين حملتم غنيمة المقاومة الإسلامية وأودعتموها؟ إلى سوريا الأسد. إلى المخابراتي المتهم على اﻷقل من نصف الشعب اللبناني بأنّه قاتل رفيق الحريري.

5- إنتهى زمن الوصاية وقام شعب سوريا بثورة سلمية ضدّ ما قال اﻷسد اﻹبن في خطاب أول. حدّد الشعب سلمية الثورة طوال سبعة أشهر. هزّ النظام. السؤآل:إلى أين أرسلنا أوﻻدنا؟ أرستموهم ليقاتلوا دفاعا عن نظام اﻷسد ورستم غزالة ومن شابههم وحالفهم. المخبّص المدعوس كما هو قال. ولماذا؟ لننصره على شعبه، بعد أن بذل الأسد ونظامه جهودا جبارة لعسكرة الاتفاضة السلمية.. وكان له ما أراد. لماذا أرسلتم أوﻻدنا وشبابنا للدفاع عنه؟

6- ها نحن اﻵن نعيش عصر انهيار هذا النظام الذي مديتموه باﻷوكسجين والحياة ﻷكثر من سنتين. وها هي سوريا تنهار وتتدمر. إلى أين تذهبون بأوﻻنا؟ ليضحوا من أجل سوريا اﻷسد والبراميل والكيماوي وصواريخ اﻷرض-أرض والراجمات القاتلة.؟ والأمين على “المقاومة اﻹسلامية” يؤكد: “والله لو عزّ اﻷمر واحتاج الدفاع عن النظام لأهلي وأوﻻدي وعائلتي ونفسي ما قصّرت”. طيب من أجل نظام رستم أبو شحاطة ونظام المخابرات المنهزم المرتد إلى الداخل السوري نفتديه بالنفس واﻷوﻻد واﻷهل؟ لماذا كل هذه التضحية؟ من هو الضاغط عليكم؟ وهذه إيران اﻷقرب تعقد اتفاقات مع الشيطان اﻷكبر وتأخذ البدائل وتتصرف وﻻ تسأل عن أسد أو غيره! نحن ماذا دهانا نموت دفاعا عن نظام مخابراتي؟

7- يبدو أن خياراتكم هي إعطاء السلاح والرجال والدم لحماية نظام الموت والتوريث والفساد والقتل بالبراميل والصواريخ. وتدعوننا يوميا إلى التنسيق مع النظام. روسيا ﻻ تنسق. اﻷردن ﻻ ينسق. الفلسطينيون أصحاب القضية ﻻ ينسقون. حماس بعينها ﻻ تنسق ولحم أكتافها من إيران. لماذا أنت وأنا مطلوب منا بالقوة أن ننسق وندافع ونموت؟ لماذا؟ وإن لم نفعل فنحن في نظركم، معشر ممانعة رستم، خونة وعملاء صهائنة؟ لماذا يا أهلنا ؟ لماذا؟

8- لابأس. إعتبرونا خوارج. اعتبرونا نواصب. اعتبرونا أقليات. لكن عاملونا بـ”كلمة سواء”. والإمام علي قال: “ﻻ تقاتلوا الخوارج بعدي”. أهكذا تكون المشاركة ويكون التفاهم لبناء الوطن؟ فقط ﻷننا قلنا “ﻻ تقتلونا. ﻻ تقتلوا أوﻻدكم وأوﻻدنا. ﻻ تسلموا بيارقنا وبنادقنا إلى سفيه مرحوم مثل رستم أبو شحاطة؟ أهكذا تردون علينا؟ أهكذا تكون السياسة والتقية والديبلوماسية والكلمة السواء؟ ونحن ﻻ نملك سلاحا. وﻻ سفكنا دما. وﻻ قاتلناكم. وﻻ نريد وﻻ يمكننا لو أردنا. بل نحن مصرون على العيش والحياة معكم بكرامة. لبناء لبنان. فلمَ  أصابتكم لوثة الداعشية؟ سامحناكم. لكن ابقوا مع أبي شحاطة ومع نظام اﻷسدين وتحملوا التبعات. وليكن ما يكون. ولكن تأكدوا: “نحن لن نقاتلكم”. فقط “تعالوا إلى كلمة سواء”.

 

سيارة ميشال سماحة التي تتسع لمحور كامل

عماد قميحة/جنوبية/السبت، 25 أبريل 2015  

لم يكن ميشال سماحة وحده عند نقل المتفجرات بالسيارة. رافقه محورٌ بأكمله ولا يمكن الإغفال عن هذه النقطة ومدلولاتها.

 يقال ان في علم الجريمة يوجد ما يسمى بالظن المتاخم للعلم، وهذا كما هو معروف يمكن تحصيله من خلال مؤشرات ظرفية او مقدمات نفسية وحتى من أفعال او ردات فعل ما بعد الجريمة.

طبعا لسنا هنا في وارد الكلام الجنائي او مقاربة جريمة ميشال سماحة قضائيا، بل ان جل ما يعنينا هو الدخول من بوابة هذه الحادثة لنطل على بعدها السياسي وعلى تبعاتها السياسية وما قد تحمله من مدلولات يجب الوقوف عندها مطولا. خصوصا بعد التحول الكبير الذي طال القضية إثر اعترافات وإقرار سماحة بما جنته يداه، وانتقالها من مجرد اتهام وتحولها بعد ذلك الى جريمة موصوفة كاملة المعالم، لأن الاعتراف هو سيد الأدلة.

بديهيات القول ان الإرهابي المجرم ميشال سماحة لم يكن شخصا عاديا ولم يكن يتصرف بشكل فردي وبدوافع بعيدة عن مكانته وما كان يمثل ومن كان يمثل. فهو بما لا مجال فيه للشك كان ركنا أساسيا في محور الممانعة، بل لطالما قُدّم على انه احد اهم المنظرين والداعين والمبشرين بهذا المحور.

شاشة المنار مثلا كانت بمثابة منبره الدائم، فما كان يمر أيام الا ويحل ضيفا مكرما عليها، ولا يحصل احتفال عام للحزب الا وكرسي ميشال سماحة محجوز له في الصفوف الامامية، فضلا عن الندوات الخاصة والنشاطات التي كانت تقام من اجله، هذا غير الجولات والزيارات على قرى الجنوب وحسينياته ومساجده التي فتّحت أبوابها امامه وله.

كل ما تقدم مع زيادة موقعه كمستشار شخصي لبشار الأسد، وهذا معلوم عند الجميع. لذا يجب بحسب منطق الأمور ان يرتّب حيثية مختلفة عن اعتبار فعلته حادثة خارجة عن سياقها المفترض، ومقاربتها على أنها حادث فردي او فعل شخصي. بحيث يصبح من بديهيات القول ان الفعل الجريمة الذي اقترفه هذا الإرهابي يجب ان يطال بشكل مباشر من حيث المسؤولية الأخلاقية كامل الفريق الذي ينتمي اليه. فمن غير المنطق ومن غير المبرر ان يتحمل ميشال سماحة وحده تبعات ما اعترف به من نيات جرمية وتحضيرات إرهابية، او ما كان يريد ان يقترفه من جريمة بحق الأبرياء ومن خلفهم بحق كل الوطن، وذلك عبر محاولة إحداث فتنة هي اشد من القتل قد وقى الله البلاد شرها.

وبناء على ما تقدم فإن المسؤولية الحقيقية حتما تطال كل محور الممانعة بكل تشعباته وتفاصيله من رأس الهرم فيه وصولا الى القواعد “المضللة”…. وعليه يجب على كل المنضوين تحت لواء هذا المحور ان يعوا جيدا المكان الذي هم فيه ولا تأخذهم الشعارات والضوضاء الى أماكن من سراب ومواقع لا تمت للحقيقة بصلة، فحدث بهذا الحجم وبهذا الوضوح وبهذا البيان يجب ان يشكل تحول وان يُحدث مفارقة عند كل ذي لب او من كان على عيونه غشاوة.

فمن غير الطبيعي ان يكون ما قبل اعتراف سماحة هو كما بعده، اللهم الا ان كان هناك  من لم تشكل عنده هذه المحطة مفصلا كبيرا ووقفة طويلة. ما يعني أنه راض عما كان يسعى لتنفيذه ميشال سماحة، وبالتالي يكون هذا الراضي بمثابة الشريك الحقيقي بالجريمة، على قاعدة الحديث النبوي: الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم.

هنا يمكن القول بكل اسف وبكل حرقة، وبعد مراقبة بسيطة لردة الفعل وما تبعها من قبل محور الممانعة على ضوء الاعترافات والتلبس، أن المحصلة الواضحة عن ردات الفعل  تكاد تلامس الصفر. بما يعني ان الجواب الحقيقي عن السؤال الذي اثير في الاعلام حول الشريك الفعلي والاتهام المباشر لجميل السيد بوصفه كان داخل السيارة الآثمة، وانكاره فيما بعد، وعن جهله بمحتوياتها من خلال عبارته عن  “السيارة التي لا تتسع لحمارين”… ليصبح الجواب الحقيقي والفعلي عن الشريك والشركاء بما يتجاوز “الحمارين” ليصل الى ابعد من ذلك بكثير فيطال كل من هو راض ببقائه حيث هو، ليتبين ان سيارة الموت تلك يمكن ان تتسع لمحور بكامله.

 

هل سيعترف حزب الله بغارة اسرائيل على مواقعه في القلمون؟

خاصّ جنوبية/السبت، 25 أبريل 2015  

قالت مصادر اعلامية اليوم ان غارة جويّة اسرائيلية وقعت في القلمون السوري بريف دمشق صباح اليوم استهدفت مدينة القطيفة ومحيط مدينتي يبرود وقارة، لم تعرف الخسائر بعد ولم تعترف أية جهة بالغارة أيضا. فهل سوف يكون لهذه الغارة تداعيات؟ وهل سوف يرد حزب الله عليها كما فعل بعد غترة القنيطرة قبل شهور؟   أفادت مصادر لـمحطة الجزيرة القبطريّة  صباح اليوم  بأن مقاتلات إسرائيلية قصفت مواقع لقوات النظام السوري و”حزب الله” في منطقة القلمون على الحدود بين سوريا ولبنان.

وأشارت معلومات إلى أن الغارة التي شنت مساء الجمعة استهدفت اللواءين 155 و65 اللذين يختصان بالأسلحة الإستراتيجية والصواريخ البعيدة المدى.

يبدو الخبر وكأنه قديم متجدّد، فقد تعوّد اللبنانيون والسوريون في السنوات الأخيرة المنصرمة على سماع أخبار تلك الغارات التي تقوم بها اسرائيل بشكل روتيني على المواقع العسكرية في سوريا مستهدفة أيضا القوافل التي تنقل صواريخ باليستية بعيدة المدى تعتبرها اسرائيل “كاسرة للتوازن” لا يجوز أن يحصل عليها حزب الله، وسلاح الجو الاسرائيلي لا يميّز بين موقع مستهدف يشغله الجيش النظامي السوري أو موقع يشغله عناصر تابعة لحزب الله في سوريا.

ففد سقط العديد من القتلى والجرحى التابعين للحزب بفعل تلك الغارات وكانوا يشيعون كـ”شهداء واجب جهادي” سقطوا في سوريا دفاعا عن النظام، حتى كانت الغارة الشهيره يوم 18 كانون الثاني الماضي في بمزرعة الأمل بمحافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا، التي أدّت الى مقتل 6 كوادر وقادة ميدانيين كبار من حزب الله بينهم جهاد عماد مغنية وأحد الجنرالات في الحرس الثوري الايراني، وذلك دون تسجيل أن الغارة استهدفت أحد مواقع الصواريخ  الاستراتيجية كما هو معتاد، فقد بدت الغارة الاسرائيلية وكأنها استهدفت اغتيال هؤلاء القادة بشكل أساسي، فتصاعدت موجات غضب واحتجاجات قوية صفوف جمهور ومناصري حزب الله الذين طالبوا السيّد حسن نصرالله بوسائل الاعلام ومن على مواقع التواصل الاجتماعي بالردّ على غارة القنيطرة التي تسببت بخسارة بشرية نوعية ومعنوية فادحة تلقاها الجسم العسكري للحزب لا يجوز السكوت عنها. وهذا ما استدعى ردّا من حزب الله وايران ، فنفذت وحدة مقاتلة من الحزب  مسلّحة بصواريخ كورنيت عمليّة عسكرية في مزارع شبعا اللبنانية استهدفت دورية للعدو الاسرائيلي أوقعت قتيلين في صفوفها محقّقة بذلك ثأرا ولو رمزيّا يشفي صدور الجمهور الشيعي المستنفر الذي لم يعد يحتمل الاستضعاف وعدّ الضربات من اسرائيل.

وربما من المبكر السؤال اذا ما كان حزب الله سوف يردّ على الغارة الاسرائيلية الجديدة فجر اليوم، فلم تعرف الخسائر بعد، ولم يجر التأكّد من المواقع المستهدفة، فما زالت المصادر الاعلامية الرسمية في سوريا واسرائيل تلوذ بالصمت، وكذلك فان حزب الله كعادته يحصي الخسائر جيّدا قبل أن يسرّب لأحد مصادره الاعلامية بما يناسبه من معلومات كما عوّدنا،فهو لن يعترف بالغارة الاسرائيلية على مواقعه لأنها ربما تحتوي على سلاح سوري استراتيجي لا يجوز أن يعلن عنه فتتحقق الغاية ووجهة النظر الاسرائيلية في أن تلك الغارات ضرورية للدفاع عن أمنها. وحتى ذلك الحين فان اسرائيل سوف تظل تضرب وتستهدف ما تعتقد انها أسلحة “كاسرة للتوازن” لا يجوز أن تقع تحت سيطرة حزب الله او غيره من التنظيمات المسلّحة التي يقاتلها نظام الأسد، فأمن اسرائيل اليهودية فوق كل اعتبار، وهي غير معنيّة بمن يتصارع ويذابح من الشيعة والسنة والعلويين في بلاد الشام.

 

محكمة الحريري قتلت رستم غزالي وليس العقيد شحاده

 وسام الأمين /جنوبية/ السبت، 25 أبريل 2015  

 أعلِن امس عن وفاة العميد رستم غزالي رئيس شعبة الأمن والاستطلاع في لبنان أيام الوصاية السورية وذلك إثر ضربه وسحله قبل شهرين من قبل عناصر تابعة للاستخبارات العسكرية بامرة العميد السوري رفيق شحادة، هذا ما كشفه الاعلام عن تفاصيل الحادث المميت، اما ما لم يكشفه فهو ان كل من يورد اسمه في المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري كشاهد أو كمشتبه به سيكون عرضة للتصفية والاغتيال.

 أعلنت وسائل اعلام لبناننية وعربية أمس وفاة رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في الجيش السوري العميد رستم غزالي.

ويلفّ الغموض ما جرى من أحداث سبقت المصير الأسود الذي انتهى اليه غزالة، مع أن كثير من المراقبين على الساحتين اللبنانية والسورية كانوا يتوقعون له هذه النهاية المأساوية الكلاسيكيّة التي تكرّرت في السنوات الأخيرة وذهب ضحيتها العديد من كبار السياسيين والأمنيين التابعين للنظام الذين قتلوا بطريقة غامضة اغتيالا وانتحارا أو تفجيرا واستشهادا.

 في قراءة  لمجريات الأحداث، فان كل من له علاقة من قريب أو بعيد باغتيال الحريري، قتل بطريقة غامضة وأبرز هؤلاء اللواء المنتحر غازي كنعان ، والعميد ابراهيم سليمان، الذي اغتيل في اللاذقية، والعقيد جامع جامع الذي قتل في دير الزور وهو يحارب العصابات التكفيرية كما أعلن النظام، وكذلك اللواء آصفت شوكت صهر الرئيس الأسد الذي اغتيل بصحبة  ثلاثة آخرين هم رؤوس الأمن والعسكر في سوريا بتفجير مقرهم في دمشق عام 2012.

 وكان عقيد منشق عن الجيش السوري قد رجح في وقت سابق أن يقوم النظام بتصفية غزالي إن وجد أنه لم يعد مفيدا له فيدفن معه ما يعرفه من أسرار على “إجرام بشار الأسد ولا سيما إعطائه الأمر باغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري”.

وقال العقيد المنشق للجزيرة نت إن اللواء غزالة مكمن سر النظام السوري، فهو مطلع على “جرائمه ومشارك فيها من خلال موقعه الأمني منذ بداية الثورة حتى الآن، ويعتبر شخصا خطرا على بشار الأسد شخصيا كونه كان رئيس استخبارات النظام في لبنان عند اغتيال الحريري”.

