المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 كانون الثاني/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي  و17 و18 كانون الثاني/15

الاستخبارات الايرانية حولت لبنان محطة اقليمية لنشاطاتها وتحركاتها لخدمة الاستراتيجية الفارسية/الشراع/18 كانون الثاني/15

نصر الله والجليل… والكستناء/عماد قميحة/18 كانون الثاني/15

العلاقات اللبنانية- البحرينية في مهب تصريحات نصرالله... والمنامة تخشى تحريك حزب الله لخلايا نائمة/ضحى العريضي/18 كانون الثاني/15

حزب الله يوجه رسائل غير مباشرة الى اميركا/اكرم عليق/18 كانون الثاني/15

بسبب خفض التمويل الايراني... حزب الله يقف على حافة الافلاس/ايلاف/18 كانون الثاني/15

بازار الارهاب/الياس الزغبي/18 كانون الثاني/15

يا موارنة لبنان.. اتحدوا/أسعد حيدر/18 كانون الثاني/15

كيف ستتعامل القوى الفلسطينية مع خلية المولوي ومنصور/خالد موسى/18 كانون الثاني/15

إيران تقرع طبول الحرب في الخليج العربي/داود البصري/18 كانون الثاني/15

قراءة سياسية في أحداث فرنسا الدينية/مهى عون/18 كانون الثاني/15

المتطرفون وإفساد العلاقة بين الناس/عبد الرحمن الراشد/18 كانون الثاني/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار 17 و18 كانون الثاني/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 17/1/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 17 كانون الثاني 2015

سلام: ما صدر بحق البحرين لا يعبر عن موقف لبنان الرسمي

خاص - مسودة البيان التي ستسلم للسفارة اللبنانية في البحرين والتي كان قد أشار اليها موقع الكلمة أون لاين

نائب بحريني: ما صدر عن نصرالله يمثل تدخلاً سافراً في شؤون المملكة

سلام: ما صدر في حق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي للبنان

سلام زار كيشيشيان في مطرانية انطلياس

زهرا في ندوة “القوات” – البترون: أحلام الديكتاتورية إنتهت والحل لسوريا نموذج لبنان

ريفي من البترون: لا مناطق جغرافية على قياس الطوائف في لبنان زهرا: التغيير آت والحل السياسي الوسيلة الوحيدة المضمونة لحقن الدماء

فارس سعيد في ندوة “القوات” – البترون: لدولة وطنية مدنية بنظامٍ مرن يحفظ ضمانات الطوائف

ريفي قدم اعتذارا للبحرين: آمل ألا يؤثر موقف حزب الله على العلاقات التاريخية بين البلدين

بري عرض التطورات مع تيمور جنبلاط وأبو فاعور

رابطة آل فخري حيت الراعي لوقوفه بجانب الحق والعدالة: هل أصبح المجرمون من آل جعفر عاصين على الدولة؟

حماده: الأمور لم تنضج بعد لانتخاب رئيس والحوار يضع لبنان تحت مظلة من الهدوء النسبي

ابو كسم استنكر نشر احد الاعلاميين صورة مسيئة للبابا

ريفي في تكريم الحريري للجسم القضائي والحقوقي في الجنوب: بتكاتفنا وراء جيشنا ومؤسساتنا نحمي البلد من الخطر الاسرائيلي والتكفيري

عاصي استقبل المزيد من المعزين ونوه بمواقف الحريري: كلنا آذاريون نعمل لربيع لبناني متحرر وليس ربيعا ارهابيا

كاغ وصلت إلى بيروت لتسلم مهامها خلفا لبلامبلي

حرب دشن مراكز خدمات في شكا وعبدللي وبشعلة: أعد المواطن بخدمة جيدة وبتخفيف الكلفة وتحسين النوعية

أحمد الحريري: نبحث عن حلول سياسية لتجنيب لبنان أي مخاض أمني

العريضي: سلاح سرايا المقاومة منفصل عن سلاح حزب الله والوحدة الوطنية اللبنانية اثمرت نتائج ايجابية على الصعيد الامني

عمار في افتتاح مركز للدفاع المدني في الضاحية: نرجو أن يعم الحوار بين كل الفئات لصون وحدتنا وسلمنا الاهلي

نعيم قاسم: الأصل هو أن نتفاهم وأن نتعاون وأن نحمي بلدنا معا

الموسوي اكد صوابية خيار المقاومة في مواجهة المجموعات التكفيرية

دريان الى قطر تلبية لدعوة رسمية: سنبحث كل ما يمكن ان يحصن ساحتنا اللبنانية

قوات زحلة أطلقت حملة توقيع عريضة وقف إنشاء معمل الإسمنت في المدينة

الخارجية رحبت بإعلان المحكمة الجنائية الدولية مباشرة التحقيقات بشأن الجرائم في فلسطين

ابو كسم استنكر نشر احد الاعلاميين صورة مسيئة للبابا

تشارلي ايبدو...بين التوجهات العنصرية ومشاركة اللبنانيين في الادانة

عائلتا خليل وسعاده اعلنتا بعد اجتماع في منزل النائب فريد الخازن تسليم ولديها طوعا لتاخذ العدالة مجراها

كرم: من الطبيعي ان يستمر حزب الله بتقويض اسس الدولة داخليا ومهاجمة اصدقاء لبنان خارجيا من اجل دويلته الايرانية

احراق ثلاث كنائس خلال تظاهرة في نيامي احتجاجا على رسم للنبي محمد

تظاهرة في نيامي احتجاجا على الرسوم الساخرة

هولاند دافع عن حرية التعبير بعد تظاهرات معارضة للرسوم الساخرة

البابا اختصر زيارته للناجين من اعصار 2013 بوسط الفيليبين بسبب العاصفة

ناصحًا روحاني بالبحث عن حلول داخلية لمشاكل بلاده عسيري يذكر بتحذير الملك عبدالله من انتشار الإرهاب

وفاة الممثلة المصرية الكبيرة فاتن حمامة

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/البشارة كما دوّنها لوقا16/من01حتى31/مثل الوكيل الخائن

*باستثناء بشارة الراعي لا أحد من الموارنة ضد حوار القوات وميشال عون/الياس بجاني

*ايلي الحاج/سؤال الى مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 17 كانون الثاني 2015

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 17/1/2015

*سلام: ما صدر في حق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي للبنان

*ريفي قدم اعتذارا للبحرين: آمل ألا يؤثر موقف حزب الله على العلاقات التاريخية بين البلدين

*نائب بحريني: ما صدر عن نصرالله يمثل تدخلاً سافراً في شؤون المملكة

*فرعون: كلام نصرالله غير مقبول.. ونستنكر عودة “حزب الله” كورقة في الملف النووي

*جنبلاط يرد على نصرالله: تشبيه البحرين بالصهيونية غير مقبول ولأخذ بالاعتبار مصالح مئات آلاف اللبنانيين

*مسودة البيان التي ستسلم للسفارة اللبنانية في البحرين والتي كان قد أشار اليها موقع الكلمة أون لاين

*دو فريج: هل تغسل الحكومة اللبنانية يدها من مهاجمة نصرالله البحرين/مسـؤولية باسـيل شـرح موقف لبنان الرسـمي ، اجراءات قد تطال منتمين لحزب الله ولن تشـمل كل اللبنانييـن

*هل يتحـول الحـوار من ثنـائي الى ثلاثـي؟  زيارات المشنوق لبري والرابية تلامس الثوابت أم تقتصر على حل مشـكلة الحوض الرابـع؟

*العريضي: سلاح سرايا المقاومة منفصل عن سلاح حزب الله والوحدة الوطنية اللبنانية اثمرت نتائج ايجابية على الصعيد الامني

*نعمة محفوض: نرفض مقولة العودة الى الاضراب ستُلغي الامتحانات و الطبقة السـياسـية تتحمل مسـؤولية عدم اقرار السـلسـلة

*كيف ستتعامل القوى الفلسطينية مع خلية المولوي ومنصور/موقع 14 آذار/خالد موسى

*العلاقات اللبنانية- البحرينية في مهب تصريحات نصرالله... والمنامة تخشى تحريك حزب الله لخلايا نائمة/Alkalimaonline/ضحى العريضي

*"انخفاض سعر النفط يوجب إعادة النظر في كلفة تذاكر السفر"/عبـود: أسواق خارجيـة تضارب سياحة التزلّج فـي لبنان

*حماده: الأمور لم تنضج بعد لانتخاب رئيس والحوار يضع لبنان تحت مظلة من الهدوء النسبي

*ابو كسم استنكر نشر احد الاعلاميين صورة مسيئة للبابا

*الحلبي: الاحرار يرفض اي عمل ارهابي يطاول المواطنين اينما كانوا

*قوات زحلة أطلقت حملة توقيع عريضة وقف إنشاء معمل الإسمنت في المدينة

*نعيم قاسم: الأصل هو أن نتفاهم وأن نتعاون وأن نحمي بلدنا معا

*خلاف "الكتائب" - "حزب الله" السـياسـي عميـق/الهبر: المشاورات جدّية وغير ملزمة بجدول أعمال

*مطلقا النار على ايف نوفل ورفاقه سلما نفسيهما  والتحقيقات مستمرة مع 13 موقوفا في القضية

*امين عام الإتحاد البرلماني الدولي زار بري وسلام وباسيل

*حظر صحيفة إيرانية بسبب شعار أنا شارلي

*بسبب خفض التمويل الايراني... حزب الله يقف على حافة الافلاس

*نصر الله والجليل… والكستناء/عماد قميحة/جنوبية

*بازار الارهاب/الياس الزغبي/لبنان الآن

*يا موارنة لبنان.. اتحدوا/أسعد حيدر/المستقبل

*هل انتهى فعلاً زمن التفرّد بالقرارات في «التيار الحر»؟/جورج حايك

*حزب الله يوجه رسائل غير مباشرة الى اميركا/اكرم عليق/جنوبية

*اخفاق سـياسـي يقابــل الانجـــازات الامنيـــة النوعيـــة

*حـوارات الداخـــل تثبت الاسـتقرار ولا تمهــد للرئاســـــة

*عين الحلوة تحت المجهر والحكومة توضح موقفها الرسمي من البحرين

*الاستخبارات الايرانية حولت لبنان محطة اقليمية لنشاطاتها وتحركاتها لخدمة الاستراتيجية الفارسية!  

*ناصحًا روحاني بالبحث عن حلول داخلية لمشاكل بلاده عسيري يذكر بتحذير الملك عبدالله من انتشار الإرهاب/ حيان الهاجري/ايلاف

*نص كلمات ريفي وسعيد وزهرا وريشا في ندون "زمن التحولات الكبرى بين التطرف والإعتدال

*إيران تقرع طبول الحرب في الخليج العربي/داود البصري/السياسة

*المتطرفون وإفساد العلاقة بين الناس/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*قراءة سياسية في أحداث فرنسا الدينية/مهى عون/السياسة

 

تفاصيل أخبار النشرة

 

الزوادة الإيمانية/البشارة كما دوّنها لوقا16/من01حتى31/مثل الوكيل الخائن
وقالَ أيضًا لِتلاميذِهِ: كانَ رَجُلٌ غَنيٌّ وكانَ لَه وكِيلٌ، فجاءَ مَنْ أخبرَهُ بأنَّهُ يُبَدِّدُ أموالَهُ،  فدَعاهُ وقالَ لَه: ما هذا الذي أسمَعُ عَنكَ؟ أعطِني حِسابَ وكالَتِكَ، فأنتَ لا تَصلُحُ بَعدَ اليومِ لأنْ تكونَ وكيلاً لي. فقالَ الوكيلُ في نَفسِهِ: سَيَستَرِدُّ سيِّدي الوكالَةَ مِنِّي، فماذا أعمَلُ؟ لا أقوى على الفِلاحَةِ، وأستَحِـي أنْ أستَعطِـي. ثُمَّ قالَ: عَرَفتُ ماذا أعمَلُ، حتّى إذا عزَلَني سيِّدي عَنِ الوِكالةِ، يَقبَلُني النّـاسُ في بُيوتِهِم. فدَعا جميعَ الّذينَ علَيهِم دَينٌ لسَيِّدِهِ، وقالَ لأحدِهِم: كَم علَيكَ لسيِّدي؟ أجابَهُ: مئةُ كَيلٍ مِنَ الزَّيتِ. فقالَ لَه الوكيلُ: خُذْ صكوكَكَ واَجلِسْ في الحالِ واَكتُبْ خَمسينَ! وقالَ لآخرَ: وأنتَ، كَم علَيكَ لسَيِّدي؟ أجابَه: مِئةُ كَيلٍ مِنَ القَمحِ. فقالَ لَه الوكيلُ: خُذْ صكوكَكَ واَكتُبْ ثَمانينَ.  فمَدَحَ السَّيِّدُ وكيلَهُ الخائِنَ على فِطْنَتِه، لأنَّ أبناءَ هذا العالَمِ أكثَرُ فِطنَةً مِنْ أبناءِ النّـورِ في مُعامَلَةِ أمثالِهِم.  وأنا أقولُ لكُم: إجعلوا لكُم أصدِقاءَ بالمالِ الباطِلِ، حتّى إذا نفَدَ قَبِلوكُم في المَساكِنِ الأبدِيَّةِ. مَنْ كانَ أمينًا على القَليلِ، كانَ أمينًا على الكَثيرِ. ومَنْ أساءَ الأمانَةَ في القَليلِ، أساءَ الأمانَةَ في الكَثيرِ. وإذا كُنتُم غَيرَ أُمناءَ في المالِ الباطِلِ، فمَنْ يأتَمِنُكُم في الغِنى الحَقِّ؟ وإنْ كُنتُم غَيرَ أُمناءَ في ما هوَ لِغَيرِكُم، فمَنْ يُعطيكُم ما هوَ لكُم؟ لا يَقدِرُ أحدٌ أنْ يَخدُمَ سيِّدينِ، لأنَّهُ إمَّا أنْ يُبغضَ أحدَهُما ويُحِبَّ الآخَرَ، وإمَّا أن يُوالي أحدَهُما ويَنبِذَ الآخَرَ. فأنتُم لا تَقدِرونَ أنْ تَخدُموا اللهَ والمالَ. وكانَ الفَرِّيسيُّونَ، وهُم مِمَّنْ يُحبُّونَ المالَ، يَسمَعونَ هذا كُلَّهُ ويَهزأُونَ بِهِ. فقالَ لهُم يَسوعُ: ((أنتُم تُبرِّرونَ أنفُسَكُم عِندَ النّـاسِ، لكِنَّ اللهِ يَعرِفُ ما في قُلوبِكُم. ورَفيعُ القَدْرِ عِندَ النّـاسِ رَجِسٌ عِندَ اللهِ. بَقِـيَتِ الشَّريعةُ وتَعاليمُ الأنبـياءِ إلى أنْ جاءَ يوحنَّا، ثُمَّ بَدأَتِ البِشارَةُ بِمَلكوتِ اللهِ، فأخَذَ كُلُّ إنسانٍ يُجاهِدُ ليَدْخُلَهُ قَسرًا. ولكِنَّ زَوالَ السَّماءِ والأرضِ أسهَلُ مِنْ أنْ تَسقُطَ نُقطَةٌ واحدةٌ مِنَ الشَّريعةِ. مَنْ طَلَّقَ اَمرأتَهُ وتَزوَّجَ غَيرَها

 

باستثناء بشارة الراعي لا أحد من الموارنة ضد حوار القوات وميشال عون

الياس بجاني

17 كانون الثاني/15

نعتقد أن كل الموارنة الأحرار والسياديين تحديداً هم مع حوار القوات-عون ولكن غالبيتهم ونحن منهم لا تتوقع نجاحه ولو 01% دون حدوث عجيبة، وذلك على خلفية قزمية عون الوطنية والمارونية والإيمانية، وفقدانه لحرية قراره بالكامل، وبسبب تبعيته المطلقة لمحور الشر السوري-الإيراني.

الرجل ذهب بعيداً جداً في تبعيته والإسخريوتية والجحود، وتغرب عن لبنان وناصبه العداء، كما ضرب عرض الحائط كل القيم والثوابت المارونية ومعها مقومات احترام الذات والغير كافة، ولم يعد عملياً حتى لو أراد قادراً على العودة إلى الموقع السيادي والاستقلالي الحر الذي بتنا بصدق نشكك أصلاً أنه كان خلال وجوده فيه صادقاً.

كما أن عون والحلقة الضيقة حوله من الأصهر والودائع والانتهازيين وأكلة الجبنة هم أول من يدرك هذه الحقيقة المرة ويعرفون جيداً أثمانها، وعون تحديداً لم يدفع بعد أي ثمن لعملة الطروادي والشعبوي في السياسة، حيث لم يسقط له حتى يومنا هذا ولو شهيد أو حتى جريح واحد من الأقرباء والمقربين.

عون لم يدفع، وليس في نيته ذلك، كما أن تكوين شخصيته السيكولوجي والإيماني هو في غير هذا الإطار، ومن يعود بشريط العمل السياسي لهذا المتلون والانتهازي منذ عودته إلى لبنان من منفاه الباريسي وبالتواريخ والوقائع وبأجندة يومية يدرك بالإثباتات المحسوسة والملموسة وأيضاً بالصوت والصورة أنه كان باستمرار مصاب بالفجع والجوع للسلطة والمال وغارق حتى أذنيه في غرائز الحقد والانتقام والكراهية، وبالتالي كل مطالبه انحصرت به وبصهره وبالمنافع وبتقاسم المغانم.

هذا، وما زلنا نذكر جيداً تعليقه العفوي على جلسة مجلس الوزراء في أيام لحود السيء الذكر والسمعة والوطنية التي أقرت حقه بقبض رواتبه طوال فترة نفيه، حيث قال بعد الجلسة بساعة فقط: "نعم أعادوا لي استحقاقاتي المالية ولكن دون فوائد".

ومن يومها والجنرال صاحب الشهية النهمة لا تهمه ولا تعنيه غير الفوائد والشخصية منها تحديداً، وكل ما يدور في فلكها، ولهذا كان تصادمه المستمر مع الإستيذ نبيه على كل شاردة وواردة من مازوت اسود ومياومين وثروات بترولية وكهرباء وغيرها لأن الإستيذ لم يتعود منذ أن فقسته الحاضنة السورية وانزلته إلى مجلس النواب المسورن بمظلة "نفاق المقاومة، ووحدة المسار والمصارين، والشعبين في البلد الواحد"، لم يتعود الإستيذ أن يقاسمه أحد وبرضى حزب الله المغانم والمأكولات والأطباق الحكومية والوظيفية والمواقع النيابية المسروقة من المسيحيين.

خطورة ميشال عون في العمل السياسي تكمن في صاروخية انتقاله من موقع إلى آخر دون أن يرمش له جفن، وفي عدم وجود أي وسطية في عقله وتفكيره ونمط تعاطيه مع الآخرين.

ففي قاموسه "المرّضي" الناس إما أعداء، أو أصدقاء، ولا شي بين الاثنين. العدو يصبح فجأة صديقاً، والعكس صحيح، وفقط خلال ساعات وربما دقائق.

عون لا يُقدِّر مسبقاً عواقب أعماله ومواقفه الإندفاعية والإنفعالية، كما أن لا اعتبارات في حساباته الأنانية والشخصانية لوقع وتأثير ونتائج أفعاله وأقواله على الآخرين بمن فيهم أقرب المقربين منه.

إضافة إلى غرقه في ثقافة المؤامرة وفي إفراطه المرّضي باستعمال معظم آليات الدفاع النفسية، خصوصاً الإسقاط والتبرير والإنكار.

من لا يعلم علم اليقين أن الرجل أسير وهم كرسي الرئاسة، وأنه "يدوزن" أوتار فكره وكل مواقفه وخطابه وتحالفاته وصدقاته والعداوات بما يتوافق مع هذا الوهم؟

الكل بالطبع مدرك لهذا الأمر، في ما عدا قلة قدّسته وأقنعت عقولها المسطحة أنه يرى ما لا يراه الغير، وأنه يقرأ المستقبل، ومعصوم عن الأخطاء. "بيشوف ل قدام يلي ما منقدر نشوفو وفكرو سابقنا كتير"

أما الذي لا يريد فعلاً لحوار القوات وعون من الموارنة أن يستمر ومنزعج جداً منه، فهو وكما جاء في بعض أسرار الصحف اللبنانية المعروفة، وأيضاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فهو البطريرك بشارة الراعي.

انزعاج الراعي كما ذُكِّر ليس له أية علاقة بمصير الموارنة ووجودهم ووحدتهم والبقاء في الوطن، ولكن لأن التفاهم على الحوار تم بعيداً عن رعايته وليس في بكركي وتحت مظلته.

برأينا أن كان لهذا الحوار من فائدة، فهي فقط محصورة وفقط، في إبعاد الراعي عنه، ولا داعي هنا لسرد تفاصيل موجبات وحيثيات ومعلقات الأسباب كونها باتت معروفة للقاصي والداني مع هذا البطريرك المثير للجدل.

في الخلاصة، إن نجاح الحوار بين القوات اللبنانية وميشال عون يحتاج لعجيبة، ولأننا نؤمن بالعجائب، ولأننا نؤمن بأن السيدة العذراء وكل القديسين يحمون لبنان فنحن بانتظار هذه العجيبة.

 

خواطر كتبت اليوم على الفايسبوك

ايلي الحاج/سؤال الى مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم: أيها مسيئة أكثر صورة البابا المحبوب فرنسيس جالسا على كرسي تواليت، من ضمن صور مشابهة لقادة العالم، أو أخبار فضائحكم في كنيستنا، والواصلة لآخر الأرض؟

أنا أكيد أن البابا فرنسيس سيضحك للصورة. أما أخباركم فتبكي المسيح. وأليس في الكنيسة المارونية خوري موزون لتسلم إدارة المركز الكاثوليكي للإعلام؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 17 كانون الثاني 2015

السبت 17 كانون الثاني 2015 

النهار

قال وزير سابق إن فحوص الفيول المخصص للكهرباء يتم على زغل منذ زمن طويل، وجميع المسؤولين يعلمون بالأمر من دون محاولة المعالجة.

توقع نقابيون أن تتحقّق النتائج نفسها فيما لو قبل الطعن بالانتخابات وأُعيد إجراؤها.

قال مسؤول مطلع على ملفات مؤسسة دينية في الخارج "في فمي ماء".

قالت مرشّحة سابقة للانتخابات أن كل الذين يشكون أداء النواب الحاليين لم يدعموا ترشيح الجدد.

سأل نائب حالي: "كيف تتنافس أحزاب سياسية على التوظيف في كازينو لبنان وماله حرام؟".

السفير

تبلغت بعثات لبنانية في الخليج أن سقف التصعيد الديبلوماسي احتجاجاً على مواقف السيد حسن نصرالله "لن يتجاوز بيان الجامعة العربية".

افتعل أحد وزراء "8 آذار" أزمة سياسية صامتة بعنوان "إقامة قاعة في مرفق عام باسم أحد رموز فريق سياسي معين"، ليتبين لاحقاً أن المسألة من نسج خياله.

لوحظ أن بعض الوزراء يتعمّدون في مجلس الوزراء مناداة وزير المال الحالي باسم "معالي الوزير السنيورة"!

المستقبل

يقال

ان بشار الأسد بعث برسالة الى الرئيس فرنسوا هولاند تتضمن استعداده لتسليم السلطات الفرنسية لوائح يملكها بـ90 في المئة من أسماء الارهابيين في أوروبا في حال اعاد العلاقات الديبلوماسية مع نظامه.

اللواء

يجزم وزير معني بملف النازحين أن الإجراءات الأخيرة حدّت إلى حدّ كبير من النزوح العشوائي أو غير المبرّر.

شكّل حزب وسطي لجنة لإعادة دراسة انتشاره في مناطق خارج نفوذه التقليدي.

أحد النواب المخضرمين لا يُخفي اقتناعه بأن الحوار بين قطبين مارونيين لا يتعدى كونه حوار طرشان.

الأخبار

تعويضات الحريري لجبل محسن

أكدت مصادر في وزارة الداخلية أن المبلغ الذي تعهّد الرئيس سعد الحريري بدفعه تعويضاً عن الخسائر التي خلّفها التفجير الانتحاري في جبل محسن أصبح في عهدة الوزارة، وسيتمّ صرفه خلال هذا الأسبوع.

استقصاء أوروبي حول عين الحلوة

زار وفد أمني أوروبي لبنان قبل نحو شهر والتقى قيادات أمنية للاطلاع على واقع مخيم عين الحلوة وعلاقته بالجوار. وترافقت زيارة الوفد مع زيارة وفد أمني من السلطة الفلسطينية. ولم يُعرف إذا حصلت لقاءات مشتركة بين الوفدين.

المستقبل يبني ولا يتضامن

قطع الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الورشة التنظيمية لقيادة منسقية التيار في صيدا والجنوب لأداء صلاة الجمعة في مسجد أبو بكر الصديق الذي كان تحت حراسة أمنية. وفي المسجد، انتقد إمام المسجد الشيخ إبراهيم الديماسي في خطبته الإساءة للنبي محمد. بعض المصلين تناقل صور الخطبة والحريري، الأمر الذي اعتبر اعتصاماً تضامنياً مع الرسول، ما حدا بالحريري إلى التوضيح أنه لم يكن من لقاء تضامني وأن "الرئيس رفيق الحريري بنى المساجد حباً بالله والرسول

ولا حاجة لنتظاهر ونعتصم لكي يرانا الناس ويحكموا علينا".

الراعي والمؤامرة

التقى عدد من المطارنة بشكل فردي مع البطريرك بشارة الراعي بغية تقديم ملاحظاتهم على طريقة عمل البطريركية المارونية في عدد من الملفات. لكن سيد الصرح لم يأخذ بالملاحظات، مُصرّاً على وجود مؤامرة تستهدفه، فيما لوحظ أن حملة على الراعي بدأت تكبر بين موارنة الاغتراب على مواقع التواصل الاجتماعي.

سعيد "ينوّر" البون

تصالح النائبان السابقان منصور البون وفارس سعيد خلال لقائهما في إحدى المناسبات الاجتماعية، وذلك بعد خلاف انتخابي منذ عام 2012.

وعلى إثر المصالحة، عاود الاثنان التعاون خدماتياً. وأُفيد أن سعيد "نوّر" حليفه السابق الى محاصصات يقوم بها سياسيون كسروانيون في موضوع تلزيم شركات النفايات.

الجمهورية

قال رئيس حزب إن الجو الإيجابي الذي عكسته دولة إقليمية من موضوع الرئاسة لن يتجاوز الدعوات لإنتخاب رئيس، مستبعداً أي ضغط في هذا الإتجاه.

أوضح وزير أن "غرفة العمليات الإرهابية المقصودة" تعني إدارة الشبكات من داخلها بواسطة إتصالات.

قال وزير قريب من مُرشح إن الحوار القائم بين تياره وحزب آخر يُشكّل المدخل لإنتخاب رئيس.

البناء

استغرب وزير سابق المعايير المختلفة والمتناقضة التي ساقها النائب السابق غطاس خوري في شهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، حيث ميّز بين التمديد للرئيس الراحل الياس الهراوي في العام 1995، وبين التمديد للرئيس العماد إميل لحّود في العام 2004، إذ دافع عن الأول وهاجم الثاني، ما دفع الوزير السابق إلى السؤال: … وهل هناك تمديد بـ"سمنة" وتمديد بـ"زيت"؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 17/1/2015

السبت 17 كانون الثاني 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تطورات متلاحقة في الخارج، أبرزها: خطف الحوثيين مدير مكتب الرئاسة في اليمن. إعتقال فرنسيين (2) في اليمن لهما علاقة ب"القاعدة". تظاهرات في النيجر وإحراق كنائس. قول وزير العدل الفرنسي ان للرسامين الحق في رسم الأنبياء. توقف الحركة في نفق المانش بعد احتراق شاحنة. تظاهرات في البحرين ومواجهات مع الشرطة. تدريب أميركي لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلة. إقالة العبادي لضباط كبار في الداخلية العراقية. بدء المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاتها في الحروب الاسرائيلية. تبني "داعش" تفجير عبوة ناسفة في طرابلس الغرب. إعلان الاستخبارات التركية عن وجود ثلاثة آلاف عنصر من "داعش" في تركيا.

