المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 آذار/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 22 و23 آذار/15  

بعد رستم غزالي.. ماذا عن مصطفى بدر الدين/عماد قميحه/23 آذار/15     

العقوبات الأممية على إيران تشكل نقطة فاصلة في طريق الاتفاق/وكالات/23 آذار/15     

المفتي دريان لـ «الحياة»: التطرف ضعف والإصلاح يرد عن ديننا التشويه/23 آذار/15  

أرقام الخريف العربي/غسان شربل/23 آذار/15  

قلق غربي حول مستقبل الاتفاق مع إيران/ثريا شاهين/23 آذار/15

استنتاجات العارف/علي نون/23 آذار/15

رصد لقضية رستم غزالي من باب المحكمة: هل من رابط مع مسار شهادات لاهاي/روزانا بومنصف/23 آذار/15

بكركي لن تقرع الأجراس عند انتخاب رئيس إلا إذا رفعت العصا في وجه من عصاها/اميل خوري/23 آذار/15

السياسة تحاول مدّ يدها إلى المؤسّسة الوطنية الوحيدة غير المسيّسة حرام أن تفعل جهّة مسيحية في موقع القيادة ما فعلت بالرئاسة/ايلي الحاج/23 آذار/15

سلام مرتاح إلى استعادة الحكومة إنتاجيّتها تقدّم في ملفّ العسكريّين والتمديد لقهوجي مبكر/سابين عويس/23 آذار/15

حملة 8 آذار على انطلاقته دليل على حاجة 14 آذار لمهامه المجلس الوطني يتحضّر لمهام مغايرة عن الأمانة العامّة وتحدّيات دوره تستعيد مشهد خليّة حمد» ضدّ قرنة شهوان/سيمون ابو فاضل/23 آذار/15  

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 22 و23 آذار/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/3/2015

نواب زحلة لمجلس شورى الدولة: الكلمة الأخيرة للشعب ولن نتوانى عن اية خطوة تحت سقف القانون لوقف طاحونة الإسمنت

سلام عرض مع دامرجي هواجس المستأجرين

جعجع: وجود حزب الله كدويلة يعوق قيام الدولة إلغاء الطائفية السياسية يكون بإلغاء الطائفية قبلها

الحجار: للتوافق على عون كرئيس عليه أن يتحاور مع الأفرقاء المسيحيين

النائب قباني: تمسك عون بترشحه يعرقل التوافق الرئاسي والضوء الاحمر في هذا الملف ياتي من ايران

نقابة النقل المشترك سلمت سلام مذكرة بمطالب القطاع: لانهاء الفوضى العارمة التي تسبب بها دعم القطاع الخاص

بسام أبو زيد رئيسا بالتزكية لنادي الصحافة

شبح التعطيل والخلافات يعود إلى الواجهة: “حزب الله” وعون يشاغبان لأسباب إقليمية ما يكشف هشاشة الهدنة السياسية في لبنان

المشنوق من واشنطن: الحوار مع حزب الله متقدم لكن انتخاب رئيس للجمهورية هو موضوع اقليمي

طلال المرعبي: ما يحصل مجاملات حوارية لتهدئة الخواطر

مطر ترأس قداس عيد مار يوسف في حارة حريك: لنتمسك بوطننا ونقويه ليكون مخدوما قبل غيره

عدوان في عشاء مهندسي القوات: نرفض المحاصصة والوفاق عند كل استحقاق

شكر نفى ما يتم تداوله حول الوضع الداخلي لحزب البعث

الجوزو: إيران تريد جرنا الى حرب عالمية ثالثة

فتفت والخير من المنية: زرع بذور الفتنة في صفوف المستقبل لن ينجح

امين الجميل الى لندن لإلقاء محاضرة في مجلس العموم البريطاني

الراعي في مئوية رفقا: كم نحن بحاجة إلى البصيرة الداخلية ليلتمس المسؤولون جسامة الفراغ ونتائجه الوخيمة

البطريرك يوحنا العاشر من السقيلبية: قساوة الايام الحاضرة لن تحجب عن المسيحيين ارادة البقاء في ارضهم

طعمة: المسيحيون لا يحتاجون الى تأشيرات هجرة بل يحتاجون الى ثباتهم في ارضهم

العشاء السنوي لمصلحة المهندسين في القوات… عدوان: نرفض اللجوء الى المحاصصة والوفاق عند كل استحقاق

المشنوق: الحوار مع حزب الله متقدم لكن موضوع انتخاب رئيس للجمهورية هو موضوع اقليمي

"حزب الله": سنصل إلى ملء الشغور بمن يحفظ مسار النهوض والمقاومة

رعد: الأوضاع في سوريا تتحسن لغير مصلحة التكفيريين ولن يستطيعوا أن يقلبوا الطاولة على أحد في لبنان

قاسم هاشم: الحوار السبيل الوحيد لمناقشة كل القضايا الخلافية

الساحلي: لبنان لا يحكم الا بالتوافق والحوار

علي خليل وفياض أكدا خلال افتتاح مركز بلديات جبل عامل اهمية الحوار

أوباما: فوز نتانياهو لن يؤثر على الملف النووي الإيراني

CIA": واشنطن تستطيع منع ايران من تطوير قنبلة نووية

القوى الكبرى تؤكد وحدتها في المفاوضات مع ايران حول النووي

مجلس الأمن يدين أفعال الحوثيين في اليمن »

الحوثيون يسيطرون على مطار مدينة تعز اليمنية

مشاة البحرية الاميركية تطلب توخي الحذر بعد نشر داعش لائحة باسماء عسكريين وعناوينهم

واشنطن تجلي كل طاقم سفارتها في اليمن

هادي العامري: سليماني يتواجد في العراق “متى ما نحتاجه”

بالفيديو : لحظة سقوط مروحية للنظام في ريف إدلب بسوريا بيد المعارضة

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا10/من38حتى42/مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد 

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس01/من01حتى07/إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم 

*عيد القدّيسة رفقا المعترفة

*القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة/تعليق على إنجيل القدّيس لوقا

*شركة سيدنا الراعي ومحبته/الياس بجاني

*بالصوت والنص/عربي وانكليزي/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في عجيبة شقاء الأعمى

*اضغط هنا لدخول صفحة التأملات على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في عجيبة شقاء الأعمى/22 آذار/15

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في عجيبة شقاء الأعمى/22 آذار/15

*من الأرشيف،نص عربي وانكليزي/اضغط هنا لدخول صفحة خاصة بشفاء الأعمي على موقعنا الألكتروني القديم

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*العمى عمى القلب وليس عمى البصر/الياس بحاني

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/3/2015

*نواب زحلة لمجلس شورى الدولة: الكلمة الأخيرة للشعب ولن نتوانى عن اية خطوة تحت سقف القانون لوقف طاحونة الإسمنت

*الراعي في مئوية رفقا: كم نحن بحاجة إلى البصيرة الداخلية ليلتمس المسؤولون جسامة الفراغ ونتائجه الوخيمة

*شبح التعطيل والخلافات يعود إلى الواجهة: “حزب الله” وعون يشاغبان لأسباب إقليمية ما يكشف هشاشة الهدنة السياسية في لبنان

*دريان لـ «الحياة»: التطرف ضعف والإصلاح يرد عن ديننا التشويه/وليد شقير/الحياة

*جعجع: وجود حزب الله كدويلة يعوق قيام الدولة إلغاء الطائفية السياسية يكون بإلغاء الطائفية قبلها

*النائب قباني: تمسك عون بترشحه يعرقل التوافق الرئاسي والضوء الاحمر في هذا الملف ياتي من ايران

*رعد: الأوضاع في سوريا تتحسن لغير مصلحة التكفيريين ولن يستطيعوا أن يقلبوا الطاولة على أحد في لبنان

*بسام أبو زيد رئيسا بالتزكية لنادي الصحافة

*النائب نضال طعمة: المسيحيون لا يحتاجون الى تأشيرات هجرة بل يحتاجون الى ثباتهم في ارضهم

*العشاء السنوي لمصلحة المهندسين في القوات… عدوان: نرفض اللجوء الى المحاصصة والوفاق عند كل استحقاق

*بعد رستم غزالي.. ماذا عن مصطفى بدر الدين؟/عماد قميحه/جنوبية

*موقع فيلكا الإسرائيلي: فؤاد السنيورة عميل للموساد ومتورط باغتيال الحريري

*"CIA": واشنطن تستطيع منع ايران من تطوير قنبلة نووية

*العقوبات الأممية على إيران تشكل نقطة فاصلة في طريق الاتفاق  

*أوباما: فوز نتانياهو لن يؤثر على الملف النووي الإيراني

*هادي العامري: سليماني يتواجد في العراق “متى ما نحتاجه”

*أرقام الخريف العربي/غسان شربل/الحياة

*"حزب الله": سنصل إلى ملء الشغور بمن يحفظ مسار النهوض والمقاومة

*سيمون ابو فاضل - حملة 8 آذار على انطلاقته دليل على حاجة 14 آذار لمهامه «المجلس الوطني» يتحضّر لمهام مغايرة عن الأمانة العامّة وتحدّيات دوره تستعيد مشهد خليّة «حمد» ضدّ «قرنة شهوان»

*السياسة تحاول مدّ يدها إلى المؤسّسة الوطنية الوحيدة غير المسيّسة حرام أن تفعل جهّة مسيحية في موقع القيادة ما فعلت بالرئاسة/ايلي الحاج/النهار

*بكركي لن تقرع الأجراس عند انتخاب رئيس إلا إذا رفعت العصا في وجه من عصاها/اميل خوري/النهار

*رصد لقضية رستم غزالي من باب المحكمة: هل من رابط مع مسار شهادات لاهاي/روزانا بومنصف/النهار

*استنتاجات العارف/علي نون/المستقبل

*قلق غربي حول مستقبل الاتفاق مع إيران/ثريا شاهين/المستقبل

*سلام مرتاح إلى استعادة الحكومة إنتاجيّتها تقدّم في ملفّ العسكريّين والتمديد لقهوجي مبكر/سابين عويس/النهار

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا10/من38حتى42/مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد 

"فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا. وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ. أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!». فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس01/من01حتى07/إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم 

"يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ رَسُولِ المَسيِحِ يَسُوعَ بِمَشِيئَةِ ٱلله، ومِنْ طِيمُوتَاوُسَ الأَخ، إِلى كَنِيسَةِ ٱللهِ الَّتي في قُورِنْتُس، وإِلى جَمِيعِ القِدِّيسِينَ الَّذِينَ في أَخَائِيَةَ كُلِّهَا: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلامُ مِنَ ٱللهِ أَبِينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح! تَبَارَكَ ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، أَبُو المَرَاحِمِ وإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَة! هُوَ الَّذي يُعَزِّينَا في كُلِّ ضِيقِنَا، لِنَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُم في كُلِّ ضِيق، بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي يُعَزِّينَا ٱللهُ بِهَا. فَكَمَا تَفِيضُ عَلَيْنَا آلامُ المَسِيح، كَذلِكَ تَفِيضُ أَيْضًا بِالمَسِيحِ تَعْزِيَتُنَا. إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم، وهِيَ قَادِرَةٌ أَنْ تُعِينَكُم عَلى ٱحْتِمَالِ تِلْكَ الآلامِ عَيْنِهَا الَّتي نتَأَلَّمُهَا نَحْنُ. إِنَّ رَجَاءَنَا وَطِيدٌ مِنْ جِهَتِكُم، لِعِلْمِنَا أَنَّكُم كَمَا تُشَارِكُونَ في الآلام، كَذلِكَ تُشَارِكُونَ أَيْضًا في التَّعْزِيَة."

 

عيد القدّيسة رفقا المعترفة

الاثنين 23 آذار/مارس 2015

«إسألوا تعطَوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتح لكم» (مت 7: 7)

وُلدت بطرسيّة في حملايا (المتن الشماليّ) في 29 حزيران 1832. فقدت أُمَّها وهي صغيرة. عملت خادمةً لدى أُسرة في سوريَّة. عادت إلى بيتها الوالديّ فرأت أباها تزوَّج ثانية. أَرادت خالتاها تزويجاها بأحدِ أقربائِهما. ففضّلت أن تتركَ البيتَ وتترهّب. إِلتحقت بجمعيّة المريمات وأضحت راهبة. سنة 1871، إِنتقلت إلى الرهبنة اللبنانيَّة المارونيَّة بعد إلغاء تلك الجمعيَّة، في دير مار سمعان أيطو، آخذةً اسم رفقا. وفي سنة 1885، طلبت من اللّه أن يُشركها في آلام ابنه الفادي. فشعرت منذ ذلك اليوم بآلامٍ في العين ثمّ الرأس، إلى أن امتدَّت إلى جسمها كلّه فأضحت طريحة الفراش مدّة 29 سنة. رقدت برائحة القداسة سنة 1914 في دير مار يوسف ـ جربتا. أُعلنت قداستها سنة 2001.

 

القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة/تعليق على إنجيل القدّيس لوقا

معًا، مرتا ومريم تستقبلان حكمة الله (1قور1: 24)

للفضيلة أكثر من وجه. يظهر لنا مَثَل مرتا ومريم في أعمال الأولى التفاني النشيط، وعند الأخرى إصغاء القلب إلى كلمة الله. إن كان هذا الإصغاء مرتبطًا بإيمان عميق، يكون أفضل من الأعمال ذاتها: "لقد اختارت مريم النصيب الأفضل ولن يُنزع منها". فلنجهد نحن أيضًا لامتلاك ما لا يمكن أن يُنزع منّا من خلال الإصغاء بانتباه وليس بطريقة ساهية؛ فحتّى الزرع الذي هو كلام الله الآتي من السماع يمكن أن يُنتَزع من القلوب إن وقع على جانب الطريق (لو8: 5، 12). كنْ إذًا راغبًا في نيل الحكمة مثل مريم؛ فهذا عمل أكبر وأكثر كمالاً. ولا تسمح لهموم الخدمة بمنعك من استقبال الكلمة الآتية من السماء. لا تنتقد ولا تعتبر بطّالين جميع الذين يجتهدون للتعرّف إلى الحكمة، لأنّ سليمان الحكيم قد دعاها لتقيم عنده (حك9: 10). فالموضوع لا يتعلّق بإلقاء اللوم على مرتا على خدمتها الجيّدة، لكنّ مريم بدت متفوّقة لأنّها اختارت النصيب الأفضل. يمتلك يسوع ثروات متعدّدة وهو يوزّعها بسخاء. فقد اختارت المرأة الأكثر حكمة ما اعتبرته النصيب الأفضل. كما اعتبر الرسل أيضًا أنّه يستحسن عدم إهمال كلمة الله لخدمة الموائد (رسل6: 2). لكنّ الأمرين هما من أعمال الحكمة. لقد اختير إسطفانُس كخادم وكشمّاس، وكان ممتلئًا من الحكمة (رسل6: 5، 8)... في الواقع، أنّ جسد الكنيسة هو واحد؛ وإن كانت أعضاؤه مختلفة، فهي بحاجة إلى بعضها البعض. "فلا تستطيع العين أن تقول لليد: لا حاجة بي إليك. ولا الرأس للرجلين: لا حاجة بي إليكما" (1قور12: 21)... إن كان بعض الأعضاء أكثر أهميّة، تبقى الأعضاء الأخرى ضروريّة. فالحكمة تكمن في الرأس والعمل في اليدين.

 

شركة سيدنا الراعي ومحبته

الياس بجاني/22 آذار/15

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

سمعنا عظة سيدنا الراعي اليوم وهي انشائياً رائعة وتحفة لغوية ولكن السؤال هو: هل سيدنا ملتزم عملاً وممارسة وعلاقات وتواضع وتجرد ووطنية وعدل وإدارة بما جاء في عظته؟

نحن شخصياً وبصراحة متناهية وبصوت عال وعن قناعة وإيمان إنجيليين ومارونيين نقول إننا لا نري في ممارساته وتحالفاته ورمادية مواقفه ومساواته بين الخير والشر وبين السياديين والمرتزقة إلا تناقضاً كلياً مع إنشائية عظته.

انجيلياً ومارونياً وضميرياً فنحن كلما سمعنا سيدنا يتكلم وهو يتكلم بشكل يومي نكرر بحزن ما يقوله الإنجيل المقدس: "اسمعوا كلامهم ولا تفعلوا أفعالهم".

على فكرة كانت الفضائح في كازينو لبنان أوردت اسم ابن أخ البطريرك من ضمن الموظفين الذين لا يداومون ويقبضون رزمة منتفخة من الدولارات الأميركية، فهل تكرم هو أو غيره من الغيارى وأعلمونا كما كان تعويض ابن الأخ المصروف من عمل كان يقبض منه ولا يعمل فيه. أما إن كان الخبر غير صحيح ويأتي ضمن المؤامرة الدولية على سيدنا فليوضح الأمر.

هل شعار الشراكة يعني الشراكة مع السياسيين والنافذين في التنفيعات والفساد والإفساد وفي توزيع أراضي الوقف بعقود اجار طويلة الأمد هدايا على الأقارب والأحباء والمحظيين؟!!

في الخلاصة من يشهد للحق الحق يحرره.

فيا موارنة، يا ملح لبنان وحماة كيانه وهويته واستقلاله ارفعوا أصواتكم لتصل إلى السماء حيث قاضيها يرى ويسمع وهو وإن أمهل فلا يهمل ويوم حسابه لا مناص أو هروب منه.

يا موارنة، يأ أهلي ويا أبناء ملتي الأحباء تذكروا أن المسيح رد على الكتبة والفريسيين الذين طلبوا منه اسكات تلاميذه قائلاً: "لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة".

**ملاحظة/الصورة المرفقة هي لقصر وليد غياض كما كانت نشرتها الصحف اللبناني

 

بالصوت والنص/عربي وانكليزي/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في عجيبة شقاء الأعمى

اضغط هنا لدخول صفحة التأملات على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في عجيبة شقاء الأعمى/22 آذار/15

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في عجيبة شقاء الأعمى/22 آذار/15

من الأرشيف،نص عربي وانكليزي/اضغط هنا لدخول صفحة خاصة بشفاء الأعمي على موقعنا الألكتروني القديم
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

العمى عمى القلب وليس عمى البصر

الياس بحاني/22 آذار/15

"جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون". (يوحنا 09/39)

كم بيننا من أفراد وجماعات هم حقيقة عميان بصيرة، وقليلو إيمان، وخائبو رجاء، في حين أن عيونهم من الناحية الصحية سليمة مئة في المائة، غير إن علتهم تكمن في عمى البصيرة وليس عمى البصر، فهم وإن كانت عيونهم متعافية إلا أنها تحجب عن عقولهم ووجدانهم وقلوبهم المحبة فيعشون في ظلام دامس بعيدين عن الله.

الأعمى ابن طيما الشحاذ الذي هو موضوع مقالتنا نذكره اليوم في كنائسنا المارونية ونسمي الأحد السادس هذا من الصوم الكبير باسم عجيبة شفائه، (أحد شفاء الأعمى).

يعلمنا الكتاب المقدس أن ابن طيما ولد أعمى ولم يكن يعرف الفرق بين النور والظلام، إلا أنه كان متنوراً في قلبه وضميره وإيمانه، وقوى وعنيد وثابت في رجائه. هذه العجيبة وردت في إنجيل القديس يوحنا 09(/01-41)، وفي إنجيل القدّيس مرقس (10/46-52)، وفي إنجيل القديس متى (20/29-34)

العجيبة كما وردت في إنجيل القدّيس مرقس(10/46-52): ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق".

يعطينا انجيل القديس يوحنا (09/08-34) المزيد من التفاصيل التي تبين لنا الإضطهاد والإرهاب اللذين تعرض لهما الأعمى بعد شفائه من أجل أن ينكر ما حصل: "

"فتساءل الجيران والذين عرفوه شحاذا من قبل: أما هو الذي كان يقعد ليستعطي؟ وقال غيرهم: هذا هو. وقال آخرون: لا، بل يشبهه. وكان الرجل نفسه يقول: أنا هو! فقالوا له: وكيف انفتحت عيناك؟ فأجاب: هذا الذي اسمه يسوع جبل طينا ووضعه على عيني وقال لي: إذهب واغتسل في بركة سلوام. فذهبت واغتسلت، فأبصرت. فقالوا له: أين هو؟ قال: لا أعرف. فأخذوا الرجل الذي كان أعمى إلى الفريسيين، وكان اليوم الذي جبل فيه يسوع الطين وفتح عيني الأعمى يوم سبت. فسأل الفريسيون الرجل كيف أبصر، فأجابهم: وضع ذاك الرجل طينا على عيني، فلما غسلتهما أبصرت. فقال بعض الفريسيين: ما هذا الرجل من الله، لأنه لا يراعي السبت. وقال آخرون: كيف يقدر رجل خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟ فوقع الخلاف بينهم. وقالوا أيضا للأعمى: أنت تقول إنه فتح عينيك، فما رأيك فيه؟ فأجاب: إنه نبي! فما صدق اليهود أن الرجل كان أعمى فأبصر، فاستدعوا والديه وسألوهما: أهذا هو ابنكما الذي ولد أعمى كما تقولان؟ فكيف يبصر الآن؟ فأجاب والداه: نحن نعرف أن هذا ابننا، وأنه ولد أعمى. أما كيف يبصر الآن، فلا نعلم، ولا نعرف من فتح عينيه. إسألوه وهو يجيبكم عن نفسه، لأنه بلغ سن الرشد. قال والداه هذا لخوفهما من اليهود، لأن هؤلاء اتفقوا على أن يطردوا من المجمع كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح. فلذلك قال والداه: إسألوه لأنه بلغ سن الرشد.

وعاد الفريسيون فدعوا الرجل الذي كان أعمى وقالوا له: مجد الله! نحن نعرف أن هذا الرجل خاطئ. فأجاب: أنا لا أعرف إن كان خاطئا، ولكني أعرف أني كنت أعمى والآن أبصر. فقالوا له: ماذا عمل لك؟ وكيف فتح عينيك؟ أجابهم: قلت لكم وما سمعتم لي، فلماذا تريدون أن تسمعوا مرة ثانية؟ أتريدون أنتم أيضا أن تصيروا من تلاميذه؟ فشتموه وقالوا له: أنت تلميذه، أما نحن فتلاميذ موسى. نحن نعرف أن الله كلم موسى، أما هذا فلا نعرف من أين هو. فأجابهم الرجل: عجبا كيف يفتح عيني ولا تعرفون من أين هو! نحن نعلم أن الله لا يستجيب للخاطئين، بل لمن يخافه ويعمل بمشيئته. وما سمع أحد يوما أن إنسانا فتح عيني مولود أعمى. ولولا أن هذا الرجل من الله، لما قدر أن يعمل شيئا. فقالوا له: أتعلمنا وأنت كلك مولود في الخطيئة؟ وطردوه من المجمع"

رغم أن ٱبْنُ طِيمَا كان أعمى وحاسة النظر عنده تالفة ومعطلة، غير أنه ومن خلال إيمانه وثقته بالله أدرك بعقله وقلبه أنه في حال ذهب إلى المسيح وطلب منه الشفاء فبقدرته أن يشفيه ويعيد له نعمة النظر التي حرم منهما منذ ولادته.

عندما اقترب من المسيح تمرد ورفض التقيد بتعليمات وتحذيرات الذين حاولوا منعه من تحقيق غايته فلم يأبه ولم يرتد ورفع صوته عالياً ومدوياً معلناً أن المسيح هو المخلص وأنه قادر على إعادة نظره إن رغب بذلك، وطلب من المسيح أن يشفيه فكان له ما أراد.

لم ييأس ولم يُحبط ولم يقبل بوضعية العاجز غير القادر على رؤية طريق الخلاص والسير عليها. عرّف قدرة وألوهية المسيح ولجأ إليه طالباً الرحمة والنعمة فحصل عليهما ومن ثم تبعه وتتلمذ له. رفض الإذعان لهرطقات الكتبة والفريسيين وبعناد الأبطال لم يُبدل ولم يغير كلمة واحدة عما قاله عن الأعجوبة.

