المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 آيار/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 06 و07 آيار/15

غرق حزب الله في المستنقع السوري/داود البصري/07 أيار/15

شهادة جنبلاط ليوم الأربعاء: الأسد طلب الاعتذار عن خطابي وهذا ما اخترت فعله/وكالات/ 06 آيار/15  

المواجهة الجديدة مع حزب الله/داود الشريان/07 أيار/15

الجيش اللبناني وامتحان القلمون السوري/عبدو شامي/06 أيار/15

هل تخلّت أميركا عن الأسد... وهل أوقفت إيران الحرب من أجله/عبدالوهاب بدرخان/07 أيار/15

حزب البوط (السرمية أو الحذاء)/حسان حيدر/07 أيار/15

لعبة أميركية على حبال اليمن وسوريا لإرضاء.. إيران/هدى الحسيني/07 أيار/15

نصرالله وسقوط الاسد/موقع المستقبل/06 أيار/15

لم يسقط الأسد... بعد/إيلـي فــواز/06 أيار/15

"جبهة النصرة" تذكّر "حزب الله" بالعسكريين والأهالي: نريد المشاركة/خالد موسى/06 أيار/15

عقاب صقر: مقبلون على كارثة كبرى ستصل لمكة وباكستان ان دخل حزب الله معركة القلمون/وكالات/06 آيار/15

زعيمة المعارضة الإيرانية في المنفى مريم رجويمحذرة القوى الكبرى من المساومات: نظام الملالي لا يفهم سوى لغة الحزم والقوة/السياسة/7 آيار/15

محاور حرب اليمن الأربعة/عبد الرحمن الراشد/07 أيار/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 06 و 07 آيار/15

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 6 نيسان 2015

جنبلاط من لاهاي: الحريري لم يكن موافقا على القرار 1559 وتم تخريب العلاقة بينه وبين وسوريا من خلال اميل لحود

جنبلاط من لاهاي: تم تخويننا أنا والحريري واعتبرنا قابلين للتصفية السياسية والجسدية

بري عرض الأوضاع مع ايخهورست ونواب الاربعاء نقلوا عنه ضرورة الاسراع في درس المشاريع العالقة

بري في لقاء الاربعاء: للاسراع في درس المشاريع العالقة

سلام بحث مع زواره في الاوضاع محليا واقليميا وفلسطينيا

وزير الداخلية التقى ابراهيم وعرض معالرافعي اوضاع طرابلس الاحمد: نحن الى جانب لبنان في امنه واستقراره

ممثل قهوجي في حفل تقديم جنود للعلم: قدرنا التضحية ولن نبخل بتقديمها حتى الاستشهاد

نقابة المحامين كرمت شهداء الجيش وقهوجي أكد القضاء على خلايا الارهاب درباس: المؤسسة منضبطة تحت سقف الدستور وملتزمة بتوجيهات السلط

ريفي استقبل قهوجي وعرضا المستجدات على الساحة الأمنية

امانة 14 آذار:الحرائق المتوقعة عند حدود لبنان لا يحميه منها سوى قواته العسكرية الشرعية بقيادة الجيش

المطارنة الموارنة: لتحزم الكتل أمرها وتحترم الدستور وتنتخب رئيسا

جعجع التقى غطاس خوري : نظام الأسد بات يعيش على التنفس الاصطناعي

جعجع لنصر الله: من كلفك بشن حروب دفاعية باسم اللبنانيين؟

مجدلاني: حزب الله يصر على أخذ قرار الحرب والسلم وأخذ لبنان معه

احتفال في الذكرى المئوية الأولى لإبادة المسيحيين عون: بدأنا نرى جنوحا نحو السيطرة في ممارسة الحكم وإضعاف المسيحيين

السنيورة استقبل عمرو موسى ووفدا من نواب زحلة وعائلة كرامي

السماح للباخرة السعودية بافراغ حمولتها من الشاحنات في طرابلس

المجلس البلدي لبيروت تمنى تزويده نسخة من التحقيق لكشف ملابسات استشهاد العريفين واقر مساهمة مالية لعائلتيهما

ندوة في الذكرى ال 10 لاغتيال سمير قصير بارود: المشكلة في لبنان تعود لغياب المصارحة قبل المصالحة

الاحدب استقبل مدير لايف في حضور أهالي موقوفي رومية: نرفض الامارة والجيش يجب ان يكون محصنا وعلى مسافة من الجميع

خالد حمود عن انتخابات المجلس الشرعي: لدعم المفتي دريان وتعزيز دور مقام دار الفتوى

الجيش: اصابة عسكريين 2 في اطلاق النار على مركزهما في محلة الشروانة وتوقيف حاملي اسلحة وذخائر

العثور على جثة المفقود محمد سلمان في بئر مياه في شقراء بنت جبيل

العثور على 400 كلغ من حبوب مخدرة في مغارة في خراج جديدة القيطع

عمليات دهم في حي الشراونة ليلا ودوريات للجيش قبل الظهر

فتفت لـ”السياسة”: من المؤسف أن يبقى عون يعيش في الأوهام

قاووق: كل من ينكر التهديد التكفيري للبنان هو متهم

النابلسي: المقاومة ستصنع نهار الأمة وتفتح نوافذها نحو السلام

الساحلي: المقاومة ستنتصر إن في القلمون أو في اي مكان نكون فيه

موسى عرض انتهاكات حقوق الانسان مع المفوضة السامية للمنظمة

الجماعة الاسلامية: نرفض استخدام لبنان منصة للاعتداء على الشعب السوري

اليمن يطالب مجلس الامن بتدخل عسكري بري

الاسد: خسارة معركة في الحرب لا تعني الهزيمة

مقتل 3 مسلحين فلسطينيين شمال سيناء في اشتباك مع الجيش المصري

75قتيلا في اعمال عنف بسبب الماشية شمال كينيا

مقتل 5 سعوديين في قصف حوثي استهدف مدينة جازان

تنظيم الدولة" يعيده انتشاره... الآلاف ينتقلون من الرقة الى العراق

المعارضة السورية تستعيد السيطرة على قرية ميدعا الاستراتيجية

واشنطن تنهي مهمة حماية السفن التي ترفع العلم الأميركي في مضيق هرمز

خامنئي يرفض التفاوض «تحت شبح تهديد» أميركي

واشنطن: لا بد من رحيل الأسد من أجل تسوية مشكلة تنظيم «الدولة الاسلامية»

الخارجية الأميركية": يجب على ميليشيا "الحوثيين" وقف أعمالهم العدوانية...

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى16/من11حتى20/ َٱحْذَرُوا تعليم (خَمِيْر) الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي02/من01حتى11/كُونُوا على رَأْيٍ واحِد، ومحَبَّةٍ واحِدَة، ونَفْسٍ واحِدَة، وفِكْرٍ واحِد

*اجرام ونفاق كل ما سمي مقاومة من عرفات حتى نصرالله/الياس بجاني

*كذبة المقاومة/خالد الفاضلي/الحياة

*جنبلاط يكشف: الأسد طلب الاعتذار عن خطابي.. وهذا ما اخترت فعله

*جنبلاط من لاهاي: الحريري لم يكن موافقا على القرار 1559 وتم تخريب العلاقة بينه وبين وسوريا من خلال اميل لحود

*زعيمة المعارضة الإيرانية في المنفى مريم رجويمحذرة القوى الكبرى من “المساومات”: نظام الملالي لا يفهم سوى لغة الحزم والقوة

*لم يسقط الأسد... بعد/إيلـي فــواز/لبنان الآن

*المواجهة الجديدة مع حزب الله/داود الشريان/الحياة

*"جبهة النصرة" تذكّر "حزب الله" بالعسكريين والأهالي: نريد المشاركة/خالد موسى/موقع 14 آذار

*فتفت لـ”السياسة”: من المؤسف أن يبقى عون يعيش في الأوهام/نصرالله وسقوط الاسد

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 6 نيسان 2015

*المطارنة الموارنة: لتحزم الكتل أمرها وتحترم الدستور وتنتخب رئيسا

*حزب البوط» (السرمية أو الحذاء)/حسان حيدر/الحياة/07

*امانة 14 آذار:الحرائق المتوقعة عند حدود لبنان لا يحميه منها سوى قواته العسكرية الشرعية بقيادة الجيش

*جعجع لنصر الله: من كلفك بشن حروب دفاعية باسم اللبنانيين؟

*جعجع التقى غطاس خوري : نظام الأسد بات يعيش على التنفس الاصطناعي

*ريفي استقبل قهوجي وعرضا المستجدات على الساحة الأمنية

*قاووق: كل من ينكر التهديد التكفيري للبنان هو متهم

*لفت إلى أنّ الأمين العام لـ «حزب الله» يتصرّف كقائد الحركة الحوثية ويؤكد أنّ «الدولة مشطوبة من عقله»

*الحريري يلتقي هولاند ويرفض زجّ لبنان بالقلمون

*ما يسمعه زائر واشنطن حول لبنان والمسيحيين.. «عدم مبالاة» تتجنب المقايضة الرئاسيّة مع إيران وتـستغـرب مفـهـوم «الرئـيس القوي»/واشنطن ـ سيمون ابو فاضل

*محاور حرب اليمن الأربعة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*لعبة أميركية على حبال اليمن وسوريا لإرضاء.. إيران/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

*هل تخلّت أميركا عن الأسد... وهل أوقفت إيران الحرب من أجله؟/عبدالوهاب بدرخان/النهار

*الجيش اللبناني وامتحان القلمون السوري/عبدو شامي

*نقابة المحامين كرمت شهداء الجيش وقهوجي أكد القضاء على خلايا الارهاب درباس: المؤسسة منضبطة تحت سقف الدستور وملتزمة بتوجيهات السلطة السياسية

*غرق “حزب الله” في المستنقع السوري/داود البصري/السياسة

*ندوة في الذكرى ال 10 لاغتيال سمير قصير بارود: المشكلة في لبنان تعود لغياب المصارحة قبل المصالحة

*احتفال في الذكرى المئوية الأولى لإبادة المسيحيين عون: بدأنا نرى جنوحا نحو السيطرة في ممارسة الحكم وإضعاف المسيحيين

*النائب عقاب صقر لنصرالله: خذ العبرة يا سيد لن تستطيع ان تهزم شعباً ومقدمون على كارثة كبيرة

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى16/من11حتى20/ َٱحْذَرُوا تعليم (خَمِيْر) الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين

""قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين». حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين. وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟». فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء». قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات». حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح"."

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي02/من01حتى11/كُونُوا على رَأْيٍ واحِد، ومحَبَّةٍ واحِدَة، ونَفْسٍ واحِدَة، وفِكْرٍ واحِد

"يا إخوَتِي، إِنْ كَانَ لَكُم تَشْجِيعٌ في الْمَسِيح، أَو تَعزِيَةٌ في الْمَحبَّة، أَو شَرِكَةٌ في الرُّوح، أَو حَنَانٌ أَو رَحْمَة، فأَتِمُّوا فَرَحِي بِأَنْ تَكُونُوا على رَأْيٍ واحِد، ومحَبَّةٍ واحِدَة، ونَفْسٍ واحِدَة، وفِكْرٍ واحِد. لا تَفْعَلُوا شَيْئًا عن خِصَامٍ ولا بِعُجْبٍ، بَلْ بٱتِّضَاع، وَلْيَحْسَبْ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم غَيْرَهُ أَفْضَلَ مِنْهُ. ولا تَنْظُرُوا كُلُّ واحِدٍ إِلى ما هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ بالحَرِيِّ إِلى مَا هُوَ لِغَيْرِهِ. لِيَكُنْ فيكُم منَ الأَفْكارِ مَا هُوَ في المَسِيحِ يَسُوع. فَهُوَ، معَ كَونِهِ في صُورَةِ الله، لَمْ يَحْسَبْ مُسَاوَاتَهُ للهِ غَنِيمَة، بَلْ أَخْلَى ذَاتَهُ، مُتَّخِذًا صُورَةَ العَبْد، صَائِرًا في شِبْهِ البَشَر. ولَمَّا ظَهَرَ في هَيْئَةِ إِنْسَان،

واضَعَ ذَاتَهُ، وصَارَ مُطِيعًا حَتَّى المَوْت، ٱلمَوْتِ على الصَّلِيب. فَلِذلِكَ رَفَعَهُ اللهُ جِدًّا، ووَهَبَهُ ٱلٱسْمَ الَّذي يَعْلُو كُلَّ ٱسْمٍ، لِكَي تَجْثُوَ بٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَة، في السَّمَاءِ وعَلى الأَرْضِ وتَحْتَ الأَرْض، ويَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ الرَّبُّ لِمَجْدِ اللهِ الآب."

 

اجرام ونفاق كل ما سمي مقاومة من عرفات حتى نصرالله

الياس بجاني/06 أيار/15

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

نحمد الله على انفضاح كذبة المقاومة التي خربت لبنان ولا تزال. يبقى أنه يجب على الدول العربية أن تستفيق من فخاخ الأحلام وتتعامل بعقلانية ومنطق وواقعية مع إسرائيل كدولة قائمة وتترك الفلسطينيين والإسرائيليين يحلون مشاكلهم وحدهم والكف عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية. النموذج الأردني والمصري في التعامل مع إسرائيل هو نموذج ممتاز ويجب التمثل به، أي الاعتراف بإسرائيل وإنهاء حالة الحرب معها. أما فيما يخص لبنان علينا الالتزام باتفاقية الهدنة مع إسرائيل حتى الحل النهائي الشامل وبالتالي منع كل المتاجرين بالمقاومة من الوصول إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية وسجن كل لبناني أو غير لبناني يحمل شعارات نفاق المقاومة وهرطقات الممانعة والتحرير. كفى لبنان خراباً من إجرام وهمجية وكفر وجحود كل ما يسمى كذباً تحرير ورمي إسرائيل في البحر. جيد جداً المنطق العربي الجديد والواعي الذي يتمظهر بقوة في الصحافة العربية والذي يسمي المقاومة باسمها الحقيقي أي الكذب والدجل. في الخلاصة إن العدو الحالي لكل العرب ولكل اللبنانيين هو ليس إسرائيل، بل النظام الإيراني الملالوي المذهبي والتوسعي والإرهابي ومعه كل جيوشه وميليشياته وفي مقدمها حزب الله الإرهابي الذي يحتل لبنان ويمارس القتل المنظم والممنهج في سوريا وغيرها من الدول العربية. كما أن الحزب هذا يقوم بأعمال إرهابية في العديد من دول العالم خدمة للمشروع الإجرامي الإيراني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

Phoenicia@hotmail.com

 

كذبة المقاومة

خالد الفاضلي/الحياة/06 أيار/15

يعيش الوطن العربي منذ الأربعينات في كذبة كبيرة اسمها «المقاومة»، ويوجد في تحليل المسمى دلالات على الاعتراف بوجود ضعف «مقارنة بالعدو»، وأنها وسيلة للبقاء وليس لتحقيق انتصار، أو القدرة على إدارة مواجهة جيش لجيش.

أخفقت كل تكوينات ومسميات المقاومة في فلسطين من منع تأسيس إسرائيل، أو إسقاط نظام الأسد، أو إعادة ليبيا، تونس، وربما المصير ذاته يواجهه اليمنُ، في مأزق تحويل الشعب إلى مواجهة تنظيمات مسلحة ذات قيادة منظمة، سواءً أكان جيشاً أم متمردين.

ينتج من المقاومة «فلول» تتمرد، تتمترس، وتعلن أطماعها؛ لذلك يحتاج إخمادها إلى مقاومة جديدة (ليبيا أنموذجاً قائماً)، وعندما تأخذ الحرب «حالة مقاومة» تعيش الحرب زمناً أطول، وتتسع دائرة الخيانة والعمالة، كذلك يفقد العباد والبلاد الإيمان بوجود عدالة.

تأتي المقاومة بعدد كبير من أمراء الحرب، وهم طيف من البشر يصبحون عبئاً على الدولة والناس، يشبهون الذئاب المجروحة؛ لأن «طاولة السياسة» تنهي إمبراطورياتهم، سطوتهم، وثأرهم لرجال ماتوا بسببهم، وتشح عليهم بمناصب وأوسمة، أو علاج نفسي لهم ولأتباعهم بعد انقشاع الغمة. كما أن القتل وحده مصير الذئب المجروح. تعتقد المقاومة قدرتها على تحقيق انتصار، لذلك يكثر فيهم الموت؛ لأن ساحات النزاع المسلح لا تنتصر لمن يجهل عدوه، أو يعتقد بأن البندقية تساعد حاملها على إصابة هدف لا يعرف كيفية التربص به، بينما محبة الوطن وحدها لا تكفي لصناعة محارب شرس. يقول الطب النفسي: «إن ممارسة القتل قد تتحول إلى حال إدمانية»، هذا تحذير تجاه احتمال ارتفاع معدلات جرائم القتل بعد وصول النزاع إلى حل، وحالتا ليبيا وتونس تؤكدان عدم رغبة حَمَلَة السلاح في التخلي عنه.

اختار العراق «ثقافة المقاومة»، الآن توجد حدود وحكومة غير قادرة على ترويض «الفلول»، على رغم تنقية العراق من أول سببين لنشوء المقاومة «صدام والأميركان»؛ لأن المقاومة «شاطرة» في تغيير مسببات وجودها بما يتوافق مع ديمومتها، وكذلك تجديد تحالفاتها، فالغاية -دوماً- تكمن في تبرير حمل السلاح، هكذا يعيش أمراء الحرب. يفقد قتلى المقاومة وأسرهم حقوقاً متاحةً لجنود الجيوش، فلا تعويضات مالية، ولا مميزات للأبناء والمرضى، أو كما يقال في المثل الشعبي «موت وخراب ديار»، بينما استمرار حتمية وجود انقسامات لاحقة بين الشعب الواحد متاحة ومستمرة، فلبنان يجسِّد إلى الآن استمرار الانقسام؛ وفقاً لخريطة مصادر التمويل، الرعاية، والتسليح. يصعب ترك اليمن للمقاومة كـ«حل»، طالما يوجد من الجيش اليمني تكتلات قابلة لإعادة الهيكلة ومحاربة الحوثيين، وليست مقاومتهم، حتى لا يُضافَ إلى تونس وليبيا في صورتيهما، حالياً، أثناء المقاومة، أو لبنان بعدها، كذلك من أجل تخفيف الفاتورة البشرية، والإبقاء على الشعب مدنياً، بعيداً عن مستنقعات الدم، الخيانة، العمالة، وأمراء الحرب.

 

جنبلاط يكشف: الأسد طلب الاعتذار عن خطابي.. وهذا ما اخترت فعله

وكالات/06 أيار/15

أكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في اليوم الثالث من الادلاء بشهادته أمام المحكمة الدولية في لاهاي أن “الأولويات التي كانت لديه ولدى والرئيس الشهيد رفيق الحريري هي الفوز بالانتخابات وقانون الانتخاب كان هو الاساس بالاضافة إلى كيفية تطبيق الطائف”.

ولفت إلى أنه “في كانون الثاني 2005 دعا للمرة الأولى الى علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا، فكان لا بد من تبادل السفراء، واعتبرت ان العلاقات الديبلوماسية جزء من الاعتراف بالدولة اللبنانية من قبل سوريا”.

وأكد أنه “من الطبيعي أن يثير هذا الموقف حفيظة السوريين لأنني كنت أطالب باستقلال لبنان، كما ان حزب البعث العربي لا يعترف بالكيانات الصغيرة وكنت اريد علاقات ديبلوماسية رسمية بين البلدين. كانت هذه خطوة من الخطوات التي تؤكد أن هناك بلدا مستقلا اسمه لبنان. ولا أعلم لماذا وافق السوريون بعد اغتيال الحريري على اقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان”.

وقال: “تعرفت على وليد المعلم في دمشق لكنه لم يكن في ذلك الوقت مسؤولا عن الملف اللبناني، وكان على علاقة مع الرئيس الحريري الذي كان يريد تفسيرا منه عن سبب التمديد للرئيس إميل لحود”.

ولفت إلى أنه كان “لا بد من الحوار مع الفريق الآخر بغض النظر عن رأيه السياسي ولا يمكننا ان نلغي الآخر وحزب الله جزء من لبنان. إذا لا بد من حوار داخلي والطائف لا يطبق على الجيش السوري لذلك لا بد من حوار معهم”.

وأكد أنه “لم يكن في العام 2004 أو 2005 أي نقاش حول موضوع سلاح حزب الله ضمن مجموعة البريستول وكان هناك تفاوت في وجهات النظر حول ال 1559 والطائف”. وأعلن أنه “حتى آخر لحظة، حتى 13 شباط، التقيت الرئيس الحريري وقلت له انتبه”.

وأشار إلى أن “لقاء البريستول ان هدفه توسيع رقعة المعارضة لمواجهة التمديد الدستوري غير الشرعي للحود وتطبيق الطائف. لم يفاجئني حضور الحريري هذا اللقاء وكنا ننسق سويا، لكل منا حركته الخاصة، وهذا يصب في الجو السياسي العريض الذي كنا نتحرك له”.

وأكد أنه “كان هناك مشروع لتحجيم الحريري وجنبلاط وكل من شارك في حوارات المعارضة وكنا نريد تطبيق اتفاق الطائف. ورفضنا مشروع قانون انتخاب بسبب التقسيمات لبيروت لغير صالح الرئيس الحريري وتقسيمات في الجبل لغير صالحنا وتطال الجو العريض للمعارضة. وكان مستحيلا وجود هيئة انتخابات مستقلة بسبب انحياز الحكومة لسوريا”.

وتابع: “لم تتم صياغة قانون الانتخاب بل كان هناك مشروع قانون كانوا يريدون تمريره عبر وزارة الداخلية التي كان سليمان فرنجية وزيرا عليها، وهددوا انهم يريدون هذا القانون لانهم هكذا يريدون ونحن رفضنا بالاجماع، ولم يكن هناك اي اختلاف وموقفنا كان موحدا عبر رفض هذا القانون الذي وجد لمعاقبة المعارضة وتحجيمنا واقصائنا”.

وأكد أن “الموالاة هي الفريق العريض الموالي لسوريا وفرنجية بصفته وزيرا في الحكومة يهدد اننا سنتصرف على طريقتنا. فماذا يقصد على طريقته؟ ويتحدث وكأنه من موقع رئيس عصابة وهو وزير. فكيف يحق له أن يتحدث هكذا وهو وزير في الحكومة؟ لو مشينا وفق تقسيماتهم في قانون الانتخاب، لكنا سقطنا ومشروعهم كان مشروع اقصاء والغاء، وقد هدد فرنجية وقال انه سيتصرف على طريقتنا وقد نلجأ الى أساليب غير دستورية وغير قانونية فماذا يقصد بذلك؟ تم تخويننا، اعتبرنا كعملاء لاسرائيل وبالفهوم السوري اننا قابلين للتصفية السياسية والجسدية”. ثم عرض شريط صوتي للقاء بين الحريري ووليد المعلم. وقال ان “الموقف الاساسي للرئيس الحريري أنه لم يكن يريد أي عداوة مع سوريا ويعبر عن هذا بمرارة وحزن وحسرة، ويسأل لماذا جعلوه وجعلوني أو أصبحنا في خانة الأعداء لسوريا وفي صف الخونة التابعين لاسرائيل وأميركا؟”.ويظهر في الشريط ان الحريري يقول للمعلم: مهما حصل سوريا ستبقى في قلبي وانا تعرضت كتير من عندكن لمجموعة من الكلام والأيام تثبت مين الصح ومين الغلط. التقسيمات التي طرحها فرنجية تثير النعرات الطائفية واتفقنا مع المسيحيين ان يكون لبنان نصف للمسلمين والنصف الآخر للمسيحيين. قانون الانتخاب معمول بصورة كيدية وبلغت هذا الأمر للسوريين. أنا بدي اتفاق الطائف وأنا بيو وإمو، واتفقنا على حكم لبنان بالمناصفة”.

وأضاف النائب جنبلاط ان الحريري ؤكد “آن الأوان لعلاقات صحية بين لبنان وسوريا ولا يجوز ان يحكم لبنان بشكل معاد من سوريا، لأن هذا يعني أننا نلغي لبنان ونعتبره وكأنه محافظة سورية ونحن لسنا محافظة سورية”.

وقال كامرون للشاهد “حاول المعلم ان يبعد سوريا عن القانون الانتخابي(انطلاقا من التسجيلات التي تم سماعها) ” .فرد جنبلاط ” ليس من تمييز بين الحكومة اللبنانية والقبضة الامنية اللبنانية السورية .وبمعرفتي بفرنجية وسوريا فإن من يصوغ قانون الانتخاب انما لتحجيم الحريري وجنبلاط وحتى بري”.

وهل تحدثت مع الحريري عن ان خياره سيستقيل من مجلس النواب؟. اجاب” كنا متفقان ان نستقيل سويا من مجلس النواب.وعندما اتت زيارة المعلم الغريبة لي ومن حرص الحريري على العلاقة مع سوريا كان تمن للحريري. واعتبر ان المعلم ارسل لجص نبض الحريري لا اكثر ولا اقل”. وردا على سؤال للمستشارة في الغرفة القاضية ميشلين بريدي قال جنبلاط” لا ارى ان الامور كانت لفتح صفحة انما محاولة جص نبض الحريري .وفي مكان ما كانوا يحضرون لعملية الاغتيال”.

وجرى بث المقطع الثالث تحدث فيه الحريري بنبرة .وعلق كامرون يبدو ان الحريري يشكو من نظرة النظام فاجابه جنبلاط” الحريري يشكو من التقارير المشوهة التي تتلقاها القيادة السورية عنه وقال انه لا يستطيع ان يواجه طالما ان هذه التقارير موجودة.واضاف للمعلم ان الحريري سال الاسد الرئيس السوري بصراحة اذا بامكانه ان يلتقي بمسؤولين سوريين فاجابه بشار الاسد بصراحة “لا .علاقتك معي”. فيردف الحريري” لماذا وضعتم في هذه العلاقة لحود”. كما شكا الحريري من المخابرات وكيفية تشويه صورته لدى الرئيس السوري”.

وما التغيير الذي جرى حتى قال الحريري باتهامه بانه عميل فرنسي اوروبي؟.قال جنبلاط “كلام الحريري مرتبط باتهام بشار له انه سيدمر لبنان وتهديد بحقي وينفي صنعه للقرار 1559 الذي هو قرار دولي واحدى الدول سربت عنه للنظام السوري لذا كان هذا التهديد للحريري .ومستحيل للحريري ان يكون له علاقة بهذا حتى في اوج توتره وعندما التقى الحريري نصرالله قال له “سلاحكم سلاحنا” .هذا ما اخبرنا به الحريري عن تلك الزيارة التي كانت لتطمين نصرالله .واكرر في ذلك العام لم يكن واردا مناقشة سلاح حزب الله .واضاف جنبلاط ان القرار الدولي تضمن بندا بتجريد الميليشيات من سلاحها. وموقف الحريري لنصرالله كان واضحا. واعترف المعلم (في الشريط) ان بشار يتلقى تقارير من مختلف الجوانب وهذه التقارير شوهت صورته يحسبه لدى بشار الاسد”.واكد الشاهد ان الحريري كان بعلاقاته الدولية والعربية الممتازة وزيرا غير مسمى للخارجية السورية.هناك واحد يحكم في سوريا من خلال الاجهزة والتقارير.واعتبر ان كلام المعلم للحريري في ناحية من الشريط انه ليس من النظام السوري اعتقده حملة تضليل.

المستشار في الغرفة القاضي نيكولا لاتييري سال جنبلاط ان كان موقف النظام السوري تجاه الحريري يقوم على سؤ تفاهم .فاجاب جنبلاط “هذا ليس سؤ تفاهم هي معلومات خاطئة واكبر بكثير من خطأ. ترجموا انه متامر مع شيراك .وهذا خطا وجريمة تاريخية لان الحريري كان حريصا على علاقته بسوريا وتمسك بالعلاقات المميزة معها على قاعدة عدم حكم لبنان من سوريا انما بشكل ودي “.

وبسؤال اخر للاتييري “هل اخبرك الحريري عن تهديدات تلقاها ؟”.اجاب جنبلاط لم يقل لي شيئا .وكما ذكرت في الامس قال لي في 8 شباط 2005 “سيقتلونك او يقتلوني”. وعنيت السوريين”.

القاضي لاتييري “احد الشهود اخبرنا بان الحريري قال له في احدى المرات انه علم بالعديد من الاغتيالات ضده على يد حزب الله .ولم يتم ابلاغ الشرطة بالموضوع . ولا معلومات لدينا .هل اخبرك باي شيء عن هذا الموضوع ؟.اجاب جنبلاط “كلا لست على علم بهذه المعلومات .سمعت الشاهد يقول ذلك .وربما واقول ربما اخبره الحريري عن محاولة اغتيال ولم يخبرني عن هذه العبارة انما قال لي اما يقتلونك او يقتلونني”.

بعد ذلك جرى عرض مقتطف ثالث من حوار المعلم الحريري في الزيارة نفسها .وقال جنبلاط “لم يكن الحريري يريد مخاصمة سوريا او الاسد ووافق على التمديد للحود لهذا السبب”.واعتبر جنبلاط ان “كل مهمة المعلم في هذه الزيارة كانت لتخدير الحريري قبل ان يتم اغتياله .اعلم وسائل السوريين ونفس الشيء حصل مع كمال جنبلاط في 2 اذار عام 1977 . قيل له ابعث برسالة الى السوريين وبعد اربعة ايام اغتالوه .والاسلوب نفسه حصل في المحطتين “.

وردا على كامرون تعقيبا على سؤال التلاعب قال جنبلاط” كنت اشير الى ان قرار التمديد للحود كان اتخذه بشار الاسد. ولا يستطيع بري ان يغير قرار الاسد باحالة موراتينو عليه لان ذلك لا يلغي قراره بالتمديد.ومجرد كلام الاسد الى الحريري” ان لحود هو انا “فهذا يعني ان القرار اتخذ واحد لا يغيره لا المعلم ولا فاروق الشرع”.

القاضي لاتييري “افدت بكل وضوح ان النظام السوري هو وراء اغتيال الحريري كما حصل منذ 28 عاما .هل تعرف كيف يتحرك النظام السوري في لبنان ؟.هل كان هناك اشخاص اخرين له ؟”.اجاب جنبلاط” ان طريقة حكمهم في لبنان كطريقة حكمهم في سوريا ومخابراتنا اللبنانية كانت ملحقا بالمخابرات السورية.وهم استولوا على كل المفاصل.طبعا هناك قضاة وضباط شرفاء لم يتعاونوا مع السوريين”.

ومن كان ينفذ عمل السوريين في لبنان ؟.اجاب جنبلاط”هذه مهمتكم انتم ان تعلموا . استخدموا الرصاص في البدء ولاحقا اكتشفوا السيارة المفخخة مع مروان حماده.ثم شاحنات مفخخة .تطورت تقنية القتل عندهم .ولكن هذا ليس من شأن اخنصاصي”.

ويسماع مقتطف اخر تناول فيه الحريري بيع اسهمه في”النهار” وزيادة معارضتها لسوريا بعد ذلك.اجاب هذا يدل اذا يتحكمو امنيا واداريا يلومون الحريري وليس لديهم صحافة حرة في الاساس.وتحدث الحريري عن خبر وصله لا اعرف مصدره بان النظام السوري لن يتعاطى بمخابراته في لبنان ولا تضحكوا علينا بانكم جمدتم المخابرات في لبنان وايده المعلم الذي ما استطاع ان ينكر.واضاف ان الخابرات لا تنام فهي اما تبقى او تنسحب .

وفي جلسة بعد الظهر قال جنبلاط الرئيس الحريري كان يستخدم علاقاته الخارجية لجنب وضع حزب الله على لائحة الإرهاب، مضيفاً: “كنا أنا والرئيس الحريري على اتفاق تام بعدم قبول الودائع السورية الإنتخابية”. ويظهر في التسجيل الصوتي ان الحريري يقزل: “أرسل لكم العديد من الإشارات بعد إرسال فليحان وخوري الى لقاء البريستول ولكنكم لم تستوعبوا ولست طالباً لشيء الّا “تروقو”. وقال جنبلاط ان إرسال الرئيس الحريري باسل فليحان وغطاس خوري إلى البريستول 3 كان تتويجاً للمعارضة. وشدد على ان الأولوية من التصور الأساسي للقاء البريستول هو تطبيق إتفاق الطائف.

وأوضح: “لم نكن نريد أن يكون الجهاز الأمني السوري مسيطراً على الأجهزة اللبنانية”، مؤكداً أن “الأجهزة الأمنية السورية أخفت كل المعلومات المتعلقة بمحاولة إغتيال مروان حمادة”. وأضاف: “اتهامي المباشر لسوريا باغتيال والدي كان نوعاً من التصعيد بعد محاولة اغتيال مروان حمادة”. وشدد على “اننا كنا نتوقع المزيد من الإغتيالات بناء على تهديد يشار الأسد ومحاولة اغتيال مروان حمادة”.

وردا على اسئلة الدفاع قال جنلاط انه “بعد اغتيال والدي سرت شائعة بأن أشخاص مسيحيين هم من قتلوا كمال جنبلاط وبعد تلك الشائعة حصلت عملية ثأرية بحق المسيحيين ولم تمنع الوحدات السورية ذلك”. وقال ان “كمال جنبلاط رفض التدخل السوري فاغتالوه ورفيق الحريري طلب الإنسحاب السوري فقتلوه”.

وعن خطابه الشهير وكلماته النارية بحق الاسد، قال جنبلاط: “كلامي للجزيرة أملته الظروف السياسي والتقيت بشار الأسد بعدها وبشار الأسد طلب إعتذاراً عن خطابي في الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس الحريري واخترت قول لحظة تخلي”.

