المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 آيار/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 10 و11 آيار/15

أوباما بين خسارة السعودية ووقف تمدد إيران/جورج سمعان/11 أيار/15

قمة القنبلتين/غسان شربل/11 أيار/15

إيران بحاجة إلى تغيير سياستها لإقناع العرب بجدّيتها/بول سالم/11 أيار/15

الشهادة خرافة شيعية إستغلها حزب الله/لبنان الجديد/علي سبيتي/10 أيار/15

أزمة شيعية بعد 30 حزيران: كيف سيتخلى حزب الله عن عسكره/عماد قميحة/10 آيار/15

حرب القلمون ما زالت تنتج المنشدين/نذير رضا/المدن/10 آيار/15

الحياة تنشر مسودة البيان الختامي لقمة كامب ديفيد/11 أيار/15

كامب ديفيد.. الأفعال أبقى من الأقوال/سلمان الدوسري/11 أيار/15

الانتخابات البريطانية.. في ما قد تعنيه للعالم العربي/إياد أبو شقرا/11 أيار/15

الموارنة لا يتفقون على رئيس قوي ويرفضون "الضعيف"... فيستمر الشغور/اميل خوري/11 آيار/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 10 و 11 آيار/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 10/5/2015

سلام في انتخابات المجلس الشرعي: علّ التوافق الاسلامي ينعكس على كل لبنان

الحريري في موسكو.. عودة الملف اللبناني إلى الواجهة

جعجع: الوضع في لبنان مستقر وهناك قرار ايراني بعدم إجراء الانتخابات لإبقائها ورقة ضغط تستعملها ضمن صفقة معينة

فتفت: لا يمكن ان نصوت يوما لصالح عون والكرة في ملعب المسيحيين

مكاري من مطرانية الروم الارثوذكس في بينو: نتمنى ان تعيش شعوبنا في لبنان وفي سوريا بمحبة ما بين كل الاطراف

نضال طعمة: حزب الله يحرج الجيش ويجره إلى مواقع هو في غنى عنها

طلال المرعبي: تأجيل انتخاب الرئيس يقضي على ما تبقى من مؤسسات الدولة

الحجيري يؤكد ان لا وجود لحزب الله في جرود عرسال

الفائزون في انتخابات المجلس الشرعي الإسلامي في كلّ المناطق
ارتياح لدى المعنيين بانتخابات المجلس الشرعي الاسلامي اختراقات و"المستقبل" الأبرز في بيروت وصيدا
شتانماير الجمعة في بيروت لساعات
اسمان في سجلات الأرز: البطريرك صفير و "العميد"
قرار بحجم 242 و338؟

"حزب الله" تقدَّم في جرود عسّال الورد السورية وجولة على خطوط المواجهة... وحشد للمنازلة الكبرى
ت
صعيد عون لا يشلّ الحكومة من دون تغطية الحلفاء

سفير «الفتن المذهبية» يحاضر.. في الاعتدال والحرية

أحمد الحريري: سقوط المشروع الإيراني في اليمن مقدمة لسقوط الأسد

القلمون: قتلى جدد لحزب الله واستدعاء طلاب الشهادات الرسمية

يزبك: لن نتراجع مهما غلت التضحيات ومهما صنعوا من المؤامرات

قاووق: من يراهن في لبنان على داعش والنصرة يفضح نفسه ويدينها

فنيش: المقاومة مستمرة على جهوزيتها في التصدي للمشروع الصهيوني وامتداداته

الحاج حسن: حل الصراع في سوريا واليمن والعراق ولبنان يكمن في الحوار السياسي

حسين الموسوي: واجبنا في مقاومة الارهابيين كواجبنا في مقاومة الصهاينة

قبيسي: الحوار هو الأساس لاطفاء نار يحضرون لها لتشتعل في بلدنا

زعيتر: جرودنا لن تصبح رأس جسر لاعادة الاستعمار ولا قواعد ارتكاز لقصف مناطقنا

حسن فضل الله: التكفيريون على الحدود تهديد حقيقي للوطن

فياض: المقاومة تتحرك بأفق من يتمسك بالوحدة وطنيا وعربيا

حسين الموسوي: نتصدى للارهابيين كتصدينا للصهيونية

باسيل جال في قرى الضنية: البلد لا يحتمل اي انقسامات ولن يكون هناك جيش من دون قيادة شرعية ومن دون ابطال الجيش

آلان عون: دعم مطلق من حزب الله لمطالب عون بما في ذلك التعيين

فيصل كرامي: ما يحصل في البقاع خطير وخطير جدا ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة تبقى في النفوس ولو حذفت من النصوص

دريان أعلن نتائج انتخابات الشرعي والمجالس الإدارية وهنأ الفائزين

الراعي: ليتجرد السياسيون من مصالحهم ويتسلحوا بشجاعة حرية القرار لانتخاب رئيس

مئات المؤمنين ساروا "درب السما" الى حريصا

مطر في ذكرى تأسيس معهد الحكمة الفني: نتطلع إلى المستقبل بعين الحب للوطن ليكون رسالة للشرق وللغرب معا

يوحنا العاشر من قبرص: لا يمكننا أن نرى الشرق الأوسط بدون مسيحيين

ندوة للرابطة المارونية عن الشراكة الوطنية وممثلو الاحزاب وقعوا على وثيقة تتضمن التمسك بالطائف وإعادة تكوين السلطة على أساس الشراكة

كوتشاريان خلال تجربة وضع نصب للشهداء الأرمن في خليج جونية: لبنان أول دولة اعترفت بالإبادة وشعبه احتضن الارمن سنوات عديدة

الملك السعودي كلف ولي العهد حضور القمة الخليجية الأميركية

القوات اليمنية الموالية لصالح اعلنت موافقتها على الهدنة الانسانية المقترحة من الرياض

القوة الماليزية المشاركة في تحالف دعم الشرعية اليمنية تصل إلى السعودية

مقاتلات التحالف العربي تقصف منزل الرئيس اليمني السابق صالح في صنعاء

انفجار ثلاث عبوات على منزل قاض في القاهرة

مموسي مايمان اول اسود يترأس حزب المعارضة في جنوب افريقيا

رئيس الوزراء التركي يعبر الحدود إلى سورية لزيارة ضريح عثماني تاريخي

غلو زار ضريح سليمان شاه في سوريا

22 ألف مقاتل يعدّون لمعركة «فتح حلب»

البحرية الإيرانية توجه تحذيرات لسفن أميركية وفرنسية في خليج عدن

بعد سقوط 22 قتيلاً.. الاتحاد الاوروبي يبدي قلقه حيال المواجهات في مقدونيا

مقتل شرطيِّين أميركيَين رمياً بالرصاص في مسيسيبي

وفاة آخر انقلابيّي تركيا

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس يوحنّا11/من01حتى16/عجيبة اقامة لعازار من القبر

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي03/من01حتى12/أَعْرِفَهُ وأَعْرِفَ قُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وأَشتَرِكَ في آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِهِ في مَوتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ القِيَامَةَ مِن بَيْنِ الأَمْوَات

*بالصوت/والنص عربي وانكليزي/الياس بجاني: وجدانيات وتأملات إيمانية في معاني وعّبر يوم عيد الأم

*اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورمات MP3/عربي وانكليزي/الياس بجاني: وجدانيات وتأملات إيمانية في معاني وعّبر يوم عيد الأم/10 أيار/15

*بالصوت/فورمات WMA/عربي وانكليزي/الياس بجاني: وجدانيات وتأملات إيمانية في معاني وعّبر يوم عيد الأم/10 أيار/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*عيد الأم: محبة وعطاء والتزام/الياس بجاني

*القلمون: قتلى جدد لحزب الله واستدعاء طلاب الشهادات الرسمية

*الشهادة خرافة شيعية إستغلها حزب الله/خاص لبنان الجديد/علي سبيتي

*حرب القلمون ما زالت تنتج المنشدين/نذير رضا/المدن

*أزمة شيعية بعد 30 حزيران: كيف سيتخلى حزب الله عن عسكره؟/عماد قميحة/جنوبية

*الراعي يدعو السياسيين الى التجرد من مصالحهم وانتخاب رئيس

*جعجع: الوضع في لبنان مستقر وهناك قرار ايراني بعدم إجراء الانتخابات لإبقائها ورقة ضغط تستعملها ضمن صفقة معينة

*فتفت: لا يمكن ان نصوت يوما لصالح عون والكرة في ملعب المسيحيين

*طلال المرعبي: تأجيل انتخاب الرئيس يقضي على ما تبقى من مؤسسات الدولة

*فياض: المقاومة تتحرك بأفق من يتمسك بالوحدة وطنيا وعربيا

*يزبك: لن نتراجع مهما غلت التضحيات ومهما صنعوا من المؤامرات

*يزبك: لن نتراجع مهما غلت التضحيات ومهما صنعوا من المؤامرات

*حسين الموسوي: نتصدى للارهابيين كتصدينا للصهيونية

*قاووق: من يراهن في لبنان على داعش والنصرة يفضح نفسه ويدينها

*ندوة للرابطة المارونية عن الشراكة الوطنية وممثلو الاحزاب وقعوا على وثيقة تتضمن التمسك بالطائف وإعادة تكوين السلطة على أساس الشراكة

*«الحياة» تنشر مسودة البيان الختامي لقمة «كامب ديفيد»

*إيران بحاجة إلى تغيير سياستها لإقناع العرب بجدّيتها/بول سالم/الحياة

*قمة القنبلتين/غسان شربل/الحياة

*أوباما بين خسارة السعودية ووقف تمدد إيران/جورج سمعان/الحياة

*كامب ديفيد.. الأفعال أبقى من الأقوال/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

*الموارنة لا يتفقون على رئيس قوي ويرفضون "الضعيف"... فيستمر الشغور/اميل خوري/النهار

*الانتخابات البريطانية.. في ما قد تعنيه للعالم العربي/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس يوحنّا11/من01حتى16/عجيبة اقامة لعازار من القبر

"كَانَ رَجُلٌ مَرِيضًا، وهُوَ لَعَازَر، مِنْ بَيْتَ عَنْيَا، مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وأُخْتِهَا مَرْتَا. ومَرْيَمُ هذِه، الَّتِي كَانَ أَخُوهَا لَعَازَرُ مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِٱلطِّيب، ونَشَّفَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا. فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلى يَسُوعَ تَقُولان: «يَا رَبُّ، إِنَّ الَّذي تُحِبُّهُ مَريض!». فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَال: «هذَا المَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوت، بَلْ لِمَجْدِ الله، لِيُمَجَّدَ بِهِ ٱبْنُ الله». وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْتَا وأُخْتَهَا مَرْيَمَ ولَعَازَر. فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَريض، بَقِيَ حَيْثُ كَانَ يَوْمَينِ آخَرَيْن. وبَعْدَ ذلِكَ قَالَ لِتَلامِيذِهِ: «هَيَّا نَرْجِعُ إِلى اليَهُودِيَّة». قَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «رَابِّي، أَلآنَ كَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوك، وتَرْجِعُ إِلى ُنَاك؟!». أَجَابَ يَسُوع: «أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَاعَة؟ مَنْ يَمْشِي في النَّهَارِ فَلَنْ يَعْثُر، لأَنَّهُ يَرى نُورَ هذَا العَالَم. أَمَّا الَّذي يَمْشِي في اللَّيْل فَيَعْثُر، لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيه!». تَكَلَّمَ بِهذَا، ثُمَّ قَالَ لَهُم: «لَعَازَرُ صَديقُنَا رَاقِد؛ لكِنِّي ذَاهِبٌ لأُوقِظَهُ». فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «يَا رَبّ، إِنْ كَانَ رَاقِدًا، فَسَوْفَ يَخْلُص». وكَانَ يَسُوعُ قَدْ تَحَدَّثَ عَنْ مَوْتِ لَعَازَر، أَمَّا هُمْ فَظَنُّوا أَنَّهُ يَتَحَدَّثُ عَنْ رُقَادِ النَّوم. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُم يَسُوعُ صَرَاحَةً: «لَعَازَرُ مَات! وأَنَا أَفْرَحُ مِنْ أَجْلِكُم بِأَنِّي مَا كُنْتُ هُنَاك، لِكَي تُؤْمِنُوا. هَيَّا نَذْهَبُ إِلَيْه!». فَقَالَ تُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَمِ لِلتَّلامِيذِ رِفَاقِهِ: «هَيَّا بِنَا نَحْنُ أَيْضًا لِنَمُوتَ مَعَهُ!».

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي03/من01حتى12/أَعْرِفَهُ وأَعْرِفَ قُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وأَشتَرِكَ في آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِهِ في مَوتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ القِيَامَةَ مِن بَيْنِ الأَمْوَات

"يا إخوَتِي، إِفْرَحُوا في الرَّبّ. وأَنَا لا أَمَلُّ مِنَ الكِتَابَةِ إِلَيْكُم بالأُمُورِ نَفْسِهَا، لأَنَّهَا تَثْبِيتٌ لَكُم. إِحْذَرُوا الكِلاب. إِحْذَرُوا الفَعَلَةَ الأَشْرَار. إِحْذَرُوا قَطْعَ اللَّحْمِ بِالخِتَانَة. فإِنَّنَا نَحْنُ الخِتَانَةُ الحَقِيقِيَّة، نَحْنُ الَّذِينَ نَعْبُدُ بِرُوحِ الله، ونَفْتَخِرُ بِالمَسِيحِ يَسُوع، ولا نَتَّكِلُ على أُمُورِ الجَسَد؛ معَ أَنَّ مِنْ حقِّي، أَنَا أَيْضًا، أَنْ أَتَّكِلَ عَلى أُمُورِ الجَسَد. فَإِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ يَتَّكِلُ على أُمُورِ الجَسَد، فأَنَا أَحَقُّ مِنْهُ بِذلِكَ: فأَنَا مَخْتُونٌ في اليَومِ الثَّامِن؛ إِنِّي مِنْ ذُرِّيَةِ إِسْرائِيل، مِن سِبْطِ بِنْيَامِين، عِبْرانِيٌّ ٱبْنُ عِبْرَانِيّ، ومِنْ حَيْثُ الشَّرِيعَةُ فَرِّيسِيّ، ومِن حَيْثُ الغَيْرَةُ مُضْطَهِدُ الكَنِيسَة، ومِنْ حَيْثُ البِرُّ الَّذي مِنَ الشَّرِيعَةِ أَنَا بِغَيْرِ لَوم. لكِنَّ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ الَّتي كَانَتْ لِي رِبْحًا، حَسِبْتُهَا مِن أَجْلِ المَسيحِ خُسْرَانًا. بَلْ إِنِّي أَحْسَبُ كُلَّ شَيءٍ أَيْضًا خُسْرَانًا، إِزاءَ الرِّبْحِ الأَعْظَمِ وهو مَعْرِفَةُ المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ شَيء، وأَحْسَبُهُ نُفَايَةً لأَرْبَحَ المَسِيح، وأُوجَدَ فيهِ مُبَرَّرًا لا بالبِرِّ الَّذي مِنَ الشَّرِيعَة، بَلْ بالبِرِّ الَّذي منَ الإِيْمَانِ بالمَسِيح، والَّذي هُوَ مِنَ الله، والقَائِمِ عَلى الإِيْمَان. وذلِكَ لِكَي أَعْرِفَهُ وأَعْرِفَ قُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وأَشتَرِكَ في آلامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِهِ في مَوتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ القِيَامَةَ مِن بَيْنِ الأَمْوَات. ولا أَدَّعِي أَنِّي قَدْ حَصَلْتُ على ذلِكَ، أَو أَنِّي بَلَغْتُ إِلى الكَمَال، لكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُهُ، لأَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ أَدْرَكَنِي!"

 

بالصوت/والنص عربي وانكليزي/الياس بجاني: وجدانيات وتأملات إيمانية في معاني وعّبر يوم عيد الأم

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورمات MP3/عربي وانكليزي/الياس بجاني: وجدانيات وتأملات إيمانية في معاني وعّبر يوم عيد الأم/10 أيار/15

بالصوت/فورمات WMA/عربي وانكليزي/الياس بجاني: وجدانيات وتأملات إيمانية في معاني وعّبر يوم عيد الأم/10 أيار/15

نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

عيد الأم: محبة وعطاء والتزام

الياس بجاني

10 أيار/15

من القلب والوجدان والضمير والإحساس بالسؤولية، وبفرح وامتنان وعرفان بالجميل نقول بصوت عال لكل أم صالحة في عيدها اليوم: "باركك الله، أطال بعمرك، وأبقاك لنا زخراً وكنزاً ونبعاً وشعلة وبركة ونعمة ومثالاً نقتدي به في الاستفادة من عطايا المحبة والحنان والتفاني والتجرد. نقول لها صادقين وبامتنان بأننا نصلي لله باستمرار حتى يُديم عليها نِعّم العقل والبصيرة والضمير والإيمان بعيداً عن كل أفخاخ التجارب والشرور.

نُقبل وجنة وأيادي كل أم صالحة تخاف الله في ما تقوله وتفعله وتفكر به وتسعى إليه، ونحيي وننحني إجلالاً أمام هامة كل أم صالحة وتقية تعي دورها المقدس وتمارسه بإيمان وتجرد.

نقول لكل أم صالحة وجليلة، أننا نقدر ونجل أهمية دورك الرائد والمحوري في حياتنا، ونصلي من أجل أن يُعطيك الرب القوة حتى تتابعي القيام بواجباتك المقدسة بتواضع ووداعة.  أنت يا أمنا الصالحة عماد العائلة، وأنت حجر زاويتها، وأنت بركتها وكل نعمها. أنت وكما أراد الرب رباطها المقدس وسياجها الواقي والحامي والمنيع والمبارك.

نقول للأم المصرة على أن تبقى أماً وليس أي شيء آخر رغم مختلف التحديات والعوائق والصعاب، نقول: معك العائلة الصالحة تستمر وتتكاتف، وبمحبتك وتضحياتك وتفانيك تقوى، وبرعايتك تنمو وتتضاعف، فيزيدها الرب من عطاياه ويباركها ويباركك.