اتُهم بالخيانة والعمالة للغريب إلا أنه تمسك بالحقيقة وشهد لها غير مبالي بما سيوقعه عليه رجال الدين اليهود من تحريم ونبذ وعقاب ومضايقات. مشى الطريق لأنه كان في النور وهم ضلوا لأنهم عميان بصر وبصيرة وقليلي إيمان. ولو نظرنا اليوم حولنا في زمننا الحالي نجد أن الحال لم يتغير حيث أن جماعات المؤمنين يتعرضون للمضايقات والإضطهاد والذل والأذى الجسدي في معظم بلدان العالم إلا أنهم يقاومون بعناد متكلين على الله تماماً كما كان حال ابن طيما.

ما أحوجنا اليوم كلبنانيين مقيمين ومغتربين أن نقتدي بمثال هذا الأعمى المؤمن فنسير بقوة وعناد وإيمان وثبات على طريق الخلاص ونطلب من الله نعمة النور الإيماني لينير دروبنا وعقولنا وينجينا من شر عبادة مقتنيات الأرض الفانية وأن لا يدخلنا في فخاخ الشرور والتجارب الإبليسية.

من المحزن أن دفة سفينة وطننا الأم لبنان يمسك بها ويتحكم بحركتها رعاة وقادة وسياسيين ومسؤولين عميان بصر وبصير وقد أوقعوه بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم في آفات الفوضى والاضطرابات والحروب وزرعوا بين أبنائه بذور الفتنة وثقافة الموت .

يا رب نور عقولنا لندرك أنك محبة، وابعد عنا ظلمة الخطيئة ونجنا من التجارب.

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/3/2015

الأحد 22 آذار 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

المشهد المحلي منصب على تعزيز الحوار وخفض الخطاب المتبادل، إفساحا في إنجاح الجهود لبلورة توافق على انتخابات رئاسة الجمهورية، ورسم أفقِ تشريع الضرورة النيابي.

وفي المواقف ترددت أصداء كلمات النائب جنبلاط أمام قصر الاليزية. وبرز موقف لجعجع اعتبر فيه أن سبب الفراغ الرئاسي هو قرار ايراني واضح جدا: إما انتخاب رئيس مؤيد لها تماما أو عدم إجراء الانتخابات الرئاسية.

وبانتظار بلورة حصيلة المحادثات الايرانية- الدولية حول الاتفاق النووي، سجل الملف اليمني إجماعا في مجلس الأمن على إصدار بيان رئاسي الليلة. فيما أعلن الموفد الدولي في صنعاء اسئناف الحوار الداخلي. أما في الميدان، فقد أحكم الحوثيون السيطرة على تعز.

وفي دمشق أكد الرئيس السوري أمام موفد روسي، الحرص على إنجاح الجهود الدبلوماسية، مطالبا بتحديد جدول أعمال حوار موسكو السوري.

وفي عمان تجري محادثات ترتيب اتفاق روسي- أردني يوقع الثلاثاء، في إطار تشغيل أول محطة نووية.

وقبل تفصيل كل ذلك، حادثة اختفاء طفل خلال ماراتون رياضي في الضبية- المارينا بعمر العشر سنوات، خطفت قلوب اللبنانيين على مدار النهار. وانشغلت القوى الأمنية وهيئات الصليب الأحمر والدفاع المدني بتكثيف عمليات البحث، إلى ان وجد الطفل رفيق وليد جمعة في منزله دون معرفة والديه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

شد حبال ايراني- غربي في اطار التفاوض النووي. طهران ثبتت شروطها. واشنطن أقنعت حلفاءها، فطرح الأميركيون التهاون مع الايرانيين حول الساحات الاقليمية تحت عنوان "الاتحاد في التصدي لداعش".

لا تبدو الجمهورية الاسلامية مقتنعة بالطرح الأميركي، تصريحات مرشد الثورة السيد علي خامنئي جاءت تستبعد أي تعاون مع واشنطن في قضايا الشرق الأوسط لأن الأهداف الغربية في تضاد مع الأهداف الايرانية. تتصرف الجمهورية الاسلامية من موقع القوي القادر المنحاز إلى جانب مصلحة الشعوب والاستقرار. فيما انصرف الرئيس الأميركي باراك أوباما للدفاع عن خياراته التفاوضية، واستكمال نزاعه مع رئيس الحكومة الاسرائيلية.

في اليمن، كانت تطورات الساعات الماضية ترسم المشهد الميداني والسياسي، الحوثيون تقدموا في الطريق إلى عدن، فسحب الأميركيون جنودهم من القواعد الجوية، وأجلوا العناصر الديبلوماسية وتفرغوا لمقاربة أوضاع اليمن في مجلس الأمن الدولي الليلة.

بين التفاوض النووي والميدان اليمني، تتراجع الملفات وإن كانت بحجم الأزمة السورية. الجيش أفشل محاولة "جبهة النصرة" تشتيت قواته جنوب سوريا، والرئيس بشار الأسد فوت على المعارضين محاولة ضرب الجهود الروسية. "الائتلاف المعارض" الذي بات في العناية الفائقة، لا قدرة لديه إلا على اصدار البيانات، تجاوزته حسابات الداخل والخارج، ويستعد آخرون معارضون لملء فراغ المعارضة والمشاركة على الطاولة الروسية، بين تأييد المصريين ومشاكسة الأتراك.

في لبنان، لا حديث يعلو فوق الحوار، بانتظار بت الاتجهات الاقليمية لتحديد المسارات اللبنانية. ومن هنا تبرز أهمية الجمع لا التفرقة في مرحلة الانتظار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

مسارات متعددة في المواجهة مع الفكر التكفيري، لا تقف عند حدود بقدر ما هي استهدافاته، فقد تجاوزت كل متوقع من قتل المصلين في المساجد وملاحقة الجرحى إلى أسرة العلاج، كما هي الحال في اليمن، ما دفع الجيش للتحرك نحو المدن الجنوبية بدءا من تعز.

إلى سوريا، حيث يسعى المسلحون لإيقاع أكبر الخسائر بالمدنيين في هجوم متواصل على مدينة بصرى الشام في ريف درعا الجنوبي. وقد أحبط الجيش السوري محاولات المجموعات المسلحة المعززة بأسلحة أميركية نوعية، على رأسها صواريخ "تاو" المضادة للدروع والتي يطلقها المسلحون باتجاه الأحياء السكنية في المدينة.

على أن هذا التصعيد لا يمنع مضي القيادة السورية لإنجاح الحوار السوري- السوري الذي ترعاه موسكو، كما أكد اليوم الرئيس بشار الأسد.

وفي لبنان تأكيد على مواصلة الحوار الداخلي، رغم محاولات الاعاقة التي يقوم بها البعض لتحويل مساره نحو عودة التأزم والتوترات في الساحة الداخلية.

هذه الساحة التي باتت حديث الناس الدائم فيها عن العناء واضاعة الوقت والغوص في زحمة السير التي تكاد لا تعرف نهاية في كل الأوقات. ولهذه الغاية تفتح "المنار" ملف أزمة السير في لبنان من باب البحث في ملف النقل المشترك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

النفوس باتت مهيأة لاحتضان حركة غاضبة من الاستمرار في منع انتخاب رئيس للجمهورية، وهي ترفض ان يضع بعض الأفرقاء المحليين هذا الاستحقاق في ثلاجة التبريد العميق ريثما تنتهي واشنطن وطهران من مفاوضاتهما. ويفترض منطقيا ان تقود بكركي هذه الحركة، بحسب ما ألمح رئيس أساقفة بيروت لل "ام تي في".

وتأتي المناورات العسكرية الاسرائيلية شمالا، والحشود العسكرية على طرفي جبهة السلسلة الشرقية، لتشكل دافعا إضافيا للتعجيل في انتخاب الرئيس. ولعل الصورة الأوضح لهذا الواقع القاتم، هي تلك التي نقلها النائب وليد جنبلاط إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

رغم المخاطر، لبنان غارق في جداله البيزنطي المزمن حول كيفية التشريع وكيفية تحريك الجسم الوطني وهو مقطوع الرأس. في هذه الأجواء تلتئم هيئة مكتب المجلس الثلاثاء للاتفاق على جدول أعمال الجلسة التشريعية المنتظرة، في وقت لا تزال مخاطر المعركة التي شهدها مجلس الوزراء تحت العنوان نفسه مرشحة لأن تتجدد في الجلسة المقبلة.

على خط الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله"، الذي أعيد ترميمه بصعوبة، يخشى المهتمون من هزة ارتدادية ستستمر أياما مركزها لاهاي حيث سيدلي الرئيس السنيورة بشهادته أمام المحكمة الدولية بدءا من الاثنين.

ولكن قبل التفاصيل حادثتان هزتا هدوء نهاية الأسبوع: قنبلة لم تنفجر في الدامور، وطفل ضل في الضبية ووجد في برجا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

من لم يدرك بعد أن كل المنطقة من حولنا تتغير وتنقلب رؤوسا على أعقاب، فليقرأ هذا الخبر: واشنطن تعزي طهران، وتحمل على نتنياهو، فيما سوريون يهنئون زعيم الليكود بفوزه.

هذا بعض من أحداث 22 آذار 2015:

توفيت والدة الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل يومين، فعلقت فورا المفاوضات الأميركية- الإيرانية في لوزان، لأن شقيق روحاني حسين فريدون، مستشار ضمن الوفد النووي. لكن البارز أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري، كان من أوائل المعزين. في بيان رسمي حرص كيري على القول لروحاني وعائلته، إنه يأسف لموت أمه في يوم عيد النيروز الفارسي بالذات، وأنه يتقاسم الحزن مع روحاني وأخيه.

في وقت متزامن، كان باراك أوباما ينتقد نتنياهو بعد فوزه في الانتخابات الاسرائيلية. إذ أكد سيد البيت الأبيض أنه يصدق زعيم الليكود فعلا حين يقول أن انتخابه يعني عرقلة قيام دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن كلام نتنياهو مضر بالطابع الديمقراطي لاسرائيل، بحسب أوباما.

واشنطن إذا تعزي طهران وتنتقد تل أبيب. ولتكتمل صورة الانقلاب، جاء الخبر الثالث عن ثوار الربيع السوري: أركان المعارضة السورية يهنئون اسرائيل بانتخاباتها، ويثنون على فوز نتنياهو. من دون أن ينسوا شكره على المساعدات التي قدمتها حكومته لهم بفتح الحدود لإخلاء مقاتليهم، هكذا قال منسق الأنشطة بين اسرائيل والمعارضة السورية، مندي صفدي.

المنطقة كلها تتغير. لكن من يخبر فؤاد السنيورة بذلك، قبل أن يخبرنا شهادته غدا، وقبل أن يبكي أو يبكي، أو يؤكد أنه باق، في منطقة لم يبق فيها منطق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

عشاق كرة القدم يحبسون أنفاسهم الليلة انتظارا للمباراة- الحدث في كرة القدم بين برشلونة وريال مدريد. وفي لبنان حبس أَنفاس لنحو ساعتي،ن ولكن من نوعٍ آخر لمعرفة مصير رفيق وليد جمعة إبن العشر سنوات الذي فقد أثناء ماراتون بيروت في منطقة الضبية، لكن عند السادسة والنصف إنتهى حبس الأنفاس بعدما تبين ان الطفل وجد في منزله حيث عاد إليه بعدما سبقه باص المدرسة الذي أقله، وهكذا تنفس أهله الصعداء وكذلك المواطنون الذين أصيبوا بحال من الهلع بعد شيوع الخبر وتعميم صورة الولد.

في الملفات الخارجية، الأنظار موجهة إلى لوزان الأربعاء المقبل حيث تعاود المفاوضات بين الغرب وإيران على ملفها النووي.

أما في سوريا فإن خرق المراوحة تمثل في سقوط المروحية العسكرية التابعة للنظام في ريف إدلب، وأسر طاقمها من قبل أحد فصائل المعارضة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

التحذيرات المتعددة التي أطلقت في الساعات القليلة الماضية من الدور الايراني في المنطقة، وفي مقدمها إعراب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند عن قلقه من هذا الدور، خلال استقباله النائب وليد جنبلاط، قابلها قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" قاسم سليماني، بتأكيده أن بلاده حاضرة في لبنان والعراق، وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران، معربا عن دعم بلاده الكامل لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

في الداخل، بقي الشغور الرئاسي هو الهاجس، مع تجديد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوته إلى المسؤولين السياسيين لانهاء الفراغ، ومع تحرك ستقوم به بكركي في الداخل والخارج للضغط باتجاه الاسراع باجراء الانتخابات الرئاسية.

في الميدان السوري، سجل اعلان فصائل المعارضة السورية انها أسرت خمسة من أفراد طاقم طائرة حربية تابعة للنظام سقطت في ريف ادلب.

وفي الشان اليمني، يعقد مجلس الأمن الدولي الليلة جلسة مخصصة لمناقشة التطورات على الساحة اليمنية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

المشاهد سيقع فريسة الشاهد، وقد نضطر إلى الاعتذار من متابعينا في لبنان والعالم، لأن الرئيس فؤاد السنيورة سيحتل مساحات الشاشة غدا، ويلتهم برامجها في أول مثول له أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وبالإعلام، السنيورة سيتوج مسيرة شهود قوى الرابع عشر من آذار الذين لم يتركوا للشهيد "ستر مغطى" وأنزلوه من قبره إلى سابع أرض، بكشفهم عن إرتهانه لضابط سوري يصارع اليوم آخر سكرات الحياة.

وغدا سيفتح السنيورة دفاتر جديدة من مرحلة حكم الحريري. وسيدلى ربما بحكايا لم يعرفها الشهيد نفسه. لكن رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الذي ترأس الحكومة لما يربو على أربع سنوات، سيتحدث عن أموال كان يدفعها الحريري للغير، لكنه لن يبلغ المحكمة الدولية عن أموال ضاعت في عهد السنيورة شخصيا، وليس مدونا في السجلات الرسمية مجاري صرفها. فكيف يصاب فؤاد السنيورة بحمى وطنية عندما يتهمه الوزير السابق وئام وهاب بأنه مشروع إسرائيلي، فيقرر الادعاء عليه، ولا تتحرك عليه الحمى المالية عندما يتهمونه بسرقة أحد عشر مليار دولار، أو على الأقل بتبديدها من دون وجه موازنة؟

وبعد سنوات على الاتهام الرسمي له، خرج شاهد لاحق في المحكمة الدولية، رئيس تحرير "الديار" شارل أيوب ليعلن على مسؤوليته، أن السنيورة صرف بثلاث سنوات فوق الموازنات ما قيمته أحد عشر مليارا من دون موافقة ديوان المحاسبة أو تقديم أوراق ثبوتيه، أو من دون وضع الأموال في الحساب رقم ستة وثلاثين في مصرف لبنان. فلماذا لا يدعي السنيورة على شارل ايوب إذا كان رئيس تحرير "الديار" قد تجنى عليه؟ أوليس نهب المال العام جريمة وطنية توازي الاتهام بالتماهي مع المشروع الاسرائيلي؟ تحتد لهذه ولا ينتابك جرح وطني بتلك.

وعليه، فإن الشاهد أمام المحكمة الدولية غدا، هو متهم في بلاده منذ أكثر من عشر سنوات، ولأجله لا تقر موازنات، وتتعطل سلسلة الرتب والرواتب وتلغى جلسات.

ومن الوباء المالي السياسي، إلى أوبئة بيئية آخذة بالتطور، إذ انضم نواب زحلة اليوم إلى صوت رئيس "الكتلة الشعبية" ايلي سكاف، رفضا لإقامة معمل الاسمنت في مدينة زحلة العائد لشقيق النائب الممدد نقولا فتوش. على ان النائب السابق خليل الهراوي صوب بإتجاه القضاء، سائلا أعضاء مجلس الشورى ما إذا كانوا زاروا موقع المعمل ليحكموا انه لن يتسبب بضرر بيئي في المدينة؟

على أنقاض فتات لبناني، المحيط العربي يشتعل بالتطورات، يتقدمها اليمن حيث أعلن الحوثيون التعبئة في وجه "القاعدة" و"داعش". فيما تمكن تنظيم "الدولة الاسلامية" اليوم من ضرب النظام السوري الذي سقطت له مروحية في ريف ادلب فوقع طاقمها بين يدي الارهاب.

 

نواب زحلة لمجلس شورى الدولة: الكلمة الأخيرة للشعب ولن نتوانى عن اية خطوة تحت سقف القانون لوقف طاحونة الإسمنت

الأحد 22 آذار 2015

وطنية - عقدت كتلة "نواب زحلة" برئاسة النائب طوني أبو خاطر، وحضور النواب: إيلي ماروني، جوزف معلوف، عاصم عراجي وشانت جنجنيان، والوزير السابق سليم وردة، مؤتمرا صحافيا في فندق كريستال قادري الكبير في مدينة زحلة، تناولت فيه قرار مجلس شورى الدولة الأخير المتعلق بموضوع معمل الإسمنت في المدينة. استهل أبو خاطر المؤتمر بكلمة اعتبر فيها أن "موضوع معمل الإسمنت حل على الزحليين بشكل كارثي، لما له من سيئات على الصحة والبيئة والاقتصاد، وكلها مواضيع أشبعناها شرحا في محطات سابقة. أما اليوم، فنحن أمام معضلة جديدة، وهي قرار مجلس شورى الدولة، الذي يقضي بالسماح بالانشاء دون الاستثمار، وهو قرار غير واضح المعالم". وورأى أنه "كان من المفروض أمام هكذا قضايا مهمة، أن يصدر قرار واضح. لا أن يصدر قرار غير ناضج يزيد البلبلة في المدينة"، ناقلا "مشاعر الغيظ والاشمئزاز من هكذا قرار، حيث كان أهل المدينة يأملون أن ينصفهم، إلا أنه صدر بطريقة لا تحترم المعايير، التي بني عليها القضاء، وغلب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، من أجل مجموعة صغيرة من المستثمرين، ضاربا بعرض الحائط الزراعة في منطقة بكاملها". وشكر "كل من وقف إلى جانب المدينة، من قوى سياسية وروحية، كانت تجتمع بشكل صامت للبحث والتداول في حلول لهذه المشكلة"، وخص بالشكر "رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي لم يترك فرصة، إلا وتكلم فيها بموضوع زحلة".

عراجي

من جهته، أوضح عراجي أن "الموضوع يضر بزحلة والجوار وبالأراضي، التي ستصبح مثل أراضي منطقة شكا، لونها أبيض، بسبب الغبار الذي ينبعث من المعامل والمطاحن". وقال: "أنا اليوم هنا، مع منسق تيار المستقبل في البقاع أيوب قزعون، لنقول إننا ضد هذا المشروع، ولننقل ما كلفني به رئيس تيار المستقبل، ألا وهو التأكيد على رفض وجود معمل الإسمنت في زحلة، لأنه يسبب أضرارا بيئية وصحية". أضاف "أنتم تعرفون تماما، أن أعلى نسبة أمراض سرطانية ورئوية موجودة في منطقة شكا، وهذا دليل كبير على أن انبعاثات المعامل تصل إلى عدة كيلومترات، وبالتالي سيتضرر الزرع في السهل والسكان، ليس في زحلة فقط، إنما في البلدات المجاورة أيضا". وتابع "كفانا ضرر تلوث مجرى نهر الليطاني، الذي عانينا ما عانيناه، لنصل إلى قانون يقضي برفع التلوث عنه، فكيف الآن، ونحن بمواجهة معمل إسمنت؟"، خاتما بدعوة المجتمع المدني والقوى السياسية إلى "الوقوف ضد هذا المشروع، بحيث تبقى زحلة جارة الوادي كما قال عنها أحمد شوقي، وليست جارة المطاحن".

وردة

من ناحيته، أبدى وردة "امتعاضه من كثرة التسميات التي نسمعها عن هذا المشروع: مطاحن، معامل تعبئة، وكلها غير صحيحة، لأن الموضوع يبقى واحدا، ألا وهو: معمل يضر بصحة وبيئة وأرزاق الناس، ولن يمر أبدا".

وقال: "نحن تهمنا صحة أولادنا وأولاد أصحاب المشروع أيضا. صحيح أن الشعب مصدر السلطات، وشعب زحلة قال كلمته، منذ زمن بعيد: المعمل لم ولن يمر".

ماروني

وأوضح ماروني من جهته "موقفه وموقف زملائه وحزب الكتائب الرافض منذ البدء للمشروع، والمطالب بسحب الترخيص، كي لا تتحول منطقتنا إلى بؤر سرطانية، بعيدا عن أي كيدية سياسية"، معتبرا أن "المفاجأة أتت من مجلس شورى الدولة، الذي اعتبر أن المشروع لا يسبب التلوث"، فتوجه إليه سائلا "ألم يقرأوا التقارير العلمية من كبار الخبراء، أن التلوث سيسود المنطقة؟ ألم يأخذوا بعين الاعتبار أحوال الأطفال والنساء والأراضي الزراعية المجاورة؟ ألم يعلموا أن زحلة مدينة السياحة وعروس البقاع، ستتحول إلى ساحة غبار ورماد؟ ألم يسمعوا بالرصد الشامل، وبما قاله الكتائب والقوات وتيار المستقبل؟". وأكد "لا لهذا المشروع المدمر لبقاعنا الحبيب"، متوجها إلى "السادة رئيس وأعضاء مجلس شورى الدولة، ليعيدوا النظر في دراستهم لهذا المشروع، حتى يحققوا العدالة".

وكشف أن "هناك مبادرة يقوم بها الروحيون وبعض المسؤولين الأمنيين، نأمل منهم وبسرعة أن يضعونا في أجواء ما وصلوا إليه، في هذه المباحثات حتى نتحرك. لكن تبقى الملاحظة الأخيرة، أن هذا المشروع مرفوض، ومرفوض، ومرفوض بكلمة موحدة من زحلة والبقاع".

معلوف

وأسهب معلوف في شرح مراحل تطور المشروع، فقال: "بدأ بالإشكال الذي حصل عام 1996، حين تمت إعادة تصنيف الأراضي في زحلة، والذي مر عام 1999 على المجلس رغم التساؤلات حوله، ليصل إلى العام 2014، حين استلمت بلدية زحلة طلب إنشاء المعمل، الذي كان من المفروض أن يستهلك مهلة 30 يوما، تقوم خلالها بإعلام المجتمع المدني ليبدي المواطنون رأيهم. إلا أنها وافقت بعد مرور 9 أيام فقط، بأكثرية 11 من أعضائها". أضاف "القرار الذي كان واقعا على عقار واحد، وبسحر ساحر زيد عليه أربعة عقارات أخرى بخط اليد، ومر على الإدارات المعنية في الدولة الحبيبة. وتوالت المواضيع إلى أن تم إلقاء الضوء عليه" متناولا "البلدية التي مررته، والتي نجدها المسؤولة الأولى التي عليها أن تسأل". وتابع "بلدية زحلة أثبتت أنه لا يمكن لأية بلدية الاستمرار إذا كانت تعمل باستنسابية، ونحن نطالب باستقالتها، لأن مدينتنا بحاجة إلى بلدية تعمل على الإنماء بعيدا عن السياسة، وهذا ليس الملف الوحيد، الذي تعثرت به، ولا يمكن مسامحتها. وعليها على الأقل، أن تضع نواة مشروع إعادة تصنيف الأراضي بشكل سليم". ووجه سؤالا إلى "وزير الصناعة، الذي تم إعطاء رخصة استثمار بعد يومين على رخصة الإنشاء في وزارته؟ وكيف زيدت العقارات بخط اليد؟ وما حقيقة ما تسرب في جريدة النهار حول توقيع الرخصة ممن اطلع عليها دون التقنيين والمدير العام؟ وعم إذا كان قضاة الشورى قد ارتكزوا في قرارهم على الرأي القانوني لوزارة البيئة، وهو صادر قبل صدور رخصة الاستثمار، الذي بعث خلاله وزير البيئة مذكرة إلى وزير الصناعة، يطالبه فيها بوقف العمل بالقرار بالاستثمار؟. وأنهى تساؤلاته بدعوة "وزيري البيئة والصناعة إلى القدوم إلى المنطقة المزمع إنشاء المعمل فيها للسكن فيها، كونها ستصبح خالية من السكان لا محالة". وإذ ذكر ب"المراجعات التي قامت بها الكتلة لدى رئيس الحكومة تمام السلام"، سأله: "أين الدولة وواجباتها تجاهنا؟ ولماذا بعد كل المراجعات نشعر بأننا نشحذ الاهتمام بطلباتنا، علما أن زحلة وقضاءها من أكثر الأقضية التي تدفع الضرائب؟"، مؤكدا "أنهم كنواب، لن يقفوا عند المساءلة والاستجواب، بل سيمضون إلى طرح الثقة إذا اقتضى الأمر ذلك". وختم كلامه بالتوجه إلى مجلس شورى الدولة، واعدا إياه ب"أن يتابع الموضوع مع زملائه للوصول إلى خاتمة جيدة، وهي أن المشروع لن يحصل"، شاكرا "رئيس القوات سمير جعجع والمواطنين، الذين وقعوا على العريضة الرافضة للمشروع، وقد وصل عدد الموقعين عليها إلى العشرة آلاف مواطن"، مستشهدا بالآية الكريمة "إعرفوا الحق والحق يحرركم"، مؤكدا أن "الكلمة الأخيرة للشعب، وأنهم لن يتوانوا عن اية خطوة تحت سقف القانون لوقف طاحونة الإسمنت".