 

جنبلاط من لاهاي: الحريري لم يكن موافقا على القرار 1559 وتم تخريب العلاقة بينه وبين وسوريا من خلال اميل لحود

الأربعاء 06 أيار 2015 /وطنية - أعلن النائب جنبلاط، خلال ادلائه بشهداته امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ان الرئيس رفيق الحريري "اشتكى من التقارير المشوهة التي كانت ترسل للقيادة السورية"، مشيرا الى انه "تم تخريب العلاقة بين سوريا والحريري من خلال اميل لحود". وأكد جنبلاط انه "من المستحيل ان يكون للحريري علاقة بالقرار 1559 لأنه ضد قناعته". وقال: "سربت معلومات للنظام السوري بان هناك قرارا يصاغ اسمه 1559 والنظام السوري اتهم شيراك"، مشيرا الى "ان القرار 1559 ينص على انسحاب كامل وشامل للقوات السورية وتجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من السلاح". وقال: "لم يكن الحريري موافقا على القرار 1559، وبعد اغتيال الحريري طرح موضوع قضية سلاح "حزب الله". واعلن جنبلاط ان السوريين ترجموا على طريقتهم القرار 1559 واعتقدوا ان الحريري متآمر مع شيراك ومع المجتمع الدولي على اخراج سوريا من لبنان، وهذا خطأ تاريخي"، مؤكدا "ان الحريري كان حريصا على العلاقة الودية بين لبنان وسوريا وقال للمعلم انه لا يمكن للبنان ان يكون محايدا عن سوريا لكن لا بد من تطبيق الطائف".

وكرر جنبلاط قوله: "لم يخبرني الحريري ان هناك من يحاول اغتياله ولكنه قال اما سيقتلونني او سيقتلونك".

وتم تقديم تسجيل صوتي بين الحريري والمعلم وقال جنبلاط: "حصل اجتماع عاصف مع بشار الأسد في حضور كنعان وأبو عبدو وخلوف. قال الحريري للمعلم انه لو كان معاديا لسوريا لأفشل مشروع التمديد لكنه بالرغم منه مشى بالتمديد لانه لا يريد ان يعادي سوريا".

واشار الى "ان الحريري قال لنا انه رفض التوصيات الاميركية والفرنسية لانه لا يريد ان يختلف مع سوريا"، مؤكدا "ان الحريري حاول ان يفهم فاروق الشرع انه لم يكن، في حياته، ضد سوريا".

واعلن انه "في الحديث بين الحريري وفاروق الشرع، يقول الحريري للشرع أنه جرى اتصال من موراتينوس بفاروق الشرع وجرى حديث حول تفادي اصدار القرار 1559".

واكد جنبلاط ان مهمة وليد المعلم كانت تحذير الحريري، وقال: "انا اعلم وسائل النظام السوري جيدا"، مشيرا الى انه "قبل 22 عاما حدث نفس الشيء مع كمال جنبلاط حين طلب منه بعث رسالة الى الاسد لتحسين العلاقة بينهما، وبعدما ارسلها اغتالوه عام 1977".

وقال جنبلاط: "الحريري أكد لوليد المعلم الثوابت التي كررها مرارا وهي ان العلاقة بين سوريا ولبنان يجب ان تتغير ولا يمكن ان تحكم سوريا لبنان بهذه الطريقة وتتدخل في أدق التفاصيل"، معتبرا ان الاسد يريد ان يحكم لبنان على قاعدة انه حليف مع سوريا ويريد ان يكون له حرية حركة".

واضاف: "اذا اصبح الحريري رئيس وزراء مخالفا للنظام السوري فهذه مخاطرة، وكان الحريري يصر ان يحكم لبنان من لبنان".

وتابع: "كان الحريري يريد ان يطمئن ولا يفكر باستلام السلطة خصوصا بعد التهديد الذي سمعه من الاسد وهو يعرف قدرة النظام على الالغاء".

واكد جنبلاط ان "وليد المعلم لم يكن يستطيع ان يأتي الى لبنان ويزور الحريري من دون علم الاسد".

ولفت الى انهم كانوا يلومون الحريري لان لديه اسهما في جريدة النهار وينسون حرية الصحافة في لبنان لانهم أساسا ليس لديهم حرية الصحافة".

واعلن "ان المخابرات السورية "لا تنام" وقد خف دورها نسبيا ولكنها باقية". بعد ذلك، رفعت المحكمة جلستها.

 

زعيمة المعارضة الإيرانية في المنفى مريم رجويمحذرة القوى الكبرى من “المساومات”: نظام الملالي لا يفهم سوى لغة الحزم والقوة

مريم رجوي/السياسة/07 أيار/15/بون – نزار جاف/أكدت زعيمة المعارضة الإيرانية في المنفى مريم رجوي أن التطرف في المنطقة لن يزول إلا بزوال النظام الإيراني الذي اعتبرت أنه “لا يفهم سوى لغة الحزم والقوة”.

وفي كلمة لها مساء أول من أمس في مجلس الشيوخ الفرنسي تحت شعار “التطرف الإسلامي من الشرق الأوسط إلى أوروبا, التحديات والحلول”, شددت رجوي على أن النظام الإيراني “واهن جداً ويوحي زيفاً بأنه قوة عظمى في المنطقة”, مشيرة إلى أنه “من دون التدخلات العدوانية ومن دون القنبلة النووية فإن قوة الولي الفقيه ستنهار بسرعة, كما أن تنفيذ أكثر من 1500 حالة إعدام في عهد الرئيس الحالي حسن روحاني سببه كون النظام يرى نفسه واهناً أمام المقاومة أكثر من أي وقت مضى”.

وأكدت أن “الديكتاتورية الدينية في إيران هي المسبب الرئيسي لزعزعة الاستقرار في المنطقة”, محذرة من أن “الفرضية القائلة إن النظام الإيراني والغرب هما شريكان ضروريان لمحاربة “داعش”, خطأ فادح, كون هذا النظام يعمل على تطهير السنة بشكل مروع وبسط هيمنته في العراق وسورية بدلا من محاربة داعش”. وأشارت إلى أن التحالف العربي “قلب حسابات الملالي للاستيلاء على اليمن”, معتبرة أنه “بالإمكان توجيه ضربات قاضية للتطرف والتشدد في العراق وسورية, وذلك بطرد النظام الإيراني وبتسليح العشائر السنية العراقية للتصدي لـ”داعش” ومساعدة المعارضة السورية المعتدلة من أجل إزاحة (بشار) الأسد عن السلطة”. وحذرت من أنه “لا يجوز رفع العقوبات عن النظام طالما لم يتخل بشكل كامل عن برنامجه النووي”, مشيرة إلى أن “ضخ الأموال نحوه في الوقت الذي لم يتم التوصل إلى توافق معه سيصب في إنفاقها لشراء الأسلحة مثل الصواريخ المتطورة من روسيا”. وختمت رجوي بالتأكيد على أن “تجربة الأعوام الـ36 الماضية للمقاومة الايرانية أثبتت أن الملالي لا يفهمون سوى لغة الحزم والقوة فقط, وحان الوقت لكي توقف القوى العظمى سياسة المساومة ومنح تنازلات للاستبداد الديني الدموي والمصرف المركزي للإرهاب ومحطم الرقم القياسي في الإعدام وأن تعترف بحق الشعب الإيراني من أجل المقاومة والحرية”.

 

لم يسقط الأسد... بعد

إيلـي فــواز/لبنان الآن/06 أيار/15

لم يسقط بشار الأسد بعد، أو، وبخلاف كل من يعد الأيام لرحيله، الأسد سيبقى لبرهة. من دون شك حققت المعارضة إنجازات عدة في سياق معركتها مع نظام البعث. المعارضة حققت انتصارات عسكرية في جنوب سوريا، وهي أيضاً أعادت مجريات الأمور إلى ما كانت عليه الحال قبل التدخل الإيراني وأدواته دعماً للرئيس الاسد، بشكلٍ بات اليوم يعكس حقيقة التفوق الديمغرافي لمناهضيه. والمعارضة وفي هذا السياق أيضاً تكون وضعت حدوداً لما يمكن ان تقدمه إيران للأسد، أي في المدى المنظور كانتون علوياً فقط لا غير.

كل تلك التطورات الميدانية لم تكن لتتحقق لولا التنسيق الإقليمي التي قادته المملكة العربية السعودية، ونجحت في الضغط على الدول العربية وتركيا في وضع خلافاتهما جانباً من أجل مواجهة ووقف المد الايراني المتغلل في العمق العربي الاستراتيجي في كل من سوريا واليمن.

ولكن تلك التطورات على أهميتها لا تعني أن الأسد سقط. فالأسد سيبقى لبرهة بعد لأسباب عدة منها داخلية ومنها خارجية.

الأسباب الخارجية فتعود لعدم حزم الرئيس الاميركي باراك أوباما أمره بعد في ما خص مصير سوريا. وهو يميل الى ما تحبذه ايران. وهو أيضاً يأخذ بعين الاعتبار مصالح نظام الملالي. ومن الطبيعي ان تكون مصلحة ايران في بقاء نظام علوي موالٍ لها ولو على بقعة جغرافية صغيرة نسبياً. بقاء الأسد لبرهة ستكون إحدى أسبابه  إمكانية ايران مساعدته مالياً وعسكرياً بشكل أكبر، خاصة بعد ان يفرج أوباما عن اموالها المحتجزة جراء العقوبات والتي تقدر بنحو 150 مليار دولار.

في الأسباب الداخلية يمثل وجود داعش عقبة امام الإطاحة بالأسد، فالاميركيون والعرب والايرانيون والغرب توافقوا ان يكون التخلص من "التنظيم الارهابي" كما يصفونه اولوية قبل الكلام عن اي حل في سوريا.

وما تزال مهمة توحيد الفصائل المعارضة تحت راية واحدة، عسكرية وسياسية، بحاجة الى جهد اكبر لكي تفرض نفسها على المجتمع الدولي كبديل فعلي وجدي لنظام الأسد. كما أن الاسد ما زال يملك السيطرة على المدن الاساس لا سيما حمص وحماه، حيث لم يتسنّ بعد للمعارضة تهديدها نظراً لانشغالها في جبهات اخرى. ما نراه في سوريا اليوم من تطورات ميدانية، هي بداية حصار للنظام جغرافياً الذي استنفد كل قدراته العسكرية والبشرية من دون ان يستطيع انهاء المعركة لصالحه.

الفرصة التي أعطيت للأسد طوال اربعة اعوام من اجل قمع الثورة انتهت، بمأساة انسانية كبرى يتحمل مسؤليتها كل من وقف الى جانب هذا النظام وساعده. ولكن اليوم ومن أجل التسريع في عملية التخلص من نظام البعث، المطلوب من التنسيق العربي ان يستمر ويتطور ويدفع باتجاه توحيد القرار العسكري والسياسي السوري من جهة، ومن ثم المحافظة على المكتسبات على الارض والانتقال الى مرحلة محاصرة الأسد في المدن الكبرى التي يتحصن فيها. هذه الخطوات من شأنها ان تقطع الطريق على اي تحايل سياسي تريد ايران وحلفاؤها الروس والاميركيون فرضه على السوريين إنْ كان في إنشاء كانتون علوي او فرض الاسد شريكاً في الحل السياسي. صحيح أن الاسد سيبقى لبرهة ولكن مصيره اليوم بيد استمرار التنسيق العربي، وامكانية توحيد المعارضة السورية.

 

المواجهة الجديدة مع حزب الله

داود الشريان/الحياة/07 أيار/15

ردود رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، على خطابات الأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصرالله ومواقفه، انتقلت، بعد «عاصفة الحزم»، من الحوار إلى المواجهة. وهو قال على حسابه في «تويتر»، إن نصرالله يتعامل مع «عاصفة الحزم» باعتبارها «هزيمة شخصية له وللمشروع الإيراني في اليمن». وبعد الخطاب الأخير للأمين العام، وَصَفَ الحريري موقف نصرالله من أحداث اليمن بأنه مثل من «يتحدث عن الضاحية أو النبطية»، ويتصرف باعتباره «القائد الفعلي للحركة الحوثية». وأضاف أن: «الاهتمام المثير لنصرالله بالملف اليمني، يؤكد المتداول من أن إيران كلَّفته شخصياً منذ سنوات مسؤولية رعاية التنظيم الحوثي المسمّى أنصار الله»، محذّراً إياه من توريط لبنان بالحروب الأهلية في المنطقة، ومن المواجهة في القلمون على الحدود السورية.

صحيح أن السياسيين اللبنانيين يتراشقون بالتصريحات، ثم يجلسون إلى بعضهم وكأن شيئاً لم يحدث، لكن سعد الحريري لم يدخل هذه اللعبة، في شكلها التقليدي المعروف. كان، على الدوام، يعبّر عن موقفه بالحد الأدنى من الصراحة والوضوح، وإعطاء مسافة للتفاهم. وهو ظلَّ لسنوات متمسكاً بالهدوء تجاه مواقف «حزب الله». وحين انخرط الحزب في الحرب على الشعب السوري إلى جانب النظام، لم يلجأ سعد الحريري إلى اللغة التي تحدّث بها عن دور «حزب الله» في انقلاب الحوثي. لكنه اليوم قرر المواجهة على نحو يُعدُّ سابقة، واعتبر في إحدى تغريداته أن الدولة اللبنانية «مشطوبة» من عقل حسن نصرالله ، وأن «حزب الله» هو «البديل منها وسيقوم مقامها في الذهاب إلى الحرب في القلمون». وأضاف: «يقول نصرالله إن الذهاب إلى حرب القلمون أمر محسوم، وهو من يرسم حدود العملية وزمانها ومساحتها، ونحن نقول للسيد حسن، أنت تكلّف نفسك بمهمة لا أخلاقية ولا وطنية ولا دينية. أنت تتلاعب بمصير لبنان».موقف سعد الحريري، الجديد في شجاعته ووضوحه ومفرداته، يشير إلى أن خلاف الحريري مع «حزب الله» وأمينه العام بات أكبر من قضية المحكمة الدولية، والقضايا المطروحة على الساحة اللبنانية، بين 14 آذار و8 آذار. صارت العلاقة المتوترة بين الطرفين جزءاً من صراع النفوذ في المنطقة. تدوينات سعد الحريري تلوِّح بموقف أعمق من وقف الحوار بين الطرفين، وربما، السعي إلى دعم توجُّهات بتصنيف الحزب على أنه منظمة إرهابية.

لا شك في أن انكشاف دور «حزب الله في تنفيذ الأجندة الإيرانية علناً، وبهذه الجرأة التي لم تترك مجالاً لتفسيرات أخرى، هو الذي دفع الحريري إلى مواجهة يصعب التكهُّن بتداعياتها، وأبعادها على لبنان والحزب.

سعد الحريري لا يعبّر عن موقف «تيار المستقبل» فحسب، بل عن توجهات حلفائه أيضاً. و «ساعة الوعي» التي يرى الحريري أنه آن أوانها، ربما تهدف إلى ما هو أبعد بكثير من مجرد الاكتفاء بنزع سلاح «حزب الله».”.

 

"جبهة النصرة" تذكّر "حزب الله" بالعسكريين والأهالي: نريد المشاركة

خالد موسى/موقع 14 آذار/06 أيار/15

بعدما طغى التفاؤل طيلة الايام الماضية على ملف العسكريين المخطوفين مع دخول قضيتهم شهرها العاشر، خصوصاً بعد الزيارات الأخيرة التي قامت بها بعض العائلات الى أبنائها العسكريين المخطوفين لدى جبهة "النصرة" في الجرود، وخطوة تسليم تنظيم "داعش" لجثتي العسكري المخطوف علي قاسم العلي والمدني عباس ممدوح.

وعلى وقع تطورات معركة القلمون، برز بالأمس تطور خطير على الملف، من خلال نشر "جبهة النصرة" على حسابها الخاص على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" تحت عنوان: "رسالة مصورة من الأسرى الشيعة لدينا الى بني قومهم في لبنان... من سيدفع الثمن؟"، يدعوا فيه العسكرون إلى الوقوف في وجه حزب الله وما يقوم به في جرود القلمون وفي الداخل السوري، والى عدم جر الجيش اللبناني وتوريطه في هذه المعركة.

لقاء مع سلام وإبراهيم

حالة من الخوف والقلق انسحبت بالأمس على خيم الأهالي في رياض الصلح، بعد نشر الفيديو، حيث تحركوا سريعاً باتجاه السرايا الكبيرة، طالبين لقاء مع رئيس الحكومة تمام سلام ومع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي لم يرد على اتصالات الأهالي، بحسب ما أوضح حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، مشيراً الى أن "الأهالي في إطار التشاور لما يجب فعله، وممكن أن تكون خطواتهم تصاعدية".

أبناؤنا سيدفعون ثمن اي معركة

ويعتبر يوسف أن "من خلال هذا الفيديو تحاول جبهة النصرة أن تبثت أن كل الكلام الذي قيل عن إيجابيات وتقدم في المفاوضات هي مجرد معلومات غير دقيقة، لذلك يحاولون أن يكون الأهالي شركاء في هذه المفاوضات وعلى إطلاع دائم على مجرياتها، من أجل معرفة الصادق ومن الكاذب، ومن يعرقل المفاوضات ومن يريد أن يأتي شبابنا في اسرع وقت، اليوم قبل الغد"، واضعاً "هذا الفيديو في إطار الحرب الإعلامية بين الطرفين، لكن للأسف هذه الأرواح هي بيد جبهة النصرة وأي مغامرة ممكن أن يقوم بها الحزب هناك، ممكن أن تؤدي الى أن يدفع ابناؤنا ثمن المعركة".

ارتدادات سلبية على أرواح العسكريين

وتمنى يوسف على "حزب الله" عدم القيام "بأي مغامرة على الحدود قد ترتد سلباً على ملف العسكريين، وتشكل خطراً على حياتهم وحياة رفاقهم الذين يرابطون في الجبال من أجل حماية أبناء بلدهم"، مشدداً على أن "هدر دماء أبنائنا سيتحمل مسؤوليته من قام بهذه المغامرة ومن يسعى الى توريط الدولة معه في حرب جديدة هي بغنى عنها".

اللواء إبراهيم يتحمل المسؤولية

من جهته، اعتبرت ليالي الديراني، شقيقة العسكري المخطوف سليمان الديراني، في حديث خاص لموقعنا، أن على "الدولة تحميل مسؤولية ما يجري الى اللواء الذي تم تكليفه بمهمة التفاوض مع جبهة النصرة، وعليه أن يتحمل مسؤوليته في هذا المجال، فدماء وأرواح الشباب أمانة في عنقه"، مشددة على أن "الأهالي في صدد القيام بخطوات تصعيدية في حال لم تستجب الحكومة لمطالبنا وأول الخطوات إغلاق ممر المشاة من شارع المصارف الى ساحة رياض الصلح".

ليست ملكاً بيد أحد

وتشير الديراني الى ان "الأهالي بانتظار جواب من الحكومة، وفي إطار التشاور بين بعضهم من أجل تشكيل لجنة وانتخاب مفاوض منها من أجل معرفة كل شيء يحصل في الملف"، معتبرة أن "أرواح أخواتنا وابناؤنا ليست ملكاً لأحد، واي نقطة دم تسقط هدراً منهم، سيتحمل مسؤليتها من يقوم بمغامرات على الحدود وفي الداخل السوري".

 

فتفت لـ”السياسة”: من المؤسف أن يبقى عون يعيش في الأوهام

بيروت – “السياسة”: اعتبر عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت في اتصال مع “السياسة” أن الاستعدادات العسكرية والتهويل بالحرب وفتح جبهة القلمون والخطاب العالي النبرة الذي يمارسه السيد حسن نصر الله, يصب في خانة واحدة وواضحة تتمثل بإعادة التوازن المعنوي للمحور السوري-الإيراني الذي يتولى “حزب الله” تنفيذ مخططاته في لبنان وسورية والعراق, بعد هزيمة هذا المشروع في اليمن وما حصل في شمال سورية, اعتقاداً منه أن بإمكانه تسجيل خرق ما على جبهة القلمون, باعتبار أن ظهره محمي من الأهالي في منطقة بعلبك-الهرمل وقد يكون بنيته توريط الجيش أيضاً. وشدد على أن حماية الحدود اللبنانية من مهمة الجيش اللبناني وليس من مهمة “حزب الله” والميليشيات التابعة له, مبدياً خشيته من “تعميق الجراح بيننا وبين الشعب السوري, حتى ولو ادعى الحزب أنه يقاتل التطرف المتمثل بـ”جبهة النصرة” التي تمثل جزءاً من الثورة السورية”. من جهة ثانية, أكد فتفت عدم قيام أي موفد من قبل الرئيس سعد الحريري بزيارة إلى الرابية, لا نادر الحريري ولا غيره, مشيراً إلى أن هذا الخبر عار عن الصحة تماماً. واعتبر أن الترويج لمثل هذه الأخبار من مصادر عونية هدفه الضغط على الرئيس الحريري لإحراجه, مشيراً إلى أن اللقاء الأخير بين عون ونصر الله أعطى للأول بعض المعنويات, من خلال التأكيد على استمرار التحالف بينهما, مع التأكيد بأن عون سيبقى مرشح “حزب الله” إلى رئاسة الجمهورية وأن الحزب يؤيد تعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش إذا تمكن من الحصول على تأييد ثلثي مجلس الوزراء. وختم فتفت بالقول “من المؤسف حقاً, أن يبقى العماد عون يعيش في الأوهام, مع إدراكه بأن الوقت لم يعد يعمل لصالحه

 

نصرالله وسقوط الاسد

موقع المستقبل/06 أيار/15

أراد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله طمأنة بقايا نظام بشار الأسد وملحقاته، فإذ به يؤكّد كل ما قيل عن انهيار معنويات هؤلاء تبعاً للانهيارات الميدانية شمالاً وجنوباً.

خطابه كله في واقع الحال، كان موجَّهاً إلى بشار الأسد وجماعته وليس إلى أحد غيرهم. وتعداده التفصيلي لـ»الإشاعات» الكثيرة عن أحوالهم بعد سقوط جسر الشغور وإدلب وتطوّرات المنطقة الجنوبية، وتأكيده تمسُّك إيران بهم، وتمسُّك حزبه بالقتال معهم، وحتى تمسُّك روسيا بسياساتها الداعمة لهم.. كل ذلك في حقيقة الأمر، يدلّ على أنّ نصرالله أراد رفع معنويات هؤلاء، فإذ به يقدم الدليل الأبرز على الدرك الذي بلغوه في طريقهم إلى السقوط الحتمي.

حتى حديثه عن القلمون كان تأكيداً مباشراً لمدى عمق أزمة بقايا نظام الأسد، وهو كان صادقاً عندما أشار إلى أنّ كلامه في الشتاء عن انتظار ذوبان الثلوج، جاء قبل سقوط جسر الشغور وإدلب وبصرى الشام في أيدي المعارضة وبدء الاستعداد لشيء كبير في حلب وحماه.. لكن ما سرّبه الإعلام الحربي لحزبه إلى وسائل الإعلام التي تدور في فلكه تحدَّث عن هجوم كبير في القلمون يأتي في سياق الهجوم العام من درعا جنوباً إلى حلب شمالاً ويؤمّن حسم السيطرة على كل المنطقة الممتدة من تخوم الحدود اللبنانية إلى دمشق نفسها.

اليوم القصّة تغيّرت: حتى لو أمكن لحزبه تحقيق أي شيء ميداني كبير في القلمون وبكلفة هائلة، فإنّ ذلك لن يؤثّر في شيء على سائر جبهات القتال. لذلك وَجَد نصرالله نفسه أمام أزمة كبيرة فقرَّر تحجيم التوقُّعات وتكذيب إعلامه المباشِر والحليف بنفسه.

أمّا أغرب ما في كلامه، فهو أنّه يريد من اللبنانيين أن يصدّقوا كذبة عجز الدولة عن حماية حدود لبنان مع سوريا مثلما كان حالها على الحدود مع إسرائيل. أي أنّه يذهب إلى القتال في حلب والقنيطرة ودرعا وضواحي دمشق، ويتسبَّب باستدراج الجنون الإرهابي إلى لبنان، ثمّ يقول لجيش الدولة إنّه عاجز عن حماية الحدود.. لم يعد ينقصه سوى أن يعلن الحرب على أميركا ثمّ يقول إنّ الجيش غير قادر على مواجهة أميركا.

في الواقع، إنّ القوى العسكرية والأمنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش، أثبتت أكثر من مرّة، قدرتها على حماية الحدود المحاذية لسوريا، وما على نصرالله سوى تمكين هذه القوى من القيام بما يلزم فعلياً وواقعياً. وقبل ذلك عليه الاقتناع، بأنّ شيئاً في هذا العالم لن يمنع الأسد من السقوط، وبالتالي عليه أن لا يُسقِط لبنان معه، وأن يكفّ عن جلب المصائب بالجملة، إلى الجيش والدولة واللبنانيين عموماً.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 6 نيسان 2015

الأربعاء 06 أيار 2015

النهار

قال نائب إن إقرار سلسلة الرتب والرواتب من دون تأمين الموارد الفعلية يقود البلد إلى الهاوية والإفلاس.

تبيّن أن تحديد وكالة "إرنا" الإيرانية مطلع الأسبوع الجاري لانطلاق معركة القلمون جاء دقيقاً.

لاحظ أهالي قرى جنوبية أن بلداتهم أُفرغت من شبّانها والدفعة الأخيرة منهم نُقلت صباح الأحد بسيارات "فان" مقفلة.

ردّد مسؤول في حزب مسيحي حتى صباح أمس "إن معركة القلمون وهميّة ولا يقدر حزب الله أن يقوم بها وهو يخدع الرأي العام".

لوحظ أن لجنة الأشغال العامة التي زارت مصلحة تسجيل السيارات أمس اكتفت بعقد اجتماع هناك ولم تستمع إلى شكاوى المواطنين.

السفير

فوجئت أوساط ديبلوماسية بشخصية وزارية لبنانية سيادية تبلغ شخصية غير مدنية في الخارج بدعمها لها لتبوّء موقع قيادة الجيش.

أبلغت سفارة دولة كبرى وزيرا لبنانيا أن دولة أوروبية تشارك في "اليونيفيل" وبتمويل مشاريع الحكومة اللبنانية منزعجة لحرمانها من أية عقود خاصة بتسليح الجيش.

عاد مرجع لبناني من زيارة لعاصمة دولة كبرى بانطباع مفاده أن ثمة تحولا في سياسة تلك الدولة على مستوى الاقليم.

المستقبل

يقال

إن "حزب الله" استحدث مستشفيين ميدانيين في جرود بعلبك وحجز أجنحة في أكثر من مستشفى في البقاع استعداداً لمعركة القلمون.

إن مراقبين يتساءلون عن أسباب ظهور انتقادات واسعة لإيران في صحف لبنانية ممانعة دفاعاً عن النظام السوري.

اللواء

يتابع دبلوماسيون بدقة شهادة قطب سياسي، لا سيما ما يطلقه من معلومات ووقائع "إتهامية" قد تنعكس سلباً عليه؟!

جرى تفويض شخصين فقط تناول لقاء سياسي بين "حليفين" عقد مؤخراً منعاً للشطط أو الكلام خارج المطلوب!

يوكد مسؤول رفيع غير مدني ان القوى الأمنية تخوض مواجهات صعبة جداً مع "المجموعات الارهابية" وتنجح في مهامها بأقل الخسائرالممكنة.

الأخبار

أيّ قضاء... أيّ قضاة؟

أبدى عدد من القضاة استياءهم من الاستعراض الإعلامي الذي رافق تبرع مؤسسة الوليد بن طلال لصندوق تعاضد القضاة. ولفت هؤلاء إلى أن العيوب تبدأ من الحفلة العلنية لعمل لا ينبغي أن يكون معلناً، لتشمل قول رئيس مجلس شورى الدولة لوزير العدل: "بتمون معالي الوزير"! للتحدث باسم القضاة، وصولاً إلى "حالة الارتياب" التي صار ممكناً طرحها في وجه أي قاض يستفيد من الصندوق في حال كان في مواجهة قضائية مع الوزيرة ليلى الصلح أو مؤسسة الوليد.

سعودي في رومية

يحاول رجل أعمال سعودي شراء العقار 2941 في منطقة رومية في المتن، والذي تبلغ مساحته 50 ألف متر مربع. وقد بدأت مساع جدية لوقف عملية البيع.

موسى أبو مرزوق في بيروت

وصل الى بيروت أمس عضوا المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق وعماد العلمي (المعروف بتأييده لإعادة تحسين العلاقات مع إيران). والتقى أبو مرزوق مسؤول الساحة اللبنانية في حركة فتح عزام الأحمد، وبحثا في شأن المصالحة الفلسطينية.

ممنوع "الحكي" مع "الأخبار"

عمّمت حركة فتح، بعد اجتماع عقدته قياداتها في السفارة الفلسطينية في بيروت، على قيادييها وعناصرها عدم الإدلاء بأي تصريح الى جريدة "الأخبار". ورأى المجتمعون أن انتقاد "الأخبار" للسلطة الفلسطينية ولرئيسها محمود عباس "أمر لم يعد مقبولاً السكوت عنه"، بحسب مصادر في الحركة. كذلك شكت قيادات من الحركة لرئيس فرع استخبارات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، من أداء الصحيفة التي "تشنّ حملة على المخيمات".

الجمهورية

إعتبرت قيادات فلسطينيّة أنّ الإجراءات الأمنية الأخيرة التي شملت مطلوبين في صيدا وعبرا تؤكد وجود ضوء أخضر خارجي داعم لهذه الإجراءات، حتى ولو اقتضت الضرورة، داخل المخيّم.

قالت أوساط وزارية إنّ اللاتمديد واللاتعيين لا ينسحبا على قيادة الجيش المرتبط وضعها بالانتخابات الرئاسية، حيث أنّ التمديد سيبقى سيّد الموقف حتى انتهاء الشغور.

قالت مصادر مشاركة في الحوار إنّ البيان الأخير أقفل الباب على الكلام المتصل بالإستقالة من الحكومة تحت أيّ عنوان.

نوّه مرجع ديني بدور مرجع حكومي وإصراره على التذكير في كلّ مناسبة بضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية

البناء

استبعدت أوساط قوى 14 آذار إنجاز الاستحقاق الرئاسي في المدى المنظور بالرغم من علوّ الصراخ وتوالي النداءات للبطريرك الماروني بشارة الراعي وغيره من القيادات الروحية والسياسية اللبنانية وحركة الموفدين العرب والأجانب وتشديد الجميع على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن. معتبرة أنّ هذا "الصخب" يهدف إلى إبقاء الاستحقاق المذكور حاضراً في الأذهان لا أكثر ولا أقلّ، بانتظار حصول التسويات الكبرى الدولية الإقليمية، التي يبدو أنها لا تزال بعيدة..

 

المطارنة الموارنة: لتحزم الكتل أمرها وتحترم الدستور وتنتخب رئيسا

الأربعاء 06 أيار 2015 /وطنية - عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وقد تدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الإجتماع أصدر المطارنة بيانا تلاه امين سر البطريركية الخوري رفيق الورشا، هنأ فيه الآباء البطريرك الراعي على زيارته الأخيرة الى العاصمة الفرنسية، حيث احتفل بتدشين مركز المطرانية المارونية الجديدة في Meudon، وبمرور مئة سنة على الوجود الماروني الراعوي في شارع D'Ulm، وعلى لقاءاته الرسمية مع كل من رئيس الجمهورية الفرنسية فرنسوا هولاند، ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، وقد أبديا استعدادهما لمتابعة دعم لبنان على الصعد كافة، ورئاسة مجلس أساقفة فرنسا من أجل مزيد من التعاون على الصعيد الشركة الكنسية، وهيئة منظمة الأونيسكو حيث ألقى محاضرة عن "الوجود المسيحي في الشرق الأوسط ودوره في تعزيز ثقافة السلام". وأعرب الآباء عن "قلقهم جراء اتساع دائرة الصراع المذهبي في العالم العربي وبدء ترسمه جغرافيا بشكل ينبئ بمستقبل غامض، كأن التاريخ يعيد نفسه وشعوب هذه المنطقة لم تستفد من دروس الماضي، إذ بها تهدم بيدها ما حباها الله من استقرار ونمو، وما حققته على صعيد التفاعل بين مكوناتها". واعتبر الآباء "أن التطورات الخطيرة المحيطة بلبنان، والاهتمام الدولي بلبنان لما له من دور على مستوى الاستقرار في المنطقة ونموذجية التنوع الثقافي والديني في المجتمع الواحد، تحث كلها على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، حتى لا يبقى لبنان مبتور الرأس فلا يقوى على مواجهة المستقبل، ولكي تسلم الجمهورية. إن الكتل السياسية والنيابية مدعوة إلى حزم أمرها في هذا الشأن، وإلى استشعار المسؤولية الخطيرة التي يحملها المسؤولون السياسيون أمام التاريخ، بدل إلقاء التهم بعضهم على بعض، والرهان على الأحداث الجارية في المنطقة، وإلا غدا لبنان كسفينة ضائعة في مهب الريح اتجاه لها ولا قبطان".

وتساءلوا "بقلق عن خلفيات بعض السياسات المنتهجة في ملفات حيوية معينة، والمقصود منها غامض. وهم يقلقون من محاولة البعض الاستفادة من الأجواء الراهنة لتمرير قضايا تمس خصوصية لبنان الميثاقية. يبدو في ذلك كأن لبنان دولة خاضعة لأمزجة البعض ومصالحهم، أو لحسابات البعض الآخر، أو هو رهين التقلبات السياسية. ألا يذكرنا زمن الحرب بما أنتجته تصرفات مماثلة؟".

وحيوا "الإنجازات التي يحققها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها لبنان، وخصوصا على صعيد الخطة الأمنية والضربات الاستباقية لقوى الإرهاب. وهم يثمنون الدعم السياسي الذي يعطى لها، والتفاف المواطنين حولها. ويتطلعون أيضا إلى اليوم الذي سيعود فيه العسكريون المأسورون لدى التنظيمات المتطرفة إلى ذويهم سالمين". ودعا الآباء "في مستهل شهر ايار المكرس لإكرام السيدة العذراء، أبناءهم الى إحيائه بالتقوى والتقشف والتوبة، وعمل الخير ومساعدة المحتاجين، سائلين الله بشفاعتها أن يسكب نعمه عليهم وعلى عيالهم، وينعم بالسلام على وطننا وسائر أوطان هذه المنطقة المعذبة".