الحياة فيها الحلو والمر، والصالح والطالح، والخير والشر، والتعقل والجنون، والرصانة والخفة، والقناعة والطمع، واحترام الذات والهوس، والمحبة والكراهية، والتسامح والحقد، والصراحة والخبث، والتجرد والأنانية.

الإنسان المحرر من نير وعبودية الخطيئة بدم الفادي الذي أريق من على الصليب، مسؤول عن خياراته وممارساته وأفعاله، والرب يوم الحساب الأخير يجازيه أو يقاضيه على أعماله ويحاسبه على قدر ما أعطاه من ورنات. إن وزنة الأمومة وزنة كبيرة وثمينة جداً، والله لا يسامح الأم التي تتخلى عنها ولا تستثمرها بتقوى وإيمان وتفاني.

اليوم ونحن نحتفل بعيد الأم، فلنصلي من اجل خلاص كل أم واقعة في التجربة لأي سبب كان، ومتخلية عن دورها المقدس وغارقة في أوحال التوافه الأرضية. نذكر الأم هذه بأن الرب يسامح كل إنسان يتوب ويطلب المغفرة، ولنا في توبة مريم المجدلية التي أخرج منها يسوع سبعة شياطين خير مثال.

 الأم الصالحة هي تجسيد حي لتفانِ وعطاءات ومحبة أمنا البتول مريم العذراء التي قدمت وحيدها من اجلنا ومن أجل عائلاتنا وأوجدت لنا نموذجاً مقدساً للأم المثالية. إن الرب الذي يُنعم على الأم بنعمة الأمومة ويأتمنها عليها يريدها أن تسير على دروب العذراء وتقتدي بها دون تردد أو شكوك أو أنانية، وقد خصها مع الأب في وصية من وصاياه العشرة وطالب البنين بإكرامها: "أكرم أباك وأمك". إن الأم الصالحة والمؤمنة لا تقول أبداُ "أنا"، ولكن دائما "نحن"، لأن دور الأم مهم جداً في بناء المجتمعات التي منها تتكون الأوطان.

 نبارك للأم بعيدها ونذكرها بأنها هي التي بمحبتها تجمع أو تفرق العائلة. فالأم الصالحة والمؤمنة تجمع العائلة تحت جناحيها، فيما الأم التي تستسلم للتجارب وتقع في شباكها تفرق وتشتت عائلتها. الأم هي نبع المحبة والعطاء، وكمريم العذراء مطلوب منها دائما التضحية والجلد والصبر والفرح، فليبارك الرب كل أم صالحة ويُهدي كل أم واقعة في التجربة.

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

القلمون: قتلى جدد لحزب الله واستدعاء طلاب الشهادات الرسمية

خاصّ جنوبية/السبت، 9 مايو 2015 / أفادت مصادر أمنية موقع جنوبية عن مصرع مقاتلين لحزب الله اثر الاشتباكات الدائرة في القلمون هما هشام محد كركي والآخر طفل لم يتجاوز الستة عشر عاما. بالاضافة إلى اثنين آخرين فقد اثرهما.  افادت مصادر أمنية عن مصرع المقاتل في حزب الله خلال اشتباكات القلمون هشام محمد كركي وهو من بلدة الغندورية قضاء مرجعيون. كما أفادت معلومات عن مصرع طفل لا يتجاوز الستة عشر عاما من بلدة المجادل من آل رميتي مع اثنين آخرين فقدت آثارهما خلال اشتباكات القلمون. وكان حزب الله قد أصدر أمس بيانًا نعى ثلاثة من مقاتليه في مواجهات القلمون القائمة منذ أيام. كما علمت جنوبية ان هناك استياء عارما بين أهالي مقاتلين في حزب الله تم استدعاؤهم الى جبهات القتال في سوريا، لا سيما من بينهم ذوي الطلاب. فقد أفيد عن استدعاء طلاب في الشهادات الرسمية من المتفرغين في الحزب، ما سيؤثر على تحصيلهم ومستواهم العلمي، بالطبع اذا ظلوا على قيد الحياة.       

 

الشهادة خرافة شيعية إستغلها حزب الله

خاص لبنان الجديد/علي سبيتي/ 10 أيار/15

 في كتابه الإسلام المريض تناول الكاتب عبد الوهاب المؤدب مسألة التضحية في أوهام الإسلام السياسي والمعرّف دوليّاً بالإرهاب الأوسطي ، فيشير إلى أنّ حزب الله قد صاغ أسطورة حقيقية حول الشهادة والتضحية مستفيداً من تقديس الشيعة الجنوبيين للشهادة الحيّة في نفوسهم ، ووضع حزب الله أساليب إحتفالية وتصويرية  توافق الرواية الأسطورية التي تهيىء المرشح للعملية الإنتحارية إلى العرس الذي ينتظره في جنة النعيم المكتظة بالعذارى الحوريات كما يفعل الإسلاميون الجهاديّون. وقد تعاظم مفهوم الشهادة عند الشيعة من خلال المثال الذي اتخذوه في شخص إمام يقدسونه أكثر من غيره وهو الحسين أحد أبناء علي والذي قتل في كربلاء بطريقة شنيعة ، وقد غذّت هذه الجريمة الشعور بالذنب لعدم التضحية بالنفس دفاعاً عن الإمام وتجنباً لمصرعه ، ويضيف الكاتب بأنّ هذا الشعور الشيعي قد تحوّل إلى طقس إحتفالي من طقوس الألم هدفه طمأنة الضمير المُعذب لكن الاحتفال بهذه التضحية لا علاقة له قط بالجهاد ولا بالشهيد الذي يلتحق بأمثاله إلى جوار ربه عندما يخسر حياته وهو يقاتل في سبيل الله.

إنّ الإسلام برأي الكاتب لم يعرف التضحية البشرية لكن الأصوليين المعاصرين استخدموا مفهوم التضحية هذا لكيّ ينقذوا أعمالهم الارهابية ويُكيفوه مع المُتخيل الإسلامي عبر سلسلة من التحريفات في حين أن المسلم بالعكس يحتفل سنويّاً بأضحية ابراهيم القائمة على عملية استعاضة يفتدي فيها الله ابن ابراهيم بالكبش كما جاء في القرآن الكريم: " فلما بلغ معه السعي قال يا بُنيّ انيّ أرى في المنام أنيّ أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني ان شاء الله من الصابرين . فلما أسلما وتلّه للجبين وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انّا كذلك نُجزي المحسنين. ان هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم " هكذا يربط القرآن بين الفداء والتضحية. وعن الشهادة يقول المؤدب في كتابه : إنّ كلمة شهيد غالباً ما تأتي مقترنة بالله البصير الذي يؤكد كل شيء ويطّلع على كل شيء فهو الله العليم . وليس الشهداء هم من يموتون في القتال بل هم في الأحرى شهود الحق أمام الله . وهناك آية واحدة فقط تستدعي صورة الشهيد في القتال وهي :"لا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون" وقد أوّل فخر الدين الرازي هذه الآية بالقول: المقصود هنا الشهداء الذين سقطوا في المعركتين اللتين خاضهما المسلمون ضدّ القرشيين , أيّ بدر وأُحُد ، ويشير الكاتب إلى أنّ هذا الأساس القرآني قد تعرض لجميع أنواع التحريف بغاية تشكيل أسطورة الشهادة كما هو حالها عند الإسلاميين وكما برزها روّاد الاسلام الجهادي من أمثال سيد قطب الذي هاجم العلماء الذين يحدّون من معنى الجهاد ودعا إلى تكثيفه وتعميمه من أجل نصرة الرسالة الإسلامية على مستوى البشرية جمعاء ويلتزم الأصوليون الإرهابيون هذا التفسير ليقوموا بعمليات العنف. وعن منطق المقاومة في القضايا الوطنية يقول الكاتب: إنّ تجربة الإرهاب من أجل قضية وطنية سامية قد سجلت في ذاكرة الأمة الجزائرية على أنها مجد وليس على أنها أمر مرعب. كما أنّها أصبحت واقعاً ثقافيّاً وملاذاً يقترن بالعيش . واليوم يعرف الجزائريون أنّ هذا السلاح قد ارتدّ عليهم. فتح عبد الوهاب المؤدب حواراً جديّاُ في مواضيع جريئة تحتاج إلى نقاش وإن من موقع الاختلاف لتصحيح مسارات ممسكة بخياراتنا في الموت والحياة .

 

حرب القلمون ما زالت تنتج المنشدين

 نذير رضا/المدن/ الأحد 10/05/2015 

تستعر المعركة بأدواتها العسكرية والنفسية، وتكمل مسيرة القتل العبثي المتبادل صوت الوعيد الذي ضجت به منطقة القلمون السورية العام الماضي، قبيل المعارك العسكرية بين طرفي النزاع، يتجدد هذا العام، من طرف واحد. درب الدعاية، يتماثل، بالتهديد، والوعيد بالموت. قبور فتحت، غنائياً، ضمن سياق المعركة النفسية، رغم أن هذا الجانب، تولته فصائل المعارضة السورية وحدها هذه المرة، على لسان منشد مجهول يحمل اسم أبو أحمد اليبرودي، مستلهماً من أدبيات العام الماضي، اللغة نفسها، التي لم ولن تخرج عن سياق "حفر القبور".

ويبدو أن معركة القلمون، الأولى والثانية، أنتجت منشدين وأناشيد، بما يتخطى جولات القتال. في ربيع 2014، خرج المنشد، المجهول آنذاك، علي بركات، بلغة الأمر العكسي. أمر مقاتلي حزب الله اللبناني، الذين يؤيدهم، بحسم معركة يبرود ثم رنكوس... كانت كلمات اناشيده في سياق مخاطبة الذات المحملة برسالة نفسية معاكسة للخصم. ردّ عليه مقاتلو المعارضة بنشيد في اتجاه واحد آنذاك تحت اسم "احفر قبرك في يبرود". كان بمثابة مخاطبة الآخر، عبر تهديده حفر قبره. انتهت الأناشيد مع نهاية الجولة الأولى من المعركة. همدت، وتضاءلت أدواتها التحشيدية، قبل أن تستعر مجدداً. اليوم، ورغم أن المرحلة أنتجت النموذجين من المنشدين، (الإنشاد لدوافع دينية يتقاسمها الطرفان)، خفت صوت علي بركات، الذي بات نجماً في بيئته، بعد توقيفه والإفراج عنه لدى السلطات اللبنانية. وفيما تولت وسائل إعلام مرئية ومكتوبة مقربة من حزب الله، الشأن الدعائي لمعركة القلمون 2، تلاشت جدوى وظيفة علي بركات. وفي المقابل، تماهى اليبرودي بالنسق الدعائي القديم لحزب الله، عبر تكرار ما قدم في السابق، على سبيل شحذ الهمم، وإضعاف عزيمة الخصم بتهديد ربما لن يطلعوا عليه كونه محصور في موقع "يوتيوب". ولو أن ظاهرة علي بركات، كما ظاهرة اليبرودي، لن تغيّر في مسار معركة طاحنة، لا يمكن لأحد بالتنبؤ بنتائجها.

خلافاً للضعف المشهدي الذي اعترى فيديوهات سابقة، يزخم الشريط الحالي بمشاهد القتلى والقصف المدفعي. جُمعت الصور من وسائل إعلام معارضة، فضلاً عن صور اخرى من مواقع الكترونية، تنتفي إثرها فرضية انتماء الجهة المنتجة للشريط (شاهد سوريا) لطرف محدد. وهي التجربة الثانية لـ"شاهد سوريا" على صعيد انتاج الكليب الدعائي للميدان العسكري، بعد اصدار أفلام عديدة تتنوع بين الاخباري والتقريري والتهكمي والدعائي.

جُمعت صور شريط "احفر قبرك في القلمون"، من الذراع البصري لـ"جبهة النصرة"، كما من أذرع "جيش الفتح" والكتائب السورية المعارضة. مشاهد تخدم السياق: جثث في الأرض نُسبت الى مقاتلي حزب الله اللبناني، ونعوش محمولة على الأكتاف ومغطاة بالعلم الأصفر، ومشاهد قصف مدفعي يتولاه مقاتلو المعارضة. أما اللغة، فلا تخرج عن النمط الدعائي الذي اعتمد العام الماضي، في سياق الردّ... غير أن الصورة، بدت مثالية بالنسبة إلى جمهور معارض، شاهد الشريط ما يزيد عن 40 ألف مرة خلال خمسة ايام.

على أن الغرض الجديد من الشريط، خارج إطار جمهور قلموني معارض، لا يبدو قابلاً للمنافسة مع آلة دعائية متطورة لحزب الله، بأذرع متنوعة، أطلقت المعركة على الصفحات قبل وقوعها الفعلي. بدا الشريط، إياباً لمرحلة لجولة الذهاب التي أطلقها علي بركات، من غير أن يُحتضن. لا جديد في الشريط الجديد، سوى الإصرار على إظهار رأي يتشاركه منتجوه مع آلاف السوريين في الصف نفسه: لغة طائفية، لم تتطرق الى جدوى دخول الحزب في معركة خارج الحدود، وتفتقد في الوقت نفسه الى صورة المعركة الفعلية... وستبقى أسيرة "يوتيوب" فيما تستعر المعركة بأدواتها العسكرية والنفسية، وتكمل مسيرة القتل العبثي المتبادل.

 

أزمة شيعية بعد 30 حزيران: كيف سيتخلى حزب الله عن عسكره؟

عماد قميحة /جنوبية/الأحد، 10 مايو 2015  

يبدو أننا قادمون على مرحلة جديدة ستفرض على حزب الله "الجهادي" الإنخراط ببنية جديدة بعيدة عن السلاح والقتل والجهاد والحروب. فهل سيستطيع حزب الله مجارات هذه المرحلة والإنخراط بالدولة كما فعلت أغلب الأحزاب والميليشيات اللبنانية عندما سلّمت سلاحها بعد اتفاق الطائف؟   لا شك بأننا نقف الآن على مفترق طريق مصيري، وبأن كل المؤشرات باتت تنبّئ بشكل واضح بأن المنطقة قاب قوسين لدخولها في مرحلة جديدة، وبأن صفحة مختلفة سوف تفتح، وسيرسم عليها خارطة طريق لمستقبل مغاير عما نحن عليه، مما يعني أن أدوات كثيرة لن تعد صالحة للعب دورها في الأيام القادمة.

خصوصاً إذا ما كانت هذه الأدوات لا تحمل رؤية مستقبلية تنسجم مع ما هو مطروح أو أنها لا تمتلك ديناميكية برغماتية تسمح لها إعادة التأقلم وبأن تكون حاضرة وفق المتغيرات المرتقبة، بالخصوص في هذا السياق يؤشّر بالبنان على حزب الله ومشروعه السياسي.

فإن كانت الأحزاب والحركات السياسية اللبنانية قد “تخضرمت ” وأثبتت مرونة كبيرة كانت استفادت منها خلال تاريخ طويل وتجارب متعددة الظروف والمناخات، ونجحت الى حد كبير بالانتقال من مرحلة الحرب الاهلية والميليشيات وتحولت إلى أحزاب وحركات سياسية ( بالرغم من احتفاظها بعقلية الميليشيات) إلاّ أنها استطاعت والى حد كبير اجتياز هذا التحول.

فحركة أمل مثلا استطاعت أن تتخلى عن بندقيتها بعد الطائف، ونجح الرئيس بري أن يتحول من رئيس مجموعات مقاتلة الى رجل دولة ورئيس مجلس نيابي من دون أن يؤثر هذا الانتقال على البنية الوجودية للحركة، ومن دون ان يشعر أبناء أمل أنهم نزعوا جلودهم أو تخلوا عن مشروعهم السياسي، وبالتالي جاء هذا الانتقال بشكل سلس وبدون أضرار تذكر، هذا إن لم نقل أنهم شعروا بمكان ما بأن مرحلة الاستفادة من مقدرات الدولة والدخول إلى نعيمها ووظائفها ومراكزها ما هو إلا القطاف الآتي والمنتظر الذين ناضلوا من أجله من وجهة نظرهم.

أما على مستوى حزب الله فالأمر مختلف جملة وتفصيلا، إن من حيث الركائز الفكرية التي عليها يقوم مشروعهم السياسي ( إن وجد )، أو من حيث الظروف الموضوعية التي ساهمت وتساهم في هيكلة الحزب وانشائه والتسبب في ولادته.

فلطالما عرّف الحزب عن نفسه بأنه ” حزب جهادي يتعاطى السياسة ” وبمعنى آخر فإن حزب الله نفسه لا يمكن أن يرى له وجود خارج منظومة ” الجهاد ” والحروب والسلاح والبندقية والقتال والشهادة والجبهات والخنادق والمتاريس، فهذه الأدبيات وغيرها من المصطلحات “الجهادية ” إنما تشكل وإلى حد بعيد علّة العلل في كيوننته وخروجه إلى حيز الوجود، ولحظة التخلي عنها وتركها طوعا أو كرها فهذا يعني الموت المحتم والنهاية المؤكدة.

فالحرب والحروب انما تشكل بالنسبة لحزب الله (وكل الحركات الجهادية) الرئة التي منها فقط يمكن أن يتنفس، وهي بالنسبة له تماما كما الماء بالنسبة للسمكة.

فإذا ما اقرينا بأن إيران قد حسمت خيارها بالذهاب إلى التسوية السياسية مع دول العالم، وهذا يستدعي حتما خضوعها الطوعي للـالسيستام ” الدولي، مما يفرض بأن حزب الله سيجد نفسه أمام مرحلة جديدة تحتاج إلى آليات جديدة هو لا يمتلكها ولا يتقنها ولن يتمكن من مجاراتها، وهذا ما يحتم على الشيعة بشكل عام والمعارضه الشيعية بشكل خاص أن يكونوا على قدر المسؤولية وبأن يتجهزوا لمرحلة لا بد أنها قادمة مع توقيع ايران للاتفاق النووي النهائي مع الدول الكبرى في 30 حزيران من العام الحالي.