وفي التفاصيل التي اوردتها مصادر لبنانية رفيعة المستوى زارت غزالي في المستشفى وطلبت عدم الكشف عن هويتها فإن “خلافاً كبيراً نشب بين رفيق شحادة ورستم غزالي على خلفية رفض الأخير تسليم بيته في قرية (قرفا) في درعا إلى قوات إيرانية واخرى تابعة لحزب الله لنصب مدفعية ودبابات داخله لضرب المسلحين المتقدمين نحو القرية، ثم حرقه بعد ذلك بشكلٍ علني في تحدٍّ واضح للأوامر الموجهة إليه، وإيصال رسالة من قبل غزالي بأن بيت “اللواء رستم” لا تدخله قوات أجنبية، وبأن معركة درعا إما أن تخوضها قوات سورية فقط وبرجولة وإلا فلتذهب إلى الجحيم”.

وتكمل المصادر: “على خلفية هذا الخلاف والتحدي الكبير الذي أبداه غزالي، جرى اتصال هاتفي بين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء رفيق شحادة ورئيس شعبة الأمن السياسي اللواء رستم غزالي، وجه خلاله شحادة إهانة واضحة لغزالي وسخر من رجولته، فتحداه رستم غزالي بأنه سيذهب إلى وسط مكتبه في منطقة كفرسوسة لـ(يدعس على رأسه ويثبت له أن رجل) – على حد تعبير المصدر -، إلا أن المفاجأة التي تلقاها غزالي عند وصوله هي تواجد أكثر من ثمانية عناصر تابعين لشحادة على باب المكتب، تلقفوه فور وصوله وأوسعوه ضرباً، ليسحلوه بعدها والدم يسيل منه إلى داخل المكتب حيث بصق رفيق شحادة عليه، وأمرهم بأخذه إلى المستشفى”.

ووفق ما نشرت وكالات الأنباء عن الرواية الكاملة منذ دخول غزالي الى مستشفى “الشامي” في دمشق بعد خلافة مع رئيس المخابرات العسكرية اللواء رفيق شحادة، حتى وفاته، وفق ما رواها الطبيب اللبناني الذي تولى الاشراف عليه. فمنذ ما يقارب الشهر تقريبا اتصلت زوجة العميد غزالي، اللبنانية “لبنى عويدات” برئيس قسم الطوارىء في إحدى المستشفيات الجامعية في بيروت وطلبت منه اذا كان في امكانه التوجه الى العاصمة السورية لمعاينة زوجها والاشراف على صحته.

وقد وصل الطبيب اللبناني الى دمشق وكشف على العميد غزالي، الذي لم تكن بادية على جسمه اي آثار للجروح او الكدمات، لكنه كان في حالة غيبوبة.

وبعد اجراء الفحوصات الضرورية وضع الطبيب المعني تقريرا اشار فيه الى ان العميد غزالي محقون بمادة سامة روسية الصنع، وهي تؤدي الى شلل دائم والى انخفاض تدريجي في وزنه. وختم تقريره بأن هذه المادة ستؤدي حتما الى الوفاة، وان لاعلاج ممكنا في مثل هذه الحالة.

ويؤكّد متابعون لتطورات الأحداث في لبنان والمتعلّق منها بمسار المحكمة الدولية بشكل خاص ان تسلسل تلك الأحداث يوحي بأنه ستتم عملية تصفية ما تبقى من مشتبه بهم وشهود من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد واحدا تلو الآخر، خصوصاً أن السيناريوهات التي روج لها نظام البعث حول مصير غزالي تؤكد أنه حان وقت تصفيته لما يملك من معلومات أساسية حول عملية إغتيال الحريري. ولفت المتابعون إلى أن “التسجيلات الأخيرة التي بثت في المحكمة والتي تبرز التهديدات التي وجهها للحريري تعتبر دليل إدانة ليس لغزالي وحده بل لنظام الأسد برمته، لذلك  فالنظام السوري هو أول المستفيدين من موت غزالي كي تطمس جميع الحقائق المتعلقة بمحكمة الحريري وغيرها من القضايا الخطيرة المتعلقة بالملف اللبناني، فرئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري كان يضع يده على أدق التفاصيل في البلاد كاشفا أسرار كبار المسؤولين في سوريا ولبنان، يوم كانا شعبا واحدا في بلدين…

 

سايكس-بيكو ٢٠١٦: مشروع تقسيم المنطقة الجديد

 زكريا حمودان/جنوبية/السبت، 25 أبريل 2015  

تبدو هناك صورة معقّدة في الأفق أشبه بترقّب نواة سايكس-بيكو العام ٢٠١٦، الذي لا يمكن له أن يكون سوى إعادة ترتيب لأنظمة دُوَل المنطقة بحسب النوايا التي سيزعم مفبركوه السير بها.

 قرابة المئة عام إلا نَيِّف على إنقضاء إتفاق سايكس-بيكو، أمور كثيرة تبدلت وأخرى تفاقمت وغيرها تطورت وتقدمت أكثر من ما كانت عليه الحال في إتفاق القرن الماضي. خريطة المنطقة لم تعد كما هي عليه، ولكنها أصبحت أكثر وضوحًا من قبل. فتقاسم النفوذ وخلق دُوَل جديدة تحتل الخارطة اليوم، ساهم برسم حدود أثبتت علو كعبها في العالم الشرق أوسطي عامة والعربي خاصةً. فلا إنتقال العتاد والرجال من مختلف الضواحي الشيعية في المنطقة نحو سوريا والعراق أسقط الحدود، ولا عنجهية داعش وغطرستها ضربت المنطقة بإستعمالها الإسلام ذريعة لها، كما أنَّ الجمهورية الفارسية أثبتت بأنها مجرد بوق يصيح من بلاد فارس ليأمر أتباعه في التحرك، في وقتٍ هو لا يقوى سوى على  توقيع الإتفاقيات وفبركة الترهات التي يأمر بها بالفحشاء والمنكر. كل هذا وإسرائيل المستفيد الأكبر من دُوَل “الله أكبر”. فلا صحيات القوميين والبعثيين وكل من قاتل إسرائيل في منتصف القرن الماضي نفعت، كما أنَّ جميع المهرجانات الخطابية والشعارات الرنانة من أقصى فارس إلى الجنوب اللبناني والعمق الفلسطيني لم تنفع سوى بنشر البؤس والفقر والحرمان في المنطقة. هذا كله جعل من الحدود خطوطًا عريضة أثبتت جدارتها وتمسك أهلها بها، وقد ساهمت التكنولوجيا بتثبيت هذه الحدود وتكريسها دُوَليًا تكريسًا يعجز أي داعش ومن هو مِن لونها أن يخترقه. وهنا يأتي السؤال عن سايكس-بيكو القرن الحالي.

تتحدث الخرائط المطروحة في المطابخ السياسية عن فدراليات تتشكل تارةً، وعن دويلات جديدة تتوالد مع توالد صراعات جديدة في البقعة الشرق  أوسطية طورًا. لكن حقيقة الأمور بواقعيتها قد تكون مغايرة لما يتحدثون عنه، فلا القسم السني في سوريا معلوم الوجه والحدود، ولا القسم العَلَوي يتواجد في محيط جغرافي يُعبر عن الحجم السياسي والجغرافي لما سلبه حزب البعث وزمرته من الشعب السوري، أما الأكراد فيتسلحون باستغلال الصراع للإستفادة من تثبيت دُوَيلتهم الحلم. إذا ذهبنا إلى العراق، نجد كذلك تشتت سني يواجهه تمدد مذهبي لداعش يجعل المشهد السني غامض في العراق، في المقابل يغرق شيعته في داعشيتهم التي يعمها حقد وإجرام لا يختلف عن إجرام داعش، في وقتٍ يتابع إقليم كردستان الحلول عن كسب لتثبيت نفسه أكثر فأكثر ولَمّ الشمل الكردي. هذه الأمور تثبت إستحالة التقسيم لعودة الإستقرار، وبالتالي الحلول يجب أن تكون مغايرة. هذه الصورة المعقدة هي نواة سايكس-بيكو العام ٢٠١٦، الذي لا يمكن له أن يكون سوى إعادة ترتيب لأنظمة دُوَل المنطقة بحسب النوايا التي سيزعم مفبركوه السير بها.

 

قناة الجديد تكمل إنعطافتها: بشار الأسد قتل رفيق الحريري

 فايزة دياب/جنوبية/السبت، 25 أبريل 2015  

يبدو أنّ قناة الجديد تعيد ترتيب سياستها من جديد، فبعد سنوات من الولاء لمحور الممانعة ومعه النظام السوري، قررت أن تفتح نيرانها على النظام السوري، في مقدمة نشرة أخبارها لمساء الجمعة 24 نيسان.

 تضمّنت المقدمة إتهاماً واضحاً للنظام السوري باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي المحطّة نفسها التي لطالما دافعت عن بشار الأسد رافضةً إتهامه بتنفيذ الإغتيالات بحق شهداء ثورة الأرز.

وفي المقدّمة إتهام لنظام الأسد بقتل كل من كان يملك المعلومات بقضية الحريري، ومطلوب للشهادة أمام المحكمة الدولية، وآخرهم رستم غزالي، وأبرز ما جاء في المقدمة : «قرّرت سوريا أن “يُنْتحَر”َ اللواء غازي كَنعان بثلاثِ رصاصاتٍ في الرأس بعدما أدلى بإفادتِه للَجنةِ التحقيقِ الدَّوليةِ في قضيةِ اغتيالِ الرئيس رفيق الحريري  مات أبو يَعرُب ودَفَن معه صُندوقَ لبنانَ الأسود  سبعُ سنواتٍ ويُقضى على خليةِ الأزْمةِ في قلبِ دمشق فيسقطُ آصف شوكت وعددٌ مِن القادةِ الأمنيينَ الكبارِ في تفجيرٍ يَضرِبُ تَحصيناتِ العاصمةَ التي يُمسِكُ بها النظام  اللواء آصف  رستم  كَنعان  حلْقةُ موتٍ تختلفُ وسائلُها تَبَعَاً للتطوّرِ في عملياتِ الانتحار  لكنّها حلْقةٌ لن يَندُبَها إلا المحكمةُ الدَّوليةُ التي ستجدُ أنّ مِلفَها قد أُفرغَ مِن شهودِه  من كنعان إلى شوكت فغزالي واللواء وسام الحسن وجامع جامع  لتجد المحكمةُ أنها أمامَ محاكمةٍ غيابيةٍ وشهودٍ غائبين بفعلِ الوفاة  وربما كان أبو عبدو هو الشاهدَ الأخيرَ المتبقيَ على قيدِ المعلومات  وكانت المحكمةُ تعتزمُ طلبَ شهادتِه تحت قوةِ الفصلِ السابع  فلا بدّ إذن من موتٍ سوريّ  يُطلق عليه اسمُ  الموتِ السريري»

وهنا نصّ المقدمة كاملاً:

«عن مملكةِ إسرار عن إمارةٍ امتدّت مِنَ المدينةِ إلى عَنجر عن ثروةٍ بلغَتْ أربعَمئةِ مِليونِ دولار وعن عُمرٍ دخلَ في الفصلِ السابع أُميت رستم غزالة بعدَ وضعِه في الوفاةِ الجَبْريةِ أسابيع دولةُ رستم في لبنان انتَهت قبلَ عشْرِ سنوات ودُويلتُه في سوريا لم تُعمَّرْ عشْراً وفي لحظةِ تدافع نظم لكي يكونَ عَفْوياً معَ زميلِه في الأمنِ السياسيّ رفيق شحادة أَنزلت سوريا السِّتارَ على أبو عبدو الذي حُقن بمادةٍ سامة لن يستطيعَ الأطباءُ اكتشافَها وهم سينظّمونَ لاحقاً مَحضَراً بسببِ الوفاة بحيثُ سيظهرُ أنّ الله اختارَه واصطفاه لكنّ الله نزيهٌ حكيم لا يرتكبُ الآثام في تِشرينَ الأولِ عامَ ألفينِ وخمسة قرّرت سوريا أن “يُنْتحَر”َ اللواء غازي كَنعان بثلاثِ رصاصاتٍ في الرأس بعدما أدلى بإفادتِه للَجنةِ التحقيقِ الدَّوليةِ في قضيةِ اغتيالِ الرئيس رفيق الحريري مات أبو يَعرُب ودَفَن معه صُندوقَ لبنانَ الأسود سبعُ سنواتٍ ويُقضى على خليةِ الأزْمةِ في قلبِ دمشق فيسقطُ آصف شوكت وعددٌ مِن القادةِ الأمنيينَ الكبارِ في تفجيرٍ يَضرِبُ تَحصيناتِ العاصمةَ التي يُمسِكُ بها النظام اللواء آصف رستم كَنعان حلْقةُ موتٍ تختلفُ وسائلُها تَبَعَاً للتطوّرِ في عملياتِ الانتحار لكنّها حلْقةٌ لن يَندُبَها إلا المحكمةُ الدَّوليةُ التي ستجدُ أنّ مِلفَها قد أُفرغَ مِن شهودِه من كنعان إلى شوكت فغزالي واللواء وسام الحسن وجامع جامع لتجد المحكمةُ أنها أمامَ محاكمةٍ غيابيةٍ وشهودٍ غائبين بفعلِ الوفاة وربما كان أبو عبدو هو الشاهدَ الأخيرَ المتبقيَ على قيدِ المعلومات وكانت المحكمةُ تعتزمُ طلبَ شهادتِه تحت قوةِ الفصلِ السابع فلا بدّ إذن من موتٍ سوريّ يُطلق عليه اسمُ الموتِ السريري فسيرةُ أبو عبدو الذاتيةُ تقولُ إنه كان سيَحكُمُ في لبنان سيولّى أميراً على زعمائِه مع تعويضاتٍ شهرية سيَنهبُ مُدُناً ويَسرِقُ مدينة سيَجلِسُ على عَرشِ الأسرار وسيَقضي نحبَه مع أسرارِه من دونِ أن يُدليَ بأيّ منها للمحكمةِ الدّولية سيموتُ عن ثروةٍ بلغت أربعَمئةِ مِليونِ دولارٍ جَمعَها من محصولِ الشعبِ اللبنانيّ وبعضُها مالٌ حلالٌ كان يستحصلُ عليه من الرئيس رفيق الحريري دَرءاً للمخاطر كما يقولُ الرئيس فؤاد السنيورة وبينَها دُفعتانِ قبلَ الاغتيال بحسَبِ أمينِ صُندوقِ الحريري عبد اللطيف الشمّاع ومن أميرٍ للفساد التحقَ برَكْبِ قافلةِ الشهود إلى أمراءِ إرهابٍ صنعتْهم السُّعودية صدّرتْهم فارتدُّوا إلى صدرِها وعادوا إليها بسياراتٍ مفخخة بينها سبعٌ أحبطتْها الأجهزة الأمنيةُ أخيراً المملكةُ اتّهمت تنظيمَ داعش في سوريا بإدخالِ السياراتِ المفخخة لكنّ هذا التنظيمَ لم ينشأْ من الفُطريات ولا هو يتكاثرُ بحسَبِ المواسم ولم يكن لينموَ ويتداعشَ لولا رعايةٌ مُنظمةٌ وعاليةُ الدقةِ مِن دولٍ خليجيةٍ سلّحت ودرّبت وموّلت وأرسلت إلى سوريا فانقلبَ سحرُها عليها أروربا قبل الخليج سمّنت دواعشَها ودللت إرهابَهم إلى أن أصبحوا اليوم يشكّلون أكبرَ خطرٍ عليها في تاريخها وتكادُ الدولُ الاوروبية لا تُحصي علمياتِ تفكيك الخلايا اليوم وتحيا على هاجسِ التفجير ولأنّ الإرهابَ بصانعِي الإرهابِ يُذكر فلتُركيا اليومَ صفعةٌ من العالَمِ الذي أحيا ذكرى الإبادةِ الأرمنيةِ على يدِ الدولةِ العثمانيةِ التي افتَتحت قبل مئةِ عام أولَ تاريخٍ دمَويّ قتل مِليوناً ونِصفَ مِليون لكن بعد قرنٍ من الزمن فإنّ من أُبيدوا أَنبتوا شعباً حضارياً يعرفُ كيف لا ينسى ولو بعدَ ألفِ عام.»

 

ميشال سماحة... نهاية مرحلة لبنانية وسورية

 خيرالله خيرالله /الراي/26 نيسان/15

كانت علّة لبنان دائما في وجود نظام سوري يعتقد أنّ في استطاعته البقاء في السلطة والحصول على شرعية عبر ممارسة الإرهاب والإبتزاز من منطلق أن الإنتصار على الوطن الصغير الجار، بديل من الإنتصار على اسرائيل، بل هو إسترضاء لإسرائيل.

