المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 كانون الثاني/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي  و10 و11 كانون الثاني/15

مسيرة «عالمية» في باريس اليوم بمشاركة قادة دوليين.. وتصميم على الوقوف بوجه الإرهاب/ميشال أبو نجم/11 كانون الثاني/15

كل الطرق الإرهابية تؤدي إلى الأسد/طارق الحميد/11 كانون الثاني/15

فرنسا ستتغيّر في العمق/علي حماده/11 كانون الثاني/15

حزب الله انهزام مشروع في سوريا/علي الحسيني/11 كانون الثاني/15

إسرائيل: صواريخ حزب الله 150 ألفاً/يحيى دبوق/11 كانون الثاني/15

الراعي: "الحملات علينا لمكسب مالي أو مآرب سياسية"/الشفاف/11 كانون الثاني/15

من "خالد" إِلى "شارلي"/هنري زغيب/11 كانون الثاني/15

نداء "خطير" إلى اللبنانيين والعرب فلتعزف الأوركسترا سمفونية الأمل والرفض والحرية/عقل العويط/11 كانون الثاني/15

أي شرق وأي عرب وأي سلام/يوسف الأندري/11 كانون الثاني/15

الإرهاب المعولم من الرياض لباريس/عبدالله بن بجاد العتيبي/11 كانون الثاني/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار 10 و11 كانون الثاني/15

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 10 كانون الثاني 2015

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/1/2015

الحصيلة النهائية لضحايا تفجيري جبل محسن 9 شهداء و37 جريحا

الهويتان الكاملتان لانتحاريي جبل محسن

مخابرات الجيش تطوق منزلي الانتحاريين في المنكوبين

والد أحد الانتحاريين سلم نفسه لقوى الأمن

الأمانة العامة ل14 آذار: كلنا جبل محسن

المستقبل طرابلس لأبناء جبل محسن: لتكن جريمة اليوم خشبة الخلاص لمدينتكم وفتح آفاق الحوار والمصالحة بين مكونات مجتمعنا الطرابلسي

جلسة لمجلس الأمن الفرعي في طرابلس صباح غد

جعجع استنكر التفجير في جبل محسن: لتوقيف الفاعلين والمخططين وسوقهم الى العدالة في أقرب وقت

الأحدب: الطرابلسيون يد واحد في مواجهة أي معتد على الأبرياء

المجلس العلوي: لتفويت الفرصة على الارهابيين المتضررين من الجو التفاهمي والتحاوري بين الافرقاء السياسيين

الغزال: من قام بالتفجير ليس من مصلحته عودة الهدوء إلى طرابلس

امل: الاجرام العابر للطوائف والمناطق لن يستطيع أن يكسر إرادة اللبنانيين في إنجاز وفاقهم وحماية بلدهم

حبيش: الرد على اعتداء اليوم باستمرار الحوار والتلاقي للوقوف يدا واحدة ضد الارهاب

كاظم الخير: التفجير لم يستهدف جبل محسن فقط بل كل الشمال والاستقرار في لبنان

لحام لأهالي طرابلس: للعمل على تمتين الوحدة ودعم الجيش في رسالتيه الوطنية والامنية

حزب الله: استهداف طرابلس في هذا الوقت محاولة لإعادة بذر الفتنة وتعبير عن انزعاج الفكر الارهابي من مناخات الحوار والتهدئة

الحريري: العمل الإرهابي في جبل محسن يندرج في إطار إثارة البلبلة وتأجيج الفتنة وزعزعة الأمن في طرابلس

جعجع التقى كنعان في معراب على مدى 3 ساعات

جعجع لـ”السياسة”: إجماع لبناني ضد التطرف والتقارب مع عون بدأ يعطي مفعوله   

سليمان: الأعمال الإرهابية تستهدف منطق الحوار وطرابلس أقوى من التجارب الدموية الأليمة

“حزب الله” يحمي مجمعاً نووياً سرياً لنظام الأسد في القصير

وقفة شبابية تضامنية مع شارلي ايبدو في وسط بيروت

باسيل إلى باريس غدا لتمثيل سلام في تظاهرة التنديد بالارهاب

ماونتن جال في البقاع وأعلن تخصيص مليون دولار لدعم الإستجابة الطارئة لفصل الشتاء

جنبلاط عبر تويتر: لمن يرددون اليوم أنا شارلي أقول لهم نحن شارلي ونحن فلسطين المحتلة والمشردة ونحن سوريا المعتقلة والمهجرة

زعيتر من طرابلس: نتمنى إيفاء المدينة حقها وسياسة الإنفتاح تسهل إنتخابات الرئاسة والعبور نحو الدولة

وزير الداخلية بعد زيارته عودة: السقف الوحيد للحوار الحفاظ على سلامة البلد وأمنه واكتمال نصابه الدستوري

ابو فاعور: المنظمات الدولية اختفت مع العاصفة زينة

حكيم:المشاورات حول ملف النفايات مستمرة للتوصل إلى حل إيجابي بسرعة

ادانات جديدة بعد تنفيذ عقوبة الجلد علنا بمدون سعودي

لجنة المحامين المكلفة الطعن بقانون الإيجارات استنكرت تهويل بعض ممثلي المالكين عليها

دريان خلال تكريمه: مسؤوليتنا أن نرفع صوتنا ضد التطرف والغلو والمذهبية

وفاة شاب أصيب في إشكال في فاريا ليل أمس

إقفال مسلخي دجاج في طيرفلسيه

4 عمال بنغلادشيين توفوا اختناقا جراء التدفئة في الضنية

ماريا ابنة العسكري المخطوف مغيط ترى النور في المستشفى الاسلامي في طرابلس

الآراكي مستقبلا وفد جبهة العمل: إيران لكل المسلمين وتقف إلى جانب المقاومة والحركات الجهادية في لبنان وفلسطين

العيلاني: على الحريري اطلاق مبادرة حوار مع خصومه داخل الطائفة

وديع الخازن: مقاومة العدو في الداخل توازي مقاومة العدو المترصد لنا على الحدود الجنوبية

الشرعي الإسلامي نوه بحوار المستقبل وحزب الله واستنكر اعتداء باريس

قبلان قبلان: الحوار بين اللبنانيين هو السبيل لمقاربة القضايا الخلافية وهو الاقل كلفة قياسا مع الاختلاف

عبد الامير قبلان التقى فتحعلي مهنئا بعيد المولد: إيران مظلة لكل العالم الاسلامي

نواف الموسوي: فلنقلع عن الخطاب غير الواقعي الذي من الممكن ان يستغله الفكر التكفيري لتجنيد مقاتلين سيسفكون دم الجميع

المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية اوصى بحرمة الدم المسلم ودعا الى تعميم منطق الحوار على الاسس الشرعية

تعرض كنيسة أم المعونات في حلب لقذيفة صاروخية والاضرار مادية

19 قتيلا و18 جريحا في هجوم انتحاري شمال شرق نيجيريا

البابا يبدأ الاثنين جولة اسيوية

تجمعات في كندا والولايات المتحدة اليوم بعد حادثة شارلي ايبدو

الخارجية الاميركية حذرت رعاياها من خطر الاعتداءات في العالم

كيري يزور سفارة فرنسا في واشنطن

ابوت اعرب عن تضامن اوستراليا مع فرنسا بعد الاعتداءات

اعتقال شقيقين كنديين لمخالفات تتعلق بالارهاب

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية سفر يشوع بن سيراخ/الإصحاح الثامن/نصائح وإرشادات

*صهر جديد يسطع نجمه في وطن الرسالة من خلال قصر مثير للجدل/الياس بجاني

*بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة علمية وواقعية وجريئة جداً للمحامي عبد الحميد الأحدب تتاول الجريمة الجهادية التي وقعت في فرنسا/مقدمة للياس بجاني

*"أما شؤون دنايكم فانتم أدرى بها"

*بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المر/مقابلة علمية وواقعية وجريئة جداً للمحامي عبد الحميد الأحدب/مقدمة للياس بجاني/10 كانون الثاني/15

*بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المر/مقابلة علمية وواقعية وجريئة جداً للمحامي عبد الحميد الأحدب/مقدمة للياس بجاني/10 كانون الثاني/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*المتنور والمؤمن والوطني المحامي عبد الحميد الأحدب/الياس بجاني

*فلتسقط البربرية/المحامي عبدالحميد الأحدب

*من أرشيفنا/أما آن أوان الثورة الدينية التصحيحي/المحامي عبد الحميد الأحدب/النهار

*الراعي: "الحملات علينا لمكسب مالي أو مآرب سياسية"

*الحصيلة النهائية لضحايا تفجيري جبل محسن 9 شهداء و37 جريحا

*الهويتان الكاملتان لانتحاريي جبل محسن

*سلام مستنكرا تفجيري جبل محسن: جريمة لن ترهب اللبنانيين ولن تضعف عزيمة الدولة وقرارها في مواجهة الارهاب والارهابيين

*المستقبل طرابلس لأبناء جبل محسن: لتكن جريمة اليوم خشبة الخلاص لمدينتكم وفتح آفاق الحوار والمصالحة بين مكونات مجتمعنا الطرابلسي

*نقيب محامي طرابلس استنكر التفجيرين وتلقى تعازي عربية

*جعجع استنكر التفجير في جبل محسن: لتوقيف الفاعلين والمخططين وسوقهم الى العدالة في أقرب وقت

*وفاة شاب أصيب في إشكال في فاريا ليل أمس

*جعجع التقى كنعان في معراب على مدى 3 ساعات

*ادانات جديدة بعد تنفيذ عقوبة الجلد علنا بمدون سعودي

*4عمال بنغلادشيين توفوا اختناقا جراء التدفئة في الضنية

*ماريا ابنة العسكري المخطوف مغيط ترى النور في المستشفى الاسلامي في طرابلس

*حزب الله يحمي مجمعاً نووياً سرياً لنظام الأسد في القصير

*مجلس الوزراء "يحُل النفايات" الاثنين وسلام يضع السياسيين امام مسؤولياتهم"

*تحضيرات اللقاء المسيحي في معراب واجراءات ميدانية قبل جولة الحوار الثالثة

*تأهب اوروبـي ودولي فـــي باريس غداً في مواجهـــــــة الارهاب

*جعجع لـ”السياسة”: إجماع لبناني ضد التطرف والتقارب مع عون بدأ يعطي مفعوله  

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/1/2015

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 10 كانون الثاني 2015

*فرنسا والغرب أمام امتحان ما بعد 7 ك2/أسعد حيدر/المستقبل

*نواف الموسوي: فلنقلع عن الخطاب غير الواقعي الذي من الممكن ان يستغله الفكر التكفيري لتجنيد مقاتلين سيسفكون دم الجميع

*توقيف عيد غيابيا

*المصري أكد ان مساعي اطلاق العسكريين لم تجمّد  والاب ضو تمنى زيارة "الجرود" في القريب العاجـل

*استئناف الخطة الامنيــة بقاعــــا اول محك للحـــوار الاسلامــي/"المستقبل" يرى في "سرايا المقاومة" لغماً للتعايش ويعرض مخاطر ممارساتها  وحزب الله يعتبرهــا جــزءا لا يتجزأ مـــن مشروعــه العـــام

*الريس: لا يجوز تسييس ملف النفايات

*أطمئن اللبنانييــن بالوصـول الـى حـل للنفايـات"/حكيم: نحن إيجابيون ونأمل اقرار البند في جلسة الاثنين

*"اسـتمرارية الحوار مرتبطة بتعاطي "حزب الله" الجـدّي"/زهرمان: المناقشات ايجابية وفريق من "المستقبل" للتقييم

*حبيش: حوار "المستقبل" – "حزب الله" جدي

*حميدي صقر: نرفض الضريبة على البنزين لتمويل السلسلة ونطالب باقتراحات تطاول كبــار أصحاب الثروات والمداخيل

*طراوي يتدخل لمعالجة الخلاف "الفتحاوي"و"اللينـو" الى مصـــر لمقابلة دحلان

*إسرائيل: صواريخ حزب الله 150 ألفاً/يحيى دبوق/الأخبار

*«حزب الله».. انهزام مشروع في سوريا/علي الحسيني/المستقبل

*من "خالد" إِلى "شارلي"/هنري زغيب/النهار

*فرنسا ستتغيّر في العمق/علي حماده/النهار

*أي شرق؟ وأي عرب؟ وأي سلام؟/يوسف الأندري/النهار

*نداء "خطير" إلى اللبنانيين والعرب فلتعزف الأوركسترا سمفونية الأمل والرفض والحرية!/عقل العويط/النهار

*خوجة، سفير الأسرار ووزير التنوير/موفع انحاء الألكتروني

*اعتقال شقيقين كنديين لمخالفات تتعلق بالارهاب

*المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية اوصى بحرمة الدم المسلم ودعا الى تعميم منطق الحوار على الاسس الشرعية

*كل الطرق الإرهابية تؤدي إلى الأسد/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*مسيرة «عالمية» في باريس اليوم بمشاركة قادة دوليين.. وتصميم على الوقوف بوجه الإرهاب/باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط

*الإرهاب المعولم من الرياض لباريس/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

 

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية سفر يشوع بن سيراخ/الإصحاح الثامن/نصائح وإرشادات

"لا تخاصم المقتدر لئلا تقع في يدي و لا تنازع الغني لئلا يجعل عليك ثقلا فان الذهب اهلك كثيرين وازاغ قلوب الملوك. لا تخاصم الفتيق اللسان ولا تجمع على ناره حطبا. لا تمازح الناقص الادب لئلا يهين اسلافك. لا تعير المرتد عن الخطيئة اذكر انا باجمعنا نستوجب المؤاخذة. لا تهن احدا في شيخوخته فان الذين يشيخون هم منا. لا تشمت بموت احد اذكر انا باجمعنا نموت. لا تستخف بكلام الحكماء بل كن لهجا بامثالهم فانك منهم تتعلم التاديب والخدمة للعظماء . لا تهمل كلام الشيوخ فانهم تعلموا من ابائهم ومنهم تتعلم الحكمة وان ترد الجواب في وقت الحاجة. لا توقد جمر الخاطئ لئلا تحترق بنار لهيبه. لا تنتصب في وجه الشاتم لئلا يترصد لفمك في الكمين. لا تقرض من هو اقوى منك فان اقرضته شيئا فاحسب انك قد اضعته. لا تكفل ما هو فوق طاقتك فان كفلت فاهتم اهتمام من يفي. لا تحاكم القاضي لانه يحكم له بحسب رايه. لا تسر في الطريق مع المتقحم لئلا يجلب عليك وبالا فانه يسعى في هوى نفسه فتهلك انت بجهله. لا تشاجر الغضوب ولا تسر معه في الخلاء فان الدم عنده كلا شيء فيصرعك حيث لا ناصر لك. لا تشاور الاحمق فانه لا يستطيع كتمان الكلام. لا تباشر امرا سريا امام الاجنبي فانك لا تعلم ما سيبدو منه . لا تكشف ما في قلبك لكل انسان فعساه لا يجزيك شكرا."

 

صهر جديد يسطع نجمه في وطن الرسالة من خلال قصر مثير للجدل

الياس بجاني/10 كانون الثاني/15

 وضعنا في وطن الأرز شي أكتر من تعتير،

والكارثي هي أنو كبار رجال الدين وعنا نحنا الموارني تحديداً ومن غير شر راكضين ع البواب الواسعة،

ضاربتون لوثة الإستكبار ونفخة الصدر،

مفكرين حالون آلهة،

وغرقانين بعبادة تراب الأرض وقصورها،

وعم يشتغلو سياسي بمفهومها الشوارعي والزقاقي البيروتي.

كنا عم ننتقد احد رجال السياسة الموارني الشاردين والإسخريوتيين على أساس انو عمل من صهرو العجيبي والوقح ثابتي بالحكومات بدعم من قوى الاحتلال ومغطيه وحاميه تا يضب ويلم مازوت أسود وأحمر وعدادات كهربا وبواخر ومنافع وثروات من هب ودب.

هيدا الصهر ما في شي ما عملو لحد هلق ومكمل وما عاد حدا يحكي بارتكاباتو على اساس الأخ مقاوم وممانع ومن زلم المقاومة الله يرد عنو ويحميه.

هلق نيي طل علينا بفجور وقلة حيا صهر جديد لرجل دين كبير.

طل الصهر الجديد من سرداب قصر وضعو القانوني مش مظبوط والحكي عليه معبي الجرايد ومواقع التواصل الإجتماعي.

قصر ماشي الشغل فيه ومش موقف،

قصر بيقولو مسروق من مال الوقف ب حيل وفبركات وشطارات كلها غير قانونية وما فيها شي من مخافة ربنا والأماني.

رجل الدين يلي الصهر صهرو مش فرقاني معو كل الحكي وعم بيقول وع راس السطح يلي مش عاجبو يدق راسو بالحيط ويا جبل ما يهزك ريح وأنا فوق المساءلة وأكبر بكتير من انو حدا يحاسبي.

هوي نفسو هيدا المحترم صار خبير بفنون ثقافة المؤامرة واللازمي تبعها بيكررها كل يوم وما ترك حدا وما عملو عميل ومأجور وعم يقبض تا يهاجمو.

مبارح قال ما بدو حدا يتملح فيه!! هوي هيك قال.

بس السؤال هو، هل المحترم هادا بعد في شي من الملح تبع الإنجيل؟

لا والله أبداً ولا جنس الملح باقي عندو،

والباقي من ملحو، اذا باقي شي فاسد ع الآخر.

المبين انو هيدا الزمن مش بس زمن بؤس ومحل، بل أيضاً زمن صهورا وملح فاسد. كاسكون ع هيك زمن وع هيك قيادات ورجال دين.

المحترم وصهرو ويلي متلون ناسين إنو الزمن دولاب وبيبرم،

وبرمة دولابون انشاء الله مش مطولي لأنو ربنا بيسمع وبيقشع وأكيد بيحاسب وبينتقم

والمجد ل اسمو هو قال: "لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب.لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب" (روميه/19/12)

وكل من عنده آذان صاغية فليسمع.

 

بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة علمية وواقعية وجريئة جداً للمحامي عبد الحميد الأحدب تتاول الجريمة الجهادية التي وقعت في فرنسا/مقدمة للياس بجاني

"أما شؤون دنايكم فانتم أدرى بها"

بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المر/مقابلة علمية وواقعية وجريئة جداً للمحامي عبد الحميد الأحدب/مقدمة للياس بجاني/10 كانون الثاني/15

بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المر/مقابلة علمية وواقعية وجريئة جداً للمحامي عبد الحميد الأحدب/مقدمة للياس بجاني/10 كانون الثاني/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية


المتنور والمؤمن والوطني المحامي عبد الحميد الأحدب
الياس بجاني/10 كانون الثاني/15
المحامي والكاتب المتنور عبد الحميد الأحدب الذي يحمل أيضاً الجنسية الفرنسية إلى جانب الجنسية اللبنانية في مقابلة مميزة له اجراها معه في 08 كانون الثاني/15، عبر تلفزيون ال أم تي  الإعلامي انطوان سعد. تناول الأحدب خلال المقابلة الشيقة بعلم ومنطق وإيمان وجرأة وإيمان صحيح وواعي الواقع الإسلامي الحالي وخلفيات الواقع المحزن والموروب للمسلمين الجزائريين والمغاربة الفرنسيين والمقيمين في فرنسا وذلك عقب الإعتداء الإراهبي والإجرامي الذي ضرب فرنسا وأوقع 12 قتيلاً من الصحافيين ورجال الأمن والمدنيين على أيدي جهاديين اسلاميين فرنسيين. مقابلة هي بالواقع محاضرة دينية وعلمية ووطنية تعطي صورة عن الإسلام الحقيقي كما يعرفه ويفهمه الأحدب وهو غير الإسلام الداعشي. حقيقة وواقعاً ومنطقاً وإيماناً إن لبنان والبلدان الإسلامية كافة هي بحاجة ماسة لمفكرين اسلاميين متنورين من أمثال المحامي عبد الحميد الأحدب. نشير هنا إلى أن هذا المتنور اللبناني المسلم فقد ابنته الطفلة جراء محاولة سافرة لإغتياله في زمن هيمنة المنظمات الفلسطينية على لبنان التي عارضها بقوة وذلك على خلفيات مفاهيم موروبة تقول إن طريق فلسطين تمر من جونية. كما أن معارضة الأحدب للإحتلال السوري كانت علامة فارقة في تلك الحقبة.

فلتسقط البربرية
المحامي عبدالحميد الأحدب
9 كانون الثاني 2015/النهار
في هذه الاوقات الخطيرة التي يمر بها الاسلام وليس فرنسا، أرفع صوتي ليس بالاستنكار فحسب، بل بالقول إنه تحد للاسلام والمسلمين الفرنسيين، فالاعتداء الدموي على "شارلي إيبدو" ناجم عن الثقافة السائدة بين المسلمين، والتي تحتاج الى ثورة تصحيحية سريعة على عاتق المثقفين المسلمين الذين يملكون الجرأة ويتحدون الفتاوى... هذا موعد الثورة الاسلامية، على الذين خطفوا الاسلام... الثقافة الاسلامية السائدة التي تحلل الحرام وتحرّم الحلال هي التي تهدد الاسلام والمسلمين اذا لم يسارعوا الى الثورة الثقافية الاسلامية... وإلا فان المسلمين الجبناء سيدفعون ثمن البربرية الاسلامية، أضم صوتي الى كل صوت للنزول الى الشارع بعضلات قوية وفكر عصر النور... وذلك يحتاج الى القوة... للتصدي لهذا الشر

من أرشيفنا/أما آن أوان الثورة الدينية التصحيحية؟

المحامي عبد الحميد الأحدب/النهار

3 تشرين الثاني 2014

كانت المسيحية في القرون الوسطى تشكو مثل ما يشكو الاسلام هذه الأيام، فنهض عمالقة الفكر في عصر النور ومهّدوا للثورات التي تحفظ كرامة الانسان، ولدين مسيحي يقول فيه بابا روما للمسيحيين أن يصوموا مع المسلمين آخر أيام شهر رمضان... هذا هو الدين، وهذا هو التسامح، وهذه هي المحبة التي ينادي بها الاسلام الحقيقي.

الثقافة الاسلامية لا تزال قائمة على الحنبلية وعلى سيد قطب والاخوان المسلمين.. التشدد والتعصب والعنف.. "داعش" واخواته وقبله "القاعدة" كلها ولدت في بيئة ثقافية دينية حنبلية سيد قطبية. وباب الاجتهاد مقفل منذ أحد عشر قرناً...

فالحنبلية مدرسة وضعها أحمد بن حنبل في بغداد حيث ولد سنة 780 ومات سنة 855.. وكان ابن حنبل تلميذ الشافعي، ثم استقل عنه ليؤسس مذهباً خاصاً كان أشد المذاهب السنّية ابتعاداً عن الرأي وأكثرهم محافظة وتمسكاً بنصوص الكتاب والحديث، وكان من أدلة التشريع عنده الحديث المرسل الضعيف وإجماع الصحابة... أما القياس فلم يأخذ به الاّ عند الضرورة. واشتهر بصلابة العقيدة والتشدد على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(صبحي المحمصاني – الأوضاع الشرعية في الدول العربية).

وانتشرت الحنبلية في البلدان الصحراوية الفقيرة، وكان ابن حنبل مؤسس المدرسة السلفية التي نشهدها اليوم... وكان تمسكه الشديد بالأصول هو السبيل الى عدم التقيد بالاجتهاد، ومذهب ابن حنبل الذي نشأ منذ أحد عشر قرناً أصبح بحكم انتشار النفط في الدول الحنبلية هو الغالب على الشافعية والمالكية والحنفية... ثم توقف باب الاجتهاد! منذ أحد عشر قرناً وباب الاجتهاد متوقف... اجتهد سيد قطب مع الاخوان المسلمين... فصارت الثقافة الاسلامية حنبلية قطبية هي التي نراها اليوم.

تصدى للتخلف الديني كثيرون، ما زلنا ننتظر رؤية القمر آخر أيام رمضان ليعلق دار الإفتاء انتهاء شهر رمضان، وقد سار الناس على القمر، والشيخ فضل الله هو الذي وقف وقفة إسلامية صحيحة حين ربط اعلان نهاية شهر رمضان بساعة ولادة القمر، وقد أصبحت معروفة بالثانية. هكذا الرجال العظام، وهكذا يفتح باب الاجتهاد.

وكان عبد الناصر سائراً على هذا الدرب حين ردّ على سؤال لسيمون دوبوفوار التي رافقت جان بول سارتر في زيارة له: "لا أريدك أن تأخذي بمقولة أنّ الاسلام يمكن أن يكون عائقاً للتطور. فميزة الاسلام، في رأيي، أنه دين مفتوح على كل العصور وكل مراحل التطور، وأنا دائماً انقل عن النبي محمد قوله داعياً الناس الى الاجتهاد ازاء مستجدات العصور: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم". (مقابلة نشرتها "الأهرام" وقتئذ ووردت في كتاب هيكل "الانفجار"، صفحة 410).

ولكن عبد الناصر خطا خطوة ثم توقف! وكان هو الأقدر أن يسير بالأزهر الى فتح باب الاجتهاد، ولكنه لم يفعل! برغم أنه اصطدم بالإخوان المسلمين. الاجتهاد الذي أفتى به مفتي الديار المصرية علي عبد الرازق من أن الإسلام دين وليس دنيا وفيه من أحكام دنيوية مرتبطة بفترة حكم الرسول للمدينة خلال هجرته لمكة، هذا الرأي يناقش في اجتهاد مفتوح وتكفير مقفول.

بلى... تصدى لهذه الثقافة المتخلفة المتشددة الامام الأوزاعي بنظرته المشبعة بالتسامح وبالوحدة الوطنية ودافع عن أهالي لبنان بمناصرته للحق في وجه الولاة، واعتبر البشر عائلة واحدة يجمعها العدل ونبذ التعصب الطائفي والجغرافي. ثم عبد الله العلايلي ثم محمد عبده وعبد الله القصيبي ونصر حامد أبو زيد الذي حاولوا قتله، ثم طلّقوه من زوجته لأنهم اعتبروه كافراً بما دعا اليه من الحرص على الحرية والانفتاح في الدين، فهاجر الى هولندا وأقام هناك. ومحمد أركون وصادق جلال العظم وفرج فوده وأدونيس ونوال السعداوي وغيرهم وغيرهم...

ولكنهم بقوا على هامش الثقافة الاسلامية التي استبدت بها الحنبلية وفكر سيد قطب التعصبي الذي يقوم على العنف والتشدد والتعصب.

اذا كان الاسلام يريد أن يعود الى أصوله... الى عمر وعثمان وأبو بكر وصلاح الدين الأيوبي و... و... فالخطوة الأولى هي اعادة فتح باب الاجتهاد وتغيير المفاهيم وفتح باب الرأي... لأن الدين الاسلامي مهدّد فعلاً بخطر الزوال بسبب هذه الثقافة المتشددة المنغلقة المستحكمة في العقول منذ أن اقفل باب الاجتهاد أي منذ احد عشر قرناً... وأنظمة ديكتاتورية استبدادية طوال عشرات السنين بعد الاستقلال... كثير من الجرأة والصراحة والصدق والدخول الى الحياة العصرية... كل ذلك مطلوب... وهو يبحث عن رجال ليعود الاسلام الى رشده... والى حقيقته. والمطلوب أولاً من دول النفط أن تفهم وتتفهم وتكف عن تكفير الرأي. والاجتهاد ليس هو ترفاً... فساعة الحقيقة دقت والمسلمون هم المسؤولون عن مصيرهم وعن مواجهة هذا التحدي.

 

الراعي: "الحملات علينا لمكسب مالي أو مآرب سياسية"

الشفاف/السبت 10 كانون الثاني (يناير) 2015

"كلام حق".. للبطريرك الماروني، ولكن من أوصل البطريركية اللبنانية، بطريركية الإستقلال، إلى هذه المهانة؟

الصحافة اللبنانية، والمواقع الإلكترونية، ليست "منزّهة" عن "المكاسب المالية"، هذا صحيح. ولكن لا يليق بالبطريرك الماروني أن يوجّه الإتهامات على هذا النحو! إذا كان لديه أدلّة فليعلنها، أو ليعطها لمن "يسرّبها"!

من دفع، ومن قبض، "سيّدنا

حسب مراسل "النهار" حبيب شلوق في بكركي، فقد أبدى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ألمه "لأننا نشهد هذه الأيام حملات إعلامية علينا شخصياً وعلى مؤسسات الكنيسة وعلى الديانة المسيحية، وكأن هذه أصبحت مشاهد للتسلية ولجلب الدعايات ولتحقيق بطولات على حساب القيم".