فالمعارضة الشيعية لن تتمكن من خلق بدائل مطلوبة اذا ما استمرت على ما هي عليه من تشرذم وتفرق، بالخصوص اذا ما اخذنا بعين الاعتبار أن حركة أمل لا تستطيع أن تشكل “وريث ” طبيعي بسبب ما أصابها من ترهل، مما يعني أن أزمة حقيقية تنتظر الشيعة اللبنانين الغير مجهزين بعد لما هو قادم من مرحلة جديدة، بسبب سياسة الهيمنة والتفرد المفروضة عليهم، والتي قضت على أي ديناميكية داخلية تسمح بخلق بدائل يمكن ان تفرضها متغيرات فجائية.

وهنا لا بد من إجابة استباقية لقائل، بأنه من المبكر الحديث عن مرحلة ما بعد “عسكرة حزب الله”، والتذكير بأن 30 حزيران (موعد توقيع ايران للاتفاق النووي النهائي) ليس ببعيد، وبالتالي فإن كل ما نشهده هذه الأيام وما يحكى عن معارك في القلمون وغيرها لا يعدو اكثر من مكابرة ونكران لما هو آت، نكران لا يمكن أن يوصف إلا باللعب المتهور. لأن اللعب الآن هو بسفك المزيد من الدم بدون أي جدوى بكل اسف.

 

الراعي يدعو السياسيين الى التجرد من مصالحهم وانتخاب رئيس

نهارنت/دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الكتل السياسية الى التجرد من مصالحها الشخصية والمبادرة الى انتخاب رئيس للجمهورية. وفي عظة قداس الاحد الذي ترأسه في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، صلّى الراعي "لكي يسمع أعضاء الكتل السياسية والنيابية صوت إنجيل السلام، ويسكن سلام المسيح في قلوبهم". وأمل ان "يتجردوا من مصالحهم وحساباتهم وقيودهم، ويتسلحوا بشجاعة حرية الرأي والقرار، ويعمدوا إلى مبادرات فعلية تمكنهم من انتخاب رئيس للجمهورية قبل الخامس والعشرين من أيار الجاري الذي تنتهي معه سنة كاملة على فراغ سدة الرئاسة وإقفال القصر الجمهوري". وتساءل الراعي عما اذا كانت الكرامة الوطنية تقبل بهذا الأمر، و"بخاصة بمخالفة الدستور بعدم انتخاب رئيس للبلاد فيما الدستور بقضي بانتخابه قبل نهاية ولايته بشهرين، وبنقض الميثاق الوطني بإقصاء العنصر المسيحي عن رئاسة الدولة". يشار الى ان لبنان يعيش فراغاً رئاسياً منذ ايار 2014 بسبب رفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته للمرة الثانية وفشل النواب للمرة الحادية والعشرين من انتخاب رئيس للبلاد.

 

جعجع: الوضع في لبنان مستقر وهناك قرار ايراني بعدم إجراء الانتخابات لإبقائها ورقة ضغط تستعملها ضمن صفقة معينة

الأحد 10 أيار 2015 /وطنية - وصف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عدم اجراء الانتخابات الرئاسية بأنها "المشكلة الكبيرة في لبنان اليوم نظرا لما يستتبعه الفراغ في سدة الرئاسة من شلل على مستوى الحكومة ومجلس النواب وبالتالي على الحياة الاقتصادية والاجتماعية"، مشددا على ان "هناك قرارا ايرانيا بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان لإبقائها ورقة ضغط تستعملها ايران ضمن صفقة معينة على مستوى الإقليم". جعجع وفي كلمة له عبر "سكايب" مع المؤتمر السنوي للقوات في أوروبا المقام هذا العام في ألمانيا، في حضور الامين العام للحزب الدكتور فادي سعد، رئيس جهاز الاغتراب انطوان البارد، رئيس مقاطعة أوروبا في القوات ايلي عبد الحي وحشد من المحازبين من أنحاء القارة الأوروبية، طمأن الى أن "الوضع في لبنان مستقر بالرغم من كل ما يحصل في المنطقة من حولنا، فلبنان لحسن الحظ يمتلك مقومات الوجود". ولفت الى ان "الحوار بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بدأ يأخذ بعدا استراتيجيا وليس فقط تكتيا، ولا شك ان موضوع رئاسة الجمهورية مطروح على طاولة البحث ولكننا الى جانب ذلك نتشاور في نقاط أخرى واجتماعاتنا مستمرة ومتواصلة، وقد انتهينا من ورقة اعلان النيات التي سوف نعلنها في وقت ليس ببعيد، كما اتفقنا على مقاطعة أي جلسة تشريعية اذا لم يكن على رأس جدول أعمالها قانونا الانتخابات واستعادة الجنسية". وأعلن أن "حزب القوات اللبنانية يسعى خلال هذه المرحلة الى تحقيق هدفين، الأول هو إنشاء الحكومة الالكترونية التي ستسهل الأمور بالنسبة للمواطن اللبناني وتحد من الفساد في الدولة، والثاني هو مكافحة المخدرات التي باتت آفة منتشرة في مجتمعنا، وسنقوم بحملات مستمرة لتوعية الأجيال الصاعدة على مخاطرها، كما سنطلق حملة اعلامية كبيرة مطلع العام الدراسي المقبل في كل الجامعات والمدارس". وإذ أكد ان القوات اللبنانية هي حزب التاريخ والمستقبل، دعا "القواتيين المغتربين الراغبين بتسلم بطاقاتهم الحزبية خلال هذا الصيف الى الاطلاع على مواعيد احتفالات تسليم البطاقات التي ستقام في معراب شهريا ليتمكنوا من استلامها شخصيا من رئيس الحزب، كما أن الحزب سينظم احتفالات لتوزيع البطاقات على القواتيين في الاغتراب". وعن الوضع العام في لبنان، سأل: "لم أفهم حتى الآن ما هي معركة القلمون؟ وأنا شخصيا لست قلقا على الوضع الداخلي في البلاد لأن الجيش والأجهزة الأمنية يقومان بعملهما على أكمل وجه لجهة ضبط الحدود وحركة النازحين السوريين، كما ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بالتعاون مع فرع المعلومات يقومان بضبط ومكافحة التنظيمات الارهابية". وأشار الى أنه "لا داعي للقلق من داعش، اذ هناك أشخاص يهولون بأن داعش ستخترق الحدود وتجتاح لبنان ويطلقون نظريات لا أساس لها من الصحة، ولكن فلتدافع داعش عن نفسها في العراق أولا قبل أن تقوم بهجوم على لبنان".

 

فتفت: لا يمكن ان نصوت يوما لصالح عون والكرة في ملعب المسيحيين

الأحد 10 أيار 2015 /وطنية - انتقد النائب أحمد فتفت نظرة "حزب الله" الى الدولة اللبنانية والجيش اللبناني "من خلال توريط لبنان بمعارك اقليمية لا مصلحة له فيها، فالجيش لا يمكنه دعم الحزب في معركة القلمون"، لافتا الى ان "قوى الجيش باتت على جهوزية تامة وحظيت بغطاء دولي للدفاع عن الوطن وحفظ حدوده". واوضح فتفت في حديث الى برنامج "لقاء الأحد" عبر "صوت لبنان"، أن "حوار المستقبل - حزب الله مستمر ولن يتأثر بالمجريات اليمنية وإن كانت نتائجه محدودة بتنفيس الاحتقان الداخلي". وعن الانتخابات الرئاسية، أشار فتفت الى أن "العماد ميشال عون لا يقوم بقناعته بمقاطعة الجلسات الانتخابية إنما بات مجبرا بالتزام موقف حزب الله"، لافتا الى أن "تيار المستقبل لا يمكن أن يصوت يوما لصالح العماد عون، ولكنه أكد أن لا فيتو على أي اسم للرئاسة، وبالتالي اذا تم التوافق على إسم عون فإن التيار لن يعرقل الموضوع وإنما سيسير به"، مشددا على أن "الكرة اليوم في ملعب المسيحيين". ورأى أنه "بعد الانتخابات الرئاسية يجب التوافق على قانون انتخاب يؤمن التمثيل الصحيح لإنجاز الانتخابات النيابية". وردا على سؤال عن الموازنة، جدد فتفت "المطالبة بضرورة إقرار الميزانية العامة وتضمينها أرقام سلسلة الرتب والرواتب"، لافتا الى أن "التيار الوطني الحر يقوم بعرقلة هذا المسار". ودعا جميع الكتل النيابية الى "تأمين توافق سياسي لعقد جلسة تشريعية استثنائية لمناقشة مشروع الموازنة حصرا".

 

طلال المرعبي: تأجيل انتخاب الرئيس يقضي على ما تبقى من مؤسسات الدولة

الأحد 10 أيار 2015 /وطنية - قال رئيس تيار "القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، أن "تصريح وزير الخارجية جبران باسيل أقلقني حول الكلام عن توطين السوريين في لبنان".وقال في تصريح اليوم: "نحن نخشى ان يظل البعض منهكما في سوريا واليمن وغيرها من المناطق الساخنة، في الوقت الذي يحتاج لبنان الي جهود ووحدة كل ابنائه لانجاز اهم استحقاق دستوري وهو انتخاب رئيس للجمهورية، ويكاد تأجيل هذا الموضوع ان يقضي على ما تبقى من مؤسسات الدولة". أضاف: "ندعو الجميع وقبل فوات الاوان الى استدراك الامر والعمل على انتخاب رئيس جديد للحؤول من ان ينسحب الفراغ الرئاسي على مختلف المؤسسات، في الوقت الذي سيدخل لبنان في دائرة البازارات الخارجية، فلا رئيس ولا مجلس نيابي وحكومة شبه مشلولة". وقال: "على الرغم من كل المواقف المتشنجة، مواصلة الحوار بين الافرقاء يمهد لتهدئة الامور وصولا الى طرح المواضيع الخلافية ومعالجتها، تحصينا للبنان من أتون الفتن ومنع النيران التي تشتعل من حولنا من وصولها الينا". أضاف: "أننا نسمع الكثير عن معركة القلمون"، مطالبا ب "جلسة خاصة لمجلس الوزراء لبحث تداعيات الداخل اللبناني، وعلى الحكومة ان يكون لها موقف واضح من هذا الموضوع البالغ الاهمية والذي يمس باستقرار لبنان وأمنه". وسأل المرعبي كبار المسؤولين "ألا يسمعون بالصفقات التي تعقد ويستولي عليها أهل السلطة، وأن روائح الفضائح كثرت".

 

فياض: المقاومة تتحرك بأفق من يتمسك بالوحدة وطنيا وعربيا

الأحد 10 أيار 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أن "ما يجري اليوم على مستوى المنطقة يضعها برمتها على عتبة مخاطر كبيرة، من العراق إلى اليمن إلى سوريا، بما فيها كيانات أخرى تبدو لغاية اللحظة مستقرة، في حين أن الإستقرار على مدى المنطقة بأكملها هو هش وغير مضمون، والمخاطر لا تقتصر على الإضطراب الأمني إنما أيضا على تركيبة الدول والكيانات والمجتمعات، ومهما تكن الحقيقة ونوايا الدول من أميركا والدول الغربية، فإن أداء الإرهاب التكفيري ورعاته الإقليميين يصب في سياسة التجزئة والتفتيت، ويخدم المصالح الغربية والإسرائيلية في التقسيم". كلام فياض جاء خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" بذكرى اسبوع الشهيد حسن جمال طاهر في حسينية بلدة حولا، في حضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين، إلى جانب علماء وفاعليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. ورأى فياض أن "ما يجري اليوم هدفه تدمير الجيوش وإضعاف الدول وإشاعة الفوضى الشاملة، كي تصبح الحياة في المجتمعات العربية لا تطاق، بهدف تعزيز النزعات التقسيمية أو الإنفصالية، وهذا يضع أنظمة وكيانات ومجتمعات في مهب المجهول"، داعيا "أولئك الذين يمضون في سياسة التصعيد والتدمير، ويستندون إلى خطاب الكراهية المذهبي والطائفي، إلى أن يوسعوا مجال الرؤية، وينظروا إلى المستقبل، ويفكروا قليلا بمصالحهم، لأن هذه التداعيات لا توفر أحدا، والنيران ستمتد إلى كل مكان بحيث تصعب السيطرة عليها". وأكد "اننا في المقاومة نتمسك بوحدة مجتمعاتنا العربية وبوحدتنا الوطنية، وذلك من زاوية ما نفكر فيه ونتطلع إليه، وما نعتبره في صلب مصالح وأهداف المقاومة في قبالة كل الممارسات العدوانية والظلم والتمييز المذهبي، وان كل نزعة تقسيم أو تجزئة أو تفتيت أو انفصال هي معادية للمقاومة، وكل تهديد لوحدة مجتمعاتنا مهما تكن مسمياته أكانت فيدرالية أو تقسيما هو ضد المقاومة وفكرها وتطلعاتها، وضد مصالح كل مكونات هذه الأمة"، مشددا على أن "المقاومة رغم كل ما تجابه به من تآمر وكراهية، إنما تتحرك في أفق من يتمسك بالوحدة وطنيا وعربيا، وبالحلول السياسية كإطار لمعالجة الأزمات المفتوحة".

 

يزبك: لن نتراجع مهما غلت التضحيات ومهما صنعوا من المؤامرات

الأحد 10 أيار 2015 /وطنية - أكد رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أنه "مهما غلت التضحيات ومهما صنعوا من المؤامرات، فإننا لن نتراجع وعلى العهد مستمرون". وأضاف: "في هذا الوطن نحن قلنا وما زلنا نقول نحتاج إلى دولة قوية قادرة عادلة، ترفع الحيف والحرمان عن شعبها، وتحمي هذا الشعب من مؤامرات الإرهاب الإسرائيلي والتكفيري، ونحن على يقين بأن هذه المؤسسة العسكرية التي نحب ونشكر مواقفها ليس في مقدورها الحماية، وإنما نحن نكمل معها الدرب، لحماية أهلنا وشعبنا ولن ننتظر من أحد التكليف، ومهما هرج المهرجون وقالوا، فإننا لا ننتظرهم ولو انتظرناهم لم نكن في هذه المؤسسة وكان العدو الإسرائيلي ما زال على هذه الأرض". كلام يزبك جاء خلال رعايته حفل التكليف السنوي الذي أقامته المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم مدارس المهدي في القطراني وكفرفيلا ومشغرة والأحمدية، في قاعة مجمع الشهيد محمد بجيجي في مشغرة، في حضور علماء دين وفاعليات المنطقة وحشد من أهالي المكرمات. أضاف: "إننا نؤدي تكليفنا بين يدي الله سبحانه وتعالى، ولذلك نحن يجب أن نكون حيث ما يقتضي الواجب، ولن نتوانى ولن نبخل، ونحن نقوم بتكليفنا بأن نتعاطى بمسؤولية في مواجهة لكل ما يحاك، وإننا على موعد بالنصر الآتي مهما كانت مؤامرات الآخرين، وإننا لن نبخل بأي أمر في سبيل مرضاة الله وحماية أهلنا وشعبنا".وفي الملف الرئاسي، قال يزبك: "نحن أحرص من كل الذين يتحدثون عن انتخاب لرئيس الجمهورية، ولكننا قلنا وما زلنا نقول إن الرئيس الذي ينبغي أن يختار، يجب أن يعيش واقعية شعبه وأن يكون الحامي لهذا الشعب، الذي لا يتأثر بتغيير الرياح وعواصف الرياح من هنا وهناك، ويجب أن يعيش الوطنية ليجمع الوطن على وحدة وطنية، ونحن لم نكن يوما معطلين، نحن لا نرضى أن يساق البلد إلى حيث ما يشتهي أعداء البلد والمتآمرون عليه". كما وكانت كلمة لإحدى الفتيات المكرمات وكلمة باسم مدارس المهدي ألقاها مدير مدرسة المهدي في مشغرة علي بجيجي.

 

يزبك: لن نتراجع مهما غلت التضحيات ومهما صنعوا من المؤامرات

الأحد 10 أيار 2015 /وطنية - أكد رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أنه "مهما غلت التضحيات ومهما صنعوا من المؤامرات، فإننا لن نتراجع وعلى العهد مستمرون". وأضاف: "في هذا الوطن نحن قلنا وما زلنا نقول نحتاج إلى دولة قوية قادرة عادلة، ترفع الحيف والحرمان عن شعبها، وتحمي هذا الشعب من مؤامرات الإرهاب الإسرائيلي والتكفيري، ونحن على يقين بأن هذه المؤسسة العسكرية التي نحب ونشكر مواقفها ليس في مقدورها الحماية، وإنما نحن نكمل معها الدرب، لحماية أهلنا وشعبنا ولن ننتظر من أحد التكليف، ومهما هرج المهرجون وقالوا، فإننا لا ننتظرهم ولو انتظرناهم لم نكن في هذه المؤسسة وكان العدو الإسرائيلي ما زال على هذه الأرض". كلام يزبك جاء خلال رعايته حفل التكليف السنوي الذي أقامته المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم مدارس المهدي في القطراني وكفرفيلا ومشغرة والأحمدية، في قاعة مجمع الشهيد محمد بجيجي في مشغرة، في حضور علماء دين وفاعليات المنطقة وحشد من أهالي المكرمات.

أضاف: "إننا نؤدي تكليفنا بين يدي الله سبحانه وتعالى، ولذلك نحن يجب أن نكون حيث ما يقتضي الواجب، ولن نتوانى ولن نبخل، ونحن نقوم بتكليفنا بأن نتعاطى بمسؤولية في مواجهة لكل ما يحاك، وإننا على موعد بالنصر الآتي مهما كانت مؤامرات الآخرين، وإننا لن نبخل بأي أمر في سبيل مرضاة الله وحماية أهلنا وشعبنا". وفي الملف الرئاسي، قال يزبك: "نحن أحرص من كل الذين يتحدثون عن انتخاب لرئيس الجمهورية، ولكننا قلنا وما زلنا نقول إن الرئيس الذي ينبغي أن يختار، يجب أن يعيش واقعية شعبه وأن يكون الحامي لهذا الشعب، الذي لا يتأثر بتغيير الرياح وعواصف الرياح من هنا وهناك، ويجب أن يعيش الوطنية ليجمع الوطن على وحدة وطنية، ونحن لم نكن يوما معطلين، نحن لا نرضى أن يساق البلد إلى حيث ما يشتهي أعداء البلد والمتآمرون عليه". كما وكانت كلمة لإحدى الفتيات المكرمات وكلمة باسم مدارس المهدي ألقاها مدير مدرسة المهدي في مشغرة علي بجيجي.