ليس اعتراف الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة بنقل متفجرات بهدف قتل شخصيات سنّية وتنفيذ عمليات في أماكن عامة، سوى تفصيل آخر من بين آلاف التفاصيل الأخرى التي يكفي الربط في ما بينها، من أجل اكتشاف الطبيعة الحقيقية للنظام السوري القائم منذ 45 عاما، أي منذ انفرد حافظ الأسد بالسلطة على حساب رفاقه العلويين، على رأسهم صلاح جديد وقبله محمّد عمران. من الواضح أن ميشال سماحة رجل مريض. لو لم يكن كذلك، لما قبل القيام بمهمّة من نوع تلك التي تعهّد القيام بها، والتي شملت نقل متفجرات من دمشق إلى بيروت بتكليف من مسؤول أمني سوري كبير هو اللواء علي مملوك. ليس ميشال سماحة سوى نتاج لنظام أقلّوي، وضع نصب عينه هدفا واحدا هو الهيمنة على لبنان.

يعتقد هذا النظام أن الإرهاب، مع ما يرافقه من نشر للبؤس، يمكن أن يبقيه في السلطة إلى الأبد. ليس صدفة رفع النظام شعار «الأسد إلى الأبد»، وإيمانه بأن ذلك الشعار قابل للتطبيق. صمد النظام طويلا قبل أن يبدأ باكتشاف أنّ مشكلته الحقيقية ليست فقط في ممارسة الإرهاب والإبتزاز، خصوصا في تعاطيه مع لبنان ومع العالم العربي. بدأ النظام يكتشف أن مشكلته أيضا مع شعبه أوّلا وأخيرا. هذا ما يرفض الإعتراف به. ولذلك صار عليه منذ ما يزيد على أربع سنوات التخلّص من السوريين كي يرتفع شعار «الأسد إلى الأبد». لا يدرك أن هذا الشعار المضحك ـ المبكي صار في مزبلة التاريخ منذ فترة لا بأس بها.

يختزل ميشال سماحة قصة آلاف اللبنانيين، آخرهم النائب المسيحي الجنرال ميشال عون، من الذين اعتقدوا أنّ النظام السوري يمكن أن يصنع لهم حيثية.

لا يختلف ميشال سماحة عن كثيرين ارتضوا لعب الدور المطلوب منهم من أجل أن يكونوا شيئا، بما في ذلك مستشارا لبشّار الأسد.

لا حاجة إلى التذكير بالمدرسة التي تخرّج منها ميشال سماحة والتي انجبت العشرات من امثاله، لعلّ أبرزهم إيلي حبيقة وغيره من القادرين على عمل كلّ شيء، أي الإنتقال، بين يوم وآخر، من العمالة لإسرائيل إلى العمالة للنظام السوري كي يحافظوا على دور مفروض فرضا على الحياة السياسية اللبنانية.

لا حاجة إلى إيراد أسماء كلّ أولئك الذين يمكن وصفهم بـ«المتعاونين» من الذين يؤمنون بما يؤمن النظام السوري في مجالي الإرهاب والإبتزاز. هناك عدد لا يحصى من هذه الأسماء التي يعرفها اللبنانيون جيدا. بين الأسماء مسيحيون وسنّة وشيعة ودروز.

لكنّ ما لا يمكن المرور عليه مرور الكرام أنّ اعترافات ميشال سماحة أمام المحكمة العسكرية تشير إلى نقطة تحوّل على الصعيدين اللبناني والسوري في آن.

يتمثّل هذا التحوّل في فقدان اللبنانيين من عملاء النظام السوري الأمل في أنّهم فوق القانون. ليس بعيدا اليوم الذي يكتشف فيه عملاء ايران من المطلوبين للعدالة اللبنانية والدولية أنّ مصيرهم لن يكون أفضل من مصير ميشال سماحة، الذي تنكّر قبل كلّ شيء لما ربّاه عليه، من قيم، والداه اللذان كانا من خيرة الناس.

هناك جانب آخر لقضيّة ميشال سماحة. يكمن هذا الجانب في قدرة لبنان على المقاومة على الرغم من كلّ المحن التي مرّ بها البلد منذ ما يزيد على اربعين عاما. وإذا كان على المرء أن يكون دقيقا، منذ توقيع اتّفاق القاهرة المشؤوم قبل ستة وأربعين عاما.

لولا المقاومة اللبنانية لما كان ميشال سماحة يخضع حاليا للمحاكمة. لولا المقاومة لما إضطر إلى الاعتراف بما قام به والإعتذار من اللذين حاول تصفيتهما...مع آخرين طبعا.

هذه المقاومة جسّدها إلى حدّ كبير اللواء الشهيد وسام الحسن الذي دفع دمه ثمنا من أجل بقاء مؤسسات الدولة اللبنانية. قبله دفع النقيب الشهيد وسام عيد حياته ثمنا لكشف شبكة الاتصالات التي استخدمت في عملية تفجير موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. أدّى ذلك إلى تحديد هوية المتهمين في جريمة العصر الذين يرفض «حزب الله» تسليمهم للعدالة الدولية.

تعني اعترافات ميشال سماحة نهاية مرحلة لبنانية وسورية في آن. كانت تلك مرحلة القاتل المجهول الذي يستطيع تصفية أيّ كان من دون سؤال أو جواب. هناك مدرسة في التعاطي مع اللبنانيين بات عليها إغلاق ابوابها. هذه المدرسة أسّس لها النظام السوري الذي كان يستطيع، على سبيل المثال وليس الحصر، ارسال حبيب الشرتوني لقتل رئيس للجمهورية هو الشيخ بشير الجميّل في العام 1982، ثم دخول سجن رومية، بفضل بطولات ميشال عون في العام 1990، لإخراج الشرتوني من السجن وتحويله بطلا.

هل من يتذكّر كيف أصرّ ميشال عون وقتذاك على البقاء في قصر بعبدا على الرغم من انتخاب رينيه معوّض رئيسا للجمهورية، كي يبرّر للنظام السوري اجتياح القصر الرئاسي وكلّ المناطق اللبنانية، بما في ذلك السجن الذي كان يحتجز فيه قاتل بشير الجميّل؟

نعم، إنّها مرحلة جديدة في لبنان وسورية. لم تذهب جهود وسام الحسن ووسام عيد سدى. خسارتهما لا تعوّض. لكنّ لبنان أثبت مع مرور الوقت أنّه لن يصحّ في نهاية المطاف إلّا الصحيح وأن كلّ الجرائم التي ارتكبت، بدءا باغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط ستكشف. ستكشف الوقائع والأسماء وسيتبيّن أنّ ما تعرّض له الوطن الصغير من أجل إخضاعه، لم يتعرّض له أيّ وطن آخر.

هناك ظلم كبير حلّ باللبنانيين من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق. إغتيل خيرة السياسيين، ونُفي آخرون، على رأسهم ريمون إده وصائب سلام، لمجرّد أن هؤلاء السياسيين قالوا لا للمحتلّ السوري. هناك وعي تام لخطورة ملء ايران الفراغ الأمني الناجم عن الإنسحاب السوري. لكنّ ذلك لا يعني أنّ مؤسسات الدولة اللبنانية ستتردد في القيام بكلّ ما تستطيع القيام به حماية للبلد... أقلّه ضمن إمكاناتها التي قد تبدو أحيانا متواضعة.

اعترافات ميشال سماحة، ليست مجرد اعترافات صادرة عن رجل مريض نفسيا أوّلا، لم يستطع أن يكون وفيا للمبادئ والقيم التي يُفترض أن يكون تربّى عليها. إنّها تعبير عن مدى إفلاس النظام السوري الذي خان تاريخه وتنكّر له ولكلّ ما يؤمن به، نظرا إلى أنّه لم يعد قادرا على حماية قاتل... أو مشروع قاتل، لا في لبنان ولا في سورية نفسها.

 

الحلّ المشترك الأميركي ـ الإيراني «يولد» من «رحم» الحوار

ثريا شاهين/المستقبل/26 نيسان/15

عمدت الإدارة الأميركية إلى تطمين حلفائها أنّ علاقتها بهم لن تتغيّر بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، والمرتقب كحد أقصى في 30 حزيران المقبل. كما أنّ المسؤولين اللبنانيين تلقوا تطمينات أميركية بأنّ موقف الإدارة صلب وليس قابلاً للتغيير بما خصّ دعم سيادة لبنان واستقلاله واستقراره ودعم الجيش، في ظلّ تبدُّل موقفها من إيران وفي مرحلة ما بعد التوقيع على الاتفاق معها. فكيف ينتظر أن تسلك الدول الكبرى وإيران في حلّ مسائل المنطقة؟ تفيد مصادر ديبلوماسية أنّه إذا تم توقيع الاتفاق النووي، ولم تعترض ذلك عقبات، فإنّ مرحلة من الحوار حول قضايا المنطقة ستنطلق حتماً، من دون أن يكون هناك تحديد زمني لذلك منذ الآن. كل طرف اقليمي حالياً يقوم بتجهيز نفسه والإعداد لهذا الحوار والتفاوض من خلال العمل لاكتساب الأوراق في يده على أرض الواقع. والكل مدرك أنّه بعد الاتفاق ستكون إيران على طاولة التفاوض، بعدما كان غير مقبول لها هذا الموقع في المرحلة السابقة. من الواضح أنّ هناك دعماً دولياً كاملاً لـ«عاصفة الحزم» وهي كسبت على الأرض وحققت نتائج ستستكمل في اليمن في «إعادة الأمل».

وهذا تجسّد عبر صدور القرار 2216 حول اليمن، مع عدم الاعتراض الروسي على الأمر. وذلك يعبّر عن تقوية أوراق حلفاء واشنطن في المنطقة، بدعم من واشنطن وحلفائها الغربيين. وحيث الموضوع اليمني هو استراتيجي بالنسبة إلى الخليج.

إيران لم تكن طوال المدة السابقة مكتوفة اليدين، بل عملت لتقوية أوراقها في سوريا والعراق واليمن، وفي لبنان أيضاً، وتحديداً لم تسهّل انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن، وهي تقول ان الموضوع شأن داخلي لبناني، وان حليفها اللبناني أي «حزب الله» ومَن معه، يعود إليه القرار في هذا الشأن. مَن يكسب أكثر على الأرض يصبح الأقوى في التفاوض على الطاولة لاحقاً.

الولايات المتحدة لن تسلّم المنطقة لإيران بعد الاتفاق، كما أنّ إيران لن تقوم بالتخلّي عن أوراقها ونفوذها، إنّما إذا حصل توازن في المنطقة وفي حل قضاياها يكون الأمر جيداً، وواشنطن ليست ضدّ حصول هذا التوازن حتى في العراق. وذلك يتأمّن من خلال الحوار الأميركي الإيراني المنتظر، بعد أن يكون قد حلّ موضوع القنبلة النووية ووضع جانباً. هذا الحل هو ايضاً لمصلحة الخليج حيث لا سبب للتخلي أميركياً عنه بل على العكس. إنّما في الحوار بين الطرفين الأميركي والإيراني سيكون البحث مع إيران مفتوحاً، وستكون هناك مساومات متبادلة وتنازلات متبادلة، مع أنّه ليس لمصلحة واشنطن والخليج أن تسيطر إيران على الأرض في كل المواقع. والتوازن المرتقب لا يعني انه لدى التفاوض سيربح طرف على آخر، بل تنازلات متبادلة للوصول إلى حلّ مشترك. إنّما إذا حصل انتصار ما لأي طرف، فهذا أمر آخر. لكن لا يظهر منذ الآن ان طرفاً ما قادر على الانتصار في المنطقة.

في العراق يسود المنطق نفسه في التعاطي، إذ لا تريد واشنطن أن تدخل الميليشيات الشيعية لإخراج «داعش» من المناطق السنّية، عندها يعني ان طرفاً ما سيعاد تهميشه، وهي تفضّل أن يقوم الاعتدال السنّي بإزالة «داعش».

من المبكر لأوانه الحديث عن بدء حوار أميركي إيراني، إنّما الكلام مع إيران سينطلق لمجرد توقيع الاتفاق، وستدعى إلى المؤتمرات لحل أزمات المنطقة. ويتوصّل الغرب إلى قناعة بأنّه يجب حصول تفاوض مع إيران لإيجاد الحلول للمشكلات العالقة في المنطقة، وإلاّ تبقى الحلول مُعَرْقَلَة.

هناك رأيان دوليان: الأول يقول بضرورة ان توقف إيران تدخّلها في قضايا المنطقة قبل التفاوض معها. والثاني يقول بضرورة التفاوض معها من أجل أن توقف تدخّلها. والأرجح أنّ الرأي الثاني سينتصر، حيث أنّه ليس معقولاً أن تقبل إيران بأن تكون إيجابية كما سيطالبها الغرب لاحقاً بعد التوقيع، من دون حوار معها. وتتساءل المصادر، بالتالي: «هل من المعقول ان تقبل إيران بتسليم سلاح «حزب الله» إلى الدولة اللبنانية، قبل اتفاق أو تفاهم مسبق حوله؟»، وتجيب: «طبعاً لا». وتضيف «هل من المعقول أن ينسحب «حزب الله» من سوريا وهي القضية الاستراتيجية والمهمّة بالنسبة لإيران، من دون حوار وتفاوض مسبقين؟». كلما عزّز فريقٌ أوراقه على الأرض أثّر في موقفه خلال التفاوض. ومرحلة ما قبل التفاوض هذه حتماً سيكون فيها عدم التخلي عن الحلفاء من أي جهة، ولن يكون هناك أي تخلٍّ بعدها، لكن سيصار إلى إنجاز تسويات.

 

نهاية المشروع الإيراني في اليمن

حسام الطائي/السياسة/26 نيسان/15

بدأت نهاية المشروع الايراني في اليمن مع عمليتي “عاصفة حزم” و”اعادة الامل” وفرض الحصار الجوي والبحري, والتفتيش الدقيق لكل انواع الشحنات الى اليمن, وفرض العقوبات على عبدالملك الحوثي وميليشياته واصدار قرار مجلس الامن باعادة الشرعية الى الرئيس عبدربه منصور هادي. كل هذه العوامل وجهت المشروع الايراني في اليمن الى طريق النهاية. لقد بدأ المشروع الايراني في اليمن منذ نحو 21 عاماً مع ذهاب بدر الدين الحوثي, مؤسس الجماعة وابنه حسين, الى ايران عام 1994, ورغم الاختلاف المذهبي لكنه كان فرصة لزرع مشروع ايراني في اليمن مشابه لمشروعاها في لبنان المتمثل ب¯ “حزب الله”. عام 2004 وبعد التهيئة الفكرية والدعم المالي انتقل المشروع من التخفي الى الظهور في مسارين الاول “مسار الفكر” المتمثل بافتتاح 63 مركزاً ثقافياً تساهم في نشر افكار الثورة الايرانية برعاية حوثية, اما الثاني “مسار عسكري” متمثل بالتسليح والتدريب بواسطة خبراء من الحرس الثوري الايراني, وقد نتج عن المسارين اندلاع معارك مع القوات الحكومية التي تعد اول نجاح للمشروع الايراني في اليمن.

وبعد انتصار الثورة في صنعاء عام 2011 عززت ايران وجودها بادخال الكثير من عناصر الحرس الثوري الايراني و”حزب الله” لتدريب ميليشيات الحوثي مع تأسيس شبكات تجسس لصالح الحوثي وارسال 40 طناً من الاسلحة والمتفجرات على متن السفينة الايرانية “جيهان1 وفتح قنوات تلفزيونية وانشاء شبكة اتصالات مستقلة للحوثي مشابهة لشبكة اتصالات “حزب الله” في لبنان. مع بدء “عاصفة حزم واعادة الامل” بتحالف عربي ودعم دولي وقتال شعبي يمني ضد المشروع الايراني, رأت ايران ان مشروعها بعد 21 عاماً من الدعم والرعاية بكل الجوانب “سينتهي” فبدأت باطلاق التصريحات التي تسعى إلى ايقاف العمل العسكري, فقد قال خامنئي إن حل أزمة اليمن مرهون بوقف الهجمات, اما حسن روحاني قال ان قتل الشعب اليمني المظلوم واثارة الفتن لا يجلبان الاقتدار, وهدد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد بوردستان السعودية بضربة عسكرية إن لم تكف عن القتال في اليمن, رئيس لجنة الامن القومي علاء الدين بروجردي قال ان العدوان على اليمن خطأ ستراتيجي ستطال تبعاته من ارتكبه. ممثل ايران بالامم المتحدة قال ان الازمة اليمنية لا يمكن حلها عسكريا.