وأشار إلى أن الكنيسة "لا تعتدي على أحد، ولا توجه الإهانة إلى أحد، ولا تستعدي أحدا،. بل تفعل ذلك بحكم ائتمانها على الشريعة الإلهية الموحاة والطبيعية".

وتناول مسؤولية أركان الكنيسة قال: "إن رجال الدين والشعب يخضعون جميعهم لقوانين الكنيسة التي تنظم حياتهم ، وطرق المساءلة والمحاسبة. فالسلطة تحاسب البطريرك في كنيسته، والأسقف في أبرشيته، والرئيس العام والرئيسة العامة في الرهبانية. ولا يحق لأحد من خارجها التدخل في هذا الأمر (...).

وكم يؤسفنا أن بعض البرامج التلفزيونية والكتابات الصحافية والالكترونية تتخطى حدود هذه الخصوصية، وتتعدى على الكرامات، وتتسبب بالشكوك، وتنتهك الحرمات، وتنصّب نفسها ديّانا للناس وتدخل في عمق خصوصياتهم. وفوق ذلك تمتهن الكذب والتجني والتضليل بسوء النية والأذية، من اجل التحقير أو التسلية أو تغطية الأخطاء والتجاوزات الشخصية وتبرير الذات المكشوفة أمام الله والناس، أو من اجل مكسب مالي غير شرعي، أو مآرب سياسية.

نشهد في هذه الأيام حملات إعلامية علينا شخصياً وعلى مؤسسات الكنيسة وعلى الديانة المسيحية، وكأن هذه أصبحت مشاهد للتسلية ولجلب الدعايات التلفزيونية ولتحقيق بطولات اجتماعية وسياسية على حساب القيم الروحية والأخلاقية والثقافية. إني أتذكر في هذا السياق المشاهد التي كانت تستقطب شعب روما، في عهد الامبراطورية الرومانية الوثنية وسنوات اضطهاد المسيحيين الثلاثمائة الأولى من تاريخ الكنيسة، عندما كان الأباطرة يرمون المسيحيين للأسود في مسرح colosseo، وشعب روما الوثني يأتي للتسلية في رؤية هذه المشاهد، مع دفع بطاقة دخول. هذه المشاهد هي إياها تتكرر عندنا اليوم، مع فارق، وهو أن في colosseo روما كانت تنهش الأسود أجساد المسيحيين وتزهق أرواحهم، أما في colosseo بعض البرامج التلفزيونية والكتابات الإعلامية والإلكترونية فينهش جسد المسيح في المؤمنين وكرامة الأشخاص وقدسية الكنيسة وهيبة السلطة الروحية وقيمة المؤسسات الكنسية".

ورأى انه "لا يجوز أن يجهل الإعلاميون أو يتجاهلوا أن البطريركية مؤسسة منظمة وفقا للقوانين الكنسية والمدنية. ليس فيها قرارات شخصية فردية، بل تصدر كلها عن مجالس أسقفية وأجهزة ومكاتب إدارية".

من جهته، اوضح القيّم البطريركي المونسنيور جوزف البواري ان ثمة 1200 عقار مستأجرة من دائرة الاوقاف ومن اصلها 600 عقار مشاد عليها ابنية ومنازل خاصة وهذا ينطبق على حال المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض والعقار تابع للمنطقة العقارية لبلدة غوسطا وغير مصنف عقارا في محمية جبل حريصا. ثم كانت كلمة ختام للخوري أبو كسم.

 

الحصيلة النهائية لضحايا تفجيري جبل محسن 9 شهداء و37 جريحا

السبت 10 كانون الثاني 2015 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس محسن السقال أن الحصيلة النهائية لضحايا تفجيري جبل محسن الارهابيين، بلغت 9 شهداء، بينهم اثنان مجهولا الهوية، نقلت جثتاهما إلى المستشفى الحكومي في طرابلس، و37 جريحا. الشهداء هم: محمد زيبار، يحيى يوسف عبد الكريم، علي ابراهيم، دركي يوسف عبدو، محمد سليمان برو، حسن علي ابراهيم وعلاء الخطيب. الجرحى هم: رائد العلي، احمد الدراج، الرقيب أول في قوى الأمن أحمد ماما، الرقيب أول في قوى الأمن حيدر الصايغ، أحمد علي حسن، إيمان سليمان، علي أحمد حمود، حسن محمد صالح، مصطفى محمد خضر، ابراهيم كامل الحسن، علي ضاهر، يوسف طالب، خضر طالب، يوسف الصايغ، يحيى عبد الله كمال، عمران علي يوسف، حسام علي خدوش، عقل ابراهيم سلامة، حسين عيسى صالح، حسن محمد برو، علي حسن الحسن، خضر محمد خضر، زين عبد الله حامد، رجب رعد ابراهيم، عمران صالح الصالح، شادي خضر حبيب، سامر يوسف أحمد، عدنان فواز منصور، جعفر طيبا، عمران أحمد أحمد، سليمان الحسن، علاء خليل، حيدر حسن، عمران أسد، ابراهيم أحمد، يحيى محمد دياب، فتحي أحمد محمد

 

الهويتان الكاملتان لانتحاريي جبل محسن

السبت 10 كانون الثاني 2015 / وطنية - حصل مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس محسن السقال، على الهويتين الكاملتين للانتحاريين اللذين نفذا تفجيري جبل محسن، وهما:

- طه خيال، والدته غادة (مواليد 1994) رقم السجل 86 - الرمانة طرابلس، يحمل الفكر التكفيري، ومتوار عن الأنظار منذ مدة.

- بلال محمد مرعيان الملقب ب"إبراهيم" والدته صباح (مواليد 19 آب 1986)، رقم السجل 2396 - التبانة، يسكن في حي الاترنيت في المنكوبين.

 

سلام مستنكرا تفجيري جبل محسن: جريمة لن ترهب اللبنانيين ولن تضعف عزيمة الدولة وقرارها في مواجهة الارهاب والارهابيين

السبت 10 كانون الثاني 2015 / وطنية - دان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، التفجيرين الارهابيين اللذين استهدفا منطقة جبل محسن. وقال في بيان أصدره مساء اليوم: "امتدت يد الارهاب مرة أخرى إلى طرابلس لتعبث بأمنها واستقرارها، وتعتدي على أهلها الآمنين في منطقة جبل محسن العزيزة، في محاولة جديدة لزرع بذور الفتنة فيها، واعادتها الى اجواء الفوضى والعنف، التي طالما عانت منها المدينة". وإذ استنكر "هذا العمل الشنيع الذي أودى بحياة مدنيين أبرياء"، اعتبر "هذه الجريمة الجديدة تحديا للدولة وقواها الأمنية، التي نجحت في وضع حد لمعاناة طرابلس المديدة، ووقف دوامة العنف فيها واعادة الطمأنينة الى نفوس أهلها". وأكد ل"مخططي الشر من أصحاب العقول المريضة"، أن "هذه الجريمة لن ترهب اللبنانيين، والطرابلسيين منهم على نحو خاص، ولن تضعف عزيمة الدولة وقرارها في مواجهة الارهاب والارهابيين، وجميع اشكال الخروج على القانون في جميع الاراضي اللبنانية"، مشددا على أن "جيشنا وقوانا الأمنية على اعلى درجة من التنبه والجهوزية، وماضيان في تنفيذ الخطة الأمنية، وفي تعقب ومحاسبة كل من يريد الاذى بلبنان واللبنانيين".

ودعا أبناء طرابلس الى أي جهة أو طائفة انتموا، إلى "الالتفاف حول القوى المسلحة الشرعية، واظهار اعلى درجات المسؤولية لتفويت الفرصة على قوى الظلام، في استدراج ردود فعل تخدم مخططاتها الفتنوية، وتأتي بالوبال على طرابلس وعلى لبنان"، خاتما "رحم الله الشهداء، وشفى الجرحى، وحمى طرابلس واهلها".

 

المستقبل طرابلس لأبناء جبل محسن: لتكن جريمة اليوم خشبة الخلاص لمدينتكم وفتح آفاق الحوار والمصالحة بين مكونات مجتمعنا الطرابلسي

السبت 10 كانون الثاني 2015 / وطنية - دانت منسقية طرابلس في "تيار المستقبل" في بيان "العمل الارهابي والجبان الذي ضرب مساء اليوم، منطقة جبل محسن في طرابلس، وأدى الى سقوط 9 شهداء وعشرات الجرحى". وأشارت إلى ان "تيار المستقبل، يؤكد أن دماء أبناء جبل محسن الأبرياء، التي نزفت جراء هذا العمل الاجرامي، هي دماء كل طرابلسي وكل لبناني شريف"، لافتة إلى أن "اعداء الوطن، لم يريدوا أن تستمر حال الهدوء والاستقرار، التي نعمت بها طرابلس طوال الفترة الماضية، وما رافقها من عودة الحياة الطبيعية، بين أبناء منطقتي جبل محسن والتبانة، فأرادوا من تنفيذ جريمتهم استهداف أمنها مجددا". ولفتت إلى أن "تيار المستقبل لطالما أشار الى أن منطقة جبل محسن، هي جزء أساس من طرابلس، وبأن أبناء الطائفة العلوية هم أساس في حاضر ومستقبل تكوين المدينة، وجزء أصيل من تاريخها، وبأن الخلاف الذي كان موجودا، هو خلاف سياسي، بعيد كل البعد عن التجاذبات والمماحكات الطائفية والمذهبية". واعتبرت أن "دماء الشهداء الذين سقطوا اليوم في جبل محسن، التي امتزجت مع دماء شهداء طرابلس، الذين سقطوا في تفجيري مسجدي التقوى والسلام الارهابيين، كانت ضحية الأدوات المجرمة والمتوحشة ذاتها، وصنيعة ذات الغرف السوداء التي يملأ قلوب أصحابها الحقد والكراهية، في حق جميع اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والطائفية والمناطقية". وناشدت أبناء جبل محسن وطرابلس، بالقول: "مرة جديدة يحاول الارهاب فرض أجندته الاجرامية علينا، كونوا على قدر المسؤولية، وحصنوا ساحتكم الداخلية، اجعلوا من أحزانكم وجراحكم سبيلا لرص الصفوف والود في ما بينكم، ولتكن جريمة اليوم اللحظة التاريخية التي تكون خشبة الخلاص لمدينتكم، ولفتح آفاق الحوار والمصالحة بين كل مكونات مجتمعنا الطرابلسي، واعلموا أنه بتكاتفنا وتضامننا، لن يستطيع المجرمون تنفيذ مبتغاهم ومخططاتهم الشيطانية". وختمت "رحم الله شهداء طرابلس، والشفاء العاجل للجرحى. عاشت طرابلس عصية على الارهاب والارهابيين. عاش لبنان".

 

نقيب محامي طرابلس استنكر التفجيرين وتلقى تعازي عربية

السبت 10 كانون الثاني 2015/ وطنية - استنكر نقيب المحامين في طرابلس النقيب فهد مقدم "التفجيرين الإرهابيين اللذين ضربا مدينة طرابلس، بوقت يمر فيه لبنان بمرحلة انطلاق الحوار الوطني، بين أطياف الشعب اللبناني، وبمرحلة عودة الأمن والأمان لطرابلس والشمال"، واصفا ذلك ب"محاولة يائسة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإثارة الفتن وضرب العيش المشترك فيها، وإعادتها إلى أجواء الفوضى والفتنة". وتقدم ب"التعازي لمدينتنا الجريحة، ولأهالي الضحايا"، متمنيا للجرحى "الشفاء العاجل". وتلقى فهد اتصالات من اتحاد المحامين العرب، ونقابات عربية، تستنكر "ما حصل، وتتقدم بالتعازي له ولطرابلس وللبنان".

 

جعجع استنكر التفجير في جبل محسن: لتوقيف الفاعلين والمخططين وسوقهم الى العدالة في أقرب وقت

السبت 10 كانون الثاني 2015 / وطنية - أصدر المكتب الاعلامي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بيانا استنكر فيه "التفجير الانتحاري، الذي وقع داخل مقهى أبو عمران في جبل محسن في طرابلس". واعتبر أن "أي عمل أمني يطال أي لبناني على أي بقعة من الأراضي اللبنانية، يطال اللبنانيين جميعا". واذ قدم "تعازيه الحارة لأهالي الضحايا" متمنيا "الشفاء للجرحى"، طالب السلطات القضائية والأمنية المختصة "متابعة التحقيقات بجدية، وعمق للتوصل الى توقيف الفاعلين والمخططين وسوقهم الى العدالة في أقرب وقت ممكن".

 

وفاة شاب أصيب في إشكال في فاريا ليل أمس

السبت 10 كانون الثاني 2015 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عن وفاة الشاب ايف نوفل (مواليد 1987)، متأثرا بجروح أصيب بها اشكال فردي وقع ليل أمس في منطقة فاريا. وفي تفاصيل ما حصل أن الضحية وصديقه سابا نادر كانا يسهران في أحد مطاعم فاريا- عيون السيمان، وحصل إشكال مع شبان آخرين على خلفية السهر مع فتاة، لكن الإشكال انتهى في حينه وغادر نوفل ونادر المكان، لكن الشبان الآخرين رصدوهما أمام محطة "توتال" على طريق عيون السيمان، وأطلقوا النار عليهما من مسدس حربي وبندقية كلاشينكوف، فأصابوهما، ونقل نوفل إلى مستشفى السان جورج في عجلتون بحالة حرجة، ونادر إلى "أوتيل ديو".

 

جعجع التقى كنعان في معراب على مدى 3 ساعات

السبت 10 كانون الثاني 2015/وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام دوللي الحاج أن رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع التقى في معراب، على مدار 3 ساعات، النائب ابراهيم كنعان، في حضور رئيس الدائرة الاعلامية في "القوات" ملحم رياشي.

 

ادانات جديدة بعد تنفيذ عقوبة الجلد علنا بمدون سعودي

السبت 10 كانون الثاني 2015/وطنية - طلبت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و "مراسلون بلا حدود" اليوم من السعودية الغاء عقوبة السجن 10 سنوات والجلد الف جلدة بحق مدون سعودي بتهمة "اهانة الاسلام"، وانتقدتا السلطات على "عدم تسامحها، وعلى اصدار عقوبة فظيعة". وستنفذ الالف جلدة على مدى 20 اسبوعا، وتلقى المدون امس اول 50 جلدة. وجلد المدون السعودي رائف بدوي (30 عاما) امام جمع من الناس بعد صلاة الجمعة قرب مسجد الجفالي في جدة غرب السعودية. وبدوي مؤسس موقع "الليبراليون السعوديون" وحائز جائزة "مراسلون بلا حدود" لحرية التعبير للعام 2014. واغلقت السلطات السعودية هذا الموقع الذي انتقد المطاوعين وبعض القوانين الاسلامية بحسب ناشطين. وانتقدت العفو الدولية بشدة تنفيذ عقوبة الجلد التي وصفتها بانها "غير انسانية ووحشية ويحظرها القانون الدولي". من جهته، وصف الاتحاد الاوروبي جلد المدون بانه عمل "غير مقبول" ودعا السلطات السعودية الى "تعليق اي عقوبة جسدية جديدة". كما دعت الحكومة الاميركية الرياض الى "الغاء هذه العقوبة الوحشية، وان تعيد النظر في ملف بدوي وادانته".

 

4عمال بنغلادشيين توفوا اختناقا جراء التدفئة في الضنية

السبت 10 كانون الثاني 2015/وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الضنية راشد فتفت، أن 4 عمال من التابعية البنغلادشية توفوا اختناقا جراء التدفئة في بلدة مراح سراج، وهم يعملون في بناء تابع للمهندس زياد الصمد.

 

ماريا ابنة العسكري المخطوف مغيط ترى النور في المستشفى الاسلامي في طرابلس

السبت 10 كانون الثاني 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عبد الكريم فياض ان زوجة العسكري المخطوف ابراهيم مغيط ريم وضعت مولودة اسمتها ماريا في المستشفى الاسلامي في طرابلس، وتمنت ريم لو ان زوجها معها يشاركها الفرحة بولادة ابنتهما

 

 “حزب الله” يحمي مجمعاً نووياً سرياً لنظام الأسد في القصير

برلين – ا ف ب ¯ د ب أ: كشفت مصادر ألمانية أن نظام الرئيس السوري بشار الاسد يعمل سراً على بناء مجمع تحت الأرض بإمكانه تصنيع أسلحة نووية. وذكرت أسبوعية “دير شبيغل” الألمانية, في عددها الصادر أمس, أن المصنع يقع في منطقة جبلية وعرة المسالك في غرب البلاد على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية, مشيرة إلى أنها حصلت على معلوماتها بناء على “وثائق حصرية” وصور التقطتها الاقمار الاصطناعية ومحادثات اعترضتها أجهزة الاستخبارات. وأوضحت المجلة ان الموقع القريب من مدينة القصير بريف حمص تصل إليه شبكتا المياه والكهرباء, مشيرة إلى أن الاسم الرمزي للموقع هو “زمزم”, ويمكن استخدامه في بناء مفاعل أو مصنع لتخصيب اليورانيوم, بحسب خبراء غربيين. ووفقاً لمعلومات المجلة, نقل النظام السوري الى المجمع الجديد ثمانية آلاف قضيب وقود كانت مخصصة لموقع الكبر السري الذي يقع وسط الصحراء في شرق سورية ويشتبه في أنه كان يؤوي مفاعلا نوويا سريا, ودمرته غارة جوية في 2007 نسبت الى الجيش الاسرائيلي. وبحسب “دير شبيغل”, فإن خبراء كوريين شماليين وايرانيين يعملون في مشروع “زمزم”. ومن المفترض ان يكون “حزب الله” اللبناني الداعم للنظام السوري, يتولى حراسة الموقع, سيما أنه متواجد بقوة في منطقة الحدود اللبنانية – السورية. من جهة أخرى, أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه وثق استشهاد 2108 معتقلين, داخل معتقلات وسجون وأقبية أفرع مخابرات النظام السوري في العام الماضي 2014. وذكر المرصد في بيان, أمس, أن سلطات النظام السوري “سلمت جثامين بعضهم لذويهم, فيما تم إبلاغ آخرين بأن أبناءهم قضوا داخل المعتقلات, وطلبوا منهم إخراج شهادة وفاة لهم, كما أُجبر ذوو البعض الآخر من الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام, على التوقيع على تصاريح بأن مجموعات مقاتلة معارضة هي التي قتلتهم”. وأضاف أن “من ضمن الشهداء الذين قضوا في معتقلات وسجون النظام السوري, وأقبية أفرعه الأمنية وثكناته العسكرية 27 طفلاً أعمارهم أقل من 18 سنة و11 فتاة”. وأعرب المرصد عن مخاوفه الشديدة على حياة عشرات آلاف المعتقلين المفقودين داخل سجون ومعتقلات وأقبية أفرع النظام الأمنية وثكناته العسكرية, وعلى مصير نحو 200 ألف معتقل متواجدين في سجون النظام, وذلك بعد الكشف عن معلومات من أشخاص تم الإفراج عنهم, بعد أن دفع ذووهم مبالغ مالية, عن وجود آلاف حالات الإعدامات لمعتقلين من قبل الضباط والسجانين القائمين على أماكن اعتقالهم. -

 

مجلس الوزراء "يحُل النفايات" الاثنين وسلام يضع السياسيين امام مسؤولياتهم"

تحضيرات اللقاء المسيحي في معراب واجراءات ميدانية قبل جولة الحوار الثالثة

 تأهب اوروبـي ودولي فـــي باريس غداً في مواجهـــــــة الارهاب

المركزية- اذا كانت الدعوة التي تسلمها وزراء الحكومة السلامية الى جلسة لمجلس الوزراء عصر الخميس المقبل لمتابعة البحث بمادة وحيدة تتعلق بالنفايات الصلبة تشكل مؤشرا في اتجاه امكان نجاح الاتصالات والمساعي الحثيثة التي بذلت في اعقاب جلسة الخميس الماضي الصاخبة، باعتبار ان الرئيس تمام سلام رفض تحديد اي موعد لجلسة جديدة اذا لم يتم ايجاد حل للازمة، فان كل المعطيات التي توافرت من مصادر المعلومات حتى الساعة لا تصب في هذا المنحى، على رغم استمرار حركة الوساطات لتقريب وجهات النظر والتقائها عند نقطة ضرورة معالجة الازمة قبل استفحالها. وقالت اوساط متابعة لـ"المركزية" ان اي اتفاق لم يتم حتى الساعة والدعوة الى الجلسة ليست مرتبطة بما يدور من اتصالات ولقاءات في هذا الشأن، على اهميتها، ذلك ان الرئيس سلام سيطرح البند الوحيد على الجلسة ليتبين في ضوئه من "مع" ومن "ضد".

حكيم: وفي السياق، وبعد الغاء اجتماع كان مقررا بين الرئيس سلام والنائب سامي الجميل في السراي قبل ظهر اليوم في ضوء البيان الكتائبي امس، طمأن وزير الاقتصاد "الكتائبي" الان حكيم عبر "المركزية" الى "اننا سنصل الى حل للملف وقال ان الغاء لقاء سلام – الجميل لا يفسد في الود قضية بل ألغي من اجل اجراء مزيد من الاتصالات واشباع القضية درسا للتوافق على حل للنقطة الخلافية. واذ نفى اتهام "الكتائب" لاي فريق في الحكومة بالفساد خلافا لما اعتقد البعض اعرب عن اعتقاده بان صيغة الحل قد تكون عبر تدخل الدولة في ناحية ما، بحيث تكون لها الكلمة النهائية في تحديد المطامر ويسمح لها بالرقابة كي لا تتولى الشأن الشركات وحدها. واشار الى ان الامور ايجابية وسنصل الى حل في اسرع وقت.

لقاء معراب: وباستثناء اتصالات حل الخلافات داخل مجلس الوزراء، فإن برودة الطقس وتدني درجات الحرارة في شكل غير مسبوق انسحبت على الحركة السياسية في البلاد وسائر الملفات بما فيها ملف العسكريين المخطوفين، والتي بقيت متأثرة بموجة الصقيع المستمرة حتى ما بعد ظهر غد مع انحسار العاصفة "زينا" ثلجا وامطارا، واستمرار مفاعيلها جليدا وبردا قارسا على ان تعرض تداعياتها في مجلس الوزراء للمعالجة. ولم تسجل ساعات اليوم نشاطا في المقار الرسمية باستثناء زيارة قام بها امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان بعد الظهر الى معراب في اطار استكمال المشاورات حول بنود جدول الاعمال المفترض طرحه في لقاء رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وعقد اجتماع بين كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات ملحم رياشي برئاسة جعجع بعد اجتماعين مماثلين عقدا في الرابية رأسهما العماد عون. علما ان اللقاء المنتظر لن يكون قريبا بحسب اوساط الجانبين نسبة لحاجته الى مزيد من الدرس والتحضيرات.

سرايا المقاومة: في المقابل تترقب الاوساط الساسية الجولة الحوارية الثالثة بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" في 16 الجاري والمرتقب بحسب اوساط قريبة من الطرفين ان تسبقه اجراءات ميدانية تعكس مدى جدية المتحاورين والتزامهما بالحوار واهدافه. وقالت هذه الاوساط لـ"المركزية" ان الاجراءات المشار اليها قد تتمثل في تسهيل بدء تنفيذ الخطة الامنية في البقاع، بعدما تعطلت لاسباب معلومة من الجميع، كاشفة ان ابرز مواضيع البحث في الجلسة الثانية كان وضع سرايا المقاومة كأحد مسببات الاحتقان السني – الشيعي الواجب تنفيسه وان فريق "المستقبل" قدم لائحة تضمنت اسماء واماكن تواجد عناصرها وممارساتها التي تشكل عنصرا اساسيا لا بل لغما يعرض السلم الاهلي للخطر، داعيا الى ضرورة بدء العمل على معالجة هذا الوضع. غير ان فريق "حزب الله" اكد ان سرايا المقاومة هي جزء اساسي من المقاومة لا يمكن التخلي عنه او بحث مصيره الا من ضمن مشروع المقاومة ككل وهو امر غير مطروح للنقاش راهنا.

اوروبا والارهاب: في الاثناء، بقيت فرنسا المهتزة أمنيا بالارهاب تحت الضوء الدولي. وبعد مقتل منفذي الاعتداء على صحيفة "شارلي ايبدو" الاخوين كواشي اثر محاصرتهما امس، تشهد باريس غدا تظاهرة اوروبية دولية ضد الارهاب وتضامنا مع ضحاياه يشارك فيها مسؤولون من دول العالم من بينهم وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في حين يعقد اجتماع لوزراء الداخلية الاوروبين يحضره وزير العدل الاميركي لتبادل المعلومات حول الارهاب الذي يتهدد ليس فرنسا فحسب بل دول اوروبا عموما، اذ تجمع المواقف على ان ما حصل في فرنسا ليس سوى المؤشر الى الخطر الذي يتهدد اوروبا ككل.

وفي هذا المجال، توقعت مصادر مراقبة ان تشكل الحادثة الفرنسية الارهابية عنصرا ضاغطا على ملفات البحث والاهتمام الفرنسي والاوروبي بحيث تتقدم الاولويات ومن شأنها ان تؤخر معالجة بعض المواضيع التي كانت تعتبر حتى ما قبل حادثة "شارلي ايبدو" اساسية ومن بينها الرئاسة اللبنانية، اذ توقعت المصادر ان تتأخر زيارة مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو الى ايران فالمملكة العربية السعودية من اجل دفع الملف الرئاسي اللبناني قدما.

كيري – ظريف: اقليميا، تتجه الانظار الى اللقاء المرتقب بين وزيري خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري وايران محمد جواد ظريف الاربعاء المقبل في جنيف، في اطار المفاوضات الجارية حول الملف النووي بين ايران ودول الخمس زائدا واحدا لاعطاء التوجيهات اللازمة قبل ان يبدأ مساعدوهما المفاوضات حول الملف في جولة هي الاولى بعد قرار تمديد فترة المفاوضات حتى نهاية حزيران المقبل بهدف حل الخلافات القائمة والتي تتضمن بصورة اساسية حجم تخصيب اليورانيوم وآلية رفع الحظر المفروض على ايران وكيفية التوصل الى الحل النهائي الشامل للملف النووي الايراني.

 

جعجع لـ”السياسة”: إجماع لبناني ضد التطرف والتقارب مع عون بدأ يعطي مفعوله  

بيروت – “السياسة”:

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان انتخاب رئيس جديد للبنان يمكن أن يتم في الثامن والعشرين من الجاري, موعد الجلسة المقبلة للانتخاب الذي حددهُ رئيس مجلس النواب نبيه بري, أو في أي يوم قبل هذا التاريخ, إذا ما قررت الكُتل النيابية المقاطعة التوجُّه الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس جديد.

وشدد جعجع في تصريحات إلى “السياسة” على أن “مقاطعة جلسات الانتخاب أمرٌ مرفوض وغير مقبول كلياً, باعتبار أن هذا الواقع الذي يفرضه النواب المقاطعون يشل البلد على الصعد كافة”, مجدداً التأكيد أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة الرئاسية هو “بنزول كل النواب الى البرلمان والتصويت لمن يريدونه رئيساً وأياً يكن الرابح نهنئهُ جميعاً ونتعامل معه على أنه رئيس البلاد, فتنطلق بعدها الحياة السياسية من خلال تشكيل حكومة جديدة وإقرار قانون انتخابي جديد وإجراء انتخابات نيابية ومن ثم ننكب على العمل في الاصلاحات السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية وكل المشاكل التي نعاني منها”.

وعن الحوار المرتقب بينه وبين العماد ميشال عون, أكد جعجع “ان الحوار انطلق عملياً من خلال الموفدين بين الطرفين وعبر تبادُل أوراق العمل بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”, ونكرر أننا لا نريد حواراً شكلياً وللصورة فقط”, مشيراً الى ان “هذا التقارب الحواري بدأ يُعطي مفعوله من خلال سحب الدعاوى القضائية بين الطرفين ما ساهم في تنفيس الاحتقان بيننا, فالحوار لا يقتصر فقط على موضوع الرئاسة بل يتعداه الى أمور جوهرية وأساسية سيتم مناقشتها للخروج بتصور واضح, وبعدها لكل حادث حديث”.

