المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 شباط/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي  21 و22 شباط/15

مقابلة من جريدة الرأي/اللواء ريفي: اغتيال الحريري كان بقرار مشترك سوري - إيراني لإزاحة عقبة من أمام المشروع الفارسي/22 شباط/15

300 عنصر من “حزب الله” اللبناني يشاركون في القتال بالعراق/باسل محمد/22 شباط/15

للأسباب هذه لن يُفاوض حزب الله على سرايا المقاومة/علي الحسيني/22 شباط/15

"فيلق عوني" في سوريا/الـيـاس الزغـبـي/22 شباط/15

VENI والرفاق… والضربة الموجعة للسوريين عند جسر كور/بيار جبور/22 شباط/15

بيوت بيروت ذاكرتنا فحافِظوا لنا عليها/منى فياض/22 شباط/15

ريفي لـ"تجريم" قتال أي لبناني خارج الأراضي اللبنانية/الرأي/22 شباط/15

هزيمة الغزاة في حلب: بداية تجميد القتال أم تجديده/فادي شامية/22 شباط/15

كي تنجح الحرب على «داعش»/الياس حرفوش/22 شباط/15

عن خلاف أوباما ونتانياهو داخل الكونغرس وخارجه/سليم نصار/22 شباط/15

أوباما يدفع المنطقة نحو الهاوية/خالد الدخيل/22 شباط/15

قاسم سليماني ينهي «سورية الأسد»/عمر قدور/22 شباط/15

عن الحربين في درعا وحلب... وعن بلد غير متّصل/حازم الامين/22 شباط/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار21 و22 شباط/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/2/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 21 شباط 2015

جعجع والجميل: للاسراع في انتخاب رئيس بدل التلهي بطروحات جانبية

ريفي: حزب الله سيندم على اللحظة التي خرج فيها من الأراضي اللبنانية

لماذا تم توقيف الشيخ بلال دقماق بعد عودته من تركيا؟

حسن زميرة ليس حسن نصرالله

عملية تمشيط اسرائيلية بمحاذاة السياج الشائك في القطاع الشرقي

الحريري أمام وفد الهيئات الاقتصادية: الحوار يوفر الحد الأدنى من مقومات الاستقرار

فتفت: الحوار لا يعني التراجع عن الثوابت

كنعان: تم البدء بوضع رؤية مشتركة بين التيار والقوات لملف الرئاسة

السنيورة: نحن مكشوفون بسبب عدم انتخاب رئيس والحكومة لا تمارس عملها بالشكل السليم

ابي رميا: حوار القوات التيار بدأ ولن ينتهي وتفاهمنا مع حزب الله لا يمنعنا من التفاهم مع اي طرف آخر

الان عون:الحوار مع المستقبل في ملف الاستحقاق الرئاسي يراوح مكانه وورقة العمل بين التيار والقوات شارفت على نهايتها

باسيل استهل جولته في اميركا اللاتينية بزيارة كوبا: لا يمكن للبنان ان يستمر دون رئيس ونسعى لحل موضوع الفراغ الرئاسي

الجيش يتصدى لمسلحين يحاولون التسلل في جرود رأس بعلبك

الراعي التقى السيناتور الفرنسي وحجاجا ايطاليين وبولونيين: ما يحفظ لبنان قديسوه

يوحنا العاشر تسلم جائزة جمعية وحدة الشعوب الأرثوذكسية في موسكو

أوباما التركي ـ المصري

الآلية على وقع مخاوف انتظارات الرئاسة

أوتيل ديو" ترفض "التجني" عليها: لورا عوينت ولم تعد مرة ثانية  

نائبة أميركية بارزة تحض أوباما على مساعدة مصر والأردن ضد “داعش”

اوباما يستقبل امير قطر الثلاثاء المقبل

رئيس الوزراء الفرنسي: الجهاد في ليبيا تهديد مباشر لاوروبا

رئيس الوزراء اليوناني: الاتفاق مع الاوروبيين انهى التقشف لكن صعوبات حقيقية تنتظرنا

بشار يقتل 6 آلاف بالبراميل بعد عام من قرار بوقفها

هادي: لا شرعية لقرارات انقلاب الحوثيين

أربعة قتلى بانفجار في مسقط رأس الأسد وقوات النظام أعدمت 48 بينهم 10 أطفال شمال حلب

 

عناوين النشرة

*انجيل القديس مرقص01/من35حتى45/عجيبة شفاء الأبرص

*رسالة أحد الأبرص(رومية06/من12حتى23)/أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه

*بيان المطارنة الموارنة رمادي وفاتر وأقل من اعتيادي/الياس بجاني

*المطارنة الموارنة: ربط لبنان بالمحاور الإقليمية وانخراطه في أحداثها ينمان عن اختزاله بخيارات لا تتوافق والميثاق الوطني

*ويندي" تنحسر.. وموجة من الجليد تضرب لبنان ونقص في المازوت والخبز وانقطاع في الكهرباء

*ريفي لـ «الراي»: إذا سرنا بالعماد عون فلن يسير به «حزب الله»... وأنا مسؤول عن كلامي

*حوار/وزير العدل اللبناني أكد أن اغتيال الحريري كان بقرار مشترك سوري - إيراني لإزاحة عقبة من أمام المشروع الفارسي

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/2/2015

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 21 شباط 2015

*الراعي التقى السيناتور الفرنسي وحجاجا ايطاليين وبولونيين: ما يحفظ لبنان قديسوه

*جعجع والجميل: للاسراع في انتخاب رئيس بدل التلهي بطروحات جانبية

*كنعان: تم البدء بوضع رؤية مشتركة بين التيار والقوات لملف الرئاسة

*"الحوار لا يعني التراجع عن الثوابت"/فتفت: "آلية" الـــحكومة لن تتغيّر

*السنيورة: غياب الرئيس "يكشفنا" والحكومة لا تمارس عملها نمرّ بفترة صعبة تقلل القدرة على الوقوف في وجه الصدمات

*ورشة عمل دبلوماسية امنية الاثنين لمواجهة الارهاب وتنسيق استخباراتي اوروبــــي – لبناني - عربي

*"قطر ابتعدت اعلاميــا لكنهــا تتابــع الملف"/أهالي العسكريين: حركة ابراهيم لتذليل بعض العقد/متفائلـــون جدا ونهايــة الازمــة اقتربت

*اندبندنت": توقعات بإقبال عربي على الانتخابات الاسرائيلية

*ماذا ينتج لقاء عين التينة الثاني بعدما تمخض عن الاول الحوار؟

*مصير آلية العمل قيد المعالجة وسلام يعود خــلال ساعــات

*اجتماع عون – جعجع قبل الفصح ومسؤول فرنسي فـي بيروت

*الان عون: الحوار مع المستقبل في ملف الاستحقاق الرئاسي يراوح مكانه وورقة العمل بين التيار والقوات شارفت على نهايتها

*"فيلق عوني" في سوريا/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

*VENI والرفاق… والضربة الموجعة للسوريين عند جسر كور/بيار جبور/موقع القوات اللبنانية

*بيوت بيروت ذاكرتنا فحافِظوا لنا عليها/منى فياض/النهار

*ريفي لـ"تجريم" قتال أي لبناني خارج الأراضي اللبنانية

*وزير العدل اللبناني: تهديد «داعش» عمل استخباراتي لتغطية عملية إرهابية

*للأسباب هذه لن يُفاوض حزب الله على سرايا المقاومة/علي الحسيني/موقع 14 آذار

*مجلس ثورة الأرز: الدستور لا يمكن أن يصبح وجهة نظر

*هزيمة الغزاة في حلب: بداية تجميد القتال أم تجديده؟!/فادي شامية /جنوبية

*لماذا تم توقيف الشيخ بلال دقماق بعد عودته من تركيا؟/سهى جفّال/جنوبية

*حسن زميرة» ليس نصرالله/علي رباح/جنوبية

*النظام الإيراني يسعى لقيادة موحدة للمقاتلين الشيعة بالمنطقة لمواجهة داعش

*300 عنصر من “حزب الله” اللبناني يشاركون في القتال بالعراق/باسل محمد/السياسة

*نائبة أميركية بارزة تحض أوباما على مساعدة مصر والأردن ضد “داعش”

*أربعة قتلى بانفجار في مسقط رأس الأسد وقوات النظام أعدمت 48 بينهم 10 أطفال شمال حلب

*أوباما التركي ـ المصري/علي نون/المستقبل

*الآلية على وقع مخاوف انتظارات الرئاسة/ثريا شاهين/المستقبل

*كي تنجح الحرب على «داعش»/الياس حرفوش/الحياة

*عن خلاف أوباما ونتانياهو داخل الكونغرس وخارجه/سليم نصار/الحياة

*أوباما يدفع المنطقة نحو الهاوية/خالد الدخيل/الحياة

*قاسم سليماني ينهي «سورية الأسد»/عمر قدور/الحياة

*عن الحربين في درعا وحلب... وعن بلد غير متّصل/حازم الامين/المستقبل

 

تفاصيل أخبار النشرة

 

انجيل القديس مرقص01/من35حتى45/عجيبة شفاء الأبرص

وقام قبل طلوع الفجر، فخرج وذهب إلى مكان مقفر، وأخذ يصلي هناك. فبحث عنه سمعان ورفاقه، ولما وجدوه قالوا له: جميع الناس يطلبونك! فقال لهم: تعالوا نذهب إلى القرى المجاورة لأبشر فيها أيضا، لأني لهذا خرجت. وطاف في أنحاء الجليل، يبشر في مجامعهم ويطرد الشياطين. وجاءه أبرص يتوسل إليه، فسجد وقال له: إن أردت طهرتني. فأشفق عليه يسوع ومد يده ولمسه وقال له: أريد، فاطهر! فزال عنه البرص في الحال وطهر. فانتهره يسوع وصرفه، بعدما قال له: إياك أن تخبر أحدا بشيء. ولكن إذهب إلى الكاهن وأره نفسك، ثم قدم عن شفائك ما أمر به موسى، شهادة عندهم. ولكن الرجل انصرف وأخذ يذيع الخبر وينشره في كل مكان. حتى تعذر على يسوع أن يدخل علانية إلى أية مدينة. فأقام في أماكن مقفرة. وكان النـاس يجيئون إليه من كل مكان.

 

رِّسالة أحد الأبرص(رومية06/من12حتى23)/أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه

إِذًا فَلا تَمْلِكَنَّ الـخَطيئَةُ بَعْدُ في جَسَدِكُمُ المَائِت، فَتُطيعُوا شَهَوَاتِهِ. وَلا تَجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاَحَ ظُلْمٍ لِلخَطِيئَة، بَلْ قَرِّبُوا أَنْفُسَكُم للهِ كَأَحْيَاءٍ قَامُوا مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، واجْعَلُوا أَعْضَاءَكُم سِلاحَ بِرٍّ لله. فلا تَتَسَلَّطْ عَلَيْكُمُ الـخَطِيئَة، لأَنَّكُم لَسْتُم في حُكْمِ الشَّرِيعَةِ بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة. فَمَاذَا إِذًا؟ هَلْ نَخْطَأُ لأَنَّنَا لَسْنَا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، بَلْ في حُكْمِ النِّعْمَة؟ حَاشَا! أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه: إِمَّا عَبيدًا لِلخَطِيئَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى الـمَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى البِرّ. فَشُكْرًا للهِ لأَنَّكُم بَعْدَمَا كُنْتُم عَبيدَ الـخَطيئَة، أَطَعْتُم مِنْ كُلِّ قَلْبِكُم مِثَالَ التَّعْلِيمِ الَّذي سُلِّمْتُمْ إِلَيْه. وَبَعْدَ أَنْ حُرِّرْتُم مِنَ الـخَطِيئَة، صِرْتُم عَبيدًا لِلبِرّ. وأَقُولُ قَوْلاً بَشَرِيًّا مُرَاعَاةً لِضُعْفِكُم: فَكَمَا جَعَلْتُم أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ في سَبِيلِ الإِثْم، كَذـلِكَ اجْعَلُوا الآنَ أَعْضَاءَكُم عَبيدًا لَلبِرِّ في سَبيلِ القَدَاسَة. فَلَمَّا كُنْتُم عَبيدَ الخَطِيئَة، كُنْتُم أَحْرَارًا مِنَ البِرّ. فأَيَّ ثَمَرٍ جَنَيْتُم حِينَئِذٍ مِنْ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتي تَسْتَحُونَ مِنْهَا الآن؟ فإِنَّ عَاقِبَتَهَا الـمَوْت. أَمَّا الآن، وقَدْ صِرْتُم أَحراَرًا مِنَ الـخَطِيئَةِ وعَبيدًا لله، فإِنَّكُم تَجْنُونَ ثَمَرًا لِلقَدَاسَة، وعَاقِبَتُهَا الـحَيَاةُ الأَبَدِيَّة. لأَنَّ أُجْرَةَ الـخَطِيئَةِ هِيَ الـمَوت. أَمَّا مَوْهِبَةُ اللهِ فَهيَ الـحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ في الـمَسيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

 

بيان المطارنة الموارنة رمادي وفاتر وأقل من اعتيادي

الياس بجاني/21 شباط/15

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

كانت بعض الصحف ومعها عدد لا بأس به من السياسيين والمنظرين الأشاوس قد بشرونا بقنبلة سوف يفجرها غبطة البطريرك الراعي العائد من حاضرة الفاتيكان من خلال بيان المطارنة الموارنة الذي صدر أمس عقب اجتماع الأحبار الكرام الشهري برئاسته في الصرح البطريركي. إلا أن البيان جاء متواضعاً جدا،ً ورمادياً وفاتراً جداً، وروتينياً جداً، وأقل من اعتيادي في بنوده، ولو أنه لم يتطرق مواربة للمحاور الإقليمية، التي لا تتوافق والميثاق الوطني كما ذكر بند من بنوده لكان فعلاً لا يستحق لا القراءة ولا حتى النشر.

ترى لماذا لم يفجر غبطته القنبلة التي تمت بشارتنا بها وهي تسمية المعطلين لانتخاب رئيس الجمهورية بالأسماء؟

ولماذا تمت كالعادة مساواة الخير مع الشر، ووضع كل النواب في سلة واحدة الصالح منهم مع الطالح ، والسيادي مع المقطور سورياً وإيرانياً؟

ترى هل المواقف الرمادية والفاترة التي حملها البيان هي دليل على عدم نجاح غبطته في تحريك الملف الرئاسي خلال تواجده في حاضرة الفاتيكان؟

أم أن من يتحاورن مسيحياً وبيدهم بعض من القرار لا يريدون لغبطته أي دور في الملف الرئاسي بعد أن تمرمروا سابقاً “وذاقوا مر ولدغة زوم الزيتون” جراء ممارساته ومواقفه والتقلبات؟

كنا سابقاً قلنا بأن الحسنة الوحيدة للحوار المسيحي-المسيحي ربما تكون فقط وفقط أن غبطته ومظلومه ليس لهما فيه أي دور لا من قريب ولا من بعيد، واليوم نجدد نفس القول رغم رزم الانتقادات التي نوجهها لهذا الحوار، حوار التذاكي والتشاطر!

 

في اسفل بيان المطارنة الموارنة موضوع التعليق

المطارنة الموارنة: ربط لبنان بالمحاور الإقليمية وانخراطه في أحداثها ينمان عن اختزاله بخيارات لا تتوافق والميثاق الوطني

الجمعة 20 شباط 2015

وطنية – عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامِّين للرهبانيات المارونية، وقد تدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الإجتماع أصدروا بيانا تلاه امين سر البطريركية الخوري رفيق الورشا، وجاء فيه:

1. هنأ الآباء صاحب الغبطة بسلامة العودة من روما، حيث التقى قداسة البابا فرنسيس ومعاونيه المباشرين في أمانة سر دولة الفاتيكان، وشارك في اجتماعات مجمع الكرادلة حول الإصلاح الإداري والاقتصادي والمالي في الدوائر الفاتيكانية، وفي الاحتفال بترقية الكرادلة العشرين الجدد، وبأعمال الجمعية العمومية لكل من مجمع الكنائس الشرقية، والمجلس الحبري للثقافة.

2. يستنكر الآباء أشد الإستنكار الجريمة الإرهابية التي نفذها ذبحا تنظيم داعش في ليبيا، بحق 21 مواطنا مصريا من المسيحيين الأقباط، وهي جريمة بربرية ضد الإنسانية. وللمناسبة يتقدمون من عائلات الشهداء والكنيسة القبطية الشقيقة، والشعب المصري عامة، بأحر التعازي على أرواح الشهداء الأبرار، سائلين الله أن يقبل شهادتهم، ويشدد إخوتهم المسيحيين الذين يتعرضون لأبشع أنواع الإضطهاد في منطقة المشرق والكثير من مناطق العالم، ويثبتهم في إيمانهم.

3. يأسف الآباء لاستمرار البلاد من دون رئيس للجمهورية، ولتخلف المجلس النيابي عن انتخابه كما يوجب عليه الدستور. وقد بات انتخابه أكثر من ضرورة بسبب ما آلت إليه أحوال الوطن والحكم، ولدخول لبنان مرحلة جديدة على صعيد الأزمة الحكومية، هي أشبه بحال الآبار المشققة التي لا ينفع معها أي علاج. وما البحث عن مخارج، بعيدا عن انتخاب رئيس، سوى أخذ للبلاد إلى مستقبل مجهول على صعيد النظام السياسي، وإلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، فضلا عن تهديدات الأوضاع الأمنية.

4. يجدد الآباء ترحيبهم بجو الحوار القائم بين الأفرقاء السياسيين اللبنانيين، على أن يكون هدفه التوصل إلى انتخاب رئيس للدولة، لا الإحلال بديلا منه، عبر الاتفاق على ملفات هي من مسؤولية الدولة في الدرجة الأولى؟ إن حوارا حقيقيا يجب ألا يتخطى سقف سبل التعاون لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة، وإلا أسهم بدوره في تعزيز إضعاف الدولة.

5. فيما يثني الآباء على ما يقوم به الجيش اللبناني، وسائر القوى الأمنية، من تصد للمنظمات الإرهابية، وسهر على توفير الأمن لجميع المواطنين، يحثون الجميع على الوقوف إلى جانبها ودعمها بكل الوسائل التي تتيح لها القيام بالواجب الوطني المقدس، والذود عن الوطن في وجه كل التعديات. وهذا يقتضي العمل على رفع مستوى الوعي الوطني لدى جميع المواطنين، والمسؤولية السياسية لدى الأفرقاء اللبنانيين.

6. يجدد الآباء تأكيدهم على أن ربط لبنان بالمحاور الإقليمية، وانخراطه في ما يجري فيها من أحداث، إنما ينمان عن اختزال للبنان بخيارات لا تتوافق والميثاق الوطني في فهمه الأصيل. وهم يجددون دعوتهم كل اللبنانيين إلى وعي أهمية دور لبنان في هذه المرحلة، بالإسهام في إخراج المنطقة من أزمة العيش معا. ولن يكون له هذا الدور إلا بإجماع اللبنانيين على الخروج من الخيارات الفئوية والمذهبية، والارتقاء إلى مستوى الدولة الجامعة والحاملة رسالة الحرية والديموقراطية والسلام.

7. يدعو الآباء أبناءهم إلى عيش فترة الصوم المبارك بالصلاة والتوبة والتقشف، وبعمل الخير ومساعدة المحتاجين، ونشر الإلفة والمصالحة والسلام بين جميع أبناء هذا الوطن، والمشاركة في آلام السيد المسيح، علنا نستحق المشاركة في قيامته المجيدة”.

 

ويندي" تنحسر.. وموجة من الجليد تضرب لبنان ونقص في المازوت والخبز وانقطاع في الكهرباء

المركزية- بعد أيام على وصولها الى لبنان بدأت العاصفة "ويندي" بالانحسار بعد ان تساقطت الثلوج بدءا من ارتفاع 300 متر وغطّى "الجنرال الابيض" المناطق اللبنانية كافة، من الجبال وصولا الى السواحل.

وفي هذا الاطار، توقعت مصلحة الارصاد الجوية في إدارة الطيران المدني ان يكون الطقس غدا، صافيا إجمالا مع ارتفاع إضافي في درجات الحرارة، يتحول بعد الظهر الى غائم جزئيا بسحب مرتفعة ويبقى خطر تكون الجليد فوق المرتفعات خلال ساعات الصباح الأولى والليل. وجاء في النشرة الآتي:

الحال العامة: تبدأ العاصفة Windy بالانحسار التدريجي صباح اليوم.

الطقس المتوقع في لبنان غدا صاف اجمالا مع ارتفاع إضافي في درجات الحرارة، يتحول بعد الظهر الى غائم جزئيا بسحب مرتفعة ويبقى خطر تكون الجليد فوق المرتفعات خلال ساعات الصباح الأولى والليل.

الاثنين: غائم جزئيا الى غائم أحيانا بسحب متوسطة ومرتفعة مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، واحتمال طفيف لتساقط أمطار خفيفة متفرقة على المرتفعات مساء.

الحرارة على الساحل من 6 الى 12 درجة، فوق الجبال من 1 الى 5 درجات وفي البقاع من صفر الى 7 درجات.

الرياح السطحية: شمالية شرقية الى شمالية غربية، سرعتها بين 10 و35 كلم/س.

الإنقشاع: متوسط الى جيد، الرطوبة النسبية على الساحل بين 55 و80 %، حال البحر: متوسط ارتفاع الموج، حرارة سطح الماء: 16 °م والضغط الجوي: 761 ملم زئبق.

كمية الأمطار: خلال 24 ساعة - المجموع حتى اليوم - المعدل التراكمي حتى اليوم:

بيروت – المطار: 9.4 ملم - 686.6 ملم - 615 ملم.

طرابلس: 20.6 ملم - 821.7 ملم - 630 ملم.

زحلة: 9.4 ملم - 644.3 ملم - 440 ملم.

حال الطرقات: من جهتها، أفادت غرفة التحكم المروري "ان طريق ضهر البيدر سالكة للسيارات ذات الدفع الرباعي وطريقا جرد مربين - الهرمل وكفردبيان -حدث بعلبك مقطوعتان بسبب تراكم الثلوج".

بدورها، أفادت قوى الأمن الداخلي "ان طرق اللقلوق – تنورين، حدث الجبة - تنورين واللقلوق- تنورين مقطوعة بسبب تراكم الثلوج، وجميع الطرقات في بسكنتا سالكة للسيارات ذات الدفع الرباعي باستثناء طريق صنين - زحلة مقطوعة بسبب تراكم الثلوج".

جرد الضنية: الى ذلك، تشكّل الجليد على الطرقات في الضنية نتيجة البرد القارس وتدني درجات الحرارة، التي وصلت ليلا الى ما دون الصفر في المناطق الجردية، ما أدى الى عزل أغلب قرى وبلدات جرد الضنية، خصوصا التي يزيد ارتفاعها على 1100 متر وما فوق. وبدأت منذ ساعات الصباح ورش البلديات واتحاد بلديات الضنية والدفاع المدني ووزارة الأشغال، العمل على فتح هذه الطرقات، التي تعذر السير على بعضها قبل الساعة 11 ظهرا، في موازاة العمل على فتح الطرقات الفرعية.

وأفاد رئيس بلدية بقاعصفرين منير كنج "ان 4 جرافات عملت على فتح الطرقات لهذه الغاية، وان البلدية ستقوم برش طبقة من الملح فوق الجليد لإذابته، من أجل تسهيل فتح الطرقات أمام المواطنين".

بدوره، أوضح رئيس بلدية السفيرة حسين هرموش "ان الطريق الرئيسية المؤدية الى جرد المنطقة مفتوحة، خصوصا أمام سيارات الدفع الرباعي أو السيارات المجهزة بسلاسل معدنية"، مشيرا الى "ان الورش عملت منذ ساعات الصباح لفتح الطريق المؤدية من بلدة السفيرة وصولا الى بلدتي كفربنين وحوارة وبيت حاويك ودبعل المجاورة، التي عزلت عن العالم بسبب تراكم الثلوج على الطريق المؤدية إليها".

كما قطعت الثلوج أيضا الطريق المؤدية من بلدة بقرصونا الى سدّ بريصا وجرد مربين، حيث تجاوزت سماكة الثلوج في المنطقة قرابة متر، والتي أدت في وقت سابق الى قطع طريق الضنية ـ الهرمل.

جبيل: وفي بلدات وقرى قضاء جبيل، بدأت "ويندي" بالانحسار وتوقف تساقط الثلوج منذ ليل أمس. وفتحت الجرافات التابعة لوزارة الأشغال العامة معظم طرقات القضاء بدءا من بلدة إهمج وصولا الى لحفد وميفوق، واللقلوق، باستثناء طريق اللقلوق العاقورة، واللقلوق تنورين، التي بقيت مقفلة بالثلوج، وتكوّنت طبقات من الجليد على الطرقات التي هي سالكة للسيارات الرباعية الدفع والمجهزة بالسلاسل المعدنية. ولم تخلف العاصفة اي اضرار مادية.

البقاع: أما في البقاع، فشهد الطقس انفراجات واسعة وارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة بعد ان انحسرت العاصفة مخلفة وراءها أضرارا وأعطالا في شبكات المياه التي تجمدت بفعل تدني درجات الحرارة ليلا الى ما دون 3 تحت الصفر، وانقطاعا متكررا في انقطاع التيار الكهربائي. أما الطرقات، فعادت الى طبيعتها بعدما كان السير شبه متوقفا بسبب تكون طبقات الجليد خلال ساعات الليل. كما، ان معظم الطرقات الرئيسية بقيت سالكة للسيارات المجهزة، باستثناء عدد من الطرقات الداخلية في البلدات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن ألف متر.

مرجعيون: تزامنا، ضربت موجة الجليد مناطق حاصبيا - مرجعيون - العرقوب، وعطلت الحركة فيها. وكانت العديد من بلديات هذه القرى، أصدرت بيانات عبر مكبرات الصوت تحذر المواطنين من أية حركة بدءا من السابعة مساء وحتى العاشرة صباحا، معلنة "ان اكثر الطرقات صعوبة هي تلك التي تربط شبعا وكفرشوبا بمركز القضاء حاصبيا".  وفي بلدة شبعا ومحيطها، انحسرت العاصفة "ويندي" حيث توقف تساقط الثلوج منذ ليل أمس، فيما تشكلت طبقة من الجليد على بعض الطرق. وفي هذا الوقت، استمر عمل الجرافات وصباح هذا اليوم تم فتح الطرق وإزالة الجليد. كما عمدت البلدية الى فلش مادة الملح على بعض الطرق لاذابة الجليد، وسجل نقص في مادة المازوت والخبز في بلدة شبعا. هذا واستمرت عناصر الصليب الاحمر في مركز شبعا باسعاف بعض الحالات المحاصرة في الثلوج ونقل المرضى. وفتحت الجرافات، طريق حاصبيا- شويا- شبعا، كما فتحت "اليونيفيل" طريق كفرشوبا - شبعا أما طريق شبعا-عين عطا فلا تزال مقفلة بالثلوج، وكذلك طريق شبعا- الهبارية.

 

ريفي لـ «الراي»: إذا سرنا بالعماد عون فلن يسير به «حزب الله»... وأنا مسؤول عن كلامي

حوار/وزير العدل اللبناني أكد أن اغتيال الحريري كان بقرار مشترك سوري - إيراني لإزاحة عقبة من أمام المشروع الفارسي

 بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار/الراي/22 شباط/15

• لن نعيد تجربة «الصحوات» في لبنان و«حزب الله» سيندم على عبوره الحدود

• نصرالله يدعونا الى مائدة مسمومة... ومَن قال اننا يمكن أن نشاركه بنصرة حاكم ظالم كبشار الأسد؟

• «حزب الله» ذاهب لانتحاره والمشروع الإيراني قادر على «الخرْبطة» لكنه أعجزْ من أن يحسم في أي ساحة

...«لواء العدل»، هكذا هو أشرف ريفي اليوم بعدما انتقل من «حضرة اللواء» على رأس المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الى «معالي الوزير» في العدلية. وفي التجربتيْن، استمرّ ابن طرابلس، هو هو في جرأةٍ قلّما تنصاع الى تدوير الزوايا، وفي صلابةٍ لم تغادره حتى في الظروف الحالكة.

وريفي، الذي يحرص دائماً على القول إنه «ابن الدولة»، حريريّ الهوى، ولكنه لم يتقن يوماً فنّ ارتداء «القفازات الحريرية»، ما جعله واحداً من «صقور» تحالف «14 آذار» والأكثر شراسة في مواجهة خصومه.

يجلس أشرف ريفي، الودود والدمث، الذي يخاصم ولكنه لا يعادي، بين «وساميْن» من رفاقه اغتالتْهما الأدوار لا الأقدار... وسام الحسن«العيْن الأمنية»التي أطفأتْها «اللعنة» التي ضربت لبنان منذ العام 2005، ووسام عيد «المفتاح السحري» لسبْر أغوار جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري.

