المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 آيار/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 16 و17 آيار/15

من جريدة الشرق الأوسط/مقابلة شيقة مع الأمير رضا بهلوي/لا استقرار في المنطقة إلا بزوال النظام الإيراني/17 آيار/15

إيران تهدّد دول الخليج/داود الشريان/17 أيار/15

سماحة بريئاً وكنعان منتحراً وغزالة راحلاً: قصص موت معلن/حازم الامين/17 أيار/15

مشاهد إنحطاط مسيحي/الـيـاس الزغـبـي/16 آيار/15

هل يُعدم مرسي وبديع والشاطر/عبد الرحمن الراشد/17 أيار/15

ما الذي فعله الخليجيون في كامب ديفيد/طارق الحميد/17 أيار/15

لبنان: كي لا تظل هناك أوهام عن حقيقة الاحتلال/أياد أبوشقرا/17 أيار/15

لهذه الأسباب قرار المحكمة العسكرية بحق سماحة غير قانوني/حسن حمّود/16 آيار/15

أسئلة عربية وأساطير فارسية لا تجيب عليها/عاصم ترحيني/16 آيار/15  

الجنرال عون:الشرارة الاخيرة/ساطع نور الدين/16 آيار/15

هل بدأ حزب الله بتطبيق خطة الإنسحاب من سوريا عبر القلمون/كرم سكافي/16 أيار/15

لبنان في النظام الإقليمي الجديد.. حقل اختبارات من جديد/أحمد الغز/16 آيار/15

في أن العد التنازلي لنهاية الأسد يتسارع/مصطفى كركوتي/17 أيار/15

الشعب يريد إسقاط أوباما/عمر قدور/17 أيار/15

لبنان بين تلويح عون بـ «الفرصة الأخيرة» وتدحْرج ملف سماحة/الراي/17 آيار/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 16 و 17 آيار/15

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 16 ايار 2015

سلام التقى مسؤولا عسكريا اميركيا في حضور هيل

نصرالله: اذا كانت الدولة تتسامح باحتلال أرضها من الإرهاب فإن الشعب اللبناني لن يتسامح

اتهام 4 لبنانيين مناصرين لـ«حزب الله» بتهريب أسلحة من أيوا إلى بيروت

قهوجي استقبل قائد القيادة الوسطى الأميركية

قوة اسرائيلية تقدمت نحو الوزاني ونشطت مجرى النهر شمالا

مقبل: الحملة على المحكمة العسكرية ترتد سلبا على الاوضاع الامنية ونناشد الجميع ابعاد السياسة عن القضاء وعدم زجه في زواريبها

المرعبي ردا على مقبل: كنا نتمنى أن نسمع منك موقفا وطنيا يقتص من القاتل بدلا من أن يدين المقتول

التحضير لصفقة ايرانية-تركية تؤدي للافراج عن عسكريي عرسال"

الجيش اللبناني يوقف "حفيد البغدادي" في اللبوة البقاعية

مقررات جلسة مجلس الوزراء: الموافقة على نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة بعض الإدارات على اساس القاعدة الاثنتي عشرية

ريفي ردا على الأخبار: العسكرية تسلمت كل التسجيلات في قضية سماحة وهناك صورة عن المحضر

دريان بعد زيارته ضريح المفتي خالد: تنقصنا قدرة الاجتماع على القضايا الأساسية لبقاء الوطن

فارس سعيد: هناك نضجاً كافياً لعدم الانجرار الى الاقتتال الداخلي

واشنطن تجدد دعم الجيش من أجل الدفاع عن الاراضي اللبنانية

الجراح: نحن مستهدفون واصبحت الجريمة مقوننة

قضية جديدة لابو حمزة تبقيه قيد التوقيف: لا "اخلاء سبيل دون كفالة"

الحجار: لا علاقة للمحكمة العسكرية بالقانون »

علي خليل: أثبت موقع الرئاسة دوره في الاستقرار وضمان انتظام عمل المؤسسات

درباس دعا العرب الى تقديم المساعدات لمعالجة مشاكل النزوح السوري

هوية القيادي في داعش الذي قبضت عليه مخابرات الجيش

باسيل في حلقة نقاش عن الاغتراب في الكسليك: لإعادة ربط المنتشرين ببلدهم وإعطائهم الجنسية وحقهم بالاقتراع

نقيب المحامين تعليقا على قرار المحكمة العسكرية: لالغاء المحاكم الاستثنائية ووقف العمل بمنظومتها

زهرا: على سماحة تمييز حكم اتهمه بالعتالة ومقاطعة الجلسات ستقودنا الى تسوية لن يكون لنا فيها رأي في انتخاب الرئيس

حداد: حجر زاوية الدولة يبدأ من محاسبة الخارجين عن العدالة

القادري عن الحكم الصادر بحق سماحة: مسخرة يهين اللبنانيين بامنهم ولن نستكين الا بقبول التمييز

النائب قاسم هاشم: تهريب الشاهد الرئيسي بقضية سماحة نقطة ضعف ولو كان موجودا لتبدلت المعطيات نهائيا

البعريني: اوقفوا محاولاتكم لاضعاف دور الجيش وتطويقه

اسود متوجها الى سلامة: لتحسين سلوك مصرف لبنان وادائه واجراءات الاشراف الصحيح بدلا من زيادة صرامة تطبيق القوانين الاستنسابي والمشبو

بيار حشّاش للشعب اللبناني: أنتم «كلاب» تعوي

محمّد علي مقلّد/مع حزب الله ضد داوود الشريان

العمار في اليوم الإعلامي في بقاعكفرا: على المسيحيين الا يخافوا لأن ربنا يستطيع أن يصنع أكبر رسالة لكنيسته وأكبر حضور لها

تيمور جنبلاط استقبل وفودا مناطقية لمتابعة شؤونهم

أبي رميا: كلام عون أمس إنذار أخير وطروحاته قمة الديموقراطية

محامو الطعن بقانون الايجارات: غير نافذ وقابل للتطبيق لان مجلس النواب ورئيس الجمهورية لم يعيدا نشره

البابا فرانسيس يستقبل عباس بعد إعلان أول اتفاق مع «دولة فلسطين

إسرائيل ستقبل اتفاقاً مع إيران مقابل تعويضات

مقتل قيادي بداعش بعملية نوعية أميركية بسوريا

العربي الجدثد : معركة مفتوحة في تعز والمقاومة تحبط الحوثيين بجبهات مختلفة

الحكم على مرسي بالإعدام

إحالة أوراق الرئيس المصري السابق مرسي إلى المفتي في قضية اقتحام السجون
اردوغان دان حكم الاعدام بحق مرسي

أبرز قياديي «الإخوان» الذين حكم عليهم بالإعدام

مسؤول عراقي: تنظيم «داعش» ينسحب من المجمع الحكومي في الرمادي

مقاتلات تركية تسقط طائرة سورية انتهكت المجال الجوي

اندلاع معارك بين «داعش» والجيش السوري قرب تدمر

مقتل 48 مدنياً بينهم تسعة اطفال في غارات جوية للنظام استهدفت ادلب

السجن مدى الحياة لخالد الفواز في أميركا

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس يوحنّا13/من31حتى35/حِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس01/من15حتى23/لا أَزَالُ أَشْكُرُ اللهَ مِنْ أَجْلِكُم، وأَذْكُرُكُم في صَلَواتِي

*برسم بطاركة كنائس لبنان المسورنين والغرقين في ديموقراطية وطيبة المجرم بشار السد

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم: "أفضل كنيسة مجروحة ولكن حاضرة على الطريق، على كنيسة مريضة بسبب انغلاقها على ذاتها"

*المفتي حسن خالد: شهيد لبنان الحريات والتعايش/الياس بجاني

*سيرة المفتي خالد ذاتيّة

*بعض مؤلَّفات الشهيد المفتي خالد

*بعض المهام التي تولّاها المفتي خالد

*دريان بعد زيارته ضريح المفتي خالد: تنقصنا قدرة الاجتماع على القضايا الأساسية لبقاء الوطن

*نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل : الحملة على المحكمة العسكرية ترتد سلبا على الاوضاع الامنية ونناشد الجميع ابعاد السياسة عن القضاء وعدم زجه في زواريبها

*المرعبي ردا على مقبل: كنا نتمنى أن نسمع منك موقفا وطنيا يقتص من القاتل بدلا من أن يدين المقتول

*اتهام 4 لبنانيين مناصرين لـ«حزب الله» بتهريب أسلحة من أيوا إلى بيروت

*الجيش يوقف "حفيد البغدادي" في اللبوة البقاعية

*قضية جديدة لابو حمزة تبقيه قيد التوقيف: لا "اخلاء سبيل دون كفالة"

*"التحضير لصفقة ايرانية-تركية تؤدي للافراج عن عسكريي عرسال"

*إسرائيل ستقبل اتفاقاً مع إيران مقابل تعويضات

*لبنان بين تلويح عون بـ «الفرصة الأخيرة» وتدحْرج ملف سماحة

*نصر الله أعلن «النصر» في القلمون وقمة كامب ديفيد ناقشت دور «حزب الله»

*سماحة بريئاً وكنعان منتحراً وغزالة راحلاً: قصص موت معلن/حازم الامين/الحياة

*مشاهد إنحطاط مسيحي/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 16 ايار 2015

*فارس سعيد: هناك نضجاً كافياً لعدم الانجرار الى الاقتتال الداخلي

*لهذه الأسباب قرار المحكمة العسكرية بحق سماحة غير قانوني/حسن حمّود /جنوبية

*أسئلة عربية وأساطير فارسية لا تجيب عليها/عاصم ترحيني/جنوبية

بيار حشّاش للشعب اللبناني: أنتم «كلاب» تعوي/ليليان قصّار/جنوبية

*الجنرال عون:الشرارة الاخيرة/ساطع نور الدين/المدن

*مع حزب الله ضد داوود الشريان/محمّد علي مقلّد/المدن

*ريفي ردا على الأخبار: العسكرية تسلمت كل التسجيلات في قضية سماحة وهناك صورة عن المحضر

*هوية القيادي في داعش الذي قبضت عليه مخابرات الجيش

*نقيب المحامين تعليقا على قرار المحكمة العسكرية: لالغاء المحاكم الاستثنائية ووقف العمل بمنظومتها

*ريفي ردا على الأخبار: العسكرية تسلمت كل التسجيلات في قضية سماحة وهناك صورة عن المحضر

*مقررات جلسة مجلس الوزراء: الموافقة على نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة بعض الإدارات على اساس القاعدة الاثنتي عشرية

*زهرا: على سماحة تمييز حكم اتهمه بالعتالة ومقاطعة الجلسات ستقودنا الى تسوية لن يكون لنا فيها رأي في انتخاب الرئيس

*هاشم: تهريب الشاهد الرئيسي بقضية سماحة نقطة ضعف ولو كان موجودا لتبدلت المعطيات نهائيا

*القادري عن الحكم الصادر بحق سماحة: مسخرة يهين اللبنانيين بامنهم ولن نستكين الا بقبول التمييز

*هل بدأ حزب الله بتطبيق خطة الإنسحاب من سوريا عبر القلمون/كرم سكافي/موقع 14 آذار

*لبنان في النظام الإقليمي الجديد.. حقل اختبارات من جديد/أحمد الغز/اللواء

*خامنئي: سنساعد الشعوب “المظلومة” في اليمن والبحرين

*نصرالله: اذا كانت الدولة تتسامح باحتلال أرضها من الإرهاب فإن الشعب اللبناني لن يتسامح

*إيران تهدّد دول الخليج/ داود الشريان/الحياة

*في أن العد التنازلي لنهاية الأسد يتسارع/ مصطفى كركوتي/الحياة

*الشعب يريد إسقاط أوباما/الحياة/ عمر قدور

*لبنان: كي لا تظل هناك أوهام عن حقيقة الاحتلال/أياد أبوشقرا/الشرق الأوسط

*ما الذي فعله الخليجيون في كامب ديفيد/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*هل يُعدم مرسي وبديع والشاطر/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*ابن شاه إيران لـ«الشرق الأوسط»: لا استقرار في المنطقة إلا بزوال النظام الإيراني

*الأمير رضا بهلوي أكد أنه «مستعد لزيارة العالم العربي لأن المصالح والأهداف المشتركة التي تجمعنا أكثر مما تفرقنا»

*الأمير رضا بهلوي: التقاتل المذهبي بين السنّة والشيعة لم يكن مسموعاً به قبل الخميني!

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس يوحنّا13/من31حتى35/حِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم

"لَمَّا خَرَجَ يَهُوذا الإسخريُوطِيُّ قَالَ يَسُوع: «أَلآنَ مُجِّدَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ ومُجِّدَ اللهُ فِيه. إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ مُجِّدَ فِيه، فَٱللهُ سَيُمَجِّدُهُ في ذَاتِهِ، وحَالاً يُمَجِّدُهُ. يَا أَوْلادي، أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً. سَتَطْلُبُونِي، ولكِنْ مَا قُلْتُهُ لِلْيَهُودِ أَقُولُهُ لَكُمُ ٱلآن: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا. وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم. بِهذَا يَعْرِفُ الجَمِيعُ أَنَّكُم تَلامِيذِي، إِنْ كَانَ فيكُم حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض»."

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس01/من15حتى23/لا أَزَالُ أَشْكُرُ اللهَ مِنْ أَجْلِكُم، وأَذْكُرُكُم في صَلَواتِي

يا إِخوَتِي، أَنَا أَيْضًا، وقَدْ سَمِعْتُ بإِيْمَانِكُم بِالرَّبِّ يَسُوع، ومَحَبَّتِكُم لِجَمِيعِ الإِخْوَةِ القِدِّيسِين، لا أَزَالُ أَشْكُرُ اللهَ مِنْ أَجْلِكُم، وأَذْكُرُكُم في صَلَواتِي، لِيُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، أَبُو المَجْد، رُوحَ ٱلحِكْمَةِ والوَحْيِ في مَعْرِفَتِكُم لَهُ، فَيُنِيرَ عُيُونَ قُلُوبِكُم، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، ومَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيراثِهِ في القِدِّيسِين، ومَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الفَائِقَةِ مِنْ أَجْلِنَا، نَحْنُ المُؤْمِنِين، بِحَسَبِ عَمَلِ عِزَّةِ قُوَّتِهِ، الَّذي عَمِلَهُ في المَسِيح، إِذْ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وأَجْلَسَهُ إِلى يَمِينِهِ في السَّمَاوَات، فَوقَ كُلِّ رِئَاسَةٍ وسُلْطَانٍ وقُوَّةٍ وسِيَادَة، وكُلِّ ٱسْمٍ مُسَمَّى، لا في هذَا الدَّهْرِ وحَسْبُ، بَلْ في الآتي أَيْضًا؛ وأَخْضَعَ كُلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه، وجَعَلَهُ فَوْقَ كُلِّ شَيء، رَأْسًا لِلكَنِيسَة، وهِيَ جَسَدُهُ ومِلْؤُهُ، هُوَ الَّذي يَمْلأُ الكُلَّ في الكُلّ."

 

برسم بطاركة كنائس لبنان المسورنين والغرقين في ديموقراطية وطيبة المجرم بشار الأسد

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم: "أفضل كنيسة مجروحة ولكن حاضرة على الطريق، على كنيسة مريضة بسبب انغلاقها على ذاتها"

 

المفتي حسن خالد: شهيد لبنان الحريات والتعايش

الياس بجاني/ 16 أيار/15

أضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

 “ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون”

(سورة آل عمران 169 – 170)

  يتذكر لبنان اليوم الشهيد المفتي الشيخ حسن خالد الذي اغتالته بوحشية المخابرات السورية المجرمة يوم الثلاثاء في 16 أيار سنة 1989 بالقرب من دار الإفتاء في بيروت عندما انفجرت بقرب سيارته التي كانت تمر في تلك المنطقة سيارة ملغومة بمواد ناسفة وراح ضحيتها 16 شخصاً، واثنان من حراسه. وكما كان حال ومصير كل جرائم المحتل السوري خلال حقبة استعباده للبنان واللبنانيين سُجلت القضية وقيدت ضد مجهول وقد تمّ دفن الشهيد بمقبرة الأوزاعي في اليوم التالي لاغتياله.

 أقدم الحكم السوري المخابراتي على اغتيال المفتي خالد وهو الشخصية الدينية السنية والوطنية والقيمية والعلمية المرموقة لإسكات صوته الحر والصارخ الذي كان يطالب علنية وبقوة بضرورة إنهاء الاحتلال البعثي السوري لوطن الأرز واستعادة السيادة والحرية والاستقلال وحماية أسس التعايش والمحافظة على الرسالة الحضارية التي هي جوهر كينونة وكيان لبنان.

 ولأن الشهداء لا يموتون بل تبقى ذكراهم خالدة فإن المفتي خالد هو حيّ يرزق في ضمير ووجدان وقلب وأحاسيس كل لبناني حر وسيادي وأبي يرفض بعناد الأبطال كل أساليب الإجرام والاغتيالات والقهر والكبت والاضطهاد وكم الأفواه ومتعلق بثقة وإيمان بالحريات والحقوق والقيم والسلم والديموقراطية.

 خسر لبنان بخسارة المفتي خالد أحد رجالاته الكبار إلا أن حلمه تحقق وأجبر الشعب الأبي المحتل السوري على الرحيل صاغراً يجرجر خيبته، وبمشيئة الله وبفضل قرابين الشهداء الأبرار من أهلنا سوف يبقى لبنان وطناً مميزاً وحراً وسيداً ومستقلاً، ومنارة للديموقراطية، ومثالاً ونموذجاً في التعايش، وفي أصول احترام وقبول الغير معتقداً وحضارة وقومية وتاريخاً وعرقاً.

 جاهر المفتي الشهيد بالحق في حين تجابن وصمُت العديد من القياديين والسياسيين خوفاً أو مصلحةً ولم تكن لديهم الجرأة والوطنية والإيمان ليشهدوا للحق ويرفعوا راياته عالياً.

امتدَّت يد الغدر السورية الشيطانية إليه واغتالته بأمر مباشر وشخصي من قِبّل الرئيس السوري الرحل حافظ الأسد.

 لماذا أراد الرئيس السوري اغتيال المفتي خالد؟ لأنه ببساطة متناهية ووضوح تام رفض الاستسلام والرضوخ لمشيئة الاحتلال وأبى إلا أن يكون لبنانياً حراً ونقياً، ولأنه استمر دون خوف أو مساومة ومن على كافة المنابر العربية والدولية يطالب بحرّيّة وسيادة واستقلال وطنه، ولأنه ظلّ متَمَسِّكاً بمبادئه ووفيّاً لمواقفه ومعتقداته في حب إخوته في لبنان، كل لبنان، وكل اللبنانيين.

 بتغييب المفتي خالد خسرت جبهة التعايش في لبنان مدافعاً قوياً عنها، وخسر المسيحي اللبناني بشكل خاص رجل دين مسلم تميزت مواقفه بالاعتدال والانفتاح والمحبة والتسامح، وخسر الإسلام اللبناني مفكرا وعالماً ورجل دين مميز.

 تحية إكبار واعتزاز وإباء لكل شهداء لبنان الذين سقوا تربته المقدسة بتضحياتهم وقدموا أنفسهم قرابين على مذبحه ليبق شامخ الجبين وعال الرأس، ولتبق رايته خفاقة، ولتبق الكرامات والأعراض مصانة، ولتبق رسالة لبنان الحضارية فاعلة وحية.

 إن وطنا كالوطن اللبناني يفتديه أهله بأرواحهم لن يُستعبد ولن يركع ولن يقبل الهوان ولن يموت أبداً، وهو كطائر الفينيق يخرج من الرماد إلى الحياة بعد كل شدة.

 يقول الله تبارك وتعالى: “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي” (سوره الفجر27 )

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيphoenicia@hotmail.com

 

سيرة المفتي خالد ذاتيّة

وُلِدَ المفتي حسن خالد سنة 1921 في بيروت، درس في مدارس المقاصد الخَيريّة الإسلاميّة وأكمل دروسه التكميليّة والمتوَسِّطة في معهد أزهر لبنان في بيروت ونال الليسانس من جامعة الأزهر الشريف عام 1946. بعد تخَرُّجه، عمل أستاذاً لمادَّتَي المنطق و التوحيد في الكلّيّة  الشرعيّة في بيروت ثمَّ موظَّفاً في المحكمة فواعظاً في المساجد ، كان رصيناً ، موضوعيّاً ، مُنفَتِحاً فحظي باحترام الجميع و كانت لتوجيهاته و توجِّهاته أثر على كل فئات المجتمع اللبناني إذ كان عطوفاً و مُحِبّاً وحكيماً فحصد ثمرة سلوكه وعُيِّنَ سنة 1954 نائب لقاضي بيروت ثمّ سنة 1957 قاضياً شرعيّاً لقضاء عكّار وسنة 1960 عُيّنَ في محكمة محافظة جبل لبنان الشرعيّة. تحلّى المفتي حسن خالد بالجرأة في مواجهة الرؤساء والحكّام بعيداً عن التعصُّب، مُتَمَسِّكاً بكل تفصيل  من قناعاته فكان موضِعَ ثقة و احترام حتّى ممن لم يشاركوه أفكاره و آرائه و لقد حصد ما زرعه فكره وأعماله فسيمَ مُفتياً يوم الأربعاء 21 كانون الأوَّل من عام 1966 .

بعض مؤلَّفات الشهيد

1- المواريث في الشريعة الإسلاميّة

2- أحكام الأحوال الشخصيّة في الشريعة الإسلاميّة

3- أحاديث رمضان

4- الزواج بغير المسلمين

5- موقف الإسلام من اليهوديّة و الوثنيّة والنصرانيّة

وغيرها من المؤلَّفات في الفقه والإجتماع والدين.

بعض المهام التي تولّاها

1- مارس الخطابة و التدريس في مساجد بيروت

2- درّس مادَّتَي المنطق و التوحيد في أزهر لبنان –بيروت

4- عُيّن نائب قاضي بيروت الشرعي

5- عُيّن قاضياً شرعيّاً في منطقة عكّار

6- رئيس للمحكمة الشرعيّة في جبل لبنان

7- سيمَ مُفتياً للجمهوريّة اللبنانيّة في 11 كانون الأول سنة 1966 و غيرها من المناصب طبعت تاريخه بالثراء الفكري و المعنوي فكان له حضوره الخاص و منهجيّته المميّزة.

 

 دريان بعد زيارته ضريح المفتي خالد: تنقصنا قدرة الاجتماع على القضايا الأساسية لبقاء الوطن

السبت 16 أيار 2015 /وطنية - زار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ضريح المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد بمناسبة ذكرى استشهاده السادسة والعشرين، بحضور ممثل الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة النائب عمار حوري، رئيس "مؤسسات المفتي الشهيد حسن خالد" سعدالدين خالد وقضاة شرع ولفيف من العلماء وشخصيات سياسية وعسكرية واجتماعية وثقافية وتربوية ودينية واولاد المفتي الشهيد وعائلته.

بعد قراءة الفاتحة على روح المفتي خالد قال المفتي دريان: "نقف وإياكم اليوم في الذكرى السادسة والعشرين لاستشهاد سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد الذي اغتالته يد الغدر والظلم والطغيان في السادس عشر من شهر أيار من عام 1989.

لا ينبغي أن تمر هذه الذكرى لاستشهاد هذا الرجل الكبير، رجل الإسلام والوطن والأمة، بدون عبرة وعظة، وبدون درس وأمل للمسلمين وللبنانيين جميعا. أما العبرة: فهي أن الصمود أمام المشاق والصعاب يؤتي الأجر مرتين: مرة في الفوز بالشهادة، ومرة في فوز القضية التي قتل المجرمون الشهيد للحيلولة دون إحقاقها. وقد فازت قضية حسن خالد، وهي قضية كل شهداء الوطن الكبار، قضية بقاء لبنان حرا سيدا مستقلا، عربي الانتماء والهوية، وقضية تجدد الأمل بالوطن والدولة ومؤسساتها، والطموح إلى الغد الأفضل. هذه هي القضية التي عمل لها وعليها، رجالات لبنان الكبار. وقد غيب كثيرين منهم الموت أو القتل. لكن الموازين، هي موازين العمل الصالح، الذي ناضل بمقتضاه شهيدنا حسن خالد وأعلامنا الشهداء الكبار . ولأن القضية بقيت حية، فإن هؤلاء الرجال بقوا أحياء، وذهب ظالموهم أو يذهبون، ويكون على أحيائنا وشبابنا، أن يظلوا حاملين لمشعل الحرية، ومشعل الشهادة، وما هي الشهادة إن لم تكن تعبيرا عن شجاعة الحرية، وشجاعة السعي من أجل بلوغ قوتها وآفاقها".

واردف: "لقد عرف جيلنا من رجالات لبنان والعرب، ومثقفيهم وسياسييهم، حسن خالد، في ذروة عطائه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. أما نحن أهل العلم الديني، فإننا نشأنا على يديه معلما وأستاذا، ثم عملنا معه عندما تسلم منصب الإفتاء، وشهدنا عن كثب أعماله الجليلة في سياسات العلم والدين، وسياسات الوطن والمواطنين. وقد كان نموذجا ومثالا لنا في عمله وخلقه وإنسانيته، وفي آفاق شخصيته الرحبة، وفي إدراكه الكبير لقضايا لبنان، وقضايا العرب والإسلام. وأشهد ما عرفت مثله في اهتمامه المنقطع النظير، بالكبير والصغير من الأمور، وبرعايته لشبابنا، وعيشه لهمومهم وتطلعاتهم، وقدرته على التصدي للمشكلات، سواء أكان ذلك في الملف الديني، أم في المجال الوطني والعربي والإنساني".

واضاف: "وإنني إذ أتذكره اليوم معكم أيها المسلمون، وأيها اللبنانيون، أذكر له ورعه وصلاحه وتعبده، وثقته بالله عز وجل. وإنني إذ أذكر له خطابه الشهير بالملعب البلدي، وعمله على وثيقة الثوابت العشر الإسلامية والوطنية، أذكر له أيضا شغله الشاغل الذي استشهد من أجله، لإنهاء النزاع الداخلي والحرب الأهلية، والمحافظة على وحدة الصف الإسلامي والوطني والسلم الأهلي. وإلى جانب ذلك، وعلى مدار الساعة، عمل حسن خالد على بناء المؤسسة الدينية الإسلامية، ليس في مجالات الأوقاف والجهاز الديني، والتعليم الديني العالي وحسب؛ بل وفي المؤسسات الخيرية والاجتماعية، التي ما نزال نتمتع بثمارها حتى اليوم. ومن أجل هذا كله، حظي شهيدنا الكبير، بالثقة والتقدير من المجتمع الإسلامي والمجتمع الوطني. بل إن شخصيته النادرة المثال، حظيت بالحب أيضا، فحتى اليوم، عندما يذكر بيروتي عتيق "المفدي" فإنه يعني به الشيخ حسن خالد رحمه الله".

وسأل دريان: "لماذا أذكر هذا كله اليوم؟ أذكره لحاجة شبابنا وشيوخنا إلى نموذج رجل الدين، ورجل الخلق، ورجل الثقة، ومن يمكن التوجه إليه في الملمات. وهذه الصفات كلها اجتمعت في شخصه وسيرته رحمه الله. وأذكره لحاجة شبابنا وسياسيينا ومثقفينا إلى الشخصيات الوطنية الجامعة: الشخصيات التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. لقد عشق حسن خالد لبنان في أيام عزه وفرحته، وكان يعتبره نموذجا ينبغي أن تسعى إليه سائر الأوطان العربية. وعشق حسن خالد لبنان أكثر، لأنه خاف عليه في محنته وحروبه. ما سمعت مسلما قبله يذكر باقتناع خيرات "الصيغة" اللبنانية. فإذا قال أحد محدثيه: ولكن كان يسارع للقول: هذا الاستدراك يقوله المرتاحون، والوطن مهدد، فلندع الاستدراك لظروف أفضل. واهم من يظن أن الصراع في لبنان هو من أجل العدالة والإصلاح، أو على الخوف والغبن، هذه كلها مفردات صنعتها الأحداث الهائلة التي أذهبت الوعي، ونصرت الغرائز. تعالوا نعمل معا لكي يبقى الوطن وتبقى الدولة، ويعود الاستقلال، وأنا كفيل بأن يزول الخوف والغبن جميعا مرة واحدة".

ولفت الى انه "في ذكرى المفتي الشهيد حسن خالد، رجل المهمات الكبرى تحضر كل القضايا، وكل الهموم. لقد أعلنت في خطابي بعد الانتخاب وبعد التنصيب أننا محتاجون إلى ورشة إصلاح كبرى. وقد بدأنا تلك الورشة لإعادة بناء المؤسسات . المؤسسات التي تستطيع خدمة الناس في أوقافهم وفي المجالات الاجتماعية، وتستطيع بالإقدار والوحدة التصدي للتطرف والشرذمة. بدأنا البناء بعد أن تم استحقاق انتخاب مفتي الجمهورية اللبنانية، وتابعنا تشييد البناء بانتخاب المجلس الشرعي، والمجالس الإدارية للأوقاف. وهاتان خطوتان جليلتان تعيدان للمؤسسات قوامها المتين بإرادة المسلمين وعملهم من أجل البناء والكفاءة والتمكين. وسنظل على المنطق نفسه ، والسيرة نفسها ، في إصلاح التعليم الديني الأساسي والعالي، وفي جمع كلمة المسلمين بالتضامن والوحدة. وأنا بحاجة إلى عمل وكفاءة واعتدال ومسؤولية كل فرد منكم نساء ورجالا. فالعمل الذي ينتظر أن نقوم به ، يأبى الاستغناء عن أحد، أو تجاهل أحد".

واردف: "إنني على مشارف شهر رمضان المبارك أوجه نداء إلى المقتدرين من المسلمين، ورغم كل الصعوبات: مؤسساتنا الخيرية والتعليمية والوقفية والاجتماعية، التابعة لدار الفتوى وغير التابعة لها، بحاجة ماسة للدعم والعون، ومن صناديق الزكاة إلى بيوت الأيتام، إلى دور الرعاية، إلى أزهر لبنان" لافتا الى "ان الملف الاجتماعي شديد الأهمية والخطورة على كل اللبنانيين، وعلى المسلمين بوجه خاص. إن مناطقنا هي أكثر المناطق عوزا وفقرا. وصدقوني أيها المسلمون وأيها اللبنانيون أن الفقر هو الشقيق الحميم للتطرف. ما عاد من الممكن أن تبقى حالة طرابلس على ما هي عليه. وأنا أذكرها لأنها الأكثر بروزا ، وإلا فكل المناطق والمدن والبلدات عندها معاناة كبيرة. ماذا أقول على سبيل المثال عن عرسال، وقد عادت التهديدات لأهلها، وتفاقمت احتياجاتها، وقيل إنها ينبغي أن تغزى رغم وجود ألوف من الجيش اللبناني فيها ومن حولها من أجل الحماية والتأمين؟ المسألة الأمنية هم الدولة وشغلها، وقد قامت ببعض ما عليها، وكانت هناك توترات ينبغي الإصغاء لأناتها أو يعود الوضع إلى التفاقم. أما الملف الاجتماعي لطرابلس فما عاد يمكن احتماله. هناك آلاف الأسر والشبان المحتاجين إلى عناية. الأموال والتبرعات ضرورية، لكن الضروري أيضا المبادرات المدنية والمنافذ والأفكار والمؤسسات التي لا توفرها غير الإرادة القوية والصادقة، والإيمان الناشر للثقة والخير".