القيادة الايرانية تشاهد موت مشروعها بقيادة عبدالملك الحوثي الذي تلقى 2415 ضربة جوية والذي يطلب المساعدة الايرانية المتمثلة بالتصريحات “لم تجد نفعا” واستمرار قتال الحوثي ضد تحالف عربي دولي شعبي “لن يجدي نفعا” ما يضع ايران في موقف حرج فاما ان “تتدخل عسكريا” لنجدة عبدالملك الحوثي لتظهر لوكلائها الاخرين ان ايران تهتم لبقائهم, وهو ما لن يحدث لان ايران لن تخاطر بتورطها بحرب دولية عربية من اجل عبدالملك الحوثي. فبقاء ايران بعيدة عن المواجهة المباشرة اهم من مساعدة وكلائها, او تستمر باطلاق التصريحات وتشاهد موت مشروعها في اليمن بعد 21 عاماً من الدعم والرعاية.

 

إدارة أوباما المؤمنة بإيران... والإخوان

خير الله خير الله

الراي/26 نيسان/15

عندما يعلن الرئيس باراك أوباما «اعترافه بالنفوذ الإيراني في العراق»، لا يعود الكلام الذي نقله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن تحفّظ الإدارة الأميركية على «عملية الحزم» مستغربا. اضطر المسؤولون الأميركيون إلى نفي الكلام الصادر عن العبادي الذي يتبيّن في كلّ يوم أنّه لا يختلف في شيء عن سلفه نوري المالكي. لكنّ النفي الأميركي ليس كافيا، لا لشيء سوى لأن هناك إدارة أميركية تسعى إلى تبسيط أزمات الشرق الأوسط واختزالها بالملفّ النووي الإيراني.

هناك بكل بساطة، إدارة أميركية تؤمن بإيران والإخوان المسلمين. بالنسبة إلى هذه الإدارة، هناك ايران التي يحقّ لها، من وجهة النظر الأميركية طبعا، امتلاك مناطق نفوذ في الشرق الأوسط، حتّى لو كان ذلك من منطلق مذهبي بحت. وهناك الدول العربية التي تقع خارج النفوذ الإيراني والتي يُفترض أن يكون الحكم فيها للإخوان المسلمين. يعبّر الإخوان من وجهة نظر الإدارة عن توق الشعوب العربية إلى التخلّف ولا شيء آخر غير التخلّف.

هذا ما جعل إدارة أوباما تتجاهل التمدّد الإيراني في العراق وسعيها الدائم إلى وضع اليد على سورية، وقد نجحت في ذلك إلى حدّ كبير...مع اعتبار لبنان شبه مستعمرة إيرانية تديره ميليشيا مذهبية، هي لواء في «الحرس الثوري» الإيراني. أكثر من ذلك، كان هناك في كلّ وقت غض نظر أميركي عن الوجود الحوثي في اليمن وسعي «انصار الله» إلى السيطرة شيئا فشيئا على البلد كي يتحوّل مجرّد قاعدة إيرانية.

طوال ما يزيد على عشر سنوات كان كلّ مسؤول أميركي، يُسأل عن الحوثيين وعلاقتهم بإيران، يجيب أن ليس ما يثبت وجود مثل هذه العلاقة. كان المسؤولون في واشنطن يصرّون على أن المشكلة الوحيدة في اليمن هي «القاعدة» التي استطاعت في العام 2000 توجيه ضربة إلى المدمّرة «كول» الراسية في ميناء عدن. بالنسبة إلى أي مسؤول أميركي، كان هناك نوع من التعتيم على العلاقة بين إيران والحوثيين الذين خاضوا ست حروب مع الجيش اليمني بين العامين 2004 و2010.

في موازاة ذلك، كان هناك رفض أميركي مستمرّ لفكرة أن الإخوان المسلمين الذين كانوا يشاركون علي عبدالله صالح في السلطة، عبر التجمع اليمني لإصلاح، وذلك قبل أن ينقلبوا عليه، إنّما كانوا يساعدون على إيجاد حاضنة لـ «القاعدة». وثمّة من يقول إن علي عبدالله صالح نفسه لعب دورا في إيجاد مثل هذه الحاضنة في أرجاء مختلفة من اليمن، خصوصا في شبوة وحضرموت وحتى في عدن وصنعاء والمناطق المحيطة بالعاصمة. لعبت السياسة الأميركية دورا في غاية الخطورة في إيصال الوضع في الشرق الأوسط إلى ما وصل إليه، بما في ذلك قيام «داعش». لم يكن التمدّد المفاجئ لـ «داعش» سوى نتيجة مباشرة لالتقاء مصالح إيران مع مصالح النظام السوري عند تشجيع قيام منظمات إرهابية يمكن ربطها بأهل السنّة لتبرير الدور الذي تلعبه الميليشيات الشيعية في غير مكان. هذه الميليشيات باتت موجودة في العراق وسورية ولبنان واليمن. بات هناك مسؤولون إيرانيون يتفاخرون بأن إيران تتحكّم بأربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. هناك أحد هؤلاء المسؤولين الإيرانيين، ويدعى علي يونسي، تبجّح بقيام الإمبراطورية الإيرانية التي عاصمتها بغداد.

استخفّت الإدارة الأميركية برد الفعل العربي. لعلّ أوّل ما استخفّت به الشعب المصري الذي رفض الإخوان المسلمين ونظامهم وألقى بهم في مزبلة التاريخ. فعل التونسيون الشيء نفسه على الرغم من كلّ المحاولات الهادفة إلى تخويفهم. شملت هذه المحاولات اغتيال شخصيات سياسية مثل شكري بلعيد ومحمد البراهمي وتفجيرات من نوع ذلك الذي استهدف سياحا أجانب في متحف باردو...

هناك رفض عربي للخضوع للأمر الواقع الذي تسعى الإدارة الأميركية إلى فرضه والذي كان أفضل تعبير عنه اعتراف أوباما بالنفوذ الإيراني في العراق. لم يكتف العرب بدعم مصر عندما تخلّصت من الإخوان. قرّر العرب الشرفاء استعادة مصر وتمكينها من لعب دورها في مجال إيجاد توازن على الصعيد الإقليمي. ذهبوا إلى أبعد من ذلك عندما قرّروا أيضا منع إيران من الاستيلاء على اليمن. يمكن لـ «عاصفة الحزم»، وهي أيضا عاصفة العزم أن تستمرّ طويلا. لكنّ هذه العملية العسكرية، التي تقودها المملكة العربية السعودية والتي يشارك فيها تحالف عربي وإقليمي ودولي، تعكس قبل كلّ شيء الرغبة في المقاومة والإصرار على رفض الخضوع لإيران وللرغبات والتمنيات الأميركية.

هناك مكان آخر عبّر فيه العرب عن مقاومتهم لما تريد إيران وأميركا فرضه عليهم. هذا المكان هو سورية. ما شهدته الأسابيع القليلة الماضية في سورية، إن في حلب وإدلب ومحيط درعا، يدلّ على رفض السوريين وقف ثورتهم من جهة والاستعداد العربي لدعم هذا الشعب المظلوم إلى أبعد حدود من جهة أخرى، خصوصا بعدما تبيّن أنّ الحرب التي يخوضها الشعب السوري، هي حرب مع إيران أوّلا. ما نشهده حاليا من تطورات يدلّ على أنّ الوضع العربي غير ميؤوس منه. مجرّد وضع حدّ للتمدّد الإيراني في اليمن بداية جيّدة. مجرّد قلب الموازين في سورية لمصلحة الثورة الشعبية، مؤشر إلى أنّ هناك جهات عربية، على رأسها المملكة العربية السعودية، ترفض الرضوخ للإملاءات الأميركية. لا يشكّ عاقلان بأن الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة في العالم. طبيعي أن تكون حرّة في خياراتها، بما في ذلك الاعتراف بالنفوذ الإيراني في العراق وكأنّه يكفي أن تكون هناك أكثرية شيعية في العراق، كي يكون هناك مبرّر لهذا النفوذ.

أن تكون هناك خيارات أميركية لا يعني في الضرورة انصياع العرب لهذه الخيارات. ها هم يؤكدون رفض هذا الانصياع في مصر أوّلا حيث انحازوا للشعب المصري وثورته على الإخوان المسلمين ونظامهم الذي قرّرت إدارة أوباما دعمه. وإنحازوا للشعب السوري على الرغم من رفض إدارة أوباما المستمرّ لأيّ تعاط جدّي مع المجازر التي يرتكبها النظام في حقّ المدنيين... هناك للمرّة الأولى منذ فترة طويلة إرادة عربية في المقاومة. تؤكّد ذلك الحال التي يظهر فيها الأمين العام لـ «حزب الله» في لبنان في كلّ مرّة يتناول موضوع اليمن ويستغلّه لمهاجمة السعودية مستخدما لغة أقلّ ما يمكن أن توصف به أنّها مشينة. هل من دليل أفضل من هذا الدليل على أن المقاومة العربية للمشروع التوسّعي الإيراني والإملاءات الأميركية فعلت فعلها؟

 

«حزب الله» يحكمنا... لا عار ولا فخر

 بيسان الشيخ/الحياة/26 نيسان/15

ارتفعت أخيراً في الجلسات والمنابر الإعلامية نبرة تعيّر اللبنانيين بـ «حزب الله»، وتشمت من حكمه لهم، و «سحقهم تحت نعله» للإشارة إلى انكسارهم أمام سطوته. وبغض النظر عن إعجاب كثيرين بالنعال وفاعليتها في دوس الكرامات، يستعين أصحاب هذا الصوت بأدلة صحيحة ومثبتة في السياق اللبناني، للتوصل إلى استنتاجات تقارب الصواب ولا تصيبه. وغني عن التكرار أن «حزب الله» تسلط على الحياة العامة في لبنان وعطل عمل المؤسسات، ورفع سلاحه في وجه مواطنيه، وانخرط في حروب إقليمية أكبر من حجمه وحجم بلده، ثم استثمرها في الداخل نفوذاً وسلطة وهمينة. وإلى ذلك، ثبت أخيراً وبالدليل القاطع أن أحد أبرز وجوه فريق 8 آذار الذي يرعاه «حزب الله»، أي ميشال سماحة، متورط في نقل متفجرات من سورية إلى لبنان بهدف تنفيذ اغتيالات سياسية، ضد خصوم الحزب والنظام السوري معاً.

وقبل سماحة، كان حليف «حزب الله» المسيحي أي «التيار الوطني الحر»، الذي يسعى زعيمه ميشال عون إلى الرئاسة، مُني بفايز كرم عميلاً إسرائيلياً، فيما سبابة الأمين العام التي يلوح بها محاضراً في النضال والمقاومة، ماثلة في مخيلة اللبنانيين، لا تفارقهم.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، يجدر التذكير بأن «حزب الله» استفاد أيضاً من غطاء عربي واسع مكّن قبضته في الداخل. فالتجاوزات التي دشن بها نشأته ومسيرته تعود إلى مطلع الثمانينات وليس إلى تاريخ انخراطه في الوحول السورية.

وكان التعامل العربي العام مع «حزب الله» قام طوال عقود إما على اعتباره مقاومة شريفة ومحقة ضد إسرائيل، بالتالي منزهة عن أي انتقاد، وإما مسألة داخلية، على اعتبار أن «الاستثناء اللبناني» يتيح تسمين حزب طائفي ضمن التركيبة القائمة. لم يدرك الرأي العام العربي الذي أتاحت ظهوره الثورات وميزت بينه وبين أنظمته، خطورة ما يمثله نمو حزب بهذه القوة على حساب الدولة الهشة أصلاً، إلا حين ناله ما نال اللبنانيين قبله.

والأمثلة كثيرة وغير بعيدة. ففي حرب تموز (يوليو) 2006، لم يرتفع صوت من خارج الحدود يندد بتفرد «حزب الله» في إعلان حرب ساحقة ماحقة فيما البلد يتخبط أصلاً في دماء الاغتيالات السياسية. وحتى الأقلام القليلة التي خطت سطوراً في هذا الاتجاه، نقلت مواقف حكوماتها السياسية أكثر مما عكست مزاجاً شعبياً في بلدانها. فيكفي أن صور أمين عام «حزب الله» اجتاحت المنازل وسيارات الأجرة والمحال التجارية في أكثر من عاصمة عربية فيما ضاحية بيروت تدك بالصواريخ الإسرائيلية.

كانت ثمة حاجة شعبية ملحة إلى نصر، أي نصر، حتى جاء «حزب الله» وقدمه للشارع العربي، فتقبله الأخير بطيب خاطر غاضاً الطرف عما أصاب اللبنانيين من خسائر، وما دفعوه من أثمان لا تعوضها صناديق ولا مساعدات أو ملاحم بطولة.

والتجربة نفسها تكررت عندما اجتاحت القمصان السود بيروت في 7 أيار (مايو) 2007، وتلقى بعدها اللبنانيون تعاطفاً خافتاً ودروساً في الوطنية وكيفية حسن اختيار اللحظة السياسية.

وهذا الشارع - الشوارع العربي نفسه، الذي ساهم في تكريس سلطة أمر واقع وألوهية نصر مزعوم، لا يكتفي بالشماتة مما آلت إليه الحال في لبنان، بل يطالب اللبنانيين بالتصدي لحزب كان أبناء ملته (المطعونون اليوم في وطنيتهم) أول من وقف في وجهه.

والحال أن ذلك القمقم الذي فتح دفعة واحدة، قد يفيد في إطلاق نقاش جدي حول مفاهيم أساسية مثل معنى الوطنية، والتحالف السياسي وحدوده والتمييز بين الشعب والسلطة. ذاك أن الافتراض الذي يجمع اللبنانيين كلهم تحت مظلة «حزب الله»، يجعل من الشعب والسلطة التي «تسحقه» أو ترعاه، كياناً واحداً متجانساً. ومرد ذلك إلى ثقافة عميقة ومتجذرة من التماهي بين الرئيس والمرؤوس، والسلطة أو الحكومة أو النظام، والشعب، حتى عندما يثور الأخير، كما نشهد منذ 2011.

لكن ذلك لا ينطبق على لبنان لسبب بسيط أن لا سلطة فعلية فيه، ولا حكومة ولا نظام... بل مجرد شعب يتدبر أموره، إلا في حالة «حزب الله» التي تشكل استثناء ضمن الاستثناء اللبناني. وفي المقابل، ليس أكثر دلالة على محاولة إعادة تكريس تلك الثقافة التي تماهي القاعدة برأس الهرم، إلا من ميز بين لبنانيين «شرفاء» وآخرين «خونة»، وحصر وكالات الوطنية إما بمن هم أعداء صريحون لـ «حزب الله»، أو مؤيديون لثورة هنا وسياسة خارجية هناك. وتلك ليست إلا لغة «حزب الله» نفسه حيال خصومه، وليست استعادتها في سياق اتهامه من دون دلالة. عموماً، ثمة لاعب أســاسي يتحمل جزءاً غير قليل من المسؤولية في ذلك كله، ويتجاوز الحزب وبيئته والدول التي ترعاه، أو تلك التي خفقت قلوب مواطنيها له. إنهم خصوم الحزب الســـياسيون من فريق 14 آذار الذين عـلق عليهم اللبنانيون آمالاً كبيرة، فلم يصيغوا خطاباً وطنياً جامعاً حين أتيح لهم ذلك، ولم يرتقوا بتحالفاتهم السياسية الخارجية إلى مستوى مقبول من الشراكة والندية.

 

إيران: التكفير المباشر والتكفير المستتر

 خالد الدخيل/الحياة/26 نيسان/15

هناك تنظيمات سلفية جهادية مثل تنظيم الدولة (داعش) تتبنى نهج التكفير، وتعلن ذلك جهاراً نهاراً في حق المخالفين لها، سنة وشيعة. هذا بات معروفاً. ما ليس معروفاً تماماً هو ادعاء إيران أنها تحارب هؤلاء التكفيريين، ومعها يردد الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، أن حزبه منخرط في الحرب ذاتها. السؤال: ماذا لو أن الذي يدعي محاربة التكفيريين هو تكفيري أيضاً، وربما أشد وأغلظ في نهجه التكفيري، ويدير الحرب بآلية التفكير ذاتها؟ إيران وأذرعها، مثل نصر الله، تريد إقناع الرأي العام بعكس ذلك، لكن كل المعطيات المتوافرة تؤكد أنه إلى جانب تنظيمات السلفية الجهادية وغيرها من التنظيمات السنية، هناك في المقابل في ساحات الصراع ذاتها، مثل العراق وسورية ولبنان، تنظيمات شيعية، وكل منها يواجه الآخر من منطلقات مذهبية. ومن المعطيات أيضاً أن الدولة الإيرانية هي التي تتبنى الميليشيات الشيعية رسمياً، توجهها عقائدياً، وتديرها سياسياً، وتمولها مالياً، وتمدها وتدربها عسكرياً.