وطمأن جعجع إلى ان “الوضع الامني في لبنان سيستمر مستقراً ليس لأن هناك رعاية دولية تحمي لبنان بل لأن الاحزاب الكبيرة متفقة على الحفاظ على الاستقرار, وهناك إجماعٌ على مواجهة كل الجماعات المتطرفة”, لكنه جدد دعوته “حزب الله” للخروج من سورية اليوم قبل الغد “لتفادي تبعات القتال الدائر هناك وكل ما يستجلبه علينا من ويلات, سواء خطف الجنود اللبنانيين أو خضات أمنية في الداخل أو مزيد من النزوح”.

وإذ ناشد المجتمع الدولي مساندة لبنان في ملف اللاجئين السوريين “لأن البنى التحتية في لبنان لم يعد بإمكانها الاحتمال أكثر”, اعتبر جعجع أن “نظام الأسد انتهى منذ العام 2012 وليس هو الحاكم اليوم في دمشق, وإنما من يحكم هي القوى العسكرية التي استُعين بها لإبقاء الوضع كما هو”, مضيفاً ان “الايرانيين والروس يبقون هذا النظام على التنفس الاصطناعي الى حين ايجاد من يؤمن لهم نفوذاً ومكاسبَ توازي تلك التي كانت لهم إبان وجود الأسد, وحين يعطيهم أحد نفس النفوذ الذي كان يؤمنه لهم الأسد يتخلون عنه في لحظة, فبشار الأسد ميت سياسياً ويوجد أكثر من بديل له”.

وجزم بأنه سيكون هناك نظام جديد في سورية وإن طال الوقت, مرجحاً أن يتم التوصل إلى اتفاق “طائف” سوري (على غرار اتفاق الطائف اللبناني الذي أنهى الحرب الأهلية) يجمع السنة والعلويين والمسيحيين والدروز وربما سيكون للأكراد نوع من الحكم الذاتي على طريقة كردستان العراق, “ولكن لا أعتقد ان هناك تقسيماً وتغييراً في الحدود السورية اذ لا بديل عن لم الشمل السوري”.

في سياق متصل, أوضح رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات” ملحم رياشي في اتصال مع “السياسة”, أن ما يقوم به مع عضو “تكتل التغيير والإصلاح” النائب إبراهيم كنعان “هو مفاوضات بكل معنى الكلمة وعلى كل الملفات الخلافية, وهي تتطرق لمجمل مواضيع الخلاف القائمة بين القوات والتيار من بداياتها, وسيكون اللقاء المرتقب بين رئيس الحزب سمير جعجع ورئيس التيار العماد ميشال عون جزءاً من مسار هذه المفاوضات”, من دون أن يحدد موعداً محدداً للقاء, مكتفياً بالقول إنه ليس ببعيد, ومشيراً إلى جدية ورغبة في مناقشة كل المسائل المختلف فيها بين الطرفين, للوصول إلى الخواتيم السعيدة التي يأملها الفريقان.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/1/2015

السبت 10 كانون الثاني 2015 الساعة 23:43

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لم تغب أنظار العالم عن فرنسا التي سجلت فيها: إجراءات أمنية إضافية وملاحقة لمزيد من المشتبه بهم بالإرهاب. تأكيد الحكومة على الفصل بين الإسلام والإرهاب. صلوات في أكثر من خمسة وسبعين مسجدا في باريس متضامناً مع الأبرياء الذين قضوا في الإعتداءات.

وانسحبت الأجواء الفرنسية على كثير من البلدان الأجنبية، ودعت الإدارة الأميركية مواطنيها الى الحد من السفر خارج بلادهم.

محليا، متابعة سياسية لعدد من المواضيع ومنها: رفع تعليق جلسات مجلس الوزراء والعودة الى الإنعقاد بعد غد الاثنين لمعالجة ملف النفايات. إعلان جنبلاط عدم ممانعته التمديد التقني لمطمر الناعمة شرط الأخذ بمشروع وزير البيئة. إجتماع في معراب جديد بين النائب ابراهيم كنعان وملحم الرياشي وبحضور رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، على مدار ثلاث ساعات، تحضيرا للقاء عون وجعجع. تأييد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لحوار "المستقبل"- "حزب الله"، وكذلك تأييد أعمال حكومة الرئيس سلام.

والى كل هذا، موجة الصقيع حديث الناس، وانزلاقات السيارات تسببت بإصابات لسائقين وركاب في عدد من المناطق. وبعد العاصفة "زينا"، منخفض جوي يجلب الأمطار الليلة بغزارة وغدا يتقطع، فيما فرق الصيانة تواصل عمليات تصليح الأعطال. لكن اللافت أن مؤسسة الكهرباء لم تصدر أي بيان واضح حول التغذية والقطع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

انحسرت العاصفة "زينة" مخلفة وراءها موجة من الصقيع، وتوسعت تداعيات موجة العنف الفرنسية مولدة ارتدادات واسعة على المستويين الدولي والاقليمي.

باريس أعلنت النفير العام في مواجهة الإرهاب، والقادة الأوروبيون يتظاهرون الأحد في مسيرة جمهورية تجوب الشوارع الفرنسية تضامنا، فيما كان تنظيما "القاعدة" و"داعش" يتسابقان على تبني هجمات باريس والتهديد بالمزيد منها في كلٍ من بريطانيا والولايات المتحدة.

السلطات الفرنسية حاولت إبعاد كأس ارتباط الإرهابيين المر بالأزمة السورية، وتحدثت عن اليمن، فيما كان الرأي العام الأوروبي يتساءل عن الجدوى من الحرب على دمشق التي تقاتل الإرهابيين ويطالب بتغيير الاستراتيجيات المنتهية الصلاحية لأن التحالف مع الرئيس بشار الأسد بات حاجة غربية وممرها الإلزامي سوريا يكون عبر السفارات فقط لا غير، وأن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا.

جرعة إضافية من الدعم تلقاها حوار عين التينة من المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى، الذي أبدى الارتياح لمساره وروحيته الوطنية، آملا أن يثمر نتائج إيجابية.

وبالعودة إلى العاصفة البيضاء بسجلها الأسود، قضى اليوم أربعة عمال بنغاليين اختناقا جراء سوء التدفئة في الضنية، في وقت سجل فيه وزير الصحة وائل أبو فاعور بعدم مطابقة المنظمات الدولية للمواصفات، بعد أن تبخرت جهودها مع قدوم "زينة".

في ملف النفايات الصلبة، جلسة مرتقبة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل لمتابعة البحث المعلق من الخميس، وسط أجواء توحي بوجود حلحلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تلفظ العاصفة "زينة" أنفاسها الأخيرة، وتسلم الراية لمنخفض جوي لا يقل ثلوجا وأمطارا، لكن لن يوازي ما خلفته منافسته من صقيع وجليد قطع أوصال الأحياء وعزل بلدات وقرى.

موجة الفرح بالأبيض ومخزونه المائي بعد سنوات جفاف عجاف، لن تخفي نقمة الأضرار التي حالت سماكة الثلج دون الكشف عنها جبلا، فيما بدت الآثار جلية على مراكب الصيد والصيادين ساحلا.

آثار صدمة الهجمات الارهابية في باريس بدت جلية في رفع درجات التأهب عشية التظاهرة الاستثنائية في العاصمة الفرنسية بمشاركة قادة من دول العالم، وفي التوصيف القاتم للصحافة الفرنسية عن وضع البلاد، فكتبت معنونة ان مقتل مهاجمي "شارلي ايبدو" لا يمثل خاتمة الحرب التي يشنها متطرفون على فرنسا.

اللافت في سيرة منفذي اعتداءات باريس انهم وتحت أعين الاستخبارات كانوا جزءا من شبكة لارسال مقاتلين إلى العراق، وانهم شاركوا في القتال ضد "الحوثيين" في منطقة دماج اليمنية، وانهم غادروا الى سوريا عبر تركيا، وانهم خرجوا من السجون لعدم كفاية الدليل.

وبأدلة التلاعب بأسعار النفط عالميا، قرأ الامام الخامنئي اسبابا سياسية وليس اقتصادية وراء هذا الانهيار، يستخدمه عدو ايران وفنزويلا كسلاح ضدهما، وهو ما رأى فيه أيضا الشيخ حسن روحاني مخططا معاديا تقوده بعض القوى يحتاج افشاله الى تعاون دولي - اوبيك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأسئلة المطروحة في فرنسا واوروبا والعالم بعد مجزرة "شارلي ايبدو" وجودية، وفي ضوء الأجوبة عنها يرتسم وجه جديد للعلاقات بين الشعوب. أي تعريف للارهاب؟ كيفية عدم السقوط في التعميم والشمولية، فلا تصنف أديان أو دول ظلما بأنها راعية وناتجة له؟ كيفية محاربة هذا الارهاب من دون تدمير الديمقراطيات والانجازات الاجتماعية والانسانية؟ ما الخطوات لتجنب السقوط في فخ الارهاب في معرض محاربته بحيث لا ينقسم العالم الى فسطاطين متقاتلين كما اراده بن لادن؟

تزامنا، لبنان الذي يستعد لعاصفة مناخية جديدة يأمل شعبه الغارق في الثلج والجليد ان لا يجد نفسه في السابع عشر من كانون الثاني غارقا تحت أطنان الزبالة، خصوصا ان اي تقدم لم يسجل حتى الساعة على خط حل الخلاف الوزاري حول خطط النفايات.

اما على خط الحوار، فلم يمنع الجليد على طريق معراب، النائب ابراهيم كنعان من لقاء الدكتور سمير جعجع ورئيس جهاز التواصل في "القوات" ملحم رياشي، حيث واصلوا مساعيهم لاذابة الصقيع الدهري المتراكم بين الموقعين المارونيين، فيما يستمر الثناء الخجول على الانجازات التي يحققها الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أسبوع العواصف بدأ بالانحسار. وكما في الأحوال الجوية، كذلك في الأجواء السياسية! فبعد العاصفة التي كادت تطيح بمجلس الوزراء وجلساته، تبدو الاتصالات مثمرة لحلحلة خلافات النفايات، وأولى الايجابيات تجلت بتحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء الخامسة عصر الاثنين المقبل.

الى ذلك، عواصف السياسية تنحسر شيئا فشيئا أمام اجواء الحوارات المفتوحة، وفي هذا الاطار، سجل لقاء في معراب جمع أمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان مع رئيس حزب "القوات" سمير جعجع ومستشاره ملحم رياشي، وهو يأتي متابعة لما سبقه من لقاءات في الرابية في حضور العماد ميشال عون. ووفق المعلومات، فاللقاء كان جديا وصريحا سعيا لإنضاج تصور مشترك في عدد من الملفات.

كذلك، تبدو العواصف الحدودية بين لبنان وسوريا أهدأ، فبعد الاجراءات اللبنانية والكلام على احتمال رد فعل سوري، تحدث السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي للـotv عن معاجة قريبة لهذا الاجراء واعادة النظر اللبنانية به.

وفي الارهاب أيضا، "اينرغا" قبل قليل على مقهى في جبل محسن ادت الى عدد من الجرحى والاصابات.

في المقابل، وحدها عواصف الارهاب الضارب في كل انحاء العالم لا تهدأ. ففرنسا ما زالت تحت تأثير صدمتها، واوروبا تجتمع بقادتها غدا في الشوارع الباريسية تنديدا بالارهاب، في خطوة رمزية، ينتظر كيف ستتابع على مستويات اكبر، واحتمالات التغيير في السياسات الامنية والخارجية لبعض الدول الاوروبية، وعلى رأسها فرنسا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أكثر من ألف شرطي ينتشرون غدا في شوارع باريس لضمان الأمن، لتظاهرة حاشدة تريدها فرنسا إعلانا لتمسكها بوحدتها الوطنية ورفضها الإرهاب. ومن المتوقع أن يشارك في التظاهرة عينها قادة أوروبيون يشعرون أن الاعتداء على "شارلي إيبدو" ليس حدثا فرنسيا بقدر ما هو أوروبي في التحديات التي يطرحها.

وبعد مقتل الإرهابيين الثلاثة أمس، أعلن مصدر في الشرطة الفرنسية أن المطلوبة رقم 4، حياة بومدين، غادرت الأراضي الفرنسية وباتت في تركيا، وربما كانت في طريقها إلى سوريا.

ومن سوريا، فجرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية واحدة من قنابلها ذات العيار الثقيل، إذ ادعت بناء على وثائق حصرية أن النظام السوري بصدد بناء مجمع نووي على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية.

ومن على تلك الحدود نفسها، بات المعاون المخطوف ابراهيم مغيط أبا لطفلة لم يتمكن من رؤيتها، لتكون ماريا مغيط المولود رقم 3 للعسكريين القابعين في الجرود وسط صقيع العاصفة.

تلك العاصفة التي يرزح تحت وطأتها أيضا نازحون سوريون يقذفون تارة بقرارات رسمية جائرة ومرتجلة، وطورا بتصريحات وزراء كانوا ليدخلوا السجن لو أن في بلادنا قوانين تجرم بث الكراهية. غير أن مجموعة من الشباب والشابات قررت أن تبدل هذا المشهد المهين، وأن ترسم صورة مغايرة للبنان انطلاقا من شارع الحمرا حيث توافد المواطنون حاملين ما تيسر من ثياب وأغطية شتوية، علهم ينجحون في جعل الحياة أقل قساوة على من قست عليهم الحياة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

باريس على موعد غدا مع تظاهرة الرفض للارهاب الذي استهدف "شارلي ايبدو" وحرية الفرنسيين وقيمهم. وتنطلق التظاهرة من ساحة الجمهورية بمشاركة مئات الالاف يتقدمهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وبمشاركة شخصيات اوروبية ودولية، وعلى وقع مواقف الدعم لفرنسا في مواجهة الارهاب والارهابيين.

داخليا، جلسة استثنائية لمجلس الوزراء الإثنين المقبل لبحث ملف النفايات الصلبة، غير ان الدعوة الى الجلسة لا يعني وفق مصادر معنية بان اتفاقا قد حصل مع حزب "الكتائب" في هذا الشأن، لكن الجلسة ستعقد من اجل متابعة ملف النفايات البند الوحيد على جدول أعمالها.

مصادر "الكتائب" أكدت ان الأمور لا تزال على حالها. واشارت الى ان وزراء الحزب سيشاركون في الجلسة وهم منفتحون على أي عرض يؤمن الشفافية التي يطالبون بها لا سيما ما يتعلق بالآلية التي تحمي مصالح المواطنين.

وسط هذ الاجواء الملبدة في الداخل السياسي، وما تركته العاصفة "زينة" من اضرار مادية في أكثر من منطقة ساحلا وجبلا، فان الثلوج التي غمرت قمم الجبال على امتداد لبنان، تعد بموسم تزلج واعد بدت ملامحه في كفرذبيان التي تشهد غدا افتتاح موسم التزلج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

طل الارهاب مجددا على لبنان، فضرب جبل محسن بإنفجارين دمويين أوقعا سبعة شهداء تقطع بعضهم أشلاء إضافة الى أكثر من عشرين جريحا.

وفي فرنسا فإن "القاعدة"، "الدولة الإسلامية"، "الإخوان"، ثلاثة وجوه لعملة إرهابية واحدة تتسابق على تسجيل نصرها في غزوة باريس. وهو التعبير عينه الذي استخدمته فرقة غزوة الأشرفية عام ألفين وستة وباركها بعض الإخوان اللبنانين، فمن اليمن تبنى تنظيم "القاعدة" الهجوم على مقر مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية وبارك وجوها قال إنها أفلحت. وجاء هذا التبني بصوت المسؤول الشرعي في التنظيم المدعو حارث النظاري المتحدر من جذور "إخوانية".

الروابط الإرهابية تسير جنبا إلى جنب مع الدوافع السياسية ومنشأها الديني المتطرف. ففرنسا هي الدولة الإوروبية الأولى التي تدفع ثمن الحرب على سوريا، إذ إن المتهمة الرابعة في الحادث وتدعى حياة بومدين قد فرت من باريس متوجهة إلى سوريا عبر تركيا. ولم يعد أمام باريس سوى الاستفادة من خبرات وزير الخارجية لوران فابيوس الذي أضنى شبابه في دعم ثوار سوريا على أنواعهم، المسلحين منهم والإرهابيين، وأفنى حقيبته الدبلوماسية في الذهاب والإياب إلى تركيا، وفي تحويل ال"كي دورسيه" من مقر للخارجية الفرنسية إلى ممر للناشطين المعارضين من دون التثبت من ثورتهم أو أنهم كانوا يهدفون الى اللجوء الأرستقراطي في الفنادق الفرنسية.

فابيوس لم يعص عليه أبو إبراهيم الإرهابي خاطف لبنانيي أعزاز بتأشيرة تركية، ولاحقه إلى الحدود، معبر كيليس، والتقاه هناك في شهر آب أغسطس عام ألفين واثني عشر. وفابيوس نفسه لن يألو جهدا في سحب حياة بومدين اليوم من قلب الممرات التركية وإلا فستكون أنقرة قد غدرت بأصدقائها الفرنسيين.

بات على الجميع التعاون اليوم، ولاسيما أوروبا التي عاشت قلقا ورهابا من الإرهاب، منذ بدء الأزمة السورية ودولها لا تكاد تتمكن من توقف تدفق الشباب الأوروبيين الى ساحات الحرب بعد تدريبهم في تركيا، وتحاسب من عاد منهم تائبا. وأووربا نفسها ستسير غدا في موكب رئاسي ضد الارهاب إلى جانب الرئيس هولاند وتنضم إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورؤساء وزراء اسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وبلجيكا ورئيس الاتحاد الأوروبي.

لبنان بدوره يسير في خطوط أمامية نحو الحوار، موكب "التيار" تقدمه اليوم النائب ابراهيم كنعان إلى معراب، حيث اجتمع بقائد "القوات" سمير جعجع ثلاث ساعات، وقال ل"الجديد" إن اللقاء كان جادا وصريحا سعيا لإنضاج تصور مشترك في تبادل أوراق العمل بين "التيار" و"القوات" الأسبوع الماضي.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 10 كانون الثاني 2015

السبت 10 كانون الثاني 2015

  النهار

تخشى أوساط سياسية أن يثير استدعاء حزبي للمثول أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اشكالات تؤثر في اجواء التهدئة.

تساءلت جهة معنية عما اذا كانت صفقة الأسلحة للجيش من فرنسا تلحظ تأمين قطع الغيار وعقود الصيانة وبأية أسعار.

لم تهتم المراجع المختصة بتأمين مبلغ من المال لصيانة طائرات إطفاء الحرائق.

نقل سياسي عن مسؤولين سوريين أن كل الأسماء المرشحة للرئاسة اللبنانية حتى الآن "غير مطابقة".

يعود الحديث عن ضرائب إضافية ابرزها على البنزين لزيادة المداخيل.

السفير

عبر سفير دولة خليجية أمام مسؤول رسمي عن عتب بلاده على مرجع لبناني زار دولة خليجية أخرى قبل زيارة بلده، خلافا لما كان متوقعا منه!

تسعى عواصم عربية لتشكيل أطر دينية فاعلة في لبنان وبلدان أخرى لمواجهة العنف والتطرف.

تبلغ وزير سيادي لبناني رسائل واتصالات إشادة من شخصيات عربية كثيرة على خلفية مواقفه من قضايا حساسة لا سيما مواجهة التطرف الديني.

المستقبل

يقال

إن مرجعاً روحياً يؤكد في مجالس خاصة أنّه لن يتدخّل في "لعبة" تسمية اسم رئيس الجمهورية.

إن اللقاء الذي يحضّر له بين مرجعيّتَين سياسيّتَين مسيحيّتَين يحظى بمباركة فاتيكانية.

اللواء

لا يُبدي فريق داخل حزب مسيحي تفاؤلاً بإمكان حدوث خرق خلال حوار متوقع، في ما خصّ انتخابات الرئاسة الأولى.

يتساءل فريق سياسي عن الأسباب التي دفعت بمرجع رسمي إلى فتور حماسه لإقرار بلاكات النفط.

حمل الخطاب الأخير لرئيس حزب نافذ إشارات مطمئنة في ما خصّ الجبهة الملتهبة على الحدود الشرقية!

الأخبار

قضاء "داعش" يتمدّد

أدى أمير تنظيم لدولة الاسلامية في القلمون ابو الوليد المقدسي صلاة الجمعة، وألقى خطبة الجمعة في مسجد يقع على اطراف بلدة عرسال، بالقرب من مدينة الملاهي، التي لا تبعد أكثر من عشرات الامتار، عن حاجز الجيش في وادي حميد. وذكرت المعلومات أن المقدسي التقى عددا من اهالي عرسال. وقدّم أحد مالكي الكسارات، الذي سرقت محتويات كسارته قبل أسابيع، شكوى لدى المقدسي، الذي حكم له باستعادة المسروقات، وغرّم الجهة السارقة مبلغا ماليا، نتيجة توقف عمل صاحب الكسارة.

هل تلغي قوى الأمن الاختبار الخطي مجدداً؟

تأخر صدور نتائج الاختبارات الرياضية للمرشحين لرتبتي رقيب ودركي متمرن، التي بدأ إجراؤها منذ أكثر من شهر ونصف شهر، علما أنه لم يحدد موعد الاختبار الخطي بعد. وقد خضع المرشحون لاختبارين، صحي صدرت نتيجته، ورياضي لم تصدر نتيجته حتى الان، ورشحت معلومات غير مؤكدة، تحدثت عن احتمال الاكتفاء بالاختبارين المذكورين، واعلان نتيجة المقبولين النهائيين من دون إجراء الاختبار الخطي، علما ان عشرات الاتصالات من المرشحين ترد يوميا الى المديرية العامة لقوى الامن، للاستفسار بشأن الموضوع، الذي يفترض بمجلس القيادة في قوى الامن الداخلي بته سريعا.

خلاف بلدية كفررمان

اقتحم مسلحون المركز الصحي ونادي الرسالة في كفررمان (قضاء النبطية)، وعبثوا بمحتوياتهما، وكسروا بعض المكاتب. أوساط رئيس البلدية كمال غبريس المشرف على المركزين، وجهت أصابع الاتهام إلى عناصر تابعين لحركة أمل، علماً بأن الأخير محسوب على الحركة، وعلى النائب هاني قبيسي، الذي طرح اسمه رئيساً للبلدية التوافقية. وتردد أن خلافات نشبت بين غبريس وحركيين في البلدة، بعدما بدأ "يتخطى بمصالحه ومشاريعه الحركة، التي أوصلته إلى الرئاسة".

الجمهورية

قال وزير إن الأزمة الحكومية الأخيرة ستدفع باتجاه إعادة النظر بالآلية التي تم التوافق عليها سابقاً.

توقعت أوساط أن تترجم جرعة الدعم التي مدّها أمين عام حزب سياسي للحوار بمزيد من الترييح والإنجازات.

توقفت أوساط سياسية أمام توافق "8 و 14 آذار" على الإجراءات المتصلة بالنازحين السوريين، وتمنّت أن ينسحب هذا التوافق على ملفات أخرى.

البناء

مقرّبون من مسؤول سابق كشفوا أنّ الأخير، وقبل ان يصبح سابقاً، كان في كلّ مرة تطرح أمامه مسألة تنظيم موضوع النازحين السوريين إلى لبنان، يجيب بأنّ هذا الأمر يتطلب التنسيق مع النظام في سورية، وهذا غير ممكن الآن، لأنّ النظام سيسقط حتماً خلال أشهر معدودة، فلننتظر قيام نظام جديد للتنسيق معه في مسألة النازحين! لكن الذي حصل هو أنّ المسؤول المعنيّ أصبح سابقاً فيما سورية صامدة بنظامها وجيشها وشعبها…

 

فرنسا والغرب أمام امتحان ما بعد 7 ك2

أسعد حيدر/المستقبل/10 كانون الثاني/15

بدأت مرحلة ما بعد 7 كانون الثاني في فرنسا والعالم، على مثال ما بعد 11 أيلول 2001 في نيويورك. التحدي الآن أكبر بكثير. الارهاب نما وينمو ويتطور، ويتجذر ويتوحش. لم يعد يوجد خط أحمر أمام العنف الأسود. جريمة مجلة «شارلي ايبدو« ألف جريمة في واحدة. إبادة الجسم الصحافي للمجلة التي يتهكم فيها من قتلوا (من الأفضل القول الذين استشهدوا) على أنفسهم كما يتهكمون على العالم في محاولة منهم لكسر كل المقدسات، تضع العالم كله أمام تحدٍّ غير مسبوق يتطلب إجراءات غير مسبوقة. لا يكفي ان يجتمع قادة الغرب والعالم لاحقاً، بمهاجمة دولة واحدة كما فعلوا في العراق، لأن حسن روحاني رئيس الوفد المفاوض حول الملف النووي في تلك الفترة أنقذ بلاده من جعلها هدفاً للرئيس جورج بوش ووزير دفاعه رامسفيلد. يجب وضع خطة طويلة الأمد لأن هذا «الارهاب الأسود» يتوالد بسرعة الصوت وأكثر.

«القاعدة» بدا وكأنه خسر المعركة سواء بسبب مقتل بن لادن، أو بسبب ظهور «داعش» الذي تقدم عليه بسرعة صاعقة واستولى على مساحة واسعة من سوريا والعراق بدلاً من أفغانستان التي أصبحت «قفصاً» أبوابه محددة وطرق الخروج منه معروفة. خطورة عملية باريس إذا صحت نسبها الى «القاعدة»، أنها بداية لتنافس غير معروف ومسبوق بشراسته وعنفه لوضع اليد على الإرهاب. كل من التنظيمين «القاعدة» و»داعش» سيسابق لإثبات قوته وانتشاره. هذا السباق سينتج عمليات قد تكون عملية «شارلي ايبدو» من العمليات التحضيرية لعدد آخر من العمليات السوداء والمخيفة. عندما لا يعود للإنسان قيمة، تسقط كل الحدود والممنوعات.

مَن المسؤول عن هذه الجريمة؟

بداية يوجد مجرم معروف أي «القاعدة» أو»داعش»، المجرم الذي نفّذ الجريمة بدم بارد سواء ضد الشرطي الجريح أو الجهاز التحريري للمجلة. المجرمان ليسا أكثر من «خنجر»اخترق «قلب» فرنسا والعالم.

حجة الجريمة، الانتقام للرسول محمد حجّة ساقطة عليهما. هذا «الانتقام» هو عملية مبرمجة ومنظمة يمتزج فيها الكثير من الأهداف المتعارضة أحياناً. الأهم أن الأخوين المجرمين شريف وسعيد كواشي أساءا الى الإسلام والمسلمين أكثر بكثير مما يتصوران، وهما أيضاً وضعا الفرنسيين من عرب ومسلمين في خطر لا يستحقونه ولا يريدونه. لكن حان الوقت لأن تحدد الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا وخصوصاً فرنسا ماذا تريد. من حقها أن تحافظ على دينها وتقاليدها لكن لا يحق لها استفزاز الأوروبيين وخصوصاً الفرنسيين يومياً.

«القاعدة» تكوّن بسبب ارتدادات ترك الشباب الاسلامي، الذي ترك قضيته المركزية فلسطين، لمحاربة الاتحاد السوفياتي والشيوعية في أفغانستان.

«داعش» قام ونما وتوحش بعد أن ولد من القهر اليومي للسوريين على يد نظام لا يهمه سوى السلطة والمحافظة عليها ملكاً له. سوريا اليوم تجمع من لا يجمع من الجنسيات للقتال فيها وعليها. لا يوجد فرق بالنسبة للسوري المذبوح والمظلوم والنازح بين الايراني واللبناني من «حزب الله« والعراقي من الميليشيات الشيعية والأفغان الشيعة من جهة، والاسلامي الذي يفجر نفسه لتقوم دولة الإسلام منها براء. الاحباط واليأس يولدان الذين يذبحون ويفجرون أنفسهم. إهمال العالم لهم أسقط المحرمات وجعل «الداعشيين» يجتاحون أقساماً كبيرة من سوريا والعراق. عندما يقول الأميركيون إنه يلزم ثلاث سنوات لتدريب عدة آلاف من السوريين المعتدلين، يعني ذلك أن الرئيس باراك أوباما سيورث الحرب في سوريا لخلفه، وأن معاناة السوريين ستتمدد ثلاث سنوات زائد سنوات اضافية من القتال الدامي والمدمر. ويسألون لماذا ينمو الارهاب ويزداد عنفاً ودموية وسواداً؟

الرئيس فرنسوا هولاند قال قبل 24 ساعة من الجريمة انه «نادم لأنه لم يهاجم دمشق بعد استخدام الأسد للسلاح الكيماوي». باللغة الديبلوماسية الباردة هولاند يدين أوباما الذي حال دون الهجوم ومحاسبة الأسد. لذلك من الآن وبعد عملية 6 كانون الثاني في باريس وحتى اجتماع القادة الغربيين سيكون لدى هولاند الوقت لصياغة خطة تطوق تمدد «داعش» وإرهابه خصوصاً ان التحقيقات ستكشف ماذا جرى قبل الجريمة وكيف تم تحديد هدفها.

