المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 شباط/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي  08 و 09 شباط/15

العالم في مواجهة الدمويين/الكولونيل شربل بركات /09 شباط/15

ما بالهم الموارنة/الدكتور فارس سعَيد/09 شباط/15

في ذكرى توقيع "التفاهم" بين عون ونصرالله تذكير بالرسالة المفتوحة للمشنوق عام 2006/اميل خوري/09 شباط/15

إيران تعزّز أوراقها قبيل "الحسم" النووي انقلاب الحوثيين يحرج أميركا ويختبر السعودية/روزانا بومنصف/09 شباط/15

هل كان الراعي على حقّ في السفر رغم نصيحة الطبيب/حبيب شلوق/09 شباط/15

السيّد الأمين يجتهد ردّا على حرق الكساسبة: الحدود الشرعية معطّلة/جنوبية/09 شباط/15

سورية نموذج مثالي للسياسة الواقعية المثيرة للسخرية/مارك بيريني/09 شباط/15

من يوقف مجازر نظام دمشق/داود البصري/09 شباط/15

خامنئي: أتفق مع الأميركيين بأن عدم الاتفاق أفضل من اتفاق سيئ ظريف التقى كيري مجدداً وأكد أن تمديد المفاوضات "ليس في مصلحة أحد"/وكالات/09 شباط/15

المعارضة الإيرانية مريم رجوي: نظام ولاية الفقيه المنبع الرئيسي للإرهاب والتطرف/السياسة/09 شباط/15

أبعد من اليمن/غسان شربل/09 شباط/15  

من يسقط أولاً الحوثيون أم... اليمن/جورج سمعان/09 شباط/15

الخارجية الأميركية تبلغت اعتذار باسيل شكوى من البطء في تسليم الأسلحة الجوية/خليل فليحان/09 شباط/15

عشرية «ثورة الأرز»: القوة الطليعية حين تحضر أو تغيب/وسام سعادة/09 شباط/15

الأردن في مواجهة محنة جديدة/خيرالله خيرالله/09 شباط/15

استهداف مصر/طارق الحميد/09 شباط/15

 

 روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار08 و 09 شباط/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 8/2/2015

سلام تبلغ من فابيوس ان الاسلحة الفرنسية ستصل الى لبنان في الاسبوع الاول من نيسان

الجيش تسلم 72 مدفعا و151 مستوعب ذخيرة هبة من السلطات الأميركية

المطران أنطوان نبيل العنداري يأسف لعدم انتخاب رئيس و"طأطاة الرؤوس" في سبيل المصالح

رئيس قبرص شارك ونوابا لبنانيين بقداس عيد مار مارون في نيقوسا

سلام عاد إلى بيروت

نديم الجميل جال في الشياح وعين الرمانة: ليتخط المسيحيون مصالحهم ويتوحدوا حول المبادىء الكبرى

بو جوده في قداس مار مارون في بيادر رشعين: للعودة إلى وعي ما للأرض من قيمة بالنسبة إلينا

قداس في حمص على نية السلام في سوريا في عيد مار مارون

فتفت: السلاح بيد «حزب الله» معضلة كبيرة

وزير الأشغال خلال تشييع مراد زعيتر: لن نسمح لأحد ان يحدث شرخا بين العشائر والجيش

باسيل التقى سفراء لبنان في أوروبا: نحن بحاجة للمساعدة على كل المستويات ومنع تدخل الدول في شؤوننا

الجماعة الاسلامية طرابلس: ساحة النور ستبقى ساحة النور وراية لا إله إلا الله ليست شعارا حزبيا أو سياسيا

العيلاني: راية لا إله إلا الله من المفترض الا تشملها حملة إزالة الشعارات والأعلام الحزبية

هيئة علماء المسلمين: نرفض مقارنة الشعارات الدينية بالشعارات الحزبية والملشياوية

الاحدب: ما يحصل في اللبنانية يوضح فعليا ان الطائفة السنية ليست ممثلة كما يجب

الجوزو: دمعة حب كبيرة في ذكرى استشهاد باني لبنان الحديث رفيق الحريري

سكرية:التحالف الدولي لا يريد الغاء داعش قبل تحضير البديل واي محاولة تصعيدية من جانب العدو سترتب عليه هزيمة ساحقة

درباس: الخلل الحكومي الاصلي هو في وجودها وليس بعملها

جنبلاط: لاعادة الاعتبار للبعد الوطني في الملف الرئاسي بدل حصره عند المسيحيين ولاقرار الجميع بأنه لا مفر من التسوية

مالكو العقارات المؤجرة: لا علاقة لنا بالاعتصام الذي كان مقررا اليوم وندعو لفتح تحقيق لاكتشاف الجهة الداعية

فرعون: الاستمرار بربط الأزمة الرئاسية بأزمات المنطقة المعقدة من شأنه أن يطيل أمد الشغور الرئاسي

ابو فاعور: حملة سلامة الغذاء كانت سياسة وزارة فأصبحت سياسة حكومة على امل أن تصبح نهجا عاما في كل الحكومات

قداس وداعي في كندا للسفيرة أبي سمرا ولحام منحها الصليب البطريركي

يوحنا العاشر من حمص: المسيحيون باقون في أرضهم مهما كلح وجه الزمن

طلال المرعبي: الارادة العربية والدولية متمسكة بلبنان وبالطائف واي مراهنة على غير ذلك مصيرها الفشل

بروتوكول تعاون بين نقابات المعلمين في لبنان ومصر والاردن

عدوان: الحل في ملف رئاسة الجمهورية ما زال بعيدا

علوش: حزب الله لا يريد عون رئيساً للجمهورية

الحجار: لا أمل الا بالدولة العادلة السيدة ومؤسساتها

سعادة: نعترض على التلزيم من دون مناقصة في الحوض الرابع

حوار الوقت الضائع تمهيد لملاقاة تسوية رئاسية محتملة وترجيحات بإجراء الانتخابات بين مارس ويوليو تقابلها مخاوف من استمرار الفراغ

آلان عون لـ”السياسة”: متفقون مع “القوات” على انتخاب “رئيس قوي”ويتمتع بمواصفات معينة

رعد: نشجع كل حوار وطني ونسهم في انجاحه لأن في ذلك مصلحة للجميع

عمار في ذكرى الشهيد حاطوم: أيدينا ممدودة للحوار

الموسوي:الحرب على سوريا اسرائيلية والذي سمح لداعش وللمجموعات التكفيرية أن تنمو هي القوى الغربية

قبيسي: لن نرضى ان ينجر لبنان الى اتون الفتنة مهما كبرت المؤامرة

وصول الامير تشارلز الى عمان في اطار جولة في الشرق الاوسط

دي ميستورا يصل إلى بيروت فجرا ويتوجه إلى سوريا غدا

قتلى بمواجهات بين الشرطة وجماهير الزمالك

منسق التحالف الدولي: هجوم بري وشيك ضد "داعش"

الحوثيون يواجهون مزيدا من العزلة داخليا بعد فرضهم تدابير تعيد ترتيب السلطة

المقاتلون الاكراد يسيطرون على ثلث القرى المحيطة بكوباني

الملك سلمان للسيسي: المملكة إلى جانب حكومة وشعب جمهورية مصر

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/اشعيا10/من01حتى21/"وَيْلٌ للظالمين الذينَ يَقْضُونَ أَقْضِيَةَ الْبُطْلِ وَلِلْكَتَبَةِ الَّذِينَ يُسَجِّلُونَ جَوْراً لِيَصُدُّوا الضُّعَفَاءَ

*الموارنة في ذكرى شفيعهم ومؤسس كنيستهم/الياس بجاني

*تعليق على مقالة الدكتور سعيد التي في أسفل/نعتقد أن السؤال يجب أن يكون: ما بال القادة الموارنة؟/الياس بجاني

*ما بالهم الموارنة/الدكتور فارس سعَيد/النهار

*تعليق على مقال حبيب شلوق الذي في أسفل/مقال تعموي في محتواه وتشويهه للحقائق/الياس بجاني

*هل كان الراعي على حقّ في السفر رغم نصيحة الطبيب؟/حبيب شلوق/النهار

*بالصوت والنص/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني

*بالصوت والنص/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني/08 شباط/15

*بالصوت والنص/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني/08 شباط/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*عناوين المقابلة/*تلخيص الياس بجاني

*قلت له سيّدنا/ايلي الحاج/افايسبوك

*المطران أنطوان نبيل العنداري يأسف لعدم انتخاب رئيس و"طأطاة الرؤوس" في سبيل المصالح

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 8/2/2015

*سلام تبلغ من فابيوس ان الاسلحة الفرنسية ستصل الى لبنان في الاسبوع الاول من نيسان

*احتفال حاشد في الشياح - عين الرمانة في استقبال النائب نديم الجميّل

*رئيس قبرص شارك ونوابا لبنانيين بقداس عيد مار مارون في نيقوسا

*الجيش تسلم 72 مدفعا و151 مستوعب ذخيرة هبة من السلطات الأميركية

*قداس في حمص على نية السلام في سوريا في عيد مار مارون

*علوش: حزب الله لا يريد عون رئيساً للجمهورية

*آلان عون لـ”السياسة”: متفقون مع “القوات” على انتخاب “رئيس قوي”ويتمتع بمواصفات معينة

*جنبلاط: لاعادة الاعتبار للبعد الوطني في الملف الرئاسي بدل حصره عند المسيحيين ولاقرار الجميع بأنه لا مفر من التسوية

*فتفت: السلاح بيد «حزب الله» معضلة كبيرة

*الموسوي: الحرب على سوريا اسرائيلية والذي سمح لداعش وللمجموعات التكفيرية أن تنمو هي القوى الغربية

*رعد: نشجع كل حوار وطني ونسهم في انجاحه لأن في ذلك مصلحة للجميع

*قداس وداعي في كندا للسفيرة أبي سمرا ولحام منحها الصليب البطريركي

*السيّد الأمين يجتهد ردّا على حرق الكساسبة: الحدود الشرعية معطّلة/حاوره: وسام الأمين/جنوبية

*فليسقط الأزهر/ محمد جواد/جنوبية

*العالم في مواجهة الدمويين/بقلم الكولونيل شربل بركات 

*سورية نموذج مثالي للسياسة الواقعية المثيرة للسخرية/مارك بيريني/السياسة

*من يوقف مجازر نظام دمشق؟/ داود البصري/السياسة

*“حوار الوقت الضائع” تمهيد لملاقاة تسوية رئاسية محتملة وترجيحات بإجراء الانتخابات بين مارس ويوليو تقابلها مخاوف من استمرار الفراغ

*ظريف التقى كيري مجدداً وأكد أن تمديد المفاوضات "ليس في مصلحة أحد"

*خامنئي: أتفق مع الأميركيين بأن عدم الاتفاق أفضل من اتفاق سيئ ظريف التقى كيري مجدداً وأكد أن تمديد المفاوضات "ليس في مصلحة أحد"

*مريم رجوي: نظام ولاية الفقيه المنبع الرئيسي للإرهاب والتطرف

*أبعد من اليمن/غسان شربل/الحياة

*من يسقط أولاً الحوثيون أم... اليمن؟/جورج سمعان/الحياة

*في ذكرى توقيع "التفاهم" بين عون ونصرالله تذكير بالرسالة المفتوحة للمشنوق عام 2006/اميل خوري/النهار

*إيران تعزّز أوراقها قبيل "الحسم" النووي انقلاب الحوثيين يحرج أميركا ويختبر السعودية/روزانا بومنصف/النهار

*الخارجية الأميركية تبلغت اعتذار باسيل شكوى من البطء في تسليم الأسلحة الجوية/خليل فليحان/النهار

*عشرية «ثورة الأرز»: القوة الطليعية حين تحضر أو تغيب/وسام سعادة/المستقبل

*الأردن في مواجهة محنة جديدة/خيرالله خيرالله/المستقبل

*استهداف مصر/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل أخبار النشرة

 

الزوادة الإيمانية/اشعيا10/من01حتى21/"وَيْلٌ للظالمين الذينَ يَقْضُونَ أَقْضِيَةَ الْبُطْلِ وَلِلْكَتَبَةِ الَّذِينَ يُسَجِّلُونَ جَوْراً لِيَصُدُّوا الضُّعَفَاءَ

"وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَقْضُونَ أَقْضِيَةَ الْبُطْلِ وَلِلْكَتَبَةِ الَّذِينَ يُسَجِّلُونَ جَوْراً لِيَصُدُّوا الضُّعَفَاءَ عَنِ الْحُكْمِ وَيَسْلِبُوا حَقَّ بَائِسِي شَعْبِي لِتَكُونَ الأَرَامِلُ غَنِيمَتَهُمْ وَيَنْهَبُوا الأَيْتَامَ. وَمَاذَا تَفْعَلُونَ فِي يَوْمِ الْعِقَابِ حِينَ تَأْتِي التَّهْلُكَةُ مِنْ بَعِيدٍ؟ إِلَى مَنْ تَهْرُبُونَ لِلْمَعُونَةِ وَأَيْنَ تَتْرُكُونَ مَجْدَكُمْ؟ إِمَّا يَجْثُونَ بَيْنَ الأَسْرَى وَإِمَّا يَسْقُطُونَ تَحْتَ الْقَتْلَى. مَعَ كُلِّ هَذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ! وَيْلٌ لأَشُّورَ قَضِيبِ غَضَبِي. وَالْعَصَا فِي يَدِهِمْ هِيَ سَخَطِي. عَلَى أُمَّةٍ مُنَافِقَةٍ أُرْسِلُهُ وَعَلَى شَعْبِ سَخَطِي أُوصِيهِ لِيَغْتَنِمَ غَنِيمَةً وَيَنْهَبَ نَهْباً وَيَجْعَلَهُمْ مَدُوسِينَ كَطِينِ الأَزِقَّةِ. أَمَّا هُوَ فَلاَ يَفْتَكِرُ هَكَذَا وَلاَ يَحْسِبُ قَلْبُهُ هَكَذَا. بَلْ فِي قَلْبِهِ أَنْ يُبِيدَ وَيَقْرِضَ أُمَماً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ. فَإِنَّهُ يَقُولُ: ((أَلَيْسَتْ رُؤَسَائِي جَمِيعاً مُلُوكاً؟ أَلَيْسَتْ كَلْنُو مِثْلَ كَرْكَمِيشَ؟ أَلَيْسَتْ حَمَاةُ مِثْلَ أَرْفَادَ؟ أَلَيْسَتِ السَّامِرَةُ مِثْلَ دِمَشْقَ؟ كَمَا أَصَابَتْ يَدِي مَمَالِكَ الأَوْثَانِ وَأَصْنَامُهَا الْمَنْحُوتَةُ هِيَ أَكْثَرُ مِنَ الَّتِي لأُورُشَلِيمَ وَلِلسَّامِرَةِ

أَفَلَيْسَ كَمَا صَنَعْتُ بِالسَّامِرَةِ وَبِأَوْثَانِهَا أَصْنَعُ بِأُورُشَلِيمَ وَأَصْنَامِهَا؟ فَيَكُونُ مَتَى أَكْمَلَ السَّيِّدُ كُلَّ عَمَلِهِ بِجَبَلِ صِهْيَوْنَ وَبِأُورُشَلِيمَ أَنِّي أُعَاقِبُ ثَمَرَ عَظَمَةِ قَلْبِ مَلِكِ أَشُّورَ وَفَخْرَ رِفْعَةِ عَيْنَيْهِ. لأَنَّهُ قَالَ: ((بِقُدْرَةِ يَدِي صَنَعْتُ وَبِحِكْمَتِي. لأَنِّي فَهِيمٌ. وَنَقَلْتُ تُخُومَ شُعُوبٍ وَنَهَبْتُ ذَخَائِرَهُمْ وَحَطَطْتُ الْمُلُوكَ كَبَطَلٍ. فَأَصَابَتْ يَدِي ثَرْوَةَ الشُّعُوبِ كَعُشٍّ وَكَمَا يُجْمَعُ بَيْضٌ مَهْجُورٌ جَمَعْتُ أَنَا كُلَّ الأَرْضِ وَلَمْ يَكُنْ مُرَفْرِفُ جَنَاحٍ وَلاَ فَاتِحُ فَمٍ وَلاَ مُصَفْصِفٌ)). هَلْ تَفْتَخِرُ الْفَأْسُ عَلَى الْقَاطِعِ بِهَا أَوْ يَتَكَبَّرُ الْمِنْشَارُ عَلَى مُرَدِّدِهِ؟ كَأَنَّ الْقَضِيبَ يُحَرِّكُ رَافِعَهُ! كَأَنَّ الْعَصَا تَرْفَعُ مَنْ لَيْسَ هُوَ عُوداً!  لِذَلِكَ يُرْسِلُ سَيِّدُ الْجُنُودِ عَلَى سِمَانِهِ هُزَالاً وَيُوقِدُ تَحْتَ مَجْدِهِ وَقِيداً كَوَقِيدِ النَّارِ. وَيَصِيرُ نُورُ إِسْرَائِيلَ نَاراً وَقُدُّوسُهُ لَهِيباً فَيُحْرِقُ وَيَأْكُلُ حَسَكَهُ وَشَوْكَهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ وَيُفْنِي مَجْدَ وَعْرِهِ وَبُسْتَانِهِ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ جَمِيعاً. فَيَكُونُ كَذَوَبَانِ الْمَرِيضِ. وَبَقِيَّةُ أَشْجَارِ وَعْرِهِ تَكُونُ قَلِيلَةً حَتَّى يَكْتُبَهَا صَبِيٌّ. وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ وَالنَّاجِينَ مِنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ لاَ يَعُودُونَ يَتَوَكَّلُونَ أَيْضاً عَلَى ضَارِبِهِمْ بَلْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ بِالْحَقِّ. تَرْجِعُ بَقِيَّةُ يَعْقُوبَ إِلَى اللَّهِ الْقَدِيرِ. لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ شَعْبُكَ يَا إِسْرَائِيلُ كَرَمْلِ الْبَحْرِ تَرْجِعُ بَقِيَّةٌ مِنْهُ. قَدْ قُضِيَ بِفَنَاءٍ فَائِضٍ بِالْعَدْلِ. لأَنَّ السَّيِّدَ رَبَّ الْجُنُودِ يَصْنَعُ فَنَاءً وَقَضَاءً فِي كُلِّ الأَرْضِ. وَلَكِنْ هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ: ((لاَ تَخَفْ مِنْ أَشُّورَ يَا شَعْبِي السَّاكِنُ فِي صِهْيَوْنَ. يَضْرِبُكَ بِالْقَضِيبِ وَيَرْفَعُ عَصَاهُ عَلَيْكَ عَلَى أُسْلُوبِ مِصْرَ. لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً يَتِمُّ السَّخَطُ وَغَضَبِي فِي إِبَادَتِهِمْ)). وَيُقِيمُ عَلَيْهِ رَبُّ الْجُنُودِ سَوْطاً كَضَرْبَةِ مِدْيَانَ عِنْدَ صَخْرَةِ غُرَابَ وَعَصَاهُ عَلَى الْبَحْرِ وَيَرْفَعُهَا عَلَى أُسْلُوبِ مِصْرَ. وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ حِمْلَهُ يَزُولُ عَنْ كَتِفِكَ وَنِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ وَيَتْلَفُ النِّيرُ بِسَبَبِ السَّمَانَةِ. قَدْ جَاءَ إِلَى عَيَّاثَ. عَبَرَ بِمِجْرُونَ. وَضَعَ فِي مِخْمَاشَ أَمْتِعَتَهُ. عَبَرُوا الْمَعْبَرَ. بَاتُوا فِي جَبْعَ. ارْتَعَدَتِ الرَّامَةُ. هَرَبَتْ جِبْعَةُ شَاوُلَ. اِصْهِلِي بِصَوْتِكِ يَا بِنْتَ جَلِّيمَ. اسْمَعِي يَا لَيْشَةُ. مِسْكِينَةٌ هِيَ عَنَاثُوثُ. هَرَبَتْ مَدْمِينَةُ. احْتَمَى سُكَّانُ جِيبِيمَ. الْيَوْمَ يَقِفُ فِي نُوبَ. يَهُزُّ يَدَهُ عَلَى جَبَلِ بِنْتِ صِهْيَوْنَ أَكَمَةِ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ يَقْضِبُ الأَغْصَانَ بِرُعْبٍ وَالْمُرْتَفِعُو الْقَامَةِ يُقْطَعُونَ وَالْمُتَشَامِخُونَ يَنْخَفِضُونَ. وَيُقْطَعُ غَابُ الْوَعْرِ بِالْحَدِيدِ وَيَسْقُطُ لُبْنَانُ بِقَدِيرٍ."

 

الموارنة في ذكرى شفيعهم ومؤسس كنيستهم

الياس بجاني

09 شباط/15

نحتفل نحن الموارنة اليوم في لبنان وبلاد الانتشار بالذكرى السنوية لأب ومؤسس كنيستنا وشفيعنا القديس مارون.

إنها مناسبة عطرة وفرحة وهي عصارة ونتاج واستمرارية لـ 1600 سنة من النضال الإيماني والشهادة للحق والصبر والعطاء من تاريخ أمتنا وشعبنا وكنيستنا المشرقية السريانية.

في هذه المناسبة نرفع الصلاة خاشعين طالبين تقوية إيمان وصبر وعزيمة أفراد شعبنا ورعاتنا، ونسأل الله بشفاعة أبينا مارون وسيدة لبنان أمنا مريم العذراء أن يقي وطن الأرز وأهله شر الحروب والصراعات والاضطرابات وأن يبقيه وطناً لرسالة المحبة والتسامح والتعايش وقبول الآخر والحريات والديموقراطية والمساواة والإخاء.

أبينا مار مارون هذا الناسك الذي عاش في القرن الرابع في جبال قورش شمال إنطاكية ما زال حيّا في قلوبنا وعقولنا والوجدان نحن أبنائه الموارنة، واليوم نحتفل بذكراه ليس فقط في لبنان حيث مركزنا الديني والوطني، بل في كل أنحاء العالم حيث تقيم جالياتنا وتنتشر.

يجب ألا ننسى تحت أي ظرف أن حياة أبيا القديس مارون كانت حياة تقشف فكان يكتفي باليسير مما يحتاج إليه الناس في دنياهم من قليل الطعام والشراب واللباس، ولهذا سلك طرق التقوى والإيمان والتواضع والعطاء وقد حرم نفسه ما كانت تشتهيه، وهذه هي الطرق الوعرة التي سار عليها الأبرار والقديسون كافة. كان محور حياته مركزا على الصلاة والتعبد والتأمل والإماتة، ولذلك اعتزل الدنيا وأقام تحت خيمة من شعر تقيه حر الصيف وبرد الشتاء.

كان الناس يأتون إليه ليسألوه صلاته وبركته، فيصرف أفكارهم عنه ليوجهها إلى الله مصدر كل خير وينبوع كل صلاح، وهذا هو نمط الأبرار فلا يجتذبون الناس إليهم ليظهروا صفاتهم الحسنة، ويمتدحوا أعمالهم الباهرة، بل ليحملوهم على الإقبال على الله.

قاوم وتحدى مغريات العالم وأباطيله فشاع صيت قداسته، فكتب إليه القديس يوحنا فم الذهب من منفاه يقول له: "إن روابط المحبة والمعزة التي تشدني إليك تجعلني أراك كأنك حاضر أمامي, وفي الواقع إن ما تتميز به نظرة المحبة، إنما هو اجتيازها المسافات ومرور السنوات لا يضعفها وددت لو أني راسلتك بتواتر لكن المسافات شاسعة والمسافرين قلائل, لكني أريد أن تتأكد أني لا أفتأ أذكرك، لأنك تحتل في قلبي مركزا رفيعا فلا تبخل علي بإخبارك، والأنباء عن صحتك تفرحني جدا على الرغم من بعد الشقة, وتعزيني في منفاي ووحدتي وتسر نفسي سرورا كبيرا بمعرفتي انك في صحة جيدة, واعز طلب عندي أن تصلي من اجلي هكذا يخاطب القديسون القديسين، فيما هم يتراسلون".

طبعت روحانيته وشهادته كنيستنا المارونية فحملت اسمه ونبتت مثل السنبلة من حبة القمح.

إنها كنيسة أمة وقضية ورسالة، وقد احتضنت شعبها المؤمن منذ 1600 سنة وشهدت ولا تزال لروحانية أبيها في الوحدة والشركة على تقليد إنطاكيا، وهي كانت ولا تزال وسوف تبقى منفتحة على الشعوب والحوار ومتمسكة بتراثها السرياني المشرقي العريق وبهويتها المميزة.

ما أحوجنا نحن الموارنة إلى الوعي الإيماني والوحدة والتضامن في هذه الأيام الشديدة الوطأة.

ما أحوجنا إلى نبذ الأحقاد والابتعاد عن الأنانية والأنا.

ما أحوجنا رعاة وقادة وأفرادا أن نأخذ من أبينا مارون الأمثولة، وهي ألا يعيش كل منا لنفسه، بل أن يفكّر في غيره من الناس ويبادر إلى مساعدتهم.