 

حزب البوط» (السرمية أو الحذاء)

حسان حيدر/الحياة/07 أيار/15

في عز ازدهار الحركات والأحزاب القومية واليسارية في خمسينات وستينات القرن الماضي، ثم مع اشتداد عود تنظيمات المقاومة الفلسطينية في السبعينات، كان معظم ملصقات الدعاية السياسية يحمل شعارات تدعو الى «تحرير» الشعوب، عربية وسواها، بالقوة و «العنف الثوري»، من «الاستعمار» ومن «التبعية» للغرب الذي كان يُرمز إليه برسوم لحذاء عسكري (بوط) أسود يطأ خرائط أو جماهير مفزوعة، مجسداً «القوة الغاشمة» التي ترزح تحتها دول لم تنل استقلالها بعد، أو أنظمة لا تتطابق سياساتها مع مفاهيم الحزب أو التنظيم صاحب الدعوة. ومن بين هذه الأحزاب، كان «البعث» أشهر من استخدم، منذ نشأته في أواخر الأربعينات، لغة تمجيد العنف، وحرّض على استخدامه وسيلة للوصول إلى السلطة، وهو ما تحقق له بسلسلة من الانقلابات العسكرية الدامية في سورية والعراق، لا يزال هذان البلدان يعانيان من ذيولها حتى الآن، بل تشمل المعاناة دولاً أخرى شاء حظها العاثر أن تكون قريبة منهما، مثل لبنان والكويت.

ولم يكن تركيز «البعث» على تجنيد ضباط الجيش وليد الصدفة، بل اعتُمد لاقتناع قادة الحزب، بشقيه السوري والعراقي، بأن الإمساك بالجيش يختصر المراحل ويقصر الزمن اللازم للاستيلاء على الحكم وتحقيق «الوحدة والحرية والاشتراكية». وكانت قناعات القيادة نفسها وراء التراتبية في شعار الحزب هذا، إذ تأتي الحرية لاحقة على الوحدة ورهن تحققها أولاً. وبما أن الوحدة «البعثية» المنشودة لم تنجز، بل فشلت محاولتها الوحيدة فشلاً ذريعاً، ظلت «الحرية» قيد الانتظار، ولا تزال.

ومع الوقت، نجح «البعثيون» في تحويل الشعوب التي حكموها، مع اختلاف المدد الزمنية، إلى شعوب خاضعة لـ «البوط» العسكري نفسه الذي كانوا يدعون الى تخليصها منه. وصارت أجهزة الأمن والاستخبارات الوسيط الوحيد بين الحكام والناس، وحُكمها المعيار الإلزامي لـ «الوطنية» والولاء، ورضاها المسار الضروري لطالب الوظيفة والارتقاء الاجتماعي والمالي. وكان مصير الذين يفشلون في «الامتحان الوطني العام» الإعدام أو السحل أو الإخفاء أو السجن الذي يُسامون فيه صنوف التعذيب ولا يخرجون منه سوى إلى القبر. ويواكب الدعس بـ «بوط» المحققين والسجانين كل هذه الحالات. ولاحقاً انضمت طهران، «الثورية» هي الأخرى، إلى «حزب البوط»، داخلياً وخارجياً. لكنها قسمت نفسها بين معاد متشدد له في العراق ومؤيد صلب له في سورية. فتحولت جزمة صدام العسكرية السوداء عندها الى «عدو» وجزمة بشار العسكرية السوداء الى «صديق». ثم أشرفت، بعد دور أميركي فذّ في بلاد الرافدين، على مرحلة انتقالية انتهت بتعميم «البوط» نفسه في العراق وسورية، بعدما تولى «حزب الله» فرض نموذج مشابه في لبنان، وألحق بسواده ملابسَ مقاتليه الذين انتشروا في العاصمة بيروت.

ولم يكن غريبا إذن، أن تعمد مذيعة من المنتمين الى معسكر «الممانعة» والمؤمنين بغلبته، بعدما ورثت إيران «البعثيْن» وتولّت قيادته، الى تقبيل جزمة جندي نظامي سوري، على ما عرّفتها وهي تعانقها بشغف، على شاشة التلفزيون الحكومي السوري، مؤكدة أن «هذه الجزمة أهم عندي من كل شيء»، بعدما استأذنت رمزي معسكرها «السيد حسن وأخونا بشار». إنه «البوط» وجمهوره، فهو إذ يدوس الرقبة، يصبح قريباً جداً من الشفتين.

 

امانة 14 آذار:الحرائق المتوقعة عند حدود لبنان لا يحميه منها سوى قواته العسكرية الشرعية بقيادة الجيش

الأربعاء 06 أيار 2015/وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الأسبوعي الدوري في مقرها في الأشرفية، برئاسة الأمين العام الدكتور فارس سعيد، في حضور: مصطفى علوش، آدي ابي اللمع، ساسين ساسين، الياس ابو عاصي، الياس الزغبي، ايلي محفوض، هرار هوفيفيان، وليد فخر الدين، ونادي غصن.

البيان

وتم البحث في الأوضاع المحلية والإقليمية، وصدر عن المجتمعين بيان تلاه الدكتور سعيد ومما جاء فيه: "ناقش المجتمعون الأوضاع الوطنية العامة في البلاد، ولا سيما في خصوص المراوحة الداخلية غير المسؤولة إزاء استحقاقات كبرى من مثل شغور موقع رئاسة الجمهورية، فيما تتطور أحداث المنطقة من حولنا بطريقة دراماتيكية متسارعة لا يحق لنا النظر إليها من شرفة المراقب البعيد وغير المعني.

وتوقف المجتمعون مليا أمام الأجواء المشحونة بأخبار وتوقعات وتكهنات وسيناريوهات حول منطقة القلمون المحاذية للحدود اللبنانية الشرقية، بعنوان "قلمون 2"، بعدما ذاب الثلج وظهر "مرج قلمون 1".

وأيا تكن التطورات المقبلة، فإنها لن تكون سوى مزيد من الشيء نفسه الذي رأيناه سابقا مما ورَّط لبنان في ما لا ينبغي أن يتورَّط فيه، ومما لا ينفع معه قول "لو كنت أعلم".

وعليه ترى الأمانة العامة لقوى 14 آذار، وأكثر من أي وقت مضى، أن ما يمكن أن يحدث من حرائق عند حدود لبنان الشرعية لا يحميه منها ولا يدافع عنه سوى قواته العسكرية الشرعية بقيادة الجيش وحده وجنوده وضباطه البواسل. إن الشرعية اللبنانية جزء من الشرعية العربية، التي هي بدورها جزء من الشرعية الدولية، وفي هذا الإطار وحده ينبغي التصرف. أما تدخل أي قوة محلية لبنانية، من خارج الدولة، وتحت أي ذريعة، فلن يكون إلا مصدر تهديد للجيش نفسه وللمجتمع اللبناني بأكمله".

وعن التخوف من عودة مسلسل الإغتيالات الى لبنان، قال سعيد: "بعد ورود معلومات عن محاولة لإغتيال السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري تلقت قيادات 14 آذار تحذيرات وإتخذت تدابير أمنية"، مؤكدا أن "المرحلة خطيرة وأمنية بامتياز والكلام الذي صدر عن الامين العام ل"حزب الله" البارحة كلام يذهب في هذا الإتجاه وأخطر ما قاله "إن الدولة اللبنانية عاجزة عن حماية لبنان" وبالتالي يتولى هو حماية البلد بقواه الذاتية وهذا يفسح المجال أمام مغامرات إضافة إلى الشلل التي تعانيه المؤسسات السياسية اللبنانية ووصف الأمين العام ل"حزب الله" بأن الشلل يطاول المؤسسة العسكرية يعني أن البلد مفتوح على كل الإحتمالات الأمنية ونحن نؤكد أن ليس هناك شلل في المؤسسة العسكرية وأن الجيش بما يمثل من شرعية عسكرية لبنانية هو الوحيد الموكل حماية لبنان".

 

جعجع لنصر الله: من كلفك بشن حروب دفاعية باسم اللبنانيين؟

الأربعاء 06 أيار 2015 /وطنية - رد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على الكلام الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر "تويتر"، فكتب:"نصرالله: حروبنا دفاعية من صنعاء الى القلمون... فتشت طويلا في خارطة لبنان فلم أجد أي قرية على الحدود تدعى صنعاء أو أي قرية تدعى القلمون، وجدت فقط بلدة القلمون قرب طرابلس والتي تقع في عمق الأراضي اللبنانية وليس على الحدود". وسأل:"هل يستطيع أحد أن يفسر لي عن أي حروب دفاعية تكلم السيد نصرالله؟ وبكافة الأحوال من كلفه بشن حروب دفاعية باسم اللبنانيين؟"

 

جعجع التقى غطاس خوري : نظام الأسد بات يعيش على التنفس الاصطناعي

الأربعاء 06 أيار 2015 /وطنية - جدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التأكيد "أن القوات تسعى جاهدة الى جانب التيار الوطني الحر لوضع قانوني الانتخابات واستعادة الجنسية على رأس جدول أعمال أول جلسة تشريعية لأنه ليس من ضرورة ملحة أكثر من هذه."

واذ طمأن "على استقرار البلاد من الناحية الأمنية على الرغم من كل الصعوبات التي نمر بها من عدم انتخاب رئيس جمهورية جديد ووجود حكومة مشلولة ومجلس نيابي معطل"، لفت جعجع "الى أن قرار التغيير هو بيد الشعب اللبناني في أول انتخابات نيابية تحصل بعد انتخاب رئيس للجمهورية". وشدد على انه "لا خوف على مصير المسيحيين في لبنان بخلاف ما يحاول البعض تسويقه، لا تخافوا ولا تدعوا أحدا يزرع الخوف في نفوسكم لقد مر علينا عبر التاريخ ما هو أسوأ بآلاف المرات من الذي نعيشه ولكن أجدادنا صمدوا وقاوموا، ونحن أيضا سنقاوم ونصمد". ورأى ان "نظام بشار الأسد في سوريا بات يعيش على التنفس الاصطناعي، فبشار الأسد لم يعد بإمكانه البقاء في سوريا، النظام انتهى ولكن الأزمة في سوريا دخلت للأسف في معادلات إقليمية ودولية كبيرة".

كلام جعجع جاء خلال استقباله في معراب وفدا من أهالي حوش الأمراء في زحلة برئاسة المختار جوزف مزرعاني زاره لشكره على الجهود التي قام بها رئيس القوات لمنع إقامة معمل الإسمنت في زحلة، في حضور منسق منطقة زحلة في القوات ميشال تنوري، حيث قال جعجع:"ان زحلة هي مدينة المقاومة بامتياز، وبالفعل قاومت مشروع إقامة معمل الإسمنت الذي يضر بالمنطقة بيئيا، صحيا، تجاريا وسياحيا وعلى المستويات كافة، كما قاومت الاحتلال السوري"، مؤكدا ان "القوات دعمت دون تردد قرار أهالي زحلة الذين أجمع أكثريتهم على رفض هذا المشروع". وشدد جعجع على أن "حزب القوات يقف دوما الى جانب مطالب الأهالي وقضاياهم المحقة أينما كان في لبنان، سواء في زحلة أو مؤخرا في كسروان حيث يدعم حزب القوات الأهالي في تحركهم ضد تلوث معمل الزوق الحراري والأمراض السرطانية التي يسببها للسكان". وجدد التأكيد "أن القوات اللبنانية تسعى جاهدة الى جانب التيار الوطني الحر لوضع قانوني الانتخابات واستعادة الجنسية على رأس جدول أعمل أول جلسة تشريعية لأنه ليس من ضرورة ملحة أكثر من هذه."

وطمأن الوفد "على استقرار البلاد من الناحية الأمنية على الرغم من كل الصعوبات التي نمر بها من عدم انتخاب رئيس جمهورية جديد ووجود حكومة مشلولة ومجلس نيابي معطل"، داعيا الجميع "الى الصمود والصبر لتخطي المرحلة الحالية".

ولفت الى أن "قرار التغيير هو بيد الشعب اللبناني في أول انتخابات نيابية تحصل بعد انتخاب رئيس للجمهورية"، مشددا على انه "لا خوف على مصير المسيحيين في هذا الشرق بخلاف ما يحاول البعض تسويقه، لا تخافوا ولا تدعوا أحدا يزرع الخوف في نفوسكم، لقد مر علينا عبر التاريخ ما هو أسوأ بآلاف المرات من الذي نعيشه ولكن أجدادنا صمدوا وقاوموا ونحن أيضا سنقاوم ونصمد"، مذكرا أن مقولة "المسيحيون باتوا أقلية" هي دعاية قام بتسويقها عهد الوصاية السورية في لبنان ولا يزال أتباع النظام السوري في لبنان يسوقونها حتى الآن لتخويف المسيحيين". ورأى ان "نظام بشار الأسد في سوريا بات يعيش على التنفس الاصطناعي، فبشار الأسد لم يعد بإمكانه البقاء في سوريا، النظام انتهى ولكن الأزمة في سوريا دخلت للأسف في معادلات إقليمية ودولية كبيرة".

خوري

من جهة ثانية، عرض جعجع مع مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة، في حضور رئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات ملحم الرياشي.

 

ريفي استقبل قهوجي وعرضا المستجدات على الساحة الأمنية

الأربعاء 06 أيار 2015 /وطنية - إستقبل وزير العدل اللواء أشرف ريفي في مكتبه قائد الجيش العماد جان قهوجي، وتداولا الأوضاع العامة في البلاد وآخر المستجدات على الساحة الأمنية.

 

قاووق: كل من ينكر التهديد التكفيري للبنان هو متهم

الأربعاء 06 أيار 2015 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد مرتضى الشيخ علي يوسف في حسينية بلدة الشهابية الجنوبية، أن "حزب الله من موقع المسؤولية الوطنية سيواجه الإرهاب التكفيري في جرود القلمون وجرود عرسال، لأننا نريد أن نحمي وطننا وأهلنا، وسنكمل انتصارات المقاومة ضد التكفيريين الإرهابيين، ولن تكون نتيجة المعركة القادمة إلا الانتصار الجديد للبنان".

وشدد على أن "الإرهاب التكفيري بات حقيقة قائمة تهدد لبنان، ففي البداية كان البعض في لبنان ينكر وجود داعش والقاعدة والنصرة فيه، ولكن اليوم باتت الصورة واضحة بعد خطف هؤلاء العسكريين اللبنانيين، ويعملون على ابتزاز لبنان، ويذبحون الجنود، ويحتلون جرود عرسال وبعض الأراضي اللبنانية، ويرسلون السيارات المفخخة والصواريخ إلى المدن والقرى في البقاع، فهذا عدوان على كل السيادة والكرامة في لبنان، وتهديد متواصل لكل اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم ومناطقهم وأحزابهم".

اضاف :"لا يمكن لأحد أن ينكر وجود هذا التهديد والخطر القائم، فكل من يجد نفسه غير مستهدف من الإرهاب التكفيري فليتهم نفسه، وكل من ينكر وجود تهديد تكفيري للبنان واحتلال داعش والنصرة لأراضيه في جرود عرسال، وقتلهم أبناءنا في الجيش اللبناني، وإرسالهم السيارات المفخخة إلى المناطق اللبنانية فهو متهم"، مشددا على أنه "لا يمكن بعد اليوم تجاهل حقيقة العدوان التكفيري على كل لبنان واللبنانيين، فمن يتنكر لهذه الحقيقة إنما يفضح نفسه وهو عندنا متهم، ونحن لم نكن لننتظر إعترافا من بعض القوى في لبنان بوجود هذا الخطر حتى نبادر إلى مواجهته، فالمسؤولية الوطنية التي فرضت علينا مواجهة المحتل الإسرائيلي تفرض علينا اليوم مواجهة المحتل التكفيري".

ورأى قاووق أن "الخطر الذي يهدد العراق وسوريا ولبنان واليمن هو واحد، ولكن الفرق أن الإرهاب التكفيري يقاتل في سوريا ولبنان والعراق بالوكالة، والعدوان في اليمن بالأصالة"، مشيرا إلى أن "الأقنعة قد سقطت وتكشفت الحقائق، فليست الحرب على اليمن عربية فارسية، ولا سنية شيعية، بل هي حرب الأحقاد والفتن والتكفير ضد إرادة الشعب اليمني العربي المسلم".

ولفت إلى أن "الطائرات السعودية تلقي بالسلاح لداعش والقاعدة المتواجدين في اليمن من أجل قتل الشعب البريء، وتقصف كل شيء فيها إلا مواقع ومراكز التكفيريين من القاعدة وداعش "، مشددا على أن "المجازر التي ارتكبت بحق الأطفال الأبرياء في اليمن صدمت الدنيا والعالم بأسره، لأن سيل الدم الذي سقط قد تجاوز عدد الأطفال والشهداء في مجازر قانا وغزة والشجاعية".

واشار إلى أن "النظام السعودي يقصف بالأسلحة المحرمة الأحياء السكنية في اليمن كما قصفت إسرائيل بالأسلحة المحرمة جنوب لبنان وغزة"، مؤكدا أن "النظام السعودي خسر المعركة في اليمن على المستوى الأخلاقي والإنساني والعسكري والميداني".

 

لفت إلى أنّ الأمين العام لـ «حزب الله» يتصرّف كقائد الحركة الحوثية ويؤكد أنّ «الدولة مشطوبة من عقله»

الحريري يلتقي هولاند ويرفض زجّ لبنان بالقلمون

المستقبل/06 أيار/15

بين المحادثات التي عقدها مع الرئيس الفرنسي في الرياض وتناولت دعم الجيش والقوى الأمنية، و«الثلاثية» الوطنية التي رسمها تأكيداً على كون لبنان «حكومةً وجيشاً وأكثريةً شعبية» غير معنيّ بمعارك القلمون ولا يتحمّل تبعات التورّط فيها.. تصدّر الرئيس سعد الحريري أمس المشهد الوطني المسؤول عن تعزيز مقدّرات الدولة وتمتين أواصر حيادها وسلامة أبنائها في مقابل كل محاولات الزجّ باللبنانيين في أتون حرب «يتحمّل «حزب الله» منفرداً تبعات التورط فيها خدمةً للأجندة العسكرية لبشار الأسد». الحريري توجّه بجملة «أسئلة تحذيرية لكل المهلّلين لحرب القلمون والمشاركين بتغطيتها» تطرح علامات استفهام حول الجهة التي «يمكن أن تضمن سلامة العسكريين المخطوفين في حال مشاركة جهة لبنانية في هذه المعركة»، وحول ارتدادات هذه المشاركة على القرى الحدودية اللبنانية، ومحاذير منح هذه الجهة بتدخلّها العسكري داخل سوريا الحجّة للتنظيمات السورية للقتال داخل لبنان والقيام بأعمال حريبة توقع القتلى في صفوف اللبنانيين، وسط تشديده في هذا المجال على أنّ «حزب الله شريك مباشر في الجريمة التي يحشد في القلمون لاستقدامها إلى لبنان والعمل على زجّ القرى البقاعية الحدودية بها».

وفي سياق مؤكد لظنّ الحريري بـ«حزب الله» لناحية أنه «كالعادة لن يسمع نصيحة الشركاء في الوطن وسيضرب بعرض الحائط مرة أخرى التحذيرات اللبنانية من استدعاء الحرائق السورية الى الداخل اللبناني»، جاءت إطلالة أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله مساء أمس لكي «يبشّر» اللبنانيين بإصراره على جرّهم إلى مستنقع القلمون الدموي مستخدماً في محاولة تبرير هذا الإصرار والإمعان في خطف القرار الوطني جملة نعوت مهشّمة لقدرات ومعنويات القوى العسكرية والأمنية الرسمية، ولكيان الدولة عموماً من خلال وصفها بالعاجزة، الأمر الذي سارع الرئيس الحريري إلى الرد عليه بلفت الانتباه إلى أنّ «مصلحة لبنان باتت في آخر السطر من تحاليل السيد حسن والأمر المؤكد أنّ الدولة في لبنان مشطوبة من عقله»، مشيراً في هذا الإطار إلى أنّ نصرالله «يتعامل مع الحدود اللبنانية جنوباً وشرقاً وبقاعاً وشمالاً، كأراضٍ مملوكة لحزب الله يتحرك فيها على هواه ويبيع ويشتري الحروب كما يشاء». وتوجّه إليه بالقول: «أنت تكلّف نفسك بمهمة لا أخلاقية ولا وطنية ولا دينية وتتلاعب بمصير لبنان على حافة الهاوية».

لقاء هولاند

بالعودة إلى لقاء الرياض، فقد استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبل ظهر أمس الرئيس الحريري في مقر إقامته في قصر الملك سعود للضيافة في حضور وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس وأعضاء من الوفد الفرنسي المرافق .وأوضح المكتب الاعلامي للحريري أنّ البحث تناول خلال اللقاء تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة ومسألة تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة الفرنسية من الهبة السعودية المقدمة إلى لبنان لتقوية ودعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية الشرعية .كما تطرّق البحث إلى سبل مساعدة لبنان في مواجهة الأعباء الناتجة عن أزمة اللاجئين السوريين وتكثيف الجهود الدولية المبذولة لحلّ الأزمة السورية ولوضع حد لمعاناة الشعب السوري.

نصرالله مدعوّ «لساعة وعي»

وبُعيد الخطاب المتلفز لأمين عام «حزب الله» الذي استكمل فيه مسلسل إغراق لبنان في بؤرة الكراهية للعرب محرضاّ فيه ضدّ المملكة العربية السعودية وجهودها الرامية إلى رعاية حوار يمني وطني ينهي الأزمة بين اليمنيين، ردّ الرئيس الحريري على هذا الخطاب فلاحظ في سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر« أنّ «السيد نصرالله يتعامل مع عاصفة الحزم باعتبارها هزيمة شخصية له وللمشروع الإيراني في اليمن»، وقال: «إنه يتناول الموضوع اليمني كما لو كان يتحدث عن الضاحية أو النبطية ويتصرف كما لو أنه القائد الفعلي للحركة الحوثية«، لافتاً إلى أنّ «الاهتمام المثير لنصر الله بالملف اليمني، يؤكد المتداول من أنّ إيران كلّفته شخصياً منذ سنوات مسؤولية رعاية التنظيم الحوثي المسمى أنصار الله، وهو مسؤول عن الخدمات الايرانية الأمنية والسياسية في اليمن».

وفي معرض الإعراب عن الأسف لكون نصرالله يضع «مصلحة لبنان بنداً أخيراً في اهتماماته، بعد مصالح إيران في اليمن والعراق وسوريا»، رأى الحريري أنّ «مصلحة لبنان باتت في آخر السطر من تحاليل السيد حسن والأمر المؤكد أنّ الدولة في لبنان مشطوبة من عقله، فلا مكان للجيش والحكومة والمؤسسات، و«حزب الله» هو البديل عنها وسيقوم مقامها في الذهاب إلى الحرب في القلمون«، مشيراً إلى أنّ «السيد حسن يتعامل مع الحدود اللبنانية جنوباً وشرقاً وبقاعاً وشمالاً، كأراضٍ مملوكة لـ»حزب الله» يتحرك فيها على هواه ويبيع ويشتري الحروب كما يشاء».

وأضاف الرئيس الحريري: «يقول نصر الله إنّ الذهاب إلى حرب القلمون أمر محسوم، وهو من يرسم حدود العملية وزمانها ومساحتها لأنها تكليف أخلاقي ووطني وديني، ونحن نقول للسيد حسن أنت تكلف نفسك بمهمة لا أخلاقية ولا وطنية ولا دينية. أنت تتلاعب بمصير لبنان على حافة الهاوية». وختم ردّه بالقول: «إذا كان نصر الله يخشى من مخطط أميركي لتقسيم البلدان العربية، فليُعلن الانسحاب من الحروب الأهلية العربية ومن النزاعات في اليمن والعراق وسوريا»، متسائلاً: «أليس هو شريكاً في تلك الحروب ويعد الشعب السوري بالمزيد منها؟! لقد آن الاوان بساعة للوعي يا سيد».

مقتل قياديين في «حزب الله»

ميدانياً، اندلعت أمس اشتباكات مسلّحة عنيفة بين مقاتلين من «حزب الله» وآخرين من الفصائل المعارضة السورية عند الجبهة الحدودية المحاذية لبلدتي بريتال والطفيل البقاعيتين، وبينما واكبت قناة «المنار» التابعة للحزب المعركة ببث أخبار تتحدث عن تدمير 5 آليات للمسلحين السوريين وقتل 12 منهم، نقلت وكالات الأنباء وبعض شبكات التلفزة العالمية معلومات تؤكد مقتل القيادي في «حزب الله» على جبهة القلمون علي خليل عليان الملقّب (أبو حسين ساجد) وهو من بلدة قلاويه الجنوبية بالإضافة إلى مقتل 10 عناصر من الحزب أثناء محاولتهم التسلل في جرود الجبة في القلمون الغربي.

إلى ذلك أعلنت مواقع المعارضة السورية تشكيل ما أسمته «جيش الفتح في القلمون» المؤلف من مختلف الفصائل الثورية المنتشرة في المنطقة بريف دمشق الشمالي، وأفادت هذه المواقع في وقت لاحق عن مقتل قيادي آخر في «حزب الله» يدعى توفيق نجار بعد ساعات من استلامه عمليات الحزب في القلمون خلفاً لعليّان، موضحةً أنّ نجار قضى بنيران «جيش الفتح» خلال محاولته على رأس مجموعة تابعة لـ»حزب الله» التقدم في منطقة جرود بريتال.

 

ما يسمعه زائر واشنطن حول لبنان والمسيحيين.. «عدم مبالاة» تتجنب المقايضة الرئاسيّة مع إيران وتـستغـرب مفـهـوم «الرئـيس القوي»

واشنطن ـ سيمون ابو فاضل/06 أيار/15

 لا يسمع زائر واشنطن كلاما يدل على ان ثمة اهتمام ولو عادي بالملف اللبناني الموجود حاليا في الأدراج، اذ لا رغبة حاليا في تحريكه او إنعاشه طالما، انه يتأثر بتداعيات ازمة المنطقة وتحديدا بالصراع القائم بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين الجمهورية الإيرانية الاسلامية، وبوضوح لا تميل واشنطن لإظهاره ولا تريد ان تقارب الاستحقاق الرئاسي لئلا تقع في فخ استدراج العروض الإيرانية لها وتدخل في مقايضات لا تريدها حاليا، لذلك من الأفضل عدم تحريك الملف اللبناني بتناقضاته وتشعباته حاليا، طالما الاهتمامات الأولية موزعة بالتساوي على كل من اليمن، سوريا، المواجهة «الفاترة» لـ«داعش» في ظل التحضير للقاء الرئيس الأميركي باراك اوباما بقادة دول مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد الذي يعقد بين 13و15ايار، سيما انه يجري على وقع عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية في اليمن لمواجهة التمدد الإيراني على ارض الإقليم العربي، بحيث ان هذه الخطوة وفق حسابات السعودية على ما هو الكلام في واشنطن من شأنه ان يدفع بالرئيس اوباما الى فرملة اندفاعته تجاه ايران وعدم التساهل معها في الاتفاق النووي الغامض البنود حتى حينه، وكذلك لضبط تمددها في المنطقة، مستندا هذا الجانب العربي على التحرك العسكري «العربي -السني» الموحد الذي فرض واقعا جديدا على واشنطن التوقف أمامه وأخذه بعين الواقع، لا سيما ان دول مجلس التعاون هي في منظومة دول التحالف الى جانب واشنطن التي تقاتل «داعش».

ويفسر عدم الاهتمام الأميركي بالملف اللبناني من خلال عدم رغبة المسؤولين في الادارة الأميركية لقاء اي سياسي لبناني كما تسمع ولا سيما المعنيين مباشرة في الاستحقاق الرئاسي او ممن هم في فريق عملهم من الذين التقوا مسؤولين اميركيين بعد وصولهم الى واشنطن وإجراء اتصالات ولقاءات ميدانية غير مبرمجة سابقا كان لا بد منها لكونهم تواجدو في العاصمة الأميركية لعدة اسباب او مهام لها صلة بموقعهم السياسي، وقد جاءت زيارة رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري المطولة الى واشنطن في ظل القرار الأميركي هذا لتلقي الضوء على الملف اللبناني في ضوء عدم التعديل في الاولويات المبرمجة والمرتبطة بأزمات وصراعات المنطقة.

ولكن هذا الاهتمام البارد للملف اللبناني لدى واشنطن على ما يتبين للزائر لا يلغي دقة وعمق معرفة المسؤولين المتابعين لهذا الملف بأدق التفاصيل الى حد معرفة بعضهم بواقع «كل بلدية والاستقالات التي تشهدها»، الا ان الحرص الأميركي والاهتمام العالي بالمؤسسات العسكرية والأمنية على ما تعلن الولايات المتحدة ومسؤوليها في كافة اللقاءات وتترجمها بتقديم الدعم للجيش اللبناني، فان اتفاق الطائف يحصل على حيّز واقع من الاهتمام الأميركي عند كافة المسؤولين في لقاءاتهم المغلقة ام من خلال تلك المعلنة على ما جاء في كلمة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى لوريس سيلفرمان في الذكرى العاشرة لثورة الأرز في الكونغرس اذ ان هذا الدبلوماسي شكل مؤخراً «محجا» لمعظم زوار واشنطن الهادفين لاستيضاح اخر تطورات الملف اللبناني ومصير الاستحقاق الرئاسي، اذ هي المرة الاولى التي يتم الإعلان بهذا الشكل عن دعم واشنطن للطائف في موازاة الرغبة بتعديله وطرح نظام سياسي جديد من قبل عدد من الفرقاء اللبنانيين في محور 8 اذار، الى جانب تكرارها بموقفها المطالب لمجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية وتأكيد دعمها للقرارات الدولية.

اما فيما خص المسيحيين دورا وحضورا ومستقبلا على ما يتضح للزائر، فان ثمة امر أساسي قد تغير تجاه واقعهم على خلفية تفاقم الصراع المذهبي السني - الشيعي وذوبان هذه الشريحة في هذا المدى الكامن على بركان غير قابلة ناره للانحسار حاليا، لكون دينامية التطرف المذهبي لا يمكن ضبط تناميه في ظل غياب رؤية لمصير المنطقة تأتي نتاج تفاهم المحورين المذهبين المتصارعين بعنف، ولذلك فانه على المسيحيين في داخل لبنان وخارجه الصمود حتى انجلاء هذه الموجة من الصراع ومن التطرف وتداعياته على كل شعوبها من كافة الطوائف، فالمسيحيين والتنوع الذي يجدونه في المنطقة امر جيد و«ليس اكثر» ما يقال عنه، كما ان الحركة المسيحية اللبنانية الحوارية والضوضاء الناتجة عنها على اعتبار ان التفاهم على الرؤية الموحدة خطوة جيدة لصالحهم هو امر لا يصل حكما الى واشنطن ولا يشكل محور اهتمام لها اذ ان كل تفاهم بين اي أطراف عامل إيجابي، وهي كذلك لا تتوقف امام قوة الرئيس اللبناني مسيحيا ام سياسيا، متجاوزة بذلك هذا «السجال» الداخلي فرئيس البلاد هو رئيس المؤسسات وجميع الطوائف.

وعن دور حزب الله تسمع في واشنطن عملا بأسلوبها البراغماتي، انه فريق يمثل شريحة لبنانية وموقفها منه لم يتغّير ومصيره مرتبط بالتسوية الإقليمية وقرار ايران الذي طلبت منه مهمات خارج الحدود حيث يقاتل في سوريا، وان الرئيس الحريري أطلعها على حوار تيار المستقبل معه على قاعدة تهدئة الوضع في لبنان واستيعاب تداعيات ازمة المنطقة خصوصا بعد انخراط حزب الله فيها وانعكاسات هذه الخطوة على الداخل اللبناني، حيث ان العاصمة الأميركية لا تبدي اعتراضا على هذا الحوار كخيار لبناني لحماية لبنان، وهي شجعت الحريري على المضي به.

لكن ثمة كلام آخر وفي مكان آخر عن حزب الله، بحيث في هيكلية الكونغرس من يعتبر ان حزب الله قدم مؤخراً عدة مؤشرات إيجابية من خلال اخراج ذاته من منظومة مطار بيروت الدولي امنيا، نتيجة طلب أميركي مؤخراً بعد المباشرة في تسليم الأسلحة وتراجعت مهامه ايضا حيال متابعته الحركة الأميركية عبر هذا المكان ايضا «مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، إنما هذا الواقع من تبادل الرسائل عبر ايران حول حزب الله ايضا مسؤولا الى حد ما عن اي حدث امني من جانب الولايات المتحدة لكونه القوة الوحيدة القادرة على هز الاستقرار وكذلك حمايته، وهذا الواقع من بداية التطبيع لا يلغي عدم المضي في تجفيف موارده المالية وإحالة ناشطيه الى المحاكمة لمسّهم بالامن القومي للولايات المتحدة وشعبها.

اما حيال الطائف وحرص واشنطن عليه، يأتي الكلام في هذا المجال وفي هذه الهيكلية من معاون لمسؤول فاعل بأن المنطقة ستشهد فرزا جديدا بات من غير الطبيعي تعايش مكوناتها بسهولة رغم كل التسويات والمصالحات، ولذلك فان الدفاع عن الطائف يندرج في سياق حرص الولايات المتحدة عليه كأمر طبيعي لكن اذا ما كانت المنطقة امام خريطة جديدة على غرار «دويلات داخل دول» فان كل التسويات والاتفاقات سترسى من جديد على وقع مسار الاحداث ونهايتها وان حيزا من المشهد العراقي من زاوية واقع كردستان قد يكون المدخل للهدوء في المنطقة بعد الزلزال المذهبي.