الفرنسيون قبل غيرهم يعرفون نظام الأسد، وكيف كان يستورد الإرهابيين ويصدّرهم الى العراق ومنهم شريف كواشي، ومن ثمَّ يسلّمهم في لوائح للأمن الفرنسي ليأخذ منهم ومن الادارة السياسية ثمن أتعابه سياسياً. شريف كواشي كان معروفاً من الأجهزة الأمنية كلياً، فلماذا ترك حراً ولم يوضع تحت المراقبة؟

أمام باريس الوقت الكافي لتحديد المسؤوليات والحساب. لا يكفي أن يقتل كواشي لينتهي الارهاب.

من الآن ما لم تتم، معالجة كل الأسباب التي ولّدت هذا الارهاب، خصوصاً في سوريا والعراق فإن داعش سيتوالد ويقوم «دواعش» أكثر خطراً وإجراماً. مصالحة الأسد بدعوى قدرته على المساعدة في ضرب «داعش» يعني الخضوع لابتزاز من مبتز خبير. ليست هذه دعوة الى الحرب، كما حصل في العراق. انها دعوة الى حل سريع تشارك فيه روسيا وإيران، حتى لا يبقى الأسد الى الأبد، ويتغذى «الدواعش» من إرهابه ومن مظالم السوريين والعراقيين الى الأبد.

 

نواف الموسوي: فلنقلع عن الخطاب غير الواقعي الذي من الممكن ان يستغله الفكر التكفيري لتجنيد مقاتلين سيسفكون دم الجميع

السبت 10 كانون الثاني 2015 / وطنية - اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي، "اننا مطالبون كمسلمين بالدفاع عن صورة ديننا التي يتآكلها الفكر التكفيري الذي يشيع في العالم إرهابا وقتلا وجرائم، ومن‏ هنا نحن الأولى بالدفاع عن هذا الدين، وبأن يكون لنا كلمتنا الواضحة في تبيان أركان الإسلام بما هو دين للرحمة، فهذه هي مسؤوليتنا التي يجب أن نضطلع بها، ونحن هنا في لبنان نقول للمسلمين جميعا في داخله وخارجه أننا لا نستطيع الدفاع عن صورة الإسلام إلاّ إذا أجرينا قطيعة تامة مع الفكر التكفيري الذي يغتال الإسلام والمسلمين قبل أن يغتال أي أحد من أي ملة أخرى"، داعيا الهيئات والمراجع الدينية التي أصدرت بالأمس بيانات تستنكر ما جرى بأن "تستنكر الفكر قبل الفعل، لأن الفكر لا زال يضخ في عقول الشباب ويجعل منهم مجرمين وقتلة ذباحين ومدمرين".

وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة عيتيت الجنوبية، "انه من الواجب على المؤسسات الدينية أن تنهض في مواجهة الفكر التكفيري، بحيث تكشف الغطاء وتسقط الشرعية عنه، وأكثر من معني بذلك هو من يشترك مع هذا الفكر بجهة أو بأخرى، وإذا لم ننتزع ركائزه فعبثا نواجه الهجمة التي تستهدف صورة الإسلام والمسلمين، فسبب السمعة السيئة التي تلحق بنا اليوم هو ليس فقط الأعمال الإجرامية التي يقوم بها البعض بل سببها يقع على الذين نشروا هذا الفكر في أفريقيا وأوروبا والذين سمحوا بتشريع أبواب المساجد لأصحاب الفكر التكفيري الذين نشروا أفكارهم الهدامة في شوارع أوروبا ومساجدها"، سائلا "هل نحن من أرسل مشايخ التكفير، وهل نحن من شرع المنابر لهم، فهؤلاء يولدون في بلدان الإغتراب، ويعيشون هناك ومن ثم يتحولون إلى قتلة، لأن ثمة من قام بتدريسهم، وأعطاهم القدرة على الوقوف على منابر المساجد ويجمع الشباب من حوله ويقول لهم هذه الأفكار، فقبل أن يحمل أحد على الإسلام ويحمله مسؤولية ما جرى عليه أن يسأل لماذا سمح لأصحاب الفكر التكفيري أن ينشطوا بالتبشير بأفكارهم الهدامة بين الشباب العربي والمسلم في بلاد الإغتراب".

وشدد على ان "المسلمين هم أول من تأذى من الفكر التكفيري، ونقول اليوم إن مواجهته الفعلية لا تكون إلا باستئصاله المعروف من أين يبدأ وأين ينتهي، ونحن في هذا الإطار نقدم التضحيات ونقوم بما علينا في مواجهته، بينما الجهات المعنية لا تقوم بما عليها، ونحن في هذا المجال نتطلع إلى الحوارات التي تجري في بلدنا اليوم لتكون عاملا في شد أواصر الوحدة الوطنية وعدم السماح لأصحاب الفكر التكفيري من النفاذ من الاختلافات وارتقاء المنابر لبث أفكارهم التكفيرية السامة والهدامة، ومن هنا فإنه من الواجب على المتحاورين جميعا أن يفتشوا عن الأسباب التي تؤدي إلى انتشار البغضاء والعداوة بين اللبنانيين، وفي طليعة ذلك الخطاب التكفيري الذي يجعل من اللبناني عدوا للبناني الآخر، بحيث يصبح من الواجب قتله وإباحة دمه وعرضه وماله على ما رأينا ونرى في سوريا والعراق، ومن هنا فإن للحوار قدرته على إقفال المنابر التكفيرية، وعلى تنقية الخطاب السياسي من التحريض المذهبي".

ولفت الى ان "لبنان على مدى تاريخه كان يشهد حالات من الإختلاف السياسي، ولكن ثمة فرقا كبيرا بين الإختلاف السياسي وبين تحويله إلى صراع مذهبي، وهذا لم نقم به نحن، ورفضناه في كل مرحلة، ولم ننجر إلى سجال مذهبي بل حرصنا على وضع السجال في إطاره السياسي، ومن هنا فإنه من الواجب على المتحاورين أن ينجحوا في وضع القواعد التي تعزل التحريض المذهبي جانبا وتنظم الخلاف السياسي في إطار قواعد اللعبة السياسية القائمة على احترام الآخر والإعتراف به على قاعدة التعددية والتنوع، ومن هنا فإن اللبنانيين وغيرهم يعلقون على القوى السياسية في حوارها على أن تنجح في إنقاذ لبنان من أن يقع في ما تقع فيه دول قريبة مثل سوريا أو بعيدة عنها، ولعله يطرح السؤال اليوم هل إن ما يجري من إرهاب سببه التدخل في سوريا، وهل من الممكن أن يبرر أحد الأعمال التي جرت على أنها بسبب التدخل في هذا البلد، فلنقلع أيضا عن الخطاب غير الواقعي الذي يمكن أن يستغله الفكر التكفيري لتجنيد مقاتلين له سيسفكون دم الجميع على ما رأينا حيث تتواجه قوى تكفيرية مع بعضها البعض وهي تنتمي إلى الفكر نفسه الذي هو تهديد للانسانية برمتها ولحامليه ولغير حامليه".

 

توقيف عيد غيابيا

المركزية- أصدر المحقق العدلي في جريمتي مسجدي السلام والتقوى في طرابلس القاضي آلاء الخطيب مذكرة توقيف غيابية في حق رئيس الحزب "العربي الديمقراطي" علي عيد، بعدما تخلف عيد اليوم عن الحضور الى جلسة الإستجواب التي استدعي اليها من قبل القاضي الخطيب الذي يحق له اتخاذ القرار القضائي الذي يراه مناسبا في حال التخلف.

 

المصري أكد ان مساعي اطلاق العسكريين لم تجمّد  والاب ضو تمنى زيارة "الجرود" في القريب العاجـل

المركزية- أكد الشيخ وسام المصري ان "المساعي في ملف العسكريين المخطوفين لم تجمّد إطلاقًا، وأعمل حاليا لتصبح هذه القضية وطنية شاملة". وقال في حديث اذاعي ان "النقاط التي تم تسجيلها في ملف العسكريين مهمة حيث حصلنا على تعهد من "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" بعدم قتل العسكريين، مشيرا الى ان الأب أنطوان ضو لم يُمنع من زيارة الجرود إنما أجلت الزيارة حفاظًا على سلامته، وهو كان سيزور الجرود بلباسه الكهنوتي".

 ضو: من جهته، لفت الى ان "ملف العسكريين المخطوفين تهتم به الدولة، وأنا لست وسيطا في هذه القضية ولا علاقة لي بالمفاوضات"، متمنيا زيارة الجرود في القريب العاجل، وموضحا في حديث اذاعي ان الهدف من لقاء الخاطفين الاضاءة على اهمية التعايش المسيحي – الإسلامي".

 

استئناف الخطة الامنيــة بقاعــــا اول محك للحـــوار الاسلامــي/"المستقبل" يرى في "سرايا المقاومة" لغماً للتعايش ويعرض مخاطر ممارساتها  وحزب الله يعتبرهــا جــزءا لا يتجزأ مـــن مشروعــه العـــام

المركزية- يعود فريقا الحوار في "حزب الله" و"تيار المستقبل" الى عين التينة مجددا في 16 الجاري من اجل استكمال النقاش في ملفات البحث التي انطلقت في الجلسة الثانية بعدما تمكنت الاولى من كسر الحواجز والجليد المتحكمين بالعلاقات بين الفريقين منذ اكثر من خمس سنوات. وتركزت المشاورات في شكل اساس في الجلسة الاخيرة على سبل تنفيس الاحتقان في الشارع الاسلامي والعوامل المسببة، فاعتبر ممثلو "المستقبل" بحسب ما افادت اوساط قريبة من المتحاورين "المركزية" ان ابرزها يتلخص بـ: مشاركة مقاتلي "حزب الله" في الحرب في سوريا الى جانب النظام في مواجهة المعارضة السنية، حماية المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه واعتبارهم مقدسين ورفض قرارات المحكمة، عرقلة تنفيذ الخطة الامنية في البقاع وخصوصا في المناطق ذات الغالبية الشيعية مقابل تطبيقها بالكامل في مناطق الوجود السني بحيث باتت تنطبق مقولة "الصيف والشتاء تحت سقف واحد". اما العامل الرابع فيتمثل بتجاوزات ما يعرف بـ"سرايا المقاومة" في المناطق حيث الثقل السني وممارسات عناصرها الاستفزازية كرفع الشعارات والاعلام المؤيدة للحزب.

واضافت ان الجانبين اقرا بوجود عناصر مسببة للاحتقان يبقى البحث فيها غير مجد ما دامت ارتباطاتها الاقليمية معروفة من بينها مشاركة "حزب الله" في سوريا وملف رئاسة الجمهورية. وتبعا لذلك، قالت المصادر ان البحث تركز على مقاربة كيفية معالجة ما يمكن من اسباب الاحتقان من خلال اجراءات وخطوات عملية وليس عبر الصورة والمواقف المعسولة، وقد يشكل تطبيق الخطة الامنية بقاعا وبدء معالجة قضية "سرايا المقاومة" أقصر الطرق لتحقيق الهدف، وفي حين أيد "حزب الله" بدء تنفيذ الخطة الامنية وعدم وضع عراقيل، قدم فريق "المستقبل" عرضا مفصلا ولائحة موثقة بأسماء لبنانيين وفلسطينيين وسوريين في "سرايا المقاومة" واماكن تواجدهم والممارسات التي يفتعلونها بما يتسبب برفع منسوب الاحتقان السني – الشيعي. وابرز هذه المناطق في الطريق الجديدة وسعدنايل وشبعا واقليم الخروب وطرابلس وقرى في الجبل والبقاع الغربي والشمال وغيرها. واكد في ضوئها ضرورة ازالة هذه الفصائل لكونها لغما مفخخا وقنبلة مزروعة على خطوط التعايش اللبناني – اللبناني عموما والسني – الشيعي خصوصا، وان عدم معالجة هذا الوضع قد يعرض السلم الاهلي مجددا للاهتزاز خلافا لما يجري العمل لاجله عبر الحوار، غير ان ممثلي الحزب، بحسب مصادر "المستقبل" اعتبروا ان "سرايا المقاومة" جزء لا يتجزأ من المقاومة ككل ومكون اساسي فيها منذ النصف الثاني من التسعينات والبحث فيها مرتبط بملف المقاومة عموما.

واشارت المصادر الى معلومات غير دقيقة سربت عن الاجتماع الاخير مؤكدة حرص الطرفين على سرية المداولات وجديتها منعا لدخول المتضررين من الحوار على هذا الخط وتعريض حظوظ تحقيق اهدافه للخطر.

وبحسب معلومات "المركزية" فان خطوات عملية ستظهر على الارض قبل جلسة 16 الجاري وتحديدا في المناطق البقاعية على مستوى تسهيل تنفيذ الخطة الامنية بما يشكل اختبارا لمدى جدية الحوار والالتزام بتحويل الاقوال الى افعال خصوصا ان الحزب والمستقبل يبديان اصرارا على المضي في اعتماد المنطق الحواري على المستوى الوطني عموما نسبة لاشاعته مناخات استرخاء سياسية مطلوبة في الداخل، باعتبار ان لا مصلحة لأي طرف او فريق بالتفجير الامني او السياسي في ضوء ما يحيط بالبلاد من مخاطر، وخصوصاً الطرف الإسلامي اذ ان الحوار يسهم في تنفيس الاحتقان ويمنع اشتعال فتيل اي انفجار مذهبي، وتحت هذا الشعار يمضي الجانبان في حوارهما وسط حرص تام على اسباغه بالايجابية ومنع كل ما يعكر صفوه.

 

الريس: لا يجوز تسييس ملف النفايات

المركزية- لفت مفوّض الاعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" رامي الريس الى ان "ملف مطمر الناعمة هو احد ابرز الامثلة على الاهمال المتراكم للحكومات المتعاقبة"، مشيراً الى ان "هذا الملف وغيره من الملفات الخلافية المعيشية لا يجوز ان تكون مسيسة لأن طبيعة تكوينها تقنية". وأكّد في حديث اذاعي "على تأييد قرار اقفال المطمر في السابع عشر من الجاري وان لا تراجع عن هذا الامر"، داعياً القوى السياسية الى تحمّل مسؤولياتها". ولفت الى ان احتمال التمديد التقني لمطمر الناعمة يبقى رهن الآلية التي سيتم فيها إخراج هذا الملف من داخل الحكومة"، لافتاً الى انه "كان يمكن التعاون والحديث مع الاهالي والبلديات لحصول هذا التمديد التقني شرط اقرار خطة واضحة ومتكاملة لملف النفايات، الا ان التسويف في اقرارها دفع بالحزب الاشتراكي الى الاصرار على رفض هذا التمديد وبالتالي إقفال المطمر في التاريخ المحدد له". ودعا الريس الى "ضرورة ان تكون هناك صيغة معينة تُدرس من قبل الدوائر الامنية المختصة للتمييز بين النازحين الهاربين من النزاع السوري ومن هو متورط فيه".

 

أطمئن اللبنانييــن بالوصـول الـى حـل للنفايـات"/حكيم: نحن إيجابيون ونأمل اقرار البند في جلسة الاثنين

المركزية- لم تتوقف عجلة العمل الحكومي طويلا بعد الخلاف الذي طيّر الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء الخميس، حيث وزعت اليوم دعوة الى جلسة تعقد عصر الإثنين لمتابعة البحث في مادة وحيدة هي النفايات الصلبة... وفي وقت أوحت هذه الدعوة بنوع من الحلحلة التي طرأت على الملف، ألغي لقاء كان مقررا اليوم بين رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل. الا ان وزير الاقتصاد الان حكيم أوضح ان عدم انعقاد اللقاء لا يفسد في الود قضية، بل ألغي لمزيد من الاتصالات بين المعنيين ولاشباع القضية درسا وايجاد الحلول العملية للنقطة الخلافية في ملف النفايات، مشيرا لـ"المركزية" الى "أننا نعمل بالتواصل مع جميع المعنيين وعبر اتصالات داخل حزب الكتائب، للخروج بحل في أسرع وقت ممكن". وأكد حكيم "أننا متمسكون بمرجعية الدولة في تحديد موقع المطامر، وهدفنا يتخطى هذا البند التفصيلي وهو على الصعيد الاكبر، تأمين مصلحة المواطن. نحن لا نتهم احدا بالفساد بل نريد تفادي فتح باب الفساد امام المرجعيات السياسية. البعض في الحكومة شعر اننا نتهمه ولكننا لا نتهم احدا بل نتهم أنفسنا في الدرجة الاولى. اليوم، نحاول ايجاد حل تقني لتحجيم هذه المسألة الحساسة التي تعنى بالفساد. لسنا افضل من احد، نتهم انفسنا وبلدياتنا اولا ونسأل لماذا فتح باب الاغراءات أمامها؟ لكننا ايجابيون وسنتوصل الى حل في اسرع وقت". هل يقر البند في جلسة الاثنين؟ "كلّنا ايجابية وان شاء الله يتم ذلك". ماذا يمكن ان تكون صيغة الحل التوافقية؟ أجاب حكيم "قد تكون في تدخل الدولة في ناحية ما. فمن بين المطامر الموجودة، تكون الكلمة النهائية في تحديد اي منها سيعتمد، للدولة، فيسمح لها بالرقابة، كي لا تتولى ذلك الشركات فقط". وأكد حكيم ان الاتصالات تدور اليوم بين جميع المعنيين بالملف تقنيا وسياسيا. هل تطمئن اللبنانيين ان الطرق لن تغرق بالنفايات؟ "أطمئنهم أننا سنصل الى حل".

 

"اسـتمرارية الحوار مرتبطة بتعاطي "حزب الله" الجـدّي"/زهرمان: المناقشات ايجابية وفريق من "المستقبل" للتقييم

المركزية- رغم التجارب السابقة غير المُشجّعة مع جولات الحوار الوطنية والثنائية بين القوى السياسية بسبب عدم الالتزام بما يصدر عنها، طمأن امين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله امس الى ان الحوار بين الحزب و"تيار المستقبل" "يسير بالجدية المطلوبة وفيه مصلحة كبيرة للبلد ولجميع اللبنانيين"، وتحدّث عن ايجابية كبيرة في الوصول الى نتائج". عضو كتلة "المستقبل" خالد زهرمان اكد في حديث لـ"المركزية" اننا "جدّيون في الحوار وشاركنا فيه بحسن نيّة وانفتاح من اجل التوصّل الى نتائج ايجابية"، ومتمنياً "تعاطي الحزب بجدّية مع المسائل التي تُخفف الاحتقان السنّي – الشيعي كموضوع سرايا المقاومة، الخطة الامنية والاستفزازات في بعض مناطق بيروت"، ومؤكداً ان "الحوار يسير بايجابية حتى الان"، لكنه رفض في المقابل استباق النتائج". وقال "هناك مواضيع كثيرة غير مسألة سلاح "حزب الله" ومشاركته العسكرية في سوريا يُمكن التوصّل فيها الى نتائج ايجابية، ولكن هذا مُرتبط بنوايا الفريق الاخر، اما اذا استمر بوضع "خطوط حمر" على كل المواضيع الصغيرة او الكبيرة فأعتقد انه سيكون حوار "طرشان". ولفت الى ان "الكرة في ملعب "حزب الله"، ونحن منفتحون وجدّيون بالتعاطي بايجابية مع كل القضايا". واذ رفض زهرمان رداً على سؤال "تحديد "سقف" لجلسات الحوار"، اشار الى اننا "لسنا في حاجة الى جلسات كثيرة لمعرفة نوايا "حزب الله" في التعاطي مع الملفات الخلافية"، ومعلناً عن "وجود فريق من "المستقبل" يجتمع في شكل دوري لتقييم جلسات الحوار ووضع جدول اعمال لما سيُناقشه في جلسات الحوار المقبلة". وعلى خط عاصفة "زينا" التي ضربت لبنان وشلّت الحركة فيه، اكد زهرمان اننا "اجرينا اتصالات بوزارة الاشغال لفتح الطرقات في عكار، خصوصاً المناطق المحاصرة بالثلوج والجليد، كما اجرينا اتصالات بمؤسسة كهرباء لبنان لاصلاح الاعطال"، شاكراً محافظ عكار عماد لبكي "الذي يُتابع تداعيات العاصفة ومعالجة اثارها السلبية"، وآسفاً لان "لا بنى تحتية كافية في لبنان لمواجهة عواصف وظروف مناخية صعبة". واسف "للتعاطي غير الجدّي مع ملف النازحين السوريين منذ البداية ما جعلهم الضحية الاكبر للعاصفة، وناشد الحكومة والوزارات المعنية "البقاء على جهوزية تامة لمساعدة المناطق المتضررة من العاصفة، خصوصاً في عكار".

 

حبيش: حوار "المستقبل" – "حزب الله" جدي

المركزية- اشار عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش الى ان "الهدف الأساسي من الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" تخفيف التشنج الحاصل في الشارع اللبناني"، واوضح ان "ملف الرئاسة غير مطروح على جدول اعمال الحوار"، ومشدداً على "ضرورة عدم تحميل هذا الحوار اكثر مما يحتمل". واذ اكد في تصريح ان "الفريقين المتحاورين يتعاطيان مع المواضيع المطروحة في شكل جدّي"، اعتبر ان لقاء رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ضروري للبحث في الملف الرئاسي وفي الأسماء المطروحة في شكل صريح"، مستغربا حتى الساعة تمسك العماد عون بترشيحه لسدة الرئاسة".  وقال"علينا انتخاب رئيس للجمهورية داخليا وعدم انتظار تدخلات الخارج"، متّهما "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بتعطيل هذا الاستحقاق".

من جهة اخرى، اعتبر حبيش ان "الاعتداء الارهابي على صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية لا يقل اهمية عن حوادث الحادي عشر من ايلول"، لافتاً الى ان "مسّ الصحيفة بالشعائر الدينية مرفوض غير ان الرد لا يكون بهذه الطريقة، خصوصا ان التكفيريين لا يميّزون في ارهابهم بين طائفة واخرى او بين مذهب وآخر"، منوّهاً بـ"الادانات التي صدرت من قبل كل الرؤساء العرب الذين شددوا على وقوفهم الى جانب فرنسا ضد الارهاب"، وآملا ان "يعزز الهجوم الذي حصل الضربات الغربية على معاقل الارهابيين في العراق وسوريا".

 

حميدي صقر: نرفض الضريبة على البنزين لتمويل السلسلة ونطالب باقتراحات تطاول كبــار أصحاب الثروات والمداخيل

المركزية- رفض أمين عام "الاتحاد العمالي العام" سعد الدين حميدي صقر فرض ضريبة اضافية على سعر صفيحة البنزين لتمويل سلسلة الرتب والرواتب لموظفي الدولة والمعلمين. واستغرب في حديث لـ"المركزية" استسهال اللجوء مجدداً الى سياسة الضرائب والرسوم غير المباشرة التي تثقل كاهل العمال وذوي الدخل المحدود. وأشار الى "ان فرض ضريبة او رسم عشوائي على صفيحة البنزين يعني المساواة بين المواطن الفقير والعامل الذي يضطر للذهاب الى عمله بسيارته الخاصة بسبب غياب سياسة وطنية للنقل العام وبين الأغنياء من أصحاب الثروات، كما انه يتسبب بارتفاع أكلاف النقل والانتقال، ان على الأشخاص او البضائع او السلع ويعطي حجة للتجار والمستوردين لرفع الأسعار أكثر مما هي مرتفعة أساساً". اضاف "ان موقف الاتحاد العمالي العام كان ولا يزال رافضاً لأي ضريبة غير مباشرة على المواطنين خصوصاً ان الخزينة تتموّل بنسبة ما يقارب 80 في المئة على حساب الفقراء والفئات المحدودة والمتوسطة الدخل، في حين يعفى بالقانون ويتهرّب منها كبار أصحاب الثروات والأرباح الناتجة من الريوع المالية والعقارية". ولفت الى "ان اقتراح فرض الضريبة على صفيحة البنزين لن يسمح لاصحاب الدخل المحدود بالاستفادة من انخفاض سار برميل النفط الى ما يقارب الـ50 في المئة في حال العمل به، بل سيؤدي الى رفع الأسعار مجدداً، علماً أن الدولة تتقاضى رسوماً مرتفعة على اسعار المحروقات وخصوصاً على سعر صفيحة البنزين، حيث تبلغ حوالي الـ20 في المئة بين ضريبة القيمة المضافة والرسم المقطوع". ودعا صقر الى استبدال هذا الاقتراح باقتراحات تطاول كبار أصحاب الثروات والمداخيل لتمويل السلسلة التي هي حق للموظفين والمعلمين والعسكريين.

 

طراوي يتدخل لمعالجة الخلاف "الفتحاوي"و"اللينـو" الى مصـــر لمقابلة دحلان

المركزية- وصلت حدّة الخلافات ضمن البيت الداخلي لحركة "فتح" بين "الشرعية الفلسطينية" ممثلة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس و"الأطر الفتحاوية" التابعة له من جهة، وبين القيادي "الفتحاوي" السابق محمد دحلان ومن معه من جهة ثانية، الى المخيمات الفلسطينية في لبنان. وتكرّس الخلاف الفلسطيني "الفتحاوي" مجدّدا بين أبناء الصف الواحد في ذكرى انطلاقة الحركة الخمسين في الاول من كانون الثاني الجاري، بعد ان تمكّن العميد محمود عيسى "اللينو" الذي يمثّل دحلان في لبنان من جمع عدد كبير من ممثلي فصائل منظمة التحرير والتحالف والقوى الاسلامية واللجان الشعبية ولجان القواطع والمبادرات الشعبية وعدد من أهالي المخيم وشخصيات فلسطينية مستقلة خلال حفل الاستقبال الذي أقامه في مخيم عين الحلوة بمناسبة انطلاقة "فتح". هذا العدد الكبير أثار قلق الفريق الآخر من "فتح" المحسوب على الرئيس محمود عباس والمتمثل بالسفير الفلسطيني اشرف دبور واللواء صبحي ابو عرب وأمين سرّ فصائل منظمة التحرير وحركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات. وعلمت "المركزية" ان هذا الامر دفع بعضو اللجنة المركزية في "فتح" محمود طراوي الى التدخل لمعالجة التطوّر المستجد بين فريقي "فتح" موفدا من قبل اللجنة التنفيذية للحركة في الضفة الغربية". وكشفت مصادر مطلعة لـ"المركزية" "ان اللينو توجّه الى مصر لمقابلة دحلان للبحث في التطورات المستجدة"، لافتة الى "ان هناك مؤتمرا لـ"فتح" كان مقررا عقده قريبا خارج لبنان من المتوقع تأجيله نسبة لارتفاع حدّة الخلافات".

 

إسرائيل: صواريخ حزب الله 150 ألفاً

يحيى دبوق/الأخبار

10.01.15

كثرت التقارير الإسرائيلية التي تناولت القدرات العسكرية التي يملكها حزب الله على المستويين الكمّي والنوعي. إلا أن تل أبيب ارتقت أخيراً في التعامل مع هذا الملف، لينتهي عصر الـ 100 ألف صاروخ، بحسب «العدّاد الإسرائيلي» لترسانة حزب الله من الصواريخ، ليرتفع إلى 150 ألفاً. وأهمية التقديرات الجديدة أنها تأتي على لسان اللواء احتياط يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حتى فترة وجيزة، والذي خدم في السابق رئيساً لوحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية (أمان). قفز عميدرور، بناءً على المعلومات والتقديرات الاستخبارية التي اطلع عليها بموجب منصبه السابق، عن كل ما قيل عن قدرات حزب الله، وأقر بمستوى التطور الكمّي والنوعي للحزب. وسابقاً، كان يرافق مصطلح «أكثر من 80 ألف صاروخ»، عبارة «خمسة آلاف صاروخ دقيقة ومدمرة وبعيدة المدى». لكن عميدرور، مع 150 ألف صاروخ، اكتفى ــــ ربما لعدم إخافة الإسرائيليين ــــ بالإشارة إلى أن الآلاف منها بعيدة المدى وتغطي كافة الأراضي الإسرائيلية. فيما شدد على نوعية الصواريخ ضد الدروع التي وصفها بالمتطورة جداً.