واضاف دريان: "الفتيان المأزومون، والفتيان المشردون، وأهل المعتقلين والمسجونين بحق وبدون حق، هؤلاء جميعا تستصرخ حالتهم القلوب والعقول. ألم تقرأوا قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كاد الفقر أن يكون كفرا. بل إنني أصارحكم أيها المسلمون، وأيها اللبنانيون: إن جهات عديدة، أبرزها طرفان، جندت وتجند المئات من فتياننا وشباننا وبسبب العوز والحاجة للقتال في صفوفهم وحروبهم المتكاثرة بداخل لبنان وخارج لبنان، فأين المبادرة، وأين التفهم، وأين العلاج؟ نحن محتاجون بالفعل إلى عدل السلطات العسكرية والأمنية، ومحتاجون إلى المعايير الواحدة في القضاء والإدارة والتنمية، لكننا محتاجون اليوم وغدا إلى التضامن والتكافل في ما بيننا وسد حاجات المعوزين والضائعين. فلنساعد أنفسنا لتأمن مجتمعاتنا، ولكي نتمكن من الالتفات للاصلاح ورعاية الوسطية والاعتدال".

واضاف: "في ذكرى المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، نذكر أعماله للوطن والدولة. والوطن ليس بخير، والدولة ليست بخير. قبل عام خلا كرسي الرئاسة، وما استطاع السياسيون التوافق على انتخاب رئيس. لا يمكن للدولة أن تبقى وتستمر وتستقر بدون رئيس للجمهورية، وبمجلس نيابي معطل، وحكومة لا تجتمع إلا بحسب التساهيل. إن سائر المواطنين اللبنانيين خائفون على وطنهم ودولتهم، في حين يغرق لبنان بتفكك المؤسسات، والمسارعة إلى استيراد الحروب واللاجئين معا. أين المسؤولية؟ وأين الحركة المسؤولة في لبنان؟ ومن أجل لبنان؟".

وقال: "ان وطنا قدم كبار رجالاته شهداء، ليس وطنا ضعيفا. وإن شعبا انتشرت سمعة نجاحات أبنائه عبر العالم، ليس شعبا ضعيفا. وإنما تنقصنا الإرادة، وتنقصنا الوحدة، وتنقصنا القدرة على الاجتماع على القضايا الأساسية الضرورية لبقاء الوطن، وبقاء دولته. في ذكرى المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد يحضرني قوله تعالى: هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين".

وختم: "رحم الله شهيدنا الكبير مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، وأسكنه فسيح جناته، ومسيرة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد باقية ومستمرة لأنها مسيرة الشرفاء والمخلصين والأوفياء".

سعدالدين خالد

وكانت كلمة لنجل الشهيد قال فيها: "نستذكر اليوم المفتي الشهيد حسن خالد رجل الاعتدال في زمن الفوضى والتطرف رفض السلاح وتقاتل أبناء البلد الواحد حمل لواء العيش المشترك وإلغاء الطائفية السياسية وهو مفتي قمم عرمون واللقاء الإسلامي وصلاة العيد في العراء ومفتي الثوابت الإسلامية العشرة ورجل الحوار والوحدة الإسلامية والوطنية".

وختم: "نسأل الله تعالى ان يوفق المفتي دريان على متابعة مسيرة دار الفتوى الإسلامية والوطنية الحاضرة والمضيئة، كما نسأل الله تعالى ان يوفق كل المخلصين من امتنا ووطننا لتجنيب البلاد والعباد مآسي الحروب والأزمات وان يحمي أوطاننا وعلى رأسهم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية من العابثين والحاقدين".

 

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل : الحملة على المحكمة العسكرية ترتد سلبا على الاوضاع الامنية ونناشد الجميع ابعاد السياسة عن القضاء وعدم زجه في زواريبها

السبت 16 أيار 2015 /وطنية - ناشد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل الجميع "ابعاد السياسة عن القضاء وعدم زجه في زواريبها"، معتبرا "ان القضاء سلطة مستقلة وهناك اساليب قانونية لمراجعة الاحكام تلتزم بها المحكمة عند تمييز الحكم".

وقال تعليقا على الحملة التي شنت على المحكمة العسكرية في اعقاب صدور الحكم على ميشال سماحة: "ليس مقبولا على الاطلاق التهديد او التشهير بالقضاة والقضاء"، مؤكدا "ان هذه الحملة العسكرية في هذا الوقت بالذات ترتد سلبا على الاوضاع الامنية لجهة ملاحقة الخلايا الارهابية واستمرارية التحقيقات والاعترافات التي احبطت الكثير من المخططات الخبيثة المبيتة لهذا البلد". وختم مقبا: "المحكمة العسكرية تقوم بواجبها وتتحمل مسؤولياتها وتصدر الاحكام تباعا وبالسرعة المطلوبة بعيدا من التسرع ومراجعة احكامها بكليتها يثبت مدى نزاهتها وشفافيتها فليرفع الجميع يده عن القضاء كون القوانين المرعية الاجراء كفيلة بتامين العدالة".

 

المرعبي ردا على مقبل: كنا نتمنى أن نسمع منك موقفا وطنيا يقتص من القاتل بدلا من أن يدين المقتول

السبت 16 أيار 2015 /وطنية - عكار - رد النائب معين المرعبي على نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، بتصريح استهله بالقول: "كنا نتمنى يا معالي وزير الدفاع ان تكون أول الرافضين للقرار المجرم لمحكمتك العسكرية غير الشرعية، والذي حكم على العدالة لا بل على الشعب اللبناني والوطن بأسره بالاعدام". أضاف: "الغريب يا معالي الوزير أنك لم تشعر بفداحة الجرم المرتكب، وهول المؤامرة التي تنفذها هذه المحكمة غير الوطنية بحق وطنك ومواطنيك. والغريب أيضا اننا لم نسمع منك، يا معالي وزير رخص نقل السلاح، ولو تعليقا واحدا عن دخول حزب السلاح بالحرب السورية بكامل عتاده وصواريخه عبر الحدود اللبنانية التي من أولى مهامك وواجباتك صونها وعدم انتهاكها". وتابع: "كنا نتمنى، عوضا عن دفاعك عن ارتكابات محكمتك اللادستورية، أن تبادر إلى القيام بواجبك الوطني بنشر الجيش على الحدود الشمالية للدفاع عن كرامة وسيادة وطنك التي تنتهك مرات ومرات يوميا من قبل النظام المشغل لمحكمتك السورية- الايرانية، وتتصرف كأن على رأسك سربا من الطيور". وأردف: "شأنك أنك لم تنبس ببنت شفة تجاه الدوريات المشتركة لحزب ايران في عدد كبير من أماكن تواجد جيشنا الوطني، وشأننا القيام بواجب المحاسبة وقول الحق ولو فضح أمركم". وختم بالقول: "وكنا نتمنى أن نسمع منك موقفا وطنيا يقتص من القاتل بدلا من أن يدين المقتول، وأن تجد دماء الأبرياء والشهداء حرمة أو شفقة لديك، ولكن يبدو أن الوطنية والعدالة في واد، وأنت يا معالي الوزير في واد. وكنا نتمنى أن لا نرشق أية محكمة سوى بالورد وبالغار، ولكن يا معالي وزير المحكمة العرفية لم تجلبوا لأنفسكم سوى الخزي والعار".

 

اتهام 4 لبنانيين مناصرين لـ«حزب الله» بتهريب أسلحة من أيوا إلى بيروت

لندن - «العربية.نت» - أفراد عائلة من أصل لبناني، بعضهم مناصر لـ«حزب الله» وفق ما ذكرت عنهم بعض وسائل الإعلام الأميركية، معتقلون منذ الأربعاء الماضي، بتهمة تهريب أسلحة وذخيرة بطرق احتيالية عبر البحر إلى لبنان، من حيث يقيمون ويملكون مطعما للبيتزا في مدينة «سيدار رابيدز» الصغيرة في ولاية أيوا الأميركية، اسمه «بيتزا دادي». ولد أفراد العائلة جميعاً في لبنان، وهم علي عفيف الحرز (50 عاما) وابنه آدم (22 عاما) وشقيقه باسم عفيف الحرز، وعمره 29 سنة، إضافة إلى زوجة باسم، وهي سارة ماجد زعيتر البالغ عمرها 24 عاما. وفي التفاصيل، أن أفراد العائلة حاولوا شحن 152 قطعة سلاح دفعوا ثمنها أكثر من 100 ألف دولار، مع توابعها من قطع غيار وذخيرة تشمل آلاف الأعيرة النارية المتنوعة، لنقلها عبر الأطلسي بوثائق شحن وشهادات منشأ مزورة وغير قانونية، كما تعاقدوا على حاوية للشحن من دون الإبلاغ عنها، ولم يبلغوا أيضا أن ما ينوون شحنه إلى مرفأ بيروت يتضمن أسلحة، علما أن ما كانوا ينوون شحنه ليس لـ «حزب الله»، إلا أن أحد المعتقلين، وهو كبيرهم سنا علي الحرز «من الأنصار العلنيين» للحزب المصنّف إرهابياً في أميركا، وفق ما أكد الادعاء العام.

 

الجيش يوقف "حفيد البغدادي" في اللبوة البقاعية

نهارنت/تمكنت وحدات الجيش اللبناني من توقيف احد القياديين في تنظيم الدولة الاسلامية في احدى بلدات البقاع الشمالي، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام". ولفتت الوكالة صباح السبت، الى ان الجيش أوقف القيادي في داعش بين بلدتي اللبوة وعرسال على مقربة من الحدود السورية. وأضافت انه يدعى عبد الرحمن البزرباشي ويبلغ من العمر 21 عاما، وهو من طرابلس وملقب بـ"حفيد البغدادي". وتابعت انه كان شارك بالمعارك ضد الجيش في طرابلس، وفي أحداث 2 آب الأخيرة في عرسال. وأوضحت ان الموقوف كان فارا من بلدة عرسال البقاعية الحدودية في سوريا في اتجاه الشمال اللبناني. ومطلع آب الفائت، خاض الجيش معارك عنيفة مع المسلحين، انتهت بانسحاب هؤلاء آسرين معهم عدد من العسكريين قام داعش بقطع رأس اثنين منهم وأعدمت "جبهة النصرة" اثنين آخرين رمياً بالرصاص. وتجهد الدولة اللبنانية في الافراج عن العسكريين.يُذكر ان الجيش اللبناني ينفّذ سلسلة مداهمات في مختلف المناطق اللبنانية، ويتمكّن خلالها من توقيف عدد من المطلوبين وضبط اسلحة وعتاد عسكرية.

 

قضية جديدة لابو حمزة تبقيه قيد التوقيف: لا "اخلاء سبيل دون كفالة"

نهارنت/ما زالت قضية رجل الاعمال الموقوف بهيج ابو حمزة تتفاعل اثر الدعاوى المرفوعة ضده من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، على خلفية تهم منسوبة له في "الاختلاس واساءة الامانة" في ملفات عديدة. والجمعة قررت الهيئة الاتهامية في بيروت فسخ قرار قاضي التحقيق فادي العنيسي الذي قضى باخلاء سبيل ابو حمزة من دون كفالة في ملف شركة "الود" الذي يملكها النائب جنبلاط. وأفادت معلومات لموقع "نهار نت" ان "النيابة العامة الاستثنائية في بيروت قدمت استئنافا بتاريخ 12 / 5/ 2015 ، طعنا بقرار القاضي العنيسي، وفي اليوم اللاحق اي في تاريخ 13/ 5 / 2015 قدمت الجهة المدعية على ابو حمزة استئنافا اخر". عليه، قبلت الهيئة الاتهامية الاستئناف في الشكل اي من حيث التزامه بالمهلة القانونية المفروضة، وكذلك تم قبوله في الاساس ايضا. وتقرر بحسب المعلومات لموقعنا ابقاء ابو حمزة قيد التوقيف. وهذا الملف ليس الاول من نوعه الذي يحاكم على خلفيته ابو حمزة. ففي الشهر الفائت أُصدرت مذكرة توقيف وجاهية بحق الموقوف في دعوى مرفوعة ضده من قبل جنبلاط أيضا بجرم "الاختلاس واساءة الامانة" في ملف شركة "ليفنت اويل" المملوكة من الرئيس "الاشتراكي". وظهرت حينها "أدلة دامغة" تثبت تورطه بالتهم المنسوبة اليه، ما استوجب توقيفه.

 

"التحضير لصفقة ايرانية-تركية تؤدي للافراج عن عسكريي عرسال"

نهارنت/تجري كل من ايران وتركيا، مفاوضات بغية الوصول الى صفقة شاملة تؤدي الى الافراج عن عسكريي عرسال المختطفين من قبل الجماعات الارهابية منذ آب الفائت. فقد نقلت صحيفة "الجمهورية"، السبت، عن مصادر دبلوماسية واسعة الإطلاع كشفها عن مبادرة إيرانية ـ تركية انطلقت قبل فترة تقود الى فتح ممرات آمنة لمسلحي القلمون الشمالي وتؤدي للافراج عن العسكريين. ولفتت الى ان الصفقة ستؤدي الى تسهيل انتقال المسلحين من القلمون الى مناطق سورية أخرى. ومطلع آب الفائت، خاض الجيش معارك عنيفة مع المسلحين، انتهت بانسحاب هؤلاء آسرين معهم عدد من العسكريين قام داعش بقطع رأس اثنين منهم وأعدمت "جبهة النصرة" اثنين آخرين رمياً بالرصاص. وتجهد الدولة اللبنانية في الافراج عن العسكريين. ويشار الى ان الاربعاء، تمكن حزب الله بالتعاون مع جيش النظام السوري من السيطرة على تلة موسى الاستراتيجية في القلمون، وذلك اثر اشتباكات دامية بينه وبين التنظيمات الارهابية اسفرت عن مقتل 5 من عناصره، وفقاً للمعلومات الصحافية. وكانت قد أفادت المعلومات الصحافية عن ان حزب الله سيطر وقوات النظام السوري على بعض التلال في منطقة القلمون السورية، شمال دمشق، حيث يقاتل مجموعة من الكتائب المعارضة بينها جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتوعد نصرالله في خطاب سابق بـ"معالجة" الوضع في منطقة القلمون حيث تنتشر مجموعات مقاتلة من المعارضة واخرى متطرفة.

 

إسرائيل ستقبل اتفاقاً مع إيران مقابل تعويضات

تل أبيب – أ ش أ: كشفت مصادر إسرائيلية عن استعداد إسرائيل لقبول التوصل لاتفاق نووي مع إيران نظير الحصول على تعويضات أميركية. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية, أمس, أن الكونغرس الأميركي لن يكون له القدرة على الحيلولة من دون توقيع أي اتفاق نووي مع إيران, وذلك وفقاً لتقييمات حديثة خلُصت إليها مصادر إسرائيلية تعتقد أن الوقت قد حان لتغيير نبرة الحوار في هذا الشأن. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إنه بدلاً من مواصلة الحرب في “قضية خاسرة”, فإن تل أبيب لديها طريق آخر قد يساعدها في تأمين مصالحها, بمعنى مطالبة الولايات المتحدة بتعويضات في صورة أسلحة باهظة الثمن أو غيرها من التعويضات المناسبة مقابل التزام الدولة العبرية الصمت حيال الاتفاق مع إيران. وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عليه الاختيار بين مواصلة الحرب ضد الاتفاق النووي أو تجرع القبول بالاتفاق مقابل مطالبة واشنطن بالحصول على فوائد بعيدة المنال.

 

لبنان بين تلويح عون بـ «الفرصة الأخيرة» وتدحْرج ملف سماحة

نصر الله أعلن «النصر» في القلمون وقمة كامب ديفيد ناقشت دور «حزب الله»

بيروت – «الراي/|شكّلت الرسالة المزدوجة التي وجّهتها القمة الأميركية - الخليجية في كامب ديفيد بإعلان «دعم الحكومة اللبنانية في حربها ضد «داعش» و «جبهة النصرة»، وإبداء «القلق إزاء تأخير انتخاب رئيس للبنان»، إشارة متقدّمة الى تفعيل المظلّة الدولية - العربية للواقع اللبناني الغارق في أزمة سياسية متمادية محورها الرئيسي الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية والمفتوح على تحديات أمنية كبيرة بفعل الأزمة السورية والانخراط العسكري لـ «حزب الله» فيها. الا ان دوائر سياسية في بيروت توقفت عند مغزى الكلام الذي نُقل عن نائب مساعد الأمين العام للشؤون الخارجية في مجلس التعاون الخليجي عبد العزيز العويشق وقوله من واشنطن ان قمة كامب ديفيد تخللها «بحث في العمق في أمن الحدود والإرهاب و(حزب الله) والتدخل الإيراني في شؤون دول المجلس الداخلية»، واصفاً «حزب الله» بـ «مركز الإرهاب المتميز»، معلناً ان «دوره كان قيد البحث المعمق في الاجتماعات المغلقة رغم عدم ذكره في البيان». غير انه وفي موازاة تفعيل «العين الخارجية» على لبنان وهو ما عبّر عنه ايضاً لقاء الرئيس فلاديمير بوتين مع الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري (الخميس) والذي اتّسم بحفاوة كبيرة، تستمرّ في بيروت معارك سياسية تدور بـ «السلاح الأبيض» على جبهات عدّة أبرزها الملف المستجدّ المتصل بالحكم المخفف على الوزير السابق ميشال سماحة بملف نقْل متفجّرات من سورية الى لبنان في إطار مخطّط فتْنوي لتفجيرات واغتيالات في منطقة الشمال (كانت معدّة لتحصل صيف 2012)، وقضية التعيينات الأمنية والعسكرية التي يخوض على تخومها زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون مواجهة شرسة بهدف ايصال صهره العميد شامل روكز الى قيادة الجيش.

وعكس تقديم عون (اول من امس) ما يشبه «الفرصة الأخيرة» لخصومه كما حلفائه لتحقيق مطالبه في ملفيْ التعيينات ورئاسة الجمهورية (انتخابه رئيساً) قبل ان يلجأ الى «قلب الطاولة»، استمرار القرار الداخلي والخارجي بعدم المس بـ «الستاتيكو» الذي يحكم الوضع في لبنان، علماً ان دوائر سياسية تعتبر ان «فترة السماح» التي أعطاها عون غير مفتوحة وهي رهن بحلول 5 يونيو المقبل موعد استحقاق انتهاء ولاية المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص باعتبار ان التمديد للأخير سيعني قطع أكثر من ثلاثة أرباع الطريق نحو التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي في سبتمبر المقبل اي «حرق ورقة» روكز باعتبار ان لا أفق يشي بإمكان إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل هذا التاريخ، وهو ما يضع زعيم «التيار الحر» امام محكّ استخدام «سلاح» الاعتكاف الذي لوّح به، وإن كان من شأن ذلك ان يجعله يتحمّل مسؤولية شلّ عمل الحكومة التي تبقى المؤسسة الوحيدة «العاملة» في النظام اللبناني. ويمكن القول ان «إرجاء» عون خياره التصعيدي، جاء ليخفف من منسوب التوتر الذي تشهده الساحة السياسية في ظل «انتفاضة» قوى «14 مارس» ضد الحكم على الوزير سماحة، والوقائع العسكرية على الحدود الشرقية مع سورية ولا سيما بعد معركة القلمون التي أطلّ الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله مساء امس، معلناً «النصر» فيها وذلك قبل ثلاثة أيام من موعد جولة الحوار رقم 12 بين حزبه و «المستقبل» بعد غد.

ولم تحجب هذه الوقائع الاشتباك السياسي - القضائي حول ملف سماحة الذي بقي على تفاعُله وسط مضي قوى «14 مارس» ووزير العدل اللواء اشرف ريفي في المعركة ضدّ ما وصفوه بـ «الحكم الفضيحة» الذي قضى بسجن الوزير السابق (موقوف منذ اغسطس 2012)، مستشار الرئيس السوري بشار الاسد أربع سنوات ونصف مع تجريده من حقوقه، ما يعني انه سيغادر السجن بعد سبعة أشهر في قضية تعتبر «14 مارس» انها كانت وراء القرار باغتيال اللواء وسام الحسن الذي كان له دور كبير في إحباط مخطط سماحة ومدير مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك. وفي هذا السياق، يواصل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مراجعة الطعن في الحكم بناء على طلب النيابة العامة التمييزية ووزير العدل، وسط معلومات عن انه سيطلب مواجهة سماحة بالتسجيلات المصورة التي سجلها المخبر ميلاد كفوري بعدما تبين ان المحكمة لم تواجه سماحة بالفيديو بل اكتفت بالنص المكتوب، علماً ان ريفي اعتبر «إخفاء الأشرطة المسجلة التي أُرسلت الى المحكمة العسكرية منذ اليوم الاول دليل نيات غير سليمة».

 

سماحة بريئاً وكنعان منتحراً وغزالة راحلاً: قصص موت معلن

 حازم الامين/الحياة/17 أيار/15

ينتمي قرار القاضي العسكري اللبناني الحكم على ميشال سماحة بالسجن أربع سنوات ونصف السنة إلى مجموعة وقائع غرائبية يشهدها إقليمنا في الآونة الأخيرة. موت رستم غزالة، والشائعات حول علي المملوك، والمعارك الغامضة في القلمون، والغارات الإسرائيلية على مواكب مجهولة في سورية. القرار يصعب على التفسير، ذاك أن نفوذ حزب الله أو النظام السوري في القضاء في لبنان لا يكفي لفهمه. الأرجح أن سماحة ليس قضية رابحة، وأن كلفة القرار أكبر من أهمية نتائجه. ووفق هذه المعادلة يجب أن نذهب في تفسيره إلى ما «بعد بعد» حاجة محور الممانعة إلى سماحة حراً. هذا ما زخّم عمليات التوقع، وأعاد الاعتبار لمخيلة جامحة في تفسيراتها، سبق أن استعرضت صوراً لرستم غزالة قبل موته «مفسوخاً»، وما ذهبت إليه المخيلات في قصة إماتة رستم كان أقل مما ذهبت إليه القصة الحقيقية.

«يريدون الإفراج عن ميشال سماحة لقتله خارج السجن»، هذا ما ذهبت إليه بعض التوقعات، وهذا السيناريو على جموحه ومنسوب خياليته المرتفع لا يبدو مستبعداً، ذاك أن لا جواب شافياً حتى الآن عن السؤال: ما الحكمة من تبرئة رجل شاهد اللبنانيون، والعالم، الفيديو الذي يأمر فيه عميله أكثر من 10 مرات أن يقتل وأن يُفخخ ويُفجر وأن يستهدف إفطارات ومفتين وسياسيين! لكن هذا التوقع، أي الرغبة في قتل سماحة بعد الإفراج عنه، لا يكفي لتفسير القرار، ذاك أن فضيحة تبرئته تبقى أكبر كلفة، لا بل أوضح من الجريمة المصورة التي ارتكبها الرجل. الحبكة البوليسية مضحكة لشدة ركاكتها ووضوحها، ولا يبدو أن مقمشها يتمتع بخيال كافٍ لبث الشكوك.

علينا هنا أن نتذكر. غازي كنعان قال في اتصال مع إذاعة صوت لبنان قبل يومين من موته: «هذه المرة الأخيرة التي ستسمعون فيها صوتي». ولم يكترث قاتلوه بأن حكاية انتحاره لن يُصدقها أحد. قرار قتله نُفذ من دون أي شعور بضرورة إقناع أحد برواية أخرى. رستم غزالة مات بـ «مرض غريب»، وبالنسبة لقاتليه ليس مهماً كل الوقائع التي سبقت موته. إحراقه المصور لقصره، وقرار عزله قبل موته! لقد مات بـ «مرض غريب»، وفي اليوم التالي كان على كتبة المقالات في الصحف اللبنانية، أن لا يشككوا بذلك، ولكن أن يبدأوا مشوار تخوينه و «فضح فساده». من غير المطلوب أن نُصدق، فقط علينا أن نُكرر الرواية التي لم نُصدقها. قرار تبرئة ميشال سماحة قرار عادل والفيديو الذي شاهدناه ليس مهماً. فلنشاهده ليلاً، ولكن في الصباح علينا أن نُكرر وراء القاضي أن ميشال سماحة بريء. والقاضي يعرف أننا لم نُصدق قراره، وهو لم يُصدر القرار بهدف أن يُصدقه أحد. القرار صدر لأن سماحة يجب أن لا يكون في السجن. الأكلاف غير مهمة، ولا قيمة من المطلوب مراعاتها أو احترامها. فقط المطلوب أن نُردد في الصباح ما يعرف القاضي أننا غير مُصدقيه.

هذا هو المضمون الفعلي لعلاقة هذه الثقافة بجمهورها. الإخضاع وليس الاقتناع، ثم يأتي بعد الإخضاع الانخراط في القطيع، وبعد ذلك في الأجهزة ثم في المهمات، إلى أن يحين موعد الفضيحة، لندخل بعدها في الموت وفي الغياب والتخوين.

والحال أن النظام في سورية وفي لبنان، يدير أزمته منذ أربع سنوات وفق هذا المنطق. لا قيمة لكل الوقائع، واللعب كان مكشوفاً إلى حدٍ مذهل. كل العالم يعرف أن بشار الأسد على استعداد لقتل ملايين السوريين. كل من صادفناهم من حلفائه قالوا لنا إن الثورة لن تنجح لأننا أمام نظام على استعداد لأن يفعل ما يفعله اليوم. قالوا ذلك من دون أن تعني قناعتهم هذه أن مَن هذه حاله يجب الابتعاد عنه. إذاً لماذا الذهول بقرار تبرئة رجل ارتكب جريمة مصورة؟

ثم إن القول بأن قرار تبرئة ميشال سماحة سيعني لأي إسلامي سني أن «القاعدة» أو «داعش» هي الخيار في مواجهة هذا الوضوح في الاستهداف، لا يعني شيئاً، فهذه المعادلة التي عمل بموجبها النظام في سورية في السنوات الأربع الأخيرة، وهي ما يعتقد أنها سبب بقائه واستمراره في ملحمة القتل اليومي.

نعم هناك مئات الإسلاميين في السجون اللبنانية أمضوا سنوات طويلة من دون محاكمة، بعضهم مرتكب وبعضهم بريء، وهؤلاء وأهلهم وأقاربهم سيضعهم قرار تبرئة سماحة أمام «القاعدة» وأخواتها وجهاً لوجه. سهولة تبرئة سماحة تدفع إلى الاعتقاد أن هذه الحقيقة أحد أهداف القرار. إذاً أصبحنا أمام احتمالين، الأول إخراج سماحة من السجن بهدف قتله والتخلص من أثقاله، والثاني دفع البيئة التي كانت متفجرات سماحة ستستهدفها إلى مزيد من التطرف. وبما أن الخيال خصب في ما يتعلق بالنظام السوري اللبناني، يمكننا أن ندمج الاحتمالين، فنقول: الإفراج عن سماحة ثم تنظيم اغتياله عبر واحد من أولئك الذين خُصبت راديكاليتهم بحقائق من نوع الإفراج عن سماحة.

مجتمعاتنا مستجيبة لهذا النوع من الإدارة والتوجيه، وسبق أن اختبر النظام السوري ذلك عشرات المرات، ونجح في اختباراته. في نهر البارد فعل ذلك، وفي قتال الأميركيين في العراق، وفي سورية في السنوات الأربع الأخيرة، وفي اغتيال الحريري جيء بإسلامي سني لينفذ المهمة.

ثم إن تكراره وحلفاءه دورة القتل هذه لا ينطوي على عبقرية مجرم، إنما على شعوره بالتخفف من أي التزام تجاه عقول وأخلاق مؤيديه. فمعرفتنا أن وراء قرار تبرئة سماحة رغبة في إنجاز مهمة لا تتعلق بحرية الأخير إنما استدراج عنف وتطرف، لا تعني أن على القاضي أن يتردد في إصدار حكم البراءة. والذاكرة السمكية لمجتمعات الأنظمة المستبدة لن تستحضر واقعة التبرئة هذه عندما تبدأ بتفسير أسباب صعود «القاعدة» وانتصاراتها. ستتولى المذهبية مهمة امتصاص ما يمكن أن يتسرب من الذاكرة.

هذا ما جرى منذ اليوم الأول للثورة في ســورية. الجميع كان يقول إن النظام يريد خصوماً متطرفين، وأن أعداءه الفعليين هم المتظاهرون المدنيون. أنجز المهمة في سورية، أمام أعين الجميع. وها هو اليوم يُبرئ ميشال سماحة أمام أعين الجميع، والنتيجة ستكون مشابهة.

 

مشاهد إنحطاط مسيحي

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

في أداء بعض الشخصيّات المسيحيّة، وبينها مَن يُصنَّف "زعيماً"، ما يخجل به تاريخ المسيحيّين وحاضرهم ومستقبلهم، في لبنان والمشرق.

ففي حين يموج مصير لبنان والمنطقة في بحر هائج، وينصرف الجميع إلى الشؤون الكبرى، ينشغل هؤلاء بشؤونهم الصغرى، وينحدر خطابهم إلى المصالح الشخصيّة العائليّة وحصصهم في السلطة والمال.

يصدر حكم معيب في واحدة من أخطر جرائم العصر، فيحاولون التبرير والتفسير، ويعلكون كلاماً سخيفاً في القانون والقضاء، ليس لشيء إلاّ لخدمة نظام شاء أن يدمّر لبنان على رؤوس بنيه، وأن يزرع الموت على طرقات قياديّيه السياسيّين والروحيّين تأجيجاً للفتنة الكبرى. وقد سبق للنظام نفسه أن قتل منهم المئات وأخفى مئات أُخرى من عسكريّين ومدنيّين، في تلك الحرب الضريرة سنتي 1989 و 1990.

والمعيب أكثر أن يذهب بعضهم إلى حدّ الدفاع عن مجرم موصوف بحجّة أنّه مسيحي! فبذلك يكون الانحطاط تخطّى السياسة إلى الأخلاق، ووصل إلى حدّ تحريك النعرات الطائفيّة وتسميم النفوس وهدر الدماء.

وهذه الآفة لم تنل من حصانة الجسم المسيحي وسلامته، حتّى في أخطر مراحل الحرب الداخليّة في ال 75 وما بعد، فيأتي اليوم من يصبغ المسيحيّين بصباغ زمن التخلّف والانحطاط، بحجّة حمايتهم.