 

حسين الموسوي: نتصدى للارهابيين كتصدينا للصهيونية

الأحد 10 أيار 2015/وطنية - أكد رئيس تكتل نواب بعلبك - الهرمل السيد حسين الموسوي وقوفه الى جانب المعنيين الذين يحاربون الإرهاب. وقال: "نحن معنيون بمواجهة هؤلاء الذين يعلنون بأنهم سيستهدفوننا بالوصول الى بيروت والناقورة والى أي مكان، وعندما تصدينا لهم، تصدينا من واجبنا المقاوم مع هؤلاء، وتصدينا لهم كتصدينا للصهيونية، فهؤلاء هم أعداء الله والإسلام والإنسانية وكل الأمة". كلام الموسوي جاء خلال ندوة سياسية في حسينية الإمام الخميني في بعلبك، في حضور فاعليات سياسية، حزبية، رؤساء بلديات ومخاتير. وأضاف: "نحن مع كل الذين يقاومون بمواجهة هؤلاء التكفيريين الذين يتربصون شرا بكل اللبنانيين والدولة والجيش والحكومة اللبنانية، إذا تمكنوا لن يتوانوا عن ذلك، ومقاومتهم كمقاومة الصهيوني واجب كالصلاة وتلاوة القرآن، وسندافع عن كل لبنان والأمة العربية والإسلامية".

 

قاووق: من يراهن في لبنان على داعش والنصرة يفضح نفسه ويدينها

الأحد 10 أيار 2015 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن كل من يراهن في لبنان على داعش والنصرة والتكفيريين إنما يفضح نفسه ويدينها، ولا داعي بأن نفضح أو ندين، التكفيريون يمثلون عدوانا وجريمة متواصلة على لبنان السيادة والكرامة، ومن لا يرى جرائم الإرهاب التكفيري بحق العسكريين المختطفين والمذبوحين، فهو لا يؤتمن على البلاد والعباد، ومن لا يرى الإرهاب التكفيري بالسيارات المفخخة، فهو لا يؤتمن على الدماء والكرامات". كلام قاووق جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لمناسبة ذكرى أسبوع شهيد الدفاع المقدس المجاهد علي أحمد عواض في حسينية بلدة الريحان، بحضور عضو كتلة التكتل والإصلاح النائب زياد الأسود، مسؤول المنطقة الثانية في حزب الله علي ضعون ورئيس الإتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر ورؤساء إتحادات بلديات وشخصيات سياسية ودينية وبلدية ووفد من مؤسسة الشهيد ومواطنين. وتساءل قاووق: "لماذا يصر فريق 14 آذار على أن يعتبر هزيمة التكفيريين هي هزيمته؟، نحن لا نرغب لهم بأن تكون هزيمة التكفيريين هي هزيمة لهم، لأننا لا نريد أن نهزم أحدا في الداخل".

وعن العدوان السعودي على اليمن، قال: "بدأوا بالمعركة دفاعا عن العروبة، بالأمس كان عنوان المعركة دفاعا عن النفس، وهذا كله دليل الإفلاس والعجز، أكبر دليل على الفشل للعدوان السعودي على اليمن، هي ان السعودية أضطرت أن تستأجر الجيوش لتحارب ولتقاتل عنها في اليمن، إن ما حصل وضع حدا للنفاق والدجل السياسي الذي إستمر لعشرات السنين". وختم قاووق: "إن شرف الحرمين الشريفين يأبى أن يقتل أطفال اليمن بإسم الإسلام، وإن شرف وقداسة الحرمين الشريفين تأبى أن يحاصر 28 مليون عربي مسلم في اليمن، أن الدنيا تشهد ومكة تشهد والكعبة تشهد أن أشلاء ودماء أطفال اليمن تدمي قلب نبي الرحمة محمد". وقد تخلل الحفل، كلمة آل الشهيد، وعرض فيلم عن الشهيد، ومجلس عزاء للشيخ محمد مغنية .

 

 ندوة للرابطة المارونية عن الشراكة الوطنية وممثلو الاحزاب وقعوا على وثيقة تتضمن التمسك بالطائف وإعادة تكوين السلطة على أساس الشراكة

الأحد 10 أيار 2015

وطنية - نظمت اللجنة السياسية في الرابطة المارونية ندوة بعنوان "الشراكة الوطنية سبيل الى تحصين الدولة ونبذ التطرف"، في فندق متروبوليتان في سن الفيل، شارك فيها وزير الثقافة ريمون عريجي ممثلا تيار "المردة"، النائب انطوان زهرا ممثلا حزب "القوات اللبنانية"، النائب ابراهيم كنعان ممثلا "التيار الوطني الحر"، النائب جمال الجراح ممثلا تيار "المستقبل"، النائب ايلي ماروني ممثلا حزب "الكتائب"، محمود قماطي ممثلا "حزب الله"، المستشار علي حمدان ممثلا حركة "أمل" ورامي الريس ممثلا الحزب التقدمي الاشتراكي.

حضر الندوة ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران سمير مظلوم، ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سيزار ابو خليل، ممثل وزير العمل سجعان قزي منير الديك، النائبان نعمة الله ابي نصر وناجي غاريوس، الوزراء السابقون ادمون رزق، زياد بارود، جو سركيس، خليل الهراوي وفريد هيكل الخازن، النائب السابق بيار دكاش، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور طوني شقير، نقيب المحامين جورج جريج، نقيب المحررين الياس عون، النقيب السابق للمحامين انطوان اقليموس، رئيس الكنيسة القبطية في لبنان الاب رويس الاورشليمي، وفد من اتحاد الرابطات المسيحية ضم: نقولا غلام، البير ملكي، فارس داغر، جان سلمانيان وجورج سمعان الحناوي، رئيس الرابطة المارونية النقيب سمير ابي اللمع واعضاء المجلس التنفيذي، الرئيس السابق للرابطة جوزف طربيه، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام وشخصيات سياسية ونقابية واعلامية.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الرابطة وبعدما عرف عضو المجلس التنفيذي انطوان قسطنطين بالندوة، ألقى مقرر اللجنة السياسية وليد خوري كلمة أشار فيها الى "ان طاولة الحوار التي تلتئم اليوم لا تدعي إحداث تغيير في واقع الحال، لكنها وبفضل تجاوب الاحزاب الكريمة تشكل حلقة من حلقات الحوار اللبناني - اللبناني وتفاخر بانها تتجاوز في هذا الشأن الإطار المذهبي الطائفي لتعيد الى صيغة التنوع اللبناني مقامها الاول".

وأكد "اننا في لبنان لا نريد ولا يجب ان نسمح بان تفرض علينا مصالح الآخرين او لعبة الامم تغيير حدودنا، لكننا مدعوون في المقابل الى تغيير ما بأنفسنا واعتبار بان الحكم العادل والشراكة الصحيحة هما أساس المناعة الوطنية، وحدتنا تنبع من داخلنا ولا تكون فرضا او واجبا، انها الصخرة التي نبني عليها دولة لبنان لكي لا تقوى عليها أبواب الجحيم".

ابي اللمع

ثم ألقى ابي اللمع كلمة الافتتاح، فرأى انه "من غير الجائز ولا المقبول عند اللبنانيين جميعا انتظار فرقاء آخرين بل غرباء عنهم رسم الآفاق السياسية والديمغرافية للبنان، لفترات آتية من السنين، ومن غير الجائز تفويض كائن من كان ان ينوب عنا في تقرير مصيرنا، ومن غير الممكن الانتظار حتى يرتسم أمامنا شرق أوسط جديد على حساب وطن اسمه لبنان في غياب ابنائه الذين لا تعوزهم روح المبادرة اذا شاؤوا وصمموا الحفاظ عليه واحدا موحدا قويا معافى" .

وقال: "نحن اليوم، ومن دون المس بروح الميثاق والصيغة والطائف، لا بد للمتنورين اللبنانيين من احزاب وطوائف وقوى مجتمع مدني، ان يستنبطوا ملحقا تاريخيا يعطي لصيغة العيش المشترك بعدا مدنيا يقوم على الولاء للوطن وحده، ولصيغة الوحدة الوطنية، مساحة لا مركزية موسعة، تنمي المناطق جميعا بالتساوي، ولصيغة التعددية الحضارية أفقا توافقيا. لقد أنهكت السياسة الطوائف، بقدر ما أنهكت الطائفية السياسة، وسجنت المركزية الوحدة، وأساء العدد الى التعددية".

وكرر ابي اللمع دعوة الرابطة المارونية الملحة الى "الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، اليوم قبل الغد"، وثمن "المواقف الوطنية الشجاعة الصادرة عن المجمع البطريركي العام والقمم الروحية المسيحية الاسلامية، وحراك المجتمع المدني، الداعية جميعها الى تنفيذ هذا الاستحقاق عبر حوار بلا شروط مسبقة بين جميع الافرقاء السياسيين، وهو وحده كفيل بفتح نافذة في جدار وطن مهدد بالفراغ من الداخل والنيل من الخارج. وانه لا تعاش الحياة الوطنية في بلد من دون شركة العيش المقرونة بالمحبة" .

وتابع: "من أجل كل ذلك ينبغي تعزيز روح الإنتماء الى الدولة قبل الإنتماء الى اي طائفة او حزب او جماعة، بل جعل الارتباط بهذه المكونات سبيلا للانتماء الى الدولة".

وشدد على "ان لبنان يحتاج الى إعادة تحديد مسار كل طائفة بعلاقتها مع الدولة ومع الطوائف الاخرى، والعمل على بناء دولة قوية تفرض القانون وتحمي المواطن وتحرر الارض، وتحافظ على المكونات المتنوعة التي تؤلف النسيج الوطني اللبناني".

وقال ابي اللمع: "يحتاج لبنان اليوم الى رجالات دولة ليعملوا معا في خدمة الدولة والخير العام وخير جميع المواطنين. وان أول ما يطلب من الطوائف والدولة في آن القبول بحيادية الدولة تجاهها واحترامها، وعدم السعي لسيطرة إحداها عليها، ومن الدولة القبول بخصوصيات الطوائف وبمجالها الحيوي التاريخي والجغرافي والثقافي، والإستفادة من القيمة المضافة التي تشكلها كل جماعة".

وختم: "بهذه يخرج لبنان من هوية "الساحة " الى هوية "الدور" في العالم العربي وآفاق الانتشار" فيتحرر من عقد ثنائية النور والظلمة، الخير والشر، الحق والباطل، المحروم والمتسلط، المركز والاطراف، التحدي اليوم ان ينطلق الانسان اللبناني من العيش المشترك لكي يبني مع الايام انسانيته الأرقى. فلبنان يجب ان يبقى في محيطه العربي رأس الثقافة الوسط بين السماء والارض، بين الشرق والغرب، بين الشمال والجنوب، بين الماضي والآتي، بين التاريخ والجغرافيا، بين الصحراء والبحر".

الندوة

بعد ذلك بدأت الندوة التي أدارها المستشار الاعلامي السابق لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا الذي رأى ان "كل الاحداث والحروب المؤلمة التي تجري من حولنا، وما يترافق معها من تصاعد في التحجر والارهاب الفكري والامني والتطرف الديني وأجواء الشلل والتشنج، التي تعصف في الداخل اللبناني والمحاولات المحمودة التي تلتقي حولها كافة الاطراف اللبنانية للحوار ولجم وتيرة الاحتقان، تدفعنا الى التصويب على أهمية العودة الى الاسس، التي نشأ عليها وطننا وتوافق عليها اللبنانيون لتثبيتها وإصلاح الخلل في ممارستها وتحصين حقوق كافة شرائح المجتمع وشعورهم بالإنتماء الى وطن ودولة وأرض وحضارة".

وشدد على ان "الاعتدال ونبذ التطرف واحترام حرية المعتقد والفكر والضمير هي اليوم أساس تطور المجتمعات والقيم الانسانية التي تقوم عليها، ولطالما كان لبنان رائدا في تبني هذه المبادىء وعيشها".

وقال: "فالاحرى بنا اليوم ألا نفرط بما جعل من وطننا ارض الحضارة والإنفتاح والإشعاع وبين أيديكم ايها السادة الكرام، ومن خلال أحزابكم، أمانة شعب يستحق الأفضل، وكلي ثقة بانكم تدركون حجم هذه الأمانة ومسؤوليتكم في صونها".

عريجي

ثم ألقى الوزير عريجي كلمة، رأى فيها ان "الزلزال الخطير الذي ضرب المنطقة ولا يزال، وهجر الاقليات المسيحية الى دول الجوار والعالم - المتغاضية والمتعاملة بخبث وأنانية مع هذه المأساة - جعل من الوجود المسيحي في لبنان آخر المعاقل المسيحية الحقيقية في هذا الشرق، حيث لا يكتفي المسيحيون بالتواجد بل يؤدون دورهم الوطني كاملا، بالتضامن التام مع إرادة شركائهم، حفاظا على صيغة لبنان المثال المحتذى لعالم تحول الى بركان تؤججه حمم الغرائز والتطرف الديني".

وشدد على ان "هذا الواقع يرتب على القوى السياسية المسيحية اللبنانية مسؤولية تاريخية، توجب عليها مقاربات مختلفة عما شهدناها في المراحل السابقة، تهدف الى تحصين الدولة وتفعيل الوجود المسيحي في لبنان ضمن النسيج الوطني. وان هذا التحصين يتطلب مراجعة نقدية شجاعة وموضوعية لبعض القوانين والممارسات السياسية ورؤية مفتوحة الآفاق حول إسهام مكونات المجتمع اللبناني بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص في تدعيم وتطور الدولة الحاضنة لمواطنيها المتساوين" .

وعرض عريجي "لرؤية تيار المردة حيال الطروحات الوطنية، والتي تتلخص اولا بضرورة وضع رؤية استراتيجية بين القوى المسيحية لتحصين وجودهم في لبنان وتفعيل دورهم فيه، تستند بشكل اساسي على تفاهم ثابت وعميق مع الشريك الآخر يؤكد على الديمومة الميثاقية لتكوين السلطة في لبنان، على ان تبقى لكافة القوى والاحزاب المسيحية حرية العمل السياسي، حفاظا على غنى التنوع المسيحي وتفاديا للوقوع في تجربة الحزب الواحد.

ثانيا: التمسك بدستور الطائف النابع من قناعات وطنية حول العروبة ونهائية الكيان والشراكة الكاملة في الحقوق والواجبات وفي اتخاذ القرارات المصيرية.

ثالثا: ضرورة استحداث قانون انتخابات عصري يوصل الى تمثيل ديموقراطي عادل تتشارك فيه شرائح المكونات اللبنانية لتوليد سلطة قادرة على التشريع وتنفيذ القوانين تبعا لمتطلبات المعاصرة وحاجات شعب لبنان.

رابعا: الدعوة الى إقرار اللامركزية الادارية التي أضحت مع الطائف موضع إجماع وطني.

خامسا: تحفيز الشباب المسيحي لدخول المؤسسات العامة وإعادة الإيمان لديها بالإنتماء الى الدولة الراعية".

وتطرق عريجي الى موضوع الفراغ الرئاسي، وقال: "على اللبنانيين وعلى المسيحيين بشكل خاص واجب تضافر جهودهم لتأمين انتخاب رئيس ذي شخصية قيادية يتمتع بوجود سياسي وتمثيل شعبي بالحد المقبول، يخولانه تأدية الدور المطلوب عملا بالدستور وبروح الميثاق".

زهرا

وأكد النائب زهرا ان "اتفاق الطائف والاعتراف بنهائية الكيان هما عنوانان أساسيان لحياتنا الوطنية، بعدما اختبرت كل الاطراف اللبنانية عقم أي طرف خارج إطار الوحدة الوطنية والشراكة الوطنية واستحالة ممارسة أي غلبة لفريق على الآخرين، لانه سينتهي بكارثة وطنية وربما بحروب أهلية متجددة" .

ورأى انه "لا يمكن ان تستقيم الامور إلا بدءا برأس الدولة بعدم القبول بالشغور في رئاسة الجمهورية، فلا يمكن لهذا الجسد أي الدولة اللبنانية والمؤسسات الدستورية ان يعيش من دون رأس".

وأعلن زهرا الموقف الرسمي لحزب القوات اللبنانية من الدولة والنظام السياسي من خلال الشرعة السياسية التي أطلقها الحزب لتكون المرشدة في العمل السياسي ومما جاء فيها:

في الدولة:

- يعتبر حزب القوات اللبنانية ان الدولة هي الكيان الشرعي الوحيد المؤتمن على السيادة فوق كامل الاراضي اللبنانية، والمسؤول عن حماية المواطنين كافة، والمقيمين على أراضيها، وصون حريتهم وكرامتهم من خلال حقها الحصري في استعمال السلاح والقوة الرادعة لفرض القانون.

- يعمل حزب القوات اللبنانية على ان تجهد الدولة لقيام لبنان الحرية وسلطة القانون والمساواة في الحقوق.

في النظام السياسي:

- ينبغي التمييز بين الدولة كمفهوم كياني ميثاقي ودستوري وقانوني وكشخصية معنوية من جهة، وبين النظام السياسي كصيغة حكم تتوافق عليها مكونات المجتمع من جهة اخرى.

- يتميز النظام اللبناني بخصوصية أساسها الترابط العضوي والوظيفي بين مفهوم الدولة وكيانيتها من جهة، وبين صيغة محددة لتوزيع السلطة فيها بين المكونات المؤسسة لها من جهة اخرى.

- ان النظام السياسي ليس غاية في ذاته، بل وسيلة لإدارة الدولة على قاعدة السلم الاجتماعي. وبالتالي، فان التوزيع الطوائفي للسلطة كما ورد في وثيقة الوفاق الوطني هو القاعدة البنيوية للنظام.