وأكد عميدرور المعاني الكامنة في ترسانة حزب الله، واصفاً إياها بالنادرة، والتي تزيد على القدرة النارية الموجودة في حوزة الدول الأوروبية مجتمعة. وهذه العبارة التي قيلت في السابق وأعاد عميدرور ذكرها، قد تثير اللبس، ويمكن توضيحها بالإشارة إلى أن الدول الأوروبية ليست عاجزة عن إنتاج كميات هائلة من الصواريخ، لكن العمود الفقري الذي تعتمد عليه جيوشها هو أسلحة أخرى، مثل سلاح الجو، الأمر الذي يفسر تواضع قدراتها النارية قياساً بما لدى حزب الله. فيما الأخير أسس قدرته العسكرية بهدف تقليص الهوة بينه وبين التفوق الإسرائيلي العسكري، بالاعتماد على السلاح الصاروخي أكثر من أي سلاح آخر، وذلك لطبيعة المعركة المرتقبة بينه وبين إسرائيل، إذ إن أي سلاح آخر سيكون أهدافاً مجانية للعدو.

أما ما ورد عن حزب الله في مقالة عميدرور، المنشورة أمس في صحيفة «إسرائيل اليوم»، فجاء على الشكل الآتي:

«لا شك أننا انتقلنا إلى عالم من نوع آخر. فبعد أن تعودنا مواجهة جيوش نظامية كبيرة، مع دبابات ومدافع ومئات الطائرات ومئات الآلاف من الجنود، ها نحن نواجه اليوم تهديداً يختلف اختلافاً جوهرياً عمّا سبق، وأساسه منظمات ليست بدول، وتحركها العقيدة الإسلامية، وأقواها هو تنظيم حزب الله (...). حزب الله هو تنظيم ليس بدولة، لكنه الأكثر تماثلاً مع الدولة، نظراً إلى قدراته العسكرية، إذ يوجد بحوزته 150 ألف صاروخ، وبعض الآلاف منها يغطي كامل مساحة دولة إسرائيل، وهذه قوة نارية هائلة ونادرة، وربما هي أكبر مما يوجد لدى جميع الدول الأوروبية مجتمعة. لدى حزب الله صواريخ أرض بحر بعيدة المدى، وصواريخ دفاع جوي، وطائرات من دون طيار وصواريخ حديثة ضد الدروع والدبابات. وهو منظم جيداً مع تسلسل هرمي منظم، ولديه أيضاً أنظمة إدارة وسيطرة نوعية. اليوم، هذا التنظيم مشغول في دعم نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد في سوريا، وقد ضحى في هذه المعركة بالمئات من رجاله، وهو يراكم هناك تجربة قتالية غير قليلة. ولكن بالنسبة إليه فإنها معركة وجوده. فسوريا هي الساحة الخلفية لحزب الله والجسر الذي يصل من خلاله إلى إيران، وإذا كتب للأسد النجاة من هذه الحرب، فسيقوى موقف حزب الله ويزيد نفوذه في لبنان وفي سوريا».

 

«حزب الله».. انهزام مشروع في سوريا

علي الحسيني/المستقبل

10 كانون الثاني/15

لا يكاد النظام السوري وحلفاؤه الميدانيون من الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» ولواء «أبو الفضل العباس» العراقي وبعض الفصائل المسلحة الأخرى التي تقاتل الى جانبه ينتهون من «تحرير» منطقة أو السيطرة على ثانية، حتى تعود وتندلع المعارك مجدداً في أكثر من مكان وعلى جبهات عدة حتى أنه في كثير من الأحيان يُعاود القتال على أرض سبق أن أعلن النظام وحلفاؤه «تحريرها».

لا سيطرة ميدانية فعلية لأي فريق في سوريا حتى اليوم، فالأوراق العسكرية تختلط بين يوم وآخر، ومن يفرض سيطرته اليوم على موقع أو تلّة أو حتى بلدة بأكملها قد يضطر لاحقاً الاستماتة ودفع عشرات القتلى ومئات الجرحى لاستردادها، ما يعني أن لا غلبة لأي فريق على آخر سوى لجهة أعداد القتلى الذين يسقطون من كل الجهات، وهنا تُسجل الخسارة الأكبر لـ«حزب الله» الذي يدفع بكل ثقله ومن دماء عناصره لتسجيل «انتصار» يُضاهي ثمن الخسائر التي يتكبدها في الأرواح ولكن من دون جدوى.

لم يعد لدى «حزب الله» احتياط يستدعيه فيما لو استدعت الحاجة، فكل عناصره باتت موزعة على جبهات القتال بالتدرج ابتداء من النقاط الآمنة عند الشريط الحدودي مع إسرائيل جنوباً ومن ثم بقاعاً مروراً بسلسلة لبنان الشرقية وصولاً حتى العمق السوري كدمشق بمدنها وريفها وعدد من مناطق الساحل وريف حلب في بلدتي «نبل» و«الزهراء» الشيعيّتين التابعتين لمنطقة «اعزاز» الواقعة على الحدود مع تركيا، وهما اللتان جند لهما الحزب أكثر من ألفي مقاتل للدفاع عنهما لا لأهميتهما الجغرافية ولا للآثار التي تحويانهما، إنما لانتماء أكثر من تسعين في المئة من سكانها الى الطائفة الشيعية الاثني عشرية.

«نبل» و«الزهراء» جبهتان أضيفتا منذ فترة الى مجموعة جبهات أخرى تستنزف عليها عناصر «حزب الله». بالأمس غصت مستشفيات البقاع بأعداد القتلى والجرحى. عناصر شابة لم تتجاوز الثامنة عشرة كانت فوجئت بهجوم للمعارضة السورية على القريتين المذكورتين سقط منهم ما لا يقل عن ثمانية عناصر وأكثر من عشرين جريحاً إصابات بعضهم خطرة وقد نشرت أسماء القتلى مع سيرهم الذاتية على عدد من صفحات مواقع التواصل المقربة من الحزب، وقد روى بعض الجرحى في مستشفى دار الحكمة والذين كان يقتصر دورهم على الحراسة الليلية كيف فوجئوا بالهجوم وكيف حال سوء الطقس وحده دون تمكن المجموعات المسلحة التي سيطرت على مداخل البلدتين لبعض الوقت من الدخول والسيطرة عليهما بشكل كامل.

سوريا، وبرأي سياسيين كثر، تحوّلت الى أرض جهاد بين جهات تحمل أفكاراً ومعتقدات متناقضة تصل الى حد التطرف و«حزب الله» هو إحدى هذه الجهات حيث اتخذ من انتمائه المذهبي ومصلحة داعمه الإيراني الاستراتيجية عنواناً أولياً وأساسياً للانخراط في الحرب السورية تحت ذرائع متعددة مثل الدفاع عن محور «الممانعة» وحماية القرى الشيعية، مع العلم أن عدد أبناء الطائفة الشيعية في سوريا يقدر بنحو عشرة في المئة من تعداد سكانها ومع هذا لم تشهد يوماً أي نزاع مذهبي، ليس بسبب وجود حكم آل الأسد، بل بسبب العلاقات الوطيدة التي تجمع بين النسيج السوري ككل وما تنتجه من أعمال تجارية متبادلة بما فيها بين سوريين ولبنانيين أيضاً إضافة إلى الزيجات المختلطة بين أبناء الأديان المختلفة على الأرض السورية.

وبحسب أوساط مطلعة على الأزمة السورية وعمقها فإن تقسيم الحزب لمناطق قتاله في سوريا على أساس مذهبي هو الذي أوصل الحالة المذهبية هناك الى ما وصلت اليه اليوم، فحيث توجد مناطق ذات أغلبية شيعية ومقامات تعود للطائفة الشيعية توجد عناصر له، ولذلك فإن الحزب متهم بأنه أول من سوّق لهذا النزاع المذهبي وعمل على تنميته حتى انقلب عليه وتحوّل الى هدف للجماعات المسلحة آخذاً بهذا المنحى لبنان رهينة بين يديه يُفاوض من يشاء ويُهادن من يشاء من دون الاكتراث للبنانيين الآخرين الذين لهم الحق بتقرير مصيرهم ومصير مناطقهم بعدما صادر الحزب بمساعدة حلفائه مصير كل الوطن وتصدر واجهته. بالأمس كان قتلى «حزب الله الحديث الأساس بين جرحى الحزب وعامة الناس في مستشفى دار الأمل في بعلبك. تقدمت سيدة من إحدى الممرضات لتسألها عن حال الشبان الذين نقلتهم سيارات إسعاف تابعة لكشافة «المهدي». التفتت الممرضة حولها جيداً ثم أجابت: تعودنا يا حجة على هالصورة، كل يوم في «شهدا» وجرحى، أوقات بجيبوهن دفعات وأوقات بكونوا دفعة واحدة».

 

من "خالد" إِلى "شارلي"

هنري زغيب/النهار

10 كانون الثاني 2015

إِذا كان لافتاً أَن يَستنكر رؤَساءُ كُبرى الدُّوَل جريمة "شارلي إِيبدو" الأُسبوعية الفرنسية الساخرة، أَردَت رئيس تحريرها وأَربعة من رساميها البارعين، فاللافتُ الأَكثرُ دَلالةً استنكارٌ من القاهرة بتوقيع الأَزهر الشريف وجامعة الدول العربية، ومن ﭘاريس بصوت إِمامها الغاضب وإِمام مدينة درانسي الذي انهال على القتَلة: "لم ينتَقِموا للرسول محمد بل لرسولهم هُم، رسولِ الحقد والانتقام والإِجرام".

هو التعصُّبُ الأَعمى مرةً أُخرى "ينتقم" والدينُ سَماح، و"يَقتل" والدينُ إِحياء، و"يُجْرم" والدينُ محبّة. يرتجلون دوراً لهم لم يمنحهم إِياه أَحَد وبه يغتالون مهمِلين قول الله تعالى: "مَنْ قَتلَ نَفْسًا بِغيرِ نَفْسٍ أَو فَسادٍ في الأَرض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ الناسَ جَمِيعًا..." (المائدة:32)، ويَحملون الإِيمان سِلاحاً إِلى الانتقام مهمِلين ما جاء في الإنجيل: "ظُهُورُ يَسوع المَسِيحِ أَبْطَلَ الْموتَ وأَنَارَ الحياةَ والخلود" (يوحنا ٢:٢٥).

من نَصَّب هؤلاء المجرمين رُسُلَ لله أَو محامي المسيحية أَو حُماةَ الإِسلام، لا القرآن يرضاهم ولا الإِنجيل يَقْبلهم ولا الله يريدهم في ملكوته!

المراجع الإِسلامية العليا تُعلِن تَبَرُّؤَها من هؤُلاء الطائحين المُرتَجلي أَفعالاً جُرميةً بشعارات إِسلامية.

وهوذا البابا فرنسيس يُعلِنُ إِصلاحاً في الكنيسة الكاثوليكية يطالُ، أَوّل من يطال، رجالَ إِكليروس ذوي مناصبَ كهنوتيةٍ متقدِّمةٍ يستغلُّون ثوبهم لمُبالغاتٍ ومُغالَياتٍ وانتهاكات، قبل أَن يَنْثُر على المسيحيين في العالم رسالةَ مَن يُمثِّلُه على الأَرض: مسيح المحبة والغفران، مسيح القيامة من الموت.

ومِن أَهل الدين المسؤُولين إِلى العَلمانيين المتنوِّرين في دعوتهم إلى نبْذ التعصُّب الديني، يحضرني هنا رأْي ميخائيل نعيمه على لسان "مرداد": "لو فَهِم المؤمنون بالدّين جوهرَ دينهم وغايته العليا، لَتَوَحَّدَ العالم كلُّه في دين واحد".

ويحضرني رأْيٌ مماثل من جبران: "لو كان لنا أَن نُلغي غير الجوهري من الديانات المختلفة، لوجدنا أَننا متَّحدون بإِيمان واحد ودين واحد غنيٍّ بالأُخوّة".

ويحضرني رأْي أَمين الريحاني على لسان "خالد": "في كل دين من أَديان العالم نُور يُضيءُ إِلى حين، ولا ينطفئُ قبل أَن يسطع مكانه نورٌ آخر". وأَتذكّر خطاب الريحاني عن "التساهل الديني": "الطوائف الدينية كثيرة ولا شأْنَ لها في السياسة والوطنية. لكل دينٍ حقُّه في البقاء ولا يحقُّ لِدينٍ أَن يُبِيدَ ديناً آخرَ بالقوَّة" (نيويورك سنة 1900).

وبين هؤَلاء العَلمانيين اللبنانيين وعَلمانيين فرنسيين سقطوا ضحايا السُّخرية لا التهجُّم، يبقى التعصُّب الأَعمى عنوان هذا القرن الذي يغزو كواكب الفضاء، وإِنسانُهُ على الأَرض لم يبلُغ بعدُ قلبَ أَخيه الإِنسان.

 

فرنسا ستتغيّر في العمق

علي حماده/النهار

10 كانون الثاني 2015

كما يقال إن أميركا ما بعد هجمات ١١\٩ على نيويورك وواشنطن لم تعد كأميركا ما قبلها، يصح القول اليوم ان فرنسا ما بعد "شارلي إيبدو" لن تكون كما قبلها. ان فرنسا بعد اليوم ستتغير في العمق، وسوف يقف هذا البلد الاوروبي المركزي عند محطة مفصلية لا تتعلق فقط بنظرة الغالبية الكاثوليكية الى العالم، بل بنظرتها الى الأقلية المسلمة المتحدرة من المهاجرين المغربيين. لقد دفنت مع جريمة "شارلي إيبدو" حقبة بدأت مع الجنرال شارل ديغول مؤسس الجمهورية الخامسة، وستبدأ مرحلة جديدة مدفوعة بموجة اجتماعية شعبية داخلية انغلاقية، لن يتمكن اليسار الفرنسي من صدها، وسوف تطفو على السطح نقاشات عميقة وخطرة تتناول "هوية" فرنسا الثقافية، وحتى الدينية، والعلاقة مع المسلمين المعتبرين حتى الآن ضمناً "غرباء".

أبعد من مقتل صحافيين فرنسيين برصاص شابين فرنسيين من أصول مغربية من الجيل الثالث من المهاجرين، تكمن اشكالية لا تقتصر فقط على فرنسا، بل تتعداها الى دول اوروبية أخرى، وتتصل بـ"الهوية" الوطنية، أكان ذلك في المانيا أم ايطاليا أم فرنسا أم غيرها. وإذا كانت الاشكالية قديمة، والنقاش قديماً أيضاً، فإن ما حصل في اليومين الماضيين في باريس من قتل لصحافيين وأخذ رهائن في متجر يهودي باريسي تسبب بمقتل ثلاثة منهم، سيكون بمثابة الشرارة التي ستطلق تداعيات كبيرة في عمق المجتمع الفرنسي وستنعكس حكماً على نتائج الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في البلاد، وصولاً الى الانتخابات الرئاسية في ٢٠١٧. ومن المؤكد ان يستفيد مما حصل حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن.

وتعود خطورة ما حصل في اليومين الماضيين، وتداعياته الكبيرة، الى ان الفاعلين كانوا فرنسيين من ابناء المهاجرين من الجيل الثالث، اي انهم ولدوا فرنسيين على أرض فرنسا، ولم يفدوا اليها حديثاً. ومن هنا عمق التحولات التي سيشهدها المجتمع الفرنسي لناحية علاقاته الداخلية.

في الحالة الفرنسية، المشهد أشد تعقيداً، لكون المسلمين يشكلون عشرة في المئة من الشعب الفرنسي، ويتجاوز عددهم الستة ملايين. وعلى الرغم من ان الخطاب الرسمي سيركز على عدم جواز الخلط بين الارهابيين والاسلام والمسلمين، فإن الوعي العام الفرنسي سيقع تحت ضغط منطق الخلط النابع من امتعاض الغالبية الكاثوليكية، من نشوء حالة اسلامية في فرنسا، لا نستبعد نشوء توترات كبيرة في داخل المجتمع ضاغطة على المسلمين.

يتعين مراقبة فرنسا في المرحلة المقبلة لأنها ستتغير كثيراً. ألم تصدر "لوموند" الصحيفة الأكثر رصانة في البلاد بمانشيت تقول فيها "١١ ايلول الفرنسي"؟ فكيف تبقى فرنسا ما بعد كما كانت ما قبل هجوم "شارلي إيبدو"؟

 

 

أي شرق؟ وأي عرب؟ وأي سلام؟

يوسف الأندري/النهار

9 كانون الثاني 2015

إن أي قراءة لمسار الحوادث والحروب والمعادلات المتحولة التي دارت على مسرح الشرق الأوسط خصوصاً الساحات العربية، من الحروب العربية الاسرائيلية، إلى اتفاقات كمب ديفيد ووادي عربة، وصولاً الى تعثر المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية، تبدو قراءة غير واقعية ما دامت تجري في معزل عن الرقم الاسرائيلي، وفي ظل تجاهل أو تغييب لمصلحة الدولة العبرية وخدمتها.

فمنذ حرب عام 1967، وحرب تشرين عام 1973، الى حرب إيران والعراق، فاجتياح الأخير للكويت، فحرب تحرير الكويت، وصولاً الى مفاوضات مدريد، أزيحت مصر كبرى الدول العربية من ساحة الصراع العربي الاسرائيلي سلماً، وكذلك الاردن، ثم دمرت قوة العراق العسكرية، ونًزعت الاسلحة الكيماوية من سوريا، قبل أن تأتي "داعش" و"النصرة" لتستكملا تدمير الترسانة السورية، ليصبح العراق وسوريا رقمين شبه لاغيين في معادلة الصراع العربي الاسرائيلي بعد مصر والاردن.

ثم جاءت عملية ضرب العصاة المحتملين، من العراق وسوريا الى ليبيا واليمن، بعدما هدم ما سمّي زوراً وتزويراً "الربيع العربي" الطاقات العربية في المشرق والمغرب العربيين، وليزرع الفوضى غير الخلاقة التي كانت وزيرتا الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس وهيلاري كلينتون قد وعدتانا به تحت مقولة "الشرق الأوسط الجديد".

ثم تمّ تدمير الاختراع البن لادني ليُستنبت من بقاياه ابتكار قوى التطرف والإرهاب والتكفير، الذي بفضله تصدعت دول عربية عدة الى كانتونات وأشباه دويلات وحظائر عرقية وطائفية ومذهبية، بعدما لم تنجح محاولات تغيير الخرائط التي أرساها اتفاق سايكس بيكو، اذ ابقيت بعض هذه الدول موحّدة فقط في اطار الخارطة ومقسمة في داخلها الى كيانات متناحرة ومشاريع دويلات متقاتلة ومتصادمة.

هذا هو "الشرق الأوسط الجديد"، الذي لا تزال إيران ومفاوضات طهران والدول الخمس الكبرى زائد المانيا، على إبطال خطرها وإزالة قدرتها على تهديد استقرار معادلة هذا "الشرق الأوسط"، ما يجعل من سوريا رقماً لاغياً، وينهي قدرة "حزب الله" على تهديد الكيان الاسرائيلي.

كل ذلك المسار، وما حفل به من حروب وثورات وانقلابات وتغيرات في الأنظمة العربية، وضحايا، وتمزقات في البنى العربية وبروز تنظيمات إرهابية تكفيرية، إنما كان إعداداً لخاتمة مطاف الصراع العربي الاسرائيلي وتوقيع آخر أوراق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

لكن على الفلسطينيين، سلطة ومنظمات معارضة، أن يسألوا أنفسهم وهم في سياق مفاوضات متعثرة بسبب التعنت الاسرائيلي المتمادي: ما هي حاجة اسرائيل بعد الى توقيع أوراق سلام جديدة بعدما باتت آمنة من كل خطر أو تهديد عربيين، فيما باتت الدول العربية تجتر أمجادها الماضية العتيقة في فيء "الشرق الأوسط الجديد"؟.

 

نداء "خطير" إلى اللبنانيين والعرب فلتعزف الأوركسترا سمفونية الأمل والرفض والحرية!

عقل العويط/النهار

10 كانون الثاني 2015

لو استطعتُ، لدعوتُ الناس، وخصوصاً منهم شعراء الحياة، إلى التخلّي – ليوم واحد - عن كلّ شيء، بهدف البحث عن السعادة، التي لا تريد شيئاً في ذاته، والتي – رجاء الانتباه - قد تكون مخبّأة في كتاب، في رغيف خبز، في عينَي ولد تائه، في غيمة، في نظرة، أو... في الطريق إلى هاوية مستلَذَّة.

لو استطعتُ، لَرميتُ الكتابة، لا كتابة الشعر والأدب بالطبع، بل تحديداً الكتابة في الشأن العام. ولَجعلْتُها داخل قفص، ولأَغلقْتُ الباب عليها إغلاقاً محكماً، ولاَنصرفْتُ إلى حفر الباطن الشخصي، ومخاطبة هواجس الهواء والعصافير، باللغة التي يمكنني من خلالها أن أكون جناحاً وريشةً، لا مرآةً، ولا سلطة.

لماذا؟ لأنه، ينبغي لنا أن نعرف أن الحياة ليست كلّها وقفاً على الشأن العام، وترّهاته، بل هي خصوصاً حياة شخصية، فردية، موجودة في "مكان آخر"، هو المكان الذي من واجباتنا أن نحميه، وأن نصونه، وأن نجعله في منأىً من ميليشيات الحياة العامة وإرهاباتها المرئية وغير المرئية.

هذا ما يفعله الآن، الشخص الهاشل في التيه الشخصي، مستقيلاً لساعاتٍ معدودات، من مسؤوليات تعرية أكاذيب الشأن العام، و"التنكيل" الأخلاقي والمعنوي بأبطاله، يقيناً منه أن الخلاص الأعمق هو "الخلاص" الشعري المتعمشق بقرع طبول القلب، حين تُصِمّ آذانها عن سماع عربدات السياسيين، ومواعظ رجال الدين في الأخلاق، ومواهب أصحاب الأموال وتجّار الشعوب، لتُنصت فقط إلى الأوركسترا الكونية التي يعزفها الفقراء والعشّاق والشعراء والطبيعة وأهل الفطرة الخلاّقة.

هذا من شأنه أن يمنح الهاشل صفة الشخص الذي ينصاع للغيوم، أو الذي تنصاع له الغيوم، فيصير على غرارها، أثيرياً، متحوّلاً، خفيفاً، متلاعباً، ومتخذاً أشكالاً لا يمكن القبض عليها، ولا حصرها في صلافة الواقع وفجاجته.

لا هرباً من الواقع، بل بحثاً عمّا تحته. عمّا وراء.

هذا يتطلّب قوةً روحية، كالتي يجب أن يستدعيها المرء في لحظات الحيوية القلبية، فيترك كلّ شيء، نعم كلّ شيء، ليصفّق لهطول المطر، أو لموجةٍ تتجاوز الحيّز البحري، لـ"تتعدّى" على الحيّز العام، أو لعبور قوس قزح في عيوننا المغبّشة بالأوجاع.

فلنفعل ذلك الآن. وهنا.

و... ها أنا مستطيعٌ حقاً، وقد هرعتُ فوراً إلى إغلاق شاشة الكومبيوتر، مستسلماً للهواء الأرعن، للعاصفة التي تستدرج الثلوج إلى علوّ منخفض، لتخفر الأمكنة بخفّة ثعالب الخيال، أو بأناقة الأرانب الوجلة!

أفعل هذا، بجموع جسدي وكياني، لأني أحبّ فعلاً أن أنذر حياتي لأكون ذلك الشخص الذي في مقدوره أن ينتقل ببراعة الشاعر، أو بحنكة اللصّ الظريف، أو الساحر، أو البهلوان، أو العاشق، إلى عرض البحر، أو إلى السهل الوسيع، لإشعال زورق، ولإعداد مأدبةٍ ليست بطعام، بل بجسد!

وإذا كنتُ في هذه اللحظة، أرغب في شيءٍ محدد، فأن أكون خارج الكلمات، سروةً تنحني على شهوة امرأة، لأكون السرير لها. واللحاف. وما يتأوّه من جنون الشتاء تحت سعير الجمر الذي ليس بحسٍّ، بل بالهاجس المستولي على مواهب الكائن جميعه.

لقد كنتُ طوال حياتي الشخصية، مرصوداً لمجونٍ؛ كالذي يتلذّذ بخربطة الوقائع، أسبابها والنتائج، فلا يترك باباً منطقياً للاستنتاج إلاّ جعله مخردَقاً ومكشوفاً أمام نزواتٍ؛ كالتي تأخذ امرأةً بالذات على طرف حبلٍ واهٍ، وتطير بها من هواءٍ إلى هواء، إلى أن يطلع الضوء، فتعود هي، وأعود أنا، كلٌّ منا إلى أشغاله اليومية، ماسحاً بطرف كمّه كونياك الليلة الفائتة وجروح منيّها الكتوم.

* * *

لكنْ، هل يستطيع شخصٌ مثلي أن يأخذ فرصةً مما يعتقد أن لا مجال للاستراحة فيه، وإن لغفلةٍ مستحقة؟! هل يستطيع مَن يتوهّم أنه حارس، إسلاس لعينيه فتتيها في براري الرغبة، ليذهب، هو، تحت جنح الجوع إلى حيث يزداد جوعاً وإحساساً بأن لا شبع، مهما حاول أن يُسكت جوع رغبته اللاحدود له؟!

بودّي لو يكون في مقدوري أن أُوقف – لساعاتٍ فحسب – هذه المهزلة الكونية، داعياً قرّاء "الملحق" إلى المشاركة، كعازفات وعازفين، كمنشدات ومنشدين، في الأوركسترا التي تنتصر على إرهاب الأمر الواقع وجنوده وهو، أولاً وأخيراً، إرهاب العقل العربي ومسلّماته الغيبية المسدودة الأفق.

فليسامحْني القرّاء، لأني قد أكون أشوّش عليهم مشاغلهم، وإيقاعات الحياة اليومية الآخذة مجراها، في خضمّ وقائعنا اللبنانية والعربية، التي تجعلنا محض بيادق ودمى، فوق رقعة الشطرنج القاتلة.

* * *

وإذ أعود من تيه الشخص الهاشل في براري ذاته، إلى مقتضيات المسؤولية الثقافية والإعلامية (والأخلاقية) التاريخية، التي أخذها "الملحق" على نفسه، والتي – مرةً أخرى – تتباهى بحريتها "المقلقة" و"المزعجة"، التي تقضّ بمعاييرها القيمية الصارمة مضاجع سلاطين الدين والدنيا، وهم الطواويس "العبيد" والمنتهزون وسُرّاق مواهب الروح (القدس!) والقتلة واللصوص والتجّار والقطعان وأهل الحقارات الصغيرة مطلقاً، مثلما تتباهى بأنها "حصرمة" في عيون أجواق المستبدّين والإرهابيين والأزلام والمستزلمين والزعران والمرتشين، نضع بين أيدي القرّاء، البحث الفلسفي الجريء الذي يلي هذه الافتتاحية، حاملاً توقيع الأستاذ الفيلسوف مشير باسيل عون، القائل باستحالة "الربيع العربي" فلسفياً، لأنه، على رأيه، يستحيل على العرب – ولا تعميم - أن يرضخوا لأحكام الفلسفة العقلية، وموازينها، ومعاييرها.

لن أكيل الأوصاف لهذا البحث، فهو قادرٌ، بأفكاره التي تمس جوهر العقل، على أن يحظى بالمكانة التي يستحقها، وعلى شقّ طريقه إلى عقول النخبة اللبنانية والعربية، وخصوصاً منها المهتمة بمسألة الأنظمة والانتفاضات والثورات العربية. لكنْ، يهمّني بقوة، أن ألفت إلى حقيقة أن لـ"الملحق"، ولكتّابه، ولزوّاره، وخصوصاً منهم المثقفين الباحثين، المكافحين والمناضلين من أجل الحرية في سوريا خصوصاً وفي العالم العربي، آراء متشعبة ومتنوعة، في مثل هذا البحث وأشقائه، وقد تكون مختلفة معه، سبق لهذه الصفحات أن عرضتها، ولا سيما في ما يتعلق بما اصطلح على تسميته "الربيع العربي".