ويجول وزير من هذه الفئة المسيحيّة التائهة على المناطق، حاملاً فقط مضخّة السمّ نفسه، رافعاً عقيرته باسم المسيحيّين، طارحاً شعارات وعناوين تقضي على ميزتهم الحضاريّة، وتدفعهم إلى مصير الهنود الحمر، ما جعل صوتاً "حليفاً لحليفهم" يستنكر ويستفظع.

والوزير نفسه، يذهب في الحقن الطائفي إلى مداه "العالمي"، فيزايد في قضيّة الانتشار اللبناني، ويتجاوز كلّ الأصول والأعراف في التحضير لمؤتمر يزيد في شرذمتهم، ليس فقط بين مسيحيّين ومسلمين، بل داخل الاغتراب المسيحي نفسه، بما يجعل ذاك "الحوار" ستاراً مهلهلاً لكسب العواطف المسيحيّة ومحاولة ترميم الخسارة الشعبيّة.

والخجل الأكبر أن يجنّد "زعيم" مسيحي كلّ طاقاته، ويوظّف كلّ أوراقه السياسيّة والنيابيّة والشعبيّة، وعطف "حلفائه" أو خبثهم لا فرق، لإشباع شهيّته في الموقعين: رئاسة الجمهوريّة وقيادة الجيش.

يريد، وبأيّ ثمن، إزاحة القائد الراهن للجيش عن طريق بعبدا، والقبض على مفاتيح أساسيّة في السلطة له ولأقربائه، ولو انهارت المؤسّسة الأخيرة الباقية، مجلس الوزراء.

فلتسقط الحكومة كرمى لعيون الصهر الثاني، بعدما تعثّرت سابقتاها كرمى للصهر الأوّل.

إنّ وصول عمى المصالح إلى هذه المرحلة المتفاقمة لا يُنذر فقط بارتطام صاحبه بأكثر من حائط، بل بتحطّم الصورة المشرقة التي رسمها كبار المسيحيّين عن حضورهم ودورهم ورسالتهم.

فهل يُعقل ألاّ يرى هذا "الزعيم" المسيحي، في كلّ التحوّلات والتطورات الخطيرة، سوى منصب هنا ومكسب شخصي هناك، ودائماً باسم المسيحيّين المساكين؟

ألا تستحق خطورة ما يقوم به "حزب الله" بين لبنان وسوريّا وما بعد بعد.. كلمة أو إشارة منه؟

ألا تستحق خطورة حكم سياسي في أبرز الأعمال الارهابيّة وقفة ضمير؟

ألا تستحق جرائم ضدّ الإنسانيّة يرتكبها بالجملة رئيس نظام شاءت المصالح الشخصيّة أن يكون وصيّاً جديداً، مجرّد تلميح أو تصريح؟

هل بات التمديد للغريم الرئاسي قضيّة القضايا ومسألة حياة أو موت عند هذا "الزعيم"، ودونها تسقط كلّ الأهداف والقيم والاستراتيجيّات؟

وهل تحوّل المسيحيّون إلى سلعة للبيع والشراء في بازار موقع هنا أو منصب هناك؟ وهل تقزّمت أبعادهم إلى مرمى كرسي ووظيفة؟

بالطبع ليس كلّ المسيحيّين قطيعاً. فما زالوا يُنتجون قيادات واعية وعاقلة ووازنة تحافظ على مستواهم واتساع أفقهم.

وبعضها يحاول، ربّما عبر الحوار، إنتشال الساقطين من حفرتهم، وإعادة ترميم الصورة التي شوّهوها.

لكنّ الضرر البليغ، المعنوي والمادّي، الذي ألحقه هؤلاء بالمسيحيّين بات واقعاً، وإصلاحه يتطلّب جهوداً إستثنائيّة.

وأمامنا مرحلة صعبة قبل النجاح في تغيير مشاهد الانحطاط.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 16 ايار 2015

السبت 16 أيار 2015

النهار

قال وزير العدل السابق شارل رزق لبعض أصدقائه إثر صدور الحكم على ميشال سماحة: "أرجو أن يكون الجميع بدءاً بالقضاة قد فهموا الآن لماذا عملت ما عملت من أجل إنشاء المحكمة الدوليّة".

قال مصدر نيابي إن العماد عون ينتظر من يكلّمه أو يفاوضه حول مطالِبه وإنه صار مستعدّاً للتفاوض.

يزداد التوتّر في العلاقات في وزارة الخارجية ما بين الوزير من جهة، ومحسوبين على مرجع سياسي من جهة ثانية.

انتقد وزير كيف يُهاجم السنَّة المحكمة العسكرية ويزورها وفد شيعي للدفاع عنها. وسأل "هل هو صراع مذهبي؟".

السفير

فوجئ مغتربون بان دعوتهم الى مؤتمر "الطاقة الاغترابية" هي على نفقتهم الخاصة بعد أن استفسروا عن حجز الفنادق، فأحجموا عن المشاركة لأنه لم يتم إخطارهم بالأمر مسبقا.

قال وزير سيادي انه تلقى اعتذارا من جهة سياسية بارزة في "8 آذار" على خلفية مشاركة أحد المطلوبين في احتفال سياسي أقيم مطلع هذا الشهر.

تبلغت دولة إقليمية بارزة أن صفقات التسلح من دولة كبرى ستُجمد حتى ربيع العام 2018.

المستقبل

يقال

إن قطباً حكوميًّا سابقاً يفكّر بإقفال مركز ثقافي ينظّم محاضرات تابع له بعد انحياز إدارته لأحد الأطراف السياسية.

اللواء

لمس قطب لبناني أن عاصمة كبرى، دخلت مرحلة متقدّمة في صياغة موقف أكثر مرونة في ما يتعلّق بمصير رئيس عربي!

تتردّد شخصيات مسيحية سياسية ورسمية في إبداء موقف صريح من قضية سياسية - قضائية ساخنة..

إقترب حزب بارز من "إعلان التعبئة العامة" ليتمكّن من تغطية رقعة الإنتشار الجديد في المناطق التي سيطر عليها في المعارك الأخيرة!

الجمهورية

تحدّثت أوساط عن اتصالات جرَت مع رئيس تكتّل مِن أجل إعطاء مزيدٍ من الوقت للمشاورات قبل الذهاب نحو خطوات تصعيدية.

رأت أوساط ديبلوماسية أنّ قمّة كمب ديفيد لن تستطيع التأثير في مسار الاتّفاق النوَوي، لكنّها قادرة على انتزاع موقف أميركي ضد السياسة الإيرانية التوَسّعية.

إعتبرَت أوساط أنّ مرحلة ما بعد القلمون تختلف عن مرحلة ما بعد حرب تمّوز، خصوصاً لجهة أولويات "حزب الله" التي تندرج اليوم في سياق الحفاظ على الاستقرار

البناء

أشار وزير سابق إلى أنّ التطورات الأخيرة في القلمون وفي غيرها من المواقع التي يحقق فيها الجيش السوري والمقاومة المزيد من الانتصارات والإنجازات، معطوفة على الإصرار الإيراني الواضح على إيصال باخرة المساعدات الإنسانية والطبية إلى اليمن، مهما كان الثمن، تمثل مؤشرات أكيدة على نجاح إيران في الفصل بين علاقاتها المتينة والدائمة مع حلفائها، وبين الملف النووي ومسار الاتفاق المرتقب في شأنه..

 

فارس سعيد: هناك نضجاً كافياً لعدم الانجرار الى الاقتتال الداخلي

 اكد منسق الأمانة العامة لقوى '14 آذار” فارس سعيد 'ان العماد عون يرتكب اليوم جرماً اضافياً مثل الجرم الذي ارتكبه في العام 1988 والذي كلّفنا 2000 قتيل وانا لست مع الحوار الذي يقوم به حزب 'القوات اللبنانية” معه”، معتبرا ان 'ما يقوم به عون جريمة موصوفة بحق لبنان والمسيحيين وهو في التصعيد الذي يعتمده يعمل على نسف الطائف لاعادة توزيع السلطة في لبنان”. وراى، في حديث لـ”صوت لبنان – الأشرفيه”، 'اننا نعيش مرحلة استثنائية من اليمن وصولاً الى تركيا وبسحر ساحر لا يزال لبنان بمنأى عن هذه الحرب”، معتبرا ان 'هناك نضجا كافيا لعدم الانجرار الى الاقتتال الداخلي”. وشدّد على ان الاولوية اليوم هي للاستقرار الأمني والدولة من دون رئيس للجمهورية والتجربة برهنة هذا الأمر لذلك أول حل لقيام الدولة ووضعها على السكة الصحيحة هو انتخاب الرئيس”. ولفت سعيد من جهة ثانية الى ان 'هناك مليون ونصف مليون سوري في لبنان سيتجهون الى أوروبا في حال اندلعت الحرب في لبنان واوروبا تساهم في استقرار لبنان لان ليس من مصلحتها ان يتوجه هؤلاء اليها”.

 

لهذه الأسباب قرار المحكمة العسكرية بحق سماحة غير قانوني

حسن حمّود /جنوبية/السبت، 16 مايو 2015  

 كان يجب الحكم على ميشال سماحة بالأشغال الشاقّة المؤبدة، كما قال الدكتور المحامي انطوان سعد لجنوبية، وبالتالي يجب إلغاء المحكمة العسكرية أو إبقاءها لمحاكمة تجاوزات العسكر فقط.

 المحاكم العسكرية هي محاكم مؤلفة من قضاة عسكريين وتحدد العقوبات على العسكريين. لا تتطرق المحاكم العسكرية في العادة إلى محاكمة المدنيين، وإن خضع المدنيون للقضاء العسكري فيسمى هذا “حكما عرفيا”. لكن يجوز في حالة وجود احتلال عسكري أن تكون المحاكم العسكرية مسؤولة أيضا عن السكان المدنيين في الأراضي المحتلة.

المحامي الدكتور أنطوان سعد تحدث بإسهاب عن المحكمة العسكرية وعن الحكم الذي صدر بحقّ ميشال سماحة لـ«جنوبية» إذ قال: «بالمبدأ الاتهام الذي طلبه قاضي التحقيق أبو غيدا لميشال سماحة ينحصر في مادتين 549 و308، وبالمادتين العقوبة لا تقلّ عن الأشغال الشاقّة المؤبدة إذا لم يفض فعله الجرمي أو المخطّط إلى نتيجة».

المحامي الدكتور انطوان سعد

وأضاف سعد: «أما إذا أفضى إلى نتيجة فعقوبته تكون الإعدام. وبالتالي كانت المحكمة مقيّدة بالنصّ ولا يمكن أن تجتهد بهذه الحالة، لأن توصيف الفعل، لا يستطيعون أن يخرجوا منه على غير مادّة لإعطائه أسباب تخفيفيّة، وبالتالي راحوا وأعطوه أسبابا تخفيفيّة في حين أن القاضي العدلي أي القاضي الذي يبتّ بقضايا الجزائية أيضاً والقضايا العدلية والمدنية وغيرها، لا يمكنه إلا أن يطبّق النصّ، ولا يمكنه أن يستنبط قاعدة جديدة أو يمنح أسبابا تخفيفية لم يتح القانون منح أسباب تخفيفية. وهذه الفضيحة الكبيرة التي رافقت صدور هذا الحكم، علماً أنه حكماً يستوجب تمييزه والتقيّد بمضمون النص».

ويوضح سعد: «استندوا إلى المادة 355 لمنحه الأسباب التخفيفية في حين أن الاتهام والأدلة الجرمية تؤكد ثبوت عليه نص المادتين 549 و608، وحتى أنه الاتهام في الأساس أعفاه من المادة 274 والتي تقول من دسّ دسائس لدى دولة أجنبية بحضّها على ارتكاب عدوان على الأراضي اللبنانية، وهذه المادّة عقوبتها بين الأشغال الشاقّة المؤبدة وبين الإعدام. وبالتالي كل الذي يمكن اتهامه ومحاكمته بهم، العقوبة واضحة أشغال شاقّة مؤبدة».

ويشرح سعد: «إن المحاكم العسكرية تنشأ في أوقات الحرب التي يحاكم من خلالها الذين يعتدون على الجيش الوطني. فالمحكمة العسكرية اللبنانية أُخذت من النموذج الفرنسي حيث أنشأوا محاكم عسكرية فقط لمن يعتدي على الجيش. أما إبقاء المحاكم العسكرية في ظل الظروف العادية تكون فقط للمحاسبة المسلكية للعسكر، وليس لأي قضيّة يخطر على بالك أخذها إلى المحكمة العسكرية، في حالتنا الراهنة يقتضي إحالتها إلى المجلس العدلي. ويجب علينا أن نخرج من كل المحاكم الاستثنائية منها المجلس العدلي والذي لا تقبل قرارته أي طريق من طرق المراجعة بل يجب علينا أن نركن إلى القضاء العدلي محاكم جنايات متخصصة ومحاكم تمييز جنائية بحيث تحترم كل الحقوق، وكل الإجراءات التقاضي، وكل حقوق المتهم، وتصير محاكم شفافّة وعادلة، لأن المحكمة العسكرية في بعض الأحيان تصدر قرارات وتحاكم خلال ربع ساعة من الوقت. وهذه أحكام متسرعة وبعيدة عن المهنية بسبب عدم تخصّص معظم أعضائها الحاكمين أي 4 أو 5 أعضاء منها».

ويزيد: «بمعنى لا يكفي أن نعطيها الطابع التخصصي والعدلي والقضائي لهذه المحكمة، وبالتالي هي تصدر عن قضاة غير متخصصين، وبعضهم لا يحمل شهادة حقوق.

كل الدول المتقدمة التي تطبق شرعة الحقوق من الغربية والأوروبية لا تعتمد المحاكم العسكرية كجزء من التنظيم القضائي والتنظيم العدلي الموجود في إدارة العدل».

وأكّد سعد: «يجب أن تلغى هذه المحكمة والإبقاء عليها من جانب المحاسبة المسلكية للعسكريين، من دون أن تتم فيها ملاحقات جنائية، بل الملاحقات الجنائية تتم أمام القضاء العادل. وختم يجب أن تلغى عبر تعديل قانون القضاء العسكري»

 

أسئلة عربية وأساطير فارسية لا تجيب عليها

عاصم ترحيني/جنوبية/السبت، 16 مايو 2015  

 تختزل الأسطورة حلم التوسّع الإيراني في عصرنا الحالي، فبعد أن وقفت إيران على تلة ثورتها الإسلامية، تحينت لحظة مغيب البديل في الجوار، أطلقت رمحها، ، فعبر كابول وإسلام آباد والتف نحو بغداد ودمشق وبيروت، وعرج صوب الكويت والمنامة ومسقط وصنعاء فالخرطوم فالقاهرة.  تحكي إحدى أساطير الأدب الشعبي الفارسي عن خلاف نشب بين الشقيقين كيكاوس وكيارش على الحكم بعد وفاة والدهما الملك كيقباد. بعد الإصغاء إلى نصح قادة الجيش وافق كيكاوس على اقتطاع جزء من إيران لشقيقه. ولتحديد مساحة تلك المملكة طلب كيكاوس من كيارش أن يرمي بسهم من أعلى تلة، وتكون المساحة التي يعبرها الرمح مملكته. لجأ الأخ الأصغر إلى حيلة ذكية، فصنع سهمه من الزئبق والذهب الخالص، وانتظر إلى أن غابت الشمس فرماه، فانجذب السهم نحو الشمس، وعبر أراضي آذربيجان بأكملها، فاستوى كيارش ملكا على عرشها رغماً عن أخيه. وإذا كان الصراع في الأسطورة بين طرفين تجمعهما رابطة الدم، على إرث عائلي مشترك، فالصراع الذي أرساه التوغل الإيراني في المنطقة هدفه تفكيك الروابط والارتباطات بين شعوبها، كي لا يبقى غيرها وريثا شرعيا للمنطقة. ولا تخجل إيران من إعلان هذه النوايا، بل يتبجح كبار مسؤوليها، على مسامعنا بتمدد نفوذهم، ويثمنون تجربة حزب الله اللبنانية بمداها الطائفي لا الوطني، ويسعون إلى استنساخها في عواصم الأزمات.

إيران اليوم، تختلف عن إيران الثورة، فقد اكتسبت حكمة وعبرة من حربها الدامية مع العراق. فتخلّت عن الخمينية الراديكالية في تنظيم شؤونها الداخلية، والمخاطرة بعسكرها وأمنها، لكنها لم تعفِ تمددات ثورتها منها. لذلك فضّلت شراكة تجزيئية ملتبسة مع محيطها العربي، مدفوعة بأنما تملكه من ثروات ومقدرات اقتصادية وعلمية وديبلوماسية يسمح لها بأن تطرح نفسها لاحقا، الناظم لشؤون المنطقة، وهو الدور الذي حظيت به في عهد الشاه وتحاول استرداده اليوم.

إيران اليوم، تجهد في الاستفادة من خلال المواسم قبل أفولها، وتملأ سلالها على آخرها، لتبيع في الغد بسعر يناسبها، أو تظن ذلك. تحرّك أحجار الشطرنج بخفّة وحنكة مخافة غدر الأعداء أو الوقوع في فخ الغرور بإنجازاتها. من التنسيق العلني والوقح مع الولايات المتحدة الأمريكية -الشيطان الأكبر سابقاً – في معركة تحرير محافظة تكريت العراقية، إلى الحفاظ على الود والتنسيق مع جارها التركي رغم دوره المناوئ لها في سوريا، وخصوصاً في معركة الساحل السوري. وما سبقهما من إنجاز ديبلوماسي مشهود للمدرسة الإصلاحية، بتوقيع إطار الإتفاق حول البرنامج النووي الإيراني رغم معاداتها للغرب، وما سيليه من رفع العقوبات الإقتصادية وتحرير الرساميل المجمّدة.

نجحت إيران في حماية إقتصادها وطموحها الإقليمي، بينما فشل العرب في إنتاج ديبلوماسية موحدة أو حتى جزئية بمقدورها إيصال صوتهم إلى العالم. فشل العرب في إنتاج نظام أو كتلة متماسكة تراعي التنوع الديني والإثني والقومي في بلادنا، حتى صحوتهم المفاجئة بعدما تنبهوا للتوسع الإيراني لم تلق آذانا صاغية. وما العودة اليوم إلى خطاب القومية العربية، إلا رد فعل مراهق على الخطر الإيراني الحقيقي الذي طرق باب المندب، وبالتالي البحر الأحمر وقناة السويس عصب الإقتصاد العالمي ومعبر النفط السعودي.

 

بيار حشّاش للشعب اللبناني: أنتم «كلاب» تعوي

 ليليان قصّار/جنوبية/السبت، 16 مايو 2015  

بكل جرأة أو بالأصح بكل وقاحة سمح المدعو "بيار حشّاش" لنفسه بوصف اللبنانيين "بالكلاب" بحجة الدفاع عن المؤسسة العسكرية التي طالما نال منها ومن هيبتها.  نشر الناشط على وسائل التواصل الإجتماعي والمرشّح السابق للانتخابات النيابية لعام 2002-2003 بيار الحشّاش، فيديو بعنوان “أشرف ريفي يحلم بضرب هيبة الجيش”. وذلك على خلفية مطالبة وزير العدل أشرف ريفي إلغاء المحكمة العسكرية اعتراضًا على الحكم الذي اصدرته مؤخرا على الوزير السابق ميشال سماحة. فيظهر الحشّاش بهذا الفيديو مدافعاً عن المحكمة العسكرية والمؤسسة العسكرية بوجه وزير العدل أشرف ريفي الذي وعلى حسب قوله ان ريفي يتعمّد في كل مناسبة المطالبة بإلغاء المحكمة والسبب لتخفيف من هيبة الجيش لتصبح زمام الأمور بيده بدلا من المؤسسة العسكرية، علمًا أن المحكمة العسكرية جزء من الأنظمة الديكتاتورية ويجب إلغائها.

اما انتم فبدكم تعووا.. لأن ما بتعرفوا غير تعووا

وبالنسبه له موضوع المحكمة يأتي بالدرجة الأولى اما قضية ميشال سماحة التي استفزت اللبنانيين بمعظمهم موضوع ثانوي. ويتوجه حشّاب الى اللبنانيين متخطيًا هذه المرة كل حدود اللياقة والاحترام ويهين الشعب اللبناني قائلاً

” كان يتمنّى لو حكم على سماحة بالإعدام ولكن عندما صدر الحكم سكت». اما سائر اللبنانيين الذين عارضوا الحكم فتوجه لهم واصفًا إياهم بالكلاب قائلًا الفرق بيني وبينكم اني سكت، اما انتم فبدكم تعووا ..لأن ما بتعرفوا غير تعووا فكل اربع سنوات بتعووا على السياسيين ومن ثم تعاودوا انتخاب نفس الطاقم”. حشّاش وهو الذي عرف بمرشح المقدح وصاحب حملة انتخابية ظريفة، والمهاجم السابق للجيش اللبناني أصبح مؤخرا محبا للجيش وأول المدافعين عنه بوجه من ينتقده لدرجة يسمح بها لنفسه وصفهم “بالكلاب”. فهذه الهيبة الذي يتحدث عنها طالما نال هو منها. فحشاش نفسه أوقفته مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لنشره تصريحات “مهينة” بحق قائد الجيش العماد جان قهوجي على صفحته على موقع “فايسبوك”.

فهذه الهيبة الذي يتحدث عنها طالما نال هو منها

وبحسب بيان قيادة الجيش أن المدعو حشّاش احضر للتحقيق معه في موضوع المواقف التي أطلقها بحق الجيش عشية عيد الاستقلال، والتي تشكل مسًّا بسمعة المؤسسة ومعنويات أفرادها، وقد تبين خلال التحقيق أن بحقه ملفات قضائية سابقة، منها إقدامه على الإعتداء على أحد العسكريين وإصابته بجروح في رقبته، وتعرّضه بالضرب لأحد أفراد الدورية التي كانت تحاول توقيفه، وتحريضه بعض المقربين منه على القيام بحملة عبر المواقع الإلكترونية للنيل من هيبة الجيش والتطاول عليها.

 

الجنرال عون:الشرارة الاخيرة

ساطع نور الدين/المدن/السبت 16/05/2015 

يخطىء من لا يأخذ على محمل الجد تهديد الجنرال ميشال عون الاخير بشل الدولة، ومن لا ينسب ذلك التهديد الى هذيان  ماروني، مسيحي عام، يشبه الهذيانات الشيعية والسنية التي تتحكم بمفاصل السياسة في لبنان وفي محيطه العربي والاسلامي.

خاب الرهان الذي لاح في بدايات الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة على ان يعيد المسيحيون الموارنة تحديدا انتاج الفكرة اللبنانية، وان يتلاقوا مع مسلمين كثيرين راقتهم للمرة الاولى في تاريخ لبنان نظرية الحياد، وراودتهم أحلام الانزياح عن الاضطراب العربي والشروع في تشكيل قوة محلية وازنة وعابرة للطوائف تدفع في اتجاه بلورة وطنية لبنانية قادرة على اعادة تكوين الدولة وتنظيم المجتمع، ولو وفق بعض الانماط الفيدرالية، التي لم تعد محرمة او مدانة بشبهة التقسيم من قبل المسلمين.

كانت تلك اللحظة العابرة بمثابة وعي اسلامي جديد للهوية اللبنانية، وفرصة تاريخية للمسيحيين. لكنها ضاعت بسرعة، ربما لانها كانت وهمية، ولم تكن ترتكز الى اي سند واقعي. فمضى المسلمون الى فتنتهم بحماسة منقطة النظير، وأثبت المسيحيون انهم ليسوا أشد وعياً او حرصاً على انفسهم أولاً وعلى لبنان تالياً، باعتباره مصدر إلهامهم الاول وملاذهم الاخير. فكان ما كان من تورط في الفتنة السنية الشيعية، إتخذ مع الجنرال عون شكل الإسهام المتكرر في تسعيرها، بعدما كان الامر يقتصر على اللامبالاة ازاءها..

في البيان الاخير الذي تلاه الجنرال عون، وأعلن فيه تهديده بتعطيل الحكومة وتقويض المؤسسات السياسية والامنية، دليل إضافي على انه اذا كان المسلمون في حالة جنون، فلا يجوز ان يطلب من المسيحيين ان يكونوا هم العقلاء، ولا يصح ان تدعى غالبيتهم الى التروي، بعدما فات الاوان، او كاد، ولا يمكن ان تستدعى الان بالذات لمغادرة عقيدة الاقلية ومخاوفها، في ظل جو إسلامي خانق.

ليس من السهل ان يعزى تهديد عون فقط الى تحريض من حزب الله او دمشق او طهران، برغم ان الجنرال وديعة ثمينة في الصراع الذي تخوضه هذه الجهات الثلاث مع الغالبية السنية. جنون العظمة العونية يتقدم على اي تحريض، بل ويتخطاه. وهو لا يخضع لاي ضوابط من أحد. هو فقط مبني على قراءة قديمة جداً للواقع اللبناني، وقراءة مشوهة جداً للوضع السوري والايراني. وفي الحالتين ثمة مخاطرة مسيحية كبرى دافعها الاعتقاد بان الفرصة مؤاتية للاستفادة من تطاحن السنة والشيعة.. وهو ما كان يمكن ان يحصل لو تقدمت المسيحيون بمشروع وطني بديل، يقطع مع الماضي اللبناني التعس. لا يكترث الجنرال لحقيقة ان تهديده الاخير يأتي في الوقت الذي لا يزال فيه السنة والشيعة في الشوارع وعلى خطوط التماس، التي تكاد تشتعل بفعل فضيحة تبرئة الوزير السابق ميشال سماحة. ولا يلاحظ الجنرال ان الظرف السوري لم يعد ملائماً  لكي يصر على ترشيحه لرئاسة الجمهورية، كما كانت الحال قبل سنة او سنتين او اكثر. ولا يدرك الجنرال ان دعم حزب الله وطهران، كان العائق الوحيد أمام وصوله الى قصر بعبدا، فصار الان أشبه بقبلة الموت.

يقترب الجنرال من نهاية عمره السياسي، من دون ان يبدي اي إشارة الى انه يتابع ما يجري حوله، من الرابية الى الرياض. الغالبية المسيحية التي لا يزال يتمتع بها لا تحمي احداً. فالبلد ليس قطعة من اسكندنافيا، وهو نفسه كان أكثر من مرة شاهداً على سقوط زعماء غالبيات لبنانية وضياع طموحاتهم بل وحتى مناصبهم، عندما اقدموا على مغامرات أكبر من حجم لبنان المتواضع، وأبعد من دوره المتضائل، الذي لا يمكن ان يستعاد الا بعد ان يتعب السنة والشيعة من الفتنة.. وهم لن يتعبوا قريباً.

الجنرال يشعل شرارة. ليست المرة الاولى، لكنها قد تكون الاخيرة.            

 

مع حزب الله ضد داوود الشريان

محمّد علي مقلّد/المدن/السبت 16/05/2015 

كتب الزميل داود الشريان في عدد الأحد  العاشر من أيار 2015 في جريدة الحياة مقالة بعنوان " ما هو موقف الشيعة في لبنان؟ " ، يأخذ فيها على "النخب الشيعية اللبنانية اكتفاءها بالتبرؤ من دور حزب الله ، من خلال تصريحات هنا وهناك"، وإحجامها عن القيام "بأي تحرك بعد عاصفة الحزم" ، ويطلق عتباً على شيعة لبنان "بدأ يتردد في مجالس وصدور لبنانيين وسعوديين" ، ويطالب "بموقف جماعي في الساحات والميادين يعبّر عن رفض تصريحات حزب الله" ، ويستغرب كيف يطلب الشيعة من سواهم أن يدافعوا عنهم، خصوصا أن " معظم الذين يكتبون لحماية الطائفة الشيعية هم من خارجها"، ويختم بمطالبة الخائفين "من التصفية المادية والمعنوية" بأن يواجهوا حزب الله لأن  " الخوف لم يعد يحمي الخائفين"، من دون أن ينسى الإشارة ولو تلميحاً إلى احتمال معاقبة الشيعة المقيمين في المملكة، وهو ما لا نعتقد أنه موقف المملكة.

أسارع، أنا الذي كنت فخورا ببطولات حزب الله في مواجهة العدو الصهيوني، ثم أعلنت اعتراضي على برنامجه السياسي لحظة انتهت عملية تحرير التراب الوطني من الاحتلال الاسرائيلي، ورداً على دعوة  الشريان، معلناً تضامني الكامل ،من غير تحفظ،  مع حزب الله ضد هذه الدعوة الخطيرة التي ربما لا يعرف مطلقها، بل مطلقوها، أنها دعوة للانخراط في إحدى نسخ الحرب الأهلية، وإن عرف ، فهو لم يعش فصلا من فصولها ولا عانى ما عاناه اللبنانيون وما يعانيه السوريون، واكتفى بالنظر إلى أهوالها من بعيد.

وهو لم يذق طعم الحرب، ونتمنى ألا يذوقه. ولهذا يستسهل الدعوة إلى تنظيم حرب أهلية شيعية. ربما لا يعرف أو لا يذكر كيف أن الحرب الشيعية الشيعية، بين أمل وحزب الله، كانت الأكثر إيلاماً والأكثر كلفة على الشيعة وعلى الوطن، مثلما كانت الحرب المسيحية المسيحية بين القوات اللبنانية وميشال عون أكثر كلفة على المسيحيين وعلى الوطن. لكنني أظنه عارفاً  أن الحروب الأهلية لا تنتهي بانتصار أحد، بل بهزيمة الجميع وبتخريب الأوطان.

وهو ربما لم يطلع بصورة كافية ودائمة على حجم الاعتراض الشيعي على موقف حزب الله. يكفيه، تصويباً لمعلوماته، أن يطالع الكتب الصادرة والمقالات والتعليقات المنشورة في الصحف الورقية والإلكترونية بأقلام كتاب شيعة، وعلى ما عقد من اجتماعات ولقاءات أخرجت بعض أنصار حزب الله عن صوابهم فراحوا يهددون ويتوعدون بالويل والثبور وعظائم الأمور، ويرمون المعترضين بكل التهم الشائعة، ومنها العداء للمقاومة وعدم الوفاء لدم الشهداء وتضحيات المقاومين، فضلا عن "العمالة" للمملكة والمال الخليجي، وللسفارة الأميركية ، حتى بات البعض منهم معروفاً تحت اسم "شيعة السفارة". وربما لا يعرف صديقنا الصحافي أن مثل هذه  الاتهامات هي، في  ظل مناخ الحرب الأهلية، بمثابة هدر دم لكل من تطاله التهمة ولو على سبيل الشبهة.