 

محاور حرب اليمن الأربعة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/07 أيار/15

في الحقيقة توجد أطراف عدة في الأزمة اليمنية، إلا أن محاورها الرئيسية تتمثل في جماعة الرئيس المعزول علي عبد الله صالح والحوثيين من جهة، والحكومة اليمنية التي أصبحت تقيم في الخارج من جهة ثانية، مع قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وهناك تنظيم القاعدة. وبسبب تعدد المحاور، قد تطول الحرب إلى أشهر وربما إلى ما وراء ذلك، ما لم يتم تقليص قدرات صالح والحوثيين، ليس من خلال المواجهة العسكرية فقط، بل كذلك باجتذاب معظم هذه القوى العسكرية والقبلية التي هيمن عليها صالح إلى صف الحكومة. الحرب أصبحت واسعة ولم تعد مقتصرة على العاصمتين صنعاء وعدن، بل صارت القوى الأربع تتقاتل الآن في عشر محافظات يمنية، أي نصف البلاد المقسمة إلى إحدى وعشرين محافظة. إضافة إليها، وسع الحوثيون المعركة بفتح جبهة قتال ضد السعودية، بقصفهم مدنها الحدودية، وهو أمر كان منتظرًا منذ البداية، كوسيلة ضغط اجتماعية ودعائية ضد المملكة.

خارج اليمن، يحاول الإيرانيون وحلفاؤهم رفع درجة الحرارة إعلاميا، من خلال تكثيف التغطية، حتى أصبحت الحرب اليمنية الشأن الأوسع تغطية، معتقدين أن اليمن سيكون مستنقع السعودية الذي سيشغلها عنهم في المناطق الساخنة الأخرى في الشرق الأوسط، إضافة إلى محاولات حثيثة من أجل دعم معسكر «صالح - الحوثي» بإدخال الأسلحة والمقاتلين الأكثر خبرة إلى مناطق الاقتتال، وهي المحاولات التي باءت بالفشل حتى الآن، بسبب الحظر البحري والجوي.

أما كيف يمكن إنهاء النزاع، فيتم إما بالنصر المبين، وهذا يكاد يكون مستحيلاً في ظل وجود قوى متعددة، أو من خلال تحقيق انتصارات كافية لإقناع الأطراف المعارضة بالجلوس إلى الطاولة والتفاوض، وهو الهدف الأساسي من المعركة، أو أن تستمر الحرب طويلاً حتى تتعب الأطراف المختلفة ويحافظ كل فريق على مكاسبه، أي النموذج الأفغاني.

ماذا عن تهديدات الحوثيين باكتساح جنوب السعودية، التي رافقت صور البيوت المحروقة في مدينة نجران؟ هجمات الحوثيين على مراكز حدودية، وقصفهم المدن المجاورة، لن يحقق لهم الاجتياح الواسع الذي يهددون به. نجران مدينة ملاصقة تمامًا للحدود مع اليمن، وكذلك مدينة جيزان الملاصقة بحريًا. فالجغرافيا هنا مانع أساسي في كثير من الحدود الطويلة بين البلدين، ولا يملك الحوثيون القدرة على القتال والعبور طويلاً شمالاً، لكنهم يستطيعون الاستمرار في إشعال الحرائق بالقصف عبر الحدود وتعطيل الحياة المدنية في المناطق المجاورة لهم إلى حين، ولن يغير هذا مسار المعركة سياسيًا. والأهم في المعركة اليمنية ليست القذائف والرصاص، بل أهم من كثافة النيران، تفكيك التحالفات اليمنية القبلية والحزبية الداخلية. وهناك جهد كبير لإقناع القبائل المختلفة بالانفضاض عن صالح والحوثيين والانضمام إلى الحكومة الشرعية التي هي ضمانة وحدة اليمن واستقلاله.

 

لعبة أميركية على حبال اليمن وسوريا لإرضاء.. إيران

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/07 أيار/15

ذكرت تقارير غربية أن اتفاقا يجري العمل عليه بين الولايات المتحدة وروسيا، ترغب من خلاله الأخيرة في إنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الجانب الأميركي لا يعترض على ذلك رغبة من الإدارة الأميركية في إرضاء إيران.

يتعرض النظام السوري حاليًا لخسائر عسكرية كبيرة، وانهياره يعني ضربة قاصمة لإيران وروسيا، وهذا ما تريد أميركا تجنبه أيضا في اليمن من أجل إيران. تريد من المملكة العربية السعودية إيقاف القصف والدفاع عن حدودها على «أساس الوضع الإنساني»، ولهذا توجه جون كيري وزير الخارجية الأميركي للرياض من أجل إقناعها بأن «الحالة الإنسانية في اليمن لم تعد تسمح بمواصلة الحرب» ضد الحوثيين.

خلال إبحار الأسطول الإيراني إلى خليج عدن، أبلغ الأميركيون الإيرانيين - كي يتجنبوا المواجهة - بأنهم سيوقفون الحرب، وصاروا يتحدثون عن «الضحايا الجماعية»، وباعوا مسألة قرارهم ووعودهم بوقف الحرب إلى إيران.

الواقع السعودي الآن مختلف تمامًا. وهذا ما أقلق إيران، هناك جيل جديد برز وعلى رأسه الأميران محمد بن نايف ومحمد بن سلمان. جيل واثق من نفسه.. هذا الجيل لن يتراجع، خصوصًا عندما يسمع أن «أمن اليمن من أمن إيران». في الحسابات الجغرافية والتاريخية البسيطة وحتى الأمنية، هذه المعادلة غير بريئة وغير دقيقة.

في السابق كانت السياسة السعودية تفضل الصبر والانتظار، وإعطاء الآخر الفرصة كي يستوعب ويتراجع. الجيل الجديد رأى أن التمادي الإيراني تجاوز كل الحدود حتى اقترب من تهديد الأمن القومي السعودي والخليجي. إنه جيل واثق من نفسه وقدرات بلاده، يعرف أميركا، ويعرف كواليس الكونغرس، ويعرف الإعلام، ثم إنه لاعب على المسرح الغربي، والغالبية منه تخرجت من جامعات أميركية، والكل يدرك اللعبة الكبرى للإدارة الأميركية الحالية من أجل إيران. إن هذا الجيل حرك الشعب السعودي كله إلى جانبه.

عن لقائه مع محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني نقل ديفيد إغناتيوس في «واشنطن بوست» في 29 من الشهر الماضي قوله: «نريد حوارًا جديدًا مع السعودية ونريد شركاء جديين، ونريد لأمن المنطقة في المستقبل عملية متعددة الطبقات، كالتي جلبت الاستقرار لأوروبا الشرقية بعد الحرب الباردة».

يجب القول إن الإيرانيين الشباب نسبيًا مثل ظريف والرئيس حسن روحاني وحسين أمير عبد اللهيان وآخرين يعرفون جيدًا الأميركيين، ويعرفون أميركا، ويمارسون لعبة الرئيس باراك أوباما، يعرفون ما يريد وما تريد إدارته. من هنا يأتي عدم ارتياح ظريف والقيادة الإيرانية لبروز الجيل السعودي الجديد. ثم عندما يتحدث ظريف عن أوروبا الشرقية بعد الحرب الباردة لم يقُل أين تأتي إيران في هذه المعادلة، هل سيكون مصيرها كمصير الاتحاد السوفياتي؟

وكان تقرير سري للأمم المتحدة تحدث عن الدعم العسكري الإيراني المستمر للحوثيين في اليمن منذ عام 2009، وقال مسؤول إيراني لوكالة «رويترز»: «إن كل شيء يدور حول توازن القوى. تريد إيران وجودًا شيعيًا قويًا في المنطقة، لهذا تدخلت في اليمن». وعندما بدأت «عاصفة الحزم» في اليمن توقع كثيرون وصولها إلى سوريا، وقد لاحظنا التغيرات الفجائية على الأرض هناك.

وتواجه أميركا مشكلة، لم يعد باستطاعتها إيقاف السعوديين بالكلام والتصريحات. كشف الإيرانيون اللعبة عندما قالوا إن الأميركيين أبلغوهم بأنهم سيوقفون الحرب في اليمن وبالتالي لا داعي للأسطول الإيراني بمواصلة الإبحار. لهذا كما أن اللعبة الأميركية – الإيرانية مستمرة، كذلك فإن الحرب ستستمر.

يوم الاثنين الماضي قال روبرت فورد السفير الأميركي السابق لدى سوريا لـ(سي إن إن): «إن الحديث في واشنطن هو أن بشار الأسد أفضل الخيارات السيئة»، لكن يبدو أن المعارضة المسلحة في سوريا لن تتوقف، وبالتالي لن يستطيع الأميركيون إنقاذ الأسد. سيحدث سقوطه تغييرًا جذريًا في الشرق الأوسط، وقد يتدخل الروس والإيرانيون عسكريًا لإنقاذه. أما الرئيس باراك أوباما فإنه يحاول أن يتجنب أي شيء يضطره إلى التصرف انطلاقًا من أن أميركا هي القوة الكبرى في العالم، فهذا لا يفيد الصفقة مع إيران.

عندما بدأ السعوديون حملة «عاصفة الحزم» دفعوا أوباما إلى «أصعب» الخيارات: أنت معنا أم ضدنا! واضطر إلى الوقوف إلى جانب السعودية كي لا يخسر داخل أميركا، إذ الكل يعرف أنه إلى جانب إيران، لذا يعمل المستحيل لتجنب مواجهة بحرية.

يحاول أوباما تجنب «لحظة الانكشاف» التي صارت معروفة لدى الجميع. نجح في ذلك لكنه أثار حفيظة الإيرانيين الذين تمسكوا بأن كيري وعدهم بإيقاف الحرب. ويستمر كيري بتوزيع الوعود، فهو قال مساء الأحد الماضي للقناة العاشرة الإسرائيلية عن الاتفاق النووي مع إيران: «سيكون لدينا مفتشون دوليون كل يوم في إيران. هذا ليس اتفاقا لمدة 10 سنوات فقط، إنه إلى الأبد».

الآن في سوريا الشيء نفسه يحدث. لا يعرف الأميركيون كيف يتجنبون سقوط الأسد، لأنه إذا سقط فإنهم مضطرون إلى الوقوف إلى جانب القوى الموالية للغرب في المنطقة ولا تريد الإدارة لهذه اللحظة أن تأتي. لذلك تقول: نحاول تجنب حرب كبيرة، لكن لن تستطيع لأن ما سيحدث سيحدث، ولحظة الحرب الكبيرة تقترب تدريجيًا، ولهذا ذهب وزير الدفاع السوري إلى إيران لبحث خطوات «تعاون استراتيجي بين الجيشين».

يقول مصدر عسكري غربي إن هدف أوباما تجنب الحرب من أجل إيران، لكنه لن يستطيع. إيران تريد إنقاذ الأسد، إذا تدخلت إيران عسكريًا فهذا سيناريو مخيف للمنطقة، لكن في الوقت نفسه يجب أن تعود إيران إلى حجمها، وأن تعرف روسيا أنها لم تعد أبدًا الاتحاد السوفياتي، لهذا لا توجد طريقة لمنع الحرب من الوقوع، حتى لو توقفت «عاصفة الحزم» في اليمن فإنها ستتحول إلى دولة أخرى.

الملاحظ أنه في حين يقف الروس إلى جانب حلفائهم حتى النهاية، فإن إدارة أوباما تقف ضد حلفاء أميركا وتقوم بمناورات لتغطية هذا الموقف. لكن هذا لن يستمر، لأنه إذا مال الميزان سلبًا أكثر في سوريا واليمن فإن الروس والإيرانيين سيقفون معهما ويسببون لأميركا وضعًا يفرض عليها أن تتخذ موقفًا هي الأخرى مع حلفائها.

تدعي أميركا أنها تريد تجنب الحرب. لكن لاحظ السعوديون، ولم يلاحظ الأميركيون، أنه منذ الربيع العربي، كلما اهتز مكان في الدول العربية تدخلت إيران لتصبح لها اليد العليا، ومن هناك تخطط لدفع أنظمة أخرى إلى الاهتزاز مع الاستعداد للتدخل فورًا. ومحاولة إيران عبر الحوثيين السيطرة على جنوب اليمن كانت العامل الذي أشعل ردًا سنيًا جماعيًا مع العلم أن اليمن هو المرحلة الثانية بعد إطاحة نظام «الإخوان المسلمين» في مصر، فأوجد ذلك تحالفًا خليجيًا – مصريًا، وقد يكون اليمن المرحلة التي تسبق ما سوف يحدث في سوريا والعراق لاحقًا. نجح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في توحيد الرد العربي وتجاوز «النصائح» الأميركية، وذلك عندما دفعت إيران بالحوثيين إلى مدينة عدن وباب المندب، وكان الهدف توحيد اليمن تحت سيطرة الحوثيين، بعدما سقطت العاصمة صنعاء. تلك كانت خطوة أبعد من المقبول، فاليمن يشترك مع السعودية بحدود طولها 2500 كلم، وتحّكم الحوثيين بهذه الحدود يوفر لإيران الوسائل المطلوبة للضغط على السعودية.

منذ «عاصفة الحزم» عرفت إيران أنها بدأت تخسر، وصارت تهديداتها وما يصدر عن حلفائها يلقى آذانًا صماء، فأصبحت عبر ظريف تدعو الآخرين لمساعدتها على النزول عن الشجرة من دون أن تقع. ثم إنها مع الهزائم المتلاحقة صارت مهتمة بالتفاوض مع الأميركيين حول كل المسائل، وليس فقط الملف النووي، وترى في كيري من يسوق مشروعها لـ«الوحدة الوطنية في اليمن، ولبقاء الأسد في سوريا».

الأميركيون كعادتهم ضائعون، يتظاهرون بأنهم إلى جانب السعودية، ويقولون إنهم إلى جانب السلام، لكن أميركا لم تهتم بالسلام عندما احتل الحوثيون كل اليمن، بل عندما صارت المكاسب الإيرانية مهددة.

السعوديون والعرب بشكل عام صاروا يدركون أبعاد هذا الكلام «الجميل»، وأن كل الحديث عن السلام الآن في المنطقة البعيدة عن السلام إنما هو خدعة لإنقاذ إيران والمحافظة على مكاسبها. وتعتقد أميركا بأن إيران ستكون ممتنة لها إذا ما نجحت في «فرض السلام على اليمن، وإبقاء الأسد في سوريا» وتمنحها الاتفاق

 

هل تخلّت أميركا عن الأسد... وهل أوقفت إيران الحرب من أجله؟

عبدالوهاب بدرخان/النهار/07 أيار/15

في غضون أسبوعين، تغيّرت المعادلة الميدانية في شمال سورية لمصلحة المعارضين للنظام، وبعد إدلب وجسر الشغور، باتت الخطوة التالية المتوقعة في منطقة الساحل حيث لم يتوقف الغليان في ريف اللاذقية طوال الأعوام الماضية. وعلى رغم حصارات التجويع والبراميل المتفجّرة والقصف المتواصل، لم تكن وطأة الطوق الذي تشكّله الغوطتان حول دمشق كما هي الآن. وثمة تغيير آخر لا يقلّ خطورة سيأتي من جبهة الجنوب وتقدّم المعارضة الى درعا، التي أُخليت منشآتها الحكومية من الأثاث والوثائق.

فمع خسائر الشمال، واحتمال استكمال إخراج قوات النظام من حلب، يتركز الخطر على ما يسمّى «معقل النظام»، وهو المنطقة التي بقيت هادئة نسبياً بل إن القوى الدولية سبق وحذّرت المعارضة من التعرّض لها خشية وقوع «مذابح مذهبية». ومع ازدياد الضغط من الجنوب والغوطتين، قد لا تعود العاصمة منطقة آمنة للنظام، لذلك أكثرت أوساطه وكذلك أوساط إيرانية أخيراً الكلام عن نقلٍ أو انتقالٍ ما لقيادة النظام الى طرطوس، ما أوحى بأن الفكرة قيد التداول، ومن مؤشراتها حصول حركة نقل لعائلات الضباط الى المدينة الساحلية.

طوال الفترة الأخيرة، كان السؤال الأكثر إلحاحاً وغموضاً: أين إيران من الهزائم التي يراكمها حليفها في سورية؟ ففي أواخر شباط (فبراير) - أوائل آذار (مارس)، لم يُسجَّل للإيرانيين أي إنجاز سوى إرسال حملة الى الجنوب لاستعادة المواقع التي تسيطر عليها المعارضة حول درعا، ولكنهم اضطروا الى التخلّي عن هذا المشروع الذي انتهى بخسائر كبيرة لـ «حزب الله»، لكنه انتهى خصوصاً بـ «مجزرة الأفغان» الذين وُضعوا في الخط الأمامي للهجوم. بعد ذلك، لم يُسمَع عن الإيرانيين سوى أنهم السبب المعلن لبداية التخلّص من رستم غزالي، رئيس «شعبة الأمن السياسي»، أولاً بضربه و «فسخه» وصولاً الى موته المبرمج. وعدا سعي غزالي الى التحدث عبر قناة «المستقبل» اللبنانية لتوضيح دوره في قضية اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، كان بعض الشهود أبلغ المحكمة الدولية الخاصة أن غزالي تقاضى أموالاً من الحريري، وهو علّق على ذلك بقوله: لست الوحيد، وأعرف جميع من تلقوا أموالاً. وقد يكون الإيرانيون أيضاً سبباً غير معلن للتخلّص من علي مملوك، رئيس «مكتب الأمن الوطني»، الذي تعرّض بدوره لـ «وعكة صحية»، إذ يقال الآن إن لمملوك اتصالات مع تركيا خصوصاً منذ مهمة قادته قبل أسابيع الى الحسكة. واستناداً الى الجلسات الخاصة جداً للضبّاط القريبين من النظام، فإن الضيق من تسلّط الإيرانيين على القرارات والتوجّهات بلغ ذروته، لكن أحداً لا يجرؤ على مواجهتهم أو انتقادهم علناً.

وبعدما تكرر طرح السؤال: أين إيران، حتى في بعض أوساط «حزب الله» التي وجدت في خطب أمينه العام حسن نصرالله، عن اليمن بداية تفسير لموقف طهران. أي أن أولويتها انجذبت الى التحدي الأول من نوعه الذي تتعرّض له منذ بدأت انسلالاتها في بلدان المحيط العربي. وعندما أوفد النظام وزير دفاعه فهد جاسم الفريج، الى إيران، كان إعلام «حزب الله» أكثر من سلّط الأضواء على هذه الزيارة التي فُهِمَت على نطاق واسع على أنها «استغاثة» ومحاولة لفهم ما يجري في عقل الحليف الأول. وقالت وكالة «سانا» أن الفريج «تلقى وعوداً باستمرار الدعم». والواقع أن الإيرانيين لم يعودوا مقتنعين بجدوى أي دعم. صحيح أنهم لا يزالون متمسكين بالنظام، إلا أنهم مضطرّون الى الاعتراف بأن النظام بات عاجزاً عن تأهيل نفسه، وبأنهم لم يتمكّنوا من إعادة تسويقه حتى في إطار المشاركة في «الحرب على داعش». وفي كل المواقف مما يجري في سورية، كان واضحاً أن طهران ودمشق معنيّتان فقط بالحل العسكري للأزمة، ولم تتوقعا يوماً أن تضطرا الى مواجهة استحقاقات أي حل سياسي يتطلّب تنازلات. ولم يكن هناك ما يقلقهما، لا المعارضة المقاتلة التي أنزلا فيها هزائم، ولا أحوال العرب في الإقليم. لم يعد سراً أن وراء هذه التطوّرات تغيّراً أساسياً في المناخ الإقليمي، سواء منذ بداية «عاصفة الحزم» في اليمن، أو الانعكاسات المتوقعة لاتفاق نووي تريده إيران تتويجاً لتوسّعها في «تصدير الثورة»، والقيام باختراقات في العالم العربي. وبات الوضع المستجد في سورية نتيجة طبيعية للحال التي أشاعتها «عاصفة الحزم»، كما لو أنه الخطة الموازية، والمكمّلة، لما يحصل في اليمن. فعندما تبلورت الظروف للتعاون والتنسيق، عاودت القوى الإقليمية الاستثمار في قوات المعارضة السورية، فوفّرت لها الإمكانات لتصنع الفارق بعد شهور طويلة من العجز والإحباط، وعندما تخلّت الولايات المتحدة للمرة الأولى عن تردّدها، رافعةً جزئياً «الفيتو» عن تسليح نوعي ولو محدود لبعض المعارضة، وجدت أن واقعاً جديداً يرتسم في سورية.

يُذكر أن واشنطن كانت ردّدت مراراً، أن الحل السياسي يستلزم تغيير «المعادلة الميدانية»، وأنه يجب الضغط على النظام لإجباره على «مراجعة حساباته». لكن، يبدو أن واشنطن اضطرّت أخيراً الى التخلّي عن سلبيّتها بعدما لمست تصميماً وإصراراً من جانب السعودية وتركيا وقطر على ثلاثة توجّهات: 1- إن الشراكة مع أميركا في الحرب على الإرهاب لا معنى لها من دون التصدّي لضلوع النظامين الإيراني والسوري في هذا الإرهاب. 2- ضرورة التصدّي، مع أميركا، من دون بلوغ محاربة «داعش» في سورية، أمر واقع فرضه الإيرانيون في العراق، وهو الاعتماد على وحدات من الجيش والميليشيات الشيعية التي ارتكبت انتهاكات وجرائم في محافظتي ديالى وصلاح الدين، وفي الحال السورية عمل الإيرانيون على حصر الخيار ضد «داعش» بالميليشيات التي يستقدمونها، فضلاً عن قوات نظام بشار الأسد. 3- إن محاولات استدراج النظام الى «حل سياسي» تعثّرت في جنيف، وفشلت في لقاءات موسكو، بسبب تعويل إيران ونظام الأسد على انتصارات عسكرية حققاها لاستكمال «الحل العسكري» وإلحاق هزيمة نهائية بالمعارضة، لذلك وجب تصحيح الوضع العسكري للمعارضة، أولاً بتوحيد ما أمكن من الفصائل المقاتلة المعروفة وتنظيم قدراتها، ثم ربطها بغرف عمليات موحّدة، ومدّها بأسلحة نوعية، لتمكينها من المبادرة الى إخراج قوات النظام من مواقع استطاعت الاحتفاظ بها طوال أربعة أعوام.

وعلى رغم أن أي جهة لم توضّح ما هي التفاهمات التي قادت هذا التغيير الميداني أو سقفه وحدوده، إلا أن مصادر كثيرة التقطت عبارة لباراك أوباما في حديثه الى «نيويورك تايمز» (06/04/2015)، واعتبروها إشارة الى توجّه أميركي مختلف، إذ تساءل عما «يمنع العرب من مكافحة الانتهاكات المريعة لحقوق الإنسان (في سورية) أو ما فعله الأسد». هنا سيصرخ كثر، أميركيون وعرب، أن ما أو مَن «منعهم» هو أوباما نفسه، وهناك شهود من داخل إدارته. أما وقد أصبحت هناك إرادة عربية لفعل شيء، فإن أوباما لم يعد يمانع. وبعد هزائم الشمال والجنوب، لعلها المرّة الأولى التي يقلق فيها الأسد، مستشعراً أن «أميركا تغيّرت»، خصوصاً بعد إغارة «طائرات مجهولة» على الألوية النظامية 199 و92 و65 في جبال القلمون (أواخر نيسان (أبريل) الماضي)، ومقابلتها بتجاهل تام من جانب إعلام النظام وإيران و «حزب الله». مع ذلك، لا تزال هناك خطوط حمر على المعارضة، وهي معروفة: عدم إسقاط النظام عسكرياً، عدم التعرّض لمناطق العلويين في الساحل، عدم التسبب بانهيار الدولة ومؤسساتها. واقعياً، لم تعد «الدولة» و «المؤسسات» سوى أجسام شبحية فارغة، والجميع متيقّن بأن النظام يفيد من الخطوط الحمر هذه ليتابع القصف بالصواريخ البالستية ورمي البراميل المتفجّرة حتى فوق رياض الأطفال، وبالتالي تجاوز كل الخطوط الحمر باستئناف استخدام السلاح الكيماوي. لم يسبق للنظام أن انتهز أي انتصارات عسكرية للتقدّم بمبادرة سياسية، ولم يبدِ استعداداً للمجيء الى تفاوض على «مرحلة انتقالية»، كما أن أوضاعه المتراجعة راهناً لم تدفعه بعد الى التلويح بتنازلات مع أن أنصاره المباشرين بدأوا أخيراً يوجّهون إليه نداءات علنية تطالبه بالإسراع الى «حل سياسي».

 

الجيش اللبناني وامتحان القلمون السوري

عبدو شامي/06 أيار/15

مع نهاية شهر نيسان ودخول شهر أيار الحالي تسارعت وتيرة المستجدات السياسية في المنطقة بشكل ملحوظ، وكان لبعضها تأثيره الواضح على لبنان كنتيجة طبيعية ومؤسفة لتوريطه في خندق المحاور المتصارعة.

فعلى الجبهة السعودية-الإيرانية، أعلن تحالف "عاصفة الحزم" بشكل مفاجئ في 21/4/2015 عن انتهاء عمليته العسكرية في اليمن ضد الحوثيين الإيرانيين، وإطلاق عملية "إعادة الأمل" لإعادة ترتيب البيت اليمني سياسيًا وانمائيًا، وانتقال التحالف الى الضربات الجوية الانتقائية لمساندة المقاومة اليمنية الوطنية على الأرض؛ وعلى الرغم من تبرير السعوديين توقف عاصفتهم المفاجئ بأنها حققت أهدافها، يُرجَّح أن يكون السبب الحقيقي ناتج عن العامل الإنساني الذي بات مأسويًا في مدن كثيرة، إذ على الرغم من تحقيق العملية العسكرية القسم الأكبر من أهدافها بقطع الإمدادات الإيرانية عن الحوثيين وتدمير سلاحهم الثقيل، إلا أن الرئيس اليمني لا يزال في السعودية غير قادر على التوجه الى اليمن لإدارة شؤون البلاد حيث المعارك محتدمة في العاصمة ومدن عدة. توقف "عاصفة الحزم" كان له انعكاساته على الساحة اللبنانية، حيث هدأت حملة التراشق الكلامي المعيبة بكافة المعايير بين "تيار المستقبل" السعودي والحزب الإيراني الإرهابي، وذلك بعد أن بلغت حدًا صبيانيًا سخيفًا في الدفاع عن أولياء الأمور على طريقة "أبي أقوى من أبيك"!!

الشأن السوري وجبهاته العسكرية المتعددة كان له نصيبه الدسم من تسارع الأحداث، فقد نشرت صحيفة "ديرشبيغل" الألمانية في 18/4/2015 وثائق تظهر ما أشبعناه بحثُا وتأكيدًا من أن "داعش" هي صنيعة نظام الأسد لتشويه الثورة السورية والقضاء عليها، وكان الخبر المدوي في 24 نيسان مع إعلان النظام الأسدي عن هلاك رئيس شعبة الأمن السياسي السابق اللواء "رستم عزالي" صاحب التاريخ الأسود في لبنان قبل سوريا، وكل الأخبار والتحاليل تشير الى أن "غزالي" تعرّض لتصفية على يد نظامه المجرم عبر حقنه بمادة سامّة تسببت بموته البطيء وذلك إثر خلافات داخلية على الدور الإيراني في درعا مسقط رأسه والتي تمّ ضربه وعزله على أثرها. الدور اليوم وصل على ما يبدو الى اللواء "علي مملوك" الذي شاعت الأنباء عن إصباته بمرض سرطان الدم في مراحله الأخيرة. وأيًا تكن أسباب موت "غزالي" ومن سبقه ومن سيلحق به من رموز "الأسد"، وسواء كان لها ارتباط بجرائم الداخل السوري أم باغتيال الرئيس "رفيق الحريري" لمَحوهم وأسرارهم، تبقى العبرة بموت القاتل شرّ ميتة، وأن من ارتضى العمالة لجهة ما على حساب أهله ووطنه ستكون نهايته على أيدي من يعمل عندهم عندما تنتهي مهمته ويصبح عدمه أنفع من وجوده.

ميدانيًا، أخيرًا، وبعد توحُّد الثوّار، سقطت نهاية نيسان محافظة "إدلب" بيد المعارضة السورية المسلحة وتم تحريرها مع "جسر الشغور" من الاحتلال الأسدي، لنكون أمام نقطة تحوّل استراتيجية في الحرب السورية، حيث باتت الطريق مفتوحة أمام الثوار باتجاه الساحل السوري حيث الثقل العلوي ومسقط رأس الأسد "القرداحة"، إلا أن ذلك لا يعني أن سقوط النظام بات وشيكًا جدًا، ذلك أن العاصمة لا تزال في قبضته وبقاءه ببقائها وإن فقد السيطرة على جميع البلاد، وهي تحظى بحماية دولية من وصول الثوار الإسلاميين إليها بحسب ما أعلن الأميركيون في آذار الماضي.

لبنانيًا، باتت معركة القلمون واقعة بين ليلة وضحاها، وقد حصد الثوار في مناوشاتها قبل أن تبدأ 5 من كبار قادة الحزب الإرهابي الغازي!! وفيما يقرع الحزب طبول هذه المعركة الواقعة خارج الأراضي اللبنانية يلاحَظ أن لا مكان ولا صوت للدولة أو الحكومة اللبنانية في المعادلة، أما طاولة حوار الذل فيكتفي فيها "المستقبل" بـ"الاستفسار" عن ما يعزم الحزب توريط لبنان فيه؛ من جهته "القبضاي" على أهله مستمر في حملته الانتخابية لرئاسة الحكومة بإدارة الوزير الأصيل "وفيق صفا"، وجديد "قبضاينا" ابتكاره تقنية جديدة لمحاربة "الإرهاب" تقوم على اعتقال الزوجات إن لم يُعثر على أزواجهم المطلوبين! وبالنسبة للخطة الأمنية الهزلية والكوميدية في الضاحية فهي لا تزال مستمرة أما توقيفاتها فتتم في طرابلس وصيدا!

العين اليوم على الجيش اللبناني وكيفية تعامله مع اعتداء الحزب الإرهابي على الأراضي السورية انطلاقًا من لبنان، هل ستكون على طريقة غضّه الطرف عن جحافل الحزب التي تستبيح الحدود ذهابًا وإيابًا كل يوم؟ أم سيتجاوز ذلك ليصبح ظهيرًا داعمًا للحزب الإرهابي وينخرط لصالحه في عمليات إسناد تورّط لبنان بجيشه وشعبه في معركة خارج حدوده يُستخدَم فيها أبناؤنا العسكريون كما سلاح الهبتَين السعودية والأميركية كرمى لمشروع الحزب وإيران والأسد؟ وهل سيدخل الصراع "العَوني" على قيادة الجيش في مجريات المعركة؟ لا شك أن الجيش أمام امتحان حساس والجواب عن الأسئلة رهن الأيام الآتية.

 

نقابة المحامين كرمت شهداء الجيش وقهوجي أكد القضاء على خلايا الارهاب درباس: المؤسسة منضبطة تحت سقف الدستور وملتزمة بتوجيهات السلطة السياسية

الأربعاء 06 أيار 2015/وطنية - كرمت نقابة المحامين في بيروت برئاسة النقيب جورج جريج، شهداء الجيش اللبناني في اليوم الوطني لشهداء الجيش اللبناني باحتفال في بيت المحامي، حضره وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي ممثلا الرئيس ميشال سليمان، المحامي رفيق غانم ممثلا الرئيس أمين الجميل، النائب زياد القادري ممثلا الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وزيرا العدل اللواء اشرف ريفي والثقافة ريمون عريجي، ممثل لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النواب: نوار الساحلي، عبد اللطيف الزين ودوري شمعون، النائب انطوان زهرا ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، ممثلون عن النواب: سامي الجميل، ستريدا جعجع، أسعد حردان، طلال ارسلان وسليمان فرنجية.

كما حضر رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، النائب العام المالي علي ابراهيم، قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا، رئيس ديوان المحاسبة القاضي احمد حمدان، المدعي العام القاضي فوزي خميس، الوزيران السابقان ناجي البستاني ومنى عفيش، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص المقدم توفيق نصر الله، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد عدنان شعبان، نقباء المحامين السابقون واعضاء مجلس النقابة الحاليين والسابقين.

يزبك

بداية النشيد الوطني، فتقديم للمحامي الدكتور جورج يزبك الذي قال: "نحن في جمهورية رئاستها مغيبة، ورئيسها مفقود. الكل مسؤول، ونحن أمام عملية سطو تمارس على الجمهورية، وأخشى القول ان الرئاسة انتقلت الى رحمته تعالى. في أحسن الحالات، هي تصارع الموت للبقاء، تماما كما يصارع عسكرنا بلحمهم الحي في الجرود العالية. نحن أمام تأميم للجمهورية ومرافقها، وأولى الضحايا عيد الشهداء في السادس من أيار الذي صودر".

وأشار الى أن لبنان "كان قلبا واحدا، دما واحدا، أبطالا يتحدون من اجله دون حاجة لوسيط، أو لحوار وطاولة حوار، وراع للحوار".

درباس

ثم ألقى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس كلمة قال فيها: "كلما أوغلنا في خطيئة الفراغ الدستوري، واتسعت الهوة بيني وبين مهنتي، نصب لي سعادة النقيب جورج جريج جسرا يعيدني بوساطته إلى أهلي وأصلي، وجسر هذا اليوم فريد في وسائل العبور والعبارة، إذ نحن على متن السادس من الخامس، تقودنا الذكرى إلى أن السطور أعواد الكلمات، وعليها ترتفع مشانق كمثل تلك التي رفعت في سماء بيروت ودمشق، وشدت على رقاب، كل ذنبها أنها ضبطت متلبسة بلسان عربي مبين. مشانق لم تفرق بين عمامة وقلنسوة، بين عمادة ووضوء، حتى إن بترو باولي حفيد الالياذة لم تشفع له ملامح اسمه الاغريقي، بل مسد له الحبل في الديوان العرفي كما لسعيد فاضل عقل وعبد الوهاب الانكليزي والأب جرجي الحداد وعمر حمد والشيخ احمد طبارة وعمر بيهم ورفاقهم، لأن القتلة جعلوا من الضاد تهمة تستوجب الإعدام، لمن لا يلحن بها، أيا كان سنخه واعتقاده". أضاف: "الكلمة التي تحيي هي نفسها التي تقود الى الشهادة، غير أن العربية ترفض الموت، على كثرة ما ينزل بأهلها منه منذ ارتفاع ألفها حتى انبطاح الياء. إنها لغة تتوالد فيها المفردات والمعاني كما تتوالد الابعاد من الابعاد فالدم الذي سرب على ساحة البرج طفا على زبد المتوسط وحط موجه في النيل حيث انطلقت الصحافة العربية في قاهرة المعز أقلاما من خشب الأرز تدون على صحف من البردى حكايات الحرية والنهضة والوحدة. وإذا بمقتطف من حديقة الاخبار ينمو على سفح المقطم إلى جانب الأهرام المستضيئة بالهلال. وإذا بنا اليوم في عيد الصحافة الرائدة بل في كل صبيحة نمسك فيها صحيفة لا نملك إلا أن نحيي أرواح نسيب المتني وكامل مروة وسليم اللوزي ورياض طه وسمير قصير وجبران تويني ورفاقهم الكثر. فمن دماء هؤلاء امتلأت دواة حبرنا الخالد".