ويفاخر «معالي اللواء» بأنه حوّل قوى الأمن الداخلي «رقماً صعباً» كمؤسسةٍ أمنية، وشكّل ضمانة صلبة للتحقيق الدولي في اغتيال الحريري، وسدّد ضربات موجعة لإسرائيل باكتشافه 33 شبكة تجسس تعمل لمصلحتها، وتصدّى بشجاعةٍ للمخطط «الفتْنوي» للنظام السوري عبر كشْفه الشبكة التي عُرفت بـ «ميشال سماحة - علي المملوك».

«الراي» التقت وزير العدل أشرف ريفي في حوارٍ تطرّق الى عناوين الساعة في لبنان، وفي ما يأتي نصها:

• تزامنتْ الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري مع اتساع دائرة الحريق في المنطقة... بعد عقْد على الجريمة، هل صارت ملابساتها أكثر وضوحاً لجهة الهدف من محاولة شطْب الحريري من المعادلة؟

- لا شك انه بعد عقد على الجريمة، يَظهر من سياق الأمور انها لم تكن إغتيالاً لزعيم لبناني محلي بقدر ما كانت عملية لإزاحة عقبة من أمام المشروع الايراني الفارسي في المنطقة العربية. فهذا المشروع كما يتضح من التطورات الجارية، هدفه إلغاء كل الشخصيات التي يمكن ان تقف في وجهه كالرئيس الحريري وأمثاله ممن لا يسمحون للمشروع الفارسي بأن يسود في المنطقة العربية وان يعمل على تخريبها ويؤجج المشاعر المذهبية فيها. وتالياً فانه بعد عقد على الجريمة بدا ما يجري مترابطاً ضمن هذا السياق.

• المعطى الجديد الذي رافق ذكرى 14 فبراير هو انتقال المحاكمة في لاهاي الى مرحلة الشهادات التي استعاد بعضها المسرح السياسي للجريمة كما عايشه كثيرون، هل تعتقد ان في جعبة المحكمة ما ينطوي على مفاجآت سواء لجهة الشهود المرتقبين او حتى الأدلّة؟

- أهمّ تحوُّل شهدناه حالياً في مسار المحكمة هو كسْر الحاجز النفسي عند الشهود الذين يدلون بإفاداتهم أمامها. فما أدلى به الشهيد الحيّ مروان حماده في لاهاي شجاع جداً، ما كسر حواجز نفسية كبرى الى الحدّ الذي شجّع مَن لديهم معلومات أقلّ أهمية مما كشف عنه حماده على التحلي بالشجاعة والإدلاء بشهاداتهم. وأعتقد انه عندما تُدمّر الحواجز النفسية من أمام الناس يمكن ان تبرز معطيات معينة مفاجئة.

وفي رأيي ان المحكمة تملك خيوطاً لا بأس بها ولديها قطع أساسية من«البازل»الذي تعمل على تركيبه. فمن خلال تجربتي أعرف تماماً ان كشْف ملابسات اي جريمة يقوم على عملية تركيب«بازل»عبر جمع الأجزاء لتصبح الصورة واضحة امامك. وما يمكن ان يحدث على سبيل الافتراض، انه عند سقوط النظام السوري - وانا على اقتناع بانه ساقط حتماً مهما حاولوا ضخ المقويات فيه لأنه تآكل وتهاوى - يمكن ان يأتيك بعض الضباط او المسؤولين في النظام ليدلوا برواية كاملة التفاصيل، كالإفادة عن ان المتفجرات خرجت من المستودع الفلاني بموجب الأمر كذا وبتاريخ كذا والموقَّع من هذا او ذاك، وكيف انطلق المجرمون الذين نفّذوا الاغتيال... في اعتقادي انه يمكن ان نكون امام مفاجآت كبرى من هذا النوع. وهذا يمكن ان يحدث لأنه حصل في جرائم أخرى.

• هل نفهم ان إعادة ربْط النظام السوري بجريمة اغتيال الرئيس الحريري يتوقف فقط على سقوط هذا النظام ام... ؟

- (مقاطِعاً) سبق ان قلت ان جريمة اغتيال الرئيس الحريري تمت بقرار مشترك ايراني - سوري.

• لكن في القرار الاتهامي لم يتمّ إثبات ذلك بعد؟

- حتى الآن نحن أمام أجزاء من البازل الذي لم يكتمل، والتحقيق لم ينته بعد ويُستكمل في ظل عمل المحكمة التي بدأت بالاستماع الى الشهود، وتالياً فانه مع اكتمال الصورة سيتضح كيف اتُخذ القرار ومَن نفذ. انا لا أحاكم الآن ولا أستبق عمل المحكمة، لكن من موقعي السابق كمسؤول عايش التحقيق الدولي انا واثق ان الجريمة ارتُكبت بقرار مشترك سوري - ايراني، اما التنفيذ فأصبحنا نعرف ان«حزب الله»أُمر بالقيام به. وانا على اقتناع بأن المحكمة ستصل الى هذه النتيجة.

• ثمة انطباع بان شهادتكم امام المحكمة الدولية ربما تكون الأكثر إثارة نتيجة لدوركم المحوري في التحقيقات وخصوصاً لجهة«داتا الاتصالات»التي شكلت مفتاح اتهام الخمسة من«حزب الله»بعدما كانت أصابع الاتهام تشير الى النظام السوري... هل هذا الانطباع في محله؟

- لن أتحدث عن انطباع بل عن وقائع. لكن قبل ذلك أودّ توجيه شكر خاص الى الشهيد الحيّ مروان حماده الذي كان وزيراً للاتصالات في اول حكومة بعد اغتيال الرئيس الحريري، يومها لم يكن أحد يعرف«داتا الإتصالات»وأهميتها في التحقيقات الدولية وما يمكن ان تفضي اليه من صورة واضحة. وللأمانة فان الوزير حماده فتح لنا«داتا الإتصالات»ثم جئنا بالبرنامج الذي يمكّننا من تحليل هذه«الداتا»التي عمل عليها شخص عبقري هو الشهيد الرائد وسام عيد. ومن موقعي كمدير عام لقوى الأمن الداخلي وملتزم بالتحقيق الدولي لإيماني بوطني وبكشف حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عملنا بتصميم وبقرار حاسم من دون ان نخاف لا من«حزب الله»ولا من سورية ولا من اي طرف يمكن ان يكون قاتلاً، وهو ما مكّننا من الوصول الى الوقائع التي تستند اليها المحكمة. والذين سعوا للتشكيك بما توصّلنا اليه عادوا وإستسلموا كلياً لأن ما روّجوا له لم يكن لا علمياً ولا منطقياً، وهم يدركون اننا اكتشفنا 33 شبكة تجسس اسرائيلية بفضل«داتا الإتصالات»وإستطعنا بـ 33 عملية تحليل لـ«داتا الإتصالات»تكوين 33 محضراً، اي 33 ملفاً قضائياً كاملاً بأدلة مقنعة، فلماذا تصحّ هنا«داتا الإتصالات»ولا تصح في قضية الرئيس رفيق الحريري؟ ان ما أنجزناه بني على علم مثبت ومقنع.

• في ضوء موازين القوى ثمة من يعتقد ان المحكمة الدولية قد تتحول عبئاً على فريقكم السياسي، فالرئيس سعد الحريري ذهب الى حكومة ربْط نزاع مع«حزب الله»لحظة بدء المحاكمات وذهبتم الى الحوار مع الحزب مع بدء الاستماع الى الشهود، والرئيس فؤاد السنيورة، أرجأ شهادته لـ«أسباب صحية»؟

- لا... ليست عبئاً... نحن اليوم امام عدالة دولية ولن تؤدي الى عداء بل الى إنقاذ، وعلى الجميع استحضار تجربة ميلوسوفيتش الذي كان يقول«اذهبوا وبلطوا البحر انتم ومحكمتكم»فاذا به يموت خلف القضبان، وتالياً لن ينفع التهويل علينا. ونحن نقول لقتلة الرئيس الحريري اننا ننشد العدالة ولا نريد الذهاب الى الثأر والانتقام ولو بعد جيل، ولذا علينا محاكمة المجرم الكبير كما يُحاكم المجرم الصغير.

• يعتقد البعض انه عندما يقال ان الحوار مع«حزب الله»قرار إستراتيجي لأنه حاجة إسلامية لتنفيس الاحتقان ومصلحة وطنية لمقاربة المأزق الرئاسي، فإن هذا الحوار يدير ظهره للمسببات الحقيقية للإحتقان؟

- لا، في اعتقادي ان الرئيس سعد الحريري كان واضحاً في خطابه الأخير الذي ترك صدى ايجابياً لدى الناس، فهو لم يبالغ في التوقعات عندما تحدّث عن الحوار، وأكد في الوقت عينه على ان ثوابتنا تبقى ثوابت، ورؤيته كانت واضحة بالنسبة الى ايجابيات الحوار لجهة تنفيس الاحتقان السني - الشيعي في هذا الوقت المستقطع.

• لكنه عدد 4 مسببات للاحتقان هي عدم تسليم المتهَمين باغتيال والده والمشاركة في الحرب في سورية، وسرايا المقاومة وعدم اشتمال بعض المناطق بالخطة الأمنية، فماذا يمكن ان يأخذ هذا الحوار من«حزب الله»؟

- أعتقد انه لا يمكن أخذ اي شيء استراتيجي من«حزب الله»الذي لاستراتيجياته آليات اخرى، ولكن يمكننا في هذا الوقت المستقطع إعطاء جرعة ترييح موقت للبلد ما دام يتعذر علينا إعطاءه الدواء اللازم، اي اننا يمكن ان نكون امام إحتقان اقلّ، أما المسببات الفعلية فتحتاج الى آليات أخرى لها ظروف أخرى.

• بهذا المعنى يسود اعتقاد انكم تحاولون في«تيار المستقبل»و«14 اذار»من خلال الحوار مع«حزب الله»حماية الحال الانتظارية في الوقت الذي قال لكم (الامين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله انه يخوض معركة كبيرة ومَن يشارك فيها يشارك في تحديد مصير لبنان ودعاكم للذهاب معاً؟

- هو يدعونا الى مائدة مسمومة، ومن قال اننا يمكن ان نشاركه في نصرة حاكم ظالم وتوتاليتاري كبشار الاسد او ان نصبح جزءاَ من المشروع الفارسي الذي لا يمكن ان ينتصر؟ اذا كان لدى السيد نصرالله وهم بأنه سينتصر فهو لا يعرف قراءة التاريخ وعِبره. في اعتقادي انه ذاهب لانتحاره، وغالباً ما كنت أقول ان المشروع الايراني لن يسود الا لفترات آنية فقط وأكبر دليل انه لم ينجح في الامساك بأي ساحة. هو قادر على إحداث خرْبطات فيها لكنه اعجز من ان يحسم في اي ساحة، وكلما وسّع جبهاته سرّع في إنتحاره.

• ألا تخشون أن يأخذ إعادة ترسيم النفوذ في المنطقة لبنان ليكون حصة إيرانية؟

- في رأيي ان الايرانيين يتوهّمون ودخولهم الى دول عربية ادى الى احتقان مذهبي، وأربك تالياً الأولويات القومية، بحيث لم تعد معركة فلسطين وقضيتها هي الأولوية العربية والإسلامية. ولكن في رأيي ان كلّ هذا آني، ولا أقصد بذلك انه سينتهي في غضون سنة او سنتين بل قد يحتاج الى 10 او 15 سنة ولكنه سينتهي.

• ولكن مارس اقترب وسط توقعات بأن يشهد هذا الشهر إنجاز الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وايران، وضمن هذا السياق، الا توجد خشية فعلية من تلزيم لبنان لايران على غرار ما حصل على مدى 3 عقود حين لُزم الى سورية؟

- لننتظر اولاً ونر اذا كان الاتفاق النووي سيُوقّع واذا كان سيحصل تسليم بما يسمى بالنفوذ الايراني خارج حدود ايران. وأكرر ان الايرانيين يعيشون وهماً. وفي النهاية الدول في المنطقة سيحكمها ابناؤها. وحتى لو كانت هناك تحالفات، فهناك ديموغرافيا لا يمكن لأحد ان يلغي مفاعيلها، وهي مؤثرة الى حد كبير وكفيلة بجعل ارادة الشعوب تنتصر. وأكرر هنا ان الايرانيين لم يحسموا الأمر في اي ساحة او جبهة، سواء عبر الحرس الثوري او فيلق القدس وقاسم سليماني. وتالياً كفى افتعال اوهام او اساطير. وفي رأيي ان الايراني يمكنه ان«يخربط»اكثر من ان يرسخ او يثبّت نفوذاً في الساحات التي دخلها، وهذا امر سيتحمل مسؤوليته تاريخياً وهذا الوهم الذي يعيشه لن يدوم.

• من هنا يعتبر«المستقبل»و14 آذار ان من الافضل إبقاء الوضع اللبناني في حال انتظارية ريثما تُحسم الأمور اقليمياً؟

- نحن في وقت مستقطع او وقت ميت، وكلما خففنا المعاناة عن شعبنا نمرّر فترة زمنية بأقل أضرار و«وجع رأس»، ولكن مع الحفاظ على ثوابتنا اي العودة الى الدولة، فلا يحكمنا الا الدولة. اذ لا يمكن لـ«حزب الله»ان يحكمنا، كما لم ينجح في ذلك لا مَن حاولوا اقامة دويلات ولا السوري ولا الاسرائيلي ولا الفلسطيني. فهذا البلد لا يُحكم الا في شكل مشترك بين اللبنانيين، والدولة هي القاسم المشترك، واي خيار غير الدولة لا يمكن ان يستمر إلا لزمن محدود جداً.

• أضيف عنوان جديد الى الحوار بين«المستقبل»و«حزب الله»يتعلق بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب التي يريدها«المستقبل»ان تكون بإمرة الدولة...

- (مقاطِعاً) لن نكون صحوات لنوري المالكي فتجربة العراق غير مشجعة ابداً، ويمكن ان نكون رجالاً للدفاع عن الوطن تحت إمرة الدولة فقط لا غير.

وهنا اذكر بأنني اول مَن نادى باستراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب، ولكن اليوم وكما هو الحال في دول العالم، على«حزب الله»ان يعرف ان القتال خارج أراضي الدولة يُجرّم. اي انه في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب سنجرّم ايضاً القتال خارج أراضي لبنان.

• اي ان الاستراتيجية الوطنية هي في اتجاهين: مَن يذهب ليقاتل خارج لبنان ومن يعتدي على لبنان من الارهابيين؟

- هي في اتجاه اي إنسان يؤذي البلد. ولنأخذ مثلاً المملكة العربية السعودية التي جرّمت اي قتال لمواطن سعودي خارج اراضيها. وتالياً نعم، احدى مقوّمات الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب التي نراها، وكنت أحضّر مشروعاً في هذا السياق وبلغتُ مرحلة متقدمة فيه، يتضمن تجريماً لاي قتال لمواطن لبناني خارج أراضي لبنان، سواء كان«حزب الله»او غيره. وانا أصرّ على وجوب تجريم أي قتال لأيّ لبناني خارج الاراضي اللبنانية كما نجرّم مَن يقاتل على الاراضي اللبنانية.

• هل هذا هو الموقف الذي تم إبلاغه الى«حزب الله»على طاولة الحوار؟

- لا. أنا اتحدث هنا عن وجهة نظري. ولم يتحدث أحد بعد في التفاصيل، واليوم ما يُطرح هو عناوين. ولكن انا كوزير عدل وأمنيّ أقول ان كل بلدان العالم في استراتيجياتها للدفاع عن أوطانها استجدّ بند يتعلق بتجريم القتال خارج أراضي الدولة. وسنضمّن الاستراتيجية الوطنية تجريم اي قتال (خارج لبنان) لان هذه إحدى مسببات الخرْبطة الداخلية. فكما تأتي«النصرة»و«داعش»لـ«تخربط»الوضع في لبنان، فذهاب«حزب الله»الى سورية«يخربط»ايضاً الجو في البلد. والاستراتيجية الوطنية هي البحث عن كيفية منْع كل الأسباب التي«تخربط»الوضع الداخلي.

• هل هذا الموقف سيتبنّاه تيار«المستقبل»؟

- أنا لم أطرحه بعد ولكنني مصرّ عليه. وكوزير عدل انا أحضّر الاستراتيجيات، وكأمنيّ انا معني بالاستراتيجيات. وإنطلاقاً من خبرتنا مع كل الدول، نجد ان كل الاستراتيجيات الوطنية في اي دولة تتضمن تجريماً للقتال خارج أراضي الدولة. وهذا ما بدأت اليوم اوروبا وأميركا تنحوان في اتجاهه، وهم باتوا مربكين بقضية أبنائهم الذين يذهبون للقتال في سورية ويعودون الى بلدهم.

ومن هنا على«حزب الله»ان يعرف ان هذا بند أساسي في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب، اي اننا سنجرّم اي قتال لأيّ لبناني خارج الأراضي اللبنانية.

• لأن البعض اعتبر ان«حزب الله»ربما لا يمانع ان تكون الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب بإمرة الدولة لان هذا يحوّل كل مؤسسات الدولة الى صحوات؟

- لسنا ساذجين ونعرف قراءة الاحداث، واليوم يجب ان ننظر الى مصلحة البلد والدولة فقط لا غير. وأكرر ان تجربة الصحوات مع نوري المالكي فاشلة ولن نعيدها. ونحن نضع استراتيجية وطنية لحماية لبنان، وبالتأكيد الإمرة فيها للدولة اللبنانية بما يضمن حماية أراضينا.

• بهذا المعنى لن نصل الى نتيجة اذاً فالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب وما تقوله سيبقى عنواناً لأن«حزب الله»لن يقبل؟

- أعتقد اننا سنصل لأنه ستصبح لحزب الله مصلحة في قول إنه يريد ان ينسحب من سورية، وأرى ذلك قريباً. وكفى ادعاء وكلاماً عن انهم حققوا ودافعوا عن المقامات الدينية وعن النظام (السوري) او غير ذلك، اي انهم في كل مرة أعطوا لانخراطهم بالحرب في سورية عنواناً وتبريراً. وفي رأيي ان«حزب الله»سيندم على اللحظة التي خرج فيها من الأراضي اللبنانية.

• السيد نصرالله طالب في شكل واضح بالتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري وحكومتيْ البلدين...

- (مقاطِعاً) مع جيش بشار الاسد؟ انا كوزير لا يمكن ان أوافق على مثل هذا الأمر. ليسمح لنا. وهل إجرام بشار الاسد أقلّ من إجرام«داعش»او«النصرة»؟ وهل قتْل الاطفال بالبراميل المتفجرة جريمة ضد البشرية ام لا؟ اذاً هذا مجرم وهذا مجرم وهذان وجهان لعملة واحدة. ولن نسمح بأن يحصل تنسيق مع نظام الأسد او جيشه.

• لكن البعض يسأل الا ترى ان هناك مصلحة في هذا التنسيق لردّ المجموعات الارهابية في جرود عرسال وغيرها وحماية لبنان وشعبه؟

- هذا خطر على لبنان، وهذا خطر على لبنان. والمصلحة الوحيدة لبلدنا هي في ان نحمي حدودنا ونعود الى اعلان بعبدا. وأعتقد ان«حزب الله»سيصل قريباً الى مرحلة يرى فيها ان له مصلحة في ان يتمسك بإعلان بعبدا الذي قال بتحييد لبنان والتوحّد خلف المؤسسات الشرعية لنحمي بلدنا. ونحن قادرون على ذلك وجيشنا صار في مرحلة متقدمة جداً على صعيد التسليح في ضوء الهبة السعودية، وعندما تصل الأسلحة ستمنحه قوة ومناعة كبيرة جداً، كما ان الأجهزة الأمنية في الداخل قادرة على لعب دورها وتالياً لا خوف على البلد. ومن هنا أرى ان اي شيء يوحّد موقفنا هو عنصر قوة وكل ما يفرّقنا في الموقف هو عنصر ضعف.

وفي رأيي ان«حزب الله»لم يكن مرة قيمة مضافة للقوة اللبنانية بل على العكس هو قيمة ناقصة لها لانه يضرب الإجماع حول لبنان. وفي رأيي ان«حزب الله»ارتكب خطأ استراتيجياً بانخراطه العسكري في سورية، وهو يدفع ثمناً غالياً جداً من دماء شباب لبنانيين يسقطون في ساحات غير لبنانية وليس في وجه العدو الاسرائيلي، علماً اننا ننحني امام مَن يسقط في مواجهة هذا العدو.

• فيما نتحدث عن إستراتيجية لمكافحة الارهاب، من الواضح ان«حزب الله»يبني إستراتيجيات خاصة ولا سيما لجهة ربط الجنوب بالجولان والكلام عن قواعد إشتباك جديدة مع اسرائيل... وهناك انطباع ان«حزب الله»في النهاية يأخذ الآخرين الى حيث يريد؟

- لا يمكنه أخْذنا الى حيث يريد. لدينا رؤية لبنانية وطنية صافية، كما نملك خبرة في كيفية حماية بلدنا، ولا نرى ذلك كما يفعل«حزب الله»، ونعتبر ان سلوكه على هذا الصعيد هو إغراق للبلد وفتح لنوافذ النار على لبنان وجرٌّ له الى جحيم كبير.

• لكن في الواقع«حزب الله»يأخذ لبنان إستراتيجياً الى حيث يريد؟

- آنياً. وهو يأخذ البلد على هذا الصعيد بقوة السلاح، وأعتبر ان هذا الامر لن يستمر، واذا أعطانا الله الحياة سنذكّر بعضنا البعض بأن«حزب الله»سيندم على الدور الذي أوكل له إيرانياً.

• لكن كيف قرأتَ مثلاً ما نشر عن مشاركة مصطفى بدر الدين المتهَم بجريمة الرئيس الحريري في تقبل التعازي بجهاد عماد مغنية وانه يقود معركة جنوب سورية، علماً ان موضوع المتهَمين بجريمة 14 فبراير 2005 هو احد مسببات الاحتقان التي تحدّث عنها الرئيس سعد الحريري؟

- مصطفى بدر الدين مطلوب للمحكمة الدولية، وأؤمن بأن العدالة الالهية كما الأرضية موجودة، والامر يحتاج الى بعض الوقت ولكنني على قناعة بأن العدالة ستتحقق.

• في موضوع الرئاسة الاولى، الفراغ مستمر منذ تسعة أشهر والحكومة تجتاز اختباراً صعباً بعد عام على ولادتها بسبب آلية اتخاذ القرارات فيها، فيما مجلس النواب الممدَّد له يواجه ايضاً تعطيلاً... ألا تخشون إنزلاق الوضع الى أزمة نظام تعيد تركيب موازين قوى جديدة في لبنان؟

- قد يكون البعض حلم بهذا الأمر في فترة معينة، ولكن الواقع لا يسمح بتحقيق مثل هذه الأحلام. وفي رأيي انها جريمة وطنية عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 مايو 2014، وهذه الجريمة يتحمل مسؤوليتها كل مَن ساهم في تعطيل الانتخاب. واليوم نعيش في منطقة عاصفة، ومظلة الأمان للواقع اللبناني ينقصها رأسها اي رئيس الجمهورية. وهذه الجريمة لها تداعيات بالتأكيد سواء على صعيد عمل مجلس النواب المتعثر او مجلس الوزراء الذي اضطر لإختراع آلية لاتخاذ القرارات بما يسمح بتمرير الحد الأدنى من الأمور، اضافة الى ان ثمة حاجة للدفاع عن حدودنا وساحتنا الداخلية، وهذا يحتاج الى قرار سياسي كامل يشارك في اتخاذه كل اللبنانيين. ومن هنا أرى ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المواعيد الدستورية جريمة كبرى.

واذا كان التعثر المؤسساتي هو من التداعيات المباشرة للشغور الرئاسي اضافة الى الارتدادات على الوضع الاقتصادي، الا انه على المستوى الأمني فالأمور مضبوطة وهناك قرار اقليمي ودولي بتحييد لبنان عن النار، وكل القوى اللبنانية لها مصلحة في عدم تفجير الساحة الداخلية أمنياً بما في ذلك«حزب الله»الذي لا يمكنه ان يشارك بالقتال في سورية، فيما قاعدة انطلاقه ملتهبة، ومن هنا فان من مصلحته تهدئة الساحة الداخلية، وقد استفدنا من هذا المعطى، وعلينا واجب تعزيز هذا المناخ اي ان نُبقي الامور هادئة بقدر المستطاع. وأكرر اننا نعيش في الوقت الميت الذي يتعين تمريره بأقلّ مشاكل. ولكن الرئيس سعد الحريري أحسن حين ذكّر بثوابته، لان الناس لا يمكن ان تغفر الذهاب الى مشروع«حزب الله»، وعلى الحزب ان يعرف بدوره انه لن يستطيع جرّنا مهما كلّف الأمر، فنحن شركاء متساوون في الوطن، وأكيد انه تفوّق علينا بقوة سلاحه، ولكن حامل القلم اذا كان مدركاً لثوابته ومتمسكاً بها ويقف من الندّ الى الندّ بوجه ما يعاكسها فان بإمكانه خوض حوار متكافئ.

• بعدما إنتقلتم كتيار«مستقبل»من دعم الدكتور سمير جعجع كمرشح للرئاسة الى الدعوة لمرشح توافقي على قاعدة ان حظوظ«الحكيم»والعماد ميشال عون سقطت، يستمر المأزق الرئاسي فيما«حزب الله»متمسك حتى الساعة بالعماد عون. ألا تعتقد انكم بكّرتم في التخلي عن ورقة الدكتور جعجع؟

- لا. في رأيي ان الأمر كان ينمّ عن موقف وطني متقدم جداً على قاعدة انه«يا اخوان لمصلحة الوطن نحن مستعدون (لمرشح توافقي) وتحدثوا معنا جدياً بما فيه مصلحة الوطن، نحكي معكم بمرشح توافقي». ولكنهم ليسوا جديين لأن قرارهم الاقليمي هو عدم إجراء انتخابات لترك هذه الورقة بيد ايران في إطار المفاوضات الايرانية - الغربية.

• بهذا المعنى، اذا كان تعطيل الاستحقاق مصلحة ايرانية، ألا ترى ان من مصلحة 14 اذار سدّ هذه الثغرة ولو اقتضى الأمر السير بالعماد عون رئيساً؟

- في رأيي ان لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور.

• لماذا لا تسيرون بالعماد عون وألا تشجعون الدكتور جعجع على تأييده؟

- في قناعتي انه اذا سرنا بالعماد عون، فان«حزب الله»لن يسير به وأنا مسؤول عن كلامي.

• اذاً لماذا لا تحرجون«حزب الله» وتتبنون ترشيح العماد عون؟

- ليحضروا جلسة الانتخاب. والبطريرك (الراعي) كانت عنده فكرة سليمة جداً، اذ قال انه عند الدخول لانتخاب البطريرك او البابا لا يكون هناك اتفاق على مرشح مسبق، بل ثمة آلية توجِد دينامية معينة تفرز مَن يُنتخب.

• في موضوع الوزير السابق ميشال سماحة وما كشفتَه عن مخطط لاغتياله..

- (مقاطِعاً) تلقيتُ معلومات من جهاز أمني غير لبناني أثبتت التجربة معه سابقاً انه ذات صدقية عالية جداً، عن رغبة النظام السوري في التخلص من سماحة لانه يملك معلومات ربما عن جرائم ارتكبها هذا النظام. علماً اننا ضبطنا سماحة في جريمة ارهابية كبرى أعدّ لها النظام السوري وهو كان شريكاً فيها. ويؤسفني هنا ان المحكمة العسكرية متردّدة في موضوع بدء المحاكمة، ونحن كنا شجعاناً في توقيفه وعلى رئيس المحكمة ان يكون شجاعاً ايضاً في المحاكمة.

• تحدثت عن امكان ذهاب سماحة الى المحكمة الدولية، ماذا قصدتَ بذلك؟

- اليوم هناك المحكمة الخاصة بلبنان والمحكمة الجنائية الدولية. والمحكمة الخاصة بلبنان صلاحيتها محصورة باغتيال الرئيس الحريري والجرائم ذات الصلة، وربما تؤخذ إفادته (سماحة) في هذه المحكمة ضمن قضية او أكثر تقع ضمن نطاق اختصاص المحكمة. وربما في المحكمة الجنائية الدولية، إذا أحيل النظام السوري عليها، يمكن ان يَمثُل سماحة أمامها. وقد يكون هناك آخرون لهم أدوار مثل سماحة اي هم شركاء في بعض الجرائم، ولكن الفارق ان سماحة موقوف لدى السلطات اللبنانية، واذا طلبته المحكمة لا يمكن قول انه فار. وانا واثق من صدقية المعلومات التي تلقيتُها عن نية لتصفيته.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/2/2015

السبت 21 شباط 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

طقس عطلة الأسبوع جيد، بعد العاصفة الثلجية. لكن الثلاثاء المقبل سيحمل منخفضا جويا مع أمطار في شباط ل "ما إلو رباط".

العاصفة "ويندي" إذن رحلت، وتركت الثلوج في المرتفعات، وتكونت طبقات جليد على الطرق. ودرجات حرارة الطقس تحسنت، لكنها متدنية في الليل.