لكم، يا قرّاء "الملحق" الأعزاء، أن تُعمِلوا عقولكم في هذا البحث، برويّة طلاّب المعرفة العقلية، كما عوّدتمونا، تحليلاً ونقداً. فلأمزجة الغوغاء وأهل الغرائز وقطعان الأحكام المسبقة، مواقع ومنابر أخرى، لا هذا الموقع والمنبر. لعلّ البحث هذا، يكون مادةً للمناقشة والمساءلة في أحوالنا الشرقية. وإذا كان يقسو قسوةً معرفية وفلسفية على "الربيع العربي"، فذلك، على ما أعتقد، بيقين، من باب التفكيك البنيوي لمكوّنات الحياة العربية ومعوقاتها وتابوهاتها المتجذرة، لا من باب إطلاق الأحكام على الأفكار والأحلام والأحرار الذين لا يزالون يواصلون كسر شوكة الظلامَين الاستبدادي والتكفيري، بشجاعة وبمواهب نادرة، من خلال جمرات أفكارهم ودمائهم الزكية. لقد كان "الملحق" طوال الأعوام الفائتة خصوصاً، كما طوال تاريخه، بيتاً لهؤلاء الذين نذروا حيواتهم وأقلامهم من أجل دكّ معاقل الطغيان والاستبداد، وهو لن يتخلّى عن هذه المهمة، لأنها تندرج في جوهر وجوده. لهؤلاء خصوصاً تحية إكبار وإجلال. إنهم شعراء حياتنا التي تأبى أن تكون رهينة الاستبداد العربي وفريسته.

 

خوجة، سفير الأسرار ووزير التنوير

10, 2015 /موفع انحاء الألكتروني

http://www.an7a.com/160528

لم أتفاجأ حين قرأت خبرا عن تكريم معالي د. عبدالعزيز خوجة (الوزير السابق للثقافة والإعلام) – بعد أشهر من ترك منصبه – من مجموعة “نخبة الثقافة والإعلام”.

لم يطل عهد (خوجة) الوزاري قياسا بالعمر المهني للوزراء السعوديين، لكنه ترك بصمة لن ينساها الوطن ولن يتجاهلها التاريخ، فاسم (خوجة) ارتبط بالإنجاز منذ كان عميدا لكلية التربية في مكة ثم وكيلا لوزارة الإعلام إلى مرحلته الدبلوماسية الثرية في تركيا وروسيا والمغرب ولبنان، ليختتم مشواره الرسمي في وزارة الثقافة والإعلام الذي دشنه بمقولة جميلة “ليس للحرية سقف نصطدم به، إنما فضاء نتقدم فيه وأمانة نتحملها”.

الحريم التركي

وكما أن سيرة خوجة حافلة بالمنجزات فهي متخمة – كذلك – بالأسرار، فالسندباد السعودي لعب دورا محوريا – على هامش حرب تحرير الكويت – باستقطاب تركيا إلى التحالف الدولي ضد صدام حسين من خلال صداقته العميقة بالرئيس التركي تورغوت أوزال وعلاقته القوية بأباطرة السياسة التركية (سليمان ديميريل، تانسو تشيلر ومسعود يلمظ). يروي صحافي تركي معاصر لتلك المرحلة أن تركيا أعلنت موقفها ضد صدام بعد ان اجتمعت رموز الدولة والحكومة والأحزاب التركية في منزل (خوجة) للتشاور وتقدير الموقف، وهي قصة تعكس مدى النفوذ الذي حققه رجل المملكة هناك. قبل عهد (خوجة) التركي لم تكن العلاقات السعودية – التركية بتلك الحرارة، لكن “الكيمياء” التي جمعت بين أستاذ الكيمياء (خوجة) وبين الصوفي النقشبندي (أوزال) تمددت كنهر دافئ بين الرياض وأنقرة أجاد توظيفه واستثماره العاهل الراحل فهد بن عبدالعزيز.

جنون يلتسين

من يقرأ شعر عبدالعزيز خوجة حين كان سفيرا في روسيا، يلحظ أن صقيع موسكو كسى قصائده بالجليد، لكن حساسية الموقف بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واهتمام الملك فهد بتقلبات الموازين الدولية لم تجعل رحلة (خوجة) سهلة. مساء يوم 2 أكتوبر 1993 اتصل العاهل السعودي بسفيره وسأله “هل سيقصف الرئيس الروسي برلمانه؟ الموضوع يهمنا بشدة للتشاور الدولي ولاتخاذ الموقف المناسب”، رد السفير بثقة “أستطيع أن أؤكد لكم بأن يلتسين سيقصف البرلمان حتما”، انتهى الاتصال الذي أثار حفيظة زوجة السفير ورفيقة دربه (فايزة بكر) بسبب رد زوجها، قالت له “كيف تجزم للملك بأن يلتسين سيقصف البرلمان، إنه حدث غير مسبوق في العالم – وربما في التاريخ – أن يقصف رئيس دولة برلمانه المنتخب، فكيف تراهن بسمعة مهنيتك مهما كانت دقة مصادر معلوماتك؟”. يومها لم يتمكن (خوجة) من النوم، اتجه في اليوم التالي لأداء صلاة الجمعة وابتهل لله بأن ينفذ يلتسين تهديده، وحين خرج من المسجد كان الله قد استجاب لدعائه وقام يلتسين بقصف مجلس الدوما، عاد إلى منزله ليجد اتصالا من الملك فهد: “كل المسؤولين الدوليين الذين اتصلوا بنا واتصلنا بهم أكدوا بأن يلتسين لن يفعلها، لكنني انحزت لك، وكنت عند حسن الظن”. هذا الموقف الطريف ربما لا يضاهيه إلا موقف آخر في حياة خوجة المهنية يوم كان وكيلا لوزارة الإعلام، كانت المؤسسة الدينية السعودية تشن حملة ضارية على الغناء من منطق التحريم وحملة أشد على الاحتفال بالمولد النبوي من منطق البدعة، وصادف يوم المولد أن التلفزيون السعودي لم يبث أي أغنية – على عكس عادته آنذاك – فاتصل أحد رجال الدين السعوديين البارزين بوزير الإعلام حينها (الرمز الكبير محمد عبده يماني) متساءلا عن قطع التلفزيون لعادته في هذا اليوم وإن كان مسؤولو الوزارة يحتفلون بالمولد – عبر التلفزيون – بشكل مبطن، فقال الوزير بأن تفاصيل فقرات التلفزيون من مسؤولية وكيل وزارته، فاتصل رجل الدين بــ (خوجة) غاضبا “لماذا لم تبثوا أغان اليوم؟”، فقال له وكيل الوزارة الأول – بمنتهى الجدية – “وهل هناك أغنية معينة يحب أن يسمعها فضيلتكم”، حينها لم يتمالك رجل الدين نفسه من الضحك من قوة الطرفة وغرابة الموقف، ولم ينته الاتصال إلا وأصبح العالم الجليل صديقا للوزارة ولوزيرها ولوكيله.

صديقي الملك

صدر القرار السعودي بتعيين عبدالعزيز خوجة سفيرا في مصر، كانت السلطات المصرية مرحبة بقدومه إلى أرض الكنانة نظير سيرته العطرة وكفاءته المشهودة، وفي المقابل كانت وزارة الخارجية السعودية واثقة من خيارها، لكن في اللحظات الأخيرة، وتحديدا في مجلس الوزراء السعودي، كان للملك فهد رأي آخر، فطارت رحال (خوجة) من القاهرة إلى الدار البيضاء لتجمعه “كيمياء” خاصة جدا مع صديق الملك المقرب، العاهل المغربي الحسن الثاني، كان العاهل المغربي محبا للشعر وللفنون وللثقافة لأنه من الأساس، وبشهادة خصومه وأصدقائه، أوتي نصيبا وافرا من ذلك كله، كان الحسن الثاني ملكا في كل سلوكياته وتفاصيله، حين يحب، حين يغضب، حين يصادق ويخاصم، حين يتكلم وحين يستمع، وفي المقابل كان سفير المملكة شاعرا حتى النخاع، فتفاعلت حكمة ملك مع نقاء شاعر في فسيفساء خلابة انعكست أضواؤها على العلاقات المتينة – أصلا – بين الرياض والدار البيضاء. لا ينسى (خوجة) تلك اللفتة الملكية من الحسن الثاني، التي كانت صغيرة الحيز شاسعة المعنى، كانت المغرب تحتفل بذكرى المولد النبوي في حفل رسمي يرعاه الملك، وبدأت الفرقة الموسيقية الملكية بعزف أولى المدائح النبوية، التفت الحسن الثاني إلى (خوجة) القريب منه موقعا التفاتة سريعة موشحة بابتسامة رضا وتحية، كان الملك قد وجه الفرقة الموسيقية بأن تعزف قصائد المديح النبوية التي كتبها (خوجة) نفسه، حين استمع السفير إلى الشادي يترنم بكلماته التي خاطب بها جده الأعظم “لو أنهم جاؤوك لانبلج الصباح.. لو أنهم جاؤوك ما شدوا رحالهم إلى جهة الضياع” عاد به الزمن إلى لحظة فراغه من تلك القصيدة، يومها قال له وزير النفط التاريخي أحمد زكي يماني: “دعنا نسافر إلى طيبة غدا لتقرأها بين يدي رسول الله”، وهذا ما كان، بعد خروجه من الحرم النبوي خلد (خوجة) إلى النوم ورأى مناما صالحا أبهجه، منذ ذلك الحين كلما ضاقت الدنيا على (خوجة) زار جده في المدينة طلبا للفرج من الله، وقد أوصى ابنه محمد بذلك في قصيدته “يا ولدي.. ليس في وجهتنا غير المدينة.. درة يحرسها نور النبي الأمجد.. بابها يرعاه مليون ملاك.. اغسل الهم هناك.. دربها أجنحة نحو السماء.. فلها، ريحانها، نعناعها فيه الشفاء.. قف على أبوابه.. طاهر النفس.. خفيضا في حياء.. إنه هذا النبي”.

انشغل (خوجة) في المغرب بحفظ العلاقة بين البلدين، لكن أحداث 11 سبتمبر وضعت العلاقة تحت الاختبار، فالمملكة تعرضت جورا – في تلك المرحلة – لتهمة الإرهاب، وما زاد الطين بلة تفجيرات 2003 في الدار البيضاء التي تورط في تنفيذها سعوديون، كان تعامل السفير السعودي والسلطات المغربية مع الحدث حكيما جدا، فتمت معاقبة الإرهابيين وبقيت العلاقة السعودية – المغربية في صورتها المثلى، ربما تكون تلك اللحظات هي أصعب محطات (خوجة) في المغرب. روى (خوجة) في حديث لمجلة (الرجل) – ذلك الزمن – أن تلك الحادثة ساهمت – حينها –  في خفض نسبة جريمة سرقة جوازات السفر السعودية إلى الصفر تقريبا، وصل بلاغ إلى السفارة بأن مواطنا سعوديا سرقت حقيبة يده في الدار البيضاء، لكنه حين عاد إلى الفندق، وجد أن السارق قد اعاد جواز السفر مكتفيا بغنيمة الحقيبة وما فيها من أموال وهدايا، قال (خوجة) لمجلة (الرجل): “حين وصلني البلاغ لم أعرف هل أضحك أم أبكي” في إشارة إلى نتائج الضغط الإعلامي الدولي الذي استهدف المملكة آنذاك!.

النوم فوق فوهة بركان

بعد الحقبة المغربية، ترشح (خوجة) سفيرا في أسبانيا، لكن في اللحظات الأخيرة ارتأت السلطات السعودية أن تسحب ترشيحها إلى لبنان ليحل الأمير سعود بن نايف سفيرا في مدريد. اعتقد (خوجة) بأن محطة بيروت ستكون استراحة محارب بعد رحلة دبلوماسية طويلة، لكن حادثتين قبل سفره دفعتاه للتفكير فيما ينتظره، الأولى نصيحة أسداها له الوزير الأسبق علي الشاعر (أحد سفراء المملكة في لبنان إبان الحرب الأهلية): “الزم الحذر، فلبنان ربما يكون من أصغر الدول مساحة في العالم، لكنه – قطعا – من أكثرها تعقيدا”. الثانية، كان (خوجة) في منزل ابنته بحي الشاطئ – في جدة – ليتلقى اتصالا مفاجئا من الرئيس رفيق الحريري الذي أدلى بتعليقات تفصيلية حول موقع سكنه وتدابير أمنه.

وصل (خوجة) إلى بيروت معتزما تطبيق الدبلوماسية في صيغتيها الشعبية والثقافية كما فعل في المغرب، وهي مدرسة أسسها غازي القصيبي حين كان سفيرا في المنامة وأتقنها خوجة في المغرب وطورها تركي الفيصل في الولايات المتحدة، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقة بين النخب الثقافية والشعبية كقوة ناعمة تحمي العلاقة الرسمية. أسس (خوجة) مجلسا أسبوعيا في منزله كموقع اجتماع لأهل الثقافة والصحافة والإعلام، لقد خدعته (بيروت) باستقبال دافئ عاصره صديقه الأثير عبدالله الجفري وكتب عنه في إحدى مقدمات دواوين (خوجة)، كان (الجفري) سعيدا بسعادة صاحبه، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي به السفن، اشتعلت أزمة التمديد للرئيس اللبناني الموالي لسوريا (إميل لحود) ووقعت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مغيرة وجه لبنان والمنطقة العربية بأسرها، حينها كان (خوجة) يرقب أمواج البحر من شرفة منزله في منطقة (الرملة البيضا)، ثم جلس إلى مكتبه، طوى ريشة الشاعر، واستل – مرة أخرى – سيف السفير. كان (خوجة) قد التقى (الحريري) قبل الاغتيال بأسابيع وحذره من أن “الجيران” يستهدفونه، فرد (الحريري): “الوطن ليس فندقا، سأبقى في لبنان، ويسعدني أن أموت في سبيله كما تشرفت بالعيش من أجله”.

وكأن كل براكين الدنيا وزلازلها انفجرت في لبنان يوم 14 فبراير 2005، دشن اللبنانيون ربيع العرب بخروجهم المليوني إلى ساحة الشهداء مطالبين بإنهاء عهد الوصاية السورية ومحاسبة قتلة الشهيد رفيق الحريري، استقالت حكومة عمر كرامي، عاد ميشال عون من المنفى وخرج سمير جعجع من السجن، والأهم إجراء أول انتخابات نزيهة في لبنان منذ الحرب الأهلية أفضت إلى تمكن تيار السيادة والاستقلال من السلطة.

كانت ثورة الأرز محظوظة – داخل لبنان – برجلين، أحدهما هو زعيم الجبل وحكيم الطوائف المشرقية وليد بك جنبلاط، والثاني بلا جدال هو عبدالعزيز خوجة. والأهم أن أنها حظيت برجلين خارج لبنان هما عبدالله بن عبدالعزيز أولا وثانيا وثالثا ثم الرئيس المصري حسني مبارك. ما كانت لسوريا أن تخرج لولا موقف ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أثناء زيارة الرئيس بشار الأسد للرياض بعيد اغتيال (الحريري)، قال رجل السعودية القوي – الذي أصبح ملكا بعد عام – لطاغية دمشق: “العلاقات بين بلدينا في كفة، وبقاؤكم في لبنان في الأخرى، وعليك أن تختار”. لن ينسى وليد جنبلاط لقاؤه بحسني مبارك في خضم ثورة الأرز يوم قال له: “بشار الأسد مجرم وسيعاقب على إرهابه”. ولن ينسى (جنبلاط) لقاؤه مع (الحريري) بعد زيارة الأخير لبشار الأسد، تراهنا على من سيغتال منهما أولا، وكأن هذا اللقاء تكرار لاجتماع الخليفة عثمان بن عفان مع خليله عمرو بن العاص، كان الخليفة الثالث محاصرا بحملة حقد وغضب خرجت عن السيطرة، فقال لصاحبه كيف تنصرني، فأجاب داهية العرب “أسأل الله أن يحفظك، وإن نالوا منك سأخرج لدمك”.

كان عبدالعزيز خوجة ووليد جنبلاط يعلمان أن قرار الاغتيالات صدر في دمشق وطهران مع تكليف (حزب الله) بآلية القتل والتنفيذ، حينها ارتأى (جنبلاط) أن يركز اتهامه السياسي على من أصدر القرار لحماية البلد من فتنة سنية – شيعية تاركا كشف المنفذين لتوقيت آخر. لكن ماكينة القتل لم تتوقف، فطالت جورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وغيرهم، اجتمع عبدالعزيز خوجة بالسيد حسن نصر الله وأبلغه بأن المعلومات المؤكدة كشفت بأن تفخيخ السيارة التي استهدفت موكب الرئيس رفيق الحريري تم في الضاحية (معقل الحزب الإلهي) محذرا من مغبة الإرهاب وبأن المملكة لن تسكت، رد أمين عام (حزب الله) “سنحرق البلد إذا استهدفتمونا”. قال (خوجة): “لا أحد يريد إحراق لبنان، الجم قتلتك وحاسبهم بيدك وانضو في العملية السياسية، التفاهم أولى من الإحراق، لا أحد يريد أن ينصر إسرائيل ولا أحد يريد إلغاء الآخر”. لم تبد أي بوادر تشير إلى أن (حزب الله) يريد التفاهم، سافر عبدالعزيز خوجة إلى الرياض تلبية لاستدعاء العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، وكان موضوع الاجتماع واحدا، المحكمة الدولية، تسربت فكرة المحكمة إلى الساحة اللبنانية فواجهها (حزب الله) بتعطيل الحكومة عبر اعتكاف وزرائه أكثر من مرة، حينها لم يتحمل (جنبلاط) ما يجري فأطلق صرخته المدوية “تم تفخيخ السيارة التي استهدفت الحريري بسلاح الغدر في الضاحية” فرد عليه (حزب الله) “لو كان الغدر رجلا فهو وليد جنبلاط”.

يتذكر (خوجة) جيدا لحظة وصول ديتليف ميليس إلى لبنان، المحقق الدولي الأول في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، يتذكر استقالة القادة الأمنيين المسؤولين سياسيا عن اغتيال الحريري، لا ينسى تلك الليلة التي زار فيها أحد الضباط منزله متهما زملاؤه باغتيال الحريري، ولا ينسى الليلة التي تلتها حين حضر ضابط آخر ليبرأ نفسه – أيضا – ويتهم البقية.

كانت الحلقة تضيق على (حزب الله) في لبنان، وتضيق على إيران وسوريا في المنطقة، حينها افتعل (حزب الله) حرب تموز عام 2006. وقتها واجه عبدالعزيز خوجة أصعب اختبار في حياته الدبلوماسية، فقد صرحت المملكة بأن ما فعله (حزب الله) “مغامرة غير محسوبة”، كان مطلوبا من (خوجة) أن يحافظ على اتصالاته بـ “حزب الله” – في ذلك الظرف الدقيق – رغم موقف المملكة الحاد، وجد (خوجة) أن المواجهة هي الحل، استقل سيارته واتجه إلى المخبأ الخاص للسيد حسن نصرالله، كان الاجتماع ساخنا ومع ذلك انتهى كما يريده (خوجة). العلاقة بين (خوجة) ونصرالله معقدة للغاية، هي مزيج من الخصومة والإعجاب والاحترام في آن، كان (خوجة) هو الوحيد في لبنان الذي يعرف موقع المخبأ السري لحسن نصرالله، وكان يتجه إليه مباشرة، وهو ما لا يحصل مع أقرب حلفاء الحزب الإلهي، كان نصر الله يعرف أن (خوجة) خصم عنيد، لكنه خصم شريف لأن المملكة – وخوجة الذي يمثلها – لا تعادي (حزب الله) لسبب طائفي أو نصرة لإسرائيل. لم يهاجم امين الحزب الإلهي سفير المملكة إلا مرة واحدة، فرد عليه (خوجة) بالاسم في تصريح مشفر فهم (نصر الله) دلالاته جيدا، وفي اليوم التالي كان وفد من (حزب الله) يزور (خوجة) معتذرا. أهم إنجاز حققه (خوجة) – على هامش حرب تموز – تظهير قرار انتشار الجيش في الجنوب اللبناني لأول مرة منذ حربي 1948 و1967، انتقل (خوجة) من منزله البحري – خلال الحرب – إلى فندق (جراند هيلز) في برمانا الجبلية تاركا النوم في بيروت، تكثفت نشاطاته واتصالاته لإيقاف الحرب ومساعدة المنكوبين، كما برز – أيضا –  كخادم مخلص لمواطني بلاده حين سخر كل جهود السفارة لتأمين السياح والمقيمين السعوديين ونقلهم خارج لبنان.

بعد حرب تموز، واجه (خوجة) ثلاث أزمات خطرة، حرب النهر البارد وحصار السراي وأحداث أيار، كانت الحرب التي أعلنها تنظيم (فتح الإسلام) الإرهابي ضد الجيش مؤامرة كادها بشار الأسد هدفها أن يسيطر الإرهاب على طرابلس (عاصمة السنة) المعادية له. مع بدء المعارك بقرار اتخذه رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، نشطت الماكينة الإعلامية السورية – الإيرانية في لبنان بهدف اتهام المملكة بالإرهاب، لكن حكمة العاهل السعودي حاضرة، ويقظة السفير النجيب متنبهة، أمر العاهل السعودي بدعم الجيش اللبناني بالمال وبالعتاد وبتغطيته سياسيا، وكثف السفير نشاطه الإعلامي – أصالة وتسريبا – ساخرا من اتهام المملكة وحلفائها بالوقوف خلف (فتح الإسلام) “نسبة السعوديين في التنظيم أقل من 3% معظمهم بين عمر 18 – 23 سنة، وليس لأي منهم دور قيادي، بل أغلبهم غرر به – عبر الأنترنت – بذريعة الجهاد في العراق أو في فلسطين ووجدوا نفسهم في لبنان عبر سوريا، والأهم من ذلك أن قائد التنظيم ومؤسسه (شاكر العبسي) أطلق من سجون دمشق بعفو رئاسي خاص”. نجحت سياسة المملكة ونشاطات (خوجة) لأنها عبرت عن الحقيقة، ولأنها تلقت مصادقة – غير مقصودة – من الأمين العام لـ (حزب الله) الذي أعلن في أغبى تصريح سياسي “النهر البارد خط أحمر” مناصرا (فتح الإسلام) ضد الجيش، فانكشف حينها كل شيء.

آنذاك، وبعد حرب تموز تحديدا، عطل الوزراء الشيعة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بذريعة تشكيل حكومة وحدة وطنية، كان هدف (حزب الله) الحقيقي تعطيل القرار السياسي بالاستيلاء على نصاب الثلث زائد واحد، ومن أجل ذلك حشد أنصاره في ساحة رياض الصلح، استطاع الحزب الإلهي تعطيل المفاصل الأساسية في البلاد، فطغى الفراغ على سدة الرئاسة الأولى، والانتخابات النيابية أصبحت مهددة، لجأ (خوجة) حينها إلى صديقه الخاص نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني، توصل الصديقان إلى أن لبنان بحاجة إلى اتفاق مرحلي يخرجه من الأزمة ويعيده إلى اتفاق الطائف، وهنا بزغت فكرة “مؤتمر الرياض”، هدف المؤتمر إلى: تحقيق الإجماع على المحكمة الدولية، إقرار قانون انتخابي نيابي جديد ودائم ثم التوافق على رئيس جمهورية ووضع قواعد ثابتة وواضحة لتشكيل الحكومات. وضع الصديقان تفاصيل كل بند في المؤتمر وحلوله المقبولة من كل الأطراف، لكن الطعنة جاءت لـ (خوجة) من أقرب الحلفاء، الرئيس فؤاد السنيورة ثم سعد الحريري. علاقة (خوجة) بـ (بري) تكشف أهم مزاياه كدبلوماسي، أي قدرة بناء الثقة والاحترام مع الخصوم وتسخير ذلك من أجل بلاده. كشف الرئيس بري – غاضبا – مشروع مؤتمر الرياض الموؤود، فعلق (خوجة) المغتاظ من حلفائه: “الرئيس بري وضع النقاط على الحروف”. العلاقة بين (خوجة) و (بري) عجيبة، فقد كشف الكاتب اللبناني سمير عطا الله أن قصيدة (لقاء الساعتين) – التي رأت النور قبل نحو سنتين بصوت فنان العرب محمد عبده ولاقت نجاحا رفيعا –  كتبها (خوجة) – يوم كان سفيرا في لبنان – بعد اجتماع دام ساعتين مع الرئيس (بري)!. في مجلس خاص قال (خوجة): “كانت اجتماعاتي مع الرئيس بري دقيقة دائما، نتحدث بثقة كاملة وبأوراق مكشوفة وبصدق مخلص، لذلك كانت العلاقة بناءة ومستقرة على الدوام حتى في أحلك الظروف”. ربما عرف (بري) طموح النائب العوني عباس الهاشم لرئاسة مجلس النواب بعد انتخابات 2005  وعلم كيف سقط ذلك الترشيح لبنانيا ودوليا.

لم ينعقد مؤتمر الرياض، لذا تمادى (حزب الله) في طغيانه، اكتشفت السلطات اللبنانية أن (حزب الله) زرع كاميرات مراقبة في المطار كما اكتشفت شبكة اتصالات سلكية للحزب خارج مسرح العمليات. أمرت الحكومة اللبنانية بمصادرة الكاميرات وإقالة مدير المطار وتفكيك شبكة الاتصالات، غضب (حزب الله) واحتل بيروت وروع الجبل، فكانت النتيجة اتفاق الدوحة الذي أنهى الأزمة لكنه لم يصل في نتائجه إلى طموحات مؤتمر الرياض الذي هندسه (خوجة – بري) وباركه العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز. عززت أحداث أيار صورة (خوجة) كسفير ناجح في خدمة رعايا بلاده حين أمنهم وأعادهم بنجاح وسلامة إلى المملكة.

انتهى مؤتمر الدوحة بتسهيل انتخاب ميشال سليمان رئيسا، كانت 14 آذار رشحت للرئاسة نسيب لحود وبطرس حرب، و8 آذار رشحت ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حاول عمرو موسى (أمين جامعة الدول العربية في ذلك الوقت) التوفيق بين الفريقين في مباحثات ماراثونية لكن جهوده باءت بالفشل. لكن 14 آذار، في لفتة سياسية نادرة، اعتمدت خطة احتياطية بتوثيق الاتصالات بقائد الجيش وقائد معركة النهر البارد (سليمان) عبر عناصر موثوقة داخليا وخارجيا، آنذاك انهالت الدعوات على ميشال سليمان، تعرفت عليه أرفع القيادات الأمنية والعسكرية في المملكة وفي مصر، لذلك تمكن سعد الحريري من مباغتة الجميع حين أعلن عن مرشح أخير لا يمكن رفضه في حال ماتت كل الجهود والمبادرات. فشلت مباحثات عمرو موسى وسقط ميشال اده مرشح بطريرك السيادة الاستقلال نصرالله صفير، فجاء ميشال سليمان رئيسا. في خضم الأزمة اللبنانية تعرض (خوجة) لثلاث محاولات اغتيال – على الأقل – سلمه الله من شرها ولم يعلن إلا عن واحدة، كانت تلك المحاولات نهاية علاقته المباشرة بحسن نصرالله!.

كما نجح (خوجة) في لبنان سياسيا، فقد نجح ثقافيا وإنسانيا، وسبب ذلك سياسة ومنهج العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، والمزايا الشخصية والمهنية التي يتمتع بها (خوجة)، فهو الشاعر في بلاد الفنون والإنسان في أرض الطبيعة. في زمن الأزمات وغيرها، كانت السفارة السعودية خلية نحل لخدمة المواطنين السعوديين المتواجدين في لبنان سياحة أو إقامة، وحين يتجاوز الأمر صلاحيته كسفير كان يغطيه كإنسان، وقد امتد ذلك إلى حالات لبنانية. تهافت المثقفون اللبنانيون على السفير السعودي (المثقف) فانعكس ذلك إيجابيا على صورة المملكة نفسها وتأجج التفاعل الثقافي بين البلدين.

لعل أجمل حالات (خوجة) حين يتحدث في مجلسه الخاص عن رفاقه اللبنانيين، تعجبه من الزعامة الأسطورية لوليد جنبلاط التي تستطيع أن تنقل – في لمح البصر – طائفة بأسرها من اليمين إلى اليسار من دون تمهيد أو تفسير وبلا توقف، الحواسيب العملاقة في رأس الرئيس فؤاد السنيورة ورباطة جأشه الماسية، الدهاء الملفت لميشال المر الذي سماه مرة “ميشال بن أبي سفيان” في إشارة إلى داهية العرب معاوية، التحفظ المتوجس إزاء سمير جعجع الذي تحول إلى إعجاب واحترام نظير العقل المنظم والصلابة المبدئية، الدهشة البالغة من جان عبيد المسيحي الذي يحفظ القرآن عن ظهر قلب ويعرف عن الإسلام أكثر من بعض المسلمين، التركيبة العجيبة للرئيس عمر كرامي الذي كاد أن يغطي حصار السراي لولا اتصال (خوجة) به: “أنا حزين لأن شقيق رشيد كرامي سيسلم قرار بلاده للأجنبي” لحظتها انتفض كرامي صارخا “والله لا يمكن” ولم يذهب إلى ساحة رياض الصلح كما كان مخططا. بعد انتخابات عام 2009 تفاءل (خوجة) بصديقه المفضل سعد الحريري رئيسا للوزراء “لقد اختمر سعد، تأثرت حين رأيته يتقدم شعبه في جنازة الشهيد وليد عيدو قائلا للناس أنا معكم ولكم وبكم، إنه نقي ومخلص”، لعله يتذكر تلك اللحظة كلما قابل سعد في جدة أو في الرياض هذه الأيام. لا ينسى (خوجة) الاتصالات الهاتفية التي كانت تجري بينه وبين الأمير بندر بن سلطان (أمين مجلس الأمن الوطني)، كان سفير المملكة يهاتف الأمير، وكان الأمير يهاتف السفير، على هاتف مراقب من الخصوم، يجريان حديثا سياسيا بين قيادي رفيع وسفير موثوق، وما أن تنتهي المكالمة حتى يجن خصوم المملكة في لبنان وربما في المنطقة!.