كم حولنا اليوم من أناس نكبتهم الأيام، فلم يقووا على مواجهة النكبة، وهم في اشد الحاجة إلى من يمد لهم يد العون لينهضوا من كبوتهم.

هذا ويستحيل على الوطن، أي وطن أن يقوم، أن لم يضافر أبناؤه جهودهم لينهضوه، وقد آن الأوان ليقلع كل ماروني منا وكل لبناني عن أنانيته والتفكير في مصلحته الخاصة الضيقة من مواقع ومراكز وكراسي ونفوذ، اعتقاداً منه انه ينجو بنفسه منفرداً.

والواقع الحالي البائس الذي لا سبيل إلى إنكاره، هو أننا كلبنانيين، موارنة وغير موارنة جميعاً نبحر في مركب واحد مثقوب بنتيجة قلة الإيمان والأنانية وخور الرجاء وعدم الخوف من الله.

مصيرنا واحد فإذا غرق المركب غرقنا معا،ً وإذا نجونا نجونا معاً. هذا إذا كنا حقاً نخاف الله ويوم حسابه الأخير ليس ظاهراً فحسب، بل فولاً وفعلاً، مهما كانت التضحيات كبيرة.

ونحن نستذكر حياة وصفات وعطاءات وطهارة أبنا مارون لا بد وأن نسأل، هل يُعقل أن يصل حال التخلي عند بعض القيادات المارونية الدينية والزمنية إلى حد الانقلاب على كل ثوابت صرحنا البطريركي التاريخية، هذا الصرح الوطني والإنساني الكبير الذي أُعطي له مجد لبنان؟

وأيعقل أن يكون هؤلاء القادة الموارنة فعلاً من أتباع كنسية أبنا القديس مارون وهم يقدسون سلاح الاحتلال الإرهابي، ويتحالفون معه، ويضربون عرض الحائط باستقلال وسيادة وطن الأرز وبرسالته الحضارية والتعايشية، طمعاً بمواقع ومنافع ذاتية وعلى خلفيات الحقد والكراهية والانتقام والأنا؟

إنه بالفعل زمن أغبر هذا الذي وصلنا إليه، ويصح بهؤلاء القادة دينيين وزمنيين على حد سواء قول النبي اشعيا: "هذا الشعب يكرّمني بشفتيه، أما قلبه فبعيد عني كثيراً، فباطلاً يعبدونني، وهم يعلمّون تعاليم البشر".

نسأل الرب أن يؤتينا جميعاً أن نتفهم تعاليم أبينا مارون، وان نعمل بوحيها، فنرص الصفوف، ونوحد الكلمة مع جميع إخواننا اللبنانيين في الوطن الأم وبلاد الانتشار ونتعاون متكاتفين بمحبة وتجرد على إعادة وطن الأرز والقداسة إلى سابق عهده في البحبوحة والازدهار في ظل سلام دائم وعادل وشامل.

نسأل الرب بشفاعة أبينا مارون أن يقوي إيمان وإدراك رعاتنا وقادتنا وأفراد شعبنا ويمدهم بنعمتي الإيمان والرجاء حتى لا ترهبهم ضغوط أو شدائد، وحتى ولا تضعف ثقتهم بنفسهم وعقيدتهم فيغريهم موقع أو ثروة.

نهنئ أهلنا الموارنة وعموم اللبنانيين بهذا العيد، ونصلي معهم لينعم علينا الرب وعليهم بنعم الاقتداء بفضائل صاحب العيد وبكل ما اتصف به من خشية لله وتجرد عن أباطيل الدنيا ومحبة للناس وتواضع وتفاني.

ونخص في صلاتنا اليوم من أجل التوبة والرجوع إلى حظائر الحقيقة والحق قيادات مارونية دينية اسخريوتية فاجرة في ممارساتها وفكرها وخطابها.

وأيضاً نخص قيادات سياسية ذاقت مرارة العزلة والنفي والإهانة، إلا أنها لم تتعظ يوم تحرر الوطن بفضل قرابين أبناء أمتها وتضحياتهم، فعادت إلى ممارسة المسؤوليات بنرجسية فاقعة ومكر مركزة وجهتها على الكراسي والنفوذ  وعبادة المال.

للإسخريوتيون هؤلاء نصلي لعلهم يتوبون ويعودون إلى الطريق القويم ويؤدون الكفارات، وإلا فحسابهم يوم الحساب الذي لا بد أنه آت حيث يكون البكاء وصريف الأسنان.

 ونختم مع قول بولس الرسول (رومية12/من15حتى18): "إفرَحُوا مَعَ الفَرِحينَ وابْكُوا معَ الباكينَ. كونوا مُتَّفِقينَ، لا تَتكَبَّروا بَلْ ِاتَّضِعوا. لا تَحسبوا أنفُسَكُم حُكماءَ. لا تُجازوا أحدًا شرّاً بِشَرٍّ، واجتَهِدوا أنْ تعمَلوا الخَيرَ أمامَ جميعِ النّاسِ. سالِموا جميعَ النّاسِ إنْ أمكَنَ، على قَدْرِ طاقَتِكُم".

 

تعليق على مقالة الدكتور سعيد التي في أسفل/نعتقد أن السؤال يجب أن يكون: ما بال القادة الموارنة؟

الياس بجاني/09 شباط/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/02/08/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%81%D8%A7/

نرى أن السؤال يجب أن يكون: ما بال القيادات المارونية وفي أي عالم هي، ولماذا تتصرف وكأن أفرادها من زمنيين ودينيين هم مجموعة من الآلة التي علينا عبادتها والصلاة والركوع لإسترضائها؟ أما الشعب الماروني فهو بألف خير وأصحاب الوزنات منه صوتهم عال ويسمون الأشياء بأسمائها وينتقدون الأخطاء ولكن لا يستجاب لهم ويتهمونهم أصحاب الشأن بالعمالة وبكونهم متآمرين على كنيستهم. إن المواطن الماروني اللبناني يعاني ليس فقط من جور الاحتلال الإيراني ومن إرهاب حزبه المسلح، كما باقي اللبنانيين، بل هو يعاني وأكثر من طريقة تعاطي قادته معه وفي مقدمهم القادة الدينيين بكل ما يتعلق بالمدارس والجامعات الكاثوليكية التي تحولت إلى التجارة، وفي أملاك الوقف التي توزع على المحاسيب والأقرباء والزلم، وفي كل شأن حياتي يومي ووظيفي واستشفائي وخدماتي والخ، وقد وصل الأمر بأحد كبار أحبار كنيستنا إلى تقاسم المنافع والمغانم مع السياسيين وقادة الأحزاب من موارنة وغير موارنة كما بينت همروجة كازينو لبنان الفضيحة. لا يحق لنا تحميل الماروني المواطن مسؤولية حالتنا البائسة والتعتير لأنه مبتلي بقيادات سياسية منسلخة عن الواقع وتعيش أحلام اليقظة والأوهام ونرسيسية بامتياز أين منها تجار الهيكل  كل همومها تنحصر بكراسي وبمواقع وبنفوذ ومنافع وأحقاد، كما أنه مبتلي بطغمة من الأحبار أين منهم الإسخريوتي يرفضون مبدأ المساءلة والمحاسبة الذي من دونه لا مسيحية ولا كنسية،. هم برفضهم هذا المبدأ قولاً وممارسة ويتنكرون ليوم الحساب الأخير الذي هو جوهر الدين المسيحي. نعم الحالة تعتير ولكنها ليست كذلك على المستوى الشعبي، بل العلل كل العلل تكمن في نوعية وثقافة وطروادية السواد الأعظم من قادتنا الموارنة زمنيين ودينيين.

 

ما بالهم الموارنة

الدكتور فارس سعَيد/النهار

09 شباط 2015

http://newspaper.annahar.com/article/212555-%D8%B6%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A9?fb_action_ids=10153075428262766&fb_action_types=og.comments

حملوا قضية بناء الدولة الوطنية في العام 1920 في وسط متغيرات هائلة نتجت من الحرب العالمية الأولى؛ وحملوا لواء الاستقلال عن الانتداب الفرنسي من أجل تثبيت شخصيتهم الوطنية والعربية في العام 1943.

حملوا مسؤولية بناء دولة عصرية خلال الجمهورية الأولى؛ أخطأوا في مجالات ونجحوا في أخرى، وثبتوا هوية ثقافية ونقابية وسياسية واجتماعية مميزة حافظت على غنى تنوّع لبنان في أحلك ظروف حروب المنطقة وتداعياتها.

وقفوا في وجه من حاول تشويه صورة لبنان وحاولوا الدخول الى مساحة سلام المنطقة في الثمانينات لإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي.

دعموا اتفاق الطائف وساهموا في وضع حد للحرب الأهلية التي اجتاحت لبنان، وناضلوا مع كنيستهم لجعل استقلال لبنان من الوصاية السورية مطلباً وطنياً جامعاً في مصالحة الجبل، و"قرنة شهوان"، والبريستول، و14 آذار.

أطلقوا أجمل انتفاضة في العالم العربي بسلميتها ونتائجها الفورية أدت مع استشهاد الرئيس الحريري الى تحرير لبنان.

فما بالهم اليوم يهتمون بعناوين "تحت وطنية" كأنهم أعلنوا انسحابهم من الحياة؟

إن الموارنة في لبنان مدعوون لإعادة حمل التجربة اللبنانية ولواء "لبنان الرسالة" المرتكز على العيش المشترك، بخاصة بعد أحداث الموصل وباريس.

في المنطقة حرب سنّية شيعية موصوفة، ما هو دورهم في منعها داخل لبنان؟

 

تعليق على مقال حبيب شلوق الذي في أسفل/مقال تعموي في محتواه وتشويهه للحقائق

 الياس بجاني/09 شباط/15

http://eliasbejjaninews.com/2015/02/08/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%AC%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D8%B4%D9%84%D9%88%D9%82/

 مقال يوضع في خانة التملق والتزلف لا أكثر ولا أقل. مع احترامنا للكاتب ابن الوادي التي نحب. مقاله بعيد عن الواقع والموضوعية ويجافي كل حقائق ممارسات سيدنا الراعي المكشوفة والمعلومة من القاصي والداني والتي هو نفسه يعبر عنها بغرقه في مفاهم وثقافة المؤامرة الكونية التي كانت ولا تزال اداة القمع والإذلال لحكام الدول العربية لشعوبهم. للكاتب بمحبة نقول إن سيدنا لا يشبهنا نحن الموارنة البشيريين في ممارساته الإدارية وفي مواقفه السياسية وتحالفاته كما أنه غريب ومغرب عن ثوابت صرحنا التاريخية. نسأل لماذا يحتفل سيدنا بعيد شفيعنا خارج لبنان؟ والجواب هو لأن الاحتفال لم يتزامن مع احدى زيارته لوطن الأرز. الحقيقة مرة ولكنها الحقيقة ونحن نشهد للحق حتى يحررنا ونقطة على السطر.

 

هل كان الراعي على حقّ في السفر رغم نصيحة الطبيب؟

حبيب شلوق/النهار

09 شباط 2015

http://newspaper.annahar.com/article/212548-هل-كان-الراعي-على-حق-في-السفر-رغم-نصيحة-الطبيب

"لأن عدم الإختيار انتحار" كان لا بد من تحرك وتصعيد في الموقف. فالشعار هو للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أما التحرك والتصعيد فهما قراره.

ذاك هو البطريرك الراعي.

نصيحة الطبيب الذي أجرى له جراحة في الرأس كانت ألا يسافر طوال شهر، ولكن القرار كان قراره.

حزم الراعي حقائبه وسافر إلى الفاتيكان لسبب علني هو أن ثمة اجتماعات سينودسية وكاردينالية ستعقد وأن الهدف "محض كنسي". ولكن ما حصل كان أبعد من ذلك. فلقاء البطريرك الماروني مع الحبر الأعظم كلما سافر إلى الفاتيكان أمر طبيعي لأن لهذا البطريرك "حيثية" منذ البطريرك نصرالله صفير الذي كان مركز ثقل إن لم نقل "مفتاحاً انتخابياً" في القرارات الفاتيكانية عندما يكون القرار حساساً.

وفي رأي عارفي البطريرك الراعي منذ نحو من ثلاثين عاماً عندما كان رئيس القسم العربي في إذاعة الفاتيكان، أن الرجل يرسم طريقه ويمشي. ومن هنا هو يدرك أنه وصل إلى نقطة اللا عودة أي أنه يريد رئيساً "لأن عدم الإختيار انتحارّ".

صحيح أن الراعي يريد رئيساً ولكنه لا يريد رئيساً بأبخس ثمن. ومقدمو نسخ عن سيَر حياتهم و"حسبهم والنسب" في بكركي أكثر من أن يُحصوا، لكن آلة إتلاف الأوراق و"هرمها" جاهزة. والبطريرك سواء كان المرء من مؤيديه أو من منتقديه، يعرف ما يريد. فالرجل أخذ قراره ومفاده أنه يريد انتخاب رئيس ولو كان... من حواضر البيت.

ورئيس من حواضر البيت كلمة تقال بالنسبة إلى عارفي البطريرك الراعي، ولكن ليس هذا هو المطلوب عندما يصبح البحث جدياً. فهذا النوع من البطاركة لا يقبل برئيس أقل من مواصفات فؤاد شهاب الذي بدأ ورشة بناء دولة قوية وبصماته لا تزال قائمة، أو ريمون اده الذي وضع بقوانينه واقتراحات قوانينه مشروع دولة قوية. إنه يريد رئيساً لديه مشاريع لإصلاح النظام وخصوصاً لجهة إقامة الدولة المدنية. يريد رئيساً "يحدّث الدولة ويترأس هيئة حوار وطني شامل، تضم مفكرين ومثقفين وفاعليات سياسية واجتماعية واقتصادية يتقدمها رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، فاعليات لها تجربتها وعلاقاتها وخصوصاً الدولية، تعرف مخاطبة الخارج والتفاعل مع الداخل، فاعليات يستمع إليها العالم ويستسيغها الداخل". رئيساً يدير ولا يدار ورئيساً يعرف أن يكون قائداً وحاكماً وحَكَماً.

والبطريرك وفق عارفيه يريد رئيساً يستطيع محاورة العالم وتكون له كلمة مسموعة واتصالات بعواصم القرار بدءاً من واشنطن إلى نيويورك وباريس وموسكو، وبالدول المؤثرة كالمملكة العربية السعودية وإيران. رئيساً يكون رمزاً وطنياً، حاملاً مشروع سلام وطنياً، رئيساً مسيحياً ولكن لجميع اللبنانيين،له مواصفات رجل دولة،يؤمن بأولوية الثقافة، رجل تخطيط وإنماء، رجلاً يستطيع الإستعانة بلوبي يتناغم مع فكره ويسوّقه في دول القرار، رجلاً لا يفكر في التجديد منذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية!

جاهل من يعتقد أن البطريرك الراعي - وفق عارفيه - يعارض وصول العماد ميشال عون أو الدكتور سمير جعجع إلى الرئاسة، فهو يريد رئيساً قوياً له قاعدته وحيثيته وكلمته، ولكن هو جاهل أيضاً من يعتقد أن البطريرك لن يبذل كل جهده لاتفاق الإثنين على أحدهما رئيساً، حتى إذا كان ذلك بعيد المنال كان خيار آخر يقضي باتفاق الإثنين على ثالث، يريده الراعي ليس من حواضر البيت، يريده قائداً سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً أو رجل قرار أو ذا حيثية ووجود يتحرك في عواصم القرارلاستعادة دور لبنان.

كل هذه الأفكار حملها البطريرك الراعي إلى الحبر الأعظم البابا فرنسيس في ظرف إقليمي يعيشه البابا ويتفاعل معه ويعرف أهمية انتخاب رئيس مسيحي في شرق يعاني فيه مسيحيوه حمل صليبهم، لعل البطريرك يلتمس تحركاً بابوياً لرفع المطبات التي تعترض انتخاب رئيس، والتدخل حيث يلزم لتوافق المسيحيين ما دام أطراف لبنانيون آخرون يرون المشكلة في الإنتخاب هي عدم اتفاق المسيحيين على رئيس.

على الأرجح كان البطريرك الراعي على حق عندما أغفل نصيحة طبيبه الجراح الذي أجرى له الجراحة في الرأس بعدم السفر، وسافر إلى الفاتيكان، إذ ربما كان الدواء الأخير لانتخاب رئيس للجمهورية هو الكي، ومن أجدر من البابا فرنسيس بذلك؟

صحيح أن عدم انتخاب رئيس للجمهورية هو انتحار مسيحي، ولكن صحيح أيضاً أن عدم انتخاب الرئيس هو انتحار لبناني شامل، لأن الرئيس اللبناني المسيحي هو قوة للبنان أبي الديموقراطية الوحيدة في هذا الشرق.

 

بالصوت والنص/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني

لدخول صفحة المقابلة على موقعنا/اضغط هنا

بالصوت والنص/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني/08 شباط/15

بالصوت والنص/من تلفزيون المستقبل مقابلة مع الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني/08 شباط/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

عناوين المقابلة

*تلخيص الياس بجاني/08 شباط/15

*الحرب يجب أن تكون على الميليشيات وليس على ما يسمى إرهاب لأن الميليشيات هي التي تمارس الإرهاب في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرها من البلدان

*لينجح حوار تيار المستقبل وحزب يجب أن يتبنى شعار محاربة الميليشيات.

*التمدد الإيراني الفج في المنطقة غير سوي كون إيران اقتصادياً ضعيفة ومتأخرة ولا يمكنها أن تستمر في هذا التمدد.

*الاتفاق الإيراني الأميركي في حال حصل سيمنع إيران من امتلاك أية قدرات نووية عسكرية

*الحرس الثوري الإيراني هو من أشعل حرب 2006 عن طريق حزب الله لتعطيل اتفاق إيران مع الغرب حيث كان يومها العرض الغربي متقدم جداً وسخي جداً.

*الحرس الثوري الإيراني لا يريد أي اتفاق مع الغرب ومعه المتشددين ومنهم الخامنئي في حين أن الإصلاحيين الذين يمثلهم في الحكم الرئيس روحاني يسعون للاتفاق.

*حزب الله في لبنان تابع كلياً للحرس الثوري وهو قد يشعل حرباً مع إسرائيل في حال أراد الحرس الثوري ذلك.

*عملية إسرائيل في القنيطرة كانت رسالة لإيران تقول بأنه ليس مسموحاً لها إقامة قواعد عسكرية في الجولان كما هو حالها عن طريق حزب الله في الجنوب اللبناني.

*رد حزب الله من شبعا على عملية القنيطرة التي قتل فيها جنرال إيراني كبير كان رداً إيرانياً 100% وذلك لامتصاص أية ردات فعل شعبية إيرانية كون حكام إيران يقولون لشعبهم أنهم يريدون إزالة إسرائيل ورميها في البحر ومن هنا كان عليهم الرد.

*الإسرائيلي سيكون أول المستفيدين من أي اتفاق إيراني أميركي وغربي لأن أي اتفاق مع إيران سيمنعها من الحصول على القدرات النووية العسكرية.

*إسرائيل ليست بحاجة لشن حرب لتعطيل أي اتفاق غربي مع إيران لأنها تسيطر على مجلس النواب الأميركي وبقدرتها تعطيله من خلاله إن أرادت، ولكن إيران هي من قد يلجأ للحرب لتعطيل هكذا اتفاق إن لم يرضي المتشددين فيها.

*ما حدث عقب خطاب نصرالله الأخير من إطلاق نار غير مسبوق بغزارته وتوسع رفعته كان بالواقع انفجار غرائزي للتنفيس بعد الخيبات والخسائر والتفجيرات والعزلة التي تسبب بها حزب الله لبيئته.

*جولات المبعوث الفرنسي جيرو هي بغطاء أميركي حيث أن واشنطن أوكلت العناية بالملف اللبناني لفرنسا.

*بيان السفارة الفرنسية بعد محادثات جيرو الأخيرة كان مهين للنواب الذين يقاطعون جلسات انتخاب الرئيس وهو طالبهم بتحمل مسؤولياتهم بما معناه عملياً أنهم لا يتحملون هذه المسؤوليات.

*البطريرك الراعي قد يعود هذه المرة من الفاتيكان مرتدياً ثوب الصراحة تشبهاً بالبابا الصريح والمنفتح على الإصلاح، وبالتالي قد يسمي المعطلين للانتخاب الرئاسي.

*لبنان ليس بحاجة لحزب الله ليحميه من أحد والجيش اللبناني قادر على القيام بهذه المهمة.

*حزب الله بتدخله في سوريا جاء بالتكفيريين إلى لبنان وداعش يوم انخرط الحزب بالحرب السورية لم تكون بعد قد وجدت.

*حزب الله خلق للشيعة عداوة تاريخية مع الشعب السوري وتسبب بعزلهم عن محيطهم.

*لا شرعية لسلاح حزب الله وسرايا المقاومة هي عصابات.

*تجربة الحوثيين في اليمن غير قابلة للنجاح في لبنان بمعنى أن يقوم حزب الله بانقلاب ويحكم البلد.

*حزب الله حكم البلد من خلال حكومة ميقاتي مع عون 3 سنوات وفشل وهو من عاد وترجى تيار المستقبل ليشاركه الحكم ويمنع انفجار السيارات والانفجارات في مناطق نفوذه.

*حزب الله يريد توريط الجيش في حربه على الحدود مع سوريا لكن قيادة الجيش تعي هذا المخطط وتعمل على عدم الوقوع فيه.

*عون مجرد ملحق بحزب الله وهو لا قرار مستقل له وفي كل مرة عارض حزب الله كان الحزب لا يكترث ويكمل بدونه ولنا في التجديد لمجلس النواب والمواقف من قائد الجيش والمجلس الدستوري خير أمثلة.

*عون وبعد أن كان قائداً للجيش اللبناني أصبح جندياً في عسكر ولاية الفقيه.

*عون يقبل بوضعية حزب الله الحالية مع الدولة ويقبل بكل ممارساته وبدويلته وسلاحه وحروبه الخارجية ولهذا يريده الحزب رئساً للجمهورية لكن هناك فيتو على عون من جنبلاط وبري.

*حزب الله لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية حتى يبقى متفلتاً من أية شرعية وهو يسيطر على مجلسي النواب والوزراء.

*إيران تريد تعميم نموذها في الحكم على لبنان، أي مرشد يحكم ومطلق الصلحيات ورئيس تابع له.

*الحوار بين القوات وعون قد ينجح في حال تبنى الفريقين خيارات وطنية ولم يستنسخوا خيارات انعزالية كما كان حالهما مع القانون الأرثوذكسي.

*من الصعب أن يوافق د.جعجع على تأييد عون للرئاسة والعكس صحيح.

*حوار تيار المستقبل وحزب الله لن يحقق أية نتائج ما لم يتبنى المستقبل شعار محاربة الميليشيات وليس التكفيريين ويأخذ حزب الله معه في هذا الطريق.

*إيران هي من أهم مسببات وجود داعش، ودخول حزب الله الحرب في سوريا وراء قدوم التكفيريين إلى لبنان.

*الخطة الأمنية في البقاع لن يبدأ تطبيقها قبل حصاد موسم الحشيشة والمساحات المزروعة ارتفعت إلى 250 دنماً بعد أن كانت قبل حكومة ميقاتي فقط 25.

*في شأن ذكرى اغتيال الرئيس الحريري المهم تحقيق العدالة ولا اعتقد أن تيار المستقبل سيدعو حزب الله للمشاركة في المناسبة.وهل يعقل أن يدعى القاتل للمشاركة في استذكار من قتله؟.

 

قلت له سيّدنا

ايلي الحاج/افايسبوك

قلت له سيّدنا، قبل أن أتكلم أرجوك اغفري وسامحني سأكون صريحاً جداً، كابن يفلش أفكاره لأبيه.

أنتم سيّدنا صرتم تعبدون المال والجاه، تبجّلون الأثرياء ولا تحبون الفقراء والضعفاء، وكلامكم لا يناسب أفعالكم. تطالبون المسيحيين بالبقاء في لبنان وعدم الهجرة وتعلمون أن أكبر دافع لهجرتهم عجزهم عن تأمين تكاليف ثلاثة أشياء ملحة: تعليم أولادهم، والطبابة والسكن. عندكم الجزء الأكبر من المدارس والجامعات وبالتالي التلامذة والطلاب، وأكبر المستشفيات وأهمها، وأكبر ملكيات في لبنان. ماذا فعلتم ماذا تفعلون للفقراء كي يبقوا في لبنان؟ سامحني.

أجابني سيدنا، شغلة وشغلة.

في التعليم لماذا يتسجل في مدارسنا وجامعاتنا نصف الطلاب والتلامذة في لبنان؟ المعدل الطبيعي في كل الدول 10 أو 15 في المئة من التلامذة يكونون في المدارس الخاصة، والباقون يدرسون في المدارس الرسمية (المعارف) .