وهو ربما لا يعرف أن ظاهرة حزب الله ليست ظاهرة شيعية فحسب ولا هي لبنانية حصراً، بل هي عرض من أعراض الاستبداد والأحزاب الشمولية والأنظمة التيوقراطية. فهي نشأت في حضن الكنيسة كما بين كل المذاهب وفي كثير من الدول، وهي تجسد نهج التطرف الذي يتوسل العنف وسيلة لبلوغ الغاية، وبإمكانه أن يسأل الأميركيين وحلفاءهم من رعاة مدرسة العنف في الاسلام السياسي التي يشكل حزب الله الحبة قبل الأخيرة من عنقودها، ليتيقن أن الأصوليات واحدة، يسارية كانت أم قومية أم دينية، وأن التطرف الديني واحد، شيعياً كان أم سنياً، ومهما اختلفت مصادر تمويله، من إيران أو من سواها. الحل ليس بتنظيم مواجهة بين النخب الشيعية وحزب الله، ولا بتسويات مع المستبدين كالتي حصلت في اليمن والتي تؤجل الانفجار ولا تعالج المشكلة، ولا بالمفاضلة بين أصوليتين أو بين مستبدين، كما حصل في سوريا، بل في جهد على المستوى العربي يبذل للخروج من عصور الاستبداد القديمة وأنظمتها التي تحمل شبهات يسارية أو قومية أو دينية نحو رحاب أنظمة تتسع للتنوع والتعدد والديمقراطية، ولتكون المراحل التالية من الربيع العربي أقل كلفة، ولتكون نهاية العنف الدموي أقرب منالاً.

 

ريفي ردا على الأخبار: العسكرية تسلمت كل التسجيلات في قضية سماحة وهناك صورة عن المحضر

السبت 16 أيار 2015 /وطنية - أصدر وزير العدل اللواء أشرف ريفي بيانا اليوم أوضح فيه أن "صحيفة "الأخبار" أوردت معلومات كاذبة عن قيامي أثناء تولي قيادة قوى الأمن الداخلي، بحجب التسجيلات في قضية ميشال سماحة عن المحكمة العسكرية. يهمني أن أؤكد أن كل الملف مع التسجيلات والتحقيقات والعبوات المضبوطة والاموال قد سلم الى المحكمة العسكرية بحسب الأصول القانونية المرعية الإجراء".

أضاف: "ما يلفت النظر في هذا الخبر الكاذب افتقاره لأدنى درجات الموضوعية والمنطق، واستخفافه بالرأي العام، فمن كتبه افترض بسذاجة أن هناك نية بحجب الأدلة، في حين أن مصلحة وواجب قوى الأمن الداخلي التي أخذت على عاتقها توقيف سماحة، تكمن في إبراز كل الادلة في هذا الملف وتقديمها للقضاء، وليس الإحتفاظ بما يمكن أن يترك أي شك على إرتكاب هذه الجريمة".

وختم: "ولإطلاع الرأي العام على محضر تسليم المضبوطات، نورِد صورة طبق الأصل عن محضر التسليم الرقم 283 صفحة 96 بتاريخ 9/8/2012 التي تؤكد تسليم 25 شريطا مدمجا تحوي كل التسجيلات".

 

هوية القيادي في داعش الذي قبضت عليه مخابرات الجيش

السبت 16 أيار 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك حسين درويش أن القيادي في داعش الذي قبضت عليه مخابرات الجيش في عين الشعب بين بلدتي اللبوة وعرسال، يدعى عبد الرحمن البزرباشي (21 عاما)، وهو من طرابلس وملقب ب "حفيد البغدادي"، وكان شارك بالمعارك ضد الجيش في طرابلس، وفي أحداث 2 آب الأخيرة في عرسال. وقد وصفته المخابرات بالصيد الثمين.

 

نقيب المحامين تعليقا على قرار المحكمة العسكرية: لالغاء المحاكم الاستثنائية ووقف العمل بمنظومتها

السبت 16 أيار 2015 /وطنية - جدد نقيب المحامين في بيروت جورج جريج، اثر ترؤسه لجنة تطبيق وتطوير القوانين والأصول أمام القضاء، وهي لجنة مشتركة مشكلة من رئيس مجلس القضاء الأعلى ونقيب المحامين، تعليقا على قرار المحكمة العسكرية في قضية الوزير السابق ميشال سماحة وما أثاره من سجالات، التأكيد بل التشديد على استقلالية القضاء المنبثقة من مبدأ فصل السلطات وهي قاعدة دستورية، وعلى قدرة القضاء في انتهاج سياسة الأيدي النظيفة، ولا أخال قضاة ايطاليا أو قضاة مصر هم أكثر حرصا على دورهم المنزه والمستقل من قضاة لبنان. كما أؤكد وجوب سيادة القاعدة العامة التي تلزم بالتناسب والتوازن بين الجرم وخطورته، والعقوبة ومداها، ووجوب التعامل مع المحاكم الاستثنائية كظاهرة غريبة في الأنظمة الديموقراطية، وخروج موصوف على مبدأ فصل السلطات واستقلاليتها، وتفريع للقضاء الى وضع لا تتوفر فيه الضمانات القانونية الاساسية".أضاف: "أذكر بالموقف الذي اتخذه مجلس نقابة المحامين في الخلوة التي عقدت في دير سيدة الجبل في 29/3/2014 والداعي الى إلغاء المحاكم الاستثنائية ووقف العمل بمنظومتها، وحصر اختصاصها في المرحلة الانتقالية بالحدود التي ينص عليها القانون الرقم 24 تاريخ 13/4/1968 إلى حين تصفية أعمالها وإنهاء وجودها".

 

ريفي ردا على الأخبار: العسكرية تسلمت كل التسجيلات في قضية سماحة وهناك صورة عن المحضر

السبت 16 أيار 2015 /وطنية - أصدر وزير العدل اللواء أشرف ريفي بيانا اليوم أوضح فيه أن "صحيفة "الأخبار" أوردت معلومات كاذبة عن قيامي أثناء تولي قيادة قوى الأمن الداخلي، بحجب التسجيلات في قضية ميشال سماحة عن المحكمة العسكرية. يهمني أن أؤكد أن كل الملف مع التسجيلات والتحقيقات والعبوات المضبوطة والاموال قد سلم الى المحكمة العسكرية بحسب الأصول القانونية المرعية الإجراء". أضاف: "ما يلفت النظر في هذا الخبر الكاذب افتقاره لأدنى درجات الموضوعية والمنطق، واستخفافه بالرأي العام، فمن كتبه افترض بسذاجة أن هناك نية بحجب الأدلة، في حين أن مصلحة وواجب قوى الأمن الداخلي التي أخذت على عاتقها توقيف سماحة، تكمن في إبراز كل الادلة في هذا الملف وتقديمها للقضاء، وليس الإحتفاظ بما يمكن أن يترك أي شك على إرتكاب هذه الجريمة". وختم: "ولإطلاع الرأي العام على محضر تسليم المضبوطات، نورِد صورة طبق الأصل عن محضر التسليم الرقم 283 صفحة 96 بتاريخ 9/8/2012 التي تؤكد تسليم 25 شريطا مدمجا تحوي كل التسجيلات".

 

مقررات جلسة مجلس الوزراء: الموافقة على نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة بعض الإدارات على اساس القاعدة الاثنتي عشرية

السبت 16 أيار 2015 /وطنية - وزعت الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء، مقررات جلسة المجلس التي عقدت يوم الخميس بتاريخ 14/5/2015، وجاء فيها:

- التأكيد على تطبيق الأحكام القانونية المرعية الاجراء، لاسيما القانون رقم 205 تاريخ 5/3/2012 (اعفاء الهبات العينية والمالية المقدمة من قبل منظمة الامم المتحدة ومنظماتها المتخصصة والوكالات والبرامج التابعة لها من بعض الضرائب والرسوم)، بشأن موضوع اعفاء الهبات العينية والمالية المقدمة من قبل منظمة الامم المتحدة ومنظماتها المتخصصة والوكالات والبرامج التابعة لها من بعض الضرائب والرسوم. - الموافقة على مشاريع مراسيم ترمي الى نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة بعض الإدارات العامة لعام 2015 على اساس القاعدة الاثنتي عشرية. - الطلب الى الوزراء، كل في نطاق وزارته، الايعاز الى جميع الادارات العامة والمؤسسات العامة والهيئات واللجان والى كل من يتولى ادارة مرفق عام عدم منح أية هبة أو اعطاء أية مساعدة مهما كان شكلها أو نوعها اذا كان موضوعها يخرج عن نطاق العمل المناط بهذه الجهات وتشكيل لجنة وزارية من وزير المالية، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ووزير الدولة لشؤون التنمية الادارية ومستشار دولة رئيس مجلس الوزراء القاضي سهيل بوجي لاعداد مشروع نظام وقواعد ترعى امكانية تقديم هبات ومساعدات من قبل الجهات المذكورة.

- الموافقة على طلب وزارة الصحة العامة إنهاء خدمة مجلس إدارة المؤسسة العامة لإدارة مستشفى صيدا الحكومي.

- الموافقة على طلب مجلس الإنماء والإعمار التصديق على اتفاقية القرض التفصيلية الموقعة بتاريخ 27/11/2014 مع بنك الإقراض الألماني لإعادة الإعمار KFW بقيمة 7 مليون يورو لمشروع حماية مصادر مياه نبع جعيتا- المرحلة الثالثة الممول من حكومة المانيا الفدرالية.

- الموافقة المبدئية على دعم تصدير الانتاج اللبناني عبر البحر الى الاردن ودول الخليج العربي وتكليف المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان، بالتعاون مع وزارات الزراعة والأشغال العامة والنقل والصناعة، إعداد دراسة حول دعم هذا التصدير وآلية الاعتمادات التقديرية اللازمة لهذه العملية وعرض الدراسة على مجلس الوزراء في الجلسة المقبلة.

 

زهرا: على سماحة تمييز حكم اتهمه بالعتالة ومقاطعة الجلسات ستقودنا الى تسوية لن يكون لنا فيها رأي في انتخاب الرئيس

السبت 16 أيار 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا ان "الحكم الصادر بحق سماحة هو حكم على المحكمة العسكرية وليس لها وتعليقي الأول كان قبل التبحر بالحكم ومطالعات القضاة انه على ميشال سماحة ان يميز هذا الحكم لانه يظلمه وهو معروف تاريخيا انه ربط العلاقة بين المخابرات السورية والاوروبية وكان شبه موفد امني وسياسي لحافظ الأسد وبشار الأسد ويتحدث في الدول باسمهم، فيتحول فجأة الى مجرد عتال لا يعرف ماذا يحمل ولماذا يحمله، لذلك على سماحة أن يميز هذا الحكم بحق نفسه لأن هذا اتهام بالغباء أن يتحول الى عتال ولا يجوز أن يقبل سماحة بأن يكون غبيا وعتالا لا يعرف ماذا يفعل".

وقال في حديث الى "صوت لبنان 100,5" اليوم: "المحكمة العسكرية محكمة استثنائية يجب ألا تستمر بصلاحيات واسعة مثل التي اعطيت لها، وهدفنا من حصر صلاحيات المحكمة العسكرية هو تحييد الجيش عن اللعبة السياسية من اجل اعادة تقديس الجيش كحامي الحمى وصاحب شعار شرف تضحية وفاء وهذه الأمور مضروبة في المحكمة العسكرية. ان المحكمة العسكرية بزمن الوصاية السورية خضعت للوصاية واليوم هناك وقائع كثيرة توضح انها متأثرة بالوصاية المقنعة عبر حزب الله".

ورأى ان "الحكم الصادر على سماحة يناسب النظام السوري وحزب الله، والمحكمة العسكرية لم تعرض التسجيلات التي ظهر بها سماحة الذي كان يتحدث بكل برودة أعصاب ويخطط للتنفيذ، وهذه البرودة في الأعصاب وفي التعبير أثارت اشمئزازا ودلت على انه انسان ليست أول خطة امنية يتورط فيها وعنده تاريخ وخبرة وتورط بأكثر من مرة وبأكثر من مكان لكي يتحدث بهذه السهولة عن هذه المواضيع".

وردا على سؤال عن معركة القلمون قال: "هناك مجموعات مسلحة من المعارضة السورية متواجدة على التلال في القلمون ونرى على الشاشات الانتشار العسكري ل"حزب الله" ولكن لم نر أي شيء فعلي على الأرض بل نرى مناورات على ارض جرداء ولم نشاهد أي موقع او متراس سقط في قبضتهم لذلك هذه التسجيلات المنتشرة أشبه بتسجيلات التدريبات والمناورات".

وردا على سؤال قال: "اللواء أشرف ريفي مواطن لبناني وهو المدير العام لقوى الأمن الداخلي الذي سقط له شهداء ومن بينهم الذي كشف هذا المخطط، وريفي الشخص الذي قاد مؤسسة عسكرية امنية بامتياز وكشفت شبكات عملاء لاسرائيل ومحاولات لزرع الفتنة وحافظت على أمن كل اللبنانيين لتأتي اليوم وتنتهك العدالة على أيامه وهو وزير للعدل؟"

وتابع: "توقعت من الاساس ان كل مكونات هذه الحكومة مستفيدة من وجودها فيها لانها حكومة محاصصة وهذه المكونات ليست في وارد التفريط بمكتسباتها، وأكثر ما يمكن توقعه هو بعض الحرد ومقاطعة الجلسات مع الاستمرار في الاستفادة من الوجود داخل الحكومة. من مصلحة حزب الله الا ينفجر الوضع داخليا لكي يحمي ظهره وهو يخوض المعارك في سوريا ويتردد انه يتدخل في اليمن ومعاركه الاقليمية هي بالتأكيد الاهم عنده".

أضاف ردا على سؤال: "ما قاله العماد عون امس لم يأت بجديد وهو ربط نزاع، واذا نظرنا الى النصف الفارغ من الكوب فهو لا يؤشر الى انتخابات رئاسية في المدى المنظور ، اما في الجزء الاخر فهو أشار الى حيوية حوار عن كيفية انتخاب رئيس، واذكر اننا نحن من دعا الى النزول الى الجلسات والاحتكام للمجلس النيابي وقلنا ان لا مانع من ان يكون التنافس بين "الاقويين" أي عون وجعجع، ولكن لا نستطيع ان نسمح لانفسنا بانتهاك الدستور ومنع اعلان اي كان رغبته في ان يكون رئيسا للجمهورية ودينامية الانتخابات انها من دورة الى دورة تفصل بين المرشحين وتوصل الى مواجهة بين الاقويين".

وقال: "عندما نقول دعونا نتفق على الجمهورية ومواصفاتها ودورها وبعدها نتكلم عن الرئيس تذهب القصة الى المواقف من القضايا الوطنية، وهي جملة من القضايا الشائكة المطروحة التي تبدأ بوجود الدولة وسيادتها وتركيبتها والشراكة فيها وصولا الى التمسك باتفاق الطائف كحل يجب ان يكون نموذجا لكل أزمات المنطقة لانه حل قائم على الشراكة والتوازن وليس المناصفة لانها للبنان فقط، واما ان تذهب دول الشرق الاوسط الى التفتت وتصبح قبائل متناحرة على مدى قرون واما ان تعتمد الحل اللبناني الذي هو الطائف الذي يتكلم عن الاعتراف بالآخر والشراكة ودور الجميع في ادارة الشؤون العامة، ونحن لا نستطيع في هذا النموذج الذي نقدمه للآخر ان نغامر فيه من منطلق مسيحي اولا وكرسالة ثانيا وهو نموذج يجب ان يحتذى به وان يحافظ عليه".

وعن مواقف النائب العماد ميشال عون وتأثيرها على الحوار رأى انها "مواقف سبق له ان اطلقها وكان لنا موقف فوري منها ولكنه لم يتطرق الى اي امر تفاهمنا عليه في ورقة النوايا. الحوار مع التيار اعطى الكثير من الايجابيات وهو قد لا يصل الى امور كثيرة لكنه قدم امورا استثنائية: وورقة اعلان النوايا انجزت ولا ملاحظات عليها وبند رئاسة الجمهورية ليس من بنود الورقة".

وأشار الى ان "آلية انتاج الرئيس قد تطول وآلية التشريع اتفقنا عليها وفي شأن التمديد او تعيين القادة العسكريين فنحن لسنا ضمن السلطة التنفيذية ولسنا من مؤيدي طرح الاسماء على الاعلام والتداول بها لأن الأمر سيضر بالأشخاص والقادة الذين يتم التداول بأسمائهم".

وعن العلاقة مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، قال: "هي أفضل الآن".

ودعا الى "ألا نعطي اهمية لأي شيء آخر قبل انتخاب رئيس للجمهورية، ولو كان هناك رئيس لكنا تجنبنا كل المشاكل التي نواجهها اليوم في المؤسسات ومنها التعيينات الأمنية والعسكرية، وأكبر انجاز من الحوار هو أنه أسهم في تحسين الحياة السياسية".

ورأى ان "فريق 8 آذار يعتمد منطق ام الصبي حتى يرتبوا علينا سلسلة من التنازلات وقرارنا ان لا جلسة تشريعية اليوم الا من اجل درس قانون انتخابات جديد او قانون استعادة الجنسية واقرار الموازنة".

وشدد زهرا على "وجوب ان نسعى لاجراء انتخابات رئاسية في أسرع وقت لان الامتناع عن الحضور الى الجلسات سيقودنا الى تسوية ما في لحظة ما لن يكون لنا فيها رأي في انتخاب رئيس جمهوريتنا".

 

هاشم: تهريب الشاهد الرئيسي بقضية سماحة نقطة ضعف ولو كان موجودا لتبدلت المعطيات نهائيا

السبت 16 أيار 2015 /وطنية - راى عضو كتلة التنمية والتحرير قاسم هاشم "اننا نمر في ظروف استثنائية"، مشيرا الى "انها ليست المرة الاولى التي نمر بازمة، فالمنطقة في غليان ما يشعرنا بعمق الازمة". وعن الحكم في قضية ميشال سماحة، قال: "نحن اليوم امام قضية اصبحت معطياتها واضحة لدى القضاء فارتكاب على هذا المستوى يجب ان ينال جزاءه فالاراء متباينة، ولكن الحديث كثير حول الاستدراج وما يمكن ان يتخذ من عقوبات امام هكذا محاولة"، لافتا الى "ان النقطة غير الواضحة هو غياب الشاهد الاساسي الذي اوصل الامور الى هذا المستوى". وقال في حديث ل "لبنان الحر" ضمن برنامج "بين السطور": "صحيح ان التسجيلات لا يمكن التهرب منها، ولكن تهريب الشاهد الرئيسي نقطة ضعف، فلو كان موجودا لتبدلت المعطيات نهائيا"، مشيرا الى "ان الفريقين يدعوان الى تمييز الحكم وعندما تعود الامور الى التمييز يعني ان المحاكمة عادت الى البدايات". ودعا الى "الانتظار من دون الاتهامات والتشكيك المباشر بعيدا من التسييس الذي نذهب دائما اليه". وسأل هاشم: "من قال ان ما ورد في التسجيل صحيح وهل ما قيل هو حقيقة ما كان واقعا ام في اطار العلاقة المميزة التي تربط سماحة بالسوريين؟ لافتا الى "ان الموضوع يحتاج الى التدقيق لبناء الحقائق".

وردا على سؤال، دعا الى "الاسراع في محاكمة الموقوفين من اسلاميين وغير اسلاميين"، معتبرا انه "لا يجوز التوقيف التعسفي من دون وجه حق". وعن تدخل "حزب الله" في سوريا، قال: "ان وضعنا ليس طبيعيا والظروف اجبرت حزب الله على التدخل في الحرب السورية، فمعركة عرسال حركت توسيع المعركة، بخاصة وان حزب الله يملك ما يملك وهو من المستهدفين الاساسيين". وعن الحوارات في البلد، راى "ان الحوار لا بد منه وله نتائج ايجابية رغم المناخ المتوتر الذي نراه فهو أسهم في اسراع تنفيذ الخطط الامنية". وردا على سؤال حول علاقتهم مع القوات اللبنانية، قال: "العلاقة طبيعية جدا صحيح ان هناك تباينات بين كل الاحزاب والكتل، ولكن ذلك لا يمنع من ان تبقى مسافة للنقاش في اي لحظة من اللحظات".

 

 القادري عن الحكم الصادر بحق سماحة: مسخرة يهين اللبنانيين بامنهم ولن نستكين الا بقبول التمييز

السبت 16 أيار 2015 /وطنية - اكد عضو كتلة المستقبل النائب زياد القادري "ان الكتلة تقف وراء وزير العدل اشرف ريفي، فاحكام المحكمة العسكرية اظهرت ازدواجية بين ارهاب وارهاب وخير مثال حالة الارهابي سماحة والعميل فايز كرم وقاتل سامر حنا"، لافتا الى "ان هذا الحكم شرع الجريمة". اضاف في حديث ل "لبنان الحر": "لن نستكين الا بقبول التمييز، وبالتالي نقض هذا الحكم واعادة محاكمة سماحة من جديد، فقد ظهر في الاشرطة انه كان منظما للارهاب ومخططا للجريمة، واعطى امرا مباشرا للتنفيذ، وكان يحدد بنك الاهداف ونقل هو بنفسه المتفجرات وهو كان الوسيط والشريك للاسد والمملوك". وعن مسالة الاستدراج وغياب الشاهد، قال القادري: "نحن نستند الى اعترافات بالصوت والصورة موثقة وواضحة"، مضيفا "ان العقاب لا يمكن الا ان يكون بمستوى الجريمة"، مشددا على "ان هذا الحكم المسخرة يهين اللبنانيين بامنهم واستقرارهم، وهو حكم الصفقة بين النظام السوري وحزب الله وبعض مخابرات الجيش، وما ظهور المملوك قبل ساعات من صدور الحكم على سماحة الا خير دليل على ذلك"، داعيا الى "ان تكون عناصر الجيش على مثال قائدها"، وقال: "سنتابع الامر بكل ما اؤتينا من قوة سلمية لنجنب البلد التشنج والتوتر".

 

هل بدأ حزب الله بتطبيق خطة الإنسحاب من سوريا عبر القلمون؟

كرم سكافي/موقع 14 آذار/16 أيار/15

يبرع الكثير من المحللين و الإستراتيجيين من غير المتخصصين أو القاصرين في رسم سيناريوهات و خرافات و أساطير فيها كثير من المتخيلات و أضغاث الأوهام و قليل من المنطقيات عن وجود مشروع يمهد لعودة ظهور إمبراطوريات في الأمصار و في مناطق هي بالأصل على خلاف و إختلاف معها إيديولوجي و سيكولوجي و فينومونولوجي أي ظاهري و حتى تاريخي ، و هم لذلك أي المنظرين يجهدوا النفس لإثبات صحة رأيهم و ما يدعون ، يبشرون الناس بقدوم يوم يحشد الحق (المتمثل بحزب الله) فيه أجناده ليزهق الباطل المصور في غيرهم ، تراق الدماء فتسيل في البوادي و الأقطار و في الشوارع و الساحات و عند كل زاوية و في الليل و النهار . و للمفارقة فتلك الرواية مترجمة إلى كل اللغات و أبطالها حين من أولئك و حيناً من هؤلاء.

معركة القلمون و القتال الدائر فيها هما بإختصار طريق للإنسحاب يعده الإخوة (كما يحلوا للأمين العام تسميتهم) المسؤولين عن القتال في الجبهات للخروج من سوريا إما لعجز و خوف من خسران ، و إما لإعادة التموضع بعد أن تحققت الغايات و في الحالتين يطلق على هذا الفعل التكتيكي مصطلح إسمه الإنسحاب. أما الغرض الغير معلن عند حزب الله فيتلخص بضمانة ما بعد الإنسحاب و الحؤول دون الإضمحلال أو الذوبان ، فكل يعلم ما تنتجه التسويات و ما تخفيه و تضمره الدول العظمى كالروس و الأمريكان و ما يتناسب و مصالحها و مصالح الدولة الإقليمية و تحديداً المملكة السعودية و جمهورية إيران. حزب الله أدرك من دون شك ما أثارته عصبية مكة بعد أحداث اليمن وهو أيقن بشكل لا لبس فيه مدى التأييد لها من أتباع العقيدة العجم منهم و العربان ، و أظنه وصل إلى قناعة بات يستجدي من خلالها وقفاً لإطلاق النار أو تجميداً للعمليات و السماح للبدء بالتفاوض تحضيراً للحوار ، ليقول بعدها في حرب القلمون و كإخراج أنها معركة بالأساس لحماية الحدود من تدفق الإرهاب المأجور و المطلوب رص للصفوف ، و يقيناً فإن محاولاته لن تقف عند هذه الحدود وسيدعوا المؤسسة العسكرية الشرعية في لبنان للمشاركة و هو الأمر المرسوم عنده و المطلوب. خصوم الحزب في الداخل لم يعودوا كما عهدهم سابقاً مستضعفين أو صغار ، فتكبره عليهم مع الزمن زادهم إصرار و تجاهلهم لوقت دفعهم إلى الإلتحاق بدول القرار تماماً كما حصل معه عندما تم له الإختيار ، وهم الآن صنفان واحدهم بالتنشأة تربى على أنه خصمهم و وجب عليه القضاء ، و الثاني دخل كما هو ظاهر في الزيارات محفل الكبار فبات منهم و له أولوية الدعم و هو بالنسبة لهم الخيار. ما يفعله حزب الله و ما سيقدم عليه سيسمح بالمزيد من التدخلات و سيقابلها متى ما بدأ بالكثير من التنازلات و إي إخلال من قبله بالإلتزام سيعيد إطلاق النار و هذه المرة لن يسلم منها لا البلد و لا أهل الدار.

 

لبنان في النظام الإقليمي الجديد.. حقل اختبارات من جديد

أحمد الغز/اللواء

إنّ متابعة قمة كمب ديفيد أمر لا يمكن تجاهله، ولكن بما هي جزء من مشهد دولي إقليمي كبير وواسع ومتعدّد الاحتمالات، وهذه القمة دعا إليها الرئيس الأميركي بعد عشرين دقيقة لتسويق الاتفاق الإطار حول النووي الإيراني مع الخمسة زائد واحد في لوزان، والذي اعتبره أوباما انتصاراً للدبلوماسية الأميركية.إنّ أمام الرئيس أوباما تحديات داخلية مع الأكثرية الجمهورية وخارجية مع اسرائيل التي دخلت في مواجهة علنية وغير مسبوقة مع الإدارة الأميركية. كما كان عليه أيضاً إقناع دول الخليج العربي التي هي دول الجوار الإيراني.

استبقت هذه القمة جملة من التطورات واللقاءات والقمم، بدءاً بزيارة كلّ من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى الرياض، ثم الملك المغربي محمد السادس، ثم حضور الرئيس الفرنسي لقمة مجلس التعاون الخليجي، ثم زيارة وزير الخارجية الأميركية الى الرياض، ثم التواصل مع روسيا، ثم اجتماعات باريس قبل الذهاب الى كامب ديفيد. وتأتي هذه القمة مع تعاظم التطورات في سوريا والعراق وبدء الهدنة الانسانية في اليمن، ومع زيارة الرئيس العراقي الكردي فؤاد معصوم الى طهران لاحتواء الأحداث الكردية في ايران. والأهم من كلّ تلك التطورات هو اختيار الفاتيكان الاعتراف بالدولة الفلسطينية عشية الذكرى ال67 للنكبة في ١٥ أيار وبالتزامن مع قمة كامب ديفيد وعشية الإعلان عن تقديم الحكومة الإسرائيلية اليمينيّة الى الكنيست لنيل الثقة.

هناك أحداث متصلة كثيرة ولا نستطيع رصدها كلّها، وأصبح اليوم الشرق- أوسطي يحتاج الى أكثر من يوم لمتابعته. ويبدو أن سرعة المتغيرات تسابق التوقعات والتحليلات، وذلك بسبب عدم القدرة على إدراك اللحظة السياسية التي تمرّ بها المنطقة برمّتها. وربما تكون سرعة التطورات الآن أكبر بكثير من تلك التي ذهل فيها الجميع إبان ثورات الربيع العربي الذي صنع خريف مكوّنات كثيرة جداً من واقعنا العربي الحزين والمقيت.

أعتقد أنّنا نشهد يالطا جديدة حول الشرق الأوسط، أي أننا تأخّرنا عن عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية سبعين عاماً بالتمام والكمال. ومعنى يالطا الجديدة هو أنّ هناك نظاماً إقليمياً جديداً يتمّ تظهيره الآن وليس التفكير فيه، فإنّ دول مجلس التعاون الخليجي في قمة كمب ديفيد تشكّل دولة عربية جديدة قوية عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً. وهذه الدولة العربية الجديدة لم يعرفها العالم على هذا النحو قبل عاصفة الحزم التي تشبه كثيراً نزول القوات الأميركية على شواطئ النورماندي لقلب الموازين في نهاية الحرب العالمية الثانية، وكما لم يعرفها العرب كذلك أيضاً.النظام الإقليمي الجديد لا وجود فيه لسوريا أو العراق أو الأحزاب القومية أو العقائدية أو الجيوش الوطنية. ولا شكّ أنّ حلف بغداد الذي كان قد انكفأ مع أحداث لبنان عام ٥٨ هو الآن أحد ركائز النظام الإقليمي الجديد، متمثّلاً بإيران وتركيا وباكستان ولكن بدون بغداد وبدون دولة الوحدة العربية في سوريا. وفي النظام الإقليمي الجديد كلّ الطوائف الاسلامية والمسيحية متَّهَمة بأمر ما، ووحدها الجماعات اليهودية بمنأى عن أي اتهام، وهي الأكثر استقراراً بين الجماعات الدينيّة المكوّنة للإقليم.

النظام الإقليمي الجديد سيجعل من مصر دولةً شديدة البراغماتيّة، وتلك هي أسباب حياة الدول ذات الأعداد الكبيرة والتي لا تستطيع أن تنظر الى خارجها إلاّ من خلال احتياجات شعوبها. وكانت مصر قد خسرت كثيراً في التوسّع وأيضاً خسرت مصر كثيراً بالانكفاء والتبعية لأميركا، ولذلك لم يعد أمامها سوى إقامة نظام مطّاطيّ مرن وبرغماتي يضع مصلحة المصريين على رأس أولويّاته.

سيكون اليمن شأناً خليجيّاً مئة بالمئة، اقتصاديّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً. وسيكون العراق شأناً إيرانياً كردياً ولا قيمة فيه للعرب، الشيعة والسنة، بسبب التداخل الاستراتيجي الإيراني- الشيعي والكردي- السني غير العربي، بعد أن أصبح الأكراد المجموعة الأولى في المشرق العربي، تدريباً وتنظيماً وتأثيراً. وسيكون أمر سوريا تركي- روسي- إسرائيلي- بريطاني، وأيضاً بدون العرب السوريين، أكثرية وأقليات على حد سواء.