محليا، طقس عطلة الأسبوع جيد، والطقس السياسي سجل ارتياحا لحوار "المستقبل" و"حزب الله"، وسط تحضيرات للقاء عون وجعجع.

وفي الشأن المحلي، برز قول الرئيس تمام سلام ان ما صدر بحق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي الحريص على عدم التدخل بشؤون أي دولة.

ومن ناحية ثانية، أشاد الوزير علي حسن خليل بالحوارات السياسية وبالخطوات الأمنية، في ظل استعدادات لتنفيذ خطة أمن البقاع الشمالي. ويرتقب ان تجري اتصالات لبنانية- فلسطينية بخصوص أمن مخيم عين الحلوة، في وقت أكدت قيادة "فتح" ان التنسيق قائم مع الجهات اللبنانية الرسمية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ثالثة الحوار ثابتة. تقييم إيجابي للمردود الحواري بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" على الواقع الأمني والسياسي، وتشديد على تحصين الساحة الوطنية عبر حماية القرارات الوطنية.

طريق حوار عين التينة سالك بالإتجاهين، ولا تعيقه أية مطبات. النقاش مستمر والتقدم واضح بما يفتح آفاقا أمام نتائج تساعد على تثبيت الاستقرار الوطني. وللحوار تتمة الأسبوع المقبل.

في تداعيات ما بعد "شارلي إيبدو"، كان الاهتزاز الأمني الأوروبي يتوسع كبقعة زيت من فرنسا نحو بلجيكا، في ظل معطيات تتحدث عن عدد كبير من المقاتلين الأوروبيين في صفوف "داعش" يصل إلى ثلث المقاتلين الأجانب في التنظيم.

داعشيو "أوروبا ستايل" كان لهم إخوة أتراك، رغم أن تركيا لم تصبح جزءا من الإتحاد بعد. في قلب اسطنبول كانت مجموعة تسمى "الأخوة الأنصار" تقيم صلاة الغائب عن روح منفذي هجوم "شارلي إيبدو" وسط هتافات وشعارات مؤيدة لتنظيم "القاعدة".

في جنيف تتمم طهران مع الغرب دزينة من جولات التفاوض غدا، بعد ثلاثة أيام من لقاءات المساعدين والخبراء الايرانيين والأميركيين. في العين الايرانية، المفاوضات تماثل حل مكعب "روبيك". وبرموش العين الأميركية يحاول باراك أوباما حماية إمكانية التوصل لاتفاق عبر صد محاولات العرقلة الجمهورية في الكونغرس، و"إيده وما تعطي" حتى لو تطلب ذلك استخدام الفيتو.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بثقة يمضي "حزب الله" و"المسقبل" في مشوار الحوار. وبمنسوب مرتفع من التفاؤل، يمضي الطرفان إلى جلستهم الرابعة، بجدية وايجابية ثالثة الجلسات.

الدخول في تفاصيل متفرعة من البند الأساس، أي تنفيس الاحتقان، تشي ان الأشواط التي قطعت تجاوزت المتوقع، وما الاشادات المتبادلة بموقف هنا وانجاز هناك، إلا دلالة على الأريحية النفسية التي تجاوزت بدورها بروتوكل تسلسل البنود.

خطوط التلاقي التي تحاول بعض الأصوات تعليق ضغينتها عليها، تتوسع شبكتها من التوتر العالي إلى خطوط القرى والبلدات، وبين جهات سياسية فرقتها المصالح، وجمعتها مصائب الارهاب التكفيري.

في مشاهد الحوار ثمة صورة جديدة التقطتها العدسات السياسية في عين التينة، فلقاء نجل زعيم المختارة تيمور جنبلاط برئيس مجلس النواب نبيه بري، ربما يكون فاتحة جولات تمتد إلى قصور ومراكز أخرى.

وفي المشهد الاقليمي، ثمة صورة ليمن جديد تتبلور مفاعيلها مع أخذ اللجان الشعبية المبادرة في محاولات وقف الانقلاب على اتفاق السلم والشراكة، كما جاء في بيانها، الذي أكد توقيف مدير مكتب الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وعلى علات المجالس والقرارات الدولية، بدت الخشية الاسرائيلية من محاكمة الجنرالات والمسؤولين السياسيين على جرائم حرب ارتكبوها ضد الفلسطينيين، استشعارا لبداية انفصام بين الاحتلال الصهيوني ومؤسسات أممية، لعل من شروط بقائها الحفاظ على هذا الكيان اللقيط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأمن في دائرة الضوء والاهتمام، والسياسة في شبه إجازة. فالأسبوع المنتهي يقفل على حدثين أمنيين: وضع نهاية لملف سجن رومية، وصيد أمني وفير عبر الكشف عن ارهابيين وعمليات إرهابية، إضافة إلى تحقيق تقدم في ما يتعلق بمطلقي النار على الشاب إيف نوفل.

والظاهر أن الأسبوع الطالع سيكون أيضا أمنيا بامتياز، وعنوانه الأساسي مخيم عين الحلوة. ففي المخيم توتر نتيجة وجود شادي المولوي وأسامة منصور وتشكيلهما غرفة عمليات للارهابيين. وفيه أيضا غضب واضح من الاسلاميين على أداء الحكومة عبر عنه قائد تنظيم "جند الشام" أسامة الشهابي، بتهديده وزير الداخلية نهاد المشنوق.

الحراك الأمني واكبه جمود سياسي. المظهر الأساسي لهذا الجمود تراجع الاهتمام الجدي بالاستحقاق الرئاسي. ومع أن الموفد الفرنسي جان فرانسوا جيرو سيتوجه الأسبوع المقبل إلى روما، ليضع المسؤولين الفاتيكانيين في أجواء زيارتيه إلى كل من السعودية وطهران، فإن المعطيات والمعلومات تتقاطع عند التأكيد أن انجاز الاستحقاق لم يعد قريبا، وان كل ما يحصل من مشاورات في الخارج وحوارات في الداخل، لن يحدث أي خرق، وان الهدف منه تخفيف التشنج على الساحة الداخلية وتثبيت الهدوء بانتظار معطيات إقليمية ودولية تعطي الضوء الأخضر للانتخابات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إذا كان تفجير جبل محسن الانتحاري في السبت الأسود الأسبوع الماضي، شكل الحدث الأبرز على المستوى الداخلي، وارتباطه بالحريق السوري الممتد إلى لبنان منذ أكثر من عامين، فإن تصريح السيد حسن نصرالله حول البحرين شكل الحدث الأكثر إشكالية في العلاقة بين لبنان الرسمي ومملكة البحرين نهاية هذا الأسبوع، والذي تسعى الحكومة عبر رئيسها ووزير خارجيتها إلى حصر ذيوله والحد من تداعياته، عبر الفصل بين الموقف الرسمي والمواقف الصادرة عن جهات لبنانية تؤثر أو تتأثر بالمشهد البحراني.

إلا أن التطور الأبرز الذي نجم عن تفجير جبل محسن، يكمن في تطورين: الأول هو استراتيجية الأحزمة الناسفة، بعد إغلاق كل المنافذ المستخدمة في ادخال السيارات المفخخة. والثاني هو الانتقال من مرحلة الارهابيين الأجانب إلى مرحلة الانتحاريين اللبنانيين، وهذا مؤشر إلى خطورة ما هو آت، برأي مصادر أمنية. وهذا يستدعي برأي المصادر التعامل مع مكامن الخطر وبؤر الارهاب، بما يكفل حماية الاستقرار الأمني والوطني.

المصادر أكدت للـ" أو تي في" ان مخيم عين الحلوة تحول إلى مأوى للارهابيين، وإلى غرفة عمليات بديلة عن رومية التي استعادتها الشرعية، وإلى مكتب لتجنيد الانتحاريين وقاعدة انطلاق لعمليات ارهابية، وهو أمر لن تقبل الدولة باستمراره، وهي عبر أجهزتها تنسق مع الممثلين الحقيقيين للمخيم وتسعى معهم لانهاء الحالة الشاذة، وفق ما كشفت المصادر أيضا للـ"أو تي في".

في هذا الوقت سجل تقدم في ملف جريمة قتل الشاب إيف نوفل، تمثل في اقدام عائلتي خليل وسعادة على تسليم شربل خليل خليل وجوليانو سعادة إلى الأجهزة الأمنية، بعدما كان فرع المعلومات أوقف شربل جورج خليل في بريتال.

وفي ميامي في الولايات المتحدة الأميركية فصل جديد من فصول الخبث والدناءة الاسرائيلية، تمثل بمحاولة توريط ملكة جمال لبنان سالي جريج في موقف يحرج لبنان ويخدم اسرائيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

وفي اليوم الثامن على جريمة كفرذبيان التي ذهب ضحيتها الشاب إيف نوفل، بدأت حجارة المتهمين تتدحرج، إثنان من المتهمين سلما نفسيهما ليرتفع عدد الموقوفين إلى ثلاثة عشر، فيما يبقى اثنان متواريين وهما مشتبه بهما أيضا بأنهما اللذان أطلقا النار.

إذا شربل خليل خليل وجوليانو مارون سعادة في قبضة قوى الامن ليبدأ التحقيق معهما في دوريهما في الجريمة.

وفيما حجارة جريمة كفرذبيان تتدحرج، قضية موقف كلام السيد حسن نصرالله من البحرين تتدحرج ككرة الثلج، ويبدو ان هذا الموقف قد يتسبب بأزمة للبنان، من هنا بدأت المواقف تتلاحق وفي مقدمها ما صدر عن رئيس الحكومة تمام سلام الذي اعتبر ان هذه المواقف يجب الا تكون مبررا لالحاق الضرر بالمصالح اللبنانية، وكأن الرئيس سلام يشتم خطوات في هذا الصدد.

أما القضية التي تدحرجت ثم توقفت لاعتبارات جنبلاطية فهي مطمر الناعمة. اليوم 17 كانون الثاني وهو الموعد النهائي، إفتراضيا، لاقفال المطمر، لكن بقدرة جنبلاطية المطمر لم يقفل ولن يقفل، والسر، كل السر في ما تقرر في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء.

واليوم أيضا كرة ملف المواد الغذائية مازالت تتدحرج، وأحدث معطياتها حملة دهم لمطاعم أسفرت عن ضبط كميات من المواد الغذائية الفاسدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

باستثناء تحديد ساعة الصفر لاستئناف الخطة الأمنية في البقاع الشمالي، فإن التطورات الأمنية الأخيرة، بدءا من سجن رومية وصولا إلى توقيف المتهمين بقتل ايف نوفل، لاقت ارتياحا.

وبالانتظار، لفت الانتباه رد رئيس الحكومة تمام سلام على كلام أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، مؤكدا ان ما صدر في حق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي للبنان.

ومنذ بعض الوقت، نظمت هيئات المجتمع في طرابلس مسيرة من جبل محسن باتجاه المنكوبين، تأكيدا على وحدة المدينة وأهلها في مواجهة الارهاب.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بحر من الاعتذارات إلى البحرين عن كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله. لبنان الرسمي نأى بنفسه عن أي موقف لا يصدر عن الحكومة، لكن وزير العدل أشرف ريفي كان كمن ينتظر جنازة ليشبع لطما بالحزب وأمينه العام، معلنا أنه سيطرح القضية على مجلس الوزراء. وقضية العلاقة بالبحرين، سيشملها العفو الحواري الآخذ في التمدد نحو أحزاب أخرى. فبعد اللقاءات الثلاثة ل"حزب الله" و"المستقبل"، والحوار المنتظر بين "التيار" و"القوات"، تسلل "حزب الله" إلى "الكتائب" سرا، وعقد سلسلة اجتماعات كانت تضم الرئيس أمين الجميل وعلي فياض من جهة، وسامي الجميل ومحمد رعد من جهة أخرى، ولما نضجت لغة التحاور وأثمرت زيارة للجميل للجنوب، بدأت تتكشف المعلومات التي أكدها عضو كتلة "الكتائب" إيلي ماروني ل"الجديد"، لكنه آثر تسميتها تواصلا.

نقطة الإنطلاق بين الطرفين، أن حزب الكتائب لم يوجه أي إشارة اتهام إلى "حزب الله" في موضوع اغتيال النائب الشهيد بيار الجميل. وأن الرئيس أمين الجميل، وبعد اغتيال نجله، زار كلا من السيد نصرالله والرئيس نبيه بري. وحافظت الكتائب على خيط من التواصل لم ينقطع، إلى أن تحول إلى حوار بلجنة ثنائية تضم ماروني وفياض.

ومن نعم الحوار علينا، أنه يعيد التدوير السياسي للنفايات ويجعل السابع عشر من كانون الثاني موعدا لطمر الوعد بإقفال مطمر الناعمة. الأهالي اعترضوا، لكن الحكومة تعد بخطة ترتقي إلى المواصفات العالمية خلال مهلة ستة أشهر.

وفي حوار ما وراء البحار، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما لرئيس مجلس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، في لقاء دام ثلاث ساعات، بإجراءات تمنع عودة المقاتلين المتطرفين من سوريا إلى دولهم، وقال إن الفوضى هناك تتيح ذلك. وفي الترجمة العملانية لهذا الاتفاق والتعهد، أن أوباما وكاميرون وكل أوروبا يوجهون الدعوة إلى المقاتلين الأجانب بالبقاء مكانهم، والخلاص منهم بالقتال حتى الموت. فالرئيس الأميركي ونظراؤه من القارة الشقراء، لن يكونوا في حزن إذا ما انتهى المقاتلون الأوروبيون في سوريا. ماتوا أو أسروا لكن الأهم هو ضمان عدم عودتهم إلى بلادهم لأن أجسادهم ليست سوى صواعق سوف تنفجر لدى العودة.

والاتفاق الأميركي- البريطاني سيعني أيضا أن الحرب في سوريا ستسمر والقتل سيزيد شجاعة في القتل، إضافة إلى الملحلقات من تهجير ونزوح، إلى أن يخلص الأجانب على الأراضي السورية- العراقية.

 

سلام: ما صدر في حق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي للبنان

السبت 17 كانون الثاني 2015 /وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام "الحرص على العلاقات الأخوية بين الجمهورية اللبنانية ومملكة البحرين"، مشيرا إلى أن "الكلام الذي يصدر عن أي جهة سياسية لبنانية في حق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية". وقال في تصريح اليوم: "إن مساحة التنوع السياسي الموجودة في لبنان، والتي تسمح بظهور مواقف مختلفة ومتعارضة من الشؤون الداخلية والخارجية على حد سواء، يجب ألا تكون مبررا لإلحاق الضرر بالمصالح اللبنانية أو بعلاقات لبنان بأي دولة شقيقة أو صديقة". أضاف: "إن الموقف الرسمي للبنان من القضايا العربية والدولية تعبر عنه حكومته التي ينطق باسمها رئيس مجلس الوزراء، وليس أي جهة سياسية منفردة حتى ولو كانت مشاركة في الحكومة الائتلافية. إن لبنان الذي عانى كثيرا من التدخل في شؤونه حريص على عدم التدخل في شؤون أي دولة، فكيف الحال اذا كانت هذه الدولة دولة شقيقة عربية مثل مملكة البحرين؟" وتابع: "إنني أعرب عن حرصي وغيرتي على البحرين وأتمنى لها كل الخير والتقدم. وأنا متأكد من أنها قادرة على تخطي أي عثرة تواجهها بفضل حكمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإخوانه. إن للبحرين مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين الذين ساهم الكثير منهم في نهضتها ونعموا وما زالوا ينعمون بخيرها وبالأمن والأمان في ربوعها. وآمل ألا تؤدي أي غمامة صيف عابرة إلى تعكير أجواء الأخوة العميقة بين لبنان ودولة البحرين، أو بينه وبين أي دولة شقيقة من دول مجلس التعاون الخليجي التي لها أفضال كثيرة على بلدنا وشعبنا". وختم: "إننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية إلى أعلى درجات التكاتف والتضامن لمواجهة التحديات التي تواجهنا والمخاطر التي تتهددنا، وفي مقدمها خطر الإرهاب بمختلف أشكاله. ونرى أن وحدة الصف هي السبيل الوحيد لحماية هذه الأمة وتعزيز منعتها وتحقيق الاستقرار في ربوعها والرفاه لأبنائها، ولبنان كان وسيبقى مشاركا وداعما لهذا التوجه وعاملا من اجله".

 

ريفي قدم اعتذارا للبحرين: آمل ألا يؤثر موقف حزب الله على العلاقات التاريخية بين البلدين

السبت 17 كانون الثاني 2015 / وطنية - رأى وزير العدل اللواء أشرف ريفي ان "حزب الله يثبت مرة جديدة أنه يلعب دور الأداة للنفوذ الايراني في المنطقة، وما المواقف التي صدرت عن أمينه العام، بخصوص البحرين سوى نموذج عن هذا الدور الذي بات يعرض مصلحة لبنان وأمنه لأشد الأخطار، كما يؤدي الى توتير علاقته بالدول الشقيقة والصديقة". وقال في بيان: "إن ما ألمح اليه حزب الله من تهديد مبطن للبحرين، والاساءة اليها، يتجاوز كل الخطوط الحمر، فبالاضافة الى المشاركة في الحرب في سوريا دعما للنظام الدكتاتوري، والتدخل في العراق واليمن، لحساب ايران وبطلب منها، تأتي التهديدات للبحرين، لتنعكس مزيدا من السلبية والاخطار على لبنان، حيث يجيز فريق لبناني لنفسه التصرف كما لو أنه مرشد الجمهورية، ومقرر سياساتها، والمتحكم في مصيرها، وهو ما نرفضه بشكل قاطع".

اضاف: "ان هذا السلوك يتجاوز بكثير الحق بابداء الموقف بالدعم السياسي أو الاعلامي، لما يحصل في البحرين أو غيرها من الدول العربية، وهو يؤدي الى تأجيج الشعور المذهبي والفرقة، ويتناقض تماما مع أهداف الحوار في الداخل اللبناني الذي يفترض أن يؤدي الى تبريد الاحتقان، وحفظ الاستقرار". وختم: "ان ما صدر عن حزب الله، يستدعي من الحكومة اللبنانية تقديم اعتذار لدولة البحرين، كونه يشكل اعتداء خارجا عن كل الاصول، وسأطرح هذه القضية على طاولة مجلس الوزراء، وأتقدم شخصيا كمواطن لبناني، باعتذار من البحرين، آملا أن لا يؤثر موقف حزب الله المخالف للارادة الوطنية الجامعة سلبا، على العلاقات التاريخية بين البلدين".

 

نائب بحريني: ما صدر عن نصرالله يمثل تدخلاً سافراً في شؤون المملكة

١٧ كانون الثاني ٢٠١٥ /وكالات

علق النائب البحريني ناصر الفضالة على ردات الفعل الصادرة اثر حديث الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الأخير حول الشأن البحريني الداخلي والذي استدعى رداً شديد اللهجة من وزارة الخارجية البحرينية، فرأى ان 'ما صدر عن نصرالله يمثل تدخلاً سافراً في شؤون المملكة ودعوة صريحة لتأجيج العنف والمساواة بين البحرين واسرائيل، من هنا كان المنتظر من المستوى الرسمي اللبناني رداً أوضح يضع النقاط على الحروف ولا يأتي على استحياء خصوصاً انه كلام صادر عن حزب ممثل في الحكومة”.

وبعدما تردد في الساعات الاخيرة من احتمال ابعاد لبنانيين على خلفية تصريحات نصرالله، طمأن الفضالة الجالية اللبنانية 'لأن هناك تمييزاً لدى الدولة والشعب بين الأشخاص المسالمين وبين الأشخاص المتسللين والذين ينتحلون صفاتاً للتمويه احياناً، وهؤلاء أُبعد عددٌ كبير منهم بعد العام 2011، لاسيما ممن اكتشفت أدوارهم المباشرة في تأجيج الحركة المناهضة للدولة، وكانوا يشكلون خلايا نائمة في البلاد”. ونفى الفضالة علمه بأي نية لابعاد لبنانيين من البحرين في الساعات الماضية.

وأكد على العلاقة الجيّدة بين لبنان والبحرين على المستوى الرسمي، نافياً ان يكون هناك تمييز في التعامل بين اللبنانيين على أساس الطائفة، 'لأننا في الاساس مجتمع متنوع طائفياً، والتمييز يحصل فقط على مستوى ضلوع الشخص في زعزعة أمن البلاد من عدمه”.

وعلمت 'النهار” ان تحركاً بدأه أفراد من الجالية وأصدروا بياناً يستنكر كلام نصرالله مؤكدين على حسن العلاقة التي تربطهم بالمملكة التي تعيش عائلاتهم فيها.

وفي شق أفق حل الازمة الداخلية والتي اشتدت حدتها بعد توقيف أمين عام 'جمعية الوفاق” الشيخ علي سلمان، قال الفضالة ان 'الحوار مطلوب ولم يغلق بابه أبداً”، مضيفاً انه 'يجب وضع قضية سلمان في حيّزها القانوني بحيث انه يتعرض للمساءلة حول مواقفه المستقوية بدولة خارجية على بلاده”. وكان نصرالله قد قال في مقابلة تلفزيونية يوم الجمعة الماضي، إن 'في البحرين مشروع شبيه بالمشروع الصهيوني، أي مشروع استيطان وتجنيس ضخم”، مضيفاً أن 'السلطة البحرينية راهنت على دفع الشباب البحريني إلى العنف، ومن أهم عوامل تمسك الشعب البحريني بالسلمية هي قيادته”. ورأى ان 'استمرار اعتقال الأمين العام لجمعية 'الوفاق” البحرينية المعارضة الشيخ علي سليمان خطير جدا”.

 

فرعون: كلام نصرالله غير مقبول.. ونستنكر عودة “حزب الله” كورقة في الملف النووي

صحيفة الجمهورية/اعتبر وزير السياحة ميشال فرعون أنّ كلام السيّد حسن نصر الله بحق البحرين جاء مفاجئاً في التوقيت، واضاف: “إنّ الغطاء الخارجي والداخلي لتحييد لبنان لا يزال قائماً، وعلى أساس هذه التسوية تألّفَت الحكومة، وكنّا نتلمّس لدى وزراء الحزب دائماً الإصرار على تثبيت الاتفاق السياسي على الأمن والتخفيف من أسباب التوتّر والاستفزاز في مسائل داخلية، ما سهّلَ تعاونَ الجميع ورفعَ الغطاء عن الإرهاب، وكذلك سهّلَ العملية الأمنية في سجن رومية وثبّتَ الخطة الأمنية. ولفت فرعون، في حديث إلىص حيفة “الجمهورية”، إلى أن “هذا الكلام يُعَدّ للأسف بمثابة رسائل تقفز فوق لبنان لترتبط بملفات أخرى، ربّما تكون جزءاً منها محادثات الغرب مع إيران في ملفّها النووي، ما يجعلنا نستنكر عودة ورقة “حزب الله” إلى الأوراق الاقليمية، لأننا شاهدنا كم كانت كلفة ذلك باهظة عندما بدأ التوتّر لدى إحالة الملف النووي الى مجلس الأمن الدولي في العام 2006. ورأى فرعون أنه من “الواضحٌ أنّ الحزب وإيران يعملان على تحييد لبنان في الداخل الى أقصى الحدود، إلّا أنّ هذا الكلام المفاجئ في توقيته نعتبره من الرسائل الاقليمية المرتبطة ببعض الملفات، في حين أنّ الجميع يعمل على تحييد لبنان بينما نحن لا نملك الشجاعة بعد للعودة الى “إعلان بعبدا” والطلب رسمياً بتحييد لبنان، فخشبة الاستقرار الحقيقي هي استغلال هذا الهامش الذي تؤمّنه الدوَل لتحييد لبنان لنقوم بدورنا بالخطوات المطلوبة”. وأضاف: نأسَف لسوء التفاهم مع البحرين ومع دوَل خليجية أخرى الذي كان بدأ في عهد الحكومة السابقة، ما خلقَ بعض التوتّر في العلاقات والحذر وسوءَ التفاهم حتى على وزير السياحة في حينه، ونحن بدورنا فعلنا الكثير لإعادة فتح قنوات ما بين الحكومة ودوَل الخليج وإزالة كلّ سوء تفاهم. وختم فرعون: “صحيح أنّه كلام غير رسميّ، إلّا أنّه ليس بالأمر السليم والمفيد أن يعود فريق الى عاداته القديمة في هذا الظرف بالذات، واستفزاز أيّ دولة تربطنا بها علاقات وطيدة، فهذا الكلام غير مقبول”.

 

جنبلاط يرد على نصرالله: تشبيه البحرين بالصهيونية غير مقبول ولأخذ بالاعتبار مصالح مئات آلاف اللبنانيين

وكالات/اعلن النائب وليد جنبلاط انه “صدرت مواقف سياسية تشبّه البحرين ودورها بما تقوم به إسرائيل والصهيونية التي هي العدو التاريخي للعرب منذ عقود ولا بد لنا من الإعتراض على تلك المواقف لأنه من غير المقبول ولا يجوز إطلاق هذا التشبيه مهما بلغ عمق الاختلاف السياسي” في رد على كلام الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاخيرة. ودعا جنبلاط إلى العودة إلى وثيقة بسيوني التي تشكل المدخل الصحيح لحل الأزمة القائمة في البحرين التي لن تحل إلا بالحوار والتفاهم والتوافق الداخلي والمصالحة الوطنية.

واضاف انه “بصرف النظر عن آراء القوى السياسية اللبنانية في تطورات الواقع البحرين، إلا أنه من الضروري الأخذ في الإعتبار أن مئات الآلاف من اللبنانيين يقيمون في دول الخليج ويساهمون مساهمة فاعلة في مجتمعاته ويستفيدون من خيراته وحتى أن التحويلات المالية الكبيرة لهؤلاء اللبنانيين الى ذويهم في لبنان تلعب دوراً هاماً في الصمود الإقتصادي اللبناني. ومن غير المفيد على الإطلاق إصدار مواقف سياسية في هذه المرحلة الحساسة لا تراعي هذا الأمر”.

 

مسودة البيان التي ستسلم للسفارة اللبنانية في البحرين والتي كان قد أشار اليها موقع الكلمة أون لاين

الكلمة اون لاين/كما كان قد أشار موقع "الكلمة أون لاين" عن توجه وفد من الجالية اللبنانية في البحرين للاجتماع بالقائم بالاعمال اللبناني ابراهيم عساف، استنكارا للتصريحات التي أطلقها أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، الأمر الذي يعرّض مصالحهم في الخارج للخطر، فقد حصل موقعنا على نسخة من المذكرة التي سيقدمها الوفد للقائم بالاعمال اللبناني في دولة البحرين.

وأهم ما جاء فيها:

جانب  الخارجية اللبنانية المحترمة، الممثلة في مملكة البحرين، بالقائم بالاعمال ابراهيم عساف،

تحية طيبة، وبعد:

نحن الجالية اللبنانية في مملكة البحرين العزيزة، نشجب ما ورد على لسان حسن نصر الله ونرفضه رفضاً قاطعاً لما فيه من تدخلٍ سافرٍ بالشؤون الداخلية للمملكة البحرين، ونعتبره تطاولاً غير مقبول على أمن دولة عربية شقيقة ووحدتها.

وقد آلمنا كجالية لبنانية ما قاله نصر الله، لأننا حريصون على أمن البحرين ووحدتها، واستقرارها، لا سيّما وقد عشنا فيها ولمسنا طيبة أهلها وحكومتها، وإحترامهم لنا، وقد كانت لنا البحرين حكومةً وشعباً عوناً لنا في أقسى أزماتنا، وحصناً حصيناً لنا في أحلك الظروف التي مرت بها بلادنا، ولم تألو جهداً في ما فيه عوننا ودعمنا، ولم نشعر نحن وعائلاتنا يوماً بغربة عن وطننا الأم أو بأي صورة من صور الإجحاف والتمييز.

هذا وقد شهدنا خلال السنوات القليلة المنصرمة بكثيرٍ من الأسى والغضب الدور السلبي الذي مارسه نصر الله وحزبه في حق مملكة البحرين التي نعتبرها وطناً ثانياً، ومحاولاته غير البريئة في تقسيم هذا الوطن والتعدي على وحدته، وجرّه إلى صراعات إقليمية، وزعزعة أمنه عبر تنفيذ أجندة إيرانية هدفها الوحيد السيطرة الإقليمية وزيادة رقعة الصراعات في المنطقة، وجرها إلى ما لا يحمد عقباه. كما أننا لا ننسى، ولن ننسى يوماً بأنه هو الذي ورطنا في حروبٍ فاشلة، دفعنا ثمنها الأكبر واستفادت منها إسرائيل.