- ان المشاركة المتوازنة في السلطة السياسية في لبنان مبنية على المناصفة الفعلية على مستوى الحكم والمؤسسات الدستورية.

- ان تطبيق النظام السياسي بشكل سليم يفترض ممارسة سياسية صحيحة، تدعو القوات اللبنانية في هذا المجال المجتمع اللبناني كله ليتحول الى قوة تغيير من خلال رفض الممارسات السياسية التقليدية، ورفض الخضوع للاقطاع السياسي الذي يسخر الوطن لمصالح شخصية او عائلية او قبلية ضيقة" .

وختم زهرا بتوجيه نداء الى كل اللبنانيين "ان نلتزم سلطة الدولة ومرجعيتها وان نستمر ونواظب على محاولة تطبيق اتفاق الطائف كاملا وعدم التفكير في اي تعديل له قبل استكمال تطبيقه، لان لا ضمان لاستمرار وحدة لبنان وحرية مكوناته والشراكة الفعلية في ظل اي مغامرة غير محسوبة النتائج" .

قماطي

وتطرق قماطي في كلمته الى "مفهوم الوطن وحمايته من خلال الشعب والجيش والمقاومة والى الدولة والنظام السياسي والمشاركة"، ناقلا بذلك وجهة نظر حزب الله في هذا الإطار. فرأى ان "من أهم الشروط لقيام وطن واستمراره ان تكون له دولة عادلة وقادرة وقوية ونظام سياسي يمثل بحق إرادة الشعب وتطلعاته الى العدالة والحرية والامن والاستقرار والرفاه والكرامة، وهذا ما ينشده كل اللبنانيين ويعملون من أجل تحقيقه ونحن منهم وان تتحقق المشاركة الوطنية الواسعة من جميع شرائحه السياسية والدينية والاجتماعية".

وأكد قماطي ان "الدولة التي نتطلع الى المشاركة في بنائها مع بقية اللبنانيين هي:

الدولة التي تصون الحريات العامة، وتوفر كل الأجواء الملائمة لممارستها، الدولة التي تحرص على الوحدة الوطنية والتماسك الوطني، الدولة القادرة التي تحمي الارض والشعب والسيادة والاستقلال، ويكون لها جيش وطني قوي ومقتدر وجاهز، ومؤسسات أمنية فاعلة وحريصة على أمن الناس ومصالحهم، الدولة القائمة في بنيتها على قاعدة المؤسسات الحديثة والفاعلة والمتعاونة، والتي تستند الى صلاحيات ووظائف ومهام واضحة ومحددة، الدولة التي تلتزم تطبيق القوانين على الجميع، الدولة التي يتوافر فيها تمثيل نيابي سليم وصحيح لا يمكن تحقيقة إلا من خلال قانون انتخابات عصري، الدولة التي تعتمد على أصحاب الكفاءات العلمية والمهارات العملية وأهل النزاهة، الدولة التي تتوافر فيها سلطة قضائية عليا ومستقلة، الدولة التي تقيم اقتصادها بشكل رئيس على قاعدة القطاعات المنتجة، وتعمل على استنهاضها وتعزيزها، الدولة التي تعتمد وتطبق مبدأ الإنماء المتوازن بين المناطق، الدولة التي تهتم بمواطنيها، وتعمل على توفير الخدمات المناسبة لهم، الدولة التي تعتني بالأجيال الشابة والصاعدة، الدولة التي تعمل على تعزيز دور المرأة وتطوير مشاركتها في المجالات كافة، الدولة التي تولي الوضع التربوي الأهمية المناسبة، الدولة التي تعتمد نظاما إداريا لا مركزيا، الدولة التي تجهد لوقف الهجرة من الوطن، الدولة التي ترعى مواطنيها المغتربين".

اضاف: "ان قيام دولة بهذه المواصفات والشروط هدف لنا ولكل لبناني صادق ومخلص، ونحن في حزب الله سنبذل كل جهودنا، وبالتعاون مع القوى السياسية والشعبية المختلفة التي تشاركنا هذه الرؤية من اجل تحقيق هذا الهدف الوطني النبيل".

وختم: "ان الطريق الوحيد للوصول الى إنجاز هذه الدولة الحضارية هو الحوار والتوافق اذ لا يمكن لطرف ان يفرض رأيه على الآخر او ان يلزمه بتعديل الدستور فالمجتمع اللبناني هو مجتمع تعددي، ولبنان نموذج ورسالة والحفاظ عليه واجب وطني انساني وحضاري، والمشاركة السياسية في ظل النظام الحالي هي الطريق السليم للحفاظ على الوطن رغم الملاحظات عند المشاركين على كثير من الامور، ولا شك ولا ريب ان هذه المشاركة تنفس الإحتقان وتزيد التفاعل وتقرب وجهات النظر وتزيد من اللحمة الوطنية وتنبذ التطرف وتؤسس للتوافق المنشود. ان لبنان أمانة في أعناقنا جميعا وكلما حرصنا عليه وحميناه نحمي الخصوصية معه، وكلما شاركنا فيه بفعالية اقتربنا من بعضنا البعض ومشينا خطوات الى الأمام نحو وطن حضاري متطور، لبنان نعمة فلا تحولوه الى نقمة".

الريس

ورأى الريس "اننا بحاجة لإعادة بناء الدولة من خلال إعادة تعريف علاقة القوى السياسية بالدولة والمجتمع، ومن خلال إعادة الانتظام لعلاقة المواطن مع الدولة بعيدا عن واسطة الطائفية او المذهب، وذلك هو المدخل الحتمي لتطوير الحياة السياسية، من خلال إلغاء الطائفة السياسية".

واعتبر ان "التطرف لا يولد من الفراغ بل له أسبابه وعناصر تراكمه، وما نشهده اليوم في سوريا كمثال حي ليس سوى الدليل القاطع كيف ان العنف ولد ويولد التطرف، والعنف يولد العنف، ولبنان خرج من حرب اهلية أكدتها هذه العلاقة السيبية بين العنف ووليده اي التطرف".

وحول بناء الدولة، قال: "فلنملك الجرأة والشجاعة، كل القوى السياسية أقوى من الدولة ولو بنسب متفاوتة، ولكن ليست كل القوى السياسية تسعى لقيام الدولة الموحدة القوية التي هي المساحة المشتركة الوحيدة بين اللبنانيين. واضح ان الطريق أمام بناء الدولة لا يزال طويلا وشاقا، والمعادلة السياسية اللبنانية اصبحت واضحة وفائض القوة هو ظاهرة تناوبت عليها تقريبا مختلف الطوائف والاحزاب السياسية، ولكن النتيجة كانت دائما واحدة: العودة الى طاولة الحوار وتكريس منطق التسوية السياسية، فلا يستطيع اي فريق لبناني ان يلغي اي فريق آخر، لا سياسيا ولا عسكريا ولا معنويا ولا إعلاميا".

وختم الريس: "لا بد من العودة الى مشروع الدولة في الوقت الذي تنهار فيه الكيانات والدول وتسقط الحدود الجغرافية، وذلك من خلال التمسك بالطائف وضرورة العودة سريعا الى إحياء العمل الدستوري والمؤسساتي، وذلك لا يكون الا من خلال انتخاب الرئيس المسيحي الماروني خصوصا في هذه اللحظة التي يتهجر فيها المسيحيون من الشرق، ما سيعيد تكريس التجربة اللبنانية كتجربة متقدمة في التنوع والتعددية والعيش المشترك".

كنعان

والقى كنعان كلمة رأى فيها ان "الشراكة في المطلق ترتب حقوقا للشركاء وواجبات على كل منهم، بحيث تتحدد هذه الحقوق والواجبات بشكل واضح وصريح في نظام الشركة".

وشدد على ان "الشراكة الوطنية تبدأ بصياغة رؤية وطنية مشتركة في مختلف المسائل الخارجية (حياد، خيارات مستقلة، الخ) والداخلية يشارك فيها جميع مكونات الوطن دون استثناء، وذلك في إطار من الديمقراطية والحرية وبعيدا عن الظروف الاستثنائية وضغوطاتها والمصالح التي تتحكم بمسارها وما قد تفرزه من نتائج. وان الشراكة الوطنية تعني بان يحترم الشركاء في الوطن حقوق شركائهم المكرسة في النصوص الوضعية من دساتير وقوانين ومواثيق، فلا يفتئتون عليها ولا يعملون على الانتقاص منها، فالشركاء في الوطن سواسية في الحقوق والواجبات، وما لا يرتضيه شريك لنفسه يجب ان لا يفرضه على سواه. ان الشراكة الوطنية تفترض تفهم هواجس الشريك الآخر والعمل على طمأنته، وليس الإمعان في قهره وتجاوزه وتسعير هواجسه. ان الشراكة الوطنية هي فعل إيمان دائم ما دام الوطن، وليست شعارا يرفع في المناسبات. ان الشراكة الوطنية هي التزام كامل بمقومات الشراكة، وليست لائحة طعام يطلب منه الشريط ما يريد ويهمل ما لا رغبة او مصلحة له فيه. والشراكة الوطنية إيثار وليست استئثارا".

وقال: "هذا هو فهمنا، في التيار الوطني الحر، للشراكة الوطنية، وهذا هو النبراس التي نهتدي به في ممارستنا السياسية وفي علاقاتنا بشركائنا في الوطن".

وعدد سلسلة مطالب في مقدمها: رئيس للجمهورية قوي في بيئته وقادر على الإيفاء بالتزامات الرئاسة الوطنية وقسمه، هو من أجل تكريس الشراكة الوطنية الحقيقية المغيبة منذ 24 عاما، انتخاب يؤمن المناصفة الفعلية بين الطوائف ويحقق التمثيل الصحيح لجميع مكونات المجتمع اللبناني، اعتماد اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، الالتزام بأحكام الدستور المتعلقة بالمالية العامة، وبأحكام قانون المحاسبة العمومية التي تحدد موازنة الدولة وشموليتها، التمسك بالمبادئ الكيانية المؤسسة للوطن اللبناني والتي هي سبب وجوده وجوهر رسالته في التسامح والتنوع والتعايش الفريد القائم على المشاركة الكاملة في الحكم".

وقال: "صحيح ان الشراكة الوطنية هي سبيل لتحصين الدولة ولنبذ العنف، اذا حسنت النوايا وتضافرات الإرادات من أجل احترام مرتكزات هذه الشراكة والعمل على الالتزام بمقتضياتها، إلا فانها تصبح سبيلا الى الشعور بالقهر والغبن والإستقواء وتحين الفرص للاقتصاص والثأر فتسقط الدولة وتسود شريعة الغاب. والتجربة غير مشجعة على امتداد خمس وعشرين سنة سابقة وما زالت".

ودعا كنعان الى "الإتعاظ من تجربة الماضي المستمر في حاضرنا من أجل بناء علاقاتنا المستقبلية، ولنعمل على إزالة هذه الهواجس بتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية التي وحدها تحمي الكيان وتحصن المؤسسات وتبني الدولة وتجعلنا قادرين على مواجهة التحديات المتعاظمة والأخطار الداخلية والخارجية متماسكين ومتحدين في الدفاع عن لبنان ومصالحنا الوطنية".

الجراح

ثم تحدث الجراح، فاعتبر ان "أخطارا جسيمة تهدد لبنان بكيانه واجتماعه الوطني، وان هناك خللا في البنى الاساسية للدولة. فلقد تعثر استكمال بناء المؤسسات وبناء الدولة الناظمة للاجتماع اللبناني بتنوعه الديني وإرثه الثقافي والمحافظة على إيقوناته الوطنية وأولها وأهمها المساحة الكبيرة والمميزة من الحرية على تنوعها، من حرية الفرد الى حرية المعتقد وحرية التعبير، ولهذا التعثر أسبابه وظروفه الداخلية والخارجية".

وقال: "أمام التحديات والأخطار لا بد لنا جميعا من وقفة مسؤولة تنقذ لبنان واللبنانيين وتحافظ على الكيان والدولة وتخفف من تداعيات ما يجري حولنا، وذلك عبر تجاوزنا للتناقضات الفرعية والهامشية وتغليب منطق العقل والتبصر بقضايانا الاساسية والجوهرية وتوحد قوى الإعتدال وإرساء مفاهيم السلام وقبول الآخر وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة وعدم التدخل في قضايا الدول الاخرى، لانه عندما يحين زمن التسويات والحلول سنرى أنفسنا على مائدة المفاوضات عرضة لكل أنواع الإختزال والإلغاء، وسنكتشف ان ما بذلناه من أرواح شبابنا ومن اقتصادنا واستقرارنا وسلمنا الأهلي ليس له أي قيمة أو دور".

وختم الجراح: "لقد آن الأوان بان نجتمع على مصالح لبنان العليا وعلى إعادة الإعتبار للفرد اللبناني ولقيمته الانسانية وحريته واستقراره وأمنه وأعطاء الفرصة لإبداعه وفكره. هذا الفرد الذي أثبت عبر التاريخ انه رائد من رواد النهضة على مساحة الوطن العربي".

ماروني

من جهته قال ماروني ان عنوان هذه الندوة "الشراكة الوطنية سبيل الى تحصين الدولة ونبذ التطرف" هو "وحده الكفيل بإيجاد الحلول لأخطار قادمة ولبقاء لبنان بلدا نموذجيا ولإعادة تفعيل مؤسساته وبنائها. والشراكة هي التوازن بين الجميع وإشراك الجميع حتى لا يسبب قهر فئة سبيلا الى تطرفها كما حصل في الماضي وكما يحصل اليوم".

وشدد على ان "الطريق الأول الذي علينا سلوكه هو الوحدة الحقيقية لبناء الدولة أولا ثم تحصينها من الفتن والتطرف".

وقال: "نحن بحاجة الى بناء دولة قوية، قادرة، موحدة، فيها فقط وفقط مواطنون متساوون، نحن بحاجة الى دولة تؤمن بالإنماء المتوازن وتعمل على تفعيل المؤسسات وإيجاد فرص عمل للشباب، لأن الشباب العاطل عن العمل هو أول من يقع فريسة سهلة لمن يريد زرع الأفكار المتطرفة في رؤوسهم، وفي الأساس يجب ان تكون مؤسسات الدولة مفتوحة أمام الجميع".

وأكد "ان التنوع الطائفي في لبنان هو مصدر غنى، ووحدة هذا التنوع مصدر القوة، قوة الوطن وقوة المواطن، وللوحدة شروط ذكرتها، وهي وحدها تصون الارض والشعب وتقضي على التطرف وتقودنا الى الانتصار في التصدي له، فتعالوا نبني مواطنا لنبني وطنا يبقى لنا وطن قانون ووطن مؤسسات. اما في غير ذلك وغير ما تقدم، فاني آمل ان نصل يوما الى بناء الدولة وان نؤمن جميعا باننا شعب واحد موحد وبان الدين لله والوطن للجميع".

حمدان

بدوره قال حمدان: "ان تلبية الدعوة هي فعل إيمان لدى حركة أمل في إطار السعي والبحث للخروج من هذه الحلقة بالحوار والإنفتاح وتوسيع المساحة المشتركة بين اللبنانيين، إنطلاقا من ثابتة لدى أمل بان لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وكللت هذه الثابتة وثيقة الوفاق والدستور".

وقال: "ان المنطقة عرضة لسلسلة من الزلازل وتردداتها، ونعول على اللبنانيين وتضامنهم فيما العكس يجري في البلدان العربية، ما أدى الى مليون ونصف مليون لاجئ عدا نصف مليون نزحوا بعد نكبة فلسطين، وبتنا أغنياء بالمواعيد والوعود، فيما يتحمل اللبنانيون كارثة كبيرة نتيجة هذا النزوح".

أضاف: "ان امورا طارئة تختزل ما نعيشه: الفراغ الرئاسي والنزوح، اما أزمة الفشل في بناء الدولة فيتحمل مسؤوليتها الجميع، علينا ان نعتبر من تجارب الآخرين، ليس المطلوب ان نخترع صيغة جديدة، لدينا صيغة فريدة تتمثل بالتعايش الاسلامي- المسيحي التي باتت مطلبا لصياغة السلام والتعايش في البلدان العربية، واذا بقينا في الانتظار تنحدر الامور سريعا وتتجه نحو الانهيار ولا يجب ان تستمر هذه الوضعية. فعلى اللبنانيين التضامن في مهمة جبارة وهي إنقاذ الكيان، ونحن في لحظة نشهد فيها تبدلا في الكيانات في ثلاث قارات".

وتمنى "ان تكون المبادرة مقدمة لحوار أشمل وأوسع بين اللبنانيين للحفاظ على الدولة والكيان وتعويض الفشل طوال عقود في بناء الدولة".

وتابع: "الخطر اننا نبني جيلا جديدا في غيتوهات تربوية، لان هامش ومساحات الاختلاط بين الطلاب اللبنانيين تضمحل وقد افتقدنا هذا التعايش والاختلاط ليس فقط بين المسيحيين والمسلمين، بل بين المسلمين أنفسهم". وتساءل "هل لدينا حكم عادل؟ كلنا نشكو غياب الحكم العادل".

وختم حمدان: "علينا ان نستكمل الخطوة التي بدأناها بحوار وطني جامع وتوسيع هذا الحوار لنسلم هذا البلد وطنا حرا سيدا عزيزا ونمنع انقضاض اسرائيل على هذا الكيان. وهناك خوف من الانهيارات التي تحصل في المنطقة ومبادرة اسرائيل الى استقلالها وواجبنا منعها من ذلك ومقاومة سعيها الى ضرب صيغة التعايش".

وثيقة

وبعد الندوة وقع ممثلو الاحزاب على الوثيقة المشتركة التي تلا نصها وليد خوري، وهي بعنوان "الشراكة الوطنية سبيل لتحصين الدولة والتصدي للتطرف".

وجاء فيها: "نحن ممثلو الاحزاب السياسية اللبنانية المشاركين في مؤتمر "الشراكة الوطنية ونبذ التطرف" نعلن التزامنا بمبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية واحترام حقوق الانسان والمواطن التي تنص عليها الشرائع المدنية، وفي مقدمها شرعة الامم المتحدة والشرائع الدينية ولا سيما منها المسيحية والاسلامية.

