المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 آيار/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 29 و30 آيار/15

هزيمة "حزب الله" في سوريا آتية/علي حماده/30 أيار/15

ملف التعينات: نقاش في شأن شامل روكز أو التمديد/خالد موسى/30 أيار/15

النظام السوري ينهار و"حزب الله" يغرق/موقع 14 آذار/30 أيار/15

ملف التعينات: نقاش في شأن شامل روكز أو التمديد/خالد موسى/30 أيار/15

كرامة المجلس/عمـاد مـوسـى/29 أيار/15

لائحة شرف في مواجهة الجريمة الكبرى/عقل العويط/30 آيار/15

لهذا كسر "حزب الله" الحدود/سميح صعب/30 آيار/15

إيران: جيش لبنان فساد وشلل/احمد عياش/30 أيار/15

فتيل عرسال نُزِع وبقيت التعيينات المخارج المطروحة قابلة للنقاش/خليل فليحان/30 أيار/15

تداعيات في اتجاهين لحملة تعيين روكز حكومة تصريف أعمال قد تُرغم على التمديد/روزانا بومنصف/30 آيار/15

أتكون عرسال «بوسطة عين الرمانة» الجديدة/بول شاوول/30 أيار/15

استهداف السعودية/علي نون/30 أيار/15

شيعة السفارة.. أيتام "14 آذار"/محمد شبارو/29 آيار/15

ماذا بعد تهديد نصرالله لـ"شيعة السفارة"/موقع تيار المستقبل/29 آيار/15

هذا ما قدمه شيعة السفارة إلى الشيعة وإلى الوطن/عماد قميحة/29 آيار/15

أخرجنا من المذبحة ولا تضحّي بثلاثة أرباعنا: لم يفتِ الأوانُ بَعد/محمد بركات/29 آيار/15

سقوط الأسد لن يكسر حزب الله.. بل خصومه في لبنان/علي الامين/29 آيار/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 29 و30 آيار/15

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 ايار 2015
مامبرتي في بيروت عارضاً الأوضاع: البابا يتابع عن قرب الاحداث في لبنان

مومبرتي من بكركي: للبنان مكانة خاصة في قلب البابا ونأمل الاستقرار لهذا البلد ليستعيد وجهه الحقيقي

الكاردينال مومبرتي في بيروت موفدا من البابا: سابحث مع المسؤولين في انتخاب رئيس للجمهورية واوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة

بورتولانو :اليونيفيل مستمرة في مساعدة لبنان وشعبه المعطاء لوقف الاعمال العدائية

اليونيفيل أحيت "اليوم الدولي لحفظة السلام" بورتولانو: كل الاطراف تريد الحفاظ على الهدوء

سلام التقى وفدا من عرسال الجراح: أهالي البلدة أمانة في عنق الدولة

بري عرض الأوضاع مع أختري والسفير الاميركي
كاغ زارت وزير الداخلية: ندعم الاجراءات على الحدود الشرقية

الشيعة المستقلون…’شيعة السفارة’؟!

قهوجي استقبل الوليد سكرية ووفدا من القضاة

العربي الجديد: السعودية تلاحق حسابات وعقارات 44 منتميّاً لحزب الله

جعجع عرض مشروع المنطقة الاقتصادية في البترون مع لجنة المتابعة

وزير الداخلية التقى الجميل وكاغ ووفدا من عرسال الجراح: عرسال ليست معزولة وحمايتها مسؤولية الدولة والجيش

الحريري تعقيباً على انفجار الدمام: قدر السعودية ان تدفع مرة جديدة ضريبة رفض الانجرار الى الفتنة

وفد "عرسالي" في السراي و"الداخلية".. الجراح: الارهاب في القصير وداريا وملف سماحة

الحريري استنكر تفجير الدمام: محاولة دنيئة لإثارة الغرائز المذهبية وقدر المملكة ان تواجه الارهاب بكل أشاكله

اهالي ببنين استنكروا مقتل احد ابنائهم في المنية: لكشف ملابسات الجريمة ومعاقبة المجرم ايا كان

الجيش انتشر في وادي الحصن ورأس السرج وسط ترحيب الاهالي

وفد المؤتمر الدائم للامركزية الشاملة زار بكركي والتقى الراعي

ابراهيم لبى دعوة جامعة اللويزة: لتثبيت الشباب المسيحي في لبنان

درباس في ندوة عن أزمة النازحين:أستطيع اقامة مخيمات خلال 6 أشهر وتنفيس الاحتقان والمساعدات تافهة قياسا بحجمهم

كبارة: انتشار الجيش في عرسال يكشف الاكاذيب ان البلدة محتلة

حلقة نقاش في مجلس النواب عن مكافحة الاتجار بالبشر ومخيبر اكد اهمية التعاون بين الهيئات المدنية

قبلان: لانتخاب رئيس يعمل بحكمته لابعاد لبنان عن أزمات المنطقة

ممثل قبلان في احتفال جمعية الهدى بعيد المقاومة في انصارية: سنحمل راية الانصهار تحت مظلة وطنية جامعة

عون التقى هيئة تنسيق لقاء الاحزاب الراسي: مع تعيين قائد أصيل للجيش

مواقف جعجع الموجهة للمسيحيين تهدف الى تسخيف الخطر الوجودي للتنظيمات الارهابية عليهم

هاشم: لا مصلحة لاحد بتعطيل مجلس الوزراء

فضل الله: لعدم إثارة البعد المذهبي أو الطائفي في التعامل مع القضايا الوطنية الكبرى

منصور: تحرير عرسال تبقى مسؤولية وطنية لا يمكن التغاضي عنها

النابلسي التقى نائبا عراقيا: التكفيريون يهددون العلاقات بين شعوب المنطقة

أفرام الثاني دان انتهاكات حقوق الانسان في سوريا والعراق : المسيحيون في الشرق عامل توازن وعلينا حمايتهم من الارهاب الذي يهدد وجودهم

الحاج اعلن زيارة تمثال سيدة فاطيما الى لبنان في 12 حزيران: تندرج تحت عنوان واحد بسيط وأساسي هو الخلاص

الوكالة الذرية تشكو نقص التعاون الإيراني

البنتاغون»: «داعش» لا يمثل تهديداً في السعودية.. ولا يمكننا تأكيد مسؤوليته عن حادث الدمام

السعودية: إحباط تنفيذ جريمة إرهابية تستهدف مصلين في الدمام

الداخلية السعودية: إحباط محاولة تفجير مسجد بالدمام

داعش اعلن مسؤوليته عن الهجوم على المسجد في السعودية

السعودية: إحباط محاولة ارهابية لاستهداف مصلين بسيارة مفخخة في الدمام وسقوط 4 قتلى

الامم المتحدة: فرار زهاء 85 الف شخص من الرمادي في العراق منذ منتصف أيار

الخارجية الاميركية: سحب كوبا من لائحة الدول الداعمة للارهاب

السويسري جوزيف بلاتر رئيسا لل"فيفا" لولاية خامسة بعد انسحاب الامير الاردني علي بن الحسين

روسيا تصدر «لائحة سوداء» بشخصيات سياسية من الاتحاد الاوروبي

البيت الأبيض:أميركا على اتصال مع قطر في شأن معتقلي طالبان

«داعش» يدعو الرمادي إلى التوبة

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا14/من27حتى31/أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم

*الزوادة الإيمانية/سفر أعمال الرسل26/من01حتى04//04/من01حتى04/سَيُقِيمُ لَكُمُ ٱلرَّبُّ إِلهُكُم، مِنْ بَينِ إِخْوَتِكُم، نَبِيًّا مِثْلِي، فَلَهُ ٱسْمَعُوا في كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُم بِهِ

*بالفيديو: أعجوبة جديدة لمار شربل؟

*الزلم" في وطني: تعاسة وقلة الإيمان/ الياس بجاني

*لا فرق في عقلية التفرد والإقصاء بين 8 و14/الياس بجاني

*شيعة السفارة.. أيتام "14 آذار"/محمد شبارو/المدن/

*حكمت ديب أين كان وأين أصبح!!/الياس بجاني

*مومبرتي من بكركي: للبنان مكانة خاصة في قلب البابا ونأمل الاستقرار لهذا البلد ليستعيد وجهه الحقيقي

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 29/5/2015

*النظام السوري ينهار و"حزب الله" يغرق

*هزيمة "حزب الله" في سوريا آتية/علي حماده/النهار

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 ايار 2015

*الكاردينال مومبرتي في بيروت موفدا من البابا: سابحث مع المسؤولين في انتخاب

*رئيس للجمهورية واوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة

*وفد المؤتمر الدائم للامركزية الشاملة زار بكركي والتقى الراعي

*شيعة السفارة.. أيتام "14 آذار"/محمد شبارو/المدن/الجمعة

*الشيعة المستقلون…’شيعة السفارة’؟!/وسام الأمين /جنوبية

*سقوط الأسد لن يكسر حزب الله.. بل خصومه في لبنان/علي الامين/جنوبية

*بري عرض الأوضاع مع أختري والسفير الاميركي

*سلام التقى وفدا من عرسال الجراح: أهالي البلدة أمانة في عنق الدولة

*سلام التقى وفدا من عرسال الجراح: أهالي البلدة أمانة في عنق الدولة

*وزير الداخلية التقى الجميل وكاغ ووفدا من عرسال الجراح: عرسال ليست معزولة وحمايتها مسؤولية الدولة والجيش

*العربي الجديد: السعودية تلاحق حسابات وعقارات 44 منتميّاً لحزب الله

*جعجع عرض مشروع المنطقة الاقتصادية في البترون مع لجنة المتابعة

*بري يعـرض التطـورات مـع السـفير الاميـركي ويتسلم دعوة ايرانية للمشاركة في مؤتمر اهل البيت

*ملف التعينات: نقاش في شأن شامل روكز أو التمديد؟/خالد موسى/موقع 14 آذار

*لا معلومات رسـمية لدى تركيا حول معتقلي تدمر/ابو دهن: سنستمر في مسعانا وصولا الى الحقيقة

*"انتشــار الجيـش مبارك وتـرك ارتيـاحا لــدى الاهالـي"/الحجيري: "حزب الله" لن يكتفي بالخطوة ويريد حربا في عرسال

*وفد أهالي عرسال زار سلام والمشنوق: ندعم الجيش والدولة ونحن في حمايتهما

*كلمتان لعون أمام وفدي كسـروان وزحلة نهاية الاسـبوع/ليون: التعيينات مسألة وجودية ولا سقف لخطابنا بعد اليوم/نأمل وعي الجميـع لانجازها سـلة كاملة قبل 5 حزيـران

*جميل السيد: تسخيف خطر الارهاب خيانة اخلاقية للبنان

*الجراح: حملات سياسية تستهدف الجيش وعرسال

*إبراهيم يلبي دعـوة جامعة سـيدة اللويـزة: مفاوضات تحرير العسكريين جيدة ونأمل خيرا

*شربل: ما نسب الي في "عكاظ "غير صحيح

*"نيويورك تايمز": أوبـاما يواجه مأزقـاً بعد استخدام النظام السوري لغاز الكلور

*"واشنطن بوست": إستراتيجية أميركا لمحاربة "داعش" توشك على الانهيار

*بعض من “شيعة السفارة” ردوا على تهديدات نصرالله

*ولادة «المجلس الوطني» لـ14 آذار الأسبوع المقبل والمؤتمر التأسيسي ينعقد في مُنتصف حزيران/فادي عيد

*10 اسماء مرشحة لقيادة الجيش

*الراعي يتصل بعون لتوضيح موقفه

*ماذا حصل بين سامي ونديم الجميّل؟

*خلاف البابا السابق بنديكوس والعالم الاسلامي أوصل بشارة الراعي الى سد رئاسة الكنيسة المارونية بخديعة سورية إيرانية، فكانت المصيبة.)

*مساجد "المملكة" فـــي مرمـــى النيـران "الداعشيــة" مجددا

*لقاءات دولية تمهد ارضيـة التسويات السلميـة فــي المنطقــة

*عون يستبق مجلس الوزراء بمواقف تحدد التوجه ومامبرتي في بيروت

*أخرجنا من المذبحة ولا تضحّي بثلاثة أرباعنا: لم يفتِ الأوانُ بَعد/محمد بركات/جنوبية

*ماذا بعد تهديد نصرالله لـ"شيعة السفارة"!

*هذا ما قدمه شيعة السفارة إلى الشيعة وإلى الوطن/عماد قميحة/جنوبية

*تخوفا" من أن يكون اغتياله وقودا" لقيام دولة درزية .. جنبلاط اّثر الابتعاد ولعب دور الاطفائي من جديد/المحامي سهيل خداج/صوت الجبل

*السويسري جوزيف بلاتر رئيسا لل"فيفا" لولاية خامسة بعد انسحاب الامير الاردني علي بن الحسين

*ملف التعينات: نقاش في شأن شامل روكز أو التمديد؟/خالد موسى/موقع 14 آذار

*كرامة المجلس/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

*تداعيات في اتجاهين لحملة تعيين روكز حكومة تصريف أعمال قد تُرغم على التمديد/روزانا بومنصف/النهار

*فتيل عرسال نُزِع وبقيت التعيينات المخارج المطروحة قابلة للنقاش/خليل فليحان/النهار

*إيران: جيش لبنان فساد وشلل/احمد عياش/النهار

*لهذا كسر "حزب الله" الحدود/سميح صعب/النهار

*لائحة شرف في مواجهة الجريمة الكبرى/عقل العويط/النهار

*أتكون عرسال «بوسطة عين الرمانة» الجديدة/بول شاوول/المستقبل

استهداف السعودية/علي نون/المستقبل

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا14/من27حتى31/أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم

"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم. لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم ولا يَخَفْ! سَمِعْتُم أَنِّي قُلْتُ لَكُم: أَنَا ذَاهِبٌ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُم. إِنْ تُحِبُّونِي تَفْرَحُوا بِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلى الآب، لأَنَّ الآبَ أَعْظَمُ مِنِّي. قُلْتُ لَكُم هذَا الآنَ قَبْلَ حُدُوثِهِ، حَتَّى إِذَا حَدَثَ تُؤْمِنُون. لَنْ أُحَدِّثَكُم بَعْدُ بِأُمُورٍ كَثيرَة، لأَنَّ سُلْطَانَ هذَا العَالَمِ يَأْتِي، ولا سُلْطَةَ لَهُ عَلَيَّ، ولكِنْ، يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ العَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآب، وكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَل. قُومُوا نَذْهَبْ مِنْ هُنَا."

 

الزوادة الإيمانية/سفر أعمال الرسل26/من01حتى04//04/من01حتى04/سَيُقِيمُ لَكُمُ ٱلرَّبُّ إِلهُكُم، مِنْ بَينِ إِخْوَتِكُم، نَبِيًّا مِثْلِي، فَلَهُ ٱسْمَعُوا في كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُم بِهِ

"يا إخوَتِي: خَاطَبَ بُطْرُسُ الشَعْبَ قَائِلاً: «أَيها الرِجاَلُ الأِسْرَائِلِيُّون: إِنَّ مُوسَى قَال: سَيُقِيمُ لَكُمُ ٱلرَّبُّ إِلهُكُم، مِنْ بَينِ إِخْوَتِكُم، نَبِيًّا مِثْلِي، فَلَهُ ٱسْمَعُوا في كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُم بِهِ. ويَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ لا يَسْمَعُ لِذَلِكَ ٱلنَّبِيّ، يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَينِ ٱلشَّعْب. وجَمِيعُ ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلَّذِينَ تَكَلَّمُوا مُنْذُ صَمُوئِيلَ وبَعْدَهُ، كُلُّهُم بَشَّرُوا بِهذِهِ ٱلأَيَّام. فَأَنْتُم أَبْنَاءُ ٱلأَنْبِيَاء، وأَبْنَاءُ ٱلعَهْدِ ٱلَّذِي عَاهَدَ بِهِ ٱللهُ آبَاءَكُم، إِذْ قَالَ لإِبْرَاهِيم: فِي نَسْلِكَ تُبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلأَرْض. فَمِنْ أَجْلِكُم أَوَّلاً أَقَامَ ٱللهُ فَتَاهُ يَسُوع، وأَرْسَلَهُ لِيُبَارِكَكُم، فَيَرْتَدَّ كُلُّ وَاحِدٍ فِيكُم عَنْ شُرُورِهِ». وبَيْنَمَا بُطْرُسُ ويُوحَنَّا يُخَاطِبَانِ ٱلشَّعْب، أَقْبَلَ إِلَيْهِمَا ٱلكَهَنَة، وقَائِدُ حَرَسِ ٱلهَيْكَل، وٱلصَّدُّوقِيُّون، وهُمْ مُغْتَاظُون، لأَنَّهُمَا كَانَا يُعَلِّمَانِ ٱلشَّعْب، ويُبَشِّرَانِ في تَعْلِيمِهِمَا عَنْ يَسُوعَ بِٱلقِيَامَةِ مِنْ بَينِ ٱلأَمْوَات. فَأَلقَوا عَلَيْهِمَا ٱلأَيْدِي، ووَضَعُوهُمَا في ٱلسِّجْنِ إِلى ٱلغَد، لأَنَّ ٱلمَسَاءَ كَانَ قَدْ حَان. وآمَنَ كَثِيرُونَ مِمَّنْ سَمِعُوا ٱلكَلِمَة، وبَلَغَ عَدَدُهُم نَحْوَ خَمْسَةِ آلافِ رَجُل."


 
بالفيديو: أعجوبة جديدة لمار شربل؟
 http://youtu.be/K0dUbHZfNhg
 MTV Web Site
 May 28, 2015
 
في تلك الليلة طلبت أوجيني الموت، هي التي عانت من مرض Sclerodermie أصاب جلدها ومفاصلها، وأقعدها في الفراش.
 
أوجيني وهي أم لثلاثة أولاد، تعيش في جنوب افريقيا، قررت أن تأتي رغم مرضها إلى لبنان وتحديداً إلى عنايا، نذرت لمار شربل، صلت أمام تمثاله، رمت ملفها الطبي أمام ضريحه ولبست ثوبه عائدةً إلى افريقيا، وفي الليلة السابعة عشرة من الزيارة، سمعت صوتا يناديها بينما كانت نائمة، قائلا لها: "انهضي من الفراش"، وقد تكرر النداء ثلاث مرات، فإذ بها قادرة على الحركة. وإيمان أوجيني جعلها متأكدة من أن مار شربل هو من شفاها.
 
ملفات أوجيني الطبية تشير بوضوح إلى أنها كانت مصابة بمرض الـ Sclerodermie لكن فحوصها المخبرية بعد الحادثة تؤكد شفاءها.
 
طبيب المفاصل الدكتور شارل طعمة أوضح للـmtv أن الـSchlerodermie هو مرض يضرب الجلد والمفاصل وأن الشفاء منه مستحيل. وعن تفسيره لما حصل مع اوجيني، قال "ما يقدر عليه الله لا يقدر عليه إنسان".
 
الطب يعجز عن تفسير ما حصل مع أوجيني، أما الدين فينتظر الإثبات الدامغ بعد الدراسات ليضع هذه الحالة في خانة المعجزات.
 

"الزلم" في وطني: تعاسة وقلة الإيمان

 الياس بجاني/29 أيار/15

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

 إنه لأمر مهين ومعيب ان يقبل أي انسان طوعاً دور "الزلمي"، أي دور النعجة ودور التابع المربوط بحبل حول رقبته ويتلذذ بأكل التبن من على المعالف وويهوى بفرح النوم في الزرائب. هذا المخلوق التعيس والبائس الذي يتزلم لزعيم أو لجماعة سياسية أو دينية يصبح مسيراً وليس مخيرا أي عبداً لا أكثر ولا أقل. من المؤسف أن أرتال كبيرة من ابناء شعبنا اللبناني في الوطن الأم وبلاد الإنتشار ومن المذاهب كافة هي غنمية بعقلها وثقافتها وذلها والغباء، وبعيدة عن كل مفاهيم ومعايير وممارسات الحرية والإيمان واحترام الذات، ولا وجود في دواخلها لشيء اسمه كرامة.

هذه الأرتال الغبية هي زلم الأحزاب وخدم الزعامات السياسة وعبدة رجال الدين المشعوذين، وهي السبب الأساس لكل مصائب لبنان والكوارث ولولا غنميتها وكفرها لما كان وطن الأرز المقدس على ما هو عليه اليوم من شقاء وفوضى وعذاب وتفلت واسخريوتية.

هؤلاء الأرتال من المتزلمين والأغبياء عقولهم وعواطفهم مبرمجة عن بُعد وهم على هذه الخلفية التعيسة يفرحون مع الزعيم ويحزنون معه غب طلبه، ويتظاهرون ويتقاتلون مع الغير ويشتمونهم بناء لأوامره، ومن ثم يتعانقون ويتصالحون وأيضاً بناء لأوامره. إنهم أرتال من الإذلاء الذين لا فكر ولا ذرة عقل في داخل جماجمهم.

باعوا أنفسهم مقابل زر يعلق على صدورهم، أو فولار يربط حول رقابهم، أو مقابل مال أو وظيفة، وغرقوا في حياونية غرائزهم وفي عبادة مقتنيات الأرض الترابية الفانية.

هؤلاء البشر من ابناء شعبنا هم وراء استمرارية وجود قادة ورجال دين وزعماء واحزاب وسياسيين منحطين وأوباش يسرحون ويمرحون حالياً على الساحة اللبنانية ويتاجرون بدم وعرق وكرامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين.

هذه الطبقة المجرمة من القياديين ورجال الدين موجودة ومتحكمة بمصير وطننا الغالي، وسوف تبقى كذالك طالما بقيت أرتال من شعبنا على غبائها وغنميتها وقلة إيمانها وخساستها وعشقها للتبن والمعالف.

من هنا فإن القائد والسياسي والزعيم الأصيل يبقى ويستمر ويزدهر فيما المأجور والبديل والعبد والتابع يرمى في مزابل التاريخ. إن الزوال والاندثار هو الأجل المحتوم لكل الطرواديين والمارقين والمرتدين الذين يهجرون قضايا وتاريخ ووجدان ومصير وأمن شعوبهم وأوطانهم ويبيعون أنفسهم للغريب من أجل مصالح أو نفوذ أو منافع كلها أرضية وفانية.