 

الراعي في مئوية رفقا: كم نحن بحاجة إلى البصيرة الداخلية ليلتمس المسؤولون جسامة الفراغ ونتائجه الوخيمة

الأحد 22 آذار 2015

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا لمناسبة اختتام احتفالات اليوبيل المئوي الاول لوفاة القديسة رفقا، على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، سمير مظلوم، منير خير الله، عاد ابي كرم، الاباتي طنوس نعمة والابوين كلود ندرة وبولس القزي، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور غابريال كاتشيا ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات. حضر القداس النائبان اميل رحمة وسامر سعادة، السفير شربل اسطفان، السفير لحود لحود وحشد من الفاعليات القضائية، العسكرية، الامنية، الجامعية، البلدية،الاختيارية، الدبلوماسية، الاعلامية والمؤمنين، وخدمت القداس جوقة القديسة رفقا بقيادة الاخت مارانا سعد.

الغصين

في بداية القداس، ألقت الرئيسة العامة لرهبانية الراهبات اللبنانيات المارونيات الام صونيا الغصين كلمة قالت فيها: "صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى،اصحاب السيادة رؤساء الاساقفة والاساقفة السامي احترامهم، قدس الآباء العامين والرئيسات العامات الجزيل احترامهم، الآباء والكهنة والراهبات المحترمين، اصحاب السعادة، اصحاب المقامات القضائية والعسكرية والامنية والجامعية والبلدية والاختيارية والمدنية والاعلامية، ايها الاخوة والاخوات بالرب يسوع، أمام حضوركم المشرف، يسعدني، ان أقدم باسم "رهبانية الراهبات اللبنانيات المارونيات"، وباسم رئيسة دير مار يوسف - جربتا، في ختام اليوبيل المئوي لوفاة القديسة رفقا، الشكر الجزيل للرب، الذي مهما عظم فلن نفيه ولو قسطا زهيدا مما أغدقه علينا من نعم بشفاعة أختنا رفقا، من معجزات وشفاءات وارتدادات ومصالحات طيلة هذه السنة. واننا لنجد في زمن الصوم المبارك ونحن نستعد لعيش اسبوع الآلام الخلاصية ملامح يسوع المتألم وقد انطبعت في ملامح رفقا: فكما المسيح قاده الحب الى اعتلاء الجلجلة والموت على الصليب من أجل خلاصنا، كذلك رفقا قادها حب المسيح لاعتلاء جلجلة الألم فسمرت على صليب المعاناة اليومية، لتكمل في جسدها ما نقص من آلام المسيح، علامة لاستمرار عمل المسيح الخلاصي".

وتابعت: "يسعدنا ويشرفنا ان نقدم أسمى معاني الشكر والامتنان لشخصكم يا صاحب الغبطة والنيافة، لإحاطتكم الأبوية لنا ولهذا اليوبيل، بترأسكم هذه الذبيحة الالهية في صرحكم البطريركي. سائلين القديسة رفقا، ابنة حملايا بلدتكم، ان ترافق مسيرتكم وتبارك مساعيكم وتشفع لكم في كل أعمالكم.كما نرحب بوجود السفير البابوي المونسنيور غابريال كاتشيا بيننا والى جانبنا. لقد نقلتم الينا حب الكنيسة الأم وقرب قداسة البابا الذي ارسل لنا مباركته بشخص الكاردينال Piacenza Maurus ، نطلب منكم تمسكنا وطاعتنا لشخص قداسته".

أضافت: "لاننا نحتفل بذبيحة الشكر، فالشكر يتسع سعة قلب الله الذي يحتضننا كلنا، لنشكر به الكل، وجميع من ساهم بطريقة او باخرى في جعل هذه السنة اليوبيلية محطة إشعاع روحي في لبنان والمنطقة والعالم، وقد زارت رفقا الأبرشيات والأديار والتقاها المؤمنون ونال العديد منهم سؤل قلبه. فللجميع، مؤسسات وافرادا، أساقفة، رؤساء عامين ورئيسات عامات، كهنة ورهبانا وراهبات، مؤمنين ومؤمنات، اعلاميين والاعميات، جمعيات وحركات وأخويات، جوقات ومنشدين ومرنمات، قوى أمن وهيئات رسمية ومدنية وعسكرية، كل الشكر والامتنان".

وختمت: "بين كلمات شكرنا، وفرح خفقات قلوبنا، لا يسعنا الا ان نفخر بصمود وطننا لبنان الحبيب، وشموخ جيشه، هذا الوطن الصغير في مساحته، والكبير في قديسيه والعريق في تاريخه. نكله إليك يا عذراء يا أرزة لبنان، بشفاعة القديسة رفقا وكل قديسي هذه الارض الطيبة، وكلنا ثقة بانك واقفة عند أقدام الصليب تسأليه لنا الصفح والغفران، كي ينعم على وطننا برئيس يقود شعبنا الى ميناء السلام، ويصعد هذا الشرق من محيط الآلام والاضطراب الى شاطىء الأمان والحرية".

ثم قدمت الام الغصين ورئيسة دير جربتا الاخت ميلاني مقصود شعار اليوبيل لغبطته، وهو عبارة عن تمثال للقديسة رفقا للنحات نايف علوان.

العظة

بعد الانجيل، ألقى الراعي عظة "رابوني، أن أبصر"(مر10: 51)، قال فيها:"التمس برطيما، أعمى أريحا، من يسوع "أن يبصر"، أن يعطى النور لعينيه المنطفئتين. فلبى يسوع طلبه على الفور بفضل إيمانه المبصر. ونستطيع القول أنه كان مبصرا حقا بفضل هذا الإيمان، ببصيرته الداخلية، إذ، لما سمع بأن "يسوع الناصري" يمر، ناداه باسمٍ غير مألوف عند العامة، وهو اسمه البيبلي الذي يتردد في كتابات الأنبياء والمزامير، فراح يصرخ ويقول: "يا ابن داود، ارحمني!"، ملتمسا منه بصر العينين. ولما سأله يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك؟" أجاب: "يا معلم، أن أبصر"(مر10: 51). أضاف: "الراهبة القديسة رفقا بالمقابل ببصيرة إيمانها الكبير طلبت المشاركة في آلام المسيح الفادي، فقبلت عمى عينيها الكامل طيلة ست عشرة سنة، بعد ثلاث عشرة سنة من الآلام المبرحة، وتقبلت بفرح وسلام داخليين شللها الكامل.إننا نلتمس، بشفاعتها، البصر الداخلي بنور الإيمان لكي نحسن السير في حياتنا، فنرى وجه الله غير المنظور، وندرك سر الإنسان والوجود. إننا نبتهل اليوم بلسان أعمى أريحا: "يا معلم، أن ابصر!" (مر10: 51).

وقال:"يسعدنا أن نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية، ونختتم بها اليوبيل المئوي لوفاة القديسة رفقا. فنحيي الرئيسة العامة ومجلس الرئاسة العامة والراهبات اللبنانيات المارونيات، وبخاصة رئيسة وجمهور دير مار يوسف - جربتا، حيث يكرم ضريح القديسة. وقد عاشت في هذا الدير سبع عشرة سنة، بعد أن قضت في دير مار سمعان - ايطو ستا وعشرين سنة. رقدت بالرب في دير مار يوسف في 23 آذار 1914. فكان رقادها ميلادها بالمجد في السماء بعد آلام العمى والشلل الكاملين وقد مزجتها بآلام الفادي الإلهي على مدى تسعٍ وعشرين سنة. ونرحب أيضا بالوفود الآتية من الرعايا التي استقبلت ذخائر القديسة رفقا، مع لوحات تمثلها وتمثل الرعايا الأميركية التي شملتها زيارة الذخائر. وفي غداة عيد الأم، نذكر بصلاتنا كل الأمهات سائلين لهن كل خير وبركة من الله بحياة هنية مع عائلاتهن لسنين طويلة".

وتابع: "إننا نرفع هذه الذبيحة المقدسة، مع رهبانية الراهبات اللبنانيات المارونيات، ذبيحة شكر لله على النعم الغزيرة التي فاضت، في سنة اليوبيل، على الرهبانية والكنيسة والوطن. ونقدمها ذبيحة تشفع من أجل جميع المرضى والمتألمين حسيا وروحيا ومعنويا من مختلف الأنواع والأسباب، لكي يمن الله عليهم بالشفاء، ويقدسهم المسيح الفادي بآلامه الخلاصية، ويساعدهم على المشاركة في آلامه من أجل الكنيسة وخلاص العالم، ويرسل إليهم من يمد لهم يد المساعدة والتشجيع والعزاء. ونقربها ذبيحة التماس لنعمة الالتزام بوعيٍ وأمانة في ما دعانا الله إليه من دعوةٍ إما للحياة الرهبانية والمكرسة، إما للكهنوت وإما للزواج والعائلة. وكلها تشكل دعوة واحدة متنوعة الوجوه، غايتها الشهادة لمحبة الله والسعادة في عيشها".

أضاف: "كشفت لنا آية شفاء الأعمى أن العمى الحقيقي ليس عمى العينين بل عمى البصيرة الداخلية، أي: عمى العقل عن الحقيقة، وعمى العقل عن التمييز بين الخير والشر، وعمى القلب عن دوره كمركز للحب، إذ يخنقه الحقد والبغض، وعمى الضمير عن تمييز صوت الله من صوت المصالح الذاتية والميول المنحرفة، ومن صوت المجرب والأرواح الشريرة. البصيرة الداخلية أهم وأفضل من بصر العينين الخارجي. وقد تميز بها أعمى أريحا فأدرك بالإيمان، أن "يسوع الناصري" هو "ابن داود"، مسيح الرحمة الذي تنبأ عن نفسه بلسان أشعيا النبي: "روح الرب علي، مسحني وأرسلني لأنادي للعميان بالبصر" (أشعيا 61: 1-2؛ لو4: 16-21). وتابع: "إن عمى العينين غالبا ما يؤدي إلى انفتاح البصيرة الداخلية، وإلى الخلوة مع الذات والوقوف في حضرة الله، وإلى حوار الإيمان والرجاء مع المسيح الفادي والرحمة الإلهية. هذه البصيرة الداخلية جعلت الأعمى يصرخ تردادا: "يا ابن داود ارحمني" (مر10: 47-48). فسقط صراخه في صميم قلب يسوع، لأنه ناداه باسم لم يدعه به أحد من قبل".

وقال: "إن المكرسين والمكرسات، هم الذين دعوا في الأساس للخروج من ضجيج العالم، لكي يعيشوا في الخلوة مع الله، متبعين المسيح "الوحيد" و"المتوحد" بامتياز بحسب روحانية الآباء السريان، كما يذكرنا المجمع البطريركي الماروني في نصه الثامن: الحياة الرهبانية في الكنيسة المارونية. عندما يعيش الرهبان والراهبات مع المسيح "المتوحد"، يصبح قلبهم متوحدا غير منقسم في محبة المسيح الحبيب الأوحد، ما يوليهم القوة والعزم على الصمود بوجه الانحراف عن غاية الدعوة إلى الحياة المكرسة ورسالتها. وهما في آن الشهادة لمحبة المسيح والكنيسة بمثل الحياة والأفعال، والاستشهاد بالإماتة والتضحية عن شؤون الذات (الفقرة 25)".

وتابع: "الراهبة القديسة رفقا مثال في المحافظة على روح الخلوة مع الاله في الأديار، بالصمت والتأمل والصلاة، لكي يصبح المكرسون والمكرسات خبراء في سر الله والمسيح والكنيسة، ويصيرون هداة روحيين لكل من يقصد أديارهم".

أضاف: "سر حياة الراهبة القديسة رفقا، عشقها للمسيح الإله. وبفضل هذا العشق التمست، في أحد الوردية من سنة 1885، من يسوع حبيبها الألم والعذاب، لكي تشاركه في آلامه، لفداء العالم وخلاص جميع الناس. فاستجاب طلبها عند المساء وبدأت مسيرة جلجلتها بوجع أليم في رأسها، امتد إلى عينيها فأعماها، ثم إلى أعضاء جسدها حتى الشلل الكامل. وكانت تردد: "بما أني أنا التي طلبت المرض لنفسي بإرادتي وحريتي، فلا يحق لي أن أتشكى وأتذمر".

هذه الحالة من العمى الكامل والشلل الكامل أدخل الراهبة رفقا في خلوة دائمة مع المسيح ومع ذاتها وأغناها بالفرح الداخلي والسلام الباطني، وبالابتسامة الدائمة على وجهها التي كانت تخفي كل آلامها المبرحة، كثمرة اتحادها "بوحيد الآب"، وتوحدها في الحياة معه وفي حبه. هذا السر اختبره القديس أغسطينوس وعبر عنه بالقول: "حين أتحد بك بكليتي، يا رب، أفقد كل شعور بالألم والعذاب، وتمتلىء حياتي منك وتصبح سعيدة" (اعترافات، 10).

تشهد الراهبات أن "رفقا كانت تنشد دائما بصوتها الرخيم الصلوات والتراتيل والمزامير، وتتحدث بالأمور السماوية، كأنها صحيحة الجسم ولا تشعر بوجع".

وتابع: "الراهبة رفقا العمياء كانت المبصرة حقا بنور الإيمان والحب. فانفتحت بصيرتها الداخلية على جمال الله غير المنظور، وجمال خلائقه المحجوب عن عينيها المنطفئتين. وشاء الله أن يبين ذلك، فأعاد إليها بصر عينيها لساعة واحدة باليقظة، كما رغبت، فرأت الرئيسة وبعض الراهبات يحطن بسريرها. وأعاده إليها عندما منحت رؤية سماوية لم تستطع أن تصفها. فقالت للرئيسة التي سألتها عن تفاصيل هذه الرؤية: "لا أستطيع أن أصف لك ما رأيت، ولا أن أعبر عن اللذة التي شعرت بها في تلك المشاهدة، ويلذ لي التفكير فيها دائما".

وقال: "كم نحن بحاجة إلى البصيرة الداخلية التي ينيرها إيماننا بالله وحبنا للمسيح، وروح المسؤولية وواجب الضمير المهني. نلتمسها لكل واحد وواحدة منا في حياته وموقعه، ولكل إنسان، وبخاصة للمسؤولين السياسيين عندنا لكي يروا بقلبهم وضميرهم ما آلت إليه ممارستهم للعمل السياسي غير المطابقة لطيبعته وغايته كفن لخدمة كل مواطن والخير العام.

فنصلي: لكي يروا جسامة فراغ سدة الرئاسة منذ عشرة أشهر ونتائجها الوخيمة على المؤسسات الدستورية والعامة، وعلى البلاد ككل؛ ولكي يروا خطورة الوضع الاقتصادي المتراجع والمصاب بالشلل بسبب تعاظم الدين العام والعجز المتنامي في الموازنة؛ ولكي يروا نتائج النازحين من سوريا البالغ عددهم المليون ونصف المليون على المستوى الاقتصادي والمعيشي والأمني والسياسي؛ ولكي يروا حالة العمال ومطالبهم المحقة، وحالة الإفقار والحرمان المتزايد الذي يعاني منه المواطنون وهم يحرمون من أبسط حقوقهم الأساسية لعيش كريم؛ ولكي يروا موجة الهجرة التي تحرم الوطن من خيرة أبنائه وتفرغه من قواه الحية؛ ولكي يروا يأس الشباب والأجيال الطالعة أمام آفاق المستقبل المسدودة بوجههم".

وتابع: "نلتمس البصيرة الداخلية، بصيرة الضمير والقلب، للحكام في الأسرتين العربية والدولية، فيروا شر الحرب المفروضة على فلسطين وسوريا والعراق وسواها، فيعملوا على وضع حد لها بالطرق السلمية والديبلوماسية. إن استمرارية هذه الحرب العبثية هي وصمة عارٍ على جبينهم وجبين هذا الجيل، لأنها تهدف فقط إلى المكاسب السياسية والمذهبية والاقتصادية وتجارة السلاح، من دون أي اعتبار للمواطنين الأبرياء الذين يذبحون ويقتلون ويهجرون ويبددون كخراف لا راعي لها، ولحضارات تاريخية هي ملك البشرية جمعاء، تحرق وتهدم وتسرق وتباد". وختم الراعي: "إننا نجدد النداء إلى ضمير هؤلاء الحكام بواجب إعادة النازحين من سوريا والعراق وبكرامة إلى بيوتهم وبلداتهم ومدنهم، واستعادة جنى عمرهم.

فيا أيها المسيح نور العالم، أنر بصائر الجميع بنور شخصك وإنجيلك لكي يرى الكل جمال الله في خلقه، فيرتفع من قلوب يغمرها نور الحب لله وللانسان نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن والى الأبد، آمين".

 

شبح التعطيل والخلافات يعود إلى الواجهة: “حزب الله” وعون يشاغبان لأسباب إقليمية ما يكشف هشاشة الهدنة السياسية في لبنان

بيروت – “السياسة”: عاد شبح التعطيل الحكومي يرخي بظلاله على المشهد اللبناني, ما يكشف هشاشة الهدنة السياسية التي يعيشها الفرقاء بضغط من الظروف المحيطة بلبنان. وقبل الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء التي شهدت سجالات متنوعة, بين ممثلي “المستقبل” و”حزب الله” وبين وزراء مسيحيين أعادوا طرح موضوع التصويت مع رئيس الحكومة, كان حوار “عين التينة” (بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”) قد اهتز ولم يسقط بفعل اعتراض “حزب الله” على مواقف “14 آذار”, المنددة بتورطه العسكري في سورية. وفي هذا الإطار, يقول متابعون إن الحزب يشكو من المواقف المنتقدة له لكنه لا يلتفت إلى الأسباب, أي التورط الذي جر على لبنان التهديد العسكري والأمني الرابض على حدوده. وهو يعتقد أنه بمشاركته في الحكومة وبجلوسه على طاولة الحوار مع تيار “المستقبل” نال صك براءة عن كل أفعاله, فيما تبدو حكومة الرئيس تمام سلام مهددة في أي وقت بالانفجار, لأن عناصر التفجير موجودة, مع كل موقف سياسي منتقد لأداء “حزب الله”, لأن الأخير لا ينظر إلى هذه الحكومة, على أنها ائتلاف هدفه ربط النزاع, وإنما يعتبرها مؤسسة لتغطيته سياسياً وأمنياً وقضائياً. ومن جهة ثانية, يتربص العماد ميشال عون بهذه الحكومة ولا يترك مناسبة لإثارة الشغب داخلها, لأن رهاناته السياسية متوقفة عن نقطة رئاسة الجمهورية لنفسه, وما تباكيه على صلاحيات رئيس الجمهورية, إلا لذر الرماد في عيون اللبنانيين. وهو ينتقل من قضية إلى أخرى لممارسة الابتزاز, خصوصاً في الأيام والأسابيع الأخيرة, إذ يعتقد أن لحظة انتصار المحور الإيراني – السوري باتت وشيكة, مع توقيع الاتفاق النووي الأميركي – الإيراني. ويغيب عن بال عون ومن يقف خلفه, أن هذا الاتفاق لو حصل, فإنه لن ينعكس على الملفات الإقليمية إلا متأخراً جداً, وإذا افترضنا أن لبنان هو أحد هذه الملفات, فإنه لا يحتل الأولوية بينها أبداً, وإنما هو يرتبط بالأزمة السورية التي يحتاج حلها إلى سنوات. وأكد المصدر أن محور “حزب الله”-عون, سينقض على الحكومة في وقت قريب جداً بإثارة قضية جديدة, مع احتمال اندلاع حرب الجرود الحدودية السورية اللبنانية في الربيع المقبل, التي يريد هذا المحور استغلالها للمطالبة بتنسيق عسكري مباشر بين الجيش اللبناني وجيش النظام السوري, بذريعة أن طبيعة أرض المعركة تستوجب ذلك. وهنا سيواجه هذا المطلب بمعارضة أكيدة من قوى “14 آذار”, ما يعني أن أزمة كبيرة ستنفجر, وقد تكون هذه هي اللحظة التي ينتظرها عون خصوصاً وفريق “8 آذار” عموماً, لنسف الحكومة, على أمل قطف ثمار “الانتصار” الإيراني المزعوم نووياً, ونتائج الانتصار المأمول, ولكن غير المؤكد, من الجهة السورية على جبهة القلمون عرسال وجرودهما

 

دريان لـ «الحياة»: التطرف ضعف والإصلاح يرد عن ديننا التشويه

وليد شقير/الحياة/23 آذار/15

قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبداللطيف دريان إن «علينا ألا نكتفي عقب أي حادث إرهابي وإجرامي بإصدار البيانات الشاجبة فقط». وأقر بوجود «مشكلة حقيقية في مسألة التكفير العشوائي وغير الصحيح»، ودعا إلى «التصدي لتحريف المفاهيم» في الدين الإسلامي.واعتبر الشيخ دريان في حديث إلى»الحياة» عشية زيارة رسمية يبدأها اليوم لبريطانيا هي الأولى لمفتي لبنان منذ عقود، أن «هذا التكفير اتخذ من قبل البعض وسيلة لاستحلال الدماء والحريات والكرامات والأعراض، ووسيلة، ليس فقط لفرض الرأي أو المذهب، بل تعداها إلى الحرمات الثلاث التي نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن ارتكابها بعد أن بين لنا حرمتها في خطبة الوداع بقوله: (إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ حُرْمَةُ يَوْمِكِمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ). وأضاف:»والأمر الخطير أن هذه القلة العنيفة أتيحت لها وسائل تدميرية ضخمة ومريعة، فهي تشوه الدين وتدمر فقه العيش الواحد، وتقتل وتذبح وتحرق كل من خالفها في فكرها، وتجتاح البلدات والقرى الآمنة وتهدم البيوت وتهجر الآمنين، وتفعل ما تفعل مدعية ذلك باسم الإسلام».

كما أقر المفتي دريان بأن «فاتنا نحن المعتدلين والعلماء والمؤسسات الدينية والتعليمية الكبرى، الكثير في شؤون التربية الدينية وفي التعليم وفي الفتوى وفي الرعاية الدينية في المساجد... وعلينا أن نتدارك ذلك، هناك واقع يحتاج إلى إصلاح كبير... وفرص النجاح في الإصلاح متوافرة». ورأى أن «علينا جميعاً أن نعيد جسور الألفة والوئام والثقة المتبادلة في مجتمعات الاغتراب».