إذا كانت هذه المدارس لا تقدم المستوى التعليمي المطلوب فليراجعوا وزراءهم ونوابهم ويطالبوهم بتحسينها ... ولماذا يحمّل الأهالي أعباء فوق ما يتحمّلون ليطلع الحق علينا؟

و... أصبت بصدمة وأنا أستمع إلى سيدنا يكمل عرض وجهة نظره في بقية المواضيع وقضية "قصر بكركي".

مؤكدا ما كنت قد ذهبت إليه من البداية.

في اليوم التالي أصيب بعارض صحي.

وتذكرت هذا الحديث اليوم لمناسبة عيد مار مارون الذي كان ناسكاً وفقيراً.

المطران أنطوان نبيل العنداري يأسف لعدم انتخاب رئيس و"طأطاة الرؤوس" في سبيل المصالح
وكالات/08 شباط/15
أكد  النائب البطريركي على أبرشية جونية المارونية المطران  أنطوان نبيل العنداري ان "أحدا لا يمكنه أن يفهم سبب  عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية حتى الان"، آسفا  "لتغطية الطموحات والانانيات على حساب الناس"،  مشددا أيضا على انه لا يمكن "حبس المارونية على قياس من طأطأوا الرؤوس في سبيل المصالح الشخصية والخارجية". وقال العنداري الاحد  في مناسبة عيد مار مارون "بعد كل ما يجري نتساءل أين الروحية المسيحية روح التسامح والغفران  والمحبة واين مار مارون وما اعطانا من قدوة وتضحية في النفس في سبيل الغير".
وسأل "اذا سألنا لماذا لا يتفق الموارنة في لبنان على رئيس ماذا نقول؟ مضيفا  "اننا نخجل من ايراد السبب ونأثر  القول لا نعرف  أو لا يمكن أحد أن يفهم . لتغطية الطموحات والانانيات على حساب الناس والاوطان". وسال  "هل أتت الساعة ليصلب الموارنة انفسهم  على صليب التاريخ ؟ لا بل امام سخرية الحلفاء و  الاعداء"؟ وتابع "لقد اخطأنا اليوم كثيرا لأننا ابتعدنا عن اصالتنا المارونية، لان قلة الدين واهمال الايمان وتناسي تراث  الاباء الروحي والفكري  والاخلاقي أوصلنا الى ما نحن عليه"،  قائلا  أن  "طريق التوبة مدخل الى الروحانية التي عاشها القديس مارون  وتلاميذه الموارنة الاصليون". وإذ أكد ان "شأن حضورنا في هذا الشرق العالم  شهادة ورسالة ومساحة ايمان وحرية  تجذر في الارض والهوية"، قال العنداري في كلمته  "قيامتنا هي برجائنا ووحدتنا". ودعا  الى  "النهوض من وادي الانحطاط والانهزام والى الترفع ونتنفس المساحة الروحية  التي  لبتكرها لنا  ابينا  مار مارون". وشدد على انه   "لا يمكن بعد أن نحبس المارونية على قياس من طأطأوا الرؤوس والركب في سبيل المصالح الشخصية والخارجية،  بل على قياس من رفعوا الراس والاسم ونشروا رسالتها". وخلص العنداري الى القول "هل نسينا ما قاله  البابا يوحنا بولس الثاني في الارشاد الرسولي  ان لبنان مهد ثقافة  عريقة واحدى منارات البحر الابيض المتوسط ارض النفحة الاهية للوحدة والتنوع".

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 8/2/2015

الأحد 08 شباط 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ميونيخ ساحة حوار ايراني- أميركي على مستوى وزيري الخارجية. حوار حدد وزير الخارجية الأميركي سقفا زمنيا لانتهائه في اذار المقبل، بعد مؤشرات ايجابية لما آلت اليه المفاوضات مهدت لها موافقة السيد الخامنئي على الاتفاق النووي بين ايران والمجتمع الدولي، رغم قوله: نحن نفضل عدم التوصل لاتفاق على اتفاق سيء.

ومن ميونيخ، شحنة دفع معنوي للبنان ولانتخاب رئيس للجمهورية تقاطعت عليها مواقف اقليمية- دولية، سمعها رئيس الحكومة تمام سلام خلال مروحة لقاءات واسعة عقدها مع عدد من وزراء الخارجية، بينهم وزير الخارجية الايراني الذي أكد حرص بلاده على استقرار لبنان، مشجعا على انتخاب رئيس للجمهورية. ووزير الخارجية الفرنسي الذي وعد بوصول الدفعة الأولى من المساعدات للجيش اللبناني، ضمن الهبة السعودية، مطلع نيسان المقبل.

الجيش تسلم اليوم هبة أميركية من الأسلحة عبارة عن اثنين وسبعين مدفعا وأعتدة، قال السفير الأميركي إنها تطابق المواصفات التي طلبها الجيش، مشيدا بالدور اللبناني في مواجهة الارهاب، قائلا: إن الجيش سيستخدمها خلال أيام على الحدود في مواجهة الارهاب.

تدعيم إمكانات الجيش، يترافق مع تحضيرات لوجستية متسارعة للخطة الأمنية للبقاع الشمالي، التي أكد وزير الداخلية اتخاذ القرار بشأنها، ووفر حوار "حزب الله" و"تيار المستقبل" غطاء كاملا لها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

يستعد لبنان لاستقبال "يوهان". لن تكون رياحها أسرع من "زينة" ولا برودتها أقل. لكنها تحمل أمطارا غزيرة، وثلوجا إلى ما دون الألف متر، ما بين الثلاثاء والأربعاء.

لبنان يبقى على حرارة تماسكه الداخلي، معززا بحوار مستمر استكمالا لجلسات عين التينة.

النائب وليد جنبلاط أطلق دعوة لتسوية رئاسية دون انتظار التفاهمات الخارجية. بالنسبة لزعيم "التقدمي الاشتراكي" ان أولى أفكار العبور نحو الواقع الجديد تتمثل بإعادة الاعتبار للبعد الوطني في الاستحقاق الرئاسي بدل حصره عند المسيحيين، ما يعني التشاور بين كل القوى السياسية اللبنانية لإنتاج رئيس للجمهورية.

ومن ميونيخ يحمل معه رئيس الحكومة تمام سلام دعما سياسيا معنويا فرنسيا- إيرانيا- روسيا، وميدانيا عمليا في مواجهة الإرهاب، سيترجم في تسلم بيروت أول شحنة سلاح فرنسية في نيسان المقبل. فيما كان الدعم الأميركي يتدرج بالوصول، ويستلم منه الجيش اللبناني ذخيرة وأسلحة بقيمة 25 مليون دولار.

الحسابات الإقليمية- الدولية تداخلت ما بين مخاطر إرهابية تدفع العواصم لتوحيد الجهود، ومطبات إسرائيلية ترفع أمام الأميركيين لإعاقة أي اتفاق بين واشنطن وطهران. إيران رفعت معادلة كرسها مرشد الجمهورية السيد علي الخامنئي اليوم بأن عدم التوصل إلى اتفاق مع الغرب أفضل من التوصل إلى اتفاق سيء.

المشاورات متواصلة، لكن واشنطن عبرت عن رفضها أي تمديد للمفاوضات مع إيران بعد آذار دون اتفاق إطار.

أما إطارات الحرب على الإرهاب، فبقيت مفتوحة في العراق وسوريا. الأردن استعرض عضلاته في الإعلان عن تدمير 56 هدفا ل"داعش"، ثأرا للطيار معاذ الكساسبة، لكن دمشق كانت تتهم عمان بالحول السياسي، فهي تعلن عن قصف "داعش" شمال سوريا، وتدعم وتتغاضى عن الإرهابيين في الجنوب، كما قال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أول نيسان، وعد جديد بوصول أولى شحنات السلاح إلى الجيش اللبناني. موعد تبلغه رئيس الوزراء تمام سلام من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ.

وعلى بعد المسافة بين ميونيخ وبيروت، يتمنى اللبنانيون أن لا يكون AVRIL الفرنسي ملازما لنيسان اللبناني وخصوصا في أوله. وأن لا يأتي وفق توقعات ذلك اليوم، ويقولون حينها إن المكتوب كان مقروءا من نيسانه.

وحتى يمضي شهر وواحد وعشرون يوما على الإيفاء بالوعد، سيبقى الجيش اللبناني مقاتلا بما ملكت يمينه عند الحدود الشرقية، حيث مازالت الجماعات المسلحة هناك تحصل على مرادها سلاحا وتموينا وتهريبا، ولا توفر إمكانية للعبث بأمن الداخل اللبناني، فيما العالم يكثر من التحذير والتهديد والإحصاء لغاراته على مواقع "داعش" في العراق وسوريا.

حتى مؤتمر الأمن العالمي لم يحسم قراره بعد، حول كيف ومتى سيحول دون وصول المزيد من رعايا الدول المشاركة في المؤتمر للقتال في سوريا، وقد أحصت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بالآلاف عدد من التحقوا ب"داعش" و"النصرة" وسواها من الجماعات التي ما عاد الكلام عنها في سياق القول بأنها تقاتل الجيش السوري بعد أن اندثر عنوان الثورة الذي تم رفعه يوما لإيجاد الذريعة.

وفي ميونيخ عينها، استنساخ للذرائع بشأن تأخر الوصول إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الايراني. ذرائع ومحاولات ردها الإمام الخامنئي على أعقابها: فإذا كانوا يقولون إن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من اتفاق سيء، فنحن أيضا نؤكد ذلك، قال الامام الخامنئي، والشعب الايراني سيؤيد اتفاقا يحفظ عزته وكرامته. وأكد قدرة الجمهورية الاسلامية على الصمود بوجه أي حظر قد يفرضه الغرب في حال فشل المفاوضات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

حملة سلامة الغذاء كانت سياسة وزارة، فأصبحت سياسة حكومة، على أمل ان تصبح نهجا عاما في كل الحكومات. هذا ما قاله الوزير ابو فاعور اليوم، لكن ما لم يقله هو ان الحكومة والدوائر الرسمية لا تعمل على موجة واحدة، والدليل الفاضح السجال غير المسبوق بين محافظ بيروت ووزير الصحة، ما جعل الدولة تبدو دويلات، بحيث ضيع المواطنون البوصلة وما عادوا يعرفون الصواب من الخطأ.

وما يقال عن الضياع في ملف الغذاء، ينطبق أيضا على ملف الزواج المدني، فوزارة الداخلية لا تسجل الزيجات المدنية، فيما وزارة الخارجية تقول إنه أصبح بامكان اللبنانيين تسجيل زواجهم في لبنان. فمن يصدق الراغبون في الزواج المدني: وزارة الداخلية أم وزارة الخارجية؟

وسط هذه المعمعة الرسمية اللافتة، يحتفل لبنان غدا بعيد مار مارون. العنوان الطاغي على احتفال السنة، الشغور في المركز المسيحي الأول، وهو شغور ليس أكيدا انه سينتهي قريبا، في ظل تعقيدات اقليمية واللاتوافق المحلي.

توازيا، حوار "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" يتقدم، فورقة اعلان النيات لطي صفحة الماضي نهائيا، التي عمل عليها النائب ابراهيم كنعان وملحم رياشي، نالت موافقة النائب ميشال عون بعدما أدخل عليها تعديلين. وهي صارت على مكتب الدكتور سمير جعجع، ليراجعها ويبدي رأيه فيها بعد عودته من السفر. وعلمت ال"ام. تي. في." انه بعد مصادقة جعجع على الورقة، سيتم تحديد موعد اللقاء بينه وبين عون، على ان يسبقه إعداد جدول أعمال دقيق ليحقق اللقاء النتائج المتوخاة منه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لم يكن ينقص البلد إلا وعد فابيوس في الأول من نيسان، وعودة الظافر الخالد، خالد الضاهر، في الثامن من شباط.

فوزير الخارجية الفرنسية فتش بين 365 يوما من السنة، ولم يختر منها إلا يوم الكذب، أو يوم سمكة نيسان، كما يسميه الفرنسيون، فحدده موعدا لوصول سلاح المكرمة الملكية إلى بيروت. علما أنها الهبة التي مضى على إعلانها أكثر من 400 يوم من الانتظار والاحتضار، منذ وقف ميشال سليمان وحيدا في قصر بعبدا، صارخا: عاشت السعودية. ولم يصل الصوت بعد.

أما الظافر الخالد خالد الضاهر، فاختار اليوم الأقرب إلى ذكرى مرور أربعين يوما على رحيل الكبير عمر كرامي، ليقف في ساحة جده عبد الحميد، بطل الاستقلال، ولينضح بكل ما فيه. هدد رئيس الحكومة تمام سلام، وهول على وزير الداخلية نهاد المشنوق، وحرض على الله وأنبيائه، وكاد يجدد إعلان نبوته الشهيرة.

لكن لبنان، كل لبنان، يدرك أن الضاهر لا يمثل طرابلس. فلها أهلها وزعماؤها. ولا يمثل الشمال، فلأرض الأرز هناك أبطالها وميثاقيوها. وكل لبنان يدرك أن خالد الضاهر لا يمثل، إلا ما كان يمثله مع ضابط المخابرات السورية محمد مفلح، وإلا كما مثل في مديحته المطولة للرئيس بشار الأسد.

المهم أننا بين 8 شباط والأول من نيسان، لن نقبض كلمة من كلام خالد الضاهر، وسنتمنى أن يصدق لوران فابيوس. لكن الأهم يبقى أن يستكمل حوار اللبنانيين، فيكتمل بانتخاب الرئيس القوي، لتنفرج كل الأزمات. أمل، يبدو أن بكركي تحمله وتصلي له، عشية عيد شفيعها مارون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يبدو أن أواخر آذار، بات استحقاقا إقليميا ودوليا بامتياز، وربما يرتبط به الاستحقاق المحلي. أواخر آذار هو الموعد الذي حدده الجانب الأميركي للتوصل إلى اتفاق في شأن الملف النووي الايراني.

طهران بلسان المرشد الأعلى علي خامينئي، تعلن أنه في حال التوصل إلى اتفاق جيد "فسوف نؤيده". في المقابل فإن إسرائيل تجهد لعدم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، وقد أعلنت اليوم بلسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنها تجهد لمنع هذا الاتفاق.

إذا تجاذب على أشده بين طهران وتل ابيب في ما خص الملف النووي الإيراني، فأين سيقف اللاعب الأساسي، في هذا التجاذب؟

عربيا، يواصل الأردن ضرباته لمواقع "داعش"، واليوم وصل سرب الطائرات الإماراتية إلى عمان لمعاودة طلعاته التي كانت توقفت إثر أسر الطيار الأردني.

لبنانيا، بقي سجال مسمكة بيروت مستعرا بين وزير الصحة ومحافظ بيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لبنان يحتفل غدا بعيد شفيع الطائفة المارونية القديس مارون، وسط شغور في موقع رئاسة الجمهورية، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل عن الفترة الزمنية التي سيستغرقها الشغور، وعما إذا كان اللبنانيون قد تخلوا عن التفاهم في ما بينهم لانجاز هذا الاستحقاق، ودخلوا لعبة انتظار التفاهمات الخارجية؟

والأسئلة هذه التي تشكل هواجس لدى اللبنانيين، دفعت رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى الدعوة إلى التفكير بصيغ جديدة للخروج من الواقع الراهن. وحذر من ان حالة الشغور تؤدي تدريجيا إلى إنتاج أعراف جديدة، مما يكاد يعطي الإنطباع أن البلاد تسير بشكل طبيعي من دون الحاجة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لفت من ناحيته إلى ان كل يوم يمر من دون انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الماروني، يؤدي إلى تراكم مجموعة من السلبيات تؤثر على لبنان وصورته كنموذج فريد للتعايش في المنطقة.

الرئيس سلام كان يتحدث على هامش مؤتمر ميونيخ، متمنيا على وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان تساهم طهران في المساعدة على انتخاب رئيس للجمهورية.

وفيما يواصل الجيش اللبناني دك مواقع المسلحين الارهابيين في جرود عرسال، تبلغ الرئيس سلام من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الشحنة الأولى من الأسلحة الفرنسية التي تم التعاقد عليها في اطار الهبة السعودية، ستصل إلى لبنان في الأسبوع الأول من نيسان المقبل، فيما وصلت اليوم دفعة من الأسلحة إلى الجيش من ضمن برنامج المساعدات الأميركية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أسرار ميونيخ تمتد من السلاح إلى الرئاسة، ففي لقاءات رئيس الحكومة تمام سلام مع الطرفين الفرنسي والإيراني، كل على حدة، وعد لبنان ببدء تسلم أول دفعة من الأسلحة الفرنسية مطلع نيسان المقبل، على أمل ألا يتم توقيت الوصول مع عيد الكذب العالمي الواقع على التاريخ نفسه.

وقبل طلائع الثلاثة مليارات، سعودية المنحة فرنسية التصنيع، وصلت إلى مرفأ بيروت شحنة أسلحة أميركية بقيمة خمسة وعشرين مليون دولار، وضعها السفير الأميركي ديفيد هيل ضمن حملة مكافحة الإرهاب والتطرف. ويترك للمحللين العسكريين تقدير فاعلية المنحة العسكرية الأميركية، وما إذا كانت خارقة للجرود وتوازي سلاح الإرهابيين وعتادهم المتطور. لكن العتاد الأميركي الموضوع في الخدمة، لا تبدو عليه صورة المعركة، وبالكاد يلاحق عصابات السرقة في بيروت.

وعلى مرفأ ميونيخ، وبعد السلاح، كان لرئيس الحكومة لقاء مع وزير خارجية إيران جواد ظريف. لم يبادر سلام إلى السؤال عن الأسلحة الإيرانية التي تجنبها لبنان وتفادى منحتها، لكنه طلب من طهران مساعدة لبنان بالسلاح الرئاسي ودعمنا في انتخاب الرئيس كما دعمتنا إيران في تأليف الحكومة.

وقبل أن تتحرك دولة عبد اللهيان، بادر الزعيم وليد جنبلاط إلى تقديم مقترح في ملف الرئاسة، يتضمن إعادة الاعتبار للبعد الوطني في هذا الاستحقاق بدل حصره عند المسيحيين فقط، محذرا من أن حالة الشغور تؤدي تدريجيا إلى قضم الصلاحيات الرئاسية.

غير أن الأزمة الرئاسية لا تنقصها اقتراحات بقدر حاجتها الى إقناع قوى الرابع عشر من آذار، بإزالة الترشيحات المانعة للانتخاب، بالطريقة التي تجري فيها إزالة الشعارات. وأن هذه القوى التي اتخذت شعار "مكملين" لن يكون في مقدورها أن تكمل بسمير جعجع من دون بقية المرشحين الموارنة، وإلا فإنها ستجد نفسها تحتفل بالذكرى العاشرة للفراغ الرئاسي.

في الحرب على الارهاب، إندفاعة جوية أردنية، وحماسة عراقية، ستؤهلها لبدء حرب برية مع تنظيم "الدولة الاسلامية" قريبا، بإسناد من التحالف الدولي، فيما أعلنت عمان أن هدفها سيكون مسح "داعش" عن وجه الأرض وإستهداف البغدادي.

 

سلام تبلغ من فابيوس ان الاسلحة الفرنسية ستصل الى لبنان في الاسبوع الاول من نيسان

الأحد 08 شباط 2015 /وطنية - تبلغ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام من وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس "أن الشحنة الاولى من الاسلحة الفرنسية التي تم التعاقد عليها في اطار الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ستصل الى لبنان في الاسبوع الاول من نيسان المقبل". جاء ذلك في اجتماع عقده سلام مع فابيوس في ميونيخ، قبيل مغادرة رئيس الوزراء المانيا عائدا الى لبنان بعد مشاركته في اعمال مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الحادية والخمسين، والذي التقى على هامشه عددا من القادة والمسؤولين المشاركين في المؤتمر. وأكد فابيوس لسلام "حرص فرنسا على لبنان ومساندته في كل ما يدعم أمنه واستقراره ووحدته الوطنية ويعزز مؤسساته الدستورية.  ونقل فابيوس الى سلام تحيات الرئيس فرانسوا هولند ورئيس الوزراء مانويل فالس. وشكر سلام فرنسا على "الجهود التي تقوم بها من اجل المساعدة في انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان". من جهته، أكد فابيوس "ان باريس ماضية في مساعيها وستواصل اتصالاتها مع جميع الاطراف الفاعلة للوصول الى نتيجة ايجابية في هذا الخصوص". وتناول البحث في الاجتماع ملف النازحين السوريين وما يشكله من عبء على لبنان. واكد فابيوس "ان بلاده ستفعل مساعداتها للبنان وانها ستدفع في المحافل الدولية في هذا الاتجاه".

 

احتفال حاشد في الشياح - عين الرمانة في استقبال النائب نديم الجميّل

قام النائب نديم الجميّل بجولة في منطقة الشياح عين الرمانة بعد ظهر امس بدعوة من رئيس بلديتها إدمون غاريوس ومن قسم الكتائب في الشياح. وكان في استقباله حشود شعبية من ابناء الشياح وفرن الشباك والحدث والحازمية وبلدات ساحل المتن الجنوبي. بعد استقبال حاشد في منزل رئيس البلدية ادمون غاريوس بحضور أعضاء المجلس البلدي والمخاتير ورؤساء بلديات، قام الجميّل بوضع اكليل من الزهر على نصب شهداء الكتائب في بولفار كميل شمعون وجال على مشاريع المنطقة الانمائية. ثم زار مركز بيت الكتائب حيث أعد له استقبال حاشد من قبل رئيس القسم نبيل بطرس وكتائبيي المنطقة وعضو المكتب السياسي ناجي بطرس. ثم انتقل الجميّل الى مركز القوات البنانية حيث احتشد القواتيون مع عدد من الاصدقاء والمؤيدين، ثم انتقل الجميع الى المجمع البلدي حيث أقيم احتفال خطابي بالمناسبة تحدث فيه كل من: ناجي بطرس عضو المكتب السياسي الكتائبي، والمحامي نادي غصن عن القوات اللبنانية والسيد ادمون غاريوس رئيس بلدية الشياح عين الرمانة. وكانت الكلمة الاخيرة للنائب نديم الجميّل.

حضر الاحتفال الخطابي النائب السابق صلاح حنين ورؤساء بلديات الشياح وفرن الشباك والحازمية وكفرشيما ورئيس اتحاد بلديات المتن الاعلىى أعضاء في المكتب السياسي الكتائبي ووفد يمثل قطاع القوات اللبنانية في بعبدا برئاسة نادي غصن وسهيل طعمة ممثلاً حزب الوطنيين الاحرار وكهنة وراهبات وحشد من ابناء المنطقة وفعالياتها. وتصدّرت القاعة صورة ضخمة للرئيس بشير الجميّل.

بعد النشيدين الوطني والكتائبي، القى عضو المكتب السياسي الكتائبي ناجي بطرس كلمة عدد فيها المراحل النضالية مع الرئيس بشير الجميّل مؤكداً أن المنطقة أحبت بشير لترابطها معه وخاضت معارك الدفاع عن الكرامة والاستقلال.وقال: لا يمكن فصل عين الرمانة عن نضال القائد بشير الجميّل. ودعا النائب نديم الجميّل لمتابعة المسيرة.

كلمة القوات اللبنانية القاها المحامي نادي غصن داعياً الى المقاومة المدنية التي نشارك بها جميعاً والى العبور الى الدولة رغم تعثر الخطوات، متمنياً للنائب الجميّل تكرار هذه الجولة لأن تعب وعرق الرئيس بشير ممزوج بعرق شباب المنطقة.

وكانت كلمة لرئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس الذي رحب باسم ابناء المنطقة بالنائب الجميّل مؤكداً أن لبنان غضب لفقدان الحلم الذي لم يكتمل مع بشير وأمل أن يحمل الجيل الجديد نفس الرؤيا لبناء الدولة العادلة. وعدد غاريوس المشاريع الانمائية في المنطقة  لمساعدة ابناءها على الصمود والتشبث بالارض. وقال :أرض الـ 400 شهيد امانة في أعناقنا لنتابع المسيرة التي مات من أجلها الشهداء".

كلمة الشيخ نديم الجميّل

كلمة لعين الرمانة، لمثّلث الصمود الذي عانى في سبيلِ لبنان، وكان القوّة الفعّالة في المقاومة اللبنانية.

هذا المثلّث أعطى الكثير، وله تحيةُ إكبارٍ وتقديرٍ، لأنّ ما تحقّق فيه، فاق كلّ توقّعاتنا وأدهش العالم، وذلك فداءً لكلّ لبنان.

بشير الجميّل في 21 آذار 1979

منذ 30 سنة، وأنا اسمع عن اسطورة عين الرمانة ومثلث الصمود،

30 سنة وانا اسمع عن شهداء وتضحيات وصمود هذه المنطقة، من الحدث وفرن الشباك الى الشياح.

واذا كان اليوم لبنان 10452 كلم2 فهو بالتأكيد بفضل عين الرمانة.

-بعد 40 سنة على 13 نيسان 1975، يمكننا القول انّ نضال عين الرمانة ما كان فقط من أجل المسيحيين الأحرار، ولكن من أجل لبنان وكلّ لبناني مؤمن بالسيادة والحرية.