ومن وجهة نظرنا هو حليف إسرائيل الأكبرعبر الدور السلبي والهادم الذي لعبه هو وحزبه، والذي كلفنا الكثير ودمر اقتصادنا، وأجبر الآلاف من اللبنانيين على الهجرة، وترك بلادهم قسراً في ظل أجواء سياسية واقتصادية لا تخدم سوى مصالحه ومصالح إيران وإسرائيل، وتزيد الإنقسام والفتنة وتبعدنا عن إخوتنا العرب، وهو ما فعله ويفعله من خلال حديثه الخارج عن حدود المسؤولية الوطنية، والعروبية، وعن أي مباديء.

 وفي الختام نشدد على أن ما يقوم به نصر الله عبر تدخله السافر في شؤون شعب البحرين الشقيق غريبُ على طبيعة هذا الشعب الطيب العريق، وتعايشه السلمي والأخوي بكل محبة وانفتاح وسلام مع بعضه البعض، ومع الآخر كما كان، وكما نرجو أن يظل ويستمر إلى الأبد.

وفد من الجالية اللبنانية في البحرين

 

دو فريج: هل تغسل الحكومة اللبنانية يدها من مهاجمة نصرالله البحرين/مسـؤولية باسـيل شـرح موقف لبنان الرسـمي ، اجراءات قد تطال منتمين لحزب الله ولن تشـمل كل اللبنانييـن

المركزية- لم تفصل دول منظمة التعاون الخليجي بين مواقف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وتشبيهه النظام في البحرين بالصهيوني من جهة، وسياسة الحكومة الرسمية الرافضة التدخل في شؤون الدول الاخرى من جهة أخرى، فحمّلت الدولة اللبنانية مسؤولية تصريحات نصرالله وطالبتها بتوضيح وبموقف صريح يرفض هذه المواقف "العدائية" على حد تعبيرها... فكيف ستتصرف الحكومة وهل تغسل يديها من كلام الامين العام لحزب الله، في ظل تنامي قلق اللبنانيين العاملين في الخليج من دفع ثمن هذه المواقف من اعمالهم وباب رزقهم؟  وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج، قال لـ"المركزية"، "لا أظن ان الحكومة ستدخل في هذه العملية الا اذا اثارها وزير الخارجية جبران باسيل، لان الطابة في هذه القضية في ملعبه ومن مسؤولية وزارته، والمفروض ان يثيرها هو، وان لم يفعل او لم يتخذ موقفا منسجما مع كل اعضاء الحكومة ولا يعبّر عنهم، سنتدخل ونطلب توضيحا منه، ونسأله لماذا اتخذ هذا الموقف من دون الرجوع الى مجلس الوزراء".

هل ستوضح الحكومة مواقف نصرالله؟ "الحكومة ليست من أطلق هذه المواقف، اذا ليس عليها ان تعتذر او توضح. هذه مهمة وزير الخارجية الذي عليه ان يتواصل مع السفراء لتوضيح وجهة نظر الحكومة اللبنانية".

هل من الممكن ان تكون هناك مطالبة لنصرالله بالاعتذار؟ اذا اعتذر نصرالله سنكون من اول المرحبين، لكن شخصيا اشك ان يعتذر و"لو بدها تشتي غيّمت"، فحتى بعد غزو بيروت وحوادث 7 أيار وسقوط القتلى لم يعتذر نصرالله بل اعتبر ذلك النهار يوما مجيدا".

هل ستكون هناك تداعيات سلبية لكلام نصرالله على اللبنانيين العاملين في الخليج؟ أجاب دوفريج "ممكن، لكن هنا يكمن دور وزير الخارجية، حيث عليه ان يطلب من السفراء اللبنانيين المعتمدين في دول الخليج ان يوضحوا ان كلام نصرالله لا يعبّر عن موقف الحكومة، حتى لو كان الحزب مشاركا في الحكومة"، مستطردا "لكن اظن ان التدابير في حال اتخاذها قد تطال منتمين الى الحزب، الا انها لن تشمل كل اللبنانيين لان الدول الخليجية تتفهم موقف الدولة اللبنانية".

 

هل يتحـول الحـوار من ثنـائي الى ثلاثـي؟  زيارات المشنوق لبري والرابية تلامس الثوابت أم تقتصر على حل مشـكلة الحوض الرابـع؟

المركزية- يرخي تقدم المحادثات الأميركية – الإيرانية التي مضت الى أبعد من الملف النووي كما يجمع الطرفان، بظلاله على الأوضاع في المنطقة خصوصاً على الساحة اللبنانية التي تبقى أكثر من سواها عرضة للتأثر بالمتغيرات والأحداث نظراً لما للبنانيين من تطلعات خارجية وارتباطات. وتقول مصادر دبلوماسية مطلعة في هذا السياق، ان العلاقات الأميركية – السعودية تشهد تحسناً ملموساً أعادها الى طبيعتها الجيدة وهو ما انسحب على لبنان وأرسى هذا المناخ من التقارب والحوار سواء بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، وحتى بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية. وليس بعيداً، أشارت المصادر الى ان الحديث المتلفز الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي أكد فيه ضرورة توسع الحوار لاحقاً من ثنائي الى ثلاثي ليشمل الجانب المسيحي، يبدو أنه بدأ يشق طريقه نحو الترجمة، إذ أن الحوار الثنائي الراهن القائم على الساحتين الإسلامية والمسيحية بدأ بالفعل يتحول الى ثلاثي وذلك من خلال قنوات التواصل المفتوحة سواء بين المستقبل وبكركي والرابية من جهة أو بين الرابية والضاحية من جهة ثانية، وان ذلك يترجم في الزيارات الدورية التي يقوم بها عضو لجنة الحوار مع "حزب الله" وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عقب جلسات الحوار الى كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون ليضعهما في أجواء المحادثات.

وتضيف: كذلك على خط الرابية والضاحية، فالزيارات بين الجانبين تكاد تكون دورية وأسبوعية والتشاور قائم في كل المستجدات حتى ان بعض المتفائلين يمضون في تناولهم لموضوع الحوار الجاري على المستويين الإسلامي والمسيحي الى الحديث عن ثوابت ومبادئ وطنية ودستورية مطروحة على بساط البحث من شأن التفاهم عليها ان يفضي الى توسيع إطار الحوار لاحقاً من ثنائي الى ثلاثي وحتى لتشمل التفاهمات مستقبلاً في حال نجاحها كلاً من المستقبل والتيار الوطني الحر، وإذا أمكن أيضاً "حزب الله" و"القوات اللبنانية" خصوصاً وان سائر الأطراف المذكورة لا تختلف على صيغ وملفات داخلية، إنما تباعد بينها تطلعات وأمور خارجية يمكن تركها جانباً والى أن تقرر الدول الكبرى والمعنية في شأنها. لكن مصادر أخرى وخلافاً لكل التوقعات تقول ان الحديث عن توسع الحوار وإيجابيات قد أمكن الوصول اليها على هذا الصعيد غير صحيح إطلاقاً، وان زيارات الوزير المشنوق لكل من بكركي والرابية تهدف الى ايجاد حل لمشكلة ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت التي برزت الى السطح أخيراً، وبدأت تأخذ طابعاً طائفياً ومناطقياً في ضوء ما يتردد عن تحويل البواخر والبضائع التي كانت تصل الى الحوض الرابع الى مرفأ طرابلس.

 

العريضي: سلاح سرايا المقاومة منفصل عن سلاح حزب الله والوحدة الوطنية اللبنانية اثمرت نتائج ايجابية على الصعيد الامني

السبت 17 كانون الثاني 2015 /وطنية - اكد النائب غازي العريضي "ان الحوار ليس موسميا بل ضرورة دائمة بين بعضنا لحماية البلد"، لافتا الى "ان الجميع يدرك بأن الحوارين الدائرين في البلد لن يؤديا الى نتائج ملموسة لان الجميع مستقيل من مهماته". وقال في حديث ل "صوت لبنان 93,3": "المكونات الخارجية تساعد على حل خلافاتنا، ولكننا نتحمل المسؤولية في جزء كبير من العراقيل الموجودة في البلاد". واشار الى "ان الوحدة الوطنية اللبنانية والتنسيق داخل مؤسسات الدولة اثمرت نتائج ايجابية لاسيما على الصعيد الامني"، واوضح انه "ثبت للجميع ان لدينا بنية امنية ثابتة وقوية ظهرت في العملية الامنية في سجن رومية"، مسجلا للواء وسام الحسن "الانجاز الذي أسهم ببنية شعبة المعلومات".  ولفت الى "ان البحث اليوم هو في السلاح الموجود في الداخل والمتمثل في ما يسمى سرايا المقاومة المنفصل عن سلاح حزب الله الاستراتيجي والموجه على اسرائيل". وردا على سؤال عن امكان استقالة جنبلاط من النيابة لترشيح نجله تيمور، اشار العريضي الى "ان رئيس اللقاء الديمقراطي يعمل على تكريس استثنائيته في الحياة السياسية اللبنانية من خلال المضي بهذا الخيار".

 

نعمة محفوض: نرفض مقولة العودة الى الاضراب ستُلغي الامتحانات و الطبقة السـياسـية تتحمل مسـؤولية عدم اقرار السـلسـلة

المركزية- اعلن نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض ان هيئة التنسيق النقابية تحمّل الطبقة السياسية مسؤولية عدم اقرار السلسلة، داعيا من لا يستطيع اجراء الامتحانات الرسمية واقرار السلسلة ان يفسح في المجال لغيره لمعالجة الامور.

واذ أكّد في حديث لـ"المركزية" "ان هيئة التنسيق ترحب بتحديد مواعيد اجراء الامتحانات الرسمية"، قال "نرفض مقولة انه بالعودة الى الاضراب ستُلغى الامتحانات، فهذا امر ليس مقبولا لأكثر من سبب:

أولا، لان هيئة التنسيق لم تنفذ أي اضراب منذ بدء العام الدراسي، رغم اننا حصلنا على وعود باقرار السلسلة في حال عدلنا عن الاضراب، الا ان هذه الوعود لم تنفذ لغاية اليوم، اضافة الى ان اساتذة التعليم الخاص لم يتقاضوا غلاء المعيشة بعد.

ثانيا، لقد التزمت هيئة التنسيق موضوع عدم التشريع تحت سقف الاضرابات، وفي هذا افساح في المجال امام التشريع مهلة أكثر من سبعة اشهر، فكانت النتيجة لا تشريع.

ثالثا، التزمنا ببدء عام دراسي طبيعي، آخذين في الاعتبار الوضع الامني للبنان واستمرار الفراغ في سدة الرئاسة، على امل الاتجاه نحو حلحلة ملف السلسلة، الا ان الامور بقيت مكانك راوح.

رابعا، كل هذه الامور ستضطرنا الى العودة الى الشارع وتنفيذ الاضراب، ولن نقبل بمواجهتنا بالامتحانات ووضعها مقابل السلسلة من جديد".

اضاف "الاساتذة يريدون الامتحانات كما السلسلة، ونحمّل المسؤولية الى المسؤولين المعنيين ونقول "من لا يستطيع اجراء الامتحانات واقرار السلسلة عليه ان يفسح في المجال لغيره لمعالجة الامور"، لافتا الى ان السلسلة حق كما الامتحانات، ولن نقبل مرة جديدة بالافادات أو بالغاء الامتحانات، فالامتحانات ستجري والسلسلة ستقر، مشيرا الى ان القانون يعطينا حق الاضراب". وقال "ننتظر منذ ثلاث سنوات ونصف لاقرار السلسلة، ونرفض تحريض الاهالي والطلاب على الاساتذة لتحميلنا مسؤولية الاداء السيئ الذي يتبعه السياسيون، معلنا ان من لا يقر السلسلة هو من يتسبب بعدم اجراء الامتحانات، وليس نحن". واعلن ان هيئة التنسيق تنتظر انتهاء انتخابات رابطة التعليم الثانوي الرسمي لتحديد الخطوات المقبلة في اجتماع سيعقد قريبا.

 

كيف ستتعامل القوى الفلسطينية مع خلية المولوي ومنصور؟

موقع 14 آذار   ١٨ كانون الثاني ٢٠١٥

خالد موسى

بعد نجاح الخطة الأمنية المحكمة في سجن رومية، اكتشفت القوى الأمنية أن غرفة عملياتال سجن التي كانت تدير العمليات الإرهابية في لبنان بتنسيق مع قواعد الجماعات المسلحة في الموصل في العراق والرقة في سوريا، كانت على تنسيق كامل مع غرفة أخرى تدار من داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطنيين. هذا الكلام أكده وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق خلال مقابلته الأخيرة، والذي كشف خلالها عن معلومات تفيد بوجود الفارين من وجه العدالة شادي المولوي وأسامة منصور داخل المخيم وهو على تنسيق مع الجماعات المتشددة في سوريا والعراق.

على طاولة البحث

 مصادر وزارة الداخلية، كشفت لموقع "14 آذار" عن أن "موضوع مخيم عين الحلوة بات على طاولة البحث، وهناك خطط توضع من القوى الأمنية من أجل معالجة الموضوع"، مشيرة الى أن "ما قاله الوزير المشنوق عن المخيم هو إستناداً الى معلومات توافرت من الأجهزة الأمنية تؤكد وجود المولوي ومنصور داخل عين الحلوة وهم على تنسيق مباشر مع الجماعات الإرهابية خارج الحدودة".

قرار مجلس الوزراء

 ولفتت المصادر الى أن "أي عملية أمنية داخل مخيم عين الحلوة تحتاج الى قرار من مجلس الوزراء، لأنها حتماً ستكون صعبة ومعقدة نظراً لوجود عدد هائل من الناس داخل هذه المخيمات"، معتبرة أن "هناك قوى أمنية فلسطينية داخل المخيم وهي المعنية بموضوع الأمن هناك، والقوى الأمنية اللبنانية على تنسيق كامل مع هذه القوى من أجل هذه الموضوع وتفادي توريط المخيم وزجه مع الشارع اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، وسيصار الى التباحث معهم من أجل وضع خطة لإنهاء هذا الموضوع في أسرع وقت ممكن".

عاد المخيم الى عين العاصفة من جديد، ومن باب الإتهام المباشر بضلوع الهاربين إليه بأعمال التفخيخ والتفجير والإرهاب، فكيف ستتعامل السلطات الأمنية الفلسطينية في المخيم مع مثل هذه الحالات؟!

أبو عرب: المولوي ومنصور ليسا في المخيم وأمن الجوار من أمننا

 أوضح قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، في حديث خاص لموقع "14 آذار" أن "القوى الفلسطينية إستمعت الى كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق، وأخذنا كلامه على محمل الجد حول وجود غرفة عمليات داخل المخيم"، مؤكداً أن "المولوي ومنصور ليسا داخل المخيم وهما لم يدخلا الى المخيم أبداً، وليس لدينا أي معلومات حول تواجدهما داخل المخيم، لكن ان ثبت لنا ذلك فسيكون لنا تعامل آخر معهم".

مطلوبون من نسيج المخيم

 وأشار الى أن "الدولة اللبنانية لم تبلغنا بوجود غرفة عمليات في عين الحلوة تدير التفجيرات الإرهابية، ونحن علمنا بهذا الأمر من خلال ما قاله الوزير المشنوق خلال مقابلته الاخيرة"، لافتاً الى أن "هناك مطلوبين داخل المخيم كما خارجه، ولكن هؤلاء هم من النسيج الداخلي للمخيم وليسوا من خارجه".

أمن الجوار من أمن المخيمات

 وشدد على أن "أهالي مخيم عين الحلوة سيحافظون على أمن مدينة صيدا والجوار، ولن يكونوا خنجراً يدق في قلب الجمهورية اللبنانية، بل سيعملون بكل ما لديهم من قوة على المحافظة على أمن الجوار تماماً كما يحافظون على أمن مخيماتهم في باقي المناطق اللبنانية ودول الشتات"، موضحاً أن "الخلية التي شكلت من أجل موضوع المولوي ومنصور والتي تضم ممثلين عن الجماعات الإسلامية المتشددة في المخيم والتي هي برئاستي أنا، لم يتبين لها وجود المولوي ومنصور في المخيم وسيكون هناك تعامل آخر في حال تثبتنا من هذا الأمر، لأن أمن لبنان من أمن المخيمات".

 

 العلاقات اللبنانية- البحرينية في مهب تصريحات نصرالله... والمنامة تخشى تحريك حزب الله لخلايا نائمة

17-01-2015Alkalimaonline/خاص - ضحى العريضي

يشكل كل خطاب أو ظهور إعلامي لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مادة سجالية دسمة بين المؤيدين والخصوم، وهو أمر غير مستغرب سيما وأن الأدوار التي يلعبها الحزب داخليا وخارجيا ليست بالهامشية.

سهام الأمين العام التي وجهها للسلطة الحاكمة في البحرين مرتين خلال أسبوع واحد، لم تمر مرور الكرام، بل فجرت موجة غضب عارمة لم تقتصر على المنامة بل امتدت إلى الدول الخليجية وحتى إلى الجامعة العربية.

وفي السياق، استدعى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني السفير اللبناني لدى السعودية عبدالستار عيسى وسلمه مذكرة احتجاج على تصريحات نصرالله، وسارعت الخارجية الإماراتية الى تسليم سفير لبنان لدى أبو ظبي حسن يوسف سعد مذكرة احتجاج رسمية على خلفية تصريحات نصرالله في حين كان لافتا صدور بيان عن وزراء الخارجية العرب الخميس، انتقدوا فيه ما وصفوها بـ"التصريحات العدائية"، التي أطلقها أمين عام حزب الله بشأن الوضع في البحرين، وطالب هؤلاء الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والرادعة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصريحات، مع الإشارة إلى أنه سجّل تحفظ للبنان والعراق على البيان.

أما المنامة، وهي المعنية مباشر بتصريحات نصرالله، فاعتبرت عند استدعائها قبل أيام القائم بأعمال سفارة لبنان لدى البحرين ابراهيم عساف، أن هذه التصريحات تتضمن تحريضا واضحا على العنف والإرهاب.

وللإضاءة أكثر على الموقف البحريني، استطلع موقع "الكلمة أون لاين" رأي عضو مجلس النواب البحريني السابق محمد خالد، الذي اعتبر أن أي أثر سلبي لتصريحات نصرالله على العلاقات بين بلاده ولبنان ما زال بسيطا في الوقت الحالي، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن استمرار إطلاق هكذا مواقف والتدخل في شؤون البحرين سيدخل العلاقات بين الدولتين في نفق مظلم، سيما على الصعيد الدبلوماسي.

النائب السابق ذهب أبعد من ذلك، حيث أكد أن تهديد أمين عام حزب الله بالتدخل العسكري في البحرين خطير وجديّ، مشيراً في هذا السياق إلى وجود "خلايا نائمة" تنتظر إشارة من نصرالله للتحرك، على حد تعبيره. وإذ لفت إلى أن حزب الله قد يفعل أي شيء في المنامة وغيرها، اتهمه باتباع نهج طائفي في البحرين وسوريا والدول العربية الأخرى، مطالبا الحزب في الوقت ذاته بتوجيه قوته إلى "الكيان الصهيوني". وربطاً بذلك، رمى محمد خالد في حديثه لموقعنا الكرة في ملعب الحكومة اللبنانية، واعتبر أنها مطالبة بتحرك جدّي واتخاذ موقف واضح وحازم، تضع من خلاله حداً لأمين عام حزب الله، كما قال. على الضفة اللبنانية، بدا جلياً أن ردود الفعل على تصريحات أمين عام حزب الله بشأن البحرين بقيت تدور في فلك الاصطفافات السياسية، ففي حين عمل وزير الخارجية جبران باسيل جاهدا لاحتواء اللهجة الحادة في بيان وزراء الخارجية العرب ضد موقف حزب الله، اعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق أن تصريحات نصرالله عن البحرين تمثل جمهوره فقط ولا تمثل الحكومة، مشددا على عمق العلاقة بين لبنان والدول الخليجية كافة، فيما لم يخف تخوفه من تأثير هذه التصريحات على المغتربين اللبنانيين في دول مجلس التعاون. وكان السيد حسن نصرالله قد انتقد في كلمة له يوم الجمعة الماضي، استمرار اعتقال الأمين العام لجمعية "الوفاق" البحرينية المعارضة الشيخ علي السلمان، وذهب إلى حد اعتبار أن في البحرين مشروعا شبيها بالمشروع الصهيوني، يتضمن عمليات استيطان واجتياح وتجنيس ضخمة.

 

"انخفاض سعر النفط يوجب إعادة النظر في كلفة تذاكر السفر"/عبـود: أسواق خارجيـة تضارب سياحة التزلّج فـي لبنان

المركزية- نفى نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود لـ"المركزية" أن تكون الأزمة السياسية المستجدة بين البحرين و"حزب الله" قد أثرت على سفر الخليجيين إلى لبنان، موضحاً أن "حركة سفر البحرينيين إلى بيروت غائبة أصلاً، كما أن عدد الخليجيين الوافدين محدود أيضاً، لذلك إن الأزمة السياسية لم تقدّم ولم تؤخر في الحركة السياحية الخليجية اتجاه لبنان". ولفت عبود رداً على سؤال إلى أن "إقبال السياح على سياحة التزلّج في لبنان لا يزال خجولاً"، عازياً ذلك إلى "أسواق دولية عادت إلى مضاربتنا في هذا المجال، وسنتطرق إليها بالتفصيل في مؤتمر صحافي يُحدّد موعده لاحقاً"، وقال: شهد سوق قطع التذاكر نمواً لافتاً في السنوات الثلاث الأخيرة وصل إلى 3،8 في المئة في العام 2014، لكنه تراجع اليوم لأسباب تقنية وأمنية، خصوصاً أننا خسرنا السوق السورية. فشركات الطيران تبيع تذاكر السفر في الأردن والعراق بأسعار أدنى مما تبيعه في بيروت، كما أن التدابير الإجرائية التي يقوم بها عناصر الأمن العام على الحدود اللبنانية – السورية أخّرت الحركة.

وأوضح أن "استمرارية هذا الوضع إن لجهة الشركات في الخارج أو التدابير الحدودية، ستكبّدنا خسائر كبيرة في العام المقبل".

كلفة السفر: وعما إذا كان انخفاض سعر برميل النفط عالمياً سيدفع إلى إعادة النظر في كلفة تذاكر السفر قريباً، قال عبود: من المفترض ذلك، إذ عندما تخطى سعر برميل النفط سقف الـ100 دولار، شكّل الفيول 30 في المئة من كلفة شركات الطيران، فكيف الحال اليوم مع تراجعه 50 في المئة وأكثر؟! من هنا أصبح من الواجب خفض الأسعار، لكن حتى اليوم لم تتم إعادة النظر في الموضوع.

 

حماده: الأمور لم تنضج بعد لانتخاب رئيس والحوار يضع لبنان تحت مظلة من الهدوء النسبي

السبت 17 كانون الثاني 2015

وطنية - أوضح النائب مروان حماده انه لا يعول كثيرا على الحوارين الماروني - الماروني والسني - الشيعي "بل على نسبة من النجاح مفيدة للبنان ونسبة من الاخفاق لا يمكن ان تحل"، ولفت الى أن "الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله أوسع في أفقه وأصعب في تحقيق النتائج، وليس فيه الا ما وضع له كجدول اعمال أولي وهو تخفيف الاحتقان المذهبي".ورأى في حديث إلى "صوت لبنان 100,3-100,5" اليوم ان "الحوار هو من أجل وضع لبنان تحت مظلة من الهدوء النسبي، لعل العاصفة تمر في بقية الدول التي لها حتما الوقع على الوضع اللبناني"، معتبرا أن "الحد الادنى للحوار هو ما نحن عليه، والحد الاقصى هو تجنيب البلد الانفجار مع معالجة المطبات التي يمر بها البلد". وأشار الى ان "الحوار بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون شخصي، وفي الاساس هذين الخطين لم يكونا يوما متناقضين، فعون كان قريبا من الكتائب والقوات، وعون يومها كان قائدا للواء الثامن، ثم اصبح قائدا للجيش ثم رئيسا للحكومة وأسس مشروعه الفردي، وخدع أمانتين، الاولى هي التي وضعها بين يديه رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، والثانية هي وحدة الصف المسيحي". وأكد أن "أيا من الحوارين لن يؤديا الى الوصول الى إنتخاب رئيس إلا في حال التوافق"، وشدد على ان "كل ما يوحد المسيحيين في ظل هذه الظروف الصعبة يفيد كل لبناني وعربي"، واشار الى أن "حزب الله لن يوصل عون الى الرئاسة، فقام بالتجربة مع الحريري و14 اذار ولم يصل الى الرئاسة، ومن المؤكد أن جعجع لن يوصله ايضا الى الرئاسة". وقال: "الامور لم تنضج بعد بالنسبة لانتخاب رئيس للجمهورية في الاسابيع المقبلة الا انه سيتم في النهاية انتخاب الرئيس المسيحي الماروني التوافقي ونأمل ان يتم ذلك قبل نهاية الربيع". ووصف عملية سجن رومية "بالصورة الجميلة للتعاون بين الاجهزة الامنية تحت سلطة سياسية تطبيقا لقرار مجلس الوزراء السابق"، واعتبر ان "لبنان في حاجة الى خطة أمنية". وعلى خلفية كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن البحرين قال: "أستنكر كما استنكر النائب جنبلاط التدخل بشؤون البحرين وادعو الى الاهتمام بمصالح لبنان مع دول الخليج. ان السياسة الخارجية المنفردة التي يمارسها الوزير جبران باسيل لا تعكس المصالح اللبنانية وعلى رئيس الحكومة وبقية الوزراء ان يثيروا هذا الامر".

 

ابو كسم استنكر نشر احد الاعلاميين صورة مسيئة للبابا

السبت 17 كانون الثاني 2015 / وطنية - وزع مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم بيانا قال فيه: "نشر أحد الإعلاميين على صفحته الإلكترونية، صورة مسيئة الى رأس الكنيسة الكاثوليكية، قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، وهذا التصرف هو تصرف غير مسؤول، ويشكل انتهاكا فاضحا لأدبيات العمل الإعلامي، ويثير النعرات الطائفية. ان هذا العمل الذي قام به "الإعلامي المزعوم" لا يندرج في إطار الحريات الإعلامية إطلاقا، إنما على العكس هو تعد على الحريات والكرامات الشخصية. ونذكر هذا "الإعلامي المزعوم" بكلام قداسة البابا فرنسيس، الذي شجب التعرض للرموز والمقدسات الدينية، مذكرا في الوقت عينه بأنه مع الحريات الإعلامية، شرط ألا تتعرض لكرامة الآخرين. لهذا فإننا نستنكر هذه الإساءة التي اقترفها "الإعلامي المزعوم" ونطالبه بسحب هذه الصورة فورا عن صفحته الإلكترونية تحت طائلة الملاحقة".

 

الحلبي: الاحرار يرفض اي عمل ارهابي يطاول المواطنين اينما كانوا

السبت 17 كانون الثاني 2015 /وطنية - عقد طلاب الشمال في حزب "الوطنيين الاحرار" اجتماعا برئاسة مفوض البترون في الحزب روبير الحلبي وحضور أمين التربية ادغار ابو رزق، رئيس منظمة الطلاب سيمون درغام، مسؤول طلاب الشمال فواز دبوسي وطلاب المنطقة، في مقر المفوضية في البترون.وبعد الاجتماع، أكد الحلبي ان "حزب الوطنيين الاحرار يرفض اي عمل إرهابي يطاول المواطنين اللبنانيين أينما كانوا، من هنا جاء استنكارنا للتفجير البشع في جبل محسن". وقال: "لأن حزب الاحرار عابر للطوائف والمناطق، فإننا لم نستسلم يوما امام الاحتلالات والهيمنة على لبنان، فالهم الوحيد كان بالحفاظ على لبنان، وهذا ما جمعنا مع حلفائنا في ثورة الأرز تحت شعار: "لبنان اولا". ولفت الى أن "الاحرار يشهد نهضة فعلية تتلاقى مع مبادىء الرئيس كميل نمر شمعون"، واعدا الطلاب والرفاق جميعا "بمتابعة المسيرة، والمزيد من النشاطات والتحركات في أقضية الشمال كافة".