وفي الطقس السياسي، لا موعد بعد لجلسة لمجلس الوزراء، ولقاءات الرئيس الحريري المكثفة تهدف الى حلول للأزمة الحكومية وكذلك انتخاب رئيس للجمهورية. وقد تشاور الرئيس الحريري بهذا الموضوع، في لقاء الليل الفائت مع الرئيس بري في عين التينة.

وحسب رأي الرئيس السنيورة، فإن الدستور كفيل بإيجاد آلية عمل صحيحة لمجلس الوزراء.

وفي الخارج، خطوة بارزة في اليمن، إذ أن الرئيس عبد ربه منصور هادي انتقل إلى عدن، بعدما كان في مقر إقامته الجبرية في صنعاء.

ومن أفغانستان، التزم وزير الدفاع الأميركي الجديد الصمت، حول موعد الهجوم على "داعش" في الموصل العراقية.

وفي جنوب السودان، خطف مسلحون عشرات الطلاب، حسب ما أعلنت اليونيسيف.

وفي سوريا، تبادل أسرى بين الجيشين النظامي و"الحر"، غداة معركة حلب.

من ناحية ثانية، تحدثت وسائل إعلام عن إنفجار في بلدة القرداحة، مسقط الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت إن هناك 4 إصابات.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

التماسك الداخلي يزداد، تعززه اللقاءات السياسية كما في زيارة الرئيس سعد الحريري إلى عين التينة أمس.

رئيس تيار "المستقبل" أعطى اليوم بعدا إضافيا جديدا للحوار مع "حزب الله"، فتحدث عن توفير الحد الأدنى من مقومات الإستقرار الأمني والسياسي لإنعاش الإقتصاد وتحسين مستوى عيش الناس.

تحضيرات الإرهابيين الميدانية في السلسلة الشرقية، تفرض وحدة لبنانية كاملة باتت تتبلور بانتظار الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب. بدا أن اللبنانيين عقدوا العزم على مواجهة المخاطر، بعدما تمدد التطرف على مساحة المنطقة يهدد كلَّ العواصم العربية إنطلاقا نحو أوروبا.

في سوريا، جمدت العاصفة المناخية نسبيا عواصف الميدان العسكري جنوبا وشمالا، لكن الساعات المقبلة ستشهد حكما متابعة لعمليات الجيش السوري بكل إتجاه.

المعادلة تتبدل تدريجيا، ومن هنا تأتي زيارة وفد فرنسي نيابي إلى دمشق الاثنين المقبل، يدشن مرحلة جديدة في كسره المقاطعة السياسية الغربية لدمشق، وإن كانت متطلبات الأمن الأوروبي تفرض تنسيقا لم يتظهر علنا بعد.

أما التنسيق الروسي- السوري فيتعزز أكثر إلى حد إعلان موسكو بشكل واضح أن الجيش السوري هو القوة الحقيقية لمواجهة الإرهاب، وليس المعارضة المسلحة موضع الاتفاق الأميركي- التركي.

داخليا، غادرت "ويندي" لبنان وخلفت صقيعا في درجات حرارة سترتفع غدا، وتسمح للمتزلجين ممارسة هوايتهم، بعدما أمنت وزارة الأشغال العامة الطرق بكل اتجاه. يسجل للوزير غازي زعيتر استنفاره في متابعة أوضاع كل منطقة، فاستطاع بما تملك الوزارة من قدرات فتح الطرق الرئيسية لعدم محاصرة الثلوج المواطنين في سياراتهم أو مناطقهم.

جهوزية زعيتر قادته اليوم إلى المطيلب لتفقد انهيارات سببتها العاصفة، وتلبية مطالب المواطنين، فيما تتكشف أضرار المزروعات تدريجيا جنوبا وبقاعا وشمالا بعد معاناة مع التيار الكهربائي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

واشنطن، ومعها حلف ال"ناتو"، على كرسي الاعتراف، لتؤكد أنها ما عادت تجيد الاحتراف في لعبة صناعة الارهابيين وتوظيفهم كما تشاء، فحسابات العم سام لا تتطابق على الدوام مع حسابتهم، مهما تعددت مسمياتهم من "دواعش" وغيرهم، ما ظهر منهم وما بطن.

ويسلي كلارك قائد قوات حلف شمال الأطلسي السابق، ومن خاصة البيت العسكري الأميركي، أقر المؤكد من أفعال بلاده وإداراتها، وجهر بما يخفيه أو يتجاهله المسؤولون الأميركيون عن انشاء تنظيم "داعش" الارهابي والاستهدافات من ورائه، والحملة الاعلامية الترهيبية لجرائمه.

المستهدف الأول هو "حزب الله"، قال ويسلي كلارك، بعدما تأمن التمويل والدعم من الحلفاء، وبعدما أفرغت الولايات المتحدة مئات الملايين لتشويه صورة "حزب الله" ومحاربته ومحاصرته.

ولكن هل انقلب المكون الهجين على صانعيه؟ سؤال عن حقيقة وجدية المسعى الأميركي للتخلص منه، بعد أن عاث في الأرض قتلا واستباحة وتمددا.

على أرض الواقع، وبخلاف التمنيات، فالهزائم متلاحقة بتنظيم "داعش" في كل بقعة تسلط عليها في العراق وسوريا. وها هي مناطق نفوذه تتساقط واحدة تلو أخرى. والمحاولات البديلة للإدارة الأميركية انتجت اتفاقا مع تركيا لتدريب من تصفها بالمجموعات المعتدلة، علما أن سفيرها السابق روبرت فورد أعدم فرصة وجودها بين كل المسلحين على الأرض السورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنحسار المنخفض الجوي وذوبان الثلج، صارا عنوانين لملفين: انمائي- حياتي يتمثل في الأضرار التي يتبين تباعا انها كبيرة في البنى التحتية والزراعة. وأمني، إذ تم ضخ كم هائل من المعلومات القصد منها التهويل بأن اعتدال الطقس سيعيد السخونة إلى السلسلة الشرقية، حيث يتهيأ "داعش" و"النصرة" لهجومات كاسحة على مواقع الجيش و"حزب الله"، ما سيعرض عدة مناطق لخطر الاجتياح.

والمقصود من هذه الأخبار، هو ان الجيش و"حزب الله" واحد، وهما يعملان لحماية لبنان من الهجمات التكفيرية وبرضى أميركي، علما ان الجيش قادر تسليحا وعتيدا على صد أي هجمات من أي مكان أتت.

مفاعيل هذا الضخ لها انعكاساتها على الحياة السياسية، إذ انها ترسخ حال الطوارئ غير المعلنة التي تعطل الحكومة والمؤسسات الديمقراطية، وتبرر مقولة ان لا صوت يعلو صوت المعركة، في استنساخ لأدبيات الأنظمة العربية البائدة التي حاربت بموجبها شعوبها عقودا ولم تحارب اسرائيل.

واضعو الخطة يحرصون على ان لا تصل الحوارات إلى نتيحة، ولا البرلمان إلى انتخاب رئيس، ولا الحكومة إلى ايجاد آلية موقتة تدير بواسطتها البلاد في انتظار نتيجة المخاض الجهنمي في الاقليم. والأخطر في الأمر، هو تبشيرهم بربيع حربي، مجهضين حتى الحلم بصيف سياحي واعد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يبدو أن أبرز دليل قاطع على التطور الإيجابي على خط الرابية- بيت الوسط، جاء من منزل ميشال سليمان. فيوم الأربعاء الماضي، دعا الحريري عون إلى عشاء في منزله، في اليوم التالي خرج كلام عن توافق بين الزعيمين حول عمل الحكومة وآليتها ومسار ملفاتها المختلفة، وبين تلك الملفات، ما هو عالق في عهدة وزراء من العهد البائد، أو ما هو معلق لدى وزراء آخرين، شرعيتهم الوحيدة أنهم كانوا موجودين بحكم التناقض السابق، فجمعتهم المصيبة، أو جمعهم الخوف من تلاقي الكبار، والخشية من تفاهم الأصلاء، بحيث تنتفي أدوار الوكلاء والبدلاء. فولدت "جبهة ميشال سليمان". غير أن العارفين بالأمور يؤكدون استحالة الحرتقة على خط الرابية- الوسط، أو منع تعميم التفاهمات الميثاقية بين القوى اللبنانية الأساسية والجماعات اللبنانية المؤسسة.

فالانقشاعات في الرؤى يبدو أنها بدأت اليوم، وهي مرشحة لأن تتلاحق: فغيوم windy إنزاحت هذا النهار، وغيمة العمل الحكومي قد تنقشع مع عودة تمام سلام وترجمة عشاء الوسط، وقد تليها غيوم أخرى كثيرة، في التعيينات والتمديدات والمخالفات والخلافات والاختلافات، وهو انقشاع يمهد لسلسلة الانقشاعات الإقليمية المرتقبة في آذار، شهر الربيع. ففي النهاية، يمكن لغمامة أن تخفي الشمس لوقت، لكنها لا تطفئها. ويمكن لضباب عابر أن يحجب الجبل للحظة، لكنه باق في مكانه. هي أبدا، قصة الجبال مع الرياح، وقصة مآزق البعض حين يتفق الكبار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

حتى الساعة، لم يدع الرئيس تمام سلام لأي جلسة حكومية. وإن دعا، فستكون لمناقشة آلية عمل الحكومة حصرا. آلية بات تعديلها أكثر صعوبة بعد الاجتماع الذي عقد أمس في دارة الرئيس السابق ميشال سليمان، والذي أطلق ما يشبه الفيتو على تعديل الآلية من قبل ثمانية وزراء، أي ثلث الحكومة.

أمام هذه المشكلة، ورغم الأجواء الحوارية، يمكن القول إن الوزيرين أشرف ريفي والياس بوصعب رسما حدي مروحة المواقف السياسية. فمن جهة، أطلق ريفي جملة مواقف تصعيدية معلنا أنه "واثق من أن جريمة اغتيال الرئيس الحريري ارتكبت بقرار مشترك سوري- ايراني، أما التنفيذ فأصبحنا نعرف ان "حزب الله" أمر بالقيام به، وأنا على اقتناع بأن المحكمة ستصل الى هذه النتيجة". وعن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، طالب ريفي بتجريم أي قتال لأي لبناني خارج الأراضي اللبنانية.

ومن جهة أخرى، عبر بوصعب عن أقصى الأجواء الحوارية، حين تحدث من صيدا عن الحاجة الملحة إلى الشهيد رفيق الحريري الذي وصفه بالمناضل، لتكريس مسيرة الاعتدال في لبنان والدفاع عن وحدته ودعم مقاومته لتحرير أرضه من العدو الإسرائيلي.

لكن، قبل الدخول في التفاصيل السياسية، نبدأ مع تقرير عن زين الأتات الذي احتفل مؤخرا بتعيينه من قبل الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة لحقوق الإنسان. فهل بات الأتات حقا سفيرا؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لقاءات وحوارات سياسية لتخفيف التشنجات والاحتقانات، وآخرها الاجتماع الذي عقد في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري.

وإذا كان الاختراق السياسي المطلوب لانجاز الاستحقاق الرئاسي، بعيد المنال في هذه المرحلة، على الرغم من الحراك السياسي المتعدد الخطوط، فإن عودة الرئيس تمام سلام من اجازته قد تؤدي في اليومين المقبلين إلى التوافق على آلية عمل لمجلس الوزراء، مما يتيح الدعوة لعقد جلسة للمجلس الأسبوع المقبل.

في أحوال الطقس، العاصفة "ويندي" إلى انحسار، وأضرارها تعددت في مناطق الجبل والساحل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

طبقة من الجليد تتكون بعد العاصفة، لتمشي عكس التيارات السياسية حيث طبقات الجليد تذوب بالحوار ولقاءات المرجعيات الكبرى، من عون- الحريري إلى الحريري- بري، ومن حوار "حزب الله"- "المستقبل" إلى ورقة "القوات" و"العونيين".

لكن طبقة وزارية تشكلت فوق الاسمنت السياسي، وفاجأت الجميع لتبني ما سيتعارف على تسميته "جبهة إنقاذ الجمهورية". ثمانية وزارء: ثلاثة من "الكتائب" وثلاثة من كتلة الرئيس ميشال سليمان والوزيران بطرس حرب وميشال فرعون، أصبحوا في تجمع واحد من شأنه أن يلغي البيض من الحكومة ويرجح كفة القبان.

وزير العمل سجعان قزي كشف خطة العمل، وتحدث إلى "الجديد" عن اتصالات تجرى بين الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان لفك أسر لبنان من الاصطفافات العقيمة، حيث عقد اللقاء الأول بين الوزراء يوم أمس في اليرزة، وينتظر أن يتم اللقاء الثاني في منزل الجميل الأسبوع المقبل. وسير العمل في اللقاءين هو عدم المس بآلية مجلس الوزراء في الوقت الحاضر، لكن رسالته الأولى تطلق الصرخة: أننا هنا، وبإمكاننا كسر حدة الرقمين 8 و14 آذار، نحن كتلة وسطية ستمنع خطف القرار ومصادرة القرار الحكومي.

كتلة تكسير البيض السياسي من شأنها أن تشكل صفعة إيجابية تعيد ضخ الروح في الجسم الحكومي الميت. وهذه الكتلة توجه الرسائل في غير اتجاه، لاسيما للذين يتفقون مسيحيا على حساب المسيحيين، وكأنهم غير مقررين في الشأن الرئاسي.

على ضفة كتلة اليرزة- بكفيا، فإن الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" لا يكاد يفارق لقاءات الحريري الذي ينام ويصحو على التمسك به، وهو لا يلقى إلا كل إيجابية من محاوريه، فيما يصطدم بإطلاق الرشقات على الحوار من بيته الداخلي. ففيما يلاحق وزير العدل أشرف ريفي مطلقي النار في المناسبات، فإنه شخصيا لا يوفر مناسبة إلا ويرمي مشطا ناريا سياسيا على الحوار و"حزب الله" ومشاركته في سوريا التي تأخذ لبنان إلى الانتحار.

ريفي منقطع النظير، على الصحف الخليجية يوزع تصريحات وآراء وقرارات إتهامية. فيما الرئيس فؤاد السنيورة يصطنع الهجوم نفسه، لكن في قالب دستوري، متهما عون و"حزب الله" بتعطيل الانتخابات الرئاسية، من دون الالتفات إلى المعطل الأول والمرشح للمرة العشرين سمير جعجع. فعلى من يطلق السنيورة وريفي الرصاص؟ وهما حكما لم يصيبا إلا زعيم كتلتهما، ويعطلان حلمه باستكمال الحوار. فالحريري أكثر من يدرك أن لا بديل من التحاور، وإلا أصبحت البلاد كاليمن، عندما عبأ الحوثيون فراغ الرئاسة. هرب الرئيس اليوم من صنعائه، ورئيسنا مهرب من بعبداه. لكن كلا البلدين محكوم عليه بالحوار.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 21 شباط 2015

السبت 21 شباط 2015

النهار

نوّه قريبون من فريق 8 آذار بموقف وزير العدل أشرف ريفي في طلب ملاحقة مطلقي رصاص "الابتهاج" الحزبي والسياسي ووصفوه بـ"المتوازن".

قوبل شقيق نائب راحل ورئيس سابق لحركة سياسية علمانية بترحيب لافت في مناسبة اجتماعية.

سأل مرجع سياسي عن مصير التحقيق الذي وعدت نقابة بارزة بإجرائه مع إحدى المنتسبات على خلفية حديث تلفزيوني تضمن شتائم وعبارات نابية.

دعا مسؤولون إلى التجاوب مع دعوة مرجعية دينية محترمة إلى مقاطعة الأخبار والافلام التي تبثها الجماعات المسلحة التي تمارس الإرهاب، وعدم الترويج لها.

السفير

اندفع مرجع مسيحي بارز في تقديم جواب سلبي حاسم رداً على سؤال وزير سيادي عن تلبية دعوة رسمية من دولة إقليمية قد تثير حساسية عند أقليات مسيحية لبنانية.

أدى تأخر جواب جهة إقليمية إلى تعديل برنامج سفر مرجع أمني الى عاصمة إقليمية معنية بملف العسكريين.

لوحظ أن شخصيات مستقلة من لون مذهبي معين حظيت بترحيب مميز من سفير دولة إقليمية خلال مشاركتها في احتفال سنوي دعا اليه السفير المذكور.

المستقبل

يقال

إن وصول الجرحى من مقاتلي "حزب الله" ما زال مستمراً بأعداد كبيرة من حلب، ومعظمهم إصاباتهم خطيرة، بعد الهزيمة التي مُني بها الحزب وجيش النظام في المعركة الأخيرة وتكبدوا فيها عشرات القتلى والجرحى والأسرى.

اللواء

يعزو مرجع سابق تصاعد الحملة عليه إلى تجدّد تداول اسمه في محافل عدّة كرئيس للجمهورية.

يُمضي قطب سياسي 3 ساعات من وقته يومياً، في جناح خاص، لمتابعة التغريدات والكتابات الالكترونية والبيانات الصحفية!

أدت تغريدة رئيس حزب مسيحي تجاه مرشّح رئاسي إلى التأثير على تأخر اللقاء بينهما لوقت غير قصير؟!

الأخبار

القذافي يلتزم الصمت

رفض سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، الإجابة في التحقيقات التي أجريت معه عن أي سؤال يتعلق بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.

شعبية سليمان كبيرة في دبي!

يسعى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، إلى حشد أكبر عدد ممكن من اللبنانيين الموجودين في دبي خلال لقائه المقرر مع أبناء الجالية اللبنانية في دبي الأحد المقبل. وكلّف الفريق المقرب من سليمان مدير بنك الشارقة تنظيمَ اللقاء له، فعرض الأخير إقامة اللقاء في منزله. لكن نتيجة ضغوط من الفريق نفسه تحت ذريعة أن المنزل لا يتسع لـ"محبي الرئيس"، نقل المنظم اللقاء إلى فندق البستان. علماً أن بعض رجال الأعمال اللبنانيين المقيمين في لبنان تلقوا اتصالات من مقربين من الرئيس ومن القوات اللبنانية لدعوتهم إلى المناسبة!

جعجع يشكو كنعان

يشكو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، من المعلومات التي يُسربها النائب إبراهيم كنعان عن التحضيرات للحوار بين القوات والتيار الوطني الحر، ويُفضل جعجع أن تتسم هذه الجلسات بنوع من السرية.

الجمهورية

يبحث رئيس تكتل في فكرة إعتماد التصويت في مجلس الوزراء على "القطعة"، أي حسب الملف، ولكنه ما زال يخشى من تشريع التصويت في غياب رئيس الجمهورية.

كشف وزير عن مشاورات وزارية لعدم ملء الشغور الإداري قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

أكد رئيس تكتل وسطي أمام زواره ارتياحه للحوارات الجارية التي تُحصّن الإستقرار، مستبعداً تحقيق أي خرق على المستوى الرئاسي.

قال ديبلوماسي عربي إن الأولوية الدولية هي للملف العراقي، ومن ثم مواجهة "داعش"، وأخيراً الضغط على النظام السوري للوصول إلى حل سياسي.

رأت مصادر في المعارضة السورية أن الدعم الذي تحصل عليه ما زال ضمن حدود معينة، وكأن المطلوب استمرار الوضع على ما هو حتى إشعار آخر.

البناء

لاحظ المراقبون… من خلال الأزمات المختلفة، ولا سيما الحياتية منها، وإزاء تحرّك الوزراء المعنيّين في بعض القطاعات، انعدام الرقابة المسبقة على سوق الاستهلاك من مواد غذائية ومحروقات وما شابه، حيث يُلاحَظ أنّ الوزراء يتحرّكون وينزلون إلى الأرض بعد أن يكون المستهلك قد أكل "الضرب" ودفع الثمن من صحته وماله وراحته، وذلك جراء مخالفة التجار القوانين والأخلاق لملء جيوبهم بالأموال غير الشرعية. علماً أنّ أقلّ واجبات السلطة الحفاظ على المواطن ووقايته مسبقاً من أيّ ضرّر يُتوقّع أن يصيبه.

 

الراعي التقى السيناتور الفرنسي وحجاجا ايطاليين وبولونيين: ما يحفظ لبنان قديسوه

السبت 21 شباط 2015

 وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، السيناتور الفرنسي أوليفية كاديك ترافقه عقيلته وممثلة حزب الوسط الفرنسي في لبنان باتريسيا الياس سميدا في زيارة لإلتماس البركة.

وكانت مناسبة تطرق فيها كاديك الى هدف زيارته لبنان، للاطلاع على الوضع الاجتماعي بشكل عام وكيفية مساعدة المدارس الرسمية، ودعم العمل الاجتماعي في ضوء الصداقة الفرنسية - اللبنانية ومن خلال الهيئات الاهلية.

وفد من الحجاج

بعدها، التقى الراعي وفدا من الحجاج الإيطاليين والبولونيين، ضم نحو خمسين شخصا، يقومون برحلة حج الى لبنان عنوانها "على خطى القديسين الموارنة".

بعد رفع الصلاة المشتركة في كاتدرائية الكرسي البطريركي، رحب غبطته بالمؤمنين، مثمنا زيارة الحج التي يقومون بها، وعارضا لهم بايجاز تاريخ ولاهوت الكنيسة المارونية منذ نشأتها، وكيف حملت منذ البدء وبأمانة كلية الوديعتين:"الإيمان الكاثوليكي والتجذر في الأرض، وهذا ما جعلهم يصوغون من لبنان بلد الرسالة".

وأكد الراعي أنه "في هذا الخط سار القديسون والقديسات الموارنة وشهدوا لمجد الله في ما أعطاهم من سلطان على صنع المعجزات"، معتبرا أن "لبنان يشكل نموذجا للشرق والغرب"، مشددا على ان هذا "البلد هو دولة علمانية تحترم الله وتحفظ للطوائف حق حرية المعتقد والعبادة".

أضاف: "هذه هي حضارة لبنان التي أسسها أبناؤه مجتمعين وحافظوا عليها معا مسلمين ومسيحيين. وما يجري اليوم في بلدان الشرق الأوسط ما هو الا حروب اقتصادية وسياسية ومذهبية بين الأصولية والإعتدال ونتيجتها واضحة للجميع، مزيد من التدمير والقتل والموت. وللبنان حصة من تحمل هذا الواقع الضاغط والمقلق والمريب والمتمثل في جزء منه بنزوح نحو مليون ونصف المليون سوري الى مختلف أراضيه، وهو عاجز عن تحمل عبء هذا الواقع على الأصعدة كافة".

وختم الراعي: "ما يحفظ لبنان على طول تاريخه الحديث والمليء بالحروب، هم القديسون الذين كلما اشتدت الازمات كلما كثروا".

 

جعجع والجميل: للاسراع في انتخاب رئيس بدل التلهي بطروحات جانبية

السبت 21 شباط /2015 /وطنية - أعلن المكتب الإعلامي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في بيان، أن جعجع اتصل برئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل "مطمئنا إلى صحته ومتمنيا له دوام الصحة والعافية. وكانت مناسبة أجرى خلالها الرجلان جولة أفق حول الجو العام في البلاد ولاسيما حول ملف رئاسة الجمهورية. وأكد الطرفان ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم قبل الغد، بدلا من التلهي بطروحات جانبية. كما تطرقا إلى كيفية إدارة الفراغ الرئاسي في المرحلة الراهنة لحين التخلص منه قريبا".

 

كنعان: تم البدء بوضع رؤية مشتركة بين التيار والقوات لملف الرئاسة

السبت 21 شباط 2015

وطنية - أشار النائب ابراهيم كنعان الى ان "التوصل تم في اللقاءات التي يجريها "التيار الوطني الحر" مع "القوات اللبنانية" الى قواسم مشتركة لمضمون اعلان النوايا في غضون شهرين". ورأى أن "هناك ارادة رغم كل العراقيل التي تعترضنا"، موكدا أن "روحا جديدة بدأت تظهر لدى جمهور الطرفين، ولوحظ انكسار الحقد بين الجماهير السياسية في الكنائس والجلسات، وهذه التجربة مهمة جدا وأساسية لمستقبل الحزبين ولمستقبل المسيحيين في لبنان". وأوضح في حديث إلى "صوت لبنان 100,5" اليوم أن "الحوار يشمل موضوع رئاسة الجمهورية وهو حوار يذهب أبعد من ذلك، كمواضيع تكوين السلطة في لبنان وقانون الانتخابات والاصلاح وملف النازحين السوريين وعدد من البنود السيادية التي تتعلق بالمنطقة وبلبنان، أما الرئاسة فهي الاساس اليوم في ازمة الحكم الذي يعيشه لبنان، والمفتاح الوحيد لحل الازمة هو موضوع رئاسة الجمهورية". وقال: "تم البدء بوضع رؤية مشتركة بين التيار والقوات لموضوع الرئاسة وستكون هناك مرحلة ثانية وهي ترجمة هذه النوايا التي وضعناها من أجل الوصول الى حل في هذا الموضوع، وكل ما نريده هو أن نضع على الورق حبرا يجسد حقيقة الواقع الذي نعيشه وطموحتنا المستقبلية". وشدد على "ضرورة الوصول الى حالة أفضل على المستوى المسيحي"، وقال: "اذا لم نصل الى هذه الحالة، نكون قد وصلنا الى مرحلة نظمنا فيها خلافاتنا ووضعنا خريطة طريق للابتعاد عن التجاذبات والنزاعات التي لا يجب ان تستغل من الآخرين".

 

"الحوار لا يعني التراجع عن الثوابت"/فتفت: "آلية" الـــحكومة لن تتغيّر

المركزية- اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت "وجود قرار من "المستقبل" بحماية البلد قدر الإمكان، والسعي الى تفعيل عمل المؤسسات ووضع استراتيجية وطنية مبنية على اساس الدولة لحماية لبنان". وقال في تصريح "مع عودة الرئيس سعد الحريري سقطت مقولة One Way Ticket والحريري يواصل عمله ومهامه لخدمة البلد اكان في لبنان او في الخارج"، واوضح ان "الدخول في حوار مع "حزب الله" لا يعني التراجع عن اي من الثوابت". اضاف "هناك اكثر من إرهاب في المنطقة، معركتنا واضحة في وجه الارهاب الذي تمارسه "داعش"، لكن في الوقت عينه معركتنا لا ترضى بالتدخل في الحرب السورية ودعم رئيس النظام السوري بشار الاسد الذي لم يعد موجوداً اليوم، بدليل ان "حزب الله" وايران هما من يعلنان عن نتائج المعارك في سوريا. اليوم نحن امام مشروع امبراطورية فارسية تتمدد في المنطقة وهذا يشكل خطراً على لبنان". الى ذلك، تطرق فتفت الى آلية عمل مجلس الوزراء، فقال "نحن مع تطبيق حرفية الدستور اي الثلثين بالامور المهمة بخصوص قرارات مجلس الوزراء، اما المراسيم، فلها آلية ثانية. لكن لن تتغير اي آلية لأنه يكفي ان يعترض وزير او اثنين، وفي الامس اعترض 8 وزراء عند الرئيس ميشال سليمان، وبالتالي الآلية لن تتغير".

 

السنيورة: غياب الرئيس "يكشفنا" والحكومة لا تمارس عملها نمرّ بفترة صعبة تقلل القدرة على الوقوف في وجه الصدمات

المركزية- شدد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على "ضرورة عدم مخالفة الدستور تحت اي ظرف والا نعطي شرعية لممارسات او لأعراف جديدة تؤدي بنا الى احراجات وارباكات بحيث اصبحت الحكومة غير قادرة على ان تمارس دورها وواجباتها تجاه المواطنين"، واشار الى ان "علينا ان ننظر الى ما ينصّ عليه الدستور والعودة الى الالتزام بما نصّ عليه والا نبتدع اعرافا جديدة يمكن ان تدفعنا الى الندم في المستقبل". كلام السنيورة جاء خلال ندوة صحافية على هامش استقباله وفوداً من صيدا والجوار في مكتبه في الهلالية تطرق فيها الى موضوع عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وقال "اننا مكشوفون بنتيجة عدم انتخاب رئيس جمهورية والحكومة لا تمارس عملها في الشكل السليم بسبب ذلك، وهناك ايضا من يضغط على اللبنانيين حتى لا يتم انتخاب رئيس للجمهورية بطريقة او باخرى، اكان من الذين يحاولون ان يعطلوا ذلك او الذين يستفيدون من هذا التعطيل لتحقيق اغراض اخرى، واعني بذلك "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" الذين يقفون حجر عثرة في هذا الشأن". اضاف "لا بد في النهاية من استعادة الاعتبار الحقيقي والاحترام والهيبة للدولة اللبنانية بكل اداراتها ومؤسساتها، وهذا العمل طبيعي وهو المدخل الصحيح من اجل تمكين الناس واتاحة الفرصة لاستعادة الحركة الاقتصادية كي نستعيد فرص العمل للشابات والشباب". وتطرّق السنيورة الى الوضع الحكومي، فشدد على "عدم مخالفة الدستور تحت اي ظرف من الظروف"، فاحكامه واضحة اذ نصّ على انه بوجود رئيس الجمهورية تؤخذ القرارات العادية بالنصف زائداً واحداً، والقرارات التي حددها بمواضيع محددة تؤخذ بالثلثين، اما في غياب رئيس جمهورية اعطيت هذه الصلاحية للحكومة على اساس ان تتولى ايضا بهذه النسب، فان نخترع اعرافا جديدة لا اعتقد ان ذلك كان عملا موفقا، وبالتالي الأمر اذا كان تبين انه لم يكن عملا موفقا فيجب العودة عنه والعودة الى الطريق الصحيحة التي يخطها الدستور يجب الا نخالفها تحت اي ظرف من الظروف".