اننا اذ نعلن انتماءنا للبنان الموحد والمتنوع، نؤكد تمسكنا بالشراكة التي عبرت عنها وثيقة الوفاق الوطني وبدولة سيدة حرة مستقلة وبجمهورية أساسها الدستور، ترعاها القوانين وينهض مجتمعها ومؤسساتها على ركائز الشراكة الوطنية المتوازنة وعلى الاعتدال والإنفتاح والاعتراف والاحترام المتبادل بين المواطنين على تنوع انتماءاتهم الدينية والثقافية والسياسية.

ان تجديد الالتزام بشرعة حقوق الانسان وبدولة الحق والمؤسسات وبالشراكة وبالاعتدال هو المدخل الصحيح لحماية لبنان مما تتعرض له بعض الدول والمجتمعات ومنها المجتمعات العربية من موجة تعصب وتطرف تبلغ حد العنف الدموي، وذلك عن طريق تحريف الدين وتشويه جوهره واستغلاله لغير غاياته النبيلة.

بناء على ما تقدم نؤكد على الآتي:

- إدانة جميع أنواع الإرهاب الفكري والدموي في أي مكان في العالم ورفض التعصب الديني الذي يؤدي اليه.

- التمسك بجوهر الديانتين المسيحية والاسلامية اللتين تقومان على الدعوة الى السلام وإقامة العدل بين البشر.

- احترام حق الاختلاف بالرأي والمعتقد والدين.

- تحريم اللجوء الى العنف واعتبار الحوار أداة وحيدة لحل المشاكل بين الأفراد والأحزاب السياسية والجماعات التي تتشكل منها المجتمعات والأوطان.

- صون العلاقات المسيحية- الاسلامية في دول المشرق التي قامت مجتمعاتها على التنوع الديني والثقافي منذ أكثر من ألفي سنة، وهذا يعني بكل وضوح التصدي لاعمال العنف والاضطهاد او التخويف التي تتعرض لها جميع شعوب المنطقة وتؤدي الى هجرتهم والى انحسار التنوع الذي ميز دول المشرق العربي عموما.

وفي ما خص لبنان، نعلن التأكيد على الآتي:

- التمسك باتفاق الطائف الوثيقة الدستورية التي حسمت الكثير من القضايا الخلافية السابقة والتي أكدت على عروبة لبنان ونهائيته ككيان مستقل والتي أكدت على ممارسة الشراكة المتوازنة والحقيقية بين جميع الطوائف في صناعة القرار الوطني وتصحيح الخلل الحاصل على مستوى الحكم والادارة وإعادة التوازن في الشراكة السياسية.

- انتظام العمل بين المؤسسات الدستورية ومعالجة اي خلل يؤدي الى تعطيل إحداها وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية.

- إعادة تكوين السلطة وبنائها على أساس الشراكة والعدالة من خلال إصدار قانون عصري للانتخابات النيابية يعكس صحة التمثيل وعدالته.

- تفعيل المناصفة التي نص عليها الدستور كما ونوعا.

- الاتفاق على ضرورة صياغة القرارات الوطنية المتعلقة بانتظام العمل بالمؤسسات الدستورية بمعزل عن التأثيرات والإملاءات الخارجية.

- التأكيد على حق الدولة اللبنانية صاحبة السيادة على جميع الاراضي اللبنانية بمؤسساتها الدستورية اللجوء الى جميع الوسائل المعترف بها دوليا لتحرير الاراضي اللبنانية المحتلة من قبل العدو الاسرائيلي.

ان التزامنا بهذه المبادئ، الثوابت، يؤكد على تضامننا في وجه كل من يهدد مصيرنا ويشوه أدياننا، ولن نألو جهدا في حماية التنوع والحق في الاختلاف والتمسك بالاعتدال لأن قوتنا في اعتدالنا وضمانتنا في شراكتنا".

 

«الحياة» تنشر مسودة البيان الختامي لقمة «كامب ديفيد»

الحياة/واشنطن - جويس كرم/11 أيار/15

عشية وصول قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى واشنطن الأسبوع المقبل للمشاركة في قمة تاريخية مع الرئيس باراك أوباما، علمت «الحياة» أن مسودة البيان الختامي للقمة تُركِّز على إنشاء ترسانة دفاعية للخليج، ورفض زعزعة إيران الاستقرار الإقليمي، وقبول اتفاق يمنع طهران من تطوير سلاح نووي، وتقوية المعارضة السورية، وتأكيد فقدان الرئيس السوري بشار الأسد شرعيته، وتبنّي مبادرة مجلس التعاون أساساً للحل في اليمن.

وبعد شهر ونصف الشهر من التحضيرات والاجتماعات، التي كان آخرها لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في باريس أول من أمس، أُنجزت مسودة البيان الختامي للقمة، التي ستُعقد يومي الأربعاء والخميس في البيت الأبيض وكامب ديفيد تباعاً. المسودة التي اطلعت «الحياة» على نصها، تُشدِّد على «دعم هيكلية أمنية دفاعية لمجلس التعاون، وإفساح المجال لمبيعات أسلحة وتسريع تسليمها بإجراءات يتّخذها أوباما. وقالت مصادر غربية لـ«الحياة»، إن هذه الأسلحة ستشمل «منظومة باتريوت الصاروخية وصواريخ ثاد» التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن». كما سيتعهّد البيان الختامي، وفق المسودّة الأولى، «إطلاق برنامج تدريبات عسكرية وتعزيز الحماية البحرية في مياه الخليج» فوراً بعد القمة.

وعلى الصعيد السياسي، سيقرّ البيان الختامي بأن المجتمعين يرون في التوصل إلى اتفاق «شامل» مع إيران قابل للتحقُّق من صدقيتها في ما يتعلق ببرنامجها النووي «مصلحة مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي وللولايات المتحدة». وركّزت إدارة أوباما على هذا البند لنيل دعم دولي خلال القمة لمفاوضاتها النووية مع طهران قبل مهلة إنجاز الاتفاق الشامل في 30 حزيران (يونيو) المقبل. وفي المسودّة خطّان متوازيان، إذ يتعهّد البيان العمل بـ«التصدي لتصرُّف إيران المُزعزع لاستقرار المنطقة»، ويشير كذلك إلى «الانفتاح وتطبيع العلاقة مع إيران في حال توقّفت عن تهديد أمن المنطقة وسلامها». وإلى إيران، سيتطرّق البيان إلى ثلاثة ملفات إقليمية، هي محاربة الإرهاب من خلال المسار العسكري المتمثل بضربات جوية في سورية والعراق ومن خلال تعزيز الإجراءات لمحاربة تمويل الإرهاب، وتعزيز شبكة الاتصالات داخل مجلس التعاون والتبادل الاستخباراتي مع واشنطن، وتحسين تكنولوجيا المطارات لهذا الهدف. وفي الملف السوري، ستؤكِّد الإدارة الأميركية ودول الخليج في القمة أن «الأسد فَقَدَ كامل شرعيته ولا دور له في مستقبل سورية». وسيدعو البيان إلى عملية انتقال شاملة في سورية «تحفظ حقوق الأقليات» ويتعهَّد بـ«تقوية المعارضة المعتدلة». كما يحظى اليمن بشِقٍّ خاص في البيان، بتأكيد تبنّي «مبادرة مجلس التعاون الخليجي» وقرارات الأمم المتحدة أساساً للحل.

وكان البيت الأبيض أعلن في واشنطن أول من أمس، أن الرئيس باراك أوباما سيلتقي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على انفراد الأربعاء المقبل، قبل لقاء الرئيس الأميركي مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في البيت الأبيض ومنتجع كامب ديفيد. ويتمسك أوباما بأن الوضع في الشرق الأوسط سيصبح أسوأ إذا فشلت المفاوضات الرامية إلى فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني.

 

إيران بحاجة إلى تغيير سياستها لإقناع العرب بجدّيتها

بول سالم/الحياة/11 أيار/15

في افتتاحية في جريدة «النيويورك تايمز» يوم 20 نيسان (أبريل) الماضي، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على ضرورة الحوار الإقليمي بين إيران وجيرانها. وقال إن «هناك ميادين متعددة حيث تتقاطع مصالح إيران والدول الرئيسية في المنطقة»... وأضاف «أن فكرة إنشاء إطار للحوار المشترك... هي فكرة طال انتظارها».

لا شك في أنه توجد، على رغم الصراعات الدائرة، مجموعة من المصالح المشتركة على المدى الطويل بين الدول الرئيسية في المنطقة، لا سيما في إخماد الحروب وبناء الاستقرار وتعزيز الازدهار الاقتصادي.

فقد استطاعت مناطق أخرى في الأميركتين وأوروبا وآسيا وأفريقيا التغلب على عقود من الصراعات الدامية والعبثية، وتأسيس أُطر إقليمية تحمي سيادة الدول ومصالح شعوبها وتبني على المصالح المشتركة وتوفر آليات لتسوية النزاعات وتنظم الاستثمار لتحقيق الازدهار الاقتصادي. ولكن الوصول إلى مثل هذا الإطار من الاستقرار والعمل المشترك سوف يتطلب تغييرات كبيرة في المواقف والسياسات، بالأخص من إيران نفسها.

يقول ظريف، وقد يكون محقاً في المبدأ: «إن الحوار الإقليمي ينبغي أن يستند إلى مبادئ معترف بها عموماً وأهداف مشتركة، ولا سيما احترام السيادة وسلامة الأراضي والاستقلال السياسي لجميع الدول، وحرمة الحدود الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتسوية السلمية للنزاعات وعدم جواز التهديد باستعمال القوة أو استخدامها فعلاً، وتعزيز السلام والاستقرار والتقدم والازدهار في المنطقة.» إلا أن إيران تنتهك كل هذه المبادئ تقريباً في عدد كبير من الدول العربية.

فهي أنشأت «حزب الله» في لبنان وتمده بالمال والسلاح والأوامر، وكذلك تسلح وتمول الميليشيات في العراق، وأرسلت قادة عسكريين ومجموعة ميليشيات للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد في التصدي الوحشي لأي «تسوية سلمية» للنزاع السياسي في سورية، وأرسلت المال والسلاح لميليشيا الحوثيين في ​​اليمن، وحركة «حماس» في غزة... إلخ.

هذا لا يعني أن الدول العربية لم تتدخل قط في شؤون الدول العربية الأخرى، ولكن هناك أمرين تجدر الإشارة إليهما، أولاً لا يوجد حالياً أي دولة عربية تنتهك سيادة إيران أو تتدخل في شؤونها الداخلية بينما إيران تفعل العكس بانتظام. ثانياً أن تدخل الدول العربية في اليمن وسورية مثلاً، لم يخرج عن كونه ردود أفعال متأخرة على تمادي إيران في التدخل والاستفزاز. فقد وقفت دول الخليج في الأصل على الحياد في أول ستة أشهر من الثورة السورية على نظام الأسد، ولكنها اضطرت إلى التحرك بعد أن تحول النظام، بدعم من إيران و «حزب الله»، إلى توجيه قوته العسكرية الكاملة ضد شعبه. وفي اليمن، لم تتحرك المملكة العربية السعودية وتحالف «عاصفة الحزم» إلا بعد أن اجتاحت حركة الحوثيين المدعومة من إيران العاصمة اليمنية صنعاء وتحركت لاحتلال العاصمة الثانية عدن.

ولا يوجد أي دولة عربية لديها ما يشبه جيشاً كاملاً تابعاً لها في بلد آخر، مثل «حزب الله»، الذي لا ينتهك سيادة لبنان فحسب ولكن ينتهك السيادة السورية ويساهم في قتل وتهجير مئات الآلاف من السوريين.

مرّت العلاقات بين إيران والدول العربية في الماضي بمراحل من التوتر والصراع، فقبل الثورة الإسلامية، هدد الشاه جيرانه العرب في مناسبات عدة. وحملت الثورة الإسلامية إلى سدة الحكم عام 1979 تهديدات، لا بل وعوداً صريحة بقلب الأنظمة في العديد من الدول العربية، بما فيها دول الخليج، وأعلنت ما يشبه العداء الواضح لمعظم الدول العربية القائمة. وكانت ردة فعل عدد من الدول العربية أنها وقفت إلى جانب العراق بعدما قام صدام حسين بغزو إيران عام 1980. ولا شك في أن هذه الحرب أثّرت على جيل كامل من الإيرانيين ورسخت شعوراً بالقلق وعدم الثقة تجاه دول الجوار العربي، كما خلّفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى الإيرانيين، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الضحايا العراقيين بين قتيل وجريح. فما جرى في الماضي بين إيران والدول العربية يلقي بثقله على الحاضر، والمصارحة ضرورية لتخطي الماضي، إلا أنه لا يصلح كمنطلق لتبرير الحاضر أو التطلع إلى بناء مستقبل على أسس احترام السيادة وعدم التدخل.

ما يلفت أيضاً في تصريحات ظريف، وما يستفز أي قارئ عربي، أن الوزير الإيراني لا يلفظ كلمة «العربي»، ولا يأتي على أي ذكر للعالم العربي أو دول ومجتمعات عربية. إنه يتحدث عن «إيران» و «الخليج الفارسي»، وفي تسمية عجيبة: «منطقة الخليج الفارسي الأوسع». وبصرف النظر عن النزاع حول تسمية الخليج (حيث إن معظم العرب يطلقون عليه اسم الخليج العربي)، فإن وصف ظريف لكامل المشرق العربي بأنه جزء من «منطقة الخليج الفارسي الأوسع» ليس مستفزاً لدول وشعوب المنطقة فحسب، لكنه وصف سخيف، فعلى هذا الأساس بوسعنا أن نصف الولايات المتحدة بأنها جزء من «منطقة الخليج المكسيكي الأوسع» أو أن الهند وباكستان جزء من «منطقة البحر العربي الأوسع». وسواء كان يسمى الخليج الفارسي أم لا، فإن إيران لا يحق لها أن تدعي أي امتيازات خاصة فوق الدول الساحلية الأخرى غير تلك التي تمنح لأي دولة ساحلية في القانون الدولي وبالاتفاق المتبادل.

وبصرف النظر عما إذا كانت إيران غير مستعدة للاعتراف بالهوية السياسية لجيرانها، فإن مبدأي احترام السيادة وعدم التدخل ينبغي احترامهما في كل الأحوال. وبينما كان الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية ظريف يتفاوضان على مدى العامين الماضيين مع الدول الخمس+1 في سويسرا، كان قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» يقود الميليشيات الشيعية في العراق وسورية، ويفاخر بسيطرة إيران على ما لا يقل عن أربع عواصم عربية.

هذا يقودنا إلى جوهر المسألة، فأي متابع للشأن الإيراني حتى اليوم يخلص إلى أن روحاني وظريف ليسا من يتحكم بسياسة إيران تجاه الدول العربية. وإذا قارنّا بين تصريحات وزير خارجية إيران الأخيرة وسياسات إيران الفعلية، نرى أن إيران تنتهك تقريباً كل المبادئ التي يقول بها وزير خارجيتها. فإما أنه يكذب، أو أنه يعبر بصدق عن تفضيلاته ولكن من دون أي تأثير حالي وفعلي على سياسات إيران العربية. أو أنه يعبر عن السياسات التي يود أن يطبقها في حال تمكن هو والرئيس روحاني من انتزاع السيطرة من «الحرس الثوري» على سياسة إيران العربية، أو استطاعا إقناع المرشد الأعلى بضرورة تعديل السياسة الإيرانية. وإذا كان الأمر كذلك، فقد يكون هناك شيء من الأمل في المستقبل إذا تغيرت موازين القوى في إيران.

ومع ذلك، فإن هدف السعي إلى الحوار الإقليمي هو هدف مهم. فلا ينبغي على إيران والدول العربية وتركيا تسوية نزاعاتها في ساحات القتال المختلفة، فهذا يضر بمصالح دول المنطقة وشعوبها كما بمصالح المتخاصمين، بل من الأفضل الوصول إلى مرحلة حيث تحترم إيران، وكل دول المنطقة، مبادئ السيادة وعدم التدخل، وتعمل على تعزيز الاستقرار والبناء على المصالح المشتركة في النمو الاقتصادي وإيجاد آليات لحل النزاعات بالسياسة والدبلوماسية، لا عبر تسليح الميليشيات وشن الحروب بالواسطة.

ولكن على ظريف أن يعلم أن أي اتفاق إقليمي سيتطلب تحولات أساسية من جانب إيران. وذلك يعني التخلي عن «حزب الله» كجيش يحارب بالوكالة خارج سيطرة الدولة في لبنان وتوجيه أي مساعدات عسكرية عبر القنوات الرسمية للحكومة اللبنانية. وذلك يعني أيضاً سحب الميليشيات الإيرانية التي تحارب بالوكالة في سورية والتسليم بحل سياسي ورحيل الأسد في سورية، وغيرها من التغييرات الجذرية في السياسة الإيرانية. هل يمكن روحاني أو ظريف تحقيق مثل هذا التغيير؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن الدول العربية سوف ترحب بذلك وتمد اليد للحوار. أما إذا لم يكن الأمر كذلك، وبقيت إيران على سياساتها الحالية، فسيكون من الصعب إيجاد أي أساس لإطلاق حوار إقليمي فعلي. إن دعوة ظريف للحوار الإقليمي مرحب بها من حيث المبدأ، ولكن من دون تغيير فعلي في السياسة الإيرانية تبقى دعوته خالية من الجدية وغير قابلة للتجاوب الجدي من قبل الجانب العربي.

 

قمة القنبلتين

غسان شربل/الحياة/11 أيار/15

لا تريد الولايات المتحدة لعب دور الشرطي في الشرق الأوسط. لا تريد إنفاق المزيد من البلايين والدم. لكنها لا تستطيع بالتأكيد نفض يديها من مصير هذا الجزء من العالم. ليس فقط بسبب أمن النفط وأمن إسرائيل، بل أيضاً بسبب أمن أميركا والغرب. أظهرت التجارب أن أمراض الشرق الأوسط معدية. وأن تجذر الإرهاب فيه يهدد سلامة نيويورك وواشنطن وباريس وبرلين وغيرها.