وقال: «نحن من دعاة الاجتهاد والتجديد في الخطاب الديني... الشجاعة ضرورية في تصحيح المفاهيم المحولة والمحورة من بعض من ينتسبون إلى الإسلام... وبالإصلاح يكون توضيح المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي ونرد عن ديننا حملات التشويه والافتراء، ونحن في هذه الأيام في خضم عملية إصلاحية شاملة». وإذ أشار إلى أن «التطرف والإرهاب ضعفا ولن تستطيع قلة الإساءة إلى مشروع الأكثرية ومنهجها»، أكد أن «وضعنا في لبنان أفضل نسبياً من دول ومجتمعات أخرى». وقال:»أصبحت لدينا مناعة كافية ضد الفتن المذهبية والطائفية».

وأوضح أن «التعاون المثمر» بين دار الفتوى في لبنان ومفتي مصر الدكتور شوقي علام والإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، «ستظهر نتائجه في مستقبل الأيام»، منوهاً بمواقف المرجعيات الإسلامية الرافضة للخطابات والممارسات المتطرفة، ومنها مواقف المفتي العام للمملكة العربية السعودية. وتجنب المفتي دريان الإجابة عن سؤال في شأن الموقف من الزواج المدني الاختياري الذي تطالب به شريحة من اللبنانيين، كوسيلة لتعزيز العيش المشترك، واعتبر أن «ما يطرح من مشاريع بهذا الخصوص لا علاقة لها بتقوية العيش المشترك أو إضعافه». وأكد أن «الحوارات في لبنان أزالت الكثير من التشنج، ونحاول جاهدين تخفيف الاحتقان والتشنج المذهبي». ورأى أنه «لم يعد مقبولاً بقاء الشغور الطويل في سدة الرئاسة الأولى».

 

جعجع: وجود حزب الله كدويلة يعوق قيام الدولة إلغاء الطائفية السياسية يكون بإلغاء الطائفية قبلها

الأحد 22 آذار 2015

وطنية - رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن "ما يعوق قيام الدولة في لبنان بشكل فعلي هو عامل واحد، لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية، ألا وهو وجود حزب الله كدويلة داخل الدولة"، مشيرا الى ان "ما عطل قيام الدولة في لبنان والعالم العربي طوال الخمسين سنة الماضية هو المتاجرة وحتى الآن بالقضية الفلسطينية، فإيران تتوسع في الشرق الأوسط تحت شعار القضية الفلسطينية وإزالة اسرائيل من الوجود، وقد أزيلت الكثير من العواصم العربية ولم يضربوا اسرائيل كما يقال بقمر ورد".

وحذر في مقابلة على YouTube من ان "هناك عملية انفلاش إيرانية كبيرة جدا في الشرق الأوسط لا يستطيع هذا الشرق تحملها، لأنها للأسف ستؤدي الى ردود فعل لا يستطيع أحد منا توقع عمقها ومداها"، وقال: "اذا أردنا إلغاء الطائفية السياسية علينا إلغاء الطائفية قبلها، اذ لا نستطيع إلغاء تقاسم المناصب على مستوى السلطة السياسية باعتبار أنه أكبر صمام أمان لنا في الوقت الحاضر في الشرق الأوسط".

سئل من خلال ما نراه في المنطقة، العرب خرجوا في ربيع يبحثون فيه عن الدولة وفشلوا مرتين، أوصلوا الى الحكم استبدادا دينيا، والبعض يقول أنهم أوصلوا الاستبداد الأمني فأحبط الناس، ما رأيك؟

أجاب: "هذه ليست قراءتي للأحداث، فالعرب خرجوا في ربيع معين، نجح في بعض الأمكنة، وفي أمكنة أخرى تعثر، وفي أماكن أخرى أيضا جاء من يخطف هذا الربيع ولكن حتى أجل. مثلا في تونس، نجح الربيع العربي تماما، ووصل الى خواتيمه السعيدة في فترة حوالى أربع سنوات بعد فترة انتقالية جد مقبولة، وفي مصر أيضا أدى الربيع العربي ما هو مطلوب منه. في لبنان، حصل الربيع ولكن توقف عند حد معين بانتظار أن يستكمل مسيرته، ولكن دعني استكمل وضع المنطقة، ففي العراق مثلا لم تكن مسألة ربيع عربي بل مسألة توازنات داخلية وما زلنا في المشكلة، وللأسف على أثر الخطوات التي تحدث في الوقت الحاضر والعملية السياسية المتعثرة، أعتقد أننا بأزمة لوقت طويل في العراق. أما في سوريا، فقد بدأ ربيع فعلي، وأتمنى من الجميع أن يتذكروا الأشهر الستة الأولى من الثورة، ولكن دخل عليها انطلاقا من موقع سوريا الاستراتيجي عوامل خارجية عديدة لا تعد ولا تحصى بدءا من ايران وروسيا وليس انتهاء بتركيا والأردن، وبالتالي أصبح وكأن ما يحدث الآن على أرض سوريا لا علاقة له بالربيع الذي انطلق عليها بل بات متعلقا بالمعادلة العربية والدولية أكثر من أي شيء آخر، ولكنني أؤمن أنه في نهاية المطاف سينتهي الصراع الاقليمي والدولي في يوم ما ولو أن هذا اليوم ما زال بعيدا وسيعود الربيع السوري الى الساحة من جديد".

سئل: الربيع هو أصلا بحث عن الدولة، هل هذه الدولة قريبة المنال في لبنان وعند العرب أم لا؟

أجاب: "في لبنان، قريبة جدا، لأن الدولة أصبحت في فكر وعقل اكثرية المواطنين، وما يعوق قيامها الفعلي في الوقت الحاضر هو عامل واحد لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية ألا وهو وجود حزب الله كدويلة داخل الدولة".

وردا على سؤال، أجاب: "علاقتنا مع حزب الله ليست عداء بل هي كناية عن معارضة الموقف السياسي لحزب الله الذي له ارتباطات خارجية تقع تماما على نقيض نظرتنا للبنان ولعلاقاته الخارجية، اذا ليس عداء بقدر ما هو خصام سياسي بين مشروعين سياسيين مختلفين تماما. أما في ما يتعلق باسرائيل وبخلاف ما يشيعه البعض، لم يكن هناك من علاقات سياسية ولا يوم من الأيام بمعنى العلاقات السياسية بين المسيحيين في لبنان وبين اسرائيل، ولأشرح تماما بشكل واقعي وبسيط هذا الأمر، تصور أنك في وقت من الأوقات تغرق في البحر فتمد يدك للتمسك بأي شيء بهدف انقاذ حياتك، وهذه لا تسمى علاقات بل للضرورات القصوى تمد يدك الى أي كان ولكن انتهى الأمر بعد السنوات الأولى للحرب في لبنان، وأنا شخصيا كنت من الذين أشرفوا على انهاء هذه العلاقة مع اسرائيل خصوصا وأنه كانت قد فتحت بعض الآفاق في العالم العربي وبالأخص مع منظمة التحرير الفلسطينية وأبو عمار رحمه الله، ومع القيادة المصرية، ومع العراق في ذلك الوقت. وبالتالي، كل هذه المقولة لا تستقيم".

سئل: هل اسرائيل هي التي عطلت قيام الدولة في العالم العربي؟

أجاب: "اسرائيل لا تستطيع تعطيل شيء. اسرائيل وبخلاف ما يعتقد البعض لديها قوة عسكرية كبيرة ولكنها قادرة على ضربة واحدة فقط لا غير، وبالتالي لا تستطيع تعطيل أي شيء، فما عطل قيام الدولة في العالم العربي طوال الخمسين سنة الماضية هو المتاجرة وحتى الآن بالقضية الفلسطينية. ان ايران تتوسع في الشرق الأوسط تحت شعار القضية الفلسطينية وإزالة اسرائيل من الوجود، أزيل الكثير من العواصم العربية ولم يضربوا اسرائيل كما يقال بقمر ورد. وبالتالي هذه المتاجرة بالقضية الفلسطينية وشعار إزالة اسرائيل من الوجود عطلا قيام الدولة في لبنان وفي الشرق".

سئل: هل ترى أوجه شبه بين ايران واسرائيل؟

أجاب: "لا أحب التشبيه بين فريق وآخر أو بين شخص وآخر، ولكن ما أستطيع قوله في الوقت الحاضر ان هناك عملية انفلاش ايرانية كبيرة جدا في الشرق الأوسط ولا اعتقد ان الشرق الأوسط يستطيع تحملها، لأنها للأسف ستؤدي الى ردود فعل لا يستطيع أحد منا توقع عمقها ومداها".

وفي سؤال عن عدم تمكن المسيحيين العرب من استيعاب أو اقتباس الاصلاح الديني الذي حصل في أوروبا الى المشرق، قال: "لقد تمكنوا واستوعبوا هذه الفكرة تماما، وبالفعل اذا أخذنا مسيحيي لبنان كمثال نستطيع القول إن الأكثرية الساحقة منهم هم بطبعهم وتصرفاتهم علمانيون في المجتمع أي يخضعون لقوانين وضعية لا علاقة لها بالقوانين الدينية، ويحترمون الكنيسة من زاوية روحية ولا يعتبرون أن هناك علاقة بين القوانين الدينية والقوانين الوضعية أو أنه يجب أن تكون هناك علاقة ما، ولكن دائما يجري الخلط بين طريقة تكوين السلطة في المجتمع اللبناني الذي هو مجتمع تعددي وبين الطائفية. ففي نهاية المطاف، الدولة اللبنانية هي دولة مدنية، وكثيرون يختلط عليهم هذا الواقع، فالدولة اللبنانية لا تستمد قوانينها وشرائعها لا من الانجيل ولا من القرآن ولا من أي مراجع دينية أخرى، بل تستمدها من قوانين وضعية موجودة في دول أخرى ومن احتياجات المجتمع، وبالتالي هي في الجوهر دولة مدنية ولكن ما يجري في لبنان هو طريقة تكوين السلطة، وهي نقطة اساسية جدا".

وردا على سؤال، قال: "حزبنا علماني، قاعدته مسيحية ولكن تطلعاته علمانية".

سئل: هناك بند واضح في الدستور اللبناني يتحدث عن إلغاء الطائفية السياسية، لو وصلت الى رئاسة الجمهورية هلى ستسعى لتطبيقه؟

أجاب: "ما زال الأمر باكرا جدا، اذ يجب الوصول أولا الى مجتمع مدني لكي نصل الى دولة مدنية. لا تستطيع ان تبني دولة مدنية بينما المجتمع غير مدني. اذا أردنا الغاء الطائفية السياسية علينا الغاء الطائفية قبلها، اذ لا نستطيع الغاء تقاسم المناصب على مستوى السلطة السياسية باعتبار أنه أكبر صمام أمان لنا في الوقت الحاضر في الشرق الأوسط".

سئل: ألا تشعر أنه يوجد خلط في لبنان بين مفهوم الطائفة ومفهوم الوطن؟

أجاب: "بلى، ولكن هذا الأمر له أسبابه التاريخية التي علينا أن نعمل رويدا رويدا لإزالتها. فحتى مئة سنة خلت، كان المواطن السني في لبنان على سبيل المثال لا الحصر مواطنا درجة أولى في السلطنة العثمانية بينما المواطن المسيحي كان مواطنا درجة ثانية، والمواطن الشيعي كان مواطنا درجة ثالثة، وانا أقول ذلك فقط لإعطاء فكرة عن الهوية التاريخية لكل من المكونات، وبالتالي لا نستطيع الغاء تاريخ بأكمله بلحظة واحدة".

سئل: المتابعون للأوضاع في لبنان يحمدون للمسيحيين تصديهم وصمودهم للاسلام السياسي، لو قمنا بمراجعة تاريخية هل نستطيع القول انهم وقفوا ضد القومية العربية؟

أجاب: "لم يقفوا ضد القومية العربية بقدر ما وقفوا الى جانب سيادة واستقلال لبنان، فبالنسبة الى المسيحيين وأعتقد الآن بالنسبة الى الاكثرية من اللبنانيين أن موضوع استقلال لبنان هو موضوع اساسي حيوي جدا بغض النظر عن أي قومية سورية كما تدعو بعض الأحزاب أو الأممية والقومية العربية التي تدعو لها أحزاب أخرى. المسيحيون في لبنان ليسوا ضد القومية العربية أو السورية بحد ذاتها ولكنهم متشبثون باستقلال وفرادة الكيان اللبناني انطلاقا من تركيبة لبنان".

وعن الجفاء التاريخي بين المسيحيين والعروبة وبينهم والقضية الفلسطينية، قال: "هذا الكلام غير دقيق. يوجد خوف كبير لدى المسيحيين من تذويبهم في كيان اكبر منهم بمئات وآلاف المرات، ولكن لا يوجد جفاء تجاه العروبة وبالأخص تجاه القضية الفلسطينية. مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل مصائبهم في سنوات السبعين والحرب الأهلية اللبنانية أتت من جراء انفلاش المجموعات الفلسطينية المسلحة في لبنان، ما خلق نوعا من الجفاء الذي له علاقة بالانفلاش المسلح الذي حصل في لبنان وتغليبهم فئة على أخرى أكثر مما له علاقة بنظرتهم الأساسية للقضية الفلسطينية. فاليوم أكثر فريق في لبنان لديه علاقات عربية هو فريق مسيحي وهو القوات اللبنانية وبالدرجة الأولى مع الأخوة الفلسطينيين وكذلك الأمر في الدول العربية كافة. عام 1975، كان هناك شعور مسيحي عارم ضد الوجود الفلسطيني المسلح ولكن ليس ضد القضية الفلسطينية".

وردا على سؤال عن ان الدروز أكثر فاعلية وتأثيرا قال: "لا أعتقد ذلك، لأنه في أساس وجود لبنان منذ عام 1920 حتى 1945 كان المسيحيون هم العامل الاساسي في وجود لبنان. طبعا كان الدروز فاعلين أكثر في حقبات وفي حقبات أخرى المسيحيون ولكن القول انه خلال التاريخ كان المسيحيون أكثر فاعلية أو الدروز أكثر فاعلية، فقول غير دقيق. الدروز أكثر تكيفا من المسيحيين لأن المسيحيين حساسون جدا على كل شيء يتعلق بحريتهم واستقلاليتهم".

سئل: أنت ترأس حزبا قاعدته مسيحية وشاركت في حرب أهلية للدفاع عن الوجود المسيحي واستقلال لبنان، وانت لديك اليوم شعبية واضحة لدى المسلمين؟

أجاب: "أشعر برضى وفخر كبيرين، وهذا عائد للمشروع الوطني الذي تحمله القوات اللبنانية وهذا اكبر دليل على أنها ليست حزبا طائفيا، فقاعدة الحزب من المسيحيين ولكنه يحمل مشروعا غير طائفي".

سئل: لو غدا اندلعت الحرب ماذا ستفعل؟

أجاب: "سأسعى جاهدا لكي نتجنبها".

سئل: لو وقعت الحرب لا سمح الله؟

أجاب: "سنرى كيف ننهيها بسرعة".

وردا على سؤال، قال: "لا أعتقد ان هناك الآن تهديدا وجوديا للمسيحيين في لبنان، بل هم أمام تهديد من نوع آخر أي البقاء كما هو الحال الآن أي في منزلة بين منزلتين: الدولة واللادولة. يجب الانتقال الى حال الدولة الفعلية الموجودة التي تؤمن استقرارا فعليا، فالمسيحي لا يستطيع الاستمرار بدون حرية واستقرار".

وعن الكتاب الموحد للتاريخ الحديث، أوضح ان "التاريخ حتى البارحة لم يكن تاريخا واحدا، في بعض الأوقات من هو بطل لدى بعض المجموعات اللبنانية هو خائن لدى مجموعة أخرى، ولكن ما هو ايجابي جدا في هذا المجال انه بدءا من عام 2005 باتت هناك اكثرية كبيرة من اللبنانيين متفقة على تاريخ واحد اقله من عام 2005 وحتى عودة الى عام 1990 أو الى عام 1975. فمثلا حين يقول سياسيون من تيار المستقبل الذي يمثل فئة كبيرة من السنة: "فهمنا الآن، أكل الثور الأسود حين أكل الثور الأبيض..." ما يعني أنه عندما ضرب المسيحيون في بدايات 1990 لم يكن السنة يقدرون ان الضربة التالية عليهم ستكون عبر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولكن بعد هذا الاغتيال اصبح الأمر واضحا جدا. أستطيع القول انه لأول مرة في تاريخنا الحديث نبدأ بقراءة واحدة لتاريخنا المعاصر".

سئل: هناك اتفاق ان تاريخ 14 آذار 2005 يجمع أغلب اللبنانيين، ولكن قادة 14 آذار ألا يجب ان يعتذروا من جمهورهم؟

أجاب: "هذا أمر نسبي جدا، البعض منهم يجب ان يفعل اما البعض الآخر ففعل كل ما بوسعه".

وفي رد على سؤال عن تحقيق اهداف 14 آذار ولوم الناس قال: "برأيي هذا تظلم كبير، أولا بذور 14 آذار زرعت في الارض اللبنانية وستزهر مستقبلا، فهذا تحصيل حاصل ولا عودة الى الوراء في هذا المجال. من جهة أخرى، لا شك انه يوجد اخطاء لدى بعض قيادات 14 آذار اذ ان التعميم لا يفيد، ولكن مواجهة 14 آذار كانت قمعية، عنفية ودموية حتى النهاية. فمنذ العام 2005 تعرضت هذه القوى الى 20 اغتيالا ومحاولة اغتيال، تركت اثرها على تقدم مشروع 14 آذار".

سئل: لو أردت أن تقوم بنقد ذاتي لقوى 14 آذار، ما ابرز العناوين؟

أجاب: "انا لست من اصحاب هذه المدرسة بل من اصحاب المدرسة الواقعية جدا، بمعنى ان نبحث عن ماذا يمكن لنا ان نحقق بقيادات واحزاب وجمهور 14 آذار كما هي لأن البحث الآخر لا يفيد بشيء. مهاجمة بعض القيادات أو القواعد داخل 14 آذار لن يفيدنا بشيء".

سئل: هل سبب الفراغ الرئاسي هو الانقسام المسيحي أم ضعف قوى 14 آذار؟

أجاب: "لا هذا ولا ذاك. سبب الفراغ هو قرار ايراني واضح جدا، إما انتخاب رئيس مؤيد لها تماما أو عدم إجراء الانتخابات الرئاسية. وهذا ما هو حاصل. ماذا يستطيع اللبنانيون أن يفعلوا سوى أن يثوروا من جديد؟ وهنا يطرح السؤال نفسه، هل هذا هو الوقت الملائم للثورة من جديد وأنا لا أدعي أن لدي جوابا؟"

سئل: جئت زعيما لأكبر حزب مسيحي في شبه ثورة، لماذا لا تكمل هذه الثورة ويتحول الحزب المسيحي الى حزب وطني؟

أجاب: "هذا أمر وارد في أي لحظة. وفي كافة الأحوال على المستوى السياسي هذا ما نفعله. اما على مستوى القواعد، فهناك حالة تماه كاملة بين قواعدنا وقواعد أخرى تاريخيا لم تكن من قواعد القوات اللبنانية".

وردا على سؤال رأى أن "تركيبة لبنان معقدة جدا وكنت أتمنى أن نكون قوة سياسية مختلفة تماما، وأتمنى ان يصبح لبنان قوة سياسية توازي قوته وقيمته الحضارية والثقافية".

وعن جيران لبنان قال: "أحد الجيران بدأنا نجد له حلا، انما لكل الاسباب الموجبة، الحل الوحيد هو وجود دولة قوية تؤمن الاستقرار والجو الملائم للمواطن اللبناني لكي يذهب بعيدا في حضارته وتقاليده".

وردا على سؤال أجاب: "أعتقد ان العالم العربي يفرح لكل ما يتطور ويتقدم ويخطو الى الامام. ولت أيام الانظمة الديكتاتورية التي كانت تتدخل لمنع النقلات النوعية والثورات في المجتمعات الأخرى. اللبنانيون اليوم لديهم كل الحرية للقيام بثورة على الذات والمجتمع للانتقال بلبنان الى وضع أفضل".

سئل: بقيت 11 عاما في السجن، فهل اهتمامك بالتصوف سابق لهذه المرحلة أم أنه نجم عن هذه التجربة؟

أجاب: "لا، اهتمامي بالتصوف كان سابقا لهذه المرحلة ولكن تتالي الأحداث اليومية والحرب اللبنانية لم يكن يتيح لي مجالا للذهاب عميقا في تصوفي. بينما وجودي في الاعتقال ترك لي المجال واسعا. لم أشعر ببعدي عن معتقداتي المسيحية، ولكن شعرت بقرب كبير الى كثير من المعتقدات الأخرى في الوقت نفسه، وهذان شيئان لا يتناقضان، في اول مقابلة لي بعد الاعتقال قلت: انسان واحد، قضية واحدة في كل زمان ومكان. وهذا ما أؤمن به بمعنى ما، فالانسان العربي الآن هو نفسه الانسان الأوروبي في القرون الوسطى، فما عاشه الأوروبي في القرون الوسطى يمر به الانسان العربي مع فروقات صغيرة بالزمان والمكان".

سئل: في شبابك كنت معجبا بتيار دو شردان الذي لديه صلاة مشهورة:"اللهم اجعلنا واحدا"، هل ما زال هذا الاعجاب وهل هذه الفكرة تؤثر بك؟

أجاب: "طبعا، ورأيي أن الله يعمل ليجعلنا واحدا. من كان يتصور قبل عشر سنوات ان جامعة الأزهر ستخرج يوما من الأيام باعلان مبادىء مثل الذي خرجت به العام الماضي؟ لو اعطيتني هذا الاعلان ولم تقل لي أنه صادر عن الأزهر لاعتبرت انه من مقررات أحد السينودسات التي تجرى في الفاتيكان مثلا".

سئل: هل ترى ان فكرة العدل تؤمنها الجمهورية القوية ام جمهورية رشيقة لا تتدخل إلا قليلا في أحوال الناس؟

أجاب: "لا، الوضع يحتاج جمهورية قوية. والجمهورية القوية ليس بالضرورة ان تكون غير رشيقة، يمكنها ان تكون رشيقة جدا وقوية".

ورأى أن "مقولة بيار الجميل: "قوة لبنان في ضعفه" أثبتت صوابيتها في هذه المرحلة بالذات. قوة لبنان ليست في ضعفه، فقد استعمل التعبير في غير مكانه. وإنما قوة لبنان في تركيبته التي تجعل حياته بعض الأوقات صعبة ولكن في نهاية المطاف تجعله قويا في المحن، وأكبر دليل ما تمر به المنطقة الآن ووضع لبنان المستقر في الوقت الحاضر".

وعن انخراط لبنان في العملية السلمية مع مصر والأردن لينهي وضعية الصراع المسلح في الجنوب وتحرير شبعا والقرى السبع قال: "طبعا أؤيد هذا الأمر، فبالدرجة الأولى يجب ان نعتمد الوسائل السياسية لاستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. النضال المسلح ليس هدفا بحد ذاته إنما وسيلة للوصول الى هدف تحرير أرضنا المحتلة، وبالدرجة الأولى يجب ان نلجأ الى السياسة لأنها أقل كلفة واكثر حضارة".

سئل: هل ستسعى إلى هذا الهدف حين تصل الى الرئاسة؟

أجاب خاتما: "مئة بالمئة، وعلى هذا الصعيد الهدف ليس صعب المنال. فبقليل من الجدية يوقع محضر مشترك بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية المقبلة عن هوية مزارع شبعا، ويرسل الى الأمم المتحدة فتصبح مزارع شبعا تحت أحكام القرار 425 وليس القرار 242 وبالفعل ذاته تصبح الحكومة الاسرائيلية مضطرة للانسحاب منها بهذه البساطة".