 

قوات زحلة أطلقت حملة توقيع عريضة وقف إنشاء معمل الإسمنت في المدينة

السبت 17 كانون الثاني 2015

 وطنية - عقدت منسقية "القوات اللبنانية" في زحلة مؤتمرا صحافيا، ظهر اليوم، لإطلاق حملة توقيع عريضة وقف إنشاء معمل الإسمنت في المدينة، شارك فيه رئيس كتلة "نواب زحلة" النائب طوني أبو خاطر، النائب إيلي ماروني، النائب جوزيف المعلوف والنائب الدكتور عاصم عراجي ومنسق منطقة زحلة في الحزب ميشال تنوري. حضر المؤتمر رئيس اتحاد البلديات إبراهيم نصرالله، مختار حوش الأمراء جوزيف مزرعاني، مختار المعلقة نزيه شعنين، مختار الفرزل رئيس إقليم زحلة الكتائبي رولان خزاقة، ممثل منسق "تيار المستقبل" في البقاع وسام الترشيشي، رئيس حزب الاتحاد السرياني في زحلة ميشال ملو، ممثل حزب الوطنيين الاحرار جوزيف نصار، ممثلون لمالكي العقارات المجاورة لمنطقة إنشاء المشروع، العميد المتقاعد سامي نبهان، رئيس لجنة الإقتصاد في غرفة التجارة والصناعة طوني طعمه، رؤساء المراكز والمصالح في حزب القوات في قضاء زحلة وناشطون من المجتمع المدني الزحلي. بداية تحدث أبو خاطر عن "مخاطر إنشاء معمل الإسمنت في منطقة زحلة والأضرار التي يسببها للانسان والبيئة وتقضي على مستقبل القضاء وتاريخ المنطقة المشهورة والمميزة بمناخها وبيئتها"، وتناول "الدور الملتبس لبلدية زحلة في تسهيل إنشاء المشروع"، مطالبا البلدية "بتوضيح هذه النقطة لما تركته من ترددات سلبية على المستوى الشعبي"، وتحدث عن "التقصير في بلدية زحلة في شتى الميادين الحياتية والإنمائية وخصوصا خلال العواصف الثلجية التي شهدتها المنطقة"، مطالبا البلدية "بتقديم استقالتها نظرا لعجزها عن إدارة شؤون المواطنين في مدينة زحلة". وفي مداخلة سريعة للمعلوف شرح "بعض الملفات الإنمائية والحياتية التي تقوم كتلة نواب زحلة بمتابعتها". بدوره، اعتبر تنوري أن "الجدل بدأ حول إقامة المصنع منذ أكثر من شهر، مما شكل حافزا لحث أهالي قضاء زحلة على التحرك والإطلاع على الأبعاد العلمية والقانونية والبيئية لهذا المشروع، لذا نطلق اليوم عريضة شعبية تكون أكثر تعبيرا عن رفض أهل القضاء لهذا المشروع الخطير"، ودعا أهل زحلة إلى "ضرورة توقيع العريضة التي سيتولى فريق عمل عرضها على السكان في منازلهم وأماكن عملهم، وفي الوقت عينه بإمكان المواطنين توقيعها في جميع مراكز القوات في قضاء زحلة". وفي ختام المؤتمر وقع النواب والحضور العريضة، مفتتحين حملة التواقيع.

 

نعيم قاسم: الأصل هو أن نتفاهم وأن نتعاون وأن نحمي بلدنا معا

السبت 17 كانون الثاني 2015

وطنية - اشار نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الى ان "حزب الله آمن بالولي الفقيه إيمانا بالقيادة التي لا بد منها من أجل السير على طريق الإسلام، وهذا الإيمان هو جزء من إيماننا الإسلامي، نحن لسنا في موقع أن نتخذ موقفا سياسيا له علاقة بإيران أو بالولي أو بالأهداف الأخرى في العالم، نحن في موقع نريد من خلاله أن نعبر عن إيماننا وأن نلتزم الأحكام الشرعية ولا إمكانية لتحقيق هذا الهدف بصدق إلا باتباع منهج الولي الفقيه المجدد".

وقال في حفل افتتاح السلسلة الثقافية تحت عنوان: "الولي المجدد" والتي تقيمها الهيئات النسائية في حزب الله في مجمع المجتبى - حي الأميركان: "كان السلوك العملي لحزب الله هو إحساس لأفكار هذه القيادة قيادة الولاية، ولذا نحن اليوم أمام صورة واضحة: حزب الله يمثل نموذجا إسلاميا معاصرا، وقيادة الولي الفقيه تمثل الرؤية للتطبيق الإسلامي على مسرح الحياة في زماننا، ونحن آمنا بهذا الاتجاه إيماننا بالإسلام، ومن أراد أن يتعرف لضيق وقته أو عدم إطلاعه على الكتب والثقافة والمجالات، فعليه أن يرى هذا النموذج الماثل أمام الناس كتطبيق عملي للايمان بالولاية وهو نموذج حزب الله". أضاف: "تعلمنا من القيادة أن نقاوم الاحتلال، وهذه المقاومة لإسرائيل هي نتيجة رؤية دينية سياسية في آن معا، وها نحن ننهل من معين انتصارات هذه المقاومة التي أثبتت جدواها وجدارتها وإمكاناتها في أن تغير المعادلة لمصلحة استقلال شعوب المنطقة واختيار ما يريدونه لأمتهم وأجيالهم". وتابع: "ومن الانعكاسات التي نتجت عن تربيتنا الولاية هذا الانفتاح والتسامح الذي يتميز به حزب الله في العلاقات مع الأطراف المختلفة التي تختلف معه في الفكر، ولكنها تلتقي معه في السياسة والمواقف، فكان أن أثمر هذا الاتجاه تحالفا استراتيجيا مع حركة أمل، وتحالفا استراتيجيا مع التيار الوطني الحر، عملا مشتركا مع قوى حزبية وطنية وقومية وأممية على مستوى الساحة اللبنانية، وأسس إلى استعداد للحوار الدائم مع كل الأطراف، فكان من هذه النتائج ذلك الحوار الذي يجري اليوم بين حزب الله وحزب المستقبل على قاعدة إيماننا بأن الأصل هو أن نتفاهم وأن نتعاون وأن نحمي بلدنا معا، وأن نبحث عن نقاط الاشتراك، وأن نؤجل نقاط الاختلاف التي لا حل لها، وأن نبحث عن كل خطوة يمكن أن تجعلنا في موقع واحد ولأهداف قريبة من حالتنا الوسطية التي تساعد الجميع". واضاف: "من نتائج هذا الإيمان بولاية الفقيه، هذه الصورة المشرقة التي قدمها المجاهدون أخلاقا وعملا وتضحية وسلوكا بين الناس، بحيث تستطيع اليوم أن تميز الشاب المؤمن من حزب الله أو الأخت المؤمنة بهذه المسيرة بمضمون رسالي راق ورائع ومنير في السلوك والأخلاق فضلا عن الفكر والجهاد". واكد ان "كل هذا تعلمناه من هذا المنهج الإسلامي الذي أرشدنا إليه الولي الفقيه، علمتنا القيادة أن الإسلام رحمة وحكمة وتوازن وإنذار، ولم توافق في يوم من الأيام على تلك الانحرافات التي خاضها البعض باسم الإسلام ولا علاقة للاسلام بها لا من قريب ولا من بعيد. لقد رأى العالم نموذجا آخر يدعي الإسلام هو نموذج التكفيريين، الذين لا يوفرون أحدا من إجرامهم، فلا رحمة ولا حكمة ولا أخلاق ولا إنسانية في قلوبهم، هذا التكفير ليس دليلا عن الإسلام وليس فهما لرسالة الإسلام خاصة أنه انفضح وانكشف أمام تلألؤ عطاء المشروع الإسلامي الذي كان من تجلياته حزب الله وهذا الاتجاه المقاوم". وختم: "ها هم التكفيريون ينقلبون على مشغليهم ليتأكد بأن خيار المقاومة هو الخيار الصحيح. نحن اليوم نعتبر أننا خطونا خطوات ثابتة في الأرض لتثبيت عرض المشروع الإسلامي النقي والأصيل، من خلال الفكر والجهاد على درب الولاية لمصلحة الأمة ولمصلحة شعوب منطقتنا ولمصلحة استقلالنا".

 

خلاف "الكتائب" - "حزب الله" السـياسـي عميـق/الهبر: المشاورات جدّية وغير ملزمة بجدول أعمال

المركزية- بالتزامن مع انطلاق الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، تُسجل حركة تواصل وتشاور بين الاول و"حزب الكتائب" عبر سلسلة لقاءات عُقدت بين الطرفين. عضو "كتلة الكتائب" النائب فادي الهبر أوضح لـ"المركزية" "ان الحوار مع "حزب الله" هو عبارة عن تلاق لتعميق الاتصال، والعناوين الاساسية هي وطنية، اقتصادية واجتماعية. وعلى المستوى الوطني الأمني، فجميع الكتل النيابية حريصة على التوافق في إطار مجلس الوزراء وذلك يتجاوز تصريف الاعمال لتحسين الوضع الأمني والمعيشي. وفي ظلّ الشغور الرئاسي، هناك حراك تشاوري بين "حزب الله" و"الكتائب"، مشيرا الى "ان هذه المشاورات غير ملزمة بجدول أعمال وليست يومية، لكن هذا التواصل جدي وقد يؤسس الى طاولة حوار وطنية وفقا للتغيير المطلوب على المستوى الوطني من "حزب الله" أكان هذا التغيير نابعا من قناعة داخلية أو خارجية خصوصا في ما يتعلق بموضوع السلاح وتمكين الدولة والحرب في سوريا". وقال "إن أولوية "الكتائب" حاليا تتمحور حول ضرورة إقفال الحدود اللبنانية السورية البرية حفاظا على الكيان اللبناني وهي ترقى بالنسبة إلينا على انتخاب رئيس الجمهورية، ونحن في انتظار قناعات على المستوى الداخلي من الطوائف والكتل كافة بهذا الامر"، معتبرا "ان تحييد لبنان يعني اللبنانيين جميعا بمن فيهم "حزب الله" و"المستقبل"، ونحن نقوم بدورنا الوطني من خلال تلطيف الاجواء". وردا على سؤال، أجاب الهبر "النائبان سامي الجميل وإيلي ماروني يلتقيان بعضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض الموفد من "حزب الله" سابقا لزيارة الرئيس أمين الجميل وكان حاضرا في افتتاح إقليم مرجعيون، ونحن نلمس إيجابية في التعاطي مع "حزب الله" لكن لازلنا في الخطوة الاولى من مشوار الالف ميل"، مؤكدا "ان الخلاف السياسي لازال عميقا بين الطرفين، لكن "حزب الله" مكوّن لبناني أساسي ولا بدّ من التلاقي معه على قواسم مشتركة".

وأعلن "ان لا لقاءات ستعقد بين الحزبين قريبا".

 

مطلقا النار على ايف نوفل ورفاقه سلما نفسيهما  والتحقيقات مستمرة مع 13 موقوفا في القضية

المركزية- بعد توقيف شعبة المعلومات شربل جورج خليل المتهم بالتحريض على قتل الشاب ايف نوفل في كفردبيان، سلمت عائلتا شربل خليل خليل وجوليانو سعادة، ابنيهما الى القوى الامنية طوعا فجر اليوم "لتأخذ العدالة مجراها".

وأشارت المعلومات الى ان عدد الموقوفين في هذه القضية حتى الان، بلغ 13 شخصا هم قيد التحقيق لدى "شعبة المعلومات". ومن بين هؤلاء، 3 مشاركين مباشرين في قتل نوفل هم شربل جورج خليل اضافة الى شربل خليل خليل وجوليانو سعادة اللذين سلما نفسيهما فجرا لقوى الامن الداخلي في جونية طوعا، ونقلا الى شعبة المعلومات للتوسع في التحقيق معهما. وأفيد ان الشابين مشاركان في اطلاق النار على السيارتين اللتين كان يستقلهما نوفل ورفاقه، حيث استخدم احدهما بندقية حربية والآخر مسدسا. ويستمر البحث عن شقيقين آخرين من آل خليل كانا برفقة شربل وجوليانو. ويبقى من الموقوفين الـ13، 10 اشخاص هم من المتدخلين في الجريمة لجهة الاشتباه بتسهيلهم اختباء وفرار القتَلة، ومن بينهم الشابة انابيلا سعادة التي استخدم شربل جورج خليل هاتفها لاستدعاء رفاقه ونصب الكمين لنوفل، حسب التحقيقات الاولية. واشارت المعلومات الى ان طالما التحقيقات مستمرة لن يفرج عن احد من الموقوفين. أما بعد انتهائها، فستتخذ النيابية العامة التمييزية قرارها في شأن هؤلاء الاشخاص. وكانت عائلتا شربل خليل خليل وجوليانو مارون سعاده أعلنتا اثر اجتماعهما في منزل النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن، عن تسليم ولديهما اللذين ورد اسماهما في قضية مقتل نوفل، طوعاً للسلطات الامنية لتأخذ العدالة مجراها. وقالتا في بيان "كلمات العزاء على اشدّها أعجز من أن تعبّر عن هول مُصاب أهل الفقيد كما لا كلمات تعبّر عن هول ما جرى في عائلتينا".

 

امين عام الإتحاد البرلماني الدولي زار بري وسلام وباسيل

المركزية- جال الأمين العام للإتحاد البرلماني الدولي مارتن شانغونغ الذي يزور بيروت راهنا، على كبار المسؤولين اللبنانيين فزار برفقة نائبه السفير مختار عمر، مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وتم البحث في الأوضاع الراهنة.

في السراي: ثم زار المسؤول البرلماني الدولي، السراي، حيث التقى رئيس الحكومة تمام سلام، وتم عرض للاوضاع والتطورات في المنطقة.

في قصر بسترس: كذلك زار شانغونغ قصر بسترس، حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وقال بعد اللقاء: "قمت بزيارة الوزير باسيل وانا ممتن له على تخصيص وقت لاستقبالي، وانا في طريقي الى سوريا، أتيت للقائه كي اطلع على رأيه ومعلوماته ورؤيته حول الازمة السورية، وأستفيد من حكمته، وخبرته ليس فقط في الموضوع السوري انما منطقة الشرق الاوسط".

اضاف:" نحن نريد كإتحاد برلماني ان نشترك اكثر في المساعدة في تقدم المسار السلمي في سوريا، من دون ان نكرر ما تم طرحه. ونحن نتطلع الى كيفية عمل المشرعين حول العالم من اجل تحقيق الدعوة الى إحلال السلام".

 

حظر صحيفة إيرانية بسبب شعار أنا شارلي

أمر القضاء الإيراني السبت بحظر نشر الصحيفة الإيرانية "مردم امروز" ( الشعب اليوم ) ذات التوجه الإصلاحي لكتابتها شعار" أنا شارلي" على صدر صفحتها الرئيسة. وأوضح رئيس تحريرالصحيفة محمد غوشاني أن سبب حظر الصحيفة هو نقلها تصريح الممثل الأمريكي جورج كلوني على صدر صفحاتها، والذى أعرب فيه عن دعمه لمجلة شارلي إيبدو الفرنسية، وقوله "أنا شارلي". وأدرجت صورة كبيرة للممثل الأمريكي جورج كلوني والذي يحظى بشعبية كبيرة في إيران وعنونت بالبنط العريض" كلوني ..أنا شارلي".

وكان جورج كلوني تولى حمل هذا الشعار خلال حفل توزيع جوائزغولدن توليب الأحد 11 كانون الثاني تضامنا مع ضحايا الهجمات الإرهابية ضد الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو.ويعتبر شعار أنا شارلي عن موقف التضامن مع ضحايا الهجمات التي تعرضت لها الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو، وكانت إيران من بين الدول التي دانت الهجوم ضد المجلة   لكنها استنكرت نشر رسم كاريكاتوري جديد للنبي محمد. هذا وطالبت العديد من الصحف بفتح دعوى قضائية ضد هذه الصحيفة.

 

بسبب خفض التمويل الايراني... حزب الله يقف على حافة الافلاس

17-01-2015/ايلاف/لا تبدو الروابي الكلسية لجنوب لبنان من الوهلة الأولى مكانا صالحا للاستثمار في العقارات.  فهذا الشريط الضيق من الأرض قرب حدود لبنان المتوترة مع اسرائيل عانى ويلات الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما والآثار المدمرة للمواجهات مع القوات الاسرائيلية.  ولكنه شهد خلال السنوات القليلة الماضية بناء قصور جديدة على امتداد الطرق الضيقة قرب بلدة جويا التي تبعد نحو 100 كلم عن بيروت.  وتبدو هذه القصور المنيفة في غير مكانها وسط بساتين الزيتون ومراعي الأغنام والمزارع المتداعية والطرق الترابية.  

ويقول لبنانيون من اهل المنطقة ان هذه القصور التي ما زال بعضها قيد الانشاء هي ملك مسؤولين من المستويات العليا والمتوسطة في حزب الله الذي أصبح لاعبا كبيرا في السياسة اللبنانية بفضل المال الايراني والدعم الذي يأتيه من مغتربين اثرياء وبعض الابتزاز السياسي في الداخل.  وأسهمت هذه المصادر في إثراء بعض الأفراد في جنوب لبنان حيث غالبية سكانه من الفقراء تاريخيا.  ولكن ايام الخير هذه انتهت على ما يبدو ، ومصادر تمويل الحزب من عائدات النفط الايراني أخذت تجف تحت وطأة العقوبات الغربية ضد ايران وهبوط اسعار النفط.  وتشير تقارير الى ان صادرات ايران النفطية انخفضت بنسبة 60 في المئة منذ عام 2011 فيما ارتفع عجز ميزانيتها الى 9 مليارات دولار.

لا رواتب

وكانت النتيجة ، كما يعترف مسؤولون في حزب الله ومراقبون قريبون منه ، إقدام ايران على خفض الدعم المالي الذي تقدمه الى الحزب بدرجة كبيرة.  وقال خليل ، وهو قائد عسكري في حزب الله طلب استخدام اسم مستعار ، "ان الكثير من اعضاء الحزب لا تُدفع رواتبهم إلا بعد تأخير طويل".  واضاف ان البعض يتسلم أقل مما كان يُدفع له في السابق.  

وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها حزب الله أزمة في السيولة النقدية.  ففي عام 2008 عندما هبط سعر النفط من 147 دولارا للبرميل في الصيف الى 32 دولارا في الشتاء واجهت ايران صعوبة بالغة في الحفاظ على مستوى دعمها المالي للحزب.  ويقدر محللون ان طهران خفضت تمويل الحزب بنحو 50 في المئة.  ولكن خليل أكد لمجلة نيوزويك ان التخفيض هذه المرة كان بنسبة حتى أكبر.  واضاف خليل محاولا ان يبدو متفائلا رغم الضائقة المالية التي تواجه حزبه "نحن معتادون على ظهور غيمة سوداء فوقنا وهذه الغيمة ايضا ستنقشع".

أوقات سيئة

ولكن أزمة حزب الله المالية ربما جاءت في اسوأ وقت يمر به.  إذ اعترف الحزب بحدوث اختراق أمني في صفوفه على أعلى المستويات بعد اكتشاف جاسوس اسرائيلي مدسوس في وحدة أمنية حساسة باعتراف الأمين العام للحزب حسن نصر الله نفسه.  ويُقدر ان جناحه العسكري فقد نحو 1000 مقاتل في سوريا.  وكلما ازداد تورط الحزب في الحرب السورية الى جانب قوات النظام اشتدت الضغوط على موارده المالية المتناقصة اصلا.  وقال المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ماثيو ليفيت لمجلة نيوزويك ان الصدمة النفطية هي اقسى صدمة شعر بها الحزب.

 شكاوى من مقاتلي الحزب في سوريا

ويُرجح ان تواصل ايران خفض تمويلها لحزب الله إزاء التوقعات باستمرار الهبوط في اسعار النفط على المدى المنظور.  ويمكن ان يثير نقص التمويل تذمرا واستياء بين مقاتليه في سوريا حيث بدأ البعض يجاهرون بشكواهم مشيرين الى معاناة اهلهم الذين يعيشون في قلق على ابنائهم وأخذوا يواجهون مصاعب متزايدة في حياتهم اليومية من جراء الأزمة المالية التي تواجه الحزب.  وقالت أم أيمن من الضاحية الجنوبية في بيروت ولديها ابن في السابعة عشرة يقاتل في سوريا ان حزب الله خفض اعاناته لذوي مقاتليه.  ونقلت مجلة نيوزويك عن أم أيمن قولها "ان عائلتنا تحصل الآن على نصف العناية الطبية والأدوية التي نحتاجها.  إذ كانت هذه تأتي كل شهر بدون مشاكل لكننا نعاني اليوم".  

أم أيمن ليست وحدها التي تعاني.  ففي غمرة الانتقادات المتزايدة لتورط الحزب في سوريا أدى نقص الدعم المالي الايراني الى تخفيض متواصل في الخدمات الاجتماعية التي يقدمها لقواعده والمدفوعات النقدية التي يخصصها لحلفاء سياسيين لبنانيين.  وبحسب القائد العسكري خليل ومصدر آخر قريب من حزب الله فان سياسيا درزيا متحالفا مع الحزب كان يتسلم 60 الف دولار شهريا من الحزب وهو اليوم يقبض 20 الف دولار فقط.  وذهب خليل والمصدر على السواء الى ان سياسيا لبنانيا آخر كان يتقاضى مخصصات شهرية تبلغ 40 الف دولار ولكن عليه الآن ان يقنع  بـ15 الف دولار.  

وقال الباحث ليفيت من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "اعتقد ان حزب الله يشعر بقلق بالغ.  فهو حين يضع نفسه في موقع الحزب الذي يلبي هذه الحاجات يتعاظم ما يكون منتَظَرا منه".

 

نصر الله والجليل… والكستناء

عماد قميحة/جنوبية/السبت، 17 يناير 2015  

لا شك ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يتمتع بمقدرة كلامية جاذبة، يأسر من خلالها المستمع ويأخذه الى عوالم مختلفة يصنعها بكلامته وحديثه الشيق، ولا يمكنك التفلت من حبائل كلماته الا بسلطان، فعندما يقول سماحته تجد نفسك مضطرا للاستماع الى قوله، وهذه الميزة غير متوفرة الا عند قلة قليلة من الناس.  بالرغم من ان العاصفة “زينة” قد لملمت خلفها اطراف ثوبها الأبيض، وأكملت هي مشوارها مرتحلة بعيدا عنا لا ادري الى اين، ولا اين قد حطت رحالها، إلا ان آثار زيارتها الميمونة إلينا، لا تزال حاضرة بشدة، فالحرارة المتدنية والصقيع الليلي على امتداد الوطن ما برح مقيما عندنا، وبه استطاعت صاحبتنا زينة من تقليص الفروقات بين جميع المناطق وصار الكل يعيش تحت الصفر او فوقه بقليل، متشاركا بذلك الساحل مع الجبل

 في هذه الأجواء الباردة. تحلو “البيتتة” في هذا الطقس وتصبح الصوبا بالقرى خصوصا، نجمة البيت الأولى، وبالاخص اذا ما تزينت بحبات الكستناء السمراء، شرط ان لا تكون صينية المنشأ، لان معاناة تقشيرها حينئذ تكاد تنسيك لذة طعمها، ولا بأس بالكستناء التركية بغض النظر عن موقفك من سياسات رجب طيب اردوغان لانها سهلة التقشير ولذيذة الطعم.

وعند اكتمال العدة واستقرار حالة الدفىء وبدايات فوح روائح الشواء يصبح البحث عن حديث السمر حاجة ملحة مكمّلة للسهرة ولضرورة ملء الفراغ الذي يخلفه طرد الصقيع من الغرفة، وبقدر ما يكون المحدّث لبقا والحديث شيقا وفيه مشحة قصصية من الخيال فيضفي على السهرة شيء من الجمالية المسرحية يتحول معها صوت الريح المتسرب من شقوق الشبابيك الى مجرد موسيقى تصويرية لطيفة وغير مزعجة.

قديما وفي مثل هذه السهرات يكون البطل فيها هو الجد او الجدة، وتكون القصص القديمة وحكايات البيدر والصيد والقضاء على الضبع الذي اكل دجاجات الضيعة او قصص عنتر بن شداد وروايات الحب بين أبو حسين وام حسين وكيف تعرفا على بعضهما وهي تملأ جرتها على العين فشال عنها ثقل ما تحمل فكانت بداية الحب، وما الى ذلك من اقاصيص ممتعة تكاد تنسيك واقع ما انت فيه وتأخذك الى عالم أخر غير عالمك فتمضي ساعات ثلاثة او اكثر بدون ان تدري، تماما كالشعور الذي ينتابك عندما تدخل الى قاعة السينما فتنطفأ الأضواء ويبدأ العرض لتغوص مع مشاهدة فيلم جميل وتعيش بعد ذلك في تفاصيل واقع مختلف وترتحل وانت على مقعدك الى أماكن بعيدة، لا تعود منه الا بعد عودة الانوار الى القاعة مع انتهاء الفيلم، وتبقى بعده للحظات معلقا بين الواقع الحقيقي والواقع والافتراضي قبل ان تستعيد نفسك. اشهد انني عشت هذا الشعور بدقة وانا استمع في تلك السهرة الكستنائية الى حديث سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله بالأمس، فلا شك ان للرجل مقدرة عظيمة في سرد الاحداث وفي خلق صور مشهدية رائعة، ذهبت معه الى البحرين الى اليمن والعراق.. ركضت في الغوطة الشرقية تحت الرصاص. شاهدت كل قيادات العالم وهي تستجدي بشار الأسد للبقاء بالسلطة، سمعت أصوات الاسرائيلين يولولون ويركضون الى الملاجئ، نظرت الى دموع باراك أوباما وهو يبكي على فشله الذريع، ولا انكر هنا أيضا انني شعرت براحة كبيرة بعد ان تأكدت من زوال خطر داعش واجرامه الإرهابي عن كامل المنطقة، حتى انني شاهدت أبا بكر البغدادي وعصابته مرمين على رمال صحراء الموصل.

ولأول مرة أيضا ومنذ سنوات، عدت اتلمس من جديد صواريخ المقاومة، ولا اخفي انه قد عاد بي الحنين الى أعوام خلت، وكم كانت دهشتي عظيمة وانا اقف بالقرب من “فاتح 110 مستذكرا لبرهة زمن 107 والغراد الجميل.

واروع ما كان في تلك السهرة الرائعة هي لحظة ان هممت بالدخول سيرا على الاقدام الى منطقة الجليل المحتل، متخطيا الأراضي اللبنانية من ناحية بوابة فاطمة على تخوم كفركلا، فما كادت تطأ قدمي تلك الأرض المقدسة حتى عاجلني (سامحه الله) صديقي الجالس بقربي بصوته وهو يصرخ في وجهي كي التقط حبة الكستناء، وهذا ما حدث فعلا، تناولتها من بين يديه وهو يقلبها ذات اليمين وذات الشمال، حتى ما احسست انا بسخونتها في يدي، عدت الى الغرفة سريعا فضاعت مني فرصة زيارة الجليل.

 

بازار الارهاب

الياس الزغبي/لبنان الآن

17 كانون الثاني/15

توسّع توظيف العمليّة الارهابيّة الأخيرة في باريس، على مستويات شتّى، خصوصاً ضمن صراعات الشرق الأوسط، وتحديداً في المثلّث السنّي - الشيعي - الإسرائيلي. وبلغت استخدامات العمليّة، في أحد وجوهها، مستوى المزايدة السياسيّة - الجهاديّة في الدفاع عن الاسلام ورسوله. وفي حين التزمت ضحيّة الارهاب، فرنسا، ووراءها أوروبا وأميركا والغرب عموماً، عقلانيّة التمييز بين الارهاب والاسلام، مع الاستمرار في التزام حريّة التعبير. وفي حين حرصت الدول العربيّة، مع تركيّا ودول إسلاميّة أُخرى، على إدانة الارهاب والتطرّف، وعدم تبرير أيّ ارتكاب شنيع باسم الاسلام، مع دعوتها إلى عدم بلوغ حريّة التعبير حدّ المسّ بقيم الدين ورموزه، وقد لاقاها بابا الفاتيكان إلى الموقف نفسه، بهدف انتزاع ذريعة القتل.