السؤال الذي يُطرح في هذا السياق الجهنمي والترابي هو، لماذا يبيع الإنسان نفسه ومن أجل ماذا، وماذا يريح وماذا يخسر. والجواب الإيماني الثابت يقول بصوت صارخ "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"؟ والجواب، بالطبع لا يربح أي شيء وحسابه يكون عسيراً يوم الحساب الأخير

هكذا كان حال الإسخريوتي والملجمي وأقرانهما من الذين وقعوا في تجارب إبليس وساروا بغباء وراء غرائزهم، فعاقبتهم السماء وملائكتها وحلت اللعنة عليهم وعلى وأصولهم وفروعهم. بالتأكيد إن نهاية كل المارقين ستكون عاجلاً أم أجلاً كنهاية الإسخريوتي الذي علق نفسه على شجرة وانتحر لأن الله يُمهل ولا يُهمل.

في الخلاصة إن نهاية النظام السوري المجرم والإرهابي، نظام قتلة الأطفال واغتصاب النساء، لم تعد ببعيدة، وكذلك حزب الله الإرهابي الذي تعرى وتكشف من كل ما هو لبناني ومصداقية، وبالتالي المطلوب من أرتال شعبنا الذين تغربوا بفكرهم ووجدانهم وممارساتهم ومواقفهم عن لبنان وتاجروا بناسه ودمهم ولقمة عيشهم وأمنهم، المطلوب منهم وبسرعة أن يتوبوا ويعودوا إلى ينابيع الإيمان والوطن المقدس وترابه المبارك قبل فوات الأوان.

نختم مع: يوشع بن سيراخ 03/21 و24/ “لا تَطلُبْ ما يَتعَذَّر عَليكَ ولا تَنظُرْ في ما يَتجاوَز قُدرَتَكَ. بل تأَمَل في ما أُمِرتَ بِه فلا حاجَةَ لَكَ إلى الأمورِ الخفِيَّة. ما جاوَزَ أَعْمالَكَ لا تُكثِرِ الاْهتمام بِه لأَنَّ ما كُشِفَ لَكَ يَفوقُ إِدْراكَ الإِنْسان

فإِنّ كَثيرينَ قد أَضلَّهم تَأَمّلهم وزَلَّت أَفكاُرهم بِتَصَوّرِهمِ الفاسِد."

 *الكاتب  ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني Phoenicia@hotmail.com

 

تعليق على مقالة محمد شبارو شيعة السفارة.. أيتام "14 آذار" التي في أسفل

لا فرق في عقلية التفرد والإقصاء بين 8 و14

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا اللكتروني

الياس بجاني/29 أيار/15

مقالة رائعة تشرّح بواقعية ومنطق معاش وملموس ومن خلال رزم من الحقائق وضعية ما سماهم السيد نصرالله شيعة السفارة وهم فعلاً ايتام 14 آذار ويخفونها أكثر مما يخاف منهم الثنائي الشيعي، أمل وحزب الله.

في هذا السياق المعيب من منا ينسى كيف تم طرد المفتي علي الأمين من صور ومنع حتى من نقل ما عنده من كتب وأغراض وكيف وافق السنيورة وحكومته على ايقاف معاشه لإرضاء بري وحزب الله.

إن محاباة بري والتملق له والنفخ في عبقريته الوهم وحكمته الصفر والتغني بوطنيته المزاجية والانتقائية هي أهم من أعراض مرض، بل أمراض 14 آذار، اضافة بالطبع إلى ذمية وتقية تسمية حزب الله "بالمقاومة" في حين يعلم الجميع أنه فيلق عسكري إيراني ولا علاقة له بالمقاومة إلا في مقاومة قيام الدولة في لبنان ومقاومة الشعب السوري الثائر على طاغيته.

إن الأصوات الشيعية الجريئة المعارضة لهيمنة إيران على لبنان هي اليوم أصوات كل اللبنانيين الأحرار والسياديين وهذه نعمة حقاً نشكر الله عليها وإن دلت على شيء فعلى توق اللبناني إلى الحرية ورفضه الهيمنة والتبعية والغنمية.

هذه الأصوات التي تواجه بقلمها وحناجرها سلاح وهيمنة ومال وسلطة وبطش وإرهاب حزب الله هي الخميرة التي سوف تخمر العجين اللبناني وهي ومن هم مثلها من الشرائح اللبنانية الأخرى في النهاية ستقود السفينة اللبنانية إلى بر الآمان.

يبقى أن الأحزاب في لبنان 14 و8 لا فرق ودون استثناء هي شركات تجارية وعائلية وكل حساباتها فردية وتعتمد في ممارساتها على قاعدة الربح والخسارة ولا علاقة للمواطن أو للمبادئ في كل مخططاتها وممارساتها.

 

شيعة السفارة.. أيتام "14 آذار"

محمد شبارو/المدن/الجمعة 29/05/2015 

http://www.almodon.com/politics/20c26189-35ec-4260-a25f-09cd0940b992

لا شك أن التهديد والوعيد الذي يتلقاه "شيعة السفارة"، من "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله، يستحق التأمل. ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الحزب الى كتم أي صوت يعلو في الطائفة الشيعية، والتي عمل الحزب جاهداً منذ تأسيسه لإحكام قبضته عليها، عبر إخضاع الأصوات اليسارية - الشيعية بقوة السلاح والإغتيال، وبقوة التبعية كما هي الحال مع حركة "أمل"، وفي ما بعد ملاحقة ما تبقى من شيعة معارضين، كما في تلك الحملة المنظمة التي استهدفتهم بعد ساعات من إعلان نتائج إنتخابات العام 2009، في ما عرف آنذاك بـ"7 أيار" شيعي.

ما جعل "شيعة السفارة"، بالمفهوم المعارض لـ"حزب الله"، لقمة سائغة للحزب وتهديداته واعتداءاته، هي "14 آذار" بحد ذاتها، بأحزابها وتياراتها، المتفردة دوماً بالقرار، والرافضة لأي صوت مضارب، وهو عملياً ما أدى الى سقوط فكر "14 آذار"، كقوى عابرة للمناطق والطوائف والمذاهب، وتحولها إلى مجلس ملّي لبعض الأحزاب المسيطرة على شارع طائفي لا أكثر.

في العام 2005، ومع إنطلاق ثورة الأرز، لم يكن الشارع الشيعي خارج "الثورة"، كان حضوره من حضور باقي الطوائف، سنّة ودروز وموارنة، وإن خارج القيد الطائفي. في ذلك الوقت، شاركت أعداد ضخمة من الشيعة المعارضين للوجود السوري، في لبنان، والذين رأوا في جماهير ساحة الشهداء خير ممثل لهم ولنظرتهم إلى لبنان.

بعد العام 2005، إنتهجت أحزاب السيادة والإستقلال سياسة إقصائية واضحة، لم تراعِ فيها أي حيثية تذكر لـ"شيعة السفارة"، بدءاً من الحلف الرباعي، مروراً بكل السياسات المتبعة مع "حزب الله" وحركة "أمل" والتي كرستهما ممثلين وحيدين للطائفة الشيعية. حتى على أبواب الإنتخابات النيابية في العام 2009، دخلت إلى بيت الطائفة، إما بأسماء إقطاعية، أو بأسماء هامشية غير قادرة على خرق الشارع، ولا حتى تقديم أي برنامج أو فكر مضارب، نظراً الى سمعتها وصيتها المعروف بقاعاً وجنوباً.

"شيعة السفارة" هم أنفسهم "أيتام قوى 14 آذار". أولئك الذين آمنوا بمشروع دولة، لا مشروع طوائف، وأحزاب طائفية. أيتام من الشيعة والسنّة والدروز والعلمانيين واليساريين، الذين كانوا يوماً وقوداً لثورة الأرز. أيتام تعاملت معهم قوى "14 آذار" على أنهم مجرد ورقة للعب والمساومة.

لم تقدم أحزاب وتيارات "14 آذار" مشروعاً واحداً للعبور الجدي الى الدولة المدنية. على العكس، قدمت منذ العام 2005 مشروع الدولة الطائفية المركبة وفق المحاصصة بين تيارات يمثل كل منها طائفة. تماهت مع السائد لبنانياً حدّ العمى، بدلاً من أن تقدم جديداً يساهم في العبور الى الدولة. قدمت مشروعاً يضم "المستقبل" عن السنّة، و"القوات" و"الكتائب" عن الموارنة، وبقية غبّ الطلب إنتخابياً أو للمناكفة مع "حزب الله" وحركة "أمل".

"شيعة السفارة" ليسوا ضحية "حزب الله" وحده. هم ضحية قوى "14 آذار" أولاً، التي فشلت، بعد عشرة أعوام، في إشراك الصوت "المدني" الرافض للصبغة الدينية والطائفية، كما فشلت في الخروج من عباءتها الطائفية، وبقيت رهينة المزايدات ضمن كل طائفة.

حتى في عز الهجمة اليوم على "شيعة السفارة" لم تخرج أصوات "14 آذار". لم تصدح وسائل الإعلام المحسوبة عليها دفاعاً، وكأنهم ليسوا صوتاً إنتحارياً في بيئة ليس مسموحاً فيها التمايز، وهم الذين يخوضون حرباً ثقافية وسياسية باللحم الحي، وتحت تهديد السلاح، وتهديد النفي، ومنهم من هو ممنوعة عليه زيارة قريته، أو أهله، أو حتى قبور محبيه.

قبل فترة وجيزة أعلن رسمياً نعي المجلس الوطني لقوى "14 آذار". رسمياً أيضاً، لا بد من إعادة تصويب البوصلة، وتسمية الأشياء بأسمائها. أحزاب قوى "14 آذار" وجماهيرها لها مشروعها المقتصر على مواجهة "حزب الله" لا أكثر. وجمهور "14 آذار" الذي يضم مستقلين شيعة وسنة دروز وموارنة وملحدين وعلمانيين، لهم مشروعهم، مشروع الدولة المدنية، خارج النسق الطائفي، وهؤلاء هم "14 آذار" 2005.

لم يعد التباكي مجدياً، ولا كل المراجعات التي تقدم بين إحتفال وآخر لذكرى "14 آذار". أثبتت التجربة الأخيرة، وبعد فرط المجلس الوطني، أنه لا يمكن التعويل على تصحيح مسار "14 آذار"، وأنه لا مكان إلا لبعض الأحزاب، فيما كل المشاريع المستقلة، شيعية أو غير شيعية، لا مكان لها في قوى "14 آذار".

الأدهى، أن التباكي الموسمي الذي يمارسه البعض في "14 آذار"، بينما يترفع عنه كثر، يشمل فقط الشيعة المستقلين، لأنهم حاجة شعبية وجماهيرية لمشروع التحالف السني – المسيحي، فيما البقية الباقية، مارونياً ودرزياً وسنّياً وحتى علمانياً، لا نصيب لها من الإعتراف اللفظي والشكلي، ولا حتى من التباكي. فهولاء يمثلهم "المستقبل" و"القوات" و"الكتائب"، شاءوا أم أبوا.

أيتام "14 آذار" هؤلاء، هم من يُعوّل عليهم عملياً، رغم أنهم ليسوا مشروعاً سياسياً مؤطراً كما الأحزاب الأخرى العقائدية في "8 آذار" و"14 آذار". يُعوّل على حركتهم الثقافية والإجتماعية والفنية، فيما الآخرون لا يُعوّل حتى على شعاراتهم، وإن رفعوا لواء العبور الى الدولة... دولة الأحزاب الطائفية.

 

تعليق على مقابلة حكمت ديب اليوم على ال بي سي

حكمت ديب أين كان وأين أصبح!!

الياس بجاني/29 أيار/15

https://www.youtube.com/watch?v=z6a3YY5jKWQ

الإنسان ثبات ومبادئ وقيم وقضية ومصداقية وعطاء. أما عندما يتخلى الإنسان عن هذه المقومات يفقد انسانيته. نسأل بمحبة النائب المحترم حكمت ديب أين كان وأين أصبح؟ ماذا كانت قضيته وأي قضية اليوم يحمل. إين كان اصطفافه في المبادئ والوطنية والقيم وأين هو منهما اليوم. المعيار على صدقية النائب ديب من عدمه نستعيره من ماضيه ونفارن ماضيه مع حاضره فيتبين كم انه حالياً للأسف غريب ومغرب عن ماضيه وعن لبنان وعن انسانه والشهداء. يبقى أن الحياة خيارات إما أبواب واسعة أو أبواب ضيقة والنائب اختار الأبواب الواسعة، وبالتالي هو المسؤول والرب هو من يحاسب.

سقوط في تجارب تراب الأرض: في يوم من الأيام كنت شخصياً أرى نفسي في نضال النائب حكمت ديب وأرى عنفوان وصمود وإيمان وصدق ناشط سياسي. أما اليوم فقد حل مكان ما كنت أراه عمى البصر والبصيرة. وأصبح هذا الناشط في قاطع من يحتل لبنان ويهجر شعبه ويضرب رسالته ويقتلع هويته ويهين انسانه ويجره إلى القرون الحجرية.

 

مومبرتي من بكركي: للبنان مكانة خاصة في قلب البابا ونأمل الاستقرار لهذا البلد ليستعيد وجهه الحقيقي

الجمعة 29 أيار 2015 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم، عميد محكمة التوقيع الرسولي العليا الكاردينال دومينيك مومبرتي، موفدا من قبل البابا فرنسيس الى لبنان، في حضور البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير وعدد من الأساقفة. وجرى عرض الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة. ونقل مومبرتي إلى الراعي صلاة وبركة البابا فرنسيس ودعمه، سائلا من الله أن "ينعم على لبنان والمنطقة بالسلام والاستقرار". بعد اللقاء، قال مومبرتي: "إنها فرحة كبيرة أن أعود إلى لبنان من جديد، بعد أن كنت مستشارا للسفارة البابوية بين عامي 1996 و1999. وبعدها، عدت في اطار مهمتي كأمين سر للعلاقات مع الدول. إني أتوجه بالشكر الكبير الى غبطة البطريرك الراعي الذي دعاني إلى زيارة لبنان. وقد بدأت مسؤوليتي الجديدة مع بداية العام كعميد لمحكمة التوقيع الرسولي العليا في الفاتيكان، بعد ان عينني قداسة البابا كاردينالا خلال كونسيستوار آذار الماضي. وهذه المحكمة تعنى بالسهر على ادارة العدالة للاكليروس. وهذه الزيارة ستكون مناسبة أيضا للقاء المحاكم الكنسية في لبنان. وهناك أيضا حدث مهم بالنسبة إلي، وهو الاحتفال الاحد المقبل بالذبيحة الالهية في سيدة لبنان - حريصا في ختام الشهر المريمي، وهي مناسبة للصلاة من أجل لبنان وكل منطقة الشرق الاوسط، التي هي في حاجة ماسة الى السلام، وبالتالي إلى حماية وتضرع مريم العذراء". أضاف: "خلال هذه الايام القصيرة التي سأمضيها في لبنان ستكون لي لقاءات أخوية عدة مع شخصيات عدة، وفي ذلك تعبير عن اهتمام وقلق قداسة البابا الذي يتابع عن قرب الاحداث في لبنان والشرق الاوسط. ودائما بشفاعة العذراء مريم وكل قديسي لبنان، نأمل الاستقرار لهذا البلد كي يستعيد وجهه الحقيقي، بحيث يعيش الجميع معا ويتعاونوا من اجل الخير العام". وختم: "أضع هذه الايام القليلة التي اقضيها هنا في لبنان، بشفاعة مريم العذراء سيدة لبنان، وأشكر مجددا صاحب الغبطة. وسعدت بلقاء غبطة البطريرك صفير، الذي تعرفت عليه جيدا خلال زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان. وأسأل شفاعة مريم العذراء أيضا من أجل كل واحد منكم، وأستمطر عليكم بركة قداسة البابا كراع جامع للكنيسة، وعلى لبنان الذي يتمتع بمكانة خاصة في قلب قداسة البابا فرنسيس".

 

النظام السوري ينهار و"حزب الله" يغرق

موقع 14 آذار/30 أيار/15

يرفض "حزب الله" الاعتراف بالهزيمة في سوريا، يرفض التمعن بالخريطة السورية التي بات يحتل منها النظام السوري 25% فقط بعدما كان يحتل 80% منها قبل تدخل الحزب، يرفض الاعتراف بأن عدم مقاتلته (مع النظام وباقي الميليشيات) ارهاب تنظيم "الدولة الاسلامية" طوال سنوات جعلها تتمدد، يرفض الاعتراف بانهيار النظام وبتقدم المعارضة المستمر.

لم يعد أمام "حزب الله" سوى لعبة القلمون، وبات واضحاً أمام الرأي العام أن قنوات الحزب الاعلامية ليس لديها ما تضيء عليه في سوريا سوى المعارك في جرود القلمون، ربما لأنها اشتاقت للانجازات منذ أكثر من شهرين إلى اليوم، ففي هذه الفترة لم يشهد النظام أي حركة تقدم، بل اتجاه إلى الانسحاب في مقاتلته المعارضة السورية والهروب من الارهاب الداعشي. رفض مقاومت هذا التنظيم في تدمر ورفض مواجهة "جيش الفتح" في أريحا وجسر الشغور.

الأكيد أن المعنويات في صفوف جيش النظام السوري مدمرة، أما الحاضنة الشعبية الموالية للنظام تسأل: لماذا سلمتم المدن، من سيحمينا؟ ولا إجابة بعدما عجزت إيران وروسيا عن اطالة عمر النظام، وليس مستغرباً قول البعض أن النظام قد يسقط في أي لحظة، قد نستيقظ على زوال بشار السد وأتباعه، لكنه أولاً سيحاول أن يدافع عن مناطقه في الساحل، وهي خطوة يعتبرها البعض مشروع تقسيم سوريا وبناء الدولة العلوية، فيما المعطيات تؤكد أن امكانية تقسيم رسمية لدويلة علوية مستحيلة في ظل وجود أكثر من 60% من سكان الساحل من الطائفة السنية نزحوا إليها منذ بدء المعارك في سوريا.

ويسأل كثيرون: هل ستحكم "داعش" بعد الأسد؟ والاجابة واضحة إن السوري وحده يقرر من سيحكم، وبعد اسقاط النظام تبدأ مرحلة طرد "داعش"، كيف؟ كما سقط النظام تسقط "داعش" التي يحاول "حزب الله" أن يخيفنا بها، والعالم أجمع يخشى هذا التنظيم ويجتمع لمقاتلته، فيما هو نفسه حزب الله لم يفتح معه معركة في سوريا طوال 4 سنوات، وكان حليفه النظام لسوري يشتري النفط والغاز من "داعش" ويعطيهم الكهرباء، ويستخدم سدود الدواعش، وما أن أتت المعركة في تدمر هرب النظام.

اللبنانيون ردوا في شكل واضح على الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وذكروه بأن اللبناني لا يخشى "داعش" وأخواتها، خصوصاً الرد من المسيحيين الذين رسموا سنوات من النضال للدفاع عن الأرض، من يحمي لبنان من "داعش" هو الجيش اللبناني، اما المعارضة السورية فلا أجندة لها في لبنان، والسؤال: ماذا فعلت إيران لوقف تمدد "داعش"؟ لن تفعل بل هي تبحث عن مال العقوبات والاتفاق النووي من أميركا.

لا مؤشرات لبقاء الأسد حتى اليوم، فهو يسقط عسكرياً وجغرفياً، وأوراقه تتطاير، وسيخسر في "حوار البندقية" إلى أن يصل إلى طاولة المفاوضات ويسأل: "من سيحميني؟".

 

هزيمة "حزب الله" في سوريا آتية

 علي حماده/النهار/30 أيار 2015

كل إطلالات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخيرة لم تكفه لإخفاء حجم المأزق الذي أغرق نفسه فيه، ولم تكفه لكي يخفف ثقل الحمل الذي ألقاه الحزب على عاتق "البيئة الحاضنة" التي تدفع اليوم ضريبة دم تفوق تلك التي دفعتها في الحروب مع إسرائيل. نعم، ان السيد حسن نصرالله يفقد يوما بعد يوم صدقيته، حتى في الوسط المؤيد له، في ضوء إيغاله في توريط "البيئة الحاضنة" في مسلسل لا ينتهي من الحروب الداخلية والخارجية. ولعل هجومه غير المسبوق على معارضيه في البيئة الحاضنة مطلقا عليهم تسمية "شيعة السفارة" وناعتاً إياهم بـ"العملاء والخونة والأغبياء" يشي بأن الأصوات المعترضة التي بدأت تخرج من رحم "البيئة الحاضنة" تعكس مزاجاً معيناً ما عاد خفياً، رافضاً حقيقة أن "حزب الله" هو مشروع حروب دائمة في كل مكان، وانه في مكان ما يحمّل "البيئة الحاضنة" أكثر من طاقتها ولا سيما في الاشتباك الاقليمي الكبير على مساحة المشرق العربي. ثمة بدايات لوعي خطورة ما يقدمه "حزب الله" من آفاق مظلمة لمستقبل "البيئة الحاضنة". لقد تغيّر الوضع على الارض في سوريا. لم يعد الحديث في أروقة القرار الدولي المعني بالأزمة السورية يأخذ مسألة بقاء بشار الأسد في الاعتبار. لقد أصبح بشار وبطانته من الماضي. وأصبح "حزب الله" في سوريا من الماضي. انتهى وهم إنقاذ النظام والحفاظ على "الجسر السوري" بالرغم من رفض نصرالله وصحبه رؤية الحقيقة الساطعة. لقد اقترب موعد "حزب الله" القوة المحتلة مع الهزيمة المدوية في سوريا، وصار الامر مسألة وقت. فهل يتدارك حسن نصرالله ورفاقه الأمر ويحدون من الخسائر التي يستحيل ايقافها بمواصلة الهذيان في شأن تلة من هنا وتلة من هناك، أو بالتحريض الخطير المذهبي الأبعاد ضد مدينة لبنانية مناضلة وداعمة للثورة السورية على رؤوس الأشهاد هي عرسال؟ لقد طال وقت الهذيان ودنت ساعة العودة الى شيء من الرشد. فهل من يسمع صوت العقل في "حزب الله"؟ من الآن فصاعداً سيتراجع النظام ومعه الميليشيات الطائفية التابعة للإيرانيين، وفي مقدمها "حزب الله" في كل مكان. من الشمال إلى الجنوب مروراً بالعاصمة ومحيطها. لقد اقتربت ساعة تحرير سوريا من هذا النظام ومن الاحتلال الايراني المتعدد الوجه، وجل ما سيجنيه "حزب الله" من الاستمرار في التورط في قتل السوريين على أرضهم وفي احتلال أرضهم هو مزيد من النعوش العائدة من أرض الثورة في سوريا.