-نضال هذه المنطقة كان يختصر نضال كلّ شعبنا، كلّ قرانا، وكلّ مناطقنا.

- الشياح التي كانت تُعتبر خطّ تماس / لم تكن يوماً خطّ تماس بين الشرقية والغربية:

ولكن الشياح كانت الخطّ الفاصل بين الحرية والاستبداد

الشياح كانت الخطّ الفاصل بين السيادة والاحتلال

الشياح كانت الخطّ الفاصل بين الدولة والمزرعة.

-إجلالاً لكلّ تلك التضحيات وتقديراً للقضيّة، اتيت اليوم الى منبع المقاومة اللبنانية، كإبن أحد شهدائها، كإبن الكتائب اللبنانية.. جئت لأقف معكم وأؤدّي التحية لمنطقة قدّمت 350 شهيداً.. ليبقى لبنان 10452 كلم2.

- ولكن لأي حدّ لبنان اليوم ُيشبه شهداءنا؟

-لأي حدّ شهداؤنا الأحياء يفتخرون بلبنان اليوم؟

-لأي حدّ لبنان اليوم ُيشبه تضحيات الشياح وعين الرمانة؟

 قصّرنا؟ نعم قصّرنا كثيراً!! بحقّ انفسنا أولاً، بحقّ شهدائنا قصّرنا، وبحقّ وطننا أيضاً.

المسؤولية علينا أكبر لأننا أخدنا خيار لبنان قبل غيرنا.

نحنا أخدنا خيار القيم / والأخلاق / والانسان قبل غيرنا.

نحنا أخدنا خيار الحرية / والكرامة / والديمقراطية قبل الكلّ.

نحن نتحمّل المسؤولية لأننا نحن  طرحنا القضية وولكن صار غيرنا يؤمن بها أكثر منا، وبتنا نحن نشكّك فيها!!

المسؤولية علينا اكبر لأن المسيحيين اليوم استقالوا من دورهم الوطني وصار همّهم الوحيد مصالحهم الخاصّة، وتوزيع الحصص، والصراع على السلطة.

لبنان لا يمكن أن يستمر هكذا .

لبنان الذي  نحلم به نحن:

هو لبنان الذي كان حامل القيم/ الاخلاق/ والمبادئ عبر التاريخ،

لبنان الذي كان فيه أدبيات / وتقاليد / واحترام.

-  مسؤوليتنا تكمن بإعادة تلك المفاهيم الى حياتنا السياسية وعلى تعاطينا مع بعضنا البعض.

رسالتي اليوم لكلّ المسيحيين، انّ يتخطّوا مصالحهم الصغيرة، ويعودوا ليتوحّدوا حول المبادئ الكبرى حتى نرى من جديد بلبنان أمل وقدرة لوجودنا فيه.

نريد أن نعود للوقوف كلّنا كشعب / لنخلق قيادة سياسية جديدة / تتمكن من أن تحوّل التحدي  الى شجاعة وتصميم على المواجهة.

ونريد أيضاً من القيادات الحاليّة وقفة / للحفاظ على ما تبقّى من الجمهورية:

استلمنا مزرعة.. نريد أن نسلّم دولة

استلمنا بلد مفتّت..نريد أن نسلّم وطن موحّد

استلمنا خوف على المصير..   نريد تحويله الى أمان على الوجود

ثم حيا النائب الجميّل نضال حزبي الكتائب والقوات اللبنانية، ودعاهما الى رص الصفوف لأنهما يدافعان عن مبادىء وطنية واحدة، كما وجه تحية الى أول شهيد سقط في المنطقة عام 1975 هو جوزف ابو عاصي، وآخر شهيد كتائبي هو النائب أنطوان غانم.

وشكر رئيس بلدية الشياح السيد ادمون غاريوس لحفاوة الاستقبال كما شكر رؤساء البلديات الذين شاركوا في الاحتفال ، كذلك ممثلي أحزاب الكتائب والقوات والوطنيين الاحرار وأهالي الشهداء وأبناء المنطقة.

 

رئيس قبرص شارك ونوابا لبنانيين بقداس عيد مار مارون في نيقوسا

الأحد 08 شباط 2015/وطنية - ترأس رئيس أساقفة قبرص للموارنة المطران يوسف سويف، قداس عيد مار مارون في كاتدرائية سيدة النعم في نيقوسيا- قبرص، عاونه فيه لفيف من الكهنة، بمشاركة السفير البابوي في قبرص وممثلي مختلف الكنائس. وحضره رئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستسيادس، رئيس البرلمان القبرصي ممثلا بالنائب أنطونيوس حاجي روسوس، وحشد من الوزراء والنواب والفاعليات العسكرية والدينية والديبلوماسية، ومن لبنان حضر النائب إيلي ماروني ممثلا الرئيس أمين الجميل، النائب أنطوان زهرا ممثلا الدكتور سمير جعجع، الدكتور رامي شدياق ممثلا رئيس المجلس الماروني الوزير الأسبق وديع الخازن، عضو المؤسسة المارونية للانتشار سركيس سركيس، قنصل لبنان في قبرص ندى عقل ممثلة سفير لبنان في قبرص يوسف صدقة، وزير الخارجية في الهيئة العامة للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان السفير إيلي عيد، وحشد كبير من موارنة قبرص والمؤمنين، إضافة الى وفد شعبي لبناني حضر الى قبرص للمشاركة في احتفالات عيد القديس مارون.

سويف

وألقى سويف عظة، قال فيها: "نرى وللأسف في بعض الأماكن من جوارنا عودة الى منطق النزاعات والحروب، الى الانقسامات والعنف. فالتعصب والتطرف يقودان الى الإرهاب". أضاف "نشعر أيضا، بمعاناة إخوتنا المسيحيين وسائر الجماعات والأقليات، التي تواجه تحديات كبرى حتى الاضطهاد، فأمام كل ما يجري، نوجه نداء الى ذوي الإرادات الصالحة من سائر الجماعات الدينية والثقافية، لدعم وتثبيت منطق الحوار والانفتاح وقبول الآخر على تنوعه، وفق أسس الاحترام والحرية المتبادلين". وتابع "لا يمكن إلغاء الآخر بإسم الدين. فالدين ليس للموت بل للحياة، لا مبرر للخوف- الفوبيا من الآخر، فهل يعقل أن يسيطر الخوف في عالم أصبح قرية رقمية؟ تعالوا نبدل جمعيا ذهنية الخوف، ونعمل من أجل بناء ثقافة الرجاء واحترام كل إنسان". وأردف "على المعمدين اليوم، أن يلبوا بمسؤولية نداء يسوع، لنكون واحدا (يوحنا 17/11)، فيصبح الحوار المسكوني والديني أولوية في خيارتنا، إذ يشكل جسرا بين الثقافات ويخلق فسحات للقاء، من أجل إحياء فكر اجتماعي وثقافي وديني، يبحث في معنى المواطنة الحقة وفي قضية الفقراء، وفي توجيه الجيل الجديد نحو مستقبل أفضل". وقال: "واسمحوا لي هنا، أن أنوه بالحوار الديني، الذي يجري في قبرص بين المسؤولين الروحيين، والذي يعكس أيقونة جميلة عن هوية هذه الجزيرة"، لافتا إلى أن "مجتمعاتنا تحتاج اليوم الى تقوية مبدأ المواطنة، حيث يعامل الجميع بالتساوي في مجتمع مدني يضمن فيه الخير العام، ويشعر كل مواطن بالحرية، إذ يعيش ملء كرامته الإنسانية، نحن نحتاج الى مجتمع مسؤولوه يخدمون ولا يخدمون (متى (20/28) كما يعلم السيد المسيح، المطلوب اليوم قيادة تستند إلى "حكمة القلب"، وإلى ضمير واع مبنى على أسس الحرية الداخلية". وختم: "نتطلع في عيد القديس مارون، نحو لبنان الذي يواجه تحديات خطيرة، فالاختبار اللبناني يؤكد أن الحوار وحده هو الطريق لحل النزاعات، فلبنان وقبرص اللذان يربطهما تاريخ وجوار وتشابه ثقافي واجتماعي، عليهما الاستفادة من اختبارات الماضي والحاضر. جزيرتنا اليوم، مدعوة لتبرهن أكثر من أي وقت مضى، أن التنوع في الوحدة وحوار الثقافات هي القيم، التي تتجدد من خلالها منطقتنا، استنادا الى العدالة والحرية. فقبرص مدعوة لأن تكون واحدة حية لتجسيد الأخوة والسلام، علينا أن نتوجه في هذه الدينامية نحو غد مستقر وهادئ. من هنا نرفع صلاتنا من أجل قبرص ولبنان، ولأجل قرانا المارونية في أرض الآباء والأجداد".

روسوس

بعد القداس، كانت كلمة لممثل الموارنة في البرلمان القبرصي النائب أنطونيوس حاجي روسوس، الذي تناول أوضاع الموارنة في القرى الأربع المارونية في شمال قبرص، فاعتبر أن "الموارنة في الجزيرة تحولوا الى لاجئين في هذه القرى، حيث هناك قريتان محتلتان من قبل تركيا، وهما قاعدتان عسكريتان وقريتان آهلتان، تعانيان أيضا بقدر القريتين المحتلتين". وشدد على "ضرورة دعم موارنة قبرص من قبل جميع الأصدقاء والأحباء والإخوة والسياسيين في الداخل والخارج، لا سيما أن إخوتنا اللبنانيين"، مطالبا الرئيس القبرصي أن "يضع في سلم أولوياته قضية موارنة قبرص، مع استئناف الحوار مع الاتراك"، داعيا الى "فصل هذه القضية الانسانية عن الأوضاع السياسية، وإيجاد الحلول الموقتة، ريثما تؤمن الحلول الجذرية والنهائية لموضوع موارنة قبرص".

أناستسيادس

من جهته، أكد الرئيس القبرص أناستسيادس أنه "يريد وحدة قبرص والموارنة هم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع الموحد، ونحن نفهم وندرك ما يعانيه الموارنة في شمال قبرص، وسنقوم بالمساعي الحثيثة مع السلطات التركية"، منوها ب"جهود غبطة البطربك الراعي، الهادفةالى إيجاد الحلول السريعة لأبناء رعيته في قبرص، وسعيه ولقاءاته أكثر من مرة مع السلطات التركية"، معلنا عن "تقديم 100 ألف يورو لمساعدة الموارنة في قبرص، لاسيما أبناء القرى الأربع المحتلة في شمال الجزيرة". وفي ختام القداس، أقام سويف حفل استقبال في صالون الكاتدرائية، حيث تقبل والرئيس القبرصي التهاني بعيد القديس مارون، وقد تقبل من زهرا وماروني وشدياق التهاني بالعيد من قبل الجميل وجعجع والخازن، كما نقل شدياق لأناستسيادس تحيات الخازن ايضا.

بعدها، أقام سركيس سركيس مأدبة غداء على شرف النواب زهرا وماروني وحاجي روسوس وشدياق وعدد من الفاعليات والاعلاميين.

 

الجيش تسلم 72 مدفعا و151 مستوعب ذخيرة هبة من السلطات الأميركية

الأحد 08 شباط 2015/وطنية - أقيم ظهر اليوم في مرفأ بيروت، حفل تسلم الجيش اللبناني 72 مدفعا نوع M198 و151 مستوعب ذخيرة، مقدمة من السلطات الأميركية، بحضور نائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن مانويل كرجيان ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، والسفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل على رأس وفد مرافق، إلى جانب عدد من الضباط والإعلاميين. وقد شكر العميد الركن كرجيان السفير الأميركي والسلطات الأميركية على هذه المساعدة العسكرية القيمة. من جهته، ألقى السفير الاميركي كلمة أكد فيها أن "الدعم المستمر الذي تقدمه الولايات المتحدة للجيش اللبناني نابع من الشراكة الثابتة بين البلدين الصديقين، وأن بلاده بصدد تقديم المزيد من المساعدات النوعية له، بهدف مكافحة الإرهاب والحفاظ على استقرار لبنان".

 

قداس في حمص على نية السلام في سوريا في عيد مار مارون

الأحد 08 شباط 2015 /  وطنية - دمشق - أقيم فى كنيسة مار مارون، فى حي الحميدية في حمص اليوم، قداس الهي بمناسبة عيد القديس مار مارون، وعلى نية السلام فى سورية، حضره عدد من رجال الدين المسيحيين في المدينة، وحشد من اهالي حي الحميدية والاحياء المجاورة. ترأس القداس رئيس أساقفة أبرشية اللاذقية المارونية المطران الياس سليمان، الذي دعا في عظته إلى "التمسك بقيم المحبة والسلام، التي تجمع أطياف الشعب السوري"، معربا عن "أمله أن يعود الامن الى ربوع الوطن".

 

علوش: حزب الله لا يريد عون رئيساً للجمهورية

وكالات/أشار القيادي في 'تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أن 'حزب الله يسعى للإبقاء على الشغور الرئاسي الحالي لتنفيذ مشاريع إيران في المنطقة دون عوائق تذكر”، معتبراً أنه 'رغم كل الود والغرام الظاهر عبر الإعلام بين النائب ميشال عون والحزب، فإن الأخير بالحقيقة لا يريد عون رئيسا، خوفا من أن ينقلب عليه بعد بلوغه سدة الرئاسة”. واستبعد علوش، في حديث إلى صحيفة 'الشرق الأوسط”، كسر حلقة المراوحة التي يشهدها الوضع الرئاسي منذ نحو 8 أشهر، مؤكدا أن 'تيار المستقبل” 'لا يضع فيتو على اسم عون أو على أي اسم سواه، لكنه في الوقت عينه يصر على وجوب انتخاب رئيس توافقي لا تنطبق مواصفاته على عون”. ورأى علوش أنه 'لا جدوى من الحوار مع 'حزب الله” بموضوع الرئاسة، نظرا لتعنته وإصراره على مرشح واحد، ولذلك توافقنا على أن يجري التباحث في حوارنا معهم بمواصفات الرئيس وليس بالأسماء”.

 

آلان عون لـ”السياسة”: متفقون مع “القوات” على انتخاب “رئيس قوي”ويتمتع بمواصفات معينة

بيروت – “السياسة”: أكد عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب آلان عون لـ”السياسة” أن تجديد “حزب الله” دعمه النائب ميشال عون للرئاسة الأولى أمر معروف لكل الناس ولا يحمل جديداً, وبالتالي ليس من شأنه عرقلة الحوار الجاري بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” أو بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”. وقال انه “في حال حصول خرق في الحوار القائم بيننا وبين “القوات اللبنانية”, فإن ذلك سيفتح كوة في جدار الازمة الرئاسية”, مشيراً إلى أن النقاش مازال مستمراً بين الفريقين بانتظار ايجاد الظروف الملائمة التي تسمح بعقد اللقاء المرتقب بين النائب عون والدكتور سمير جعجع, لأن الأمور لا تعالج ب¯”كبسة زر”. وأكد أن النقاش يشمل عناوين عدة والعمل جار لتوحيد المواقف بعد اشتباك سياسي طويل, كما أن المساعي مستمرة لتذليل العقبات والخلافات قبل عقد اللقاء بين عون وجعجع الذي يجب أن يكون تتويجاً لذلك. ولفت عون الى ان “هناك اتفاقاً بين التيار والقوات على رئيس قوي وصاحب مواصفات معينة, وبالتالي فإن أي تقارب بين الطرفين يجب أن يكون منسجماً مع هذا الاتفاق”, مشيراً إلى أن الحوار مع “تيار المستقبل” مازال قائماً, لكن في الموضوع الرئاسي ليس لدى “المستقبل” أي جديد. وقال ان الرسالة التي نقلها النائب السابق غطاس خوري للنائب عون شددت على استكمال الحوار مع “المستقبل” و”تشجيع للتوافق بيننا وبين القوات اللبنانية”. وأكد أن زيارة عون الى المملكة العربية السعودية كانت للتعزية بالمغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولم يتم التطرق الى الشؤون السياسية, لكنه لفت الى ان الرياض وكما تؤكد دائماً تقف على الحياد في الملف الرئاسي اللبناني, “ونحن مرتاحون لهذا الموقف ونعمل على تطوير علاقاتنا معها بمعزل عن هذا الامر”.

 

جنبلاط: لاعادة الاعتبار للبعد الوطني في الملف الرئاسي بدل حصره عند المسيحيين ولاقرار الجميع بأنه لا مفر من التسوية

الأحد 08 شباط 2015 /وطنية - دعا رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، إلى "التفكير بصيغ جديدة للخروج من الواقع الراهن" في ما يتعلق بملف الاستحقاق الرئاسي، مقترحا "إعادة الإعتبار للبعد الوطني في هذا الإستحقاق بدل حصره عند المسيحيين فقط". وحذر من أن "حالة الشغور تؤدي تدريجيا إلى قضم الصلاحيات الرئاسية". جاء ذلك في موقف جنبلاط الأسبوعي لجريدة "الأنباء"، والذي قال فيه: "إزاء إستمرار حال المراوحة والتصلب في مواقف القوى السياسية حيال ملف الإستحقاق الرئاسي، ومع مرور أشهر طويلة على واقع الشغور في رئاسة الجمهورية، وبالنظر إلى إرتفاع حدة الصراعات الإقليمية المحيطة بلبنان؛ فإنه بات من الضروري التفكير بصيغ جديدة للخروج من الواقع الراهن. ولعل أولى الأفكار للعبور نحو واقع جديد في هذا المجال تتمثل بإعادة الإعتبار للبعد الوطني في هذا الإستحقاق بدل حصره عند المسيحيين فقط، لأن من شأن ذلك أن ينتقص من موقعه الجامع كرئيس لجميع اللبنانيين يسهر على تطبيق الدستور وعمل المؤسسات. لقد مر وقت طويل دون أن تتبلور أي تفاهمات جدية حول شخص الرئيس الجديد، وهذا يتطلب تعاون باقي الأطراف على قاعدة التشاور وليس الإستئثار بالقرار بطبيعة الحال". ومن ناحية أخرى، حذر جنبلاط من ان "حالة الشغور تؤدي تدريجيا إلى قضم الصلاحيات الرئاسية، من خلال تخطي الأعراف السابقة وإنتاج أعراف جديدة عبر آليات متتالية يقرها مجلس الوزراء مما يكاد يعطي الإنطباع أن البلاد تسير بشكل طبيعي من دون الحاجة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية". وختم بالتشديد على انه "لا بد من إقرار جميع الأطراف السياسية أنه لا مفر من التسوية الرئاسية، وعدم إنتظار تبلور التفاهمات الخارجية التي قد تتطلب مرور وقت طويل في حين أن المطلوب تحصين الإستقرار الداخلي مع تنامي التحديات الخارجية وإعادة تفعيل العمل المؤسساتي".

 

فتفت: السلاح بيد «حزب الله» معضلة كبيرة

المستقبل/شدّد عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت على أن «الثقة بحزب الله تستعاد عندما يعود الى الالتزام بكل مقررات الحوار وكل ما يقال في البيانات الرسمية وبيانات الحكومة»، مؤكداً «أننا عشنا تجربة مريرة مع حزب الله، ولن تكون هناك ثقة طالما أن حزب الله قرر أن يكون مسلحاً على الارض اللبنانية وأن يغض النظر عن مصالح الدولة اللبنانية». وأشار الى «أننا أمام معضلة كبيرة وهي وجود سلاح منظم بيد حزب الله وغير منظم بيد سرايا المقاومة وعدم احترام القرارات الدولية التي ندعي احترامها». وأوضح فتفت، في حديث الى إذاعة «الشرق» امس، أن «اسرائيل تنتهك الـ1701 بالتأكيد ولكن حزب الله ينتهكه أيضاً بالرد. والبعض يعتقد أن الـ1701 هو الخط الازرق فقط، ولكن في الواقع هو يشمل اليونيفيل وانعدام السلاح جنوب الليطاني ووقف الاعمال العدوانية المتبادلة ومنع تمرير السلاح والمسلحين عبر أي حدود بما فيها الحدود السورية». وأعرب فتفت عن «حرصنا الدائم والأساسي على الحوار»، وقال: «نحن في مواجهة حزب الله كانت لدينا ثلاثة خيارات، خيار الاستسلام غير الوارد، وخيار المواجهة المسلحة غير الوارد، فلم يتبق أمامنا الا المواجهة السياسية والحوار جزء منها». ورأى أن حوار رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «بدأ يثمر عندما رأينا مندوباً لعون يحضر احتفالاً تنظيمياً للقوات ما يعني أن هناك كسراً للجليد». وكشف أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أبلغه ووزير العدل اللواء أشرف ريفي ووزير الصحة وائل أبو فاعور والنائب معين المرعبي أن هناك معلومات بعودتهم الى لائحة الاغتيال من قبل النظام السوري.

 

الموسوي: الحرب على سوريا اسرائيلية والذي سمح لداعش وللمجموعات التكفيرية أن تنمو هي القوى الغربية

الأحد 08 شباط 2015 /وطنية - نظم "حزب الله" لقاء مع عدد من الفاعليات والشخصيات الجنوبية في البازورية، القى في خلالها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي كلمة قال فيها: "إننا لم نعد بحاجة إلى التوضيح لأحد أن الحرب التي تشن على سوريا هي حرب إسرائيلية، ويكفي أن نرى العلاقة اللوجستية والسياسية والأمنية والتسليحية وما إلى ذلك بين جبهة النصرة ومسمياتها وبين العدو الصهيوني".

اضاف: "أما على مستوى لبنان فالمقاومة هي في أفضل ظروفها في مواجهة العدو الصهيوني، حيث أنها من خلال العملية التي نفذتها في مزارع شبعا قد فندت مقولة الإسرائيلي التي أطلقها العام 2006 بعد حرب تموز بأن ما أنجزه في تلك الحرب هو ردع المقاومة التي أظهرت أنها غير مردوعة، وأنها قادرة على ردع العدو الإسرائيلي الذي لم يجرؤ على تجاوز قواعد المواجهة إلى الحرب الشاملة. إن اهتماماتنا هي اهتمامات من طبيعة استراتيجية كبرى، فعلى المستوى الدولي فإنها تكمن في كيفية تقليص الهيمنة الأميركية، وعلى المستوى الإقليمي فإنها تكمن بوقف الحرب العدوانية الصهيونية على سوريا ونصرة المقاومة الفلسطينية في مواجهة الإحتلال الصهيوني، وتعزيز قدرات المقاومة في لبنان لإحباط العدو عن اتخاذ قرار بشن حرب واسعة عليه، وقد عبرنا عن إرادتنا على المستوى الداخلي من خلال الحوار مع المختلف، والعيش والتعاون معه في حكومة مشتركة، ونحن أنجزنا التعبير الجلي والبين عن إرادتنا في العيش معا في لبنان مع كل المكونات اللبنانية سواء اكانت طائفية أو حزبية، وقلنا إننا سنعمد إلى الحوار مع من نختلف، لأنه هو في حد ذاته أمر ضروري ونراهن على نجاحه في تحقيق إيجابيات نتطلع إليها جميعا، ولذلك نثني على الحوار الجاري ونبدي استعدادا للمضي نحو تحقيق المزيد من خطوات الإنفراج، فخطوة إزالة الشعارات الحزبية كانت خطوة جيدة، وأيضا كنا نتحدث قبلها عن إزالة عوامل الإحتقان من خلال الإبتعاد عن الخطاب التحريضي، فإذا كان هناك من يرغب في وقف الإحتقان القائم والتخفيف منه فإنه يجب أن يسعى إلى خطاب يعبر عن إرادته الحوارية لا أن يصطدم معه".

وتابع: "إن الخطر التكفيري هو أداة للخطر الصهيوني، لأنه في اعتقادنا أن التكفيريين بلا رعاية دولية وإقليمية، فهم ليسوا أكثر من أقلية هامشية يمكن محاصرتهم والقضاء عليهم سريعا، ولكن الذي سمح لداعش وللمجموعات التكفيرية أن تنمو هي القوى الغربية وأنظمة عربية حاولت استخدامهم لضرب سوريا المقاومة وموقع المقاومة في سوريا، فإذا بهذه القوى تكتشف أن لعبتها انقلبت مرة أخرى، وكما انقلبت لعبة أفغانستان إلى 11 أيلول 2001 فقد انقلبت لعبة سوريا إلى ما يشبهها في فرنسا أو في غيرها من الدول".

وختم الموسوي: "هناك توجه دولي للقضاء على تنظيم داعش، ورغبة في أن لا يصل خطره إلى المجتمعات الغربية، ولكن ليس هناك قرار صارم وواضح باقتلاعه من الأساس، بل إن هذا التنظيم ومسمياته يستخدمون من بعض القوى الغربية ومن حكومة العدو كأدوات للضغط على مواقع المقاومة في العراق وسوريا ولبنان، وفي كل موقع تتم فيه المواجهات، وعلى المجتمع الغربي أن يعرف أن حكوماته ليست جادة في استئصال الخطر التكفيري، لأن حلف الناتو الذي أخذ قرارا باستئصاله لا يستطيع أن يلزم دولة من دوله بأن تتوقف عن كونها قاعدة خلفية له، فعندما يقرر الغرب بصورة جدية إزالته فعليه أن يبدأ من دوله أولا، وأن يتخذ الخطوات الجادة في سبيل ذلك، وأهمها هو استئصال الفكر الذي يولد المجموعات التكفيرية، فللخطر وللإرهاب التكفيريين إسم وعنوان ومنبع أصبح معروفا، ولسنا بحاجة لكي ندل أحدا على عنوان الفكر التكفيري، فهم يعرفونه وكتبوا عنه وواكبوه منذ تأسيسه قبل قرنين وما زالوا حتى الآن، وما دام هناك إتاحة لمنبع الفكر التكفيري بأن يستمر متدفقا فهذا يعني تغذية المجموعات التكفيرية بشباب انتحاري يواصل ضخ دمه الأسود في عروقها الزرقاء".