سيكون الفلسطينيّون مكوّناً ناشطاً وفعّالاً، وستكون لهم هويّتهم المتداخلة مع الأردن وإسرائيل في إطار ما يعرف بالمثلّث الذهبيّ الأردني- الإسرائيلي- الفلسطيني والذي سيكون الأكثر استقراراً والأكثر استثماراً، وسيكون لفرنسا والفاتيكان والدول الكاثوليكية دورٌ كبيرٌ في حماية وإدارة المقدّسات المسيحيّة والسياحة الدينيّة بعد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط.

ربما ينوب لبنان العظيم من الطيب نصيب، فلا وجود للبنانيّين في دائرة صناعة النظام الإقليمي الجديد بمعزل عن أحلام البعض بالسيطرة وآخرين بالتقسيم والبعض بالحفاظ على الدولة المركزية المحطمة على قاعدة «اللي بتعرفو أفضل من اللي حتتعرّف عليه»، لأنّنا جرّبنا كلّ الصيغ والنتيجة كانت الفشل، إذ أنّنا غيّرنا الصيغ وأبقينا على الطبقة السياسية التي هي أصل العلّة لأنها تريد إما أن ترجع الى الوراء أو أن تصعد الى الأعلى دون أن تفكّر يوماً بالتقدّم الى الأمام. ولذلك كان مصير كلّ الذين حاولوا التقدّم الاغتيال، من كمال جنبلاط الى موسى الصدر الى بشير الجميل الى رفيق الحريري. ولذلك سيكون دور لبنان في النظام الإقليمي الجديد حقل اختباراتمن جديد.

 

خامنئي: سنساعد الشعوب “المظلومة” في اليمن والبحرين

وكالات/أعلن المرشد الإيراني  الأعلى علي خامنئي أن بلاده ستساعد الشعوب “المظلومة” في المنطقة “قدر استطاعها”. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن خامنئي قوله في كلمة أمام زعماء إيرانيين ودبلوماسيين من دول العالم الإسلامي إن”شعوب اليمن والبحرين وفلسطين هي شعوب مظلومة ونحن ندعم المظلوم بأي قدر نستطيع”. كما نقلت الوكالة الإيرانية الرسمية عن خامنئي قوله “أمن الخليج من مصلحة الجميع. إن لم يكن آمنا فسيكون غير آمن للجميع”. ومن المُرجح أن يرى زعماء الخليج العرب في تصريحات خامنئي دليلا على أن إيران تُحاول توسيع نفوذها في المنطقة بطريقة عدوانية.

 

نصرالله: اذا كانت الدولة تتسامح باحتلال أرضها من الإرهاب فإن الشعب اللبناني لن يتسامح

الأحد 17 أيار 2015

وطنية - أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، عند الثامنة والنصف من مساء اليوم عبر قناة "المنار"، متناولا آخر المستجدات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.

واستهل كلمته ب"إشارة إلى موضوع شخصي"، رد فيها على شائعات عن وضعه الصحي، بالقول: "كل مدة تأتي بعض الجهات الإعلامية أو مواقع التواصل أو المواقع الالكترونية تتحدث ساعة عن وفاة، ساعة عن جلطة قلبية، ساعة جلطة دماغية، ساعة سرطان. أنا أود أن أؤكد على الجميع أن لا يصغوا إلى هذه الأمور، هي ليس لها أي أساس من الصحة. هذا جزء من حرب الشائعات والحرب النفسية، ومحاولة الإزعاج والإيذاء النفسي ليس أكثر ولا أقل لكل من يستمع، وأؤكد أنه أولا الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى. لكن في ما يتعلق بالوضع الصحي حقيقة أنا لا أعاني من أي مشكلة صحية على الإطلاق، لا شيء على الإطلاق، حتى أنا بحمد الله عز وجل ـ يعني على طريقة "وأما بنعمة ربك فحدث" ـ لا أشرب أي دواء من الأدوية، لا أحتاج أن أشرب دواء. فلذلك هذا الموضوع الصحي "خلينا نخلص منه". أما إذا واحد يتوفى، يقتل، يستشهد، هذه أمور بيد الله تعالى، وعندما تحصل لا تخفى. يعني يقولون لك إن فلان مات، فلان توفي، أو كذا، ويخبئون خبر وفاته، هذا بالعالم لا يحصل، نعم ممكن يصير في بعض الأماكن، لكن عندنا لا يحصل. أحببت أن أشير لهذا الموضوع في البداية حتى نخلص منه".

وتابع في هذا المجال: "كذلك في ما أثير في بعض المواقع الالكترونية أنهم تحدثوا عن موضوع الليموناضة، نعم هذه ليموناضة، لا علاقة لها بالوضع الصحي، هذه تساعد، إذا كان أحد مثلي يريد أن يتكلم مدة ساعة، تساعد أن يكون الفم في حالة رطوبة و"ما ينشف"، وأنا أنصح بعض الذين يخطبون، ويمكن أن يحتاجوا كل كلمتين أن يشربوا ماء، أن يستفيدوا من الليموناضة "كمان هذا يساعد" بشكل عام".

وتحدث عن المناسبات في هذه الفترة: "لدينا ذكريات للتبريك، ذكرى المبعث النبوي الشريف وعظمة هذا اليوم وذكرى الإسراء والمعراج. لدينا ذكريات للتعزية والمواساة، استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام. ولدينا ذكريات للعبرة والاتعاظ والاستفادة في هذا الزمن الصعب، ذكرى النكبة، نكبة فلسطين ونكبة الأمة في 15 أيار 1948، يعني 67 سنة على النكبة. وهناك اتفاق 17 أيار في لبنان مع العدو الصهيوني عام 1983، والذي أسقطه الشعب اللبناني بدماء شهدائه ومقاوميه".

وتوسع في الحديث عن النكبة قائلا: "النكبة التي يحيي الشعب الفلسطيني ومعه كثيرون في هذه الأمة ذكراها ال67، هي نتيجة الهزيمة التي لحقت بالأمة. يعني هذه حقيقة. شعوب المنطقة في مواجهة المشروع الصهيوني- البريطاني وقتها، تم احتلال الأراضي 1948 وتمت إقامة الكيان الصهيوني الغاصب وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين وتأسس وضع عدواني جديد وخطير في المنطقة اسمه اسرائيل، توسع لاحقا في 1967 ومارس حروبه وعدوانه ومجازره على شعوب المنطقة ودولها وحكوماتها وجيوشها في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والأردن، وكان لشعبي فلسطين ولبنان النصيب الأكبر من العدوان المتواصل والذي ما زال متواصلا، ويعبر عن نفسه بحروب متعددة كما حصل مؤخرا في حرب تموز أو في حروب غزة".

أضاف: "اليوم في الذكرى 67 للنكبة نحتاج إلى أخذ العبرة. يجب أن ندرس ونشرح للأجيال الحاضرة عن تلك المرحلة. أولا يجب أن نبحث وندرس حقيقة لماذا حصل ما حصل في 1948 ثم نشرح هذا للأجيال الحاضرة عن تلك المرحلة، عن أخطائها التي ما زالت أجيالنا المعاصرة تتحمل نتائجها. يعني يجب أن نتكلم عن المسؤوليات في ذلك الوقت ومدى تحمل الناس المسؤولية، سواء كان هؤلاء الناس حكومات عربية، ملوكا ورؤساء وأمراء عرب أو كانوا قوى سياسية أو كانوا نخبا أو كانوا شعوبا. نريد أن نتكلم عن مستوى فهم وإدراك ذلك الجيل للمخاطر والتهديدات، ونريد أن نتحدث عن إضاعة الفرص، عن القصور والتقصير وعن الحسابات الخاطئة، ونريد أن نتحدث عن المصالح الخاصة والفئوية وعن المصالح القطرية على حساب مصالح الأمة، عن ضياع الأولويات، عن الخيانات والصفقات من أجل حفظ عروش ومواقع، أو إقامة عروش ومواقع. وأيضا في جانب آخر يجب أن نستحضر كل المواقف الشجاعة والعظيمة والعزيزة لقيادات ولنخب ولشخصيات ولمقاومين في تلك المرحلة، وحركات ومجموعات مقاومة تعبر عن مظلوميتها وعن خذلان الكثيرين لها وعن غربتها في أمتها وعن الشهداء الذين قاتلوا حتى آخر طلقة رصاص وآخر قطرة دم.

هذا يجب أن يحضر أيضا. يعني المشهدين، رغم أن المشهد الأول هو الأكبر والأخطر والذي أدى إلى النكبة، وعن النتيجة الكارثية التي كانت ضياع فلسطين ومقدسات الأمة في فلسطين وتشتت شعبها وما لحق بنا جميعا من دول وحكومات وشعوب المنطقة منذ ذلك الحين. هذا يجب أن نقوم به طبعا، ليس الآن، لكن هذا نداء ودعوة يجب أن نقوم به كلنا، كل من يعتبر أنه يحمل شيئا من المسؤولية تجاه ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها".

واستطرد بالقول: "اليوم نحتاج إلى هذه المراجعة، لأننا أيضا أمام نكبة جديدة أكبر وأخطر هي نكبة المشروع التكفيري. الأول الذي أتى بهذه النكبة إلى المنطقة، المشروع البريطاني الصهيوني، الآن المشروع الأميركي التكفيري الصهيوني والذي تستخدمه أميركا لإضعاف الأمة وتمزيقها وإحكام السيطرة عليها وعلى مقدراتها. اليوم نواجه المشاكل القديمة نفسها، فهم الخطر والتهديد، وتحمل المسؤولية، تضييع الفرص، الحسابات الخاطئة، المصالح الفئوية الطائفية المذهبية، تقديم المصالح القطرية على مصالح الأمة. هذا كله الآن، التاريخ يعيد نفسه ولكن بعناوين وأشكال جديدة، ولكن بالمضمون نفسه. لكن يبقى الأمل في الوعي والقدرة والمقاومة على مواجهة هذه التحديات والأخطار".

ورأى أن "النكبة الجديدة هي أخطر وأكبر بكثير من النكبة التي نحتفل حزنا بذكراها ال67. نكبة 1948 أضاعت فلسطين، لكن بقي الشعب الفلسطيني، بقيت المقدسات تحت الاحتلال، قام شيء اسمه القضية الفلسطينية، لكن النكبة الجديدة التي يصنعها التكفيريون في هذه الامة ستضيع القضية الفلسطينية وستضيع المقدسات، والأخطر من ذلك ستضيع دولا وشعوبا بكاملها، من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى اليمن وإلى البحرين وإلى مصر وإلى ليبيا وإلى باكستان وإلى أفغانستان، على امتداد العالم العربي والإسلامي حيث يوجد للتكفيريين راية أو قادة أو مقاتلون أو بيئة أو مدد فكري أو ثقافي أو عسكري أو مالي أو إعلامي. هذه النكبة ستحل في الأمة وستحل في هذا البلد، وستطال أيضا كل داعميها وصانعيها والذين يقفون خلفها في أي مكان كانوا.

لذلك، بالاستفادة من محنة وتجربة وعبرة النكبة في ال 1948، أنا أدعو الجميع إلى أخذ العبرة وإلى الاستفادة من دروس التاريخ القريب الذي نعاني منه نحن، وعانى منه آباؤنا وأجدادنا ونعاني منه نحن وأبناؤنا وسيعاني أحفادنا، أن نتحمل جميعا المسؤولية في مواجهة هذا المشروع الأميركي التكفيري الذي يريد أن يصنع نكبة أعظم، تطيح بالدول وبالشعوب وبالجيوش وبالمقدسات أيضا، ولا تبقي شيئا.

المشهد الذي كنا دائما نتحدث عنه وتحدثنا عنه قبل ستة أشهر وسنة وسنتين وثلاثة، والآن نواجهه في العديد من البلدان، الدمار والخراب والقتل والذبح والتفتت والتمزق، هذا هو الذي ينتظر الأمة إذا سكتت عن المشروع التكفيري وتهاونت كما فعلت في مواجهة المشروع الصهيوني".

ثم تطرق إلى موضوع القلمون، بادئا من الوقائع بالقول: "منذ أيام هناك مواجهات متواصلة في منطقة القلمون، بين طرفين: الطرف الأول الجيش العربي السوري ومعه قوات شعبية سورية من دفاع وطني ومن لجان شعبية ومن متطوعين وعدد كبير من أبناء البلدات والمدن القلمونية، والذين قدموا شهداء في هذه المعركة، وأيضا رجال المقاومة الإسلامية في لبنان، هذا فريق، والفريق الآخر هو الجماعات المسلحة في تلك المنطقة وفي طليعتها جبهتا النصرة وداعش في الجهة المقابلة من الميدان، جرود القلمون في سوريا وجزء كبير من السلسلة الشرقية في لبنان. كل الميدان هو عبارة عن مجموعة من التلال والجبال العالية، وقد شاهدتم المشاهد على التلفزيونات والصورة واضحة، والتي يصل بعضها ـ عندما نقول تلال هي ليست تلال بل جبال عالية وشامخة ـ إلى الفين وخمسماية وثمانين متر فوق سطح البحر، مثل تلة موسى، وبالحقيقة قمة موسى أو جبل موسى وكذلك الجبال الأخرى المحيطة التي كلها منطقة جبال وتلال متواصلة، والباقي أيضا يقارب في العلو على إمتداد مئات من الكيلومترات المربعة من الجبال والوديان والتضاريس الصعبة والقاسية.

هذا الميدان، أي هذه الجبال والتلال والوديان بهذه المساحة الواسعة، كان يحتوي على مجموعة كبيرة من المواقع العسكرية، خصوصا في المرتفعات المشرفة، سواء المشرفة على البلدات القلمونية في سوريا أو على البلدات اللبنانية في منطقة بعلبك وبعلبك الهرمل، أو على المعابر والمواقع العسكرية".

أضاف: "عدد من المعسكرات، من معسكرات التدريب ومجموعة كبيرة من المغاور الطبيعية والأماكن لتجميع المسلحين ومراكز للسلاح وللذخيرة، وعدة مصانع لتفخيخ السيارات المسروقة، وشاهدنا أيضا على شاشات التلفزيون عددا من هذه السيارات المفخخة، وعدد من غرف عمليات قيادية والأهم أن هذه المنطقة كانت تشمل وتضمن المعابر لنقل السلاح والمسلحين من عرسال إلى جرود القلمون وصولا إلى منطقة الزبداني ومختلف مناطق الريف الدمشقي. في هذا الميدان أيضا ـ نكمل في الوقائع ـ في هذا الميدان حصل عدد كبير من المواجهات العنيفة في جميع مراحل المواجهة، كانت تؤدي إلى هزيمة المسلحين وإنسحابهم. المعارك كانت تحصل من تلة إلى تلة ومن واد إلى واد، ولننصف حتى عدونا وخصمنا، ليس صحيحا الذي يتكلم عنه في الإعلام أنهم انسحبوا أو هربوا أو "فلوا" أو تركوا، كلا، في كل الأماكن التي كانوا يملكون قدرة القتال فيها قاتلوا، وعندما أدركوا ولحقت بهم الهزائم ووقعت بهم خسائر بشرية ومادية، نعم كانوا ينهزمون وينسحبون أمام الضربات العسكرية".

تابع: "في النتائج حتى الآن: أنا لا أتكلم عن مرحلة إنتهت ومرحلة بدأت، كلا نحن ما زلنا في قلب المعركة. النتائج حتى الآن: أنا أريد أن أتحدث عن النتائج المباشرة الميدانية، وبالتالي لا أريد أن أتحدث عن النتائج الأخرى، التي هي أكبر وأوسع، يعني مثلا إنعكاس معركة القلمون والانتصار في القلمون على مجمل الصراع في سوريا، أو على مجمل الصراع في المنطقة، أو كيف يتابع العدو الإسرائيلي مجريات هذه المعركة، وبالتالي انعكاس هذه المعركة على المواجهة مع العدو الإسرائيلي، هذا النوع من الأبحاث الآن كبير وإستراتيجي، أنا لا أريد أن أتعرض لها لضيق الوقت، ولكن أريد أن أتحدث عن النتائج المباشرة:

ـ إلحاق هزيمة مدوية بالجماعات المسلحة وخروجها من كافة مناطق الاشتباك، من كل مناطق الاشتباك هم إنهزموا وخرجوا.

ـ استعادة ما يقارب 300 كيلومتر مربع من الأراضي السورية واللبنانية من سيطرة المسلحين. طبعا المساحة الأكبر من الأراضي هي سورية.

ـ تدمير كامل الوجود المسلح في هذه المساحة، من معسكرات ومراكز عسكرية ومصانع لتفخيخ السيارات، وبالتالي القيام بتفجير السيارات المفخخة حتى لا يغامر إخواننا بتفكيكها، واليوم رأيتم، عندما تكون هناك سيارة عليها لوحة لبنانية موضوع فيها 500 كلغ من المواد المتفجرة، يعني أن هذه السيارة كانت ستذهب إما إلى داخل سوريا او باتجاه داخل لبنان، وإن كانت اللوحة اللبنانية مؤشرا أن لبنان هو المستهدف فيها، تم تفجيرها اليوم.

ـ خسائر بشرية ومادية في صفوف الجماعات المسلحة، لا أريد أن أتحدث عن أرقام.

ـ وصل الجرود ببعضها البعض، سواء ضمن المسار السوري أو ضمن المسار اللبناني ووصل الجرود من داخل سوريا إلى الحدود اللبنانية، يعني جرود عسال الورد - الجبة - رأس المعرة. الآن القتال في جرود فليطة. تم وصلها بجرود بريتال- بعلبك - نحلة- يونين، وبالتالي هذه المنطقة كلها صارت متصلة ببعضها البعض، وتطهير هذه الجرود بالكامل من الجماعات المسلحة.

ـ فصل منطقة الزبداني بالكامل عن بقية منطقة المسلحين في القلمون وجرود عرسال، وقطع المعابر بإتجاه الريف الدمشقي. طبعا بالمناسبة، اكبر ممول وممون وعملية تهريب تحصل للجماعات المسلحة حتى في الريف الدمشقي وفي الزبداني وفي أماكن أخرى كلها من لبنان، من لبنان على عرسال ـ مع كل الإجراءات التي عملها الجيش اللبناني ـ يدخل السلاح وتدخل الذخيرة والذخائر والأموال والمؤن إلى عرسال ومنها إلى مخيمات اللاجئين في عرسال ومنها إلى جرود عرسال ومنها إلى جرود القلمون، ومنها إلى كل هذه المناطق. هذا الآن قطع، قطع بإتجاه الزبداني وجزء كبير من الريف الدمشقي.

ـ تحقيق نسبة أعلى من الأمان، يعني أنا لا أريد أن أبالغ، كلا لأكن محتاطا، أنا أقول: تحقيق نسبة أعلى من الأمان للبلدات القلمونية السورية من هجمات المسلحين. كل البلدات التي على امتداد هذه الجرود وخلفها، وكذلك طريق دمشق - حمص.

ـ تحقيق نسبة أفضل وأعلى من الأمان لعدد من البلدات اللبنانية المحاذية للجرود المستعادة، أنا لا أتحدث هنا عن أمان كامل لأنه طالما أن المسلحين موجودون في الجرود اللبنانية، هم الآن صاروا موجودين فقط في جرود عرسال من الجرود اللبنانية، يعني جرود يونين- نحلة -بعلبك- بريتال وصولا إلى الطفيل هم أصبحوا خارجها بالكامل. طالما أن الجماعات المسلحة موجودة في جرود عرسال وموجودة في الجزء المتبقي وهو أقل وأصغر من جرود القلمون السورية فلا نستطيع أن نتحدث عن أمان كامل.

ـ تحقيق أو الحصول على موقعية جغرافية أفضل بكثير من خلال التواجد في القمم العالية في أعلى القمم وفي أعلى التلال، وبالتالي قدرة سيطرة عالية بعد الإمساك بجبال كطلعة موسى وصدر البستان وجبل الباروح وقرنة عبد الحق، وهذا يمكن الجيش العربي السوري ويمكن أيضا رجال المقاومة من أن يكون لديهم إشراف وسيطرة بالرؤية والنار على مساحات واسعة أمامهم مما يضيق ويحد من حركة المسلحين.

وأردف: "وأيضا النتائج. عدد الشهداء، نحن عادة بالعمليات بالحروب لا نتكلم عن أعداد الشهداء، لكن اسمحوا لي أن أستثني الآن معركة القلمون، لأنه من أول يوم، يعني أول يوم ببدء المعركة، بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية الداعمة للجماعات المسلحة ـ وليست المتعاطفة فقط ـ تكلمت عن 40 شهيدا، ونحن أصدرنا بيانا، طبعا بعد يومين وثلاثة كان أصبح عدد شهدائنا ثلاثة شهداء. بعد ذلك صار الأربعين يزيدون عليهم كل يوم، يوم 18 ويوم 15 ويوم 30 ويوم 38، يعني أوصلوهم للـ 150 شهيدا، إذا نريد أن نحسبهم على عشرة أيام. أما الحقيقة فهي أن عدد شهداء حزب الله في المعركة حتى الآن 13 شهيدا فقط لا غير، وأيضا رغم أنه بالنسبة لنا الشهيد غالي وكثيرا، يعني الموضوع، لا نتكلم هنا كثير أو قليل، لكن نكشف أكاذيب، أكاذيب مقصودة، يعني هذا الجالس هو الذي يخترع من عنده 40 و 38 و60، هو عنده معلومات؟! ليس لديه معلومات. ومن الجيش العربي السوري والقوات الشعبية المساندة له أيضا من إخواننا السوريين وصل عدد الشهداء إلى 7. هذا عدد الشهداء".

وتابع: "نحن إذا حتى هذه اللحظة أمام انتصار ميداني كبير جدا، وأمام إنجاز عسكري مهم وعظيم جدا، ويمكن للخبراء العسكريين أن يشرحوا، يعني هذه ليست من مسؤوليتي أن أقوم بهذا الموضوع، لأنني أنا لا أعتبر نفسي خبيرا، أنا أتعلم من الشباب، أن يشرحوا أهمية وعظمة هذا الإنجاز من الناحية العسكرية والفنية والتقنية، خصوصا القتال في الجبال، نوع القوات التي يحتاجها، حجم القوات التي يحتاجها، خصوصا إذا تكلمنا عن ميدان قتال بطول 30 كلم وبعرض 10 كلم".

وتوجه "بالتحية إلى أرواح الشهداء العظام الذين فدوا لبنان وسوريا والأمة والذين يقاتلون ويواجهون هذه النكبة الجديدة التي تنتظرها الأمة"، وإلى "عائلاتهم الشريفة التي أبارك لها بشهادة أبنائهم في معركة الحق الذي لا ريب فيه، وأيضا أعزيهم وأواسيهم بفراق الأحبة". كما حيا "كل الجرحى الذين ثبتوا وقاتلوا ونزفت دماؤهم على تلك الأرض الطاهرة واختلطت الدماء اللبنانية والدماء السورية في مواجهة التكفير دفاعا عن الأمة كل الأمة، والدعاء لهم بالعافية. التحية إلى كل القادة والضباط والجنود والمقاتلين والمجاهدين الذين صنعوا هذه الملحمة وبذلوا جهودا جبارة وصبروا على كل الصعاب. إننا ننحني أمام بطولاتهم وبسالتهم وأمام تضحياتهم ووفائهم، وطالما أنه لدينا هكذا رجال لن تلحق بهذه الأمة نكبة جديدة. التحية أيضا إلى شعبنا وأهلنا الذين واكبوا ودعموا وأيدوا وخصوصا إلى العائلات الشريفة التي دفعت بفلذات أكبادها إلى هذه المعركة لتصنع إنتصارا جديدا للبنان ولسوريا ولفلسطين وللأمة".

ثم تحدث عن "بعض ما أحاط بهذه المعركة. ليس فقط لنقف عنده بل لنبني عليه، لنبني عليه في ما هو آت، في ما بقي، في ما نحن مقبلون عليه في آتي الأيام:

1- عايش اللبنانيون قبل بدء معركة القلمون، عايشوا حجم وشاهدوا حجم التهويل والتهديد والوعيد والتنديد الذي سبق المعركة، ولا أريد أن أعيد ماذا قالوا، ماذا تكلموا، ماذا هددوا، ماذا توعدوا، وتكلموا من هنا إلى باكستان. وقلنا في ذلك اليوم هذا لن ينال من تصميمنا، يجب أن يبنى على هذا الأمر ما يلي، عندما يكون لدينا هدف محق ونسعى لتحقيق هذا الهدف، التهويل والوعيد والتنديد لن يقدم ولن يؤخر، بل يزيدنا قناعة بصوابية ما نقوم به لنقوم به، هذا انتهوا منه، يعني هذا: لا يعذب أحد نفسه فيه، أيضا للأيام الآتية والمرحلة القادمة. لا تخطئوا لا في الفهم ولا في التقدير. إذا كنتم مقتنعين وترون أن هذا حق ومصلحة شعبنا وبلدنا وأمتنا ومصلحة المعركة التي نختلف على خوضها ولكن نحن نؤمن بها، لن يحول بيننا وبين ما نقوم به شيء على الإطلاق.

2- حصلت محاولات سفيهة، اسمحوا لي أن استعمل هذا التعبير، للإيقاع بين أو محاولة للإيقاع بين المقاومة في لبنان والجيش اللبناني، والقول إن حزب الله وقيادة حزب الله وكوادر حزب الله وجمهور حزب الله يشنون حملة على الجيش ويخونون الجيش ويتهمون الجيش. هذا كله كلام فارغ لا أساس له من الصحة، هذا على كل حال أمانيهم. نحن لم نكن على الإطلاق نريد توريط الجيش في هذه المعركة، نحن حريصون على كل ضابط وجندي وقطرة دم في هذا الجيش اللبناني الوطني لأنه ضمانة البلد، لا نريد إحراجه على الإطلاق، دائما نعبر عن تقديرنا واحترامنا لقيادته وضباطه وجنوده وشهدائه وأسراه وجرحاه وهذا لن يتبدل أو يتغير. وهؤلاء المفتنون "يجلسوا على جنب".

3- وهي النقطة الأهم والتي تدخلني على الجزء الأخير من بحث القلمون، هي الدفاع المستميت (عن الإرهابين). إذا لاحظتم، عندما بدأت، وقبل أن تبدأ هذه المعركة، يوجد قوى سياسية في لبنان، لا أريد أن أسمي، لا أريد أن أقول حتى قوى 14 آذار، لأنه يوجد ناس من قوى 14 آذار كانوا صامتين، فلنقل قوى سياسية ووسائل إعلام تابعة لها، وأيضا وسائل إعلام عربية، هؤلاء الذين أسميهم أنا فضائيات عاصفة الحزم، كانوا في حالة دفاع مستميت عن الجماعات المسلحة في جرود عرسال وجرود القلمون، وكانوا هم يخوضون معركتها، يعني هذه الجماعات تقاتل في الميدان، ومن يخوض معركتها الإعلامية والسياسية والنفسية والتحريضية هم هؤلاء".

أضاف "عندما بدأت المعركة، وقبل أن تبدأ، مثلا "عملوا جو كبير"، غير التهويل الذي تكلمنا عنه في الأول، أنه مثلا لن يجرؤ حزب الله على الدخول إلى هذه المعركة. حسنا، إذا دخل، تنتظره كارثة وهزيمة نكراء، وخسائر فادحة، وجرود القلمون ستكون مقبرة للمقاومين. تكلموا "قد ما بدكم" عن بطولات المسلحين وتحصيناتهم وإمكاناتهم ومدح جليل. عندما بدأت المعركة قالوا لك أين بدأت؟ ما هو كل هذا الكلام من أجل أن لا تبدأ، بدأت. لما بدأت المعركة، تحدثوا بسرعة من أول يوم عن 40 شهيدا لحزب الله، تضخيم أعداد الشهداء. لما المعركة بدأت تستمر وتعمل إنجازات سريعة من الأيام الأولى، بدأ توهين الإنجازات إلى حد إنكارها. الآن أمام جولات الإعلاميين وكاميرات التلفزيون، بالنهاية ليس فقط الإعلام الحربي يوزع صورا، طلعت وفود إعلامية إلى فوق وشاهدت الجبال والتلال والسيارات المفخخة والخيم والمغاير والسلاح إلى آخره".

وتابع "الآن نعم ليس هناك شيء مهم، القلمون أصلا غير مهمة معركتها، وصلوا آخر شيء، قولوا من الأول إن القلمون غير مهمة، أريحوا أعصابكم و"لا تهزوا بدنكم" من الأول إلى الآن. على كل، هذا كله كان يعبر عن موقف هذه القوى السياسية الحقيقي، لكن الأهم هو التعاطف مع هذه الجماعات المسلحة بكل أشكال التعاطف، وهذا يحتاج إلى وقفة. مثلا هم ماذا يسمونهم؟ ثوارا، مثلا بعض وسائل الإعلام التابعة لهذه القوى، يقولون معارك بين الجيش السوري وحزب الله من جهة، والثوار من جهة أخرى. من هم هؤلاء الثوار؟ أنا لا أريد أن أناقش المصطلح، أنا أريد أن أناقش خلفية المصطلح وأريد أن أخاطب اللبنانيين، الشعب اللبناني كله، أريد أن أخاطب خصوصا قيادة وضباط وعناصر وجنود الجيش اللبناني وعائلات شهداء الجيش اللبناني، ليس لأحرض أبدا، بل لأوصف، وجرحى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وكل العائلات اللبنانية التي خطف أولادها وقتلوا وذبحوا لنعمل هذا التوصيف".

وسأل "هل هؤلاء ثوار؟ هل الجماعات المسلحة التي هاجمت عرسال واحتلت مراكز الجيش اللبناني وصادرت آليات وأسلحة الجيش اللبناني وقتلت ضباط وجنود الجيش اللبناني وخطفت جنودا من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، هل هؤلاء ثوار أم إرهابيون قتلة مجرمون؟ نحتاج إلى جواب. هل هؤلاء الذين يقصفون ويعتدون على مواقع الجيش اللبناني ثوار أم إرهابيون؟ هل الذين كل يوم أو في أيام كثيرة ينزلون على عرسال ويخطفون من أهل عرسال، ويردونهم جثثا وبعضهم مقطوعي الرأس، هل هؤلاء ثوار أم إرهابيون وقتلة؟ هل الذين اعتدوا على أبناء العائلات في منطقة بعلبك ـ الهرمل، الآن لا أريد أن أدخل في الأسماء، بيت جعفر وبيت أمهز حيث قتلوهم بالجرود فوق، ومن أهل بريتال أيضا خطفوهم، وحتى الآن يوجد أناس مجهولو المصير، هؤلاء ثوار أم إرهابيون قتلة؟ هل الذين وضعوا صواريخ وقصفوا، قصفوا على مراكز الجيش، قصفوا على القرى في بعلبك ـ الهرمل، على اللبوة ورأس بعلبك والقاع والنبي عثمان وإيعات وبعلبك والنبي شيت وبريتال وطليا وسرعين الفوقا والسهل، هؤلاء ثوار أيتها القوى السياسية وإعلامها أم إرهابيون وقتلة؟.