وإذا كانت المذهبية والاصطفاف المذهبي الناجم عنها، إنما يعبران عن رؤية تكفيرية لدى جانب في الصراع (التنظيمات السنية)، فما الذي يمنع أن تعبر عن الشيء ذاته لدى الجانب الآخر (التنظيمات الشيعية)؟ المفترض أن الإجابة عن مثل هذا السؤال واضحة ولا تحتاج إلى كبير عناء لمعرفتها، لكن كما ذكرت في مقالة الأسبوع الماضي، يعتمد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، مثل راعيته إيران، على آلية الكذب والتمويه لإدارة الصراع مع الطرف الآخر، وإلا من الواضح أن من يدير الصراع مع طرف آخر من منطلق مذهبي هو شريك أصيل في منهج التكفير، وأنه منخرط في هذا الصراع على أساس هذا المنهج حصرياً، وهذا المعتقد التكفيري الذي يؤسس له.

لنتذكر أن حزب الله حزب ديني على المذهب الإمامي الاثني عشري. هو كذلك في نظامه، وكوادره، وأهدافه، وقيادته ومرجعيته الدينية والسياسية، التي تتمثل في الولي الفقيه في إيران، الدولة التي تعتبر نفسها بنصوص دستورها المعتمد دولة الشيعة في المنطقة. يقول نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في كتابه «حزب الله: المنهج.. التجربة.. المستقبل»، إنه «لا علاقة لموطن الولي الفقيه بسلطته، كما لا علاقة لموطن المرجع بمرجعيته...»، وفي هذا خلط واضح بين المرجعية الدينية التي يمكن أن تكون عابرة للحدود الجغرافية والزمانية، وبين المرجعية السياسية التي لم يعد من المقبول في هذا العصر أن تتجاوز حدودها الجغرافية، والزمانية كذلك. بناء على هذا الخلط، يقول قاسم إن «التزام حزب الله بولاية الفقيه... عمل في دائرة الإسلام وتطبيق أحكامه، وهو سلوك في إطار التوجهات والقواعد التي رسمها الولي الفقيه...» (ص 78)، وإن هذا الالتزام «منسجم مع.. قناعة حزب الله بسلامة منهج الدولة الإسلامية (الاثنا عشرية) في إيران» (ص 80). قبل نعيم قاسم وبعده، كثيراً ما أكد الأمين العام للحزب فخره «وحزبه» بالعمل تحت راية ولاية الفقيه، وبناء على صفته هذه، وعلى انتمائه ومرجعيته، ألا ينطلق «حزب الله» في حروبه وتحالفاته من نهج تكفيري؟

لنضع قاعدة يمكن الاتفاق على صلاحيتها كمعيار للقياس هنا، وهي أن كل تنظيم يتأسس على الانتماء لعقيدة أو مذهب ديني، وهدفه نشر هذه العقيدة أو إقامة حكم على أساس منها أو متعاطف معها، هو في الأخير تنظيم تكفيري.

لنبدأ بالجانب النظري للمذهب الذي ينتمي إليه الحزب: إذا كانت قناعة الحزب بسلامة منهج الدولة «الإسلامية» في إيران تنطلق من فكرة ولاية الفقيه، وهي فكرة شيعية اثنا عشرية حصرياً، فمعنى ذلك أن المنهج الإسلامي للدول الأخرى ليس سليماً، أي منحرف عن المنهج الإسلامي. ألا ينطوي هذا على تكفير مستتر، في مقابل تكفير «داعش» المعلن والمباشر؟ يقول الشيخ كمال الحيدري، وهو خريج مدرسة قم الإيرانية، في إحدى محاضراته على «يوتيوب»، إنه «لا يوجد أحد من علماء الإمامية لم يحكم بكفر غير الشيعة.. بلا استثناء.. بلا استثناء». وهناك فرق في التكفير هنا بين فريقين -أو تيارين- وفق الحيدري: تيار «يحكم بكفر المخالفين ظاهراً وباطناً»، وآخر «يحكم بإسلامهم (المخالفين) ظاهراً، وبكفرهم باطناً. وما عدا ذلك، هناك إجماع على كفر المخالفين». ومؤدى هذا الكلام أن هناك من علماء ومرجعيات الشيعة من هو في منهجه التكفيري مثل «داعش»، أي يتبنى التكفير المعلن والمباشر لغير الشيعة. لكن هناك من يظهر الاعتراف بإسلام غير الشيعة وعدم كفرهم وهو يعتقد في باطنه عكس ذلك تماماً، وهو منهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويتبعها في ذلك «حزب الله». منشأ التكفير عند علماء الشيعة الاثني عشرية معروف عند الجميع، وهو -كما يقول الحيدري- «أن الإمامة أصل من أصول الدين، أو المذهب، أو ضرورة من ضرورات الدين والمذهب. وهذا لازمه التكفير». ومن ثم، فإن «المنهج التكفيري في مدرسة أهل البيت غير قابل للدفاع عنه إلا بتغيير المبدأ (أو الأصل)..». ثم يستشهد بعد ذلك بكلام لـ «صاحب الجواهر» محمد حسن النجفي، في (ج22، ص62)، وفق الحيدري، يقول فيه: «بل تواترت (النصوص عن المخالفين) بلعنهم وسبهم وشتمهم وكفرهم، وأنهم مجوس هذه الأمة (لاحظ أن بعض أهل السنة يعتبر الشيعة هم مجوس الأمة)، وأشر من النصارى، وأنجس من الكلاب».

وما يؤكد أن كون الإمامة أصل من أصول الدين والمذهب ويقتضي بالضرورة تكفير مخالف هذا المعتقد، ما جاء في أحد أهم الكتب المرجعية للمذهب إلى وقتنا الحاضر، وهو كتاب «أصول الكافي» للمحدث الشهير محمد بن يعقوب الكليني (ت. 329هـ /941م ). أحد أبواب هذا الكتاب لافت بعنوانه وموح بدلالته، إذ هو بالنص: «من ادعى الإمامة وليس بأهل لها، ومن جحد الأئمة أو بعضهم، ومن أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل». يورد الكليني في هذا الباب، كما في بقية الكتاب، روايات عدة تنتهي سلسلة رواتها في الغالب عند أحد الأئمة الاثني عشر. من هذه الروايات قول أبي عبدالله (الحسين بن علي): «من ادعى الإمامة وليس من أهلها فهو كافر» (ج1، ص 420). وفي رواية أخرى: يقول أبو عبدالله: «من أشرك مع إمام إمامتُه من عند الله مَن ليست إمامتُه من عند الله، كان مشركاً بالله» (نفسه، ص 421). ثم ينقل عن أبي عبدالله أيضاً برواية أبي يعفر قوله: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماماً من الله، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيباً» (ص 421). أما الإمام جعفر الصادق فيقول، وفق الكليني برواية محمد بن مسلم: «كل من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير، والله شانئ لأعماله...» (ص 423).

اللافت في أحاديث الكافي عن الموضوع أمران: حرص الأئمة الشديد على الاحتفاظ بحقهم في الحكم، وأنه حق حصري أعطاه الله لهم دون غيرهم. وهو ما ينطوي على نظرية الحق الإلهي في الحكم، وهي نظرية سابقة على الإسلام، ولم تعرف في تاريخ الجزيرة العربية، وبالتالي تاريخ العرب وثقافتهم السياسية. من هنا نجد أن الاختلاف الذي حصل في السقيفة حول من يحق له خلافة النبي بعد وفاته كان يدور حول النسب، أو القرابة من النبي، أو السابقة في الإسلام. لم تظهر فكرة الإمامة كما تشير إليها أحاديث الكافي إلا بعد سقوط الدولة الأموية وقيام الدول العباسية. ولأنها اعتبرت حقاً حصرياً، شبيهة بحصرية الحق الإلهي، أصبحت الإمامة عند الشيعة أصل من أصول الدين والمذهب. ونتيجة لذلك، وهذا هو الأمر الثاني، أصبح كل مخالف لهذا الأصل بالضرورة كافراً، كما قال الحيدري، وهذا تكفير شامل يمتد إلى جميع أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى، بما في ذلك أهل المذهب الزيدي، الذي يجيز إمامة المفضول مع وجود الأفضل، ففي هذا، كما في حديث أبي عبدالله المشار إليه أعلاه، شرك بالله، لأنه «أشرك مع إمام إمامتُه من عند الله من ليست إمامتُه من عند الله».

كيف يبدو الواقع «أو السلوك» السياسي لإيران و«حزب الله» أمام هذا التصور النظري لمسألة التكفير؟ في حالة إيران رأينا في مقالة سابقة (الأحد 5 أبريل 2015) أنها تطبق آلية التكفير من خلال نصوص دستورية وليس من خلال فتاوى، كما يفعل السلفيون. فعندما تحدد المادة 12 مذهب الدولة الرسمي بأنه الاثنا عشري، فمعنى ذلك أن المواطنين الذين لا ينتمون إلى هذا المذهب لا ينتمون أيضاً إلى هذه الدولة من الزاوية المذهبية، التي أصبحت ملزمة دستورياً. ثم إن حرمان هؤلاء وغيرهم ممن لا يؤمن بولاية الفقيه من حق الترشح لرئاسة الجمهورية في مادة دستورية أخرى (115)، فضلاً عن أنه يتعارض مع منطق الجمهورية وروحها، إلا أنه شكل من أشكال الإبعاد والإقصاء، وبالتالي حجب كامل لحق سياسي عن طبقة معينة من المواطنين على أساس مذهبي، أو أيديولوجي، وهذا هو تماماً معنى التكفير. فمعنى هذا المصطلح تحديداً، وفق صاحب «اللسان»، الحجب والتغطية، ولذلك يسمى المزارع كافراً لأنه يغطي البذور بالتربة، وما تفعله إيران أنها تغطي الحق السياسي لطبقة كبيرة من المواطنين، وتحجبه عنهم بذريعة دينية بالنسبة إلى غير المسلمين (تكفير طائفي)، ومذهبية بالنسبة إلى المسلمين الذين لا ينتمون لمذهب الدولة (تكفير مذهبي)، وذريعة سياسية بالنسبة إلى من ينتمون لمذهب الدولة لكن لا يؤمنون بولاية الفقيه. وبهذا يمثل نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في زماننا التيار الذي يقر بإسلام المخالف في المذهب علناً، وبمواطنة المخالف في الدين علناً أيضاً، لكنه في الباطن يعتقد جازماً بكفرهما معاً، ولذلك لا بد من إبعادهما عن سلطات الدولة، وحرمانهما من حقوقهما السياسية. أين ينتظم «حزب الله» في هذا السياق؟ وما معنى ووظيفة كل مصطلح في ثلاثية «ولاية الفقيه- المقاومة- التكفير» في السياق ذاته؟

 

جسر الشغور: تغيُر الرياح؟

حسام عيتاني/الحياة/26 نيسان/15

خسارة النظام السوري مدينة جسر الشغور وفشله قبل ذلك في هجومه على بلدة بصر الحرير، يسلطان الضوء على جملة حقائق تتعلق بالتطورات الميدانية واستطراداً بمستقبل النظام وإمكان التسوية السياسية. حدث تحرير جسر الشغور ينبغي أن يُقرأ من اللاذقية، «عاصمة» الساحل السوري وليس من إدلب أو المناطق التي تسيطر المعارضة المسلحة عليها. ما ينقله الناشطون ووسائل الإعلام عن الوضع في الساحل السوري يشير إلى انهيار كبير في المعنويات وإلى خروج الجيش السوري من تصورات أهل المنطقة للمعارك المقبلة التي سيضطرون إلى خوضها بالاعتماد على قواهم الذاتية وليس على الجيش الذي تلاحقه الهزائم في جولات القتال المختلفة منذ فشله في هجومه المزدوج على ريف درعا وحلب قبل شهرين والذي جرى بقيادة إيرانية علنية.

أي أن المعركة يتعين فهمها، من وجهة نظر تقول بنضوب الخزان البشري الذي كان يغذي الجيش وقوات الدفاع الوطني الموالين للنظام إضافة إلى تعرض القاعدة الاجتماعية المؤيدة لبشار الأسد إلى رضة خطيرة قد لا تشفى منها في المستقبل المنظور، مقابل قدرة المعارضة، مهما كان اسم التشكيل المقاتل الذي يتصدرها، على تعويض خسائرها بالاستناد إلى كتلة بشرية ضخمة استوعبت مجازر النظام وبادرت إلى التحرك العسكري برؤية استراتيجية جديدة. تفسير النظام وأتباعه للأحداث الممتدة من خساراته في درعا وحلب ومعبر نصيب (ذي الدلالة الرمزية) ووصولاً إلى إدلب وجسر الشغور والمعسكرات والحواجز المحيطة بهم، يقوم على وصول إمدادت كبيرة من تركيا والسعودية وقطر لإضعاف موقف حكومة الأسد في أي مفاوضات سياسية مقبلة. في الوسع البناء على مجريات لقاء «موسكو - 2» التشاوري وعلى كلمة ممثل النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري المليئة بالتهديد للاستنتاج بالإضافة إلى مقابلة الأسد الأخيرة مع القناة الفرنسية الثانية والبيانات العسكرية الشبيهة بالهذيان حول سقوط جسر الشغور، للقول أن النظام لم يغير، في العلن على الأقل، سيرته الأولى في إنكار الواقع واعتبار أنه ما زال ممسكاً بالمبادرة الاستراتيجية التي بدا أثناء العامين 2013 و2014 أنها قد انتقلت إليه وأنه يسير نحو حسم الصراع عسكرياً. عند النظر إلى المسألة من زاوية ثانية، كاستعراض صور الأسرى الذين وقعوا في يد المعارضة في معركة بصر الحرير وتأمل ما كانوا يحملون أو يرتدون من زي غير موحد (قسم من الأسرى يرتدي معطفاً عسكرياً فوق ثياب مدنية). والحال أن مقاتلي المعارضة لم يتمكنوا من اكتشاف هوية أسراهم ومن أين جاءوا لعدم إتقان هؤلاء اللغة العربية ولعدم وجود ما يدل على «بلد المنشأ» إلى أن تبين لاحقاً أنهم من افغانستان والأرجح أنهم من أقلية الهزارا. تقود هذه الحقيقة إلى استنتاج آخر خلاصته أن الراعي الإيراني يعاني هو أيضاً من شح في الموارد البشرية بعد انسحاب المسلحين العراقيين للمشاركة في «الحشد الشعبي» والتصدي لـ «داعش» وعدم رغبة الايرانيين في زج مواطنيهم مباشرة في أتون القتال والاكتفاء «باللحم الرخيص» الذي توفره مخيمات اللاجئين الافغان في إيران والهزارا المعدمين. هذا ناهيك عن المتاعب الكبيرة التي يواجهها «حزب الله» اللبناني على أكثر من جبهة. ستلي معركة جسر الشغور معارك مقبلة أشد خطراً على النظام وأتباعه. ولا يبدو أن إمكاناته كافية لتغيير اتجاه الرياح هذه المرة.

 

الشرق الأوسط: مبادرة صعبة من خطوتين

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/26 نيسان/15

منذ خطابه الذي ألقاه في الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2013 والرئيس أوباما يحاول إقناع السعودية، وبقية حلفاء أميركا في الخليج، بأن الولايات المتحدة ملتزمة، بصدق، بالدفاع عن أمنهم. وحتى الآن لم تحرز مساعيه الكثير من النجاح، ولكنه بصدد المحاولة مرة أخرى أثناء القمة التي ستعقد في كامب ديفيد الشهر المقبل. وتعد مساعي أوباما جزءًا من مخطط استراتيجي أكبر للشرق الأوسط يمكن وصفه بما يسمى بـ«المقاربة المزدوجة»؛ فمن جانب، تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل لاتفاق مع إيران للحد من قدرتها على تصنيع سلاح نووي، ومن جانب آخر، ترغب واشنطن في تعزيز القدرات العسكرية للسعودية وجيرانها، عبر اتفاقيات تسليح، وتعاون عسكري جديدة. والهدف هو الوصول في نهاية المطاف إلى تحقيق وضع متوازن لا تمثل فيه إيران تهديدا خطيرا في مواجهة دولة سعودية تحظى بثقة في النفس، وأكثر قدرة على المناورة على المستوى الإقليمي. ويوضح مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قائلا: «نحن بحاجة إلى تشكيل الوضع حتى تتمكن دول الخليج من امتلاك القدرة على التعامل مع إيران من موقع متكافئ متوازن».

ويعد الدعم، الذي أظهرته واشنطن حيال الحملة العسكرية التي تشنها السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، جزءا من تلك المحاولة الرامية لإعادة التوازن إلى منطقة أخذت إيران تصول فيها وتجول هي ووكلاؤها.