تفرّد المحور الذي تقوده إيران، من رأسه في طهران إلى أخمصه في لبنان، باستخدام الحدث في التوظيف السياسي على مستويَيْن متعارضَيْن:

- استخدام عمليّة باريس في ركوب موجة الحرب على الارهاب، ومحاولة تقدّم صفوف مكافحيه، إلى درجة تصوير هذا المحور نفسَه حامياً حمى الحريّات والديمقراطيّة والقيم الإنسانيّة، ورافعاً لواء العدالة وحقوق الإنسان، مع التشفّي الفظّ من الغرب بعبارات "نصحناكم" و"نبّهناكم" وهذه "بضاعتكم تُردّ إليكم وترتدّ عليكم، دعمتم الارهاب فاستقبلوه"! - الظهور بمظهر حامل راية الدين الاسلامي وكرامة نبيّه، في حفلة مزايدة سافرة، وسباق محموم مع شعارات المنظّمات المتطرّفة، من "القاعدة" إلى "داعش" والفروع.

وكان "حزب الله" سبّاقاً في الانزلاق إلى فضح هذه المزايدة. فقد سارع إلى استغلال ما نشرته "شارلي آيبدو" في إصدارها الأوّل بعد محنتها، كي ينشر بياناً رسميّاً شديد التوتّر الديني والمذهبي، يصل إلى حدّ التلويح المموّه بتكرار الاقتصاص منها، والقضاء على من بقي حيّاً من أسرتها. وهذا التهديد المبطّن يذكّر بال"أدبيّات" السياسيّة و"التكليفات الشرعيّة" لهذا الحزب وأوليائه، التي هدرت دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي وكلّ من تناول "الثورة الخمينيّة" بالنقد، وسفكت فعليّاً دماء كتّاب ومفكّرين ومثقّفين ومتنوّرين علمانيّين بالعشرات، ومعظمهم من الشيعة، لمجرّد رفضهم نظريّة ولاية الفقيه، وليس فقط بسبب النقد العقلي للدين.

إضافة إلى تصفية قيادات سياسيّة لا تماشي "محورالممانعة"، والردّ بالحرائق واجتياح مناطق محاذية للضاحية ك"بروفا" ل"7 أيّار"، لمجرّد الانتقام من رسم كاريكاتوري عن "سيّد المقاومة"، أكثر بكثير من الردّ على رسوم دانماركيّة عن النبيّ العربي، في المرحلة نفسها. فالأولويّة ل"نبي" الضاحية! كان "حزب الله"، ومعه نظاما الأسد وإيران، في حاجة إلى الرقص على الحبلَيْن: يزايدون من جهة على الغرب في إدانة الارهاب، وعلى السنّة من جهة ثانية في الدفاع عن الاسلام والمسلمين. رقصة مكشوفة لم تستطع بلوغ غاياتها.

فلا الغرب مخدوع ب"ديمقراطيّة" "جبهة الممانعة" وبراءتها من الارهاب، ولا السنّة مخدوعون ب"إسلاميّتها الطهرانيّة" وحرصها على الدين أكثر من 85% من مسلميّ العالم.

ولعلّ انكشاف لعبة المزايدة المزدوجة، دفع قائد "حزب الله" إلى توجيه البوصلة نحو مكان آخر، إسرائيل، مستعيداً الخطاب الخشبي عن الردّ على الهجمات الإسرائيليّة " في المكان والزمان المناسبَيْن"، وعن صواريخ نوعيّة ممّا تتوقّعه إسرائيل ولا تتوقّع، والاستعداد لاجتياح ما بعد الجليل!

إنّه الهروب إلى الأمام بعينه. فورطة "حزب الله" في سوريّا، لا تغطّيها المزايدة في الاسلام ولغة الارهاب، ولا الردح عن الصواريخ النوعيّة والجهوزيّة القتاليّة ضدّ إسرائيل، ولا زجليّات الحوار مع "تيّار المستقبل"، ومحاولة تصويره كأنّه الترياق للأمن والعصا السحريّة لحلّ مشاكل لبنان.

الكلام العاقل وحده يُنقذ "حزب الله"، ومعه لبنان. هذا الكلام العاقل والمنطقي سمعنا شذرات منه لدى مرجعيّات سنّية دينيّة وسياسيّة من بيروت إلى الأزهر والرياض، ومفاده أنّ التطرّف الديني (اللاديني فعلاً) المولّد للعنف، لا تُسقطه إلاّ قوى الاعتدال. الاعتدال وحده هو الحلّ.

إنّ تطرّف "حزب الله" في لبنان وسوريّا والبحرين وساحات أُخرى، يستجرّ التطرّف، ولا يستطيع التبرّؤ من مسؤوليته برميها على "شارلي آيبدو" في استخدامها الكاريكاتور بعد صدمتها، وكأنّ الارهاب الذي هو في صلبه بات معقوداً على ريشة رسّام!

بمعنى أوضح، إنّ التطرّف الشيعي يستولد تطرّفاً سنّياً، والعكس صحيح. فالارهاب دائرة مقفلة، وخروج "حزب الله" ووراءه إيران من التطرّف، يعالج الجزء الأكبر منه ويسهّل مكافحته.

فالضرورة تقضي بمكافحة التطرّفَيْن معاً، وفي آنٍ واحد.

وبالتحرّر من البازارات الثلاثة: المزايدة في الاسلام، وفي التهديد الورقي لإسرائيل، وفي دعم أنظمة الارهاب، بحجّة الحرب على الارهاب.

 

يا موارنة لبنان.. اتحدوا!

أسعد حيدر/المستقبل

17 كانون الثاني/15

مباشرة وبوضوح شديد، يستطيع الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع أن يبقيا مرشحين للرئاسة الى الأبد، لكن لن يُنتخب أحدهما في هذه الدورة رئيساً للجمهورية. لا يتعلق هذا الوضع القاسي لكليهما بنقص في الكفاءة أو الاستحقاق. القضية أن 8 آذار لا يمكنها إنجاح الجنرال وإيصاله الى قصر بعبدا، ولا 14 آذار كلها يمكنها إيصال الحكيم الى الرئاسة. في قلب هذه الاستحالة أن لا أحد يمكنه إلغاء أحد، مهما بلغت قوته. سقوط التوافق، يقيم المتاريس ويلغي لبنان. من المؤكد أن الجنرال والحكيم لديهما من الالتزام الوطني ما يكفي لعدم اغتيال لبنان. رغم ذلك يصرّان على الاستمرار في المواجهة. الجنرال يعتبر أنه ينتخب الآن أو لن يكون حتى مرشحاً للدورة القادمة. الى ذلك، يعرف الجنرال ويقولها علناً، «إن السعودية لا تريده وهو لا يعرف لماذا». والحكيم متأكد ويقولها علناً «إن إيران وضعت الفيتو عليه». رغم ذلك يتابعان المعركة. السؤال لماذا يتابعان هذه المعركة إذا كان كلُّ واحد منهما لا يحوز على الصوت اللبناني المرجح، والصوت الإقليمي الحاسم، في وقت يتعرض لبنان الى أقسى التجارب والامتحانات المصيرية؟

لبنان في خطر. العدو «الداعشي» اخترق الحدود. لا توجد ضمانات الى الأبد لحماية لبنان خصوصاً إذا لم يحمه اللبنانيون. العدو الخارجي يمكن مواجهته ولو مع كثير من الخسائر. العدو الداخلي أخطر وهو متمثل حالياً في الفراغ الرئاسي المستمر منذ 238 يوماً والمرشح للتمديد الى فترة غير محددة. بقاء لبنان ضروري للشرق الأوسط اليوم أكثر من أي وقت مضى. وبقاء المسيحيين وجوداً ودوراً ضروري للبنان أكثر من كل مراحله التاريخية السابقة. لبنان بلا المسيحيين يفقد «ملحه» و»عقله» المفتوح والمنفتح على الخارج. المسيحيون اللبنانيون نهضوا بلبنان ومعه المشرق. مراجعة بسيطة لما قدموه في مجالات العلم واللغة والثقافة والصحافة اللبنانية والعربية تكفي لتقدير أهميتهم..

الرأي العام المسيحي اللبناني يشعر بالمخاطر التي تهدد وجوده. النار التي دخلت الى «بيوت» اللبنانيين يعيشها المسيحي أكثر من غيره، لأنه يؤمن بأنه مستهدف وجودياً وليس فقط حضوراً ودوراً. ما يريده المسيحي اليوم ليس أكثر من المسلم، أي الأمن والاستقرار وانتظام عمل المؤسسات واستمرار التوازن الداخلي. لا يكفي أن يعرف اللبناني المسيحي ماذا يهدده وماذا يريد، كما اللبناني المسلم، وإنما أن يعمل على إخراج لبنان من الفراغ الرئاسي الذي سيتمدد حكماً ويضرب كل المؤسسات.

يُقال إن المسيحي خائف. هذا الخوف طبيعي أمام ما يجري في العراق. تعمل عائلات مسيحية بأكملها على تحضير جوازات سفر لأبنائها خصوصاً في الشمال، ليرتفع بذلك منسوب الهجرة الى أرقام قياسية. كل ذلك لا يعفي المسيحيين خصوصاً الموارنة: بدلاً من التحزب لمرشَحين خاسرين مسبقاً، ليتحدوا ويتقدموا نحو الدفع باتجاه الخروج من الفراغ الرئاسي.

الصوت الانتخابي الإقليمي، كان دائماً مهماً وحاسماً في انتخاب رئيس الجمهورية. فهل يجب انتظار اتفاق القوى الإقليمية وصدور توجيهاتها حتى يتم التوافق فالاتفاق على اسم الرئيس الذي ينهي الفراغ؟ كل ذلك في وقت لا يبدو هذا الاتفاق سريعاً، لأنه يجب أن ينضج على نار التوافق حول مستقبل سوريا والعراق واليمن؟ ماذا ينفع الجنرال والحكيم الاستمرار في المعركة، في وقت يكون فيه المسلم اللبناني ولأول مرة بحاجة لقرارهما للمحافظة على «البلد»؟ يمكن أن يقول كل منهما خصوصاً الجنرال ألف حجة وحجّة للاستمرار في المعركة، لكن كل الحجج تسقط أمام السؤال الكبير: خياركما الرئاسة أم لبنان؟ وحدة الموارنة، تنقذ لبنان.. انقسامهم يدفع لبنان الى الهاوية... لا علاقة لحكم القدر بذلك. إنه الواجب الذي لا يمكن بعده أن يُقال أرادوا تهجيرنا.. كل ما في الأمر أنهم نفذوا بإرادتهم واختيارهم إرادة «الداعشيين» وغيرهم.

 

هل انتهى فعلاً زمن التفرّد بالقرارات في «التيار الحر»؟

جورج حايك

بعد عشرة أعوام على تأسيس «التيار الوطني الحر»، لم يتوقّف النقاش في التحوّلات التي شهدَها في بُنيته التنظيمية والقيادية والسياسية. وقد نشَأ عن هذا الوضع، قيادات وكوادر معارضة من رفاق درب العماد ميشال عون، بعضُهم أصبح خارج «التيار» لاقتناعه بانحرافه عن الثوابت والمبادئ والبيئة الحزبيّة الصحّية التي تتخطّى الحلقة الضيّقة من القريبين إلى العمل الديموقراطي الحقيقي، وبعضُهم الآخر لا يزال ناشطاً داخل «التيار» مؤمِناً بتصحيح الأخطاء والانحرافات، إنْ وُجِدَت، بالعمل الداخلي والمعارضة البنّاءَة وتطوير الأداء الحزبي. وتبدو هذه المجموعة راضيةً عن الإنجازات في ما يتعلق بشفافية العمل الحزبي من خلال ما توَصّلت إليه في النظام الداخلي الجديد. وما كانت الرسالة التي وجَّهها إبن الشقيق الأكبر لرئيس التيّار نعيم عون منذ بضعة أشهر إلّا تعبيراً عن التململ الذي كان سائداً قبل أن تُعالج بعد إقرار هذا النظام، فهدأت الأمور داخلياً نسبياً، وباتت العِبرة في التنفيذ. ليس سهلاً ما شهدَه «التيار الوطني الحر» من انشقاقات وخروج عدد كبير من مؤسّسيه وقياداته وكوادره، بشكل تصاعدي منذ عودة العماد ميشال عون، وانعطافته السياسية التي تجَلّت في محطات عدّة أبرزُها «ورقة التفاهم» مع «حزب الله» التي لم يطبَّق أيّ بند منها، والتخَلّي عن «الكتاب البرتقالي»، إضافةً إلى إشكالية الانفتاح على النظام السوري وزيارات عون إلى سوريا وغيرها. ويقول المحامي لوسيان عون الذي كان عضواً سابقاً في اللجنة التأسيسية لـ»التيار» قبل أن يُقرّر الانسحاب منه نتيجة تغيّرات «الجنرال»: «هناك تفرُّدٌ حصلَ، إذ كنّا نعمل عام 2005 لتأسيس حزب يفتح الطريق أمام مسار ديموقراطي حزبي، شريف ونظيف وبَعيد من المحاصصة ومن التفرّد بالقرارات، وقد نظّمنا آنذاك ندوات عدّة لوضع نظام للتيار وميثاق له، إلّا أنّنا فوجئنا بالعكس». يأسَف المحامي عون لوقوع قيادة «التيار» في فخّ المحسوبيّات والعائليّة: «يضعون القريبين في مراكز القرار، ويُبعِدون كوادر كثيرة كانت من مؤسّسي «التيار». ووفقَ علمي، أصبح ما لا يقلّ عن 120 من الأعضاء المؤسّسين خارج حلبة التيار، ولا تزال الساحة الحزبية الداخلية تتخبّط في نزاعات مستمرّة».

نظام داخلي وبيئة ديموقراطية

مصدر في «التيار الوطني الحر» لم ينفِ حصولَ بعض الانحرافات على مستوى التطبيق والممارسة، إلّا أنّه يؤكّد: «بعض الشخصيات التي كانت منضوية سابقاً في «التيار» تسعى إلى لعِب أدوار أكبر من أحجامها الحقيقية، ونحتاج إلى سلسلة مقابلات وأبحاث لتحديد ما إذا كان حصلَ تفرّد بالقرارات أم لا. ما يتحدّثون عنه ينتمي إلى مرحلة سابقة، إذ استقامت الأمور بعد إقرار النظام الداخلي الجديد، ونتحدّى أيّ شخص يعتبرُه مفصّلاً على قياس عائلي أو ما شابَه»، سائلاً: «كيف يكون ذلك في وقت يقرّ النظام بانتخاب الرئيس ومنسّقي الأقضية من القاعدة. نحن وفّرنا كلّ ما يسمح بممارسة ديموقراطية، فأين الخطأ الذي يتكلّمون عنه؟». على رغم صدور هذا النظام، لم يحاول أحد من «العونيّين» السابقين مناقشتَه، ربّما لفقدانهم الأملَ والثقة بجدوى المحاولات التصحيحيّة من الداخل، في ظلّ أداء عون المريب على صعيد الممارسة الداخلية داخل «التيار». ويقول لوسيان عون: «نحن غير معنيّين بهذا النظام. فـ»التيار» بتنظيمه الحالي لا يشبه «التيار» الذي ناضلنا فيه قبل 2005، وكلّ ما حصل لاحقاً لم يعُد يعنينا، لأنّنا لا نزال نعمل تحت شعارات «التيار» الحقيقية التي تنسجم مع تاريخه قولاً وفعلاً».

الهواجس زالت

لا يقفُ بعض المشاكسين داخل «التيار» مع الخارجين منه، على مساحة واحدة للنقاش، والاختلافُ بينهما تجاوز النظرة إلى النظام الداخلي والتطبيق إلى التحوّلات السياسية الكبيرة التي انتهجَها العماد عون. أمّا الكوادر والقيادات التي تُبدي من وقت إلى آخر انتقادات معيّنة، فلم ترتقِ في معارضتها للجنرال والمحيطين به في الحلقة الضيّقة، إلى مستوى معارضة خياراته الاستراتيجيّة في الأداء السياسي العام ومناقشته في تمسّكه بمبادئ «التيار» الأساسية، وركّزَت على رفض الوراثة والمسائل التنظيمية، وما إنْ توصّلت إلى اتّفاق على النظام الداخلي الجديد، توقّفَت معارضتها عند هذا الحدّ. وتقول مصادر من «التيار» كانت معنيّة بالاحتجاج: «العمل الحزبي السياسي يحتاج إلى نفَس طويل، ويمرّ بمراحل ومحطات، وهنا بيتُ القصيد. فمرحلة إقرار النظام الداخلي مهمّة جداً ولها مدلولات ومعاني. وما توصَّلنا إليه بمضمونه لا يختلف عن أيّ مضمون نظام حزبي في العالم. ونحن نتكلّم عن الجانب القانوني، أي إنّه يخلق مساحة ديموقراطية كبيرة في العمل الحزبي، والقول إنّه فُصِّلَ على قياس عائلي، فهذا أمرٌ مرفوض. لكنّ هذا لا يعني أنّ النجاح في تطبيق هذا النظام حتميّ. ما يمكننا قوله إنّ اللعبة الديموقراطية مؤَمّنة داخل «التيار» لكلّ القيادات والكوادر والمنتسبين بصرفِ النظر عن الانتماءات العائلية لإثبات أنفسِهم، وليقلْ لنا مَن ينتقد نظام «التيار»، هل ينتمي زياد عبس، مثلاً، إلى عائلة الجنرال؟ إذاً كيف فرضَ نفسَه في العمل الحزبي؟ هناك قيادات وكوادر بات لها شأنٌ داخل «التيار» وليست من العائلة».

صيغة «القيادة الجماعية»

خلال البحث في النظام الداخلي، اقترحَ بعض قياديّي «التيار الوطني الحر» فكرة القيادة الجماعيّة التي تؤمّن استمراريته بعد رحيل مؤسّسه ورئيسه ميشال عون، لكنّ الخارجين من «التيار» رأوا في هذا الاقتراح خطوةً فولكلورية لن تؤدّي إلى نتيجة. ويوضح لوسيان عون: «بكلّ ضمير وشفافية، ارتكبَ «الجنرال» أخطاءً سياسية تاريخيّة كبرى، تمَثّلت في عدم تأسيسه حزباً يستمرّ من بعدِه. وأنا أقول إنّ عمرَ «التيار» سيكون من عمر «الجنرال» بكلّ بساطة. لقد رافقتُه من العام 1989 وحتى 2006، بعدَها استقلتُ لأنّه ألصقَ اسمَ «التيار» باسمه، لذلك يأتي الحديث اليوم عن القيادة الجماعية بلا جدوى، بل أرى أنّ هذه الصيغة ستأخذه إلى أبعد نقطة من الانقسام. على أيّ حال، أنا أشكّ في أن يتنازل العماد عون عن أيّ من صلاحياته». من جهتها، تبدو مصادر «التيار» راضيةً عن الصيغة التي أرساها النظام الداخلي لتنظيم ما يسمّى القيادة الجماعية، وتقول: «على عكس ما يُروّج البعض، لم تعُد الصلاحيات في يد شخص واحد، لقد وَزَّع النظام الصلاحيات على ثلاث قوى: رئيس «الحزب» والمكتب السياسي والمجلس الوطني، وبات هناك تفاعلٌ بين ثلاث مرجعيات».

المعارضون نحو حزب آخر

فَقَدَت بعضُ القيادات التي ساهمَت في تأسيس «التيار» ومِن بينها المحامي لوسيان عون، أملَها في إمكان تصحيح المسار، فيؤكّد: «حاولنا كثيراً بعد العام 2005 تصحيحَ المسار، لكنّ المحاولات كانت تبوء بالفشل، ولم تكن تلاقي آذاناً صاغية، وربّما يعمّر «التيار» أعواماً طويلة وربّما لن يعمّر. لكنّنا نأسَف لأن يذهب نضالنا هباءً، ولم نكن نتمنّى أن نصلَ إلى هذا الوضع، ونحمّل المسؤولية إلى بعض الأشخاص الذين أوصلوا «التيار» إلى حاله الراهنة. أمّا نحن المؤسّسون والقيادات الذين رافقوا «الجنرال» من اليوم الأوّل، فنسعى إلى الحفاظ على الروحيّة الأصليّة والفكر السياسي والشعارات التي انبثقَ منها «التيار»، وقريباً ستشهدون ولادةَ تجَمُّع أو حزب يحمل هذا التفكير والشعارات ويصونها». أجواءٌ أخرى تتحدّث عنها مصادر «التيار» بعد صدور النظام الداخلي، فتُشدّد على «أنّ الديموقراطية وحرّية التعبير مصانتان داخل «التيار»، ويمكن لأيّ كان التعبير عن مواقفه المؤيّدة للسياسة العامة في الحزب رفضاً أو قبولاً، لكن يمكن أن يُقال إنّ الممارسة تحتاج إلى مرونة أكثر من القيادة، لكن بذلك نتكلّم عن عالم مثاليّ وأفلاطونيّ. فالجنرال يتمتّع بحسّ ديموقراطيّ في عمقِه وإلّا ما كان لهذا النظام أن يُبصر النور، والأمور ليست سيئة كما يحاول أن يظهرَها البعض، علماً أنّه لا يتحمّل وحدَه وِزرَ الأخطاء التنظيمية والإدارية في الأداء، وبتشجيعِه على وضع النظام وإقراره والبَدء بتنفيذه، وجَّه رسالةً إلى الجميع بأنّه يبني مؤسّسة بكلّ ما للكلمة من معنى». تبدو القيادات والكوادر الحاليّة لـ»التيار» مطمَئنة إلى مصيره بعد المباشرة في تنفيذ النظام الداخلي، ويقول المصدر: «وضعنا المدماك الأساسي للّعبة الديموقراطية، لكنّ احترامها أو عدم احترامها فتلك مسألةٌ أخرى، وما فعلناه يحتاج إلى أن يحتضنه أبناء «التيار». أمّا أيّ انقسامات ومتاريس داخلية قد نشهدُها غداً، فلا علاقة لها بالنظام بحدّ ذاته». وفي اتصال مع نعيم عون للسؤال عن وضع «التيار» بعد إقرار النظام الداخلي، يجيب: «بَرهَنَ «الجنرال» أنّه يسعى جدّياً لإقامة الديموقراطية داخل الحزب بهدف فتحِ أفقٍ للاستمرار نحو المستقبل، ويبقى على أبناء «التيار» أن يثبتوا أنفسَهم، ليتمكّنوا من ضمان مستقبلهم، والممارسة الديموقراطية تقع على كاهلهم. بمعنى آخر، لقد قام «الجنرال» بواجبِه وأكثر، والباقي عليهم».

 

حزب الله يوجه رسائل غير مباشرة الى اميركا

اكرم عليق/جنوبية/ السبت، 17 يناير 2015  

حديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للميادين عن الإستعدادات لتحرير الجليل ما هو إلا قنبلة صوتية يُراد للولايات المتحدة الأميركية ان تسمعها جيداً..

لا نتجنى على حزب الله ولا نكشف سراً حين نشير اليه كفصيلٍ ايراني قبل اي شيءٍ آخر..

في واقع الحال لا يُفوت الحزب مناسبةً الا ويفاخر فيها بانتمائه العضوي الى ولاية الفقيه ليس بالمفهوم الديني وحسب وانما بكون هذا الاخير “المالك الحصري لقرارات السلم والحرب” كما قالها بالحرف السيد حسن نصرالله وبالصوت والصورة..

على العكس من ذلك، لعلنا نظلم حزب الله حينما نتحدث عنه كفصيلٍ لبنانيٍ صرف وتحميله اكثر مما يحتمل رغم “ضخامة” حجمه كرأس حربة ايرانية!

يحدث -بالمقابل- ان نظلم “المقاومة” حين نحشرها بمناسبةٍ وبغير مناسبة في كل شيء إلا ما هو مقاومة!

من هنا فإنه من نافل الملاحظة ان ما جاء في مقابلة الامين العام للحزب من تهديدات ورفع صوت بالامس انما حصل بوحيٍ مباشر من الضائقة الخطيرة التي تعاني منها ايران وذلك بفعل “مؤامرة” تدهور اسعار النفط!

حزب الله يلعبها “صولد”..

فعلها عام ٢٠٠٦ في ذروة الضغوطات الغربية على ايران بسبب مشروعها النووي

 ثم خرج السيد نصرالله في ٢٨ آب من العام نفسه ليقول عبارته الشهيرة: “لو كنتُ اعلم”!

الحديث بالأمس عن الإستعدادات لتحرير الجليل ما هو إلا قنبلة صوتية يُراد للولايات المتحدة الأميركية ان تسمعها جيداً ليس اكثر إذْ كيف يعقل ان “يكشف” حزب الله خطته هذه فيما استمر الحزب بالرصد والتخطيط اشهراً طويلة وبسرية مطلقة (ودائماً على لسان السيد نصرالله في مقابلته مع تلفزيون الجديد) واستخدم “عنصر المباغتة” الذي أمَّن “نجاح” عملية خطف الجنديين الصهيونيَين في تموز 2006 !؟

ما ندرجه طي هذه المقالة لا يعدو كونه مجرد وقائع موثقة وما الإضاءة عليها اليوم إلا لبعض اوجه الشبه في ما بين الأمس واليوم!

هذه المرة: “هل نعلم” !؟

 

اخفاق سـياسـي يقابــل الانجـــازات الامنيـــة النوعيـــة

حـوارات الداخـــل تثبت الاسـتقرار ولا تمهــد للرئاســـــة

عين الحلوة تحت المجهر والحكومة توضح موقفها الرسمي من البحرين

المركزية- أقفل الاسبوع الامني على حزمة من الانجازات النوعية أعادت تلميع صورة الاجهزة التي أثبتت قدرة فائقة في رصد الارهاب وتفكيك شبكاته اذا ما توافر لها الدعم السياسي واللوجستي، فيما بقي الجمود السياسي على حاله من دون انجازات لا بل سجل تراجعا على مستوى انعكاسات التعقيد الاقليمي الذي تظهرت مفاعيله سريعا على جبهات التعطيل الداخلي وفي شكل خاص في الملف الرئاسي الذي يخشى ان يكون ربط ارتباطا عضويا بملفات وازمات المنطقة الطويلة الامد.

تثبيت الاستقرار: واوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان عودة الامور الى دائرة التأزم على المستوى الاقليمي وارتباطات بعض القوى السياسية في الداخل اللبناني بالاجندات الخارجية بدد الآمال المعقودة على امكان ان تنتج الحوارات الثنائية الاسلامية او المسيحية توافقا على الاستحقاق الرئاسي، بحيث لم يعد ينتظر منهما اكثر من تنفيس احتقان هنا وتطبيق خطة امنية هناك وكسر جليد بين هذا الطرف او ذاك وتحصيل بعض الحقوق والمكاسب السياسية لطوائف تعتبر نفسها مهمشة في ادارات الدولة. وتقول ان جلسات الحوار التي بلغت الثلاثة امس بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" تتخذ طابع المعالجات الامنية وتثبيت الاستقرار في الداخل اللبناني خشية انهياره وهي لم تقارب بعد الملف الرئاسي ليس لعدم الرغبة في القفز فوق القوى المسيحية كما يشاع، على رغم الحرص لا سيما من جانب تيار "المستقبل" على ترك خيار الرئاسة للمسيحيين، انما لكون الرياح الايرانية لم تلفح بعد لبنان ايجابا ولا اطلقت اشارات الضوء الاخضر لفك ارتباط ورقة رئاسته بأوراق الازمات والمصالح الاقليمية، وهي غير مستعدة بحسب ما يبدو على الاقل، للتنازل عن هذه الورقة الضاغطة من دون مقابل.