 

النائب قباني: تمسك عون بترشحه يعرقل التوافق الرئاسي والضوء الاحمر في هذا الملف ياتي من ايران

الأحد 22 آذار 2015

وطنية - اعتبر النائب محمد قباني "ان التوقعات بأن حوار المستقبل - حزب الله سيؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية لم تكن واقعية، لذلك أصيب البعض بخيبات أمل"، موضحا انه "حتى الآن لا يزال العماد ميشال عون متمسكا بترشحه على قاعدة أنا أو لا أحد، وهو ما يعرقل أي توافق رئاسي". وفي حديث الى برنامج "لقاء الأحد" من "صوت لبنان 93,3"، رأى قباني "ان الضوء الأحمر في ملف الانتخابات الرئاسية يأتي من إيران"، لكنه شدد على "وجوب إعادة هذا الضوء الى الداخل بعيدا من اي تدخلات او تأثيرات خارجية"، مبديا خشيته من "ان تقوم الولايات المتحدة بالتضحية بلبنان وسوريا لصالح إيران". وتمنى "ان يصار الى التوافق في مجلس الوزراء في ظل الفراغ الرئاسي، لانتخاب قائد للجيش، وإلا فإن خيار التمديد للعماد جان قهوجي يبقى أفضل من الفراغ في قيادة الجيش لأنه أمر كارثي"، مستبعدا "ان تكون هذه القضية بانتظار كلمة خارجية من السعودية أو ايران". وفي هذا المجال، أشار الى "ان الحوار المستمر مع التيار الوطني الحر وإن بصورة متقطعة، يجري اليوم حول موضوع قيادة الجيش وتعيينات هذه المؤسسة العسكرية"، مبديا ارتياحه لاحتمال تعيين قائد فوج المغاوير شامل روكز قائدا للجيش. على صعيد آخر، في ما خص قانون السير الجديد، شرح قباني، من موقعه كرئيس لجنة الأشغال والنقل النيابية، "ان هذا القانون سيأخذ بعض الوقت للحد من مخالفات السير والحوادث ووقف سمسرات دفاتر السوق، رغم إقراره بالنقص في عديد شرطة السير ووجود بعض الثغرات، مؤكدا الاستمرار بالضغط مع الجمعيات غير الحكومية لتطبيق قانون السير بشكل دائم حفاظا على سلامة المواطن". وأشار قباني الى أنه "سيتم تشغيل الرادارات على الطرقات لضبط السرعة الزائدة مع تسامح ضمن عشرة كليمترات، بحيث تكون العقوبات تدريجا بحسب حجم المخالفة"، لافتا الى "ان ضبط السير سيحول الى قيادة شرطة السير وهيئة إدارة السير ضمن data base كل سيارة". وأعلن "ان وزارة الأشغال تعمل على تحسين ظروف الطرقات لا سيما مسألة تزويدها بالإضاءة وتوزيع لوائح السرعة بالشكل المناسب وغيرها، كما ان لجنة الاشغال والنقل النيابية أخذت توصية بإعادة إحياء الشرطة البلدية في بيروت التي ألغيت بالتطبيق بعد إلحاقها بالقوى الأمن الداخلي. وفي خطوة مترافقة مع تطبيق القانون الجديد، كشف قباني عن اجتماع سيعقد الثلاثاء المقبل للبحث في تسجيل الأطفال في أكاديمية لتعليم قوانين السوق تدخل في إطار تربية الأجيال المقبلة.

 

رعد: الأوضاع في سوريا تتحسن لغير مصلحة التكفيريين ولن يستطيعوا أن يقلبوا الطاولة على أحد في لبنان

الأحد 22 آذار 2015

وطنية - اشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في احتفال تابيني في بلدة كفرا الجنوبية، الى اننا "رأينا بالأمس إنتحاريين وتكفيريين يرفعون راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، يفجرون أنفسهم في بيوت الله، يذبحون ويقتلون عشوائيا تنفيسا عن أحقاد دفينة تربوا عليها في مدرسة تيار الإستسلام والإنهزام والتبعية، إن هؤلاء أدوات لكننا نعرف الذي يمول ويسلح ويتيح الفرص ويرعى الخطوات، وهم قوى إقليمية ومحلية ودولية، إلا أنهم سيفلسون مجددا، لأنهم لن يستطيعوا بهذا الأسلوب الترويعي الدموي أن يثنوا إرادة الأمة أو أن يخضعوا إرادة المقاومة والنهوض، لأن العقلية الحاكمة في منطقتنا والتي تربى في كنفها هؤلاء التكفيريون اليوم، الذين يستخدمون ضد تيار المقاومة والنهوض، لم تصنع لأمتنا شيئا، بل هدرت ثروة الأمة وضيعت مستقبل أجيالها، وتسببت في التخلف على مستوى التنمية في المنطقة العربية، كما صرفت أمولا طائلة دون جدوى، بينما هناك ملايين الفقراء والمستضعفين خلف الأبنية الفارهة والأبراج التي تبنى فقط للوافدين على الطرقات الواسعة، فيما أهل البلد يعيشون بفقرهم وتخلفهم".

اضاف: "إن تيار المقاومة والنهوض هو الذي يصنع خطوطا حمرا لنفسه، لأنه هو الذي يقدم مصلحته الوطنية وهو الذي يخلص لشعبه وأمته، ويعرف كيف يخدم مصلحتهما، فشتان بين تيار مهزوم يرضى بالتبعية والإرتهان للأجنبي الذي يريد أن يستحكم ويتسلط ويهيمن على مصالح الناس، وبين تيار مقاوم يدفع كل وأغلى وأعز ما لديه من أجل أن تنهض الأمة كلها، وأن يستقر وضعها ويتحقق أمنها وأن تستقر مصالحها وتتحقق سيادتها، فلماذا تنصب كل الضغوط من أجل أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي، ليس لأن إيران ستمتلك الطاقة النووية لأجل غايات سلمية فحسب، بل لأن إيران وشعبها امتلكا إرادة التحدي للمنهجية الغربية فما احتاجوا لأن يقلدوا تلك المنهجية، بل صنعوا منهجيتهم للتقدم والرقي والنهوض والتنيمة في وطنهم بعيدا من منهجية الغرب والإستكبار، وهم التزموا الإستقلالية في بناء مجتمعهم وقوتهم ودولتهم، فلذلك تنصب كل هذه الضغوط عليهم".

وتابع: "نقول هذا ونحن قطعنا شوطا كبيرا في مواجهة المشروع الذي يريد أن يضع العصي ويقطع الطريق في وجه نهوضنا بفعل مقاومتنا وثباتنا على هذا المسار والخيار، فلم يعد هناك شيء يرعبنا وقد انكشفت الرؤية أمامنا بفضل التزامنا بالقيم التي ننتمي إليها وبفضل إخلاص قياديينا ومجاهدينا وتحملهم للمسؤولية في كل مجالات الحياة.

نحن إذ نخوض حوارات أو مواجهات في كثير من الأحيان على عدة جبهات في المجلس النيابي والحكومة والساحة العامة، فإن الإطار الذي يحكمنا في سير هذا كله أن نتقدم بمشروعنا إلى الأمام، وها نحن قد تقدمنا كثيرا وقطعنا خطوات كبيرة في زمن قصير، والأيام المقبلة ستشهد أن كل ما صبرناه وتحملناه وانتظرناه أدى إلى النتيجة التي كنا نتوقعها، بفعل إرادة المقاومة لدى شعبنا وبفعل متابعته لمن يتبنى خيار المقاومة ويقوم بواجبه المقاوم، لذلك فإننا نتحسس مسؤولياتنا ونحقق ما يصبو أهلنا إليه من تطلعات وأماني".

وقال: "نحن الآن في مرحلة ما زال البلد يراوح فيها بين شغور رئاسي وتعطيل للمؤسسات الدستورية وتهديد من الإرهاب التكفيري، أما الإسرائيلي فهو محبوس ومسجون الآن داخل قفص معادلة الردع التي ألزمته المقاومة بالدخول إليها، ففي نهاية المطاف سنصل إلى ملىء الشغور الرئاسي بمن يحفظ مسار النهوض ومسار المقاومة، وبمن لا يملك قدرة على تعطيل هذا المسار، لأن هذا المسار فيه الخير ليس للمقاومين وأهل المقاومة وشعبها فحسب بل فيه الخير لكل اللبنانيين".

وشدد على "ان المقاومة حين تتصدى للإرهاب التكفيري في كل مكان تصدت فيه، فهي لا تدافع عن رجالها فحسب وإنما تدافع عن كل مكونات هذا البلد، فالآن استيقظت شرائح واسعة من اللبنانيين وعرفت أنه لولا المقاومة وقتالها لهؤلاء التكفيريين وتجافيها عن معادلة النأي بالنفس لكان القتال والخطر سيطاول كل المناطق والشرائح اللبنانية، لكن هناك من لا يزال يناور ويكابر ولا يريد أن يتبنى إسترايتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب التكفيري، فهم يطلقون الشعارات ولكن يربطونها بملء الشغور، ويعرفون أن المقاومة ليست طرفا يمكن أن يملأ الشغور أو يتوقف على رأيه ملىء الشغور، فهناك معادلة في البلد تستوجب التفاهم الوطني حتى يملأ الشغور، وهذا التفاهم نحن قدمنا وجهة نظرنا به، وطرحنا مرشحنا الذي نفترضه أنه يخدم المسار الوطني للمقاومة والنهوض وللأمن والإستقرار الداخلي والصمود والسيادة والحرية والإستقلال في بلدنا، وبقي على الطرف الآخر أن يتأمل ويتدبر ويفكر ويقرر. فهذا من جهة وأما من جهة أخرى فقريبا سيذوب الثلج وسيتبين للناس أن التكفيريين الذين يتهددون بقاعا واسعا من أرضنا اللبنانية، هؤلاء التكفيريون لم يعودوا قادرين على قلب الطاولة في لبنان، فربما يستطيعون أن يشغلوا بال البعض وربما يستطيعون أن يتسللوا مجموعات لإثارة رعب في مكان ما، لكن أن يقلبوا الطاولة على البلاد فإن هذا الأمر انتهى".

اضاف: "إن جهوزية المقاومة والجيش اللبناني الذي يقدم التضحيات ويبذل ما في وسعه من أجل أن يقطع أي طريق على أي اعتداء يمكن أن يقدم عليه الإرهابيون التكفيريون سواء في القلمون أو في جرود عرسال، نطمئن أهلنا أن لا داعي للقلق لأن إمكانية وقدرة هؤلاء المتبقين في القلمون لا يستطيعون أن يقلبوا الطاولة على أحد في لبنان، فكيف إذا كان الوضع في سوريا يتحسن تباعا، حيث بدأت الوفود الأوروبية والتصريحات الاميركية تقر بما أعلناه نحن منذ بداية الأزمة في سوريا بأن الحل فيها لا يمكن أن يكون إلا حلا سياسيا".

وختم رعد: "بالأمس قرأت لأحد الإعلاميين الذي كان يتصدر الشاشات والفضائيات في إحدى البلدان العربية ويقاتل ويتحدى ويرفع الصوت ويصرخ من أجل أن يحرض على القتال في سوريا وعلى تخريبها، أما الآن فإنه وبعد تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنه قد نكون مضطرين للتفاوض مع بشار الأسد، تحول هذا الإعلامي إلى شامت بمن كان يحرضه من المعارضة السورية التي رضيت بالحل السياسي، وبحسب رأيه فإن من يرضى به يجب أن يفاوض الطرف الآخر وهو بشار الأسد، وهذا ما وصلت إليه هذه المعارضة حين قبلت بالحل السياسي وتخلت عن الخيار العسكري. إن الأوضاع في سوريا تتحسن لغير مصلحة التكفيريين والإرهابيين ومن استخدمهم طيلة السنوات الأربع الماضية، وهذا ما سينعكس على المنطقة كلها وعلى لبنان".

 

بسام أبو زيد رئيسا بالتزكية لنادي الصحافة

الأحد 22 آذار 2015

وطنية - عقد نادي الصحافة اليوم، جمعية عمومية انتخب فيها بالتزكية الزميل بسام أبو زيد رئيسا مع هيئة إدارية جديدة، مؤلفة من: يوسف الحويك، عماد عاصي، سيليا مروة، رانيا سواح، ديانا فاخوري، سعد الياس، هاني صافي، ألبير شمعون، أنطوان مراد وميراي حكيم.

واتسمت العملية بروح ديموقراطية أظهرت الرقي والأخلاقيات في التعاطي بين الأعضاء. وأشرف على العملية الإنتخابية المستشارون القانونيون للنادي شارل أبي صعب، مشهور حيدر أحمد وإيلي نصر.

الحويك

وبعد إعلان النتيجة، تحدث رئيس النادي يوسف الحويك، فحيا زملاءه خصوصا الذين آمنوا بفكرة النادي قبل أن يصبح واقعا وآزروه لغاية اليوم، معلنا أنه "إذ يعزف طوعا عن الترشيح للرئاسة فإيمانا منه بالديموقراطية والتغيير الواجب أن يعما المؤسسات على مستوى الوطن، الشاغرة وتلك المقبلة على الشغور"، معربا عن "ثقته الكاملة بأن النادي سيكون في يد أمينة مع بسام أبو زيد، فتطلعاتنا واحدة"، مؤكدا أنه "سيبقى إلى جانبه يدا بيد يتعاونان مع الهيئة الإدارية والمخلصين لرفعة النادي ونهضته من أجل أن يبقى علامة فارقة في الحياة الإعلامية".

ابو زيد

وألقى الرئيس المنتخب أبو زيد كلمة شكر فيها جميع الزملاء على ثقتهم، وأشاد بما قام به الزميل المؤسس يوسف الحويك طيلة فترة رئاسته النادي مع من تعاقب على عضوية الهيئة الإدارية، وأكد مواصلة مسيرة النادي لمصلحة الإعلام في لبنان ولا سيما حقوق الصحافيين وحمايتهم، مشددا على "انفتاح النادي باتجاه كل وسائل الإعلام والأطراف من دون أي تمييز".

 

النائب نضال طعمة: المسيحيون لا يحتاجون الى تأشيرات هجرة بل يحتاجون الى ثباتهم في ارضهم

الأحد 22 آذار 2015

وطنية - راى النائب نضال طعمة انه "في معمعة الانتظار القاتل في مخاض هذا الشرق، يمر قرار بمنح تأشيرات لعدد من المسيحيين المشرقيين إلى إحدى الدول الأوروبية، وبغض النظر عن تقييم العدد، فالمسيحيون في هذا الشرق لا يحتاجون إلى تأشيرات هجرة، بل يحتاجون إلى ثباتهم في أرضهم، وبقائهم نبضا يلون هذا الشرق ببريق رسالة، التزموها حتى رمق الحرية الاخيرة". وتابع: "رسالة المسيحيين أن يسكبوا قيم جمالاتهم لتتلاقى مع جمالات كل مكونات هذا الشرق الغنية، رسالتهم أن يتكاملوا مع سماحة الإسلام الحقيقي، ويكرسوا محبتهم خدمة لجميع الناس. فلماذا الرحيل وإلى أين؟ فالأرض كلها أمست هدفا للتطرف، والشهادة للحق رسالة عدالة في كل زمان ومكان". اضاف: "إن الدور الحقيقي الذي يمكن أن تلعبه الدول الأوروبية والغربية، هو دعم المسار الحقيقي للديموقراطيات الفتية في هذا الشرق، في وجه الديكتاتوريات المعشعشة في مفاصله، وفي وجه نزوات التطرف التي تشوه تاريخه وقيمه. وإذ يحاول المستبدون اليوم، أن يقدموا أنفسهم كضمانة لحد الزحف التكفيري، يتفرج أنصار الحرية المفترضين في العالم، فيما ننتظر منهم التوفيق بين مصالحهم ومبادئهم، بالحد الأدنى من الانسجام بين ما يقولون وما يفعلون، باحترام شعاراتهم الجميلة التي يسوقونها لشعوبهم، وربما دورنا على المستوى المحلي ان نرفع الصوت أكثر في ما يخص قيم احترام حقوق الإنسان".

وتابع: "لعل ثباتنا في حضن أمنا الأرض، يمكن أن يشكل قضية وطنية مصيرية، تجمع من أطيافنا طاقات وهامات، تستطيع ان تسوق الصورة، لنستفيد من زمن ترتيب الأوراق. وسيكون وعينا لبنوتنا لأرضنا وأوطاننا وبيئاتنا الصدى الأكبر في قدرتنا على تحقيق المكاسب. فمن تغرب عن حضن أمه عاش والبرد يستبد بفرائصه المرتجفة". وختم طعمة: "إذ نستذكر بنوتنا وندعو لتفعيل حس الأمومة الوطني، نلتفت إلى الأم التي احتفى عالمنا بعيدها، لنعايد كل أم واجهت بعين التربية والصدق والإيمان مخرز القدر الأسود الذي يفيض بالظلم والغدر والحرمان. نعايد الأم التي ذرعت الصدق والنبالة في زمن يتهدده الغش وتسبيه الرذالة. نعايد أم الشهيد الذي روى بدمائه أمل مستقبلنا، أمهات جميع المخطوفين من أبطال جيشنا اللبنانيين والمخفيين، كل الأمهات اللواتي يرفعن صلواتهن ليحمي الرب القدير أبناءهن في ساحة الشرف والتضحية والوفاء، ويعضدهم لأنهم حماة الديار وحفظة الكرامات. ولن ننسى الأم الشهيدة، وتلك التي تنظر إلينا من فوق، عسانا نرتقي ببلدنا إلى طهر مقام أحبتنا. ولتمكين هذه الأم من لعب دورها، لا بد من مؤازرتها بدعم قضايا المراة بعامة، وإعتاق مجتمعاتنا من ذكوريتها العمياء، فحماية المراة من العنف، وفتح مجالات الإبداع لطاقاتها، والامتناع عن الإمعان في تهميشها، قضايا تنادي بها كل القيم الدينية والروحية، قبل أن تنادي بها القيم الحضارية والثقافية. نعم نحن مقصرون في صياغة تشريعات تنطلق من عمق فكرنا المنفتح، لتصيب الأهداف المنشودة، بعيدا من الاستغلالات السياسية، والتقليد الأعمى لتجارب الآخرين. فلننطلق من واقعنا صوب إنصاف نصف مجتمعنا ونبض حياته".

 

العشاء السنوي لمصلحة المهندسين في القوات… عدوان: نرفض اللجوء الى المحاصصة والوفاق عند كل استحقاق

موقع القوات اللبنانية

شدد نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان على ان “لبنان بلد يضم دستورا ونظاما وقانونا، لذلك على الجميع اللجوء للانتخابات وليس للتوافق”، وقال: “أرى اننا ابتعدنا عن العمل النقابي الصحيح ولكن سيطبق هذا في يوم من الايام ويطرح كل مرشح برنامجه النقابي وينتخب على اساسه. يجب ان نبذل جهدا كبيرا للوصول الى هذه المرحلة ليختار الاحزاب من يستحق وليس من يحمل صفة حزبية”. واستذكر عدوان خلال تمثيله رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع في العشاء السنوي لمصلحة المهندسين في حزب “القوات” في فندق فينيسيا، أمهات العسكريين المخطوفين وامهات الشهداء والقوى الامنية الساهرة على الحدود اللبنانية لحماية الوطن وزوجة الشهيد رمزي عيراني وأم كل لبناني مهاجر بسبب تقصير الدولة في تأمين المستقبل اللازم لهم. وتوقف عند مسألة الوفاق والمحاصصة في النقابات، رافضا اللجوء اليها عند كل استحقاق، مشددا وأشار الى “دور كل مهندس في تنظيم وهندسة الدولة التي تسيطر عليها المحاصصة الصغيرة والضيقة”، متطرقا الى مشكلة الكازينو الاخيرة “التي لم يتصرف المعنيون فيها على اساس ما او هرمية معينة، بل اكتفى بتأسيس لجنة قامت بحل القضية على أساس المحاصصة والمحسوبيات، مما أدى الى صرف بعض أصحاب الكفاءة”، ورأى ان “هذا العمل يساهم في زيادة الهجرة لدى الشباب اللبناني”، مناشدا الجميع “إطلاق عملية جدية في بناء الدولة تقوم على اساس المواطنة والكفاءة والا فسيكون مستقبل لبنان بخطر”. وعن الوضع في لبنان والمنطقة، اعتبر ان “المنطقة دخلت منذ سنوات في حرب مذهبية والوطن مهدد لهذا السبب. لبنان مهدد لأن احد الفرقاء اختار ان يدخل الحرب خارج لبنان، متجاهلا رأي شركائه في الوطن، وضاربا عرض الحائط الميثاق الوطني الذي يلزم البقاء تحت راية الوطن وقرار الحكومة والقوانين اللبنانية. لا يمكن ان نحارب عندما نريد واينما نريد بل يجب الاحتماء بالجيش اللبناني والقوى الامنية لحماية هذا الوطن”.

ولفت إلى ان “الاخطار المحدقة به تزيد يوميا”، متطرقا الى “النصائح التي توجهها الدول الاخرى بانتخاب رئيس جديد لإخراج البلاد من الأزمة واعلاء المصلحة الوطنية على مصالح الدول الاخرى”، وسأل: “ما نفع انتصار بعض المحاور اذا خسرنا لبنان؟ ما نفع سقوط الانظمة او بقائها اذا سقط النظام في لبنان؟ ما نفع تقديم المساعدة لغريب يعبر عن رأيه اذا كان هذا العمل يضر ابناء الوطن ويخالف آراءهم؟”

وبدوره، تحدث رئيس قطاع المهندسين في “القوات” نزيه متى عن الانتخابات النقابية، مؤكداً ان القوات ليست ضد الاتفاق والتوافق الا انها تحرص على الديمقراطية، لذلك فمن المهم بحسب متى، ان يتسم المجلس النقابي المنتخب بالتكامل والتجانس، تاركاً الاتفاقات والمفاوضات وحاضراً للعمل النقابي الصرف. واعلن ان القوات اللبنانية سيكون لها مرشح واضح لمركز نقيب المهندسين في بيروت في الانتخابات القادمة، داعياً الاطراف الاخرى بترشيح مهندسين آخرين للتنافس وليربح من يربح فتصبح انتخابات نقابات المهندسين مثال يحتذى به.

 وحضر الحفل ممثل رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النائب شانت جنجنيان، عضو الهيئة التنفيذية ادي ابي اللمع، نقيب المهندسين في بيروت خالد شهاب، نقيب المهندسين في الشمال ماريوس بعيني، الامين العام السابق عماد واكيم، الامين المساعد لشؤون الادارة فادي ظريفة، الأمين المساعد لشؤون المصالح غسان يارد، مستشار رئيس الهيئة التنفيذية لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، رئيس هيئة المعماريين العرب طوني شربل، مسؤول مكتب النقابات والمهن الحرة المركزي في حركة أمل علي اسماعيل، منسق عام قطاع المهن في التيار الوطني الحر ايلي حنا، رئيس الخريجين التقدميين محمد بصبوص، النقيب السابق للمهندسين في بيروت صبحي البساط، النقيب السابق للمهندسين في الشمال جوزيف اسحق، الدكتور مي شدياق.

 كما شارك اعضاء مجالس نقابتي المهندسين الحاليين والسابقين في بيروت والشمال، عائلتا الشهيدين انطوان غانم ورمزي عيراني، والهيئات الهندسية في تيار المستقبل حزب الكتائب، حزب الوطنيين الاحرار، الحزب التقدمي الاشتراكي، الكتلة الوطنية، التيار الوطني الحر، وحركة امل.

 

بعد رستم غزالي.. ماذا عن مصطفى بدر الدين؟

عماد قميحه/جنوبية/الأحد، 22 مارس 2015  

على الرغم من أهمية خبر مقتل رستم غزالي، إن جسديا، كما رُوّج من خلال نسج حكايات واقاصيص عديدة اقرب ما تكون الى الأفلام البوليسية، او قُتل معنويا كما هو مؤكد بالرواية الرسمية عبر الإعلان عن عزله وتعيين آخر بموقعه، ففي الحالتين الخبر الثابت والمحسوم هو إزاحة هذا الرجل من المشهد إلى غير رجعة، وان كان معظم المراقبين وغالبية اللبنانيين على قناعة تامة بان المصير الحقيقي في النهاية هو الموت..