 

رعد: نشجع كل حوار وطني ونسهم في انجاحه لأن في ذلك مصلحة للجميع

الأحد 08 شباط 2015 /وطنية - أكد النائب محمد رعد على ضرورة "اعتماد الحوار والمنطق وتفهم الهواجس الحقيقية للشركاء بعيدا عن المصالح الفئوية او الخاصة"، معتبرا أن "كل حوار وطني جاد ينبغي ان نشجعه ونسهم في انجاحه، لان في ذلك مصلحة للجميع". كلام رعد جاء خلال إحياء أهالي بلدة جباع ذكرى جوزيف خليل حداد، بقداس أقيم في كنيسة السيدة في البلدة، في حضور النواب عبد اللطيف الزين، ياسين جابر، ميشال موسى، علي عسيران وهاني قبيسي، الرئيس الاول لمحاكم النبطية برنار شويري، أمين سر المجلس الدستوري القاضي أحمد تقي الدين، رئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح محمد دهيني، منسق هيئة حوار الاديان الدكتور محمد شعيتاني ورؤساء بلديات وفاعليات وحشد من المؤمنين. ترأس القداس الاب اندري غاوي، والقى خلاله عظة شكر فيها ابناء جباع على "هذه الالفة التي تجسد روح لبنان وعيشه المشترك". والقى رئيس "جمعية البر والاحسان" المحامي محمد عيسى كلمة رأى فيها ان "هذا القداس اردناه في كنيسة السيدة صورة عن الوحدة الوطنية التي يجب ان تكون، وعن العيش المشترك بين جميع الطوائف والمذاهب الذي يجب ان يسود". وأشاد بعائلة حداد التي لا تزال تحتفظ بقيد احوالها الشخصية في جباع، وأفرادها لا يزالون اعضاء في جمعية البر والاحسان الاسلامية"، وختم معزيا عائلة حداد ومشيدا بالراحل "الذي قدم لبلدة الجباع الكثير من الخدمات". وتحدث رعد، فقال: "نجتمع في هذا الصرح الكنسي العتيق في جباع وجوارها، حيث قوة وعمق وثراء العيش الواحد، والمنشأ الأساسي لذلك الايمان الحقيقي بالله في جوهر الديانات السماوية". أضاف: "ان جباع وعموم البلدات والمدن في جبل عامل، لم تكن يوما جزءا من الحرب الاهلية في لبنان، ولم يحصل فيها تقاتل طائفي او مذهبي، ولم تشهد تهجيرا ولا اقصاء، انما كانت على الدوام واحة للتنوع المصان وللعيش الوطني الواحد، وجل ما تعرض له الشعب في الجنوب من مآس ونكبات كان اما نتيجة عدوان اسرائيلي غاشم او نتجية موجات شطط عابر لم تتوفر لها بيئة حاضنة فكان مصيرها الافول والانحسار". وتابع: "ان الوجع المزمن الذي يعانيه اهلنا في الجنوب ناجم عن غياب الدولة الحامية والراعية، وكأنه قدر الجنوبيين ان يتحملوا العبء الاكبر للدفاع عن الوطن بسبب غياب الدولة او اهمالها او غفلتها عن الاهمية الاستراتجية للجنوب على صعيد حماية الوطن وتعزيز الاستقرار في المنطقة". وسأل "أرأيتم اروع واطيب من هذه الصورة العفوية الاصيلة للعيش الواحد والروح الوطنية؟ أرأيتم هذه الالفة والمحبة التي تعمر في نفوس اهلنا المؤمنين الوطنيين؟ الا يحق لهم ان يحلموا بوطن يصونون فيه عيشهم الواحد رغم تنوعهم؟ الا يحق لهم ان يحلموا بوطن سيد حر تتآلف فيه ارادة وطنية واحدة". وأكد على "اعتماد الحوار والمنطق وتفهم الهواجس الحقيقية للشركاء بعيدا عن المصالح الفئوية او الخاصة"، معتبرا ان "كل حوار وطني جاد ينبغي ان نشجعه ونسهم في انجاحه لان في ذلك مصلحة للجميع". أضاف: "ان نزعة التسلط والاستقواء بالخارج لفرد مسارات سياسية محددة على بقية اللبنانيين لن تنفع اصحابها، كما ان الاذعان لارادة المحاور الاقليمية او الدولية على حساب المصالح الوطنية لن يبني في لبنان دولة قوية. ان ظاهرة الارهاب التكفيري التي حضنها ودعمها البعض في لبنان والمنطقة هي صنيعة القوى المعادية لارادة اللبنانيين ولشعوب المنطقة، وهي الوجه الاخر للارهاب الصهيوني الذي يخدم مشاريع القوى الخارجية للتسلط والهيمنة على بلادنا. وان استهداف الجيش هو استهداف للبنان ولكل اللبنانيين، وواجب الجميع الاسراع بتسليحه وتجهيزه وزيادة عديده لانه المؤسسة الوطنية العسكرية الضامنة لامن الوطن واستقرارة". وختم رعد معزيا عائلة الحداد بفقيدهم "الذي هو فقيد جباع بأسرها". ثم أقيمت مأدبة غداء على شرف المشاركين.

 

قداس وداعي في كندا للسفيرة أبي سمرا ولحام منحها الصليب البطريركي

الأحد 08 شباط 2015 /وطنية - ترأس راعي أبرشية كندا للروم الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم قداسا في كنيسة القديسين بطرس وبولس، في العاصمة أوتاوا، بمناسبة انتهاء مهام سفيرة لبنان في كندا ميشلين أبي سمرا. وقال إبراهيم في عظته: "ستفتقد جاليتنا في كندا سفيرة استطاعت تمثيل لبنان بجدارة ودبلوماسية مميزة. وقد أعلت، طيلة خدمتها، مصلحة لبنان فوق أي مصلحة أخرى. ولم تكن تطلب ما هو لها، بل ما هو لخير وطنها". بعد العظة قلد ابراهيم السفيرة أبي سمرا الصليب البطريركي الأورشليمي نيابة عن البطريرك غريغوريوس الثالث لحام.

 

السيّد الأمين يجتهد ردّا على حرق الكساسبة: الحدود الشرعية معطّلة

حاوره: وسام الأمين/جنوبية/الأحد، 8 فبراير 2015    

تعليقا على جريمة حرق الطيار الأردني معاذ كساسبة من قبل تكفيريي "داعش" الذين يتسلحون بالحدود الشرعية لتحقيق مآربهم، أعلن سماحة السيّد محمد حسن الامين اجتهاده الذي يؤكد فيه أن الحدود الشرعية يجب أن تكون معطّلة بعد وفاة الرسول وغياب الإمام المعصوم.

 لم تكد مواقع التواصل الاجتماعي تنقل فيديو إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة من قبل “داعش”، حرقًا بأبشع صورة، أقل ما يقال إنّها همجيّة وظالمة، حتى ضجّت الوسائل الاعلامية على انواعها ومواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات شاجبة ومستنكرة هذه الفاجعة الإنسانية.

وقد فرض هذا الحدث الوحشي نفسه كسابقة لم يشهد لها العصر الحديث مثيلا. فاندلع نقاش حام بين ناشطين على مواقع الانترنت حوله، وقد عمد بعضهم الى القول إن منشأ هذا العنف المتوحّش هو الدين الاسلامي نفسه، اذ ان حدّ الحرق استخدم في الماضي كمعاملة بالمثل، كما أن الاعدام بقطع الرأس الذي يطبقه داعش على أعدائه حاليا هو من الحدود والعقوبات الإسلامية أيضا وعمل به من أجل الإقتصاص من القاتل، وكذلك قطع يد للسارق وغيرها.

لذلك ومن أجل الإضاءة على الموقف الشرعي من جريمة احراق الكساسبة، وتوضيح الرؤية الدينيّة من مسألة العقوبات وتبيان حقيقة الحدود الشرعيّة التي نصّ عليها الإسلام ومعرفة مجالها وكيفيّة تطبيقها، أجرينا حوارا مع سماحة العلامة المفكر السيد محمد حسن الأمين حول هذه المسائل فأجاب:

“حول سؤال ما إذا كان المجني عليه الطيار الأردني يعتبر أسير حرب أم مقاتل قتل في المعركة، فإننا نعتبر ان هذا الطيار، بالرغم من مشاركته في عمليات القصف التي يمارسها التحالف الدولي، وهي فعل حربي دون شك، إلاّ أننا نميل إلى اعتبار هذا الطيار جندياً وقع في الأسر، ومن المعلوم أن الأسير لا يقتل وفق الشريعة الإسلامية، فلو افترضنا أن هذا الطيار لم يكن أسيراً وإنما كان في موقع المواجهة المباشرة وجاز للطرف الآخر توقيع العقوبة بشأنه، وأن هذه العقوبة هي عقوبة الإعدام، فإننا لا نقبل بأن يصار إلى هذه الطريقة الوحشية في إعدام هذا المقاتل (أو الأسير)”.

وحول الاستناد الى الحكم الشرعي الذي أعلنته “داعش” قال السيد الأمين: “بالنسبة الى الاستناد لقوله تعالى “فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم”، فإنّ الردّ على مثل هذا الاعتداء يكون بالقتل اذا اعتبر بنظرهم قاتلا وليس أسير حرب، لا بوسيلة الإحراق أبدا، ونستند في ذلك إلى قول مأثور عن الرسول(ص): “لا يعذّب بالنار إلاّ ربّ النار”. مع العلم أن هذه الظاهرة ذات الطابع العنفي المستنفر هي في تقديرنا أحد نتائج العنف والعنف المتبادل. فمثلاً إذا شاهد أحدنا طائرة تقصف بالبراميل المتفجّرة أحياء سكينة بحجة وجود معارضين أو خارجين عن سلطة الدولة، فإن مشاعرنا لا تكون أقلّ تأثراً واشمئزازاً من هذه الظاهرة التي تتحدث عنها وهي إحراق الطيار الأردني حيّاً، ولذلك فإننا نعتبر أن العنف يستولد العنف وأن معالجة هذه الظاهرة سياسية بامتياز، ولا تكون إلاّ في العمل العربي والدولي لمعالجة أسباب هذا العنف وجذوره دون أن نقلّل من ضرورة استنكاره وادانته من قبل الوجدان الإنساني والروح الدينية الصافية، التي هي جوهر الأديان جميعاً وديننا الإسلامي خصوصاً”.

وحول مسألة “الحدود الشرعيّة”، أي نظام العقوبات في الإسلام، ومعرفة مجال هذه الحدود ودائرة تطبيقها في عصرنا الحالي، شرح سماحته: “بالنسبة الى الحدود الشرعية عموما، فإن هذه الحدود ليست واجبة بذاتها، بل تخضع لمقاصد الشريعة الإسلامية، فالحدّ الشرعي ليس عمليّة انتقام انما هو صورة من صور الرّدع والتخويف الذي يهدف إلى سلام المجتمع. فلو أخذنا مثالاً على ذلك عقوبة الرّجم، رجم المحصن الزاني، فإن الهدف هو توقيع عقوبة الموت على هذه الجريمة التي كان يسود توقيعها في عصور سابقة، فيما الإعدام بواسطة إطلاق النار أو الرصاص يتضمن المقاصد نفسها للشريعة ولا يفترض التقيد بالوسيلة حرفياً. علماً أن إقامة الحدود بكلّ صورها وأشكالها تعود إلى السلطة الشرعية التي تمثّل الجماعة الإسلامية الملتزمة بشرعيّة السلطة الحاكمة. وهذه الشرعية ليست قائمة في عصرنا، وبالتالي فإن الشعوب الإسلامية الموجودة في الدول حاليا، يوجد بينها وبين السلطات عقد سياسي اجتماعي يلزم الطرفين باحترام القوانين الشرعية المتفق عليها بين السلطة والرعيّة. ولا يجوز لفئة محدودة أو واسعة من المسلمين أن تنصّب نفسها سلطة شرعيّة على جميع المسلمين أو على البعض منهم”.

وهنا أعلن السيّد محمد حسن الأمين إجتهاده في هذا المجال بوصفه فقيها يؤصّل لحكم شرعي يلائم العصر فقال:

“أضيف موقفا فقهيا شرعيا يقول به عدد كبير من علماء الطائفة الشيعية. وهو أن الحدود كلها معطّلة في غيبة الإمام المعصوم، وهذا يعني بصورة غير مباشرة أن المجتمع يجب أن يجترح عقوبات غير الحدود الشرعية، بهدف ضبط الانتظام الاجتماعي. ما يدفعني إلى الاجتهاد بان من حق المجتمع الإسلامي، وفي غيبة الإمام، أن يسنّ عقوبات رادعة تلائم العصر وتحقق الأهداف نفسها التي كانت تتوخاها عقوبات الحدّ الشرعي الذي تمّ تطبيقه في أزمنة سابقة كان الإمام موجودا خلالها، او وجد فيها من يدعي لنفسه مقام الإمام وبويع من قبل غالبيّة المسلمين على هذا المنصب”.

 

فليسقط الأزهر

 محمد جواد/جنوبية/الأحد، 8 فبراير 2015  

 فلنرفع الصوت. هنا من جنوبية نقاوم تسلّط “حزب الله” على الشعب السوري. من ضاحية بيروت الجنوبية ومن جنوب لبنان نكتب باسم شيعة لبنانيين كثيرين يعترضون على حرب دخلها حزب قاوم إسرائيل، باسم “مقاومة إسرائيل”، وباسم “الشيعة” وباسم “السيّدة زينب” و”الإمام الحسين، ليقتل أطفال سوريا ونساءها ورجالها وشيوخها، دفاعاً عن بشّار الأسد. لسنا مذهبيين. لهذا: فليسقط بيان “الأزهر” الذي دعا إلى تقطيع أوصال أجساد رجال “داعش”. وعلى العالم الذي تفرّج على الثورة السورية فيما بشمىّار الأسد يحوّلها إلى “وحش” داعشيّ، أن يقاتل “داعش” وأن يدعم الفصائل غير المتطرّفة دينياً، وأن تدعم الجيش السوري الحرّ. فليسقط الأزهر، لأنّه، مثل أبو بكر البغدادي، ومثل الحوثيّ في اليمن، ومثل حزب الله في لبنان، وغيرهم في سوريا والعراق واليمن وتونس والمغرب… كلّهم يعطّلون العقل، في “خيانة عظمى” للدين، نزولاً عند مصالح “دنيوية”، باسم السماء. فليسقط الأزهر. لأنّه مؤلّف من رجال عاديين، خطّائين، وغير معصومين، مثله مثل “حزب الله” و”داعش” و”الحوثيين” و”القاعدة”…

 

العالم في مواجهة الدمويين

بقلم الكولونيل شربل بركات 

09 شباط/15

الوضع في الشرق الأوسط في بداية العام الجديد يبدو مقلقا خاصة مع تطور الجماعات الأصولية من الاسلاميين التكفيريين الذين يسوّقون للتسلط بالقوة المبنية على الدم والغطرسة والتوسع على حساب الدول القائمة، مستعملين أنواعا من الارهاب (وقد أصبحت الكلمة مبتزلة لكثرة استعمالها) تذكّرنا بعهود الظلام الغابرة وتصرّف الغزاة الهمجيين في مراحل عدة من التاريخ كان العالم قد نسيها نوعا ما وغابت عن الذاكرة الجماعية إلا في الكتب التي تروي الفظائع.

الشرق الأوسط مهد الديانات السماوية التي بدأت مع موسى "كليم الله" حيث حدد في لوح الوصايا ما يرضي الله وأهمه أن "لا تقتل"، نراه اليوم وبعد مرور ثلاثة آلاف سنة على شريعة موسى والفي سنة على السيد المسيح والف وخمسمئة سنة على الرسول يعود إلى القتل لا للدفاع عن النفس أو الاقتصاص من المجرمين بل للتلذذ بسفك الدم والتشاوف بالقدرة على ارتكاب الجرم بدون رادع.

ما يقوم به جماعة القتل هؤلاء لم يكن ليعطى من الأهمية لو أنه يجري على أيدي عصابة محدودة ترتكب الفظائع من أجل السلطة أو المال أو غيره. ولكن الخطر فيه أنه يرتكب باسم الدين وينفذ بغطاء فتاوى الأئمة التي تملأ الاعلام وهو يدخل كل البيوت في "القرية العالمية" فيولّد المزيد من الدمويين من جهة وبالمقابل ينمّي الكثير من الحقد عليهم. 

من جهة أخرى يعرض نظام الملالي في إيران نفسه والتنظيمات التي تتبعه كمحارب لهذه الجماعات التي إنما ولدت لتحسين صورته وإفرازاته في لبنان والعراق وصورة حليفه أسد سوريا. وبينما تتلهى دول المنطقة بالتركيز على هؤلاء وكيفية التخلص من شرهم، والصورة البشعة التي يعرضونها عن الدين وأهله، يستمر هذا النظام وزبانيته بالتقدم على ساحات الشرق الأوسط القريبة منها والبعيدة مستعملين المذهبية غطاء والعنف سلاحا لتغلغلهم وهم بعيدين كل البعد عن قبول الآخر والتعددية المطلوبة التي وحدها قد تكون الحل لامكانية تعايش وتعاون كافة المجموعات الحضارية التي تؤلف هذا الشرق.

يقول قائل بأن واجبات المجتمع الدولي التصدي لهؤلاء وفرض النظام المرتكز على القيم المشتركة لكل الشعوب والتي تضمنتها "شرعة حقوق الانسان" وهي تحمي الحقوق البديهية للبشر. وبالرغم من قيام تحالف دولي يتصدى، كما يقال، لتوسع هذه المجموعات المتغطرسة إلا أن المحاربة الجدية لها لم تبدأ بعد لأن هؤلاء القتلة يتخفّون خلف الدين ويدّعون العمل حسب قواعده وبالنتيجة لا يمكن استبعاد دين بكل أتباعه له من العمر 1500 سنة ومن الاتباع حوالي المليار والنصف لا يشبهون بأغلبيتهم هؤلاء القتلة.

من هنا قامت بعض الدول الاسلامية وخاصة الخليجية تحمل مشعل التصدي لهؤلاء فأصدرت لوائح تمنع دخولهم إلى أراضيها لا بل ساهمت بقيام تحالف دولي لمواجهتهم وهي تدفع بشكل فعلي نحو التخلص منهم. ولكن وبالرغم من ذلك لم نرى بعد تغييرا أساسيا في عملية التصدي للفكر الذي يدعمهم، ولو أن ولي عهد البحرين وضع الاصبع على الجرح حين شبههم "بالفاشية الدينية" لأن الخطر في هذه المجموعات يكمن في تفسيرها للدين وسلاحها معادات البشرية لفرض سلطتها على الجميع بقوة سفك الدماء واستعباد الآخرين بدأ من المراة وصولا إلى بقية المختلفين عنهم. فهل سيتمكن التحالف الدولي من حسم الموضوع ووئد هذه الفتنة في مكانها والتخلص من القتلة والمروجين لهم؟ أم إن القضية أعمق قليلا وهي تتطلب نوعا من الجهد المشترك خاصة من جهة أصحاب الشأن؟

صحيح بأن الفتح الاسلامي قام بحد السيف ولكنه كان يومها مشابها لغيره من القوى التي تداولت السيطرة على المنطقة. فقد كان البيزنطيون وارثوا الامبراطورية الرومانية والتي كانت قامت على أنقاض مملكة الاسكندر الكبير اليونانية، من جهة، والفرس الساسانيون وارثوا أحلام الامبراطورية الفارسية القديمة التي كان الاسكندر نفسه قد اسقطها وحولها إلى رعية من رعاياه، من جهة أخرى، يتنازعان السيطرة عليها في غزوات تشبه إلى حد بعيد تلك التي قام بها العرب الذين وحدّهم الاسلام فانطلقوا لأول مرة خارج حدود الجزيرة يمارسون كغيرهم السيطرة على الممالك والدول. ولكنهم وبسبب اللامركزية التي اعتمدوها في الحكم، ربما، وضعف القوى المواجهة لهم، أسرعوا في الانتشار شرقا وغربا قبل أن يبدأوا كغيرهم بالخلاف على السلطة وتقسيم التركة مناطق واقاليم تتعاون أحيانا وتتناحر في الغالب. ولكن قطع الاعناق وقتل الأعداء لم يكونا اختراعا عربيا أو خاصا بالاسلام لا بل اعتبر الاحتلال الاسلامي في كثير من الاحيان أرحم من غيره ومن هنا التوسع السريع وانضمام الاقاليم إلى الدولة الحديثة لا بل تحول بعض الشعوب إلى الدين الجديد. وقد بقيت أكثر القوى والممالك في العالم تعتمد الحروب اساسا للتوسع والسيطرة وما الحملات الصليبية التي دامت حوالي الثلاثة قرون ومن ثم غزوات المماليك والمغول والتتر ومن بعدهم السلطنة العثمانية إلا استمرارا لتمدد القوي وفرض سيطرته على المغلوب. ولكن خبرة البشرية في تنازع السلطة وتتالي المآسي وقراءتها للأحداث بترو وهدوء واتخاذ العبر منها والعمل على إيجاد قواسم مشتركة تخفف من الاقتتال، هي محاولات لنقل البشرية من حالة الصراع الدائم إلى حالة التعاون من أجل التقدم والاستمرار. وهكذا وبعد قتال مرير وحروب عديدة داخل أوروبا كانت اتفاقات جنيف لتخفيف عبئ الحرب على الأفراد وتحديد المسموح والممنوع حتى في الحرب. وبعد حربين عالميتين نشأت المنظمات الدولية التي تحاول حل المشاكل لمنع حدوث الصراع والتقليل من مساوئه حال حصوله.

التطرف الاسلامي و"دولة الخلافة في العراق وسوريا" لا يشكلون بالطبع صورة الاسلام الحقيقية ولا هم سيتمكنون من مصادرة وجه هذا الدين ليجعلوا منه دينا دمويا بالمطلق يسمح بارتكاب الفظائع. ولكن، والتاريخ يشهد، بأن مواجهة هذه الموجات يجب أن تقوم على عاتق حاكم قوي يفرض سلطته المدنية ليحمي الدين من الاستغلال، ورجل دين متنزه يستلهم روح الرحمة التي ترافقت متكررة مع اسم الله تعالى ليمنع الرعاع من استعمال الدين ستارا للبغي والغي. من هنا أهمية زيارة الرئيس السيسي لجامعة الأزهر الشهر الماضي كونه رئيس دولة عريقة تسكنها أكثرية مسلمة ويبدو حتى الآن قادرا على ضبط الأمور بينما تشكل جامعة الأزهر أحد المراكز المهمة في الفقه السني (وهو المذهب الذي يتبعه أغلبية المسلمين). وقد فهم من كلامه بأنه حاول تذكير الأئمة بدورهم في قيادة الفكر مشيرا إلى أن مليار ونصف المليار من المسلمين لا يجب أن يعادوا السبعة مليارات الأخرى التي تعيش على هذا الكوكب ومن هنا عليهم أيجاد المخرج الملائم لكي يستطيع المسلمون أن يعيشوا بسلام في عالم متنوع المشارب والمذاهب. ولكن الفكر الأخواني الذي سيطر لفترة ليست بالقصيرة على هذه الجامعة لا يزال يقاوم، كما يبدو، منطق قيادة الاعتدال والانفتاح على عالم اليوم ولذا فقد رأينا نوعا من المواجهة لعملية عزل المجرمين المتسترين بالدين حتى الآن. 