تغطية الفراغ: واشارت المصادر الى ان لبنان من اكثر البلدان التي تتأثر بالتعثر في المفاوضات النووية الايرانية، وسط ارتفاع منسوب قلق طهران من عجز الادارة الاميركية عن الالتزام بما تعهدت به لجهة ازالة العقوبات قبل التوقيع النهائي على الاتفاق النووي من جهة وعدم الاعتراف بدورها والتعاطي معها دوليا كشريك اساسي في منطقة الشرق الاوسط عموما وملفات العراق وسوريا وغيرها من الدول خصوصا من جهة ثانية، وتبعا لذلك، رأت المصادر ان حواري الحزب والمستقبل والقوات والتيار الوطني الحر، ليسا سوى لتغطية الفراغ الرئاسي وملء الوقت الضائع وتحصين الوضع الامني في ضوء اجماع وتقاطع مصالح لدى مختلف القوى السياسية عند نقطة عدم المغامرة امنيا او سياسيا، بعد دخول لبنان باقرار كبار المسؤولين فيه، دائرة الخط الاحمر التي كانت دول القرار الفاعلة والمؤثرة تحذر من ولوجها. وادرجت رفع الغطاء السياسي عن المخلين بالامن والسماح للاجهزة بتنفيذ عملياتها، ان في سجن رومية حيث تمكنت من انهاء اسطورة المبنى "ب" او في توقيف قاتلي الشاب أيف نوفل في كفرذبيان في اطار هذه المصالح، معتبرة ان أقصى قدرات القوى السياسية الداخلية تقف عند هذا الحد حتى لو توافرت النيات والرغبات، ذلك ان قرار تحويلها الى واقع، يصطدم بارتباطاتها الخارجية ويمنعها من احراز تقدم ولو لخطوة واحدة نحو انجاز الاستحقاق الرئاسي.

الحفاظ على الستاتيكو: وفي السياق، نقل زوار بعض العواصم الغربية اخيرا اجواء تؤشر الى ان المسؤولين في الدول الاوروبية والغربية ينصحون اللبنانيين بوجوب الابقاء على الستاتيكو القائم راهنا، اقله على المستوى الامني في لبنان في انتظار ما قد يحمله الشهران المقبلان من تطورات تتصل بالملف النووي الايراني واللقاءات والمؤتمرات الدولية والحراك الاوروبي عموما والمبادرة الفرنسية خصوصا لجهة امكان احراز الخرق المرجو لنقل لبنان من مرحلة الشغور و"التخدير" الموضعي الى مرحلة استعادة القرار والدور المفقود، واشاروا الى ان مجمل هذه التحركات لا بد الا ان يثمر نتائج ايجابية ولئن ليس في وقت قريب، علما ان فرنسا تبدو مصرة على وصول مهمة مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية جان فرانسوا جيرو الى خواتيمها السعيدة، وهو سيتوجه مطلع الاسبوع الى الفاتيكان حاملا حصيلة مشاوراته في كل من طهران والمملكة العربية السعودية، على ان يحدد في اعقاب هذه الزيارة موعد زيارته لبيروت، اضف الى ان اتصالات مكثفة تجري بين عدد من العواصم الغربية وطهران، بعيدا من الاضواء، قد تكون لها فاعلية في مجال حلحلة عقدة الرئاسة اللبنانية وفصل لبنان عن ازمات المنطقة. ولم يستبعد الزوار المشار اليهم ان يكون لمصر في المرحلة المقبلة دور في الملف اللبناني من خلال علاقاتها الجيدة مع العواصم المؤثرة لاقناعها بالتخلي عن استخدام لبنان في المصالح الاقليمية.

توقيع بروتوكول الهبة: في الاثناء، يدخل الاتفاق الثلاثي السعودي - الفرنسي – اللبناني لتسليح الجيش من ضمن هبة الثلاثة مليارات السعودية حيز التنفيذ خلال مدة غير بعيدة لن تتعدى الشهرين، في ضوء توقيع الجانب السعودي بروتوكول الاتفاق ليبدأ تصدير المعدات العسكرية الى لبنان. وافادت المعلومات الواردة في هذا السياق ان اول دفعة من هذه الاسلحة ستكون طائرات عسكرية طلبتها قيادة الجيش.

ازمة البحرين: وسط هذه الاجواء، استمرت مفاعيل الازمة التي تسببت بها مواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ازاء مملكة البحرين حاضرة في مجال المعالجات السياسية الداخلية في ضوء مخاوف من امكان انعكاساتها الواسعة على الرعايا اللبنانيين في بعض دول الخليج. وأوضح رئيس الحكومة تمام سلام ان ما صدر بحق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي للبنان الحريص على عدم التدخل في شؤون أي دولة. وسألت "المركزية" وزير الدولة للتنمية الادارية نبيل دو فريج عما ستفعله الحكومة ازاء المستجد، فقال انها لن تتدخل في القضية، الا اذا اثارها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لان الطابة في ملعبه، وان لم يفعل او لم يتخذ موقفا منسجما مع كل اعضاء الحكومة سنتدخل ونطلب توضيحا. واكد ان ليس على الحكومة ان تعتذر ما دامت ليست من اطلق المواقف، مشيرا الى ان على الوزير باسيل ان يطلب من السفراء المعتمدين في دول الخليج التوضيح ان كلام نصرالله لا يعبر عن موقف الحكومة. واعرب عن اعتقاده ان التدابير التي قد تتخذها هذه الدول قد تطال منتمين الى الحزب ولن تشمل كل اللبنانيين.

عين الحلوة: من جهة ثانية، وفي اعقاب عملية سجن رومية برزت حركة تململ في اوساط الاسلاميين في عين الحلوة، واعربت مصادر مطلعة على اجواء المخيم عن خشيتها من تطور امني فيه، بعد النقمة التي عبر عنها هؤلاء ولا سيما ضد مواقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي وجه اليه امين سر القوى الاسلامية في المخيم الشيخ جمال الخطاب في اعتصام جماهيري، انتقادات على خلفية عملية رومية معلنا ان الطائفة السنية بريئة منه ومذكرا بان من كان قبله لم يفعل مثل هذه الفعلة باهل السنة". ولم تخف المصادر قلقها من حصول مواجهة في المخيم قد تنتهي الى ما انتهت اليه مواجهات نهر البارد.

 

الاستخبارات الايرانية حولت لبنان محطة اقليمية لنشاطاتها وتحركاتها لخدمة الاستراتيجية الفارسية!  

*نشاطات كثيفة لكبار ضباط الاجهزة الامنية الايرانية

*الاستخبارات الايرانية تصطاد عملاءها من الشباب والعاطلين عن العمل

*تحرص الاستخبارات الايرانية على اختراق المناطق السنية وعمدت الى دعم عائلة معروفة في طرابلس شاركت في تأجيج الصراع بين التبانة وجبل محسن

*تشكيل قوة ضاربة برئاسة مصطفى. ش مؤلفة من 146 عنصراً يقيمون في المريجة والنبـي شيت والهرمل

 خاص- الشراع/16 كانون الثاني/15

 تؤكد اوساط امنية ((دبلوماسية)) في دردشة مع ((الشراع))، ان لبنان بات ساحة استخباراتية ناشطة لعدد من الدول العربية والغربية، وأكثر من صندوق بريد تستخدمه ايران لإيصال رسائلها في خضم الصراعات الاقليمية والدولية.

وتحاول ايران ان تستخدم الساحتين اللبنانية والسورية كمنصات ومحطات لتحركاتها ونشاطاتها العسكرية والامنية التي تخدم المصالح والاستراتيجية الفارسية وما حزب الله الا نموذجاً عن النفوذ العسكري الايراني في لبنان، دون إغفال كونه لواء من ألوية الحرس الثوري الايراني.

وتشهد بيروت نشاطات مكثفة لكبار ضباط الاجهزة الامنية الايرانية، التي تمكنت من إنشاء فروع في لبنان للأجهزة الاستخباراتية في ايران، التي تعمل بمعزل عن أجهزة استخبارات حزب الله، ولها قياداتها ومراكزها وشققها السرية في اكثر من منطقة في لبنان.

اطلاعات.. ((والموساد))

ووفق المصادر ان الاستخبارات الايرانية الخارجية ((اطلاعات))، تعتبر من ابرز الأجهزة الناشطة في لبنان، والتي تتفوق على نظيراتها الاميركية والفرنسية والاسرائيلية. وبرأي احد الخبراء الامنيين، ان الاستخبارات الايرانية لا تختلف في نشاطاتها وتحركاتها عن انشطة وطريقة عمل جهاز الموساد الاسرائيلي، فهي في تاريخها ومنذ ايام شاه ايران تعمل وفق منهجية ومدرسة الموساد الاسرائيلي الامنية، وحسب ما ذكره الكاتب ستيفن غرين، في كتابه ((بالسيف))، ان المسؤول الصهيوني اوري لوبراني اشرف خلال عمله الدبلوماسي والامني في ايران في عهد الشاه في السابق على تدريب جهاز السافاك الايراني، وبعد خلع محمد رضا بهلوي ومجيء حكم الامام الخميني في ايران بقي النهج الامني نفسه لدى الاجهزة الاستخباراتية الايرانية، متبعاً في عهد الخميني ولم يتغير من طريقة عمل هذه الاجهزة ومناهجها الامنية الا اسمها الذي تحول من (سافاك) الى (فافاك).

لبنان .. محطة اقليمية

 وحسب الاوساط انه ومنذ اندلاع الثورة في سورية في منتصف شهر آذار/ مارس 2011، اعتبرت الاستخبارات الايرانية لبنان محطة اقليمية اساسية لها، فعمدت الى تعزيز حضورها فيه من خلال اختراقاتها لعدد من الاحزاب الحليفة، في قوى الثامن من آذار، واستخدام المال لشراء ذمم عدد من السياسيين ورجال الدين الشيعة والسنة والدروز والمسيحيين، ودعم اندية وجمعيات ومؤسسات ثقافية واعلامية واجتماعية في طول البلاد وعرضها، مقابل استغلال كل هذه الشخصيات والمؤسسات في انشطتها الامنية والسعي لتكريس المفاهيم والثقافة الفارسية، من خلال معارض الانتاج الايراني ومعارض الكتب، وافتتاح فرع للمستشاريات الثقافية الايرانية في عدد من المناطق اللبنانية.

اصطياد العملاء

 وحسب المصادر فإن الاستخبارات الايرانية تلجأ الى اصطياد عملائها من بين الشباب العاطلين عن العمل، وخصوصاً من ابناء طوائف السنة والدروز والمسيحيين، اضافة الى العملاء العقائديين من الشيعة.

وتعمل الاستخبارات الايرانية على غسل دماغ (العميل)، من خلال اخصائيين نفسيين اتقنوا طريقة الاقناع والتأثير على الاشخاص. وتركيز الاستخبارات الايرانية على ابناء الطائفة السنية هدفه إبعاد الشبهات عن عملائها.

وأكدت تقارير امنية غربية، اطلعت عليها ((الشراع))، ان الاستخبارات الايرانية تمكنت من تشكيل فريق عمل امني موسع في لبنان، يضم اعلاميين وناشطين اجتماعيين وفي مؤسسات لحقوق الانسان، ويتولى إدارة هذا الفريق عقيد ايراني يدعى محمود .ن، الذي يقيم بصورة دائمة في مقر السفارة الايرانية في الجناح في بيروت، ويشرف على عقد اجتماعات مساء كل خميس مع مسؤولي خلايا الاستخبارات الايرانية في المدن والمناطق اللبنانية، والذين هم من الاطر الفاعلة في حزب الله، ويطلق على كل مندوب صفة (الرابط)، الذي يقوم بجمع التقارير والمعلومات من الخلايا التي يديرها في نطاق منطقته، وحملها للاجتماع العام الذي يعقد في السفارة كل يوم خميس من كل اسبوع.

مقرات سرية

 وعززت الاستخبارات الايرانية من حضورها في المناطق اللبنانية من خلال مقرات سرية مزودة بأجهزة تنصت ورصد وتشويش متطورة، وأبرزها:

1- مقر في منطقة رياق - علي النهري على طريق عام رياق بعلبك والذي يبدو انه من المقرات الكشفية وهو برئاسة الايراني (وحيدي).

2- مقرات في مدينة بعلبك، والهرمل والعين في البقاع الشمالي.

3- في مناطق صور والنبطية وبنت جبيل.

4- مقر في منطقة الغازية برئاسة مسؤول امني في حزب الله، يدعى ا.م.ح. وهو ينسق بشكل دوري مع مسؤول امني ايراني، يتردد الى الجنوب اسبوعياً.

اختراق المناطق السنية

 وتحرص الاستخبارات الايرانية، خلال نشاطاتها وتحركاتها، على اختراق المناطق السنية، وعمدت الى دعم أبناء عائلة معروفة في طرابلس بالمال والسلاح للتحرك والعمل داخل المجتمع الطرابلسي وزرع الفتن والانشقاق، وشارك بعض من هؤلاء في تأجيج الصراع ما بين التبانة وجبل محسن.

وفي منطقة بعلبك تدعم الاستخبارات الايرانية تحركات وتجمعات ولقاءات تضم مشايخ وفعاليات سنية، بغية السعي للإمساك بهذه الساحة لغايات انتخابية نيابية وبلدية لصالح حزب الله.

القوة الضاربة

 على الرغم من تواجد عسكري مكثف لقوات من الحرس الثوري الايراني في لبنان وسورية، وإقامة معسكرات ومقرات تابعة للحرس في مناطق في البقاعين الشمالي والغربي، فإن للاستخبارات الايرانية في لبنان ما يشبه القوة الضاربة، التي تضم لبنانيين وإيرانيين برئاسة الضابط الايراني مصطفى محمود .ش، ويصل عدد أفراد هذه القوة الى حوالى 146 عنصراً، يقيمون في عدة مراكز سرية في بيروت في منطقة المريجة، وفي البقاع في النبي شيت، والهرمل، وتقوم الاستخبارات الايرانية بإرسال مجموعات وسرايا وخلايا للتدرب في ايران، وهي مجموعات انشأتها في لبنان وسورية، من عناصر شيعية وسنية ودرزية وعلوية، ومن أحزاب وتنظيمات تدور في فلك قوى 8 آذار/مارس، يترأس بعضها ضباط متقاعدون ومسؤولون ميليشياويون سابقون. وحسب المعلومات ان التدريبات تجري في عدة معسكرات للتدريب في ايران ومنها:

معسكر الامام علي شمالي طهران – باشراف الضابط الايراني مهدي زركلي .

• معسكر في محافظة طهران قرب مقبرة بهشت زهراء، وجرى وضع لافتة على مكان المعسكر على أساس انه معمل للبطاريات بإسم ((Battrey Snap)) برئاسة هيئة من المدربين العسكريين الايرانيين أبرزهم العقيد محمود ساجدي (أبو حسن) وهو كان في لبنان عام 1990 في منطقة النبي شيت- في البقاع الشمالي.

• معسكر ابو الفضل العباس- في منطقة الحيدري على الحدود الايرانية – الافغانية، برئاسة العميد حسين شهرودي اجانتي.

• معسكر بهشتي في محافظة كرمنشاه.

• معسكر سنندج.

• معسكر سري لتدريب عناصر من تنظيم القاعدة سبق وان لجأوا الى ايران خلال العمليات الاميركية، ويشرف على هذا المعسكر ضباط من الاستخبارات الايرانية، ويتم إعداد المقاتلين من القاعدة سابقاً في هذا المعسكر وتدريبهم وغسل أدمغتهم واستخدامهم في مهمات وعمليات سرية بإسم تنظيم القاعدة.

والمعروف ان هذه المعسكرات الايرانية تخضع مباشرة لإشراف وزير الدفاع الإيراني وزير الاستخبارات الإيرانية حيدر مصلحي، وعدد من كبار القيادة العسكرية الايرانية.

تمويل وكالات وجمعيات

 ووفق المعلومات فإن الاستخبارات الايرانية لم تكتف بالدعم العسكري والنشاط الامني، بل امتدت انشطتها الى مختلف المؤسسات، حيث تمول هذه الاستخبارات وكالات ومراكز دراسات وأبحاث واندية ومنتديات، وانشأت مؤسسات صناعية وتجارية في لبنان بأسماء لبنانيين من حزب الله لاستخدام هذه المؤسسات في عمليات تبييض وغسيل الاموال، وفي تحويلات مالية لخدمة الانشطة الاستخباراتية الايرانية في لبنان وسورية.

تقارير أوروبية

 وفي تقرير أمني لجهاز أوروبي، ان مسؤولين في الاستخبارات الايرانية يترددون باستمرار الى لبنان هذه الايام، ويعقدون لقاءات واجتماعات في مبنى شورى حزب الله في الضاحية الجنوبية، في إطار خطة أمنية ايرانية تقضي بتغييرات في مختلف أقسام أجهزة الاستخبارات في حزب الله، الذي بات عرضة للاختراق من قبل عدة اجهزة غربية وعربية وإسرائيلية خاصة بعد اكتشاف عملية اختراق أمنية داخل استخبارات حزب الله من قبل الاستخبارات الاسرائيلية بطلها مسؤول أمني من الجنوب، جرى التعتيم على اسمه لمركزه الحساس، وكان قبلها اكتشاف تورط نجل نائب سابق في حزب الله في التعامل مع الاستخبارات الاميركية، فعمد الايرانيون الى نقله الى ايران ووضعه في ما يشبه الاقامة الجبرية، و(معالجته نفسياً)، في الوقت الذي يتساءل فيه عدد من عناصر حزب الله عن مصير مسؤول السرايا في حزب الله محمد الحاج (ابو تراب) الذي ما زال معتقلاً لدى استخبارات الحزب، ولم يجر تسليمه للسلطات اللبنانية، كما حصل مع عدد من العملاء الذين اعتقلهم حزب الله.

الاجتماعات التي تجري في بيروت يحضرها مسؤولون في المجلس الجهادي لحزب الله، الذي ينسق في تحركاته وعملياته الخارجية مباشرة مع كبار مسؤولي الاستخبارات الايرانية، في مقر يعرف بقصر فيروزي في طهران.

إشراف على الاستخبارات السورية

 ويعتبر محلل أمني، ان النشاط الامني الايراني في لبنان، يسير بالتوازي مع النشاط الامني الايراني في سورية، حيث تتولى الاستخبارات الايرانية في دمشق الاشراف على سير عمل الاجهزة الامنية السورية، بالتنسيق مع كبار الضباط السوريين، وتعمل الاستخبارات الايرانية على تركيز تواجدها في دمشق ومناطق القصير، وباتت المسؤولة الاولى عن حماية بشار الاسد وحماية تحركاته وتنقلاته، وأقيمت غرفة عمليات أمنية داخل قصر المهاجرين في سورية يشارك في رئاستها والاشراف عليها ضابط أمني إيراني لقبه (جواد).

فهل بات لبنان ساحة مستباحة للعمل الاستخباراتي الايراني الذي تمكن من التغلغل في مختلف المؤسسات والاحزاب والجمعيات، وهل يظهر دور هذا الجهاز في عدد من عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات من قوى الرابع عشر من آذار/مارس، ويظهر مدى ترابطه مع أجهزة حزب الله الاستخباراتية، التي تعتبر مجرد خلايا ومجموعات تدور في فلك هذا الجهاز الكبير؟!

   

ناصحًا روحاني بالبحث عن حلول داخلية لمشاكل بلاده عسيري يذكر بتحذير الملك عبدالله من انتشار الإرهاب

 حيان الهاجري/ايلاف

ذكّر السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري الغرب بتحذير أطلقه الملك السعودي قبل أشهر من خطر انتقال الارهاب إليه، وهذا ما حصل اليوم في باريس. الرياض: نصح علي عواض عسيري، السفير السعودي في لبنان الرئيس الإيراني حسن روحاني بالنظر إلى الداخل الإيراني بحثًا عن حلول لوضع اقتصاده السيء، وعدم النظر إلى الخارج، "فالحلول داخلية". كما ذكر العالم بتنبيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الإرهاب قبل أربعة أشهر.

خادم الحرمين لم يخطئ

أتت هذه النصيحة لقاء إذاعي، تناول فيه الضائقة الاقتصادية في إيران، والتدخل الإيراني في الشأن الداخلي لدول المنطقة، مؤكدًا على أن لغة الحكمة مطلوبة اليوم والحوار البناء ايضًا، "وفق آلية وجدول اعمال مفيد، بدلًا من الظهور إلى الاعلام وتوجيه اصابع الاتهام هنا وهناك". وإذ تناول عسيري ما جرى في باريس من أحداث أخيرة، ذكر بالتنبيه الذي أطلقه الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز للعالم، "فالمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الذي عند لقائه بعض السفراء الغربيين قبل 4 أشهر قال كلمة شهدناها بالأمس في باريس، قال إذا لم يتحرك العالم للقضاء على ظاهرة الارهاب أينما كان، سينتقل إلى ديارهم، ولم يخطئ في استشعاره لهذا الامر".

اتفقوا على الثوابت

وكرر عسيري في حديثه الاذاعي أن السعودية لا تتدخل بالوضع الداخلي اللبناني، ولا بشؤون أي دولة أخرى، وقال: "المشكلة في لبنان هي الجغرافيا السياسية، للأسف اعتقد انها اثرت تأثيرًا مباشرًا على لبنان، وأتمنى في الظروف الحالية وفي ظل التطورات الاقليمية والدولية أن يبتعد اللبنانيون عن تأثير الجغرافيا السياسية، وأن يركزوا على ما هو في مصلحتهم ومصلحة بلدهم". أضاف: "الانقسام المسيحي-المسيحي ليس مفيدًا للبنان، فوحدة الصف المسيحي وترميم العلاقة المسيحية امران اساسيان، وهذا ما نأمل أن يصل اليه الحوار الذي يجري بين القوى السياسية المسيحية، وحتى لو لم يتفقوا في السياسة، الا انه يجب أن يصلوا إلى اتفاق على الثوابت، ونأمل أن يصلوا عبر هذا الحوار إلى اختيار رئيس للجمهورية، فالاختيار الاول هو للمسيحيين و للبنانيين كافة".

دور الاعلام

وأمل عسيري أن يكون الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله جادًا، "وأن تكون الارادة السياسية صادقة في هذه الحوارات البناءة التي في مقدمتها مصلحة الوطن والبلد والامن والاستقرار، وعندها ينهض لبنان نهضة اقتصادية بسرعة، خصوصًا انه محبوب لدى كل دول المنطقة، ومميز بأهله وجوه وموقعه الجغرافي، وخصوصًا أيضًا اذا نجح الحواران ونتج عنهما رئيس، وخطة امنية فعالة تحمي لبنان ومن يأتي إلى لبنان ". وبارك عسيري الخطوات التي يبذلها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لمصلحة، "وقد سمعت منه حرصًا على أن يكون هناك اتفاق وحوار جاد يكون له نتائج ملموسة"، مشددًا على وجوب استمرار الحوار بأي شكل من الاشكال، وان يكون هناك فرق عمل تعالج الامور أو اي مستجدات قد تؤذي لبنان، "وما رأيته وسمعته من تصريحات من مسؤولين من كل الجهات يقودني إلى أن يكون لدي امل نتمنى أن يتبلور". أضاف: "على الاعلام اللبناني أن يواكب ايجابيًا ما يحدث على الارض، وعليه أن يتعقل وأن يدعو من هو عاقل على الشاشة، وليتحدث من هو محب للبنان، فليس من المفيد أن تستضيف أي محطة او اذاعة اناسًا لديهم اجندة معينة يبرزون وجهة نظر معينة لجهة معينة يؤذون فيها بلدهم".

إدمان لبنان

وذكر أن السعودية تقول للبنانيين: "اختاروا رئيسكم ونحن نبارك لكم ونرى أن هذه المسؤولية مسؤولية اللبنانيين، والجهود الفرنسية تشكر ونحن لمسنا ونلمس حرصًا من الفرنسيين على الاستقرار في لبنان، لكن هذه المسؤولية هي مسؤولية اللبنانيين بالدرجة الاولى في اختيار رئيسهم وحكومتهم ومستقبلهم". وقال: "أي انسان يعيش في لبنان لسنوات يصبح عنده ادمان على حب لبنان، فهذا البلد يتميز عن غيره بالنسيج الاجتماعي وتعدد الثقافات وتركيبته السكانية، وأرجو أن يعود التآخي المميز بين اللبنانيين، وان نسمع لغة من السياسيين تنسجم مع الوضع الاجتماعي الذي يعيشونه مع بعضهم البعض، فعندما ارى الرئيس سعد الحريري اشعر أن قلبه وعقله مع اهله في لبنان، وحريص كل الحرص على لبنان، يتمنى أن يعود في اي لحظة هو يراها مناسبة وارجو أن لا تكون بعيدة".

لا تبرير للإرهاب

وتناول عسيري الارهاب الذي يضرب المنطقة، وقال: "المملكة هي أكثر الدول التي انكوت بنار الارهاب، ولحسن الحظ أن المملكة تمكنت بحسن قيادتها وبجهد المخلصين أن تكافح الارهاب بكافة الطرق، والحل هو في مكافحة الارهاب فكرًا، ومكافحة تمويل الارهاب وتجفيف منابع الارهابيين، وللأسف هناك تبرير للأحداث الارهابية وهذا شر بحد ذاته". أضاف: "المطلوب اليوم إجماع دولي على معالجة هذه الظاهرة التي نالت من كثير من البلدان، ولبنان عانى من ظاهرة الإرهاب فهل حوسب من ارتكب أعمالا إجرامية في لبنان؟ في اليمن مثلا لا زال الارهاب ينتشر في بؤر تعتبر بيئة حاضنة للإرهاب، بسبب غياب الاستقرار، وتصدر هذه الآفة إلى الدول الأخرى، وهذا الامر يحتاج إلى علاج سياسي، وفي 2005، أنشأ الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدعم دولي مركزًا في السعودية لمكافحة الارهاب، وهذا يعني دراسة علمية تحليلية لهذه الظاهرة". عبر عسيري عن بالغ استيائه من رؤية بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الاسرائيلي، في الصفوف الأولى بتظاهرة باريس، "وهو يذبح ويقتل الأبرياء في فلسطين ويسرق أراضيهم، واذا قتل عدد من الصحافيين في باريس فهناك احصائية تدل على أن نتنياهو قتل ما لا يقل عن 14 صحافيًا في الاراضي المحتلة وبعضهم غربيين، فيجب أن نتعامل مع ظاهرة الارهاب بكل جدية وأي دين بريء من الاعمال الارهابية".

واعتبر عسيري أن ما يحدث ليس مسؤولية العالم الإسلامي وحده، "بل مسؤولية العالم الغربي، وأي إصلاحات لعلاج الارهاب اذا لم يواكبها عمل إعلامي مهني مميز ستفشل في النهاية، فنحن لا نستطيع أن نقضي وحدنا على الارهاب، بل نحتاج أن تجتمع الدول الغربية والدول الإسلامية وتعد برنامجًا يعالج الامر بعد اجراء دراسة علمية".

المساجين السعوديون

كما أشاد عسيري بالقرار الحكيم بشأن غرفة عمليات الارهابيين بسجن رومية، مهنئًا وزير الداخلية والقوى الامنية كاملة على هذا الإنجاز، "فالسجن الانفرادي هو الافضل للارهابيين، هناك حقوق للسجين لكن عليه أيضًا حقوق، إذ يجب أن لا يكون مصدرًا للإرهاب، وهذا الامر يتماشى مع حقوق الانسان، فالسجن يجب أن يكون لإشعار هؤلاء بأن الحرية لها ثمن".

وأكد أنه يتابع وضع المساجين السعوديين في لبنان، "والتقيت وزير العدل السابق ووزير العدل الحالي ورئيس هيئة القضاء ورئيس الوزراء وناقشنا هذا الامر، وعندما نتواجه مع الجهات القضائية نقول إن ضمن الأنظمة والآليات القضائية يجب إجراء محاكمة جماعية لمن اتهموا بالجريمة نفسها".

 

نص كلمات ريفي وسعيد وزهرا وريشا في ندون "زمن التحولات الكبرى بين التطرف والإعتدال

ريفي من البترون: لا مناطق جغرافية على قياس الطوائف في لبنان زهرا: التغيير آت والحل السياسي الوسيلة الوحيدة المضمونة لحقن الدماء

السبت 17 كانون الثاني 2015 الساعة 11:00

وطنية - نظم حزب "القوات اللبنانية" في منطقة البترون وبالتعاون مع الأمانة العامة لقوى 14 آذار، ندوة سياسية بعنوان "زمن التحولات الكبرى بين التطرف والإعتدال" في منتجع سان ستيفانو في مدينة البترون، شارك فيها وزير العدل اللواء أشرف ريفي، عضو كتلة القوات النائب أنطوان زهرا والنائب السابق الدكتور فارس سعيد، وأدارها الصحافي كمال ريشا، في حضور ممثل وزير الاتصالات النائب بطرس حرب مجد حرب، الدكتور جان عوده ممثلا النائب فادي كرم، المحامي باز جرجس ممثلا النائب سامر سعاده، راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، المطران بولس اميل سعاده، عدد من رجال الدين المسيحيين والمسلمين، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رؤساء بلديات ومخاتير، ممثلي احزاب وتيارات قوى الرابع عشر من آذار، فاعليات بترونية وشمالية، ومسؤولي القطاعات في القوات، رؤساء اندية وجمعيات ومؤسسات وحشد من المدعوين.