لقد جاءت ساعة الحقيقة: هل يجنّب "حزب الله" بيئته مزيدا من مواكب التشييع العبثية؟ وهل يتواضع السيد حسن نصرالله قليلا فينزل عن عرشه ليرى كيف انه بعناد حزبه يدفع أهله إلى نكبة محققة لعقود من الزمن؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 29/5/2015

الجمعة 29 أيار 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أحبط الأمن السعودي استهداف مسجد في الدمام بتفجير انتحاري أدى الى مقتل صاحبه وسقوط ثلاثة من رجال الأمن. وأعلن داعش مسؤوليته عن محاولة تفجير المسجد كما أعلن مسؤوليته عن استهداف مطار سرت في ليبيا وفي هذا دلالة على أن عملياته لا تقتصر على سوريا والعراق. وقد أدان الرئيس سعد الحريري الإعتداء على المسجد في الدمام وأكد أن قدر المملكة العربية السعودية مواجهة الارهاب.

وفيما تستمر الحروب في اليمن والعراق وسوريا وسع الجيش اللبناني انتشاره على التلال الاستراتيجية على طول الحدود الشرقية البقاعية كما انتشر في بلدة عرسال معطلا ألغاما أمنية وسياسية تواجهها الحكومة التي تدرس في جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين موضوعي جرود عرسال والتعيينات الأمنية.

وفي الخارج تتواصل معركة رئاسة الفيفا والانتخابات تميل لصالح الأمير الاردني علي بن الحسين في مواجهة بلاتر الذي يريد ولاية جديدة رغم الفضائح المثارة.

إذن نجا المصلون في مسجد العنود في الدمام من تفجير انتحاري نتيجة وعي السلطات الأمنية السعودية التي احبطت المحاولة في موقف للسيارات قرب المسجد حيث اشتبه رجال الأمن برجل داخل سيارة مركونة في الموقف عمد الى تفجير نفسه ما ادى الى سقوط ثلاثة من رجال الأمن.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

للأسبوع الثاني على التوالي الحدث السعودية، فاستهداف مسجد شيعي في المملكة تجدد لكن هذه المرة في الدمام بعدما تركز الأسبوع الفائت في القطيف. منفذ الهجوم داعش التي تبنت العمل الانتحاري وهو أوقع حتى الآن أربعة قتلى بينهم الانتحاري الذي فجر نفسه. وبمعزل عن الأهداف التي أعلنتها داعش فان الهدف الحقيقي للهجوم هو إذكاء الفتنة السنية الشيعية وتأجيج التوتر المذهبي. ووفق المعلومات فان السلطات السعودية التي تعي خطورة المؤامرة التي تحاك إتخذت إجراءات رادعة لمنع تسلل الإرهاب الى المملكة.

محليا الأنظار مشدودة الى جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد الأثنين المقبل للبحث في أمرين: الوضع في عرسال والتعيينات الأمنية. وحتى ذلك الوقت ستكون للعماد ميشال عون إطلالتان شعبيتان السبت والأحد ستحددان بشكل أو بآخر الموقف الحقيقي للتيار قبل الجلسة الوزارية.

وبعد ظهر اليوم وصل المونسنيور دومينيك مومبرتي على رأس وفد فاتيكاني الى بيروت حيث سيعقد إجتماعات يخصص قسما منها لأزمة الشغور في قصر بعبدا.

بالتوازي مع كل هذه القضايا الحالية والاقليمية إنشغل العالم اليوم بقضية الفيفا والانتخابات فيها وكل ما يثار من فضائح مالية وتدخلات سياسية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

هل دخلت السعودية الجمعة الحمراء؟ فعلى توقيت صلاة الظهر ضرب التفجير في يوم جمعة ثان مستهدفا مسجدا للشيعة في الدمام كله يتشابه.. في اليوم ومواعيد الساعة واختيار المساجد والطائفة المستهدفة وإعلان التبني للعملية الإرهابية لكن مع فرق لم يكن بسيطا هو أن بطلا من الشبان السعوديين افتدى المصلين بجسده ومنع الانتحاري من دخول المسجد.. فسجل التاريخ أن عبد الجليل جمعة الأربش شهيد يتقبل والده التبريكات بأدائه الطيب. ففي الحرب على الإرهاب تختلف جنسيات المدافعين عن الأرض والناس لكن النتيجة واحدة.. وكل يدافع عن حدوده وأرضه ووجوده على طريقته في حرب يبدو أنها قادمة على صيف حار.

وعلى طريقها شقت النصرة أو ما يعرف بجيش الفتح اليوم دربا إلى قطعة محورية من إدلب وسيطرت على أريحا من ثلاث جهات.

وإلى الإرهاب وصلت دفعات دعم من صليل الصوارم الطاجيكية والداغستية وهي مجموعات ترتبط مباشرة بإسرائيل ويجري تحريك بعض خلاياها لمحاربة الروس وهم بايعوا أبو جهاد الشيشاني نيابة عن الخليفة البغدادي.

وعلى أرض الخلافة العرسالية تحرك أهالي البلدة نحو السرايا ووزارة الداخلية بمرافقة النائب المتمدد عرساليا جمال الجراح وأعلن الوفد أن البلدة ليست ممرا لتغطية فشل أو تدخل في مكان آخر. وفيما كانت أصوات معتمرة "طاقية" تشكك من جرود عرسال في دور اللواء عباس ابراهيم أعلن المدير العام للأمن العام اليوم أن ليس هناك أفضل من المديرية العامة كمفاوض صادق في قضية العسكريين المخطوفين وأضاف الأمين العام للتفاوض إن كل الكلام في موضوع العسكريين لا يعدو كونه تحسينا للشروط لكن الأمور إيجابية وسنصل إلى خواتيم جيدة.

وكان عدد من أهالي المخطوفين في خلال زيارتهم أبناءهم لدى النصرة قد زكى وزير العدل أشرف ريفي لقيادة التفاوض لما يتمتع به من علاقة حميمة بالنصرة.. وتلك واقعة غير خاضعة للتشكيك لكن لا يعرف ما إذا كان ريفي سيفاوض عندئذ بوصفه منتدبا عن الخاطفين أو المخطوفين.

تفاوض آخر على ملاعب دولية انتهى اليوم بخسارة فلسطين كرة كانت رابحة عندما سحب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اقتراحه وقف إسرائيل من (الفيفا) قدم جبريل الرجوب هذه الورقة مجانا الى إسرائيل وصعد المنصة الدولية في زيورخ مصافحا نظيره الإسرائيلي "عوفر عيني".

وفي زمن التنازلات وأوراق فلسطين المتهاوية فإن "كارت الفيفا" لن يكون آخر الخسارات.. وجبريل الرجوب.. جبر بخاطر عرب يستضيفونه على أرضهم وهم أقنعوه بسحب اقتراحه لمصلحة إسرائيل.. وبالمال تدوم كرة القدم.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

ثلاثة شبان سعوديين دفعوا بالجريمة الارهابية التكفيرية بعيدا عن مئات المصلين في مسجد الامام الحسين عليه السلام في الدمام اليوم.

الارهاب ضرب للمرة الثانية في يوم جمعة مستهدفا المدنيين في بيت من بيوت الله، العناية الالهية تدخلت واليقظة الاهلية اثبتت فعاليتها بإجهاض التهديد ولولاهما لكان مشهد جريمة القديح تكرر بقسوة واكثر فظاعة.

تفجير الدمام يضع السلطات السعودية مجددا امام مسوؤليتها باتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف مسلسل التفجير الاجرامي والامر يستوجب الذهاب أبعد من الاجراءات الامنية على اهميتها نحو تجفيف منابع الضخ التحريضي والشحن المذهبي والتكفيري الذي يجد بيئته الخصبة في الفكر الوهابي ومشتقاته.

لم يكد حبر البيانات السعودية الرسمية المتوعدة يجف حتى كتب الدم اسئلة اكثر الحاحا، من سيحمي الاهالي من التطرف والتفجيرات؟ وكيف سيحميهم ومن سيتحمل مسوؤلية التقصير واين هي حماية بيوت الله من التكفيريين الانتحاريين.

في لبنان حماية الأمن من خطر التكفير الظلامي المنتشر في جرود عرسال مطلب تزداد حرارته شعبيا خاصة في بعلبك والهرمل، المنطقتان تشهدان اليوم وخلال اليومين المقبلين ايضا نشاطا واسعا للعشائر والعائلات لاعلان موقف موحد بوجه التهديد المحدق بعائلاتهم "اهل عرسال اهلنا اما التكفيريون فيجب ان لا يبقى لهم عين ولا اثر في الجرود".

وفي حين تجتمع الحكومة الاثنين لمناقشة دور الجيش في حماية اهله في عرسال ومحيطها يدخل مجلس النواب سبات انتهاء العقد التشريعي العادي لا يعني ذلك شغورا ولا انتفاء صلاحيات تقول المصادر النيابية، انما تأجيل مرحلي للبت في الملفات السجالية التي يرحلها الخلاف السياسي من يوم الى آخر.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

في الوقت الفاصل عن جلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل والمخصصة لبحث الوضع في عرسال والتعيينات الامنية فان الوضع في عرسال كان مدار نقاش في السراي ووزارة الداخلية، حيث جال وفد من اهالي المدينة برفقة النائبين جمال الجراح وزياد القادري.

واكد الوفد ان أهالي عرسال مع الدولة والمؤسسات والجيش اللبناني وليسوا ممرا لمن يريد الوصول على دمائهم الى موقع معين.

اما اقليميا فان الارهاب ضرب مجددا في المملكة العربية السعودية حيث اعلن "تنظيم داعش" مسؤوليته عن هجوم انتحاري نفذه اليوم على مسجد العنود في الدمام شرقي السعودية، موقعا اربعة قتلى بينهم الانتحاري الذي فجر نفسه. وقد توالت ردود الفعل المنددة بالإنفجار الإرهابي.

الرئيس سعد الحريري وصفه بانه عمل خسيس لا غرض منه ولا غاية سوى النفخ في رماد الفتنة، واستدعاء الوباء المذهبي الذي تحركه جهات معلومة الى الداخل السعودي، في محاولة دنيئة لإثارة الغرائز المذهبية بين ابناء المملكة. واضاف الرئيس الحريري إن قدر السعودية أيضا ان تبقى قبلة الدفاع عن القيم النبيلة للاسلام، وان تتصدى للخطر الذي يجتاح العالم زورا، بإسم الاسلام والمسلمين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

بين القطيف والدمام جمعة آخر ومحراب جديد للصلاة يستهدفه الارهاب الداعش المتنكر هذه المرة بزي امرأة ارهابي حاول الدخول الى مسجد الامام الحسين خلال خطبة الجمعة ليفجر نفسه بين حشود المصلين الا ان اللطف الالهي وضع في طريقه شبانا افتدوا اخوانهم بارواحهم فكانت الحصيلة 3 شهداء وعدد من الجرحى.

هو الارهاب الذي لا دين له هو نسخة واحدة في كل مكان تتطلب وحدة بقدر ما تتطلب ادراك ان المواجهة هي واحدة ايضا في كل الساحات.

بان كي مون لم يبد قلقه كما يفعل دائما انما كان يحصي وجود laissez passer لأكثر من 225 الف مقاتل من 100 دولة للقتال في سوريا والعراق.

على الارض السورية فرضت حسابات الجيش الميدانية التكتيك العسكري القاضي بالانسحاب من اريحة جنوب ادلب. اما في الميدان الديبلوماسي فتحضيرات قوية لانطلاق جنيف بنسخته الثالثة كما كشف وزير المصالحة السوري علي حيدر للnbn اليوم.

ومع بدء المرحلة الثالثة من تطبيق قانون السير الاثنين المقبل يسير لبنان عكس المنطق لانه في الغالب عندما يكون الوضع السياسي مستقرا يستقر الامن بحسب الرئيس نبيه بري الذي رأى وجود امن مستقر في مقابل تشنج وعدم استقرار سياسي لافتا الا انه لولا الحوار وضوابطه ما كان بالامكان توفير الاستقرار الامني، رئيس المجلس استبعد اي احتمال من شأنه عرقلة الحوار بين حزب الله والمستقبل مشيرا الى انه سيستمر ولن يسع احد تعطيله لأن الحوار مسلمة المسلمات.

وقبيل اثنين عرسال على طاولة مجلس الوزراء شد حبال على مستوى اطراف الحكومة بين من يدعو لضرورة تحرير الجيش لعرسال واهلها وبين من يربط هذه القضية بالميدان السوري فهل ستكون الحكومة امام قطوع جديد ام ان التوافق ما زال ممكنا؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

حكومة اللامصلحة اللبنانية مرشحة لدخول كتاب غينيس قبل يوم الاثنين المقبل. فهي تسخر كل جهودها من أجل تسجيل رقم قياسي مزدوج: في كونها، أول حكومة تنفذ مناورة مكشوفة، لا بل مفضوحة. وفي كونها، أول حكومة تقوم بمناورة على شعبها لا على العدو... هذا تماما ما حصل ويحصل في عرسال. فبعدما رضخ مجلس الوزراء أمس، لأولوية البحث في استعادة عرسال وجرودها من قبضة الإرهابيين، قبل أي شأن آخر، سرب dactylo الحكومة أن الجيش اللبناني انتشر في عرسال المحتلة وأنجز مهمته. ليتبين فورا أن الخبر مجرد مزحة... ذلك، أن مصادر عسكرية رسمية أكدت لمحطتنا أن ما حصل في عرسال هو حصرا التالي: أولا، قامت سرية معززة بدورية عادية داخل بلدة عرسال، قبل أن تعود إلى مركزها. ثانيا، تم تعزيز "حاجز حميد". ثالثا أقيم حاجز إضافي متقدم نسبيا. رابعا، تم تنفيذ هذه الخطوات بعد إبلاغ كل من في عرسال، مسبقا بها... غير أن هذه الإجراءات، كما تؤكد الجهات العسكرية الرسمية نفسها، لا يمكن اعتبارها انتشارا للجيش في عرسال على الإطلاق. لأن مفهوم انتشار الجيش يرتب عليه مسؤوليات كبيرة وخطيرة تدركها الحكومة تماما، ومنها: إلقاء القبض على المطلوبين، وملاحقة الذين اعتدوا على الجيش ونكلوا بشهدائه، من الموجودين في عرسال نفسها. فضلا عن قمع ظاهرة المحاكم الميدانية والتكفيرية التي يقيمها الإرهابيون في عرسال، والتي تعلم الحكومة بوجودها أيضا، وصولا إلى تحرير عرسال من الاحتلال الذي إعترف به وزيران معنيان من الحكومة نفسها... تكتفي الجهات العسكرية الرسمية بهذا التوضيح، ردا على مناورة حكومة لبنان على شعبه وجيشه... فيما تكتفي الحكومة بالمناورة، مناورة، أسوأ ما فيها أنها قد تبلغ هاوية المؤامرة، بالفتنة والدم، كما بدأ يحصل في السعودية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 ايار 2015

الجمعة 29 أيار 2015

النهار

تساءل نائب في "تيار المستقبل": ما الجدوى من استمرار الحوار بين "القوات" و"التيار الحر" بعدما حدّد العماد عون موقفه النهائي من الانتخابات الرئاسية؟

سُمع ديبلوماسي أوروبي يقول إن أميركا تعتمد في الحكومة الإيرانية على وزراء فيها هم خرّيجو جامعاتها في مواجهة المتشدّدين.

السفير

أقام وزير سيادي مأدبة غداء لأحد ضيوفه السياسيين في مكتب الأمين العام للوزارة الذي لم يكن مدعوًّا!

حذر مدير عام مؤسسة حيوية من وجود خطة لـ"الخصخـصـة المقـنـعـة" بعناوين تقنية براقة.

لاحظت أوساط سياسية أن الأجواء التصعيدية التي يروّجها أحد الوزراء قبيل كل جلسة حكومية يتبين أنها مبالغة.

المستقبل

يقال

إن الوزير نبيل دي فريج تمنّى على الوزراء في آخر جلسة الحكومة أمس أن يحضروا مساء الأحد إعادة بث مقابلات مع الزعماء الراحلين ريمون إده وكمال جنبلاط ورشيد كرامي على تلفزيون لبنان "لكي نتذكر كيف كان رجال الدولة في لبنان".

اللواء

سمع سياسي لبناني مخضرم كلاماً دبلوماسياً مفاده: "تزايد الإهتمام الدولي في لبنان، والترجمة التشديد على ضرورة انتخاب رئيس".

لا يُخفي وزير سيادي تفاهمه الواسع مع مرجع كبير حول موضوعي عرسال والتعيينات الأمنية!

توقّع مصدر حزبي فتح سباق لرئاسة حزب يميني، مع العلم أن النتيجة واضحة تمام الوضوح..

الأخبار

ريفي يصالح فهد

تمّت مصالحة "على الواقف" بين وزير العدل أشرف ريفي ورئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد خلال تكريم عدد من القضاة المتقاعدين. وكان الخلاف قد ظهر إلى العلن بعد إصدار المجلس بياناً ردّ فيه على تهجّم ريفي على القاضية ليلى رعيدي والمحكمة العسكرية.

... و"يشطح" في التشكيلات القضائية

توقّفت تشكيلات قضائية جزئية كان يعدّ لها مجلس القضاء الأعلى، بعدما تبيّن أنّ وزير العدل أشرف ريفي قد "شطح" فيها أكثر من اللازم.

"ما تفهمني غلط"

بعد تقديم ترشّحه الى رئاسة حزب الكتائب في وجه النائب سامي الجميل، زار الصحافي بيار عطاالله الجميل في مكتبه لـ "توضيح" أن غايته من الترشيح إجراء "معركة ديمقراطية" على رئاسة الحزب.

فرار مشرّدين

لوحظ تكاثر حالات فرار الفتيان المشرّدين من إحدى المؤسّسات التي تعنى بهم من دون أن تتضح أسباب هذا الفرار الذي تمّ بشكل إفرادي وعلى مراحل.

رزق رئيساً لغرفة في التمييز

بات بحكم المتوقّع أن يتمّ تعيين رئيس محكمة المطبوعات روكز رزق رئيساً للغرفة العاشرة لمحكمة التمييز خلفاً للمتقاعد أنطوني عيسى الخوري.

الجمهورية

لاحظت أوساط مراقِبة أنّ الإطلالة الأخيرة لأمين عام حزب سياسي خَلت من أيّ تهَجّم ضدّ دولة إقليمية.

توقّفَت مصادر أمام غياب أيّ إشارة عن حلفاء مرشّح رئاسي إلى نيّتهم التضامنَ معه في خطواته التصعيدية.

إستبعدَت أوساط متابِعة أن يتمكّن لقاءُ بكركي من تحقيق نتائج عمَلية رئاسياً، لأنّ أبعاد الأزمة إقليمية لا محلّية.

تساءلَت مصادر عن جدوى رفعِ رئيس تكتّل سقفَه السياسي في ظلّ الأفق المسدود لطروحاته.

البناء

أثار ادّعاء الرئيس فؤاد السنيورة أمام المحكمة الدولية بأنّ الولايات المتحدة لم تكن حليفة لفريق 14 آذار في الفترة التي أعقبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري سخرية سياسي مخضرم، فأشار أمام بعض زواره إلى أنّ السنيورة على حق في ما قاله لأنّه لم يصل ولن يصل يوماً إلى مرتبة الحليف، باعتبار أنّ دوره يقتصر فقط على تنفيذ التعليمات، مذكّراً بشكره لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليسا رايس على صبرها خلال العدوان "الإسرائيلي" على لبنان عام 2006.

 

الكاردينال مومبرتي في بيروت موفدا من البابا: سابحث مع المسؤولين في انتخاب

رئيس للجمهورية واوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة

الجمعة 29 أيار 2015

وطنية - وصل الى بيروت، بعد ظهر اليوم، وزير خارجية الفاتيكان السابق الرئيس الحالي لمحكمة العدل في الفاتيكان الكاردينال دومينيك مومبرتي موفدا من البابا فرنسيس على رأس وفد، في زيارة للبنان تستمر حتى الخميس المقبل، للبحث في الوضع الراهن وتداول الشؤون اللبنانية واوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة، والاطلاع على سير عمل المحاكم الروحية المسيحية في لبنان. ويشارك الكاردينال مومبرتي، خلال وجوده في لبنان الى جانب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وفي حضور بطاركة الشرق ومطارنته، في اجتماع يتطرق الى اوضاع المسيحيين في الشرق، وفي الاحتفالات التي ستقام في مناسبة اختتام الشهر المدريمي في حريصا، على ان يلتقي مسؤولين رسميين وفاعليات سياسية للاستماع الى وجهة نظرهم حيال الملفات المطروحة في لبنان.

وكان في استقبال الموفد البابوي في المطار المطران سمير مظلوم ممثلا البطريرك الراعي، السفير البابوي غبريالي كاتشا، رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، الامين العام للدوائر البطريركية في بكركي الاباتي انطوان خليفة.

وأعرب مومبرتي عن "سروره لزيارة لبنان التي ستستمر حتى الخميس المقبل"، وقال: "سألتقي خلال وجودي في لبنان عددا من المسؤولين والفاعليات السياسية والرسمية لتداول الشؤون الداخلية اللبنانية، وخصوصا موضوع رئاسة الجمهورية، كونه يهم كل الاطراف في لبنان"، معتبرا ان "هذه الزيارة تكتسب اهمية خاصة بالنسبة الى أوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة". واعلن انه سيشارك في الاحتفالات التي ستقام في مناسبة زيارة تمثال عذراء سيدة فاطيما الى لبنان".

 

وفد المؤتمر الدائم للامركزية الشاملة زار بكركي والتقى الراعي

الجمعة 29 أيار 2015 /وطنية - زار وفد من المؤتمر الدائم للامركزية الشاملة والفدرالية ممثلا بالمنسق العام الدكتور كميل الفرد شمعون والامين العام للمؤتمر الدكتور الفرد رياشي الصرح البطريركي، حيث التقيا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي.