وتابع: "لكن في قصة هذا البلد المنارة فصلا ثانيا، بل أول، فلقد شكل طوال عمر الارض ملاذا للمضطهدين وميناء للمشتتين يدخلونه بسلام آمنين، ويقيمون بينهم وبين جباله وسهوله وأوديته وشطآنه وشائج قربى وأواصر ذمام لا تنفصم. هم ليسوا فيه بقايا شعوب متنوعة بل أهل وأحباب ومواطنون، كل واحد منهم أخ للآخر وإن احتفظوا بتراث الجماعات التي جاؤوا منها. وكأنما وسمتهم العربية بعبقريتها في التعبير فاجتمعت قراباتهم على تباعدها الى وطن واحد كما تجتمع الكلمات المتقاربة على اختلاف مدلولاتها الى جذر واحد، فالجذر اللغوي نسب بين المفردات وأب لشجرة مفاهيمها المتنوعة الأغصان والأوراق والثمار. أوليس لفظ الإبادة ولفظ الأبد يرجعان الى جذر واحد؟ ألا يتقاربان على صورة تحفظ نقاء السلالة اللغوية إذ يفضيان كلاهما الى معنى الديمومة؟ وبعد أوليس صحيحا القول: إن ذكرى الإبادة لا تنطوي حتى ينطوي الأبد؟". وأردف: "هذه بالحقيقة مشاعر كل اللبنانيين على إختلاف إنتماءاتهم. واذا كان بعض منا قد رفع علما ما فوق ذكرى الابادة الارمنية، فهؤلاء حركتهم عصبية مفتعلة في غير محلها، فتركيا اليوم دولة صديقة وجارة، ولا نظن أنها تسعى، ونوقن اننا لا نسعى معها إلى إستعادة الامبرطورية العثمانية. أقول هذا، وانا مؤمن بأن الاجيال لا ينبغي لها أن تحمل بالضرورة أوزار الأسلاف، ففي سفر الحضارة ما من خطيئة جدية نتوارثها كابرا عن كابر من غير أن يكون لنا فيها يد. واسترجاع التاريخ يظل بلا قيمة إن لم يؤد إلى تنقية الذاكرة الجماعية من جراح بليغة قديمة تعمقت ندوبها في حياة الشعوب. هذا هو الوطن ذو التضاريس الصعبة والمسالك الوعرة والذرا البيضاء والأرز الحاضن للأبد، مسور بسياج من خير الأجناد، الذين أنشأهم آباؤهم على التضحية وقدموهم حماية للحدود والورود وحبات التراب، وجهزوهم بالسلاح الأمضى، سلاح البسالة التي قاتلوا وما زالو بها، فاستحقوا أن يكونوا محل ثقة من أهل المال والسلاح، فتقبلوا العطية من يد لم يرعشها الشك واستقبلوا السلاح من يد أيقنت أنها تسلمها لزنود أمينة وخبيرة وجديرة".

وقال: "إذا كانت ذاكرتنا تعيدنا في بعض الأحيان الى ألوية في الجيش انتسبت الى طوائفها ومذاهبها فإن اللبنانيين اليوم يتحدون من يستطيع أن ينسبها أو يبعضها أو يذر بينها الشقاق، وما كان لهذه المؤسسة أن تعصى على العاديات لولا أنها منضبطة تحت سقف الدستور ملتزمة بتوجيهات السلطة السياسية. ومن تجليات هذا الإلتزام التقيد بسياسة النأي عن الإنغماس في المأساة السورية التي يتحمل لبنان آثارها الأكثر خطرا على كيانه، وما كان لها أن تبقى بريئة من الصراعات والتجاذبات لولا أن قاموسها قد تطهر من أية لفظة انقلابية مصدرا أو اشتقاقا:

فوضع الندى في موضوع السيف بالعلى مضر كوضع السيف في موضع الندى".

أضاف: "إنني في هذه المناسبة أخاطب الجيش وقيادته وأقول، صمودكم دين علينا وجرحكم جرحنا وقلقكم يؤرق وسائدنا ولن يبخل الوطن على أبنائكم الرهائن بأي ثمن من اجل تحريرهم من محنتهم التي طالت، فليس أحد أولى منا بحماية من نذروا أنفسهم لحمايتنا. وفي هذه الذكرى أحيي شهداء نهر البارد الذين طهروا بدمائهم شمالنا من عصابة فتح الاسلام وعصابات الإرهاب كلها، وكانوا مع رفاقهم بقيادة الرئيس ميشال سليمان والشهيد فرنسوا الحاج والجنرال قهوجي، يرفعون عن تلك المحافظة وقصبتها طرابلس تهم التعصب والانغلاق، وذلك بالتعاون مع الأهالي الذين كانوا لهم خير ظهير ونصير. ولبيت المحامي أقول هذا القصر كعبتنا".

منصوري

وتحدث المحامي الدكتور وسيم منصوري فقال: "هم أحياء عند ربهم يرزقون"، هم أحياء عند الوطن لا يموتون، هم للوطن المفضلون الحقيقيون، ولكن هل كان الوطن بحجم تضحياتهم؟ هل تحملنا مسؤولياتنا الوطنية مثلما تحمل هؤلاء الأبطال الأبرار؟".

أضاف: "من هنا لا بد من الاعراب عن عدة مسائل أدرجها كالآتي:

أولا- جغرافيا الكلام:

هناك كلام يصح في مكان ما، لكن يكون باطلا في مكان آخر. فالعقيدة العسكرية التي أثمرت ثالوث "الشرف والتضحية والوفاء" هي عقيدة تصح في الجغرافية اللبنانية المتمثلة بالتفاف جميع الفرقاء السياسيين حول مؤسسة الجيش، لكنها عقيدة غريبة عن أصحاب الجغرافيات الموبوءة والمستجدة في البيئة العربية التي تحاول نشر ثالوث "العار والخديعة والانتحار" وهي لم ولن تجد لها بيئة حاضنة خاصة في لبنان. إن محاربة الارهاب ليست مهمة أمنية وحسب، بل هي مهمة وطنية، وعلى جميع القوى السياسية والاجتماعية والثقافية والشعبية على حد سواء، الوقوف وجها لوجه أمام جغرافيا الأفكار المستوردة التي لم نعهدها ولم تدخل ضمن أدبيات حياتنا ولا تشبه ديننا ولا ثقافتنا. إن الالتزام بالأخلاق والدفاع عن الوطن واحترام القوانين ليست بالأمور الاختيارية أو الانتقائية، كما أنها ليست وجهات نظر، إنها وبكل بساطة واجب علينا ولا نقاش في الواجبات، فلا أحد يناقش ربه في جدوى الصلاة، وبالصلاة ترتاح النفوس وبالصلاة للوطن نؤمن به أكثر.

ثانيا- صلة المؤسسة العسكرية بالمجتمع:

تمثل المؤسسة العسكرية مجتمعا متكاملا كأنها صورة لبنان المصغرة في تعدديتها المناطقية والطائفية والفكرية، وقد استطاعت المؤسسة العسكرية أن تحرص على هذا التنوع والتماسك بفضل سياسة قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي نحيي جهوده البطولية في ظل الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة. وثمة مسألة ضرورية لا بد من التوقف عندها، هي علاقة المؤسسة العسكرية بالمجتمع، وعلينا أن نبادر إلى البحث عن جوهر هذه الصلة. وإذا ما كان من نقاط ضعف أو ثغرات للاسراع لردمها، لسنا في زمن الفجوات، وعليه لا بد من قراءة المجتمع وفهم البيئات المتنوعة فيه، هذه البيئات التي باتت تتأثر بكافة أشكال الاعلام لا سيما الاعلام الجديد المتمثل بوسائط التواصل الاجتماعي، خاصة وأن الارهابيين يستغلون هذه المنابر ويملؤون قنوات النشر بأفكارهم، فالمعركة لم تعد في ساحات القتال وحسب بل في ساحات جديدة افتراضية، وهذا ما يفرض الاستعجال في تحصين الأمن الالكتروني كما الأرضي، والذي يتطلب المزيد من الخبراء والتجهيزات، كما يتطلب المزيد من التشريعات القانونية الرادعة والحامية لأمن الناس.

ثالثا- الوحدة الوطنية والقانون:

إننا نشكرالنقيب الصديق الاستاذ جورج جريج على الجهود التي يبذلها في رفع شأن نقابة المحامين، هذه النقابة التي ترمز إلى شعار "العدل أساس الملك"، فالاحتفال باليوم الوطني لشهداء الجيش اللبناني في بيت المحامي في نقابة المحامين دليل على أن الوحدة الوطنية متلازمة مع القانون، وهم جسد واحد لا يتفرقان، فالقانون هو الضامن الوحيد للوحدة الوطنية، والحوار بين مختلف الأطراف هو الحصانة لهذه الوحدة. لذا، ولكي نكون على قدر تضحيات الجيش، لا بد من الاشارة إلى ضرورة تفعيل عمل المؤسسات، كل المؤسسات، ابتداء من عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، وفي هذا الإطار، لا بد من التنويه بجهود دولة الرئيس نبيه بري الداعي باستمرار لجلسات انتخاب وتشريع، وبجهود وإصرار دولة الرئيس تمام سلام الرامية الى الهدف نفسه. فالتشريع اليوم أصبح أكثر من ضرورة، ألم يحن وقت إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي تعطي أفراد القوى العسكرية وموظفي القطاع العام حقوقهم، ألا يقتضي إقرار سلة من القوانين التي لم تعد المعاهدات التي وقع عليها لبنان تنتظر الجدل الداخلي؟ وغيرها وغيرها".

وختم: "بكل حال، لعل الحوار القائم ما بين الأطراف السياسية يرسي أسس تعزيز الوحدة والوطنية، ويسهم في انجاز هذه الملفات العالقة وفي التقدم نحو انتظام عمل المؤسسات بإرادة القانون ومشيئته. ولا أعتقد أننا نستطيع تقديم أي شيء لمن قدم لنا حياته، جسده، روحه. أمام الشهداء نقدم التحية للجيش، ننحني لهم، نقبل جباههم وجباه الوطن عبرهم".

قهوجي

بدوره، قال قائد الجيش العماد جان قهوجي: "في اليوم الوطني لشهداء الجيش اللبناني الذي تقيمه نقابة المحامين في بيروت، في قاعة الاحتفالات الكبرى في بيت المحامي، بين تاريخ الوطن ودماء الشهداء حكاية لا تنتهي، عمادها الشرف وغايتها التضحية ومبدأها الوفاء. فحيثما سقط شهيد ارتفع علم جديد، وكلما سقط شهيد، شمخت أرزة جديدة في وجه الرياح والعواصف. بين المؤسسة العسكرية ونقابة المحامين أكثر من رابط وأبعد من علاقة، فنقابتكم هي سياج القانون، والجيش هو سياج الوطن. ونقابتكم هي صوت الحق، والجيش هو المؤتمن على صون الحق. من هنا كان الدور المميز لمحامي لبنان ولنقابتهم الكريمة في دفاعها الصلب عن حقوق اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، أو في مساندة المؤسسة العسكرية في مهماتها الوطنية، فأنتم رسل الحق، وكلمتكم حكم مبرم ونهائي، ضد شهود الزور والمفترين والمجرحين".

أضاف: "إن يوم الشهداء بالمطلق هو أقدس الأقداس عندنا، فكيف حين يجمع تاريخا نضاليا عريقا طويلا، مجبولا بدماء الأبطال، أبطال الصحافة في عيدهم اليوم، والذين نستذكر معهم قافلة من الصحافيين الذي استشهدوا على مذبح الوطن، دفاعا عن النموذج اللبناني والكلمة الحرة في لبنان. لقد أردتم كرجال للحق والقانون، أن تكرموا شهداء الجيش في رحاب عيد شهداء لبنان، فشكرا لكم، وتحية من كل ضابط وجندي، لأنكم تؤكدون مجددا رسالتكم الوطنية ووقوفكم الى جانب الجيش، واعتزازكم بتضحيات شهدائه، تماما كما أثبتم على الدوام أنكم سياج القانون، وخير مؤتمنين على إرث مدينة الشرائع بيروت. بيروت الثقافة والحضارة، وبيروت الكلمة الحقة، تلك التي انطلقت من شرفاتها ذات يوم الى العالم، محملة بكنوز المعرفة والحرية والإبداع".

وتابع: "لا يفوتني في هذا اليوم أن أقولها بالفم الملآن، إن يوم الشهداء هو اليوم اللبناني بامتياز كالإستقلال تماما. ولذا أتوجه عبر منبركم الكريم هذا بأقصى مشاعر الوفاء، من كل شهيد عسكري ومدني، جنديا كان أم صحافيا أم مدنيا عاديا، سقط في ساحات الشهادة على أرض الوطن فداء لكرامته، متعهدا أمامكم وأمام أرواح الشهداء الطاهرة، السير على منهج الشهادة الدائمة من أجل لبنان وكرامته وحريته وتعدديته، ونموذجه الفذ في هذه المنطقة والعالم بأسره. واسمحوا لي أن أتوجه بشكل خاص هذا اليوم إلى الأبطال الأحياء، أسرانا المخطوفين لدى التنظيمات الارهابية، لأؤكد تكرارا أن قضيتكم هي أمانة في عنق الجيش، ولن نوفر وسيلة في سبيل عودتكم سالمين موفوري الكرامة الى ذويكم، وعائلاتكم والى مؤسستكم العسكرية".

وقال: "لا بد في هذه المناسبة الوطنية العزيزة، أن نؤكد بأن المواجهة التي يخوضها الجيش اليوم ضد الإرهاب، لا تقل خطورة عن مواجهته الدائمة ضد العدو الإسرائيلي. فإسرائيل والإرهاب وجهان لعملة واحدة، وتعبيران مختلفان عن حقيقة واحدة وجوهر واحد، وهما النقيض الواضح للمجتمع اللبناني القائم على التعدد والحوار والاعتراف بالآخر. لقد سعى الإرهاب خلال السنوات الفائتة ولا يزال، وبمختلف مصادر قوته، إلى إلحاق لبنان بالساحات الإقليمية المشتعلة من حوله، مستفيدا مما يجري في المنطقة من فوضى أمنية، وصراعات سياسية وتشابك للمصالح الدولية، وفتن طائفية ومذهبية، لكن الجيش كان له دائما بالمرصاد، إذ استطاع بفضل تماسكه وتضحيات رجاله، إلحاق الهزيمة العسكرية بهذا العدو، ومحاصرته على الحدود الشرقية والقضاء على خلاياه الإرهابية في الداخل".

أضاف: "إنني من على منبر هذا الصرح الكريم - بيت المحامي، أطمئن اليوم جميع اللبنانيين إلى مناعة الجيش في مواجهة التحديات، فالإنجازات التي يحققها يوميا، والإلتفاف الشعبي العارم حوله، والثقة الدولية بدوره الوطني، والتي ترجمت على أرض الواقع، بالشروع في مده بالمساعدات العسكرية النوعية، لهي خير دليل على ذلك. كما أؤكد مرة أخرى، بأن الجيش لن يسمح بوجود أي موطىء قدم للارهاب في لبنان، وأن التجاذبات السياسية الداخلية والإرباك الحاصل في عمل مؤسسات الدولة، لن تثنيه عن القيام بواجبه المقدس في الحفاظ على استقرار لبنان وتجنيبه العواصف الإقليمية، مهما تطلب ذلك من أثمان وتضحيات".

وختم: "دمتم أصدقاء للجيش وحراسا لرسالة الحق والقانون في خدمة الوطن والإنسان".

جريج

أما جريج فقال: "هوذا اليوم الذي يختصر كل الايام، الشهادة، فشهيد الجيش شهيد لبنان، شهادة الجيش لا تحتاج الى اثبات، ليست مختبرا لتحديد فئة الدم، هو دم كل لبنان. ليست فاتورة تلفون أو كهرباء أو مولد لإثبات محل الاقامة، جيش لبنان مقيم في لبنان، في الداخل وعلى الحدود، في طرابلس وفي الضاحية، في البقاع وفي عرسال. والشهادة ليست سجلا عدليا في مخفر فرن الشباك، إنها الشهادة التي تعرف عن ذاتها بذاتها. هوذا اليوم الوحيد الذي لا نقطع فيه قالب حلوى، بل نذكر شهداء الواجب، وأسرى الواجب في الجرود. هوذا اليوم الذي لا مكان فيه ليهوذا، لا بيع فيه ولا شراء، لا بالذهب ولا بالفضة، أمانة لا خيانة. هوذا اليوم الذي لا خلاف عليه، ويوم يصبح الخلاف على الجيش أمر اليوم، ينتهي لبنان".

أضاف: "هوذا اليوم الذي لا أثر فيه لغبار الهروب والاتكالية، وثقافة التحريف والتسويف. لا تراتبية فيه، لا تبويب ولا تنسيب، لا تصنيف ولا تزييف، لا تطييف ولا تجديف، هوذا يوم التشريف لا التسخيف، بل أقول هو اليوم الوحيد غير القابل للتوظيف. أو سمعتم يوما هذا الجندي يقول أريد نفسي قبل أهلي، أريد ذاتي قبل وطني؟ أريد حياتي وأبخل بشهادتي؟ أو سمعتم هذا القائد يقول إنه اليوم في اليرزة وغدا في بعبدا؟ قال نريد رئيسا، لا أنا الرئيس. قال نريد دولة، لا أنا الدولة. قال الرئاسة مهمة لا مهنة؟".

وتابع: "ليس نحن في النقابة من يرشح، ولا نحن من ينتخب. لكن نحن أصحاب حق، ونقولها بصوت عال: نعم نريد دولة اليوم، ورئيسا اليوم، لأن غدا قد يكون متأخرا أو قد لا يأتي أبدا. نريد وعدا كوعد الجيش، يحل فجرا لا عند المغيب. يهبط في وضح النهار ولا يتسلل في عتمة الليل. الجيش حاجز نعم، لكنه حاجز ضد التقسيم والترحيل والتهجير. الجيش جهوزية، والمواجهة مع اسرائيل ليست زوبعة في فنجان، أو صاعقة في سماء صافية، بل هي عقيدة قتال ضد كل عدو متربص بلبنان. فبفضل هذا الجيش كانت الشهادة التي لم تفرق بين الرتب العسكرية، جنودا ورتباء وضباطا. فالجيش أساس في قيام الدولة، بل أساس في طرح جدلية بناء الدولة نايشن بيلدنغ nation building. بعيون النسور الثاقبة، بدم جنودنا الشهداء، وأرواح أسرانا الغالية، بمؤسساتنا الصامدة، بنقابة محامينا، بهيئات مجتمعنا المدني، سنتمكن من بناء هذه الدولة، ومن الوقوف أمام قوة الحياة التي تدب في عروقنا، وفي جذور هذه الأرزة التي اسمها لبنان".

وأردف: "في علم السياسة، الدولة ومؤسساتها وقراراتها هي وحدها المعبرة عن ارادة الشعب صاحب السيادة، وهي حائزة على أعلى درجات السلطة Summa Potestas سوم بوتستاس. ولا يصح ان تعلو عليها، ولا أن تتجاوزها، ولا ان تشاركها، او تنافسها أية سلطة اخرى داخلية أو اقليمية أو دولية. وهكذا الجيش، مؤسسة لا خصخصة فيها، ولا شراكة معها، بل هو كالدين لا إشراك فيه. هو كلبنان، مسجد كبير وكاتدرائية كبرى، ومساحة مدنية لمن لا يرغب ببيوت الله. جيش قوي، لا يضعف مع السياسة ولا يقوى بها، السياسة تزول، والجيش باق. الجيش والسياسة، ربما، فسياسة الجيش هي تعبير الصامت الأكبر عن مفردات العمل الوطني بكل مكوناته، من الحفاظ على الديمقراطية الى ضمان الأمن والاستقرار".

وقال: "الجيش والتسييس، هذا ممنوع، فلا وديعة في الجيش للسياسيين، ولا التزام من الجيش أمام السياسيين، والذراع التي تمد عليه تشل واليد تيبس، جيش يسقط عند أبوابه المنطق الذي يقول ان الغياب افضل من الحضور، جيش صاحب قلب كبير، لكن لا يعرف البكاء مهما كان الاسى. عندما سئلت الملكة اليزابيت لماذا لم تبك ديانا، قالت: عندما أعطيت التاج قيل لي: الواجب اولا، أنت بعد ذلك. وعندما أولي القيادة، كان يدرك العماد قائد الجيش أن لا محل للضعف عند القادة، كان يدرك أن لبنان أولا، والشخص يأتي بعد الوطن".

أضاف: "جيش قادر على أن يعيد لبنان الى لبنان، فيبقي لبنان اليوم شبيه لبنان الامس. عندما قررت فرنسا نفي الجنرال ديغول وخيرته بين مصر والسنغال، قال لايفون Yvonne: احزمي الحقائب لن نذهب الا الى لبنان. هكذا سيعود لبنان، عروة وثقى للأمن، ممرا للحضارة، مستقرا للمدنية، لا أرض مخابرات، وساحة صراعات، ومساحة ممنوعات، وحفلة جنون لقطاع الطرق والعصابات".

وختم: "في لبنان اليوم جمهورية دون رئيس لكن لا يمكن ان أرى بلدا دون جيش، مع عميق تقديري لهذا المنصب الشاغر الذي بح صوتنا صباح مساء مطالبين بإعمال الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية. في لبنان دولة تصريف اعمال، لكن لا دولة تقوم بجيش تصريف أعمال أو جيش إدارة أزمة. فلنصفق لجيشنا وقيادته، جيش يحارب الارهاب في أقسى وأقصى الظروف، ويحمي الحدود بوجه أعتى السيوف وأعلى السقوف، ويحفظ الأمن، بل ويؤمن المرور على كل طرقات الوطن".

 

غرق “حزب الله” في المستنقع السوري

داود البصري/السياسة/07 أيار/15

ثمة حقيقة ستراتيجية ماثلة للعيان, تؤكد على وحدة معركة المصير بين النظام السوري المتهالك والآيل للسقوط الحتمي والقريب, وحلفائه الإيرانيين والطائفيين في الشرق. ودرءا لتلك الحقيقة المرعبة فإن عصابة (حسن نصر الله) وهي تنغمس في مستنقع الدم السوري, لا تملك من خيار سوى ذلك المرتبط بالوقوف مع النظام السوري لنهاية المطاف, رغم قراءتهم لمسارات الأحداث واستيعابهم للحتمية التاريخية. ورغم أحاديثهم المتكررة والمملة عن الطواغيت والمظلومية وبقية الشعارات المعروفة, “حزب الله” اللبناني وهويغرق تبعا لإرادة أسياده ومموليه الإيرانيين, يعيش اليوم إرهاصات السقوط والتلاشي والاندثار, فكل أحاديث أمينه العام حول المؤامرة والتآمر وأحاديث الإفك الأخرى قد ثبت سقوطها, ولم يعد نصر الله يتحاور سوى مع نفسه بعد أن جعل من شباب شيعة لبنان وقودا رخيصا لإدامة آلة الحرب العدوانية الأسدية, ولإرضاء أسياده في طهران الذين يقاتلون, ليس بدماء حرسهم الثوري ولا الشباب الإيراني, بل بدماء اللبنانيين وعبر توريط لبنان وشعبه بحروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل, خصوصا ان سقوط النظام السوري ودخول سورية في عهد ديمقراطي تحرري جديد ومنفتح ومختلف عن النظام الديناصوري الساقط لا محالة سيعيد الازدهار للبنان, وستنشط معها حركة السياحة والاستثمار, وتدب الحياة في شرايين اقتصاد المنطقة بشكل عام. حسن نصر الله يعلم بقرارة نفسه أن زيادة التورط في معارك النظام السوري ضد شعبه سيكلف “حزب الله” وحتى لبنان أثمانا باهظة, وسيعجل في انهيار الحزب وتلاشيه بعد أن أعلن عداءه المطلق والصريح للعالم العربي, وانضم رسميا ليكون مجرد بندقية للإيجار لذبح السوريين واللبنانيين, ولتكريس سياسة عزل طائفية مقيتة ستعود بالضرر الكبير على الطائفة الشيعية الكريمة, ليس في لبنان وحده, بل في عموم المنطقة. ليس من مصلحة الشعب اللبناني استقبال توابيت شبابه القادمين من دمشق في معركة ليست لهم ولا يتحملون نتائجها المريعة ولم تكن يوما ضمن أجندات العمل الوطني اللبناني. في معارك القلمون السوري المحتدمة حاليا سقط عدد من قادة “حزب الله” الميدانيين, وسيتبع ذلك حتما سقوط أعداد أخرى من الشباب اللبناني والسوري يتحمل دماءهم أمام الله سبحانه وتعالى من أرسلهم لذلك المصير دفاعا عن نظام طاغ لايراعي الله ولا يبالي بمصالح العباد وقد ارتكب من الجرائم الوحشية ما يندى له الجبين الإنساني.

“حزب الله” اللبناني يعيش اليوم في ورطة ستراتيجية قاتلة لا يحسد عليها, فالتخلف عن نصرة النظام السوري سيجلب غضبا إيرانيا سيعجل بسقوط نصر الله شخصيا, واستبداله بآخر من جماعة الجوقة الإيرانية, كما ان المشاركة في الحرب في بطاح الشام ستؤدي أيضا في نهاية المطاف لنتائج كارثية على مستوى شعبي البلدين, وعلى سمعة “حزب الله” التي ستتهاوى للحضيض, بعد أن تحول لمرتزق للدفاع عن النظام الفاشي الآيل للسقوط, والذي لن يحميه أو يحرف مصيره الحتمي مشاركة “حزب الله” التي هي في النهاية تحصيل حاصل. فنظام دمشق لم يعد مسموحا له بالبقاء بعد أن فقد مبررات وجوده وحتى شرعيته الدولية المفترضة, سيما وأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد أعلن صراحة في قمة الرياض التشاورية الأخيرة أنه لا دور للأسد في مستقبل سورية. اذن, فإن مشاركة “حزب الله” في معارك الشام عملية خاسرة بامتياز, ولن تجلب سوى المأساة للشباب اللبناني والعار للحزب وقيادته التي ذهبت بعيدا في نصرة الظالم ومحاربة المظلوم, وهي تعلم علم اليقين بأن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم.

“حزب الله” وقيادته يستطيعون تدارك الموقف إن تصرفوا وعملوا بمسؤولية واستقلالية حقيقية, معتمدين على جماهيرهم في لبنان, وليس على رأي ومصالح نظام ومؤسسة الحرس الثوري الإيراني, الأنظمة زائلة لكن الشعوب هي الباقية, وليس من مصلحة أحد فتح مجار لأنهار الدم والكراهية والعداء بين شعبي سورية ولبنان, الإيرانيون طارئون وسينحسرون وتذهب ريحهم أما الشعب السوري فهوعلى العهد ومستمر في ثورته حتى اقتلاع النظام من جذوره ومحاسبة المجرمين والطغاة. ول¯”حزب الله” قرار البقاء أو الانتحار… الشعب السوري لن يهزم أبدا.

* كاتب عراقي

 

ندوة في الذكرى ال 10 لاغتيال سمير قصير بارود: المشكلة في لبنان تعود لغياب المصارحة قبل المصالحة

الأربعاء 06 أيار 2015 /وطنية - نظمت "مؤسسة سمير قصير" في الذكرى العاشرة لاغتيال قصير، وضمن "مهرجان ربيع بيروت 2015"، ندوة من سلسلة "افكار بيروت"، بعنوان "معالجة الذاكرة لبناء المستقبل"، في حرم الابتكار والرياضة في جامعة القديس يوسف، في حضور الوزير السابق زياد بارود، نائبة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الاوروبي النائبة السابقة لرئيس البرلمان الايرلندي الشمالي جاين موريس، نائب وزير الدفاع التشيلي السابق لوسيانو فويو والاستاذة في مادة التاريخ المعاصر في جامعة سالامانكا في اسبانيا خوسيفينا كويستا بوستيو.

ابو جودة

وأدارت الندوة مديرة مكتب المركز الدولي للعدالة الانتقالية كارمن ابو جودة، فاعتبرت "اننا نحتفل بالذكرى ال40 على بدء الحرب اللبنانية، لذلك نحن هنا كي نستفيد من خبرة دول اخرى استطاعوا المرور بمرحلة انتقالية بعد حكم ديكتاتوري استمر لاعوام"، لافتة الى ان "مصطلح معالجة الذاكرة، افضل من تنقية الذاكرة. لأن ذاكرة اللبنانيين مجروحة وملتبسة بحاجة الى شفاء"، متطرقة الى "حقبة انتهاء الحرب اللبنانية التي انتهت مع اتفاق الطائف بين المتحاربين"، رافضة "ما قيل عن تلك الاتفاقية بانها اتفاقية سلام".

واوضحت ان "ما قيل انه ما من غالب او مغلوب في هذه الحرب، هو مجرد اسطورة. اذ غلب النظام السوري وحلفائه على القيادات المسيحية التي نفيت وسجنت كما النظام ذاته على القوى الديموقراطية والعلمانية التي حلمت بالتغيير"، لافتة الى ان "قانون العفو، هو عفو ذاتي اعفى عن الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب من دون العودة الى رأي الضحايا". وذكرت ان "هذه الندوة ليست الاولى. اذ نظمت عام 2001 بعنوان "ذاكرة للمستقبل"، شارك فيها سمير قصير، وكانت تهدف الى مسار رسمي لمعالجة الذاكرة وما لم يحدث"، موضحة ان "مبادرات المجتمع المدني بقيت محدودة، لذلك لم تنته بالنتيجة المرغوبة. وان سياسة النسيان لم تطبق في لبنان، خصوصا ان اهالي المفقودين لن يستطيعوا النسيان قبل معرفة مصير ابنائهم".

بوستيو

وتناولت خوسيفينا بوستيو الحرب الاهلية والعالمية التي مرت بها اسبانيا، واشارت الى "النتيجة النهائية التي توافق عليها الجميع، وهي بعدم تكرار الحرب بل الابتعاد عنها"، موضحة ان "اسبانيا شهدت تنامي حركة الارهاب واجبرت الاسبان على التوصل الى توافق وايجاد نقاط مشتركة كي لا تتكرر الحرب. فمرت بنقاشات حادة بين الاطراف لايجاد حلول ترضي الجميع"، وميزت بين العفو ونفي الذاكرة، فاعتبرت ان "العفو أمر وفقدان الذاكرة امر آخر". وعن تنقية الذاكرة، قالت: "ان السياسيين الذين شاركوا في الحرب، عبروا عن رأيهم وكتبوا تاريخهم، كما حاول كثيرون ممن عاشوا في المنفى استرجاع الماضي ورغب بذلك ابناء الجيل الثاني، الا ان الاصرار الاكبر كان لاهالي المفقودين والعائلات التي تطلب معرفة امر ما عن ابنائها"، لافتة الى ان "المرحلة الانتقالية بدأت مع المجتمع المدني".

موريس

واشارت جاين موريس، الى ان "القصة في ايرلندا الشمالية مختلفة عن اسبانيا"، شارحة ما مرت به ايرلندا، معتبرة ان "السلام موجود اليوم، الا ان المصالحة لم تتم"، واذ لفتت الى ان "ايرلندا بحاجة لطريق طويل كي تصل الى النتيجة المرغوبة. فهي كانت بحاجة الى جمع المعلومات والحقائق قبل البدء بالمصالحة والمصارحة، مما شكل صعوبة كبيرة، فكان من الصعب الوصول الى معلومات مفيدة، انما تم التوصل فقط الى بعض التقارير"، مؤكدة ان "ايرلندا لا تزال تواجه مشاكل عديدة"، منوهة ب"الانجازات التي توصلت اليها، لكن الجرح لم يختم بعد والتحلي بالصبر ضرورة".

فويو

ولفت لوسيانو فويو، الى ان "تشيلي دولة يافعة عمرها 200 سنة، ومرت بمشاكل عدة. منها الحكم العسكري، حيث خسرت حقوقها المدنية. فخسر الفرد حريته وعاش منعزلا عن محيطه، مما ادى الى هجرة كبيرة هربا من ذلك الحكم المستبد. وتلك المشاكل خلفت اعدادا كبيرة من المفقودين"، داعيا الى "وضع سياسة مصالحة لبناء مستقبل مزدهر"، معتبرا ان "الديموقراطية هي السياسة الوحيدة الواجب اتباعها والضمانة لتطور السلم في العالم". اضاف: "البداية كانت صعبة لكننا استوحينا من الارجنتين شعار عدم التكرار، وحاولنا تطبيقه في تشيلي. فوضعت لجان تسعى لنتائج جيدة خلال فترة 25 سنة تقصت الحقائق والمفقودين. وبناء على هذه الحقائق التي صدق عليها الجيش، قامت تشيلي ببناء ذاكرة اخلاقية سياسية وانسانية، واعطت التعويضات، خصوصا في ما يتعلق بالتربية وتعزيز حقوق الانسان، وبنيت قاعدة مهمة للبيانات المتعلقة بالحمض النووي، مما ينهي مشكلة المفقودين ويسهل التسامح والنسيان وتخطي ما حصل".