وعن انتخاب رئيس للجمهورية، قال "الحل الحقيقي ان نذهب الى الأصل اي العودة الى انتخاب رئيس للجمهورية. فطالما هناك امر لم نبت فيه سيؤدي ذلك الى خلق اشكالات يومية، الأصل الذي يجب ان نبت فيه وان نتوقف عن تضييع الوقت وعن اختلاق الذرائع ومحاولة التهرب والتعطيل ان نعود وننتخب رئيساً للجمهورية وان ننزل كلنا الى المجلس النيابي. غياب الرئيس يقضم من لبنان ومن الدولة وهيبتها ما يؤدي الى انحلالها والى تشنّج داخلي بين مكونات هذا الوطن، ويؤدي ايضا الى تصاعد الدمار والأخطاء والخسائر الكبرى على الاقتصاد اللبناني بحيث نضيّع على اللبنانيين فرص النمو ونقلل قدرة لبنان واقتصاده على الصمود في وجه الصدمات لا سيما واننا نعيش في فترة صعبة جداً تمرّ بها المنطقة العربية".

وتابع "ليس هذا فقط، بل اننا نتسبب بطريقة او باخرى بدفع لبنان في اتجاه الأتون السوري، وكذلك ايضا اخيراً كما تم التصريح عنه الأتون العراقي، وهذا الأمر كله له نتائج سلبية جداً على لبنان وعلى اللبنانيين. يجب ان ينتبه اللبنانيون اننا نمرّ بفترة شديدة الصعوبة تقلل قدرة لبنان على ما يسمى الوقوف في وجه الصدمات الآتية، وكلما تأثرت هذه القدرات والامكانات في الوقوف امام هذه الصدمات كلما اصبحنا في وضع هشّ، وفي وضع اكثر تأثراً بهذه الصدمات من الخارج وهذا له انعكاسات كبيرة".

وختم السنيورة "نحن مررنا في الماضي بفترات صعبة ولكن تيسر لنا قدرات لبنانية وقدرات ايضا غير لبنانية آتية من دعم عربي ودولي للاقتصاد اللبناني، الأمر الذي لا يبدو انه سيكون متيسراً في الفترات المقبلة. يجب ان يكون هناك قدر من التنبه اكان ذلك من السياسيين او الذين يعملون في الشأن العام او الذين هم في الأحزاب اللبنانية، هذا الأمر سيؤدي بهذه السفينة التي نتصارع فوقها ونختلف في شأنها وهي تبحر في بحر هائج، هذا الأمر لا يستطيع عندها ان يضمن الجميع انها ستستمر من دون ان تتعرض للغرق".

لقاءات: وكان السنيورة التقى وفداً من رابطة مخاتير مدينة صيدا برئاسة ابراهيم عنتر عرضوا معه شؤونا تهمّ المدينة وعمل المخاتير. والتقى رئيس بلدية صيدا محمد السعودي الذي تابع معه سير العمل في بعض مشاريع المدينة الانمائية. واستقبل مدير اوقاف صور الشيخ عصام كساب، رئيسة جمعية الرسالة الزرقاء سناء البزري، منسق عام "تيار المستقبل" في صيدا والجنوب ناصر حمود، وعقد اجتماعا مع المجلس الأهلي لمكافحة الادمان الذي تقدمته رئيسة المجلس عرب كلش. وعلى خط اللقاءات، عرض الرئيس السنيورة في مكتبه في بلس، مع سفير الاردن نبيل مصاروه للاوضاع العامة والعلاقات الثنائية.

 

ورشة عمل دبلوماسية امنية الاثنين لمواجهة الارهاب وتنسيق استخباراتي اوروبــــي – لبناني - عربي

المركزية- التعاون والتنسيق الامني عموما والمخابراتي في شكل خاص بين لبنان ودول الاتحاد الاوروبي سيوضعان على مشرحة البحث والنقاش المستفيض والمعمق في ورشة عمل دبلوماسية امنية تعقد في فندق "مونرو" في بيروت الاثنين المقبل بمشاركة ممثلين دبلوماسيين وامنيين من لبنان ومختلف دول الاتحاد لمقاربة سبل مواجهة موجة الارهاب العابر للحدود وتحديد الاطر الكفيلة بمنع تمدده من خلال التعاون المخابراتي بين الدول الذي يعزز قدرات السلطات الامنية على توقيف الارهابيين قبل تنفيذ مخططاتهم.

وتنطلق الورشة وفق معلومات "المركزية" من لبنان الذي يشكل الحلقة الاولى في عقد سلسلة ورشات ستعقد في عدد كبير من الدول العربية بعدما باتت اوروبا معنية في شكل مباشر بعد وضعها في دائرة استهداف "داعش" واخواتها وتلقت نصيبها من الارهاب منذ عملية "شارلي ايبدو" وما تبعها من عمليات محدودة في بعض مناطق فرنسا ثم الدانمارك وسط تهديدات لدول اخرى رفعت منسوب الاستنفار الاوروبي والتنسيق الامني الاستخباراتي بين الدول الاوروبية نفسها على ان ينسحب التنسيق على سائر الدول العربية تحت عنوان "معا لمكافحة الارهاب والفكر المتطرف" وكيفية تجنيد وتوحيد القدرات العملانية والاستخباراتية من اجل مواجهة التهديدات الارهابية باعتبار ان تبادل المعلومات الامنية يؤدي في الكثير من الاحيان الى توقيف عدد من الرؤوس الارهابية الكبيرة خصوصا بين دول هي في مواجهة مباشرة او غير مباشرة مع التنظيمات الارهابية. وقد ادى التنسيق في مرحلة معينة بين القوى والمخابرات الاقليمية واللبنانية الى توقيف ارهابيين على مستوى من الاهمية، من بينهم مثلا قائد كتائب عبدالله عزام ماجد الماجد الذي توفي لاحقا وأحد مساعديه الفلسطيني نعيم عباس وغيرهم.

ومعلوم ان معظم منفذي العمليات الارهابية في اوروبا هم اوروبيون من اصول عربية وآسيوية وقد رفعوا الصوت في الكثير من المحطات مهددين ومتوعدين هذه الدول، واعتبرهم المسؤولون لا سيما في فرنسا مصدرا مباشرا للتهديدات على رغم تشديدهم على التفريق بين الاسلام والتطرف.  ويرتكز التنسيق المخابراتي الى تبادل المعطيات والمعلومات بين الدول ان من خلال العنصر البشري او عبر منظومة المعلومات الالكترونية المتطورة التي ترصد الاتصالات وتحركات الاشخاص المشبوهين بما يكفل في الكثير من الاحيان احباط مخططات ارهابية كبيرة. وتؤكد المعلومات ان الورشة التي تنطلق من لبنان ستناقش ملفات وقضايا متعددة الى جانب التعاون والتنسيق الامني والاستخباراتي الذي يشكل العنصر والهدف الاساس بما يخدم مصالح الدول المنضوية في المنظومة والتي تتقاطع عند حتمية وضرورة مواجهة الارهاب.

 

"قطر ابتعدت اعلاميــا لكنهــا تتابــع الملف"/أهالي العسكريين: حركة ابراهيم لتذليل بعض العقد/متفائلـــون جدا ونهايــة الازمــة اقتربت

المركزية- حاملا قضية العسكريين المحتجزين لدى "جبهة النصرة" و"داعش"، نشط في الأيام الاخيرة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بين لبنان وقطر وتركيا حيث التقى في انقرة امس الاول مدير الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي، معربا عن ارتياحه لتطورات الأمور في مسار القضية. فهل استأنفت الدوحة وساطتها مجددا؟ وهل تؤشر حركة ابراهيم الى تقدم على خط المفاوضات؟ الناطق باسم أهالي العسكريين حسين يوسف قال لـ"المركزية"، ان "ما وردنا ان قطر ابتعدت اعلاميا فقط عن الملف، لكنها كانت تتابعه وتجري اتصالات للمساعدة في الحل. ومؤخرا يبدو ان الامور وصلت الى مرحلة تفترض وجود قطر فيها، فدخلت مجددا على الخط". هل توحي حركة ابراهيم بتقدم في المفاوضات وبأننا بتنا في مراحل الازمة الاخيرة؟ أجاب "نعم، يمكن وضعها في هذه الخانة، هذه الخطوات المكثفة تدل الى اننا على طريق الحلحلة، لكن يجب الا ننسى ان بعض الامور يطرأ على الارض ما يؤدي الى عرقلة. الا ان حركة ابراهيم تأتي في سياق حلحلة بعض العقد ونأمل الا تكون الخاتمة بعيدة فنشهد حلا في هذه القضية". هل تواصلتم مع خلية الازمة التي التأمت منذ أيام وما كانت أجواؤها؟ "حسب معلوماتنا، الاجواء تدل الى اننا سائرون على طريق الحل. قد نكون ظلمنا اكثر من مرة رئيس الحكومة تمام سلام واللواء ابراهيم والوزير وائل ابو فاعور وخلية الازمة، الا اننا نعرف انهم كانوا يعملون للحل، لكن كنا نضغط عليهم للاسراع، ونحن نشكر جهودهم". وعما اذا كانوا يأملون اطلاق اولادهم في وقت قريب اذا لم تطرأ تعقيدات، أشار يوسف الى ان "شعورا مريحا انتابني ليل امس ان ابني بات بين يديّ. نحن متفائلون جدا ومتأكدون ان الخطر زال عن حياة اولادنا، ونشكر الجهود التي ستوصل الى حل قريب، ان شاء الله". هل شعوركم مبني على معطيات؟ قال يوسف "نعم، بعض المعطيات أراحنا وطمأننا وولّد داخلي هذا الشعور".

 

اندبندنت": توقعات بإقبال عربي على الانتخابات الاسرائيلية

المركزية- اشارت صحيفة "اندبندنت" البريطانية الى ان "المراقبين يتوقعون إقبالا قويا للمواطنين العرب على الانتخابات الإسرائيلية، وهو ما يقلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، موضحة ان سبب قلق نتنياهو هو خوفه من أن يؤدي هذا إلى تعزيز قوة يسار الوسط".

واشارت الصحيفة الى ان الاستطلاع يقضي بأن تحصل القائمة العربية الموحّدة على 14 مقعدا، ما يجعلها الحزب الثالث من حيث القوة"، موضحة ان "الاستطلاعات الأخيرة اثبتت أن حزبي "الليكود" و"العمل" يملكان حظوظا متساوية، مع احتمال حصول كليهما على 23 أو 24 مقعدا"، متوقعة ان "تعتمد الأحزاب اليهودية على القائمة العربية الموحدة في منع نتنياهو من تشكيل تحالف يسمح له بتشكيل حكومة، لكنها لا تعلن هذا وكذلك فهي قلقة من أن يحوز العرب على هذه الورقة". واكدت الصحيفة ان "الأوضاع المعيشية تشكل هما أساسيا للمواطنين العرب، بينما تأتي تسوية النزاع العربي الإسرائيلي في المرتبة الثانية"، مشددة على أن "المواطنين العرب لا يصدقون أن الانتخابات هي لعبة يهودية وأنه لا يهم من يفوز بها، ويرغب 56 في المئة منهم في أن يشكل رئيس حزب العمل إسحق هيرتسوغ، الحكومة عوضا عن نتنياهو".

 

ماذا ينتج لقاء عين التينة الثاني بعدما تمخض عن الاول الحوار؟

مصير آلية العمل قيد المعالجة وسلام يعود خــلال ساعــات

اجتماع عون – جعجع قبل الفصح ومسؤول فرنسي فـي بيروت

المركزية- برغم برودة الطقس إثر انحسار العاصفة "ويندي" التي ضربت لبنان وكست سفوح جباله كما اطراف شواطئه بالثلوج، في مشهد يكاد يتكرر للمرة الثانية هذا العام بعد العاصفة "يوهان"، فان المناخ السياسي شهد سخونة ملحوظة في حركة اللقاءات والاتصالات التي ساهمت عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت في جزء واسع منها الى جانب الحوارات الثنائية المسيحية - المسيحية والاسلامية – الاسلامية وما انتجت من مفاعيل ايجابية حتى الساعة.

وفي ما بات بيت الوسط محور الرصد والمتابعة منذ اسبوع بالتمام والكمال، نسبة لكمّ اللقاءات المهمة التي عقدها ويعقدها الرئيس سعد الحريري مع مختلف القوى السياسية وركزت بمعظمها على اهمية التواصل والحوار وتحضير الارضية لتلقف اي تغييرات او تسويات قد تنعكس على الداخل اللبناني، اتسم لقاء الامس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة في حضور وزير المال علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري نادر الحريري بأهمية ملحوظة على رغم تكتم المجتمعين وعدم تسريب معلومات تتصل بمضمون المداولات.

الا ان مصادر سياسية مطلعة اشارت الى ان اللقاء جاء استكمالا للقاءات التي عقدها الجانبان في الاونة الاخيرة مع رؤساء الكتل النيابية والفاعليات السياسية والروحية وان البحث تعدى بينهما المحافظة على الحكومة وآلية عملها وجرى التوافق في هذا المجال على التزام الاطر والنصوص القانونية والدستورية من غير خلق اعراف وسوابق على هذا الصعيد. اما بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي فقد وضع كل من الرئيسين بري والحريري الاخر في صورة ما يملك من معطيات ومعلومات اضافة الى نتائج المشاورات التي اجرياها على هذا الصعيد. وتم التوافق عند سبل ملء الشغور الرئاسي في ظل تمسك رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون بترشحه. وكان تأكيد على ضرورة التنسيق مع البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في ضوء ما يمثل روحيا وكمرجعية وطنية وما عاد به من روما واللقاءات التي عقدها في هذا الخصوص وتحديدا مع دوائر الفاتيكان والبابا فرنسيس.

مفاعيل اللقاء: ويشبه مراقبون سياسيون لقاء عين التينة امس بلقاء عقده الرجلان في آب الماضي اثر عودة الحريري الاولى من اجل وضع هبة المليار دولار السعودية موضع التنفيذ ومتابعتها لبنانيا، مذكرة بان أي تسريبات لم ترشح عن الاجتماع آنذاك، غير انه تبين في وقت لاحق انه انتج الحوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" ووضع اسسه واطاره العام حيث تحركت على اثره لجنة التنسيق ووضعت جدول الاعمال قبل ان ينطلق رسميا في عين التينة مطلع العام. ودعت الى ترقب مفاعيل اللقاء الثاني خصوصا بعد العناوين العريضة التي طرحها الرئيس الحريري في خطابه في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في البيال لجهة التمسك بالحوار مع "حزب الله" وتفعيله والتواصل مع جميع الاطراف السياسيين، تمهيدا لخطوات وفاقية تحصن الوضع السياسي والاستقرار الامني في مواجهة اي طارئ او مستجد على المستوى الاقليمي، داعيا الى الابتعاد عن سياسة المحاور ووضع خطة استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب. كما اكد في المحور السياسي ضرورة تفعيل عمل المؤسسات الدستورية ولا سيما الحكومة كمقدمة للتوافق على انتخاب رئيس جمهورية وهو بند يضعه في رأس قائمة سلم اولوياته.

واشار المراقبون الى ان عودة الحريري خلفت حالة جديدة في البلاد وخلقت دينامية معينة ستترك حتما انعكاساتها الواسعة في الداخل، من دون استبعاد ان تكون هذه العودة متهيئة لتلقف نتائج اي تطور داخلي او اقليمي او مؤشر في اتجاه محدد خصوصا على عتبة توقيع اطار الاتفاق بين الولايات المتحدة الاميركية وايران نهاية اذار المقبل وما يمكن ان ينتج عنه من مفاعيل لن يكون لبنان بعيدا منها.

آلية العمل: في الاثناء تبقى الانظار متجهة الى الوضع الحكومي المترنح عند "عقدة" آلية العمل في انتظار عودة الرئيس تمام سلام من زيارته الخارجية الخاصة المتوقعة وفق معلومات "المركزية" في الساعات القليلة المقبلة، لتلمس الاتجاهات الحكومية خصوصا ان اي دعوة لجلسة الخميس المقبل لم توجه بعد الى الوزراء، غير ان ذلك لا يعني في رأي مصادر حكومية ان الجلسة لن تنعقد، خصوصا اذا اثمرت حركة الاتصالات توافقا على الآلية ان بصيغة جديدة او بعودة القديم الى قدمه، بحيث يعمد المجلس انذاك الى استكمال البحث في بنود جدول اعمال الجلسة الاخيرة، واشارت الى اصرار تلمسه سلام لدى جميع اطراف الحكومة لاستمرار عملها وعدم ادخال المؤسسة الدستورية الوحيدة العاملة في ضوء الشغور الرئاسي والتعطيل البرلماني، في مدار تعليق الجلسات او وقفها نسبة للتداعيات الخطيرة الناتجة عن قرار من هذا النوع، كان حذر منه اكثر من مسؤول خارجي، مؤكدا ضرورة تفعيل الحكومة في هذا الظرف ومشيدا بالدور الفاعل الذي يضطلع به الرئيس سلام في ادارته الحكيمة للجلسات في مرحلة الشغور الرئاسي وضرورة استكماله.

الكتلة الوازنة: وليس بعيدا، توقفت اوساط سياسية مراقبة عند ابعاد اللقاء التشاوري الذي عقد في منزل الرئيس ميشال سليمان وتمخض عنه ولادة كتلة وزارية مستقلة وازنة قوامها 8 وزراء (ثلاثة للرئيس سليمان، ثلاثة لحزب الكتائب والوزيران المستقلان بطرس حرب وميشال فرعون) بما يعني عمليا انها تشكل ثلث الحكومة السلامية، تصوب بوصلة عملها في اتجاه وضع حد للشغور الرئاسي. وقال الوزير فرعون لـ"المركزية" ان الازمة ليست حكومية كما يصورها البعض بل اساسها غياب الرئيس والحل يكون بالانتخاب. واضاف: نحن مستعدون للنقاش في الآلية ومع روحية الدستور التي تنص على التوافق اولا قبل التصويت. واستنادا الى ذلك تصبح الصورة البانورامية للمواقف السياسية من الآلية على النحو الآتي: الرئيس تمام سلام لاتخاذ القرارات العادية بالثلثين بدلا من النصف زائدا واحدا، على ان تتخذ القرارات المصيرية بالاجماع بدل الثلثين والرئيس بري يتمسك بنص المادة 65 من الدستور المعمول بها في الحالات العادية، في حين تنحو القوى الوزارية المسيحية في اتجاه الابقاء على آلية العمل السابقة.

لقاء عون – جعجع: على خط آخر، تستكمل الاجتماعات بين الرابية ومعراب بوتيرة متسارعة من اجل وضع اللمسات الاخيرة على مسودة "اعلانا النوايا" التي شارفت على نهايتها، بعدما تم تقويمها في جلسة معراب امس بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والنائب ابراهيم كنعان. وقالت اوساط المجتمعين لـ"المركزية" ان الجلسة استكملت البحث في بعض النقاط العالقة ويمكن الاعتبار ان الامور انتهت في المضمون اذ تم التوافق على مجمل المواضيع المطروحة لكن العمل ما زال جاريا على معالجة بعض الملاحظات في الشكل، مؤكدة ان المواضيع الخلافية لن تدرج في بيان "اعلان النوايا" وتوقعت الاوساط ان يعقد اللقاء المنتظر بين العماد عون وجعجع قبل عيد الفصح في 5 نيسان المقبل.

المستقبل – حزب الله: اما الحوار الاسلامي الذي يترقب المعنيون موعد جلسته السابعة في بحر الاسبوع المقبل، فاشارت مصادر متابعة الى انه سيستكمل مقاربة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب انطلاقا من رؤية تيار "المستقبل" بوجوب وجود سلطة سياسية كاملة وانتخاب رئيس جمهورية لوضع اطارا لها، كما سيبحث المجتمعون في سبل توسيع الخطة الامنية في اتجاه بيروت والضاحية الجنوبية بعدما نفذت بقاعا.

زيارة فرنسية: من جهة ثانية، وعلى عتبة "شهر الاستحقاقات" الذي يطبع اذار المقبل نسبة للمحطات المهمة التي ستتخلله من توقيع اطار الاتفاق النووي الى الانتخابات في اسرائيل والمخاوف من امكان حصول اهتزازات امنية قبل اجرائها، توقعت مصادر دبلوماسية ان يشهد لبنان زيارات لعدد من المسؤولين الاوروبيين في سياق مسلسل الزيارات الذي بدأ مع الوفد الاوروبي خلال الاسبوع الجاري. اشارت الى احتمال وصول مسؤول فرنسي الى بيروت لمتابعة مواضيع عدة من بينها تسليح الجيش من ضمن هبة الثلاث مليارات دولار السعودية والتشاور في الاوضاع الاقليمية ومفاعيل الاستحقاقات الاذارية والآلية الكفيلة بتحصين الساحة اللبنانية من تداعياتها.التغاضي على موضوع التمديد هو: أهمية تأمين سير عمل المؤسسات الأمنية والإبقاء على نصابها القانوني". كما أمل "من القوى السياسية عدم إستغباء وإستغلال عواطف الناس بإطلالاتهم الإعلامية مشتكين من التمديد وهم في صلب قرار التمديد على ما ذكرناه سابقا بسبب محاصصاتهم ومحسوبياتهم"، كما لفت إلى أن "المادتين 55 و56 لا تنصان على العودة إلى مجلس الوزراء، بل إن القرار يأتي من قائد الجيش".

 

الان عون: الحوار مع المستقبل في ملف الاستحقاق الرئاسي يراوح مكانه وورقة العمل بين التيار والقوات شارفت على نهايتها

السبت 21 شباط 2015 /وطنية - أكد النائب الان عون "أن التواصل بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري لم ينقطع يوما بشكل كامل"، مشيرا في الوقت نفسه الى "أن الحوار مع تيار المستقبل في ملف الاستحقاق الرئاسي يراوح مكانه"، معتبرا "أن هذا الموضوع أصبح مربوطا بخلاصة الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية". وفي حديث الى برنامج "أقلام تحاور" عبر "صوت لبنان 93,3"، أشار الى "أن آلية عمل الحكومة تم البحث فيها في لقاء عون - الحريري الأخير"، معتبرا "أن الرئيس تمام سلام يحاول ومن خلال موقفه الأخير بتعليق الجلسات وقف المناكفات السياسية الحاصلة داخل الحكومة واعادة الأمور الى نصابها". وأضاف: "على من ينزعج من صعوبة أخذ القرارات في الحكومة أن يتذكر أن الأمر طبيعي في ظل غياب رئيس الجمهورية". ورأى "أن مخالفة القوانين أصبح عرفا في لبنان"، مؤكدا أنه "لا يحق لوزير الدفاع التفرد بالقرارات والتجديد للقادة الأمنيين والعسكريين". من جهة ثانية، أكد عون "أن ورقة العمل بين التيار والقوات شارفت على نهايتها"، مشيرا الى "أن الارضية السياسية تم انجازها وقد بدأ البحث اليوم في صلب الموضوع أي في الاستحقاق الرئاسي". وأمل في أن يحصل اللقاء بين العماد عون والدكتور جعجع قبل عيد الفصح، داعيا الى "اعطاء الحوار المسيحي المسيحي فرصة لكي يتوصل الى اتفاق ما". واستغرب عون هجوم بعض الأطراف على الحوار الحاصل، مشيرا الى أنه "المدخل الأساسي للاستحقاق الرئاسي". وردا على سؤال، شدد على "أن الاحداث في المنطقة لا بد وأن تنعكس على لبنان في شكل أو في آخر"، لافتا الى "أن المنطقة مقبلة على تسوية كبيرة ستحدد مصير كل البلدان المجاورة". وطالب ب "ضرورة التصدي لارهاب داعش بكل الوسائل الممكنة"، معتبرا "أن حزب الله كان السباق في هذا المجال عبر قتاله الارهابيين في سوريا".

 

"فيلق عوني" في سوريا

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

لم تأخذ دعوة حسن نصرالله جميع اللبنانيّين إلى مشاركته في حرب سوريّا والعراق و"حيث يجب"، كتفاً إلى كتف، حقَّها من الاهتمام والمناقشة الجديّة، قبل مسارعة البعض إلى رفضها عفواً. لم يكن نصرالله يهذُر أو يسخر أو يتذاكى حين وجّه دعوته "الصادقة" تلك. ففي اعتقاده واقتناعه أنّها أمر طبيعي وتلقائي، طالما أنّ تحييد لبنان وعزله عن حروب المنطقة أمرٌ مستحيل، ومن البديهي أن يكون للبنان كلمة في تحديد مصير المنطقة برمّتها جغرافياً وسياسيّاً وعقائديّاً، كي يبني مصيره. كان الأحرى بالرافضين أن يتريّثوا ويفكّروا في المسألة، ويناقشوا بعقلٍ بارد الخطأ أو الصواب في الدعوة إلى الحرب. فنصرالله سبقهم بدون أن يستشيرهم أو يقف على خاطرهم، بسبب قدرته "الخارقة" على استشراف مصائر الشعوب والدول، ومن بينها وطنه الثاني أو... العاشر لبنان! وكان على الذين وجّه إليهم الدعوة بالتحديد، أي 14 آذار عموماً و"تيّار المستقبل" وسعد الحريري تخصيصاً (لأنّها كانت ردّاً خاصّاً على طلب الأخير من "حزب الله" العودة من سوريّا)، أن يتوقّفوا عند ناحية واحدة على الأقلّ من الدعوة الكريمة، وهي سؤال بسيط لصاحب الدعوة: لماذا لا تدعو حلفاءك أوّلاً إلى هذه الوليمة، فالأقربون أَولى بالمعروف؟ بعد ثلاث سنوات من انغماس "حزب الله" في الحرب السوريّة، وتمدّده إلى العراق و"حيث يجب"، لم يلحظ أحد وجود أثر واضح لحلفائه في هذه الحرب، باستثناء أفراد من الأحزاب "الوطنيّة" التي سبقته في انتمائها العتيق إلى نظام آل الأسد، مثل البعثيّين والقوميّين السوريّين وبعض الـ"حُزَيْبات" التي فرّخت في المشتل المخابراتي السوري المعروف. السؤال الواجب هو لماذا لا ينظّم "حزب الله" حلفاءه ويأخذهم إلى الحرب هناك قبل أن يدعو خصومه كما فعل؟ فهل يثق بخصومه أكثر من حلفائه؟

في الواقع، هو فعل شيئاً من هذا: عزّز ووسّع إطار ما كان أنشأه تحت مسمّى "سرايا المقاومة" خارقاً طوائف وأحزاباً أُخرى، وسعى إلى تنظيم وتسليح بعض الأطراف والتيّارات المسيحيّة، ولا سيّما "التيّار العوني" بحجّة حماية القرى المسيحيّة في البقاع الشمالي، بعدما كان حاول قبلاً، تحت حجّة الاعتصام في قلب العاصمة وتحقيق شعار "الشراكة" و"إعادة النصاب" في غزوة 7 أيّار، وبعدها في الحركة الانقلابيّة لـ"القمصان السود"، لكنّ محاولاته بقيت محدودة الأثر.

لا مجال هنا لمناقشة خطورة دعوة نصرالله على مفهوم لبنان وسيادته وإلغاء حدوده ورسالته وميثاقه التاريخي وانتمائه العربي العالمي، وخطورة تدميره في حروب لا ناقة له فيها ولا جَمَل، بل نأخذ الموضوع من جانبه العملي البراغماتي، كي يصحّح الداعي وجهة رسالته، ويبدأ من "أهل بيته"، وأحقُّهم هو ميشال عون طبعاً، لأنّ هناك "تحالفاً وجوديّاً" بينهما.  فلا يجوز أن يكون الأوّل في حالة حرب وجوديّة مصيريّة إلى ما بعد بعد سوريّا، ويبقى الثاني متفرّجاً، لاهياً بترتيب حظّه وفرصته الأخيرة للرئاسة، باذلاً لأجلها ماء الوجه مع سعد الحريري وسمير جعجع وكلّ عمّ يتزوّج الأم، من بيت الوسط إلى الرياض إلى أقاصي الربط والحلّ. المفارقة هي هنا: حلفاء "حزب الله" يتركونه يتخبّط في وحول الموت، وهم يلهثون وراء مراتب ومناصب. فكيف يحقّ له الاستنجاد بالأبعدين، والأقربون لاهون؟!