وقد تم البحث، بحسب بيان وزعه المؤتمر، "بشكل معمق في التطورات الراهنة ونشاطات المؤتمرالساعية للتنسيق مع الافرقاءالسياسيين كافة، بغية التوصل الى رؤية إستراتيجية خلاصية موحدة مرتكزة على حل نظامي فيدرالي ضمن إتحاد وطني يحترم روحيةالميثاق اللبناني".

 

شيعة السفارة.. أيتام "14 آذار"

محمد شبارو/المدن/الجمعة 29/05/2015 

لا شك أن التهديد والوعيد الذي يتلقاه "شيعة السفارة"، من "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله، يستحق التأمل. ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الحزب الى كتم أي صوت يعلو في الطائفة الشيعية، والتي عمل الحزب جاهداً منذ تأسيسه لإحكام قبضته عليها، عبر إخضاع الأصوات اليسارية - الشيعية بقوة السلاح والإغتيال، وبقوة التبعية كما هي الحال مع حركة "أمل"، وفي ما بعد ملاحقة ما تبقى من شيعة معارضين، كما في تلك الحملة المنظمة التي استهدفتهم بعد ساعات من إعلان نتائج إنتخابات العام 2009، في ما عرف آنذاك بـ"7 أيار" شيعي.

ما جعل "شيعة السفارة"، بالمفهوم المعارض لـ"حزب الله"، لقمة سائغة للحزب وتهديداته واعتداءاته، هي "14 آذار" بحد ذاتها، بأحزابها وتياراتها، المتفردة دوماً بالقرار، والرافضة لأي صوت مضارب، وهو عملياً ما أدى الى سقوط فكر "14 آذار"، كقوى عابرة للمناطق والطوائف والمذاهب، وتحولها إلى مجلس ملّي لبعض الأحزاب المسيطرة على شارع طائفي لا أكثر.

في العام 2005، ومع إنطلاق ثورة الأرز، لم يكن الشارع الشيعي خارج "الثورة"، كان حضوره من حضور باقي الطوائف، سنّة ودروز وموارنة، وإن خارج القيد الطائفي. في ذلك الوقت، شاركت أعداد ضخمة من الشيعة المعارضين للوجود السوري، في لبنان، والذين رأوا في جماهير ساحة الشهداء خير ممثل لهم ولنظرتهم إلى لبنان.

بعد العام 2005، إنتهجت أحزاب السيادة والإستقلال سياسة إقصائية واضحة، لم تراعِ فيها أي حيثية تذكر لـ"شيعة السفارة"، بدءاً من الحلف الرباعي، مروراً بكل السياسات المتبعة مع "حزب الله" وحركة "أمل" والتي كرستهما ممثلين وحيدين للطائفة الشيعية. حتى على أبواب الإنتخابات النيابية في العام 2009، دخلت إلى بيت الطائفة، إما بأسماء إقطاعية، أو بأسماء هامشية غير قادرة على خرق الشارع، ولا حتى تقديم أي برنامج أو فكر مضارب، نظراً الى سمعتها وصيتها المعروف بقاعاً وجنوباً.

"شيعة السفارة" هم أنفسهم "أيتام قوى 14 آذار". أولئك الذين آمنوا بمشروع دولة، لا مشروع طوائف، وأحزاب طائفية. أيتام من الشيعة والسنّة والدروز والعلمانيين واليساريين، الذين كانوا يوماً وقوداً لثورة الأرز. أيتام تعاملت معهم قوى "14 آذار" على أنهم مجرد ورقة للعب والمساومة.

لم تقدم أحزاب وتيارات "14 آذار" مشروعاً واحداً للعبور الجدي الى الدولة المدنية. على العكس، قدمت منذ العام 2005 مشروع الدولة الطائفية المركبة وفق المحاصصة بين تيارات يمثل كل منها طائفة. تماهت مع السائد لبنانياً حدّ العمى، بدلاً من أن تقدم جديداً يساهم في العبور الى الدولة. قدمت مشروعاً يضم "المستقبل" عن السنّة، و"القوات" و"الكتائب" عن الموارنة، وبقية غبّ الطلب إنتخابياً أو للمناكفة مع "حزب الله" وحركة "أمل".

"شيعة السفارة" ليسوا ضحية "حزب الله" وحده. هم ضحية قوى "14 آذار" أولاً، التي فشلت، بعد عشرة أعوام، في إشراك الصوت "المدني" الرافض للصبغة الدينية والطائفية، كما فشلت في الخروج من عباءتها الطائفية، وبقيت رهينة المزايدات ضمن كل طائفة.

حتى في عز الهجمة اليوم على "شيعة السفارة" لم تخرج أصوات "14 آذار". لم تصدح وسائل الإعلام المحسوبة عليها دفاعاً، وكأنهم ليسوا صوتاً إنتحارياً في بيئة ليس مسموحاً فيها التمايز، وهم الذين يخوضون حرباً ثقافية وسياسية باللحم الحي، وتحت تهديد السلاح، وتهديد النفي، ومنهم من هو ممنوعة عليه زيارة قريته، أو أهله، أو حتى قبور محبيه.

قبل فترة وجيزة أعلن رسمياً نعي المجلس الوطني لقوى "14 آذار". رسمياً أيضاً، لا بد من إعادة تصويب البوصلة، وتسمية الأشياء بأسمائها. أحزاب قوى "14 آذار" وجماهيرها لها مشروعها المقتصر على مواجهة "حزب الله" لا أكثر. وجمهور "14 آذار" الذي يضم مستقلين شيعة وسنة دروز وموارنة وملحدين وعلمانيين، لهم مشروعهم، مشروع الدولة المدنية، خارج النسق الطائفي، وهؤلاء هم "14 آذار" 2005.

لم يعد التباكي مجدياً، ولا كل المراجعات التي تقدم بين إحتفال وآخر لذكرى "14 آذار". أثبتت التجربة الأخيرة، وبعد فرط المجلس الوطني، أنه لا يمكن التعويل على تصحيح مسار "14 آذار"، وأنه لا مكان إلا لبعض الأحزاب، فيما كل المشاريع المستقلة، شيعية أو غير شيعية، لا مكان لها في قوى "14 آذار".

الأدهى، أن التباكي الموسمي الذي يمارسه البعض في "14 آذار"، بينما يترفع عنه كثر، يشمل فقط الشيعة المستقلين، لأنهم حاجة شعبية وجماهيرية لمشروع التحالف السني – المسيحي، فيما البقية الباقية، مارونياً ودرزياً وسنّياً وحتى علمانياً، لا نصيب لها من الإعتراف اللفظي والشكلي، ولا حتى من التباكي. فهولاء يمثلهم "المستقبل" و"القوات" و"الكتائب"، شاءوا أم أبوا.

أيتام "14 آذار" هؤلاء، هم من يُعوّل عليهم عملياً، رغم أنهم ليسوا مشروعاً سياسياً مؤطراً كما الأحزاب الأخرى العقائدية في "8 آذار" و"14 آذار". يُعوّل على حركتهم الثقافية والإجتماعية والفنية، فيما الآخرون لا يُعوّل حتى على شعاراتهم، وإن رفعوا لواء العبور الى الدولة... دولة الأحزاب الطائفية.

 

الشيعة المستقلون…’شيعة السفارة’؟!

وسام الأمين /جنوبية/الخميس، 28 مايو 2015  

 كان لافتا ما قاله أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابه الداخلي الذي توجّه به لجرحى الحزب في 22 من الشهر الحالي، مستخدما مصطلحا اعتادت احدى الصحف الصفراء التهجّم فيه على شخصيات شيعية مستقلة ومثقّفة خارج استقطاب ثنائية أمل – حزب الله، فلقبتهم تلك الصحيفة بـ”شيعة السفارة الأميركية”، وذلك كي يسهل تناولهم من قبل العامة الدهماء المتحمسين وبعض أنصار الحزب المتعصبين، فيحلون شتمهم والتهجّم عليهم وتهديدهم اذا ما كتب أحدهم مقالا أو أطلّ عبر إحدى محطات التلفزة مدليا برأيه الخلافي.

ولما كرّر السيّد نصرالله ما قاله بعد يومين في احتفال ذكرى عيد التحرير متوجها بالتحذير لـ”هؤلاء الذين تساعدهم السفارة الأميركية”، فانّ استهجانا حقيقيا اعترى العديد من الأوساط الإعلامية وقد رأوا كيف أن هذه الخدعة انطلت حتى على السيّد حسن نصرالله الذي وقع بدوره ضحيّة لاعلامه النصير الذي حاول خلط الأمور على جمهور المقاومة فصوّر تلك النخب الشيعية أنها خارجة عن الدين والأخلاق والوطنيّة لمجرّد انها تمارس حريتها وتختلف بالرأي عن جمهور ملّتها، وتعبّر عن هذا الاختلاف قولا وكتابة وهو حق كفله الدستور اللبناني وشرعة حقوق الانسان العالمية.

هم شيعة أحرار مستقلون…لا “شيعة السفارة”، أغلبهم لا يعرف اين تقع سفارة الولايات المتحدة الأميركية، هم أفراد اختاروا ان لا ينتظموا أبدا بمشروع سياسي موحّد لأنهم لا يؤمنون بان إصلاح الطائفة الشيعية سوف يصلح الوطن، بل عكس ذلك تماما، وفي غمرة “كوما” الخدر الطائفي العام في وطننا، سيبقى هؤلاء المتهمون زورا بالعمالة طيورا تغرّد خارج السرب، لن تزعج الا من اعتاد على سماع صخب التجييش والتحريض بدلا من التغريدات الحالمة الناعمة التي تدعو للتحرّر من جور العقائد الدينية وغير الدينيّة وقد استبدت بالانسان في بلادنا فأماتت روحه واستعبدت عقله.

 

سقوط الأسد لن يكسر حزب الله.. بل خصومه في لبنان

علي الامين/جنوبية/الخميس، 28 مايو 2015  

 التعويض عن انهيار النظام السوري او انكفائه سيكون بالنسبة لحزب الله في لبنان، ويمكن تلمس التصعيد في خطاب الخطر الوجودي كمدخل لفهم طبيعة الردّ، وهو سينعكس بداية على ضرب التوازن السني – الشيعي القائم اليوم بالرغم من هشاشته.

 اين يقع مكمن الخطر على لبنان بعد سقوط نظام الأسد؟

 هذا السؤال، في تقدير العديد من مراقبي مسار الأزمة السورية، بات سؤالاً جدّيا وموضوعيا في حسابات الاطراف المحلية والاقليمية، وبالتأكيد لدى حزب الله. وإشارة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى خيار التعبئة العامة، خلال خطابه بيوم الجريح، او مجرد القائها في سوق التداول الشعبي والسياسي، هي دلالة على ان مسارات الاحداث في سورية تجعل حزب الله في الموقع الدفاعي. واذا اضفنا تكرار السيد نصرالله مقولة “الخطر الوجودي” في الخطابين الاخيرين، سواء على لبنان او الشيعة وغيرهم من الطوائف اللبنانية، فذلك يرجح ايضا القلق الوجودي الذي بدأ يتلمسه حزب الله، من خطر سقوط النظام السوري عليه وعلى المعادلة السياسية الداخلية المتصدعة اصلاً في لبنان.

بداية لا يعني انهيار النظام السوري امام هجومات معارضيه، أن حزب الله أصبح في موقع يتيح لخصومه اللبنانيين ان يكونوا قادرين على الزامه بما يريدون، وتعديل موقعه ونفوذه في المعادلة السياسية والأمنية اللبنانية. بل الأرجح ان ايّ تراجع للنظام السوري او انكساره يعني بالضرورة، بالنسبة لحزب الله، اتخاذ اجراءات تمنع اياّ من الأطراف اللبنانية الرسمية وغير الرسمية ان تستثمر في هزيمته.

ذلك ان البعض يعتبر مجرد انهيار نظام الأسد يعني انهياراً لحزب الله، وهذا استنتاج لا ينطوي على معرفة وادراك بواقع حزب الله وطبيعته الأيديولوجية والثقافية والامنية. والأهم انه ابرز مرتكزات الأمن القومي الايراني في لبنان وسورية، تلك التي لا يمكن لايران ان تتساهل في المحافظة على دورها ووجودها.

ولأن المعادلة السياسية التي تقوم عليها الحكومة اللبنانية اليوم عاجزة عن استيعاب التناقضات، في ظل التربص المتبادل، وغياب الرؤية المشتركة لكيفية التعامل مع تداعيات الازمة السورية، فإن الأرجح ان ايران، التي لن تقبل الهزيمة في سورية، ربما لن تكون منزعجة من قيام حزب الله بقلب الطاولة على الجميع، بفرض وقائع امنية وعسكرية جديدة، تعكس تصعيدا امنياً لاسياسياً، اي ذي طابع عنفي. ولعل قضية عرسال وجرودها، التي يطرحها حزب الله، ربما تشكل بداية عملية قلب الطاولة. ذلك ان حزب الله لايستطيع التعامل مع هذا الوجود السوري الكبير من اللاجئين باعتباره عنصرا حيادياً، لاسيما ان هؤلاء المتواجدين في عرسال ومحيطها يشكلون خطرا ديمغرافيا سعى الجيش السوري وحزب الله لتغييره في القلمون لحسابات استراتيجية، تتصل بحاجة الربط الجغرافي والديمغرافي بين منطقتي بعلبك الهرمل والقلمون وامتدادا نحو الساحل السوري شمالا ودمشق والحدود اللبنانية باتجاه الجنوب.

التعويض عن انهيار النظام السوري او انكفائه سيكون بالنسبة لحزب الله في لبنان، ويمكن تلمس التصعيد في خطاب الخطر الوجودي كمدخل لفهم طبيعة الردّ، وهو سينعكس بداية على ضرب التوازن السني – الشيعي القائم اليوم بالرغم من هشاشته. وبالتأكيد فإن حزب الله يمهد الطريق لهذا الاحتمال القوي، بمزيد من توثيق الروابط الوجودية مع القوى المسيحية، بالمزيد من انعاش نظرية “حلف الأقليات في مواجهة الأكثرية”. وهي ستجد لها صدى لن يقتصر على القريبين من حزب الله وحسب، بل ستطال مسيحيين كانوا على الدوام من خصوم حزب الله. اذ لم يعد خافيا مروحة الاتصالات واللقاءات التي باشرها حزب الله مع مختلف الاطراف المسيحية ومنها ما تمّ بعيدا من الأضواء، كل ذلك في سبيل الاستعداد لمواجهة احتمالات تمدد الجماعات السنيّة الارهابية نحو لبنان.

الخطر الوجودي الذي تحدث عنه نصرالله سيفتح بالضرورة الباب واسعاً على تعديل الصيغة اللبنانية، وعلى اعادة النظر باتفاق الطائف. ولأن المعادلة السياسية وتوازناتها مرشحة الى مزيد من الاختلال، سواء كان تهديد المجموعات الارهابية للبنان جدّيا او لم يكن… فثمة عنوان سيطرح بقوة في المرحلة المقبلة، بسؤال سيفرض نفسه على الصيغة اللبنانية وعلى المعادلة السياسية وعلى الطوائف: من يحكم لبنان؟

 

بري عرض الأوضاع مع أختري والسفير الاميركي

الجمعة 29 أيار 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة مستشار مرشد الثورة الاسلامية في ايران الشيخ محمد حسن اختري والسفير الايراني محمد فتحعلي، وتناول الحديث التطورات في لبنان والمنطقة.

اختري

وقال اختري بعد اللقاء: "أهنئ نفسي والامة الاسلامية والعربية وجميع الاحرار بمناسبة هذه الايام التي تتعلق بالامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، ونحن جميعا ننتظر هذا الموعود المنقذ للبشرية، ونتمنى أن يظهر الامام الحجة لإنقاذ البشر في كل هذه المآسي والمهالك والمؤامرات التي تدار". أضاف: "أنا سعيد جدا بلقائي دولة الرئيس بري خلال زيارتي هذه للبنان للمشاركة في اجتماع أعضاء المجمع العالمي في الاقليم العربي، وكذلك لحضور مؤتمر اتحاد علماء المقاومة، وخرجنا الحمدلله بنتائج ايجابية في تبادل وجهات النظر وضرورة توحيد الصف الاسلامي ومواجهة الافكار الارهابية التكفيرية. ونسأل الله أن يوفق علماء المسلمين بصورة خاصة وعلماء كل الاديان السماوية، ونطالبهم بمواجهة الافكار التكفيرية والارهابية، لأن هذه المجموعات الارهابية لا ينتج منها سوى الدمار والقتل والنهب. ونتمنى أن يخلصنا الله وينقذنا جميعا من هذه المجموعات الارهابية ومن الذين يدعمونها ويقدمون لها المساعدات المالية والعسكرية والسياسية من العرب ومن غير العرب. وأنا سعيد جدا بلقائي مع دولة الرئيس بري وقدمت له دعوة رسمية لحضور المؤتمر السادس للمجمع العالمي لأهل البيت الذي ينعقد انشاء الله بعد شهر رمضان في نهاية شوال وبداية ذو القعدة في آب المقبل. وأتمنى أن تلبى دعوتنا، وقد وعدنا دولته بذلك".

هيل

وبعد الظهر استقبل بري سفير الولايات المتحدة الاميركية ديفيد هيل في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض الوضع في لبنان والمنطقة.

 

سلام التقى وفدا من عرسال الجراح: أهالي البلدة أمانة في عنق الدولة

الجمعة 29 أيار 2015/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قبل ظهر اليوم في السراي الكبير، وفدا من بلدة عرسال في حضور النائب جمال الجراح والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير. بعد اللقاء قال الجراح: "زرنا الرئيس سلام مع وفد من بلدة عرسال ضم سماحة مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد الصلح ومشايخ البلدة ومخاتيرها وبلديتها ووجهاءها وشبابها للتعبير عن الموقف الحقيقي للبلدة ووقوفها الى جانب الدولة اللبنانية والجيش والمؤسسات الشرعية، وكذلك لشكر دولته على الموقف المبدئي والوطني الكبير الذي اتخذه يوم أمس في مجلس الوزراء دفاعا عن عرسال وأهلها، وتبيانا للحق ولحقيقة الأمر في عرسال، وهي بلدة لبنانية نرى في طرقها الأساسية ومراكزها وجرودها وسهولها القوى الأمنية والجيش اللبناني". أضاف: "بالأمس دخل الجيش اللبناني عرسال واستقبل بالورود والأرز والزغاريد، والأهالي كانوا في منتهى السعادة لوجوده بينهم. كما أن الإخوان السوريين الموجودين في عرسال شاركوا في فرحة الإستقبال.

أما من يقول إن عرسال مع أهلها خارجة عن الدولة وانها بؤرة للارهاب، فعليه أن ينظر الى مرآة أطفال القصير ليرى ما هو الإرهاب الحقيقي، وأن ينظر أيضا في مرآة أطفال داريا ومرآة المحكمة العسكرية وميشال سماحة، ومرآة المحكمة الدولية. أهالي عرسال مع الدولة والمؤسسات والجيش اللبناني وليسوا ممرا لمن يريد الوصول على دمائهم الى موقع معين، وعرسال ليست ممرا لتغطية فشل أو تدخل أو إرهاب في مكان آخر. أهالي عرسال أمانة في أعناق الدولة والمسؤولين، وقد عبرنا لدولته عن هذا الموقف، وإننا جميعا تحت سقف الدولة والقانون وفي حماية الجيش اللبناني، ووجهنا من خلال دولة الرئيس سلام تحية لقائد الجيش العماد جان قهوجي والى حزمه ومواقفه، ولن يكون أهالي عرسال وسيلة لإبتزاز الجيش أو الهجوم عليه أو على قائده، أو لأخذ مكان قائد الجيش، هذا الموقف عبرنا عنه بصراحة، ونحن وأهالي عرسال نتحمل الضيم والتعدي منذ فترة طويلة، وهم منذ سنوات لا يستطيعون الوصول الى أملاكهم وأرزاقهم وبساتينهم ومقالعهم، ويصبرون، لكننا لن نصبر على التعدي والتحريض واللافتات التي انتشرت اليوم على الطرق داعية الى التحريض والهجوم على عرسال وأهلها، فليعلم الجميع ان عرسال ليست جزيرة، حدودها عكار وطرابلس والطريق الجديدة ومجدل عنجر وسعدنايل وكل لبنان".

وفد الجامعة العربية

كذلك التقى سلام رئيس الجامعة العربية الدكتور عمرو العدوي في حضور النائب عمار حوري والسيد عصام الحوري. واستقبل أيضا وفدا من جمعية Social Way برئاسة السيدة وفاء خوري التي أعلنت بعد اللقاء أن الوفد عرض لسلام المشاريع التي تقوم بها الجمعية في مدينة طرابلس.

 

سلام التقى وفدا من عرسال الجراح: أهالي البلدة أمانة في عنق الدولة

الجمعة 29 أيار 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام قبل ظهر اليوم في السراي الكبير، وفدا من بلدة عرسال في حضور النائب جمال الجراح والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير. بعد اللقاء قال الجراح: "زرنا الرئيس سلام مع وفد من بلدة عرسال ضم سماحة مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد الصلح ومشايخ البلدة ومخاتيرها وبلديتها ووجهاءها وشبابها للتعبير عن الموقف الحقيقي للبلدة ووقوفها الى جانب الدولة اللبنانية والجيش والمؤسسات الشرعية، وكذلك لشكر دولته على الموقف المبدئي والوطني الكبير الذي اتخذه يوم أمس في مجلس الوزراء دفاعا عن عرسال وأهلها، وتبيانا للحق ولحقيقة الأمر في عرسال، وهي بلدة لبنانية نرى في طرقها الأساسية ومراكزها وجرودها وسهولها القوى الأمنية والجيش اللبناني". أضاف: "بالأمس دخل الجيش اللبناني عرسال واستقبل بالورود والأرز والزغاريد، والأهالي كانوا في منتهى السعادة لوجوده بينهم. كما أن الإخوان السوريين الموجودين في عرسال شاركوا في فرحة الإستقبال. أما من يقول إن عرسال مع أهلها خارجة عن الدولة وانها بؤرة للارهاب، فعليه أن ينظر الى مرآة أطفال القصير ليرى ما هو الإرهاب الحقيقي، وأن ينظر أيضا في مرآة أطفال داريا ومرآة المحكمة العسكرية وميشال سماحة، ومرآة المحكمة الدولية. أهالي عرسال مع الدولة والمؤسسات والجيش اللبناني وليسوا ممرا لمن يريد الوصول على دمائهم الى موقع معين، وعرسال ليست ممرا لتغطية فشل أو تدخل أو إرهاب في مكان آخر. أهالي عرسال أمانة في أعناق الدولة والمسؤولين، وقد عبرنا لدولته عن هذا الموقف، وإننا جميعا تحت سقف الدولة والقانون وفي حماية الجيش اللبناني، ووجهنا من خلال دولة الرئيس سلام تحية لقائد الجيش العماد جان قهوجي والى حزمه ومواقفه، ولن يكون أهالي عرسال وسيلة لإبتزاز الجيش أو الهجوم عليه أو على قائده، أو لأخذ مكان قائد الجيش، هذا الموقف عبرنا عنه بصراحة، ونحن وأهالي عرسال نتحمل الضيم والتعدي منذ فترة طويلة، وهم منذ سنوات لا يستطيعون الوصول الى أملاكهم وأرزاقهم وبساتينهم ومقالعهم، ويصبرون، لكننا لن نصبر على التعدي والتحريض واللافتات التي انتشرت اليوم على الطرق داعية الى التحريض والهجوم على عرسال وأهلها، فليعلم الجميع ان عرسال ليست جزيرة، حدودها عكار وطرابلس والطريق الجديدة ومجدل عنجر وسعدنايل وكل لبنان".