لا مبالغة في القول أن القمة الأميركية - الخليجية في كامب ديفيد تشكل موعداً استثنائياً سيترك بصماته على مصير الشرق الأوسط لسنوات أو عقود. المطلوب من القمة يتجاوز توزيع الترضيات والضمادات. الوضع أخطر من أن يعالج بالمسكنات والتمنيات. المطلوب ببساطة رسم ملامح نظام إقليمي جديد يعيد القدر اللازم من التوازن ويوفر صمامات أمان توقف مسلسل الانهيارات والانقلابات والاختراقات. وواضح أن الظل الإيراني سيشارك في القمة حاملاً قنبلتين.

تنعقد قمة كامب ديفيد في ظل تطورات بالغة الدلالات. التطور الأول هو التوجه إلى إبرام الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران قبل نهاية حزيران (يونيو) المقبل وإصرار باراك أوباما على إنجاز هذا الاتفاق. التطور الثاني هو الحرب التي يشهدها اليمن بعد المغامرة الحوثية - الإيرانية فيه. التطور الثالث هو الحرب على «داعش» وأشباهه وتعثر هذه الحرب بسبب التمزقات المذهبية الداخلية في العراق وسورية والانخراط الإيراني الواضح في حروب البلدين.

الرسالة الأولى التي بعثت بها الحرب الحالية في اليمن هي أن مشكلة دول مجلس التعاون مع إيران لا يمكن أن تختصر بموضوع برنامجها النووي. فدول المجلس تعتبر أن دور إيران الحالي، والوافد من جمر الثورة لا من التزامات الدولة، هو القنبلة الحقيقية التي تهدد أمن دول المجلس واستقرار العرب وموقعهم في الإقليم. وهكذا يصبح المطلب الخليجي من قمة كامب ديفيد إجراءات للجم الدور الإقليمي لإيران في موازاة لجم طموحاتها النووية.

تنعقد قمة كامب ديفيد في وقت يبدو الشرق الأوسط مندفعاً نحو هاوية غير مسبوقة. لم يحدث أن اجتمع هذا العدد من الحروب والانهيارات في وقت واحد. حروب مباشرة أو بالواسطة. القاسم المشترك هو الخوف الشديد. دول خائفة على حدودها أو خائفة داخلها. سقوط مدو للحدود الدولية. وسقوط رهيب للتعايش. انتهكت خرائط من الخارج. وتمزقت من الداخل. تآكلت جيوش كبيرة ثم احتمت بميليشيات فئوية. ذابت الهوية الوطنية واستيقظت هويات الجزر المتكارهة. قوى جديدة مسلحة حتى الأسنان غادرت معاقلها في أدوار انتحارية أو محفوفة بالأخطار على مسارح تحركها. تحول «داعش» قوة إقليمية تستبيح هنا وهناك. تحول «حزب الله» قوة إقليمية تتدخل في دول قريبة وبعيدة.

غابت عن الإقليم الإدارة الدولية القادرة على ترويض نموره أو ذئابه. فضل أوباما المقعد الخلفي. اختار فلاديمير بوتين سياسة الثأر على أطراف روسيا فهبت رياح تكاد تشبه الحرب الباردة.

في ظل هذه الصورة اعتبرت السعودية ومعها دول مجلس التعاون أن «الدور الإيراني في الإقليم هو القنبلة الأخطر». اعتبرت الدور الإيراني مسؤولاً عن الإمساك بالقرار في بغداد وتفكيك التركيبة العراقية. اعتبرته مسؤولاً عن إطالة الحرب في سورية وتحولها مواجهة ألهبت خط التّماس السنّي - الشيعي وساهمت في ظهور «داعش» وتمدده في الخريطتين العراقية والسورية. اعتبرته مسؤولاً أيضاً عن إنهاك الدولة اللبنانية وإبقائها مقطوعة الرأس. وحين أطل الدور - القنبلة من اليمن اتخذت السعودية قرار كسر عملية التطويق وقادت تحالفاً لهذا الغرض. عبّر القرار عن رفض العرب أن تبقى بلدانهم مسرحاً للانقلابات الإيرانية المتواصلة فيما تنهمك أميركا بالملف النووي وحده.

لهذا تبدو قمة كامب ديفيد مطالبة بتوضيح الموقف الأميركي من قنبلتين إيرانيتين. الأولى البرنامج النووي. والثانية قنبلة الدور الإقليمي. ترفض دول المجلس أن يُعتبر الاتفاق المتعلق بالقنبلة الأولى شهادة حسن سلوك تزود إيران بالموارد اللازمة لحماية القنبلة الثانية وتوسيعها. تتعدى المسألة موضوع الدرع الصاروخية الخليجية. وتوفير ترسانة رادعة. إنها تتعلق برؤية أميركا لمصالحها في المرحلة المقبلة وعمق التزاماتها حيال حلفائها وجديتها في احتواء الاندفاعة الإيرانية في الإقليم والتزامها بضمانات قاطعة.

يستحيل بناء نظام إقليمي قابل للحياة من دون استعادة التوازن. الدور - القنبلة مناقض للتوازن الضروري. اي تردد اميركي في التعامل بحزم وجدية مع قنبلة الدور سيخفض أهمية القمة وسيُعزز المخاوف الخليجية من «السياسة الايرانية» لاوباما. التردد الاميركي سيؤدي ايضاً الى التهاب المواجهة الاقليمية خصوصاً في الحلقة السورية وبغرض قطع التواصل بين مكونات الدور- القنبلة. اي فشل لقمة كامب ديفيد في ان تكون قمة القنبلتين سيصب الزيت على حرائق الشرق الاوسط الرهيب.

 

أوباما بين خسارة السعودية ووقف تمدد إيران

 جورج سمعان/الحياة/11 أيار/15

إيران. ولا بند آخر غير إيران في جدول القمة الأميركية – الخليجية هذا الأسبوع في واشنطن وكامب ديفيد. البرنامج النووي أقلق أهل مجلس التعاون ويقلقهم. لم يتوقف وزراء خارجيتهم في لقاءات باريس مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري عند الشروح التقنية للبرنامج، ولا عند الشروح الخاصة بنظام العقوبات الاقتصادية. ما يخشونه هو اليوم التالي للاتفاق المتوقع بين الجمهورية الإسلامية والدول الخمس الكبرى وألمانيا. يخشون، مثل كثيرين يعارضون المقاربة الأميركية في الحوار معها، إطلاق يدها في المنطقة. وهي قد تفيد في رفع الحصار والحظر عن أموالها المجمدة لمواصلة مشروع التمدد في الإقليم. وكانت، على رغم ضائقتها، استعجلت هذا التمدد بإلحاح استفزازي. اعتمدت عنصرين أساسيين في استراتيجيتها: ترسانتها الصاروخية المتطورة والواسعة والشاملة. وهي من الأسلحة التقليدية التي لا يطاولها حظر دولي كما الطاقة الذرية. والعنصر الثاني الذي تتوسله في بناء استراتيجيتها الانتشار والتوسع عبر القوى الشيعية وميليشياتها في عدد من الدول العربية.

طوال عقود شكل الوجود العسكري الأميركي، والغربي عموماً، عنصراً أساسياً في المعادلات الاستراتيجية في الشرق الأوسط. ولم يقتصر هذا الوجود على قواعد في دول المنطقة وبحارها، بل أقام ويقيم في قواعد وبحار قريبة تشكل إلى حد ما طوقاً رادعاً. لكن الجديد الطارئ في النظام أو المشهد الإقليمي كان هذا الانتشار العسكري الإيراني، من اليمن إلى قطاع غزة ولبنان وسورية والعراق. وترافقت الهجمة الإيرانية مع تعثر الحرب الدولية على الإرهاب والانتشار المخيف للجماعات الجهادية في كل المنطقة، خصوصاً بلاد الشام. ومن الطارئ أيضاً عودة روسيا إلى تجديد حضورها، بعد انكفائها إثر سقوط المعسكر الشرقي وتفكك الاتحاد السوفياتي. سواء عبر التمسك المحموم بنظام الرئيس بشار الأسد. أو بإعادة إحياء الروابط التاريخية مع مصر في ضوء ما شاب علاقات القاهرة بواشنطن. وكذلك عبر توسل القوى التي تدين بالولاء لإيران في العراق وغيره، إضافة إلى مغازلة دول مجلس التعاون أملاً في تفاهمات، خصوصاً في مجال الطاقة وأسعارها. هذان المتغيران ترافقا مع استعدادت الاستراتيجية الأميركية لنقل ثقلها إلى المحيط الهادئ وجنوب شرقي آسيا، سعياً إلى احتواء التمدد الصيني.

التحول في سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما لا يعني تخليها عن المصالح الأميركية التاريخية في المنطقة. لا تزال معنية بضمان تدفق النفط وحماية مناطقه وممراته الدولية. وبالحرص على عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، خصوصاً السلاح النووي. والهدف حماية أمن إسرائيل واستمرار تفوقها العسكري، ومنع سباق تسلح بين دول المنطقة. والأهم من ذلك حماية قدرتها هي وقدرة شركائها الأوروبيين على الردع. وكانت أميركا تعتمد في السابق على حلفائها في الشرق لحماية مصالحها ومصالح حلفائها. اعتمدت على السعودية وإيران أيام الشاه. مثلما اعتمدت على تركيا وباكستان، فضلاً عن إسرائيل. لم تكن تحتاج إلى نشر قوات كبيرة في المنطقة. ما بدل هذه المعادلة اقتراب السوفيات من المياه الدافئة وغزو أفغانستان، واندلاع «الثورة» التي أطاحت الشاه، ثم الغزو العراقي للكويت. كل هذه العوامل دفعتها إلى نشر قوات وقواعد كبيرة وواسعة في المنطقة براً وبحراً. ودفعت دول مجلس التعاون إلى إبرام اتفاقات ومعاهدات تعاون بينها وبين عدد من الدول الكبرى. وتجلى أوسع حضور عسكري أميركي، بعد حرب تحرير الكويت، في إطلاق الرئيس السابق جورج بوش الابن ما سماه «الحروب الاستباقية».

إذا كانت الولايات المتحدة زجت بمئات الآلاف من جنودها في معركة تحرير الكويت، من أجل حماية حقول النفط والممرات المائية، ومنع استئثار أي قوة إقليمية بالقرار الخاص بالطاقة وأسواقها وأسعارها، هل يمكنها أن تنسحب من المنطقة وتخلي الأمر لإيران؟ يصعب مبدئياً أن يجازف الرئيس أوباما بتعريض مصالح بلاده للخطر. لكنه يعتمد مقاربة بعيدة من عناصر القوة أو حتى التلويح بها. وهنا الداء الذي عزز ويعزز مخاوف شركائه في الشرق الأوسط. ينادي بالتفاهم مع القوى الكبرى من أجل إدارة شؤون العالم وأزماته. لكن هذه القوى تسعى إلى حماية مصالحها أولاً وأخيراً، وعلى حساب مصالح قوى أخرى دولية أو إقليمية. هذا ما حدث ويحدث في العراق وسورية واليمن وأماكن أخرى. ودول مجلس التعاون بين الدول التي لم تعد تثق بالوعود والضمانات التي تقدمها واشنطن هذه الأيام. لم يحقق أوباما شيئاً مما وعد به أهل الإقليم منذ خطابيه في مصر وتركيا إلى وعده بقيام دولة فلسطين!

اللامبالاة الأميركية حيال ما يجري في العراق مثلاً تركت هذا البلد في قبضة إيران. وانسحبت اللامبالاة على بلاد الشام كلها. لم تنخرط إدارة أوباما جدياً لإيجاد تسوية لأزمة سورية. تركت البلد لطهران وموسكو... وعبث حركات الإرهاب من كل حدب وصوب. وانسحبت أيضاً على ما جرى في اليمن قبل انطلاق «عاصفة الحزم». لم تتحرك الإدارة طوال شهور من تقدم الحوثيين لضرب الشرعية وإنجاز الانقلاب. وعندما دخل «أنصار الله» صنعاء وزحفوا نحو الوسط والجنوب، كان رد فعلها الوحيد سحب أفراد البعثة الديبلوماسية وعناصر الوحدات التي كانت تنسق إدارة العمليات في الحرب على «القاعدة». لم يشعر شركاؤها بأنها مهتمة بالحد من جموح إيران وتوسعها في الإقليم وإن أديا إلى اهتزاز في تركيبة بعض الدول العربية وتشظي مكونات وحدتها الوطنية. مثلما لم تهتم كفاية بصناعة الصواريخ التقليدية التي برعت بها الجمهورية الإسلامية، بديلاً موقتاً ربما من القنبلة النووية المحظورة. لذلك، كان ملفتاً لبعض الخليجيين تحرك الوزير كيري لوقف الحرب في اليمن، تحت شعار الوضع الإنساني، في حين لم يعر هذا الوضع اهتماماً عندما كان الحوثيون يتقدمون إلى عمران وصنعاء فالحديدية، ثم نحو عدن ومدن الجنوب والشرق! ولماذا لا يعير الوضع الإنساني في سورية شيئاً من الاهتمام؟

وقبل ذلك، تفاءل كثيرون بقيام التحالف الدولي - العربي لمحاربة «داعش». العراقيون توقعوا أن تؤدي الشروط التي وضعتها واشنطن للانخراط في مواجهة «الدولة الإسلامية» إلى الحد من نفوذ إيران وهيمنتها على القرار في بغداد. وما رفع وتيرة التفاؤل بإعادة التوازن إلى اللعبة السياسية في هذا البلد أن هذه الشروط، وضغوط القوى السياسية المختلفة من كردستان إلى الأحزاب والهيئات السنّية وحتى بعض القوى الشيعية وفي مقدمها المرجعية، فرضت إزاحة نوري المالكي، رجل إيران القوي. لكن مجريات الحرب، خصوصاً بعد طرد الإرهابيين من تكريت، خلفت خيبة أمل في أوساط السنّة وجميع المتفائلين. بدا أن الغارات الجوية لدول التحالف مهمتها تمهيد الطريق أمام الميليشيات الشيعية التي ترعاها الجمهورية الإسلامية من أجل مد نفوذها إلى مناطق لم تكن تصل إليها سابقاً. وهذا ما جعل أصواتاً سنّية تحذر من خطة لتغيير ديموغرافي. وأدركت دول الجوار العربي أن الوضع لم يتغير في بغداد، على رغم أن رئيس الوزراء الجديد يحاول رفع الصوت للحؤول دون تغول إيران في بلاد الرافدين.

اليوم لم يعد المشهد الاستراتيجي في الإقليم رهن أميركا وإيران وحدهما. باتت للعرب كلمتهم وسياستهم بعدما أطلقت السعودية التحالف الجديد. ولم يكن أمام واشنطن سوى تقديم الدعم لـ «عاصفة الحزم». فهي مهما بالغت في الرهان على مستقبل العلاقة مع إيران ودورها في استقرار الإقليم، لا يمكنها تجاهل موقع أهل الخليج وعلى رأسهم المملكة التي أثبتت أنها اللاعب الأول في مجال الطاقة. وأن اقتصادها خولها عضوية مجموعة العشرين. وأن التحالف الجديد جدد مكانتها الراجحة والبينة في العالمين العربي والإسلامي. وعززت «العاصفة» قدرتها على تصحيح الخلل في ميزان القوى مع إيران. مثلما أثمر توحيد الموقف مع تركيا وقطر وآخرين قلب المشهد الميداني في سورية وفرض حقائق جديدة. فإذا كان الرئيس بشار الأسد أفضل الخيارات السيئة لأميركا في سورية، فإن «أصدقاء سورية» الخليجيين وتركيا لا يمانعون في دعم الفصائل الإسلامية إذا كانت الخيار الأفضل المتوافر. وأخيراً كانت استضافة القمة الخليجية التشاورية في الرياض الرئيس فرنسوا هولاند رسالة واضحة إلى إدارة أوباما أن مجلس التعاون يملك خيارات بديلة إذا بدلت واشنطن من سياساتها ولم تلتزم توفير الضمانات اللازمة لشركائها التاريخيين.

بعد هذه المتغيرات في المشهد الاستراتيجي الإقليمي، لن يكون كافياً أن يقدم الرئيس أوباما تطمينات وضمانات. أو يكتفي بالحديث عن «درع صاروخية» للخليج كان أعلن عنها قبل خمس سنوات. أو أن يركز على مواجهة الإرهاب. المطلوب أن ينخرط فعلياً في سياسة تعيد التوازن بين القوى الإقليمية الكبرى. وأن يعيد النظر في سياسته في العراق وسورية واليمن ولبنان، فهل يفعل ويقترب من الشركاء التقليديين لأميركا بدل الابتعاد منهم؟ التحالف العربي لن يتوقف. والبدائل من أميركا قوةً يعتد بها كثيرة ومتوافرة، من الصين إلى فرنسا... والانطلاق في سباق التسلح يتوافر له القرار والقدرة الاقتصادية.

 

كامب ديفيد.. الأفعال أبقى من الأقوال

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/11 أيار/15

قمة كامب ديفيد المرتقبة قد تكون أهم لقاء خليجي أميركي في الخمسين عامًا الأخيرة، ليس لأنها المرة الأولى التي يلتقي رئيس أميركي مع قادة دول الخليج العربي، بيد أن واشنطن تعي، وهذا ليس سرًا، أن الحلف الأميركي الخليجي يمرّ بحالة من التوتر وأزمة عدم الثقة، من يدري قد تكون القمة الفرصة السانحة لإعادة قطار التحالف التاريخي لمساره الذي خرج عنه في السنوات الأخيرة، القمة ستكون فرصة لأن تنتقل الإدارة الأميركية من خانة الأقوال إلى مملكة الأفعال، فرصة لأن تبدد كل الشكوك في مصداقيتها في المنطقة التي أضحت على المحك، بدءا من الأزمة السورية مرورًا بمواقفها المهزوزة في البحرين ومصر والعراق، وانتهاء باتفاقها المنتظر والغامض والسري مع إيران.