وحين ينجح نصرالله في تجنيد الأقربين، يصبح لدعوته شيء من الصدقيّة، وتخرج من إطار المزايدة والمعايرة والكيديّة إلى حيّز الدعوة الجديّة، فيكون الرفض أو القبول. والأكيد، الرفض العقلاني الحاسم لدعوة رعناء، إنقاذاً للبنان.

وليست مطالبة الحريري باستراتيجيّة وطنيّة ضدّ الارهاب سوى تمهيد لسحب "حزب الله" من الورطة السوريّة العراقيّة، في حين يرى نصرالله هذه الاستراتيجيّة غطاء لمزيد من التورّط، فكيف تلتقيان؟! لا أثر لأيّ عقلانيّة في بطاقة الدعوة الحربيّة التي أطلقها نصرالله. بسهولة كليّة يستطيع متلقّوها تفنيدها وإسقاطها ورفضها، لأنّها موجّهة إلى من لا صفة لهم، وإلى العنوان غير الصحيح. إذا كان هناك عنوان صحيح للدعوة فهو الحليف "الوجودي" لنصرالله، ميشال عون. حتّى الآن، لم يصدر أيّ تعليق من هذا الأخير، كأنّ على رأسه الطير لشدّة الحرج، لأنّ لا فكاك له من "الورقة". فهل نرى قريباً "فيالق" عونيّة تتحرّك إلى القلمون وريف دمشق وبْراد، كما تحرّكت سابقاً باصات الحجّاج؟ عند ذاك، وفي حال نجاح "حزب الله" في استدراج حلفائه، يتوجّب على 14 آذار عرض استراتيجيّتها لمكافحة الارهاب، ومناقشة الدعوة إلى الحرب بصورة قاطعة، ورفضها. فليتركوا الرفض الآن لأهل "الحلف الوجودي".. إذا تجرّأوا.

 

VENI والرفاق… والضربة الموجعة للسوريين عند جسر كور

بقلم بيار جبور/موقع القوات اللبنانية

إنها المقاومة اللبنانية التي قامت بواجباتها على كامل التراب الوطني فاندفع شيبها وشبابها ومراهقيها يدافعون دفاع الابطال عن بلداتهم ومدنهم من دون السؤال لماذا نحن، او القول هذه البلدات لا تعنينا.

بعد اقرار مجلس الوزراء في 28 حزيران 1978 خطة أمنية حددت بموجبها انتشار الجيش اللبناني من جسر المدفون شمالاً حتى بيروت جنوباً، على ان تتسلّم القوات السورية العاملة في ذلك الوقت تحت اسم “قوات الردع العربية” الامن شمالاً. وبعدها استدعت المقاومة اللبنانية مسؤوليها في منطقة البترون وأبلغتهم بسحب اسلحتهم الثقيلة والمتوسطة الى منطقة جبيل، كما تم سحب المقاتلين.

لكن السوريين واعوانهم بدأوا بتنفيذ مجازر خلال تقدمهم ومنها مجزرة وادي كفتون في 24 آب 1978 حيث كمن السوريون لثمانية  شبان وقتلوهم. بعد المكمن بدأ السوريون يسيّرون دوريات بحجة البحث عن المسلحين الذين كمنوا للشبان وبدأت التحرشات بالأهالي.

في 25 آب 1978 دخل السوريين عبر محورين الى منطقة البترون صعوداً من الساحل نحو وسط وجرد البترون. المحور الاول من أميون بأتجاه ديربلا وبساتين العصي، والمحور الثاني من تحوم عبر سمار جبيل نحو وسط جرد البترون. حيث نشبت بعض المناوشات الصغيرة بين السوريين والمقاومة اللبنانية وسقط للسوريين قتيل.

وهنا تبدأ قصتنا حيث يروي أحد المقاومين الاشاوس و يدعى VENI: “كنت في بيروت استمع الى نشرات الأخبار وأذا بملحق  إخباري فحواه أن القوات السورية تهاجم منطقة وسط البترون، فإذا بي اهرع الى صديقٍ لي يسكن معي في ذات البناء وهو من بلدة بترومين الكورانية وسألته هل سمع الأخبار وما هي معلوماته عن الهجوم الذي تتعرض له منطقة البترون الوسطى وهل يأتي معي الى “ميفوق” مركز قيادة الشمال في تلك الفترة في مدرسة ميفوق الكائنة في ساحة البلدة فوافق. وهكذا مررنا على رئيس قسم كوسبا الكتائبي وأخذناه معنا حيث كنت أنا المسؤول العسكري في ذلك الوقت للقسم.

وصلنا الى ميفوق بعد حوالى الساعتين من الوقت وبدأنا نسأل الموجودين في القيادة عن معلوماتهم عن الهجوم وكانت الاجوبة مختلفة نظراً لصعوبة الاتصالات واتساع بقعة العمليات. فجأة وصلت سيارة مسرعة بشكل جنوني، وتوقفت امامنا فعرفت سائقها انه أدمون صهيون المسؤول العسكري لمنطقة البترون وكان الدكتور جعجع عرّفني عليه في بشري منذ فترة غير بعيدة حيث بادرني: “VENI أين مجموعتك؟. سألته: لماذا؟ أجابني: ان بلدة “كور” تتعرض لهجوم من السوريين ونحن بحاجة الى كل عنصر يستطيع القتال. أجبته نحن ثلاثة. قال لي أجمع ما تستطيع من المقاتلين وأنا انتظرك في بلدة “بجدرفل”  قرب الكنيسة وهناك التقيت بصديق لي يدعى ميشال انطون من “قنات” ومعه مقاتلين، حيث ذهبنا سوياً والتقينا ادمون صهيون في كنيسة “بجدرفل” و شرح لي الوضع العسكري وبأن السوريين قد طوقوا بلدة “كور” التي يوجد فيها الاطفال والنساء والشيوخ. واردف قائلاً: انها قصة حياة او موت وعلينا ان نفعل شيئاً، “كنت ارسلت معك هؤلاء الشباب الذين معي” وكان معه مجموعة تعدادها حوالى الاربعين مقاتلاً مسلحين بالكامل، ولكن اوضح لي ان الشباب لم يذقوا طعم النوم منذ ثلاثة ايام وليسوا بكامل جهوزيتهم للمواجهة ولكن نحن بحاجة لعملية كومندوس لنخفف الزحف السوري ونأخره. استأذنته لخمس دقائق حيث قلت للآخرين الذين بمعيتي: “صحيح انها ليست بلدتنا ولكنّ هناك اطفالا ونساء مسيحيين يتعرضون للقتل، فكما كل ابناء المقاومة أتوا من مختلف المناطق اللبنانية ليساعدوا في تحرير شكا والكورة ها نحن هنا نرد لهم الجميل”.

شرح لي “صهيون” ان السوريين موجودون على “كواع عين عيّا” ومهمتك ضرب السوريين الذي هم في ذلك المكان وانسحابك الى الخطوط الصديقة (عرفت هذه العملية لاحقاً بأسم عملية جسر كور) حيث يتم فرملة الزحف السوري السريع. قلت له: “حسناً و لكن أنا غريب عن المنطقة لذا اريد “دالول” يعرف المنطقة. فإذا بأحد الصبية المقاومين تبرع بأن يدلنا على الطريق والتي يعرفها عن ظهر قلب انها مرتع صباه ولم يتصور يوماً أن آلة القتل الأسدي ستصل الى هنا. لم يكن لديَّ الخيار أذ انه الوحيد المتوفر، فقال لي أحد الموجدين العجزة ” هل انت مجنون، انها مهمة انتحارية لن يرجع منها أحد. أجبته: سيدة حماطورة معنا ولن تتركنا وحدنا يوم كنا في عز الصبا ولن تدعنا الآن. فصلبّنا يدنا على وجهنا وانطلقنا وقلنا ” يا سيدة حماطورة وابنك يسوع كونوا معنا”.

بعد حوالى نصف ساعة سيراً في الاحراج، قال لي “الدالول” هل رأيت نهاية  بساتين اشجار الزيتون هذه، هي “كواع عين عيا” في الاسفل”. قلت له: شكراً الآن يمكنك العودة. ولكنه أصر ورفض لذا ابقيته في المكان الذي سننطلق منه مجدداً نحو الهدف لأني لا استطيع ان اضمن له سلامته فوافق على مضض.     انحدرنا من التلة بوضعية الحذر، ولكن السوريين رأونا من التلال المتمركزين عليها و المشرفة على تلك المنطقة فأمطرونا بوابل من الصواريخ من المضادات وقذائف الهاون حيث أخذنا ملجأ للتدرء من الرصاص و القصف، أحد الرفاق المشاركين صارحني: “هل من المفيد أن نكمل المهمة؟”. أجبته: “نحن في منتصف الطريق أذ لم نكمل المهمة، هؤلاء المعترين في كور دمهم في رقبتنا الى الابد”. لذا قال لي: فلنكمل الطريق.

وهكذا زحفنا حوالى 500 متر الى الطريق الرئيسة حيث لم نعد مرئيين من العدو حتى نهاية بساتين الزيتون حيث اتضحت الصورة أكثر: السوريون في كل مكان  العسكر يستريح على الارض والآليات والسيارات الصغيرة وسيارة مدنية للقوميين وحلفائهم الآخرين. وفي الأجواء طائرات الهليكوبتر تحوم فوق المنطقة وهي تنزل القوات الخاصة على جبل كور. هنا بعد تقدير موقف سريع أشرت الى العناصر الخمسة الذين بمعيتي بالتحرك نحو الهدف لضرب الآليات بقذيفتي “ب 7، و كانت المسافة الفاصلة حوالى الـ 600 متر اذ لم نستطع ان تقترب اكثر نظراً لجغرافية المكان. وأيضاً لتأمين طريق انسحاب آمن وهكذا أطلقت القذيفة الاولى واتبعتها بقذيفة ثانية اصبت بها شاحنة ذخيرة حيث فجرت، وبدء الرصاص يأز فوق رؤوسنا وهنا بدأنا بأطلاق الرصاص لتغطية انسحابنا من المنطقة المشرفة عليهم خوفاً من وجود قوات خاصة في الجوار.

قفلنا راجعين الى بلدة الدوق، حيث مررنا على “الدالول” الذي انتقل الى نقطة حددت له سابقاً وأخذناه معنا، وراح يصرخ فرحاً: لقد اصبحت الآن  رجلاً. عدنا الى ميفوق حيث قدمنا “ادمون صهيون” الى القيادات الحزبية حيث نلنا التهاني وهكذا اسفرت العملية عن فرملة الزحف السوري على كور. وبعدها قفلنا راجعين الى بيروت. اسفرت العملية عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف السوريين الذين فرملوا الهجوم على كور خوفاً من التعرض لمكامن من قوات المقاومة اللبنانية.

الابطال هم من رسموا في قلوبهم خط المعركة، فلبوا النداء ودافعوا بقوة الايمان وبصلابة عن أرضهم وناسهم رغم التفاوت في العديد والعتاد، فسطروا البطولات المجيدة في وجه عدو غاشم آت من صحراء الجهل، عطش لدماء اللبنانيين جميعاً. لعل كتاباتي تنصف بعض منهم وهذا غيض من فيض.

 

بيوت بيروت ذاكرتنا فحافِظوا لنا عليها

منى فياض/النهار

21 شباط 2015

أقتبس من رؤوف قبيسي ما يأتي من مقالته في عدد "الملحق" 15 شباط، مع أني اختلف معه في نظرته إلى دور الأسطورة في خلق الأوطان وبنائها، ولا أوافق على التعامل معها من منظار تحقيري: "لم يطل المقام بالسويسري فيكتور آرغو بين ظهرانينا ليسبر أغوارنا ويعرفنا على حقيقتنا ويبوح بها، ويقول لقرائه "إن اللبنانيين أبطال العالم في تدمير الذاكرة الجماعية". "الشعب العنيد" الذي غنّته فيروز، لا يكتفي بتجاهل الماضي والحاضر والمستقبل، والتنكر لتاريخه وذاكرته، بل يذهب إلى الأبعد، إلى ما هو أشد وأدهى: يدمّر البيئة، يفسد الماء والهواء والتربة، والزهر والشجر والضوء، والمعالم، وما فيها من صور ودقائق وتفاصيل". كنت قد صغت هذه الفكرة في رأسي عندما شاهدتُ بيوت بيروت المصدّعة التي يحفظ لنا معرض سمر مغربل في "غاليري أجيال" ذاكرتها ويدعونا إلى المحافظة عليها وعلى مثيلاتها. كانت غريتا نوفل، ربما أول من اهتم ببيوت بيروت المهدمة وأثار قضيتها وأدخلها إلى وعينا من باب الفن، في معرضها لدى "غاليري جانين ربيز" في العام 1996 على ما أظن. لا أنسى هذا التاريخ لأنه جاء بعد فترة قصيرة من غياب زميلي وصديقي رالف رزق الله بطريقة مفجعة. استمتعتُ بطريقة عمل غريتا التي استخدمت الكولاج مع الرسم بطريقة فذة مؤثرة في النفس. أذكر انها وضعت نصي الذي كتبته عن رالف في احدى لوحاتها ورسمت حول الكلمات، وجعلت العمل تحية إلى ضحية من ضحايا الحرب، ولو بشكل غير مباشر. لا أنسى طريقة عمل غريتا التي أصابها هوس تتبع آثار الحرب في الحجر والبشر. كانت تلك مرحلة البيوت المهدمة او تلك التي تهدمت واجهاتها وكانت تشعرها بالعجز والثورة معا.

بدت بيوت بيروت المهدمة وعماراتها مع قصاصات الجرائد وبقايا الانسجة والمواد التي الصقت بها، اكثر نطقاً من كل خطاب، ومن أفضل الوسائل ابتكاراً للقول إن بشراً كانوا ها هنا، قطنوها وعاشوا فيها. لهذه البيوت التي تبدو فارغة ومهجورة، قاطنون ربما غادروها طوعاً وربما غصباً تاركين صوراً على الحيطان وتذكارات في الزوايا، كما فعل رالف بنا، أو ربما هم بقوا بين ركامها. هل من يحمل ذاكرة البشر أكثر من تلك الاشارات المبثوثة في الأعمال الفنية التي تأخذنا الى إشارات أخرى وتحملنا على تقليب معانيها علّنا نتوصل الى الاتعاظ ذات يوم! بدت بيوتها مثل أشباح منتصبة باقية في مدينة تعرضت للموت والدمار، لكنها ظلت قائمة، الى أن هدم الحريري بعضها، وأعاد ترميم بعضها الآخر، وساهم في إعادة إعمار بيروت على رغم الجدال الذي أثير ويثار حول "سوليدير". تستكمل سمر مغربل مشوار صديقتها. كانت تريد أن تسمّي المعرض "من بيتي لبيتك"، في إشارة الى الطريق الذي يصل بيتيهما ويحوي الكثير من هذه المنازل. معرضها يضم 3 منازل من الـ 15 منزلاً التي صنعتها من الطين المجبول وحولتها الى سيراميك. أكملت مشوار نوفل مع تلك البيوت التي ظلت شاهدة على حربنا، موقوفة على أطماع السماسرة، تنتظر من يقرر مصيرها. فإذا لم نتحرك بجدية فستظل موقوفة لتواجه مصيراً مجهولاً أو معلوماً بالأحرى، وهو الهدم، كما حال البيوت والقصور التي سبقتها. ستُهدم على الأرجح، إذ نادراً ما يستعاد دمجها بمشاريع تحافظ على قيمتها الفنية الكبيرة وتجعل منها جزءاً من عمل هندسي يظهر التكامل بين التراثي والحديث؛ فلا تمحى ذاكرة الحرب التي وحدها تقوّي مناعتنا ضد العنف الذي قد يأتي في كل لحظة. "الكسر"، تقول سمر، هو ما دعاها لإنجاز هذه البيوت. قطعة السيراميك الفنية التي تتعرض للكسر أو التشقق تفقد قيمتها فيرميها الفنان ويحزن لأنه كمَن يرمي جزءاً من نفسه. ربما هي ارادت الانتقام من خلال عملها على "الكسور والتشققات"، بالدعوة إلى ترميمها بدل محوها بضربة معول.

بيوت سمر الجميلة تحمل متعة الوجع امام هذا التراث المرمي لمصيره والمهمل مثل كل شيء في هذا البلد. بيوت بيروت موضوع التجاذب بين حراس البيئة والتراث وتجار السياسة والمال. أذكر منذ سنوات أني رأيتُ آرمة معلقة امام الشارع الذي يقودني الى منزلي كتب عليها: "منطقة تراثية" أو ما شابه. مذ وُضعت تلك الآلامة، لم يبق في الصنائع سوى بيوت تراثية معدودة تنتظر مصيرها المعلوم. تقول ابنتي فرح باعتراض، كلما اتت لزيارة بيروت، إنها تجد معالم المدينة متغيرة، فلا يعود في استطاعتها الاعتماد على ذاكرتها لتتعرف إلى احيائها. تشعر انهم يسرقون ذاكرتها إذ تتعرف في كل مرة إلى مدينة جديدة، حيث ابنية تهدم وناطحات وابنية زجاجية ترتفع، وشوارع تتغير وجهتها ومناطق تهجر تاريخها. كيف يمكن أن نعرّض مدينة عريقة مثل بيروت لكل هذا الاستهتار؟ رجاءً، حافظوا على بعض معالمها العريقة والتاريخية!

 

ريفي لـ"تجريم" قتال أي لبناني خارج الأراضي اللبنانية

الرأي/السبت 21 شباط (فبراير) 2015

اكد وزير العدل اللواء اشرف ريفي انه "بعد عقدٍ على جريمة 14 شباط 2005 يَظهر من سياق الأمور انها لم تكن إغتيالاً لزعيم لبناني محلي هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري بقدر ما كانت عملية لإزاحة عقبة من امام المشروع الايراني - الفارسي في المنطقة العربية"، معلناً "لا أستبق عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لكن من موقعي السابق كمسؤولٍ عايَش التحقيق الدولي أنا واثق من ان جريمة اغتيال الرئيس الحريري ارتُكبت بقرار مشترك سوري - ايراني، اما التنفيذ فأصبحنا نعرف ان "حزب الله" أُمر بالقيام به، وانا على اقتناع بأن المحكمة ستصل الى هذه النتيجة".

واعتبر ريفي في حديث الى صحيفة "الراي" الكويتية يُنشر غداً الأحد "ان الرئيس سعد الحريري كان واضحاً في خطابه الأخير الذي ترك صدى ايجابياً لدى الناس"، لافتاً الى ان الحريري "لم يبالغ في التوقعات عندما تحدّث عن الحوار مع "حزب الله"، وهو أكد في الوقت نفسه ان ثوابتنا تبقى ثوابت، ورؤيته كانت واضحة بالنسبة الى ايجابيات الحوار لجهة تنفيس الاحتقان السني - الشيعي في هذا الوقت المستقطع".

تجربة الصحوات مع نوري المالكي فاشلة ولن نعيدها في لبنان و"حزب الله" سيندم على اللحظة التي خرج فيها من الأراضي اللبنانية

ورداً على سؤال، أعرب عن اعتقاده "انه لا يمكن في الحوار أخْذ اي شيء استراتيجي من "حزب الله" الذي لاستراتيجياته آليات اخرى، ولكن يمكننا في هذا الوقت المستقطع إعطاء جرعة ترييح موقت للبلد ما دام يتعذر علينا إعطاءه الدواء اللازم، اي اننا يمكن ان نكون امام إحتقان اقلّ، أما المسببات الفعليّة فتحتاج الى آليات أخرى لها ظروف أخرى".

وعن دعوة الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله الآخرين في لبنان للذهاب معاً الى سورية والعراق، قال ريفي: "هو يدعونا الى مائدة مسمومة. ومَن قال إننا يمكن ان نشاركه في نصرة حاكم ظالم وتوتاليتاري كبشار الاسد او ان نصبح جزءاَ من المشروع الفارسي الذي لا يمكن ان ينتصر؟"، مضيفاً: "اذا كان لدى السيد نصرالله وهْم بأنه سينتصر، فهو لا يعرف قراءة التاريخ وعِبره. وفي اعتقادي ان "حزب الله" ذاهب لانتحاره، وغالباً ما كنت أقول ان المشروع الايراني لن يسود الا لفترات آنية فقط، وأكبر دليل انه لم ينجح في الامساك بأي ساحة. هو قادر على إحداث خرْبطات فيها لكنه أعجز من ان يحسم في اي ساحة، وكلما وسّع جبهاته سرّع في إنتحاره". وتابع: "الايرانيون لم يحسموا الامر في اي ساحة او جبهة، سواء عبر الحرس الثوري او فيلق القدس وقاسم سليماني. وتالياً كفى افتعال اوهام او اساطير".

وعن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب التي أضيفت بنداً الى حوار "المستقبل" - "حزب الله"، قال ريفي: "إحدى مقوّمات الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب التي نراها، وكنتُ أحضّر مشروعاً في هذا السياق وبلغتُ مرحلة متقدمة فيه، تتضمن تجريماً لاي قتال لمواطن لبناني خارج أراضي لبنان، سواء كان "حزب الله" او غيره. وأنا أصرّ على وجوب تجريم اي قتال لأيّ لبناني خارج الأراضي اللبنانية كما نجرّم مَن يقاتل على الأراضي اللبنانية".

وسئل: هل هذا هو الموقف الذي تم إبلاغه الى "حزب الله" على طاولة الحوار؟ فأجاب: "لا. انا أتحدث هنا عن وجهة نظري. ولم يتحدث أحد بعد في التفاصيل، واليوم ما يُطرح هو عناوين. ولكن انا كوزير عدل وأمنيّ أقول إن كل بلدان العالم في استراتيجياتها للدفاع عن أوطانها استجدّ بند يتعلق بتجريم القتال خارج أراضي الدولة. وسنضمّن الاستراتيجية الوطنية تجريم اي قتال (خارج لبنان) لان هذه احدى مسببات الخرْبطة الداخلية. فكما تأتي "النصرة" و"داعش" لـ "تخربط" الوضع في لبنان، فذهاب "حزب الله" الى سورية "يخرْبط" ايضاً الجو في البلد. والاستراتيجية الوطنية هي البحث عن كيفية منْع كل الأسباب التي "تخربط" الوضع الداخلي".

وهل هذا الموقف سيتبنّاه تيار "المستقبلأجاب: "أنا لم أطرحه بعد ولكنني مصرّ عليه. وكوزير عدل انا أحضّر الاستراتيجيات، وكأمنيّ انا معني بالاستراتيجيات. وإنطلاقاً من خبرتنا مع كل الدول، نجد ان كل الاستراتيجيات الوطنية في اي دولة تتضمن تجريماً للقتال خارج اراضي الدولة. وهذا ما بدأت اليوم اوروبا وأميركا تنحوان في اتجاهه، وهم باتوا مربكين بقضية أبنائهم الذين يذهبون للقتال في سورية ويعودون الى بلدهم". واضاف: "من هنا على "حزب الله" ان يعرف ان هذا بند اساسي في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب، اي اننا سنجرّم اي قتال لأيّ لبناني خارج الأراضي اللبنانية".

لن نسمح بأن يحصل تنسيق مع نظام الأسد او جيشه فهل إجرامه أقلّ من إجرام "داعش" او "النصرة"؟

واذ شدد على "ان تجربة الصحوات مع نوري المالكي فاشلة ولن نعيدها، ونحن نضع استراتيجية وطنية لحماية لبنان وبالتأكيد الإمرة فيها للدولة اللبنانية بما يضمن حماية اراضينا"، قال رداً على سؤال "ان "حزب الله" سيندم على اللحظة التي خرج فيها من الأراضي اللبنانية".

وعن مطالبة السيد نصرالله بالتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري وحكومتيْ البلدين، قال: "مع جيش بشار الأسد؟ انا كوزير لا يمكن ان أوافق على مثل هذا الامر. ليسمح لنا. وهل إجرام بشار الاسد أقلّ من إجرام "داعش" او "النصرة"؟ وهل قتْل الاطفال بالبراميل المتفجرة جريمة ضد البشرية ام لا؟ اذاً هذا مجرم وهذا مجرم وهذان وجهان لعملة واحدة. ولن نسمح بأن يحصل تنسيق مع نظام الأسد او جيشه".

وفي حين اعتبر "ان اي شيء يوحّد موقفنا هو عنصر قوة وكل ما يفرّقنا في الموقف هو عنصر ضعف"، لفت الى "ان "حزب الله" لم يكن مرة قيمة مضافة للقوة اللبنانية بل على العكس هو قيمة ناقصة لها لانه يضرب الإجماع حول لبنان"، مضيفاً: "في رأيي الحزب ارتكب خطأ استراتيجياً بانخراطه العسكري في سورية، وهو يدفع ثمناً غالياً جداً من دماء شباب لبنانيين يسقطون في ساحات غير لبنانية وليس في وجه العدو الاسرائيلي، علماً اننا ننحني امام مَن يسقط في مواجهة هذا العدو".

وسئل: "فيما نتحدث عن إستراتيجية لمكافحة الارهاب، من الواضح ان "حزب الله" يبني إستراتيجيات خاصة ولا سيما لجهة ربْط الجنوب بالجولان والكلام عن قواعد إشتباك جديدة مع اسرائيل ... وهناك انطباع ان "حزب الله" في النهاية يأخذ الآخرين الى حيث يريد؟"، فأجاب: "لا يمكنه أخْذنا الى حيث يريد. لدينا رؤية لبنانية وطنية صافية، كما نملك خبرة في كيفية حماية بلدنا، ولا نرى ذلك كما يفعل "حزب الله"، ونعتبر ان سلوكه على هذا الصعيد هو إغراق للبلد وفتح لنوافذ النار على لبنان وجرّ له الى جحيم كبير".

وقيل للوزير ريفي: "لكن في الواقع "حزب الله" يأخذ لبنان إستراتيجياً الى حيث يريد؟"، فكان جوابه: "آنياً. وهو يأخذ البلد على هذا الصعيد بقوّة السلاح، وأعتبر ان هذا الامر لن يستمر، واذا أعطانا الله الحياة سنذكّر بعضنا البعض بأن "حزب الله" سيندم على الدور الذي أوكل له إيرانياً".

واذ اكد رداً على سؤال انه "على المستوى الأمني الأمور مضبوطة وهناك قرار اقليمي ودولي بتحييد لبنان عن النار"، قال: "كل القوى اللبنانية لها مصلحة في عدم تفجير الساحة الداخلية أمنياً بما في ذلك "حزب الله" الذي لا يمكنه ان يشارك بالقتال في سورية فيما قاعدة انطلاقه ملتهبة"، ومن هنا فان من مصلحته تهدئة الساحة الداخلية، وقد استفدنا من هذا المعطى، وعلينا واجب تعزيز هذا المناخ اي ان نُبقي الامور هادئة بقدر المستطاع في هذا الوقت الميت الذي يتعين تمريره بأقل مشاكل". واضاف: "الرئيس سعد الحريري أحسن حين ذكّر بثوابته، لان الناس لا يمكن ان تغفر الذهاب الى مشروع "حزب الله"، وعلى الحزب ان يعرف بدوره انه لن يستطيع جرّنا مهما كلّف الأمر، فنحن شركاء متساوون في الوطن، وأكيد أنه تفوّق علينا بقوة سلاحه، ولكن حامل القلم اذا كان مدركاً لثوابته ومتمسكاً بها ويقف من الندّ الى الندّ بوجه ما يعاكسها فان بإمكانه خوض حوار متكافئ".

وفي الملف الرئاسي، اعتبر "انها جريمة وطنية عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 ايار 2014، وهذه الجريمة يتحمل مسؤوليتها كل مَن ساهم في تعطيل الانتخاب". وقال: "اليوم نعيش في منطقة عاصفة، ومظلة الأمان للواقع اللبناني ينقصها رأسها اي رئيس الجمهورية. وهذه الجريمة لها تداعيات بالتأكيد سواء على صعيد عمل مجلس النواب المتعثر او مجلس الوزراء الذي اضطر لإختراع آلية لاتخاذ القرارات بما يسمح بتمرير الحد الأدنى من الأمور، اضافة الى ان ثمة حاجة للدفاع عن حدودنا وساحتنا الداخلية، وهذا يحتاج الى قرار سياسي كامل يشارك في اتخاذه كل اللبنانيين. ومن هنا أرى أن عدم انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المواعيد الدستورية جريمة كبرى".

واذ رأى "ان القرار الاقليمي لحزب الله هو بعدم إجراء انتخابات رئاسية لترْك هذه الورقة بيد ايران في اطار المفاوضات الايرانية - الغربية"، أعرب عن اعتقاده "ان لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور".

وحين سئل: "لماذا لا تسيرون بالعماد عون وألا تشجّعون الدكتور سمير جعجع على تأييده؟"، أجاب: "في قناعتي انه اذا سرنا بالعماد عون، فان "حزب الله" لن يسير به وانا مسؤول عن كلامي".