فهل سيقدر المجتمع المصري، الذي تخلّص منذ فترة وجيزة من سيطرة الأخوان على السلطة، أن يدفع نحو تغيير في سير الأمور وحث الأزهر لاتخاذ موقف باتجاه عزل من يشكلون لطخة عار على وجه الاسلام ومن ثم البدء بتحرير الدين من هواجس السلطة؟ أم أن الفكر المتحجر سيناور ليمنع أي مشروع لتحديث النظرة الواقعية للدين وتخليصه من رواسب الزمن الغابر وبعض قواعد العيش التي سادت المجتمعات القبلية منذ أكثر من 1500 سنة؟ وهل يمكننا أن نشبّه ما يحصل اليوم بحالة الفوضى والعنف التي سادت في أوروبا عند نشأة البروتستانتية وما تبعها من الاصلاحات في الكنيسة والفكر الديني ما أدى إلى مبدأ القبول بالآخر؟ أم أننا لا نزال بعيدين عن الحلم بهذا النوع من التطور ولا بد للعنف أن يأخذ مجراه حتى يتعب المقاتلون أو ينتهي جيل التكفيريين وأئمتهم بشكل أو بآخر؟ وعندها هل سيبقى شيء من حضارة الخير والرفاه التي منّ الله بها على الكثير من بلدان الشرق الأوسط منذ فورة النفط؟

*الكاتب ظابط لبناني متقاعد وخبير في شؤون الإرهاب

رابط المقالة في جريدة السياسة الكويتية

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%8A%D9%8A%D9%86/#sthash.AFrwx65B.dpbs

 

سورية نموذج مثالي للسياسة الواقعية المثيرة للسخرية

مارك بيريني/السياسة/09 شباط/15

مع ضجيج الصراع في شرق اوكرانيا تم التغاضي عن بعض التطورات المقلقة في الشرق الاوسط في الفترة الاخيرة ومع ذلك فان المقابلات التي اجراها الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس التركي رجب طيب اردوغان واجتماع المعارضة السورية في موسكو والشائعات في دوائر واشنطن لا تضيف ما قد يصل الى امل ضئيل للخروج من المستنقع السوري. في مقابلة حديثة مع جوناثان تيبرمان من مجلة “الشؤون الخارجية” تشبث الاسد عبر مزيج من الصراحة واليقين بانه وجماعته يقفون في الجانب المنتصر في الحرب السورية. الاسد على استعداد لاجراء محادثات مع المعارضة الحقيقية غير الموجودة في المنفى فهؤلاء “دمى” بيد القوى الغربية وعلى استعداد للتعاون مع الولايات المتحدة ضد متشددي الدولة الاسلامية وهو متمسك في نهاية المطاف بشعار والده “سورية قلب الشرق” الاوسط وبالتالي فلديه استنتاج واضح: “نحن جميعا نعتقد ان سورية يجب ان تعود الى ما كانت عليه ليس لدينا اي خيار اخر”. بشكل عابر انتقد الاسد بعض الدول العربية واكثر تحديدا تركيا موجها لها تهمة دعم “داعش” تولى جوناثان تيبرمان في وقت لاحق خطوة غير معتادة بنشر مقالة في صحيفة واشنطن بوست وكذلك شريط فيديو يقدم من خلاله انطباعاته الخاصة عن الاسد: “رجل لا يستسلم ومخادع للغاية, واهم ويستحيل ان نتصور في اي وقت ان يفاوض على نهاية منصفة للحرب الاهلية في بلاده”.

ما كشفته المقابلة, بالنسبة الى اولئك الذين لم يلتقوا بكل من الاب والابن, هو ان بشار الاسد سوف يتمسك بالسلطة بغض النظر عما يتطلبه ذلك من تدمير كما انه سوف يستخدم اي وسيلة لتحقيق هذه الغاية مما تبقى له من اسلحة كيماوية وصولا الى انتكاسات التحالف, والى امتداد الصراع خارج حدود سورية. من الجانب التركي, ليس هناك اي تقدم في الافق ففي التاسع والعشرين من يناير الماضي اوضح الرئيس اردوغان عبر شاشة قناة “تي آر تي هابر” التلفزيونية العامة موقفه المعروف من منطقة حظر الطيران والذي يعتبره امرا ضروريا, كما يعتبر الحرب ضد الدولة الاسلامية ليست كافية وان “الائتلاف الدولي القائم لمواجهة “داعش” يجب ان يضرب نظام الاسد”. في الوقت نفسه فان تركيا لن تسمح للائتلاف باستخدام القواعد الجوية في البلاد وسوف تركز في الجزء الاكبر من نشاطها على الاغاثة الانسانية للاجئين السوريين. في الوقت الذي يبدو منطقيا ذلك الربط بين “داعش” ونظام الاسد فان الموقف التركي يترك شعورا بعدم الارتياح لدى دول الغرب خشية ان يكون السبب الحقيقي لعدم الاشتباك التركي ضد الدولة الاسلامية في الواقع بدافع تعاطف الناخبين من المحافظين الدينيين مع الدولة الاسلامية لان خطابها معاد للغرب.

عقد في موسكو يومي 26 و27 يناير الماضي اجتماع “لمعارضين سوريين” تم اختيارهم بعناية ثم في 28 و29 يناير حصلت لقاءات بين رئيس الوفد السوري السفير بشار الجعفري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقد استندت وساطة موسكو الحكيمة الى مجموعة من المعارضين المقبولين لدى دمشق واستبعدت اي تلميح لتغيير النظام في سورية ولم يكن مستغربا الا تسفر المناقشات عن اي نتيجة. منذ بداية القتال في شرق اوكرانيا اصبح واضحا ان موسكو تعتبر الازمة السورية على انها عامل ازعاج كبير في صراعها السياسي متعدد الابعاد مع القوى الغربية, سورية ليست بالتأكيد ذات اهمية مماثلة لاهمية شبه جزيرة القرم او دونباس او حتى تكتيكات سلاح الجو وتحرشها فوق شمال اوروبا ولكن الصراع السوري يساعد الكرملين في استعراض معارضته الشرسة تجاه الموقف الغربي مرة اخرى. كتذكير محزن يجب على المرافقين ان يتذكروا ان حجم المأساة السورية بلغ 200 الف قتيل ومليون جريح واكثر من 10 ملايين نازح, وهذا لا يهم موسكو دائما, اخر مرة سألت عن هذا كان الجواب الروسي حادا ومتلبدا: “لقد خسرنا 20 مليونا في الحرب العالمية الثانية”. هناك عدد من العوامل الاخرى يزيد من تعقيد المستنقع السوري منها عدم رغبة الرئيس الاميركي باراك اوباما مواجهة الاسد عسكريا والتورط العسكري الكبير لايران وحزب الله على ارض الواقع بالاضافة الى امدادات السلاح الروسي المتواصلة منذ ربيع العام 2011 . نظرا الى طبيعة الصراع السوري التي تبدو مستعصية فقد اغرى واشنطن في وقت ما النظر في “اهون الشرور” والتوصل الى اتفاق مع الاسد لكن حصول مثل هذا الترتيب السياسي المحتمل بلا شك الامر الاكثر خزيا الذي يمكن ان يتصوره ملايين اللاجئين السوريين او النازحين اكثر من اي وقت مضى, حتى اليوم لم يعد ممكنا تصور مثل ذلك الاتفاق نظرا الى صمود الدولة الاسلامية واستحالة ضرب المسلحين بشكل فعال في شمال سورية في حال عدم وجود اتفاق تنفيذي مع تركيا.

قبل سنتين او ثلاث كان يمكن للمرء التفكير ولو بسذاجة في الوقت الذي سيصبح فيه الاسد نفسه مسؤولية ملقاة على عاتق الكرملين ذلك الوقت الم يأت. ليس هذا فقط بل اصبحت سورية اليوم “مأساة مفيدة” في ستراتيجية موسكو الاشمل المعادية للغرب. لا شك ان الحرب الاهلية السورية سوف تجد مكانا لها في كتب التاريخ بصفتها نموذجا مثاليا للسياسة الواقعية المثيرة للسخرية.

*أستاذ في جامعة “كارنيغي أوروبا” وسفير الاتحاد الاوروبي السابق الى كل من تركيا وسورية, والمقالة نشرت في “يو اوبسيرفر”.

 

من يوقف مجازر نظام دمشق؟ 

 داود البصري/السياسة/09 شباط/15

لاشك أن العالم يعيش اليوم في تناقض حقيقي ومفزع, فحين تشمر دول العالم عن سواعدها وتتحد لمحاربة الإرهاب الدولي وتنسق جهودها لتتبع عناصره, وتجتهد في عقابهم وملاحقتهم لآخر الدنيا, وتعقد المؤتمرات وتوقع الاتفاقات وتنظم البروتوكولات من أجل تحجيم الإرهاب وتدمير أوكاره, ويبقى على الجانب الآخر, أكبر الإرهابيين الدوليين وأشدهم خبثا ومراسا وتجربة دموية رهيبة وهو نظام دمشق يظل عصيا على المحاسبة والمتابعة, واللجم, وهو يمارس يوميا, ومنذ سنوات أربع عجاف جرائم مروعة ضد الجنس البشري, لم تمارسها أشد وأحط الأنظمة إرهابا وإجراما.

يتابع العالم إرهابيا فردا لآخر الدنيا, بينما يترك نظاما سياسيا كاملا يمارس إرهاب الدولة ويقطع بأوصال شعبه ويجتهد أيما اجتهاد في ممارسة أقسى أنواع وأشكال التقتيل والترهيب والإجرام! ومع ذلك لا أحد يتحرك, أو يحاسب, أو حتى يحاول تقييد يد النظام بلطف ومنعها عن الفتك بالشعب السوري الذي يتعرض يوميا لحرب إبادة شيطانية ممنهجة لا نظير لها في عالمنا المعاصر الذي شهد للأسف تدخل العالم لإسقاط أنظمة قمعية وإرهابية مارست جرائم أقل بكثير من الجرائم التي يقترفها, ودأب عليها النظام السوري.

لقد تم إسقاط نظام الخمير الحمر الشيوعي المتطرف مثلا في كمبوديا عام 1978 بعد تدخل القوات الفيتنامية لردع أهل حقول الموت الشهيرة من الاستمرار في حفر المقابر الجماعية للكمبوديين, وتدخل العالم أيضا لردع أنظمة عديدة لعل آخرها ما حصل في العراق وتقدم الولايات المتحدة وحلفائها في إسقاط نظام صدام حسين عبر احتلال وتدمير العراق بعد حصار دولي طويل وقاس عام 2003, إلا أن النظام السوري حكاية مختلفة بالكامل, فهو ومنذ انفجار الثورة الشعبية في مارس عام 2011 لم يقصر أبدا في إظهار وحشيته الدموية وفي ترجمة ملفات النصب والاحتيال لحكاية “الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة والتوازن الستراتيجي, على شكل حرب إفناء دموية مروعة ليس ضد أعدائه الإسرائيليين المفترضين الذين لم يوجه ضدهم رشاشات الماء منذ عام 1973, بل ضد الشعب الأعزل الذي ظل شهورا كاملة يرفع الشعارات السلمية الصرفة, ويمارس ضبطا للنفس غير معهود, وبصبر عجيب رغم وحشية آلة القتل السورية التي بلغت اليوم الذروة عبر محاولة النظام التدمير الكامل لريف دمشق وغوطتيها التي كانت إرثا نضاليا شامخا في مقاومة وهزيمة الاحتلال الفرنسي القديم, فجاء اليوم نظام آل الأسد لينتقم من الشعب وتاريخه النضالي الشامخ مستعينا بحلفائه الإقليميين المعروفين وعصاباته الطائفية التي لم تقصر أبدا في دعم الإرهاب, ونشر الرعب والترويع في المدن السورية, وخصوصا عصابات حزب الشيطان الإرهابي حسن نصر “خدا” الذي انضم للنظام الإرهابي في جبهة ميدانية واحدة لقتل السوريين.

النظام السوري بعد أن فشل على مدار ربعة أعوام في إجهاض الثورة الشعبية, رغم نجاحه في تشويه بعض صفحاتها من خلال الجماعات الإرهابية التي إندست في وسطها, وهي صناعة استخبارية سورية معروفة, يعيش اليوم إرهاصات الفشل النهائي المؤذن بإنسحابه الذليل من مسرح التاريخ ملوما محسورا مشيعا بلعنات الشعوب والتاريخ, لم يعد يمتلك سوى حله الأخير والنهائي, وهو تهديم المعبد على رؤوس الجميع بما فيهم هو ذاته, والمؤلم إن العالم الحر والقوى الكبرى تراقب وتحصي جثث السوريين, وتتابع طيرانه المهان وهو يهدم سورية حجرا على حجر من دون أن تتدخل أوتمارس واجباتها الكونية المفترضة في منع إرهاب الدولة الغاشمة لمواطنيها في مشهد سوريالي متواطئ غريب يبدو واضحا إن الهدف منه استكمال تدمير سورية بالكامل وبشهادة دولية معتمدة تؤشر على مدى وحشية عالمنا المعاصر وغياب العدالة للأسف. المشكلة في النظام السياسي العربي أنه لا يمتلك آلية ردع لإيقاف آلة القتل السورية عن العمل, والجامعة العربية بمبادراتها السياسية الرثة أفلست بالكامل ولم يعد لديها ماتقدمه وتحولت لشاهد “ماشافش حاجة أبدا”! أما المنتظم الدولي فيبدو ايضا أنه قد أدمن مشاهد الدماء والجثث المحروقة والمقطعة الأوصال, وبات يهتم بإفرازات إرهاب النظام السوري, ويتناسى بالكامل معالجة أصل المرض وجذوره.

لابد من تنشيط حملة دولية إنسانية وحقيقية لإيقاف آلة القتل السورية وإجبار النظام المجرم على التنحي بكل الوسائل, وبعكسه سيشهد العالم إرهابا مريعا, فنظام دمشق لن يرحل قبل تحويل سورية أرضا محروقة من دون شعب, فهل ترضى الإنسانية بذلك? لاحول ولاقوة إلا بالله.

 

“حوار الوقت الضائع” تمهيد لملاقاة تسوية رئاسية محتملة وترجيحات بإجراء الانتخابات بين مارس ويوليو تقابلها مخاوف من استمرار الفراغ

بيروت – “السياسة”: مع حلول الخامس والعشرين من الشهر الجاري, ينقضي الشهر التاسع من الفراغ الرئاسي في لبنان, المستمر منذ 25 مايو من العام الماضي, من دون أن يلوح في الأفق الداخلي بصيص أمل للخروج من الأزمة, بانتظار نضوج الظروف الاقليمية, وهو ما يهدد ببقاء الوضع الهش على ما هو عليه, نظراً لتراجع الملف اللبناني على الأجندتين الاقليمية والدولية على حساب تقدم الملف اليمني والحرب على الإرهاب والأزمة السورية وغيرها من الملفات المشتعلة. وفي ظل إقرار القوى السياسية علناً بعجزها عن تحمل مسؤولياتها وإيجاد مخرج للأزمة, ينخرط بعضها في “حوارات الوقت الضائع”, على حد وصف مصادر سياسية مطلعة, بهدف تهيئة الأرضية لملاقاة تسوية محتملة يمكن أن تنضج بين شهري مارس ويوليو المقبلين, تفضي إلى انتخاب رئيس جديد, على غرار الحوار الجاري بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”, وبين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”. وأوضحت المصادر أن الحوارين الإسلامي – الإسلامي والمسيحي – المسيحي لا يمكن أبداً أن ينتجا تسوية بشأن أزمة الرئاسة, في ظل إقرار أطرافهما الأربعة بعجزها عن ذلك, وتالياً يصبح هدفهما منحصراً بتحقيق غايتين رئيسيتين: الأولى تتمثل بتبريد الاحتقان في الداخل سواء على الصعيد السني – الشيعي أو المسيحي – المسيحي, والثاني يتلخص بتهيئة الأرضية لملاقاة التسوية بعد نضوجها وراء الحدود. وإلى هذين الهدفين, يمكن إضافة غايات أخرى, مثل ضمان استمرارية عمل الحكومة والحؤول دون انفجارها لأن استمرارها مصلحة للجميع, ومنع حصول أي ردات فعل عنيفة في حال وقوع هجمات إرهابية أو تفجيرات انتحارية, وتأمين أوسع التفاف سياسي وشعبي حول الجيش والمؤسسات الأمنية في ظل الحرب المفتوحة ضد الإرهاب. وأوضحت المصادر أن أكثر السيناريوهات تفاؤلاً يتمثل بانتخاب رئيس قبل نهاية شهر مارس المقبل, استناداً إلى جملة عوامل أهمها إمكانية توقيع اتفاق إطار نووي بين إيران ودول “5 +1, والوضع الأمني الهش في الداخل اللبناني والقلق الدولي من انهيار الاستقرار بعدما بلغت التحديات الأمنية ذروتها. لكن المعطيات الاقليمية لا تعطي أرجحية كبيرة لهذا السيناريو, لأن الملف اللبناني ليس موضع اشتباك إيراني – أميركي فحسب, وإنما هناك دول عربية واقليمية وازنة في المعادلة ترفض بشكل قاطع تسليم لبنان لإيران, وبالتالي فإن ظروف التسوية لم تنضج بعد, بحسب المصادر, التي أوضحت أن السيناريو الأكثر واقعية هو إمكان الخروج من الأزمة وانتخاب رئيس للجمهورية بحلول يوليو المقبل. وأوضحت أن هذا الشهر يعتبر مفصلياً ذلك أنه سيشهد انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والدول الكبرى, فإذا كانت النتيجة إيجابية لجهة إبرام تسوية يمكن الحديث عن تطورات إيجابية في لبنان, أما إذا كانت النتيجة معاكسة, فإن المسارات ستكون سلبية لأن طهران ستنتقل إلى مرحلة الصراع المفتوح مع دول المنطقة والمجتمع الدولي, وهو ما يفترض استخدام أوارقها الاقليمية كافة, ومن بينها لبنان. وجزمت المصادر بأن الحوارات الداخلية في لبنان مهما طال أمدها لا يمكن أن تنتج اتفاقاً على رئيس للجمهورية, إلا في حالة واحدة تتمثل باقتناع مرشح “حزب الله” النائب ميشال عون باستحالة وصوله إلى قصر بعبدا, وهو ما يتطلب رفع الغطاء الإيراني عنه بشكل كامل, ليتسنى للفرقاء اللبنانيين البحث عن مرشح توافقي للرئاسة. وأوضحت أن تخلي إيران عن ترشيح عون رهن بشكل التسوية المحتمل أن تتوصل إليها مع الغرب, لأن نجاح المفاوضات النووية يعني فتح باب المفاوضات بين الجانبين على مصراعيها بشأن جميع ملفات المنطقة, انطلاقاً من الحرب على “داعش”, مروراً بالوضع السياسي في العراق وسورية, وصولاً إلى الأزمات في لبنان واليمن وغيرها. ولفتت إلى أن النقطة الايجابية الوحيدة التي يمكن تلمسها من المعطيات الاقليمية, تتمثل بأن الملف اللبناني هو الأقل تعقيداً بين جميع الملفات المطروحة, لأن حل أزمته أسهل مقارنة بالأزمات المقعدة في الدول الأخرى, وبالتالي فإن مصلحة الدول الاقليمية والغربية التوصل سريعاً إلى تسوية في هذا البلد, لإعطاء دفع لمفاوضاتها المحتملة بشأن ملفات أخرى. وبحسب المصادر, فإن ماهية الحل في لبنان لا تزال ضبابية وغير واضحة, بشأن ما إذا كانت التسوية ستشمل انتخاب الرئيس وشكل الحكومة الجديدة الأولى في عهده والتوصل إلى قانون جديد بشأن الانتخابات النيابية, أم أنها ستقتصر على الاتفاق على رئيس وترحيل باقي الأزمات عملاً بالتقدم خطوة خطوة نحو تسوية شاملة, هدفها الأساسي الحفاظ على الاستقرار ومنع تحول لبنان إلى ساحة مشتعلة شبيهة بالساحتين السورية والعراقية.

 

ظريف التقى كيري مجدداً وأكد أن تمديد المفاوضات "ليس في مصلحة أحد"

خامنئي: أتفق مع الأميركيين بأن عدم الاتفاق أفضل من اتفاق سيئ ظريف التقى كيري مجدداً وأكد أن تمديد المفاوضات "ليس في مصلحة أحد"

طهران, ميونيخ (ألمانيا) – رويترز ¯ ا ف ب: أعلن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أنه يتفق مع وجهة نظر الإدارة الأميركية بأن عدم التوصل إلى اتفاق في المفاوضات الجارية بشأن برنامج بلاده النووي أفضل من التوصل لاتفاق سيئ, مؤكداً استعداده للموافقة على أي اتفاق طالما لا يتعارض مع مصالح بلاده. وخلال استقباله مجموعة من قادة القوات الجوية الإيرانية, أمس, قال خامنئي إن الأميركيين يكررون دائماً إن عدم التوصل لاتفاق أفضل من التوصل لاتفاق سيئ, “ونحن نتفق معهم في هذه المقولة”, وان “عدم التوصل لاتفاق أفضل من التوصل لاتفاق يتعارض مع مصالح الشعب الإيراني”. وأضاف “يحاول مفاوضونا نزع سلاح العقوبات من العدو.. إذا استطاعوا فإن ذلك سيكون أفضل بكثير, وإذا فشلوا فعلى الجميع أن يعلم أن لدينا وسائل كثيرة لتخفيف حدة هذا السلاح”, مشيراً إلى أنه سيوافق على الاتفاق الذي يتم بحثه مع الدول الست الكبرى, طالما أنه لا يتعارض مع مصالح إيران. من جهته, أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف, أمس, أن أي تأجيل جديد لمهلة المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق “ليس في مصلحة أحد”. وقال ظريف, الذي التقى مرتين نظيره الاميركي جون كيري منذ الجمعة الماضي في ميونيخ على هامش المؤتمر بشأن الأمن, “اعتقد أن أي تمديد جديد ليس في مصلحة احد”.

وتأمل القوى الكبرى التوصل الى اتفاق سياسي قبل 31 مارس المقبل على أن يتم إبرام اتفاق شامل نهائي يتضمن كل الجوانب التقنية في 30 يونيو المقبل على ابعد تقدير, لكن المفاوضات تراوح مكانها مما يثير مخاوف من تمديدها للمرة الثالثة. ورداً على سؤال عن موعد 31 مارس المقبل, قال ظريف ان التمديد الماضي لم يكن “مفيداً” جداً, و”إذا لم نتوصل الى اتفاق فهذا لن يكون نهاية العالم. سنكون قد حاولنا وفشلنا … سنجد طرقاً أخرى”. وعقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري, صباح أمس, لقاء مفاجئاً مع ظريف لاجراء محادثات جديدة بشأن البرنامج النووي الايراني على هامش المؤتمر بشأن الأمن في ميونيخ, هو الثاني منذ وصول الوزيرين إلى المدينة الواقعة في جنوب ألمانيا الجمعة الماضي. في سياق متصل, نفى ظريف ما ورد في تقرير لوكالة “رويترز” لجهة أنه أبلغ الولايات المتحدة خلال المحادثات النووية أن نفوذ الرئيس حسن روحاني سيتضرر بشدة إذا فشلت المفاوضات. وقال “أود أن أصحح تقريراً خاطئاً جداً لرويترز… من تحدثوا معي خلال الايام الثلاثة المنصرمة يعلمون أن ذلك لم يكن من المواضيع التي أثيرت في مفاوضاتنا, ولم أقل ذلك”.

وأكد أن الشعب الإيراني يتفهم بأن الحكومة تفعل ما بوسعها لإنجاح المفاوضات, لكن “إذا فشلنا وأتمنى ألا يحدث ذلك, فإنهم (الايرانيون) لن يحملونا (كحكومة) مسؤولية هذا الفشل”. من جهة أخرى, أكد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن المحادثات بين ايران والوكالة وصلت الى منعطف “حاسم”, وأن على طهران أن تقدم إيضاحات عاجلة بشأن الجوانب الرئيسية لبرنامجها النووي. وقال على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن “إننا في لحظة حرجة للغاية. لذا نحتاج لتكثيف أكبر لجهودنا لإلقاء الضوء على القضايا السابقة والتحضير للقضايا المستقبلية”. وأضاف أمانو بعد اجتماع مع ظريف في ميونيخ “على ايران أن تنفذ الاجراءات التي وافقت عليها… من الضروري الحصول على ايضاحات للمسائل المتعلقة بالأبعاد العسكرية المحتملة … وتنفيذ البروتوكول الاضافي أمر أساسي”, مشيراً إلى أنه اتفق مع ظريف على “تكثيف المحادثات رفيعة المستوى بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

مريم رجوي: نظام ولاية الفقيه المنبع الرئيسي للإرهاب والتطرف

(السياسة) أكدت رئيسة منظمة “مجاهدي خلق”, كبرى الحركات المعارضة للنظام الإيراني في المنفى, مريم رجوي, أن “نظام ولاية الفقيه هو المنبع والمصدر الرئيسي للإرهاب والتطرف الديني في المنطقة”, وان محاربة التطرف تستلزم قطع أذرعته العسكرية, خاصة في العراق وسورية. وفي كلمة لها خلال مؤتمر دولي بعنوان “التطرف الإسلامي, الجذور, الحلول, ودور النظام الإيراني” بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لثورة فبراير 1979 في ايران, عقد في باريس بدعوة من اللجنة الفرنسية لإيران الديمقراطية, أكدت رجوي أنه “رغم همجية ووحشية قمع قل نظيره في عالم اليوم, لم يستسلم الشعب الإيراني أبداً أمام نظام الملالي”, مشيرة إلى أن “ستراتيجية هذا النظام في المشروع النووي وتصدير الإرهاب والتطرف الديني هي ستراتيجية فاشلة, حيث ان الاستياء الشعبي والمقاومة المنظمة دفعا الملالي إلى مأزق خانق”. وقالت رجوي, بحسب بيان صادر عن “أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية”, تلقت “السياسة” نسخة منه أمس, إن “أكبر هزيمة مني بها نظام الملالي تتمثل بفشله في هجماته المستمرة للقضاء على المقاومة الإيرانية”, مضيفة إن “نظام ولاية الفقيه, هو المنبع والمصدر الرئيسي للإرهاب والتطرف الديني في المنطقة, ان الخطوة الضرورية الاولى والأهم لمواجهة التطرف تحت غطاء الإسلام, هي قطع أذرع النظام الإيراني خاصة في العراق وسورية”. وحذرت من أن “إشراك هذا النظام ¯ بأي شكل كان- في التحالف ضد داعش هو أخطر مئة مرة من أي نوع من أنواع التطرف الإسلامي .. لأنه يؤدى إلى توسيع الكارثة وتعميقها”, مشيرة إلى أن الموقف المتراخي للغرب في المفاوضات النووية يشجع “نظام الملالي على التمادي في السعي وراء الحصول على القنبلة الذرية”. -

 

أبعد من اليمن

غسان شربل/الحياة

09 شباط/15 

كان متوقعاً أن يدين مجلس التعاون الخليجي «الانقلاب الذي ينسف العملية السياسية السلمية» في اليمن وأن يعتبره تصعيداً خطراً. ولم يكن غريباً أن يدعو بيانه مجلس الأمن إلى «وضع حد للانقلاب الذي سيدخل اليمن ومستقبل شعبه في نفق مظلم». وكان منتظراً أن تلوّح دول مجلس التعاون بأنها ستتخذ كل «الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها». التطورات اليمنية التي تنذر بحريق كبير تدور على حدود مجلس التعاون. ولأي حرب أهلية مديدة ومريرة أثمان لا بد من دفعها، تماماً كما الأمر بالنسبة إلى تشظي اليمن.