وفد الجامعة العربية كذلك التقى سلام رئيس الجامعة العربية الدكتور عمرو العدوي في حضور النائب عمار حوري والسيد عصام الحوري. واستقبل أيضا وفدا من جمعية Social Way برئاسة السيدة وفاء خوري التي أعلنت بعد اللقاء أن الوفد عرض لسلام المشاريع التي تقوم بها الجمعية في مدينة طرابلس.

 

وزير الداخلية التقى الجميل وكاغ ووفدا من عرسال الجراح: عرسال ليست معزولة وحمايتها مسؤولية الدولة والجيش

الجمعة 29 أيار 2015 /وطنية - عرض وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الاوضاع في لبنان والمنطقة مع الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ، وكانت مناسبة تم فيها عرض التطورات في عرسال والقلمون. وبعد اللقاء، قالت كاغ: "لقد اجريت نقاشا بناء جدا مع معالي الوزير نهاد المشنوق، وتناول البحث الوضع في بلدة عرسال وفي منطقة القلمون، وكيفية ابقاء لبنان آمنا، اذ نجدد دعمنا لحكومة الرئيس تمام سلام وللقوات الشرعية اللبنانية المسلحة". أضافت: "ناقشنا مسألة الفراغ الرئاسي وعملية استمراره، وفي ظل هذه الظروف الحساسة جدا يجدد المجتمع الدولي تأييده للحكومة ويقف الى جانبها في كل الاجراءات التي تتخذها لابقاء الحدود الشرقية آمنة مع سوريا".

الجميل

والتقى المشنوق الرئيس أمين الجميل يرافقه رئيس وزراء بافاريا السابق غانتر باكستن ورئيس مؤسسة "كونراد" ادن هافن.

وقال باكستن بعد اللقاء: "أجريت محادثات جيدة مع معالي الوزير المشنوق، وانا كنت وزيرا للداخلية منذ 15 عاما في بلدي واعرف المشاكل التي على وزير الداخلية مواجهتها. بحثنا الوضع الامني في لبنان الذي هو نسبيا جيد، فضلا عن موضوع اللاجئين وقد علمت ان عدد السوريين المقيمين يوازي عدد اللبنانيين، وهذه مشكلة كبيرة، فنحن لدينا بضع آلاف من اللاجئين بين 80 مليون الماني ونرى ان هناك ازمة فكيف انتم في لبنان حيث اصبح عدد اللاجئين يوازي تقريبا عدد اللبنانيين، وقد علمت من معالي الوزير انه يتم التعامل مع اللاجئين بطريقة جيدة ونأمل ان نتمكن من معاونتكم بهذا الملف".

وفد عرسال

والتقى المشنوق وفدا من اهالي عرسال، بحضور النائبين جمال الجراح وزياد القادري وعدد من المشايخ، وكان عرض للاوضاع في البلدة من كل جوانبها.

وقال الجراح على الاثر: "بالامس اثير موضوع عرسال في مجلس الوزراء وكان هناك محاولة لتصوير عرسال انها بلدة خارجة عن القانون وفيها ارهابيون ومسلحون. هذا الامر طبعا تصدى له معالي وزير الداخلية من معرفته وخبرته ببلدة عرسال ومن متابعته لكل القضايا الامنية، وايضا الجيش اللبناني نفذ بالامس انتشارا واسعا في عرسال، واقام دوريات وحواجز ليثبت لكل المشككين ان الدولة بجيشها وقواها الامنية موجودة في عرسال وفي كل مناطقها. والجيش اللبناني استقبل بالزغاريد والورود والارز ترحيبا من اهالي عرسال بكل اطيافهم، حتى الاخوان السوريين شاركوا في هذا الاستقبال للقوى الامنية والجيش اللبناني". أضاف: "هناك حملة على اهالي عرسال وهناك حملة على بلدة عرسال وهذه الحملة لم تبدأ اليوم بل بدأت مع بدء الاحداث في عرسال، هناك من يريد ان ينتقم من عرسال واهلها خدمة لاهداف سياسية معينة. وهناك ايضا من يحاول ان يستعمل عرسال للوصول الى مركز معين، وهناك ايضا من يريد استهداف هذه البلدة لمهاجمة الجيش اللبناني وقواه العسكرية وللتشكيك بتضحياته وانجازاته وبعمله الدؤوب على حماية عرسال وحماية الجرود وحماية المناطق اللبنانية. لهؤلاء نقول: اهالي عرسال ليسوا ممرا لاي موقع من المواقع، وليسوا طريقا للنيل من الجيش اللبناني او من قيادته وتحديدا العماد قهوجي الذي اثبت بحكمته ودرايته وشجاعته انه على قدر المسؤولية وانه يتصدى للارهابيين اينما وجدوا وانه يحمي الحدود وهو قادر ومقتدر على ذلك وغير متراجع في هذه المسألة وهي محسومة عنده انه غير مسموح لاحد بالتعدي على الحدود اللبنانية او بالتعدي على اللبنانيين ايا كان هؤلاء اللبنانيون، استعمال عرسال في الخلاف السياسي أمر خطير والذين يحرضون على الفتنة المذهبية عليهم ان يعرفوا انهم اول من سيحترق بهذه الفتنة هم ومن يحرضوا عليها". وتابع: "رأينا اليوم بعض اللافتات على الطرقات المؤدية الى عرسال تجيش وتحرض على عرسال واهلها، هذا المنطق لا يؤدي الى شيء الا الى الفتنة المذهبية وليعلم الجميع ان عرسال ليست جزيرة، حدودها عكار وطرابلس وسعدنايل ومجدل عنجر والبقاع الغربي وبيروت، وهي ليست معزولة وليست متروكة وكل الشرفاء في لبنان الى جانب عرسال واهالي عرسال".

سئل: كيف ترون المخرج لهذا الواقع القائم اهالي عرسال يعانون وهناك ازمة سياسية واسعة؟

أجاب: "أهالي عرسال يعانون الامرين جراء الاحداث التي حصلت في سوريا او في لبنان، مضى عليهم 3 سنوات لا يستطيعون الوصول الى ارزاقهم ولا كساراتهم، وعلى الرغم من ذلك يتحملون. الموضوع سياسي وليس امنيا، هناك من يريد ان يستعمل عرسال في الصراع السياسي الدائر على المراكز وعلى غيرها، وهناك من يريد ان يغطي فشله في القلمون على حساب عرسال، وهناك من يريد ان يحفظ ويحمي طريق بيروت دمشق عبر معركة القلمون ويحاول ان يحمل المسؤولية الى عرسال".

سئل: هل طمأنكم الوزير المشنوق الى ان الامور بعد انتشار الجيش ستكون في قبضة الجيش وهل هناك من ضمانات؟

أجاب: "من تابع موقف الوزير المشنوق في مجلس الوزراء والذي كرره في اجتماعنا معه، عرسال واهلها مسؤولية الدولة والجيش اللبناني وغير مسموح لاحد ان يستعمل عرسال في اي خلاف سياسي او اي اهداف او للوصول الى اي اهداف سياسية او عسكرية. ان موقف الوزير المشنوق واضح في مجلس الوزراء وكان واضحا معنا، هذه البلدة لبنانية واهلها لبنانيون ومسؤولية حمايتها تقع على الدولة والجيش اللبناني".

سئل: هل هناك اقرار بوجود مسلحين وتكفيريين في هذه المنطقة؟

أجاب: "هناك مسلحون في اعالي الجرود، وليست معروفة المنطقة هناك ان كانت لبنانية او سورية لان الحدود اللبنانية السورية غير مرسمة، من الممكن ان يكونوا داخل الاراضي السورية وليس اللبنانية، الجيش يقوم بمسؤولياته ويتعامل مع اي تحركات في اعالي الجرود بحزم ومسؤولية وقوة. جرود عرسال محمية بالكامل، صحيح ان هناك نازحين ومخيمات، لكن اي معركة للجيش نضعه بمأزق ونضغط عليه لايصال فلان او فلان الى قيادة الجيش، او لا يعجبنا انه حامي الحدود ويجب ان يكون من ضمن المعركة بالقلمون، فهذا استهداف للجيش ولتضحياته، وتجاوز للدولة ومؤسساتها. الجيش يجب ان يبقى في الوضع الصحيح وهو يقوم بدوره على اكمل وجه وفي الموقع الوطني الصحيح، لكن هذا الشيء لا يعجب البعض".

 

العربي الجديد: السعودية تلاحق حسابات وعقارات 44 منتميّاً لحزب الله

الجمعة 29 أيار 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : بعد أقل من 12 ساعة من إعلان وزارة الداخلية السعودية تصنيف القياديين في حزب الله اللبناني خليل يوسف حرب، ومحمد قبلان، ضمن قائمة الإرهاب على خلفية مسؤوليتهما عن عمليات في أنحاء الشرق الأوسط، قالت مصادر في وزارة العدل السعودية لـ"العربي الجديد"، إنها تعمل حالياً على حصر ومتابعة حسابات مصرفية واستثمارات وأصول عقارية في السعودية تابعة لـ44 فرداً يحملون الجنسية اللبنانية، ومنتمين لـ"حزب الله"، في إطار ردها على ما يقوم به الحزب من أعمال عدائية ضد السعودية، والتي بدت واضحة في خطابات الأمين العام للحزبحسن نصر الله أخيراً. وتم إدراج هؤلاء على قائمة المنع من دخول السعودية، أو لهم صلة بتلك الحسابات والاستثمارات والأصول. وتعمل وزارة العدل حاليّاً على جمع المزيد من المعلومات عن حساباتهم واستثماراتهم وعقاراتهم، بهدف فرض قيود على أي تعاملات مالية، أو استثمارية، أو أنشطة تجارية لهم. كما منعت تحويل الأموال من تلك الحسابات أو تلقي الأموال عليها، واعتمدت وزارة العدل في هذا الإجراء على أمر ملكي يعاقب كل من يشارك في أعمال قتالية خارج السعودية، أو الانتماء، أو التأييد، أو تبني أفكار التيارات أو الجماعات المتطرفة، أو المصنفة منظمات إرهابية، وأكدت المصادر، أن هذه القائمة التي لم يُفصح عن اسمائها حتى اليوم هي البداية، وأن هناك تحركات لحصر المزيد من أملاك المنتمين إلى الحزب واستثماراتهم في السعودية لتجميدها.

 

جعجع عرض مشروع المنطقة الاقتصادية في البترون مع لجنة المتابعة

الجمعة 29 أيار 2015 /وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب "لجنة متابعة المنطقة الاقتصادية الحرة الخاصة بقضاء البترون"، في حضور النائب انطوان زهرا ومنسق "القوات" في البترون شفيق نعمه.

وجرى البحث في الملاحظات على مشروع المنطقة الاقتصادية الحرة والمحاذير المترتبة عليها، كما تم الاتفاق على استكمال المشاورات مع النائب زهرا لوضع الضوابط القانونية المطلوبة وتحديد مكان المشروع الجغرافي بعيدا عن وسط البترون للحفاظ على الطابع التراثي والبيئي للمنطقة. بدوره، بدد جعجع مخاوف اللجنة من المشروع، شارحا أهميته "لجهة تأمين فرص عمل جديدة لشباب البترون ما يساهم في بقائهم في قراهم فضلا عن تعزيز الحركة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة". وطلب جعجع من النائب زهرا، الذي سبق واجتمع باللجنة مرتين، متابعة حيثيات المشروع.

 

بري يعـرض التطـورات مـع السـفير الاميـركي ويتسلم دعوة ايرانية للمشاركة في مؤتمر اهل البيت

المركزية- تسلم مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة دعوة لزيارة ايران والمشاركة في مؤتمر مجمع اهل البيت من الشيخ محمد حسن اختري مستشار مرشد الثورة الاسلامية في ايران والسفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي، ودار الحديث حول التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. وقال اختري بعد اللقاء: اهنىء نفسي والامة الاسلامية والعربية وجميع الاحرار في مناسبة هذه الايام التي تتعلق بالامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، ونحن جميعاً ننتظر هذا الموعود المنقذ للبشرية، ونتمنى ان يظهر الامام الحجة لانقاذ البشر في كل هذه المآسي والمهالك والمؤامرات التي تدار. اضاف: انا سعيد جداً بلقاء الرئيس بري خلال زيارتي هذه الى لبنان للمشاركة في اجتماع اعضاء المجمع العالمي في الاقليم العربي وكذلك لحضور مؤتمر اتحاد علماء المقاومة، وخرجنا الحمدلله بنتائج ايجابية في تبادل وجهات النظر وضرورة توحيد الصف الاسلامي ومواجهة الافكار الارهابية التكفيرية. ونسأل الله ان يوفق علماء المسلمين خصوصا وعلماء كل الاديان السماوية، ونطالبهم بمواجهة الافكار التكفيرية والارهابية لان هذه المجموعات الارهابية لا ينتج عنها سوى الدمار والقتل والنهب. نتمنى ان يخلصنا الله وينقذنا جميعاً من هذه المجموعات الارهابية ومن الذين يدعمونها ويقدمون لها الدعم والمساعدات المالية والعسكرية والسياسية من العرب ومن غير العرب. انا سعيد جدا بلقائي مع الرئيس بري وقدمت له دعوة رسمية الى حضور المؤتمر السادس للمجمع العالمي لأهل البيت الذي ينعقد بعد شهر رمضان في نهاية شوّال وبداية ذو القعدة في آب المقبل. واتمنى ان تلبى دعوتنا وقد وعدنا في ذلك. وبعد الظهر التقى الرئيس بري السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل، وجرى عرض الوضع في لبنان والمنطقة.

 

ملف التعينات: نقاش في شأن شامل روكز أو التمديد؟

خالد موسى/موقع 14 آذار/30 أيار/15

نجح مجلس الوزراء أمس الأول في تجاوز قطوع ملف التعيينات والوضع في عرسال، بعد طلب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ترحيل الملفات الى جلسة نهار الأثنين المقبل، بعد سلسلة من الإتصالات عشية الجلسة برعاية رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، على قاعدة أن لا مصلحة لأي فريق في انفجار الوضع الحكومي، وأيضاً على أساس ان هناك مشكلة في منطقة عرسال، تتعدى أبعادها حدود لبنان.

ولا يزال موضوع التعيينات العسكرية، الملف الأكثر تداولاً في الأروقة السياسية، وهو الملف الابرز الذي يطغى على مشاورات المسؤولين ولقاءاتهم وعلى الحوارات المعقدة بين الأقطاب في الداخل. وتبقى العثرة الوحيدة أمام إنجاز هذا الإستحقاق، هو عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية كونه رئيس المجلس الأعلى للدفاع والقائد الأول للقوى المسلحة اللبنانية. كما يتعثر إنجاز هذا الإستحقاق، في ظل إصرار رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على ترشيح الجنرال شامل روكز لقيادة الجيش، بدعم واضح من حليفه "حزب الله"، في الوقت الذي يعطلان فيه رئاسة جديدة. وتركزت أمس الوسائل الاعلامية على مناقشات حول امكانية تعيين روكز وأن ذلك جاء برضى جنبلاط. فما هي السيناريوات المطروحة لحل هذا الملف، وما هو موقف الحزب "التقدمي الإشتراكي" و"تيار المستقبل" من الملف؟!.

ترو: الحفاظ على المؤسسات

يعتبر عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب والوزير السابق علاء الدين ترو، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن "هناك مشاورات تجري بين جميع الكتل النيابية من أجل التوصل الى حل لهذا الملف"، داعياً الى "الحفاظ على المؤسسات الأمنية والعسكرية وعدم زجها في آتون الصراعات والتجاذبات السياسية والإعلامية، وحمايتها وصونها بصرف النظر من يكون مسؤول هذه المؤسسات أو من يدير هذه المؤسسات، وحل هذا الأمر يكون بالتشاور والحوار بين جميع القوى السياسية بعيداً عن التجاذبات الإعلامية".

القرار بيد الحكومة مجتمعة

وأوضح أن "هناك نقاشاً يجري بين مختلف الكتل النيابية لأنه موضوع حساس ومطروح على الساحة بقوة"، متمنياً أن "لا يحصل تجاذبات حول هذا الموضوع، ويترك القرار للحكومة اللبنانية بمعالجته حسب الآلية المناسبة، سواء تمديد أو تعيناً، والمهم أن يكون هناك توافق حول حماية الجيش الذي يؤمن الحماية للبلد وقوى الأمن الداخلي الذي يقوم بدور كبير في حماية أمن المواطنين والسهر على سلامتهم".

الحجار: نحن مع التداول لابعاد الفراغ

بدوره، يعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار، في حديث خاص لموقعنا، أن "تيار المستقبل منذ البداية هو مع التداول، في المواقع التنفيذية، وفي موضوع قوى الأمن الداخلي نحن مع التداول في هذا الموقع بمعنى أن يصار الى اتباع الآلية القانونية لملء هذا الموقع"، مشيراً الى أن "جميع الأقطاب السياسية في البلد اليوم أمام مشكلة كبيرة وهي غياب رئيس جديد للجمهورية، وهذا الغياب حول صلاحيات الرئيس الى مجلس الوزراء مجتمعاً".

خطورة انسحاب الفراغ

وأوضح أن "الآلية المتفق عليها ضمن مجلس الوزراء في مواقع الفئة الأولى يلزم ثلثي أعضاء المجلس للتصويت، هذا قانوناً ودستوراً، يضاف عليه ما تم التوافق عليه في المجلس في ظل غياب رئيس أن التعيين يجب أن يكون عليه إجماع أو شبه إجماع، خصوصاً في المواقع القيادية كما قيادة الجيش وتعيين مدراء عاميين جدد للأجهزة الأمنية"، لافتاً الى انه "بسبب دقة المرحلة التي نمر بها وبسبب دقة الموقع الذي نتحدث عنه، وفي ظل هذه الحرب التي تشنها الدولة بأجهزتها على الإرهاب والإرهابيين، وبسبب دقة الأحوال الأمنية، فإننا لا نريد بأي شكل من الأشكال أن تنتج هذه الآلية عند اللجوء إليها فراغاً في هذه المواقع".

التمديد أو التكليف

وأشار الى أن "ما أتوقعه هو أن الوزير المعني أي وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق سيلجأ الى تطبيق حرفية القانون في هذا الصدد، وفي حال لم يتم الموافقة في مجلس الوزراء على التعيين عندها لا بد من اللجوء الى خيار آخر وهو التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي الحالي اللواء إبراهيم بصبوص أو تكليف ضابط آخر مكانه"، داعياً الجنرال عون المعارض للتمديد الى "الإحتكام الى الدستور والقانون من جهة، ومن جهة أخرى أن يمنع إستمرار حالة الشلل التي تصيب البلد بسبب غياب رئيس الجمهورية وتعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خصوصاً وأنه من معطلي انتخاب الرئيس مع حليفه حزب الله، وبالتالي إن كان فعلاً يريد الحل الجذري فلينزل معنا نهار الإربعاء المقبل الى المجلس النيابي ولننتخب رئيس جديد للجمهورية وبالتالي كل هذه الأمور لن تعود مطروحة".

 

لا معلومات رسـمية لدى تركيا حول معتقلي تدمر/ابو دهن: سنستمر في مسعانا وصولا الى الحقيقة

المركزية- نقل رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن عن السفير التركي في لبنان إينان أوزيلدز قوله ان بلاده لم تتبلغ رسميا اي خبر حيال تحرير معتقلين لبنانيين من سجن تدمر ووصولهم الى تركيا، معلنا ان بلاده ستعمد الى اعلام الدولة اللبنانية بأي جديد انطلاقا من رغبة تركيا بالمساعدة، وشعورا بألم اهالي المعتقلين. وكان ابو دهن زار سفير تركيا للوقوف على حقيقة خبر تحرير معتقلين لبنانيين من سجن تدمر، مؤكدا في حديث لـ"المركزية" ان لا معلومات حتى الساعة تدل الى حقيقة ما يشاع حيال هذا الامر، وكجمعية معتقلين لم نتلق اي خبر، كما انه لا يجوز ان نضع الامل لدى الاهالي من دون بوادر ايجابية". ولفت الى ان ما أشيع على لسان بعض امراء "داعش" هو وجود بعض الغرباء ومنهم مسيحيون من دون ان يسمّي لبنانيين او يعلن عن العدد الموجود".

واشار الى ان الجمعية على استعداد تام لتلقي اي خبر يدل الى الحقيقة، وهي لن تتوانى لحظة واحدة عن نشر اي معلومة ايجابية في هذا الصدد، معلنا عن اتصالات مكثفة تجري، اضافة الى زيارات الى المعنيين في السفارات الاجنبية الاسبوع المقبل".