 

وزير العدل اللبناني: تهديد «داعش» عمل استخباراتي لتغطية عملية إرهابية

ألمح الى «تورط النظام السوري في التهديد لا سيما أنه تحرك في الايام الماضية لاغتيال الوزير السابق ميشال سماحة»

أشار وزير العدل اللبناني اللواء اشرف ريفي الى أن لائحة الاغتيالات التي نسبت الى «تنظيم الدولة» وتضمنت اسماء شخصيات سياسية ودينية لبنانية، "عمل استخباراتي غير محترف". وقال ريفي لـصحيفة «عكاظ» في عددها الصادر اليوم، إن «هذا العمل أعاد إلى الأذهان رواية (ابو عدس والحجاج الاستراليين)»، مضيفاً ان «الهدف تشتيت الانظار عن عمل إرهابي يتم التخطيط له». وأكد أن «هذا التهديد سيوضع بعهدة القضاء والاجهزة الامنية وسيكون تحت اشرافي ومتابعتي وحينها سنبني على الشيء مقتضاه». وألمح ريفي إلى «تورط النظام السوري في هذا التهديد لا سيما أنه تحرك في الايام القليلة الماضية لاغتيال احد المتهمين بأعمال ارهابية وهو الوزير السابق ميشال سماحة، وتمكنا من احباط محاولة اغتياله». من جهته، أفاد رئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي الذي ورد اسمه في لائحة الاغتيالات لـ«عكاظ» بان «لا معطيات دقيقة لديه حول هذه اللائحة». وقال إن «هذا البيان نضعه برسم الدولة اللبنانية لتبرر لنا كيف وصل اعضاء من تنظيم داعش الى الداخل اللبناني، وماذا يجري على الحدود، وكيف تتم عملية ضبط الحدود، وانها ستكون مسؤولة عن امن اي لبناني».

ووزعت لائحة الاغتيالات اول من أمس، عبر رسائل نصية وصلت الى عدد من القيادات السياسية والدينية خاصة في طرابلس، وتشير الى اسماء سيتم اغتيالها من قبل "داعش" وابرزها الوزير اشرف ريفي، المفتي مالك الشعار، الشيخ سالم الرافعي والنائب خالد الضاهر. وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة في بيروت، أن «مكتب قناة العربية تلقى تحذيراً من أحد الاجهزة الامنية اللبنانية حول مخاطر حصول عمل ارهابي ضد المكتب، وتم رفع الحراسة للمكتب الواقع وسط العاصمة».

 

للأسباب هذه لن يُفاوض حزب الله على سرايا المقاومة

علي الحسيني/موقع 14 آذار/21 شباط/15

كان مرّ على قيام اسرائيل بعملية "عناقيد الغضب" على لبنان في شهر نيسان العام 1996 يوم اتخذت قيادة "حزب الله" قرار أفضى الى تشكيل فصيل "مقاوم" نواته شبان لبنانيون من مختلف الطوائف بعدما وجد الحزب استحالة تطويعهم ضمن مقاومته لأسباب مذهبية بحت، فكان نشوء "سرايا المقاومة الوطنية لمقاومة الاحنلال الاسرائيلي" قبل ان تتبدل وتصبح على ما هي عليه اليوم.

أرادت قيادة الحزب في بداية الامر اشراك اكبر عدد ممكن من الشبان الذين سبق لهم ان قاتلوا في صفوف احزاب لبنانية أخرى بهدف تشريع المقاومة ضد اسرائيل واعطائها بعدا وطنياً خصوصا بعد الاحتضان والتعاطف الشعبي الذي لقيته المقاومة في تلك الاثناء والذي تمثل في ابهى صوره في منطقة برج حمود يوم اقدم احد رجال الاعمال من الطائفة الارمنية على التبرع بشيك قدره عشرة الاف دولار قائلاً للمسؤول عن حملة التبرعات في منطقته "جيب اتنين كاتيوشا وضروب اسرائيل".

هذه الصورة الجميلة للمقاومة التي ارتسمت في اذهان اللبنانيين والتي عمل الرئيس الشهيد رفيق الحريري على احتضانها بوجه اعتداءات اسرائيل المستمرة اضافة الى تسويقه عملها المقاومة وشرعنته لدى كافة دول العالم وصولا الى ارساء قواعد جديدة وضعت حدا للحرب من خلال "تفاهم نيسان" قد تشوهت اليوم بفعل ارتكابات نتجت عن هذه "السرايا" بعدما تحوّلت من فصيل عمله مراقبة ورصد تحركات الاسرائيلي عند خطوط المواجهة الى سلاح يقتل أبناء الوطن ومجموعات من العاطلين عن العمل ينتظرون اوامر التخريب ليعيثوا في الارض فسادا وترهيبا.

يرفض القيمون على هذه "السرايا" اليوم ادراج مدى شرعية وجودها في المناطق الداخلية وبين المنازل والاحياء ضمن جلسات حوار شكلت لأسباب متعددة أبرزها تهدئة النفوس والاحتقان المذهبي في الشارع، رفع الغطاء عن جميع المرتكبين، تسهيل عمل القوى الامنية داخل ما يُعرف بالمربعات الامنية وصولا الى السبب الاهم وهو انتخاب رئيس للجمهورية. ويأتي هذا الرفض لأسباب يعتبرها "حزب الله" جوهرية تتعلق بعمله الامني والعسكري خصوصا وأن لهذه المجموعات المسلحة اعمال جانبية كمراقبة المناطق والشخصيات وتقديم التقارير المفصلة بشكل يومي إضافة اغلاق المنافذ المؤدية الى بعض الاحياء وزرع اعلام الحزب فيها لترهيب الناس وحثهم على الرحيل وترك منازلهم في حال تمكنهم من ذلك.

بعد حرب تموز 2006 أشاع "حزب الله" جملة اخبار تتعلق بنوعية الحرب التي خاضها مع اسرائيل، فعدا عن تسويقه للنصر وهي المعزوفة التي لا تزال مستمرة لغاية اليوم، أشاع الحزب ايضا عن مشاركة فعّالة لهذه السرايا في تلك الحرب وعن مجهود كبير بذلته دفعت خلاله دماء عدد من عناصرها، علما ان الراسخون في علم هذه "السرايا" يعلمون جيدا انه ومنذ العام 2000 لم يعد ينضوي تحت لوائها أي من العناصر الذين لا ينتمون الى مذهب مؤسسيها وذلك بعد ان شعروا بأنهم ليسوا سوى مجرد ارقام على هامش العمل العسكري يخضعون بشكل مستمر لفحص دماء في الوطنية والانتماء الى الوطن.

اليوم اصبح مؤكداً ان الحزب لن يفرّط بورقته هذه بالسهولة التي يعتقدها البعض أو يتمناها حتى ولو أدى الامر الى نسف الحوار من اساسه. فمن خلال "السرايا" هذه يستطيع الحزب اغلاق منافذ الوطن والمرافئ العامة على رأسها مطار الرئيس رفيق الحريري ساعة يشاء. كما يمكنه استعمالها كورقة ضغط بوجه اي مشروع يعارضه تماما كما حصل يوم السابع من ايار والانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية وقبلها اتفاق الدوحة وصولا الى الاشكالات المتنقلة من الشمال الى الطريق الجديدة، ولذلك فأن استغناء الحزب عن ورقة "السرايا" لن يكون الا بشروط تُرضي عناصرها بالدرجة الاولى وتُزيح عن كاهله عبء مصروفها والتزاماته تجاهها وهذا الامر ربما يستلزم حوارا خاصا يضع له الحزب شروطا مسبقة.

من المعروف أن الانتساب لسرايا "حزب الله" في زمن إنشاءها قد خضع لشروط عدة تشبه الى حد ما شروط الانتساب الى الحزب نفسه، كأن يتمتع المنتسب اليها لبنانيا أولا ويتمتع بمستوى عقلي ونفسي وجسدي. أما اليوم فقد تبدلت الشروط فأضحى التشبيح والتعديات على الغير والاعتداءات على كرامات الناس السمة الابرز التي تؤهل العنصر للانخراط في صفوفها تماما كما اصبح متاح لمن هم من غير اللبنانيين الانضمام اليها ولو برواتب رمزية لسبب وحيد وهو الحصول على بطاقة حزبية تُعطي صاحبها دعم معنوي يصل في معظم الاحيان الى حد الاستهتار بالبذة العسكرية الشرعية وايجاد المأوى الامن عندما تستدعي الضرورة.

 

مجلس ثورة الأرز: الدستور لا يمكن أن يصبح وجهة نظر

السبت 21 شباط 2015

  وطنية - أسف "المجلس الوطني لثورة الأرز" (الجبهة اللبنانية) في بيان اصدره اثر اجتماعه الاسبوعي "أن يصبح الدستور اللبناني لدى بعض القوى النيابية والسياسية التي تحكم قبضتها الحديدية الدكتاتورية على الواقع السياسي اللبناني، وجهة نظر مطاطة، حيث تكثر إجتهاداتهم وتفسيراتهم وحتى إبتداع الآليات وغيره من الأمور اللادستورية، ووصل الأمر إلى أن أضحى الدستور وللأسف على التوصيف "ممسحة" في أيدي كل القوى سواء أكانت في جهة المعارضة أو ألموالاة".

واعتبر "بعد مراجعة أكثر من مرجع دستوري أن تلك البدع التي تطلق من حين إلى آخر تعتبر ملتبسة وغير صالحة"، مذكرا "أصحاب الشأن السياسي في لبنان أن الحكومات تتشكل بموجب الدستور، وهناك نص واضح وصريح، يجب على المعنيين الأخذ به وتنفيذه وإلا تعتبر تصرفاتهم مغايرة للدستور، وبالتالي تستدعي المساءلة القانونية"، كما اشار أن "الدستور لا يمكن أن يصبح وجهة نظر يحلو لكل فريق تفسيرها على هواه ووفقا لمصالحه، وتشكيل الحكومات وفقا للدستور ليس رهنا بموافقة الأحزاب المترهلة والمتآمرة على السيادة والشعب والمؤسسات الرسمية، كما توزيع الحقائب الوزارية ليس رهنا أيضا بموافقة هذه الكتل المأجورة للأسف للخارج"، ورأى انها "أمور وبدع يستوجب وضع حد لها في أقرب فرصة متاحة، لأن الوضع السياسي وصل إلى حافة الهاوية، وبات يستدعي وقفة عز على ما قاله أحد الفلاسفة في هذا الزمن لإجراء تغييرات جذرية على الوضع السياسي العام وتحديدا على هذه الطبقة السياسية المأزومة والفاشلة".

وطلب من الحكومة الحالية "توضيحا مبررا لعدم مشاركتها في قمة مكافحة التطرف العنيف وقبل التأويل والتحليلات البغيضة"، وأعلن المجتمعون "للمرة الألف والأخيرة - أنهم ضد سياسة العدو الإسرائيلي في المنطقة، وسبق لهم أن تقدموا بأكثر من مذكرة إلى مجلس الأمن عن إنتهاكات إسرائيل لناحية السيادة الوطنية، ولناحية أحقية الشعب الفلسطيني في قيام دولته السيدة المستقلة، كما سبق وتقدموا بمشاريع إنمائية - إجتماعية للشتات الفلسطيني - والتوضيح الحكومي يجب أن يشمل كيفية مشاركة دولة الرئيس تماس سلام في مؤتمر ميونيخ الدولي للسياسة والأمن وممثل دولة إسرائيل كان حاضرا".

وامل "لو حضر الوفد اللبناني للافادة من النقاشات التي جرت في البيت الأبيض والتي تولاها نائب الرئيس الأميركي، وعندها كان على الوفد إطلاع المجتمعين وفي الجلسة التي يحضرها الرئيس الأميركي على إنتهاكات إسرائيل للخط الأزرق وللقرار 1701. إن حضور الجلسة كان ذا أهمية مهمة لما يعانيه لبنان من هجمات إرهابية التي إستهدفت وتستهدف المؤسسات الرسمية، وفي طليعتها القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي، وإستمرار إحتجاز 26 عسكريا منهم". واعتبر أن "جدول المناقشات وفقا لما تم إعلانه عبر وسائل الإعلام المطروح في واشنطن كان سيستفيد منه لبنان في هذه الفرصة الدولية والعربية المخصصة للتصدي لظاهرة العنف والإرهاب الأصولي والتطرف التي طالت لبنان وتعرضه للخطر الإرهابي المتطرف وذبح عسكريين من تنظيمين مصنفين إرهابيين، يستخدمان على ما يبدو سلاحا متطورا وأسلوبا بشعا في التعاطي مع المدنيين والعسكريين والناس الأبرياء، وأنه كان بوسع الحكومة بشخص وزير خارجيتها إيصال معاناة لبنان من الإرهاب مباشرة ووضع النقاط على الحروف إلى كبار المراجع من دول التحالف للتصدي لهذه الظاهرة الإرهابية".

وأسف "لمبدأ التمديد المفترض قسرا في التعامل مع الشغور الذي يحصل ضمن المراكز القيادية في المؤسسات الأمنية الرسمية، دونما الحاجة إلى إستذكار الشغور في الإدارات الرسمية المدنية، وهذا أمر معيب بحق السلطة السياسية في لبنان التي لا يمكنها تعيين شخص مكان آخر لسبب واحد وهو "المحاصصة". والأمر الحسن الذي يرغم الرأي العام على التغاضي على موضوع التمديد هو: أهمية تأمين سير عمل المؤسسات الأمنية والإبقاء على نصابها القانوني". كما أمل "من القوى السياسية عدم إستغباء وإستغلال عواطف الناس بإطلالاتهم الإعلامية مشتكين من التمديد وهم في صلب قرار التمديد على ما ذكرناه سابقا بسبب محاصصاتهم ومحسوبياتهم"، كما لفت إلى أن "المادتين 55 و56 لا تنصان على العودة إلى مجلس الوزراء، بل إن القرار يأتي من قائد الجيش".

 

هزيمة الغزاة في حلب: بداية تجميد القتال أم تجديده؟!

فادي شامية /جنوبية/السبت، 21 فبراير 2015  

 أطلق إعلام النظام السوري اسم "ساعة الصفر" على الهجوم الواسع الذي شنته قوات إيرانية ولبنانية وعراقية وأفغانية وسورية على محافظة حلب، بهدف فصل المدينة عن ريفها، وقطع طرق إمداد الفصائل المسلحة. قهل هزيمة الغزاة في حلب: بداية تجميد القتال أم تجديده؟

 في التوصيف؛ فإن معارك الشمال -بعد الجنوب- السوري غزو أجنبي، وكثير من عمليات الغزو عبر التاريخ تكون مموهة بعناصر “وطنية” تنتمي للبلد المغزو نفسه.

لا جديد في القول إن الغرفة العليا، التي تدير العمليات الميدانية في سوريا، مشكّلة من عناصر مختلفة، وإن الكلمة الأولى فيها للضباط الإيرانيين. أكثر من ذلك؛ فإن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ذهب بنفسه إلى محيط درعا ليدير الهجوم على الجنوب السوري، بمساعدة من القائد العسكري الأول في “حزب الله” مصطفى بدر الدين (المتهم الأول باغتيال الرئيس رفيق الحريري). والمعلومات مأخوذة من الوسائل الإعلامية التابعة أو المقربة من النظام الإيراني و”حزب الله”.

في التوصيف أيضاً؛ فإن كلا الهجومين، في الجنوب والشمال، فشلا في احتلال مناطق سورية هامة، رغم الثمن البشري والمادي الباهظ، ورغم الحملة الإعلامية التي رافقتهما في الوسائل الإعلامية التابعة أو المناصرة للنظام السوري، وفي مقدمتها وسائل الإعلام اللبنانية، التي تحدثت عن “انتصارات” قبل أن تقع، وعن “تقدم” قبل أن يحصل، وقد كشف الواقع عن نتائج مخيبة.

صباح الثلاثاء الماضي؛ أطلق إعلام النظام السوري اسم “ساعة الصفر” على الهجوم الواسع الذي شنته قوات إيرانية ولبنانية وعراقية وأفغانية وسورية على محافظة حلب، بهدف فصل المدينة عن ريفها، وقطع طرق إمداد الفصائل المسلحة، وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء (المعقل الأهم المتبقي لقوات النظام السوري في ريف حلب)، وقد تحدثت وسائل الإعلام السورية واللبنانية عن “هجوم شامل ومباغت وتقدم سريع” (صحف يوم الأربعاء 18/2 السورية، وكذا اللبنانية القريبة من “حزب الله”)، حتى وصل الأمر ببعض المواقع الإلكترونية إلى الحديث عن دخول مقاتلي “حزب الله” إلى بلدتي نبل والزهراء.

في الواقع؛ فإن الهجوم “الواسع”، لم يكن إلا عملية تسلل أدت إلى السيطرة لساعات على ثلاث قرى: باشكوي وحردتنين ورتيان –انطلاقاً من بلدة سيفات- ، لأن الهجوم المعاكس مساء الأربعاء وصباح الخميس أدى إلى تقهقر القوات المتسللة بشكل غير منظم باتجاه باشكوي، وتكبدها خسائر بشرية كبيرة جداً في حردتنين ورتيان، بالمقارنة مع حجم العملية الفعلي.

وفيما لا تزال المعارك مستمرة في باشكوي؛ يمكن تسجيل جملة من الملاحظات الهامة:

أولاً: لم يكن المتابع للشأن السوري بحاجة إلى أدلة جديدة لـ “اكتشاف” ارتهان النظام السوري سياسياً وميدانياً إلى إيران، لكن هذا الهجوم على وجه التحديد؛ أظهر حجم هذا الارتهان بالنِسَب، لأنه أظهر –من خلال أعداد الأسرى والقتلى-أن المقاتل السوري بات أقلية في أعداد المقاتلين، ليس على مستوى العناصر فقط وإنما على مستوى ضباط العمليات الميدانيين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المقاتل السوري موصوف بـ “الضعف” و”الفساد” و”عدم الرغبة في القتال”، من قبل رفيق السلاح اللبناني والإيراني، كما تبث وسائل الإعلام القريبة من “حزب الله” تصريحاً وتعريضاً (بثت قناة أورينت مساء الخميس شريطاً مصوراً لأسير من جيش النظام السوري يتهم عناصر “حزب الله” بالفرار عند اشتداد المعارك في رتيان).

ثانياً: من الواضح أن من خطط للهجوم على ريف حلب لم يكن يتوقع هذه النتيجة المخيبة، وأنه كان يعد نفسه بنصر مؤزر ومصور؛ استقدم له إعلاميين كبار (قُتل في المعركة حسن حسين عبد الله من بلدة عيترون، وقد نعاه “حزب الله” الأربعاء باعتباره شهيداً قُتل “أثناء تصويره لفيلم وثائقي لقناة المنار في حلب”). بعض المصادر تتحدث اليوم عن العوامل الجوية، علماً أنه يفترض بغرفة العمليات التي خططت وأدارت الهجوم أن تأخذ هذه العوامل بعين الاعتبار، فيما تقول مصادر الفصائل المناهضة للنظام السوري أن القوى المتسللة استفادت من الضباب ليلة الأربعاء في عملية التسلل. الحصيلة أن التقهقر انعكس انسحاباً غير منظم؛ تسبب بأعداد وافرة من الأسرى والقتلى، بعدما تُرك بعض المقاتلين في مبانٍ كانوا قد تمركزوا فيها، دون إمداد، لا سيما في رتيان، حيث أسرت “الجبهة الشامية”  17 مقاتلاً، بينهم ضابط في جيش النظام السوري وآخر لبناني من “حزب الله”، على ما أكدت الجبهة التي بثت أفلاماً مصورة توثق ذلك.

ثالثاً: وفق مصادر الفصائل المناهضة للنظام السوري؛ فقد ارتكب المهاجمون مجزرة بحق المدنيين، في بلدة رتيان – أكدها فارون إلى أعزاز- بذبحهم بالسكاكين وقتلهم بالرصاص عشرات المدنيين؛ بينهم أطفال ونساء, ثم التنكيل بجثثهم، الأمر الذي تسبب بنزوح هائل باتجاه أعزاز وتل رفعت وباقي مناطق سيطرة الثوار.

رابعاً: لا يمكن اعتبار فشل الهجوم على ريف حلب نهاية لتسخين الجبهة الشمالية، بل قد يكون البداية، لأن النظام السوري وحلفاءه يبحثون عن نصر حالياً، بعد خيبتين في الجنوب والشمال، كما أن مبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا ما تزال مطروحة، وقد وافق عليها النظام السوري، من دون تحديد وقت لبدء تنفيذها، ويريد بشار الأسد وحلفاؤه فرض وقائع جديدة على الأرض، قبل تجميد القتال في محافظة حلب، بحيث يُجَبر الثوار على القبول بوقف القتال، ما يجيّر أعداداً كبيرة من المقاتلين المدافعين عن النظام السوري إلى جبهات أخرى من جهة، كما يريد أن يفرض واقعاً صعباً على المعارضة السورية، إذا ما نجح فصلُ حلب عن ريفها، وفك الحصار عن نبل والزهراء من جهة أخرى. ومن المتوقع -والحال هذه- أن تستغل “داعش” الفرصة لتقوم بمهاجمة الفصائل المعارضة، في مناطق سيطرتهم، سيما أن عداوتها لفصائل المعارضة السورية في ازدياد مضطرد، خصوصاً بعد المشاركة في صد هجوم “داعش” على كوباني.

لقد بدأ التفاوض على تبادل الأسرى وفق ما أعلنت قناة الميادين، وسحبُ القتلى جارٍ، وتبادل الجثث قد يحصل قريباً. أنه زمن سقوط الحدود، حيث سيكون أصوات فشل الهجوم على حلب مسموعاً -في الساعات القليلة القادمة- في غير بلد؛ بيروت وطهران وبغداد… وكابل.

 

لماذا تم توقيف الشيخ بلال دقماق بعد عودته من تركيا؟

 سهى جفّال/جنوبية/السبت، 21 فبراير 2015  

يبدو أن الغطاء السياسي والأمني قد رُفع عن الإسلاميين. فالشيخ بلال دقماق في قبضة الجيش، والشيخ نبيل رحيم حُرك ملفّه. أما الشيخ سالم الرافعي على مشارف الخطر..

 أُحرقت ورقة بلال دقماق ورُفع غطاء وزير العدل أشرف ريفي عنه. دقماق الّذي كان يحرص دائمًا على تقديم نفسه بأنه مقرب من الوزير ريفي، أوقفه جهاز الامن العام أول من أمس في مطار بيروت بعد عودته من تركيا، لوجود مذكرة توقيف بحقه صادرة عن القضاء اللبناني على خلفية حيازته مخزناً من الأسلحة وجد في منزل والده في ابي سمراء. وبناءً على عدم إستجابته للحضور، أصبحت مذكرة الجلب غيابية بحسب مصدر أمني لموقع “جنوبية”.  وإدعى دقماق حينها ان ملكية الاسلحة تعود الى الشيخ داعي الاسلام الشهال وان الأخير وضعها لديه على سبيل الامانة حتى لا تستخدم ضد الجيش، فتكون فتنة كبيرة في طرابلس. وبحسب مصدر خاص لموقع “جنوبية” إعترف الشيخ الشهال بملكية الأسلحة.

وكان دقماق قد أوقف في تركيا  لحيازته مبلغًا كبيرًا من المال، إلى أن أطلق سراحه عائدًا إلى لبنان حيث تمّ القبض عليه. ويؤكّد المصدر أن قضية تركيا ليس لها علاقة بمذكرة التوقيف بسبب الأسلحة.

بحسب جريدة “النهار”، هناك روايات عديدة لسفره الى تركيا، منها انه سافر “بعدما أجرى صفقة تجارية رابحة حصل خلالها على 250 الف دولار اميركي، وذلك ببيعه جزء من الاسلحة التي أودعها عنده الشهال والتي تبلغ قيمتها نحو نصف مليون دولار اميركي”. وأشارت المصادر الى “ان الشهال لا علم له بهذا الامر بعد، وان ما قيل عن ان وضع السلاح في منزل والد دقماق جاء خشية تهوّر بعض الشباب الاسلامي المتحمس واستخدامه ضد الجيش، هو صحيح، لكن هدف دقماق كان مغايرا تماما لهذا الامر، اذ كان يحضّر لصفقة بيع مهمة مع احد تجار السلاح الناشطين في شمال لبنان”.

وإعتبر رئيس الهيئة السكنية الإسلامية أحمد الأيوبي أن توقيف الدقماق ليس له بعد أو أثر سلبي على الوضع الإسلامي في لبنان. وأكّد أن “الجماعات الإسلامية إتخذت قرارا بعدم التدخل”. وأضاف:”الدقماق كان يقوم بخطوات شخصية ذات طابع أمني ومالي. وعلى ذلك يجب أن يتحمل مسؤولية تصرفاته التي لا تصب بمصلحة الإسلاميين”. وندد الأيوبي بعمليات إلقاء القبض العشوائية الّتي تتم بطرابلس، واعتبر ان الإعتقالات لا تخضع لمعايير قانونية. مما خلق مشكلة إنسانية عند العديد من العائلات التي أصبحت بلا معيل. ولفت إلى أن “الخطة الأمنية نجحت بوقف إطلاق النار وفرض هيبة الدولة. ولكنها لم ترفق بخطة إنمائية مما جعل الوضع بطرابلس يزداد سوء”. وينكر رجال دين شماليون على بلال دقماق لقب «الشيخ»، وإن كان الأخير حصل منذ فترة على إجازة في الشريعة الإسلامية من احد المعاهد الشرعية في سوريا، وهي معاهد بنظر أحد هؤلاء «مشكوك في أمرها». ولم يتولَ دقماق (44 عاما) أي منصب ضمن الساحة الإسلامية، وهو كان يملك موقفا لسيارات الأجرة، قبل ان يبيعه وينتقل إلى العمل متعهدًا للبناء، ويشغل الى جانب ذلك موقـع رئيــس «جمـعية اقرأ»، وهي جمعية كان أسسها مع الداعية عمر بكري فستق، قبل ان يختلفا قبيل توقيف فستق الذي كان يردد ان دقماق هو وراء توقيفه الأول قبل 5 سنوات.

 

حسن زميرة» ليس نصرالله

علي رباح/جنوبية/الجمعة، 20 فبراير 2015  

لقب حسن زميرة الذي أطلقه المقاتل السوري على الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لا يطال نصرالله الرجل، بل صورته التاريخية كقائد يكاد يكون أقرب إلى القداسة وممنوع المساس بصورته.

عقب المعارك الشرسة التي شهدتها منطقة الملاح الحلبية الأسبوع الماضي، وأدت إلى تحريرها من قبضة جيش الأسد وحلفائه الاقليميين، تحدث أحد عناصر المعارضة السورية في شريط نشر على “يوتيوب” عن “النصر” الذي حققته المعارضة، قائلا: “تم بعون الله تحرير الملاح وقتل أكثر من 150 من جماعة ايران وأفغانستان وحسن زميرة”!.

وما أن انتشر الفيديو، حتى اجتاح هاشتاغ #حسن_زميرة مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك/تويتر)، وانطلقت النكات على الصفحات السورية، الساخرة من الإخفاق الميداني الذي مني به جيش الاسد وحلفاؤه. حسن زميرة هو ليس حسن نصرالله. المقاتل لم يقصد نصرالله بما قاله بل قصد الصورة النمطية للأمين العام لحزب الله.

“ما أطلقه المقاتل المعارض، هو اختزال عفوي للصورة النمطية الجديدة لنصرالله في أذهان السوريين، وإلا لما كان الجمهور تلقف التسمية”، يقول أحد اساتذة الإعلام.

قوّة الاختزال تنبع من عفوية التعبير وسرعة انتشاره. إزاء ذلك، لا مجال للشك في مشروعيته وصدق تعبيره عن الجمهور الذي ينطق به، وبأنه لم يكن وليد صناعة إعلامية منظمة.

المقاتل المعارض والسوريون الذين شاركوا في نشر الهاشتاغ، توافقوا عفويا على صورة نمطية بديلة لنصرالله مكان تلك التي جهد في بنائها على مر عقود. هي صورة الرجل الذي قاوم العدو الاسرائيلي، والتي رفعها الآلاف في الأزهر الشريف في مصر ومعظم الدول العربية خلال عدوان تموز 2006. هذه الصورة النمطية “انكسرت” عقب غرق حزب الله في مستنقع الحرب السورية.

حزب الله يعلم جيدا خطورة المس بصورة قائده النمطية، ﻷن بناء الصور النمطية وتكسيرها، هي “لعبة” حزب الله التي يجيدها ببراعة. هذا ما فعله إعلام حزب الله قبيل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث تعميم صورة الحرامي/العميل/بائع تنكات الزيت!

ليس مهماً إن كان حسن نصرالله هو بالفعل “حسن زميرة” أم لا.

في عصر “إعلام الجماهير” الموازي لـ«الإعلام الجماهيري»، يستطيع المغردون أن يفرضوا صورة نمطية جديدة تسكن الإدراك في الواقع مهما تجاهلتها قناة المنار وطردها الجمهور من ذهنه: إنه سماحة السيد حسن نصرالله، المعروف لدى الآخرين بـ #حسن_زميرة.

هي صورة ولدتها شلالات الدم السورية والرقص على الجثث والبقلاوة… لا يستطيع الإعلام نفي وجودها.