من حق دول المجلس أن تقلق. فالمبادرة الخليجية في اليمن كانت بين ضحايا اندفاعة الحوثيين التي فرضت مرجعية جديدة للحل هناك، سُمِّيت اتفاق «السلم والشراكة». هذا قبل أن تبلغ الاندفاعة الحوثية أقصاها بـ «الإعلان الدستوري» وحل مجلس النواب المعقل الشرعي الذي كان يتمتع فيه الرئيس السابق علي عبدالله صالح بنفوذ حاسم. كان الرئيس عبد ربه منصور هادي يدرك أن صعدة لا تروي عطش الحوثيين ومَنْ يدعمهم. وتوقُّع تقدمهم باتجاه ميناء ميدي في محافظة حجة. لكنه ربما لم يكن يتوقع أن تسقط صنعاء نفسها في يد الحوثيين كثمرة ناضجة. ولأن قرار الإمساك بصنعاء يرتّب أعباء وعواقب، شعر كثيرون بأن عبدالملك الحوثي لا يستطيع اتخاذ قرار بهذا الحجم واعتبروه قراراً إيرانياً بالدرجة الأولى.

ما كان لدول مجلس التعاون أن تشعر بالقلق الذي عكسه بيانها، لو كان ما يجري في اليمن مجرد تجاذبات داخلية حول الموقع الأول في البلاد. لكن هذه الدول شعرت بأن ما يجري هناك هو أبعد من اليمن، ويتعلق ببرنامج يشمل المنطقة وبالنزاع على الدور الأول فيها.

هناك من يعتقد بأن ما جرى في اليمن هو جزء من «الهجوم الإيراني الكبير» الذي يرمي إلى خفض القيمة الاستراتيجية للاعبين المنافسين في المنطقة. ويرى هؤلاء أن البرنامج الإيراني يرمي إلى إضعاف ثلاثة لاعبين في المنطقة، هم إسرائيل وتركيا والسعودية.

عبر صواريخ «حزب الله» من جهة و «حماس» من جهة أخرى، أرادت إيران إبلاغ الغرب خصوصاً أميركا أن «حاملة الطائرات الإسرائيلية» لم تعد تملك القدرة على التهديد والردع وقلب الموازين ما دامت صواريخ الحلفاء قادرة على الوصول إلى أي نقطة في الدولة العبرية.

ساهمت إيران أيضاً في إضعاف اللاعب التركي. منعت رجب طيب أردوغان من تحقيق حلمه بإسقاط نظام صديقه السابق بشار الأسد. ولم تسمح له بأن يكون لاعباً موازياً على الساحة العراقية، وكان لافتاً أنها أول من زوّد إقليم كردستان بالذخائر لدى إطلاق تنظيم «داعش» حربه على الإقليم، مستفيدة من الإرباك الذي تعانيه أنقرة حين يتعلق الأمر بالأكراد.

ولأن إيران تدرك أهمية السعودية عربياً وإسلامياً واقتصادياً، عاملتها بوصفها المنافس الأول في الإقليم، وسعت إلى إضعاف موقعها في لبنان وسورية والعراق. بلغ الأمر حد الحديث عن خطة لتطويق السعودية عبر البحرين والعراق، ثم جاء اليمن الحوثي في الأيام الأخيرة.

يضاف إلى ما تقدم ما يظهر من رغبة باراك أوباما في إنجاز اتفاق مع إيران حول ملفّها النووي. يترافق ذلك مع كلام فحواه أن محور الممانعة هو الأقدر على «مواجهة التكفيريين» في لبنان وسورية والعراق واليمن. وأن هذا المحور قادر على تحقيق ما لا تستطيع الطائرات الأميركية من دون طيار تحقيقه. ثم إن انشغال محور الممانعة بـ «محاربة التكفيريين» يعني أن المواجهات مع إسرائيل ستبقى في حدود الرسائل المتبادلة، كما حدث في القنيطرة ومزارع شبعا.

إن المسألة أبعد من اليمن، على رغم أهمية الملف اليمني وخطورته. ومن حق أهل المنطقة أن يتساءلوا: هل الاتفاق على الملف النووي يعني التسليم لإيران بالدور الأول في الإقليم؟ أم يعني على الأقل التسليم لها بالاختراقات التي حققتها حتى الآن، وكان آخرها في صنعاء؟ بعض مَنْ رافقوا الزيارة الأميركية الاستثنائية إلى الرياض يرى أن واشنطن مهتمة تماماً بإنجاز اتفاق نووي، لكنها لا تنوي تسليم طهران مفاتيح منطقة حساسة تعني مستقبل الاقتصاد الغربي والعالمي. اللعبة أبعد من اليمن على رغم خطورة ما يجري في البلد الذي كان يعتبر سعيداً.

 

من يسقط أولاً الحوثيون أم... اليمن؟

جورج سمعان/الحياة/09 شباط/15

«الإعلان الدستوري» في صنعاء كرس انقلاب الحوثيين. باتوا في صدارة الصورة والمسؤولية. لم تعد هناك سلطة أو مؤسسات أو أحزاب وقوى سياسية يتذرعون بها ويحملونها مسؤولية إدارة البلاد. عبدالملك الحوثي وجماعته مسؤوولن اليوم عن توفير الأمن لمواطنيهم. وتأمين رغيف الخبز والوظيفة وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. والأهم من ذلك أن عليهم التعامل مع دول الجوار والمجتمع الدولي. وكلاهما طرفان دانا الإنقلاب ويسعيان إلى وضع حد له ولتداعياته الداخلية والخارجية. كان جل ما يطمح إليه الحوثيون في العقد الماضي هو إشراكهم في السلطة... إلى أن كانت لهم كل السلطة. لم يقيموا اعتباراً لمقررات الحوار. وقبل ذلك حملوا على المبادرة الخليجية، ولم تردعهم قرارات مجلس الأمن وعقوباته. ولم ينصتوا لمواقف الدول التي دعمت مؤتمر الحوار والمرحلة الانتقالية. وباتوا اليوم أمام امتحان إدارة الدولة. فهل لديهم التجربة والمشروع والخبرة، أم أنهم سيعولون على قوى ستواليهم بالتأكيد في عز اندفاعتهم هذه لعلها تحقق مكاسب وتحافظ على مواقع.

الانقلاب كان نتيجة طبيعية ومتوقعة. كل المواقف التي واكبت الحراك اليمني والمبادرة الخليجية، ورعت مؤتمر الحوار والمرحلة الانتقالية كانت دون المطلوب. أو على الأقل متأخرة. لم تكن على المستوى التحدي الذي شكله موقف الحوثيين الرافض دور مجلس التعاون، ثم تحالفهم مع «ماكينة» الرئيس السابق وحزبه المؤتمر الشعبي. نجح اليمنيون بأحزابهم وقواهم الإسلامية والاشتراكية والناصرية والليـــبرالية في منع سقوط البلاد في الفوضى والحرب الأهلية والعشائرية والجهوية، مع اندلاع الحراك في شباط (فبراير) 2011. لكن هذا «الخليط» العجيب من القوى لم يسع إلى التغيير الذي نشده الشباب بقدر ما اهتم بإعادة انتاج نظام يعيد توزيع الحصص ويشرك مزيداً من القوى في مفاصل الحكم. وهذا ما ترجم سريعاً صراعاً مفتوحاً بين القوى السياسية والعشائرية والعسكرية التي كانت تتقاسم مجتمعة كل شيء، طوال ثلاثة عقود. وانتهى الأمر ببقاء هذه القوة شريكة أساسية في الصيغة التي أعقبت رحيل الرئيس السابق الذي لم يرحل فعلياً. ظل طاقمه في كل مفاصل الحكم ومؤسساته الدستورية والعسكرية والأمنية. وهو ما سهل له وضع العصي في طريق الحوار، ثم الانقلاب على مخرجاته بتسهيله انقلاب الحوثيين ومساعدتهم في تقدمهم نحو إسقاط الدولة. وهو يجد نفسه اليوم في سلة واحدة مع جميع الذين حيدهم عبدالملك الحوثي. فقد رفض المؤتمر الشعبي «الإعلان الدستوري» وعدّه انقلاباً على الدستور.

كانت المواقف الإقليمية والدولية التي رعت المرحلة الانتقالية في اليمن من دون الحسم المطلوب لوقف الإنقلاب الذي بدأ من سقوط عمران وتقهقر الجيش، ثم دخول الحوثيين العاصمة والسيطرة على المؤسسات والمواقع العسكرية في ايلول (سبتمبر) الماضي. لذلك لن تنفع اليوم بيانات التنديد بالانقلاب. والذين ينتظرون موقفاً حاسماً من المجتمع الدولي أو مجلس الأمن قد ينتظرون طويلاً. روسيا لن تكون مهتمة بازعاج طهران بموقف مناهض للتغيير الذي وقع في صنعاء. والولايات المتحدة لم تتخذ منذ البداية مواقف حاسمة لضبط حركة الحوثيين وإيقاف التقدم الإيراني نحو اليمن. وهو الموقف نفسه الذي تلتزمه حيال الجمهورية الإسلامية في العراق وسورية. لا تريد فتح أي ثغرة جانبية قد تعوق المحادثات الخاصة بالملف النووي. بخلاف ذلك، ترى إيران إلى ما حدث في جنوب شبه الجزيرة العربية تعزيزاً لمواقعها الإقليمية. وورقة إضافية لمواجهة الضغوط والمطالب التي ترفعها الدول الخمس الكبرى والمانيا لوقف البرنامج النووي. وموقعاً متقدماً في المواجهة مع المملكة العربية السعودية.

أبعد من ذلك، لا تملك الولايات المتحدة نفوذاً فاعلاً في صنعاء. ومع اندلاع الحراك قبل أربع سنوات، تركت الأمر لمجلس التعاون. ودعمت مبادرة لمنع انهيار اليمن وتشظيه. ولم يبخل الخليجيون في تقديم المساعدات إلى جارهم الجنوبي. ولم يكن هذا الموقف طارئاً. جاء في سياق سياسة قديمة. لم يتجاهل أهل المجلس واقع جيرانهم والفقر الذي يعانون. كانوا على الدوام عوناً لهم، منذ قيام هذه المنظومة الإقليمية. وكثيراً ما طرحوا مشروع ضم هذه الدولة إلى منظومتهم لجملة من الأسباب والاعتبارات في مقدمها: منع قيام حزام فقر يزنر حدود مجلس التعاون ويهدد أمن دوله واستقرارها. لذلك لا يتوقع أن تتدخل واشنطن بفاعلية لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، أي إلى ما قبل الإنقلاب الأخير. تأخر الجميع بمن فيهم الأمم المتحدة ومبعوثها جمال بنعمر الذي لن يفيده حرصه ودعواته الى مواصلة الحوار. فضلاً عن أن الحوثيين، وإن وضعهم بعض الخليج على لائحة الإرهاب، لا يشكلون خطراً داهماً على المصالح الأميركية والغربية عموماً، كما هي حال «القاعدة» و «الدولة الإسلامية». سيدفع الجميع بالكرة مجدداً إلى ملعب مجلس التعاون. ولن يجد هذا مفراً من الانخراط في الأزمة، أولاً لمنع انزلاق اليمن في طريق التشظي والانقسام ثانية بين جنوب وشمال ووسط ضائع، وثانياً للحفاظ على المصالح الاستراتيجية الخليجية في شبه الجزيرة كلها وبواباتها وممراتها البحرية والبرية.

تبدو العودة إلى الحوار صعبة إن لم تكن مستحيلة. فماذا يمكن القوى والأحزاب أن تنتزع من الحوثيين بعد امساكهم بالسلطة وكانت عجزت عن ذلك قبل انقلابهم؟ وماذا تملك من أوراق القوة لفرض رأيها على طرف مدجج بالسلاح؟ لقد فشلت في السابق في إدارة المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار. وعجزت عن الوقوف في وجه تغول «أنصار الله». لن يكون أمامها سوى الرهان على عامل الوقت. أي الرهان على الأوضاع الاقتصادية من جهة وعلى عودة الحراك الشبابي إلى الساحات والشوارع، فضلاً عن ضغوط محافظات الشرق والجنوب التي رفضت سلطاتها الإدارية والعسكرية ومعظم قواها «الإعلان الدستوري» الحوثي. يستطيع عبدالملك الحوثي أن يتباهى بقوته. وتستطيع إيران أن تتباهى بسقوط نصف اليمن بيدها. لكن السؤال الملح غداً وفي المدى العاجل هل تستطيع أن تتحمل الكلفة المالية لضمها اليمن إلى خريطة نفوذها؟

يرى الخبراء أن اليمن يحتاج إلى نحو 12 بليون دولار لمعالجة مشاكله الاقتصادية التي تفاقمت في الأشهر الأخيرة على وقع «الزحف الحوثي». فالبطالة ارتفعت من 36 في المئة إلى 60 في المئة. فضلاً عن أن الموانئ والمواقع التي باتت تحت سيطرة الحوثيين ماتت فيها الحركة. كما أن الحقول النفطية لا تزال بعيدة من سيطرة الانقلابيين. ولا يمكنهم تالياً الإفادة من القليل الذي تمد به الخزينة. ولا شك في أن دول الخليج توسلت بالمساعدات المالية ممارسة نفوذها في هذا البلد والتسويق لمبادرتها. وهي اليوم لن تتردد في وقف كل أشكال الدعم للسلطة الجديدة في صنعاء. بل قد تلجأ إلى فرض حصار قاسٍ عليها. وهي تدرك جيداً أن مثل هذا السلاح قد يكون الأكثر إيلاماً وفاعلية. وسيجد الحوثيون قريباً أنفسهم أمام مشكلات اقتصادية واجتماعية معقدة قد تدفع الشارع إلى ثورة جياع فضلاً عن ثورة الشباب الذين لم تثمر ثورتهم الأولى طوال أربع سنوات. وهنا لا شيء مضموناً ألا يواجه «أنصار الله» خصومهم بالقمع والمطاردة وحتى الاعتقالات لترسيخ حكمهم. ويمكنهم أن يبتزوا خصومهم بوقف دفع الرواتب والمستحقات لكل المحافظات الرافضة السلطة الجديدة.

بات اليمن جزءاً من الخريطة السياسية والأمنية الإيرانية في المنطقة. وستكشف الأيام المقبلة أنه في ركاب ليبيا وسورية والعراق التي تبحث مكوناتها، بلا جدوى حتى الآن، عن صيغة جديدة للبقاء تحت سقف واحد... وإلا فلا مفر من الانسلاخ وتغيير الخرائط بالحديد والنار وكثير من الدم. فهل يخطو اليمن أولاً نحو التشظي أم يسقط الحوثيون في مواجهة اصطفاف الداخل والخارج؟

 

في ذكرى توقيع "التفاهم" بين عون ونصرالله تذكير بالرسالة المفتوحة للمشنوق عام 2006

اميل خوري/النهار

09 شباط 2015

يوم الأثنين 23 كانون الثاني 2006 وجّه الوزير نهاد المشنوق عندما كان يمارس الصحافة والكتابة رسالة طويلة مفتوحة الى "سيد المقاومة" حسن نصرالله من المفيد التذكير ببعض ما جاء فيها لمناسبة ذكرى توقيع "ورقة التفاهم" بين العماد ميشال عون ونصرالله، وقد ظلت ورقة كسائر الأوراق والقرارات التي صدرت عن جلسات هيئة الحوار الوطني حبراً على ورق، ولاسيما منها "اعلان بعبدا"، وختم تلك الرسالة بايجاز الآتي:

"كيف يحمي "حزب الله" منطقه، لبنانيته، سيادة وطنه، سلاحه في وجه اسرائيل؟ كيف يعود الى جمهوره الأوسع في كل الطوائف؟ ولن أعود الى ما جاء في اتفاق الطائف من نشر للجيش في الجنوب وفرض سلطته كاملة على الاراضي اللبنانية، ولا الى البيان الوزاري الذي يدعم المقاومة وتحرير الاراضي اللبنانية، ولا الى تقرير رود – لارسن الذي يستعجل تنفيذ كل مضمون القرار 1559. من السهل ايجاد تناقضات بين خمسة نصوص لسماحتكم أربعة منها عفوية يدلي بها الشخص نفسه خلال ثلاثة أسابيع، ومن الأسهل اجراء مقارنة تعرّض المضمون لضعف، بدلاً من قوة نص خطابي اشتهرت بها يا سماحة السيد. غير أنه من الواضح أن الاجابة عن الأسئلة السابقة، لا تكون بشكر لسوريا قيادة وشعباً في يوم القدس، ولا بشكر إيران على دعمها للحزب في الوقت الذي ترى فيه السعودية المشروع الايراني على أبوابها، ولا بحديث الرئيس الأسد عن اسرائيلية الداعين الى ترسيم الحدود في مزارع شبعا ورفض طلب لجنة التحقيق الدولية بالاستماع اليه باعتبار ان السيادة فوق قرارات مجلس الأمن (...)".

وتضيف الرسالة: "لقد تعهد الرئيس الحريري لك بأن سلاح"حزب الله" باق حتى توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل، وباعتبار ان لبنان هو الدولة العربية الأخيرة التي ستوقع هذا الاتفاق فتكون سوريا قد حرّرت جولانها ووقعت معاهدة سلام، ولو اجبرت (الحريري) على غير ذلك فسأغادر البلاد ولا أكون مسؤولاً عن جزائر ثانية".

وذهب الرئيس الحريري الى الرئيس حافظ الأسد عام 1998، وأبلغه بموقفه هذا ففوجئ الأسد بحسم الحريري ان لبنان هو آخر الموقعين على اتفاق مع اسرائيل، وفوجئ أكثر حين قال له تبسيطاً للأمر ان لبنان وسوريا واحد ولا فرق بينهما، فكان جواب الحريري: هما واحد إلا في اتفاق السلام، فهما اثنان "سوريا أولاً ثم لبنان". وتتابع الرسالة: "لأنني أرى فيك (نصرالله) صورة زعيم اسلامي تحفظ صورته ذاكرة العديد من المسلمين في العالم، وتحفظ عمامته السوداء، تتقدم المقاتلين نحو اسرائيل، لذلك أنأى بسماحتك عن الاختلاط بالصورة اللبنانية وتفاصيلها المذهبية، إذ أنك ستبدو، لا سمح الله، وكأنك انتقلت من مقاومة اسرائيل الى مقاومة الدولة".

الواقع انه منذ توجيه هذه الرسالة عام 2006 الى السيد حسن نصرالله حتى اليوم، لم ينضم الى "ورقة التفاهم" الموقعة بين عون ونصرالله أي حزب أو تكتل أو تيار، لأن وجهة سلاح الحزب تحولت نحو الداخل ثم نحو سوريا للمشاركة في حرب دفاعاً عن النظام فيها ضد أكثرية سورية ولبنانية تناهض هذا النظام. وعندما انقسم اللبنانيون حول هذا السلاح قال السيد نصرالله ان المقاومة ليست في حاجة الى اجماع لبناني... مع أن بقاءه من دون موافقة اللبنانيين يشكل مخالفة صريحة لروح "الميثاق الوطني" وللمادة 65 من الدستور التي توجب موافقة ثلثي عدد الوزراء الذين تتألف منهم الحكومة على المواضيع الأساسية التي عددتها هذه المادة عندما يتعذّر التوافق عليها، ومنها الحرب والسلم اللذان لا يقررهما حزب لوحده أو طائفة إنما مجلس الوزراء بأكثرية الثلثين.

لذلك ظلت "ورقة التفاهم" مقتصرة على توقيع نصرالله وعون لأنها ظلت ورقة، كما ظلت القرارات التي صدرت عن جلسات هيئة الحوار الوطني حبراً على ورق أيضاً، فلا تم ترسيم الحدود لحسم النزاع على ملكية مزارع شبعا توصلاً الى تحريرها من الاحتلال الاسرائيلي فلا تعود عندئذ حاجة الى مقاومة ولا الى سلاح خارج الدولة، ولا تمت إزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات توصلاً الى ضبطها داخلها، ولا اخضع سلاح الحزب لاستراتيجية دفاعية يتم الاتفاق عليها لضبط استخدامه في الزمان والمكان اللذين تحددهما مرجعية الدولة، بل ظل الحزب يستأثر باتخاذ القرارات المهمة من دون أن يعطي حتى علماً بها للدولة. وهو وضع شاذ لا خروج منه إلا بعودة "حزب الله" الى لبنان للدفاع عنه ضد كل معتدٍ، والى لبنانيته ليكون لها الولاء وحدها ولكي يكون للحوارات الجارية نتائج تجعل كل اللبنانيين واحداً وكلمتهم واحدة.

 

إيران تعزّز أوراقها قبيل "الحسم" النووي انقلاب الحوثيين يحرج أميركا ويختبر السعودية

روزانا بومنصف/النهار

09 شباط 2015

تسارعت التطورات في اليمن مع الانقلاب الذي قام به الحوثيون الذين ادرج تحركهم، ولو انه يأتي نسبياً ضمن التحولات اليمنية الداخلية، في اطار الصراع الاقليمي خصوصاً بعدما قال عنهم علي شيرازي ممثل المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي لدى فيلق القدس انهم نسخة مشابهة من "حزب الله" في لبنان مع العد العكسي الذي بدأ يسجل لاتفاق يجري الاعداد له على الملف النووي الايراني بين الدول الخمس الكبرى زائد المانيا وايران ويفترض الوصول اليه قبل 24 آذار المقبل. حتى الآن يسود انطباع ديبلوماسي ان ايران وبدعم الحوثيين أخيراً تسعى الى تجميع مزيد من الأوراق قبيل حلول موعد الاتفاق على النووي سلباً أو ايجاباً بعدما وضع المسؤولون الايرانيون التطورات في اليمن من ضمن انتصاراتهم في العراق وسوريا ولبنان على نحو يرمي الى تعزيز نفوذهم الاقليمي ويجعلهم في موقع قوة في المرحلة المقبلة لدى فتح ملفات المنطقة او الى ابتزاز واشنطن في مرحلة دقيقة من المفاوضات فضلاً عن حشر المملكة العربية السعودية في لحظة انتقال سياسية.