نعمه

بعد النشيد الوطني، كانت كلمة ترحيب لمنسق القوات في قضاء البترون الدكتور شفيق نعمة الذي أشار الى "أن التحولات التي نأمل أن تعود على منطقتنا وبلدنا بالخير لا بالويل . والتي لا يطمئننا الى مآلها إلا أن الأمور كانت وصلت قبلها الى قاع سحيق، لذا لا يمكن للآتي من الأيام إلا أن يكون أفضل". وأضاف: "رفاقي في القوات اللبنانية يقولونها وقلوبهم عامرة بإيمان وثقة المقاومين المجربين: لن تستوي أمور هذا الشرق ما لم تنتصر ثورة شعوبه المقهورة في سعيها وراء حقها بالحياة والحرية. والقوات اللبنانية أدرى الناس بصعوبة مقاومة الظلم والقهر والإستبداد عندما يدير العالم البليد ظهره ويصم أذنيه ويتبرأ من إنسانيته ومسؤولياته". ولفت الى أن "تاريخ صمود القوات اللبنانية وثباتها في وجه الطاغوت يعلمنا أنها لا تكون ثورة ولا يقع تغيير في يوم وليلة ولا دون تضحيات ودم ودموع، لقد قبع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع 4114 يوما في غياهب معتقلات الظلم والمخابرات والعمالة، وصبر دون أن يتزحزح، ثم خرج مكللا بغار الإستقلال والحرية والوحدة الوطنية، وها هو اليوم المرشح الأقوى لرئاسة الجمهورية اللبنانية. ولكن دعونا نأمل ألا تستدعي الثورات العربية عقودا من العذاب والتضحية لتؤتي ثمارها". وختم: "صحيح أنها ثورات على موروث الرجل المريض ، وعلى إعتباطية المشرط الكولونيالي للخواجة سايكس والخواجة بيكو، وعلى نطفة زرعها اللورد بلفور، في غفلة التاريخ. فأثبتت تلك النطفة، علقة أنظمة الإستبداد البعثي القومي وأذنابه القبلية وصحيح خصوصا أنها ثورة على الردة. نعم على الردة: فالردة لا تكون في الدين فحسب بل هي أشد مضاضة على أمة عندما تقع في العقل والرشد وحرية المعتقد والتمدن والتطور والعلم وبناء الدولة العصرية وتحصين الفرد وتمكين المرأة وحماية الطفل وحماية حقوق الإنسان، وخاصة، بالنسبة لنا نحن اللبنانيين، عندما تمس قدس الأقداس، عنيت

الحرية".

ريشا

بعدها تحدث ريشا، فقال: "إذا قدر لنا أن نحدد بداية زمن التحولات الكبرى فبالإمكان إرجاعه الى تفشي ظاهرة العولمة التي أدت الى سقوط منظومة الدول التي كانت تسمي نفسها إشتراكية، ما أدى الى تفكك هذه المنظومة أولا، وإنتهاء حقبة ما سمي ب "الحرب الباردة"، بإنسحاب طرف واحد من هذه الحرب، ما أوجد حالة فراغ. ولأن الطبيعة لا تعرف الفراغ، إنفجرت القوميات في أوروبا الشرقية، وبدأ، تهاوي الأنظمة الديكتاتورية الإشتراكية، وكان لا بد أن تنتقل تلك التداعيات الى منطقتنا، عاجلا أو آجلا. ولأن الطبيعة لا تعرف الفراغ أيضا كان لا بد من عدو بدأ وهميا، وتحول مع الوقت كابوسا يقض مضاجع الجميع في مشارق العالم ومغاربه، فبعد أن كان العدو شيوعيا ملحدا، أصبح مغاليا في الإيمان الى درجة تكفير الآخر المختلف، فتمت رعاية تنظيم القاعدة، لمحاربة الأعداء الشيوعيين، قبل أن يستنسل تنظيمات على شاكلته ليس آخرها ما يعرف اليوم بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وإصطلاحا داعش وما بينها من فروع".

وتابع: "بدأ زمن التحولات، وإستتبع زمن المواجهات التي أصبحت من طبيعة مختلفة ، بين إرهاب وإعتدال، حيث تنتشر في عالمنا اليوم الفوضى غير الخلاقة، الفوضى الهدامة، التي تعمل على تغيير أنظمة القيم الأخلاقية والإجتماعية والسياسية".

واردف: "قدرنا في لبنان، أن نعيش زمن التحولات الكبرى، بما نختزن من إرث حضاري وثقافي وإجتماعي في العيش المشترك، في مواجهة الإرهاب المتمثل بالتكفيريين الجدد، من دون إغفال الأقدمين في حزب الله ومنظوماته المتعددة. إنه غنى التجربة اللبنانية التي يجب اليوم العمل على صيانتها وتعزيز حضورها في لبنان لتكون نموذجا يقتدى به في العالم العربي وحتى في أوروبا الحالية. فكما كانت كوكبة اللبنانيين سباقة في إطلاق "مشروع النهضة العربية"، إننا كلبنانيين مدعوون اليوم، الى وعي أهمية تجربتنا وإطلاق ثقافة العيش المشترك في محيطنا، بعد أن إختبرناها لزمن طويل، ويحق لنا بفخر أن نعطي الدروس للعرب وللأوروبيين أيضا في كيفية صوغ منظومة القيم المشتركة التي تنظم علاقات الأفراد في ما بينهم ومع جهاز الدولة".

وختم قائلا: "المنتدون معنا هم فرسان إعتدال، كل على طريقته وفي مجال عمله، إلا أن جهودهم تصب بلا شك في ترسيخ تجربة لبنان الرسالة".

ريفي

ثم ألقى ريفي كلمة قال فيها: "من البترون ميناء التاريخ ومرسى الحضارة، من هذه المدينة التي تتميز جغرافيا بأنها صلة وصل وتواصل، كما تتميز بانفتاح أهلها ووطنيتهم، احييكم تحية طرابلسية ولبنانية، وأشكر كل من أعد لهذه الندوة.

نلتقي اليوم على وقع هستيريا العنف والارهاب والاستبداد الذي يضرب لبنان والمنطقة والعالم، وبالأمس تابعنا ما ارتكبته قوى الظلام في فرنسا، حيث نفذت جريمة كبرى هزت ضمير الانسانية، وأسست للأسف لموجة جديدة من العنف والكراهية، باتت تهدد اذا لم يتم احتواؤها، بصراع من نوع آخر. صراع يطمح المتطرفون على الضفتين، الى الجلوس فيه وراء المقود، لجر المعتدلين على الضفتين، الى الاستسلام والانقياد، لهذا الصراع، كقدر محتوم لا مفر منه. اننا جميعا نتطلع الى بناء عالم أكثر تسامحا، عالم تسوده قيم تآخي الاديان، وتفاعلها، وتفعيلها للقيم المشتركة الكبيرة جدا التي تجمعها، والتي تتلخص في تأكيد حق الانسان بالحرية والكرامة، وحقه في الحياة، وضرورة حمايته من العنف على أنواعه".

واضاف قائلا: "لقد ولدت في كنف عائلة لبنانية مسلمة، وأشكر الله العلي القدير، على كل ما أعطاني اياه من نعم وقيم وروحية. لقد تربينا في بيئة الاعتدال التي تؤمن بالعيش المشترك، ونشأت على احترام الآخر، وسأبقى حتى النهاية، فهذا سلوك حياة.

إنني إذ أفخر كأي مسلم، بديني وايماني برسالة الاسلام السمحاء، أنظر بقلق الى بعض الظواهر المتطرفة، التي تحاول أن تستعمل العنف والكراهية وسيلة لاختطاف الدين وتسييسه، خلافا لرسالته الحقيقية. وبغض النظر عن الاسباب والمسببات، والابرز منها الاستبداد، والقهر، فإن ما تمارسه هذه الجماعات باسم الدين مرفوض شرعيا وأخلاقيا وانسانيا. يكفي تتبع ما يصدر عن المرجعيات الدينية للمسلمين، من مصر الى المملكة العربية السعودية، ويكفي رصد موقف أكثرية المسلمين، للتأكد بأن هذه الظواهر، مصيرها الزوال، حتى ربما قبل زوال الاسباب السياسية وغير السياسية التي انتجتها".

واردف: "ان المسلمين كما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، هم الأكثر تضررا من الارهاب، ونؤكد على ان المسلمين سيكون لهم الدور الاكبر في محاربته، لأنهم يرفضون تشويه دينهم واختطافه، فما يحصل اليوم للاسلام شبيه بالممارسات التي ارتكبت تاريخيا في اوروبا باسم المسيحية، والمسيحية منها براء".

وأكد "ان واجبنا في هذا الشرق منبت الرسالات السماوية الثلاث، أن نؤكد للعالم، أن الديانات التوحيدية، هي إرث عظيم أعطته هذه المنطقة للانسانية، وواجبنا أن نسقط نهائيا، مقولة ان الديانات التوحيدية هي ديانات الغائية، في علاقتها في ما بينها، وعلاقتها بالأديان الأخرى، ولتجربة لبنان في العيش المشترك بين طوائف متعددة، دور كبير في هذا المجال. بكل واقعية أقول: ان لبنان بما يمثل من قيم عظيمة في تفاعل الاسلام والمسيحية، وفي قدرتنا على العيش معا، يشكل أحد أبرز النماذج الفريدة في هذا العالم، القادرة على اعطاء الجواب الصحيح، متى عصفت لغة العنف والاستبداد والارهاب. لقد تأسس هذا الوطن الصغير، في العام 1920 بجهود جبارة قادها البطريرك الياس الحويك ابن البترون، وكل المخلصين، وبعد 95 سنة على ولادته، أصبح صمام أمان لجميع ابنائه، الذين يعرفون قدره وأهميته، كما الذين يضعونه في مرمى العواصف.

لقد دفعنا ثمنا كبيرا، لكي نحافظ على استقلال هذا البلد وسيادته. منا من رفض الانتماء اليه بداعي أنه صنيعة الاستعمار، ومنا من اراده منقطعا عن محيطه، كأنه جزيرة معزولة، لكننا اليوم وفي هذه اللحظة بالذات، نشعر كم كان لبنان الكبير كبيرا، بانسانه واديانه وحيوية ابنائه. نشعر كم كان ولا يزال حاجة ماسة لابنائه، وقدوة للمنطقة والعالم. نعم أنه رسالة للعالم كما قال البابا يوحنا بولس الثاني".

وتوجه الى الحضور، بالقول: "ما من مهمة في هذا البحر الهائج الذي نعيش فيه اليوم، أكبر من مهمة حفظ هذه الرسالة. ما من مهمة أكبر من ترسيخ لبنان الدولة الوطنية، فكل تهاون بحماية حدود هذه الدولة، سيضعنا وجها لوجه أمام خطر الاصوليتين والارهابين اللذين يحاول كل منهما، اختطاف الاسلام دين العدل والرحمة، واستباحة الحدود الوطنية للدول، وارتكاب ابشع الجرائم، في مشهد يعيدنا الى القرون الوسطى.

لمن ينفذ فتاوى القتل باسم حماية الدين، من فتوى قتل سلمان رشدي، الى سائر فتاوى ارتكاب الجرائم، نقول: الاسلام أكثر منعة وقوة من أن يحتاج لأمثالكم لحمايته. ما يحمي الاسلام قيمه العظيمة، التي أتى بها النبي محمد، ما يحمي الاسلام، رسالته التي انتشرت في أقاصي الارض، تدعو للرحمة والسلام ولبناء الانسان. ونحن نؤكد رفضنا اي اساءة للاسلام وللمسيحية ولأي دي سماوي".

واضاف: "من موقعي السابق في قيادة قوى الامن الداخلي، ومن موقعي الحالي كوزير للعدل، عايشت الاحداث التي عاشها كل واحد منا. أتوقف هنا عند تاريخنا الحديث، الذي كانت لنا فيه تجارب مرة، من الاقتتال والصراع، التي أفضت الى قناعة راسخة، بأن عيشنا معا ليس قدرا مفروضا علينا، بل هو السبيل الوحيد كي نصنع الغد لنا ولأولادنا. أذكر هنا ما جاء في بيان المجمع البطريركي الماروني، الذي استخلص واقع المسيحيين خلال الحرب، بالقول: لقد قتلوا وقتلوا وتقاتلوا. هذه الخلاصة تنطبق على المسلمين ايضا، وعلى كل اللبنانيين، ومن هنا من البترون، نتعهد أمام الله والوطن، أن نبذل كلبنانيين، كل ما لدينا كي لا تتكرر مأساة الحرب. نعم ايها السادة: لا نريد أن نقتل أو نقتل، او نتقاتل. مسؤوليتنا الانسانية والتاريخية، أن ننتهج ثقافة الحياة، وان نمنع رسل الموت من تهديم ما بنيناه. نعم لهذا الوطن بمسلميه ومسيحييه، وظيفة حضارية سامية في هذه المنطقة وفي العالم، ويفترض بكل منا أن يشعر بالفخر لأنه ينتمي الى تجربة العيش معا، لأن هذه التجربة هي خيار مستقبل ابنائنا، وهي الدرع التي تحمينا، وهي الكفيلة بقطع الطريق على التطرف والارهاب والاستبداد. لقد دعوت مرارا الى حماية هذه التجربة، واليوم أكرر، لا أكثرية ولا أقليات في هذه المنطقة، بل أكثرية واحدة، هي أكثرية المعتدلين من كل الطوائف والمذاهب، وأقلية تمارس العنف مدعية زورا تمثيل الاكثرية، ولهذا أدعو لدفن ما يسمى بتحالف الاقليات، وبناء تحالف المعتدلين، ابناء ثقافة الحياة، الذين على أكتافهم، سيبنى مستقبل قائم على احترام حرية الانسان وحياته وكرامته وخياره الحر".

واستذكر ريفي شهداء 14 آذار قائلا: "قبل ايام قليلة من الذكرى العاشرة ل 14 آذار، نستذكر معا شهداءنا، الذين سقطوا دفاعا عن لبنان. ما احوجنا اليوم الى التمسك بمعنى ثورة الاستقلال، في هذا البحر الهائج الذي تعيشه المنطقة. ان ما حصل في بيروت في 14 آذار 2005 ، كان رسالة تحدي في مواجهة المشروع الذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هو المشروع نفسه الذي أغرق العراق وسوريا بالفتنة المذهبية، المطعمة بنكهة سياسة التوسع والهيمنة ومحاولة بناء سياسات النفوذ واوهام السيطرة.

لقد اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، متوهمين أنهم يستهدفون السنة لترهيبهم، واغتالوا جبران تويني وبيار الجميل وانطوان غانم، وحاولوا اغتيال سمير جعجع، متوهمين أنهم يستهدفون المسيحيين لتحييدهم، فإذا بالشعب اللبناني مسلمين ومسيحيين يرد عليهم بلغة واحدة، في مواجهة ارهاب الاغتيال.

اليوم وبعد عشر سنوات على ذلك اليوم العظيم في تاريخ لبنان، نؤكد على استمرارنا بحمل هذه الرسالة، ومعكم نقول: لن ننقذ لبنان الا عندما نكون مسلمين ومسيحيين يدا واحدة، ننتصر لقيمنا الوطنية والدينية والاخلاقية، مهما استفحل الارهاب بكل وجوهه".

وختم قائلا: "لقد قلت سابقا من كسروان، واليوم أكرر من البترون: نحن شعب واحد نؤمن بالله عز وجل، نعمل لترسيخ هذا التعدد والتفاعل الخلاق في مجتمعنا. أرفض أن تكون طرابلس قلعة المسلمين، أو طرابلس الشام، وأن تكون جونية مرفأ المسيحيين. لا مناطق جغرافية على قياس الطوائف، بل وطن واحد هو أرض الرسالات السماوية. هكذا نريده لبنان أولا وطن حرية الانسان وكرامته، وطن ال 10452 كلم مربع".

سعيد

أما سعيد، فقال: "ينظر المسيحيون بعين القلق إلى ما يجري من حولهم من أحداث، وينشغلون أفرادا وجماعات في تقدير الإحتمالات، يطرحون الأسئلة الصعبة على أنفسهم والتي ألخصها بالسؤال التالي: هل هناك إمكانية للحفاظ على المسيحيين في المنطقة في مرحلة محفوفة بالمخاطر والتي ذهبت بعيدا في اتجاه الاستقطاب المذهبي الذي فرِض بالقوة من إيران حتى شواطىء المتوسط، شاملا العراق وسوريا، مرورا بالخليج ووصولا إلى اليمن؟

ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الظروف على المسيحيين التفكير مليا بالخيارات التي ينبغي اعتمادها لحماية وجودهم ودورهم ومصالحهم في المنطقة.

في العام 1920، قرروا الدفاع عن فكرة "لبنان الكبير" المرتكز على العيش المشترك الاسلامي - المسيحي، ورفضوا السير في اتجاه إقامة دولة مسيحية تكون بمثابة وطن ملجأ لهم ولمسيحيي العالم العربي. إتخذ القرار نخبة من المسيحيين المؤسسين لدولة لبنان الحديث الذين شكلوا الأجيال الأولى للجامعيين الموارنة. أما الفضل الأكبر لهذا القرار فيعود للكنيسة المارونية بقيادة البطريرك الياس الحويك، إبن منطقتكم العريقة، إبن حلتا.

البطريرك الحويك إتخذ قراره في ظروف معقدة جدا، تراكمت فيها المتغيرات الكبرى التي تلخصت بالنقاط الآتية:

- إنهيار الإمبراطورية العثمانية، قيام الثورة البولشيفية في روسيا، وعد بلفور،

إنتقال ألمانيا من الملكية إلى الجمهورية، وضع اليد من فرنسا وبريطانيا على المنطقة.

كل هذه الأحداث الدولية حصلت ما بين ال1917 وال1920. خلال 3 ثلاث سنوات فرضت الظروف على المسيحيين ضرورة اعتماد خيار سياسي يضمن لهم مستقبلا في منطقة وضعت على طريق التغيير. فاختاروا الدولة المدنية الوطنية التي ينتسب إليها الفرد من موقعه الوطني وليس من موقعه الطائفي أو المذهبي أو العرقي".

واردف: "لقد ناقضوا من خلال هذا الخيار النموذج الصهيوني في المنطقة. هو الذي كان يبحث عن وطن منذ نهاية القرن التاسع عشر يكون ملجأ ليهود العالم، فاعتمد على "وعد بلفور" ومأساة الهولوكوست كي يؤسس دولة إسرائيل التي بعد حوالى 70 عاما إضطرت لبناء حائط إسمنتي، يرمز إلى الفصل العرقي والثقافي والسياسي والإجتماعي بينها وبين المنطقة. وتوصلوا - اليهود - إلى حد طرح تهويد دولتهم بخطاب سياسي داخلي تجاوز حدود خطاب "بن غوريون" التأسيسي لدولة اسرائيل.

إن الدولة الوطنية التي ناضل من أجلها الموارنة - وإذا أردنا الدقة نقول: التي ناضل من أجلها "تيار الشرعية التاريخية في الوسط المسيحي اللبناني". فلا المسيحيون ولا الموارنة كانوا كتلة واحدة متراصة خلف خيارات ثقافية وسياسية موحدة - نقول أن تلك الدولة الوطنية لم تبنِ حائطا ثقافيا بينها وبين المنطقة، بل فاخرت ببناء مجتمع لبناني متنوع صمد في مرحلة الديكتاتوريات العربية وفي وجه محاولات الطوائف وضع يدها على كل لبنان. فحاول الجميع من دون استثناء وفشلوا جميعهم، كما يفشل اليوم "حزب الله" وهو يمثل آخر محاولة.

الدولة الوطنية التي دافع عنها خط الشرعية التاريخية في الوسط المسيحي، أكدت على إمكانية العيش موحدين رغم اختلافاتنا الدينية والثقافية، وأسست لثقافة جديدة لإدارة المجتمعات المتنوعة والتي وصفها البعض في مرحلة "اليسار" وقيام الدول العلمانية، بأنها رجعية، لكن سرعان ما اكتشف العالم، واليوم يكتشف العالم العربي، أهمية هذه التجربة الفريدة. وقد تكون، إذا ما أحسن اللبنانيون تقديمها، نموذجا لحل أزمة المنطقة.

كان بالتأكيد للدولة الوطنية اللبنانية نقاط ضعف بنيوية تمثلت خاصة بتحكم الطوائف بقرار الدولة، ما أعاق تقدمها وحولها إلى مساحة مشتركة لتقاسم النفوذ الطائفي داخلها، وغاب عنها مبدأ الدفاع عن الفرد - المواطن".

واعتبر ان "التحدي المطروح اليوم أمامنا قد يكون تطوير النظام اللبناني القائم، بمرتكزاته الأساسية، إنطلاقا من الطائف وتأسيسا عليه في اتجاه الحفاظ على ضمانات الطوائف إنما مع التركيز على حقوق المواطن أيضا.

بالعودة إلى يومنا هذا - تفرض الأحداث نفسها علينا جميعا، ما يدعونا مجددا للتفكير في خيار يكون بمستوى الخيار السابق الذي جعل من لبنان بلدا مميزا لمدة قرن من الزمن تقريبا ملخصا المتغيرات الكبرى اليوم بالنقاط التالية:

- بلورة نظام عالمي جديد بزعامة الولايات المتحدة يرتكز على نظام اقتصادي ومالي وسياسي وعسكري وقضائي في إطار عولمة متسارعة. كما يعيش العالم اليوم ثورة اتصالات وتواصل غير مسبوقة تجعل منه قرية صغيرة على شبكات التواصل الإجتماعي.

- إنهيار النظام العربي القديم الذي أعقب مرحلة الإنتدابات الغربية، ثم نشوء دولة اسرائيل، والذي تميز بقيام أنظمة إستبدادية عسكرية حاربت شعوبها بجدارة وحاربت اسرائيل بأشكال ملتبسة، مع احترامي لتضحيات الجيوش العربية.

- بروز تيارات إسلامية متطرفة، تتراوح ما بين قيام دولة ولاية الفقيه ودولة الخلافة، مما شوه صورة المنطقة وساهم في بروز تيار معاد للإسلام في الغرب أو ما يسمى ب"الإسلاموفوبيا"، وبروز تيار آخر تكلم عنه البابا فرنسيس خلال زيارته إلى تركيا مؤخرا، "الكريستيانوفوبيا" - وهو تيار معاد للمسيحية بوصفها حاضنة للنظام العالمي المعادي لقضايا العرب والمسلمين العادلة، مثل قضية فلسطين وقضية الشعب السوري.

- دخول الإسلام كمكون إجتماعي وسياسي وانتخابي إلى أوروبا، وهو عامل مؤثر على ديموقراطيات الغرب. وقد بدأت معالمه تبرز مع الإعتراف المتكرر لدولة فلسطين من قبل البرلمانات الأوروبية بهدف تبريد العلاقات مع مسلمي أوروبا.

- بروز تيار مدني تجلى في تونس ومصر وسيبرز في سوريا والعراق وبلدان أخرى.

- محاولة قوى إقليمية غير عربية التحكم بقرار المنطقة: اسرائيل- التي تدعي احتكار الديموقراطية في المنطقة وتحاول أن تكون امتدادا للغرب في أرض الشرق، تركيا- التي تقدم نفسها قوة إقليمية إسلامية قادرة على التفاعل مع العرب وفي الوقت نفسه قادرة على التفاعل مع النظام العالمي الجديد، وايران - التي تمددت بنفوذها حتى وصلت إلى البحر في غزة وبيروت مرورا بعواصم اليمن والعراق وسوريا.

- محاولة روسيا الدخول إلى المنطقة من باب الكنيسة الأورثوذكسية التي تحاول التمايز عن كنيسة الغرب بوصفها مشرقية وقادرة على التفاعل مع الإسلام ومدافعة عن الأقليات في المنطقة.

- محاولة المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي الحفاظ على نظام المصلحة العربية بحيث لا يتحول العالم العربي الى ضواحي قوى اقليمية غير عربية.

- عودة الكلام عن مسألة الأقليات في المنطقة. من مسيحيين ويهود وأيزيديين وعلويين ودروز وشيعة وغيرهم، والذين بغالبيتهم ينظرون إلى أحداث المنطقة بعين القلق، ويبحثون عن أشكال مختلفة من الحماية. فهناك من يطرح "تحالف الأقليات" وهناك من حاول استجداء حمايات أجنبية.

- "داعش" وتوابعها، والتي أسقطت الحدود المرسومة بين الدول وفرضت معادلة العنف مقابل العنف و"الخلافة" في مواجهة "الولاية والدولة" معا.

ومن الصعب جدا تحديد هوية هذا التنظيم أو معرفة مصادر نفوذه، لكنه فرض واقعا وجند الشباب من كل أنحاء العالم وفرض "ثورة إسلامية عالمية" تحتاج محاربتها إلى كثير من الدقة والمعرفة والرصانة".

وختم طارحا "السؤال الذي يطرح نفسه لدى المسيحيين عموما والموارنة خصوصا: ما هو الخيار الذي ينبغي اعتماده والدفاع عنه؟ لأن المتغيرات الكبرى لا تهادن المجتمعات المترددة والكيانات المفككة.

باعتقادي أن الخيار هو الدولة الوطنية المدنية المتحررة من القيود الطائفية:

- دولة ترتكز على نظام مرن يحفظ ضمانات الطوائف من خلال مجلس شيوخ منتخب على قاعدة طائفية ومجلس نيابي محرر منها.

- دولة تعطي العيش المشترك وقبول الآخر المختلف بعدا إنسانيا يتناسب مع مصالح الشعوب التي تبحث عن مستقبل أفضل، فلا إمكانية لسوريا الغد أو عراق الغد أو أي دولة في المنطقة تتسم بتكوين تعددي أن تقوم على قاعدة تسلط طائفة على حساب طوائف أخرى.

- دولة تصون لبنان المعنى والدور والرسالة، ولكنها تلتزم في الوقت نفسه القضايا العادلة للمنطقة.

هذا في نظري الخيار الذي ينتمي للمستقبل، والذي يستحق أن ندافع عنه جميعا".

زهرا

بعدها كلمة النائب زهرا الذي شكر منسق منطقة البترون والوزير ريفي وسعيد وريشا على إحيائهم الندوة وكافة الحاضرين وقال: "أشكركم على هذه المناسبة التي وفرت لي اللقاء معكم بعد غياب قسري طويل نسبيا لقضاء البترون وإن كنا لا نفترق في الموقف السياسي الوطني العام في الإطار اليومي . بعد قراءتين جميلتين جدا للوطن من موقعين وإن كنا كلنا واحد في 14 آذار وفي مشروعنا السياسي الوطني اللبناني ولكن الموقعين مختلفين، أريد أن أبتعد قليلا في المنحى الإقليمي لأقول أولا طبعا المحاضرين تكلموا في هذا الموضوع، نحن نعيش مرحلة تحول تاريخي لا يمكن لأحد إنكارها أو تقزيمها أو وضعها في خانة المؤامرة، ما يجري في المشرق العربي هو تحول شعبي مشروع وأصيل وإن تداخلت العوامل وحاول التكفيريون أو المتآمرون مصادرة نضال الشعوب لحرفها عن إتجاهاتها من أجل عدم تمكينها من الوصول الى النتيجة الحتمية المطلوبة مهما طال زمن التحول نحو الشراكة الديمقراطية والحداثة. ما يشهده العالم العربي سبق والدكتور سعيد أن قال: هو تحول بحجم التحول الذي حصل نتيجة نشوء دولة إسرائيل في المنطقة العربية. يومها ضربت أنظمة ونشأت أنظمة كان عنوانها وشعارها محاربة الوجود الغريب لإسرائيل والغاصب في المنطقة وإعتمدت بالقمع لتبرير القمع ومصادرة الحقوق والحريات مقولة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. وطبعا لم يقم أي نظام في المعركة المطلوبة لا لتحرير فلسطين ولا لوقف جموح إسرائيل وإرهابها الذي طال كل شعوب المنطقة".