 

"انتشــار الجيـش مبارك وتـرك ارتيـاحا لــدى الاهالـي"/الحجيري: "حزب الله" لن يكتفي بالخطوة ويريد حربا في عرسال

المركزية- بالزغاريد ونثر الارز، استقبل أهالي عرسال الجيش اللبناني الذي نفذ انتشارا واسعا أمس في عرسال، في خطوة أتت تؤكد ان البلدة بيئة حاضنة للدولة اللبنانية ومؤسساتها الامنية الشرعية، أعلن الجيش من خلالها أيصا انه المؤتمن على أمن كل شبر من الاراضي اللبنانية. وتعليقا على دخول الجيش، أكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ"المركزية" ان الجيش موجود على الارض اليوم ويمكن ان يدخل أو يخرج الى المدينة ساعة يشاء ووفقا لما تقتضيه الحاجة، فأحد في البلدة لا يمانع ذلك، لا بل نحن نطالب بهذه الخطوة المباركة منذ سنوات"، مضيفا " فرحة العراسلة كانت لا توصف أمس، ودخول الجيش ترك ارتياحا كبيرا لدينا". واذ أوضح ردا على سؤال ان الجيش نفذ انتشارا أمس في محيط المخيمات، أضاف "لكن ما مشكلة المخيمات؟ فلا مسلحين فيها، المسلحون يقاتلون في الجرود وما الحاجة اليهم في المخيم"؟ وعن هوية جرود عرسال واللغط الدائر حول هويتها، أجاب "الحدود مرسمة من الجهتين اللبنانية والسورية، وحدود جرود عرسال اللبنانية واضحة ومحددة مساحتها، وحدودها معروفة أيضا من الغرب والشرق مع محيطها اللبناني ومع سوريا أيضا، وكل ما يقال غير ذلك لذر الرماد في العيون". وعما اذا كانت خطوات الجيش في البلدة ستطمئن حزب الله، قال الحجيري "حزب الله لن يطمئن بأي خطوة، فهو يريد حربا في عرسال، لكن نحن نقول ان مشكلته ليست معنا بل في سوريا". وردا على سؤال، اعتبر ان "حزب الله والنظام السوري ورطا الجيش في عرسال العام الماضي، لكن المؤسسة العسكرية واعية اليوم ولن تنجر الى مغامرات "حزب الله"، ولا دخل لها في الحرب الدائرة بين الحزب والمسلحين.

 

وفد أهالي عرسال زار سلام والمشنوق: ندعم الجيش والدولة ونحن في حمايتهما

المركزية- مع دخول اللواء الثامن في الجيش الى عرسال امس جال وفد من البلدة على رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق. في السراي، استقبل رئيس الحكومة تمام سلام الوفد العرسالي الذي يتقدمه النائبان جمال الجراح وزياد القادري في حضور الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير بعد اللقاء تحدث الجراح فقال: " قمنا بزيارة الرئيس سلام مع وفد من بلدة عرسال ضم مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ خالد الصلح ومشايخ البلدة ومخاتيرها وبلديتها ووجهائها وشبابها للتعبير عن الموقف الحقيقي للبلدة ووقوفها الى جانب الدولة اللبنانية والى جانب الجيش اللبناني والمؤسسات الشرعية، وكذلك لشكر رئيس الحكومة على الموقف المبدئي والوطني الكبير الذي قام به أمس في مجلس الوزراء دفاعا عن عرسال واهلها. وتبيانا للحق ولحقيقة الأمر في عرسال وهي بلدة لبنانية تتواجد في طرقتها الأساسية ومراكزها وجرودها وسهولها القوى الأمنية والجيش اللبناني". أضاف:" في الأمس دخل الجيش اللبناني الى عرسال واستُقبل بالورود والأرز والزغاريد والأهالي كانوا في منتهى السعادة لوجود الجيش اللبناني بينهم. كما أن الإخوان السوريين الموجودين في عرسال شاركوا في فرحة الإستقبال". وتابع: "ان محاولات من يقول ان عرسال مع أهلها خارجة عن الدولة وانها بؤرة للإرهاب ، عليه أن ينظر الى مرآة اطفال القصير وداريا والى مرآة المحكمة العسكرية وميشال سماحة والمحكمة الدولية ليرى من هو الارهاب الحقيقي. أهالي عرسال مع الدولة والمؤسسات والجيش اللبناني. هم ليسوا ممرا لمن يريد الوصول على دمائهم الى موقع معين وعرسال ليست ممرا لتغطية فشل أو تدخل أو إرهاب في مكان آخر. أهالي عرسال أمانة في أعناق الدولة والمسؤولين وعبرنا للرئيس سلام عن هذا الموقف اننا جميعا تحت سقف الدولة والقانون وفي حماية الجيش اللبناني ووجهنا من خلال رئيس الحكومة تحية لقائد الجيش العماد جان قهوجي والى حزمه ومواقفه ولن يكون أهالي عرسال وسيلة لإبتزاز الجيش أو الهجوم عليه، او على قائده أو لأخذ مكان قائد الجيش، هذا الموقف عبرنا عنه بصراحة و نحن وأهالي عرسال نتحمل الضيم والتعدي منذ فترة طويلة وهم منذ سنوات لا يستطيعون الوصول الى أملاكهم وأرزاقهم وبساتينهم ومقالعهم ويصبرون لكننا لن نصبر على التعدي والتحريض وعلى اليافطات التي انتشرت اليوم على الطرق داعية الى التحريض و الهجوم على عرسال وأهلها. فليعلم الجميع ان عرسال ليست جزيرة، حدودها عكار وطرابلس والطريق الجديدة ومجدل عنجر وسعدنايل وكل لبنان".

الداخلية: وفي الداخلية حيث التقى وفد أهالي عرسال الوزير نهاد المشنوق، قال الجرّاح بعد اللقاء :نحن نشدد على حماية عرسال وجرودها والمناطق اللبنانية، ونؤكد ان أهالي عرسال ليسوا ممرا لأي موقع من المواقع وليسوا طريقا للنيل من الجيش اللبناني او من قيادته وتحديدا العماد جان قهوجي الذي أثبت بحكمته وشجاعته ودرايته انه على قدر المسؤولية وانه يتصدى للإرهابيين اينما وجدوا ويحمي الحدود وهو قادر ومقتدرعلى ذلك وغير متراجع في هذه المسألة التي هي محسومة عنده، وانه من غيرالمسموح لأحد التعدي على الحدود اللبنانية أينما كانت هذه الحدود والتعدي على اللبنانيين أيا كانوا هؤلاء اللبنانيين .

ان إستعمال عرسال في الخلاف السياسي شيء خطير والذين يحرضون على الفتنة المذهبية عليهم ان يعرفوا ان أول من سيحترق خلالها هم الذي يحرضون عليها. واليوم رأينا على الطرق المؤدية الى عرسال بعض اليافطات تدعو الى التجييش على أهالي البلدة وتحرض عليهم، ان هذا المنطق لا يؤدي الى شيء إلا الى الفتنة المذهبية وليعلم الجميع ان عرسال ليست جزيرة فحدودها عكار وطرابلس وسعدنايل ومجدل عنجر والبقاع الغربي وبيروت وهي ليست معزولة ولا متروكة وجميع الشرفاء في لبنان يقفون الى جانب البلدة وأهاليها .

* ما هو المخرج لإخراج عرسال من هذا الوضع؟

- ان أهالي عرسال يعانون الأمرّين من الأحداث التي حصلت في سوريا او في لبنان، لقد مضى عليهم ثلاث سنوات لا يستطيعون الوصول الى بساتينهم ولا الى كساراتهم وأرزاقهم وأملاكهم وعلى رغم ذلك انهم يتحملون لأن الموضوع سياسي وليس أمنياً، حيث هناك من يريد إستعمال عرسال في الصراع السياسي الموجود على المراكز وغيرها وهناك أيضا من يريد تغطية فشله في القلمون على حساب البلدة كما هناك من يريد ان يحفظ طريق بيروت ـ دمشق عبر معركة القلمون ويحاول تحميل المسؤولة لعرسال.

وردا على سؤال قال الجراح: أعتقد ان من تابع موقف الوزير المشنوق في مجلس الوزراء وكرره اليوم خلال إجتماعنا معه ان عرسال وأبناءها من مسؤولة الدولة والجيش اللبناني وغير مسموح لأحد ان يستعمل هذه البلدة في أي خلاف أو أهداف سياسية او للوصول لأي موقع سياسي أو عسكري وبالتالي موقف الوزير المشنوق كان واضحا في مجلس الوزراء وخلال لقائنا معه اليوم، ان هذه البلدة لبنانية وأهلها لبنانيون ومسؤولية حمايتها تقع على الدولة والجيش اللبناني.

وتابع : هناك مسلحون في جرود عرسال وأعاليها وهذه المنطقة ليست معروفة إذا لبنانية أو سورية ولكن الجيش يقوم بمسؤوليته ويتعامل مع أي تحرك بكل حزم وقوة. ان جرود عرسال محمية بالكامل من المسلحين، على رغم ان هناك مخيمات للنازحين، لكن توريط الجيش بمعركة مع المسلحين خارج الأراضي اللبنانية نكون نضعه في مأزق او نضغط عليه لنوصل فلان الى قيادة الجيش، ان هذا الأمر من الواضح انه سياسي وان هناك إستهدافاً للجيش ولتضحياته ولوجوده في عرسال، ونرى ذلك جراء حملة التحريض التي يقومون بها حيث يقولون ان أهالي المنطقة لن يرضوا، الأمر الذي يعني انهم تجاوزوا الدولة ومؤسساتها ويحرضون الأهالي في المنطقة للإنتقام من عرسال. ان هذا المنطق لن يستقيم، لأن هناك جيش لبناني ودولة ومسؤولية حماية أهالي عرسال تقع عليهما.

 

كلمتان لعون أمام وفدي كسـروان وزحلة نهاية الاسـبوع/ليون: التعيينات مسألة وجودية ولا سقف لخطابنا بعد اليوم/نأمل وعي الجميـع لانجازها سـلة كاملة قبل 5 حزيـران

المركزية- اذا كانت أجواء جلسة مجلس الوزراء أمس عكست انضباطا من قبل كل المشاركين فيها تحت سقف محدد يمنع نسف ركائز الحكومة، فلم تسلك المواقف التصعيدية لدى البعض طريقها الى التنفيذ، الا ان الحكومة لم تتخط مرحلة الخطر بعد، ويقف مصيرها على محك ما ستنتجه جلسة الاثنين التي ستخصص لبحث ملفي عرسال و"التعيينات الامنية" الدسمين. وفي وقت يتمسك "التيار الوطني الحر" بانجاز التعيينات سلة واحدة والا، أشارت مصادر وزارية الى ان "أي خطوة يقدم عليها وزيرا الفريق البرتقالي، قد تهز الحكومة لكنها لن توقعها، فهذه المؤسسة حاجة للجميع وتحظى بغطاء إقليمي ودولي يمنع المس بأسسها خاصة في الوقت الراهن". في انتظار الاثنين، يرصد المراقبون كلمتين لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون السبت أمام وفد من كسروان والاحد أمام وفد من زحلة، ستحددان موقف "التيار" قبل الجلسة الوزارية. وفي السياق، وردا على سؤال حول ما اذا كان العماد عون سيخفف من نبرته في ملف التعيينات، انسجاما مع أجواء جلسة الامس، أشار الوزير السابق غابي ليون الى ان "لا سقف لخطابات الجنرال بعد اليوم وهو قال ذلك بنفسه، حيث بلغنا مرحلة لا ضوابط او سقوف فيها لأن المسألة وجودية بالنسبة لنا". هل ستذهبون نحو الاعتكاف من الحكومة؟ "لم يتحدث أحد عن اعتكاف، بل كل سبل التعبير عن الغضب الذي في داخلنا، واردة، ونترك للعماد عون تحديد الخيار الافضل الذي سيؤدي الى النتيجة المطلوبة، لكننا نأمل ان يتحلى الجميع بالوعي اللازم قبل جلسة الاثنين او قبل تاريخ 5 حزيران، وان يتصرفوا على اساسه". وتابع "الحكومة يجب ان تبقى شرط ان تكون فاعلة ومن اهم أدوارها اليوم انجاز التعيينات، والا تكون استقالت من دورها وما الداعي لبقائها عندئذ؟ وقال ليون "بالنسبة لنا موضوع التعيينات تأخر كثيرا، فالخلل في القيادة العسكرية ليس وليد اليوم والحكومة تتقاعس في حلّه، لا مجلس عسكريا سليما حيث بعض مقاعده شاغر والاخر ممدد له وهذا لا يجوز، كما ان التمديد لقائد الجيش تم خلافا للقانون، فلا سبب بعد اليوم لعدم انجاز التعيينات اكان في الجيش او في قوى الامن الداخلي". ولفت ليون الى "اننا نريد التعيينات سلة متكاملة، فلا يجوز اجراء تعيين في مؤسسة وترك أخرى. والتمديد في قوى الامن لا يجوز ايضا، التعيين الانفرادي في موقع واحد مرفوض لانه تماما كما التمديد، والمطلوب انجاز التعيينات سلة واحدة قبل تاريخ 5 حزيران موعد نهاية ولاية المدير العام لقوى الامن الداخلي ابراهيم بصبوص".

 

جميل السيد: تسخيف خطر الارهاب خيانة اخلاقية للبنان

المركزية- جاءنا من المكتب الإعلامي للواء الركن جميل السيد البيان الآتي: إعتبر السيّد أن "بعض المواقف السياسية التي تهدف الى تبسيط وتسخيف الخطر الوجودي الذي تشكله التنظيمات الإرهابية التكفيرية المتمثّلة بـ"داعش" و"النصرة" المنتشرة في الجوار اللبناني وعلى حدوده وفي داخله، هذا التبسيط الذي ينطلق من مصالح وحسابات سياسية ومادية ضيّقة إنّما يشكّل ليس فقط تطميناً خادعاً للناس بل خيانة وطنية وأخلاقية للبنان واللبنانيين في مختلف طوائفهم ومذاهبهم من دون استثناء". وأشار اللواء السيّد في بيان الى "مواقف رئيس حزب "القوات" سمير جعجع الموجّهة الى المسيحيين، لا سيما ما ظهر منها بالأمس في برنامج "كلام الناس"، والتي تهدف الى تسخيف هذا الخطر الوجودي عليهم ، في حين انه لا هو ولا سواه يملكون أي ضمانات حقيقية تمنع عنهم وعن بقية اللبنانيين تكرار المجازر التي شهدتها البلدان المجاورة". وتساءل: "كيف لجعجع المتحصن تحت سابع أرض في معراب وسط عشرات الحراسات والكاميرات والدوريات والحواجز، ان يتفهم مشاعر وهواجس مواطني البقاع والشمال ولا سيما في زحلة ودير الأحمر ورأس بعلبك والقاع والقبيات وعندقت وغيرها، الذين يَرَوْن يوميّاً بأمّ العين حجم المجازر التي لا تميّز أحداً، فيما الفرق شاسع بين من ينام في دفء الحصون وبين من يقلق قرب عراء الجرود في تلك القرى". واكد أنه "ربما من المفيد أخلاقيّاً وعمليّاً لجعجع، لتحسين رؤيته السياسية وتصويب بوصلته الوطنية، ان يحاول ترك حصنه المنيع في معراب ولو لفترة أسبوع ويذهب الى تلك القرى البقاعية والشمالية ويشارك أهلها واقعهم وهواجسهم، إذ ربما عندها فقط يصبح بإمكانه ان يدرك انه يغنّي في واد بينما الناس في واد آخر وان هؤلاء الناس لا تقنعهم تطميناته ولا تعنيهم تحليلاته لأنّ الذي يده في الماء هو غير الذي يده في النار".

 

الجراح: حملات سياسية تستهدف الجيش وعرسال

المركزية- لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح الى ان "الجيش موجود في عرسال وفي أماكن كثيرة ونقاط استراتيجية وضرورية لحماية لبنان والحدود منذ فترة طويلة، وكل ما سمعناه في الفترة الماضية تعاط سياسي مع مسألة امنية". واكد في تصريح ان "حجم الاقاويل والتهيؤات لبعض الاطراف السياسية يفوق الحقيقة، وهذا ثبت امس مع دخول الجيش الى وسط عرسال وترحيب اهاليها به، لأنهم يعلمون انه في صالحهم". واعتبر ان "الموضوع سياسي وليس امنيا، وقيادة الجيش تعلم جيداً ماذا تفعل وكيف تحمي عرسال والحدود وتقوم بواجبها على اكمل وجه، إلا ان هناك حملات سياسية تستهدف الجيش وعرسال. ووجوده في البلدة يدحض ما يقوله كل من كان يستغل هذا الموضوع، لذا فليترك الجيش للقيام بمهامه". وختم الجراح "العماد جان قهوجي ممدد له حتى ايلول، وهذا الامر منوط بوزير الدفاع سمير مقبل وتقديره للمرحلة ومستلزماتها، ويجب ان نلفت الى ان ربط الملفات مع بعضها تعطيل للمؤسسات الامنية في وقت يحتاج الجيش اللبناني ان يكون بعيداً من التجاذبات السياسية والمهاترات وان يقوم بواجباته ومسؤولياته في بسط الامن والاستقرار".

 

إبراهيم يلبي دعـوة جامعة سـيدة اللويـزة: مفاوضات تحرير العسكريين جيدة ونأمل خيرا

المركزية- شدد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على ان "كل الكلام في موضوع العسكريين المخطوفين لا يعدو كونه تحسيناً للشروط، لكن المفاوضات ما زالت تسير في شكل جيد"، مشيرا الى ان "ليس هناك أفضل من المديرية العامة للأمن العام كمفاوض صادق في قضية العسكريين المخطوفين". وأضاف خلال زيارته جامعة سيدة اللويزة "أنا على ثقة بأن التفاوض مع النصرة سيصل إلى خواتيم جيدة قريبا أما التفاوض مع داعش لا يزال قائماً"، موضحا ان "الكلام عن أن معتقلي سجن تدمر باتوا لدى داعش، عار من الصحة حيث أجرينا اتصالاتنا وقيل لنا انهم نقلوا من السجن قبل دخول التنظيم". اللويزة: زار مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع وفد من ضباط المديرية ضم العمداء رولان أبو جودة، الياس البيسري، رياض طه وصلاح حلاوي، جامعة سيدة اللويزة (NDU) - زوق مصبح - بدعوة من رئيسها الأب وليد موسى الذي استقبلهم مع نوابه الأب بشارة خوري، وايلي بدر وسهيل مطر إضافةً إلى عدد من عمداء الكليات. وفي لقاء في مكتب رئيس الجامعة، أعرب اللواء إبراهيم عن اعتزازه بوجود صرحٍ علميٍ مثل جامعة سيدة اللويزة، داعياً إدارة الجامعة للعمل على تثبيت الشباب المسيحي في لبنان الذي لا يستمر إلا بوجود جميع أبناء طوائفه، فعندما ينعدم وجود طرف من الأطراف ينتهي "لبنان الرسالة". كما أعلن الأب موسى أن الجامعة تفتخر بجهازٍ مثل جهاز الأمن العام الذي هو من أفضل الأجهزة. وأكد أن الجامعة تدعم الشباب المسيحي للإنخراط في أجهزة الدولة. ودعا ابراهيم الشباب اللبناني بشكل عام والمسيحي بشكل خاص الى التمسّك بالأرض والبقاء فيها والانخراط في المؤسسات العسكرية والأمنية للدفاع عن الوطن مطالباً الشباب المسيحي بأن يبقوا في أرضهم لأن السيد المسيح المعلم لم يصلب في أوروبا ولا في أميركا ولا في استراليا بل في هذا الشرق ويتوجب عليهم البقاء في أرض المعلم. كما دوَّن اللواء إبراهيم في سجل الشرف في الجامعة الكلمة التالية "تشرفت بزيارة هذا الصرح التربوي الكبير الشاهد على تاريخ لبنان وقيمته وحضارته. سيبقى هذا الصرح مقلعاً للرجولة . دام هذا المقلع الكبير مصنعاً لرجال الوطن - ضارباً في الجذور - متين الأركان باقٍ على مر الزمان ما بقي لبنان". وقدّم الأب موسى للواء إبراهيم درعاً تكريمية تقديراً لعطاءاته وبادله مدير عام الأمن العام بكتاب "فصول من تاريخ الأمن العام".

بعدها جال اللواء ابراهيم والوفد المرافق مع الأب موسى ومسؤولي الجامعة على المكتبة ومختبرات الهندسة وقسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إضافةً إلى المرصد الفلكي . وفي الختام، أقام رئيس الجامعة مأدبة غداء على شرف اللواء إبراهيم والوفد المرافق.

 

 شربل: ما نسب الي في "عكاظ "غير صحيح

المركزية- اوضح وزير الداخلية السابق مروان شربل ان ما نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية في عنوانها "فتفت وشربل: سلوك حزب الله سبب العقوبات على قياداته"، غير دقيق وغير صحيح". وأشار الى ان كل ما قاله هو:"إن "وزير الداخلية نهاد المشنوق وضع ملف القياديين المتهمين بالإرهاب لدى حزب الله بتصرف الحكومة اللبنانية وسننتظر ما ستفضي إليه النتائج. وأن كل المواضيع تعالج مع الوقت وبهدوء وأنه بالتفاهم كل الأمور العالقة تتساوى أما الخطابات السياسية المتشنجة ومحاولة نبش القبور لبعضنا لا تؤدي إلى نتيجة وإذا لم نتفق سويا سوف يدخل لبنان في نفق مظلم".

 

 "نيويورك تايمز": أوبـاما يواجه مأزقـاً بعد استخدام النظام السوري لغاز الكلور

المركزية- لفتت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية الى ان الرئيس الاميركي باراك أوباما كان يأمل في أن يكون خطر الحرب الكيميائية في الشرق الأوسط قد تراجع عندما سلمت سوريا مخزونها من الغازات السامة، ولكن الأدلة المتزايدة على وجود جزء من هذه الأسلحة السامة هناك قد ترغمه مجدداً على فرض "خطه الأحمر" الشهير، حيث ان اكتشاف آثار لمادة الريسين وغاز السارين في سوريا، بجانب استخدام الكلور كسلاح موقت في الحرب الطاحنة التي تشهدها البلاد، يقوض ما وصفه أوباما بأنه علامة على نجاح سياسته الخارجية: تدمير الترسانة الكيميائية لبشار الأسد، مضيفة "ولكن استعداد اوباما لاستخدام القوة العسكرية ضد حكومة الأسد لم يتغير عما كان عليه في عام 2013، عندما مضى فجأة إلى إلغاء الغارة الجوية التي كان يهدد بشنها في مقابل اتفاق توسطت فيه روسيا وتخلت بموجبه سوريا طوعاً عن أسلحتها الكيميائية، واستجابت إدارة أوباما بدلاً من ذلك للمزاعم المتعلقة بانتهاك سوريا للاتفاق عن طريق طلب مساعدة جديدة من روسيا وبحث إمكانية قرار جديد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمعالجة استخدام سوريا المستمر للمواد الكيميائية كأسلحة حرب".