وتعيد المبادرة الأميركية المعقدة المكونة من خطوتين إلى الأذهان التحذير الذي كان يردده مايكل كورليونى في فيلم «العراب - الجزء الثاني» عندما كان يقول: «لتحتفظ بأصدقائك على مقربة منك، ولكن احتفظ بأعدائك على مسافة أقرب». ولا بد أن السعوديين وجيرانهم يتعجبون في بعض الأحيان، وهم يشاهدون الولايات المتحدة تحرص على التقرب من إيران، ويتساءلون عما إذا كانوا أصدقاء لواشنطن أم أعداء لها، لكن الدعوة لعقد اجتماع كامب ديفيد جاءت بهدف تخفيف حدة ذلك القلق.

وكان الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، قد التقى الرئيس أوباما الاثنين للاطلاع على جدول أعمال اجتماع كامب ديفيد المقرر عقده في اليوم التالي للقاء الذي سيجرى في البيت الأبيض في 13 مايو (أيار).

وكانت الإمارات ترغب في بداية الأمر في إقرار اتفاقية رسمية للدفاع عن دول مجلس التعاون الخليجي ضد العدوان الخارجي، لكن البيت الأبيض رد بأن عقد اتفاق قانوني «لا يعد أمرا واقعيا» بالنظر إلى التعقيدات التي سيتعين حلها مثل الحصول على موافقة مجلس الشيوخ بالإضافة إلى كونه «غير ضروري»، حسبما قال المسؤول. وذكر المسؤول موضحا: «يمكننا أن نزيد التطمينات الأمنية لحلفائنا حتى يكونوا على ثقة من قيامنا بإرسال قوات على وجه السرعة لمنطقة الخليج إذا لزم الأمر». ويعد اليمن بمثابة اختبار لديناميكية الفوضى في الخليج، فقد أعلن أوباما دعمه للحملة الجوية السعودية التي استمرت طوال ثلاثة أسابيع، وشاركت فيها الإمارات، لوضع حد لسيطرة الحوثيين، المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، على اليمن، ودفعهم في اتجاه القبول بحل سياسي.

ويسعى السعوديون والإماراتيون في هذا الاتجاه عن طريق إبعاد القبائل اليمنية عن التحالف مع الحوثيين أو تنظيم القاعدة الذي لا يقل خطرًا عن الحوثيين في الجزيرة العربية. ويعتقد مسؤولون خليجيون أن سبعة ألوية كانت متمردة من الجيش اليمني أعلنت تعاونها مع الحكومة، كما أنه من المرجح أن ينضم إليها عشرون لواء قريبًا. وأعلن البيت الأبيض عن دعمه لعاصفة الحزم، ولكن أعرب مسؤولون عن خشيتهم من تحول اليمن إلى مقبرة لمثل هذه السيناريوهات المتفائلة، مشيرين إلى أن هدف إيران الحقيقي قد يكون جرّ السعودية إلى مستنقع يمني.

ويتبقى لدى البيت الأبيض هدف أخير وراء الدعوة لاجتماع كامب ديفيد وهو تحفيز العمل ضد التهديدات الداخلية لأمن الخليج من قبل الجماعات المتشددة مثل «داعش»، بدلا من التركيز فقط على التهديدات الخارجية الممثلة في إيران. وترى الإدارة الأميركية أن العالم العربي قد أصابته حالة من الفوضى بسبب انهيار أنظمة دول فيه، فيما تشتعل حروب طائفية بالوكالة مع إيران أدت إلى نشر الفوضى في العراق، وسوريا، وأخيرا اليمن. في شرق أوسط غير مستقر إطلاقا، يجدر بنا تذكر اثنين من التطورات الإيجابية؛ الأول هو عقد الولايات المتحدة وإيران مباحثات بناءة بعد عداء دام 36 عاما. والثاني هو انخراط الولايات المتحدة بصدق، وبشكل خلاق مع حلفائها في الخليج الذين يشعرون بالضيق في أغلب الأحيان. وستدفع السياسة الرشيدة هذين التطورين للالتقاء في طريق يقود المنطقة تدريجيا نحو الاستقرار على مدى العقد المقبل. ويشعر قادة دول الخليج العربي بالاستغراب عندما يسمعون أوباما يقول، مثلما صرح لتوماس فريدمان من صحيفة «نيويورك تايمز»، إن «أكبر تهديد يواجهونه قد لا يأتي من إيران، وغزوها لهم، بل قد يأتي من داخل بلدانهم». لكن يجب أن لا يشعر القادة بالقلق، فمثل هذا الحديث المتسم بالصراحة يعبر عن صداقة حقيقية وتحالف أصيل. * خدمة «واشنطن بوست»

 

عاصفة الحزم» والتحدي السوري

فايز سارة/الشرق الأوسط/26 نيسان/15

رغم كل المسارات الصعبة التي ترتبها «عاصفة الحزم» على المنطقة بدولها وشعوبها، خصوصًا على اليمن، فإنها تمثل تطورًا مهمًا في واقع دول المنطقة وشعوبها، نظرًا لما تحمله من تحولات سياسية وأمنية في واقع المنطقة دولاً وشعوبًا، وما يمكن أن تتركه على مستقبلها من نتائج. فـ«عاصفة الحزم» تمثل وعيًا عامًا بالأخطار التي تهدد المنطقة منذ سنوات طويلة، بعد أن ضربها خطران؛ خطر التطرف المسلح من جهة، وخطر التمدد الإيراني من جهة أخرى، كما تمثل العاصفة نهوضًا في مواجهة الخطرين في آن واحد، بعد أن سكتت دول المنطقة، وسايرت الخطرين على أمل معالجة تحدياتهما بطريقة هادئة ودبلوماسية، هي أبعد عن قعقعة السلاح، واستخدامه (إذا تم) بصورة محدودة. وقد عملت «عاصفة الحزم» على إعادة ترتيب العلاقات الإقليمية في المنطقة ومحيطها الدولي، فدفعت إلى إقامة تحالف واسع وفعال، ضم دولاً كانت علاقات معظمها البينية فيها من الحساسيات والتجاذبات، أكثر مما فيها من التوافق والتقاربات. وسط تلك المعطيات، تبدو «عاصفة الحزم» قد فتحت أفقًا، لا يقف عند مواجهة التطرف الحوثي والتمدد الإيراني بالقوة المسلحة إلى جانب الجهد الدبلوماسي النشط والحاسم في اليمن، إنما فتحت الأبواب كذلك نحو مواجهة الامتدادات الإقليمية لكل من التطرف المسلح من جهة، والتمدد الإيراني بمضامينه الآيديولوجية والمسلحة، من جهة أخرى. وكلاهما؛ منفردين أو مجتمعين، نخر كثيرًا من بلدان المنطقة، شاملاً أغلبية دول الخليج العربية، وممتدًا إلى بلاد الشام والعراق، إضافة إلى مصر وليبيا، دون أن يتوقف في كل من تونس والجزائر. وإذا كان التمدد الإيراني، ركز جهده في الامتداد الجغرافي القائم بين الخليج وساحل البحر المتوسط بشكل أساسي، قبل سعيه إلى التمدد في اليمن ليجعله قاعدة انطلاق نحو محيطه، فإن التطرف المسلح، شمل تلك البلدان، وامتد خارجها فاتحًا بوابة الارتباط بإيران على نحو ما هي عليه حال الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق، ثم شاركه في الانتشار والتمدد تنظيم «داعش» المرتبط بخط تنظيم القاعدة الذي وإن كان يلبس هوية سنية، بخلاف الميليشيات الشيعية ذات المرجعية الإيرانية، فإنه في المحتوى يسير على خطى الأخيرة في اعتماد التطرف والإرهاب المسلح أساسًا للعلاقة مع شعوب المنطقة ودولها.

وتمثل الحالة السورية نموذجًا خاصًا في حالة دول المنطقة في موضوعي انتشار التطرف المسلح والتمدد الإيراني؛ ففي سوريا نظام متطرف في عقيدته وفي سياساته وممارساته، ويتجاوز موضوع التطرف فيه، ممارساته الدموية في قتل السوريين وتهجيرهم، إلى عملية تدمير بلدهم بصورة منهجية، مضيفًا إلى ما سبق روابطه الوثيقة مع التطرف المذهبي الإيراني الذي غدا قوة الحسم في قرار نظام الأسد من خلال شبكة معقدة التأثير في النظام، تمتد من الرعاية السياسية إلى المساعدات الاقتصادية والأمنية، وصولاً إلى إرسال الخبراء المتعددي الاختصاصات وجنود الحرس الثوري للقتال إلى جانبه. كما تمثل تطرف النظام في استدعاء ميليشيات المرجعية الإيرانية من حزب الله اللبناني، ومثله «لواء أبو الفضل العباس»، و«لواء ذو الفقار»، و«كتائب حيدر الكرار للقناصة»، و«عصائب أهل الحق» العراقية، إضافة لميليشيات أخرى مسلحة ومتطرفة.

وبطبيعة الحال، فإن تعميم التطرف والإرهاب من جانب نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين وميليشياتهم، فتح أبواب سوريا أمام وجود متطرفين آخرين، كانوا من حيث الشكل في الموقع الطائفي الآخر من أدوات الصراع، وفي الواقع كانوا في موقع النظام من حيث المهمة والممارسة، وهذا بعض ما يفسر المعلومات المتداولة عن العلاقات المباشرة وغير المباشرة، التي تربطهم مع أجهزة النظام وأجهزة إيران والعراق الاستخبارية، وقد نظموا انتقال عشرات آلاف من أفراد وقيادات تنظيمات التطرف والإرهاب القاعدي، ومساعدتهم بأشكال مختلفة، ليقيموا تنظيماتهم في سوريا، مما جعل الأخيرة ساحة تنظيم وقتال للمتطرفين الإرهابيين من «الشيعة» و«السنة» على السواء الذين جعلوا - كما النظام - السوريين هدفًا لهم. وكما هو واضح من المعطيات، فإن الوضع السوري من حيث تمركز التطرف المسلح، ومن حيث التمدد الإيراني، هو الأخطر في المنطقة. وربما كان الأولى بـ«عاصفة الحزم» أن تبدأ من سوريا.. أما وإنها بدأت في اليمن، فإن هدفها الثاني، لا بد أن يكون سوريا، دون أن يكون لمسارها المسار ذاته الذي مضت فيه «عاصفة الحزم» في اليمن؛ بمعنى أن يركز المسار السوري لـ«عاصفة الحزم» على السياسي أكثر من العسكري، والأسباب في ذلك لا تكمن في الاختلافات بين البلدين، وهي خلافات قائمة ومنها وجود سلطة شرعية في اليمن تتابع وتشارك في عملية التصدي للحوثيين وللتمدد الإيراني، مقابل نظام متطرف يمارس إرهاب الدولة ضد السوريين، إنما هناك أسباب أخرى، لعل الأبرز فيها أن المجتمع الدولي رسم طريقًا لحل سياسي للقضية السورية، يتمثل في مسار بيان جنيف لعام 2012 ومؤتمر «جنيف 2» لعام 2014، لكنه لم يوفر قوة سياسية وعسكرية تدعم تطبيقهما، ولا شك أن «عاصفة الحزم»، بما هي عليه، يمكن أن تكون قوة دعم وتطبيق لمسار الحل السياسي في سوريا.

 

المشرق العربي مجدّداً أمام الحسابات الخاطئة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/26 نيسان/15

عندما عزمت الولايات المتحدة وبريطانيا عام 2003 على غزو العراق، وإسقاط حاكمه، وتدمير مؤسساته الأمنية والعسكرية، واجتثاث بقايا حزب البعث العربي الاشتراكي من هياكل حياته السياسية، تحفّظت عدة مرجعيات دولية على تلك الخطوة. والحقيقة أن ذلك التحفّظ لم يأتِ من حبّ جارف لنظام متسلّط جائر، ولا رغبة عارمة بالمحافظة على امتيازات فئوية هنا أو هناك. إطلاقا، كان وراء ذلك التحفّظ.. الخشية من ألا تكون هناك رؤية عقلانية واضحة لعراق ما بعد صدّام حسين.. «عراق المستقبل». ولكن كما قال الروائي الأميركي الشهير جون شتاينبك في تعريفه الطريف للنصيحة «المرء لا يرغب أن يسمع من النصائح إلا النصيحة التي تلائمه، والتي تبرّر له ما يريد فعله على أي حال».

وكما يعرف القاصي والداني، سار الغزو من دون أي مشكلات في ظل انعدام الندّية العسكرية. ومن ثم بدأ احتلال فعلي تبين بمرور الوقت أنه إما ما كان يفهم البلاد وأهلها، وإما ما كانت لديه الرغبة بالفهم أصلاً. وحصل ما حصل إبان الاحتلال وانقلبت كل الحسابات والمعادلات، ودانت البلاد لنفوذ إيران عبر «أصدقائها» وعملائها من ساسة وملالي وميليشيات. غير أن طموحات قادة طهران كانت أكبر من مجرّد الثأر من صدّام حسين ونظامه وما يمثلان. كان لدى القيادة الإيرانية مشروع إقليمي توسّعي تتعجّل تطبيقه، وهنا جاء دور نظام دمشق المولّج بإرسال إرهابيين من متطرّفي السنّة إلى داخل العراق، أولاً لمناوشة قوات الاحتلال الأميركي للتعجيل بسحبها وترك العراق أرضًا إيرانية، وثانيًا لـ«شدّ العصب الشيعي» الطائفي وتسويغ تعزيز قدرات الميليشيات المرتبطة مباشرة بـ«الحرس الثوري الإيراني» والخاضعة لإمرته.

وهكذا كان.

تولّى النظام السوري تجنيد مَن باتوا يعرفون اليوم بـ«التكفيريين» و«الإرهابيين»، ورعايتهم وتسهيل انتقالهم عبر الحدود السورية – العراقية. وبعد الأمثلة المعروفة من نوعية «أبو القعقاع» (محمود كول آغاسي) وجماعة «فتح الإسلام»، تتكشّف معلومات إضافية عن غضّ دمشق النظر عن تنامي جماعات وإسهامها الفعلي في تشكيل جماعات أخرى، داخل سوريا نفسها. وكذلك دعمها ورعايتها جماعات متشدّدة ترفع شعارات ومطالب إسلامية سنّية داخل لبنان.. بهدف المزايدة على تيار «المستقبل» وسحب البساط من تحت أقدامه في الشارع السنّي. ومعلوم دور إيران وصِلاتها على الصعيد الفلسطيني حيث يرتبط بها كل من منظمة الجهاد الإسلامي وتيار متشدّد داخل حركة حماس. والمفارقة هنا، أنه بينما تتباهى إيران بعلاقاتها الوثيقة بالتيار الإسلامي السنّي المتشدّد في فلسطين.. زجّت سوريا في حرب أهلية – مذهبية عبر رميها التيار الإسلامي السنّي المتشدّد في سوريا بتهمة «التكفير»، ومن ثم، تكليفها ميليشياتها المذهبية مثل حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس وعصائب أهل الحق العراقية وغيرها بمقاتلته.

ولكن حتى مع أساتذة الاستراتيجيات تخرج الأمور، في كثير من الأحيان، عن «السيناريو» المُعد لها. وهذا إذا أسقطنا من الحساب «نظرية المؤامرة» التي تقوم على أن «داعش»، التي تحتل أراضي واسعة في العراق وسوريا وتهدد لبنان وأماكن أخرى من العالم العربي، ليست إلا اختراعًا إيرانيًا لابتزاز الغرب، والولايات المتحدة تحديدًا.

غايات «داعش»، كما بات جليًّا، لا علاقة لها من قريب أو بعيد من أهداف معركتي الشعبين العراقي والسوري في سبيل الحرية والكرامة وحماية الأرض والعرض. ولذا، لا تعني هذا التنظيم أي أولويات في القتال، أو أي جهة تشكل بالنسبة له العدو الحقيقي. بكل اختصار «العدو» بالنسبة لـ«داعش» هو كل من لا يتبع خطابها ويتبنى شعاراتها. وبالتالي، فإنها تلحق الضرر الأكبر بحاضنتها الطبيعية.. وتتسبّب بمآسٍ إنسانية فظيعة لا يدفع ثمنها سوى المسلمين السنّة على امتداد تخوم البادية في قوس الهلال الخصيب.

وفي المقابل، بينما يعمل مخطّط طهران على مفاقمة قهر السنّة وإحباطهم ودفعهم دفعًا نحو اليأس، نجد أن المجتمع الدولي يتجاهل عواقب هذا المخطّط المدمّر للمنطقة كلها، بل وللعالمين العربي والإسلامي.