فاصل بين مرحلتين

حين تولى (خوجة) وزارة الثقافة والإعلام، لم يتحرر – في البداية – من أعباء الملف اللبناني، كانت الانتخابات اللبنانية على الأبواب، والوزير مكلف من عاهله بمتابعة الملف، كان (خوجة) قد أكد للقيادة السعودية بأن الانتخابات ستنتج نصرا حاسما لقوى 14 آذار. بعد أن قال كلامه تذكر حادثة (يلتسين) والملك فهد، كيف يراهن بسمعته المهنية على أمر في علم الغيب، ويبدو أن الله لم يخيب دعاء عبده الصالح ونجح تيار السيادة والاستقلال باكتساح. سعد العاهل السعودي بصوابية وزيره ودعاه على طائرته الخاصة في رحلة من الرياض إلى جدة ليبلغه رؤية المملكة للمرحلة المقبلة. ما أن حطت الطائرة في جدة، حتى علم الوزير بالمهمة الجديدة، مرافقة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله إلى دمشق تلبية لدعوة بشار الأسد.

تم تكليف الأمير بالاجتماع مع الرئيس السوري، وكلف (خوجة) بالاجتماع مع وزير الخارجية نبيل المعلم. قبل انتهاء الرحلة بيوم طلب بشار الأسد الاجتماع بـ (خوجة) على انفراد، جلس الخصمان 4 ساعات متوالية، بدأ الاجتماع بقول الأسد: “قالوا لي أنك خبير بالشأن اللبناني، انا أعرف لبنان أكثر منك”، رد (خوجة): “إن معرفتي المتواضعة بلبنان لا تضاهي معرفة سيادتكم، لكنها كافية للانتصار الكاسح في الانتخابات”، حينها ابتسم بشار الأسد من مهارة الوزير في إيصال رسالته المفحمة بأرفع صيغ الدبلوماسية، لكنه لم ينسها، فقد زار العاهل السعودي دمشق بعدها بأشهر وعقد اجتماعا مغلقا مع الرئيس السوري ثم توجها إلى المأدبة المفتوحة، وقبل الجلوس توجه بشار إلى (خوجة) مباشرة ليقول له “جيم أوفر يا عبدالعزيز”. ابتسم (خوجة)، لقد نجح الملك في مصارعة الأسد لدرجة ظنه بالنصر في لبنان. مرت الأشهر وقامت الثورة السورية ليخسر بشار لبنان وسوريا نفسها. ولعل (خوجة) وهو يتابع أخبار الرئيس السوري يود أن يتصل عليه ليقول له: “جيم أوفر يا بشار”.

شهدت تلك الفترة ضياع البوصلة من قائد ثورة الأرز وليد جنبلاط، أعلن خروجه من تيار 14 آذار، كان (خوجة) برفقة الملك في إجازة بالمغرب، كلفه العاهل السعودي باستقلال طائرته الخاصة والتوجه إلى لبنان للقاء (جنبلاط). حين وصل الوزير العتيد إلى المختارة قال له الزعيم “أريد أن أحمي طائفتي، والمملكة مكانها محفور في القلب”. غادر (خوجة) قصر المختارة مشفقا على صديقه القديم ومتفهما له، لقد دخلت علاقته بالرياض في ثلاجة، ذهب وليد جنبلاط إلى دمشق، هاجم حسني مبارك بلا رحمة لدرجة احتفاله بسقوطه في ثورة 25 يناير، لكنه لم يمس الرياض مطلقا لأن قلبه وعقله فيها، ومن حسن الحظ أن الثورة السورية أعادت لـ (جنبلاط) نصف البوصلة، وبقي النصف الآخر أسيرا في ذكرى اعتداء (حزب الله) على الجبل في أحداث أيار. لكن أينما كان وليد جنبلاط وكيفما كان، فهو إن فقد البوصلة فلا يضيع الاتجاه طويلا، لأنه الزعيم التاريخي الفريد الذي نقش اسمه بماء مقدس في جبال لبنان وسهوله وتاريخه.

انطلقت أعمال المحكمة الدولية، كان (خوجة) وهو يسمع الادعاء يتهم عناصر من (حزب الله) باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه من شهداء ثورة الأرز يتذكر نصيحته لحسن نصرالله “لا أحد يريد إحراق لبنان”.

الوزير الأبيض

تولى (خوجة) وزارة الثقافة والإعلام بعد وزير ناجح ومحنك هو السيد اياد مدني، أحدث (مدني) نقلة تنظيمية وإدارية ونوعية هائلة في أروقة الوزارة خصوصا بعد انضمام الثقافة إلى اختصاصها.

كانت الوزارة تتعرض لهجوم شرس من القوى المتطرفة، استعان (خوجة) بخبرته الدبلوماسية وواجه المتطرفين باجتماع معلن مع المفتي وأعضاء هيئة كبار العلماء، شاع في الأوساط الإعلامية أن (خوجة) زاد مساحة البرامج الدينية في القناة الأولى وقرر إلزام المذيعات جميعا بالعباءة (مع أن ذلك غير صحيح)، فشن عليه الطرف الآخر هجوما معاكسا. آنذاك كتب بندر السليمان في صحيفة السياسي الإلكترونية مقالة بعنوان “خوجة أول الوزراء الفاشلين”، كان (خوجة) يقرأ المقالة وهو يبتسم، لم يعرف من حوله سبب الابتسامة، فبندر السليمان – نفسه – كتب في نفس الصحيفة بعد أشهر – ومن دون أي اتصال بينه وبين الوزير أو بين الوزارة –  “خوجة يشبه ذلك اللاعب الذي ينتقده الجمهور طوال المباراة لكنه في اللحظة الأخيرة يسجل أصعب هدف محققا أغلى بطولة، لقد غير خوجة صورة وزير الإعلام – وصورة الوزير عموما – إلى الأبد”. فما الذي فعله خوجة بالضبط؟.

حسنا، تلقى (خوجة) دعما كبيرا من رائد الإصلاح الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مما اتاح مساحة واسعة للحركة.

في عهد (خوجة) تم كسر احتكار النطاق الإذاعي (إف إم) الذي دام أكثر من عشرين سنة من أجل محطة واحدة فقط لصالح عدة محطات. وفي عهده فكك الوزير المؤمن بالحرية وزارته نفسها إلى مؤسسات عامة مستقلة ليصبح دور الوزارة تنظيميا في أضيق الحدود، كما رفع الرقابة المسبقة عن الصحف الدولية، ووسع التلفزيون السعودي من أربع محطات إلى 16 محطة أهمها قناة القرآن وقناة السنة التي وطدت ارتباط المسلمين في العالم بالحرمين الشريفين، إضافة إلى باقة القنوات الرياضية التي استقطبت الجمهور الشبابي السعودي بمنحة ملكية. لم يوقف (خوجة) أي كاتب ولم يقل أي رئيس تحرير ربما باستثناء حالة أو حالتين سببها قانوني جدا. طرح مشروع تأسيس مجلس أعلى للثقافة وهيئة عليا للكتاب، بنى مقرا دائما لوكالة الأنباء لأول مرة في تاريخها. أعاد الأندية الأدبية للمثقفين بالانتخابات الحرة. ونظم عمل الصحافة الإلكترونية.

في عهد (خوجة) كانت صحيفة (الندوة) تئن إفلاسا وفشلا، فدعمه العاهل السعودي لتطويرها، فظهرت في إطار مؤسسة جديدة مستقرة بمسمى (مكة). ربما حين يقرأ (خوجة) الصحيفة المكية الجديدة يتذكر أيام كان في الوزارة وكيلا، يومها رتب موعدا للسيد هشام علي حافظ مع الملك (الأمير) فهد لتأسيس صحيفة (الشرق الأوسط) ودعم المشروع معنويا من وزارة الإعلام، يتذكر حين واجهت الصحيفة الخضراء أزمات جوهرية نصيحته لصديقه هشام بأن يلجأ إلى امير الصحافة والمثقفين سلمان بن عبدالعزيز، فافتتحت (الشرق الأوسط) في تلك اللحظة تاريخا جديدا!.

وقف (خوجة) مع أهل الصحافة والإعلام من مختلف الأطياف، فمن أزمة روزانا اليامي المرتبطة بقناة إل بي سي إلى الكاتب الإسلاموي عبدالعزيز قاسم مع قناة (دليل)، وما زال قاسم يحفظ الجميل لكن روزانا تنكرت في تغريدات تويترية!. لقد شهدت حرية التعبير في عهد (خوجة) انفراجا واسعا تنفيذا لسياسات الملك عبدالله، ولم يستثن ذلك وزارة الثقافة والإعلام نفسها.

كانت إطلالات (خوجة) الإعلامية متميزة ومختلفة، فهو يصرح لصحيفة (عكاظ) بعد أن انتقد مجلس الشورى وزارته “أتفق مع أعضاء المجلس في انتقاداتهم، وربما لو كنت عضوا في مجلس لانتقدت الوزارة أكثر منهم، نحن استفدنا من النقد وسنصحح الخطأ”. وفي تصريح للعربية نت يقول للزميل فهد سعود – بعد أن رفض مجلس الشورى اقتراح فصل قطاع الثقافة في وزارة مستقلة – “أنا حزين، قطاع الثقافة مظلوم وهو يستحق أن يكون وزارة مستقلة”. ويقول الرواة أن (خوجة) في آخر عهده رفع خطابا إلى المقام السامي مطالبا بتحويل قطاع الثقافة إلى وزارة قائمة بذاتها.

كان معرض الكتاب السنوي في الرياض موعدا لنشاط المتطرفين وحقدهم، تلقى (خوجة) دعما كبيرا من الجهات المختصة لإنجاح المعرض فتم لجم المتطرفين – قام أحدهم ذات معرض بالتهجم على الوزير شخصيا – واتسعت مساحة الحرية، كان مدير المبيعات في دار الساقي مذهولا وهو يسمع وزير الثقافة والإعلام يقول له: “لماذا لم تجلبوا كتب تركي الحمد، لقد زال المنع عنها وعن كتب غازي القصيبي”. وحين طالب البعض بمنع كتاب (السعودية، سيرة دولة ومجتمع) لعبدالعزيز الخضر عن معرض الرياض صرح (خوجة): “لقد قرأت الكتاب، إنه رائع وكاتبه وطني”.

في عهد خوجة تولت سعودية – لأول مرة – رئاسة تحرير صحيفة يومية، كما أنه عين أخرى مديرة لمحطة (أجيال) التابعة للتلفزيون السعودي الرسمي، فشن المتطرفون هجوما متشنجا عليه لدعمه للمرأة، تذكر (خوجة) وهو يقرأ تصريحات شيوخ التطرف معركته الأولى معهم حين كان عميدا لكلية التربية في مكة بسبب تعزيزه لدور المرأة ودعمه لها. لم تهدأ بيانات التطرف ضده بسبب حرية التعبير التي تصونها وزارته وقراراته الإصلاحية، لكنه كان مطمئنا لأنه يطبق مشروع عبدالله بن عبدالعزيز للإصلاح.

يتواصل السعوديون اليوم مع مسؤولي الحكومة في مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك، تويتر، آسك) من مدراء الإدارات الصغيرة إلى ولي العهد شخصيا، يجب أن يتذكروا أن من سن هذه السنة الحسنة هو عبدالعزيز خوجة، افتتح حسابه في فايسبوك ثم تويتر وأخيرا آسك، وكانت إطلالاته دائما مختلفة، في آسك أجاب عن سائل يستفسر عن راتب الوزراء، أما حسابه في فايسبوك فقد سمته صحيفة (الشرق الأوسط) “المجلس الاستشاري الشعبي لوزارة الثقافة والإعلام”، وفي تويتر كانت إطلالته متميزة، فحين اشتد الجدال حول قيادة المرأة للسيارة غرد قائلا: “أنا مؤيد لقيادة المرأة، وخارج البلاد زوجتي وبناتي يقدن السيارة” وحين ضغطت على حسابه حملة “نبي سينما” رد عليهم ذات مرة “وأنا كمان أبي سينما”. بريد (خوجة) في فايسبوك مليء بالمفاجآت، فقد روى في مجلسه الخاص أنه بكى ذات يوم بسبب رسالة وصلته من مواطنة سعودية مقيمة في موسكو، كان والدها لاجئا في روسيا التقاه (خوجة) صدفة، قال له لقد وشى بي المغرضون فهربت من البلاد وأنا هنا تحت خط الفقر، تحدث (خوجة) مع الملك فهد ووزير داخليته الأمير نايف، وبعد التحقيق الدقيق في الموضوع ثبتت براءة الرجل وتم تعيينه في السفارة أيضا مما غير حياته حياة أسرته، قالت ابنة اللاجئ لـ (خوجة) لقد أصبحت نجمة أكاديمية في موسكو بفضل جهودك، أنا ووالدي نقرئك السلام. كان (خوجة) ينشر قصائده أسبوعيا في فايسبوك ليفاجأ بعد سنة بدراسة نقدية عن شعره كتبها أحد أصدقائه الإلكترونيين، رد عليه (خوجة): “أيها الشاب المدهش، أنت أفضل ناقد قرأت له في حياتي”. حين وقعت كارثة سيول جدة سهر (خوجة) على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي ليتواصل مع الناس موضحا ومطمئنا.

القلب المفتوح الذي تعب

بعد أن أجرى (خوجة) عملية القلب المفتوح عام 2012، خرج من غرفة العمليات (خوجة) آخر غير الذي دخل، لمعة العينيين ضجرت، حرارة الصوت بردت، حماسة الروح تثبطت، نشاطه مكبل بالملل، ماذا جرى في غرفة العمليات؟! كل من التقى (خوجة) بعدها لمس أن شيئا ما قد تغير في شخصه. سألته ذات مرة “أين عبدالعزيز خوجة الذي أعرفه” فأجاب “هل تعلم أنني شاعر” قلت له “ومن لا يعرف” فرد “أنا شاعر، خارج الشعر أشعر بالغربة.. بالوحشة، لقد أخذتني الحياة من الشعر، والشعر حرية”. لم أفهم هذا الكلام، وباعدت بيننا المسافات، لم أطق التعامل مع (خوجة) الذي لا أعرف، حتى أن الاتصالات انقطعت تماما، إلى أن فوجئت به – في مبادرة كريمة أكبر بكثير مما أستحق – يتصل بي من باريس “فينك غايب يا سربوت” وأجرينا مكالمة مطولة ما أنهيتها حتى التفت إلى صديقي الأثير محمد علي فرحات الذي اندهش من طول المحادثة وحميميتها العاصفة “إنه عبدالعزيز خوجة، وهو أول اتصال منذ فترة طويلة، كانت حماسته متوقدة ونكتته حاضرة وألمعيته متوهجة وصوته جياشا، لقد اختتم المكالمة قائلا بأنه خرج من النفق”. بعدها بأسبوع التقيته في المملكة، كان محلقا لأنه عاد يكتب الشعر من جديد، حضر الجلسة مدير الأندية الأدبية الصديق المحترم أحمد قران الزهراني، كان (خوجة) يسخر من أولئك الذين تنكروا له وهو بعد على رأس العمل. غادرت البلاد، وشن (خوجة) آخر معاركه الوزارية – بضراوة جذرية – ضد التطرف والإرهاب مستعيدا السيف الذي تركه في بيروت يوم صرح لزاهي وهبي “جماعة الإخوان هي أم الإرهاب”، وما أن قال كلمته حتى صدر قرار الإعفاء “بناء على طلبه”، فغير (خوجة) فورا تعريفه في (تويتر) من وزير الثقافة والإعلام إلى “شاعر سعودي”. ويا لها من مصادفة عجيبة، أن تطغى كاريزما (خوجة) الإنسانية على كل مناصبه ثم تنطفئ تلك المواقع بعده.

إن (خوجة) الناجح والإنسان، هو الذي دفع الناس للالتفاف حوله بعد التحلل من عباءة الوزارة والعمل الرسمي، فمشاعر أغلب الناس لم تنقلب، ودعوات التكريم لم تنقطع، وذكره الحسن تلهج به الألسن، وكم يتذكر السعوديون وزراء نسيهم الناس بعد أضواء المنصب، لكن (خوجة) قدم لحياته وهو يجني الثمار. وهذه شهادة مني – بعد أن أنفض السامر وانطفأت الأنوار وغادر كل إلى منزله بحثا عن السكون –  أزعم أنه لن يتمكن أحد من سرد دقائقها كما أفعل بحكم الثقة والجميل والمحبة التي تنعمت في جنانها من خلال معرفتي بالوزير السفير الإنسان منذ كان في المغرب بهدية من الصديق الغالي نجيب الزامل، لذلك كان كاتب هذه السطور هو أكثر من أجرى معه لقاءات صحافية وأول لقاء تلفزيوني بعد الوزارة.

حاول خصومه الثأر منه بتعكير العلاقة بينه وبين مليكه فأشاعوا بأنه استقال اعتراضا على سياسات الدولة داخليا وخارجيا، هاتفته لأطالبه بالرد على المرجفين، فقال لي “إنهم مغتاظون، دعهم يلعبون، القيادة تعرفني مخلصا وأنا أعرفها ثمينة كالذهب ناصعة كالألماس”. لكن الصوت الذي سمعته لم يكن صوت (خوجة) وزير الثقافة والإعلام أو صوت سفير المملكة في بيروت، إنما صوت السفير السعودي المتألق في المغرب، وكأن عودته إلى الشعر أهدته شبابا بعقد من الزمن. ليس هناك سر، إنه يكتب الشعر في صومعته العامرة بالخيال وبالجمال وبالأكوان الخفية.. الواسعة والمتناثرة والمتنوعة، وكلما بدأ في كتابة قصيدة قال بصوت مسموع “اقترب الفرج”!.

 

اعتقال شقيقين كنديين لمخالفات تتعلق بالارهاب

السبت 10 كانون الثاني 2015 / وطنية - اعلنت الشرطة الفدرالية الكندية اعتقال شقيقين توأم امس في كندا، لمخالفات تتعلق بالارهارب، وقد اعتقل احدهما في مطار مونتريال خلال سفره الى الخارج. وجاء في بيان للدرك الملكي في كندا: "ان اشتون كارلتون لارموند وكارلوس لارموند وكلاهما يبلغ من العمر 24 عاما، كانا موضع ملاحقة بعدة تهم متعلقة بنشاطات ارهابية او دعم نشاطات ارهابية".

 

المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية اوصى بحرمة الدم المسلم ودعا الى تعميم منطق الحوار على الاسس الشرعية

السبت 10 كانون الثاني 2015

  وطنية - اكد "المؤتمر الدولي الثامن والعشرون للوحدة الاسلامية"، الذي عقد في طهران، "حرمة الدم المسلم الذي نطق بالشهادتين"، معتبرا ان "التقريب بين المذاهب الاسلامية هو السبيل الوحيد لتحقيق وحدة الامة الاسلامية، والاختلاف السياسي لا يجوز ان يستغل الخلاف العقدي والفقهي والتاريخي بين المذاهب"، داعيا "الى تعميم منطق الحوار بين المسلمين على الاسس الشرعية"، مشددا على ان "المذاهب الاسلامية الثمانية هي مذاهب معترف بها ويمكن التعبد بها".

وجاء في بيان صادر عن المؤتمر: "بمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامية في ذكرى ميلاد الرسول الأكرم والإمام جعفرالصادق، عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية مؤتمره الدولي الثامن والعشرين للوحدة الإسلامية بطهران، بحضور مئات الشخصيات الدينية والنخب العلمية من الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن سائر أنحاء العالم. وقد خصص هذا المؤتمر لدراسة موضوع (الأمة الإسلامية الواحدة: التحديات والآليات) كما وفق المشاركون للقاء قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي واستمعوا إلى حديثه التوجيهي القيم، وافتتح المؤتمر الدكتور الشيخ حسن روحاني رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية بكلمة جامعة.

وتدارس المؤتمرون موضوع المؤتمر على مدى ثلاثة أيام وفي خمس عشرة جلسة عمل ومن خلال عرض أكثر من مائة بحث وكلمة. هذا وقد تناول المشاركون حسب اختصاصهم الموضوعات المستجدة في مجالات التجارة والاعمال، وشؤون الشباب وطلبة الجامعات، والاحزاب السياسية والنساء والأساتذة والجامعات، والاعلام في إطار لجان تخصصية مستقلة، فضلا عن دراسة الأزمات الراهنة في عالمنا الاسلامي في لجنتي المساعي الحميدة والجمعية العمومية لمجمع التقريب وبالتالي اللجنة الخاصة بالاتحاد العالمي لعلماء المقاومة وذلك للوصول الى حلول واقعية لها.

وفي ختام جلساته أصدر المؤتمر التوصيات التالية:

أكد المؤتمرون انطلاقا من مسلمات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أن الإسلام جامع لأهل القبلة، ودليله الشهادتان اللتان تعصمان دم الناطق بهما وماله وعرضه، كما يرون أن التقريب بين المذاهب الإسلامية سبيل مهم لتحقيق وحدة الأمة في شتى المجالات، وأن المذاهب الإسلامية التي تؤمن بأركان الإسلام وأصول الإيمان، ولا تنكر معلوما من الدين بالضرورة، يؤلف المنتمون اليها بمجموعهم الأمة الإسلامية الواحدة، وتتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم، ويتعاونون لتحقيق الأهداف الإسلامية السامية، وأن الاختلاف السياسي لايجوز أن يستغل الاختلافات العقدية أو التاريخية أو الفقهية، وأن إثارة أية فتنة طائفية أو عرقية لا تخدم إلا أعداء الأمة، وتحقق خططهم الماكرة ضدها، وتكرس احتلالهم البغيض لأرضها مما ينبغي معه مقاومتها بالوسائل كافة".

ودانوا كل أشكال الاعتداء الصهيوني على شعبنا الصابر والمثابر والمرابط في فلسطين وخصوصا ما يجري من محاولة هدم للمسجد الاقصى ومنازل الفلسطينيين في مدينة القدس وتهويدها، بالتغيير الديموغرافي في أرض فلسطين ومحاصرة هذا الشعب الأبي في غزة، كما يحيون جهاد الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة، ووأكدوا دعمهم جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتوحيدها ويؤكدون من جديد على ضرورة تنفيذ الحقوق الفلسطينية المشروعة وأهمها حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة على كافة الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحقهم في العودة إلى ديارهم، كما أكدوا ما دعا اليه الامام القائد الخامنئي من ضرورة تسليح شعبنا في الضفة الغربية ليدعم قضية المقاومة، وطالبوا المجتمع الدولي بمحاكمة المجرمين الصهاينة ومعاقبتهم على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأعلنوا أن المقاومة حق مشروع للشعوب، ويستنكرون كل انواع الارهاب المدان إسلاميا وعالميا، سواء كان فرديا أو جماعيا أو ما قد تمارسه بعض الدول الكبرى تحت غطاء العولمة ودمقرطة البلاد، ويعلنون دعمهم للمقاومة الاسلامية في فلسطين ولبنان.

تحقيقا للوحدة بين أهل القبلة، والتقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية، دعا المؤتمرون إلى وجوب احترام المسلمين لبعضهم البعض، وإلى ترك البحث في الأمور الخلافية للعلماء والخبراء في بحوثهم العلمية، وعدم الإساءة والتشهير بأحد. وأكدوا على عدم جواز توجيه ما يعد انتقاصا أو إهانة لما يحترمه أي طرف، ويشمل هذا بوجه خاص عدم جواز انتقاص آل البيت الطاهرين أو أمهات المؤمنين أو الصحابة الكرام أو أئمة المسلمين، بالنيل منهم، أو التعرض لهم بأي نوع من أنواع الإساءة القولية أو الفعلية، وعدم جواز استباحة المساجد و دور العبادة وكذلك الحسينيات والزوايا والمراقد. ونوهوا بالفتوى التاريخية التي اصدرها الامام الخامنئي قائد الثورة الاسلامية بخصوص تحريم النيل من رموز المذاهب الاسلامية والإساءة لأمهات المؤمنين، والتي لاقت الترحيب الواسع من لدن كبار علماء الأمة والأوساط الدينية والأزهر الشريف.

وأكدوا ان الأمة الإسلامية تواجه تحديات كبرى تستهدف عقيدتها وشخصيتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاري المنشود وتتعرض لمؤامرات لتمزيقها جغرافيا، ولغويا، وقوميا، ومذهبيا، بل وتاريخيا. كما تسعى لإبقائها متخلفة على الصعد الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والعسكرية وغيرها. وتخطط لإبعادها عن إسلامها والتشكيك في قدرته على مواجهة المشاكل الحياتية المستحدثة، وإشاعة السلوكيات المادية المنحرفة عما رسمته الشريعة، وزرع حالة التقليد والتبعية للغرب والانبهار به. وإشغالها بالحروب الطائفية والعرقية وإبعادها عن مسارها المقاوم وهذا ما نشاهده في ما تقوم به المجموعات التكفيرية المسلحة في نقاط مختلفة من العالم الاسلامي وكذلك عبر إضعاف التربية والتعليم الإسلاميين والتشكيك في قدرتهما على النهوض بالأمة، واختراق الإعلام الإسلامي بإشاعة روح الهزيمة والإذعان والانحلال الخلقي لئلا يقوم بدوره المطلوب في وأد الفتن والتوعية وبناء الشخصية الاسلامية المتوازنة.

ورأى المؤتمرون أن هناك حاجة ماسة لوضع خطط تفصيلية لتحقيق التقريب بين المذاهب الإسلامية في المجالات التالية:

أ- رفع مستوى الوعي لدى المسلمين في مختلف المجالات وبخاصة في مجال فهم الإسلام وتعاليمه وأهدافه وفهم الواقع القائم على مختلف الأصعدة.

ب - مطالبة الدول الاسلامية بتطبيق الشريعة الإسلامية في كل مجالات الحياة.

ج - تفعيل العملية التعليمية والتربوية الشاملة لمختلف قطاعات الأمة وفق تعاليم الإسلام.

د - الاستفادة الأنجع من الإمكانات السياسية والاقتصادية والجغرافية، والطاقات العلمية للأمة وتعبئتها لتحقيق الأهداف الكبرى ومقاومة التحديات.

ه - مساعدة الأقليات الإسلامية في أنحاء العالم على الاحتفاظ بهويتها وأداء شعائر دينها وتفعيل دورها في المجتمع، مع مراعاة حقوق غير المسلمين في المجتمع الاسلامي.

و ـ تربية الجيل الاسلامي على ثقافة المقاومة والعزة وتشكيل بناء مستقبلي أفضل مع التأكيد على الدور الايجابي للنساء والشباب وسائر فئات المجتمع.

ودعوا إلى الابداع في مجال الفكر المؤدي إلى التقريب من خلال مايلي:

- تعميق المنهج الوسطي في فهم الشريعة النابع من الكتاب والسنة الشريفة .

- مراعاة فقه الأولويات، ومعرفة المآلات، ومراعاة الظروف المتغيرة عند اتخاذ المواقف الشرعية.

- مراعاة مقاصد الشريعة الثابتة، وخصائص الإسلام العامة.

- إحياء علم المقارنات وعلم الخلاف.

- الاهتمام بالتعمق في فكر التقريب في مختلف البحوث والدراسات ولاسيما الفقهية منها.

وعلى الصعيد العملي اقترح المؤتمرون مايلي:

- تعميم منطق الحوار بين المسلمين على الأسس الشرعية.