واشارت إلى أن أوباما يواجه مأزقاً بالفعل بسبب الأنباء الأخيرة حول قصف الحكومة السورية لمناطق يسيطر عليها الثوار ببراميل متفجرة ممتلئة بغاز الكلور، وهي مادة لم يحظرها الاتفاق الروسي الأميركي، ولكنها محظورة بموجب الاتفاقية الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، وأصبح موقف اوباما أكثر تعقيداً بعد التقارير الجديدة التي تفيد بعثور المفتشين الدوليين على آثار لمادتي السارين والريسين، وكلتاهما واردتان في الاتفاق الروسي الأميركي.

       

"واشنطن بوست": إستراتيجية أميركا لمحاربة "داعش" توشك على الانهيار

المركزية- لفتت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، الى ان "التحالف المعادي لتنظيم داعش المؤلف من 60 دولة الذي يشيد به الرئيس الاميركي باراك أوباما كثيراً لم يحرك ساكناً عندما سقطت مدينة الرمادي ولاذت قوات الجيش العراقي بالفرار"، وبدلاً من ذلك، سارع وزير الدفاع الإيراني بالتوجه إلى العاصمة العراقية بغداد في استعراض واضح للنفوذ الإيراني في العراق، في حين أصبحت الحملة الجوية الأميركية عديمة الجدوى وتوشك الإستراتيجية الأميركية المزعومة لمحاربة داعش على الانهيار، وقد ازداد الأمر سوءاً عندما قاطع بعض قادة دول الخليج قمة كامب ديفيد الفاشلة التي دعا إليها الرئيس أوباما، وقال رئيس الاستخبارات السعودية السابق في رثاء للعلاقة بين البلدين "كنا أفضل صديق للولايات المتحدة في العالم العربي لمدة 50 عاماً". ولفتت الى ان الولايات المتحدة لم تسحب قواتها فحسب، ولكنها دمرت وسلمت معداتها ومخازنها ومنشآتها وقواعدها العسكرية، وتنازلت عن أهم أصولها الإستراتيجية، مثل السيطرة على المجال الجوي العراقي الذي تحول لاحقاً إلى ممر لا غنى عنه بالنسبة لإيران لتسليح ودعم نظام بشار الأسد في سوريا وترسيخ نفوذها في المنطقة، وتخلت الولايات المتحدة أيضاً عن الشبكة الاستخباراتية الضخمة التي شيدتها بشق الأنفس في محافظة الأنبار، وهو ما يقوض العمليات الحالية هناك وساهم في سقوط الرمادي.

 

بعض من “شيعة السفارة” ردوا على تهديدات نصرالله

اندريا مطر/القبس الكويتية/لم يعد “حزب الله” يستخدم لغة مبطنة ولا مواربة في تهديد خصومه. المعركة وجودية ومن ليس معه فهو ضده، على ما رشح من مواقف أمين عام “الحزب” الأخيرة السيد حسن نصر الله في خطابين، فصل بينهما أقل من أسبوع.

بلغة تصعيدية ونبرة عالية استعرض نصر الله مجريات المعركة التي يخوضها في القلمون ضد من اسماهم “التكفيريين”، داعياً كل اللبنانيين للقتال الى جانب الحزب. وأعلن استمراره في المعركة، حتى لو “خسرنا نصفنا وثلاثة أرباعنا”. استحضر معركة صفين، وحذر تيار المستقبل (السنّة ضمنا) والمسيحيين بأن لا أحد سوى “حزب الله” قادر على حمايتهم من “داعش”.

تناول نصر الله في حديثه “شيعة السفارة” (المقصود السفارة الأميركية)، واعتبر أنهم ليسوا سوى مجموعة من “الأغبياء والخونة والعملاء”. واستعادة نصر الله مصطلح “شيعة السفارة” يعكس ضيقه من أي صوت معارض مهما كان، فلقد كان هذا المصطلح خارج التداول لفترة طويلة، مما يجعل من إحيائه على لسان نصر الله تعبيرا عن أزمة فعلية، أو محاولة للتغطية على تململ شيعي داخل صفوف الحزب نفسه. اتهام “شيعة السفارة” بالعمالة والتخوين، أثار موجة من الردود والاستهجان، ولكنها اقتصرت على مناوئي الحزب من اللبنانيين – لا سيما أن الشيعة المعارضين للحزب يعتبرون الحلقة الاكثر ضعفاً في المعادلة اللبنانية اليوم- فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بــ”هاشتاغات”: “كلنا شيعة السفارة” و”مين طلب حمايتك؟!”

“شيعة السفارة” تعبير يصف شخصيات شيعية تعارض “حزب الله” وتدخله في سوريا، وهم يمثلون حالة نقدية، ليس في الوسط الشيعي فحسب، بل في المجال اللبناني العام، حيث غابت الرؤية النقدية وغاب دور المثقفين بشكل عام.

صحيفة “القبس” الكويتية، التقت بعضاً من الوجوه المناوئة للحزب لاستطلاع رأيهم في كلام نصرالله ورؤيتهم للمرحلة المقبلة:

يرد الصحافي والناشط السياسي مصطفى هاني فحص ارتفاع منسوب التوتر في كلام نصرالله الى عوامل كثيرة:

“فشل الحرب التي شنها “حزب الله” ضد الثورة السورية، مع تقلص المساحات التي يسيطر عليها الاسد وتقلص الجغرافيا الاستراتيجية التي يراد للاسد والايرانيين و”حزب الله” ابقاء السيطرة عليها. تراجعت المعركة اليوم لتصبح دفاعية في القلمون وهي الشريط الحدودي الجديد بين لبنان وسوريا في سلسلة جبال لبنان الشرقية. لم يستطع الحزب السيطرة على المساحات الشاسعة في الجرود، فانعكس ذلك معنوياً على جمهور الحزب الموعود دائماً بالانتصارات. لذا لجأ الحزب الى خوض حربه الاستباقية في الداخل اللبناني لمواجهة منتقديه بالقول: لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص، ليلغي اي صوت انتقادي واي مظهر ديموقراطي”.

ويرفض فحص اعتبارها معركة وجودية على الطائفة الشيعية، وانما هي معركة الدفاع عن المشروع الايراني في لبنان وفي سوريا.. ويخشى من صراع طائفي مذهبي خطير سوف يرتد على مجتمعاتنا لسنين مع تراكم النزف السوري ومع الخوف اللبناني، لا سيما الشيعي، من مستقبل العلاقة مع سوريا.

ويرجح فحص فشل نصرالله في حربه هذه لأن الديموغرافيا والجغرافيا تعاكسانه وتفرضان ظروفهما الميدانية على هذه المعركة. ويتمنى ان ينسحب “حزب الله” من هذه المعركة قبل فوات الاوان وان يلجأ الى تسوية تاريخية لبنانية. الطوائف في لبنان يحمي بعضها بعضا والعيش الواحد يحمي لبنان من اتون الحرب السورية ومن مستقبل الفوضى المقبلة على سوريا وعلى جوارها في العراق.

مواقف نصرالله وما يبشر به منظروه السياسيون والاعلاميون ممن يعتبرون انفسهم في معركة مصيرية تجعل كل أصحاب الرأي الحر مهددين بحسب فحص: “البعض يدفع “حزب الله” الى تجاوز الخطوط الحمراء الداخلية والضرب بيد من حديد. لكن هذا سيفجر لبنان ويؤدي الى صراع داخلي، حزب الله في غنى عنه”.

يستشف الكاتب والصحافي علي الأمين من قراءة الخطابين الاخيرين للسيد نصرالله ان الامور تزداد صعوبة على مستوى القتال في سوريا وفي جرود القلمون خصوصا، حيث المخاطر التي يتعرض لها حزبه كبيرة. “يمكن ان يقتل نصفنا في هذه الحرب او ثلاثة ارباعنا”، يقول، وهذا مؤشرا على خطر كبير. عندما تصل الامور الى هذا المستوى من الخطورة بعد سنوات من التدخل في سوريا يعني ان التورط لم يقده الى تحقيق انتصار كما وعد، كما لا يمكنه العودة بالامور الى ما كانت عليه قبل اندلاع الثورة السورية. انه في مازق كبير اذاً. وتصعيد نصرالله ينطوي على القول ان المطلوب من الآخرين الذين لا يوافقونه رؤيته ان يتحسسوا خطورة وضعه وان يسيروا وراءه في معركته.

يتفرد نصرالله بقراراته ويطلب من الآخرين السير وراءه. على ما يقول الأمين، موضحاً أن الحل يكون بانسحاب “حزب الله” من سوريا. رفع نصرالله من منسوب الخطر الذي يتعرض له لبنان من دون ان يقدم اي اشارة لاستعداده ان يشارك الآخرين خياراته المتصلة بالوضع السوري. خصوصا انه ضمن السلطة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية وليس خارجها.

مجاهرة الأمين برأي يخالف سياسة “حزب الله” وضعه في دائرة المواجهة مع بعض الاقلام الاعلامية الناطقة باسم الحزب. وهو يدرك ان تبنيه موقفا مختلفا في البيئة الشيعية لا بد ان يكون مكلفا. لكن مستويات هذه الكلفة بقيت حتى نفسية، وقد تصل الى اكثر من ذلك. احدى الصحف اللبنانية المقربة من الحزب ذكرته بالاسم في معرض تحذيرها اللبنانيين المناوئين للحزب بان يتحسسوا رقابهم. كما تعرض منزله في الجنوب للحرق قبل نحو عام.. هو يعتبر ان ما يقوله يندرج ضمن حرية الرأي وضمن الأطر القانونية والتنوع الذي يفترض بـ”حزب الله” ان يقر به. ولا يملك تنظيما عسكريا ولا حزبا سياسيا، بل يعبر فقط عن موقفه من خلال آراء ونشاط اعلامي صحافي. “لا يجوز ان يصل الامر بـ”حزب الله” وهو يقاتل التكفيريين ان يعتمد المنهج نفسه والمنطق نفسه. المنطق الداعشي التكفيري لا يسمح بالاختلاف والراي الآخر، والحزب لا يقبل بالتنوع والاختلاف بالآراء ضمن البيئة الشيعية”.

علي الامين وسواه من ابناء الطائفة الشيعية المناهضين لـ”حزب الله” مستمرون في التعبير عن مواقفهم رغم التهديد الذي يطولهم. “لا أعتقد أن مواقفنا تؤثر في قوة الحزب “القادر على تحقيق الانتصارات في كل مكان”، مؤكداً أن واجبه المهني الصحافي يملي عليه القول ان خيار “حزب الله” خاطئ، لكي لا يقال يوما ان البيئة الشيعية كانت مجمعة على هذا الخيار. لا يقتصر الاعتراض على خيار “حزب الله” التدخل في سوريا على وجوه اعلامية وسياسية معدودة وانما يطول شريحة من الشيعة لا يستهان بها لا تزال صامتة وراضخة للحزب بسبب مجموعة عوامل معيشية واجتماعية، اضافة الى ما يواصل الحزب بثه من ان تهديدا وجوديا يتهدد الطائفة الشيعية. كل هذه العوامل لا تزال تلزم كثيرين بالصمت.

من ناحيتها، اعتبرت الاعلامية ديانا مقلد أن المواقف الاخيرة للأمين العام لـ”حزب الله” تثير القلق فعلا. “فحين يتحدث عن “عملاء وخونة أغبياء” فنحن نعرف ما يعني التخوين في بلادنا. وحين يقول ان هذا ليس وقت ديموقراطية ومعارضة، فهذا يعني ان لا مكان لمن يريد ان ينتقدني بل عليه ان يسكت. اذا بالمعنى الصريح حملت مواقفه تهديدا معلنا لمن يعارض قتاله في سوريا، خصوصا ابناء طائفته. فهو لا يتحمل في هذه المرحلة التي من الواضح انه يخسر فيها ان يكون هناك رأي مخالف لما يرتكبه في سوريا ولبنان ايضا.

فوسط الجنازات التي تتقاطر الى الجنوب والبقاع يخيف “حزب الله” ان تعلو اصوات تسأل: لماذا يموت هؤلاء وفداء لمن؟ ودرجات الخطر تجاه معارضي نصر الله متفاوتة فهي تبدأ بالعزل الاجتماعي وتمر بالتهويل والتهديد عبر رسائل في وسائل التواصل الاجتماعي وصولا الى التهديد الجسدي الفعلي. نذكر جميعنا كيف ان وسائل اعلام تم اسكاتها وكيف ان اسكتشات كوميدية جرت مجابهتها في الشارع. اذا كلام نصر الله يسهل امكانية استخدام الشارع بحجة “غضب اهالي” لتبرير اعتداءات ما.

نعم اعتقد ان هناك مخاطر امنية خصوصا للبعض من الذين يملكون مواقع الكترونية او برامج دائمة ينتقدون فيها ما يقدم عليه الحزب. وهذا يستدعي تضامنا وتحركا ومسؤوليات من الدولة بالدرجة الاولى ومن المجتمع المدني. وبما اني لا اعول على الدولة فاعتقد اننا كصحافيين وناشطين وكأفراد لا حماية لنا. والحماية الوحيدة ان نستمر في اعلاء الصوت ضد ما نراه جنونا سيقود بنا وبلبنان الى الموت”.

 

ولادة «المجلس الوطني» لـ14 آذار الأسبوع المقبل والمؤتمر التأسيسي ينعقد في مُنتصف حزيران

29 أيار، 2015/فادي عيد

تطلق قوى 14 آذار «المجلس الوطني» الذي كانت أعلنت عنه في الذكرى السنوية العاشرة على تأسيسها، وذلك في مؤتمر صحافي ينعقد الأسبوع المقبل، ويتم خلاله الإعلان عن المراحل التي قطعتها التحضيرات الجارية من قبل الهيئة التأسيسية، إضافة إلى إعلان ما تحقّق على صعيد إنجاز بطاقة تعريف مفصّلة لهذا المجلس. وقد كشفت مصادر سياسية في المجلس الوطني، أن الهيئة التأسيسية ستلتئم في أول مؤتمر لها في منتصف حزيران المقبل لانتخاب رئيس وهيئة مكتب المجلس الوطني عبر الإنتخاب المباشر والشفّاف. وقالت المصادر، أنه بعد مرحلة الإنتخاب سيبدأ المجلس الوطني ورشة عمل منظّمة ومتواصلة لتأليف اللجان التي ستكون بمثابة الرافعة للعمل السياسي في المرحلة المقبلة، وذلك تحت عناوين أساسية هي: الحريات، والعلاقات العامة، والتواصل مع الداخل والإنتشار، بالإضافة إلى الملفات الإجتماعية والإقتصادية المتنوّعة. وإذ لفتت إلى أن الهيئة التأسيسية قد جرى تشكيلها من الناشطين المستقلين الذين واكبوا مؤتمرات قوى 14 آذار في السنوات العشرة الماضية، أوضحت أن باب الإنتساب للراغبين في الإلتحاق بالمجلس الوطني سيفتح إعتباراً من الأسبوع المقبل. وأكدت أن هذه التجربة الرائدة ستكون منزّهة عن الوصولية والتقليد البليد، إذ يؤمل منها أن تؤسّس لإطار سياسي معاصر ومنفتح وديمقراطي بامتياز، حيث لا تراتبية أو تمييز بين أعضائه سوى ما تفرزه الإنتخابات الداخلية والتي ستتم كل عامين، وهي الفترة المرجّحة لكل ولاية، علماً أن الأعضاء سيخضعون للمحاسبة والمساءلة الصريحة، مع إمكان الإقصاء من موقع المسؤولية، كما هي الحال في المؤسّسات الديمقراطية الشفّافة.

وفي هذا المجال، قالت المصادر أنه من الطبيعي في الحياة الديمقراطية أن تتنافس المكوّنات السياسية لتقديم الأداء الأفضل، والمساهمة ضمن الحاضنة الواحدة في تحقيق المصلحة الوطنية. ومن هذا المنطلق، يندرج «المجلس الوطني» ضمن إطار 14 آذار الواسع، ويشكّل إضافة نوعية تكمل وتدلي بصوتها ولونها المميّز ضمن الإيقاع العام. وشدّدت على عدم وجود أي امتيازات أو تمييز بين ناشط وآخر، وكذلك عدم وجود أي خلاف مع الحزبيين لأن الأمر قد ينعكس سلباً على تعدّد المهمات، خاصة وأن الكل يؤمن بأن ثمة متّسع لمختلف التشكيلات بروح أخوية وتعاون وتواصل. واعتبرت المصادر ذاتها، أن القائمين على المجلس الوطني يعتقدون يقيناً أن هذا المجلس سوف يعزّز التواصل والتعارف والعمل المشترك، بناءً على قاعدة أن لكل شخص دوره وقسطه، وأن الوحدة هي حصيلة نتاج ولقاء على الأمور الجوهرية من مبادئ ومواقف وسياسات.

أما لجهة الدور المرتقب لهذا المجلس، فقد ذكرت المصادر عينها، أنه سيمارس دوراً سياسياً بامتياز من خلال العمل على تطوير أداء ومناهج 14 آذار، وتعزيز التواصل بين جميع مكوّنات هذه الحركة، وأيضاً من خلال الإنفتاح على إشكاليات كثيرة وعناوين فكرية واجتماعية لم تُعالج بالقدر الكافي من جانب أطراف 14 آذار. وأشارت في هذا الإطار، إلى أن «المجلس الوطني» بعناصره وكيانه هو مجرّد بالكامل من القيد الطائفي، وسيكون بمثابة البيت المشترك لكل اللبنانيين المؤمنين بضرورة سلامة لبنان وخلاصه من قيود العصبيات والعوامل البلدية الضيقة إلى رحاب أشمل تُعنى بالقضايا المعاصرة، وتلتمس الرؤى الأساسية من معاني الجمهورية والديمقراطية، والعيش معاً والعمل على إحلال السلام بدءاً بالسلم الأهلي. وأكدت أنه ما من عوائق تحول دون العمل الدؤوب، وهو ما تأكد خلال شهرين ونصف من المناقشات الهادفة إلى تعريف «المجلس الوطني»، وبناء مداميكه الأولى.

وأشارت المصادر نفسها، إلى أن فكرة تأسيس هذا المجلس ليست حديثة، وإن كان الإعلان عنها قد جرى هذا العام. موضحة أن الفكرة تعود إلى مقرّرات مؤتمر البريستول في العام 2008 و 2009، وقد تم إرجاء إقرارها وتجسيدها بسبب الركود المتزامن مع تسارع الأحداث. ولكن مع مرور الوقت تأكد أن هذا المجلس أصبح حاجة للتعبير عن ظاهرة الجمهور العريض الذي احتضن 14 آذار، والذي يتخطى بحجمه كل الأحزاب والمكوّنات السياسية القائمة. وكشفت هذه المصادر، أنه كان من المتوقّع أن يأتي «المجلس الوطني» هجيناً في تشكيلته، ويضم ممثّلين عن الأحزاب إضافة إلى المستقلين، ولكن هذا الأمر لم يتم، وليس لخلافات سياسية، ولكن بسبب القراءة المختلفة حول التشكيل النظامي والتوجّه نحو عدم الوقوع في إشكالية الولاءات، ولذلك، فإن «المجلس الوطني» سوف يقتصر على شراكة المستقلين داخل 14 آذار ويبقى منفتحاً يمكّن من التحاق أي حزبي به بصفة فردية وطوعية.

 

10 اسماء مرشحة لقيادة الجيش

 النهار/وفق المعلومات التي توافرت من مصادر ثقة، تضم المؤسسة العسكرية راهناً 100 عميد ركن مسيحي ماروني، من دورات الأعوام بين 1980 و1985، يحق قانوناً لواحد منهم أن يتولى مهمات القيادة، ولكن تطرح في التداول نحو 10 أسماء، يتمتع أصحابها بصفات مميزة، وسبق أن تولوا وظائف قيادية ومهمات عملانية ومراكز إدارية رفيعة، وخاضوا معارك مهمة أصيبوا خلالها وانتصروا، تخوّلهم تبوّؤ هذا المركز، تماماً مثل العميد روكز الذي لا ينكر أحد من زملائه الضباط كفاءته وشجاعته وخبرته الميدانية. ويسأل بعضهم لماذا لا تراجع على الأقل سيرهم الذاتية، من تاريخ دخولهم الكلية الحربية حتى حصولهم على رتبة عميد ركن، مروراً بالوظائف التي تسلموها وانتاجيتهم، وإذا كان ولاؤهم للمؤسسة العسكرية أو لفريق سياسي معيّن، لتحديد بالتالي من يستحق أو لا يستحق منهم التعيين.

متابعون للشؤون العسكرية يؤكدون أنه لدى اختيار قائد الجيش يُعتمد عاملان: الأول هو الكفاءة ويفضّل من له خبرة ميدانية، والثاني عدم الانتماء السياسي الى أي فر يق، ولا يؤخذ في الاعتبار عامل العمر أو الأقدمية، بل غالباً ما يتم اختيار الأحدث من بين المرشحين. ويلفتون الى أنه لم يعيّن مرة قائد جيش، وهو على أبواب تسريحه وتقاعده من المؤسسة.

تقتضي التراتبية العسكرية خدمة 8 سنوات برتبة عميد وسنتين برتبة عماد، وسن التقاعد للعميد هو 58 عاماً وللعماد 60 عاماً، وفي العودة الى أرشيف المؤسسة العسكرية في العقود الثلاثة الأخيرة يتبيّن أن العماد ابرهيم طنوس عيّن قائداً بعمر 53 عاماً، وخلفه العماد ميشال عون الذي عين قائداً للجيش بعمر 49، تلاه العماد إميل لحود بعمر 54، فالعماد ميشال سليمان بعمر 50 وأخيراً العماد جان قهوجي بعمر 55 عاماً. وهذا يظهر أن معدل أعمار قادة الجيش راوح بين 49 و53 عاماً، وسنوات الخدمة المتبقية تراوح بين 4 و6 سنوات.