ليس مطلوبًا من المجتمع الدولي، وبالأخص، واشنطن، الانحياز إلى مكوّن طائفي في وجه مكوّن آخر، لكن من الواجب التنبّه أن اليأس يولد التطرّف، والتطرّف لا بد أن يولد تطرّفًا مضادًا.

الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي استقبل أخيرًا بحفاوة بالغة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وحثّ غير مرة على التنبه للتطرّف الميليشياوي الشيعي وتأثيره السلبي على المعركة ضد «داعش»، ما زال بعيدًا عن تبنّي سياسة جدّية قاطعة. والسبب مفهوم.. ألا وهو تحاشي إغضاب طهران التي اقتنع أوباما بأنها لا بد أن تكون «شريكًا»، إن لم يكن «حليفًا»، على مستوى المنطقة. وفي المقابل، تدرك القيادة الإيرانية هذا الواقع وتعمل خلال الفترة المتبقية للإدارة الأميركية الحالية في البيت الأبيض على تحقيق أكبر قدر ممكن من المكتسبات. ويبدو أنها تسير قدمًا في مخطّطها من دون أدنى تردّد في كل مكان بلغته القوى الخاضعة لها، من باب المندب وخليج عُمان، إلى شرق المتوسط من حدود تركيا وحتى حدود إسرائيل. في هذه الأثناء، لا ترى القوى الأخرى في الشرق الأوسط أنها مضطرة لتقبّل رهانات أوباما المغامرة وهي صامتة مُذعِنة. وبالفعل، اختارت إسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو أسلوب المواجهة معتمدةً على ما لها من نفوذ داخل كواليس السلطة في واشنطن.. بعدما ضايقها تفرّد الرئيس الأميركي بقرار توزيع الحصص الإقليمية. كذلك تحفظت تركيا الإردوغانية لكنها فضلت أسلوب المناورة والالتفاف. أما العرب فأوصلوا رسالتهم المتحفظة بـ«اللباقة» العربية الدبلوماسية المعهودة.. ولكن من دون أوهام، ولأول مرة، من دون رهانات على إدارة أميركية تكرّر بعد تجربة 2003 خطيئة رفض الإصغاء. أزعم أن المحللين المطلعين في واشنطن يلمسون حاليًا الضيق العربي، ويدركون أنه لن يعبّر عن نفسه بمواقف ارتجالية. لكنهم يعرفون جيدًا أن واشنطن ستدفع – وربما في وقت غير بعيد – ثمن اختلال حساباتها في المنطقة، وقد يكون الثمن باهظًا...

 

الضاحية الجنوبيّة... من عهد الرجالات إلى زمن المافيات

علي الحسيني/ موقع 14 آذار/26 نيسان/15

تغيّرت ملامح الضاحية الجنوبيّة وما عادت كما كانت عليه في السابق، ولا عادت تُشبه في أحيائها وشوارعها تلك المنطقة الشعبيّة التي خرجت منها أولى طلائع المقاومين ضد العدو الإسرائيلي وشخصيّات مُتعدّدة ومتنوّعة كان لها في كل ميدان بصمة نجاح. ولم تعد تُحافظ على طابع "موزايك" خاص بها ميّزها عن بقيّة المناطق طيلة عقود سابقة بأنها جمعت بمساحتها الشرعيّة شرائح مختلفة من النسيج اللبناني. يُجمع ما يُعرف بسُكّان الضاحية الجنوبيّة "الأصليين" اليوم على أن الفترات الحالية التي يمرّون بها، هي بالنسبة إليهم من من أسوأ المراحل التي عايشوها هم وأهاليهم من قبلهم منذ أن سكنوا المنطقة. يترحّمون على زمن جميل لن يتكرّر حمل اليهم الأمن والأمان ورافقهم لسنوات طويلة قبل أن يتحوّل مُجرّد ذكرى بعد أن عبثت فيه يد أحزاب وتنظيمات فحّولته إلى واقع مرير مليء بالقهر والأسى.

تجول في شوارع الضاحيّة فتشاهد تعدّيات واضحة على الاملاك العامّة والخاصّة. مناطق أشبه بغابات إنسان البقاء فيها للأقوى، والقوّة هنا تُترجم بدعم حزبي لا محدود يبدأ بإحتكار بيع المياه والكهرباء عبر مولّدات خاصة بحيث يخضع كل حيّ تحت سلطة أحدهم، ولا ينتهي بإجبار الناس على القبول بهكذا نمط من الحياة وإلّا تم وضعهم على "جدول" زعيم الحيّ المدعوم وعندها لن يكون أمامهم سوى خيارين أحلاهما أمر من الاخر، فإمّا الرضوخ للأوامر، وإمّا بيع المنزل والإنتقال إلى خارج حدود الضاحية.

لم تعد الحياة هناك تستهوي الكثيرين، لكن وحدها الأسعار الخيالية للمنازل والإيجارات المُرتفعة خارج مُحيط الضاحية تمنعهم المغادرة. وبرأي هؤلاء أن المنطقة لم تعد آمنة كما عاهدوها في السابق وما من أحد منهم يجروء على إخراج أولاده الصغار بعد غروب الشمس حتى ولو بهدف حاجيّات من المحال القريبة من منازلهم، فأعداد من "شباب الحيّ" المتنوّعين عادة ما يتوزّعون على الأرصفة وجوانب الطرقات، على غرار العصابات في الأفلام السينمائيّة، بعضهم تُجّار مخدرات وبعضهم من أصحاب الخوّات، أمّا بالنسبة إلى العابرات من بينهم، يقول أحد سُكّان منطقة "حيّ السُلّم"، "كل وحدة هي وشاطرتها".

الغطاء الشرعي الديني في الضاحيّة الجنوبيّة يُمنح لفئة ويُحجب عن فئة اخرى، كيف لا ورخص البناء وتشغيل مولّدات كهربائيّة والسماح بالعمل على سيّارات "اكسبرس"، جميعها بيد بلديّات تعمل بإمرة جهات حزبيّة متنفّذة. وخير دليل محمد سليم ابن محلّة "حارة حريك" العاطل عن العمل منذ سنوات مع العلم انه لم يوفّر مسؤول حزبي في الضاحية إلّا وطرق بابه لكن من جدوى. تتلخّص حكاية محمد أنّه واحد من بين الاف الشًبّان الذين يرفضون الإنحراف رغم فقر حالهم.

عجز محمد عن إيجاد وظيفة ذهب تسد باب جوع عائلته. ذهب لمسؤول حزبي في المنطقة التي يسكنها ليُساعده في الحصول على ترخيص "اكسبرس" صغيرة يضعها في احدى زوايا الشوارع، لكن الاخير رفض حتّى النقاش في الامر قائلاً له بأن الرخص هي فقط من حق جرحى "المُقاومة وأبناء "الشُهداء"، علماً يقول محمد، أن أكثر من 300 "أكسبرس" في الضاحيّة الجنوبيّة لا تعمل بترخص ومُعظم أصحابها هم إمّا مدعومون من أحزاب معروفة وإمّا محسوبون على مسؤولون كبار في البلديات، كما أن معظمها تحوّل إلى مراكز امنيّة منها تنطلق التعليمات للعناصر المُسلّحة.

حكايات كثيرة ومُتشعّبة يشيب لها شعر الرأس يرويها السكان بين منطقة وأخرى داخل هذا "المُربّع الكبير"، لا تبدأ بقضيّة حسين فرحات الذي خُطفت ابنته منذ اشهر على يد أحد ابناء العشائر ليتزوّجها رغم انها تُعتبر قاصر، ولا تنتهي بإفلاس معظم أصحاب المحال التجاريّة وإغلاق تجاراتهم بعدما تحوّلت الضاحيّة إلى مكان غير مُطابق للمواصفات الحياتيّة ولا المعيشيّة، فالعبء الذي تحمّله الأهالي على الصعيد الامني طوال المرحلة السابقة إنعكس على نمط حياتهم بشكل سلبي إذ تحوّل هم المآكل والملبس وتامين اقساط المدارس، إلى هم البقاء على قيد الحياة وتوفير المُدّخرات لأيام مقبلة يعتبرونها أصعب من تلك التي مرّوا بها.

حتّى معظم الفتاوى الشرعيّة "المُتقلّبة" لم تعد تجد لها مكانا في نفوس معظم الأهالي في الضاحية، ومظاهر التديّن التي طبعت عدد كبير من المنتمين إلى فريق حزبي مُحدّد في مرحلة ما، تبدّدت هي الاخرى بعدما فضحت رفاهيّة الحياة التي يعيشونها وتجاراتهم الواسعة والمُتعدّدة كل ما حاولوا التستّر خلفه كل تلك الفترة، ولهؤلاء الشخصيّات ملف خاص لدى الأهالي يدل بالأُصبع على كل منهم، وعلى سبيل المثال، فأن بعضهم احترف مهنة المقاولات والبناء، والبعض الاخر وسّع نشاطه في مجال بيع السيّارات فأصبح يمتلك معارض منها بعدما كان يعرضها في السابق على إحدى الأرصفة.

بالأمس اضطر يعقوب عواضة إلى بيع متجره المُخصّص لبيع الألبسة الأوروبيّة الواقع بين منطقتي "حارة حريك" و"بئر العبد" مُقرّراًّ العودة إلى كندا التي كان تركها مع زوجته وأولاده الثلاثة منذ خمس سنوات للمجيء إلى لبنان والإستقرار فيه بناء لرغبة الأهل، علماً أنها المرّة الثانية التي يتنقّل بها يعقوب بمتجره هذا بين منطقة إلى اخرى داخل الضاحيّة. يُخبر يعقوب عن خسارة ماديّة فادحة تعرّضت لها تجارته وكيف أنّه تحوّل من تاجر معروف بين الصين وكندا إلى رجل مديون يتهرّي من المصارف.

كُثر هم الذين ينتظرون لحظة البدء بالخطّة الامنيّة المُزمعة في الضاحية، وكثر هم الذين يُعوّلون على عودة الروح إلى حياتهم بعدما تلوّنت بالسواد بفعل التفجيرات وما تبعها من عملية إحياء "الأمن الذتي" التي كان لها الأثر الاكبر في قلب رأس حياة الناس رأساً على عقب، ومن بين سُكّان الضاحية من ينظر إلى الخطّة في حال جرى تطبيقها بالشكل المطلوبن على انّها الفرصة الاخيرة ليشعروا أنّهم في وطن شرعي خال من الإضطرابات و"المافيات".

 

خالد ضاهر دعا وزير الداخلية إلى الاستقالة: الأرمن في عنجر يقيمون على أرض الأوقاف الاسلامية ومع ذلك نسكت ولنترك موضوع الإبادة للمتخصصين

السبت 25 نيسان 2015 /وطنية - عقد النائب خالد ضاهر مؤتمرا صحفيا في منزله في طرابلس، تناول فيه عددا من القضايا والتطورات الراهنة، ولفت في مستهله إلى "كثير من الأمور التي تحدث في لبنان"، قائلا: "لا بد لنا من موقف لله تعالى، ولشعبنا نقول فيه الحق، ولا نخشى في الله لومة لائم". وبارك "قائد الأمة العربية الملك سلمان بن عبد العزيز، وإخوانه ولي العهد وولي ولي العهد ووزير الدفاع القائد الطيب القوي وإخوانهم في المملكة وفي التحالف العربي، لمواجهة الغطرسة الإيرانية والأطماع الفارسية، ونشد على أياديهم. وأجدد كلمة قلتها وأرسلتها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2009، وأبدينا فيها استعدادنا أن ندافع عن أرضنا وأمتنا وأوطاننا أمام الهجمة والغزوة الفارسية، لأننا أصحاب تجربة في قتال العدو الإسرائيلي وعملائه".

وقال: "نحن نجدد هذا الالتزام اليوم. بأننا مع المملكة العربية السعودية، ليس بالكلام فقط، إنما بالفعل والالتزام والاستعداد للتضحية بالأرواح، وبكل ما نملك حفاظا على كرامتنا وعقيدتنا ووجودنا، أمام هجمة شرسة لا تقل عن الهجمة الصهيونية الإسرائيلية على أمتنا، بل هي أخطر منها. وهي تحتل أرضا عربية بمساحة 325 ألف كلم مربع في الأهواز وعربستان وفي الجزر الإماراتية. وها هي ميليشيات الحرس الثوري تملأ أرض العراق الطاهرة، وأرض سوريا وفي اليمن، وأطماعهم لا تخفى على أحد، وهذا سيكون مؤتمرا صحفيا لنا حول الأطماع التاريخية والأحقاد الفارسية على أمتنا ودورهم السيئ في تاريخ هذه الأمة بالوقوف مع أعدائها دائما".

ثم تناول موضوع الإبادة الأرمنية، فقال: "هناك موقف مبدئي. فنحن نرفض الإساءة إلى الإنسان، ونرفض الإجرام، ونرفض القتل، ونرفض المجازر، ونرفض الاعتداء على إنسانية الإنسان، وهذا مبدأ إلهي مذكور في القرآن الكريم، بحرمة النفس وبحقوق الإنسان وبكرامته"، مستدركا "لكن القضية في لبنان، تأخذ أبعادا سياسية خطيرة تسيئ إلى أمن المجتمع اللبناني واستقراره، وإلى لحمة المجتمع اللبناني".

أضاف "وليعلم الجميع والأرمن خاصة، أن الشعب اللبناني هو عربي بمسلميه ومسيحييه، من الأتراك ومن الأكراد، وأخيرا جاء الأرمن إلى لبنان، وأهلا وسهلا بهم على أرض لبنان، وأخذوا الجنسية، ولهم خمسة نواب ووزراء، ولا اعتراض على هذا الموضوع مطلقا، لكن على الأرمن أيضا أن يحترموا شعورنا. فنحن لنا تاريخ مع العثمانيين، وعائلاتنا أخوالهم وأعمامهم في تركيا وكردستان وفي القوقاز. منهم من تهجر ايضا. وليعلم الجميع أن أربعة ملايين من العثمانيين تهجروا من بلاد القوقاز على يد روسيا".

وتابع "إذا أردنا أن نفتح الأمور التارخية بطريقة سياسية، فلن نصل إلى نتيجة، كما قال الطيب رجب أردوغان، الذي طالب بتشكيل لجنة من الباحثين والدارسين المتخصصين من أرمينيا، ومن تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا وإنكلترا وأميركا، وفتح الأرشيف العثماني والروسي والأرمني والألماني والفرنسي والأمريكي، لكشف الحقائق وليس لاستغلال الأمور سياسيا، والاساءة إلى تركيا الحديثة، بعد مئة عام من الأحداث، التي جرت في حرب عالمية مدمرة، أدت إلى ملايين القتلى وتهجير عشرات الملايين من البشر".

وسأل: "ماذا حصل لمسلمي البلقان؟ وماذا حصل لمسلمي القرم، وهي منطقة عثمانية هجر أهلها إلى سيبيريا وبلاد الشيشان والأنغوش، وأنتم تعرفون الشركس في بلادنا في الأردن وسوريا ولبنان والعراق الذين تهجروا من بلادهم؟".

وتوجه إلى من يحييون ذكرى الابادة "إذا كنتم تريدون مواجهة الأتراك، فواجهوهم في أرمينيا، أو في تركيا. أما نحن فتربطنا بهم صلات، وأنا جدي سليمان الشريف ضاهر، وشقيق جدي الأكبر استشهد مع العثمانيين في الدفاع عن بلادنا في معركة شاناكليه، ونحن لا نقبل الاساءة إلينا. نحترم الجميع، وعلى الجميع أن يحترمنا، وإلا يصح في الأرمن المثل الشعبي: تجلسون في حضننا وتنتفون في ذقننا".

وخاطب الأرمن "لقد استقبلتم في لبنان وفي البلاد العثمانية، وبصراحة لو كان هناك مجزرة لما وصلتم إلى هنا، لقد حصلت هناك قلاقل، فأنتم حملتم البندقية ضد الدولة العثمانية، ووقفتم مع الروس والفرنسيين والإنكليز، وهذه حقائق تاريخية، وهاكم الأرشيف الأوروبي والمقالات"، لافتا "حتى جورج قرم وزير المالية السابق سمعناه من على شاشة "أل بي سي" يقول: إن الأوروبيين قد سلحوكم ووقفتم ضد الدولة العثمانية، وحصلت معارك بينكم وبين الدولة العثمانية"، داعيا إياهم "لنترك هذا الموضوع للباحثين والناقدين والمتخصصين، لإيصال الناس إلى حقوقهم، أي حقوق الأرمن وحقوق الأتراك. فهناك مجازر أيضا، حصلت أيضا، بحق الأتراك. نحن إذا مع العدالة، ومع البحث العلمي، وليس مع الاستغلال السياسي".