 

النظام الإيراني يسعى لقيادة موحدة للمقاتلين الشيعة بالمنطقة لمواجهة داعش

300 عنصر من “حزب الله” اللبناني يشاركون في القتال بالعراق

بغداد – باسل محمد/السياسة

كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لـ”السياسة” أن نحو 300 عنصر من “حزب الله” اللبناني موجودون في العراق بموجب فتوى المرجع الديني الشيعي الأعلى في مدينة النجف, جنوب بغداد, علي السيستاني التي فسحت المجال أمام المتطوعين الشيعة للدفاع عن مراقدهم المقدسة بوجه مسلحي تنظيم “داعش”. ويدخل مقاتلو “حزب الله” إلى العراق عبر “الحرس الثوري” الإيراني وليس عن طريق الحكومة العراقية, رغم أنها على علم بتواجدهم ودورهم في تدريب قوات “الحشد الشعبي” الشيعية على بعض الأسلحة الايرانية وعلى القتال داخل المدن. وقال القيادي الصدري ان مقاتلي “حزب الله” شاركوا في القتال لتحرير بلدة المقدادية بمحافظة ديالى, شمال شرق بغداد قبل أكثر من اسبوعين, كما أن البعض منهم يشارك في القتال على جبهة بيجي بالقرب من مدينة تكريت شمالاً قرب بلدات الدجيل وبلد, وبالتالي يوجد في الوقت الراهن توجه لتعزيز هذا التواجد لدعم قوات “الحشد” الشيعية العراقية التي لا زالت تواجه بعض المشكلات العسكرية في عدد من جبهات القتال.

وأضاف إن رئيس الوزراء حيدر العبادي لا يرغب بدور قتالي كبير لـ”حزب الله” اللبناني في العراق على غرار دوره في سورية حيث يقاتل إلى جانب قوات نظام بشار الأسد, مشيراً إلى وجود حذر لدى بعض القوى في التحالف الشيعي العراقي بشأن مستوى هذه المشاركة القتالية, خاصة أن الوضع العراقي لا يواجه ثورة داخلية كما هو الوضع السوري ولذلك لدى الحكومة العراقية حرص على أن لا تأخذ الحرب على “داعش” طابعاً طائفياً رغم شرعيتها, كما أن هذا الموضوع يثير حساسية السنة لأنه ليس من المعقول أن تسمح حكومة العبادي لـ”حزب الله” اللبناني بقتال داعش في حين تعارض تسليح العشائر العراقية السنية في المدن الشمالية والغربية لمقاتلة التنظيم. ووفق معلومات القيادي الشيعي, فإن بعض القوى الشيعية العراقية و”حزب الله” اللبناني يسعيان لتشكيل قيادة شعبية موحدة للشيعة في المنطقة لمقاومة تمدد “داعش” وتهديداته, وهذا الخيار مدعوم مباشرة من قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني, على اعتبار أن من شأن هذه القيادة الشعبية الشيعية الموحدة أن تستقبل كل المقاتلين والمتطوعين الشيعة من كل بلدان العالم الإسلامي لكي تأتي الى العراق وسورية لمواجهة المتطرفين.

وأوضح أن السيناريوم يتضمن ألا تكون هذه القيادة الشيعية الموحدة مرتبطة بالدول التي تنتمي إليها, بمعنى هي قوات قتالية مستقلة ولها قيادة مستقلة وتمتع بحرية واسعة وستمنح تسهيلات استثنائية في نقل الأسلحة والمقاتلين بين العراق وسورية في إطار الحرب على “داعش”.

واعتبر القيادي أن تنامي الدور القتالي لـ”حزب الله” في العراق هو مسألة وقت, لأن الحزب لديه مهارات في حرب المدن وهذا أمر حيوي لقوات “الحشد”, ولذلك سيشارك على الأرجح في معركة تحرير تكريت لكنه لن يستطيع التوجه إلى مدينة الموصل, أقصى الشمال العراقي عندما تبدأ المعركة هناك, لأن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لن يسمح بذلك. وفي هذا السياق, نصحت واشنطن العبادي بعدم تعزيز تواجد مقاتلي “حزب الله” وأبلغته بأن الاستخبارات الأميركية كانت على علم مسبق بهذا التواجد القتالي, كما أن الأميركيين حذروا الحكومة العراقية من السماح لمقاتلي الحزب بالتواجد داخل بغداد أو تنفيذ مهام قتالية في الأنبار غرباً وكركوك شمالاً. وحذر القيادي الصدري من أن تواجد مقاتلي الحزب في العراق يهدد التقارب الدبلوماسي الذي بدأ يتحقق في العلاقات العراقية مع بعض الدول العربية, لأن دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن لن ترضى بدور عسكري لهذا الحزب المدعوم من النظامين الإيراني والسوري حتى وإن ارتبط هذا الدور بالحرب على “داعش”.

 

نائبة أميركية بارزة تحض أوباما على مساعدة مصر والأردن ضد “داعش”

واشنطن – رويترز: دعت النائبة الجمهورية البارزة في الولايات المتحدة كاي غرانغر الرئيس باراك أوباما إلى مساعدة مصر والأردن لمحاربة تنظيم “داعش”. وقالت غرانغر في رسالة وجهتها إلى أوباما مساء أول من أمس, إنها “مستعدة لتعليق أموال المساعدات الخارجية إذا لم تقدم الإدارة الأميركية طائرات مقاتلة ودبابات إلى مصر وحلفاء آخرين يقاتلون داعش”. وأضافت غرانغر وهي رئيسة اللجنة الفرعية للمخصصات المالية للعمليات الخارجية في مجلس النواب الأميركي ولها سلطة تعليق المساعدات الخارجية العامة وشحنات الأسلحة, أن مصر تحتاج طائرات “اف – 16 ودبابات “ام – 1ايه1 أبرامز” وأسلحة أخرى علقتها إدارة أوباما منذ العام 2013. ودعت أوباما على إعطاء الأولوية لتقديم أسلحة للأردن وتزويد الأكراد العراقيين “العتاد والتدريب” لقتال “داعش”. وأشارت إلى أنه “فيما تدافع مصر والأردن والأكراد عن أنفسهم ضد الأفعال المشينة لداعش يتم تعليق المساعدات أو تأخيرها بقرارات سياسية سيئة من جانب إدارتك”, في إشارة إلى أوباما.

 

أربعة قتلى بانفجار في مسقط رأس الأسد وقوات النظام أعدمت 48 بينهم 10 أطفال شمال حلب

دمشق – أ ف ب: كشفت مصادر سورية, أمس, أن قوات النظام قتلت 48 شخصاً بينهم 10 أطفال رمياً بالرصاص, بعد دخولها قبل أيام بلدة رتيان شمال مدينة حلب. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن “ما حصل “مجزرة” و”جريمة حرب”, موضحاً أنه “تم إعدام 48 شخصاً, هم 13 عنصراً من فصائل مقاتلة ومتشدد, بينهم ممرض وطباخ مع أفراد عائلاتهم في بلدة رتيان لدى اقتحامها الثلاثاء الماضي”. وأشار إلى أن من بين المدنيين الذين أعدموا بإطلاق الرصاص 10 أطفال وخمس نساء, وأن الضحايا ينتمون إلى ست عائلات.

وأضاف ان معظم القتلى سقطوا داخل منازلهم, إذ رافق “مخبرون” عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لهم الذين اقتحموا البلدة إلى المنازل, حيث “لم تحصل مقاومة, باستثناء منزل واحد أطلق فيه أحدهم رصاصتين, لكنه ما لبث أن قتل مع أفراد عائلته”, فيما قتل آخر لدى محاولته الفرار مع أفراد عائلته بسيارة. من جهته, أكد مدير وكالة “شهبا برس” مأمون أبو عمر وقوع “المجزرة”, مشيراً إلى أن “قوات الأسد اقتحمت منازل العائلات في رتيان لترتكب أفظع الجرائم من دون تمييز بين أطفال وشيوخ ونساء”. وأوضح أن بعض القتلى “ذبحوا بالسكاكين وتم التنكيل بهم”, مشيراً إلى مشاركة “حزب الله” اللبناني في عمليات الاقتحام. ونشرت الوكالة شريط فيديو ظهرت فيه جثث رجال, وبدا في لقطة طفل يزيح غطاء عن إحدى الجثث ويجهش بالبكاء. في سياق متصل, قتل أربعة أشخاص, أمس, جراء انفجار ضخم وقع في وسط مدينة القرداحة بريف اللاذقية (غرب), مسقط رأس عائلة رئيس النظام بشار الاسد, في حادثة هي الأولى منذ اندلاع النزاع السوري, قبل أربع سنوات. وذكر المرصد أن انفجاراً ضخماً وقع أمام مشفى في القرداحة, فيما أكد التلفزيون الرسمي أنه ناجم عن سيارة مفخخة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الانفجار أسفر عن مقتل “جنديين اثنين وممرضة وموظفة في المشفى, بالاضافة الى سقوط عدد من الجرحى”. ولم يسبق للمدينة التي تعرضت مناطق محيطة بها مرات عدة لسقوط قذائف صاروخية مصدرها مواقع مقاتلي المعارضة في ريف محافظة اللاذقية, أن شهدت انفجاراً من هذا النوع في داخلها.

 

أوباما التركي ـ المصري

علي نون/المستقبل

ربما يتبيّن لاحقاً أنّ عدم تدخُّل مصر ميدانياً، أي على الأرض في ليبيا لملاحقة الأحجية الجديدة القديمة المسمّاة «داعش» بعد ظهورها «المفاجئ» هناك، كان قراراً صحيحاً ومنطقياً.. وربما يتبيّن العكس!

وربّما تتبيّن لاحقاً، تفاصيل غير منظورة الآن، في شأن الحوارات الأميركية التركية المتعلقة بالوضع السوري وبما يسمح بالحكم حينها لصالح مَن أصاب وإدانة مَن أخطأ!

.. لكن قبل الغد، هناك اليوم. وقبل اليوم كان الأمس. وما فيهما، انّ إدارة مستر أوباما تتّبع ازاء الوضع العربي والإسلامي العام، سياسة غير مريحة! أو غير مفهومة! أو غير طبيعية! أو مشبوهة بشبهة بيع الضحايا كلاماً والمرتكبين الجناة دعماً! الكلمة ثقيلة لكن الشبهة تأخذ مداها: دعم إسرائيل بكل شيء، ودعم إيران بالمساومة وبالتنازل لها من كيس الغير! و»دعم» «داعش» من خلال التراخي المشبوه في التصدّي الحاسم له!

ما هو منظور اليوم، وكان منظوراً بالأمس، في تلك السياسة الأوبامية، أنّها تلجم أكبر دولتين إسلاميتين عن التحرُّك الحاسم في جوارهما لتدارك أخطار فادحة تتهدّدهما وتتهدّد كل البيئة الإسلامية والعربية معهما: تركيا في سوريا، ومصر في ليبيا!

في الأولى تبيّن حتى الآن، أنّ الموقف التركي من موضوع «داعش» لا يجانب المنطق. هذا فرع من جذر اسمه النكبة السورية. ولا يمكن التصدِّي الحاسم والفعلي له من دون مقاربة حاسمة للوضع عموماً ومن زاوية تيبيس وتنشيف الشجرة الأولى المسمومة التي تنتج تلك الثمار، والمتمثلة ببقايا سلطة بشار الأسد!

في الثانية، تتشكّل ملامح سياسة خبيثة في ليبيا تشبه تلك المُتَّبعة ازاء سوريا. أي أنّ إدارة مستر أوباما تمتنع عن دعم تحرُّك ميداني خارجي، مصري تحديداً، لضرب «داعش» والجماعات التكفيرية التي تتنامى قوّتها ولا تتصاغر منذ أربع سنوات، طارحة شرطاً شبيهاً بالذي وضعته في بغداد، أي خروج موقف وطني ليبي واحد موحَّد يسمح بتغطية الحرب المضادّة على ذلك الإرهاب!

في المكانَين والحالتَين تعقيدات كبيرة، ولا ينقصهما شيء من الغرابة. لكن ذلك لا يمنع تشكُّل استنتاجات بسيطة وسريعة، في مقدّمها ورأسها أنّ الأضرار التي «يلمسها» أهل المنطقة العربية الإسلامية جرّاء السياسة الأوبامية «الصديقة»! تجعلهم يتساءلون عن كيفية تلك الأضرار في حال كانت تلك السياسة «معادية»؟!

 

الآلية على وقع مخاوف انتظارات الرئاسة

ثريا شاهين/المستقبل

بعدما تكثّفت المشاورات بين المسؤولين الكبار والقيادات، يتبين وفق مصادر وزارية أنّ مجلس الوزراء سيعاود جلساته والحكومة ستنعقد في 26 الجاري إن لم تحصل مفاجأة. وحتى الآن لم يتم توزيع جدول أعمال.

ويتبين ان كافة الأفرقاء المسيحيين هم مع الآلية الحالية لعمل المجلس، في حين ان الذين يطرحون تغيير الآلية، ليسوا متفقين في ما بينهم. ونظراً لأنه لا يجوز إبقاء البلاد مشلولة ومصالح الناس متوقفة، فإنّه يجب معاودة اجتماعات مجلس الوزراء بالصيغة التي كان يعمل في اطارها. وقبل التوصل إلى هذه النتيجة كانت برزت في المشاورات فكرة من أجل العمل لحل وسط يقوم على الدمج بين مبدأ العودة إلى الدستور لا سيما المادة 65 ومبدأ الثلثين. مع الإشارة إلى ان موقف الرئيس سلام يقول بالثلثين زائداً واحداً للقضايا الكبرى، والإجماع في القضايا الأخرى. وكذلك سجلت كتلة «المستقبل» موقفاً واضحاً بالعودة إلى الدستور وهو موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وتشير المصادر الى ان الدستور واضح، وهو ان مجلس الوزراء يحل محل الرئيس وليس كل وزير يحل محله.

مصادر وزارية تقول إنّ البحث عن آلية لعمل مجلس الوزراء، هو بحث عن مسألة موقتة لن تدوم، لأن الحل الأساسي هو في انتخاب رئيس للجمهورية، مع الإشارة إلى الأفق المقفل في هذا المجال. رئيس مجلس الوزراء تمام سلام يحاول جاهداً التوصل الى صيغة معينة لإخراج إعادة إطلاق عجلة المجلس.

الحكومة الحالية هي عبارة عن تكوين شديد الحساسية إلى درجة ان أي وزير في حال قرر عدم التوقيع على المراسم، تتعرض الميثاقية للخطر. المشكلة انه عندما تشكلت الحكومة كان ذلك على قاعدة محاولة درء الأخطار التي يتسبب فيها الفراغ الرئاسي.

لبنان حالياً يحصد نتيجة الفراغ. توجد آلية لإقرار القرارات في المجلس، لكن عندما يتم التقرير لا يكون من المفترض دور في الإصدار. رئيس الجمهورية في الدستور إما أن يرد المرسوم أو أن يوقّعه. بدليل أنه عندما لم يوقّع وزراء معينون على قانون التمديد لمجلس النواب، نشر القانون بعد انقضاء المهلة المحددة في الدستور.

دستورياً، مجلس الوزراء يقرر بالأكثرية زائداً واحداً في المسائل العادية، وأكثرية الثلثين في القضايا المذكورة في الدستور.

ما يحصل الآن هو الخلاف على المسائل العادية، وأي اعتراض على مسارها يؤدي الى توقيفها، ما يفترض الآن العودة إلى الاصل. وماذا إذا انسحب أحد من الوزراء لدى النقاش، هذا يؤدي إلى خلل. الوضع في حالة استثنائية، لم يعد ينفع معها كل هذا العلاج الموقت.

وتشير المصادر الى ان الوزراء متضامنون بسبب الخطر، لكن لا أحد يقوم بوضع خطط للخروج من المأزق وهذا الترف السياسي غير مسموح للمسؤولين به. فالحالة التي تحتمل الإهمال واللامبالاة يمكنها ان تنتظر وتستمهل المسؤولين وقتاً قليلاً، لكنها لا يمكنها الانتظار على الجميع كثيراً. عندما لا تكون الدولة متماسكة ومكتملة، قد يتسلل بالتزامن مع هذا الوضع ارباكات امنية أو سياسية متنوعة، لكنها إذا كانت مكتملة وفقاً للدستور يصبح هناك مناعة وحصانة.

والمجتمع السياسي، وفقاً للمصادر، يعيش حالة انتظار خطرة في ملف الرئاسة لرؤية ما سيقوم به الخارج والرهان على حركته. انه انتظار مقامر كل طرف يريد الاستفادة من نتائج الحسم، أي إذا ربح فريقه في الخارج، يربح هو في الداخل. مقامر لأن ما يحصل في الخارج هو قتال ومفاوضات، إجرام ومفاوضات تحت الطاولة وفوقها. قد يحصل حل خارجي ما، انما المهم للبنان هو ان تكون لديه دولة قوية قادرة قبل الحل الخارجي، ليستفيد منه، وإلا يصبح وضعه ثمناً للمتفاوضين.

وتفيد المصادر ان الاختلافات هي على قضايا ليست أساسية، إنما النقاش بين الأطراف على آلية محددة يجب اعتمادها يبدو صعباً. لذلك سعى بعض الاطراف لا سيما تيار «المستقبل» إلى تثبيت العودة إلى الدستور تلافياً لحصول فوضى في ادارة الأمور. في المادة 65 من الدستور، أول خطوة هي الإجماع. وفي القضايا الاساسية وفق 14 عنواناً نص عليها الدستور يجب توافر ثلثي الأصوات. أما في العناوين الاخرى أو العادية يجب توافر النصف زائداً واحداً أو الأغلبية العامة.

 

كي تنجح الحرب على «داعش»

الياس حرفوش/الحياة

22 شباط/15

أصبحت الحرب على «داعش» ومحاولة منع هذا التنظيم الارهابي من التمدد، وصولاً الى القضاء عليه، هي عنوان المرحلة الحالية من الصراع الذي تخوضه الانظمة العربية والحكومات الغربية، جنباً الى جنب. الدول العربية قلقة من هذا الانتشار المدمر لتنظيم يسعى الى سحب الشرعية الدينية والسياسية من تحت اقدام الانظمة القائمة. والدول الغربية اكثر قلقاً، ليس خوفاً على العرب ومصيرهم، ولا حرصاً على سمعة الدين الاسلامي التي تسيئ اليها ممارسات إرهابيي «داعش»، وتوحّشهم الفائق، بل لأن هذه الدول باتت تشعر بخوف حقيقي على أوضاعها الأمنية الداخلية، بعد تغلغل أفكار «داعش» في عقول موجات متزايدة من الشباب المسلم المقيم على اراضيها.

كانت الحرب على «داعش» عنوان اجتماعين مهمين عقدا هذا الاسبوع في الرياض وواشنطن. في العاصمة السعودية التقى رؤساء هيئات الاركان في دول التحالف التي تشارك في الحرب على التنظيم. وأكد الجنرال لويد اوستن، قائد القيادة الوسطى الاميركية، الذي شارك في الاجتماعات، ان الحملة العسكرية ضد «داعش» ستستغرق وقتاً. «لكننا سنهزم هذا العدو». وأشار اوستن ايضاً الى ان قدرة التنظيم تراجعت في سورية، وبات غير قادر على السيطرة على أراض جديدة في العراق.

أما في العاصمة الأميركية فقد انتهى الاجتماع الذي دعا اليه الرئيس باراك أوباما واستغرق ثلاثة ايام، وشارك فيه مسؤولون عرب وغربيون، من دون الاعلان عن اجراءات عملية او قرارات. لكنه كان مناسبة للتأكيد على مشاركة اكثر من ستين دولة ومنظمة في هذا الجهد العالمي ضد العنف والتطرف، ولم يترك المشاركون فرصة من دون ان يؤكدوا أن أعمال العنف غريبة عن تعاليم الاسلام وقيمه.

كانت الارقام التي عرضها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اجتماع واشنطن مثيرة للقلق، رغم انها ارقام متداولة منذ وقت طويل بين اجهزة الاستخبارات الغربية. قال بان انه خلال الاشهر الاخيرة التحق بتنظيم «داعش» اكثر من عشرين ألف مقاتل أجنبي جاؤوا من حوالى مئة بلد، بينهم اكثر من اربعة آلاف جاؤوا من اوروبا. هذا الرقم يوازي عدد المقاتلين الذين التحقوا بتنظيم «القاعدة» في افغانستان على مدى عقد كامل في تسعينات القرن الماضي.

ماذا يعني هذا سوى ان الحرب التي خاضها الغرب مع تنظيم «القاعدة»، وقال انه «انتصر» فيها، وصولاً الى قتل اسامة بن لادن، لم تحقق الانتصار الذي كان الجميع يأمله، بمنع انتشار هذا الفكر المتطرف، الذي يشكل الغطاء لارتكاب اعمال ارهابية، يسقط ضحيتها ابرياء من كل الاديان؟ فنظرية بن لادن التي أطلقها في حربه ضد الغرب، والتي قسّم فيها العالم الى فسطاطين، ما تزال قائمة، بكل ركائزها «الفكرية». ومثلما سعى زعيم «القاعدة» من خلال «غزوتي» نيويورك وواشنطن الى جرّ القوى الغربية الى مواجهة معه على «أرضه»، يمارس أبو بكر البغدادي الاسلوب نفسه اليوم، فيجزّ رؤوس «الكفار» حيثما عثر عليهم، ويأخذ الحرب الى عقر دار الغرب وعواصمه، بأسلوب اكثر تطوراً، ومن دون حاجة الى تطويع «جهاديين» من بلدان عربية والعمل على زرعهم في الدول الغربية لتنفيذ اعتداءاتهم، ذلك ان وسائل الاتصال الحديثة توفر لـ «داعش» فرصة ثمينة لتجنيد «جهادييه» في الاماكن التي يعيشون فيها والتي يعرفونها جيداً، مستفيدين من الغطاء الذي تؤمنه جنسياتهم الغربية التي تحميهم من ضغوط التحقيقات الامنية. ويأمل البغدادي من حربه هذه ان يجر القوى الغربية الى مواجهة معه على «ارض الخلافة»، حيث تأخذ الحرب كل ابعادها الدينية التي يستفيد منها «داعش» في كسب الموالين وحشد المؤيدين.

ان الحرب الحقيقية التي يجب خوضها والانتصار فيها على «داعش» يجب أن تكون حرب افكار وعقول، قبل ان تكون حرب طائرات ومدافع. واذا كانت لـ «داعش»، كما لـ «القاعدة» من قبله، مصلحة في جر الغرب الى هذه الحرب التي يريدانها «حرباً دينية»، فإن المسؤولية الكبرى تقع على المجتمعات العربية والمسلمة للتصدي لهذه الموجة التكفيرية، وانقاذ شبابها وأجيالها الجديدة من دعاة العنف والتطرف، الذين يشكلون خطراً على هذه المجتمعات أشد من أي خطر آخر.

 

عن خلاف أوباما ونتانياهو داخل الكونغرس وخارجه

سليم نصار/الحياة/22 شباط/15

بين الأزمات الدولية المتواصلة التي تطوق الرئيس الأميركي باراك أوباما، برزت أزمة داخلية أربكت علاقته بالكونغرس وبالحزب الجمهوري. والسبب أن رئيس مجلس النواب جون باينر وجّه دعوة إلى رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو لإلقاء خطاب أمام مجلسي الشيوخ والنواب يعرب فيه عن وجهة نظره في شأن المشروع النووي الإيراني. وبما أن توقيت إلقاء الخطاب يصادف الثالث من الشهر المقبل - أي قبل 14 يوماً من موعد الانتخابات الإسرائيلية (17 آذار - مارس)... فقد اتهمته إدارة أوباما باستغلال المناسبة لتعزيز وضعه الانتخابي. كما اتهمه وزير الخارجية جون كيري بعرقلة الاتفاق مع طهران، الأمر الذي يمنعه من استقباله. كذلك شن كيري حملة إعلامية ضد جون باينر لأنه تجاهل الدستور الأميركي وخالف قوانين موقعه المحدود. وقال كيري إن دستور الولايات المتحدة يضع مسؤولية رسم السياسة الخارجية في عهدة إدارة الحزب الحاكم. ومعنى هذا أن رئيس الجمهورية يبقى هو صاحب السلطة التنفيذية، والقائد العام للقوات المسلحة. عليه، يبقى هو الشخص المخوَّل بعقد المعاهدات والاتفاقات، وإجراء محادثات مع حكام العالم.

مقابل هذا التوضيح، أعلن نتانياهو عن رغبته في تلبية الدعوة بهدف «عرقلة اتفاق سيئ يتيح لإيران حيازة سلاح نووي يعرِّض وجود إسرائيل للخطر». ثم استشهد بتعليق الرئيس الإيراني حسن روحاني، وقوله إن المحادثات مع الدول الكبرى تتقدم نحو إنجاز الاتفاق.

وبناء على هذه الشهادة، توقع نتانياهو أن هذا المسار سيقود إيران إلى تحقيق قدرات نووية بموافقة دولية. ووفق تحليله، فإن نفوذ طهران سيتضاعف في المنطقة، خصوصاً أن تحدياتها الأمنية بلغت حداً لا تستطيع إسرائيل تحمله في حال ضمنت تأييد الولايات المتحدة والدول الكبرى. الرئيس أوباما لم يخفِ امتعاضه من تصرف نتانياهو، ومن تدخل السفير الإسرائيلي في واشنطن رون درامر الذي كان وراء ترتيب الزيارة مع رئيس مجلس النواب باينر. والثابت أن الأخير تعاون في هذا الموضوع، بسبب إصراره على إهانة أوباما الذي تجاهل هزيمة الحزب الديموقراطي في الانتخابات النصفية الأخيرة، وبقي يتصرف كرئيس منتصر. وزير الأمن الاسرائيلي السابق موشيه أرينز حذر من مضاعفات تصرف نتانياهو على العلاقات التاريخية مع الولايات المتحدة. ووصف حال التوتر التي يمر بها الفريقان بالحال التي مرت بها علاقاتهما سنة 1981، يوم غضب الرئيس رونالد ريغان من مناحيم بيغن لأنه قرر ضرب المفاعل النووي العراقي من دون إبلاغه. واعتبر أرينز أن الموقف الذي اتخذه رئيس الحكومة هو وليد خلافات متواصلة بين دولة صغيرة مزروعة وسط عالم يكرهها... ودولة كبرى ترى في إسرائيل ذخراً استراتيجياً يملك مئتي رأس نووي.

وتشير خلفية العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى تاريخ متدرج من حالات الكرّ والفرّ، بلغ ذروته في عهد الرئيس جون كينيدي. والصدام السياسي الأول بين الرئيس دوايت آيزنهاور وديفيد بن غوريون حدث عقب الاعتداء الثلاثي سنة 1956، واحتلال القوات الإسرائيلية صحراء سيناء. ومع أن القوات البريطانية والفرنسية تجاوبت مع قرار الأمم المتحدة بضرورة الانسحاب من الأراضي المصرية المحتلة، إلا أن بن غوريون رفض التقيّد بالقرار. وادّعى في تبرير ذلك بالقول إن النبي موسى وهب الشعب اليهودي هذه الصحراء التي تشكل امتداداً لإسرائيل الكبرى. وطلب منه آيزنهاور، بواسطة وزير خارجيته فوستر داللس، الانصياع لقرار الأمم المتحدة، حفاظاً على سلامة الأمن الدولي، واحتراماً لإرادة المنظمة العالمية. وقابل بن غوريون طلب داللس بالرفض مرة أخرى، الأمر الذي دفع آيزنهاور إلى التهديد بقطع المعونات الاقتصادية والمساعدات العسكرية.

ومنعاً لتنفيذ تلك التهديدات، أعلنت وزيرة الخارجية غولدا مائير بداية انسحاب القوات الإسرائيلية في 16 آذار من تلك السنة. لكن حكومة بن غوريون لم تطمئن إلى الموقف الأميركي الذي رأت فيه مقدمة خطرة لتكرار ضغوط أخرى في المستقبل من شأنها عرقلة التوسع الإسرائيلي. لذلك اتخذت قراراً بضرورة «الاستيلاء» على الغالبية النافذة في الكونغرس. ومن طريق الانتخابات، استطاعت إدخال شيوخ يدينون بالولاء لإسرائيل. والغاية من كل هذا، موازنة سلطة البيت الأبيض بسلطة أخرى يمارسها الكونغرس، تكون قادرة على شلّ نفوذ الرئيس. واستغرقت هذه العملية مدة طويلة، عرقل اضطرادها الخلاف الذي حصل بين الرئيس كينيدي وبن غوريون.

وتقول المعلومات الموثقة أن الاستخبارات الأميركية قدمت تقريراً للرئيس كينيدي تؤكد فيه سرعة التقدم الذي أحرزته إسرائيل في مفاعل «ديمونا»، حيث شارك خبراء فرنسيون في إنتاج قنبلة ذرية. وبما أن الرئيس الأميركي كان حريصاً على إبعاد منطقة الشرق الأوسط عن النادي النووي، لذلك استدعى ديفيد بن غوريون إلى واشنطن ليبلغه خطورة الإقدام على تلك المغامرة. وبعد نقاش طويل حول أمن إسرائيل، لم يقبل الرئيس بأقل من وقف المشروع فوراً.