لم يتفاعل اللبنانيون على مقلبي الصورة مع هذا الخبر الحدث كما يفترض بوصفه خبراً مفاجئاً ومهماً، فلم نشهد مثلا أيّ من مظاهر الفرح أو أّيّ ردة فعل عفوية تحمل التعبير عن شعور الغبطة بنهاية قصة رجل حكم لبنان لحقبة زمنية سوداء لا نزال الى اللحظة نعاني من شرورها ومن تبعاتها، هذا عند خصوم النظام ، وكذلك في المقلب الاخر فاننا لم نشهد أي من مظاهر الحزن او إقامة مجالس عزاء بفقد “شهيد كبير” كان الى اللحظة الأخيرة يعتبرعندهم من “رفاق السلاح”.

ظاهرة اللامبالاة وعدم الاكتراث هذه من قبل اللبنانيين مردها الى امر واحد وهو المعرفة المسبقة الى ما كان سيؤول اليه مصير هذا الرجل، فصار الخبر وكأنه ليس اكثر من حصول ما هو حاصل، وحدوث ما هو متوقع وبالتالي فقد مرّ الخبر وكأنه قد حصل أولا ومنذ زمن في وعي اللبنانيين ولم يكن ينقصه اكثر من مجرد اعلان لا اكثر.

فاصغر ولد في لبنان على دراية تامة بان النظام السوري يعمد الى التخلص من كل من يمتّ الى جريمة اغتيال رفيق الحريري بصلة، ويعرف تماما بان هذا النظام المافيوي بكل تشعباته يتخلص من اثقال سفينته المتلاطمة بامواج من المشكلات عبر رميهم في البحر على امل انقاذ ما تبقى منها، ورستم غزالي لم يكن سابقة في هذا المجال فقد سبقه الى نفس المصير غازي كنعان (أبو يعرب) رئيس شعبة المخابرات السورية في لبنان، وكذلك لحقه المستشار الأمني للرئيس بشار الأسد وعديل ماهر الأسد العميد محمد سليمان الذي اغتيل بطرطوس بظروف قيل عن غموضها الكثير.

وفي هذا السياق نفسه جاء الحديث عن عملية الاغتيال التي تعرضت لها ما كان يسمى بخلية الازمة والتي ضمت الى جانب صهر الرئيس السوري آصف شوكت شخصيات امنية كبيرة. وهنا أيضا لا بد من الإشارة الى ما قيل عن تورط مباشر لمخابرات هذا النظام في اغتيال الشهيد عماد مغنية، ليس بوصفه متهما بالجريمة فاسمه لم يرد في لائحة الاتهام الصادرة عن المحكمة الدولية أصلا، ولكن بما قد يمتلك من معلومات حساسة نتيجة العلاقة المتميزة التي كان تربط الشهيد مع الدائرة الضيقة لهذه المخابرات.

وعليه فان خبر التخلّص من رستم غزالي قد فتح باب السؤال واسعا عند الكثير من المراقبين ومن المتابعين لاعمال المحكمة والتقدم الذي تحققه في مسار اعمالها عن الشخصية الجديدة التي سيعمد هذا النظام الى التخلص منها وشطبها من لائحة الأسماء الغير مرغوب ببقائهم في المرحلة القادمة وهنا يبرز بشكل كبير اسم المتهم الرئيسي مصطفى بدر الدين القيادي بحزب الله.

فاذا صح ما يقال عن دور طليعي لمصطفى بدر الدين بقيادة الكثير من المعارك الميدانية في الداخل السوري وبالتالي تواجده على الأراضي السورية وما حكي عن استهدافه المباشر بعملية القصف التي استهدفت الموكب القيادي في القنيطرة فان الكثير من الهمس حدّ الصراخ يسمع الآن في الصالونات وخلف الجدران عن سؤالين طفا الى السطح اكثر من أي وقت مضى يصبان في نفس الاتجاه، الأول: متى سينعي حزب الله شهيد الواجب الجهادي مصطفى بدر الدين؟ ويأتي السؤال الثاني مخففا: بعد رستم غزالي ماذا عن مصطفى بدر الدين؟

 

موقع فيلكا الإسرائيلي: فؤاد السنيورة عميل للموساد ومتورط باغتيال الحريري

التاريخ 17 أغسطس 2013 - 18:14

ذكر موقع فيلكا الإسرائيلي أن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق والمثير للجدل فؤاد السنيورة، كان سبباً في تدخل جهاز الرقابة العسكرية الإسرائيلي، والقيام بمنع صحيفة هآرتس الإسرائيلية من نشر خبر حمل عنوان: (ضابط الموساد السابق المقدم أهارون غولد بيرد: فؤاد السنيورة يخدم لدى دولة إسرائيل منذ عام 1974).

– أبرز النقاط:

أشار التقرير الإخباري الذي نشره موقع فيلكا إسرائيل بلوفاركوم، إلى النقاط الآتية:

• عمل المقدم أهارون غولد بيرد بجهاز الموساد الإسرائيلي خلال الفترة 1970- 1989, تمكن المقدم أهارون غولد بيرد عبر طرق ثلاث من القيام بتجنيد فؤاد السنيورة الذي يتولى حالياً منصب رئيس الوزراء اللبناني.

• بعد تسريح المقدم أهارون غولد بيرد، فرض النائب العام الإسرائيلي عليه شرط عدم الخروج من إسرائيل.

• رواية تجنيد فؤاد السنيورة لدى الموساد الإسرائيلي تم تسريبها للصحافة عبر جلعاد لافيني، محامي الدفاع عن المقدم أهارون غولد بيرد.

– تفاصيل تجنيد الموساد للسنيورة: أبرز تسريبات المقدم أهارون غولد بيرد، صرح المحامي جلعاد لافيني، بأن موكله المقدم غولد بيرد ضابط الموساد السابق، كان خلال فترة عمله مسؤولاً عن تدريب ومتابعة العاملين في جهاز المخابرات الخارجي الإسرائيلي (الموساد) في لبنان، وقد تسلم آنذاك ملفاً يحمل اسم (نور)، ورقماً خاصاً به، وذلك من أجل القيام بالمتابعة والتدريب.

انتقل المقدم أهارون غولد بيرد إلى العاصمة اللبنانية بيروت عبر مطار باريس بجواز سفر فرنسي مزور (84/33455) وبعد وصوله إلى بيروت حجز لنفسه شقة مفروشة في منتزه عاليه بجبل لبنان، بعد ذلك اتصل بالعميل (نور) والذي اتضح أن اسمه الحقيقي هو فؤاد محمد السنيورة من مدينة صيدا.

وأشرف المقدم أهارون غولد بيرد على تدريب العميل (نور) على وسائل الاتصال والمراسلة الآمنة، وتقنية الجمع الاستخباري للمعلومات، وتضليل المحققين وكان ذلك في عام 1974م.

بعد ذلك، أشار المقدم أهارون غولد بيرد بأنه قابل العميل (نور) عدة مرات:

– المرة الأولى في إسرائيل عندما نقله الموساد الإسرائيلي سراً من اليونان إلى تل أبيب وكان ذلك في أواخر عام 1976.

– المرة الثانية في باريس.

المرة الثالثة واستخدم فيها جواز سفر أردني مزور وكانت في عام 1977.

اللقاءات الثلاثة بين المقدم أهارون غولد بيرد كانت تهدف إلى:

• تقديم المزيد من التدريب

• متابعة تطور العميل (نور)

وأفاد المقدم أهارون غولد بيرد، بأنه شاهد فؤاد محمد السنيورة على شاشة التلفزيون، وعرف فوراً أن العميل (نور) قد استطاع أن يتغلغل بنجاح ويصل إلى منصب رئيس الوزراء اللبناني.

وقال المقدم أهارون ، بأنه يتذكر عندما كان (نور) يحضر إليه على الدوام، حاملاً بيده هدايا الحلوى اللبنانية الشهيرة باسم “عائلته” وكان يؤكد لمعلمه المقدم أهارون غولد بيرد بأن هذه الحلوى من صنع يده.

هدد المقدم أهارون غولد بيرد الحكومة الإسرائيلية قائلاً بأنه حالياً “لن يستمر –في كشف المزيد- وسيتوقف عند حدود كشف رئيس الوزراء اللبناني الحالي فؤاد محمد السنيورة الذي يعمل مجنداً لصالح دولة إسرائيل منذ عشرات السنوات.

كذلك أشار المقدم أهارون بأن المجند فؤاد محمد السنيورة , والذي أشرف على تدريبه، قد قدم خدمات لصالح إسرائيل بما يفوق قدرة أي مجند إسرائيلي على تقديمها، ويتمثل أبرز هذه الخدمات في الآتي:

• ما فعله علناً خلال حرب لبنان الثانية

[1]• ما فعله بعد الحرب من لقاءات شبه علنية في واشنطن وبيروت مع صحفيين وضباط ودبلوماسيين ووزراء إسرائيليين

[2] • ما فعله من وقوفه ضد حزب الله وقائده السيد حسن نصر الله وعموماً، بالنسبة لقرائنا الذين يريدون متابعة المزيد حول ملف “مجند الموساد (نور) 0 نقلا عن صحيفة الشروق اليومي الجزائرية

وقد نشر موقع “فيلكا إسرائيل” تقريراً أعده البروفيسور إيلياهو بنيسمون , المعروف بمعاداته للكيان الصهيوني ودعمه للفلسطينيين , بنيسمون نقل هو الآخر عن غولد برغ تورط السنيورة في مقتل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري , مشيراً بالقول:

كانت نقطة أساسية من جهود كشف قضية مقتل الحريري تقوم على محاولة معرفة من هو الشخص المقرب منه و مشيراً إلى السنيورة , الذي أعلم القتلة بخط سير موكبه , ومن هو الذي أعطى القتلة إشارة توجه من البرلمان إلى منزله ساعة الاغتيال ؟؟ , بعض الملاحظين اتهم مسؤول أمنه السابق الذي لم يغب عن الموكب إلا يوم الاغتيال , والمعروف باسم وسام الحسن و والذي كوفئ من قبل فؤاد السنيورة على تقصيره في حماية سيده رفيق الحريري بأن عينه مسؤولاً عن أكبر جهاز أمن في لبنان , وهو فرع المعلومات الذي دعمته وقوته ومولته ودربته أمريكا وفرنسا وبريطانيا وعدة دول عربية.

 

"CIA": واشنطن تستطيع منع ايران من تطوير قنبلة نووية

٢٢ اذار ٢٠١٥ / المصدر : AFP

  اعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (CIA) جون برينان الاحد ان واشنطن قادرة على منع ايران من تطوير اسلحة نووية حتى لو انسحبت الجمهورية الاسلامية من المحادثات بشان ملفها النووي. وقال برينان لشبكة فوكس نيوز الاخبارية الاحد ان اميركا لديها العديد من الطرق التي تضمن ان لا تصبح ايران قوة نووية. واكد ان "الولايات المتحدة تملك اشياء عدة تستطيع من خلالها منع ايران من الحصول على قنبلة". وتجري ايران والدول الست الكبرى مفاوضات للتوصل الى اتفاق نهائي تخفض بموجبه ايران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وقال برينان ان "الرئيس اوباما اوضح بشكل جلي للغاية اننا سنمنع ايران من الحصول على نوع السلاح النووي الذي كانوا على وشك الحصول عليه". واضاف "ولذلك فاذا ما قرروا السير على هذا الطريق، فانهم يعلمون انهم يخاطرون".

وردا على سؤال حول سجل الولايات المتحدة في مراقبة برنامج ايران النووي اقر برينان بان الاستخبارات الاميركية لم تقم تاريخيا بهذه المهمة كما يجب.  واضاف "اعتقد اننا نعلمنا من بعض هذه التطورات خلال العقد الماضي". وتابع "نستطيع الان ان تكون لدينا خطة افضل وفرصة افضل للتحقق من بعض الامور التي يقولون انهم سيفعلونها ولن يفعلوها". وردا على سؤال حول التقارير بشان موقع نووي سري بالقرب من طهران، قال برينان "انا واثق بان لدينا فهما جيدا لما يتضمه البرنامج النووي الايراني". وردا على سؤال حول ما اذا كان يشعر بالقلق من احتمال بدء سباق تسلح في المنطقة، قال برينان ان الشركاء في الخليج ومن بينهم السعودية واثقون بان الولايات المتحدة ستتحرك كضامن لامن المنطقة. واضاف "سنبقى على اتصال وثيق، وانا واثق بان السعوديين سيكونون شريكا ولاعبا مسؤولا في المنطقة".

 

العقوبات الأممية على إيران تشكل نقطة فاصلة في طريق الاتفاق  

لوزان, لندن – ا ف ب: تدور في أفق المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني وخاصة في جولتها الأخيرة التي جرت في سويسرا الاسبوع الماضي, قضية أساسية وحساسة وهي العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على طهران. وبحسب مفاوضين وخبراء فإن عقوبات الأمم المتحدة تحولت الى عقبة اساسية في طريق سعي ايران ومجموعة “5+1 الى التوصل الى اتفاق سياسي بحلول 31 مارس الجاري. ولا يقتصر الأمر على خلافات بين ايران ومفاوضيها بل يتعداه الى خلاف في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وفرنسا, التي طالما كانت قلقة من اتفاق سهل مع ايران. وقال مفاوض اوروبي إن المرشد الاعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي يمارس “الكثير من الضغوط” على فريقه لرفع عقوبات الامم المتحدة “منذ اليوم الأول” في اي اتفاق. وروى المفاوض انه خلال جولة المباحثات التي استمرت خمسة ايام في لوزان وانتهت الجمعة الماضي “قالوا (الايرانيون) ان المسألة تشكل نقطة فاصلة في التوصل الى اتفاق”. وأضاف المفاوض الاوروبي أن تعليق العقوبات الاوروبية والاميركية سيمنح ايران خلال ستة اشهر او سنة “انفراجا كبيرا”.

وأكد مسؤولون غربيون أنهم جاهزون فقط لتعليق وليس رفع جزء من العقوبات الاوروبية والأميركية وبشكل تدريجي إذا وافقت ايران على تقليص برنامجها النووي. وذكرت مجموعة الازمات الدولية انه “بالنظر الى إلمام طهران الطبيعي (بالقطاع النووي), فإن المجموعة (5+1) تجادل بإنها (ايران) لن تفقد قوتها وسيكون بإمكانها استئناف برنامجها …وبسرعة”. وبالتالي يعتقد مسؤولون أميركيون أن رفع العقوبات سيرتبط بإجراءات بعضها سيتطلب وقتا لتنفيذه والتأكد منه مثل تفكيك بعض المنشآت النووية. الى ذلك, فإن الضغوط التي يمارسها الجمهوريون ضد اي اتفاق مع ايران, تجعل من الصعب على الرئيس باراك اوباما الموافقة على تعليق الكثير من العقوبات. وبالرغم من أن عقوبات الأمم المتحدة تؤثر بشكل اقل على الاقتصاد الايراني, الا ان طهران تصر على التخلص منها وتصفها بأنها غير شرعية ومهينة.

ولكن تعليق عقوبات الأمم المتحدة يبقى أمرا صعبا كونها تعتمد على مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين يقولون إنهم لا يستطيعون ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني بالكامل.

وقال كيلسي دافنبورت من “جمعية مراقبة الاسلحة” إن “رفع عقوبات الامم المتحدة في وقت مبكر يجازف بجعل برنامج ايران النووي شرعيا فيما لا تزال تدور شكوك بارزة حول أنشطتها السابقة”. وخلص دافينبورت الى أن “المفاوضين بحاجة الى ايجاد طريقة مبتكرة لحل المشكلة”, مشيرا الى “قرار جديد (من الامم المتحدة) يصادق على الاتفاق ولكن يحافظ على بعض القيود قد يكون طريقة مناسبة لسد الفجوة”. وتظهر فرنسا على أنها المعارض الأكبر لرفع العقوبات عن ايران بعيدا عن بعض الاجراءات ضيقة النطاق.

وبحسب مسؤول أوروبي فإن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اتصل بفريقه المفاوض في لوزان ليطلب منه الاصرار على موقف باريس. وأشار مسؤولون أميركيون الى انهم يدرسون احتمال رفع العقوبات على مراحل بشرط القدرة على اعادة فرضها وبسرعة ومن دون المرور بتصويت في مجلس الأمن الدولي. وكشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن “الخلاف الاساسي الاكبر هو بين الولايات المتحدة التي اقترحت رفعا تدريجيا لعقوبات الامم المتحدة وفرنسا التي لا تغرب بتقديم أكثر من تخفيف رمزي للاجراءات العقابية التي فرضت في العقد الأخير”. ورأى مصدر قريب من المفاوضات أن “الاميركيين مستعدون لاتفاق بعيد عن الاهداف التي حددت في البداية” لكنهم في الوقت نفسه يحتاجو الى فرنسا لجعل الاتفاق “مقبولا بدرجة اكبر في نظر الذين لا يرغبون فيه”.

وقد أكدت القوى الكبرى مجددا أن موقفها موحد في المفاوضات. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان صدر في ختام اجتماع عقد الاجتماع في احدى قاعات مطار هيثرو ليل أول من أمس, “سنواصل العمل معا في اطار من الوحدة للتوصل الى نتيجة ايجابية”.

وتلا هاموند البيان باسم نظرائه الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس والالماني فرانك ولتر شتاينماير وممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني, حيث عقد الاجتماع في احدى قاعات مطار هيثرو بعد أن توقف فيه كيري قبل ان يستقل الطائرة عائدا الى الولايات المتحدة بهدف البحث في مواصلة المفاوضات التي تهدف الى التوصل الى اتفاق سياسي قبل موعد انتهاء المهلة في الحادي والثلاثين من مارس. وأكد وزراء الخارجية أن بعض التقدم تحقق خلال المفاوضات بين القوى الكبرى وايران, حيث قال هاموند “نحن متفقون على ان تقدما كبيرا تحقق بشأن نقاط اساسية لكن ما زالت هناك نقاط مهمة لم يتم التوصل بعد الى اتفاق بشأنها” و”آن الأوان لأن تتخذ ايران بشكل خاص قرارات صعبة”.

 

أوباما: فوز نتانياهو لن يؤثر على الملف النووي الإيراني

واشنطن – أ ف ب: أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما أن فوز رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو في الانتخابات التشريعية, لن يكون له “تأثير كبير” على المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني. وقال اوباما في مقابلة مع صحيفة “ذي هافنغتن بوست” الالكترونية “لا أعتقد انه سيكون لذلك تأثير كبير”. ويعبر نتانياهو باستمرار عن رفضه لأي اتفاق مع طهران مؤكدا انه لن يضمن عدم حيازتها على السلاح النووي, وخلال حملته الانتخابية, سافر الى واشنطن بدعوة من الجمهوريين والقى خطابا امام الكونغرس لإدانة المفاوضات مع ايران, ما أثار غضب البيت الابيض. أما اوباما فأعرب في المقابلة في الصحيفة الالكترونية عن بعض التفاؤل ازاء تقدم في المفاوضات وتطرق في الوقت ذاته الى العداء بين ايران واسرائيل. وقال “من الواضح ان هناك شكوكا جدية في اسرائيل بشكل عام حول ايران, وهذا امر مفهوم, فإيران ادلت بتصريحات دنيئة وتصريحات معادية للسامية وتصريحات عن تدمير اسرائيل”.

 

هادي العامري: سليماني يتواجد في العراق “متى ما نحتاجه”

 (العراق) – ا ف ب: أكد القيادي العراقي هادي العامري, زعيم احدى ابرز الفصائل الشيعية المقاتلة الى جانب القوات الامنية ضد تنظيم “داعش”, أمس, ان قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الايراني اللواء قاسم سليماني, يتواجد في العراق “متى ما نحتاجه”. وقال العامري, وهو زعيم منظمة “بدر” من منطقة العلم شمال تكريت, ان سليماني “كان يقدم الاستشارة الطيبة الجيدة. انتهت المعركة الآن, وعاد الى مقر عمله”, مضيفاً ان “قاسم سليماني موجود متى ما نحتاجه”. وسبق لوسائل اعلام ايرانية أن نشرت مع بدء عملية تكريت مطلع الشهر الجاري, صوراً لسليماني وهو متواجد في الميدان بمحافظة صلاح الدين, علماً أنه يعد من أبرز القادة العسكريين الايرانيين, وصاحب أدوار واسعة في دول تحظى فيها طهران بنفوذ واسع, سيما العراق وسورية ولبنان. كما انتقد العامري تأكيد ضابط كبير في الجيش ضرورة مشاركة التحالف الدولي بقيادة واشنطن في معركة استعادة مدينة تكريت, مركز محافظة صلاح الدين. ورداً على سؤال عن مشاركة طيران التحالف في العملية, قال العامري “لا نحتاج” وان “بعض الضعفاء في الجيش … يقولون نحتاج الامريكان (الاميركيين), أما نحن فنقول لا نحتاج الامريكان”. وكان قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قال في 15 مارس الجاري ان مشاركة التحالف الذي تقوده واشنطن “ضرورية”, مشيراً الى انه تقدم بطلب لذلك عبر وزارة الدفاع العراقية. وفي إشارة إلى تعثر عملية تكريت, قال العامري ان “التريث (هو) فقط بالتقدم, لكن القصف المدفعي بالصواريخ والطائرات (العراقية) لا يزال مستمراً”, مضيفاً “نريد تحرير تكريت بأقل عدد قتلى وأقل أضرار بالبنية التحتية سواء كانت بيوت مدنيين او مؤسسات الدولة, والمحافظة على مقاتلينا

 

أرقام الخريف العربي

غسان شربل/الحياة/23 آذار/15 

< مطلوب جهة محايدة وموثوقة. هيئة تمتلك الرصانة العلمية الضرورية. لا تخلط الأرقام بالتمنيات أو الأوهام. هيئة جدّية ومحترمة. تعمل بشفافية ونزاهة، ثم تضع حصيلة جهودها أمام القارئ العربي.

من حقّنا أن نعرف. كم عدد الرؤوس التي قُطِعت على يد تنظيم «داعش». ويُستحسن ان يُرفَق العدد بلائحة تُظهِر انتماءات من فُصِلت رؤوسهم عن أجسادهم. طبعاً مع الإشارة الى الذُّنوب التي ارتَكَبوا حتى استحقّوا هذا النوع من العقاب الذي كادت البشرية أن تنساه.

من حقّنا أن نعرف أيضاً التزايد المريع في عدد الأرامل في مسارح ما اصطُلِح على تسميته «الربيع العربي». ومن هي الجهة الموكلة إليها رعاية الأرامل الجديدات؟ وهل يحظَيْن برعاية نفسية وطبية، وهل يحصَلْن على شيء من التعويضات؟

 من حقّنا ان نتعرف إلى جيوش الأيتام الجدد. أين يقيمون ومَنْ يتولى إعادة تأهيلهم ومن يوفّر لهم الحد الأدنى الضروري، لئلا يكونوا حطباً جاهزاً للتنظيم الذي سيخلف «داعش» في السنوات المقبلة.

من حقّنا أن نسأل عن عدد العرب الذين يقيمون الآن في الخيام، بعدما اقتُلِعوا من منازلهم بفعل الرعب من التنظيم المتوحش أو قذائف الميليشيات او براميل الجيوش. وماذا عن اوضاع مَنْ فاضت بهم بلادهم ودفعتهم الى الدول المجاورة، ينتظرون صَدَقات المحسنين؟ وهل صحيح ان بعض أطفالهم مات من شدة الصقيع وشدة الجوع؟

 من حقّنا أن نعرف عدد الذين ماتوا تحت وطأة التعذيب، على حواجز الميليشيات أو في أقبية أجهزة الاستخبارات. ويُستحسن أن نعرف كيف لفَظوا أنفَاسَهم الأخيرة، ذلك أن الأنباء تتحدث عن فنون جديدة في الإجهاز على الخونة والعملاء والجواسيس، وهم في النهاية شريحة كبرى من شعوبنا.