وأكد "الذين أرسلوا السيارات المفخخة إلى الهرمل، وقتلوا الناس، وإلى حواجز الجيش اللبناني على طريق الهرمل وأيضا في النبي عثمان والضاحية الجنوبية وبئر حسن، والذي تم كشفه من السيارات، لا يقل عن الذي تم تفجيره، هؤلاء إرهابيون أم ثوار؟ الجماعات المسلحة التي تحتل ما بين 250 الى 300 كلم مربع من جرود عرسال اللبنانية، أيها السياديون، هم ثوار أم إرهابيون؟ يحتلون بقوة السلاح، ممنوع جندي لبناني يطلع إلى فوق، ممنوع مواطن لبناني يطلع إلى فوق، ممنوع فلاح لبناني يطلع إلى فوق، وإلا يتم اعتقاله وخطفه وذبحه أو يأخذون عليه فدية، صح أو خطأ؟".

وقال: "إذا لم تكن هذه هي الوقائع فما هي الوقائع؟ هل هؤلاء ثوار أم إرهابيون وقتلة؟ أنا أريد أن أسأل هذه القوى السياسية عن المرجعية الفكرية أو الثقافية أو الدينية أو الحقوقية الخاصة بها في تصنيف هذه الجماعات. إذا كانت المرجعية الخاصة بكم هي المملكة العربية السعودية، وخادم الحرمين الشريفين وهيئة كبار العلماء في السعودية، فهم أصدروا لائحة بالعالم في الحد الادنى أن داعش والنصرة منظمات إرهابية، إذا كانت هذه مرجعيتكم الدينية والسياسية. إذا كانت مرجعيتكم المجتمع الدولي الذي تتحدثون دائما عنه، فهؤلاء مصنفون على لوائح الارهاب. اذا كانت مرجعيتكم القضاء اللبناني، فهؤلاء يعتقلون بتهم الانتماء إلى منظمات إرهابية، هذا القضاء الذي تتكلمون إنكم تريدون أن تحصنوه وتدافعوا عنه".

وكرر السؤال "ما هي مرجعيتكم أنتم؟ كيف يصدر عنكم أن هؤلاء ثوار وتتمنون لهم النصر وتقدمون لهم الدعم السياسي والإعلامي والمعنوي والنفسي؟ بل أكثر من ذلك ونتحدث فيه فيما بعد"، معتبرا أن "هذه مشكلة حقيقية. والآن، إذا كنا نريد أن نذهب إلى الذي سيأتي ومنه ندخل إلى الذي سيأتي لاحقا، قطع الطريق على الفتنة بالمستقبل".

وقال: دعوني أقول شيئا واضحا، جاء في سياق كلامي، ولكن أريد أن أحدده وأعيد تحديده، هؤلاء المسلحون من حق اللبنانيين، ومن حق البقاعيين كل البقاعيين من كل الطوائف والمذاهب كل البلدات البقاعية خصوصا، من حق أهل قرى بعلبك ـ الهرمل الشرفاء، والكل شرفاء إن شاء الله، أن يتطلعوا إلى اليوم الذي لا يكون فيه بجرودهم، لا في جرود بريتال ولا بعلبك ولا نحلة ولا يونين ولا جرود عرسال ولا مشاريع القاع أن يكون هناك إرهابي واحد، وأن لا يعيشوا في جوار لا نصرة ولا قاعدة ولا إرهابيين ولا قاطعي رؤوس، وهذا حقهم وهذا اليوم يتطلعون له وهذا اليوم سيأتي، متى وكيف؟ هذا سنظل نخبئه".

واكد "هذا اليوم سيأتي. داخل الأراضي السورية هذا قرار سوري. داخل الأراضي اللبنانية، اذا كانت الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية تتسامح باحتلال أرض لبنانية، احتلال من جماعات إرهابية وباعتداء جماعات إرهابية على جيشها وعلى شعبها وعلى سكانها، فإن الشعب اللبناني لن يتسامح، وإن أهل البقاع لن يتسامحوا وإن أهل بعلبك ـ الهرمل لن يتسامحوا. أهل بعلبك ـ الهرمل الذين ذهبوا إلى الجنوب وقاتلوا الاحتلال الاسرائيلي، الذي سنحتفل بذكرى انتصارنا التاريخي عليه بعد أيام في 25 ايار، ذهبوا إلى الجنوب وقاتلوا، قدموا أعدادا كبيرة من الشهداء هناك، لن يقبلوا باحتلال جرودهم وفي جبالهم وعلى بوابات مدنهم وقراهم، وإذا كانت الدولة لا تريد أن تتحمل مسؤوليتها، فهذا الشعب وهؤلاء الشرفاء سيتحملون المسؤولية، ولن تمنعهم خطوط حمراء من تحقيق هذا الهدف".

ولفت "لذلك أريد أن أكون واضحا كثيرا، أنا ادعوـ الفرصة ما زالت متاحةـ أن تتحمل الدولة المسؤولية وأن يتحمل أيضا أصدقاء هؤلاء الثوار المسؤولية، طالما هم أصدقاؤكم وأصحابكم وحبايبكم، جيد مونوا عليهم. فالجنود اللبنانيون الذين كل يوم يتم التلاعب بأعصاب أهاليهم، كل يوم، هذه جريمة قتل على مدار الساعة، هؤلاء أنتم تقومون بدعمهم وبحمايتهم وتدافعون عنهم، اطلبوا منهم هذا الطلب. بكل الأحوال نحنـ لأكون دقيقا سأقرأهم أفضلـ منذ البداية قلنا نحن ذاهبون إلى معركة قطعا، هذه المعركة بدأت، ولكننا لن نتحدث عن زمانها، ولا سقفها الزمني ولا عن حدودها المكانية ولا مراحلها، قلنا هي ستتحدث عن نفسها، وقد تحدثت".

وأكد "الآن نحن في معركة مفتوحة أساسا في الزمان والمكان والمراحل، ومن حقنا ومن حق أهلنا في البقاع خصوصا بعلبكـ الهرمل، أن نتطلع إلى ذلك اليوم، الذي لا يتواجد فيه جماعات إرهابية، لا في جرودنا ولا على حدودنا ولا على بوابات قرانا ومدننا، هذا هدف مشروع، اعملي له أيتها الدولة اللبنانية، وإلا فالشعب اللبناني دائما كان صاحب المبادرة طوال التاريخ. وهذا الشعب الذي ألحق الهزيمة بالغزاة الصهاينة، مع كل جبروتهم، هو قادر بعون الله عز وجل على إلحاق الهزيمة بهذه الجماعات الإرهابية التكفيرية، مهما كان دعمها، وأيا يكن من يقف وراءها في هذا العالم".

وتعليقا على المؤتمر الصحفي الذي عقده العماد ميشال عون أمس، حول في موضوع الرئاسة، قال: "أريد أن أعلق أن العماد عون يحاول أن يقدم مخارج لمأزق السلطة والحكم حاليا في لبنان"، داعيا القوى السياسية إلى "دراسة هذه المخارج بشكل جدي"، موضحا "الذي فهمته أنه يوجد وفود من التكتل ستلتقي مع الكتل النيابية وتتناقش، جيد أنا أدعو إلى مناقشة جادة لهذه المخارج ودراستها وعدم إدارة الظهر بدون سبب، على أساس أن هذا مجرد كلام. كلا ليس مجرد كلام، يجب أن تؤخذ هذه الأمور بجدية كبيرة، لأن الأمور الداخلية على المستوى السياسي، ومأزق السطة وصل إلى حد حساس وخطير جدا.

فإما أن تناقش هذه المخارج، أو تقبل كلها، أو يقبل بعضها، والذي لديه مخارج أخرى فليتفضل. البلد لا يتحمل الانتظار، كلنا في لبنان نقول إن المفتاح هو انتخاب الرئيس، لأن هذا يحل لنا مشكلة التشريع بالمجلس النيابي، رغم أن موقفنا هو أن المجلس يحق له أن يمارس هذه السلطة، وهذا يحل لنا مشكلة الحكومة الـ24 وزيرا والرئيس التي يحكى عنها، وهذا يعيد ويدفع عجلة البلد إلى الأمام في الاستحقاقات الأمنية والاقتصادية والمعيشية القائمة".

وإذا رأى "أننا نحن متفقون على أن هذا هو المدخل، إذا جلس كل في بيته لن يحصل انتخاب للرئيس، وإذا كل شخص ألقى المسؤولية على الآخر، فنحن نسجل نقاطا على بعضنا، ولكن النتيجة أنه لا يوجد رئيس. انتظار الخارج بلا جدوى، يعني لا يوصل إلى رئيس. حصل رهان في الفترة السابقة على الحوار بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، أنه إذا كان بامكانهم أن يصلوا إلى مكان، بموضوع الرئاسة يبدو أنهم لم يصلوا إلى مكان. أيضا حصل رهان على حوار القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، لا أعرف إذا وصلوا إلى مكان بالموضوع الرئاسي، حصل الرهان على حوار حزب الله وتيار المستقبل في الموضوع الرئاسي، نحن قلنا إنه ليس لدينا مانع أن نناقش هذا الموضوع".

وأشار "كنا واضحين منذ اليوم الأول أن هذا الموضوع، لا يناقش معنا، بل يناقش مع العماد عون، كان هناك رهان على اجتماعات الأقطاب الموارنة الأربعة في بكركي، لكن لم يصلوا إلى نتيجة، إذا هؤلاء انتهوا، ولكن الآن نعود ونقول حوارا، ولكن من مع من، لن يوصل إلى مكان، الاقطاب الأربعة يعودون ويجتمعون في بكركي، إذا اجتمعوا فهذا جيد، ولكن لن يصلوا إلى أي مكان. إذا كل الذي جاوبنا عنه انتهينا منه. يجب أن نفتش عن مخرج، بالعالم حتى عندما يصلوا إلى أزمة ليس لديها حل دستوري يقومون بالبحث عن حلول، يوجد فكرة من وحي الأفكارالتي طرحها العماد ميشال عون، لكن أنا افضل أن نناقش داخليا بها، وأيضا طالما أن الكتل النيابية ستتلاقى مع بعضها سأؤجل الحديث عنها ، لكنا أنا أدعو إلى أخذ ما قاله الجنرال عون بجدية عالية، بعيدا عن بعد التحليلات السخيفة، يعني مثل تحليلات معركة القلمون قبل ان تبدأ".

وطلب من المعنيين "خذوا الأمور بجدية عالية، الأمور على درجة عالية من الحساسية والأهمية، ناقشوا المخارج، اطرحوا مخارج، فلنبحث عن مخرج لمأزق السلطة، ولا ندفش بعضنا، ليس لأحد مصلحة، نحن متهمون أو أحد متهم بالفراغ الرئاسي، أبدا، ليس لأحد مصلحة بالفراغ الرئاسي في لبنان، المصلحة الوطنية العليا والكبرى، هو أن ينتخب رئيس، أن تمشي عجلة السلطة ونخرج من كل هذه المأزق والطرق المسدودة، ولكن نحن بحاجة إلى مبادرات وإلى معالجات".

وإذ حيا "شعب البحرين الذي يواصل وللسنة الخامسة تظاهراته، وحراكه السلمي بكل وعي وعزم ويواجه القمع وعذابات السجون، آلاف المسجونين"، رأى أن "أوضاع السجون في البحرين مؤلمة جدا، وليس لأنها مخالفة لأبسط حقوق الإنسان، فهناك أمور مفجعة تجري في السجون البحرينية، في ظل صمت وسكوت عالمي. أقول لشعبنا المجاهد والمناضل والشريف في البحرين: رهان السلطة كان دائما على الوقت، هم يراهنون ويريدون أن تحبطوا وأن تتعبوا وأن تيأسوا، لذلك يعتقلون علماءكم وقادتكم ورموزكم ويزجون بهم في السجون، ويقمعون حركاتكم ويوصدون أبواب الحوار لكي تتراجعوا وتيأسوا وتحبطوا، مثل أي ثورة شعبية، ما تطلبونه لا يمكن أن ينال لا بالتمني وفي الوقت القصير، وخصوصا في ظل تخاذل الدول والعالم عن نصرتكم".

واعتبر أن "الخيار الوحيد المتاح للشعب البحريني هو أن تواصلوا سيركم في المسار الصحيح الذي اخترتموه وبدأتموه وسلكتموه، نضالكم المشرف يحتاج إلى هذه التضحيات وإلى هذا النفس الطويل الذي تملكونه وتعرفون به، يجب أن يكون لديكم كل الثقة بأنكم الأقوياء بالرغم من تجبر هذه السلطة، التي تذهب إلى كامب ديفيد لتطلب من الشيطان الأكبر دعمها وحمايتها خوفا من شعبها، كما هو حال الآخرين. إذا الأفق يبقى مفتوحا والحراك مستمر، الوفاء للعلماء، للقادة، للرموز، لكل أولئك الذين يعانون في السجون، للشهداء، للجرحى. أنتم أهل الوفاء، وما تفعلونه في كل يوم، هذا التواصل الدائم في الحراك هو الذي في نهاية المطاف سيؤدي إلى النتيجة وتحقيق آمال الشهداء والجرحى والسجناء والعائلات الشريفة التي تحملت حتى الآن".

وعن الأوضاع في اليمن، قال: "في اليوم الثاني والخمسين لبدء العدوان السعودي الأميركي على اليمن، يجب أن نجدد إدانتنا لهذا العدوان السعودي الأميركي على اليمن وشعبه وجيشه وكل ما فيه، في ظل الصمت العالمي المستمر، وفي ظل كل هذه التطورات القاسية التي تحصل. في اليوم 52 سنقول ما قلناه في اليوم 40 وقبله ومن أول يوم، هذا العدوان لن يحقق اهدافه، في اليوم 52 نقول فشل في تحقيق أهدافه، آخر مرة في اليوم 40، قلت فشل في تحقيق أي من أهدافه، فلتدلوني عن هدف واحد فقط، طبعا سيقومون بشتمنا، يا اخي أنت فلتأت بالبيان الصحفي أو بيان التحالف السعودي، وضع الأهداف واخرج وقل للعالم كله، إن هذا واحد من الأهداف المعلنة لعاصفة الحزم وقد تحقق".

أضاف "الذي حصل حتى الان في اليمن، هو فشل على فشل، بل اكثر من الفشل، والذي يتحقق أن الذي يحصل في اليمن حتى الآن، هو عكس الاهداف. يعني إذا كان الهدف هو إخضاع اليمنيين، اليوم هناك تمرد يمني وإصرار يمني على الاستقلال وعلى العزة وعلى السيادة وعلى الكرامة وعلى رفض الهيمنة. إذا كان المطلوب هو تفكيك الجيش اليمني، الجيش اليمني يزداد تماسكا. إذا كان المطلوب كسر أو إضعاف أنصار الله فأنصار الله تزداد قوة وحضورا وثباتا. إذا كان المقصود العنوان المدعى هو هيمنة إيران ونفوذ إيران، لقد قدمتم أنتم إيران كأهم صديق وأعز صديق للشعب اليمني من خلال مواقفها ومن خلال أدائها ومن خلال سلوكها، وقدمتم أنفسكم أبشع الأعداء لهذا الشعب. إذا كان التهديد وكل هذا الذي تكلمنا فيه، اليوم الذي يحصل هو عكس الأهداف، يعني لم يفشلوا فقط في تحقيق الاهداف، بل الذي يحققه عدوانهم هو عكس الأهداف، التي كانوا يبحثون عنها".

وأكد أن "المشهد الحقيقي الآخر الذي لا يجوز إغفاله، نعم يوجد شيء حققوه: الدمار، القتل، أعداد كبيرة، هذه إحصاءات رسمية، منظمات دولية، وليس إحصاء القوى اليمنية التي تقاتل العدوان، أعداد كبيرة من الأطفال وأعداد كبيرة من المدنيين ومن الشهداء والجرحى، الدمار الهائل. وهناك شيء عجيب اسمحوا لي أن أسألهم في هذه الدقائق المتبقية، يعني مثلا أنت تفهم أن يقوم جيش أو سلاح جو بأي شيء، ولكن أن يهاجم أضرحة؟ مثلا مساجد، هذا ليس بجديد عليهم، إسرائيل قصفت مساجدـ اسمحوا لي للأسف الشديد أريد أن اقارن مع إسرائيل ـ ولكن اضرحة؟ مثل ضريح الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، يطلع بطائرات 14 غارة ليدمر قبرا، وعليه بعض الأعمدة وقبة، لماذا؟ فليقم خبراء عسكريون وسياسيون مفكرون ليشرحوا لنا ما تفسير هذا، وفي رأس الجبل، لا يمكن أن يتسع لمحمولة ولا ذخيرة، لا يوجد شيء فوق، لماذا؟ تصل بعده إلى تدمير مسجد تاريخي وضريح ومقام أكبر أئمة الزيدية في اليمن، الإمام يحيى بن الحسين من ذرية الإمام الحسن المجتبى؟ لماذا؟ السيد حسين، نقول هذا أسس الشباب المؤمن وأنصار الله وصنع لكم مشكلة! ماشي الحال. لكن إمام من أئمة المسلمين أو طائفة عزيزة من طوائف المسلمين، وقبل أكثر من ألف سنة توفاه الله سبحانه وتعالى. لماذا تعمدون إلى قصفه؟ القلاع، الآثار الحضارية في اليمن، لماذا تعمدون إلى قصفها؟".

واشار "أنا لدي تفسير واضح، هذا عقلهم، هذا فكرهم، هذه ثقافتهم، هذا الفقه الصحراوي البدوي الخاص بهم، الذي لا يمت إلى محمد بن عبد الله بصلة، الذي بعث رحمة للعالمين في مثل هذه الأيام. لأنهم في السعودية فعلوا الأمر ذاته وقد تحدثنا عن هذا سابقا. هذه هي المرجعية الفكرية لداعش، الذي تصنعه داعش في العراق وفي سوريا وغيرها، هذه مرجعيته الفكرية، لكن هناك أناس يرسلون سيارات مفخخة أو في المعاول وهناك أناس من خلال سلاح الجو. ألا يحتاج هذا الأمر إلى توقف عنده؟ تقوم بقتل شعب، وتقدم لذلك مبررات، لكن ما هي مشكلتك مع الميتين؟ ما هي مشكلتك مع الشهداء؟ ما هي مشكلتك مع القلاع والآثار الحضارية والتاريخية؟ أي أحد يجد تفسيرا غير الذي قلته فليقدمه لنا".

واعتبر أن "الأخطر في هذه الحرب، في هذا العدوان السعودي الأميركي على اليمن، وفي هذه المباشرة السعودية في العدوان، هل تعلمون ما هو أخطر شيء؟ أنهم لم يتركوا محرمات، لم يتركوا خطوطا حمرا في العدوان، لم يدعوا شيئا يناقش لاحقا، أو يقال لأحد بعدهم: لماذا فعلت هذا؟ هنا، أنا آسف جدا. أنا واحد من الشعب اللبناني الذي عاش كل هذه المعاناة مع العدو الإسرائيلي، وهذا الشعب الذي خاض حروبا مع العدو الإسرائيلي وهذه فلسطين وهذه شعوب المنطقة. هذا العدو الحاقد المتوحش، مرتكب المجازر، الذي بقر بطون النساء وارتكب المجازر في مثل هذه الأيام في دير ياسين وغيرها في فلسطين المحتلة، لكن لم يقصف لا أضرحة ولا مقامات، لا مقام السيد عباس انتقم منه في حرب تموز، ولا ضريح الشيخ أحمد ياسين ولا ضريح الشهيد فتحي الشقاقي، لم يضرب أضرحة، لم يقصف مقامات دينية، مع أنه "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" لماذا أنتم فعلتم ما فعلتم وهو لم يفعل ذلك؟ طيب، مستشفيات، أنا قمت بدراسة وإحصاء ومراجعة، هناك حالات قليلة أو نادرة قام بها هذا العدو الصهيوني المتوحش بقصف مستشفيات، لكن عدوا المستشفيات التي قصفت في اليمن حتى الآن بفعل العدوان السعودي؟".

ولفت "الفكرة التي أريد قولها، السابقة الخطيرة التي يقوم بها العدوان السعودي في حربه على اليمن أنه لم يبق لا لجيش أميركي ولا لجيش إسرائيلي ولا لجيش يغزو ويعتدي ولا لجماعات إرهابية لم يبق حرمة لشيء، لا لأحياء، ولا لأموات، ولا لبشر ولا لحجر ولا لمقاتلين ولا مدنيين ولا لماض ولا لحاضر ولا لكرامة، وإلى ماذا يؤسس هذا على مستوى المنطقة ككل؟ لذلك أمام هذا النموذج الخطير جدا، نعود ونردد ما كنا نقول منذ اليوم الأول: مسؤولية الأمة أن تقف في وجه هذا العدوان الذي يؤسس لأبشع أشكال العدوان، ويبرر لكل الذين يغزون في المستقبل، أو يشنون حروبا في المستقبل على شعوبنا وعل دول منطقتنا وعلى أمتنا كل ما يمكن أن يلجأوا إليه. أسأل الله سبحانه وتعالى النصر والعون والصبر والثبات لهذا الشعب اليمني العزيز، لهذا الشعب البحريني العزيز، لكل هذه الشعوب، العراقية والسورية وعلى امتداد عالمنا العربي والإسلامي، التي تعاني من هذا الخطر التاريخي، الذي باعتقادي يوما بعد يوم يثبت أنه لم يسبق له مثيل حتى الآن".

وختم "حتى لا تتكرر النكبة، ونواجه نكبة أكبر يجب أن نتحمل المسؤولية، نحن كجزء من اللبنانيين، كجزء من الأمة، مصرون على تحمل هذه المسؤولية، مهما بلغت التضحيات، وسنستطيع مع كل الشرفاء في أمتنا، مع كل المقاومين، مع كل الجيوش التي تحمل الوعي التاريخي وتتحمل مسؤولية، مع كل القادة أن نصل بأمتنا إلى بر الأمان، وأن نخفف من المصيبة التي ستأتي بها هذه النكبة، وأن نمنع أن تحقق النكبة الجديدة أو المشروع الجديد أهدافه، على أن نمنع أن يحقق المشروع الجديد أيا من أهدافه على مستوى الأمة، حتى لو تطلب ذلك حجما كبيرا من التضحيات. نحن نريد أن نعيش بكرامة، أن نحيا بعزة، وهذا ما يتطلب التضحية مهما غلت هذه التضحيات".

 

إيران تهدّد دول الخليج

 داود الشريان/الحياة/17 أيار/15

الرئيس الأميركي باراك أوباما، قال في تصريحات بثّتها قناة «العربية»، أن واشنطن ستُساعد دول الخليج العربية على «مواجهة أي تهديد عسكري تقليدي، على غرار غزو العراق للكويت في 1990، وتحسين التعاون الأمني للتصدّي لبواعث القلق في شأن أفعال إيران التي تزعزع استقرار المنطقة». هذه التطمينات لم تعكسها وسائل الإعلام في السعودية ودول الخليج. جرى تضخيم «الخلاف» بين واشنطن والرياض، على خلفية المفاوضات الأميركية - الإيرانية حول النووي الإيراني. المفاوضات الإيرانية - الأميركية لا تعبّر عن تخلّي واشنطن عن أمن السعودية والخليج. لكنها محاولة واقعية للتعامل مع موقع إيران وامتلاكها سلاحاً نووياً، سعياً إلى احتوائها. وعلى رغم التشكيك في اهتمام واشنطن بأمن دول مجلس التعاون، إلا أن الرسالة الأميركية التي جاءت على لسان الرئيس أوباما، كانت واضحة: «سنعمل على ردع أي تهديد يمسّ دول المجلس». بعض الكتاب في الخليج، سعى إلى تصوير مستقبل العلاقات الأمنية بين واشنطن والرياض، كأن الإدارة الأميركية قررت التخلّي عن تحالفها مع السعودية الذي يمتد إلى ثلاثينات القرن الماضي، لمصلحة طهران، وهذا الكلام يفتقر إلى الواقعية. لكنّ أحداً لم يتطرق إلى طبيعة علاقات دول المجلس منفردة بإيران، وخطورة هذا على أمن السعودية. جرى الحديث عن التهديدات الإيرانية كأن دول الخليج كتلة واحدة. صحيح أن طهران لا تعترف بمجلس التعاون كمنظمة إقليمية، وهي تعتبره تكتلاً نشأ لمواجهتها مع بداية الحرب العراقية - الإيرانية. لكن واقع الأمر، أن العلاقات بين طهران وبعض العواصم الخليجية لا تعكس موقفها من المجلس. عُمان ليست لديها مشكلة مع إيران، والعلاقات بين البلدين ظلّت على مستوى عال من التنسيق والتفاهم منذ قيام الثورة الإيرانية وحتى الآن. الإمارات هي أكثر دول الخليج انفتاحاً اقتصادياً على إيران، وخلال الحرب العراقية - الإيرانية كان موقف أبو ظبي أقرب إلى الحياد، وسعت إلى وقف الحرب، فضلاً عن أنها الشريك الأول لإيران في المنطقة، والجالية الإيرانية كبيرة في الإمارات، وتمتلك مئات الشركات، وخلال العام الماضي شهد البلدان زيارات لمسؤولين من البلدين كرست هذه العلاقة التي تصفها البيانات الرسمية بالاستراتيجية، فضلاً عن أن الإمارات باركت الاتفاق النووي الإيراني - الغربي. أما قطر فكانت على الدوام الأكثر قرباً من إيران، وسعت إلى خلق حال من التوازن بين علاقاتها مع إيران ووجودها في مجلس التعاون. وهي أول من كسر المقاطعة مع إيران، بل نادت بإشراكها في مهمات حفظ الأمن في المنطقة باعتبارها الأكبر والأقوى.

لا شك في أن التهديد الذي تمثّله إيران في المنطقة، موجّه في المقام الأول إلى السعودية. أما تهديد دول الخليج، فهو وصف غير دقيق في تفاصيله، وليس صحيحاً في مجمله. لهذا، فإن السعودية في حاجة إلى موقف خليجي موحّد من إيران قبل أن تكون في حاجة إلى تعزيز التعاون العسكري مع واشنطن. الأكيد، أن بعض دول الخليج لديه سياسة مزدوجة تجاه إيران، إحداها تحت قبة مجلس التعاون، والأخرى في العلاقة الثنائية مع طهران. دول الخليج ذهبت مع السعودية إلى «كامب ديفيد» على اعتبار أن لها موقفاً موحداً تجاه التهديدات الإيرانية ضد السعودية، وهذا غير صحيح.

 

في أن العد التنازلي لنهاية الأسد يتسارع

 مصطفى كركوتي/الحياة/17 أيار/15

«الكتابة على الجدران» تعبير يستخدم عادة لوصف ما هو متوقع الحدوث، ولكن إزالة الكتابة عن الجدران أو طمسها بلون غامق- والمقصود هنا شعار «الأسد إلى الأبد»- هي حالة بدأت تنتشر في العديد من المدن الرئيسية في مناطق لا تزال خاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد، بما في ذلك اللاذقية وطرطوس والعاصمة دمشق. فإن كان هذا يدل على شيء بعد سقوط حوالى ثلثي البلاد بيد أطياف معارضة ومناوئة للنظام، فهو من دون شك يعكس إحساساً عارماً لدى السوريين في مناطق النظام بأن العد التنازلي لما تبقى من عمر حكم الأسد بات أسرع الآن. هذا الشعار الفاقع، «الأسد إلى الأبد»، عرفه اللبنانيون أيضاً، وهو ترسّخ ضمن أدبيات بروباغندا النظام إثر محاولة قيل إنها كانت «مسعى للانقلاب» على الأسد الأب وهو يرقد في غرفة الإنعاش في مطلع الثمانينات تردد أن شقيقه رفعت كان ضليعاً فيها. في الواقع ثمة محاولات لترسيخ صورة الديكتاتور أولاً، و «السلالة» لاحقاً، انطلقت خلال وقت قريب بعد استلام الأسد الأب الحكم في انقلاب هادئ في تشرين الثاني (نوفمبر) 1970. ونعرف كيف انتقلت السلطة إلى وريثه بشار بعد وفاته عام 2000، إثر ترتيب استغرق دقائق حيث عُدِّل أحد بنود الدستور بخفض عمر الرئيس كي يناسب عمر بشار ويُنَصَّبَ رئيساً للبلاد.

ومعروف أن الرئيس الراهن ما كان له أن يتقلد أي منصب سياسي، دعك من أن يصبح رئيساً للبلاد، في ما لو لم «يشغر» منصب وريث الوالد بوفاة شقيقه الأكبر العقيد باسل الأسد في حادث سير في الساعات الأولى من صباح يوم 21 كانون الثاني (يناير) 1994، إثر اصطدام سيارته المسرعة بآخر دوّار قبل مطار دمشق الدولي. باسل الأسد، الذي كان على وشك أن يُرقى إلى رتبة جنرال، كان مهيأ ومدرباً سياسياً وعسكرياً لخلافة والده وفقاً لما كان شائعاً في البلاد. في كل الأحوال، قد يقول قائل إن كل هذا أصبح في عهدة التاريخ ولكنه في الواقع لا يزال مرتبطاً نوعاً ما بالوقت الراهن، لا سيما مع حالة تهيؤ سكان مناطق النظام السوري لاستقبال الحياة في مرحلة ما بعد سلالة الأسد. وفقاً لمعلومات تناقلتها أوساط من جالية رجال الأعمال السوريين الذين خرجوا من سورية أن العديد ممن لا يزالون ينشطون في بلادهم ممن أثروا تحت ظلال النظام وحمايته (الأصح مشاركته)، تمكنوا مؤخراً من تهريب أجزاء كبيرة من ثرواتهم وأموالهم إلى لبنان. كما تمكن بعضهم من نقل جزء من هذه الثروات إلى صناديق أكثر أمناً في عواصم أوروبية مختارة. وهناك ممن بقوا في سورية لا يزالون ينشطون مكرهين لسببين رئيسين: الأول، الخوف من ابتزاز أجهزة النظام لهم وتهديدهم بخطف أفراد من أسرهم على سبيل المثال، والثاني جشع بعضهم الذي لا ينضب للنهب، بإدارة أسواق موازية تقرر بقوة سعر الدولار يومياً.

يضاف إلى ذلك أنه ليس أمراً غير عادي عندما يترامى لمسامعك كيف أن ثمة مواطنين معروفين بموالاتهم وتعاطفهم مع النظام وتربطهم به مصالح مختلفة من سكان العاصمة دمشق خلال سنوات «الربيع العربي» الأولى، باتوا يتحدثون الآن بجرأة، بعد أن كان الحديث يجري همساً، عن ضرورة اتخاذ ترتيبات سريعة لمغادرة الأسد وأفراد أسرته، بما في ذلك ابن خاله الملياردير رامي مخلوف، إلى خارج البلاد. ويحذر هؤلاء من أن «التأييد الأعمى» للنظام لم يعد الخيار المناسب.