يحسب للولايات المتحدة أنها دولة مؤسسات وليست دولة البيت الأبيض وحده، فلا يكفي أن يتخذ الرئيس مواقف مهما كانت، فهناك البنتاغون الذي له مواقفه، وهناك الاستخبارات التي لا يمكن استبعادها من دائرة اتخاذ القرار، وهناك أيضا الكونغرس باعتباره المؤسسة التشريعية القادرة على تعطيل قرارات الرئيس وبطريقة دستورية، ولا جدال أن جميع هذه المؤسسات تعلم الآثار السلبية، التي من الممكن أن تتعرض لها المصالح الأميركية متى ما انفك التحالف مع الدول الخليجية، بالتأكيد ليس شرطًا أن تتطابق سياسات الجانبين، غير أنه من غير المنطقي أن تستهدف السياسات الأميركية المصالح الخليجية، ثم نكتشف تضرر المصالح الأميركية في المنطقة أيضًا، فهذا يدل على أن سياسات واشنطن بالمنطقة جانبها الصواب كلية.

يحسب للدول الخليجية عدم اتخاذها ردة فعل غاضبة تفك عرى مصالحها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فعلى الرغم من غضبها من المواقف الأميركية المفاجئة في المنطقة، فقد حافظت هذه الدول بقيادة السعودية على شعرة معاوية حتى والمسؤولون الأميركيون يقولون شيئًا في النهار ويفعلون عكسه في الليل، كما الخط الأحمر الشهير لأوباما، إذا استخدم نظام بشار الأسد السلاح الكيماوي، وهذه السياسة الأميركية المتناقضة لم يسبق أن تعاطى معها الخليجيون أبدًا، ومع ذلك لم تنحُ دول الخليج للتصعيد في مواقفها مع العم سام، ولم تهدد لا سرًا ولا علنًا بأن هناك دولاً عظمى أخرى تتمنى أن تحظى بنصف ما تحظى به الولايات المتحدة من مصالح في المنطقة.

نفترض أن الرئيس أوباما لن يلتقي قادة الخليج كي يطمئنهم كلاميًا بشأن الاتفاق النووي مع إيران، فهذا سبق وأن تم مرة واثنتين وثلاثًا، الأكيد أن لدى الرئيس أوباما مشروعًا واضح المعالم يترجم الأقوال الأميركية إلى أفعال، كما في تصريح مسؤول أميركي الخميس الماضي، ونشر في «الشرق الأوسط»، عن تعاون عسكري «غير مسبوق» منتظر الكشف عنه في قمة كامب ديفيد، بالإضافة إلى أهمية أن تكون الضمانات الأميركية مكتوبة، كما أشار يوسف العتيبة سفير أبوظبي في واشنطن، فالشق الخليجي الإيراني أكبر من الراقع، وسط تدخلات إيرانية في الشؤون الداخلية، وغرس لسموم الطائفية في الجسد العربي، وزرع للخلايا داخل الدول الخليجية وحولها، مما يصعب ضمان أن تركن إيران للسلم والاستقرار كما تروج لذلك واشنطن، ودون الضمانات المكتوبة سيكون من السهل على الطرف الأميركي أن يكون فهمه مغايرًا لما اتفق عليه شفويًا، لذا فبمثل هذه الأفعال فقط تكون الولايات المتحدة قد أعادت الحرارة لعلاقتها مع الدول الخليجية، وأثبتت صدقًا أن الاتفاق النووي المنتظر توقيعه بصيغته النهائية، لا يحتمل أية تفسيرات مبهمة أو غموضًا يكتنف تفاصيله.

الولايات المتحدة تريد أن تمسك تفاحتين في يد واحدة، علاقات متميزة مع دول الخليج ومع إيران في نفس الوقت، هذه المعادلة مستحيلة التوافق، ليس لأن الخليجيين كارهون، بل لأن النظام الإيراني قائم على معاداة جيرانه في الخليج العربي، وكل سياساته تذهب باتجاه التدخل في شؤونهم الداخلية، هذه كل القصة يا فخامة الرئيس باراك أوباما.

 

الموارنة لا يتفقون على رئيس قوي ويرفضون "الضعيف"... فيستمر الشغور

ااميل خوري/النهار/11 أيار 2015

لفت اوساطاً سياسية وشعبية قول العماد ميشال عون في الذكرى المئوية الاولى لإبادة المسيحيين: "نرى جنوحاً نحو السيطرة في ممارسة الحكم وإضعاف المسيحيين وتعطيل دورهم وفق المبدأ الذي يقول: "ما هو لي هو لي، ما هو لك هو لي ولك"، وهذا ما يفقد المرجعيات المسيحية دورها بالنسبة الى من تمثل، ويخلق شعوراً بالحرمان لديهم يحيي فيهم شعوراً دفيناً بالقلق ويتسبب مجدداً بحزم حقائب الرحيل الى سماء جديدة يعيشون تحتها بحرية وعدالة وطمأنينة، ونحن واعون لهذه المشكلة ولن ندعها تتفاعل".

هذا الكلام لماذا لا يترجم افعالاً بحيث يستطيع المسيحيون الاستعاضة عن قوة عددهم التي كانوا يتمتعون بها في السياسة من دون ان تؤثر فيها التعددية وحتى لا انقسامهم بين جبهات وأحزاب، بقوة دورهم التي تضعف بفعل انقسامهم.

وإذا كان بعض الزعماء المسيحيين يتساءل لماذا يوصل الشيعة الى رئاسة مجلس النواب الرئيس القوي، وكذلك السنّة الى رئاسة الحكومة، فإن هذا التساؤل يثير الاستغراب لأن الجواب واضح وهو ان الشيعة اتفقوا على ايصال هذا الرئيس القوي، وكذلك السنّة. اما المسيحيون، وتحديداً الموارنة، فلم يتفقوا على ايصال الرئيس الذي يعتبرونه قوياً الى رئاسة الجمهورية، انما اتفقوا على من هم الاقوياء ولم يتفقوا على من يختارون من بينهم... ليختبروا نيات حلفائهم المسلمين حيال من اختاروه رئيساً لمعرفة من يقف منهم مع هذا الاختيار ومن يقف ضده. أضف ان الزعماء الموارنة الذين اتفقوا على ان يكون رئيس الجمهورية من بين المرشحين الاقوياء لم يتفقوا على تسمية هذا المرشح، وظلوا يرفضون المرشحين الذين يعتبرونهم ضعفاء ليستمر الشغور الرئاسي الى اجل غير معروف، ثم يكتفي بعضهم بالبكاء او التباكي على اطلال الرئاسة الاولى، أو يدّعون ان الفراغ لا يخيفهم اكثر من رئيس ضعيف، ويلقون اللوم على الشريك المسلم لانه لم يساعدهم على ايصال الرئيس القوي الى قصر بعبدا، وإذا حاول ذلك اتهمه البعض بالتدخل لفرض هذا الرئيس او اختياره.

الواقع ان لا رئيس قوياً في لبنان إذا ظل السلاح خارج الدولة ومن دون حل، وما دام "حزب الله" لا يهمه ان يكون الرئيس قوياً او ضعيفاً، بل يهمه ان يكون مع بقاء هذا السلاح ليبقى الحزب اقوى منه واقوى من الدولة. وهذا ما عاناه الرؤساء الذين عاشوا الازمات مع السلاح الفلسطيني وسلاح الميليشيات اللبنانية، والآن مع سلاح "حزب الله". ألم يقل الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله قبل سنوات "إن من يمس هذا السلاح تقطع يده"؟ وتجمع القيادات في الحزب على القول إنها مع الرئيس الذي يحتضن المقاومة ويكون متصالحاً معها، ويتمسك كما هو يتمسك، بمعادلة "الجيش والشعب والمقاومة" على رغم ان الحزب اثبت غير مرة انه هو وحده الذي يدير هذه "الثلاثية" وهو الذي يقرر ما يشاء من دون العودة لا الى الجيش ولا الى الشعب.

وعلى المسيحيين ان يوحدوا مواقفهم من القضايا الوطنية والمصيرية، لا ان تكون لهم ادوار متضاربة وان يصلوا أحياناً بها الى حد التصادم والتقاتل كما حصل غير مرة وكان اخطرها ما عرف بـ"حرب الالغاء"، فذهبوا الى مؤتمر الطائف وهم مهزومون عسكرياً وعادوا منه مهزومين سياسياً بقبولهم مكرهين تقليص صلاحيات الرئاسة الاولى. وها هم يخوضون اليوم حرب الترشح للرئاسة الاولى بعدد من المرشحين ولا يتوصلون الى اتفاق على مرشح واحد يكون قوياً بوحدة موقفهم منه ولا يصبح ضعيفاً بانقضاضهم عليه، ولا يتوصلون حتى الى اتفاق على حضور جلسة انتخاب الرئيس لجعل اللعبة الديموقراطية تأخذ مداها كما كان يحصل منذ الاستقلال، ولا يرتكب بعضهم خطأ تعطيل جلسات الانتخاب بالادعاء انه "حق سياسي وديموقراطي لهم"... وهو حق قد ينقلب عليهم اذا مارسه غيرهم. وعلى المسيحيين ايضاً. ان يتفقوا ليس على رئيس يعتبره البعض قوياً وبعض آخر ضعيفاً، انما الاتفاق على الآتي:

اولاً: ان يتم التوصل الى حل لمشكلة السلاح خارج الدولة من خلال استراتيجية دفاعية تضع هذا السلاح في كنف الدولة. وعندها يصبح الرئيس قوياً بقوة الدولة القادرة والعادلة، لا أن يصبح القوي ضعيفاً في دولة ضعيفة أمام سلاح خارجها.

ثانياً: ان يتم تأكيد سياسة تحييد لبنان عن صراعات المحاور لأن هذه السياسة هي وحدها التي تحمي استقلال لبنان وسيادته وحرية قراره وتحمي وجوده وكيانه، وتحمي خصوصاً المسيحيين والاقليات، لأن المسيحيين لا يعيشون براحة واطمئنان الا في كنف الحرية وفي ظل دولة مستقرة امنياً وسياسياً واقتصادياً ليكون النمو والازدهار وتتوقف الهجرة، خصوصاً بعدما دفعوا غالياً ثمن انحيازهم الى شرق وغرب او الى شرق وشرق...

 

الانتخابات البريطانية.. في ما قد تعنيه للعالم العربي

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/11 أيار/15

قد يسأل سائل عما يهمّ العالم العربي من الانتخابات البريطانية التي حُسمت قبل بضعة أيام. وهذا سؤال قد يكون مطروحًا في أوساط عربية كثيرة في ضوء ما يرونه تراجعًا في الثقل السياسي لبريطانيا على المسرح الدولي، بل ما يبدو من تخلّيها عن مكانتها التاريخية في المشرق بعد ما عُرف بـ«أزمة السويس عام 1956».

صحيح، بعد «السويس 1956» تغير النظام الإقليمي كثيرًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتأكد الواقع السياسي، بشقّيه الاستراتيجي والآيديولوجي، الذي ولد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بانتزاع الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي مناطق نفوذ القوتين الاستعماريتين القديمتين بريطانيا وفرنسا. غير أن هيمنة موسكو وواشنطن على سياسات الشرق الأوسط، بل والعالم بأسره إبان «الحرب الباردة» بين «الشرق والغرب»، لم تلغِ تمامًا التأثير الثقافي لبريطانيا وفرنسا وتعاملهما الرصين مع أزمات المنطقة، كونه يستند إلى عقود كثيرة من المعايشة والتفاعل، وأحيانا الولاءات المزمنة.

شارل ديغول، مثلاً، خلال عقد الستينات، أدرك أن أمامه فرصة ممتازة لإعادة فرنسا إلى حلبة الشرق الأوسط بعدما أنقذها من العبء الثقيل للحقبة الاستعمارية في الجزائر. واستفاد الزعيم الفرنسي الكبير من ضيق بعض العرب من الانحياز الأميركي المُطلق لإسرائيل مقابل إحجام قطاع عربي واسع ملتزم قوميًا أو دينيًا عن التبنّي الكامل للبديل السوفياتي الماركسي اللينيني. ومن ثم، وجد ديغول، الفخور بإيمانه بدور فرنسا التاريخي والحضاري، يومذاك فرصة مؤاتية لتأكيد «استقلاليته» عن صراع القطبين الجديدين بفتح جسور وبناء علاقات وتأسيس صلات عسكرية – تسليحية مع عدة دول عربية.

سياسة لندن في عهد القطبين السوفياتي والأميركي كانت مختلفة عن سياسة باريس الديغولية، وحتى في مرحلة لاحقة «الميترانية» الاشتراكية ثم «الشيراكية» النيو - ديغولية. وكان من ملامح الاختلاف الفارق بين الشخصية البريطانية البرغماتية والشخصية الفرنسية العاطفية. فبريطانيا ارتضت بصمت، ولكن من دون استسلام، دور الحليف الأصغر للولايات المتحدة منذ تجربة السويس. وبصرف النظر عمّن كان يحكم في واشنطن كانت «العلاقة الخاصة» بين واشنطن ولندن تقضي بالتفاهم والتنسيق الكاملين تقريبًا. وخلال العقود الأربعة الأخيرة كان هناك «شهرا عسل» حقيقيان بين العاصمتين الغربيتين الكبيرتين شهدا انسجامًا فكريًا مطلقًا انعكس فعالية واضحة وحاسمة في القضايا الدولية التي تصدّتا لها.

شهر العسل الأول كان يمينيًا ومحافظًا متشدّدًا بامتياز إبان فترة وجود رونالد ريغان في البيت الأبيض (1981 – 1989) ومارغريت ثاتشر في الرقم 10 داوننغ ستريت (1979 – 1990). وكان من أبرز تأثيراته حسم «الحرب الباردة» لمصلحة الغرب على حساب اتحاد سوفياتي مترهّل عجز عن مواجهة «هجومية» غربية امتزجت فيها القناعات الآيديولوجية القاطعة، والإنفاق الحربي السخي، والتحدي السياسي المباشر. وعلى الصعيد العربي، أقنع إصرار ثاتشر ودفعها على التصدّي لاحتلال العراق للكويت الرئيس الأميركي جورج بوش الأب – الأقل «هجومية» من سلفه ريغان – بخوض حرب تحرير الكويت. وعلى صعيد آخر، إزاء لبنان والقضية الفلسطينية، كان من نتائج انسجام ريغان وثاتشر السماح لإسرائيل باحتلال نصف لبنان لإخراج منظمة التحرير الفلسطينية وإبعادها عن أراضي فلسطين المحتلة.

أما شهر العسل الثاني فكان ليبراليًا معبّرًا عن تيار يسار الوسط إبان تولي بيل كلينتون الحكم في واشنطن (1993 – 2001) وتوني بلير السلطة في لندن (1997 – 2007)، وفيه روّج الزعيمان الشابان – يومذاك – لما كانا يصفانه بـ«الخيار الثالث» بين الاشتراكية التقليدية والرأسمالية المتشددة. وفي هذه الحقبة نجحت واشنطن ولندن في إنهاء مآسي البوسنة وكوسوفو، وشنّتا عملية «ثعلب الصحراء» ضد العراق عام 1998 مستهدفتين القدرات العسكرية لنظام صدام حسين، وزار كلينتون فيتنام عام 2000 وكانت تلك أول زيارة من نوعها لرئيس أميركي منذ نهاية الحرب الفيتنامية، وانسجم الجانبان في تبريد التشنج الدولي وزيادة الاهتمام بالقضايا البيئية.

خلال السنوات الأخيرة، كانت هناك حكومة ائتلاف محافظة – ليبرالية في لندن برئاسة المحافظ المعتدل ديفيد كاميرون حالت طبيعتها دون بلوَرة سياسات واضحة المعالم، داخليًا وخارجيًا. في حين يحتلّ البيت الأبيض منذ مطلع 2009 وحتى مطلع 2017 الرئيس الديمقراطي الليبرالي باراك أوباما الذي صبّ جلّ اهتمامه طوال فترة حكمه حتى الآن على الشأن الداخلي في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي هزّت الاقتصاد الأميركي. وهنا لا بد من الإقرار بأن أوباما نجح في علاج الوضع الاقتصادي، وحقق ما كان يصبو إليه دفاعًا عن برامجه الاجتماعية والصحية، وإن كان ذلك جاء في نظر البعض على حساب فعالية سياسته الخارجية.

غير أن أوباما لم يغفل السياسة الخارجية تمامًا، بل ما فعله هو تغيير أسلوب التعامل وطريقة المعالجة. فحيال «القاعدة» والحركات المتشدّدة المماثلة تمكّنت إدارته من قتل أسامة بن لادن واعتمدت سياسة نشطة في مهاجمة تنظيمه باستخدام الطائرات من دون طيار. ثم انطلاقًا من اقتناع أوباما باستحالة التعايش مع التطرّف السنّي، واقتناعًا منه بتكرار تجربة انفتاح ريتشارد نيكسون على الصين والاستفادة منها اقتصاديًا، قرّر الانفتاح على إيران. وواضح اليوم أن حجم الاستثمار الذي وضعه في التطبيع – إن لم يكن التحالف – مع إيران يسقط أي احتمال لحدوث تبديل جذري في موقف واشنطن من قيادتها. وهو ما أضعف ثقة المواطن العربي بمدى حرص واشنطن على أمن المنطقة، ووقف التمدد العدواني الإيراني فيها. أما بما يخصّ بريطانيا في عهدها المحافظ الجديد فيفترض بالمراقب توقّع سياسة أكثر وضوحًا وأقل ميلاً للتسويات على الرغم من أن الغالبية البرلمانية الجديدة أصغر بكثير من غالبيات ثاتشر وبلير في عصريهما الذهبيين.

لنتذكر، إن تصويت مجلس العموم البريطاني ضد التدخل في سوريا ردًا على فظائع النظام وفّر الذريعة المناسبة التي تستّر بها أوباما للامتناع على معاقبة بشار الأسد.

وهكذا، خلاصة القول، إن لندن قد لا تكون شريكًا كاملاً في صوغ سياسات واشنطن، لكنها تستطيع أحيانًا أن توفّر لها الغطاء والذريعة وما يمكن أن يعتبر في أميركا «شرعية» الحليف الموثوق.