ويروي أحد مرافقي بن غوريون في مذكراته أنه سمع رئيس الوزراء يتمتم لدى انصرافه بعبارة غاضبة مفادها: من الصعب لنا أن نقبل برئيس كاثوليكي في البيت الأبيض! وكانت النتيجة أن غادر الرئيس الكاثوليكي البيت الأبيض إلى القبر، الأمر الذي ضمن لإسرائيل حيازة السلاح النووي. وبفضل الخدمات التي قدمها الرئيس ليندون جونسون في حرب 1967، ضاعفت إسرائيل حجم نفوذها في البيت الأبيض... وفي الكونغرس أيضاً. وفي حرب 1973، استغل وزير الخارجية الأميركي الصهيوني هنري كيسنجر موقعه ليقوي علاقات التعاون بين واشنطن وتل أبيب. ومثل هذا الدور أكملته وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت، الأمر الذي وسَّع أطر العلاقات بين الدولتين على مختلف الأصعدة.

في رده على منتقدي قبوله مخاطبة شيوخ الكونغرس، قال نتانياهو أنه لا يعتبر ذلك عملاً استفزازياً للرئيس أوباما، كون الخطاب سيركز على أمن إسرائيل وسلامة شعبها. وقال أيضاً أنه أمضى وقتاً طويلاً في الولايات المتحدة، الأمر الذي وفّر له فرص التحدث إلى الشعب من فوق منبر «إيباك» - أي اللوبي الأميركي - اليهودي. كما وفر له مصادر المعلومات لتأليف كتابين عن كيفية مقاومة الإرهاب. وقد أهداهما إلى روح شقيقه الأكبر جوناثان الذي قتِل في عنتيبي أثناء عملية تحرير الرهائن. و»الإرهاب» الذي عناه حينذاك كان محصوراً بأعمال منظمة التحرير الفلسطينية.

على صعيد آخر، استغرب نتانياهو الضجة الإعلامية التي أثارها البيت الأبيض حول ظهوره في قاعة الكونغرس كشخص غريب يخاطب كتلة غريبة. وادّعى أن الحضور اليهودي المميز ظهر في الولايات المتحدة قبل ولادة أوباما بمئات السنوات. وكان بهذا الكلام يشير إلى شاعرة أميركا الأولى إيما لازاروس (1849 - 1887) وإلى القصائد التي كتبتها ضد قيصر روسيا الذي طرد عدداً كبيراً من اليهود لأنهم رفضوا اعتناق الأرثوذكسية.

وعندما أهدت الجمهورية الفرنسية تمثال الحرية الذي أقيم على مدخل مرفأ نيويورك كمركز لحب الديموقراطية في البلدين، اختارت الإدارة الأميركية إحدى قصائد «إيما» لتحفرها على قاعدة التمثال، ومطلعها:

صرخت بشفتين صامتتين

تعالوا إليّ أيها الفقراء،

لأن جموعكم المنهكة

تحنّ إلى نسمة الحرية.

أرسلوا إليّ اللاجئين والمشردين

الذين فقدوا أوطانهم،

فأنا أرفع شعلة الحرية

قرب الباب الذهبي

المهم من كل هذا أن نتانياهو يسعى إلى تحدي الرئيس أوباما لاقتناعه بأنه يفضل التعاون مع منافسه إسحق هرتسوغ الطامح إلى إنتزاع رئاسة الحكومة منه. وكان هرتسوغ التقى نائب الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري، على هامش مؤتمر أوروبا للأمن. وأطلعهما على برنامجه الانتخابي الذي يدعو فيه إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس حل دولتين لشعبين.  يؤكد نتانياهو في أحاديثه للصحف أن الإدارة الأميركية هي التي تغذي خصومه السياسيين بالمعلومات المسيئة لسيرته وسيرة زوجته سارة. وفي الأسبوع الماضي تبادل الإسرائيليون حكايات البخل الذي تتميز به سارة، خصوصاً عندما تطلب من سائقها جمع الزجاجات الفارغة بغرض بيعها والاحتفاط بثمنها. وبين هذه الحكايات ما تجمعه سارة من مقر مجلس الوزراء في القدس. وكلها بقايا مأكولات ومواد تنظيف، لا تستحق أن تنقل من مكان إلى مكان آخر. وتتساءل «معاريف» في افتتاحيتها: إلى أي حد يؤثر هذا الجنون في وظيفة الزوج الذي يتولى شؤون الشعب الإسرائيلي؟ والمؤسف أيضاً، أن ينشغل موظفو البيت الأبيض، خلال السنة والنصف المتبقية من عمر ولاية أوباما، بأمور تافهة صارت تشكل هماً إضافياً للشعوب المذعورة من حرائق «داعش» وسكاكينه الحادة!

 

أوباما يدفع المنطقة نحو الهاوية

خالد الدخيل/الحياة/22 شباط/15

مثل سلفه الرئيس جورج بوش الابن، تحتل الحرب على الإرهاب العنوان الأبرز لسياسة باراك أوباما في المنطقة، وإدارته تقترب من نهايتها. ليس هناك خلاف على ضرورة هذه الحرب، لكن أوباما يسير على نهج سلفه في هذا الموضوع حذو القذة بالقذة. وهو نهج نعرف ويعرف الرئيس مآلاته ونتائجه. فقد دفع بوش الحرب على الإرهاب إلى ذروتها آنذاك باحتلال العراق، وتدمير الدولة فيه، ثم فتح المجال أمام تعاظم النفوذ الإيراني بعد تسليم الحكم إلى طبقة سياسية رثة مسكونة بالطائفية وروح الانتقام. ويعرف الرئيس أيضاً النتيجة التي انتهت إليها هذه السياسة. فبدلاً من مواجهة تنظيم إرهابي واحد، هو «القاعدة» عام 2001، يجد أوباما نفسه، وقبله كل المنطقة، في مواجهة أكثر من 50 تنظيماً إرهابياً في العراق وحده، إلى جانب تنظيمات أخرى في كل من سورية وليبيا ومصر.

أوباما يكمل مسار بوش، على نحو يهدد بأن يكون أكثر خطورة على استقرار المنطقة، فهو من ناحية لا يدرك أو يتجاهل أن المصدر الذي يغذي الإرهاب بعد احتلال العراق هو الطائفية. ومن ناحية ثانية، وفي الاتجاه نفسه، يغامر بمحاولة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران انطلاقاً من فرضيات سياسية تتجاهل تماماً الإطار السياسي الإقليمي للبرنامج النووي، وتداخل البعد الطائفي في هذا الإطار مع البرنامج ذاته. فرضيات الرئيس وإدارته هي بهذا المعنى أقرب إلى الوهم، أو سذاجة سياسية مدمرة.

تجاهل أوباما البعد الطائفي للإرهاب واضح في ناحيتين: الأولى أن حربه على الإرهاب لا تزال، مثله في ذلك مثل سلفه بوش، من دون برنامج أو استراتيجية سياسية واضحة. يتجاهل أوباما بعناد واضح السؤال المركزي: لماذا فشلت الحرب العسكرية على «القاعدة»؟ وهل يمكن أن تنجح مع «داعش» الآن؟ إذا كان من الواضح أن القدرات العسكرية للتنظيمات الإرهابية لا تداني بأي معنى قدرات الولايات المتحدة والتحالف الدولي معها، يصبح من الواضح أيضاً أن الفشل هنا هو فشل سياسي بامتياز. ومع ذلك، وهذه هي الناحية الثانية، لا يزال أوباما مهجوساً بتنظيم «داعش»، مثلما كان سلفه مهجوساً بـ «القاعدة». كأن «داعش» حالة معزولة، كما كان تنظيم «القاعدة»، يتجسد فيه الإرهاب دون غيره، بالتالي فإن القضاء عليه كفيل بوضع حد لهذا الإرهاب. يبدو «داعش» في سياسة الإدارة حالة منبتة عما حولها، ليس لها بيئة اجتماعية وسياسية تنتمي إليها وتتغذى منها، ولا علاقة لها بسياسات وممارسات أطراف الصراع في المنطقة قبل أن يولد، وبعد أن ولد هذا التنظيم. يعرف الرئيس أن محاولة سلفه، ثم محاولته هو القضاء على «القاعدة» قد فشلت فشلاً ذريعاً. لا يزال «القاعدة» معنا، ولا يزال مصدر تهديد بعد حوالى 14 سنة من الحرب عليه. بدلاً من «القاعدة» قادت هذه الحرب عملياً إلى تفريخ «داعش»، وتفريخ أخوات وإخوان له على ضفتي الصراع. وعلى رغم ذلك يصر أوباما على السير في الطريق ذاته الذي قاد إلى هذه النتيجة.

أما مغامرة الرئيس بالتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، فتتمثل في الفرضية التي يستند إليها كمبرر لذلك، وبالتالي في الصيغة التي يبدو أن الاتفاق سينتهي إليها. الإسرائيليون هم أفضل من كشف عن الجانب المغامر في هذه الفرضية، وذلك لأنهم الطرف الأكثر معرفة بتفاصيل الموقف الأميركي حيال هذه القضية بعد الأطراف الخمسة التي تتفاوض مع إيران. ففضلاً عن أن إسرائيل هي الحليف الأقرب والأهم للأميركيين، هي الأكثر خوفاً وعرضة لاختلال موازين القوة التي قد يؤدي إليها امتلاك إيران، أو أية دولة عربية أو إسلامية سلاحاً نووياً. من هنا، تنقل صحيفة الـ «واشنطن بوست» عن وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يوفال ستاينتش، قوله أن الاتفاق الذي يأمل أوباما بالتوصل إليه ينطوي في النهاية على الاعتراف بإيران كدولة على عتبة امتلاك السلاح النووي. لماذا يرى أوباما ضرورة التوصل إلى مثل هذا الاتفاق؟ لأن هدف الرئيس من ذلك هو تقييد يد الإيرانيين مدة 10 أو 15 سنة على أمل أن تكون إيران بعد ذلك دولة بقيادة جديدة، وبالتالي دولة مختلفة، أي ربما دولة ديموقراطية أو أقل طموحاً لامتلاك سلاح نووي. هنا يبدو أن أوباما يبني سياسته حيال هذا الموضوع الخطر على أمان، وليس على حسابات سياسية، وهنا تظهر المغامرة بمستقبل المنطقة. أوباما نفسه هو من وصف النظام الإيراني بأنه ثيوقراطي، لكنه يحلم بأن تتخلص إيران بعد عقد من الزمن أو أكثر، من هذا النظام، وتصبح أكثر عقلانية وديموقراطية. هل يجوز في هذه الحال رهن مستقبل المنطقة بأحلام من هذا النوع هي أقرب الى الأوهام؟!

في الأخير، الولايات المتحدة، وهي دولة ديموقراطية، أول من دشن السلاح النووي، وأول من استخدمه في الصراعات الدولية.

أمام ذلك، على الدول العربية مواجهة الجانب الآخر في الموقف الأميركي، وهو لا يقل خطلاً وخطورة. ويتمثل هذا الجانب بأن رؤية أوباما المشهد في المنطقة تستند إلى قناعة تبدو حاسمة: وهي أولاً: أن الخطر الذي يهدد العالم حالياً هو التطرف السنّي والإرهاب المتولد منه. وثانياً: أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة إلا بالتعاون مع إيران. والأرجح أن هذا العنصر الثاني، إلى جانب الأمل بتغير إيران مستقبلاً، هو ما يدفع أوباما للتوصل إلى اتفاق مع إيران. لكن رؤية الرئيس هذه سطحية وعرجاء. فهي من ناحية مبنية على أحلام أقرب إلى الأوهام، ومن ناحية ثانية لا تريد أن ترى إلا الطرف السنّي في معادلة الطائفية التي تعصف بالمنطقة. وترجمة ذلك عملياً حتى الآن، أن الطرف السنّي هو المستهدف في حرب أميركا على الإرهاب. ولعله من المسلّم به أن الإصرار على حرب من هذا النوع، وتفتقد رؤية سياسية أوسع وأشمل، لن يزيد الوضع إلا سوءاً وطائفية. السؤال الذي يجب أن يشغل صانعي القرار في الدول العربية هو الآتي: لماذا، وكيف توصلت هذه الإدارة، والتي قبلها، إلى هذه القناعة؟ ألا يمثل هذا مؤشراً آخر أكثر خطورة إلى حال الضعف العربي، وأن الحليف الأميركي لم يعد مقتنعاً بقدرة الدول العربية - على رغم كثرة عددها وكبر حجمها معاً - على تحقيق الاستقرار في المنطقة من دون إيران؟ ولماذا إيران تحديداً، لا تركيا مثلاً، أو تحالف إقليمي يحقق التوازن، ويأخذ في الاعتبار اهتمامات ومصالح دول المنطقة؟ إذا كانت إيران دولة ثيوقراطية، كما يقول أوباما، فلماذا يريد أن يفرض دورها على المنطقة على أساس من آمال وتمنيات حالمة، وليس حسابات وتوازنات ملموسة؟ غطت أميركا من قَبْل السلاح النووي الإسرائيلي، وها هو أوباما يريد أن يغطي، وإن بأسلوب مختلف، البرنامج النووي الإيراني. أليس في هذا دفع آخر للمنطقة نحو هاوية أخرى؟ لكن، أين الدول العربية من كل ذلك؟ لماذا نسمع من واشنطن وتل أبيب عن هذا الموضوع، ولا نسمع من هذه العاصمة العربية أو تلك؟ قد يغني السؤال أحياناً عن كثير من الإجابات.

 

قاسم سليماني ينهي «سورية الأسد»

عمر قدور/الحياة/22 شباط/15

كان مخططاً للأسطورة أن تكتمل، فقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يبدو كأنه للتو أنهى انقلابه بواسطة حوثيي اليمن، وأخبار الإدارة الأميركية تشير إلى قرب الحملة البرية على داعش، الأمر الذي لا بد أنه استلزم تنسيقاً وتفاهماً مع الحرس الثوري الذي يقود المعارك في العراق. الانقلاب على التوازن اللبناني الهش مُحضّر له سلفاً بانتظار حسم الجبهة السورية. في الواقع، كل المعطيات تدفع بسليماني كي يأتي بنفسه إلى الجبهة الجنوبية في سورية ويقود الانتصار النهائي، لا يهم إن كان بحضوره العلني سيجهز على ما تبقى من مفاخرة فارغة للنظام السوري بقدرته الذاتية على الصمود، بل ربما هي مناسبة أيضاً لإفهامه بصرامة أن مكانته لم تعد تصل إلى مرتبة الحليف.

حضور سليماني في جبهة حوران احتفى به موالو النظام بلا أدنى حرج، هم الذين احتفلوا سابقاً بانتصارات حزب الله في القصير ويبرود، أي أنهم كانوا يعترفون صراحة بالتدخل الإيراني وبعدم قدرة نظامهم على البقاء من دونه. عملياً، يجوز القول إن موالي النظام يقرّون ضمناً بأنهم فقدوا احتكارهم «سورية الأسد»، وأن رهانهم اقتصر منذ زمن طويل على ألا تكون لسوريين آخرين. من جهة المعارضة والكتائب المقاتلة، كان معلوماً منذ زمن طويل التدخل الإيراني في أدق الشؤون السورية، ولعل المناسبة التي ظهر فيها ذلك إلى العلن هي انسحاب المقاتلين من حمـــص القديمة بضــمانة إيرانية، وليس سراً حضور ممثلي الحرس الثوري مفاوضات أخرى بين ممثلي بعض الفصائل المعارضة والنظام لإبرام هدن محلية، وحتى مطالبة تلك الفصائل بالحضور الإيراني وضمانته أي اتفاق محتمل.

إذاً، من كافة النواحي، حضور سليماني شخصياً تتويج لسنوات من الانخراط الإيراني في سورية، لكنه في الوقت نفسه لفتة ذات دلالة معنوية كبيرة لجهة الإعلان عن القيادة الإيرانية المباشرة، والدفع بالنظام علناً إلى الصفوف الخلفية. وأن ترى المعارضة في ذلك تدشيناً لحقبة «الاحتلال الإيراني» المعلن، فهذا ينبغي ألا يتوقف عند التغيير اللفظي، لأن انتهاء مفاعيل «سورية الأسد» يعني تغيير قواعد اللعبة السياسية المتبعة حتى الآن، ومن ذلك تغيير قواعد الحديث عن الحل السياسي.

لا يجوز مثلاً على هذا الصعيد أن تبقى المعارضة على موقفها من أن إيران هي جزء من المشكلة ولا يمكن أن تكون جزءاً من الحل، في الوقت الذي تقبل فيه بالتفاوض مع النظام، فالأقرب إلى الواقع هو ما فعله بعض الفصائل باشتراط حضور ممثلي إيران في المفاوضات، ولعل الأشد قرباً إلى الواقع أن تعلن المعارضة قبولها بالتفاوض مع إيران مباشرة، وبأصالة الأخيرة عن وكلائها في سورية، وحينها لا يوجد مبرر فعلي حتى لحضور ممثلين عن النظام.

لا بأس في استغلال الوجود الإيراني، المكشوف أخيراً في معركتي حوران وحلب، لإعلان سورية بلداً تحت الاحتلال الإيراني، والسعي في المنابر الدولية لتكريس هذا الفهم لأنه يتضمن سحب الشرعية من النظام، ولا يقرر واقعاً جديداً من حيث أن الحل السياسي، إذا كان ثمة حل سياسي حقاً، سيكون بالتفاوض مع نظام الوصاية الإيراني. لقد بذل معارضو نظام الوصاية السوري في لبنان جهوداً حثيثة من أجل استصدار القرار الدولي 1559، القاضي بانسحاب قواته من لبنان، وهي تجربة جديرة بالدراسة على رغم عدم نجاحها التام.

مع ذلك ثمة فخ قد تنزلق إليه المعارضة بسهولة، فغطاء الاحتلال يوفر ذريعة للتنصل من المسؤوليات الذاتية، لأنه وهو يعفي النظام من مسؤولية التحكم بالقرار يوحي بتحول القضية السورية برمتها إلى مسألة خارجية، ويختزل الصراع في الميدان بشقه العسكري. أن تتحول المعارضة، في أحسن حالاتها، إلى حركة تحرر وطني أمر لا يبشّر بخروجها من واقــعها المتردي الحالي، إذ يعكس فعلياً العودة عشرات الســـنين إلى الوراء، إلى مرحلة يُفترض أنها انقضت من التاريخ السوري. فوق هذا، يُفترض أن حكم البعث هو واحد من الاستطالات البائسة لتلك المرحلة.

واحدة من أهم المشكلات الذاتية التي يجب ألا يطغى عليها الاحتلال هي نظر جزء من السوريين إلى الثورة بوصفها حرباً أهلية، بناء على تلك الرؤية كانت مواجهة الثورة وإفشالها قضية وجود، وكان بعض المذابح «بما فيها المذابح ذات الطابع الطائفي» سلاحاً مشروعاً في الحرب. دخول الميليشيات الشيعية بقيادة الحرس الثوري هو نتيجة توصيف أولئك لما يجري بالحرب الأهلية، حيث من النموذجي في مثل هذه الصراعات أن تنفرد مجموعة من السكان بسياسة وتحالفات خارجية خاصة بها ومنافية لمصالح المتضررين من تحالفها. هكذا أيضاً يُقرأ ترحيب قسم من موالي النظام بمجيء قاسم سليماني، وهكذا تُقرأ دعوات قسم آخر إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد المناطق الثائرة. لذا، لا أمل في دور إيجابي يؤديه الاحتلال الإيراني بتوحيد ما تفرق من السوريين، على العكس سيكون الافتراق بينهم أمضى كلما تقدم الإيراني إلى الواجهة.

المشكلة التي لا تقل «ضراوة» على الصعيد المفهومي أن تتراجع قضية الحرية لمصلحة قضية التحرر، ولم يكن مصادفة أبداً أن يتحول سلوك النظام منذ مستهل الثورة إلى نهج أشبه بقوات الاحتلال، بينما يحاول تقمص دور الوطني الذي يتصدى لمؤامرة خارجية، فالأساس هنا في دفع مطلب الحرية إلى الوراء ودفع طالبيها إلى مرتبة أدنى تكاد تتوقف على التخلص منه. ثم إن دفع قضية الحرية إلى الوراء يجرّدها من أولوية حقوق المواطنة والحقوق الفردية، ويغلّب عليها العصبيات الاجتماعية الأهلية فيحطم فكرة المواطنة والدولة معاً. الاحتلال الإيراني قد يكمل إنهاء الثورة إذا لم تتجشم عناء كونها حركة تحرر وثورة في آن واحد، مع خفض سقف التوقعات من الآخرين والقول بأنها تفعل هذا لنفسها ولجمهورها أولاً.

لقد تآكلت «سورية الأسد» بفعل نقيضين هما الثورة والاحتلال، بقي ألا تتآكل الثورة بفعل الصراع مع المحتل، وألا تنتظر عوناً خارجياً ضخماً لن يأتي الآن، فالظروف الدولية والإقليمية الحالية لا تؤشّر إلى مواجهة المد الإيراني المتفاقم، لكن ذلك لا يمنع وجود قوى عديدة لا تريد عودة قاسم سليماني إلى طهران ظافراً.

 

عن الحربين في درعا وحلب... وعن بلد غير متّصل

حازم الامين/المستقبل

22 شباط/15

على رغم تمكّن فصائل المعارضة السورية من صد هجومي حزب الله والنظام السوري في جنوب سورية (درعا) وشمالها (حلب)، هناك سمة ما زالت تُثقل على هذه الفصائل في أدائها الميداني، وتتمثل في أن المناطق السورية تخوض حروباً تختلف بعضها عن بعض، ولا يربط بينها سوى أنها تقاتل عدواً واحداً. وحربا درعا وحلب هذا الأسبوع لم تخرجا عن السمة هذه. جيش النظام السوري والفصائل الموالية لإيران بادرت في كلا الموقعين، والفصائل السورية المعارضة صدّتهم، لكن ذلك لم ينجم عن تنسيق في العمليات ولا عن تعمدها ربط المعركتين، أو إشغال الجيوش الغازية وتحويل قدراتها إلى محاور أخرى. لقد صدّتهم فقط لأنها تمكنت من ذلك، لا لأنها جعلت من الحربين إيقاعاً واحداً.

النظام وحلفاؤه هم من قرّر الانتقال من الجنوب إلى الشمال، فيما لا يبدو أن هناك علاقة فعلية وتنسيقية بين الفصائل في جهتي سورية. والمرجح أن ذلك شكّل، منذ تحوّل الثورة إلى حرب، إحدى نقاط الخلل الرئيسة في أداء هذه الفصائل، سواء في معاركها مع النظام وحلفائه، أو في ضعفها حيال «داعش» وتمكّن الأخير من هضم مساحات واسعة من مناطق نفوذها.

والحال أن تشتّت الحرب إلى حروب كثيرة، ليس وليد عجز هذه الفصائل عن صياغة جبهة واحدة تتحرك وفق معطيات ميدانية منسجمة. فمنذ الأيام الأولى للثورة، كانت السمة المهيمنة على بقع التظاهرات، أننا حيال ثورات عدة ولسنا حيال ثورة واحدة. درعا هبّت لتنتقم لقتلاها الأطفال في حينه، وحماه استرجعت مجزرتها القديمة، وحمص التي حاولت أن تنتصر لشقيقاتها عادت وتُركت وحيدة، وبينما كانت حلب تتأخر عن الالتحاق بالثورة، كانت جارتها، محافظة إدلب، قد طردت النظام من معظم مناطقها.

ثمة صدع وطني خلف هذا التشتّت، فنظام البعث وعلى مدى أكثر من خمسة عقود من حكمه، جعل من سورية سوريات كثيرة. نوّع عنفه وحرماناته، وأعاق احتمال قيام علاقات ومصالح بين المحافظات والجماعات المختلفة. هو اضطهد حماه لأسباب مختلفة عن اضطهاده حمص، وغذى نزاعات بين دمشق وحلب أعاقت تواصلاً بين جماعتي المدينتين. وبينما أهمل الشرق والشمال الشرقي، أي محافظتي الرقة ودير الزور، أجّج لدى سكانهما شعوراً بأن سورية كلها مساهمة في هذا الحرمان وهذا الإقصاء.

البعث لم يسعَ إلى صوغ هوية سورية جامعة، لا بل تولى تبديد ما كان قائماً في الأصل وإضعافه. سورية لم تعرف سورية في ظل البعث، وكانت المسافة بين أهل المحافظات أطول من المسافات بينهم وبين امتداداتهم القريبة خارج سورية. الشرط الأمني وحده هو ما كان خارج هذه المعادلة. أبناء إدلب كانت تركيا أقرب شعورياً إليهم من دمشق، وكان شرط النظام الوحيد ألا يُفضي ذلك إلى خروج عن طاعته الأمنية. الأمر نفسه بالنسبة إلى دير الزور والعراق، ودرعا والأردن. وهذا سهل على البعث أن يتخفف من أعباء مواطنة السكان، ولم يُعق حتى 2011 عمل السلطة التي رغبها البعث لنفسه، والمتمثلة بإخضاع السكان. فقط إخضاعهم، حتى أنه لم يكن يريد إخلاصهم في خضوعهم، بل أراد خوفهم، أي أن يخضعوا لأنهم خائفون منه لا لأنهم مؤمنون به. وما إن زال الخوف فجأة حتى تهاوت سلطة البعث.

لكن سورية غير المتصلة بعضها ببعض، استمرت غير متصلة على رغم تداعي سلطتها، واستمر انعدام التواصل في تغذية النزاعات، وانعكس ذلك على أداء المعارضتين السياسية في الخارج والعسكرية في الداخل. لا بل إن الهيئات السياسية المعارضة في الخارج، (المجلس الوطني ولاحقاً الائتلاف الوطني)، التي سعت إلى صوغ معارضة واحدة، كانت أشبه بكونفيديراليات تفصل بينها مصالح وتطلّعات متباعدة وغير منسجمة. وهنا أيضاً يجب ألاّ ننسى أن جماعة الإخوان المسلمين السوريين، بصفتهم حزباً من المفترض أن يكون عابراً للمناطق والمحافظات السورية، كابد ومنذ نشأته نزعات مناطقية، وشهد انشقاقات جهوية منذ الستينات والسبعينات. هكذا استقلت جماعة دمشق فيه عن جماعة حلب، ولاحقاً هيمن الحمويون على قيادته، وفيما يشعر الحمصيون بأن لهم سبق التأسيس نظراً الى خروج المؤسس مصطفى السباعي من مدينتهم، فإنهم ظلوا خارج القيادة منذ رحيل الأخير.

اليوم، النظام وحلفاؤه وحدهم من يملي على الكتائب المقاتلة حروبها. بالأمس هو من تحرك نحو درعا، ثم عاد وباشر معركة شمال حلب، وهو إذ لم يُحقق تقدماً في كلا الحربين، نجح في إبقائهما حربين لا حرباً واحدة. أما الكتائب المقاتلة في كلا المحافظتين، فعلى ما يبدو لا تربط بينها لا أسماء ولا قيادة ولا تنسيق. ولا يبدو أيضاً أن إضعاف النظام وإسقاطه، كمصلحة مشتركة تجمع بين مقاتلي درعا وحلب، كافيان لإنشاء علاقة بين الجماعتين.

وهنا تحضر مرة أخرى حقيقة طغيان العلاقة بين هذه الفصائل وبين عمقين إقليميين قد لا ينسجمان في إدارتهما لحربي درعا وحلب. ونحن هنا نتحدّث عن الأردن (جارة درعا) وتركيا (جارة حلب)، وهما دولتان قد تجمعهما الرغبة في منع النظام من الانتصار، ولكن تفصلهما مساحات من الاختلاف والتباعد في ما يتعلق بسورية.

النظام وحلفاؤه بدورهم حين توجهوا إلى درعا، قصدوا المنطقة لأهداف ولوظيفة مختلفة تماماً عن تلك التي استهدفوها حين توجّهوا إلى حلب. في درعا، تتمثل المهمة الإيرانية في الرغبة في حجز مقعد على حدود التسوية مع إسرائيل ومع الأردن، فيما هم أرادوا من التقدم في حلب أن يسجلوا خطوة ميدانية مترافقة مع مساعي المبعوث الدولي دي ميستورا، الذي كان في اليوم نفسه يستعد لتلاوة تقرير في مجلس الأمن عن مبادرته حول حلب.

ليس العجز والقصور وحدهما ما يفصل بين الفصائل السورية المقاتلة في درعا وحلب، وما يعيق خوض حرب واحدة ومنسجمة ضد نظام واحد. ثمة حقائق ثقيلة، تاريخية في جزء منها، وراهنة وإقليمية أيضاً. وقد يحتاج تجاوزها اليوم إلى معجزة بحجم تجاوز خمسين عاماً من حكم حزب البعث، مبدّد الوطنية السورية ومعيق انعقادها، ويحتاج تجاوزها أيضاً الى انسجام، يبدو اليوم مستحيلاً، بين خصوم النظام الإقليميين.