وواضح أن هذا يعكس ما يعتبره كثيرون داخل سورية بداية جادة لما يطلقون عليه اسم «انحسار» الدعم الشعبي للنظام في مناطق نفوذه. ويلاحظ كيف أن بعض هؤلاء الذين يقفون في مقدمة نقاد النظام من أبناء الأقليات المسيحية والعلوية والإسماعيلية. فالمسيحيون في سورية يقفون تقليدياً منذ 1970 مع نظام أقلوي سعياً وراء الحماية في ظل مناخ تنعدم فيه الحياة البرلمانية الحقّة وحقوق الإنسان. وبات هؤلاء، مسيحيين وعلويين، يشعرون الآن بالخوف من اقتراب نهاية النظام. فقد وقعت مؤخراً «مناوشات» محلية لم يعلن عنها بين قرية القرداحة الكبيرة، مسقط رأس سلالة الأسد، الواقعة في ريف محافظة اللاذقية، وبين بعض القرى الأصغر المحيطة بها حيث وقعت بعض الإصابات، لانتقاد سكانها النظام ورئيسه.

ويلاحَظ كيف أن عدداً متنامياً من أبناء الطائفة العلوية، لا سيما أصحاب المهن منهم (أطباء ومهندسون ومحامون وغيرهم) يبدون قلقاً واسعاً إزاء ما يصفونه بـ «سياسة النظام الضيقة الأفق» جراء التسليم الكامل لقرارها الوطني إلى إيران وإعطاء طهران السلطة التامة تقريباً لاتخاذ القرارات نيابة عن سورية في مفاوضاتها الإقليمية الشاملة مع واشنطن، ما يهدد بوضع سلامة ومصالح هذه الطائفة تحت تهديد مباشر ومطلق في المستقبل. والأنكى أن هؤلاء يعتبرون موافقة النظام على استقبال ميليشيات «حزب الله» كي تلعب دوراً كبيراً ليس في إنقاذه من السقوط فحسب، بل أن تساهم في قتل مواطنين سوريين حتى لو كانوا من بين صفوف المعارضين لنظام الحكم، إجراء غير مقبول في ظل كل الاعتبارات.

وكان بعض أفراد الطائفة العلوية، بينهم مسؤولون سابقون ومنهم من شغلوا مناصب وزارية في عهد الأسد الأب، حذروا مؤخراً من أن لعبة إيران في المنطقة أكبر من النظام ومن سورية نفسها. ويردد هؤلاء أنه عندما تتوفر اللحظة المناسبة أثناء عملية تصليب العلاقات الثنائية الجارية على قدم وساق بين الولايات المتحدة وأوروبا (وروسيا والصين إلى حد ما) وبين إيران، فإن طهران ستجد نفسها في تلك اللحظة جاهزة لإسقاط ورقة نظام الأسد من حساباتها الإقليمية. والمراقب لسلوك موسكو في الأسابيع القليلة الماضية إزاء النظام في دمشق، يلاحظ كيف أن روسيا باتت منزعجة من رفض الأسد مناشداتها المتتالية للتعاون مع جهودها للانطلاق بحوار جاد آخر مع المعارضة. ومن المحتمل أن يؤدي هذا، وخاصة إذا استمر الأسد في فشله أخذ رغبات الروس في الاعتبار، إلى تردد موسكو في المحافظة على مستويات دعمها المتعدد الأوجه لنظامه.

الشعب يريد إسقاط أوباما!

الحياة/17 أيار/15/ عمر قدور

بعد قرار قادة خليجيين عدم المشاركة شخصياً في قمة كامب ديفيد، صار واضحاً عدم خروج القمة بما يرضي الطرفين، فأوباما لن يحصل منها سوى على كلام خليجي يؤكد الرغبة الإقليمية في عدم رؤية إيران نووية، ولن يحصل الطرف الخليجي سوى على كلام أميركي قديم عن الحلول السياسية «الوردية وغير المنظورة» لملفات مثل سورية واليمن والعراق. وإذا كانت بداية انطلاقة «عاصفة الحزم» قد أوحت بعودة التفاهم الأميركي - الخليجي، فتجميدها بوساطة أميركية يعني أن إدارة أوباما حصلت على ما تريده منها حتى الآن، ولم تعد العملية نافعة للضغط في مفاوضاتها النووية مع إيران.

في أحسن حالاته، كان موقف الإدارة ينصّ ضمنياً على المقايضة بين اليمن وسورية، حيث يُسمح لدول الخليج بالتخلّص من التهديد الإيراني المباشر في اليمن لصالح الاعتراف بالنفوذ الإيراني في سورية ولبنان والعراق، ولا بأس أحياناً ببعض الضغط في سورية فقط، لحثّ إيران على المساهمة في حلّ تجميلي غير ملحّ الآن. لقد كان التقدّم الميداني للقوى المناهضة للأسد من أهم منجزات «عاصفة الحزم»، حتى قيل إنها تحدث في اليمن بينما تنجز أهدافها في سورية، وهذا جانب لا تتمناه الإدارة «للخصم» الإيراني.

ولعلّ أخطر افتراق خليجي - أميركي يتمثل بالضغط من أجل «تبريد» عاصفة الحزم، إذ لا يُخفى أن نجاحها الأول على جبهتي اليمن وسورية أربك القيادة الإيرانية، وهدد جدياً بإيقاف أحلامها الإمبراطورية، وارتفع سقف التوقعات بأن تطاول العاصفة «الجوية» سورية لاحقاً. نهج الإدارة الأميركية، كما يتّضح في الملف السوري، معاكس تماماً للتوقعات السابقة، وعطفاً على سلبيّتها إزاء التمدد الإيراني والشعور بالحرج إزاء الحليف الخليجي، ليس مستبعداً أن تعمل على جعل الملف اليمني يلتحق بنظيره السوري، بمعنى جعل اليمن ساحة استنزاف للقوى المحلية وداعميها الإقليميين.

ربما سيكون من التسرّع فهم الاتفاق النووي على أنه يضمر رضى أميركياً بزعامة إيرانية في المنطقة، تكتيكات أوباما ليست جريئة إلى هذا الحد. من جهة أخرى، لا يضير إدارته أن تنفق إيران أرصدتها المجمدة، مع رفع العقوبات، على نشاطات عدائية خارج الحدود، طالما ستبقى محكومة بعدم الانتصار. لقد رأى أوباما من قبل في الحرب السورية، محرقة لإيران وروسيا والمتطرّفين، ما يستدعي عدم تدخل إدارته، حتى فورته ضد «داعش» سرعان ما همدت، وتحوّل التنظيم إلى جزء من العدة الدبلوماسية لإدارة الصراع في المنطقة. ولن يضير إدارة أوباما في شيء تقديم أسلحة دفاعية متطوّرة لدول الخليج، في الوقت الذي لم يعترض فيه وزير الخارجية جون كيري على صفقة صواريخ روسية متطوّرة لإيران، فسباق التسلّح واستمرار النزاعات في المنطقة شأن ثانوي ضمن استراتيجيتها للتوجّه إلى الشرق الأقصى. ومع أن العامل الإسرائيلي لم يعد المحرّك الرئيسي للسياسة الأميركية، كما يروّج كثر في المنطقة، إلا أن هذه السياسة لا تزعج إسرائيل التي افتقرت أيضاً في السنوات الأخيرة، إلى قادة كبار وسياسات طموحة، ولو كانت سياسات أوباما تشكّل خطراً على أمن إسرائيل، لتحرّك اللوبي اليهودي بقوة. بل بوسع إدارة أوباما المباهاة بأنها خلّصت إسرائيل من التهديد النووي الإيراني، بعد التخلّص من ترسانة النظام السوري الكيماوية، ولن تغيب عن المشهد مشاركة «حزب الله» في الحرب على السوريين، وعدم الاعتراض الأميركي عليها، بعدّها خدمة لأمن إسرائيل. فغالب الظنّ، أن هذه ستكون العدة الديموقراطية الموجّهة للناخب اليهودي في الانتخابات الأميركية المقبلة.

ضمن هذا السياق، يمكن فهم زيارة كيري الأخيرة لموسكو، فهي فجأةً أعادت بعث مبدأ الشراكة بين الطرفين، مع الأخذ بالاعتبار تحفّظات موسكو على «عاصفة الحزم» وتمسّكها حتى الآن بحلّ يُبقي على رأس النظام السوري ويكون بقيادة سورية! في جانب منها، إعادة الدفء إلى الدبلوماسية الروسية - الأميركية المشتركة، هي بمثابة تطويق للجهد الخليجي، واستباق لأي تصعيد جديد ضد نظام الأسد، بخاصة مع العودة بتفاهمات مشتركة عن الحل السياسي تُطرح لإحراج قادة الخليج في كامب ديفيد. بمعنى آخر، وقبل توجّه خليجي مرتقب لإقناع موسكو بالتخلي عن الأسد، ذهب كيري لينجز صفقة مغايرة يلوّح بها كتفاهم دولي، ويستخدمها الروس لتعزيز سياستهم السورية المعروفة.

سابقاً، قيل الكثير عن رغبة الإدارة في ترتيب شؤون المنطقة وهي تتجه شرقاً، والبعض رأى «ولا يزال» في موافقتها على التمدد الإيراني، دليلاً على تحالف جديد ينشأ مع الاتفاق النووي. لكن الأقرب إلى الوقائع حتى الآن، هو عدم اكتراثها باستمرار حالة الصراع في المنطقة، وحتى تفضيلها على باقي الخيارات ما دامت تستقطب المزيد من المتطرفين، وفي طليعتهم أولئك القادمون من الغرب نفسه. الاختلاف الكبير بين الإدارة ودول الخليج حالياً، يتمحور حول هذه النقطة تحديداً، فدول الخليج ميالة تقليدياً إلى استقرار المنطقة، وطالما دفعت من رصيدها السياسي ثمناً له، ومهما كانت النتائج لا تحبذ صراعاً طويل الأمد، على العكس من التيار الإيراني المتشدد الذي يحتاج الصراع لاعتباراته الداخلية.

محكّ النجاح في قمة كامب ديفيد وما يتلوها هو الملف السوري، لأن حسمه سيؤذن بحسم العديد من الملفات الإقليمية الأخرى العالقة، ومن دون التوافق على تنحية رأس النظام لن يكون هناك حسم. الدلائل كافة تشير إلى عدم رغبة الإدارة في وضع ثقلها السياسي لدعم هذا الحل، والأقل كلفة تركُ الصراع مفتوحاً فيما تبقى من عمرها، وهو احتمال يريحها ولا يزعج الخصوم الجمهوريين، سواء كانوا من أنصار «الفوضى الخلاقة» أو من الذين يتربصون لاستغلال أخطائها انتخابياً.

بخلاف ما يردده المسؤولون الأميركيون أخيراً، لم يكن مطلوباً منهم القيام بالمهمات بدلاً من الآخرين، المطلوب عدم إعاقة الآخرين عن حسم الملفات العالقة، ولعب دور إيجابي بدل تحويل سياسة «اللاعب الخلفي» كوسيلة للإبقاء على الصراع وإدارته، أو كوسيلة لتكسُّبٍ تدفع المنطقة ثمنه. ثمة طرفة سورية قديمة عن أميركي يتحدى سورياً أن بإمكانه الهتاف بإسقاط رئيسه في شوارع أميركا، فيجيبه السوري أن بإمكانه أيضاً الهتاف بإسقاط الرئيس الأميركي في شوارع دمشق. طرفة تحضر بمرارة أكبر إذا بات على شعوب المنطقة القول: الشعب يريد إسقاط أوباما. بدل: الشعب يريد إسقاط النظام.

 

لبنان: كي لا تظل هناك أوهام عن حقيقة الاحتلال

أياد أبوشقرا/الشرق الأوسط/17 أيار/15

إذا قيّض للحكم الصادر أخيرًا عن المحكمة العسكرية في بيروت بحق الوزير والنائب اللبناني ميشال سماحة أن يكون نهائيًا، فإنه سيغادر سجنه خلال سبعة أشهر، هي ما تبقّى له من إجمالي فترة «محكوميته» البالغة أربع سنوات ونصف السنة. لمن يهمه الأمر، «سنة سجن» وفق القانون اللبناني تعني تسعة أشهر وليس 12 شهرًا. وسماحة أقرّ، بصوته وصورته، بنقل متفجّرات لاستهداف تجمّعات وإفطارات رمضانية وقتل شخصيات سياسية ودينية مسلمة ومسيحية وأشخاص أبرياء يتصادف وجودهم في الأماكن المقرّر استهدافها. وأقرّ أيضًا بأنه ضالع بجريمته الجماعية بالتنسيق مع رئيس جهاز أمني غير لبناني هو اللواء علي المملوك، أحد أركان الجهاز الأمني في النظام السوري. ووفق التحقيق القضائي، كانت غاية مؤامرة سماحة – المملوك إشعال فتنة طائفية أمنية في لبنان تتيح مجدّدًا لما كان يُعرَف بـ«النظام الأمني السوري - اللبناني»، التابع لحكّام إيران وحرسهم الثوري، وضع اليد على البلاد، وذلك لأول مرة بعد سحب الأسد جيشه عام 2005 إثر جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه و«الانتفاضة الشعبية» التي نتجت عنها.

حُكم المحكمة العسكرية «المخفّف جدًا» صدم قطاعًا واسعًا من اللبنانيين يدرك أن ما ارتكبه سماحة أكبر من مجرّد «نقل أسلحة ومتفجرات»، بل كان يشمل التخطيط للقتل، وإثارة فتنة طائفية لا تُبقي ولا تذَر.. ولا تُحدّ تداعياتها. وهو يشكل إهانة للعدالة في لبنان حيث يسجن موقوفون في رومية لسنوات مع أنه لم تصدر بحقهم أحكام. ولكن من دون الخوض في متاهات قانونية يجب القول إن سماحة ما كان لينفذ جريمته منفردًا، أو حصرًا مع شريكه علي المملوك.ففي لبنان «واقع احتلال»، لا تنفع التعابير المهذبة بتغييبه أو تجهيل بطله. وأصلاً، عندما كان معظم اللبنانيين يوجّهون أصابع الاتهام لنظام الأسد بقتل الحريري ورفاقه، كان السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، يقدّم الهدايا للقادة السوريين الأمنيين الذين تحكّم جهاز «أمنهم واستطلاعهم» بمقدّرات اللبنانيين لثلاثة عقود، تحت شعارات «شكرًا سوريا». هؤلاء أسهموا تحت أوامر أسيادهم في طهران ببناء «دويلة حزب الله» التي مرّ بعض الوقت قبل أن ينكشف حجمها ودورها وولاؤها الحقيقي.

دلالة المشهد ذلك اليوم كانت أبلغ من أن تعبّر عنها كلمات..

غير أن تظاهرات «شكرًا سوريا» يوم 8 مارس (آذار) عام 2005 استولدت ردّ فعلٍ شعبيًا عفويًا يوم 14 مارس غصّت معه ساحات بيروت بشعب اكتشف نفسه وثأر لكرامته، فولّدت قوة الدفع التي أخرجت بعد أسابيع القوات السورية من لبنان، وأنتجت تيار «14 آذار» الاستقلالي العابر للطوائف والأحزاب. لكن ما حصل فعلاً هو أن «محوَر طهران – دمشق» خسر جولة ولم يخسر الحرب. وكل خسارته في حينه ما زادت عن اضطراره لإخراج حزب الله من ظل «النظام الأمني السوري – اللبناني»، وتسليمه علنًا المهام الموكلة إليه أصلاً، بعدما ظل لسنوات عديدة يعمل ويبني ويتوسّع بصمت.

نعم، بعد انسحاب القوات السورية اضطر الحزب لأن يسفر عن وجهه، فيضطر للجَهر بمعاداة فريق كبير من اللبنانيين، بعدما كانت شعارات «المقاومة» التي يرفعها مُقنعة حتى لمن يخالفونه المواقف، ولأولئك الذين لم يتنبّهوا في حينه لتحفظه على «اتفاق الطائف».

ومن ناحية أخرى، بدأ «محوَر طهران – دمشق» عبر أدواته من المسيحيين عملية اختراق الكتلة المسيحية في تيار «14 آذار» لشقها من الداخل. وتم له ما أراد إثر التفاهم مع ميشال عون، الذي طالما صدّق مناصروه مزايداته «السيادية» و«الاستقلالية» وادعاءه العداء للحكم السوري وأبوّته «قانون محاسبة سوريا» في الكونغرس الأميركي و«قرار مجلس الأمن الدولي 1559». ومع إكمال عون تحالفه مع حزب الله وأتباع دمشق في لبنان تأمّنت التغطية المسيحية المطلوبة لإسباغ شكل «وفاقي» على «المحوَر» بحلته الجديدة، لا سيما بعدما بدأت تظهر شكوك حول تورّط عناصر في حزب الله بتنفيذ اغتيال الحريري ورفاقه، بالإضافة إلى شخصيات سياسية وإعلامية وأمنية محسوبة على «14 آذار» جرت تصفيتها تباعًا.

حزب الله، مستفيدًا من غطائه المسيحي، رفض التجاوب مع المحكمة الدولية المشكلة للتحقيق في اغتيال الحريري وتسليم المشتبه بهم من عناصره، بل شنّ حربًا شعواء على خصومه. وأخذ يتصرف في الساحة اللبنانية كما هو حقًا.. «دولة داخل الدولة». وفي صيف 2006 نفذ خارج علم الحكومة (المشارك فيها) عملية لخطف عسكريين إسرائيليين عبر «الخط الأزرق» تسبّبت في حرب دمّرت خلالها إسرائيل جزءًا كبيرًا من البنى التحتية والمرافق الاقتصادية وهجّرت مزيدًا من اللبنانيين. ثم احتل الحزب مع حلفائه وسط بيروت ضاغطاً لاستقالة الحكومة الشرعية. وبعدها، في خضم المواجهة المفتوحة التي قادها مع الحكومة، ومع استمرار مسلسل الاغتيالات والشك بدور الحزب وبعض الأجهزة الأمنية، لا سيما في مطار بيروت (رفيق الحريري) الدولي، اجتاحت ميليشيا الحزب يوم 7 مايو (أيار) 2008 بيروت، وهاجمت منطقة الجبل ردًا على اتخاذ الحكومة قرارًا بتفكيك شبكة الاتصالات الخاصة به وبإحالة مدير المطار للتحقيق، وعمل على تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، إلى أن أمكن التوافق في الدوحة – تحت ضغط احتلال العاصمة – على انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان للمنصب.

غير أن معركة حزب الله ضد الشرعية اللبنانية لم تتوقف. بل عمد إلى التصعيد لإسقاط «حكومة الوحدة الوطنية» برئاسة سعد الحريري، المشكلة عام 2009 بعد اتفاق الدوحة، واتخذ هذه المرة قضية من سماهم «شهود الزور» في المحكمة الدولية ذريعةً لإسقاطها. وهكذا كان، إذ قدم وزراء الحزب وحلفاؤه ووزير شيعي كان يعتبر محايدًا استقالاتهم الجماعية فسقطت الحكومة.

هنا لا بد من الإشارة إلى أن حزب الله كان احتفظ وحده دون سائر الأحزاب والميليشيات اللبنانية بسلاحه بحجة «مقاومته» الاحتلال الإسرائيلي. لكنه احتفظ بسلاحه حتى بعد انسحاب إسرائيل عام 2000، وهذه المرة بحجة أن الانسحاب لم يكن كاملاً لكون مزارع شبعا وتلال كفرشوبا «تحت الاحتلال». وبعدها أبقى على سلاحه، أيضا باسم «المقاومة»، رغم قبوله بالقرار الدولي 1701 الذي أنهى حرب 2006، والذي نص على حظر وجوده العسكري جنوب نهر الليطاني، وهو ما يلغي إمكانية قتاله إسرائيل.

مع هذا ظل الحزب يزعم أن سلاحه «سلاح مقاومة» ضد إسرائيل، حتى بعدما استخدمه داخل بيروت والجبل ضد شركائه في الوطن. ثم، بناءً على أوامر طهران، داخل أراضي سوريا دعمًا للنظام وضد الشعب في أعقاب عجز نظام بشار الأسد عن القضاء على ثورة الشعب السوري على حكمه. في وضع كهذا لا يختلف احتلال ميليشيات بشار الأسد وقاسم سليماني سوريا كثيرًا عن احتلال ميليشيات حزب الله لبنان. وفي الحالتين لا يقوم قضاء ولا تحقَّق عدالة ولا ينصَف مظلوم ولا يعاقَب مجرم.

 

ما الذي فعله الخليجيون في كامب ديفيد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/17 أيار/15

مع انتهاء قمة كامب ديفيد التي جمعت الرئيس الأميركي بقيادات دول الخليج، يمكن القول إن الخليجيين قد ذهبوا إلى واشنطن بخطة واقعية للتفاوض مع الرئيس أوباما، على خلفية المفاوضات الأميركية الغربية مع إيران حول ملفها النووي.

اليوم، وبعد البيان الختامي لقمة كامب ديفيد والتصريحات المصاحبة لنهاية القمة، ومن جميع الأطراف التي تحدثت، وخصوصًا ما تسرب إعلاميا، الواضح أن الخليجيين قد ذهبوا للقاء أوباما وفق تفكير محدد، وهو أن ليس بوسع الخليجيين تعطيل اتفاق أميركي إيراني لم يتم للآن، خصوصًا أن ما أعلن بالمفاوضات النووية مع إيران هو إعلان إطار عام. والأمر الآخر أنه إذا كان من أطراف قادرة على تعطيل هذا الاتفاق فإنها إسرائيل، ومن خلال الداخل الأميركي، وكذلك الكونغرس، وهذه معركة أميركية داخلية، وأخيرا هناك فرنسا بصفتها طرفًا في المفاوضات الغربية مع إيران، وطرفًا يثق به العرب، وفي ملفات عدة. وعليه فالواضح أن الخليجيين قد قرروا التصرف بعقلانية وحكمة في كامب ديفيد، حيث فوتوا فرصة الخدعة الإيرانية التي كانت تريد دفعهم إلى الاصطدام مع الأميركيين، وتحديدًا مع الرئيس أوباما المتبقي له قرابة عامين في البيت الأبيض، ومعلوم أن كل يوم يمضي الآن ينتقص من رصيد قوته كرئيس، ويزيد عليه الصعوبات الداخلية، ولذا فمن الواضح أن الخليجيين قد سعوا إلى إعلان ميثاق جديد للعلاقة الخليجية - الأميركية، وإن لم تكن مكتوبة، ولم يسبق أن كانت مكتوبة أصلا بين الأميركيين والخليجيين. كما انتزع الخليجيون من الإدارة الأميركية تعهدًا بالدفاع عنهم، واستطاع الخليجيون الدفع بتحريك ملف التسليح، وهو الذي كان يصطدم مطولاً بالاعتراضات الإسرائيلية، إضافة إلى عمليات التدريب العسكري، والتنسيق المشترك بخصوص ذلك.

وعمق الخليجيون مع الأميركيين مسألة المشاركة في الحرب على الإرهاب، وهذه نقطة تستحق مناقشة بمقال منفصل، كما أثاروا القضايا العالقة نتيجة التردد الأميركي في المنطقة من ليبيا إلى العراق، ومن اليمن إلى سوريا، وهذا أمر مهم، وما يعقده هو التدخلات الإيرانية والتردد الأميركي، ونجح الخليجيون بتحريك ذلك في كامب ديفيد، ورسخوا حقيقة أن إيران عامل عدم استقرار بالمنطقة وليس العكس، وهذه نقطة لا تزال عالقة وإن ردد الأميركيون مقولة إن إيران دولة راعية للإرهاب، خصوصًا أن الإدارة الأميركية لا تزال تتساهل مع إيران حيال ذلك، وأبسط مثال قول الأميركيين إن ما تفعله إيران الآن في المنطقة يتم بأدوات ووسائل بدائية، وبالتالي فلا قلق من تدفق الأموال على إيران في حال رفع العقوبات، وهذا تبسيط مذهل، ومثير! ومن هنا يتضح أن الخليجيين قد ذهبوا إلى كامب ديفيد مقتنعين بأن ليس دورهم تغيير رأى أوباما، أو الصراخ في وجهه، بل وفق منطق خذ ما تستطيع أخذه الآن، ولا تقع في الفخ الإيراني، وستتولى فرنسا، وإسرائيل، والكونغرس الأميركي، باقي المعركة، وهذا تصرف عقلاني تمامًا مع رئيس متردد بطبعه، وفي آخر سنتين من فترته الرئاسية.

 

هل يُعدم مرسي وبديع والشاطر؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/17 أيار/15

التصعيد كان خيار الطرفين، حيث لجأ قادة تنظيم الإخوان المسلمين الهاربين في الخارج إلى التحدي وتبرير عمليات القتل في سيناء، والتهديد ضد النظام المصري الحالي. ومن جانبه اختار المدعي العام أن يقدم عريضة دعوى ضد كبار قادة التنظيم المسجونين بتهمتين تؤديان حتمًا للإعدام؛ التخابر والهروب المسلح. وفي انتظار رأي المفتي في مصر، ثم جلسة الحكم الأخيرة، يبقى السؤال إن كانت هذه الأحكام حقًا سيتم تنفيذها وإعدام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، ومرشد الإخوان محمد بديع، والرجل القوي في الجماعة خيرت الشاطر، وعدد كبير من بقية رموزها ووزرائها عندما كانت في الحكم. ولا يمكن استبعاد تنفيذ أحكام الإعدام بحق قيادات الجماعة، فقد سبق أن أعدم سيد قطب في عام 1966 بتهمة مشابهة، التآمر على الدولة. والمناخ السياسي الحالي مشابه وقد يدفع بكبار المحكومين إلى المشنقة، وعدم الاستجابة لدعوات الرأفة، والوساطات التي ينتظر أن تبدأ بعد تأكيد الأحكام. تسود الساحة حالة تحدٍ بين الجانبين، فالنظام المصري يشعر أن الإخوان مستمرون في حالة الحرب ضده، والقيادات التي تعيش في الخارج قد تريد سيد قطب جديدًا، تستخدمه في معركتها السياسية، أو أن الجماعة صارت عاجزة عن السيطرة على التحكم في ممارسات وتصريحات قادتها في الخارج الذين صاروا رهينة للقوى الخارجية، التي تريد توسيع دائرة النزاع بين المصريين، هذا على الأقل رأي من أحد أعضاء الإخوان المسلمين العرب. هو يعتقد أن الجماعة فقدت قيادتها الحقيقية عندما صعدت ثم سقطت ضمن مشروع الحكم الرئاسي، وانتهت في السجون. تجربة الحكم ورطت كل القيادات لأنهم تخلوا عن حذرهم الذي اشتهروا به، ودخلوا المعركة وصاروا أهدافا سهلة. يعتقد أن الجماعة الآن بلا رأس، وهذا ما جعلها تستخدم من قبل حكومات تعتبر نفسها في حرب مع مصر، وصارت تدفعهم لمواجهة الحكومة المصرية سياسيًا وعسكريًا وإعلاميا، حتى تلاشت فرص إدارة الخلاف باتجاه شيء من المصالحة، أو أحكام مخففة. لا أحد يريد أن يرى دمًا في سيناء أو القاهرة، مهما كانت الأسباب الموجبة، لكن يبدو أن الأمور خرجت عن السيطرة، ما لم يتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الساعة الأخيرة ويمنح العفو، الذي هو حقه الدستوري.

 

ابن شاه إيران لـ«الشرق الأوسط»: لا استقرار في المنطقة إلا بزوال النظام الإيراني

الأمير رضا بهلوي أكد أنه «مستعد لزيارة العالم العربي لأن المصالح والأهداف المشتركة التي تجمعنا أكثر مما تفرقنا»

الأمير رضا بهلوي: التقاتل المذهبي بين السنّة والشيعة لم يكن مسموعاً به قبل الخميني!

لندن: هدى الحسيني/الشرق الأوسط/17 أيار/15

كان شابًا في أول العمر عندما غادر بلاده ليتعلم التحليق في الجو. بعد ستة أشهر من إقلاع الطائرة تغيرت إيران، وتغير معها الشرق الأوسط. التقوا كعائلة في مصر، الشاه محمد رضا بهلوي والإمبراطورة فرح ديبا والأولاد، ودق الموت باب هذه العائلة، رحل الشاه ثم غابت أصغر شقيقات الأمير، ليلى، وبعدها بعشر سنوات غاب الشقيق الأصغر للأمير، علي رضا. وتقلصت العائلة إلى الأم والابنة الأميرة فرح ناز وولي العهد الأمير رضا بهلوي. نضج خارج بلاده حيث تخصص بالعلوم السياسية، ثم تخرج كطيار. عام 2011 اختير الأكثر شعبية في إيران، حيث لا يزال بعض الإيرانيين في الداخل يعتبرونه «شاهنشاه» إيران. من قال إن الأمل يموت؟

يؤمن بأنه سيعود إلى بلاده.. في حديثه إلى «الشرق الأوسط» كان واضحًا بأفكاره وتوجهاته، كاشفًا عن عمق علاقاته مع الداخل الإيراني قال: «الشعب الإيراني يريد السلام ويريد علاقات جيدة مع جيرانه»، مؤكدًا أن الحل الوحيد لإيران ولاستقرار المنطقة هو في تغيير النظام بالكامل الذي أعطى مجالاً لبروز التطرف الشيعي والسني «هناك قواسم مشتركة بين المتطرفين» ويثيره النقاش القائل إن النظام الإيراني يمكن أن يكون حليفًا لضرب «داعش». أبدى ولي العهد الإيراني رغبة بزيارة العالم العربي «ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا (...) هناك وقت. في السابق كان الشرق الأوسط مستقرًا، وكانت القيادات في المنطقة تعرف القواسم المشتركة في المصالح (...) كان التفكير مختلفًا زمن الرئيس المصري أنور السادات وزمن والدي». قال إن السبب الوحيد لوجود هذا النظام هو أن يسود نظام «ولاية الفقيه» واستعمال إيران كمنصة، وإن مهمة الحرس الثوري الاستمرار في نشر رؤية الخميني أي تصدير الثورة الدينية.

لا يستطيع الأمير الإيراني قراءة أفكار الرئيس الأميركي باراك أوباما «فلو أن النظام الإيراني يريد فعلاً حل المشكلة النووية لفعل ذلك منذ زمن، لكن جزءًا من استراتيجيته للسيطرة على المنطقة هي عبر الردع النووي». ويرى أن العالم يحتاج إلى صفقة كبرى مع روسيا فالرئيس «فلاديمير بوتين كالجالس الذي يقول للغرب: اعرض علي صفقة لا أستطيع رفضها»، هذه الصفقة بنظره ستغير الوضع كله في إيران وبالتالي في سوريا «وليس العكس». لا يريد أن يدين الغرب مباشرة بأنه تخلى عن والده وهنا نص الحوار:

* هل تعتقد أن المقابلة التالية التي سنجريها معك، ستكون قريبًا في طهران؟

- إن شاء الله. القضية تتعلق بمدى إيمانك، والتاريخ أثبت دائمًا أن الأنظمة القمعية لا تدوم.