- تقوية نشاطات لجنة المساعي الحميدة ولجانها الفرعية لتحقيق حالة التصالح بين المسلمين وحل أزماتهم. والقيام بدور الوساطة بين الحكومات والشعوب والفئات لتقريب وجهات النظر والوصول الى حل اسلامي سلمي للمشكلة في سوريا والبحرين والعراق وميانمار وسائر مناطق النزاع والخلاف.

- تشجيع الدراسات التقريبية في الجامعات عبر فتح الأقسام الجامعية في هذا التخصص وتشجيع الرسائل العلمية وتقوية التبادل التخصصي.

- ضبط عملية الفتوى وفق الضوابط التي أقرتها المجامع والمصادر الفقهية.

- تشكيل لجنة من القانونيين تتبنى متابعة حقوق متضرري التطرف والتكفير والارهاب.

- تشكيل لجنة من المفكرين تقوم بإعداد برامج وخطط لضمان سلامة الاسرة المسلمة والدفاع عن حقوقها وخاصة حقوق المرأة والطفل وفقا للقيم الانسانية والشريعة المحمدية.

واعلنوا أن الدعوة إلى التقريب لا تعني التعصب المذهبي ولا تسعى الى نشر مذهب بين أتباع مذهب آخر وأن ما تروجه بعض الجهات من محاولات تشييع اهل السنة او تسنين الشيعة لا يقصد منه إلا إثارة الفتن بين المسلمين وتوسيع دائرة الخلاف بين صفوف الأمة.

ودعا المؤتمر العالم الاسلامي وشعوب المنطقة لتوحيد صفوفها في مواجهة حركات التطرف والتكفير ودعم المقاومة الجماهيرية في العراق وسوريا حتى استتباب الامن والاستقرار في هذين البلدين.

كما دعا المؤتمرون الى تضافر الجهود من اجل اغاثة المهجرين والمتضررين من عصابات التطرف والتكفير في مختلف مناطق العالم الاسلامي خاصة العراق وسوريا.

وطالبوا المسلمات ممن يتمتعن بالقدرة العلمية الى المساهمة بأبحاثهن وآرائهن في انجاح الدعوة الى التقريب وأن يكون لهن دور اكثر فاعلية في مؤتمرات الوحدة الاسلامية ونشر الوعي التقريبي بين المجتمعات الاسلامية.

ورأوا أن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية قام - خلال مسيرته التي دامت حوالى ثلاثين عاما - بأدوار مهمة لتحقيق ما مر في المواد السابقة بشتى الوسائل المتاحة. والمؤمل رفع بعض المعوقات والنواقص التي تحول دون التسريع في تحقيق الاهداف المنشودة.

ودعا المؤتمر المجلس الأعلى والأمانة العامة للمجمع لدراسة تقييمات اللجان وتوصياتها، وكذلك دراسة مقترحات اللجان الدائمة للجمعية العمومية، والاتحاد العالمي لعلماء المقاومة.

وأكد المؤتمرون على أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حققا للأمة الاسلامية أجواء انسانية حضارية رائعة، وأشاعا العقلانية وروح الحوار البناء، وحرية الاجتهاد بضوابطه الشرعية، وغرسا روح الأخوة والوحدة بعد أن وضحا خصائص الأمة الاسلامية ورسالتها السامية إلى العالم كله ومن ثم كان تعدد المذاهب حالة طبيعية لها أثرها الإيجابي في تنوع الحلول للمشكلات على ضوء أحكام الشريعة الإسلامية وأصولها.

واعتبروا أن الأهواء والنزاعات السياسية، وشيوع حالات التعصب، وجهل بعض أتباع المذاهب بحقيقة المذاهب الاخرى انحرفت بالحالة السوية تلك إلى حالة طائفية ممزقة سادتها ظاهرة الغلو والتكفير والتطرف والتنافر والتمزق ونقل النزاع الفكري إلى الساحة العملية مما ترك آثارا سلبية خطيرة على قوة الأمة وتماسكها وسهل السبل ليقوم اعداؤها بطعنها في صميم عقيدتها وتوجهاتها النظرية والعملية الأصيلة.

وحيوا جهاد الشعب الإيراني وقيادته في سبيل تطبيق شرع الله في مختلف مناحي الحياة، ودانوا كل تآمر على هذه المسيرة الخيرة، كما أعلنوا دعمهم لموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تطوير قدراتها النووية للأغراض السلمية ويدينون كل الأساليب الملتوية التي تحاول منعها من الاستفادة من حقوقها المشروعة التي تكفلها لها المعاهدات والقرارات الدولية. ودعوا بلدان العالم الإسلامي إلى الاستفادة من هذه التجربة.

وأشادوا بجهود رواد التقريب والوحدة الإسلامية كالسيد جمال الدين الحسيني والامام الشيخ محمد عبده والامام الشيخ محمود شلتوت والامام البروجردي والامام الخميني والامام المودودي والامام كفتارو والامام الشيخ سعيد شعبان "رحمهم الله" والامام المغيب السيد موسى الصدر والامام الخامنئي "حفظه الله ورعاه".

وأكدوا على أن المذاهب الإسلامية الثمانية كلها مذاهب إسلامية والمنتمي الى أي منها يعتبر مسلما، له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، وأكدوا على المواقف التي صدرت من مراجع الدين السنة والشيعة وخاصة أئمة الازهر الشريف ومراجع الدين في قم المقدسة والنجف الاشرف بشأن ضرورة الاجتناب عن كل ما يؤدي إلى تمزيق الصف الإسلامي ويشجبون كل ألوان التكفير والدعوة الى الاعتداء على دماء المسلمين واعراضهم واموالهم.

وختاما، شكر المؤتمرون الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائدها الإمام الخامنئي، كما شكروا المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على إقامة هذا المؤتمر المبارك واستضافته، ويرون في إقامة أمثال هذه اللقاءات خيرا كثيرا".

 

كل الطرق الإرهابية تؤدي إلى الأسد

طارق الحميد/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/15

في محاولة يائسة، ومفضوحة، للتذاكي أصدر النظام الأسدي بيانا أدان فيه الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، معتبرا أن تلك الجريمة إثبات على أن «الإرهاب في سوريا سوف يرتد على داعميه»، وأنه دليل على «قصر نظر السياسات الأوروبية»!

والحقيقة أن جريمة «شارلي إيبدو» الإرهابية هي دليل على إدانة نظام بشار الأسد نفسه، ليس الآن، بعد الثورة، بل وقبل ذلك بكثير، فهذه الجريمة الإرهابية التي هزت فرنسا قدمت دليلا واضحا على تورط نظام الأسد في تسهيل، وتذليل، كل العقبات أمام الإرهاب بالمنطقة، وتحديدا العراق، وذلك بعد إسقاط نظام صدام حسين، وبدعم وتنسيق إيراني، كما أنها؛ أي عملية «شارلي إيبدو»، دليل على تورط حزب الله بدعم الإرهاب بالمنطقة، وهذا ما كشفته جريمة فرنسا الإرهابية، ومن الواضح أن ما سيكشف لاحقا سيكون أكثر إثارة.

بالنسبة لجريمة «شارلي إيبدو» الفرنسية، فقد اتضح أن أحد الإرهابيين المشاركين فيها، شريف كواشي (32 سنة)، قد قرر السفر إلى سوريا عام 2005 للمشاركة في القتال بالعراق، وتم إيقافه من قبل السلطات الفرنسية، والجميع يعرف أن تسلل الإرهابيين من سوريا إلى العراق وقتها كان أمرا يتم بعلم النظام الأسدي، وتنسيقه، وذلك لخدمة الأجندة الإيرانية، وتعقيد المشهد بالعراق، وكان نظام الأسد يتاجر بهؤلاء الإرهابيين، ومنهم سعوديون، تارة للقول بأنه يدعم المقاومة، وتارة أخرى للقول بأن السعوديين إرهابيون، ومن أجل تركيع العراق للمصالح الأسدية الإيرانية بالطبع. وكل من يعرف طبيعة سوريا، قبل الثورة، يعلم أنها دولة بوليسية لا يمكن للإرهابيين التنقل فيها، وصولا ومغادرة إلى العراق، دون علم النظام الأسدي.

وعندما نتحدث عن تورط حزب الله، فإن الشقيق الأكبر بالعملية الإرهابية التي وقعت في فرنسا كان يتدرب في اليمن الذي درب ويدرب فيه حزب الله الحوثيين، وهو الحزب نفسه الذي يقاتل الآن بسوريا دفاعا عن الأسد، ودرب قبلها مقاتلين عراقيين شيعة، مما يعني أن الأسد، وحزب الله، وقبلهما إيران، مثلهم مثل «القاعدة» لا يتحركون إلا بمناطق الصراعات. والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن هناك معلومات عن سفر أحد الإرهابيين الفرنسيين إلى سوريا مؤخرا للمشاركة في القتال هناك، وهو الأمر الذي سهله الأسد بتحويل الثورة السورية إلى ثورة مسلحة، فالكل يعي أن الثورة السورية كانت سلمية، إلا أن الأسد وإيران وحزب الله قرروا تحويلها إلى دموية للقول بأن الأسد يحارب الإرهاب.

وعليه، فإن المجتمع الدولي، الذي قرر غض النظر مطولا عن جرائم الأسد، ومن قبل الثورة، بات في موقف يتطلب التحرك ضد مجرم دمشق، خصوصا أن كل مؤشرات الجريمة الإرهابية في فرنسا تشير إلى الأسد، بالأمس واليوم. وعليه، فلا مناص من العودة إلى أرض الشام، لأن كل الطرق الإرهابية اليوم تؤدي إلى سوريا، وتحديدا إلى بشار الأسد.

 

مسيرة «عالمية» في باريس اليوم بمشاركة قادة دوليين.. وتصميم على الوقوف بوجه الإرهاب

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/15

بعد كابوس الساعات الـ48 التي أدمت وأوقعت 18 قتيلا، وقضت على صحافيي ورسامي مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة، تتأهب باريس لاستقبال مئات الآلاف من المتظاهرين بعد ظهر اليوم، في مسيرة فريدة من نوعها ولم يسبق أن عرفتها العاصمة الفرنسية في تاريخها إطلاقا.

فللمرة الأولى، يشارك قادة أوروبيون ومسؤولون وممثلون عن عشرات الدول في البادرة التي دعت إليها السلطات، بمباركة ودعم كل ألوان الطيف السياسي والديني والنقابي الفرنسية، للإعراب عن التضامن مع أسرة المجلة الساخرة، وللتأكيد على العزم الذي لا يلين على الوقوف في وجه الإرهاب. وينتظر أن تشارك المستشارة الألمانية إلى جانب رؤساء حكومات بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وسويسرا والتشيك والدنمارك، ورئيسي المجلس والمفوضية الأوروبية، والرئيس التركي والرئيس الأوكراني، ناهيك عن أمين عام حلف شمال الأطلسي، وكذلك رؤساء مالي والغابون ونيجيريا، ووزير العدل الأميركي، ووزير الأمن الداخلي الكندي. وسيتقدم المسيرة التي تنطلق في الساعة الثانية من ساحة «لا ريبوبليكا» (الجمهورية) وإلى ساحة «لا ناسيون» (الأمة) الرئيس فرنسوا هولاند، ورئيس الحكومة مانويل فالس، وكبار المسؤولين وقادة الأحزاب. وستنظم المسيرة وسط إجراءات أمنية استثنائية، إذ قرر وزير الدفاع جان إيف لودريان توفير 500 جندي إضافي لحماية الأمن في باريس ومنطقتها.

ومن جانبه، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن «خطة محاربة الإرهاب ستبقى في المستوى الذي وصلت إليه، لا بل إنها ستعزز». ولخصت صحيفة «ليبراسيون» بكلمة واحدة على كامل صفحتها الأولى معنى المسيرة الكبرى بـ«المقاومة».

بيد أن هذا الإجماع الوطني والدولي، الذي ظهر خلال تجربة الإرهاب الأخيرة التي لم تعرف فرنسا مثيلا لها منذ خمسين عاما على الأقل، لم يمنع بروز مجموعة من التساؤلات حول مكامن الخلل في المنظومة الأمنية التي مكنت الأخوين شريف وسعيد كواشي (جزائريي الأصل) ورفيقهما أحمدي كوليبالي (مالي الأصل)، وثلاثتهم مواطنون فرنسيون، من ارتكاب أبشع ثلاث جرائم إرهابية. كذلك تدور تساؤلات حول «تقصير» الأجهزة الأمنية في ملاحقة كوليبالي الذي قتل شرطية وجرح عاملا بلديا صباح الخميس (أي بعد يوم واحد من مقتلة «شارلي إيبدو»). ذلك أن كوليبالي استطاع التخفي والإفلات من شباك الشرطة رغم التعرف على هويته، ثم ظهر اليوم التالي في المتجر اليهودي «هيبر كاشير» حيث قتل أربعة من الزبائن وأخذ مجموعة من الرهائن داخل المتجر. فضلا عن ذلك، ما زالت حياة بومدين (وهي امرأة جزائرية عمرها 26 عاما تزوجها عرفيا) متخفية رغم الإخطار الذي أصدرته أجهزة الشرطة للقبض عليها. ويظن أن بومدين لعبت دورا ما في مقتل الشرطية، لكنها لم تكن موجودة في المتجر اليهودي. كذلك تدور تساؤلات حول «إهمال أمني ما» سمح لسعيد كواشي بالتحرك بحرية والذهاب إلى اليمن بعد خروجه من السجن رغم معرفة المخابرات الداخلية بميوله المتطرفة.

إزاء فداحة هذه الأعمال، لم يكن لرئيس الحكومة مانويل فالس (الذي سبق له أن شغل منصب وزير الداخلية) من مفر من الاعتراف بوجود «تقصير» في مكان ما. ولذا، فإن الاجتماع الأمني الخامس الذي ترأسه هولاند في قصر الإليزيه صباح أمس انصب على تمحيص وتحليل ما حصل وإقرار الترتيبات الأمنية الإضافية التي يتعين اتخاذها لتلافي تكرار التجربة المريرة. وقال هولاند، ليلة أول من أمس، إن القضاء على المتشددين الثلاثة «لا يعني نهاية الحرب التي يخوضها المتعصبون ضدنا». وفي السياق نفسه، قال فالس أمس «نحن في حالة حرب ضد الإرهاب وليس ضد دين ما أو ضد الإسلام. نحن نحارب من أجل الحفاظ على قيمنا».

وتكشفت في الساعات الأخيرة تفاصيل إضافية عن عمليتي الاقتحام اللتين قضي بنتيجتهما على الإرهابيين الثلاثة. فرئيس الحكومة أكد أن هولاند شخصيا هو من اتخذ قرار اقتحام المطبعة التي تحصن فيها الأخوان كواشي في ضاحية قرية دامرتان أون غويل والمتجر اليهودي «حيث أحمدي كوليبالي» في وقت واحد، كما أنه تابع كل مراحل العمليتين وحتى مقتل الثلاثة وإخراج الرهائن. ففي العملية الأولى، لم يدم الاشتباك بين الأخوين وبين فرقة الكوماندوز التابعة للدرك الوطني سوى أقل من خمس دقائق. وكان سعيد وشريف كواشي هما من بادرا بإطلاق النار على الأمنيين من باب المطبعة في محاولة على ما يبدو للخروج منها والإفلات من الحصار. وقد جرح خلال تبادل النار شرطيان. أما بشأن عامل المطبعة الذي قيل عنه بداية إنه رهينة فقد ظهر أنه اختبأ في قاعة الطعام في الطابق الأول، وكان على تواصل دائم مع والده ومع الخلية الأمنية بواسطة الرسائل النصية، الأمر الذي ساعد الأجهزة الأمنية على التعرف على تفاصيل الطابق الأرضي حيث تحصن الرجلان. وبعكس ما قيل سابقا، لم يجر اتصال مباشر بين الخلية الأمنية وبين الأخوين كواشي اللذين امتنعا عن الإجابة على هاتف المطبعة. وعثرت القوة الأمنية على قاذف صاروخي وقنابل هجومية ودخانية وعلى مسدسات، إضافة لرشاشين من طراز «كلاشنيكوف».

وفي المتجر اليهودي، لم تدم عملية الاقتحام سوى ثوان. واستفادت الشرطة من نص مكالمة هاتفية بين قناة «بي إف إم» التلفزيونية وأحمدي كوليبالي، إذ عقبها لم يغلق الأخير الهاتف حيث استمرت الشرطة في الاستماع لما يجري داخل المتجر طيلة الوقت. فضلا عن ذلك، اختبأ في الطابق الأرضي مجموعة من الرهائن الذين تواصلوا أيضا بالرسائل النصية مع الشرطة، الأمر الذي ساعدها على القضاء على كوليبالي في ثوان. لكن الأخير نجح في إصابة رجلي أمن قبل أن يقتل. وقالت الشرطة إن كوليبالي فخخ المداخل بـ15 إصبع ديناميت. ويظن أن كوليبالي هو من أطلق النار على شاب كان يمارس رياضة الركض في ضاحية فونتونيه أو روز القريبة من باريس، حيث إن عيار الذخيرة التي استخدمت لقتل الشرطية هو نفسه الذي استخدم في حالة الرياضي.

وأبعد من التفاصيل الميدانية، ظهرت مع مرور الزمن تفاصيل إضافية عن العلاقة الوثيقة بين الأخوين كواشي وأحمدي كوليبالي خصوصا ارتباطهم بـ«القاعدة في اليمن» من جهة، وبتنظيم داعش من جهة أخرى.

وبعد تبني الشيخ حارث النظاري، وهو المسؤول الشرعي في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، ما سماه «الغزوة المباركة في باريس»، بدت أقوال سعيد كواشي أكثر صدقية، حيث كرر أكثر من مرة وآخرها في اتصال مع القناة الإخبارية «بي إف إم» ارتباطه بـ«القاعدة في اليمن». وبحسب معلومات استخبارية أميركية، فإن الأخ الأكبر شريف ذهب إلى اليمن حيث تلقى تدريبا على استخدام السلاح. أما كوليبالي، فقد أكد، في اتصال هاتفي آخر، ارتباطه بتنظيم داعش. وأمس نشرت صحيفة «لوموند» صورا لشريف كواشي وأحمدي كوليبالي مع جمال بقال تعود لعام 2010. وهذا الأخير (من أصل جزائري) أدين في فرنسا بأعمال إرهابية في التسعينات، ويعيش في منطقة كانتال (وسط البلاد) بأمر من القضاء، وهو لا يستطيع مغادرتها.

كذلك نشرت الصحيفة ذاتها صورة لكوليبالي يحمل مسدسا، وأخرى لزوجته حياة بومدين حيث تظهر منتقبة. أما الصورة الأخيرة فإنها تظهر الشخص نفسه تحت راية مكتوب عليها «لا إله إلا الله». وكان الأخوان كواشي وكوليبالي، الذين يعرفون بعضهم بعضا من التسعينات، قد ارتادوا جميعا مسجدا سلفيا في باريس اسمه «مسجد طنجة»، وكانوا موجودين في السجن معا في أواسط العقد الماضي. وترتبط حياة بومدين التي تبحث الأجهزة الأمنية عنها، مع زوجة سعيد كواشي، التي هي شقيقة التلميذ رامي حميد الذي ألقي القبض عليه شرق فرنسا قبل أن تبرأ ساحته من تهمة المشاركة في مقتلة «شارلي إيبدو»، بعلاقة صداقة قوية. وبحسب معلومات أمنية، فإنهما تواصلتا بالهاتف 500 مرة العام الماضي.

إزاء توافر هذه المعلومات التي تربط بشكل ما عمليات باريس بتنظيم القاعدة من جهة، وربما بـ«داعش» من جهة أخرى، ووجود تنسيق واضح كما صرح كوليبالي بين الأفراد الثلاثة، تتزايد مخاوف السلطات الأمنية الفرنسية التي تجد نفسها في مواجهة هجمة إرهابية لم تتردد صحيفة «لوموند» في عددها ليوم أمس في وصفها بـ«11 سبتمبر (أيلول) الفرنسي»، الأمر الذي يبين ضخامة التحديات. ولذا، فإن الاجتماع الأمني الذي سيضم اليوم في باريس 11 وزير داخلية أوروبيا، ووزير العدل الأميركي، سيكون فرصة لرسم استراتيجية عملية موحدة لمواجهة الإرهاب تذهب أبعد من إظهار التضامن مع فرنسا والإرادة الصلبة في مواجهة الإرهابيين.

 

الإرهاب المعولم من الرياض لباريس

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/15

الإرهاب المعولم يفرض نفسه من جديد في حادثتين خطيرتين حدثتا الأسبوع الماضي، بحيث قام تنظيم داعش الإرهابي بمهاجمة مركز السويف الحدودي بين السعودية والعراق، وقتل في الهجوم قائد حرس الحدود هناك، وقتل وأصيب بعض الجنود. وكان تنظيم القاعدة في اليمن قد هاجم قبل أشهرٍ منطقة شرورة في أقصى الحدود الجنوبية للسعودية، ومن جهة أخرى هاجم إرهابيون مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية وقتلوا 12 صحافيا في مذبحة مروعة، وتبعتها جريمة قتل لشرطية جنوب باريس.

منذ غرقت بعض الجمهوريات العربية في أوحال الربيع الأصولي وهي تنتقل من تطرفٍ إلى تطرفٍ أشد، ومن إرهاب إلى إرهاب أنكى وأشنع، وقد كان واضحا منذ البداية أن التخاذل الغربي عن اجتراح حلولٍ ناجعة لإنهاء أزمات المنطقة بالتحالف مع الدول المعتدلة في المنطقة، سيحوّل تلك البلدان التي استقرت فيها الفوضى إلى بؤرٍ نشطة لإعادة بناء الإرهاب وتطوير آلياتهم وإحكام تنظيماتهم وبث آيديولوجياتهم، وأنهم سيطورون هناك ما كان يسميه بعض رموز تنظيم القاعدة بـ«الجهاد العولمي».

سعوديا، فقد كانت وستظل المملكة العربية السعودية هدف الإرهابيين الأول، سعيا لانتزاع مشروعيتها السياسية وثقلها الإسلامي والعربي، والساعون لذلك بعض الدول الإقليمية كإيران وغيرها، وتنظيمات العنف الديني ذات الطابع الشيعي كحزب الله في لبنان وبعض الجماعات العراقية وأنصار الحوثي في اليمن، وجماعاتٍ مثل جماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي عموما، ويتبعها حركات العنف الديني، وعلى رأسها تنظيم داعش، وتنظيم القاعدة في اليمن.

من قبل كان الهدف الأكبر لتنظيم القاعدة هو السعودية، وقد أنشأوا فيها تنظيما خطيرا تمت هزيمته ولجوؤه لليمن، واليوم لا تكاد تجد لتنظيم داعش في العراق والشام هدفا محددا بقدر استهداف السعودية، فأدبيات هذا التنظيم وبنيته وسلوكه توضح أن السعودية هي هدفه الأول، وقد تبين هذا من كلمة خليفته المزعوم الثانية المسجلة صوتيا؛ حيث لم يذكر بلدا غير السعودية، ومن تحركاته؛ حيث كان بإمكانه في مرحلة معينة بعد احتلاله الموصل أن يتعرض للحدود الإيرانية ولكنه لم يفعل، وفضل أن يعود أدراجه ليخطط للهجوم على السعودية كما تحكي جريمته النكراء في عرعر.

أما فرنسيا، فقد كانت فرنسا من أهم الدول التي حاولت دراسة الإرهاب مبكرا، وقد حاول الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي قبل أن يكون رئيسا وأثناء ولايته أن يحجّم الإرهاب في فرنسا، وأن يحارب بؤر التطرف في البلاد، وقد دخلت فرنسا حربا ضد حركات الإرهاب في مالي، وهي تفكر اليوم في التدخل في الجنوب الليبي الذي امتدت له حركات الإرهاب كما كان متوقعا، وهي كذلك تقف موقفا متقدما داعما للشعب السوري ضد نظام بشار الأسد، وهي بالشراكة مع السعودية تسعى لدعم الدولة اللبنانية وتقوية جيشها وتدريبه.

إن الجريمة التي ارتكبت بحق الصحافيين في باريس سيكون لها تأثير مهم من حيث صعود تيارات اليمين الأوروبي لا في فرنسا وحدها، بل في عموم أوروبا، وسيعود التفكير مجددا في مسائل كالهوية والهجرة والمهاجرين، وربما كانت هذه الجريمة جرس إنذارٍ يقرع بشدة للدول الغربية التي تتساهل في نشاطات بعض الجماعات والجمعيات الأصولية في أوساط المسلمين في الغرب.

لقد سقطت العديد من المقولات والأفكار التي انتشرت غربيا وعربيا مع بدايات ما كان يعرف بالربيع العربي، غربيا، سقطت فكرة أن الإخوان المسلمين هم البديل المعتدل لأنظمة الحكم وللجماعات الإرهابية التي كانت تروج لها أميركا وبعض الدول الغربية، وبدا جليا أن جماعة الإخوان المسلمين هي أصل كل حركات الإرهاب في العالم ومنبعها، وقد زاد من سقوط هذه الفكرة ما صنعته الجماعة بعد إسقاط حكمها الأصولي في مصر؛ حيث تماهت مع حركات الإرهاب وأيدتها ودعمتها وشاركتها في العمليات الإرهابية التي تستهدف الدولة المصرية والشعب المصري.

لم ينته العنف الأصولي، بل هو يزداد نشاطا، ولكن زاد عليه عنفٌ أشرس وهو العنف الطائفي والإرهاب المبني على الدين والطائفة والعرق.

من المقولات الساقطة كذلك أن شعوب المنطقة بحاجة إلى الإصلاح السياسي قبل الإصلاح الديني والثقافي، والعكس هو الصحيح، وأي قلبٍ للمعادلة هو وضعٌ للعربة قبل الحصان، وما الكوارث المتفشية في كل جمهوريات الربيع الأصولي والتي تزداد عنفا وخرابا وفوضى إلا شاهدٌ يصرخ بهذه الحقيقة.

لا يمكن القضاء على الإرهاب وآيديولوجياته وتنظيماته إلا بمشاريع كبرى للإصلاح الديني، وقوانين صارمة لا لتجريم الإرهاب فحسب، بل حواضنه التربوية ومنابعه التي تستغلها الجماعات الأصولية في المساجد وغيرها، وملاحقة من يحرض بكلمة، سواء كانت في قناة أو إذاعة أو صحيفة أو في الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل التواصل عبر الأجهزة الذكية، يجب أن تكون حربا شاملة على خطابات الكراهية والأصولية والعنف، وأن تطبق بصرامة وتنفذ بحزمٍ.

إننا في زمن الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، فليس صحيحا أن شرور «داعش» ستقتصر على العراق وسوريا، بل ها هي تسعى جهدها للدخول في لبنان والسعودية والأردن، وقد أصبح الإرهاب المعولم أكثر قدرة على التجنيد والتأثير والاستقطاب باستخدام أحدث التقنيات، وسواء ثبت ارتباط منفذي جريمة باريس بـ«داعش» أم لم يثبت، فإنه كما تم التحذير من قبل فإن «داعش» قد استقطبت المئات من المتطرفين من الدول الغربية، وهي ستعيد تصديرهم إليها من جديد.

إن رؤية إدارة أوباما أن الانسحاب من العالم وتقديم التنازلات لإيران وللجماعات الأصولية هما الوسيلة لحماية الولايات المتحدة وأمن العالم، هي رؤية أشبه بالكارثة لا على شعوب المنطقة فحسب، بل على العالم أجمع، ويغيب عنها قراءة تاريخ هذه الدول والجماعات، فالمؤدلجون لا يحسنون السياسة ولا يعبأون بها، وهذه الدول والجماعات التي يقوم سبب وجودها من الأساس على نشر الإرهاب عن عقيدة دينية، لن تتخلى عنها لوعودٍ سياسية خلبٍ من الدول الغربية.

إن مواجهة السعودية الطويلة مع الإرهاب، ومواجهتها القادمة مع الجماعات الأصولية ورموز التحريض وصناعة السخط، هي مواجهة لا بد منها، ورؤية الملك عبد الله الواضحة وقراراته يجب أن يتم التعجيل بوتيرة تنفيذها، وهذا الأمر لم يعد ترفا بل ضرورة، ومسألة وجود، فالتهديدات في تصاعدٍ يجب كبح جماحه وضربه كيفما تشكل وحيثما كان.

أخيرا، فإن بعض دول المنطقة التي تؤوي رموز التحريض الأصولي سيكون عليها قريبا أن تدفع ضريبة هذا الإيواء، وستكون في مواجهة العالم أجمع، ولن تفيدها التبريرات الأصولية التي تتكئ عليها، ولا الفذلكات السياسية التي تحاول تغطيتها بها