بارود

وتطرق الوزير السابق زياد بارود الى مرحلة ما بعد الحرب في لبنان، واعتبر ان "بيروت وبلفاست متشابهتان كثيرا، حيث هناك جدران لا تزال موجودة"، مذكرا بالندوة التي نظمت في مبنى "الاسكوا"، التي "شارك فيها الشهيد سمير قصير وكان ملاحقا آنذاك ليحول بعدها عنوان هذه الندوة الى جمعية وقع على نظامها عشية اغتياله"، معتبرا ان "قصير ينتمي الى مدرسة العدالة الانتقالية وليس الانتقائية". ورأى ان "قانون العفو تضعه الضحية، اما في لبنان فوضعه الجلاد، وكانت هذه المشكلة الاولى التي تكمن في كيفية صدور هذا قانون. والمشكلة الثانية، هي باهمال موضوع المخفيين قسرا والمخطوفين، لانهم لم يوضعوا على أجندة الطبقة السياسية التي حكمت في فترة ما بعد الحرب. اما مشكلة ما بعد العام 2005، كانت في كيفية الانتقال الى الحيز التطبيقي، خصوصا ان معظم مكونات الحكومة شاركت في الحرب"، متطرقا الى "دور وزارة الداخلية بالمشاركة لحل موضوع المخطوفين والمخفيين، فقد شاركت الوزارة فقط في لجنتين، الاولى سياسية قضائية امنية قامت باعداد تقارير، اما الثانية فاكتفت بجمع محاضر قوى الامن الداخلي واصدرت محاضر بناء على الشكاوى التي وصلتها"، مؤكدا ان "المشكلة في لبنان تكمن في تجاهل الفاعل"، مشددا على ان "الانتقال الى الافضل في هذا الملف تطلب اعطاء الحكومة مجتمعة اولوية واهمية اكثر فيه". وقال: "طلبنا من الحكومة انشاء بنك الDNA، على ان تتحمل وزارة العدل هذا الموضوع، لكنها تجاهلت الطلب بسبب عدم رغبتها بمعالجة هذا الملف. وهذا التهاون يعرقل المصالحة التي تتطلب قراءة الصفحة وطويها بعد الحصول على كل المعلومات، ما لم يحصل قبل انهاء ملف المخفيين قسرا"، مشيرا الى ان "الطبقة الحاكمة في التسعينات، سعت الى افقال هذا الملف ونسيانه، وكأن لبنان لم يمر بمرحلة حرب. فحاولت محو كل ما له علاقة بالحرب، حتى باعادة اعمار بيروت حاولت ازالة آثار الحرب"، ورأى ان "هذا الامر غير منطقي"، لافتا الى ان "المشكلة في لبنان تعود لغياب المصارحة قبل المصالحة، فلم يحاول اي طرف سياسي البوح بحقيقة تفكيره ولا الاعتراف بالخطأ".

واعتبر انه "لا يمكن تعميم الارتكاب على جميع اللبنانيين، لان بعضهم لم يرتكب الجرائم ولم يشارك فيها. فالمجتمع بأكمله ضحية هذا المسار. الا ان اهالي المخفيين والشهداء والمتضررين من الحرب فهم ضحايا اكثر من غيرهم". وانتقد بارود "تمديد النواب لانفسهم مرتين منذ العام 2009"، مشيرا الى ان "قانون الانتخاب لا يعكس التمثيل الصحيح"، لافتا الى "اهمية الضغط الشعبي الذي يمارس في لبنان والذي ردع الطبقة السياسية الموجودة من القيام بالأسوأ"، منوها باهالي المخطوفين الذين "استطاعوا ابقاء قضية المخطوفين على مسامع الجميع كي لا تنتسى مع مرور الزمن، بالرغم من وقوف الطبقة السياسية ضدها". ثم دار حوار مع الحضور.

 

احتفال في الذكرى المئوية الأولى لإبادة المسيحيين عون: بدأنا نرى جنوحا نحو السيطرة في ممارسة الحكم وإضعاف المسيحيين

الأربعاء 06 أيار 2015

وطنية - أحيا التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق والرابطة السريانية "الذكرى المئوية الأولى لإبادة المسيحيين"، في احتفال حاشد أقيم في فندق "لو رويال" - الضبية، في حضور ممثل الرئيس أمين الجميل شاكر عون، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران سمير مظلوم، ممثل بطريرك السريان مار افرام كريم المطران مخايل شمعون، ممثل بطريرك الأرمن الكاثوليك الأب كيفورك بيغيايان، ممثل كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس الأب نوراير اتكيان، ممثل بطريرك السريان الكاثوليك المطران جهاد بطاح، رئيس الطائفة الكلدانية المطران ميشال قصارجي، رئيس الطائفة الآشورية المونسنيور ياترون غليانا، ممثل البابا طوادرس الأب رويس الأورشليمي، ممثل الطائفة الإنجيلية الأب رافي مصرليان، الوزراء: جبران باسيل، الياس بو صعب، وأرتور نظريان، سفراء: الولايات المتحدة الأميركية ديفيد هيل، روسيا ألكسندر زاسبكين، سوريا علي عبد الكريم علي، وإيران محمد فتحعلي، النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي.

وحضر أيضا النواب: ميشال عون، سليمان فرنجية ممثلا بالنائب إميل رحمة، آغوب بقرادونيان، شانت جنجنيان، ناجي غاريوس، وليد خوري، عباس هاشم، سيمون أبي رميا، نبيل نقولا، جيلبرت زوين، نعمة الله أبي نصر، فريد الخازن، وإبراهيم كنعان، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الوزير السابق جو سركيس، مطران الأرمن الأرثوذكس شاهيه بانوسيان، مطران البقاع للسريان بولس سفر، الآباتي داوود رعيدي من الرهبانية الأنطونية، إضافة إلى نواب ووزراء سابقين وحشد من الفاعليات السياسية والرسمية والإعلامية والمواطنين.

افرام

النشيد الوطني افتتاحا ثم دقيقة صمت على شهداء الإبادة فأغنية تحيي ذكرى مجزرة سيفو كتبها إيلي الفرزلي ولحنها وأنشدها سمير صفير، وقال افرام : " سيفو أمام عينيك لا يغيبها ضجيج احداث ولا تعاقب أجيال.

مكتوبة بالدم. والدم حبرنا. نحن الابرياء. نحن بقايا السيوف. نحن أيتام الشرق. قرابينه."

أضاف: "وأخطرما في سيفو. ليس القاتل الجلاد الذي يرفض الاعتراف والذي يستفزك في النكران، بل في سيفو جديد حيث تقتلع من الشرق من النهج والفكر نفسه وبدعم من أحفاد العثمنة نفسها ".

وتابع :"أنا ابن سيفو ابن الجيل الثالث لجد هو حبيب جيء به من طور عبدين جبل النساك يتيمأ . وجدة أرمنية هي تاكوهي . جمعتهما المذبحة والحب في بيروت . وانا ابن لبنان. مجبول به حتى قبل ما كان . إسألوا القرى والأنهر والمدن . من اعطاها أسماءها باللغة الآرامية المقدسة. أوقفوا هذا الهراء عن من استضاف من. كلنا ضيوف عند لبنان الوطن ان تكون له ".

وتابع: "وأنا افتخر أني ابن المعاناة والتجارب المرة . مسكون بهاجس الحضور المسيحي الحر المهدد بالأندثار. وحده الأعمى لا يريد أن يرى . لكن الحقيقة ناصعة كالشمس ".

واعتبر أن " ما نسميه "سيفو" حقيقة تاريخية في المكان والزمان نحن شهودها وضحاياها بأجسادنا بأهلنا برواياتنا بكتبنا بأشعارنا بفننا بأغانينا بدمعنا بلحمنا بدمنا بالأسماء بالصور بالعائلات بأطلال باقية هناك فيها عبق اجدادنا. ولا يمكن لأحد انكارها ولا محوها ولا التبرؤ منها ولا تغييبها ولا إهمالها ولا دفنها، خاصة لا نقبل ان يدعي أحد أنها لم تحصل، أو أنها خرافة. او انه تهجير احترازي او أننا أرشيف للبحث ان الذاكرة لا تهجَّر، وهذه ليست ذاكرة وهمية ولا مبتدعة. وهي ليست ذاكرة ارتدادية او ذاكرة للانتقام بل هي ذاكرة للغد ".

وأشار الى "أن ما حصل طال شعوباً واثنيات وطوائفَ متنوعةَ من الأرمن والسريان والكلدان والاشوريين ويونان آسيا الصغرى. صحيح أن العدد الأكبر من الضحايا كان من الأرمن الذين سموها في أدبياتهم "المجزرة او الابادة الأرمنية" وكانوا طليعة في النضال لاحيائها، لكن المسيحيين بأغلبهم كانوا ضحايا القتل والذبح والنزوح والجوع والمرض والتهجير. بقرار رسمي ".

وشدد على أن " الموضوع ليس عددا أو كما ولا مزايدة في أرقام. رغم ان مذكرات قدمت ومنها للبطريرك افرام الأول برصوم عام 1920 المحفوظة في ارشيف الخارجية البريطانية تؤكد ان أكثر من 250 ألفاً من أبنائنا قتلوا في 336 قرية ودمرت 160 كنيسة ودير وقتل 154 كاهن ورجل دين. قتل هؤلاء وهم عزّل غير محاربين . واخوتنا في الدم والمصير: الارمن أرقامهم مليون ونصف، ومسيحيو جبل لبنان الذين حوصروا وجوّعوا مئتي ألف. فهل يمكن أن نفكر بتسوية في قضيتنا أو بحل وسط" .

وتابع :"لسنا في مهاترات مع تركيا لا حكومة ولا شعباً ولا نظاماَ. وليس هدفنا تشويه صورتها ولا سمعتها. لكننا نطالبها بالاعتراف الصريح الواضح الشفاف بما حصل من أجل أن ترتاح عظام أجدادنا. من أجل وقفة ضمير ونقد ذاتي. نحن لا نستثمر دم الشهداء إلا في ساحة الشرف والحرية. لا ننكأ جراحا ولا نستجر احزاناً ولا نقبل انتقاماً ولا نحمل ضغينة ونتذكر ليس بالضرورة من أجل استعادة اراض فقط ولا من أجل تعويضات مالية بحت بل من أجل الحقيقة ".

ورأى أن " العيش المشترك في صميم رسالتنا وفكرنا، لقد عشنا هنا منذ فجر البشرية، ومنذ بدء نور المسيحية، ثم مع المسلمين نتشارك الهواجس والهموم والايام. نحن ضدّ صدام الحضارات نحن لسنا فقط مع حوارها بل في قلب عيشها معاً. نحن لا نقبل الهجوم على اي دين. نحترم ونقدر ونجل الاسلام ".

وسأل: " أليس من الغريب ألا تعترف ولا دولة عربية أو اسلامية ما عدا لبنان بقضيتنا ؟ وان اسرائيل التي ارتكبت ابادة جماعية موصوفة ترفض الاعتراف. وحده صوت الفاتيكان والبابا جاء مدويا ".

وتابع : " نحن نرفض ضرب هذا العيش المشترك في سيفو جديد في هذا الجنون. هذا التكفير والالغاء. يعدمون أبناء العشائر السنية، يفجرون الحسينيات، يبيدون اليزيديين، يهاجمون الاكراد، يقتلعوننا نحن المسيحيين من سهل نينوى، من الموصل، من البصرة، من الحسكة، من الرقة، يذبحون المطران فرج رحو، يخطفون المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي دون أثر أو خبر "?

وختم: " لا يمكن للعالم أن يغمض عينيه ويدَّعي انه لا يعرف ولا يسمع ولا يرى. لا يمكن أن تكون الحروب مسلسلاً تلفزيونياً ولا الضحايا أرقاماً ولا يرف له جفن. لا يمكن أنْ يكون الانسان لامبالياً تجاه أي ضحية في اي زمن في اي قارة لاي سبب. مَن يسكت يكون مشاركاً. الضمير العالمي يجب ان يبقى ساهراً متيقظاً لحقوق كل انسان. الحق ليس للقوة بالضرورة فالى متى يصم العالم اذنيه عن صراخ البراءة ويتبع مصالحه؟ ومتى الاخلاق فوق السياسة. كل من سكت عن سيفو، يسكت اليوم عن ابادة واستئصال المسيحيين في الشرق. ويراقص الارهاب في العراق وسوريا ".

بقرادونيان

بدوره قال النائب بقرادونيان:"بعد أيام قليلة من 24 نيسان نجتمع لنتذكر ونكرر مفردات تعودنا عليها في مواقفنا وتصاريحنا وخطاباتنا، مجازر، مذابح، مشانق، مجاعة، إفناء، قتل، تهجير وتشريد، إبادة. كلمات وتسميات مختلفة تدخل في صميم إتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الصادرة عام 1948 ".

أضاف: " نجتمع لنتذكر ونحن جميعا أصحاب المصير الواحد، تسميات السوقيات والسفربرلك والسيفو والإبادة وهي في الأساس الأوجه المختلفة لجرائم ضد الإنسانية. نجتمع لنتذكر ونحن أصحاب الحق وطالبي العدالة بأن من وقف وراء هذه الجرائم، خططها ونفذها، هي الدولة العثمانية وتركيا الإتحاد والترقي ومصطفى كمال أتاتورك، وأن جمهورية تركيا الحديثة لا تزال تتنكر بأن أسلافها ارتكبوا هذه الجرائم ضد الإنسانية ".

وتابع: " نجتمع لنتذكر ونذكر العالم بأن المجرم لا يزال دون عقاب يفتح شهية الآخرين لارتكاب جرائم أخرى. نجتمع لنتذكر ونذكر بأن الذي يقف مكتوف الأيدي صامتا أمام هذه الجرائم هو شريك في الجريمة ويشجع ارتكاب جرائم أخرى ".

وقال: " نحن أحفاد شهداء الإبادة، أحفاد شهداء سيفو، أحفاد شهداء المجاعة، نحن أبناء هذا الوط?ن الذي حصل على حق البقاء والإزدهار بتضحيات شهدائه الأبرار، نجتمع لنسأل عن الذاكرة الجماعية، ولم النسيان ولم الخجل ولم الإنكار ولم الإختباء وراء كلمات منمقة تافهة ينتهي مفعولها فور صدورها ".

وتابع: " نعم نجتمع لنسأل لماذا الدولة لم تتجرء إعلان 24 نيسان ذكرى مليون ونصف مليون شهيد أرمني، أجدادنا نحن المواطنين اللبنانيين، يوما للتضامن ويوم عطلة رسمية ."

وسأل: " أمن العجب أن نسأل لماذا تحول عيد الشهداء عيد 6 أيار الى ذكرى شهداء الصحافة ولماذا تتنكر الدولة إحياء العيد بمعانيه السامية والحقيقية والتاريخية. أليس لنا الحق أن نفكر بأن الشهداء أصبحوا سلعة في الأسواق السياسية والمسايرات المكشوفة والتسويات الملغومة ومصالح إقتصادية ومالية؟ أليس لنا الحق أن نفكر أن حتى في الشهادة هناك تفرقة وتمييز مذهبي، طائفي، سياسي ".

وتابع: "أهكذا نكافئ شهداءنا الأبطال من 24 نيسان الى 6 أيار الى شهداء الإستقلال شهداء القوى المسلحة وكل من سقط شهيدا للدفاع عن أرض الوطن واستقلاله وسيادته ".

وقال: "إننا نفتخر بلبنان كبلد للتعايش والعيش الواحد. التعايش الحقيقي يبدأ باحترام الآخر وخاصة احترام الشهيد. التعايش الحقيقي هو احترام الجميع لشهداء الجميع ".

ورأى أنه " أمام الشهيد تسقط المصالح وكل التسويات والإعتبارات السياسية والمنافع المادية فالإستشهاد لأجل الوطن والحرية والإستقلالزوالسيادة والحفاظ على كرامة الإنسان المواطن أسمى قيمة إنسانية ومعنوية وأساس بناء الأوطان وديمومة الشعوب ".

واعتبر أن " التاريخ يعيد نفسه وتجربة الشعوب تعيد أيضا نفسها، فالإبادة مستمرة والمجرم لا يزال يعيش في النكران لا بل يستمر في إجرامه اليومي ضد الجوار العربي بتصميم مسبق بقتل وتهجير ما تبقى من قوى مناضلة ومطالبة بحقوقها في سوريا والعراق لتصل الى مصر وتونس وليبيا واليمن ".

وأشار الى أن " الفكر البانطوراني لا يزال في أساس السياسة التركية وتتربك الشعوب في تركيا وجوارها هو الحلم العثماني التركي المتجدد. الصمت إزاء هذه الجرائم جريمة موصوفة بحد ذاتها ولن نرضخ ".

أضاف : " من واجبنا أن نقاوم. هذا ما يطلبه منا الشهداء ومن واجبنا سويا أن نرفع الصوت ونطالب الدولة لا نأي بالنفس بموضوع الشهداء نحن لا نخجل بشهدائنا. إنهم أبطال قاوموا الإحتلال والإستعمار. إنهم عرب وأرمن وسريان وكلدان وأشوريون وأقباط، مسلمون ومسيحيون. إنهم شهداء الأمس وشهداء اليوم في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا ومصر. إنهم شهداء يسقطون كل يوم رفضا للقهر والظلم والإستبداد والتكفير ".

وختم: " إنهم أجدادنا وأولادنا نفتخر بهم. ونخجل من أنفسنا. إرفعوا أيديكم عن الشهداء. هم الأولون، ولولاهم لما كان لبنان الإستقلال ".

عون

وقال عون:"نحتفل اليوم بذكرى شهداء لبنان الأبرار الذين قضوا بحد السيف وعلى أعواد المشانق أو جوعا على الطرقات. ولأن الشعوب التي تنسى تاريخها تكرر أخطاءها وتهمش دورها، لن نقبل بعد الآن بأن يطمس تاريخنا وتمحى ذاكرتنا، وسنجعل هذه الذكرى يوما وطنيا نكرم فيه جميع شهدائنا الذين سقطوا بالأمس والذين يسقطون اليوم.

بداية يجب أن نتساءل لماذا أسدل الستار عن حقبة من تاريخنا تعتبر من أهم المراحل التي مر بها اللبنانيون عامة، والمسيحيون خاصة في لبنان، والتي تخللها أكثر من محاولة لإبادتهم، أو لضربهم في جبل لبنان ودمشق، بمؤامرة أعد لها الحكم العثماني ونفذت برعايته على مراحل مختلفة، وارتكبت فيها أبشع الجرائم، وكان أكثرها فظاعة تلك التي حدثت في العام 1860 وفي الحرب الكونية الاولى من العام 1914 حتى العام 1918".

اضاف:"منذ طفولتي، روت لي والدتي مرارا قصة عائلتنا المتحدرة من جنين كان في رحم امرأة عندما أفنيت عائلتها بحد السيف، وكانت هي الناجية الوحيدة، وعانت في نجاتها، وفي ما تبعها من عذابات الحياة وآلامها، وكان ذلك في بلدة جزين في العام 1860.

كما روى لي والدي أخبار المجاعة خلال الحرب العالمية الأولى، وكان في الثالثة عشرة من عمره، والصور العالقة في ذهنه عن جياع يئنون على الطرقات، وجثث مرمية على أطرافها، والعسكر التركي ينهب البيوت والمواسم، ويصادر الغلال وحيوانات النقل، ويأخذ الرجال الى السخرة.

لم أتفاعل آنذاك مع تلك الروايات، على الرغم من بشاعتها ومأساويتها، ظنا مني بأنها أحداث مضت وانتهت ولن تتكرر؛ إلا أن التاريخ عاود نفسه، وما نشاهده اليوم من همجية، أبشع بكثير مما أخبرنا به عن الأمس؛ فالمجازر غير محدودة، لا في المكان ولا في الزمان، وقد أعادت إلينا صور الماضي، وأيقظت فينا قلقا على المستقبل، لأنها تطال التاريخ والحاضر والمستقبل. خصوصا، وأن من يرعى هذا الواقع المرير والمرعب هو نفسه من وقع على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومن غلاة المدافعين عن هذه الحقوق في العالم، وقد جعل منها مادة تجارية يستعملها في جميع المشاكل التي تعترضه، أكان ذلك عن حق أو عن باطل وفقا لمصالحه.

أيها الأخوة

بالطبع لم يكن بوسع، والدي، ولا أي ممن عاش تلك الحقبة، أن يعرف بالعمق أسباب الكارثة، كما أن الأجداد لم يفهموا من أحداث 1860 إلا أن الدروز هاجموا المسيحيين وقتلوهم في لبنان، والسنة هاجموهم وقتلوهم في دمشق. ولكن، الوقائع التاريخية والوثائق الباقية من محفوظات السلطنة العثمانية وغيرها، تشير الى أن العثمانيين هم من يتحمل مسؤولية تلك الإبادة، لأنهم هم من خطط وحرض ونسق التنفيذ، كما أنهم تمنعوا عن تأمين الحماية للمسيحيين، لا بل أكثر من ذلك شاركوا في عمليات القتل، وكانت هذه المشاركة جزءا من خطة الإبادة.

ولا بد لنا من العودة الى الفوضى التي عمت المنطقة العربية في حينه، والأسباب التي أدت إلى تلك المجازر؛ كان الوهن قد بدأ يتسرب الى السلطنة العثمانية حتى بلغت حالة من الضعف لقبت معها بالرجل المريض. وبمحاولة منها لاسترجاع ما فقدت، رأت أن التخلص من الأقليات يمكن أن يضع حدا للدول الأوروبية التي تتخذ من حماية تلك الأقليات سببا للتدخل في شؤون السلطنة الداخلية. ولما لم يكن بإمكانها القيام بهذا العمل بشكل مباشر خوفا من أن تتحمل المسؤولية تجاه تلك الدول المتربصة بها، اعتمدت أسلوب الحروب الأهلية بين مكونات الأقليات لحذفهم من المعادلة، وبالتالي قطع الطريق أمام التدخل الأوروبي، واستعادة سيطرتها على لبنان عبر إلغاء استقلاله الذاتي والامتيازات التي يتمتع بها.

وبعد فشل محاولة تمرد الأمير بشير الثاني على العثمانيين مستعينا بإبراهيم باشا وتنحيته في العام 1840، وتقسيم جبل لبنان الى قائمقاميتين، شمالية يحكمها الموارنة وجنوبية يحكمها الدروز، وهذا التقسيم الذي فرض على اللبنانيين بإرادة دولية - عثمانية نتج عنه نفوذ فرنسي على الموارنة ونفوذ انكليزي على الدروز، كان من نتائجه تحريض الفريقين على بعضهما البعض وخصوصا بسبب المساواة بالحقوق بين المسيحيين والمسلمين التي أقرها إبراهيم باشا إبان حكمه للبنان.

في العام 1857، قام الفلاحون بثورة للمطالبة بحقوقهم في القائمقامية الشمالية، وتفاعل معهم فلاحو القائمقامية الجنوبية الذين كانوا من المسيحيين والدروز، ولكن الإقطاع الدرزي استطاع احتواء الفلاحين الدروز بإقناعهم ان هذه الثورة ستقضي عليهم، مما حولها الى صراع طائفي.

وتابع :"اغتنم خورشيد باشا والي بيروت تدهور العلاقة بين المسيحيين والدروز، خصوصا وأن صدامات متنقلة كانت قد بدأت تستعر في عدة مناطق موقعة الضحايا، ورأى فيها إمكانية لتحويلها الى فتنة طائفية، يتخذ منها ذريعة لتشديد قبضة السلطنة العثمانية على جبل لبنان، بالإضافة الى القضاء على المسيحيين فيه؛ فوضع خطة مفصلة لذلك تقوم على تحريض الدروز على المسيحين في الجبل، وتحريض السنة عليهم في دمشق. ولتنسيق آليات العمل، أرسل موفدا الى أحمد باشا والي دمشق ليباشرا معا البدء بالتنفيذ. وهنا نستنتج أن التحريض العثماني الذي وتر الأجواء، كان تحضيرا لتفجير الوضع، وفي ظنهم، بداية للفتنة التي ستقضي على مكونات جبل لبنان، وبالتالي تسهيل ابتلاعه. وقد بدأ التنفيذ فعليا في آذار من العام 1860 واستمرت حتى تموز من العام نفسه وعرفت بـ"مذابح الستين.

لم يكن هناك من أسباب مباشرة لهذه الفتنة، إلا أن جرائم نهب وقتل وقعت على المسيحيين تغاضى عنها العثمانيون ولم يقتصوا من الجناة بالرغم من معرفتهم بهم، مما دفع بالمسيحيين ليقوموا بحركة ثأرية اندلعت على أثرها العمليات ضدهم.

خلال بضعة أسابيع أحرقت أكثر من ستين قرية مسيحية في الشوف والمتن، تحت أنظار الجيش العثماني الذي اقتصر دوره على التفرج وقطع الطريق على الهاربين من الأهالي وسرقة متاعهم وأموالهم.

وما لبثت الاعتداءات أن طالت المدن، وهناك لعب الأتراك دورا أسوأ، فكان قائد الحامية يعرض حمايته للمسيحيين مقابل تسليم أسلحتهم، ثم يتركهم لمصيرهم الأسود. وجاءت تقديرات أعداد الضحايا الأقرب إلى الواقع: في دير القمر 2600، وفي جزين وجوارها 1500، وفي حاصبيا 1000، وفي راشيا 800، وفي صيدا 300، أما في زحلة فلم ينج بيت من الحريق. وتخطى المسلحون حدود قائممقامية الموارنة ووصلوا الى بعبدات في المتن الشمالي، أما في دمشق فقد سقط ما يزيد عن 10 آلاف ضحية. وكان المسيحيون يطاردون ويقتلون في الشوارع ولم ينج منهم سوى الذين استطاعوا الوصول الى دارة الامير عبد القادر الجزائري في الشام التي كانت محمية بحرس جزائري. اما النهب فقد طاول ثلاثة آلاف منزل للعائلات الثرية.

والسؤال البديهي هنا، لو كان ما حصل في لبنان هو بسبب العلاقة المتدهورة بين الدروز والمسيحيين، فما الذي حدا بمجموعات من السنة لارتكاب مجازر بحق المسيحيين في دمشق حيث لم يكن بينهم خلاف؟؟ والجواب البديهي أيضا هو أن التخطيط كان عثمانيا وكذلك التحريض والتنسيق والإشراف، أما التنفيذ فبأدوات محلية وعثمانية".

أيها الأحباء

إن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، ولم تتمكن السلطنة من تحقيق غاياتها، لا في ضم جبل لبنان ولا في محوه عن الخريطة، وتدخلت فرنسا بتكليف من الأوروبيين ووحدت الجبل مجددا في شكل نظام جديد هو المتصرفية، يكون فيه الحاكم مسيحيا ولكن من رعايا السلطنة العثمانية. وبعد موافقة الدول الحامية للمسيحيين والدروز الذين توزعوا كما يلي: فرنسا للموارنة، روسيا للأرثوذكس، النمسا للكاثوليك، وإنكلترا للدروز، وهذا ما عرف ببروتوكول 1861/1864، وهكذا، وبعد آلاف الضحايا تمكن لبنان من الحفاظ على استقلاله الذاتي وهويته، وعرف مرحلة من الأمن والازدهار دامت حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى في العام 1914.

بعد اندلاع هذه الحرب، وانضمام تركيا إليها، وجد العثمانيون المناسبة مؤاتيه لتحقيق حلمهم الدائم والقيام بمحاولة الإبادة الكبرى، وبدأ التنفيذ بقرار من جمال باشا في أيار من العام 1915 بإلغاء نظام المتصرفية واخضاع لبنان للحكم العثماني المباشر وتعيين حاكم عثماني عليه هو علي منيف بك.

لقد مهد جمال باشا لتلك الإبادة بإعلان الأحكام العرفية، فألقى القبض على عشرات الشخصيات اللبنانية والسورية من رجال دين ورجال فكر وسياسة ومن جميع الطوائف، اي كل من له تأثيره في المجتمع، موجها اليهم تهما وهمية كالتواصل مع القناصل، الأمر الذي كان طبيعيا في ظل بروتوكول 1864. وأعطى الأوامر بنفي وسجن بعضهم، وبرفع البعض الآخر على أعواد المشانق في بيروت وعاليه وساحة المرجة في دمشق بين عامي 1915 و1916.

في ربيع 1915 كانت ملامح المجاعة قد بدأت مع اجتياح الجراد للأراضي اللبنانية آتيا على المحصولات الزراعية التي تشكل 20% من حاجاته الغذائية، ما زاد في حاجة اللبنانيين لتلك الحاجات التي كان يستوردها من منطقة البقاع ومن سوريا. ولكن العثمانيين أغلقوا الحدود البرية، وصادروا الغلال وحيوانات النقل وأخذوا الرجال لأعمال السخرة والتحق الأطباء بوحدات الجيش التركي فأغلقت المستشفيات والمستوصفات.

وبالاطلاع على الوثائق المتزامنة مع تلك الفترة تتبين لنا حقيقة ما جرى بالفعل. ومن أهمها قول أنور باشا، وزير الحرب في حكومة تركيا الفتاة، عند زيارته جمال باشا في عاليه مخاطبا إياه بلهجة الآمر، بتصريح علني في نيسان من العام 1916: "لا تستطيع الحكومة استعادة حريتها وشرفها إلا بعد تطهير الإمبراطورية العثمانية من الأرمن واللبنانيين. لقد دمرنا الأرمن بحد السيف، واللبنانيون ندمرهم بالجوع".

وقال:"وهذا يدل بوضوح على أن القضية تشمل جميع الأقليات في السلطنة العثمانية، ولذلك نرى هذا الارتباط بالتواريخ بين جميع المجازر التي ارتكبت على يد العثمانيين أو على يد مرتزقة يخضعون لهم.

شهادات حية عن المجاعة التي قضت على ما يقارب الـ180 ألفا أي أكثر من ثلث سكان جبل لبنان، من هذه الشهادات نذكر شهادة القنصل العام الأميركي برسالة الى حكومته في 15 تموز من العام 1916: "حال الفقراء في هذا البلد تستثير الحزن.. والحكومة فاقدة الاحساس نحو آلام هؤلاء المساكين، ثم هي لا تسمح للصليب الأحمر الأميركي بمد اليد اليهم، وكثيرا ما شاهدت خلال تجوالي جثث الموتى على قوارع الطرق".

سيدة أميركية عاشت في بيروت ونشرت صحيفة التايمز رسالة لها تقول: "بدأت حالات الجوع تظهر قبيل حلول الربيع، إذ وجد أناس مطروحون في الشوارع، وقد مررنا بنساء وأطفال ارتموا على جوانب الطرق، وعيونهم مغمضة ووجوههم شاحبة ترهقها صفرة الموت، وكم وجدنا أناسا يفتشون في أكوام القمامة عن قشور البرتقال والعظام البالية وغيرها من الفضلات ويأكلونها في نهم إن وجدوها".

ويقول جورج أنطونيوس في كتابه يقظة العرب عن شهود عيان: "... تلاشت قرى كاملة ونقص سكان بعضها الى النصف، وكان بعض القرويين يتجولون على أقدامهم في الريف ليموتوا دون أن يراهم نساؤهم وأطفالهم الجائعون..".

لا بد من مراجعة تاريخية للحروب التي استهدفت المسيحيين من تركيا الى الشرق الأوسط لنستخلص لماذا يتقلص عددهم باتجاه الانقراض في أرضهم الأم؛ فأعمال الإبادة التي بدأت في العام 1860 في جبل لبنان ثم في العام 1895 في السلطنة العثمانية طاولت جميع الطوائف المسيحية، ووصلت الى الذروة في الحرب العالمية الأولى حيث قضي على الوجود الأرمني والسرياني والآشوري والكلداني في تركيا إما بحد السيف أو بالهجرة. وفي لبنان من لم يقض بحد السيف قضى بالمجاعة، أما من تبقى، فقد حمل حقائب الهجرة هربا من قساوة العيش، باستثناء قلة قليلة قررت البقاء والبدء من جديد.

اليوم، نشعر وكأن الحلم الذي راود العثمانيين في القرن الماضي لا يزال يراود بعضهم، وإلا بماذا تفسر محاولة تهجير المسيحيين المستمرة في المشرق، وما يتعرضون له من إبادة جديدة أكان بالحديد والنار أو بالتهجير؟؟ أما في لبنان فقد بدأنا نرى جنوحا نحو السيطرة في ممارسة الحكم وإضعاف المسيحيين وتعطيل دورهم وفق المبدأ الذي يقول "ما هو لي هو لي، وما هو لك هو لي ولك"، وهذا ما يفقد المرجعيات المسيحية دورها بالنسبة لمن تمثل، ويخلق شعورا بالحرمان لديهم يحيي فيهم شعورا دفينا بالقلق ويتسبب مجددا بحزم حقائب الرحيل الى سماء جديدة يعيشون تحتها بحرية وعدالة وطمأنينة".

وختم :"واعون لهذه المشكلة ولن ندعها تتفاعل في أي حال من الأحوال، فما يلحقنا من خير سيطال الجميع، وما يلحقنا من شر، أيضا سيطال الجميع، ولدينا ما يكفي من العزم والتصميم والإرادة لإكمال المسيرة.

ووعدنا لكم بأن قوى التكفير والإرهاب، ومريديها، لن تقوى علينا.

عشتم وعاش لبنان".

 

النائب عقاب صقر لنصرالله: خذ العبرة يا سيد لن تستطيع ان تهزم شعباً ومقدمون على كارثة كبيرة

المستقبل/06/05/2015

قدم عضو كتلة “المستقبل” النائب عقاب صقر اعتذاره إلى أهالي زحلة والبقاع الاوسط لأنه لا يستطيع ان يقوم بجزء من واجباته التي انتخب من اجلها لأسباب اصبحت معروفة، مستدركاً “لكنني على تواصل وتنسيق دائمين مع الكتلة بكل التفاصيل، وكلفت المسؤول الاعلامي للكتلة ليمثلني بكل شيء واتابع كل التفاصيل بما فيها معمل السموم الذي سيتوقف في زحلة “.