من حقّنا ان نسأل عما حلّ بالأقليات، إذ تتحدث الأنباء عن تبخُّر بعضها وهجرة أقليات أخرى. وإذا كان إنقاذ الأقليات متعذّراً وسط امواج التسامح السائدة، فلتُعلَن نهايتها على الأقل ليتولى من بقي حياً تنظيم وداع شبه لائق لِمَنْ جرفتهم أمواج الكراهية العاتية.

من حقّنا أن نسأل عن عدد العرب الذين قضوا في قوارب الموت، وهم يحاولون عبثاً الوصول الى أرضٍ غير عربية، علّهم يظفرون بكسرة خبز وكسرة كرامة. ويمكن الإشارة هنا الى عدد مَنْ نجحوا في الوصول الى إيطاليا وإسبانيا، ثم نجحوا في التسلُّل عبر حاويات الى فرنسا وبريطانيا.

من حقّنا ان نسأل أيضاً عن عدد «المجاهدين» الذين تسربوا إلى الأرض العربية السائبة، ليفرضوا فيها قوانينهم ويُقيموا محاكمهم ويطلقوا النار على بعض السكان الأصليين. يُستحسن تصنيفهم وفق بلدانهم الأصلية، خصوصاً بعدما تبيّن أنهم تجشَّموا عناء السفر من بلدان بعيدة، بينها افغانستان والصين والشيشان وداغستان وأستراليا.

من حقّنا أن نستفسر عن الثروات الهائلة التي أُنفِقَت على جيوش فشِلت في الدفاع عن الحدود الدولية والعواصم والمدن، وتُباهي الآن بالسباحة في مياه الميليشيات والخبرات غير المحلية، بعدما نجحت في مصادرة حناجر المواطنين وطحن اجزاء من الخريطة.

من حقّنا ان نسأل عن عدد السُيَّاح الذين اغتيلوا على أرضنا، بعدما ضُبِطوا متلبِّسين بجرم التجسس على متاحفنا وبحرنا وأشجارنا، وبعدما افسدوا هناء عيشنا بكاميراتهم الصغيرة ومحاولتهم تشويش ثقافة أطفالنا بألوان ثيابهم وضحكاتهم.

من حقّنا ان نسأل عن عدد جلسات الحوار الوطني لتبديد سوء التفاهم العابر بين المكونات في هذا القطر أو ذاك، خصوصاً أننا نرفض بإباء وشَمَم تسمية الحروب الأهلية، ونحمّل الرّجعية والاستعمار مسؤولية التّرويج لهذه المفردات البعيدة عن تراثنا وثقافتنا.

ومن حقّنا أن نعرف ماذا طرأ على معدّلات البطالة والفقر وتكاليف إعادة الإعمار، حين تتعب القبائل من ولائمها.

يُستحسن أيضاً وضع لائحة صريحة بالبلدان العربية التي تفكّكت حتى الآن، وتلك المرشحة للتصدُّع، ويُفضَّل إرفاق اللائحة بخرائط الأمر الواقع ليبدأ العربي في الاعتياد عليها، بدل البقاء في حال البكاء على الخرائط القديمة.

مطلوب هيئة محايدة لإنجاز هذه المهمة القومية. وليت اللائحة تكون جاهزة لوضعها في تصرف نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ليتمكّن من إطلاع القمة المُقترِبة على الأرقام الفعلية للخريف العربي المديد.

 

"حزب الله": سنصل إلى ملء الشغور بمن يحفظ مسار النهوض والمقاومة

النهار/23 آذار 2015

قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في احتفال تأبيني في الجنوب: "إن تيار المقاومة والنهوض هو الذي يصنع خطوطا حمراً لنفسه، لأنه هو الذي يقدّم مصلحته الوطنية وهو الذي يخلص لشعبه وأمته، ويعرف كيف يخدم مصلحتهما، فشتّان بين تيار مهزوم يرضى بالتبعية والارتهان للأجنبي الذي يريد أن يستحكم ويتسلط ويهيمن على مصالح الناس، وبين تيار مقاوم يدفع أغلى وأعز ما لديه من أجل أن تنهض الأمة كلها، وأن يستقر وضعها ويتحقق أمنها وأن تستقر مصالحها وتتحقق سيادتها".

أضاف: "نحن قطعنا شوطاً كبيراً في مواجهة المشروع الذي يريد أن يضع العصي ويقطع الطريق في وجه نهوضنا بفعل مقاومتنا وثباتنا على هذا المسار والخيار، فلم يعد هناك شيء يرعبنا وقد انكشفت الرؤية أمامنا بفضل التزامنا القيم التي ننتمي اليها وبفضل إخلاص قياديينا ومجاهدينا وتحملهم للمسؤولية في كل مجالات الحياة. نحن إذ نخوض حوارات أو مواجهات في كثير من الأحيان على جبهات عدة في مجلس النواب والحكومة والساحة العامة، فإن الإطار الذي يحكمنا في سير هذا كله هو أن نتقدم بمشروعنا الى الأمام، وها نحن قد تقدمنا كثيراً وقطعنا خطوات كبيرة في زمن قصير، والأيام المقبلة ستشهد أن كل ما صبرناه وتحملناه وانتظرناه أدى الى النتيجة التي كنا نتوقعها، بفعل إرادة المقاومة لدى شعبنا وبفعل متابعته لمن يتبنى خيار المقاومة ويقوم بواجبه المقاوم". وختم: "نحن الآن في مرحلة لا يزال البلد يراوح فيها بين شغور رئاسي وتعطيل للمؤسسات الدستورية وتهديد من الإرهاب التكفيري، أما الإسرائيلي فهو محبوس ومسجون الآن داخل قفص معادلة الردع التي ألزمته المقاومة الدخول إليها، ففي نهاية المطاف سنصل الى ملء الشغور الرئاسي بمن يحفظ مسار النهوض ومسار المقاومة، وبمن لا يملك قدرة على تعطيل هذا المسار، لأن فيه الخير ليس للمقاومين وأهل المقاومة وشعبنا فحسب، بل لكل اللبنانيين".

 

سيمون ابو فاضل - حملة 8 آذار على انطلاقته دليل على حاجة 14 آذار لمهامه «المجلس الوطني» يتحضّر لمهام مغايرة عن الأمانة العامّة وتحدّيات دوره تستعيد مشهد خليّة «حمد» ضدّ «قرنة شهوان»

22-03-2015

تشكل المواقف السياسية التي اطلقتها قوى في محور 8 آذار، ضد المجلس الوطني لقوى 14 آذار بعيد الاجتماع التأسيسي الذي دعت اليه هذه القوى في مجمع البيال، زخما اقوى لفريق 14 آذار للمضي في خطوته هذه، بعد ان تبين له ان الاطار السياسي الجامع ببعد وطني يتجاوز الفرز المذهبي، هو امر لا يرتاح اليه «حزب الله» ولا سائر مكونات محور الممانعة الذي يعزز حراكه السياسي ـ العسكري بالشعارات المذهبية على طول الاقليم العربي ففي منطق ساعين الى هذا الاطار الوطني الجامع لهذه القوى، ان تتضامن المواقف التي اصدرها المعارضون له، تعيد الى الذاكرة مرحلة انطلاقة تجمع لقاء قرنة شهوان في العام 2000، بعيد البيان ـ النداء للكاردينال مار نصرالله بطرس صفير يومها، وما تبع الخطوة هذه من ممارسات فاضحة و«قاسية» وتهويلية لنظام الوصاية السوري وشريكه النظام الامني اللبناني، ولم يدفع هذا الاسلوب التهديدي المفرز يومها بتجمع «خلية حمد» والعمليات الامنية يوم 7 آب من دفع هذا الفريق عن التراجع بعد توسيع دائرة الموقف السيادي والمعالجة بعد طي صحفة حرب الجبل يومها من خلال المعالجة التي رسخها البطريرك صفير والزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

وفي ظل هذا المناخ التهويلي كان تجمع البريستول وقابله لقاء «عين التينة»، ولكن نهاية المطاف دلت الوقائع ان الخيار السيادي لم يتراجع يومها، الى ان كان يوم 14 آذار.

ولا شك ان هذه القوى خسرت في مكوناتها اكثر مما هو في واقعها السياسي، اذ بعد ان كانت تضم الى جانب القوى الحالية، رئىس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، اضحت قوى 8 آذار ولا سيما «حزب الله» بحالة سياسية ـ شعبية محصنة اكثر مما كان عليه يوم 8 آذار الذي رفع خلاله شعار شكرا سوريا، اذ حالياً اضحى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون حليف اساسي ومرشح رئاسي يلقى دعم ابدي ـ ازلي من قبل امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، في حين ان اقتطاع النائب جنبلاط عن قوى 14 اذار، بعيد احداث 7 ايار من العام 2008 ومن ثم زمن القمصان السود، فقد قوى 14 آذار حليفاً سياسياً لقواها، لكن في الوقت ذاته ابقى على اندفاعته اكثر اندماجاً مع البيئة العربية وابناء الطائفة السنية في المنطقة العربية والتي تشكل الشريعة الاساسية للتيار الذي يتزعمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري..

لكن المجلس الوطني الذي بدأ العمل التأسيسي له من خلال الاجتماع الذي انعقد في مقر الامانة العامة لقوى 14 آذار، وضم ممثلي الاحزاب الى جانب منسقها الدكتور فارس سعيد وسمير فرنجية «دينامو» لقاء قرنة شهوان الذين كان الى جانبهما فيها النائب السابق منصور البون وعدد من الناشطين في ظل الحضور السياسي القوي للقوى والفعاليات يومها، اذ هذا الاجتماع يندرج في خانة المضي نحو صياغة نظام غير «مقلق» للقوى التي تمتلك حسابات تفصيلية، ويضع اليه المباشرة في عمله بعد الانتهاء من رسم انطلاقته الميدانية ولا يجد الساعون او منسقو هذا المجلس الوطني، ان ثمة حاجة لصرف مجهود من الوقت للدفاع عنه، اذ بات واضحاً، ان اي موقف سيكون معرض اجتهاد سلبي من جانب قوى 8 اذار، بعد ان اكد البيان التأسيسي على ان كل مواقف مكونات 14 آذار لا تزال على ثباتها.. ولذلك فان التوقف امام الحملة سيكون مضيعة للوقت، نظراً للأمثلة التالية، اذ عندما يعلن الرئيس الحريري موقفا يدفع نحو الحوار وتجاوز المواضيع الخلافية والمشاركة في الحكومة، يصنف الكلام وكأنه ضعف. واذا ما اكد على الثوابت ونقاط الخلاف الاربع مع «حزب الله» محافظاً على ربط النزاع.. واذا ما كان لوزير الداخلية نهاد المشنوق مواقف يفرضها عليه موقعه الامني - السياسي، تسعى هذه القوى في 8 اذار لتشويه مواقفه وتسويق الامر وكأنه تراجعاً منه فقط بهدف تسجيل نقاط على قوى 14 اذار، واذا ما اكد وزير العدل اشرف ريفي على خيارات قوى 14 اذار وتيار المستقبل، شنوا حملة عليه على انه انقلابي على الحوار القائم ومناخ التهدئة وكأن «حزب الله» لا يقاتل في سوريا او تجاوب مع مطلب المحكمة الدولية وسلم المطلوبين الاربعة المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. وضعت عندها قوى 8 اذار مواقعه في خانة الانقلاب على الحوار. واذا ما دعا رئيس تيار المستقبل وكل من رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميّل ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وانصارهم للاحتشاد لمناسبة يوم 14 اذار، تصدر المواقف بأنهم يعكرون اجواء التهدئة في البلاد، واذا ما دعا فارس سعيد الى الاجتماع التأسيسي للمجلس الوطني، وكان عن يمينه السيد نادر الحريري مستشار الرئيس الحريري، وكذلك النائب مروان حمادة، والى يمينه نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان. وايضاً كان الى يمين الرئيس الجميل امين عام تيار المستقبل احمد الحريري وسائر النواب والفعاليات المشتغلة في هذا الفريق على ما يمثلون شعبيا، وحزبيا هذا المشهد في اللقاء التأسيسي، اذ بعد هذا المشهد يأتي الكلام ان هذه القوى «فرطت» في وقت تستعد لانطلاقة تتجاوز رغبة فريق 8 اذار لاجتذابها نحو صراع مذهبي.

لذلك ايضاً يتابع المعنيون، فان الحاجة الى «الاطلالة» سياسيا بالمجلس الوطني كاملا وجاهزا للدور الذي ينتظره يتطلب تجاوز الكثير من الحملات، لا سيما ان الغاية من مهامه، تتجاوز مواضيع داخلية على غرار قانون للانتخابات او خطة امنية «شكلية» في عدد من المناطق، بل هو امام دور يلاقي تحولات في المنطقة، من خلال التأكيد للداخل والخارج انه بامكان اللبنانيين الانضواء داخل اطار ليس مذهبي في مواجهة الفرز الذي يغزو المنطقة ويقارب لبنان... فالدور السياسي للمجلس هذا والداعم للاعتدال في المنطقة، يفرض ان تكون له مواقف مختلفة عما ستعلنه امانة قوى 14 اذار من مواقف لها صلة باليوميات السياسية...

 

السياسة تحاول مدّ يدها إلى المؤسّسة الوطنية الوحيدة غير المسيّسة حرام أن تفعل جهّة مسيحية في موقع القيادة ما فعلت بالرئاسة

ايلي الحاج/النهار/23 آذار 2015

لم يسبق في تاريخ لبنان أن أطلقت جهة حزبية حملة دعائية، سياسية وشعبية من أجل إيصال ضابط إلى موقع قيادة الجيش كما يفعل "التيار العوني" منذ شهور. دعاية تتكثف مع الوقت وبدأت تظهر في الإعلام والصحافة بفعل مواكبة الحركة السياسية في هذا السياق، بعدما كانت مقتصرة على رفع صور وشعارات تلمحها على الزجاج الخلفي لسيارات وفي بعض الأزقة، وعلى بعض الجدران الواقعية والإفتراضية على السواء. خلاصتها والجامع المشترك بينها أن الضابط الذي يسوّق له "التيار" يتمتع بمواصفات "خارقة" في الميدان والقيادة، وتلميحاً وأحياناً علناً أنه الوحيد المستحق الجدير بالموقع، ولو كان هو في الموقع الذي يستحق أو لو كان الأمر عائداً له، لكانت المؤسسة سجلت بطولات مذهلة، لكن التدخلات السياسية وغير السياسية منعته حتى الآن. وباختصار إنه الحل الوحيد والضمان لإنقاذ لبنان عسكرياً وأمنياً في خضم التحديات الهائلة التي يواجهها، سواء على الحدود أم في الداخل.

لا تنفي أي جهة سياسية في البلاد كفاءة الضابط المذكور. لا يمكن في المقابل إغفال حقيقة أن المؤسسة العسكرية الوطنية زاخرة بالكفاءات، وأن الحملة الدعائية غير المسبوقة رافقها ويرافقها نوع من التجني ومجانبة الصواب لأسباب لا تخفى، حين أن المعنيين في القيادة لا يستطيعون الخوض في هذه المسائل إعلامياً ولا حتى تلميحاً نظراً إلى دقة الموضوع وحساسيته أولاً، وإلى التزامهم مسؤولياتهم حيال الدولة والمؤسسة التي يقودونها وانضباطهم ثانياً، ووعيهم الظروف السياسية المحيطة والتي تدفع طرفاً حزبياً إلى هذا الأسلوب" الثوروي" في مقاربة لا مثيل لها ولا سوابق في كل العهود التي شهدها لبنان.

لا ينسى أحد ممن واكبوا موضوع قادة الجيش، معايشة أو اطلاعاً، أن اختيار من يشغل هذا الموقع قبل "اتفاق الطائف" كان محصوراً في رئيس الجمهورية. فؤاد شهاب واكب عهدي الرئيسين بشارة الخوري وكميل شمعون. عادل شهاب عهد قريبه فؤاد شهاب. إميل بستاني عهد شارل حلو. كان مقدراً لجان نجيم أن يواكب عهد سليمان فرنجية الذي اختار خلفاً له بعد حادثة المروحية في أيطو اسكندر غانم. مع اندلاع الحرب توالى على القيادة حنا سعيد وفكتور خوري وابرهيم طنوس، وميشال عون الذي كان أول ضابط يستدعي ترفيعه إلى القيادة موافقة سورية بفعل اختلال موازين القوى العسكرية بعد "حرب الجبل" ومؤتمرات جنيف ولوزان. خلفه إميل لحود في الظروف المعروفة وحقق لنفسه حلم عون بالانتقال إلى القصر الجمهوري وبقي فيه لولاية ونصف. ثم ميشال سليمان الذي تحرر لبنان من الجيش السوري على عهده ورفض تمديد ولايته، فجان قهوجي الذي أثبت قدرة وصلابة في القيادة العسكرية لكن السياسة أخذت تصوّب عليه منذ مدة انطلاقاً من تجارب دلت على أن قائد الجيش مرشح حكماً لرئاسة الجمهورية - واللافت هنا أن فريقاً سياسياً يعارض هذا المنحى اليوم كان ليؤيده لو كان قائده في اليرزة، ولا يزال كتاب "الجيش هو الحل" وما تلاه في الأذهان - حين أن ثمة قيادات مثل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وغيره لا تتحمس كما ينقل عنها لترسيخ ظاهرة انتخاب عسكري لرئاسة الجمهورية كي لا تصبح عرفاً. إنما هذا موضوع آخر وجنبلاط لا يذهب هنا مذهب "التيار".

ولعل أكثر ما يجب أن يثير المخاوف في هذا الموضوع الشديد الحساسية أن المؤسسة التي يمدّ فريق سياسي يده إليها وان بالكلمات والشعارت والمواقف هي الوحيدة الباقية وطنية غير مسيّسة في لبنان. يجب أن يتوقف اللبنانيون ملياً ويعترضوا على سياسة تهدد في حال تماديها خلال الأسابيع والأشهر المقبلة بإحلال الفراغ في هذا الموقع القيادي الذي يحمل هو أيضاً رمزية خاصة، وإن كانت المؤسسة الوطنية التي تمتهن الشهادة والتضحية هي فوق الإعتبارات والإختلافات التي تقسم اللبنانيين. ليست مسألة بلا دلالات إطلاقاً أن قائد الجيش في لبنان هو وحده المسيحي بين قادة الجيوش في الشرق الاوسط، بل في المنطقة الممتدة من الصين إلى المغرب على غرار ما هو رئيس جمهورية لبنان.

ما عاد المسيحيون أكثرية في لبنان صحيح، لكن حضورهم ودورهم مطلوبان من شركائهم في الوطن والمنطقة. حرام أن تفعل جهة مسيحية في هذا الموقع ما فعلت برئاسة الجمهورية تطبيقاً لقواعد ونظريات تضعها بنفسها لتلائم مصالحها واستمراريتها. يصير القلق مبررا وأكبر بإدراك أن الإتصالات السياسية التي تجريها الجهة الحزبية المذكورة يستحيل أن توصلها إلى ما تتمنى لاعتبارات هي نفسها تقريباً التي تحول دون انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية.

 

بكركي لن تقرع الأجراس عند انتخاب رئيس إلا إذا رفعت العصا في وجه من عصاها

اميل خوري/النهار/23 آذار 2015

قال البطريرك الكاردينال الراعي لدى استقباله مجلس نقابة الصحافة "إن بكركي ستقرع الاجراس عند انتخاب رئيس جديد". ولكن متى تقرع هذه الاجراس ما دام "حزب الله" ينتظر كلمة إيران التي تعلو بالنسبة اليه فوق كل كلمة، بما في ذلك كلمة مجلس الامن الدولي، وما دام العماد ميشال عون يعتبر نفسه المرشح الوحيد للرئاسة، ولا مرشح سواه حتى لو دام الشغور الرئاسي إلى الأبد.

الواقع انها المرة الأولى في تاريخ الاستحقاق الرئاسي تتحول الانتخابات الرئاسية معركة نصاب لا معركة انتخاب كما ينص الدستور وكما يقضي به النظام الديموقراطي، وهي سابقة خطرة يتحمل النواب المقاطعون، ولاسيما منهم الموارنة، مسؤولية ارتكاب هذا الخطأ الجسيم، اذ انه يصبح من حق نواب الى اي حزب او مذهب انتموا، تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية اذا لم يكونوا يضمنون فوز من يريدون رئيسا. وهذا معناه ان "الميثاق الوطني" الذي يقوم على ثلاث ركائز (مارونية، سنية، شيعية) قد سقط، ويكون النواب الموارنة المقاطعون هم السبب لأنهم بمقاطعتهم يكونون قد حفروا بأيديهم قبرا للرئاسة الاولى وهي لهم، وبعذر أقبح من ذنب، كالقول إنهم يفضلون الفراغ على رئيس يعتبرونه ضعيفا... خلافا للمثل الفرنسي القائل: "آلام المرض تظل أفضل من الموت".

فإذا كان الرئيس الضعيف هو المرض فالفراغ هو الموت. والمقلق ان موعد انتخاب رئيس للجمهورية بات غير معروف ما دام في لبنان سياسيون ونواب ينتظرون حل كل الازمات في المنطقة، وان يصير اتفاق اميركي – ايراني حول الملف النووي، وما دام فيه سياسيون ونواب لن ينتخبوا رئيسا للجمهورية الا الرئيس الذي يعتبرونه قويا وهم غير متفقين على تسمية هذا الرئيس، فإن السؤال الذي يحتاج الى جواب سريع هو: ماذا ستفعل بكركي لتجعل انتخاب الرئيس يتم بأسرع وقت ولتقرع الاجراس فرحا وابتهاجا، وماذا سيفعل مجلس نواب مدّد لنفسه وراح يمدد مواعيد الاستحقاق الرئاسي الى ان يصير اتفاق على رئيس توافقي خلافا لما ينص عليه الدستور، وماذا سيفعل الزعماء المسيحيون، وتحديدا الموارنة، لإخراج البلاد من أزمة الفراغ الشامل؟

يقول سياسي مخضرم انه لم يشهد في حياته ما يشهده اليوم من ازمة اخلاق وازمة نقص في الوطنية وازمة نظافة وشفافية ولدت الفساد العارم والشامل على كل المستويات. فلو ان ما يحصل اليوم حصل في الماضي لكان الشعور بالمسؤولية الوطنية، وقد صار مفقودا اليوم، دفع الزعماء والنواب الى عقد جلسة نيابية لتفسير المواد 73 و74 و75 من الدستور بعدما اراد مقاطعو جلسات الانتخابات الرئاسية افتعال خلاف حول تفسيرها لتبرير المقاطعة بالادعاء انها جزء من الممارسة الديموقراطية، ولا يخجلون من جعل الديموقراطية الصحيحة والسليمة اداة لشل عمل المؤسسات وتعطيل دور السلطات، فكيف اذا كان التعطيل يتناول أعلى سلطة في الدولة؟ ويتساءل: ما المانع من الدعوة الى عقد مثل هذه الجلسة حسما للخلاف المصطنع، حتى اذا ما وافقت الاكثرية النيابية على حق التغيب عن اي جلسة بما فيها جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، يكون المقاطعون قد حصلوا على صك براءة رسمية لمقاطعتهم، والا عادوا عنها بقرار من مجلس هو سيد نفسه الا اذا كان ثمة من هو سيد عليه ويريد ان يبقى الخلاف ليبقى الشغور الرئاسي إلى أجل غير معروف. ولكن، وعند تقاعس الطبقة السياسية عن القيام بذلك فلا بد من ان يكون لبكركي موقف حاسم وحازم، خصوصا عندما يكون لبنان في خطر كياني ووجودي وليس في خطر ميثاقي فقط، فتأخذ هي مبادرة جمع النواب الموارنة والطلب اليهم حضور جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لأن هذا واجبهم المقدس اذا لم يكن من واجبهم الاتفاق على اسم مرشح للرئاسة، ومن لا يحضر الجلسات بقصد تعطيل النصاب وابقاء اعلى منصب ماروني في الدولة شاغرا، فعلى بكركي ان ترفع العصا في وجه من عصاها... وترفض استقباله وتدعو الشعب الى محاسبته يوم الانتخاب.