وتابع: "اليوم هذه الشعوب، الشعوب العربية لأننا نحن نعترف بقوميات المنطقة تتحرك بشكل يتراوح بين ثورة سلمية كثورة الياسمين في تونس، وطبعا هذا له علاقة بثقافة الشعب وإختبار تجربته على مدى عقود الى الثورة الليبية، التي أريد أن ألفت النظر أنه لا يوجد تعدد طائفي كالذي يوجد في سوريا والعراق، وبرغم ذلك يتحكم بها العنف والصراعات المسلحة الى الثورة المصرية التي جرها التيار بشدة نحو الإنحراف عن الهدف الديموقراطي ثم حصل تصحيح شعبي لهذه الثورة الى ردة فعل الشعب العراقي على الظلم الذي مورس في حقه عندما تصرفت حكومة نور المالكي وكأنها هي من ربح الحرب على صدام حسين وغير النظام إنتقاميا من الشعب العراقي خاصة بنسخته السنية من الشعب العراقي، كل هذه الظروف الى تطييف الصراع في سوريا نتيجة التدخل المباشر لحزب الله والميليشيات الشيعية العراقية والحرس الثوري الإيراني. كلنا نتذكر، وهذا رد على كل محاولات التضليل الإعلامية، إنطلقت الأحداث في سوريا سلميا في آذار 2011 بدأ الشعب السوري يواجه آلية قتل النظام في أيلول 2011 لم نشهد أي حركة متطرفة تكفيرية إسلامية تشارك في المواجهة في سوريا قبل العام 2013 ولم ينشأ تنظيم داعش ويحكم السيطرة على بعض المناطق في العراق ثم لاحقا في سوريا ويحاول مصادرة كل الحراك الشعبي إلا في العام 2014 . وبالتالي كل الساعين اليوم استجلبوا ردود الفعل المتطرفة وأوجدوا البيئة الخصبة والمناسبة للتكفير محاولتهم تصوير حربهم منذ اللحظة الأولى بأن الإستباقية ضد التكفير هي مضللة بإمتياز . للأسف هؤلاء التكفيريون يعطونهم يوما بعد يوم بممارساتهم التي تنتمي الى ما قبل الجاهلية الى ما قبل كافة الأديان السماوية التي تحترم الإنسان وحرية الإنسان ، يعطونهم التبرير لإستعمال كل طاقات المنطقة لدعم مشروعهم الذي حاول في لبنان خاصة وفي سوريا والعراق إلباس كل المنتمين الى الطائفة السنية الكريمة لباس التكفير والتطرف وإحتضان الإرهاب وجعلهم تعميم صورة البيئة الحاضنة للتكفيريين".

واردف زهرا: "نحن نعرف ولقد سمعنا الشهادة من معالي الوزير سمعنا كل المرجعيات الدينية وكل المرجعيات السياسية الكبرى الى أهل السنة في لبنان والمنطقة ، ما نعرفه نحن بمعلوماتنا ودراساتنا وإختبارنا وقد قلت يوما من المجلس النيابي أي إسلام يدعي من يقتل أنفسا بغير نفس وليس نفسا واحدة ومن يقتل مسلمين بغير حق خاصة في شهر رمضان المبارك، أي إسلام يدعي هذا؟ هذا ليس من الإسلام في شيء هذا إنسان كاره للآخر إستفاد من الأنظمة القمعية التي تركت مجالين للشعوب كي تتنفس، المدارس الدينية والرياضة المدنية. لم يسمح لشعوب المنطقة العربية طوال خمسة وستين عاما أن تفكر. سمحوا بالمدارس الدينية لكي يؤكدوا شرعيتهم كسلطات تحمي المسلمين وسمحوا بالرياضة لتنفيس الإحتقان والغضب وصادروا الثروات والحريات. ردة الفعل الطبيعية على الأنظمة القمعية وعلى محاولة إضفاء صفة التكفير على كل المسلمين السنة أن يكون هناك نوع من قبول أحد يواجه التخوينيين بالتكفيريين. ولكن ذلك لم يجعل من الإعتدال المسلم أولا والمسلم السني بشكل خاص، علما بأن ليس كل الشيعة يدينون بالولاء لنظرية الولي الفقيه ولا للدور الإيراني الفارسي في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وكما عندنا كذلك عند الشيعة، أناس يؤمنون بالإنفتاح والعلاقة مع الآخر ووجود الآخر وضرورة التفاعل معه، لدينا غالبية ساحقة من المسلمين السنة في لبنان وفي العالم العربي عليها يقع العبء الأول والأهم بإلغاء الفكر التكفيري ومنعه من تحقيق أهدافه. المعركة مع التكفير لا يمكن أن تكون إلا من أهلهم الأقربين، وعندما تحصل المعركة مع طوائف أخرى تصبح حرب طائفية أما عندما يواجهون بالفكر المنفتح والمعتدل والدول المعتدلة في العالم الإسلامي عندها يفقدون أي حجة وأي سند واي إمكانية لتحقيق أي هدف من أهدافهم بتفريق الناس ومصادرة حرياتهم والعودة بهم قرون الى الوراء . لذلك لبنان شئنا أم أبينا لم يسمح له من قبل حزب الله بتطبيق إعلان بعبدا لأنه بكل فخر أنه جزء من مشروع إقليمي أكبر من لبنان".

وتابع: "هذا الإلتزام من حزب الله أرغم لبنان أن يتحمل تداعيات ما يجري في المنطقة خاصة في سوريا. وإن كان هناك من يقول بأن بعض المتطرفين السنة الذي يتعاطفون مع الثورة السورية شاركوا في القتال في سوريا، ردنا عليهم واضح جدا في قوى 14 آذار والقوات اللبنانية وكل أحزاب قوى 14 آذار، فمنذ سنوات ونحن نطالب بترسيم وتعيين الحدود وضبطها بالإتجاهين ولم نغط يوما أي مشارك في الحرب في سوريا. كنا كلما طلبنا من حزب الله العودة الى لبنان وعدم الانخراط في الحرب السورية كانوا يتذرعون بغيرهم، وكنا نقول للدولة إمنعوهم وأدبوهم وإن لم ينفع الكلام فلديكم ذريعة وهي القرار 1701 الذي يجيز للحكومة الإستعانة بالقوات الدولية على الحدود اللبنانية السورية. للأسف من هم منخرطون للعضم في القتال في سوريا لا يوافقهم ضبط الحدود لأنه عندما تضبط بمشاركة دولية لا تعود مباحة أمامهم بالإتجاهين ولا يعود بإمكانهم توظيف كل الأجهزة الأمنية التي يهمها فعلا أمن لبنان وتصبح شريكتهم بمكافحة أخصامهم فقط".

وأضاف قائلا: "تشريع الحدود اللبنانية على التداعيات يرتب علينا أولا وبشكل أساسي الدعم المطلق والكامل لقوى الإعتدال في لبنان والعالم العربي. يرتب علينا سياسة رسمية لبنانية وبالإذن من معالي الوزير بأن لا نجعل من لبنان إضحوكة في المجتمع العربي والدولي. ونقول له لا تسمح لوزير خارجية لبنان ممثلا السياسة الرسمية للدولة بالذهاب الى إجتماع ليقول فيه: "دولتي لا تستطيع أن تمون على كل مكوناتها وأتحفظ على بيان يرفض التدخل بشدة بالشؤون الدول العربية من قبل فريق لبناني". إذا إبتليتم بالمعاصي فإستتروا ألم يكن بالإمكان حضور مندوب لبنان وحده؟ وهنا أستغل المناسبة لأؤكد بإسم كل الأحرار في قوى 14 آذار أن هذا لا يعبر عن سياسة الحكومة اللبنانية ولا الشعب اللبناني. تجاه إخوتنا دول الإعتدال والإستضافة والتضامن العربي مع لبنان والدولة اللبنانية والشعب اللبناني".

وقال:"يبقى أن خيارنا لا يمكن أن يكون بعدة إتجاهات، نحن خيارنا محسوم، خيارنا أن يكون إتفاق الطائف المنعش لتطبيقه في لبنان هو النموذج لكل أزمات دول المنطقة العربية وإلا التفتيت وحروب الى عشرات السنين . لا يمكن الوصول الى حل بأي دولة عربية تشهد الأزمة حاليا بوهم أن التغيير لن يحصل وأن الأنظمة ستستمر كما هي عليه ومن يفكر كذلك ويعلن ذلك هو ملتبس أو واهم . فحركة الشعوب لا يمكن أن تقمع ويعود كل شيء الى ما كان عليه. قد تتعثر أو تتأخر، قد تدفع تضحيات أكثر من غيرها ولكن ما من شعب في التاريخ تحرك وعاد الى الوراء لا بل وصل في النهاية الى أهدافه وقد تقتل الثورات أبناءها ولكن لا تترك ظالما في مكانه. وهذا ردنا البسيط على من يدعي أنه ممثل الإله على الأرض ويدعي بأن إسقاط النظام قد بات وراءنا. ونحن نسأل هل لا يزال هناك نظام في سوريا؟ فمن يحمي الشام ليس النظام بل الدعم الخارجي من ضباط إيرانيين وقوى من العراق ومن لبنان . التغيير آت حتما، الوسيلة الوحيدة المضمونة لحقن الدماء حل سياسي يعترف بمكونات كل دولة في حقها في الشراكة على طريقة إتفاق الطائف الذي يجب أن نصونه برمش العين. هذا إتفاق وزمن تحكم فريق لفريق آخر إن كان طائفيا أو عرقيا أو غيره ضمن حدود دولة واحدة قد ولى الى غير رجعة ومن لم يتعظ بعد من التاريخ لا يمكنه أن يبني مستقبلا، ولا يمكن أن يعيش الإستقرار والسلام والأمن والشراكة مع الآخر. ولا إمكانية لأحد أن يتحكم بأحد لا في لبنان ولا في دول المنطقة. فأحلام الهيمنة والسيطرة والديكتاتورية إنتهت والحل الوحيد هو النموذج اللبناني بدون غلبة فريق على فريق آخر والإعتراف بوجود هذا الآخر ودوره وبشراكة جميع مكونات كل دولة حتى نصل الى الغد المنشود".

وفي الختام رد ريفي وزهرا وسعيد على أسئلة الحاضرين.

 

إيران تقرع طبول الحرب في الخليج العربي

داود البصري/السياسة

18 كانون الثاني/15

 لم تعان منطقة في عالمنا المعاصر من نتائج الحروب العبثية والتدميرية أكثر من منطقة الخليج العربي, التي كانت مسرحا مأساويا وساحة ميدانية لحروب دموية قاسية ابرزها الحرب العراقية ¯ الايرانية ( 1980/1988 ) التي أكلت أرواح مئات الآلاف من شباب البلدين وأستنزفت اقتصادياتهما وفتحت الطريق أيضا لحروب اقليمية جديدة وشرسة تكرست مع الغزو العراقي لدولة الكويت في 2/8/1990 وهو الغزو الأحمق الذي فتح بوابات جهنم على العراق والعالم العربي وكان المسمار الأول في نعش تمزيق العراق وتدميره وانهائه كدولة ومجتمع, لقد تعلل النظام العراقي السابق بملف الخلافات النفطية حول الانتاج والأسعار كسبب من أسباب الغزو ظاهريا. فوفقا لارشيف الذاكرة فان مؤتمر قمة بغداد المنعقد يوم 28 مايو 1990 قد شهد تصريحا ساخنا وتهديديا لصدام حسين حول موضوع قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق, ثم أتبع ذلك بصدور بيان من وزارة خارجية العراق وقتذاك ينتقد فيه مواقف الكويت ودولة الامارات, حتى تطورت الأمور لحالة الاحتلال العسكري التي رسمت خطوطا دموية جديدة على رمال جزيرة العرب, وغيرت الكثير من التحالفات ومن قواعد اللعبة الاقليمية أيضا. اليوم يتكرر المشهد التهديدي المزعج ومن زاوية نفطية أيضا ومن أطراف خليجية في ظل حالة فظيعة من التداخل المعقد لملفات ادارة الصراع الاقليمي, المتوترة أصلا, فمن ميناء بوشهر الايراني تخلى الرئيس الايراني حسن روحاني عن اعتداله الشائع, وأطلق صرخة الألم الايرانية الموجعة من نتائج انهيار أسعار البترول في السوق الدولية والضرر الكبير الذي لحق بالاقتصاد الايراني المنهك نتيجة لذلك, لم يتردد الرئيس الايراني في تحذير دولتي السعودية والكويت من نتائج انهيار الاسعار, وهو تحذير قيل بأسلوب تهديدي لا تخطئ العين الخبيرة ولا الفكر السليم قراءة دلالاته ومغازيه.

الواقع ان ذلك التهديد اللفظي يحمل من عناصر الغرابة الشيء الكثير فلا السعودية ولا الكويت ولا أي طرف منتج للبترول من مصلحته هذا الانهيار السعري كما أن قضية بورصة أسعار بيع البترول لا تتحكم فيهما لا السعودية ولا الكويت. المشكلة الأساسية تكمن في منهجية النظام الايراني ذاته, من خلال تماديه في التسلح المفرط والتباهي بالمناورات العسكرية الكبرى كدليل على اوهام القوة المريضة, اضافة للنفقات التي تتحملها الخزينة الايرانية جراء توسع الدور الايراني في قضايا وملفات المنطقة, فالمجال الحيوي الايراني ممتد من كابل شرقا وحتى بيروت غربا وصولا لجنوب الجزيرة العربية في جبال اليمن دون تناسي حقيقة الجهد العسكري الايراني القوي جدا والمتزايد في العراق والشام والخسائر الكبرى التي منيت بها ايران من أسلحة ومن قيادات للحرس الثوري وهو تورط متزايد يبدو واضحا بأن الايرانيين عازمون على توسيعه بدلا من تقليصه! فمن السهل الدخول في معركة أو حرب ولكن من الصعب جدا الخروج منها دون تأمين المواقع الخلفية أو تحقيق النتيجة التي كانت متوخاة من ذلك التدخل الذي اتخذ موقفا تصاعديا تمثل في الزيادة المفرطة في حجم وطبيعة الخسائر البشرية التي تقدمها قوات النخبة الايرانية (الحرس الثوري) ليس في بطاح العراق فقط بل في عمق الأراضي السورية وفي مقاومة الثورة الشعبية السورية المتفاقمة منذ أربعة أعوام, وأنصار النظام الايراني في العراق باتوا يعترفون علانية بأنه لولا الدعم العسكري الايراني المباشر لهم ما كان لحكومتهم في بغداد أن تستمر وهو تصريح غريب لكنه يحمل أيضا توضيحا وافيا لحالة الانتشار العسكري الايراني في الشرق مع ما يستدعيه ذلك التوسع من استنزاف مادي مرهق سترتد مؤثراته على النظام الايراني من خلال حركة الشارع الايراني والخشية من انتفاضة أو ربيع ايراني جديد يكرر سيناريوهات ربيع 2009 وبين الملفات الايرانية الكبرى العائمة والحروب المتنقلة التي تخوضها قوات الحرس والتعبئة والجيش وحالة الانهيار الاقتصادي المريع ترتسم في المنطقة علامات توتر واضحة تقرع خلالها طبول الحرب النفسية وتنطلق التحذيرات والمخاوف وترسم الخطوط الحمراء فيما تسمع من بعيد أصوات خافتة تعلوأحيانا لطبول حرب اقليمية مروعة نأمل ألا تتطور الى مالا يحمد عقباه, فالمنطقة لم تعد تحتمل مصائب مضافة.

 

المتطرفون وإفساد العلاقة بين الناس

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/15

صديقي الراحل صالح العزاز كان يعالج من مرض السرطان في مدينة هيوستن الأميركية، عندما وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، التي هزت المجتمع الأميركي حينها. كنا قلقين أن تنسحب الأخبار السيئة على العامة من الأميركيين نتيجة الغضب والتحريض، وأن تؤثر على علاقة المجتمع هناك بعموم العرب والمسلمين المقيمين، والدارسين والسياح.

اتصلت به، وسألته إن كان هناك خطر عليهم، أو مضايقات، بعد مرور بضعة أسابيع من تلك الأحداث المروعة. فاجأني بأن كل من حوله كان متعاطفا معه، في الحي والعيادة. روى لي كيف أن جاره، الذي لا يعرفه، في الحي، زارهم في البيت ليطمئن عليهم، وعرض عليه أن يقل أطفاله كل صباح للمدرسة مع أطفاله، فيما تأخذه زوجته لإكمال علاجه. مثل هذه العلاقة الإنسانية بين الناس هي ما يريد الإرهابيون والمتطرفون تخريبه، وهناك العديد من القصص المفرحة عن العلاقات الرحيمة التي تلت أحداث باريس، والهيجان المفرط من قبل متطرفين على الجانبين. وكان لكلمة الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، تأثير إيجابي، حيث دافع فيها عن الجالية المسلمة في بلاده، ونزهها عن الإرهاب، وأن التنظيمات الإرهابية قتلت من المسلمين أكثر مما أصابت غيرهم. فهدف تنظيم داعش، وقبله تنظيم القاعدة، هو تحريض المسلمين ضد غيرهم، وإشعال حريق في المجتمعات المختلطة، ضمن مفهوم إيقاع الصدام الذي يحدثونه في كل مجتمع يندسون فيه.

ومع هذا، وقعت حوادث كثيرة من قبل العنصريين الذين يريدون الاستفادة من جريمة تنظيم {القاعدة في اليمن} في تأليب الرأي العام الفرنسي، وغيره، الغاضب، للانتقام من المسالمين من المسلمين وغيرهم. فقد احتفل الفرنسيون برواية مناقضة لما فعله مسلحو «القاعدة» الذين قتلوا اثني عشر شخصا في هجومهم على المجلة الفرنسية، ففي مقابل الأشرار المسلمين كان هناك أبطال مسلمون أعظم منهم، كالشرطي المسلم الذي قتله الإرهابيون وهو يطاردهم، والثاني بقال مهاجر، اقتحم دكانه مسلّح وقتل أربعة متسوقين. وقد قررت الحكومة الفرنسية إقامة احتفال تكرم فيه المسلم المالي، لأنه خاطر بحياته وأخفى متبضعين طلبوا عونه، بينهم يهود، وخبأهم في ثلاجة المتجر من الإرهابي الذي اقتحم المحل. وقد وعدته الحكومة بمنحه الجنسية الفرنسية، واحتفت ببطولته، وعممت قصته عبر وسائل الإعلام.

وما بين تطوع الجار الأميركي لنقل أبناء الصديق صالح، رحمه الله، إلى مدرستهم، وما فعله البقال المسلم للفرنسيين، تعبير عن حقيقة جوهر الناس وطيبتها وإنسانيتها، فمن عادتها أن تتعايش كفرق ونحل وأفكار. وفي الوقت نفسه ندرك أن للإعلام قوة يمكن تسييرها للخير أو الشر. يستطيع أن يداوي العلاقات ضد الكراهية والعنصرية. فما تحاول أن تفعله تنظيمات مثل «داعش»، هو استخدام الإعلام من أجل تأجيج الرأي العام المسلم ضد خصومها، تحت ذرائع يسهل اختيارها أو اختلاقها، وافتعال الصدام، وهي تعلم أن الإعلام خير ماكينة لتعميم الصور، والدموع، والغضب، والتحريض، وتبادل الشتائم، ونقل المعركة إلى الأحياء والبيوت.

 

قراءة سياسية في أحداث فرنسا الدينية

مهى عون/السياسة

18 كانون الثاني/15

 سوف نعتمد مصطلح “أحداث” بدل حصر الكلام بكلمة “مجزرة صحيفة شارلي إيبدو”, فكما يبدو, ما من شيء يؤكد أن المقتلة التي حدثت في الصحيفة (مقتل 12 عاملاً في الصحيفة بين رسام كاريكاتوري وإداري) انتهت عند هذا الحد, أو أنها لن تكون جزءاً من مسلسل شيطاني رهيب مثقل بالرسائل الأمنية للدولة الفرنسية وللاتحاد الأوروبي من ورائها, فالرسالة القاتلة التي هي بهذا الشكل نوع من التهديد المباشر أو عملية انتقامية ممن يلوثون صورة بعض الرموز الدينية في المسيحية والإسلام, ليست بعيدة من نمطية مسلسلات العمليات الإرهابية المتتالية التي نراها في ممارسات تطبيق الشريعة الإسلامية على يد تنظيمات أصولية كداعش وسواها, فالعملية الانتقامية ممن يتطاولون على الرموز الدينية المسيحية والإسلامية, وعلى رأسهم النبي محمد, تندرج هنا كما هناك ضمن ستراتيجية واحدة مغايرة تماماً لشكلها الديني الخارجي. وإذا كانت نمطية الشكل الخارجي هي نفسها شرقاً وغرباً, بدليل استكمال المسلسل التخريبي الذي رأيناه منذ يومين في استهداف شرطية تعمل أمام مقر الرئاسة الفرنسية بعد مرور أسبوع فقط من الحادثة المروعة في مكاتب الصحيفة, وتمدد أصابع الإرهاب باتجاه بلدان أخرى مجاورة لفرنسا, مثل بلجيكا, فمن المهم الإشارة إلى أن هذا المسلسل يندرج تحت عنوان واحد هو لي ذراع الإدارة الفرنسية التي تطبع بسياستها مجمل قرارات الاتحاد الأوروبي. ومن دون ولوج جدلية الصراع القائم بين الحريات والمعتقدات الدينية, وأين تبدأ هذه وتنتهي تلك, وبعيداً من هذه الجدلية العقيمة التي كثر الكلام عنها في مختلف وسائل الإعلام الغربية والعربية وتم تشريحها وتحليلها بالطول والعرض, لا بد من التسليم بأن هذا الإرهاب القاتل ليس سوى امتداد لما يعيشه العالم العربي والمشرقي منذ عقود تحت غطاء الدين, والذي لم يكن هنا وهناك سوى غلاف لرسالة مضمونها معروف ومقروء, وهو “إما الامتثال والتدجين والرضوخ أو القتل والفوضى”.

وللجواب على تساؤل يراود الذهن, وهو: تدجين من ولمصلحة من? يمكن القول إن الأصابع الخفية التي حركت وزعزعت أمن سورية والعراق ومنعت الثورات هناك من تحقيق حلمها وأهدافها, هي نفسها التي تحاول العبث بالمجتمعات الغربية والفرنسية اليوم على وجه التحديد, وإن بمضمون مختلف عن مضامين الرسائل الموجهة عبر موجات الإرهاب الداعشي للشعوب العربية الثائرة والمعارضة. هذه اليد إياها التي ظهرت فجأة في الداخل الفرنسي لمعاقبة رسامين كاريكاتوريين أهانوا المقدسات والرموز المسيحية والمسلمة, لم تكن في الحقيقة سوى وسيلة لإيصال رسائل لمن يعنيهم الأمر. لكن هل وصلت الرسالة فعلاً? وهل قرأها الرئيس الفرنسي بشكل جيد بعد أن سمعناه في الأيام التالية للعملية الإرهابية يعرب عن أسفه لعدم تدخل فرنسا بشكل مبكر على صعيد المشهدية السورية لدعم الشعب السوري والوقوف مع ثورته في وجه الطاغية? وفي حال أن الرئيس الفرنسي قرأ الرسالة جيداً, فالذي يمكن قوله في هذا الخصوص هو أن موقفه حيال الوضع السوري يتناقض وفحوى الرسالة الإرهابية التي تهدف إلى ليِّ الذراع الفرنسية وتطويعها وتغييرها. من هنا يمكن فهم الموقف الرئاسي الفرنسي الأخير بعد التفجير الذي طاول صحيفة “شارلي إيبدو”, من باب “النكاية “, أي من باب الإعراب عن نية عدم الامتثال والرضوخ لضغوط الإرهاب كوسيلة لتغيير موقف دولة عظمى كالدولة الفرنسية, مع العلم أن هذه اليد الآثمة إذ تجسد أنظمة مارقة وإرهابية وربما مستاءة من سياسة الدولة الفرنسية التي آثرت عدم التورط في “مسرحية” قوات التحالف الدولية لمكافحة التنظيمات الإرهابية في العالم العربي, هذه اليد تتجسد في تنظيمات إرهابية ليست في الحقيقة مستقلة في قرارها, فهي قائمة ومستمرة لأنها فقط مدعومة وتغذيها دول وأنظمة هي نفسها من ضمن قوات التحالف أيضاً, وهذا أمر بات معروفاً ومقروءاً بخصوص تنظيم داعش اليوم في بلاد العراق والشام. وإذا كان الإرهاب, كل إرهاب, متعاوناً في العمق مع الطغاة وأنظمة الاستخبارات العالمية, فهذه الجريمة البشعة استهدفت صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية في مشهدية انتقام شكلاً, لما تجسده هذه الصحيفة من “انفلات” كامل لاحترام الرأي والرأي الآخر والمعتقد الآخر شكل نقطة ضعف وثغرة في التشريع الفرنسي حول الحريات العامة يتناقضان مع روح ثقافة الحريات في فرنسا وفلسفتها وموروثاتها, وخصوصاً العائدة منها للفيلسوف الفرنسي “فولتير”, وتم بسببهما اختراق فرنسا من الإرهاب العابر للقارات, بهدف زعزعة الأمن في فرنسا, تماماً كما استُغلت وتُستغل نقطة الضعف في المجتمعات العربية عن طريق المزايدة في مسالة التزمت والتشدد الديني.

لذا يمكن القول إن لا الصحيفة ولا مسألة التعدي على الأديان السماوية في فرنسا وعالم الغرب عامة, هو الدافع الوحيد للعمل الإجرامي الأخير, وإذا كان صحيحاً أن العالم أجمع هرول إلى فرنسا للتضامن مع ما جعله الفرنسيون في مقدمة مقدساتهم, أي “حرية الرأي والكلمة” فالذي تم التعتيم عليه في هذه التظاهرة وفي وقفة التضامن مع شعار حرية الرأي المنتهك في جريمة “شارلي إيبدو”, هو تغييب التضامن مع ضحية الإرهاب الأخرى, وهو الإسلام الحقيقي, وليس كما يحلو للبعض تسميته بالإسلام المعتدل. في الحقيقة الإسلام الحنيف هو ضحية مماثلة للحرية, وهما ضحيتان يتم ذبحهما اليوم شرقاً وغرباً على مذبح الإرهاب الدولي. وقد لا يكون من باب المزايدة والافتراء القول إن أحداث الشرق الأوسط, ولا سيما أزمة المراوحة في عدم التوصل لحلول جذرية في سورية والعراق, باتت ترخي بثقلها على أمن دول القرار واستقرارها, وفي مقدمها الدولة الفرنسية, فما من أمور مستحيلة في ظل التداخل الحاصل بين الشرق والغرب بعد تحول العالم قرية صغيرة نتيجة سهولة وتكثيف وسائل الاتصالات والتواصل. لذا يمكن القول إنه ليس مهماً ومفصلياً أن تستدرك الدولة الفرنسية وتقرر ربما سَن قوانين صارمة تمنع بموجبها التعدي على المعتقدات الدينية المسيحية والإسلامية, أسوة بالتشريعات التي تمنع المس بالمعتقدات اليهودية حتى تكف شر الإرهاب المتطرف عنها. فما يمكنه حماية أمن واستقرار فرنسا والولايات المتحدة وسواهما, هو تبني سياسة حكيمة وأكثر عدلاً وتجرداً من تلك التي هي بصددها في منطقة الشرق الأوسط حالياً. وإذا كان الكيل بمكيالين لا يهمها, وهي ربما مقررة المضي بسياستها المجحفة والمواربة, كون نتيجة التداعيات الإرهابية الحاصلة سوف تطاول شعوبها في المرتبة الأولى ولا تطاولها هي, فالذي يمكن قوله إن هذه الأنظمة لن تكون بمنأى عن مصير أنظمة الشرق الأوسط البائدة, مع فارق أن الشعوب الغربية ليست بمستوى ركاكة الشعوب المشرقية العربية ووهنها ومماطلتها ونلكؤها في اتخاذ قرار المحاسبة, حيث إنها -أي الشعوب الغربية- قد تكون أقسى وأعتى وأشرس في دق ناقوس الخطر لأنظمتها.