ويقول مراقبون ان التطورات الأخيرة التي تمثلت في وضع الحوثيين يدهم على السلطة كشفت ارباكاً لدى الولايات المتحدة ازاء التعاطي مع الموضوع في ظل تساهل اميركي مع التمدد الايراني في المنطقة على وقع المفاوضات حول النووي من جهة وعلى ضوء الالتقاء على مواجهة العدو المتمثل بالارهاب وفق ما حصل في العراق كما في سوريا حيث لا تحظى ايران بانتقادات اميركية تذكر بل على العكس في الوقت الذي "تصطف" هذه الدول الى جانب الحرب ضد داعش كما بدأ يروج "حزب الله" في لبنان والحوثي غداة انقلابه لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية او تنظيم القاعدة كما الحال في اليمن. فهذا الارباك برز في رد الفعل الاميركي على هذه التطورات والذي لم يظهر سوى بعد لقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع نظرائه من مجلس دول التعاون الخليجي على هامش مؤتمرحول الامن المنعقد في ميونيخ بحيث بدا ان واشنطن لم تبلور موقفاً من هذه التطورات فقال احد مسؤوليها في ميونيخ ان واشنطن لا تعرف حتى الان النتيجة التي يرغب البيت الابيض في رؤيتها في اليمن، فيما سلط الخليجيون الضوءعلى مخاوفهم على الاستقرار في المنطقة ولم يلبثوا ان اصدروا بياناً قوياً ضد الانقلاب الذي قام به الحوثيون والذي كان نتيجته حض المجتمع الدولي على اتخاذ موقف اقوى من هذه التطورات فتحرك مجلس الامن لكن من دون ان يندد بالانقلاب الحوثي كما هرع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الرياض. وبحسب هؤلاء المراقبين فان واشنطن التي لها مصلحة حيوية في اليمن في محاربة تنظيم القاعدة ومحاولة الحوثيين بيعها سيطرتهم بالقوة على السلطة لهذا الغرض بالذات، قد تجد نفسها في وضع حرج ازاء حلفائها في دول الخليج ومصالحهم المباشرة والحيوية خصوصا بالنسبة الى المملكة العربية السعودية في الوقت الذي تضغط ايران من جهة أخرى في محاولة الدفع بمصالحها بعيداً في المنطقة عشية انتهاء مهلة المفاوضات حول النووي الايراني في محاولة لفرض أمر واقع جديد يكمل خلط الاوراق الجاري في المنطقة على قاعدة يشتد وقعها المذهبي في الصراع القائم بين السنة والشيعة وقد يؤدي الى نسف كل الجهود الاميركية لاحتواء تنظيم الدولة الاسلامية.

وبحسب هؤلاء المراقبين فان التطورات اليمنية في نسختها الأخيرة تشكل التحدي الأول والأبرز للحكم الجديد في المملكة العربية السعودية لجهة اعطاء المؤشرات لما ستكون عليه السياسة الخارجية للمملكة. فحتى الآن بنيت كل التكهنات والتوقعات على واقع ان الحكم السعودي لن يدخل تغييرات جذرية على السياسة الخارجية للمملكة، الا ان الأمر سيكون رهنا بطبيعة المخاطر التي تستشعرها المملكة على مصالحها ولو ان التحدي اليمني ليس جديداً وهو كان في طور التحول وصولاً الى سيطرة الحوثيين بالقوة على السلطة وفرضهم لمجلس رئاسي للحكم. وقد يكون التطور اليمني جزءاً من امتحان او رصد رد الفعل السعودي في ظل الفريق الجديد في الحكم. وقد سارعت وسائل اعلام عربية عدة الى دعوة دول مجلس التعاون الخليجي الى عدم مقاربة سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن كما تمت مقاربة استخدام "حزب الله" سلاحه للسيطرة على بيروت والسلطة في لبنان في 2008 انطلاقا من انه أرسى أمراً واقعاً يسمح لايران القول انها باتت تسيطر على لبنان وتستخدمه ورقة لنفوذها كما تترجمه حالياً في عرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ومن ثم فان هذه التطورات تشكل تحدياً للولايات المتحدة على رغم ان اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما استراتيجيته للامن القومي يوم الجمعة الماضي لم يتضمن اي تغيير في طريقة مقاربته شؤون المنطقة متحدثاً عن "الصبر الاستراتيجي"، لكنه تعهد مواصلة حماية حلفائه في المنطقة، وعلاقته مع الحكم السعودي الجديد الذي سارع الى لقائه بوفد كبير جداً من أجل الاطمئنان الى الخطوط الكبرى للتعاون.

 

الخارجية الأميركية تبلغت اعتذار باسيل شكوى من البطء في تسليم الأسلحة الجوية

خليل فليحان/النهار

9 شباط 2015

اعترف مسؤول حكومي لـ"النهار" بأن الأموال لشراء السلاح كثرت، لكن ما هو نوعي ويمكن أن يساعد على تحرير جرود عرسال لا يصل بالسرعة المطلوبة، لأن ذلك يحتاج لانتظار المصانع الفرنسية حتى تنجز الصفقة المطلوبة بسبب عدم توافرها. وهذا البطء مشكلة، فيما يكثّف مسلحو "جبهة النصرة" أو "داعش" هجماتهم على مواقع الجيش سواء في جرود رأس بعلبك أو غيرها. والدليل على بطء وصول شحنات الأسلحة هو ما أبلغه امس وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس خلال مقابلته الرئيس تمام سلام، أن أول شحنة أسلحة لن تصل قبل الأسبوع الأول من شهر نيسان، في وقت تقاطعت فيه المعلومات الاستخبارية عن أن الربيع سيكون ساخناً على جبهة عرسال. كما أن الأميركيين أبلغوا بدورهم الجهات المعنية أن المصانع الحربية التي اشترت منها القوات المسلحة ليس في وسعها أن تسلم فوراً بعض المطلوب منها، مع تأكيدها أن الأسلحة المؤاتية لمحاربة الارهابيين ستسلم في وقتها. الا أن المطلوب سلاح جوي قوي حرمت كل من فرنسا وأميركا مقاتلات تملّكه، إلا من الطوافات، وأجازت أميركا تزويده طائرة حربية من طراز "سيسنا" تطلق الصواريخ. وستكون الثالثة بعد اثنتين، احداهما يجري تجهيزها لاطلاق الصواريخ. ومما يذكر أن لبنان اشترى 100 صاروخ ذكي لاصابة الأهداف.

وأفاد مصدر دبلوماسي "النهار" أن "برنامج تجهيز الجيش بالأسلحة الاميركية لم يتأثر باعتذار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ووزير الداخلية نهاد المشنوق عن عدم حضور مؤتمر "قمة البيت الأبيض لمواجهة عنف المتطرفين" الذي سيعقد في 18 من الشهر الجاري والذي سيفتتحه الرئيس باراك أوباما ويحضره 79 وزير خارجية من بينهم 14 وزيراً عربياً وعدد من وزراء داخلية بعض الدول. وأوضح أن "اعتذار المشنوق مبرر ومفهوم لأنه مشغول بخطط أمنية، وسيلبي الدعوة في آذار المقبل. أما اعتذار باسيل فغير مفهوم لأن التبرير الذي سيق في الكتاب الرسمي عن عدم الحضور يعود بالخسارة على لبنان الذي يفوّت عليه فرصة عالمية لحشد قوى عالمية ستجتمع في البيت الأبيض لغرض محاربة هذه الآفة، وهو يعاني خطر المتطرفين".

وفنّد مصدر ديبلوماسي الأسباب التي جعلت اعتذار باسيل غير مقنع، فقال: "أولاً لأن المدعو الى هذا المؤتمر ليس إسرائيل، وهو ليس بطلب منها. ثانياً لأن مؤتمر البيت الأبيض هو أكثر شمولاً من المؤتمرات التي يعقدها التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، ويشارك فيها باسيل، وفي لبنان الإفادة منها أكثر". وأعطى أسباباً لعدم اقتناعه باعتذار باسيل، فقال أن وجود إسرائيل في مؤتمر ميونيخ لم يمنع الرئيس تمام سلام من حضور "المؤتمر الدولي للسياسة والأمن"، وإبلاغ المؤتمرين عن تداعيات الأزمة السورية، وأخطرها النزوح والهجمات الإرهابية التي تشن على مواقع للجيش. وانتقد صمت العالم إزاءهم.

أما في مجال الدعم للبنان لمكافحة الإرهاب، فقد خصص الاتحاد لأوروبا حصة من المليار دولار للبنان قبل وصول باسيل الى بلجيكا لحضور مجلس الشراكة الأوروبية الذي عقد أمس الأحد.

 

عشرية «ثورة الأرز»: القوة الطليعية حين تحضر أو تغيب

وسام سعادة/المستقبل/09 شباط/15

خطوتان جبارتان الى الأمام في العشر سنوات الأخيرة: ثورة الأرز والثورة السورية. خطوتان جبارتان الى الخلف أيضاً: ثورة السلاح المضادة للأرز في لبنان، والتوازن الكارثي والدموي بين النظام والثورة في سوريا الذي أتى على أساسات المجتمع والكيان.

عشرية تمضي لا كمثلها عشرية. ما تحقق فيها لبنانياً لا تجوز المكابرة عليه: إسقاط نظام الوصاية العسكرية والمخابراتية، نظام الخوف والإذلال وتدمير العلاقات بين الشعبين وجزية الضباط الأسديين المفروضة على الاقتصاد اللبناني.

ما لم يتحقّق تجوز في تفسير خلفية التخلف عنه ثلاثة وجوه: أما مشكلة إرادة وعزم وتصميم، وإما أزمة غياب رافعة اجتماعية صلبة، وإما صغر حجم البلد وحساسية تركيبته وغموض حدوده.

وقد درج في أوساط ما عرف في هذه السنوات بالتيار السيادي أو بالحركة الاستقلالية حصر التحدي بالوجه الأول. فكثرت الدعوات «الاستنهاضية» التي تتمثّل اللحظات الأكثر جماهيرية واحتدامية في عام ألفين وخمسة، وجرى التعامل مع الوجه الثالث، أي حجم وموقع البلد، كقدر يبيح الإطاحة بالمعايير الواضحة في السياسة، واستبعد الى حد بعيد أي استفهام جدي عن القوى الاجتماعية.

ما هي القوة المؤسسية الطليعية في عملية تقويض الوصاية السورية؟ الكنيسة المارونية.

ما هي القوة المؤسسية الطليعية في عملية الدفع باتجاه تسوية تاريخية لموضوع سلاح «حزب الله» بما يحفظ مرجعية الدولة وقرارها في الحرب والسلم وحاكمية قانونها على أراضي الجمهورية؟ لا جواب.

ما هي الطائفة الطليعية في عملية تقويض الوصاية السورية؟ هنا كان دور الكنيسة وإرشادها مهماً: ينبغي ان لا ينغرّ المسيحيون بكونهم تلك الطائفة الطليعية، لأنه إذاك لن يكون ممكناً تشكيل القاعدة الاجتماعية والكيانية والميثاقية لإسقاط الوصاية. شعارات السيادة كانت منطوية مسيحيا على نفسها قبل صياغة الكنيسة للأهداف الاستقلالية بروح ميثاقية اسلامية - مسيحية، تأخذ بشكل رئيسي في الحسبان، الطبيعة الاستثنائية لظاهرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. أما بعد الإرشاد، وبشكل أساسي بعد انتخابات الفين، التي شكلت ضربة للوائح شبكة «النظام الأمني»، وبيان مجلس المطارنة الموارنة، فقد حدث الفارق الأساسي: العمل المسيحي الإسلامي المشترك، السياسي ثم الجماهيري لإسقاط الوصاية.

ما هي الطبقة الاجتماعية الطليعية في عملية تقويض الوصاية السورية؟ بشكل اجمالي يمكن القول انها الطبقة الوسطى أولاً، والحراك الثقافي والمدني المعبر عنها يبين ذلك في خطه التراكمي خلال عهد الوصاية. لقاء قرنة شهوان عبر أيضاً الى حد كبير عن هذه الحيثية. لكن عندما لم تعد شروط الوصاية تطاق، وصارت شروط التوسع الاسلامي - المسيحي برحيلها متوفرة، ومعها المناخ الدولي والعربي المواتي، صار هناك أيضاً «إجماع طبقي» على الإطاحة بالوصاية، وهكذا فإن يوم الرابع عشر من آذار كان أيضاً يوم اجتماع طبقات اجتماعية مختلفة الدخل والثروة في ساحة جماهيرية واحدة، وليس فقط طوائف ومذاهب.

ما هي الطبقة الاجتماعية الطليعية المعلّق عليها الأمل، في المقابل، لإخراج البلد من الأزمة الحالية بعناوينها كافة، بدءاً من الشغور الرئاسي وصولاً الى رزمة موضوعات «السلاح»؟ لا جواب. لا جواب خيرٌ من جواب انشائي لا يقدّم ولا يؤخّر. لكنه لا يعفي، بل يوجب، الشروع في طرح السؤال. فهل نحن أمام قوى لا تقوم بدورها؟ أم نحن أمام أدوار تغيّب القوى التي يمكن أن تنهض بها؟ الاثنان معاً؟ ربما.

لقد ًعلق الخطاب السيادي اللبناني في الكثير من الارادوية. والارادوية المفصولة عن مساءلة الكتل الاجتماعية والطبقات والطوائف والمناطق والاجيال سريعاً ما تُحبط. تارة تناجي إرادة الزعماء. تارة إرادة الجماهير. تارة ارادة الأفراد. ثم تخلد الى التسليم والقنوط.

هل كان هناك جدياً من كان يتوقع ان يحل موضوع سلاح «حزب الله» في بضعة اشهر بعد انسحاب الوصاية؟ لا. هل كان هناك من كان يتوقع أن يكون موقف كل الأطراف ايجابياً من المحكمة الدولية؟ لا. طبعاً، التوقع الصلب والجماهيري والذي لم يتحقق كان إسقاط اميل لحود وتقصير أمد التمديد له. تلك كانت بالأحرى الخيبة الحقيقية المنبئة بخيبات سيشهدها الربيع العربي لاحقاً: عندما تنتفض في ثورة وقبل ان تبحث في تغيير العالم، أو عن إقامة ديموقراطية أو خلافة او ما أردت، عليك بالقصر فحرّره. في الرابع عشر من آذار، لم تكن هناك قوة طليعية للدفع بهذا الأمر دون أان تجيب على أحد. كان هناك أفراد طليعيون فقط، وهذا لا يكفي.

 

الأردن في مواجهة محنة جديدة

خيرالله خيرالله/المستقبل/09 شباط/15

ستزيد الجريمة التي ارتكبتها «داعش» في حق الطيّار معاذ الكساسبة من «تلاحم» الأردنيين، كما ستزيد من تصميمهم على مواجهة الإرهاب. هذا ما تؤكّده الأجواء السائدة في المملكة وردود الفعل الشعبية، كما يؤكّده الملك عبدالله الثاني الذي قطع زيارته للولايات المتحدة كي يكون إلى جانب مواطنيه وإلى جانب ذوي الطيّار في مواجهة هذه المحنة الجديدة التي تواجه المملكة الهاشمية.

كشفت الجريمة كم أنّ الأردن على حقّ في أن يكون شريكاً في الحرب على الإرهاب، كما كشفت إلى أيّ حدّ كان عبدالله الثاني على حقّ عندما اعتبر في حديثه الطويل، قبل شهرين، أنّ على المسلمين المبادرة إلى مواجهة الواقع الأليم الذي من سماته وجود تنظيم مثل «داعش» يسمح لنفسه بارتكاب أبشع الجرائم في حقّ المسلمين والإسلام أوّلاً.

كان العاهل الأردني مصيباً عندما قال أواخر العام الماضي «إنّنا نواجه مشكلة داخل الإسلام». من الواضح أنّ هناك مشكلة يُفترض بالمسلمين التصدّي لها قبل غيرهم. هذا ما يشدّد عليه عبدالله الثاني الذي يقول أيضا: «علينا تولي ( معالجة المشكلة) بأنفسنا وأن ننهض ونقول الحقّ وندين الباطل. يجب أن نقول أنّه هذا لا يمثّل ديننا، بل هو الشرّ بعينه وعلينا جميعاً أن نتخّذ هذا القرار».

هناك جرأة أردنية ليس بعدها جرأة في تسمية الأشياء بأسمائها. ليس الأردن سوى ضحية من ضحايا الإرهاب في منطقة وجدت فيها منذ فترة طويلة أنظمة مثل النظام السوري. هناك أنظمة تعتبر المنظمات المتطرفة اداة من الأدوات التي تستخدمها في ابتزاز العرب والمجتمع الدولي. ألم يعتقد النظام السوري أنّ تشجيع عناصر «القاعدة» على شنّ عمليات في العراق سيحمل الإدارة الأميركية على التفاوض معه من منطلق أنّه لاعب إقليمي لا يمكن تجاوزه؟

من لديه ادنى شك في ذلك، يستطيع العودة إلى علاقة النظام السوري بالإرهابي «أبو مصعب الزرقاوي» الذي قتل في العراق في السابع من حزيران ـ يونيو والذي كانت مهمّته محصورة بتغذية الشعور بالظلم لدى السنّة وتأليبهم على الشيعة، أي ملاقاة ايران التي كانت تثير من جهتها العصبية الشيعية، وتحضّ على مهاجمة الأميركيين خلال فترة وجودهم العسكري فيه.

كذلك، يستطيع من لديه أدنى شك في علاقة النظام السوري بالإرهاب والإرهابيين، العودة إلى مرحلة ظهور «فتح الإسلام» فجأة في مخيّم نهر البارد في شمال لبنان. كان على رأس التنظيم شاكر العبسي الذي خرج من السجون السورية وتخرّج منها. أين العبسي الآن، كيف استطاع النظام السوري استعادته بعدما أنهى الجيش اللبناني التمرّد في مخيّم نهر البارد صيف العام ؟

قبل أقل من سنة من قتل الزرقاوي في عملية، خُطّط لها جيدا، كان الأردن يتعرّض في تشرين الثاني ـ نوفمبر لسلسلة هجمات نفّذها انتحاريون في فنادق كبيرة في عمّان.

كانت ساجدة الريشاوي التي قبلت السلطات الأردنية مقايضتها بالطيار الأسير، من بين الانتحاريين الذي استهدفوا مدنيين في فنادق عمّان. لم تُعدم الريشاوي إلّا بعد إحراق الطيّار الأردني.

وعى الأردن باكرا خطورة الإرهاب. لم يتردّد لحظة في القيام بواجبه حماية للأردنيين وحفاظاً على رسالة الإسلام. لم يتصدّ الأردن لهذه الظاهرة الخطيرة التي تهدّد الإقليم كلّه، عن طريق اللجوء إلى القوة فقط. كانت هناك أيضا سلسلة نشاطات استضافتها عمّان من أجل التقريب بين الديانات ونشر ثقافة التسامح والاعتراف بالآخر. شملت هذه النشاطات التقريب بين السنّة والشيعة وكلّ المذاهب الإسلامية من أجل خلق أجواء جديدة في المنطقة تساعد في التصدّي للإرهاب والإرهابيين.

أدرك الأردن سريعاً أهمّية مواجهة ظاهرة الإرهاب. وإلى الذين لديهم بعض الذاكرة، يمكن العودة إلى صيف العام عندما حذّر عبدالله الثاني جورج بوش الابن شخصياً من النتائج التي يمكن أن تترتّب على الاحتلال الأميركي للعراق في غياب خطة واضحة لإعادة بناء البلد على أسس سليمة.

يمكن أيضاً العودة إلى «رسالة عمّان» التي صدرت في العام في الوقت الذي بدأت الغرائز المذهبية والفتاوى ذات الطابع الاعتباطي، التي تنمّ عن جهل بالإسلام، تنتشر في كلّ المنطقة انطلاقاً من العراق وغير العراق.

ليست مواجهة الأردن للإرهاب جديدة، فالملك المؤسس عبدالله الأوّل اغتاله ارهابي في العام ، فيما كان يصلي في القدس. ورئيس الوزراء هزّاع المجالي اغتيل في تفجير مقرّه في عمان في العام ورئيس الوزراء وصفي التلّ اغتيل في القاهرة في العام على يد ارهابيين فلسطينيين.

إلى الآن، لا تزال هناك منظمات ارهابية تحاول التسلل إلى الداخل الأردني لضرب الاستقرار في المملكة، خصوصاً عبر الحدود مع سوريا.

الأكيد أنّ العزيمة الأردنية لن تخفت. فحرق «داعش» للطيّار يترك حرقة في قلب كلّ اردني. إضافة إلى ذلك، إنّ الملك يعي تماماً طبيعة المواجهة التي يخوضها البلد، إذ يقول «إنّها معركة واضحة بين الخير والشرّ، وهي معركة ستستمرّ لأجيال قادمة، كما قلت للرئيس بوتين. إنّي اعتقد أنّها حرب عالمية ثالثة بوسائل مختلفة». الأردن صامد وقويّ في معركة يعرف تماماً أنّها صعبة، خصوصا أنّه ليست هناك قوّة عظمى على استعداد لمعالجة ظاهرة «داعش» من خلال مقاربة تأخذ في الاعتبار أنّ ليس في الإمكان الاكتفاء بالغارات الجويّة على مواقع «داعش» لمنع تمدّده في هذا الاتجاه أو ذاك، كما حصل في بلدة كوباني (عين العرب) الكردية على الحدود السورية ـ التركية. يُفترض في جريمة «داعش» في حقّ الطيار معاذ الكساسبة، وقبلها ذبح الرهينتين اليابانيتين والصحافيين الأميركيين ومواطن بريطاني جاء لمساعدة الشعب السوري، جعل الإدارة الأميركية تدرك أموراً محدّدة. في مقدم هذه الأمور أن اطالة الحرب الداخلية في سوريا واستمرار الاحتقان الطائفي الذي تشجّع عليه ايران في العراق يفرضان الوصول إلى خلاصة مفيدة.

فحوى هذه الخلاصة أنّ الحرب على الإرهاب ذات وجوه عدّة. أهم هذه الوجوه الحاضنة التي يستفيد منها «داعش» في سوريا والعراق. هل من رغبة حقيقية في طرح الأسئلة الحقيقية من نوع لماذا هناك حاضنة للإرهاب في سوريا والعراق ومن يتكفل ايصال المساعدات والمقاتلين إلى «داعش« وأخواته؟  القضاء على الحاضنة يختصر كثيراً الطريق إلى القضاء على إرهاب «داعش» بدل العمل على اطالة عمر هذا التنظيم خدمة لأهداف من بينها تفتيت سوريا، على اليد النظام القائم...

 

استهداف مصر

طارق الحميد/الشرق الأوسط/09 شباط/15

من الملاحظ، وفي الأيام الأخيرة، أن هناك استهدافا لمصر، وعلى مستويات مختلفة. ومن الواضح أيضا أنه منذ وفاة الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، وتسنم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لسدة الحكم فإن هناك ماكينة إعلامية تعمل للتشويش على العلاقة السعودية المصرية. ميدانيا، وفي مصر، هناك تصعيد إرهابي على الأرض وضد الجيش الذي يعد العمود الفقري للدولة، وهو، أي الجيش، المؤسسة التي تصدت لاختطاف الإخوان المسلمين للدولة المصرية، وبالتالي فإن ما يحدث على الأرض هناك هو محاولة لتصوير الوضع المصري بالفوضى، من ناحية، والأمر الآخر تعطيل عجلة التنمية، والقول بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتعرض إلى فشل، وفوق هذا وذاك، وهذا الأخطر، محاولة استفزاز الجيش المصري على أمل أن يقوم برد فعل عنيف من شأنه إثارة الداخل، أو استفزاز المجتمع الدولي! والأمر الآخر، الذي يكشف محاولات استهداف مصر، هو الترويج بأنه بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز فإن السعودية ستتخلى عن مصر الحالية، وتغير نهجها، وستباشر التعامل مع الإخوان المسلمين، وغيره من هذه التضليلات الإعلامية المقصودة، والحقيقة أن العلاقة السعودية المصرية ليست علاقة شخصية، بل ومنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، كانت العلاقة السعودية المصرية علاقة دولة بدولة تقوم على المصالح، وإدراك أن مصر عمق عربي، وهذا ما يؤمن به الملك سلمان بن عبد العزيز تماما، وهو ما يعرفه كل من استمع لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وتحديدا موقفه تجاه مصر.

والموقف السعودي من مصر، ومنذ زمن المؤسس الملك عبد العزيز، تلخصه القصة الشهيرة حين طلب حسن البنا فتح مكتب للتنظيم في السعودية فكان رد الملك المؤسس الشهير «حِنا مسلمين.. كلنا إخوان مسلمين»، ورفض تأسيس المكتب!

وعليه فإن العلاقة السعودية المصرية ليست شخصية، ولن يؤثر فيها مقال صحافي، أو برنامج تلفزيوني، وبتاريخ البلدين، ومنذ عقود، حملات إعلامية قاسية، لكنها لم تؤثر على متانة العلاقة، ولم تشكلها، لا سلبا ولا إيجابا، فالحقيقة التي أثبتتها السنون أن بيت الحكم السعودي يقوم على عقلانية سياسية فريدة بالمنطقة، كما أن العلاقة السعودية المصرية لم تعرف العاطفة يوما، بقدر ما أنها عرفت المصالح، ووعت للعمق الأمني، وهنا يمكن استحضار حقبة الملك فيصل بن عبد العزيز، رحمه الله، وفترة الرئيس جمال عبد الناصر، رحمه الله.

ولذا فمن الواضح الآن أن هناك حملة منظمة، عسكرية، وأمنية، وسياسية، وإعلامية، لاستهداف مصر، والتشويش على العلاقة السعودية المصرية، وهي حملة حالمة، واهمة، فما تغير على الأرض لا يمكن أن يعود إلى الوراء، وقوة التغيير الحقيقية في مصر هي المصريون، وليس الخارج، ويكفي أن نتذكر أن أميركا نفسها لم تبارك التغيير المصري الأخير، ولم تستطع الوقوف أمامه بسبب وقفة المصريين أنفسهم، والدعم السعودي الإماراتي.. مصر ليست للمصريين، بل لكل العرب، العقلاء، وليس المغامرين