وسئل صقر، في حديث إلى محطة “المستقبل”، عن سبب غيابه عن الظهور الاعلامي فقال: “في فترة من الفترات كان لدي حلم وكنا احيانا نخدع انفسنا او نحاول ان نعمل على سياسة تغيير الوقائع وتجميلها لكي نقول اننا نكاد نقع في فتنة سنية- شيعية علينا ان نتجاوز هذه الفتنة ولكن منذ فترة منذ ثلاث سنوات بشكل واضح وقعنا في الفتنة السنية الشيعية ولم يعد هناك داع لنتكلم عن تجاوز وتلافي الفتنة فنحن في صلبها”.

ولاحظ ان “الدم يسيل ومعارك كسر العظم ورايات سوداء ترتفع من هنا وهناك .  انا لم اكن اريد ان اكون جزءاً من الذين يرمون زيتا على نار الفتنة، من ناحية اخرى كان هناك جزء كبير من النواب والشخصيات في 14 آذار الذين كانوا يغطون مساحة كبيرة بالصراع السياسي الحاصل ولم يكن من الممكن ان اقدم اي جديد الا ان نكون احيانا نزكي هذه الفتنة، خصوصاً انني كنت اعتبر من الناس الذين اذا ما قلت اي كلمة توظف بأنها تصب في اطار التجييش والحقن وانا لم اكن ابدا في هذا الاطار”.

ولفت إلى “ان هناك معطيات ومعلومات وقراءة تقول بشكل واضح اننا امام فرصة حقيقية لتجاوز تاريخ اسود كتب في المنطقة وشارك فيه الجميع مع التفاوت في المسؤوليات، في المقابل، نحن مقدمون على كارثة كبيرة اذا ما استمرينا بهذه السياسة وتحديدا اذا ما استمرينا بسياسة اشعال الفتنة التي ستبدأ هذه المرة من القلمون ولن تنتهي لا بالموصل ولا في باكستان ولا بابعد منها ولن يكون الواقع اللبناني ولن تكون الاقليات والمنطقة بمنأى عن خطر خطير وخطير جدا سيتهدد وجودها وسيتهدد وجود الكيان اللبناني وكيانات المنطقة”.

واعتبر أن “كل المؤشرات تقول اما ان ندخل في تسوية تاريخية تخرج المنطقة من هذا النفق المظلم الذي دخلته منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري واما ان ندخل في عمق وصلب ازمة ستكون ازمة المئة عام، وسنعيد تجديد معركة صفين ومعركة كربلاء بأبشع صورها في القرن الواحد والعشرين”، جازماً بأن “لبنان اليوم في قلب العاصفة وهو الذي يطلق دينامية تفتيت المنطقة بالسياسات التي نراها”.

وتطرق إلى موضوع “المسرح الإقليمي الدولي”، فلاحظ أن “هناك حالة حوار ايراني أميركي، منذ ايام ارتفع العلم الاميركي فوق أرض ايران في معرض، وقبله ارتفع بمناسبة اخرى، ارتفع هذا العلم ليقول إن ايران تحاول أن تطوي صفحة كبيرة مع الشيطان الاكبر”.

ورأى ان “الفتنة بدأت على وقع مشاركة “حزب الله” بشكل واضح ومعلن بالاحداث السورية. في السابق كان يشارك، ولكن عندما اتخذت المشاركة هذا المنحى الفج الطائفي على قاعدة أن زينب لن تُسبى مرتين ويا لثارات الحسين، فتح فتنة لا يمكن تجاوزها أو القفز عنها. اليوم لا يمكننا أن نقول إن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله يقوم بربط نزاع مع اميركا”.

وإذ اعتبر أن “هناك مشروعاً ايرانياً توسعياً امبراطورياً تضخمياً انفلاشياً، يشبه المشروع العثماني الذي ذبح شهداء في لبنان وسوريا والذي ذبح الارمن”، أوضح ان “هذا المشروع كان مشروعاً عثمانياً تركياً للتوسع في المنطقة، وهذا لم يكن مشروع الدولة العثمانية التوسعية. اليوم هناك مشروع ايراني، وهو سيحمل معه رايات الإمام الحسين، أو رايات السيدة زينب أو رايات عمر، هذا المشروع الايراني ليس طائفيا او فارسيا والدليل ان هذا المشروع الايراني يمكنه ان يسير مع حماس اذا اراد، ويمكن أن يكون مع علي عبد الله صالح “الديكتاتور اليمني” وهو ليس شيعياً، وهذا المشروع الايراني يمكن ان يحبس كروبي”، مشيراً إلى ان “هذا المشروع وصل الى أزمة على مستوى إدارة ملفه التوسعي اي أزمة الحرس الثوري الايراني التي تم التعبير عنها بالمجيء بروحاني والتي أطلقت بصيص أمل حتى الآن لم يُترجَم، ولكن هناك أزمة ولولاها لتمكنوا من الاستمرار بالمجيء بأحمدي نجاد ولو عبر التزوير”.

وزاد: “اليوم لدينا فرصة بدأتها ايران بالتسوية مع اميركا على قاعدة أن تمد نفوذها في المنطقة. الأسهل أن تمد يدها في المنطقة على قاعدة التسوية مع اميركا، أما اذا استمر حزب الله بالكلام عن العداء لأميركا، في النهاية حزب الله لديه خطاب استهلاكي”، لافتاً إلى ان “المشروع الايراني هو الذي يحكم المنطقة، ولا يمكننا أن نتحدث عن تفاصيل مثل قال المالكي كذا، وصرّح الحوثي كذا، وقال نصر الله كذا. هذه تفاصيل تتمايز عن المشروع ولكن تنضبط في إطاره، بدليل ان نصر الله لطالما أخبرنا أن القاعدة هي صناعة اميركية صُنعت لدى المخابرات البريطانية والاميركية وصُدّرت الينا، هذا الكلام في ال 2013، اليوم هو يقول أن القاعدة صناعة سعودية، علماً أنه في الفقه الاسلامي يتساوى الشيعة والسنة بتخريج دواعش، الذي تغير هو ان هناك خلافا ايرانيا اميركيا كان مستعرا في ال 2013، واليوم هناك حوار وانتقل الصراع الى صراع ايراني سعودي. اذاً المسألة ليست مبادئ، بل مسألة فعل وعمل وأداء سياسي يتغير”.

واعتبر ان الدم “الحوثي غال مثل الدم السوري والدم العراقي الشيعي مثل الدم السني ودم الارمني والمسيحي مثل دم السني والشيعي”، ملاحظاً “ان هناك طرفا يريد ان يبسط نفوذه هذا الطرف يلبس لبوسا طائفيا او غيرهم سيفرز وقائع خطيرة في المنطقة”.

وذكّر بأن “حزب الله” يتهم 14 آذار بأنها راهنت على انهيار النظام السوري وفشلت، وقال: “هذا صحيح ونحن حقنا السياسي ان نراهن على انهيار النظام السوري وحقنا السياسي ان نعمل سياسيا واعلاميا وكل ما اتينا من قوة ما عدا القوة العسكرية التي لا نملكها ربما لو كان لدينا لفكرنا لكن ليس لدينا”.

واسترسل: “نحن راهنا على سقوط النظام السوري على خلفية ان ذلك سيؤدي الى انفراج في سوريا وفي لبنان لان كلنا نعرف ان هذا النظام يولّد ويصدر الارهاب إلى لبنان والعراق باعتراف المالكي والى الداخل السوري وقمع وحالة من الاستبداد غير مسبوقة في ظل تغير على مستوى العالم العربي. حزب الله ايد كل الثورات باستثناء الثورة السورية وايد كل الشعوب باستثناء الشعب السوري باعتبار ان ليس هناك شعب في سوريا”.

كما رأى “أن “حزب الله” دخل على قاعدة مواجهة التطرف والارهاب والآن استطيع ان اعطي وقائع انه لم يحصل مواجهة للتطرف والارهاب سأعود لكلام السيد نصر الله الذي اتهمني فيه شخصيا واوافق على هذا الاتهام في 3-12-2013 يقول مع الاستاذ جون عزيز على محطة الـOTV التي ما زالت متهمة بالتزوير ولم تثبت براءتها ولن تثبت فلا قضاء في لبنان. يقول نصرالله اسألوا سعد الحريري وعقاب صقر الذين بدآ بالتمويل والتسليح انا اتحفظ على كلمة تسليح واقول لا دليل ولن يكون هناك دليل هذا كله كلام للاستهلاك واستخدموه ليتدخلوا وتدخلوا وعندما كانوا يطالبون باعدامنا للتسليح تدخلوا وادخلوا محمولاتهم ولا احد يسألهم شيئاً. اتهمنا اننا مررنا سلاحا من تركيا من يدخل السلاح الى سوريا يوميا ويقصف ماذا يكون؟

وإذ شدد على أن هناك اعترافاً من نصرالله اننا دعمنا المعتدلين في سوريا، وفعلاً نحن كنا مع كل خط معتدل في سوريا من اجل ان نجنب لبنان وسوريا الويلا”، تساءل: “ماذا فعل حزب الله، اعلن في ايار 2013 اننا دخلنا في المعركة في سوريا وقال حرفياً “دخلنا وهناك طلبات عديدية للتطوع ونحن لا نجبر أحدا على التطوع هذا يعني اننا دخلنا منذ فترة وفي الاسابيع الاخيرة دخلنا ودخلت المنطقة في مرحلة جديدة” هذا يعني انه دخل قبل ايار 2013. وفي 25 ايار اعلن السيد انه دخل الى سوريا منذ اسابيع واذا عدنا الى نيسان 2013 قبل 20 يوما من كلام نصر الله، اعلنت داعش عن اول وجود لها في سوريا وعن اتحاد دولة العراق والشام، يعني انه عندما دخل السيد الى سوريا وكان تعداد داعش كما يقال نحو 200 الى 300 عنصر شيشان وافغان موجودين في ريف حلب الشمالي وادلب وببعض مناطق الحسكة، وكانت النصرة في وقتها حسب كل التقديرات الغربية بين 1200 و 1700 مقاتل، كانت موجودة في ريف ادلب وارياف دير الزور وببعض مناطق قليلة من الحسكة، اما اليوم وبعد تدخل حزب الله لمواجهة الارهاب، امتدت داعش من حلب الى ادلب شمالاً الى الموصل في العراق ويتم الحديث عن 35 الف مقاتل، ويتم تقدير اعداد النصرة بين 12 و 17 الف ماعدا الجماعات المتطرفة الاخرى.

وزاد: “هناك انخراط هائل للجيش الحر والقوى المعتدلة في صفوف داعش والنصرة، اكثر من 35 عملية من التي نفذت والتي كشفت في لبنان بعد دخول حزب الله الى سوريا، اذاً دخول حزب الله الى سوريا زاد الارهاب بنسبة 5 آلاف في المئة بالاعداد والانتشار الجغرافي، وادخل الارهاب الى لبنان واصبحت عمليات التفجير من صفر الى 35 ماعدا التي يتم الكشف عنها. اذاً بكل صراحة استراتيجية حزب الله فشلت واخفقت، اذا ارادت فعلاً ان تقضي على الارهاب فهي فرّخت وانتجت الارهاب”.

أضاف: “عندما كانت المعركة بين الجيش الحر وجيش النظام السوري كانت كل شعارات وتسميات الجيش السوري الحر واضحة شعارات وطنية، الوية فجر الحرية وكتائب الاحرار والفرقة 119 و 118 و33 ومجموعة كمال جنبلاط ومجموعة رفيق الحريري، اما اليوم لا نسمع الا اسماء من فجر التاريخ وما قبله. عندما دخل حزب الله ارتفعت راية زينب لن تسبى مرتين، هذه الراية استنفرت العصبيات السنية على قاعدة انتم تعتبرون اننا سبينا زينب اذاً نحن مع النصرة”.

وجزم بأن “الثورة السورية عندما نشأت لم تكن مذهبية . من مذهبها هو دخول حزب الله الى المعركة ورفع شعارات دينية . بشار الاسد لديه نظام علوي طائفي حتى العظم لكنه كان يسلح بشعارات قومية ومعه كوكبة من السنة، اما حزب الله فهو حزب شيعي صرف وخرج بشعارات شيعية صرفة . لم يعد هناك اي مجال للحديث عن اننا امام معركة حريات وسياسية بل امام معركة شيعة يهجمون على السنة”.

وأبان أن “حزب الله الذي دخل لحماية اللبنانيين في القصير ثم لحماية مقام السيدة زينب وفي ليلة ليس فيها ضوء قمر رأيناه في حلب . لا يوجد مقام ولا لبنانيون ينتمون الى الطائفة الشيعية في حلب فقط نبل والزهراء .  وفي 16/2/2014 ذهب حزب الله الى المنطقة الصناعية في حلب ومر بمنطقة اسمها آل الشيخ يوسف في ريف حلب الشرقي كلها داعش . لم يحصل طلقة نار واحدة . ذهب باتجاه المدينة الصناعية واشتبك مع حركة حزم والجيش الحر وعندما دخلت داعش واخذت مكان الجيش الحر توقفت المعركة”.

وتابع: “في القلمون الغربي اشتبك الجيش الحر مع حزب الله في 30 نيسان 2014 . داعش تخطف رئيس الهجوم عبدالله بكار الملقب بالمقنع وتقتل مجموعة من الذين يقودون الهجوم في وجه حزب الله وتخطف وتسيطر على المنطقة فيتوقف هجوم حزب الله”.

وزاد: “في حلب تسيطر داعش اليوم على خط تماس يمتد من جنوب حلب بتل حاصل حتى شرق السفيرة بمئة كيلومتر مع النظام . لا يوجد ضربة كف وحزب الله والنظام موجودان. يشتبكان فقط على خط 7 كيلومتر تسيطر عليها حركة حزم ويتركان ال 100 كيلومتر مع داعش . داعش في نفس الوقت تهاجم الجيش الحر في حلب وعندما يشتبكون مع النظام تهاجم داعش كوباني وتترك حلب، اما في حمص الريف الشمالي ، فحزب الله موجود في قرية اسمها المختارية . يبعد داعش عنهم في الدار الكبيرة 5 كيلومترات . مدفعية الجيش السوري ومدفعية حزب الله تدك يوميا كل الريف الشمالي لحمص حيث يتواجد الجيش الحر ولا تطلق طلقة واحدة على داعش”.

وتابع: “لواء داوود ينتقل من اقصى ادلب الى الرقة وصرح مسؤوله انهم وصلوا سالمين غانمين واجتازوا عشرات الكيلومترات في قلب وعقر مناطق النظام . كيف اجتاز هذا الرتل ؟  وفي 2 نيسان 2015 الجيش الحر وقوات كتائب الاقصى التابعة لحماس في مخيم اليرموك ، يدخل داعش من منطقة يحاصرها النظام السوري وحزب الله وتشتبك 6 ايام مع الجيش الحر ويتوقف القصف على المخيم . تخسر داعش فتخرج من المخيم فيدك المخيم في نفس اليوم 35 برميلا عندما خرجت داعش . هناك حالة رعاية لداعش تحت شعار محاربة الارهاب. ما السر؟

وكشف أن “شركتي خلوي ما زالتا شغّالتين في مناطق داعش، ويتم عمل صيانة حتى الان. ومازالت شركة الكهرباء تسلم موظفين وتدفع معاشات وتشغّل الكهرباء في مناطق داعش. ويُسأل مصدر سوري عن هذا الامر فيقول لدير شبيغل انه لا يمكن قطع الكهرباء عن مواطنين سوريين. لا يمكننا ان نقطع الكهرباء عن الحسكة التي فيها داعش، ولكن يمكنهم ان يرموا 5000 برميل فوق المناطق التي فيها سوريون وجيش حر. هذا الامر اقرأه ان النظام السوري يدرك جيداً انه يجب أن يقوّي ويكبّر داعش والنصرة ليضع الاقليات في الشرق، المسيحيين والشيعة، ويضع الرأي العام الدولي كلّه ان هناك خيارا: إما الاسد وإما داعش والنصرة. وهذا ما عبّر عنه الاسد حين صرّح ان “هذه الحرب الجوية لن تفيد إن لم يكن هناك جيش على الارض، والجيش السوري وحده القادر على الانخراط في هذه المعركة وإنجاحها”. هو يقول أن الجيش السوري ومن خلفه حزب الله جاهزون للقضاء على هذا الارهاب الذي ننميه ونكبّره”.

واستغرب أن “شركة هيسكو مديرها صديق لبشار الاسد، وهو وُضع على لوائح الملاحقة الاوروبية، كان يقول أن الاسد لا يمكنه ان يقطع عن السوريين الغاز والنفط. بعد سيطرة النصرة على ادلب، دخلت syriatel وزرعت antenne لأن الرئيس الاسد لا يمكن ان يترك مواطن سوري بدون خلوي، يجب أن يكون المواطن السوري ممسكاً بالخلوي ولديه كهرباء حين ينزل عليه برميل، هذا تعاطي إنساني”.

ورأى أن “الاسد ايضا لا يمكن ان يقطع المعاشات عن الموظفين، اضافةً الى انهم يفتحون أبواب المتاحف قبل ان يتركوا المدن. جمال معروف ينزل بقواته ليحارب داعش، اخذ رتل، “تشقّف” الرتل بالطيران السوري، ولا يصل منه ربعه، وداعش تحشد بوجهه، داعش والنصرة انقضت على جمال معروف، وبعد ان يذهب، لا نرى طلقة رصاص.  حزب الله بعد أن أنهى اشتباكه مع الجيش في ادلب، ذهب 300 كلم وذهب الى اقصى درعا وقاتل فصيلاً للجش الحر. في كل هذه المسافة ألم يمر على منطقة لداعش”؟

كما لاحظ ان “داعش كبرت والنصرة كبرت وسيكبرون فليمد الغرب يده ويقوموا بتسوية معه ويقضوا عليهم. في العراق اوباما قال لهم اقضوا عليها. من الذي يضرب؟ اليس الايرانيون بالتنسيق مع الاميركيين يضربون داعش في العراق؟ السعودية ودول التحالف تضرب ولكن ايران ايضا، الطيران الاميركي كان يحمي الحشد الشعبي في الفترة الأولى الآن اصبح هناك خلاف”.

واسترسل: “اليوم يقول الايراني كما تعاونت معي في العراق فتعاونت معك في الملف النووي تعاون معي سوريا على ارضيتي اتعاون معك بالقضاء على الارهاب. هذا المنطق انتهى وخسر اذ ثبت انه عندما نأتي بحشد شعبي يرفع رايات طائفية شيعية بوجه داعش يصبح كل سني داعشياً ونصرة لذلك ادرك اوباما متأخرا للاسف وادرك الجميع انه لا يمكن القضاء على التطرف السني بتطرف شيعي. لا يمكن القضاء على التطرف الا بالاعتدال ولا يمكن القضاء على رايات “لا اله الا الله محمد رسول الله” برايات “يا حسين ويا زينب” اذا هذا يحرق المنطقة. اوباما في البدء قال فلتحترق وليخلصنا السنة والشيعة من بعضهما ولكن ادرك ان هذا سيؤدي لتحويل المنطقة إلى بؤرة ارهاب وسينعكس هذا سلبا على مصالح اميركا وقلب اميركا مثل 11 ايلول”.

وعن معركة القلمون والحديث عن وجود مناطق في البقاع الشمالي خلية من الشباب الشيعي، قال: “لا اعرف هكذا معلومات ولا استبعد ان يكون لدى حزب الله فائض، ونحن اليوم في اعلى قمة الشد الطائفي ولا اظن ان الحزب دخل الى الاحتياط الاستراتيجي”، واوضح ان “الدم الشيعي لحزب الله الذي يسقط على ارض سوريا سيزيد في غرق الاسد وسيكون أفضل ما تروي الارهاب والطرف السني. وهذا الدم سيذهب سدى من اجل مشروع ساقط، وهذا كلام نصرالله فهو قال للسعوديين عن اليمن لا تستطيعون ان تهزموا شعباً فخذ العبرة يا سيد لن تستطيع ان تهزم شعباً لا انت ولا الاسد ولا ايران فهذه ارادة شعب”.

أضاف: “لا يمكن لسوري ان يقبل لمن رماه بالكيماوي وذبح اكفاله ان يقبل به. طبعاً هناك استياء واسع من داعش والنصرة ولكن ما الذي يمكنهم من الاستمرار لان الشعب لا يريد النظام. طالما ان حزب الله داخل سوريا لا يمكن الا ان تكبر داعش والنصرة ومن هنا كلما دفع حزب الله بالمزيد من الدماء والرجال كل ما جيش بالطرف الآخر المزيد من الدماء والمزيد من الاستعداد لنزف الدماء. لذلك ندعو لتجاوز الامر ونسلم بوقائع الارض”.

وزاد: “كما يدعو السيد السعودية وكل العالم عندما قال ان اسرائيل حاربتنا 33 يوماً وانهزمت لانها لم تجتاح لبنان ، بشار الاسد منذ 1530 يوماً ولا يستطيع ان يدخل الى مناطقه الم يُهزم؟

معركة القلمون معركة خطيرة جداً وفاصلة واتمنى ان لا تحصل، واذا كان خطاب السيد بالامس تراجعياً فيجب ان نقدم له التحية لان هذا يعني انه بدأ يقرأ بمعطيات المنطقة . هو تريث في اعلان الحرب . اذا كان تريثه نابعا من المعطيات التي سأذكر جزءا منها يكون الأمر ممتازا نكون دخلنا في الطريق الصحيح اما اذا كان تريثه كي يفاجيء ويباغت ويعد بالنصر نكون دخلنا في نفق مظلم”.

واستطرد: “عندما دخل حزب الله الى القصير لم تكن معركته واضحة بأنها سنية شيعية . دخل على اساس انه يساعد الجيش السوري واللبنانيين ولم يكن هناك نصرة وداعش بل الجيش الحر. بعد القصير تجيش واشتد العصب الطائفي وبدأت النصرة وداعش تحشد ويذهب الجميع اليهما لأن هناك شعارات طائفية دخل فيها حزب الله . اليوم في معركة القلمون لا يوجد جيش حر ولا جيش سوري بل حزب الله مدعوما بالجيش السوري . سترتفع راية يا ثارات الحسين مقابل راية لا اله الا الله، معركة سنية شيعية صرفة وهي قلب الفتنة . بالوعي السني حزب الله يقاتل السنة وليس التكفيريين وعلى حزب الله ترك موضوع التعاطي مع التكفيريين للجيش السوري او الجيش الحر. الشيعي في الضاحية الذي يشعر ويتألم عندما يقصف الحوثي في اليمن وهو لا يعرف من هو الحوثي الذي هو عمليا عصابة تحتل بلدا فلماذا السني في حلب يتضامن مع اخيه السني في القلمون؟

واعتبر أن “خطورة معركة القلمون ليس في حجمها العسكري فحتى لو حسمها حزب الله سيزيد في صب الزيت على الارهاب مئة ضعف وكل طفل سيموت او منزل سيدمر سيخرج مليون سني ليقول انه انتحاري ولن تنتهي في القلمون وستمتد الى لبنان والى العراق وصولا الى باكستان ومن يعش يرى لأن العصب مشدود “.

وتابع: “فليقرأ حزب الله ما قاله الرئيس بري إنه يأمل في الدفاع عن الحدود اللبنانية مع العلم ان حزب الله ميليشيا ليست له شرعية، وان يقف مكان الجيش اللبناني فليحل الجيش . حزب الله يدخل الى الاراضي السورية الى ارضهم وعرضهم فمن الطبيعي ان يتم الرد عليه بعنف . انا ضد الارهاب وداعش والنصرة وهم يكفروننا وانا اسمي على اول لوائحهم ولكن السؤال ان السوري الذي يجد ابناءه وعائلته مقطعة اجسادهم ببراميل النظام او بالكيماوي فماذا سيفعل ؟ هل يدخل في جمعية حقوق الانسان ؟ طبعا سيصبح ارهابيا . اليوم حزب الله سيزيد الارهاب ارهابا لانه لا يترك الدينامية السورية لوحدها “.

وحذر حزب الله من “أن السعودية لم تعد قادرة على أن تترك التطرف يأخذ هذا المنحى لا في سوريا ولا في اليمن، لأنه كما قال نصرالله، هدف التطرف الاساسي ان يتعشعش في السعودية ليضرب العالم الاسلامي كله، من قلب السعودية. والسعودية تدرك ذلك، وسبب دخولها ان القاعدة في اليمن كانوا ينتظرون كما في سوريا. في قصة داعش والنصرة، كلما ربحت، كلما زاد الاسد الى رصيده لأنه يوظفها في الخارج وفي الداخل”.

ورأى أن “السعودية لن تقف مكتوفة أمام معركة ستبدأ في القلمون ولن تنتهي في باكستان ومكة وغيرها. هناك معلومات ان السعودية لم تعد قادرة هي وحلفاؤها أن تترك تطرفا شيعيا يضرب تطرفا سنيا، والتطرف السني يتضاعف بـ 10 الاف ويصل اليها، وبالامس رأينا تفجيرات ذاهبة من سوريا الى السعودية. السعودية لم تعد قادرة، وهنا لا أعني أنها ستقوم عاصفة حزم ثانية، يمكنها مثلاً أن تنزل سعر برميل النفط 10 دولارات. هذا الامر بحد ذاته معركة، هذا أضعف الإيمان”.

وزاد: “يمكننا أن نرى ما الذي يحصل في تدريبات الاسد المتأهب في الاردن. لن اقول ما الذي قيل عن راجمات الخ، ولكن قالوا: “ولاول مرة مشاركة طائرات B52 تُقلع من مطارات في اميركا مهمتها إلقاء اسلحة في ميادين القتال”. اذا شعر هذا المحور أن القلمون ستشعّل فتيل لمزيد من التطرف يضرب في عمق سوريا ويمتد الى الخليج، سيتدخل. بدأنا نرى التدخل، وعندما رأينا تدفق اسلحة مؤخراً بالتقاطع التركي القطري السعودي الذي غيّر موازين في الشمال وفي الجنوب. على حزب الله أن ينتبه، لأول مرة هناك تنسيق بالمعركة في الشمال والجنوب اي بين الاردن وتركيا، وهذا ما كان يحصل ابداً. لأول مرة نشهد تقدما على الايقاع نفسه شمالا وجنوباً من درعا الى حلب وغرفة عمليات وتوحيد للجيوش لأن هذا المحور ما عاد قادراً على ترك الأمور فالتة. الآن في هذا المحور هناك ناس يدعمون الاسلاميين مثل تركيا وقطر، وهناك ناس لا يقبلون ان يدعموا الاسلاميين مثل السعودية والاردن والامارات”.

وأوضح أن “داعش ليس لديه دعم مباشر، داعمه الاساسي بالتمويل هو “المغفور لرئاسته” بشار الاسد الذي يموله بما استطاع من خلال شراء النفط. هذا احد الداعمين، والداعمون الاخرون هم بعض الموتورين الذين يرسلون له أموالاً. اضافةً الى بيع الآثار، وما حصل بأخذ داعش لمصارف مركزية تُركت بشكل غريب ومريب في سوريا والعراق، وأهم شيء في تغذية داعش هو التصاريح الايرانية عن انهم سيسيطرون على العالم العربي والاسلامي وتصاريح حزب الله التي تعد بالنصر في سوريا. هذا افضل كيماوي لداعش، هذا ما يغذي داعش”.

ولاحظ أن هناك أكثر من متغير في المنطقة، وقال: “فلنر التدخل الاسرائيلي الذي يكون مقننا اي نلاحظ بلحظة من اللحظات ان اسرائيل ضربت، والاسد اصبح بحاجة إلى بنك خاص للاحتفاظ بحق الرد هو وحلفائه، ولنلاحظ وجود النصرة على بعض الحدود مع اسرائيلي والوجود الآمن وهذا ايضا بحاجة لقراءة. فالنصرة موجودة الى جانب اسرائيل ولا يحصل عليها شيء لان الاسرائيلي مستفيد من ترك النصرة وحزب الله يتقاتلون لترك الفتنة السنية الشيعية”.

وأردف: “فليقرأ حزب الله جيدا كيف وصل بعد 8 اشهر حصار استعرضت النصرة منذ ايام سلاح مضاد للدروع في القلومن كيف خُرق الحصار ووصل السلاح. هناك متغيرات كبيرة. ليس سهل التمرير الآن، في وقت منذ 4 سنوات لم يدخل سلاح. اذا هناك شيء تغير لوصول هكذا صواريخ متطورة الى المنطقة هناك معادلة تغيرت هذه المعلدلة اذا لم تُقرأ جيدا وذهبنا للفتنة السنية الشيعية لن ينجو لا الاهواز في ايران ولا العراق ولا لبنان ولا يقول احد للمسيحيين والاقليات انه يدافع عنهم في لبنان اذ لم يبق مسيحي في الشرق ولن يبقى لا سني ولا شيعي هذه حرب الفناء. ندافع عن المسحييين بماذا؟ بتحويل مليار و200 مليون سني لقنابل موقوتة لحماية الاقليات”.

وتساءل: “هل يطلب مني كأقلية ابادة السنة وتحويلهم لأقلية لنصبح كلنا اقليات؟ اذا كانت اكثرية يجب ان اتعاطى معها. هناك سنة في سوريا يطالبون ان يُعاملوا كاقليات. هل يُعقل الدخول بهذه الحرب المجنونة بدافع مشروع ايراني اثبت فشله في ازمة الداخل وذهابه لاميركا وانتخاب روحاني”.

وكشف أن “المعلومات عن معركة القلمون واضحة، وهذه المعركة لن تكون سهلة على مستوى الارض واستخدم تعزيزات كثيرة والكثير من الدول لن تقف مكتوفة وتترك الامور تتدحرج لان لا تركيا ستنجو من شرارة التطرف ولا الاردن ولا السعودية ولا الامارات ولا كل الخليج ولا باكستان. يجب ان تدرك ايران انها كما اشعلت فتيل ازمة طائفية في العراق كاد يتيح بالعراق وهز المنطقة الازمة الطائفية الجديدة في سوريا ستطيح دول الى جانب سوريا وتهز المنطقة كلها. الولايات المتحدة الاميركية ردت على كل نداءات الاسد انه مستعد لان يكون جندي لديهم ويقاتل معهم وردت عليه بانه لانه موجود لا ينتهي الارهاب.”.

واعتبر أن “طبول الحرب قُرعت والسيد نصر الله يقول لو ما دخلوا الى سوريا لاتى الارهابيون ومن اسبوعين كان نصرالله يقول للسعودية بخطابه في موضوع اليمن ان على اي قاعدة هجمتم ودخلتم الى اليمن؟ لا يوجد تهديد لكم هذه ذهنية بوش الحرب الاستباقية اذا على اي اساس يا سيد دخلت الى سوريا بذهنية من؟ هيلاري كلينتون؟ انت من قمت بحرب استباقية في المنطقة ودخلت لعقر دار السوريين تحت شعار انهم سيدخلون. لماذا الاردن لم تفعل ذلك رغم انها مهددة اكثر ونظام الاردن معادي للاسلاميين وللاخوان المسلمين ولداعش والنصرة وهم يعتبرون ملك الاردن رأس الكفر. الاردن دعمت خط الاعتدال لتحمي نفسها. الا يقول حزب الله ان اسرائيل قامت بشريط حدودي ودعمت جماعات تحميها لماذا لم ينسق حزب الله مع جماعات لتحمي لبنان. لماذا دخل مباشرة وصرح لباغدانوف الذي خرج من عند نصر الله وقال لقد فهمت منه ان معركة دمشق قد بدأت وانه لا يمكن ان يبقى مكتوف الايدي في ظل سقوط دمشق بيد هذه الجماعات المسلحة”.

واعطى مثلاً: “عندما دخلت اسرائيل الى لبنان بحجة حماية الجليل وقلنا حينها لو لم تدخل اسرائيل لما اشتعلت الحرب، وهناك اسباب تؤدي الى الحرب، لذلك على حزب الله ان يقول ان يحق للسعودية ان تدخل على كل اليمن حماية لامنها والى البحرين ، واذا كل دولة تريد ان تحمي امنها تحت شعار ان هناك خطرا سياتي تدخل الى دولة اخرى، وهنا حزب الله ليس دولة بل ميليشيا يدخل الى دولة ثانية حينها لا تبقى دولة مجاورة لدولة اخرى الا وتدخلها”.

وراى أننا “امام واقع، اما ان نستمر في نطح الحائط ونكبر دائرة داعش والنصرة ونقدم دما سدى ونستمر في حرق لبنان والمنطقة ام نقرأ المعطيات بدقة ونعتمد طريقة سعد الحريري بطاولة حوار هدفها الاساس سحب الاحتقان، ونحن نعرف ولسنا سذجاً ان حزب الله لن يقدم شيئاً على طاولة الحوار ولا الاستراتيجية الدفاعية”.

وقال: “كل ضابط سوري يظن ان بشار باقي الى الابد عليه ان يقرأ ويفهم ان هذا الشخص انتهى ويا ابن حزب الله الذاهب للموت هباءً عليك ان تفهم ان هذا الشخص انتهى اذا انطلقنا من هنا واذا انطلق حزب الله من هذه القراءة العقلانية التي تفيده وتفيد ايران، ايران الآن تحرق نفسها بهذا المشروع الجهنمي الطائفي. هذه القراءة تلتقي مع ايران روحاني برأيي وتختلف ربما مع ايران الحرس الثوري الذي عمله ان ينشء مشاكل في المنطقة. اما اذا ذهبنا بالاتجاه الآخر وبدأنا معركة القلمون وقمنا بانعاش اصطناعي لبشار الاسد ولن ينفع فسنكون دفعنا دما هباءً وزدنا امد الصراع وادخلنا لبنان والاقليات والمسيحيين والشيعة باكبر خطر ممكن”.