* هل تنوي العودة يومًا ما؟

- بكل تأكيد، أحلم أن أكون؛ إذ أنتمي وأخدم بلدي بأي قدرة لدي، لأن أبناء وطني يستحقون أفضل بكثير مما لديهم الآن.

* هل تعتقد أن ما يجري الآن في مهاباد هو بداية لربيع إيراني؟

- خلال العقود الثلاثة الماضية، ترددت الكثير من الشائعات عن تحركات منظمة من قبل أقليات إثنية مختلفة، كلها كانت تعبر عن عدم ارتياحها وتطالب بحقوقها، إن كانت الدينية أو المساواة أو الحرية، أو حقوق الإنسان، كل هذه الحركات ضربها النظام عبر السنوات ومنع العالم من معرفة ما يجري في الداخل، لكنها استمرت على الرغم من كل القمع. هناك مجموعات عارضت النظام بالقدر الذي تستطيع وهي مستمرة. ما آمل أن نحققه هو تحركات منظمة أكثر، ومعارضة عبر البلاد كلها، وستكون نوعًا من العصيان المدني، وهذا يحتاج إلى دعم من الخارج.

العالم الخارجي حتى الآن لا يتحرك ويفضل الوضع القائم. ورأينا حركات كثيرة ليس في إيران فقط، لقد ذكرت «الربيع» ورأينا الربيع العربي كيف انتهى.

* هل ما زلت على اتصال مع إيرانيين في الداخل، هل يشكون لك ألمهم وتعاستهم وأملهم بالمستقبل؟

- نعم وباستمرار. لقد شكلت منذ ثلاث سنوات: «المجلس الوطني الإيراني للانتخابات الحرة» وهناك نشاطات كثيرة داخلية تتعلق بحقوق الإنسان، والسجناء السياسيين، والفنانين والصحافيين وأصحاب المواقع الإلكترونية، وعلى هذا الأساس لدينا اتصالات وثيقة وتنسيق مع مواطنينا في الداخل. ونركز الآن على اتصالات أكثر، وهيكلية للمعارضة أفضل، ويساعد في ذلك سرعة الاتصالات؛ حيث تصلك الأخبار حتى وأنت في الصحراء. إنها التكنولوجيا عكس ما كان قبل ثلاثين سنة، حيث أذكر أنه في القاهرة، في مصر، كان على والدي الانتظار عدة ساعات حتى يأتيه خط هاتفي أرضي، بينما اليوم السرعة صارت سيدة الموقف في الاتصالات، حيث نبث برامج عبر الساتالايت في إيران، وتصلنا ردات الفعل بشكل فوري.

* هل أنت على استعداد لزيارة العالم العربي إذا تمت دعوتك؟

- بالطبع وسيكون أمرًا مهمًا لأن المصالح والأهداف المشتركة، بحسب رأيي المتواضع تجمعنا أكثر مما تفرقنا، إذا ما أردنا أن نوفر الازدهار والاستقرار في منطقتنا. لننظر إلى الخريطة الآن، فإن المعضلة الكبرى التي حولت المنطقة كلها إلى اضطراب تسببها العناصر نفسها، واحدها نظام الأئمة في إيران الذي منذ البداية قرر إثارة الصراع الذي يدفع إلى حرب سيطرة ما بين السنّة والشيعة، والتي للأسف صارت لها الآن أبعاد أخرى. هل هذا هو الطريق الذي نريد أن نسلكه، بالطبع لا، نحن نهدف إلى نظام يكرس نفسه للاستقرار والشفافية، وهو ما أطمح له، إضافة إلى تحقيق الديمقراطية العلمانية. وإذا حصل هذا فإنه بسرعة يضع حدًا للعداء والراديكالية والتطرف وكل ما يواصل النظام الحالي التسبب به. أعتقد إذا كان السيناريو مختلفًا، فإن الدول في منطقتنا، خصوصًا في العالم العربي سيكون بين يديها قضايا تختلف عما تواجهه الآن. نحن بحاجة إلى أن تكون لدينا استراتيجية مشتركة بغض النظر عن مواقف بقية العالم، ومن هنا الحوار ضروري جدًا خصوصًا في هذه المرحلة إذا أردنا أن نستكشف بديلاً للوضع الحالي.

* هل تعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية تخلت عن والدك؟

- هذا يتعلق بنظرة كل واحد للتاريخ. أعتقد أن ما حدث كان خسارة. لم تأت أي إيجابية منه لإيران، وحتى للمصالح الغربية، بغض النظر عن حسابات تلك المرحلة. كان التفكير الاستراتيجي، أن إيجاد مجموعة دينية في وجه الشيوعية في المنطقة، قد تفيد الحرب الباردة. ومن الواضح أنها كانت استراتيجية خاطئة جاءت بارتدادات متطرفة منها النظام الإسلامي في إيران، وبروز مجموعات مثل «القاعدة»، وبالطبع فرق أخرى راديكالية بدأت تكشف عن وجوهها الآن. كل ما يجري من تطرف يمكن إعادته إلى ما حدث قبل 36 عامًا بداية مع إيران. لا أعرف إذا كان بإمكاني القول إن الولايات المتحدة تخلت عن والدي. الأمة كلها شعرت أن الكل تخلى عنها. بالطبع ليس لمصلحة الشعب الإيراني ما جرى، وحتى ليس لمصلحة العالم.

* هل لا تزال تذكر اللحظة الأخيرة التي غادرت فيها إيران؟

- في الواقع تركت بلادي في اليوم التالي لتخرجي من «الهاي سكول» في منتصف يونيو (حزيران) 1978، ستة أشهر قبل أن يغادر والدي إيران للمرة الأخيرة. في ذلك الوقت سافرت للحاق بكلية الطيران في تكساس.

* لولا إيران ما كانت هناك حرب في سوريا، ولولاها ما كان برز «أنصار الله» في اليمن. هل توافق؟

- كما قلت، فإن الفوضى وأغلبية اللااستقرار، وأكثرية التطرف من الوكلاء الذين عملوا من قبل النظام الإيراني في عدد من الدول، إن كان لبنان، أو سوريا أو اليمن، وفي كل الساحات التي للنظام ما يمكن تسميتهم «الطليعة» أو «البدائل»، كل ذلك من صنع النظام الإيراني. بهذا المفهوم أتفق مع ما جاء في السؤال. فمن دون النظام الإيراني، فان أغلب هذه المجموعات ما كان لديها التمويل والتسليح. إيران وفرت لها ذلك بسبب تدخل النظام في شؤون الدول الأخرى. علينا ألا ننسى أن الهدف الأسمى والسبب الوحيد لهذا النظام هو تصدير الآيديولوجيا الراديكالية عبر العالم بدءًا من دول المنطقة ثم إلى أبعد منها.

* هل تعتقد أن المرشد الأعلى علي خامنئي يريد أن يسود نظام «ولاية الفقيه» في الشرق الأوسط والدول الإسلامية؟

- هذا هو السبب الوحيد لوجود هذا النظام. لو أن النظام يريد الالتزام والإصغاء لشعبه، ما كان يتابع هذا التوجه المشكوك فيه، ما كان يحاول أن يثير الثورات من اليمن إلى ما لا نعرف أين، ما كان ليرسل قوات من الحرس الثوري إلى دول بعيدة مثل فنزويلا وكولومبيا من أجل إنشاء خلايا نائمة، حتى يوم ما تأخذ السلطة في العالم الغربي أيضًا.

إن الاستراتيجية الأساسية لهذا النظام استعمال إيران كمنصة من أجل إيجاد «ولايات» مختلفة، في ظل «التفسير المقدس»، كيف يجب أن يكون العالم.

خامنئي منذ اليوم الأول يلتزم بهذا المنطق، ليس مأخوذًا بالمصالح الوطنية الإيرانية، بل باستغلال كل ثروات إيران، لتمويل ودعم تصدير هذه الآيديولوجيا عبر العالم. ولا أرى سببًا لأن يتغير هذا، وما دام النظام مستمرا لن يكون هناك تغيير.

فخلال السنوات لاحظنا اختلافًا كبيرًا بين ما يعد به هذا النظام وما يفعله. خدع العالم، كذب على العالم، وطالما أنه يظل قائمًا ويخدع العالم كي يفكر به بطريقة مختلفة، سيستمر في سياسة القمع في الداخل. وكما قلت قد يعيش لفترة، ولكن لا يمكن الدفاع أو الحفاظ على هكذا نظام على المدى الطويل. نصيحتي للعالم ألا يقع في خدعة هذا النظام، أو يصدق ما يقوله. عليه أن يرى الوجه الحقيقي للنظام إذا لم يكن قد اكتشفه بعد، ولكن أعتقد أن العالم لم يعد بهذه السذاجة كي تمر هذه الخدع عليه.

* وهل هذا يشمل الرئيس الأميركي باراك أوباما؟

- في هذه القضية الخاصة، أظن أن عليه أن يدرك إلى أي مدى يمكن للإنسان أن يكّثف ما يسميه السبل الدبلوماسية من أجل أن يصل إلى نتيجة كان عليه أن يصلها منذ فترة بعيدة، أي هل هناك فرصة شرعية لهذا النظام القائم بأن ينحني تحت ضغوط التوقعات الدولية، تعرفين عندما أفكر بهذا أتذكر أنه قبل عشرين سنة تقريبًا في فترة حكم محمد خاتمي، كان العالم مستعدًا أن يقدم للنظام الإيراني صفقة أفضل لمصلحة إيران، لكن النظام رفضها. لماذا؟ السبب الوحيد لرفضها، وعلينا أن نفهم، أن جزءًا من حسابات النظام بالنسبة لفرض سيطرته الإقليمية، هو استعمال الردع النووي، ويحاول أن يفعل هذا منذ ذلك الوقت. إن أي انسحاب من الوضع الحالي هو مجرد تكتيك، وفي الواقع الرئيس أوباما كرر عدة مرات أنه إذا كانت المفاوضات غير قائمة على الثقة، بل على الوعود، فهذا يعني أن عنصر الثقة غير قائم. لهذا من الصعب معرفة إلى أي حد يستمر الشخص في عملية، مع علمه أن الثقة غير موجودة.

أرجو ألا تسيئي فهمي، أنا لا أقول إنه إذا فشلت السبل الدبلوماسية، فإن الحل يجب أن يكون تدخلاً عسكريًا. أنا كنت دائمًا ضد هذا الطرح. ما أطرحه هو، لماذا لا يأتي العالم، ولأول مرة منذ 36 سنة، ويسمح للشعب الإيراني بأن يكون جزءًا من المعادلة؟ هذا لم يحصل أبدًا، لأنه ومنذ 36 سنة لم يحصل أي حوار أبعد من النظام وممثليه. كل المفاوضات الرسمية بين القوى الخارجية، ومن ضمنها الولايات المتحدة الأميركية، تجاهلت أي لقاء مع المعارضة العلمانية الديمقراطية.

في المفاوضات الحالية، الشعب الإيراني في العتمة الكاملة. في رسالتي إلى ممثلي الدول 5+1 طلبت منهم أن يشملوا في المفاوضات الشعب الإيراني أيضًا، وأن لا يكون الموضوع البرنامج النووي الإيراني فقط، بل خرق حقوق الإنسان، والسجناء السياسيون.. إلخ. لماذا هذا مهم، لأن التغيير لكي يحدث من دون عنف أو تدخل قوات غربية يكون بتقوية الشعب الإيراني. من دون الشعب لن يحصل أي تغيير. وفي المحصلة النهائية فإن الحل الوحيد لإيران هو في تغيير النظام.

* هل تعني أنك مع تغيير هذا النظام.

- بكل تأكيد، ومن دون أدنى شك. والسبب بسيط، كيف تتوقعين السيادة أو حق تقرير المصير في دولة لا يحق للناس فيها انتخاب ممثليهم بحرية. كيف يمكن لنظام يدعي الشرعية، أو أنه يمثل إرادة الشعب وكل من يعارضه في السجن، أو يُعدم أو يهرب بجلده إلى الخارج، ثم لا وجود لحرية التعبير أو انتخابات حرة. وهذا ما أطالب به، العملية التي اقترحتها تتطلب سيناريو يسمح فيه هذا النظام لنا بإجراء انتخابات حرة، وإذا لم يقبل النظام بملء إرادته السماح لهكذا فرصة، فليس أمامنا خيار إلا الإطاحة به، من دون اللجوء إلى العنف، إنما بالعصيان والتمرد والتعاون والدعم والضغط من الخارج، مثلاً عبر المقاطعة الاقتصادية. علينا أن نضع نصب أعيننا هدف التغيير بحيث نفكر بمستقبل الشعب الإيراني، أي عكس ما يجري الآن، حيث تفضيل الواقع القائم، بانتظار أن يغير هذا الوضع تصرفات النظام، وهذا لن يحدث، بل سنواجه أزمات تزداد سوءًا.

* هذا يعني أنه طالما ظل هذا النظام الثيوقراطي على رأس السلطة في إيران، سيستمر في إشعال الحروب الدينية؟

- هذه هويته. جاء برسالة واضحة تصدير آيديولوجيته. إن مهمة «الحرس الثوري» الاستمرار في نشر رؤية الخميني، وهي «ولاية الفقيه» عبر العالم. لا يوجد أجندة أخرى لهذا النظام. تصدير الثورة الدينية سبب وجوده الوحيد. البديل لذلك في إيران هو نظام سياسي قائم على ديمقراطية برلمانية علمانية، حيث الدين منفصل عن شؤون الدولة، لأنه من دون ذلك لا يمكن إقامة دولة تكون ديمقراطية أو حرة، ودولة لمصلحة كل الأطراف الدينية في إيران، ومساواة كاملة ما بين المرأة والرجل.. النظام الحالي خرق كل هذه الحقوق، وصارت المرأة مواطنة من الدرجة الثانية منذ اليوم الأول. هذا ليس المستقبل الذي يريده الإيرانيون، أو المرأة الإيرانية بالتحديد.

* لماذا على الرغم من كل ما تقول وتنشر وتكشف عما يجري داخل إيران، نرى أن الرئيس أوباما تواق ليساعد هذا النظام في إيران؟

- لا أستطيع أن أقرأ أفكار الرئيس، ولم تسنح لي الفرصة لأجلس معه، وأناقش الأمر، تفسيري قائم على ما أرى وأسمع وأتابع السياسة الخارجية لهذه الإدارة، ومن خلال البيانات المختلفة للإدارة، أظن أن الغلطة الكبرى برأيي هي الاعتقاد السائد في واشنطن بأن النظام سيغير من توجهاته المعروفة، عبر إجباره على الموافقة على بعض التغيير، هذا لن يدوم، لأنه منذ البداية، لو أن النظام يريد فعلاً حل هذه المشكلة (النووية) لفعل ذلك منذ زمن طويل. الرئيس الأميركي قد يفكر بإرثه فيما تبقى من حكمه، كما فعل من قبل الرئيس جيمي كارتر بالنسبة إلى إيران، وكنت هناك عندما زارنا الرئيس كارتر.

ما لفتني في سؤالك، هو أنه خلال كل هذه السنوات، طالما ذكرنا كارتر، فإن كل الإدارات الأميركية، من جمهورية أو ديمقراطية، من كارتر حتى أوباما، ما أراه مذهلاً أنه ما من وقت لم تكن هناك خيبة من السياسة الأميركية الخارجية، إن كان في أوروبا أو في العالم العربي أو حتى في إسرائيل. نلاحظ دائمًا أن الإدارات الأميركية تسير عكس آمال الشعوب. ما لم تكن الإدارة الحالية تفكر بأمر لا نعرفه، وإذا كان الهدف الوصول إلى الاستقرار، فهذه ليست الطريقة التي تقودنا إليه. ليس عبر إعطاء شرعية لنظام خدع العالم أكثر من مرة، بدل أن تقف إلى جانب الشعوب. الشعوب في المنطقة يمكنها أن تستفيد من تغيير في السياسة الخارجية الأميركية يبدأ في إيران، كما بدأ في إيران قبل 36 سنة، في الاتجاه الخاطئ.

لهذا أعتقد أن هناك حاجة لمحاولة إقناع الشعب الأميركي، والإدارة الأميركية الحالية، بما فيها الرئيس باراك أوباما بأن فرصًا كافية أعطيت لهذا النظام، وطالما أن هدف الاستقرار لم يتحقق، علينا أن نفكر بخيارات أخرى، وهذا كان يجب أن يبدأ منذ زمن، أي التغيير من الداخل، لأنني أعتقد أن ما تتمنى أغلب دول المنطقة أن يحدث، هو وضع نهاية لهذا الجنون، الإرهاب، التطرف، خطر الانتشار النووي، التدخل الإيراني في اليمن والعراق وسوريا ودول أخرى كثيرة، لأن الأهم هو مستقبل المنطقة، حيث يمكننا العيش كإخوة وأخوات، بدل أن نقتل بعضنا البعض كما يحدث الآن، ونتقاتل مذهبيًا شيعة وسنة، وهذا لم يكن مسموعًا به، قبل مجيء الخميني.

* لماذا حسب اعتقادك تتدخل إيران في اليمن، هل لتقديم المساعدات الإنسانية، أم لتطويق المملكة العربية السعودية، أم لأنها شعرت بأن الأميركيين قد يوافقون سرًا؟

- لا أعرف، ولا أستطيع أن أخمن ما جرى سرًا. لكن من الواضح.. أريد أن أسألك سؤالاً بسيطًا، تخيلي نفسك مواطنة إيرانية عادية داخل إيران، تعيشين في ظل مصاعب اقتصادية، حيث الفقر، والأمراض، والتلوث، والجفاف.. إلخ. آخر شيء يفكر به الناس هو حرب بالوكالة في المنطقة، ترضي غرور النظام.

أسألك، متى في السابق خرجت إيران أبعد من حدودها، كانت سياستنا قائمة على دعم الدول الأخرى في المنطقة، وليس إثارة الثورات أو الحركات ضد دول أخرى في المنطقة، كما حصل من الحوثيين ضد السعودية. إنها جزء من اللعبة الكبرى التي يلعبها النظام القائمة على تغذية العداوات، تمامًا مثلما يدعم بشار الأسد. بالمناسبة أكثر من نصف الأموال التي أعيدت إلى إيران بسبب المفاوضات حول برنامجها النووي، تم إرسالها إلى سوريا بدل صرفها على الشعب الإيراني، تمامًا كما يفعل النظام في العراق واليمن. كل هذا على حساب المصلحة القومية الإيرانية، أو مصلحة الشعب الإيراني.

للأسف، ومجددًا، فإن جزءًا من استراتيجية النظام بالنسبة إلى المنطقة، وقد يكون على حق، تقوم على أساس أنه باق، أطول من الإدارة الأميركية الحالية، وبمجرد أن تبدأ أميركا بالانسحاب من أفغانستان والعراق، عندها يستطيع النظام أن يحقق ما يريد.

* والمشكلة هنا أن البعض في الإدارة يعتقد أنه بهذه الطريقة، فإن الشرق الأوسط سيستقر؟

- تعرفين، هناك وقت في الماضي كان الشرق الأوسط مستقرًا، وهناك وقت كانت القيادات في المنطقة تعرف القواسم المشتركة في المصالح. في زمن والدي، كان لإيران دور مميز في المنطقة بتوجهاتها المتوازنة، وكانت لها علاقات جيدة تقريبًا مع كل العالم بما فيه جيراننا، النظام السوفياتي والصين وإسرائيل والغرب وبالذات العالم العربي. كان التفكير مختلفًا زمن الرئيس أنور السادات. كان عالما مختلفا تمامًا. وفجأة جاء الخميني إلى إيران، وصار لدينا «ثورة إسلامية»، واستيقظ الناس في اليوم التالي يتساءلون عما حدث، وعندما بدأوا يحسبون العواقب، كان الوقت تأخر جدًا، وهكذا تغير وجه الشرق الأوسط. وبدأ الانهيار في لبنان، وغزا السوفيات أفغانستان كنتيجة لما حدث في إيران، وكل ما تبقى تاريخ.

ما أريد قوله إن العالم كان مختلفًا آنذاك، لم يكن هناك عداء أو كراهية، والقضية الوحيدة التي عانت منها أو واجهتها إيران كانت مع صدام حسين (الرئيس العراقي الأسبق) الذي تحدى إيران بالنسبة إلى مياه شط العرب، لكن المسألة حُلت دبلوماسيًا، ثم ما حصل في ظفار عندما حاول الماركسيون زعزعة الوضع في عُمان. هاتان كانتا الأزمتين اللتين واجهتهما إيران مع جيرانها، وكان لها علاقات متوازنة جدًا مع إسرائيل. ما أردت قوله، إن الشعب الإيراني يريد السلام، يريد علاقات جيدة مع جيرانه، لقد تعب من كل هذه الاستفزازات التي تختبئ تحت ستار الوطنية.

الشعب الإيراني يريد مستقبلاً أفضل، يريد أن يعيش حياته، يفكر بالزواج والأطفال مثل كل شعوب العالم. لا يريد أن يتورط بصراعات إقليمية، أو بنوع من الإمبريالية الجديدة التي يتطلع إليها النظام الإيراني التوسعي. الشعب لا يريد كل هذا. والبرهان على ذلك، ما جرى في الحرب العراقية – الإيرانية، كنت أراقب الوضع حيث عندما استعادت إيران الأراضي التي كان احتلها الجيش العراقي، توقفت على حدودها، لم ترغب إلا في حماية حدودها. ولهذا السبب أراد الخميني مواصلة الحرب لأن تكلفتها آنذاك كانت أرخص، وهذا إثبات على أن أهداف النظام لا علاقة لها بتطلعات الناس.

* كيف ترى بروز «داعش»، وقد أشرت أنت إلى أن النظام الإيراني يتحمل جزءًا من المسؤولية، خصوصًا أن الحرب عندما بدأت في سوريا لم يكن هناك «دولة إسلامية»؟

- بكل تأكيد، هناك لوم يتحمله النظام الإيراني كونه أعطى مجالاً لبروز التطرف الشيعي والسني، لأن فلسفة الراديكالية واحدة. في نهاية المطاف هناك نقاط مشتركة بين المتطرفين، لأن حربهم هي ضد القيم الغربية والديمقراطية وشرعية حقوق الإنسان. هناك أهداف مشتركة، ومهما اختلف منظور أي طرف، يبقى الاثنان شريكين في الجريمة. المظهر: صراع، لكن هل تظنين أنه يمكن الاعتماد على النظام الإيراني كي يكون حليفًا للغرب في الحرب على «داعش»، التنظيم المتطرف الآخر؟ الاثنان يخوضان حرب كراهية ضد الغرب وهذه أهم لهما من الصراع مع تنظيم متطرف آخر.

السؤال مهم وكلنا يجب أن نسأل أنفسنا، خصوصًا عندما أسمع جزءًا من النقاش بأن النظام الإيراني يمكن أن يكون حليفًا لضرب «داعش» أضرب رأسي بالحائط، كيف يمكنهم أن يفكروا هكذا، هذا غير صحيح، التطرف واحد وهدفه واحد.

* هل ترى سقوطًا مفاجئًا للنظام السوري؟

- إذا تابعت مشاعري، أقول إن الوضع في إيران يمكن أن يتغير عبر صفقة كبرى يجريها الغرب مع الروس، بمعنى إعطاء الروس بما يرغبون به، وعدم دفع الحلف الأطلسي إلى بابهم، وإعطائهم منفذًا على المياه الدافئة، عندها تتخلى روسيا عن دمشق وطهران. هذه باعتقادي الصفقة المفتاح، لأنه على المدى الطويل فإن المصالح الروسية مع العالم الغربي، وعلى المدى القصير فإن روسيا تستغل الوضع الحالي، لكن الرئيس فلاديمير بوتين كالجالس الذي يقول للغرب: اعرض علي صفقة لا أستطيع رفضها.

ضمن هذا السياق، فإن سقوط النظام السوري لن يتحقق على أيدي الشعب، إلا إذا حدث تغيير كبير في التحالفات. القصة تبدأ في إيران، إذا حصل تغيير هناك سيكون له تأثير فوري على الوضعين في سوريا والعراق. بعد قولي هذا، أشير إلى أن الأحداث عندها ستقرر وسائل التغيير في سوريا، لكنني لا أعتقد أن البديل سيكون إسقاط نظام قمعي من دون الاعتراف بأن العالم تغير والشعوب لم تعد تقبل بالقمع. وفي اعتقادي ما سوف يحدث في إيران، سيحدث في سوريا، وليس العكس.

* البعض في أميركا يقول إن إيران مع اتفاق نووي ستكون أقل خطرًا مما هي عليه اليوم؟

- إذا سمحت إيران بالتحقيق، والتفتيش، والدخول غير المشروط للمحققين في اللحظة التي يريدونها، وإلى المنشأة التي يختارونها، إذا كان هذا مضمونًا، إضافة إلى أن يكف العالم، عن القول إن كل مشكلتنا مع إيران هي البرنامج النووي، في ظل هذه الظروف إذا تم التوصل إلى اتفاقية تؤدي إلى شفافية كاملة، عندها أوافق. لكن في ظل هذا النظام وما يضع من شروط، لا أرى هذا واردًا. لنر ما سيحدث خلال الشهر المقبل، لكن لا يمكن وضع كل البيض في سلة واحدة ويجب ألا يحبس العالم أنفاسه، ويجب علينا أن نبدأ التفكير بالبدائل من الآن ونعود إلى سؤال سابق: من الآن وحتى نتأكد من أن النظام التزم، هل على بقية الدول، خصوصًا في المنطقة، أن تجلس وتنتظر؟ حتى نتجنب الحرب، يجب مساعدة الشعب الإيراني على تغيير النظام.

* إذا تم التوقيع على الاتفاق ولم تلتزم إيران، هل ترى سباق تسلح نووي في المنطقة؟

- هذا ما يقلقني، إذا لم يكن قد بدأ، لأنه إذا لم تلتزم إيران، لا أرى سببًا يمنع هذه الدول من الحصول على برنامجها النووي، وهذا سيضع نهاية للحد من مفهوم انتشار الأسلحة النووية. ولهذا، قبل أن يفوت الوقت فإن تغييرًا كاملاً للنظام في إيران ينقذ المنطقة من انتشار الأسلحة النووية.

كان على إيران بدل إنفاق المليارات على أسلحة «يوم القيامة»، أن تنفقها على الشعب الإيراني من أجل مستقبل أفضل.

* قال الجنرال علي جعفري قائد «الحرس الثوري»، إن إيران لا تهمها حرب مع أميركا، فالأخيرة ضعيفة جدًا ولا تجرؤ على مهاجمة إيران. هل تعتقد أن النظام الإيراني يتحمل حربًا مع أميركا، أم أنه إذا وقعت هذه الحرب ستتسبب بنهاية هذا النظام؟

- أولاً، من الحماقة أن تعتقد أي دولة أنها قادرة على تحدي القوة العسكرية الأميركية. خصوصًا في حالة إيران. إنها مجرد بروباغندا. ورأينا حالة الرعب التي أصابت النظام عام 2009 ولم يكن هناك أي خطر عسكري خارجي. كان النظام يرتجف من حركة الشعب. تصوري ما ستكون عليه حالة هذا النظام لو أن أميركا كانت جدية في التحرك عسكريًا ضده. صحيح هذا ليس بحل. لكن هذا أسخف تصريح سمعته. إنها البلاغة النموذجية للأنظمة التوتاليتارية. تريد إبعاد اللوم، وتحميل مسؤولية مآسي الشعب لطرف خارجي. لننظر إلى كوبا، لقد ظل فيدل كاسترو لعقود يحمّل مقاطعة العالم لكوبا مسؤولية مآسي الشعب الكوبي. والنظام الإيراني يلعب لعبة تحميل الملامة بقوله: إننا نقف في وجه الأميركيين، لهذا فرضوا علينا المقاطعة. النظام يتهرب من مسؤولية سوء إدارته ومغامراته. ماذا يمكنه أن يقول، هل تعتقدين أن نظامًا كان يدعو بالموت لأميركا بعد صلاة كل جمعة، سيقول فجأة: كلا، نحن أصدقاء مع أميركا!

* لكن، لنفترض أن الجنرال جعفري يريد الحرب، هل تعتقد بأنها ستكون نهاية النظام؟

- إذا تحرشوا وحصل هجوم، يمكن أن يزعزع النظام. لكن المشكلة أنه يجب أن نفكر بالفوضى التي ستمنع التفكير بفترة انتقالية محسوبة. قد تخرج الأمور عن السيطرة. علينا أن نتحكم بالنتائج، لا أن ننتهي بنوع من قوات محتلة تؤدي إلى نظام ألعوبة لفترة من دون معرفة ما سيسفر عنه، وحتمًا لن يكون ما يريده الشعب.

* من خلال أجوبتك، يمكنني القول إنك لا تعتقد أن البرنامج النووي الإيراني كان سلميًا، أو أن هناك احتمالاً بتوقيع الاتفاق مع النظام. لكن بعض المراقبين يقول إنه بعد التوقيع ستكون النهاية المعنوية للرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، لأن خامنئي سيحتاج إلى مساعدة المتشددين ليحمي نظامه؟

- نعم، هذا ما سيحدث لأن خامنئي طالما أنه حي سيحمي نظامه وسيعتمد على هذا النوع من الناس. لكن العناصر المعتدلة بدورها تخدم أيضا لبقاء هذا النظام.

* هل تعتبر روحاني وظريف من المعتدلين؟

- كل من يخدم مصالح هذا النظام أعتبره تابعًا له. لا يوجد ما يسمى بأقل شيوعية من الآخر. بماذا يختلفان عن محمود أحمدي نجاد، فالكل في النهاية يخدمون هذا النظام، ومن يهتم إذا كانوا أكثر اعتدالاً، إنهم كلهم جزء من هذا النظام.

* يعني، بعد الاتفاق فإن النظام يتجه في طريق صعب؟

- سيواجه تحديات جديدة، كما قلت إذا استمرت الضغوط ولا يقول كل طرف: الآن وقد انتهت المشكلة النووية لننس ما يفعله النظام! مثل دعمه للإرهاب. لأنه إذا رفعت العقوبات جزئيًا، هل سينفق النظام المال على الشعب أو على تصدير الثورة وعلى وكلائه. كل هذا يعتمد على التدقيق وعلى عدم سذاجة العالم.

* بعد خامنئي ماذا ترى؟

- طبيعة النظام الثيوقراطي لن تتغير، طالما يطلق على نفسه: الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لكن من سيأتي بعد خامنئي سيواجه صعوبات أكثر، لكن هذا لا يعتبر تغييرًا، إلا إذا تغير الدستور، وآلية مجلس صيانة الدستور، وهذا يعني إلغاء صفة الجمهورية الإسلامية، وتغيير النظام.