وقال: "أكثر من ذلك، أنتم الأرمن في عنجر، تقيمون على أرض الأوقاف الاسلامية وهي بملايين الأمتار، ومع ذلك نسكت، ونقول إن هناك قضاء، وهناك دولة. أما التحدي لنا فهو تحد لوجودنا وليس للأتراك، ولذلك رأيتم ردة الفعل أن أعلام تركيا تنتشر في كل البيوت، رفضا لهذه الممارسة الطائفية السياسية والمدفوعة خارجيا ضد تركيا. نحن مع تركيا الحديثة، مع رجب طيب اردوغان، ومع الحريات ومع العلاقات العربية التركية، ومع التعاون الدولي، ومع التنمية، وكفانا أحقادا".

أضاف "وإذا كنتم تكرهون تركيا، ولا تريدون تركيا، فأخرجوا مئة ألف أرمني يعملون في تركيا، بدون أوراق قانونية، حيث يسمح لهم بالعمل بطريقة غير شرعية، وأردوغان ذهب إلى أرمينيا لتحسين العلاقات، ونحن لا نريد فتح هذه الأمور، وعلى الجميع أن يغلقوا هذه الأبواب، ولن نساير في هذا الموضوع، ونرفض أن تساير السلطة السياسية في لبنان والحكومة الأرمن على حساب مصالحنا وعلاقاتنا"، طالبا "كفى مزايدات، وكفى محاولات لتأجيج الوضع اللبناني".

واكد "نحن لا نريد أن يساء إلى تركيا في بلادنا، أو أن يساء إلى اي بلد شقيق عربي أو إسلامي، وإذا كنا سنفتح ما جرى في التاريخ، فلنفتح ما جرى في الجزائر، وما حصل من مجازر بحق مليون ونصف مليون شهيد في الجزائر، وكذلك ما حصل من احتلالات لبلاد العرب والمسلمين".

وإذ طلب "فلننه الأحقاد، ولننطلق إلى بناء المجتمعات على الحريات، وعلى حقوق الإنسان"، سأل الأرمن اللبنانيين "ألا ترون يا إخواننا الأرمن، يا من تقفون مع النظام السوري، ضد الشعب السوري أن هذا غلط؟"، ودعاهم "فلتقف الأمور عند هذا الحد، وأن لا نزرع الأحقاد، وأنتم الآن أججتم المشاعر وأثرتم الغرائز، وذكرتمونا بالمجازر، التي ترتكب بحق أهلنا في سوريا من قبل نظام طائفي، وفي العراق من نظام طائفي أيضا بدعم إيراني وأميركي، وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من مجازر على يد الصهاينة والمعتدين"، سائلا "هل تريدوننا أن نفتح كل الأمور، وأسأل الحكومة هل سيتم تعطيل المدارس في ذكرى المجازر التي تعرضت لها الجزائر ومصر وتونس أيام نابليون بونابرت؟.

وقال: "لقد دخل الوزير السابق ميشال سماحة إلى المحكمة العسكرية، دخول المنتصرين بكامل أناقته، ومن لا يعرفه، ظنه أحد القضاة الكبار والعناصر العسكرية بعيدين عنه، ودخل معه 25 فردا من عائلته، ولم يكن مقيدا كسائر السجناء، وكأنه هو المدعي والمظلوم" شارحا "عندما وصفوا لي هذا المنظر، فرحت، وقلت الحمد لله أن عندنا دولة ديمقراطية، ودولة حريات، ودولة حقوق الإنسان، وأن السجناء يعاملون معاملة راقية وكأنهم في بيوتهم، وقد تكلم سماحة وكأنه المظلوم، وأنه غرر به كفتاة لم تبلغ بعد".

أضاف "وهو من هو، مسؤول الديبلوماسية عند النظام السوري في الغرب وفي أوروبا، وهو مسؤول الإعلام والدعاية عند الرجل الأول في النظام السوري، وقلنا لا بأس، لكن بعد دقائق وبعد الانتهاء من استجوابه دخل المعتقلون السنة، وهم حفاة وعراة، وعليهم آثار الضرب وآثار الشحوار، والحراس يمسكون برؤوسهم، لتكون قرب أقدامهم"، سائلا "لماذا هذا الأمر؟ هل ميشال سماحة إرهابي بسمنة، وإرهابي راق؟ ولماذا يعامل هؤلاء المعتقلون السنة، ولم يأتوا بمتفجرات، ولم يرتكبوا جرائم؟".

وتابع "أنا مع محاسبة كل من يرتكب جريمة، إن كان مسلما، أو غير مسلم. وهؤلاء المعتقلون وعددهم قرابة الألف شاب من المسلمين السنة لماذا يعتقلون؟ لأنهم رفضوا إغتيال الزعيم رفيق الحريري، ولأنهم رفضوا إحتلال بيروت، ولأنهم وقفوا بسلاحهم الفردي وبصدورهم العارية، في وجه المشروع الفارسي في لبنان، فأجهضوا محاولة السيطرة على لبنان، ومنعوا سيطرة عصابات بشار الأسد في طرابلس على طرابلس، وجولات سيطرة ميليشيات حزب إيران على لبنان".

وأردف "لقد قدمنا أكثر من 300 ضحية في طرابلس، وفي تفجيري التقوى والسلام بطرابلس، ودافع هؤلاء عن كرامة لبنان، وعن إستقلاله، حتى لا يسيطر عليه حزب الله، ويفعل كما يفعل في البقاع، ونبارك للبنانيين بالمطار، الذي أقامه حزب إيران في البقاع على بعد عشرة كلم من الهرمل، ويبعد عشرين كلم عن الحدود السورية، وطبعا هذا المطار سيتم تطويره ليخدم مصانع الكبتاغون، وزراعة الحشيشة والمهربين، في حين أن الخطة الأمنية في البقاع، أو هذه الكذبة الكبيرة ماشية، أما الإسلاميون المعتقلون فذنبهم أنهم رفضوا المشروع الإيراني".

وتوجه إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق بالقول: "هؤلاء يا معالي وزير الداخلية (يللي تمرجلتم عليهم في السجن هم ضعفاء وأمانة بايديكم) فهناك أكثر من سبعين منهم، أصيبوا بجروح وبكدمات، وقد ضربتم كل السجناء حتى الذين لم يخرجوا من زنزاناتهم. لولا هؤلاء ولولا بطولاتهم عندما دافعوا عن طرابلس الوطنية وحتى لا يسقط لبنان بيد المشروع الفارسي، وهذا الكلام أقوله للبنانيين جميعا، لولا هؤلاء، لما كنت الآن يا معالي الوزير وزيرا، فلماذا ضرب المشايخ وهم في زنزاناتهم المقفلة ولم يخرجوا منها، في حين أن العديد من المطلوبين ظهروا في مهرجان حزب الله وكانوا يجلسون في الصف الأول، وهم من الذي هددوا أهل بيروت، ألم تروهم؟ أو كما يقول المثل أسد علي وفي الحروب نعامة؟ وأسأل بالمقابل كم من معتقل في تفجيري التقوى والسلام؟ والذي قام بالتفجير معروف وهو يوسف دياب وقوى الأمن لم تدخل إلى منزله، في حين تعتقلون حتى نساء بعض المطلوبين المظلومين في صيدا يا دولة الرئيس السنيورة، زوجة أحد المشايخ إعتقلت من قبل الأجهزة الأمنية لأن زوجها مطلوب، هل تقبلون بذلك؟ وهذا برسم رجال السنة الدينيين والمفتين والقيادات السياسية، فهؤلاء الذين دافعوا عن دم الرئيس رفيق الحريري وواجهوا 7 أيار وإعتداءات وممارسات بشار المجرم وحزب إيران تعتقلونهم وتزجون بهم في السجون".

وتابع متوجها إلى وزير الداخلية: "منذ يومين حدثني أحد المقربين منك ونقل إلي كلمتين فهمت منهما رسالة، وإذا كانت رسالة تهديد فقد وصلت، وحذار اللعب بالنار والإعتداء على كرامتنا، ويكفي إلى هذا الحد ويكفي إعتداء على أهل السنة ولن تبيضوا الصفحة، لا مفتي إذا دافع عن وزير الداخلية وعن هذه الممارسات ولا جمعيات وهمية تدافع عن الممارسات، عيب أن تؤذوا أهل السنة، عاملوهم كما تمت معاملة العملاء من قبل إسرائيل وكما عومل تجار المخدرات أو كما عومل من أطلق النار على طوافة الجيش اللبناني وقتل الضابط سامر حنا في الجيش، تبررون بأنكم لا تستطيعون مواجهة حزب الله وسلاحه، طيب لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولكن لماذا تريدون مساعدة حزب إيران وأن تؤذوا شبابنا الذين سمحتم للمخابرات باللعب بهم؟ لقد تصدينا بدمنا وبصدورنا مع النائب أبو العبد كبارة والنائب معين المرعبي ومع المشايخ ومع الفاعليات في طرابلس، لكي لا نسمح للمؤامرة أن تحصل، وأن تذبح المدينة وشبابها وأن يذبح الجيش اللبناني، وحتى الآن لا تزال طرابلس تدفع ثمن خيارها السياسي بإنتصارها لدم الرئيس الشهيد الزعيم والوطني الكبير رفيق الحريري، ولأن عمر بكري عندما مدح الأمين العام لحزب الله طلعوه بريئا، وعندما هاجم الحزب زجوا به في السجن وحكموه ثلاث سنوات بالرغم من أنه قانونيا ليس عليه أي شيء، لديه أفكار لا نؤيده فيها ولكن نسأل لماذا هو في السجن؟ أولادنا في السجون يضربون ولا يسمح للمنظمات الإنسانية بتفقد أوضاعهم، هذا ليس سجنا، هذا معتقل، وهذا غوانتنامو لبنان حيث تنتهك كرامة الإنسان وحريته وحقوقه على يد من كان يفترض به أن يحمينا".

أضاف: "لقد رأيت البطريرك صفير يحافظ على رعيته، وحتى القيادات الشيعية في الجنوب توصلت إلى فرض عقوبات تخفيفية على العملاء من أهل المنطقة، في حين أن أبناءنا ليسوا عملاء لإسرائيل حتى ينزل بهم العقاب والعقاب الشديد، وفي حين أن العميل فايز كرم قد تمت إدانته بالحبس مدة سنة ونصف السنة فقط وهو الذي دخل إلى أرض العدو وتسلم من العدو المبالغ المالية وتعامل معه، وميشال سماحة تتم معاملته كإرهابي راق وقد فصلوا ملفه عن ملف علي المملوك، في حين أن هناك من مضى على سجنه أكثر من 8 سنوات ولم يحاكم بعد، وأنا هنا لا أدافع عن مرتكب ولكن أليس عندكم كرامة يا أهل السنة؟ تتكلمون عن الإعتدال ولا تشاهدون الظلم ينزل على أهلكم؟ وتقفون مع الظالم ضد المظلوم؟ وحزب إيران يذهب إلى سوريا، يصول ويجول ويقتل الشعب السوري ويهددنا ولا تقفون بوجهه، وبدل من ذلك، تلاحقون شبابنا الذين صدوا المؤامرات بصدورهم، ولولاهم لما كانت حكومات ولا وزارات، ألا يهدد غلمان حزب إيران الرئيس والزعيم السني سعد الحريري رئيس أكبر كتلة نيابية في تاريخ لبنان، ويهددوننا جميعا".

وقال: "كلمة الحق سأقولها دائما ورأسي اقوى من الصخر، وأتوجه إلى زعاماتنا وقياداتنا الدينية والسياسية وأقول والله حرام عليكم السكوت عن الظلم اللاحق بأبنائنا، وإني أريد أن أنصح الرئيس سعد الحريري بكل محبة: والله سياسة وزير الداخلية، والسير بهذا الشكل يؤذيكم في السياسة وفي الشعبية وفي التاريخ وفي الموقف، أوقفوا هذه الممارسات التي يندى لها الجبين وليس هناك من أحد بإمكانه أن يغطي نور الشمس، وأول ما عين وزير الداخلية إعتبرناه صقرا وأتمنى أن يعدل من مساره لأنه بعد هذا المؤتمر الصحافي اليوم أدعوه للإستقالة، وجاء اللواء ريفي وزيرا للعدل ورحبنا، وأسأل الوزير مشنوق أنت قبضاي على من؟ على السجناء؟ السجن يتسع ل400 سجين تضعون فيه 1400 سجين؟ حتى الأكل تبيعونه للمساجين بأضعاف مضاعفة؟ والقضية اليوم لم تعد قضية نساء المعتقلين وعائلاتهم، هذه قضية رأي عام، وسأطلب من أهالي المعتقلين دعوة المجتمع المدني وسأكون معهم، مع أقربائي واهلي نساء ورجالا أمام دار الفتوى وأمام السراي الحكومي وأمام دور المفتين في المناطق، وأوجه تحذيرا بأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ويا من تظلمون شبابنا وتظلمون الوطن كله مسلمين ومسيحيين عندما تؤذون المسلمين السنة فإنكم تؤذون كل اللبنانيين، إنكم تزرعون الأحقاد فهل ذلك يفيد المسيحيين؟ بالطبع لا، لا تفيد لا الأرمن ولا الشيعة ولا العلويين، نريد عدالة ونريد حريات ونريد الوزراء القبضايات بأن يكونوا قبضايات عن جد وليس علينا فقط، وهذه أمور لم تعد ترضي شارعنا، وقوموا بدراسات وإحصاءات وإسألوا الناس هل هم راضون عن سياسة الحكومة وسياسة وزير الداخلية"؟

وأردف: "يا شيخ سعد انت ورثت زعامة كبيرة والشهيد رفيق الحريري قتل مظلوما، ولست وحدك من يطالب بالعدالة، فكلنا نطالب بالعدالة، والفقراء أولاد طرابلس كم من مرة تحدثت في إجتماعات الكتلة عن أوضاعهم وكنت أقول لماذا إذا تم توقيف أحد منهم لا نتحرك في حين انه إذا توقف شخص آخر من 8 آذار يلحقونه على الدعسة وفورا ولا يتعرض للضرب ولا للتوقيف؟ ان السني يدخل إلى وزارة الدفاع ويخرج منها بشكل آخر، الأمور لم تعد تحتمل، وأنا لا استطيع أن أتحمل ما يجري ولا يمكن إلا أن أكون مع شعبي ومع أهلي، لا مع الظالم. وعندما تحدث النائب محمد كبارة فقد تكلم بإسمنا جميعا وأنا مستعد لتوكيل محام للدفاع عن كل مظلوم مهما كان دينه، وشباب السنة ليسوا ايتاما، وأبناء الطائفة الشيعية تم ترتيب أوضاعهم، وكذلك ابناء الطوائف المسيحية والعلوية، إلا شباب السنة، أبناء طرابلس الذين تصدوا لحزب إيران كي لا يتمكن من فرض سيطرته على كل لبنان، فلماذا لا تعاملون شباب السنة كما شباب كل الطوائف الأخرى".

وردا على سؤال، قال: "سأكتفي بإعطاء وزير الداخلية فرصة إضافية، فأنا أريد أن أصلح لا أن أخرب، لقد إتصل بي بعدما صرحت عقب حديث النائب كبارة وسألني هل صحيح ما أدليت به، أجبته نعم لأن السياسات الماشية تؤذيكم وتؤذينا. وأجابني بأن هذا غير صحيح، فقلت له بالعكس الأمر صحيح وأكثر، فقال: يا ضيعان الخبز والملح. فقلت: أكيد إذا كان الخبز والملح على حساب الابرياء والضعفاء وعلى حساب الناس الذين أوصلوكم للوزارة، لقد وصلتم إلى الحكومات والوزارات على حساب دم شباب طرابلس الذين صمدوا أكثر من عشرين معركة في وجه بشار الأسد".

وتابع: "أنا أدعو الجميع الى الوقوف مع العدالة وأطالب البطريرك والسياسيين من غير السنة بأن يدافعوا عن المظلومين من أهل السنة حتى نشعر جميعا أننا وإياكم أبناء وطن واحد".

وختم ضاهر: "نحن ندعو إلى أحسن العلاقات مع تركيا ومع أرمينيا، ولكن لا يغلطن أحد معنا ويسيء إلى كرامتنا، لأن ردة فعلنا كبيرة، فقد سارع أهل المدينة إلى رفع الأعلام التركية إنتصارا للحق، وأنا دعوت الباحثين للقيام بالدراسات اللازمة لكشف الحقائق، ونحن مع العدالة بينما الأكاذيب والاضاليل والإساءة إلى تركيا لأحقاد تاريخية فنحن لا نقبلها، والذين أساؤوا إلى المملكة العربية السعودية وسبوها بعد عاصفة الحزم هم حلفاء للذين يوجهون السباب إلى تركيا".