وعن حوار تيار “المستقبل”- “حزب الله”، تساءل: “لماذا الناس تستغرب هذا الحوار. انا اقول نحن نريد ان نتلافى الفتنة. اذا كنا نختلف على مقاربة اليمن ومقاربة سوريا هل نحرق لبنان؟ بالـ2005 قام بالشيء نفسه سعد الحريري ربح الانتخابات ومد يده لحزب الله وبالـ2009 مد يده لحزب الله والآن كذلك وفي كل مرة كان حزب الله يمد بندقيته على سعد الحريري مرة بـ7 ايار ومرة في الموضوع السوري. هناك من يصر على حرق البلد هل نحرقها معه ام نحاول تهدئته؟ ولا مرة يصبح الحوار من دون جدوى لان مشروعنا ان لا يكون اصطداما ولا فتنة. الحوار ينتج ام لا هذا موضوع آخر هو اساسي للدخول لهذا الملف. اعرف ان هذا الحوار لن يؤدي لنتيجة لكن مقاربة سعد الحريري يريد تجنيب لبنان هذه النار بالذهاب الى اميركا وروسيا والخليج، فيما  حزب الله ينط من حلب ودرعا ليضع لبنان في قلب العاصفة هذا الخلاف الاساسي هذا لن يمنعنا من الحوار لكن لن يدفعنا الى خطاب انبطاحي ولا للقول اننا سلمنا لحزب الله”.

وإذ دعا نصر الله إلى “العودة إلى لبنان اذا كان يريد فعلا تحصين سوريا فهذه الطريقة الوحيدة لمنع الحرب في سوريا فطالما هو موجود طالما ستأجج الحرب”، أكد ان “الوضع الامني في لبنان ممسوك لاسباب عدة، منها هذا التظليل لطاولة الحوار الذي يلقي بمظلة الى حد ما سياسية اجتماعية وغيره في الداخل لكن اذا دخلت معركة القلمون لا يكفل احد لو يجلس حزب الله مع عمر ابن الخطاب شخصيا لن يمشي الحال سنكون دخلنا في نفق كبير سندخل في معركة الدم ولا يسير حوار مع الدم”.

وتابع: “اذا دخل حزب الله بمعركة القلمون المنطقة ستدخل بمتغيرات كبيرة وعرضت مجموعة منها لا يمكن القول ان حزب الله سيدخل ويخرج ستلقي المعركة بظلالها على لبنان على الحكومة”.

واعتقد أن “افق المعركة محكوم بالفشل انه حتى لو ربح حزب الله لن يصرف هذا الربح الا بمزيد من المظلومية السنية التي كان ينادي بها الشيعة، ولا اعرف كيف ينادون بالمظلومية وهم يتنقلون بين عدن وحلب. اليوم سترفع مظلومية سَنية واذا ربحت النصرة ستقول للمسلمين السنة انا بطلكم الجديد وانضموا لي وهكذا يكون حزب الله قد خسر، في القلمون الحزب في وضعية الخاسر”.

وجزم بأننا “في لبنان من المستحيل ان نذهب الى مؤتمر تأسيسي هذه هلوسة، المؤتمر التأسيسي يكون على اي قاعدة ؟ لبنان بلا مسيحيين في محيطه لا طعمة له ولا وجود له. لا داعي لان يوجع رأسه العماد عون في موضوع رئاسة الجمهورية فالوضع ذاهب لا جمهورية ولا شيء في ظل هذه المعركة”.

وزاد: “قناعتي ان عون لا يمكن ان يصل الى رئاسة الجمهورية في هذا الخطاب، منذ يومين اعطى تفويضا للسيد حسن بالنسبة للقتال في سوريا، هذا يعني انه استدعى فريقا كبيرا من المحيط الى الخليج ويريد ان يصبح رئيساً للجمهورية كيف ؟ بأي عرف؟ عون من اجل 4 ارجل لكرسي يحرق لبنان ويهجر المسيحيين ولن يترك مسيحيا على الرغم من انه يطالب بحقوق المسيحيين. اليوم عون معني بأن يقدم خطاباً مختلفاً عن خطابه ولكن لا يمكنه ان يعيشنا بمعادلة نجيب محفوظ بين القصرين وبين الصهرين. فالوضع اكبر من عون وعون هو تفصيل.

واسترسل: “أسمع عن شامل روكز انه ضابط ومغوار ووطني ولكني لدي ملاحظات في هذا الموضوع وقناعتي انه قد يكون روكز اهم قائد الجيش الا ان يعيبه امر واحد فهو محسوب على العماد عون وكل التيار الوطني الحر يدعمه . في قيادة الجيش سابقة ان نأتي بقائد جيش ينتمي الى فريق سياسي بشكل واضح واليوم الجيش في حالة ازمة مع الطائفة السنية ويحاول قائد الجيش يوما بعد يوم ان يحسن العلاقة ويكسب هذه الطائفة لان افعال حزب الله يغذي ان الجيش امتداد لحزب الله”.

وقال: ” فاذا جاء عوني على رأس الجيش حتى لو وزع روكز زهورا في عرسال سيقال انه زهر مسموم حتى القواتي لن يسمح بأن يصعد الجيش الى منطقته . اذا اتى ضابط قواتي قائدا للجيش فماذا يفعل حزب الله ؟ هذا لا يعني ان شامل روكز ليس جيدا . بتقديري ان روكز لا يصلح لقيادة الجيش حاليا لان الوضع مشتعل . التمديد الآن افضل بكثير من ان نأتي بقائد جيش عوني يشعل البلد ويجب على العماد عون ان يعرف هذا الأمر”.

وإذ توجه بالتحية “الى قيادة الجيش اللبناني”، هنأ “قيادة الجيش لانني سمعت انهم لن يتدخلوا في معركة القلمون، وهذا شيء عظيم لأن هذا الأمر سيحمي المخطوفين التي تظهر النصرة الاشرطة المعيبة بحق الانسانية والاسلام وهذا قمة الانحطاط “، متابعاً: “عندما طرق بابنا للوساطة في موضوع المخطوفين قلنا اكملوا مع الذين يعملون على هذا الخط وان هناك جهة صالحة فليتم التفاوض معها لأن هناك من يريد تخريب المفاوضات والحل وهذه الجهة الصالحة هو اللواء عباس ابراهيم والقطريين . انا اعرف انه كانت هناك اخبار جيدة منذ 3 اسابيع وكان الخاطفون على استعداد لاطلاق دفعة ولم اعد اعرف ماذا حصل . انا لم اكن مستلما الملف السوري لابتعد عنه بل كان هناك تنسيق طلبه الرئيس الحريري وانا مستمر بهذا التنسيق .

كنت في تركيا لاسباب جزء منها موضوع المخطوفين العسكريين .”.

أضاف: “لا يزال لدي تنسيق مع المعارضة السورية ومع القيادات المرتبطة بالجيش السوري الحر، نتواصل معهم على قاعدة ما يخدم علاقتنا معهم وما يخدم الواقع اللبناني فنحن لا نرسل لهم هدايا سماحة- مملوك ولا نهيمن على قرارهم للاسف قطعت يدهم لتطلق يد داعش والنصرة”.

وعن ما حصل مع رستم غزالة، قال صقر: “المشكلة ليست مشكلة رستم غزالة فهو حجر شطرنج سقط . سقوط رستم غزالة تعبير عن مرحلة”، لافتاً الى أن “الرئيس الحريري في اميركا سئل من قبل الاميركيين ماذا بعد بشار الاسد وماذا عن لبنان بعد الاسد . الروس اذا استقبلوا الرئيس الحريري سيسألوه ماذا بعد بشار الاسد. السؤال الذي يتم من المحيط الى الخليج ومن اميركا الى روسيا ماذا بعد بشار الاسد . هناك قناعة ان حلقة النظام الامني الضيقة بدأت تتهاوى لأن الاسد ادرك متأخرا انه حتى الايراني في الاجتماع الأمني الشهير في سلطنة عمان الذي اسقط فيه اثنان ميشال عون وبشار الاسد وقال انه مستعد ان يتحدث حولهما على قاعدة انه يقبل التسوية بهما”.

اضاف: “سئل المندوب الايراني من قبل مندوبي اميركا وفرنسا وبريطانيا والمندوبين الاقليميين ما هي الترتيبات بعد الاسد وسئل عن موضوع عون والتسوية في لبنان فقال ان ما من مشكلة فالتسوية تسير وهناك محاضر في هذا الكلام وانا اطلعت على احد تلك المحاضر. ادرك الاسد متأخرا ان هناك مشكلة كبيرة جدا واليوم هو يصفي ملفاته . رستم غزالة يموت بضربة كف من شحادة وعلي المملوك ايضا وهو انتهى . ما يحصل سلسلة بدأت من غازي كنعان ووصلت الى خواتيمها”.

وأشار الى أنه “عندما اعلنت اميركا انها ستضرب بشار الاسد، عشرات الاتصالات وصلت لي من كبار الضباط ان اوصل الى الرئيس الحريري لايجاد طريقة لتأمين خروجهم وعائلاتهم وتأمينهم فقلت لهم لسنا المرجع الصالح . مع رستم غزالة الاتصال حصل عبر وسيط ذهب الى الرئيس الحريري.

وتابع: “منذ شهر عندما اعلن الحسن قائد قوات النظام انهم في حلب امام مشكلة واعلن عن افلاسه من حينها كان هناك تعبير عن ازمة نظام وضباط يتواصلون بالبريطانيين والاتراك وبالسعودية وعلي مملوك من الناس الذين اجروا اتصالات وهذا ما يعرفه النظام السوري”.

ورداً على سؤال أنه أخرج سابقاً ضباط من سوريا، قال صقر: “طلع ضباط، كان هناك قناة تنقل ما قلته ان هناك ضباط كبار سيذهبون. اليوم هناك حالة تخلي، والسؤال المطروح ان بشار الاسد بدأ عده العكسي النهائي”.

ولفت الى أن “نصر الله يقول أننا راهنا على سقوط بشار الاسد. انت قلت انها كانت ستسقط. حين قلنا أننا نتوقع سقوطه كان ذلك واقعياً، ولكن انت ارسلت الشبيبة من عندك وذهب الحرس الثوري الايراني فمنعوا سقوطه. أنت مدّيت بعمر بشار الاسد على حساب دماء الشباب المساكين الذين يأتون من الهرمل وصولا الى صور. أنت تعلم ان هذا النظام ساقط، والايراني يضعه على الطاولة”.

أضاف: “اليوم أنا أعتقد أننا وصلنا الى أواخر المرحلة، إما أن نعاند ونضع إنعاش اصطناعي لنظام انتهى بدم الشباب في حزب الله ودم الشباب العراقيين ودم غيرهم من الناس ونسفك الدم السوريين، وإما نأخذ هذه الوقاع بجدية ونتعاون على قاعدة أن هناك خطر حقيقي اسمه داعش والنصرة، حزب الله يبتعد فيكون اكبر مساهمة بضرب داعش والنصرة لأنه يخرج من المعركة، وما تبقى من شرفاء في الجيش السوري، وبعض كتائب الجيش الحر تتولى مدعومةً ضرب داعش”.

وتابع: “أقول للرأي العام الشيعي ان هذه ليست معركة شيعية، وليست معركة بشار الاسد معركتكم، هذه معركة بشار الاسد الفاسد المجرم الطاغي الباغي الذي يشبه بعرفكم كله يزيد، وهذه ليست معركة المقاومة لأن المقاومة معركتها في الجنوب وتقاتل في الشمال. وأقول للشارع السني لا تعتقدوا للحظة وتتوهموا وتأخذكم السذاجة للاعتقاد أن هذه معركة شيعية عليكم، هذه معركة حزب الله والمشروع الايراني لإنعاش بشار الاسد ولو كان بشار الاسد سني، وكتب على يده عمر بن الخطاب وحليف لايران لدافعت عنه، وخذوا العبرة من علي عبد صالح المخلوع”.

وسأل: “هل اصبحت ايران وحزب الله متعهدين إحياء الديكتاتوريين في المنطقة؟ يكاد يسقط بشار فيمدون يدهم لإنقاذه، يُخلع علي عبد الله صالح ويعيدون احياءه، ثم يتهمون السعودية”.

وأردف: “اقول أن قضية البحرين بأكبر حكمة ويجب أن يُطلق الشيخ السلمان، وأقولها على تلفزيون المستقبل وأنا أنتمي الى تيار المستقبل والى كتلة سعد الحريري، أقول أنه يجب أن يحاكَم الشيخ السلمان واذا لم يكن هناك ما يدينه، يجب أن يُطلَق، ولكنني ادعو حزب الله والسيد حسن ان يساهم معي في نداء ان تطلق السلطات الايرانية آية الله كروبي الذي له فضل على حزب الله، ومير موسوي، لا ذنب لهما إلا أنهما نجحا في الانتخابات”، مشيراً الى “انني أتكلم بهذا الموضوع ليفهم السني الذي يحتقن والشيعي ان كروبي المسجون في ايران ليس سنياً”.

وحذر “حزب الله” قائلاً: “يا حزب الله أنت لديك مسؤولية دم، وسمعت السيد يقول “كيف بتناموا وعلى يدكم دم؟””، مضيفاً: “أنا أوجه لك يا سماحة السيد، هذا دم وهذه آخرة، ودم الثوار يعرفه حزب الله ويعرف أنه نور وحق. هناك ثوار في سوريا قُتلوا، وهناك عائلات تباد بالبراميل وأطفال تُذبح، هل تنام يا سيد قرير العين والاطفال تُذبح، وغدا في القلمون انت ستهجم من ناحية والنظام سيصب براميله من نايحة، وستُذبح الاطفال وتُحرق وتُقتل وستكون هناك فتنة وعليه ان يتحمل مسؤولية”.

ورأى أن “هذا الكلام يجب ان يفهمه الشيعي والسني، إلا نحن ذاهبون الى كارثة كبرى. بشار الاسد انتهت ورقته، وهو يسلّم كل اوراقه، وبدأ باتصالات، والدته انتقلت من الامارات ونقلت اموالها الى بيلاروسيا، رامي مخلوف باتت كل امواله في الخارج”.

وذكّر بأن “ميشال سماحة اعترف بان مملوك أرسله بقرار من بشار الاسد، وحزب الله كان يتحفنا بأن لا أحد يفجّر في لبنان الا اسرائيل. عندما فجّرت سوريا لم نسمع ادانة واحدة. يقولون بندر وبندر وبندر، لم يثبت شيء على بندر، وثبت على علي مملوك، ولم نسمع اي ادانة علنية”.

ولاحظ ان “هناك حلقة تذهب من النظام الامني السوري، لأن بشار الاسد لا يمكن ان يخلّص نفسه اذا لم يتخلص من النظام الامني الذي حوله، ولا يمكنه ان يقوم بالصفقة اذا كان مثقلاً بهذه الاعباء. الآن ابو وائل مريض، هم كلهم ينتكسون لأنهم لا يأكلون جيدا ولا يتغذون”.

وقال: “اليوم وضع النظام يصفّي اخر الحلقة، مع متغيرات دولية كبيرة ومع ادراك اميركي بأن بقاء الاسد سيؤدي الى تحويل سوريا الى منصة للقاعدة تنطلق الى اوروبا واميركا، مع متغيرات لاحظناها مع مجيء الرئيس الفرنسي الى السعودية حين اجتمع بالجربا وقال له كلاما خطيرا جدا حول حسم المعركة وعمليات تسليح وحول تغيير المسار في سوريا وحول امور قريبة جدا سوف تحصل. هناك اشارة سعودية فرنسية اميركية بدخول التحالف ان لا يمكن ان نبقى مكتوفي الايدي حيال ما يحصل في سوريا”.

وعن العسكريين المخطوفين، اعتقد “ان جبهة النصرة تريد ان تفاوض عليهم، وثبت هذا الامر، وقبل حين كان يقال ان اللبنانيين اُعدموا في اعزاز، كنت اقول أنهم سيعودون. هذا الامر يتطلب عملية تبادل واضحة. افضل ما يمكن أن يفعل اهالي العسكريين هو ان يذهبوا الى حزب الله ويسألونه كيف اطلق سراح معتقل من عناصره خلال 3 اسابيع، فيعطيهم خريطة طريقة. هو بادل، اذاً الموضوع يتطلب مبادلة. حزب الله بادل اسيره بأحد كان مخطوفا وآخر كان موقوفاً. الان حزب الله خطف الكثير، ليخطف للجيش اللبناني”.

وتساءل:” هل قضية العسكريين المخطوفين متروكة لتبقى فتيلا نهدد فيه بفتنة سنية شيعية؟ أنا بكل الأحوال لا ابرئ أحدا لا من النصرة ولا من غيرها انهم يلعبون بهذه القضية من اجل إذكاء الفتنة، ولكن بكل الأحوال معلوماتي ان الامر يتطلب مبادلة، ولكنني لن اتحدث بالامر، لأننا اذا تحدثنا عن مبادلة يقولون اننا نريد اطلاق سراح الارهابيين. وعلى اهالي المخطوفين ان يطلبوا من حزب الله ان يعطي غطاء للتبادل، لأنه حتى الان لا يعطي الغطاء، واذا هو اعطى غطاء لن يعترض احد، ويجب ان نتعاطى بحس مسؤولية مع هذه القضية وبكثير من الليونة وقليل من التشدد الاعمى مع احترامنا لكل الشهداء واهاليهم. في مكان ما ليس من شاركوا بالقتل بل من حولهم يستطيعون وبكل الاحوال من بادل عليهم حزب الله شاركوا في القتل وهم تكفيريون الخ. الحي ابقى من الميت. هناك احياء يجب ان نحميهم من الموت. لان يجب ان نحفظ ان هؤلاء مسوا بالجيش نقتل الموجودين؟ هؤلاء سيموتون. جبهة النصرة ستحافظ على هؤلاء اكثر من عناصرها لانها تعتبرهم صيدا ثمينا وستبادل عليهم فليطمئن الاهالي المهم السرعة بالملف”.

وعن معركة اليمن، قال: “علينا ان نفهم ان المملكة العربية السعودية ليست دولة توسعية بطبعها، وهي ترغب بحماية حدودها وترعى الحوارات في العالم العربي، وكانت تعرف انها اذا استمرت في عاصفة الحزم ستغرق في دم يمني، وستقع السعودية كما وقع الاسد وهذا جزء من استراتيجية الفكر السعودي”، معتبراً أن “السعودية حققت عددا من الاهداف اقله ، أولاً قرار مجلس الامن الدولي لما كان سيصدر لو لم تقام بعاصفة الحزم بل كانت اليمن ستشتعل. وثانياً دمرت مخزون الصواريخ الاستراتيجية التي تهدد امنها. وثالثاً، قامت بربط نزاع واصبح بامكانها ان تتدخل يومياً وصولاً الى تدخل بري اذا احتاج الامر والا كان الحوثي اخذها شمالا شرقاً جنوباً غرباً.

أضاف: “رابعاً، في العاصفة استطاعت ان تفرض السعودية واقع عربي جديد على ايران، هو ان ايران لا يمكنها ان تتردد من دون حساب. خامساً، ومنعت خصوص الامداد فكان يمكن لايران ان تحول اليمن الى اكبر قاعدة لتهدد من خلاله أمن المنطقة كلها وليس المضائق فقط. سادساً والاهم، لو لم تتدخل السعودية في اليمن لكانت القاعدة تتأمن مثل سوريا، فالجيش السوري الحر عندما كان يخسر تأتي داعش مكانه، ولو خسر عبد ربه منصور هادي وجماعته امام الحوثي وستأتي داعش والقاعدة ويقولوا للسني انا من سيأتي بحقك وسينتقلوا من اليمن الى السعودية، فالسعودية بهذا الطريق قطعت اي امكانية بتمدد داعش في اليمن وصولاً الى السعودية”، وغدا سنشكر السعودية لانها لو تركت الامور ذهبت في اليمن لكانت اليمن قاعدة جديدة ولم تعن الحوثيين تهنوا بلحظة، فالقاعدة تصبر وتنتظر ان يخسر الاعتدال لتأخذ الراية في مواجهة”.

وعن اللبنانيين الموجودين في الخليج، قال: “السيد حسن نصر الله ذهب بتوصيفاته للسعودية فأساء لشعبهاعندما تحدث عن التنابل، ونحن كنا دائماً ندعو الى عدم الاساءة لا للشعب السوري ولا السعودي، بل ان تكون التوصيفات  سياسية، وزادت التوصيفات من قبل بعض من انجر وراء نصر الله بلغة طائفية واساءة للشعب السعودي”.

ورأى ان “البعض يصور اللبنانيين في الخليج بأنهم متسولون الا انهم بالعكس”، شاكراً “السعودية ودول الخليج على فتح سوق العمل لهم الا انهم اصحاب كفاءات، السعودية ودول الخليج تعرف ان حزب الله ميليشيا وهو اساء للبنانيين اكثر مما اساء للسعوديين”.

أضاف: “عندما يتهجم نصرالله على السعودية هذا رأيه، والسعودية تفهم هذا الامر ولا يجب ان يرتب اي شيء لا على اللبنانيين ولا على الشيعة في العالم العربي الا لمن يسيء الى امن دول الخليج، فبعد ان كانت الطائفة الشيعية تصدر عقولا الى الاحزاب اليسارية في العالم العربي اصبحت تصدر مرتزقة الى كل العالم العربي فهل عمل الطائفة الشيعية ان تصدر المرتزقة بعد ان صدرت العقول وبعد ان كانت منارة “.

وأكد أن “من يذهب الى ارض غير ارضه ليقاتل ويقتل ويستبيح الاعراض هو مرتزق . قائد حزب الله في افغانستان قال انهم يتقاضون رواتب وهو صرح بذلك للجزيرة. لكن حتى الذي يذهب مدفوعا بعقيدة هو مرتزق بعقيدة مشوهة. كما قال السيد نصر الله ان السعودية تأتي بمرتزقة من باكستان كذلك هو يصدر المرتزقة”.

وإذ سأل: “هل المطلوب من شعية لبنان ان يحاربوا الكرة الأرضية وان يحموا المشورع الايراني في كل المنطقة؟”، لفت الى أن “ايران نشرت شيعة لبنان من اقصى العراق الى شمال اليمن ومن جنوب لبنان الى شمال مصر ومن سيناء الى مضيق هرمز . الشيعة في لبنان اصبحوا يشكلون استفزازا ليس الانظمة بل للشعوب”.

وشدد على أنه “لا يجب على ما يسمى بالاقليات ان يتوهموا ان هناك عالم سني سيأكلهم اذ ليس هناك عالم سني موحد بل منقسم وهذا عامل حيوي فاذا توحد على مشروع توسعي كما فعلت ايران تحترق عندها المنطقة. ايران تستغل كل من يحمل السلاح في الطائفة الشيعية في مشروعها بينما السعودية كل من يحملون السلاح ولديهم مشروع حرب بما فيهم الاخوان الذين هم اقل تطرفا لديها مشكلة معهم هي ومصر والامارات والكويت والخليج وجزء كبير من العالم الاسلامي”.

واوضح “انني لا اخفف من خطر الاسلاميين، منذ بداية الحلقة وحتى الان اتحدث عن خطر الاسلاميين واناشد ان نخفف من خطرهم”، مضيفاً: “نصر الله تحدث عن كتب تُدَرَس للاسلاميين المتطرفين. هناك كتب لدى الشيعة تدرس اشخاصا اكثر خطرا من داعش، تدخل في تنجيس الاخر ونجاسته واستباحة ماله الخ. وحزب الله يستعملها في فترات وفي فترات لا يستعملها. في الازهر، مكان الاعتدال السني هناك فتوى بأكل الكافر. هناك شيء معطوب في الفقه الاسلامي، ومن اراد يمكنه ان ينهش منه ويخرب الناس”.

وأشار الى أنه “اذا أردنا ان نتحدث عن وقائع، هم يتهمون بندر والمملكة العربية السعودية، وأنا أطرح سؤال: المعتقلين الاسلاميين في صيدنايا. هذا الامر يذكرني بنعيم قاسم حين قال: اذا اردتم رئيس جمهورية في لبنان، على السعودية ان ترفع يدها على الملف. يا شيخ كيف بترفع ايدها؟ شخص لا يذهب اصلاً الى المجلس لانتخاب رئيس، يطلب من السعودية ان ترفع يدها عن الملف. فليطلب من السعودية ان تضع يدها على ملف الرئاسة وتجبر 14 اذار على قاعدة السين سين ان تنتخب ميشال عون، ليقل الحقيقة”.

أضاف: “حسان عبود مؤسس احرار الشام أُفرج عنه من سجن صيدنايا في آب 2011. ابو مالك التلي الشاب الذي خطف العسكريين وقائد النصرة في القلمون، دخل الى صيدنايا بقضية ارهابية وقتل احد السجناء ومتهم ومتلبس بقتل 7 عسكريين بانتفاضة صيدنايا. في الـ 2011 أطلقه النظام. ابو العباس المرجعية الاعلى لكل الجبهات الاسلامية خرج في تموز 2011.

وهم 25 قيادة بينهم ابو لقمان الشواح القائد الاعلى لداعش في سوريا والجولاني تم اطلاقهم من السجن ذاته. ابو علي الشرعي تم اطلاقه من صيدنايا في اواخر 2011 كل هذه المجموعة اطلقت في 2011. محمد حيدر عادل زمار مخططا 11 ايلول اطلقا ب11 2012 هذا عدا شاكر العبسي الذي اطلقوه في 2007. كل هؤلاء اطلقهم نظام الاسد والسعودية مسؤولة عن داعش؟

واعتبر أن “زهران علوش اصبح يشكل خطرا وهم اطلقوه لهذا السبب. يطلقون من سيقوم بخلايا اسلامية للبيع على ظهره كمن كان يرسل قاعدة الى العراق ويتصل بالاميركيين لتسليم نصفهم لأخذ مكاسب على ظهرهم. منذ اليوم الاول النظام السوري كان يقول كانت تقود الثورة نساء علويات ومسيحيات، سهير الاتاسي في وسط دمشق ويقولون عنهم سلفيين. اول مرة قبضوا على خلية في درعا قالوا انهم سلفيين يقودهم رياض الترك رئيس الحزب الشيوعي. لم يتركوا احد في النهاية اتهموا لؤي المقداد ببيع السلاح. هذا النظام لا يتوارى عن شيء اعطي اسماء اطلقها النظام بتواريخ”.

ولاحظ ان “هذا النظام هل تعرفون ماذا فعل بابن فايز سارة الناشط المدني؟ قتله. قطع غياس مطر الذي كان ينادي بالحرية وهو ناشط وطني واُطلق الجولاني. هذا النظام سيتحدث عن من فبرك داعش والنصرة. الاسد وحش اطلق هذه الوحوش ليقول انه اقل وقل وحشية منهم. هذه اللعبة انتهت. العالم كله عرف ان هذا النظام هو المفرخ الاساس لم يعد قادرا على بيعهم”.

وعن ضربات التحالف، أوضح أن “هذه الضربات شلت حركة داعش لولاها لدخلوا كوباني وتوسعوا في بغداد لكن ما يغزيهم هو الخطاب الطائفي فلنعود لرفسنجاني . احد اسباب تقدم المعارضة ذهاب داعش للعراق فداعش كان عملها الطعن بظهر المعارضة وتقدم خدمات للنظام مجانية وانا لا اقول عملية ومرتبطة به بل تبادل مصالح، وهي تعتقد انها تأكل المعارضة ومن ثم تأكل النظام”.

وراى أن “هذا النظام من يعبر عن مأزق نفسه، فبشار الاسد اليوم خرج ليقول خسرنا جولة ولن نخسر المعركة ويجب ان نأخذ معنويات، وبالامس كلام نصرالله فالمحور الايراني استخدم كل الذخيرة الاستراتيجية لنصر الله واستخدم كل صدقية، ففي فترة من الفترات عندما كان يطل نصرالله كان يهز الشارع من المحيط الى الخليج وكان يملك حق ومصداقية عندما كان يواجه اسرائيل ورغم اننا كنا نختلف معه عندما كنا ننتقده اي دولة العربية كانت تتهمني بالعمالة ولكن فيما بعد اصبح نصر الله يملك منطقا وبدأوا يشكون بحقه في 7 ايار. وبالرغم من ذلك بقيت صوره مرفوعة”.

وفي موضوع اليمن أيضاً، قال: “لم يعد لنصر الله لا حق ولا باطل، للاسف انتقل من حسن نصر الله الى حسن نصر اللات او حسن زميرة لانه فقد كل شيء وهذا وجدان شعبي لا يمكن لاحد ان ينكره  وانا استنكر هذا اللفظ المعيب واطالب بأن يكون هناك احترام. يجب ان نفهم انه لا يوجد رصيد دائم، لماذا صرح الاسد بعد خطاب نصر الله بانه خسر معركة ولم يخسر الحرب لان هنام انهيار نفسي”.

أضاف: “بقدر ما استنفزت شعبيته وهو بشخصه لا زال نصر الله يطل ويصرح قبل بشارالاسد لان الناس تصدق نصرالله لا الاسد، وجمهور بشار الاسد يصدق نصر الله، ومع ذلم السيد لم يعد قادرا على ايصال صوته.  في فترة من الفترات السيد حسن نصر الله كان مشروع عبد الناصر، شئنا ام ابينا وكنا نذهب الى العالم العربي ونعرف من هو نصر الله فصوره مرفوعة من السودان الى النيل، في الاحتفال الاخير لم يجد سنيا ان يقدم الاحتفال سوى شاكر البرجاوي لماذا؟

وزاد: “راجع التاريخ يا سيد، انت بنيت منذ 30 عاماً مشروع قامة شيعية لبنانية عربية وخلال 3 سنوات تحولت الى مشروع استهداف للشارع العربي من المحيط الى الخليج واتهامك باتهامات لم يتهم بها نتنياهو هل الشارع السني كله اشترته اسرائيل. هل الشارع العربي كله منوماً مغناطيسيا ؟ كله خلايا ارهابية؟ لا هناك خطأ.

وذكّر بأن “نصرالله كان مشروع وحدة سنية- شيعية وكان يقرب الشيعة من محيطهم العربي وكان هناك الكثير من يريدون ان يكونوا على هدى هذا الرجل اليوم كل الذي بناه حول الشيعة الى قنابل موقوتة واصبح الشيعة مهددين بالخليج”.

ورأى “ان الشيعة لا يهددون في الخليج وانا اتمنى ان يكون هناك توضيح وحسب معلوماتي انه لن يكون هناك استهداف للشيعة في الخليج ولكن ما نأمله ان لا يكون هناك استهداف لمصالح اي دولة خليجية وان لا ننجر اكثر في لعبة الدم لانه في النهاية هذا الانجرار يؤدي الى هذا المشهد المأساوي للطائفة الشيعية”.

وقال: “انا اتكلم قناعاتي التي كنت اقولها في لبنان وسأعود بتوقيت سياسي. نحن لم نقل اننا سنعود عندما يسقط بشار الاسد تماما كما نقلوا كذبا عن الرئيس سعد الحريري انه سيعود من مطار دمشق وهذا ما كذبته جريدة الاخبار . نحن خرجنا في ظروف امنية سياسية وسنعود في ظروف سياسية لها واقع امني وهي مرتبطة بتقديرات اساسية للرئيس الحريري .عاجلا أو آجلا سنرجع وايضا كل نفس ذائقة الموت .

وولاحظ أنه “عندما يناشد الاسد ونصرالله الشعب السوري ان لا ينهاروا نفسيا فهذا يؤكد عملية الانهيار من اتصالات الضباط بالخارج وعائلاتهم التي تنتقل والنقل الاداري للعاصمة التي عبر عنه مير موسوي الى الساحل كله يدل اننا امام مرحلة جديدة آمل ان لا يكون حزب الله منجرا وراء بشار الاسد لان هناك مشروعا اسرائيليا لتقسيم سوريا”، وتمنى “ان تصيب عدوى الوزير اشرف ريفي القضاء اللبناني من الرجولة والشهامة “.

وعن التباين بين مسؤولي “تيار المستقبل”: لا يوجد تباين فالكل يعبر عن وجهة نظر التيار التي يمثلها الرئيس الحريري . في التعبيرات السياسية سئل الوزير المشنوق عن سلاح حزب الله فقال انه يدخل في الاستراتيجية الدفاعية وكلنا نقول هذا، لكنه سلاح لا يجب ان يستمر وهو سلاح خطر ويدمر البلد والمنطقة لكن هذا لا يعني اننا سنواجهه بالحرب وهو سيفتح علينا حربا واجزم بان هذه المعركة ستكون آخر معارك حزب الله واكثر معاركه مأساوية “.

وأكد ان “لا تمايز في التيار . حتى النائب محمد كبارة عندما عبر عن شارع محتقن والوزير المشنوق يعبر عن شارع ما وهناك نواب من المستقبل يذهبون مع الشارع لتهدئته . فالوزير المشنوق اعتذر عن موضوع وفيق صفا والشارع احتقن عليها لأن هناك من الجهة الاخرى من يحقنه “.

أضاف: “حتى لو اتخذ الشخص خطوات حكيمة، الشارع يقرأها خطأ، لذلك هناك بعض النواب يذهبون لتهدئة الشارع، فيذهبون بالموجة مع الشاره لتهدئته، واعتقد أن الوزير المشنوق يتفهم هذا الامر، وإلا فإن شارع الاعتدال سيكفر بخط الاعتدال ويذهب الى المقلب الاخر، وأنا أعتقد ان سعد الحريري كل عمله في السنوات الثلاث الاخيرة هو مع هذا الشارع من الذهاب باتجاه التطرف، وإلا لو ذهب بموجة التطرف كما فعل حزب الله لاحترق البلد، وبدل أن يُشكر سعد الحريري، احترق البلد. بدل أن يُشكر سعد الحريري يؤخذ عليه انه ضعيف”.

وتابع: “مشكلتكم انكم تزعمون انكم لا تريدون التطرف، وحين يأتي أحد لكبح التطرف تهجمون عليه. انتم مرتاحون مع شارعكم لأنكم ذاهبون الى اعلى سقف، اي اصبحتم على يمين شارعكم. سعد الحريري شارعه علي يمينه، وموقعه هو موقع الممسك بالعصا من الوسط، وهذا التباين هو تباين صحي وطبيعي ويعبر عن نشاط في التيار، وانا سعيد وقلت له انه يجب أن يكون هناك هذا التنوع في التيار كي لا يتحول هذا التيار الى حزب حديدي. المهم أن نعبّر عن رأينا في المنطقة الوسط ولا نذهب الى المناطق السوداء التي توصلنا الى حروب سوداء تُرفع فيها رايات سوداء وتؤدي الى خراب”.

وعن عودته الى لبنان، قال صقر: “انشاء الله ان يكون هناك عودة قريبة الى لبنان”.

(انتهى)