وبسؤال السياسي المخضرم عما يمكن عمله الآن للخروج من أزمة الانتخابات الرئاسية وعدم انتظار الخارج وقد يطول انتظاره، أجاب بالآتي:

أولا: تأمين نصاب الجلسة لانتخاب احد الاقطاب الاربعة (الجميل، عون، جعجع وفرنجيه)، على ان يتم الانسحاب لمن ينال العدد الاكبر من الاصوات.

ثانيا: يترشح القطب الماروني الذي نال العدد الاكبر من الاصوات في دورة الاقتراع الأولى، فإذا لم يفز بأصوات الاكثرية النيابية المطلوبة ينسحب من المعركة لتصبح الابواب مفتوحة لمرشحين آخرين من خارج 8 و14 آذار، اي من المستقلين او الوسطيين الذين تنطبق عليهم صفة التوافق، بحيث يفوز بالاقتراع السري من ينال الاكثرية المطلوبة من الاصوات، وان يتم كل ذلك في جلسة واحدة. وهذه الاكثرية تكون كافية لتجعله رئيسا قويا لأن قوته الذاتية لا تكفي إن لم تكن مقرونة بقوة المجموعة التي انتخبته وبتأييد الأقطاب له.

 

رصد لقضية رستم غزالي من باب المحكمة: هل من رابط مع مسار شهادات لاهاي؟

روزانا بومنصف/النهار/23 آذار 2015

على رغم الروايات التي خرجت الى العلن عما اصاب اللواء السوري رستم غزالي والتي تمحورت حول خلافات قيل انها حصلت بين قائد جهاز الامن العسكري وقائد جهاز الامن السياسي واستتبعت باقالات من رأس النظام بحيث اعطتها صدقية في رأي كثر من المتابعين مما يشير الى الانهيارات التي باتت تحكم المؤسسات السورية، فان ثمة تساؤلات وجيهة حول احتمالات غير مستبعدة في رأي هؤلاء نتيجة مجريات الشهادات في المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري التي اعادت جميعها تصويب الاتهامات في اتجاه النظام السوري والتهديدات التي تلقاها الحريري الاب من رأس النظام وعبر غزالي. هذا الامر لم يتناوله اي من السياسيين اللبنانيين من اي طرف علنا لا سلبا ولا ايجابا. لكن ذلك لا يمنع انه كان محور احاديث ومحاولة استطلاع للمعلومات الصحيحة حول ما اذا هناك تصفيات جسدية لمن اعتبروا متورطين في اغتيال الحريري او يتم تسليط الضوء عليهم مجددا خصوصا ان حادثة غزالي تزامنت في توقيتها مع شهادات امام المحكمة في لاهاي ركزت على شخصي الاسد وغزالي. فأثير موضوع عدم الاجهاز كليا على غزالي وضربه حتى الموت بما قيل انه يتصل باحتفاظ الاخير بتسجيلات وأموال طلب النظام الحصول عليها ولم يتمكن منها خصوصا ان التقارير التي رفعتها لجنة التحقيق الدولية الى مجلس الامن عن ارتباط سوريا باغتيال الحريري افادت ان كل الوثائق المتعلقة بلبنان في دمشق قد احرقت. وغزالي كان من الشخصيات في النظام السوري الذين طلب استجوابهم وكان من ابرزهم الى جانب اللواء آصف شوكت الذي قتل في الانفجار الذي استهدف القادة الامنيين الكبار في تفجير مبنى الامن القومي السوري في تموز 2012 وغزالي نفسه. ومع ان هناك من يستخف بهذا المنطق انطلاقا من المقولة الشعرية "انا الغريق فما خوفي من البلل" نسبة الى تورط القادة الامنيين السوريين وفي مقدمهم غزالي في ما يحتمل ان يكون جرائم حرب في سوريا وما قد يؤدي الى محاكمتهم في هذا الاطار بحيث لن يعود مهما سوق الاتهامات باغتيال الحريري، فضلا عن ان احتمال دعوة غزالي الى ان يدلي بشهادته امام المحكمة في لاهاي في المدى المنظور قد لا تكون ممكنة او متاحة وهناك اسباب عدة تمنع تجاوب النظام في هذا الاطار، فان آخرين لا يستبعدون صلة اساسية بين ما جرى لغزالي اخيرا الى درجة مشارفته الموت ومسار المحكمة الدولية عبر شهادات اعادت تسليط الضوء بقوة على دور النظام السوري والتهديدات التي وجهها للحريري قبيل اغتياله. اذ ان شهادة غزالي في ظل المعطيات الجديدة التي طرأت على سوريا قد تكون مختلفة الى حد بعيد عن مضمون اجوبته في ظل استجوابه من لجنة التحقيق الدولية في فيينا قبل اعوام علما ان النظام لا يزال يرفع لواء تعاونه في موضوع التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري وكان آخر تأكيداته في هذا الاطار امام معدي التقرير الذي استند اليه ستيفان دو ميستورا المنسق الدولي الى سوريا من اجل حل الازمة السورية.

يعود اصحاب هذا المنطق الاخير اي احتمال الى تكتسب شهادة غزالي قيمة مختلفة بعد ما ورد في وثائق ويكيليكس عن غزالي غداة استدعائه مع خمسة من اركان النظام للاستجواب في قضية اغتيال الحريري واضطرار الاخير الى التوجه الى فيينا لهذا الغرض مع العقيد سميح القشعمي. جاء في هذه الوثائق ان الاثنين اي غزالي والقشعمي كان يفترض ان يعودا الى فيينا من اجل استجوابهما مجددا. وكان ثمة اعتقاد انهما يمكن ان يتعرضا للتوقيف في فيينا او فور عودتهما الى دمشق. وقد استدعي مع المشبوهين الآخرين الى وزارة الخارجية السورية من اجل توقيع اوراق تتصل بتوكيل محامين وما شابه. وربما كان هناك احساس باقتراب النهاية اذ حضر غزالي الاجتماع وكان مسلحا. ومع انه لم يستخدم سلاحه الا ان صوته ارتفع مهددا ومتوعدا، وكان هناك انطباع بان غزالي يمكن ان يطلق النار على نفسه او على آخرين وقد طلب منه وضع سلاحه جانبا. الا انه كان محبطا وغير متوازن.... وقد نقل عن المشبوهين الآخرين الذين كانوا حاضرين الاجتماع قولهم وفق ويكيليكس ان غزالي تصرف على هذا النحو بتشجيع من اللواء آصف شوكت. وكان ثمة رهان وفقا لأصحاب المعلومات التي استندت اليه برقية ويكيليكس على ان غزالي كان يطمح الى ضمانات مسبقة من النظام قبيل عودته مجددا الى فيينا. اذ ان توقيف غزالي كان سيعرض دور شوكت الى ان يكون اكثر اشكالية ما قد يؤدي الى ازمة داخل النظام متى شعر شوكت باشتداد الضغط وتضييق الهامش امامه. ويضيف ويكيليكس ان توقيف غزالي كان يمكن ان يفجر ازمة في درعا حيث ثمة ثقل للطائفة السنية الاقرب الى موطئ رأس غزالي في ظل ما نقل في التقرير من وجود انطباع في المناطق السنية المماثلة ان العلويين يستحوذون على البلاد وان السنة هم من يدفع الثمن.

 

استنتاجات العارف

علي نون/المستقبل/23 آذار/15

ما تفعله الميليشيات الطائفية المدعومة إيرانياً في العراق، في كل منطقة «تحررّها» من «داعش»، يجعل من أي قراءة تفاؤلية لمستقبل الوضع العراقي، ضَرباً من البلاهة، مثلما يقدِّم في الإجمال، مادَّة حيوية مباشرة لتوقعات الجنرال ديفيد بترايوس القائد السابق للقوّات الأميركية في العراق. الجنرال الأميركي الأكثر معرفة بتضاريس الجغرافيا السياسية والعشائرية والطائفية والمذهبية العراقية، رأى مثلما يرى كثيرون، أنّ الخطر الأكبر على العراق ليس من «داعش» وإنّما من إيران وامتداداتها الميليشيوية.. وأهمية استنتاجاته تكمن أولاً في ابتعادها الشجاع عن النهج الرسمي الراهن لإدارة أوباما التي تضع بين عينيها جرس الاتفاق مع طهران ولا تسمع إلا رنينه! وثانياً في صدورها عن صاحب أنجح تجربة ميدانية في التصدِّي لشراذم «القاعدة» ومتفرّعاتها في العراق نفسه.

بترايوس، واكَب وعاصَر ورعَى تجربة «الصحوات» التي لعبت الدور الأبرز في التصدِّي الناجح للإرهاب القاعدي في الأعوام التي تلت التفجير المزدوج لمرقدَي سامراء في العام 2006. وأمكنه بذلك بناء أساس ميداني لمصالحة سياسية طائفية اجتماعية فعلية في العراق، قبل أن يتعمّد نوري المالكي نسف ذلك الأساس وإعادة الأمور إلى أسوأ ممّا كانت عليه.

وبترايوس العارف، وضع ممارسات المالكي آنذاك، مثلما يضع اليوم، ممارسات الميليشيات الطائفية، في سياقها الإيراني المناسب. أي أنّها ليست، في مرحلتَيها السابقة والراهنة، مدفوعة بهدف الإمساك بالسلطة وبالعامل الثأري السياسي والمذهبي فقط، وإنّما بالاستراتيجية التي اعتمدها ويعتمدها صانع القرار الإيراني من أجل ضبّ بلاد الرافدين تحت خيمة مشروعه الامبراطوري!وما حذّر منه بالأمس، يكرِّره اليوم. ولا يمكن افتراض شيء أكثر دقّة من ذلك: ضرب الزرقاوي والاستطرادات القاعدية سابقاً من دون ترجمة مفاعيل ذلك في تركيبة الحكم المركزي في بغداد، لن يؤدِّي ولم يؤدِّ إلى ضرب الإرهاب بل سيُنتج ظواهر أخطر من تلك البائدة.. (وأنتج!) وتلزيم الميليشيات المذهبية راهناً مواجهة «داعش»، وفي ظلّ النفوذ الإيراني الجامح، سيؤدِّي إلى النتيجة ذاتها. بل ربّما إلى توليد ما هو أسوأ من «داعش».

ولا يخطئ الجنرال الأميركي السابق في تشخيص الواقع على حقيقته، مثلما يُفترض بأي عسكري حصيف: «داعش» ظاهرة إرهابية عابرة وستمضي.. إيران «ظاهرة» قائمة وتتطوَّر. ومِثال العراق ليس يتيماً، إنّما هو جزء من سياق لن يؤدِّي فقط إلى فشل ما يُسمَّى «الحرب على الإرهاب»، وإنّما إلى إشعال المزيد من الحرائق والكوارث، وتهديد كل ما تدَّعي واشنطن الحرص عليه.

 

قلق غربي حول مستقبل الاتفاق مع إيران

ثريا شاهين/المستقبل/23 آذار/15

تؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع أنّ أمام التفاوض الدولي مع إيران أياماً قليلة حاسمة تفصل عن نهاية آذار الجاري، وأنّ فرص حصول الاتفاق متساوية مع فرص الفشل في إنجازه، وأنّ ما يُسجّل حالياً هو تقدّم بطيء يحصل على كل النقاط ذات الصلة بالبحث. وتكشف المصادر أنّه إذا لم يحصل الاتفاق بنهاية آذار، من الصعب حصوله في أي وقت آخر. هناك نقاط خلاف كثيرة ومتعدّدة الجوانب. إنما ثمّة حركة تؤشّر إلى إيجابية ما في إمكان حصول الاتفاق. ولا يمكن التقدّم في نقاط، وعدم التقدم في نقاط آخر. ذلك أنّ كل النقاط في النهاية مرتبطة ببعضها، ويجب أن تسري الحلحلة عليها كلها بالتزامن، وإلاّ أي حلحلة على نقاط محددة وعدم وجودها على نقاط أخرى يعيد التفاوض إلى نقطة الصفر. إذا حصل الاتفاق يعني أنّ التخصيب سيبقى قائماً في إيران، لكن المهم إزالة أي بُعد عسكري له، بحيث لا تتمكن إيران من صنع القنبلة الذرية. وعلى إيران خلال الأيام المقبلة اتخاذ قرار استراتيجي، حول ما إذا كانت ستتخلى عن البُعد العسكري لبرنامجها، أم أنّها لن تتخلى عنه، وأي اتفاق سيشمل أيضاً مراقبة دقيقة وضوابط لمنع إنتاج القنبلة.

وكشفت المصادر أنّ لدى إيران مرونة أكبر تسجّلها خلال التفاوض، وهذا هو التقدّم الأساسي الذي يحصل. إنّما يجب التوصّل إلى حل لكل النقاط، وإلا ستتمكن إيران من إنتاج القنبلة. من الصعب إزالة كل العقوبات عن إيران دفعة واحدة. إنّما في حال تمّ الاتفاق سيُصار إلى إزالتها بالتدرّج، تماماً كما ستكون آلية إنهاء كل الأبعاد العسكرية للبرنامج. المعادلة التي يتم بحثها هي إزالة العقوبات مقابل كل تقدّم يحصل في تنفيذ الاتفاق. الخطورة هي في حال فشل التفاوض ولم تتمكن الدول الكبرى من تحقيق «اتفاق إطار». في كل الأحوال مشاكل المنطقة ستبقى هي ذاتها. لكن الفشل سيؤدي إلى تأزيم أكبر للمسائل والخلافات. وستحاول عندها إيران أن تقوّي مواقعها في كل ملفات المنطقة. لكن الخطر الأكبر يبقى على الصعيد النووي، إذ ستعتبر إيران أنّها في حلّ من أي التزام، وستستكمل بناء قدراتها النووية العسكرية. وهناك صعوبة في اعتماد أي وسيلة لمنعها من القيام بذلك. الآن يتم التشويش عليها من خلال إدخال الفيروسات إلى مواقعها الالكترونية المختصة، وقتل العلماء النوويين، والتوقعات الديبلوماسية تشير الى العودة إلى تعزيز نظام العقوبات، ما يعني العودة إلى مرحلة ما قبل بدء التفاوض.

وتؤكد المصادر، أنّه من الصعب التوصّل إلى خيار ضرب إيران عسكرياً مع أنها ستندفع أكثر في التحكم بمفاصل عديدة من قضايا المنطقة، مع أنّ خبراء بارزين يعتبرون أنّ إيران وصلت إلى قمة ما يمكن أن تصل إليه من نفوذ في المنطقة، حتى قبل حصول أي اتفاق، وبعد حصوله لن يتعزز ذلك أكثر. على أنّ موقف إيران لو حصل الاتفاق سيبقى غامضاً ويصعب تحديده منذ الآن. ذلك أن المؤكد أن إيران ستُدعى إلى المؤتمرات والحوارات حول المنطقة، ومن الصعب بعد الاتفاق أن يقولوا لها لن ندعوكِ إلى المؤتمرات، لكن في حال حصول الاتفاق لا يتوقع لإيران أن تنكفئ فوراً عن قضايا المنطقة، بل سيُطلب إليها لعب دور إيجابي، أي عدم عرقلة شروط الشرعية الدولية. مع الإشارة إلى أنّه يصعب على كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إعلان فشل التوصّل إلى اتفاق، إلا إذا وصلت الأمور إلى عدم وجود إمكانية لحلول وسط. القرار والنيّة السياسية لدى الطرفين هي بحصول الاتفاق. أوباما يقوم بمعارك على الصعيد الداخلي لمنع الكونغرس من فرض عقوبات على إيران قبل 31 آذار. حتى أنّ الكونغرس يقول إنه من الأفضل عدم التوصل إلى اتفاق على الوصول إلى اتفاق سيئ. إيران تريد أيضاً الاتفاق لا سيما الرئيس حسن روحاني والوزير ظريف، وبالتالي يمكن للمصادر التوقع أنّه في النهاية سيقدم الطرفان التنازلات اللازمة لإنجاز الاتفاق.

الغرب يريد أن يتم الاتفاق في إطار أن لا تستطيع إيران إنجاز قنبلة وأن لا تكون لديها مقومات لذلك، إذا حصل أن استطاعت إنجاز القنبلة لاحقاً، يجب أن يعلم الغرب بذلك قبل سنة واحدة لكي يستطيع التحضير للرد على ذلك. الغرب لم يعد يستطيع إلغاء البرنامج النووي الإيراني لأنّ طهران باتت تمتلك التكنولوجيا اللازمة لذلك. إنّما العمل جارٍ من خلال التفاوض لوضع ضوابط على كل ما هو عسكري في البرنامج. وهذه الضوابط تعني أن يضمن الغرب أنه من الآن ولغاية 20 سنة على الأقل لا تستطيع إيران إنجاز القنبلة.

الغرب يقلق من أن يأتي رئيس جديد لإيران لاحقاً ويعمد إلى إلغاء الاتفاق مع الغرب حول الضوابط على البرنامج، ويعمد أيضاً إلى التنصّل من اتفاقية منع الانتشار النووي، لذلك القلق هو من إنتاج قنبلة لاحقاً، وبالتالي يرى الغرب أنّ من الضروري أن يدرك الأمر قبل سنة من إنجازها، لأنه يحتاج إلى سنة للتحضير للردّ على الأمر.

 

سلام مرتاح إلى استعادة الحكومة إنتاجيّتها تقدّم في ملفّ العسكريّين والتمديد لقهوجي مبكر

سابين عويس/النهار/23 آذار 2015

لا يخفي رئيس الحكومة تمام سلام ارتياحه الى عودة الحكومة إلى ممارسة مهماتها وتفعيل إنتاجيتها، مجدداً جزمه بأنه لن يتساهل إطلاقاً مع أي تعطيل محتمل في ظل التوافق السياسي على عدم السماح بالعودة الى هذا الموضوع.

كادت الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء تطيح التوافق السياسي الذي أعاد تفعيل العمل الحكومي بعد أسابيع على تعليق الجلسات، لولا القرار السياسي الصارم بعدم العودة الى التعطيل وتلافي كل ما يمكن أن يعرض الحكومة للإهتزاز.

قد يكون تحديد وقت الجلسات بثلاث ساعات حدا أقصى، أفضل ما آل إليه التفاهم السياسي حيال العمل الحكومي، كونه قطع الطريق أمام الاسترسال في نقاشات تزيد التشنج بدلا من تخفيفه.

وقد بدا واضحاً من إدارة الجلسة الأخيرة للمجلس أن ثمة إلتزاماً وزارياً لعدم الخروج عن التوافق، حتى بالنسبة الى القرارات أو المراسيم التي وقّعها سلام ووزراء بوكالتهم عن رئيس الجمهورية، فيما غاب توقيع وزيرين او أكثر عنها، الامر الذي أكّد سير مجلس الوزراء بالمقاربة الجديدة القائمة على التوافق وليس الإجماع.

أما المواجهة السياسية التي شهدتها الجلسة بين الوزيرين أشرف ريفي ومحمد فنيش، فشأن آخر، لم يخرج بدوره عن سقف التفاهم.

يسعى سلام إلى تجنب إنزلاق جلسات الحكومة إلى المواجهات السياسية، لأنها في رأيه لا تجدي ولا تعطي أي نتائج.

ففي ظل وجود طاولة حوار موازية بين فريقي "المستقبل" و"حزب الله" ترمي الى تخفيف الاحتقان والبحث في السبل الآيلة إلى ذلك، لا يجد سلام مبرراً لطرح مثل هذه المواجهات وتحميلها لحكومة إئتلافية ليست في الواقع المكان المناسب لها، ما دام الحوار قائما ويحقق تقدماً.

فالحكومة بالنسبة اليه، لديها ما يكفي من الملفات العالقة التي تحتاج إلى المعالجة والبت من أجل تسيير شؤون الدولة والمواطنين. وهي من الأولويات بأهمية تستدعي تسخير كل الجهود من أجل إعطائها الوقت الكافي من النقاش والبحث.

لا ينفك سلام يذكّر بأن الحكومة تمر بظروف إستثنائية تتطلب منها ان تقوم بدور إستثنائي في ظل الشغور في سدة الرئاسة الأولى. ولا يفوته أن يذكر أيضاً بأنه لا يمكن تحميلها ما يفوق قدراتها على التحمل، منبهاً الى محاذير تعريضها للإهتزاز أو التشكيك أو محاولة إضعافها كما حصل سابقاً، وكان أثره سلبياً عليها وعلى البلاد في شكل عام. لكن في المقابل، لا يفوته كذلك التأكيد أنه ليس في وارد التساهل حيال أي تعطيل متعمد قد تتعرض له الحكومة، يعيدها إلى الوضع الذي ساد مدى الأشهر السبعة الماضية، والذي تبين بنتيجة التجربة أنه جمّد البلاد وعطٓل مصالح المواطنين من دون أي يحقق شيئاً على صعيد الاستحقاق الرئاسي.

وفي هذا المجال، يؤكد رئيس الحكومة ان لا تهاون في مسألة الحفاظ على صلاحيات رئيس الجمهورية. صحيح أن الحكومة لامست بعض التعيينات التي تعود صلاحيتها حصراً الى رئيس الجمهورية، فوافقت على تعيين سفراء، لكن القرار قضى بقبول ترشيح سفراء في انتظار انتخاب رئيس جديد للبلاد يقدم السفراء الجدد اليه أوراق اعتمادهم، تماماً كما سيتعين على لجنة الرقابة على المصارف التي وافق مجلس الوزراء على تعيين رئيسها وأعضائها، ان تحلف اليمين أمام رئيس الجمهورية. لكن بهذا المخرج، صار يمكن اللجنة كما السفارة القيام بعملهما في انتظار إنجاز الاستحقاق الدستوري، فلا يكون الشغور سبباً إضافياً للتعطيل.

يبدي سلام ارتياحه الى عودة الحكومة الى العمل والإنتاج في ظل الفرصة الحديدة التي أتيحت لها نتيجة التوافق السياسي، آملاً ان تستفيد من الزخم الجديد لمواجهة الاستحقاقات والملفات العالقة.

لا أولوية محددة لدى سلام في المرحلة الراهنة، على قاعدة ان كل الملفات تستحق بذل الجهد بعد فترة من الشلل والتجميد.

ويأمل كذلك ان تنجح الحكومة في جلسة السادس عشر من نيسان المقبل في البحث في مشروع قانون الموازنة العامة المطروح بندا وحيداً على تلك الجلسة.

وينفي علمه بوجود تفاهم سياسي حيال الموازنة لإدراجها في جدول أعمال الجلسة التشريعية المتوقعة قريباً، مستبعدا إمكان ذلك انطلاقا من اقتناعه بأن المشروع يحتاج الى وقت لدرسه، خصوصا ان الإيرادات المقترحة مرتبطة بمشروع سلسلة الرتب والرواتب.

ويستبعد سلام إدخال تعديلات على المشروع المقترح من وزير المال علي حسن خليل والذي رفعه الى مجلس الوزراء، كاشفاً عن ان التعديلات يمكن ان تدرج بعد مناقشتها في مجلس الوزراء.

وفي الأولويات الأخرى التي تشغل الوسط السياسي راهناً، التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. ولسلام رأي فيه يختصره بالسؤال عن سبب الاستعجال في طرح موضوع يستحق بعد ستة أشهر، لافتا الى انه لا يزال من المبكر الحديث عنه وإخضاعه لنقاش ليس وقته الآن. أما ملف العسكريين المخطوفين، فيؤكد رئيس الحكومة حصول تقدم في المفاوضات بشأنه، لكنه يفضل عدم الحديث عن الموضوع والحفاظ على سرية المفاوضات بما يضمن نجاحها ويحقق النتيجة المرجوة منها.