من ناحية ثانية، تلفت المصادر المتابعة الى أنه اذا كان صحيحاً أن قائد الجيش يعيّن بمرسوم في مجلس الوزراء، فإن الصحيح أيضاً أنه يؤخذ دائماً برأي رئيس الجمهورية، فهو رئيس المجلس الأعلى للدفاع، والقائد الأعلى للقوات المسلحة. ولا يدرج بند التعيين على جدول أعمال مجلس الوزراء، إلا بعد حصول توافق على الاسم، ولم يسبق أن وقف وزراء ضد رغبة رئيس الجمهورية في هذا الخصوص.

 

الراعي يتصل بعون لتوضيح موقفه

الانباء/ذكرت مصادر سياسية لصحيفة “الأنباء” الكويتية، ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي تحفظ على بيان النواب المسيحيين الذين التقوا في بكركي، لم يكتف بالبيان الذي صدر عن مكتبه الاعلامي والذي يؤكد وقوفه على مسافة واحدة من الجميع، انما أجرى اتصالا هاتفيا بالعماد ميشال عون، موضحا موقفه هذا منعا للتأويل.

 

ماذا حصل بين سامي ونديم الجميّل؟

الأنباء/يعلن النائب سامي الجميّل عصر الأربعاء المقبل ترشّحه لرئاسة حزب الكتائب من بكفيا. بات وصول الجميّل الابن محسوماً الى رئاسة حزب الله والوطن والعائلة، في ختام المؤتمر العام المقرّر في 12 و13 و14 حزيران المقبل، والذي لن يشهد ترشّح الرئيس أمين الجميّل الى رئاسة الحزب، من دون أن يعتزل العمل السياسي بل سيضاف الى مهامه مسؤوليّة الإشراف على "بيت المستقبل". وفي معلومات لصحيفة "الأنباء" الكويتيّة أنّ موضوع انتخابات الحزب، كانت محور تداول خلال لقاء عُقد في منزل النائب نديم الجميّل ليل الثلاثاء - الاربعاء ضمّ فريق عمله الخاص، حيث كشف نديم أنّه عقد خمس جلسات مع ابن عمّه وصفها بجلسات المصالحة والمصارحة. وتمّ خلالها التوافق على استيعاب التباينات والخلافات التي كانت سائدة بينهما على خلفية ملفات تتصل ببعض القرارات التنظيميّة.

كما اتفقا على التنسيق في المرحلة المقبلة لما فيه مصلحة الحزب والوطن. ونفى نديم، وفق المعلومات، وجود صفقة مع سامي، لافتاً الى أنّه سيواصل معارضته لأيّ تجاوزات داخل الحزب، لكن من ضمن مؤسّساته. وهو سيعمل على ردم الهوة بين "الكتائب" و"القوات اللبنانية"، وأنّه توافق مع النائب سامي الجميّل على تشكيل لجنة مشتركة تعمل على تقريب وجهات النظر والتنسيق حيال الملفات الخلافيّة.

 

خلاف البابا السابق بنديكوس والعالم الاسلامي أوصل بشارة الراعي الى سد رئاسة الكنيسة المارونية بخديعة سورية إيرانية، فكانت المصيبة.)

عرف عن بابا بنديكوس معارضته الشديدة لدخول تركيا الاتحاد الأوربي الذي هو كان يعتبر المسيحية هي احد اهم ركائز تبلور الهوية الأوروبي مستقبليا. تركيا تعاني من مشاكل جمة يعيقها من دخول الاتحاد الاوروبي وليس فقط ديانتها ومعارضة البابا. هناك مشاكل حقوق الانسان وهناك مشاكل حقوق الأقليات ايظا. وهناك ايظا العرق حيث لا يجمعم شيء مع باقي الأعراق الأوربية والذي يشكل ايظا عائق امام دخولها. حتى أوكرانيا المسيحية تعاني من نفس المشاكل: اختلاف العرق (السلافي) ومذهبها الأورثوذكسي.

انفجر الخلاف ما بين البابا بنديكوس والعالم الاسلامي بعد محاضرته الشهيرة في جامعة ريغنسبورج بولاية بافاريا بجنوب ألمانيا حيث كان يُدرس قبل انتقاله الى الفاتيكان. المحاضرة كانت جزء من سلسلة محاضرات ما بين البابا بنديكوس والفيلسوف الألماني الكبير يورغن هابرمس. تتمحور المحاضرات عن ارتباط العقل والدين. ولكن الذي أشعل العالم الاسلام كان ذكر البابا لحديث دار ما بين احد قياصرة الدولة البيزنطية واحد رسل الدولة الفارسية. البابا ذكر حديث مأخوذ عن كتاب الخوري اللبناني تيودور الخوري حيث قيصر بيزنطية يتهم ارتباط العنف بالإسلام. أشعلت المحاضرة موجة غضب كبيرة في العالم الاسلامي بعد بضع ساعات من إلقائها رغم ان المحاضرة اخذت أسابيع من الفلاسفة المختصين في المادة لفهم مقصد البابا وهو الذي يعد من ١٠٠ إكبر الفلاسفة في العصر الحديث. انكسرت الجرة ما بين العالم الاسلامي والبابا بنديكوس وأتت زيارته للأردن سنة ٢٠٠٩ ودخوله احد المساجد لابسا حذاء لتزيد الطين بلة.

في كلمته الافتتاحية في السونودس الخاص لمسيحين شرق الاوسط في خريف ٢٠١٠، قال بمعناه انو الألها لا تقتل. والالها التي تقتل هم ألها مزورون. البابا كان يقصد القاعدة واخواتها الذين يقتلون باسم الدين.

بعد أسبوعين من الخطاب رد الألها المزورون بمجزرة في كنيسة النجاة في بغداد وبعدها بشهرين رد الألها المزورون بمجزرة بكنائس التوأم في الإسكندرية وبعدها بكم أسبوع اشتعلت الثورات العربية ومن القاهرة بالذات وانفتح الصراع على مصراعيه. بعد مجزرة الاسكندرية دخل البابا بناديكتوس في خلاف كبير بينه وبين الأزهر ومن ورآهم الاخوان المسلمين على خلفية طلب البابا قوة دولية لحماية مسحيين الشرق من الألها المزورون. هنا كانت الخديعة بإقناع الباب من قبل ايران وسوريا بما يسمى تحالف الأقليات في الشرق كدفاع الوحيد ضد الألها المزورة، بمساعدة رجال الدين المحليين العملاء لسوريا وإيران.

عرف عن بشارة الراعي في نهاية الثمانينات وأوائل التسعينيات ميوله العونية والذي جعل البطرك التاريخي الكبير صفير يفصله من بكركي الى جبيل. حاول النظام السوري كسر إرادة واستقلالية ووطنية البطرك صفير في كل شي بعد محاولة عون بكسر إرادة البطرك صفير التي وصلت حتى الى الازلال الجسدي ولم يغير رأيه. بعدها حاولت سوريا تضعيف البطرك صفير ومن داخل بكركي. فزرعت عملائها من المطارنة: سمير مظلوم والياس نصار الذي كان مقاتلا في صفوف حليف اسرائيل الكبير سابقا وحليف سوريا الكبير لاحقا الياس حبيقة. رفض البطرك صفير ان يزور سوريا ولو تحت ايا شعار بدون طائفته. "لن اذهب لوحدي دون طائفتي." حتى عند اللحظة التاريخية لزيارة البابا القديس يوحنا بولس التاني لسوريا سنة ٢٠٠٠رفض البطرك صفير استقباله هناك وهو بطرك انطاكية وسائر المشرق. رفض حتى تواجد في مكان نفسه في لبنان، ولو بالصدفة، مع سياسي من النظام السوري. وعندما ترأس جنازة رئيس الجمهورية السابق سليمان فرنجية، ترك المكان فورا عند دخول نائب رئيس الجمهورية السورية عبد الحليم خدام.

قيل الكثير عن غزو الولايات المتحدة للعراق وحتى امين عام الامم المتحدة آنذاك أعلن عن عدم شرعية الغزو. لكن احيانا نحن بحاجة الى مسافة كبيرة للحدث لقدرتنا على فهمه. حاولت الولايات المتحدة القيام به في العراق ما قامت فيه مع اليابان بعد الحرب العالمية الثانية. نجحت المحاولة ونجاحا كبيرا في اليابان، وفشلت المحاولة فشلا كبيرا في العراق. حاولة الولايات المتحدة ان تنظم الإقليم ولو بالحد الأدنى. الكل حاربوها من تحت الطاولة ومن فوق الطاولة حتى اكبر حلفائها في الشرق. لن ترسل ايا دولة خليجية سفيرا حتى الى العراق بوجود الولايات المتحدة، والحليفة تركيا رفضت حتى استعمال أراضيها وأجوائها للولايات المتحدة. دخلت الولايات المتحدة الى العراق من الكويت التي حررتها يوما من العراقي.

فقط ايران تعاملت مع الأمريكي في العراق على أساس تقاسم السلطة ولم يحصل اي احتكاك عسكري ما بين الإيراني/الشيعي العراقي والأمريكاني طولة مدة الاحتلال لسنة الانسحاب ٢٠٠٩. بعد الانسحاب الامريكي اعتبرت ايران نفسها منتصرة فأراده ملاء الفراغ لا بل إرادة تنظيم الإقليم كله بمساعدة حليفاها الكبير سوريا وحلفائها الصغار، حماس، الحوثيون وحزب اللة. فكان الانقلاب في: لبنان، اليمن وفلسطين. لكن اندلاع الثورة السورية واسلمتها أفشلت كل شي.

وصول بشارة الراعي الى سد رئاسة بكركي ما هو الا نتيجة هذا الانقلاب الإيراني السوري الذي فشل فشلا زريعا. وسلام على من يحب السلام

 

مساجد "المملكة" فـــي مرمـــى النيـران "الداعشيــة" مجددا

لقاءات دولية تمهد ارضيـة التسويات السلميـة فــي المنطقــة

عون يستبق مجلس الوزراء بمواقف تحدد التوجه ومامبرتي في بيروت

المركزية- المملكة العربية السعودية تحت مرمى النيران مجددا، والدور مرة اخرى على المساجد الشيعية التي كانت استهدفت يوم الجمعة الماضي في انفجار في مسجد الإمام في محافظة القطيف شرق البلاد خلال صلاة الجمعة. السيناريو نفسه تكرر اليوم حتى الجهة المتبنية، اذ اعلن "تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق- داعش" مسؤوليته عن هجوم انتحاري نفذه اليوم على مسجد العنود في الدمام شرقي السعودية، موقعا اربعة قتلى بينهم الانتحاري الذي فجر نفسه عند اشتباه قوات الأمن فيه قبل دخوله المسجد متنكرا في زي امرأة. لكن المفارقة تكمن في جغرافيا الاستهداف، ذلك ان الدمام حيث تواجد الغالبية السعودية الشيعية، تقع في وسط المنطقة الشرقية التي تحدها دولتان هما البحرين ذات الغالبية الشيعية والعراق- البصرة الشيعية الطابع بالمطلق.

واذا كان استهداف المساجد الشيعية في المملكة يندرج تحت عنوان تأجيج الفتنة واذكاء التوتر المذهبي، فان اجراءات الردع التي اتخذتها الجهات الامنية السعودية لضبط الوضع كفيلة بعدم السماح للارهاب بالتسلل الى المملكة وفق ما تقول مصادر سياسية لبنانية مطلعة على حيثيات الوضع السعودي، مشيرة الى ان هذا المشروع لن يكتب له النجاح، ولئن تمكن من التسلل عبر عمليات ستبقى محصورة في زمانها ومكانها.

ظريف الى الرياض؟ وليس بعيدا، تتجه الانظار الى اللقاء المرتقب في جنيف غدا بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والايراني محمد جواد ظريف، قبل شهر بالتمام والكمال على الموعد المضروب لتوقيع الاتفاق النووي نهاية حزيران المقبل، حيث توقعت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان يحاول كيري اقناع نظيره باعادة التواصل مع السعودية من خلال زيارة يقوم بها الى الرياض لتقديم التهنئة للقيادة الجديدة، بما يساهم في تبريد الاجواء وتحضير الارضية لمواكبة مشروع التسويات الجاري العمل على اعداده في كواليس دوائر القرار الدولي، في ضوء ما افرزته التطورات الميدانية في سوريا والعراق واليمن، وكشفت في السياق، عن اجتماعات سرية تعقد في عُمان بمشاركة ممثلين عن دول غربية واقليمية وعن جماعة الحوثي بحثا عن صيغة اتفاق لحل الازمة في البلاد، متوقعة في حال نجاحها في المرحلة الاولى تكثيفها وتحولها الى علنية.

الحكومة والتعيينات: في المقلب الداخلي، وبعد تخطي مجلس الوزراء أمس مطب الوضع في بلدة عرسال التي جال وفد من اهلها برفقة النائبين جمال الجراح وزياد القادري اليوم على كل من رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق شارحا الوضع ومؤكدا ان اهالي البلدة امانة في عنق الدولة، تخضع جلسة الحكومة الخاصة بعرسال والتعيينات الامنية الاثنين المقبل، لاختبار جديد لمدى قدرتها على الاستمرار في ضوء تلويح وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله بخطوات تصعيدية اذا لم تراع مطالب التيار القاضية بانجاز التعيينات سلة واحدة ، وأشارت مصادر وزارية الى ان "أي خطوة يقدم عليها وزيرا التيار او الحزب، قد تهز الحكومة لكنها لن توقعها، فالمؤسسة الدستورية حاجة للجميع وتحظى بغطاء أقليمي ودولي يمنع المس بأسسها بعدما باتت سائر المؤسسات في حكم المشلولة". واعتبرت ان ما افرزته المواقف حتى الساعة، علما ان الرئيس تمام سلام يستكمل اتصالاته في اتجاه ارساء حل يرضي الجميع، يظهر ان لا تعيين في مركز مدير عام قوى الامن الداخلي، وان الاتجاه يميل لمصلحة التمديد بقرار من الوزير، وهو ما يرفضه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، ويصر وفق المصادر على ان يتم التمديد عبر مجلس الوزراء وليس بقرار وزاري. واشارت الى ان بعض القوى السياسية يطرح معادلة ترتكز الى ان التعيين اذا كان متاحا للقادة الامنيين على قاعدة الاتفاق فلماذا لا يتم الاتفاق اذا على الملف الرئاسي. واوضحت ان موقف تيار المستقبل من الموضوع بات واضحا ومعلنا يتمثل في ان الاولوية لرئاسة الجمهورية ولا اشكالية ازاء اي اسم يطرح لقيادة الجيش، لكن المنصب يتسم بخصوصية سياسية الى جانب موقعه الامني.

مواقف عون: في الانتظار، يرصد المراقبون كلمتين للعماد عون السبت أمام وفد من كسروان والاحد أمام وفد من زحلة، ستحددان موقف "التيار" قبل الجلسة الوزراية. وفي السياق، وردا على سؤال حول ما اذا كان العماد عون سيخفف من نبرته في ملف التعيينات، انسجاما مع أجواء جلسة الامس، أشار الوزير السابق غابي ليون لـ"المركزية" الى ان "لا سقف لخطابات الجنرال بعد اليوم وهو قال ذلك بنفسه، حيث بلغنا مرحلة لا ضوابط او سقوف فيها لأن المسألة وجودية بالنسبة لنا". وتمنى ان "يتحلى الجميع بالوعي اللازم قبل جلسة الاثنين او قبل تاريخ 5 حزيران، ويتصرفوا على اساسه"، مضيفا "نريد انجاز التعيينات سلة واحدة قبل تاريخ 5 حزيران موعد نهاية ولاية المدير العام لقوى الامن الداخلي".

الحجيري: امنيا، ووسط تمسك حزب الله بموقفه من ملف عرسال، على رغم مداخلة وزير الداخلية والبلديات في جلسة الامس، حيث وضع النقاط الامنية على الحروف السياسية ومحاولات اقحام الجيش في المعركة، وفي وقت بقي انتشار الجيش الواسع في قلب عرسال في دائرة الضوء، قال رئيس بلديتها علي الحجيري لـ"المركزية"، ان الجيش موجود على الارض اليوم ويمكن ان يدخل أو يخرج الى المدينة ساعة يشاء ووفقا لما تقتضيه الحاجة، فأحد في البلدة لا يمانع ذلك، لا بل نحن نطالب بهذه الخطوة المباركة منذ سنوات"، مضيفا " فرحة العراسلة كانت لا توصف أمس، ودخول الجيش ترك ارتياحا كبيرا لدينا". واذ أشار الى ان "حزب الله لن يكتفي بهذه الخطوة اذ يريد حربا في عرسال، اعتبر ان "المؤسسة العسكرية واعية اليوم ولن تنجر الى مغامرات "حزب الله".

ابراهيم: على صعيد آخر، شدد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على ان "كل الكلام في موضوع العسكريين المخطوفين لا يعدو كونه تحسيناً للشروط"، مطمئنا الى ان "المفاوضات ما زالت تسير في شكل جيد"، ومشيرا الى ان "ليس هناك أفضل من المديرية العامة للأمن العام كمفاوض صادق في قضية العسكريين المخطوفين". وأضاف خلال تلبيته دعوة من ادارة جامعة سيدة اللويزة "أنا على ثقة بأن التفاوض مع "النصرة" سيصل إلى خواتيم جيدة قريبا أما التفاوض مع "داعش" فلا يزال قائماً"، موضحا ان "الكلام عن أن معتقلي سجن تدمر باتوا لدى داعش، عار من الصحة، حيث أجرينا اتصالاتنا وقيل لنا انهم نقلوا من السجن قبل دخول التنظيم اليه".

مامبرتي: من جهة ثانية، وفي اطار الاهتمام البابوي بمسيحيي الشرق الاوسط ولبنان، وصل الى بيروت بعد ظهر اليوم وزير خارجية الفاتيكان السابق المونسنيور دومينيك مامبرتي الذي يشغل منصب رئيس المحكمة العليا للامضاء الرسولي على رأس وفد فاتيكاني، حيث سيعقد اجتماعات منها الكنسي ومنها السياسي في ضوء ازمة الشغور في بعبدا، وتزامنا مع معلومات عن امكان ان يعمد قداسة البابا فرنسيس الى تسمية مبعوث خاص مقيم للمنطقة، يكون مقر اقامته في بيروت لمتابعة الوضع المسيحي عن كثب.

 

أخرجنا من المذبحة ولا تضحّي بثلاثة أرباعنا: لم يفتِ الأوانُ بَعد

محمد بركات/جنوبية/الجمعة، 29 مايو 2015  

لا شيء يستأهل دموع الأطفال، لا في الجنوب ولا في البقاع ولا في سورية الحبيبة. أجلس على شرفة في ضاحية بيروت الجنوبية وأكتب إليكَ، وأكاد أرى المعارك قاب قوسين أو أدنى من هذه الشرفة. تماما كما بات الجولاني على مشارف القرداحة.

 ربّما تخرج علينا بعد حين لتقول: “لو كنتُ أعلم”. لا بأس. جلّ من لا يخطىء. رغم أنّ غلطة الشاطر بألف. ونحن كنّا نعلم. حين قلنا لكَ: “لا تذهب إلى سورية”، لم نكن نريد الفوز عليكَ في الانتخابات النيابية، ولا البلدية، ولا أردنا الوزارات، ولا سلاحكَ، ولا أموالكَ، ولا نفوذكَ.

قلنا لكَ، نحن العشرات ممّن تهدر دمنا اليوم: “لا تذهب. دعِ السوريين في حالهم. ثاروا أو أرهبوا أو تدعشنوا أو تلبرلوا”. ولم نقل لكَ: “سلّم سلاحكَ إلى سمير جعجع أو إلى سعد الحريري”. لم نطلب منكَ الاستسلام. قلنا لكَ: “دعِ المقاماتِ وشأنها، فهي هناك منذ مئات السنين، وهدم الكعبة أهون على الله من دم امرىءٍ مسلمٍ”.

لكنّكَ سخرتَ منّا. سخرية العارف والواثق من الانتصار، على طريقة الأيديولوجيات والعقائد المؤمنة بحتمية الانتصار والسيطرة على العالم. نحن، قلّة قليلة في مذهبكَ، وكثرة كثيرة في لبنان، قلنا لكَ أن لا أحد يستطيع هزيمة الحقّ. وأنّ حجم لبنان، وحجم قوّتك العسكرية، وحتّى حجم المحور الذي به تستقوي، وبكَ يستقوي، لايسمح بليّ ذراع التاريخ.

لكنّك سخرت منّا. سخرية المستمع إلى “أغبياء وعميان وخَوَنَة”. على طريقة الأحزاب التي تعيش نشوة عددية ومالية وجغرافية، فتظنّ أنّ بها سيختم التاريخ دوراته وسيتغيّر. وغنّى لكَ المغنّون وطبّل لكَ من حولَكَ، وكتب لكَ من تدفع لهم الملايين، ولم ينصحكَ غيرنا.

لا أكذب عليكَ وأقول إنّنا كنّا خائفين على حزبكَ الذي نعارضه في السياسة، لكنّ محازبيكَ من أخوتنا وأولاد أعمامنا وخالاتنا وعمّاتنا، ومن جيراننا وأصدقائنا، وتداعيات مشاركتكَ في الحرب السورية سترتدّ علينا جميعاً. وقد ارتدّت، مليوني نازح تقريباً، وحروب على حدودنا وجرودنا، بدل أن تكون على أبواب دمشق بين النظام والمعارضة، وأزمات معيشية وسياسية وأمنية. وصلت التفجيرات والسيارات المفخّخة لتنتقم من الجميع. كثيرون ماتوا وهم ليسوا معكَ في السياسة. كان القرار لكَ وحدَكَ. وها نحن ندفع الثمن جميعنا.

كنّا نعلم، ليس لأنّنا أنبياء أو نتنبّأ بالمستقبل، بل لأنّنا قرأنا التاريخ والمنطق، وأنتَ رفضتَ، ولا زلتَ ترفض، وتقول لنا إنّنا نقبض من السفارات كي نثبط عزيمتك وعزيمة مقاتليك. لكنّ واللهِ، بكسر الهاء، وكما أقسمتَ بيمينك نقسم بأيماننا: لا نريد بكَ شرّا. ولأصدقكَ القول: لا نريدكَ أقوى مما كنتَ، علينا وعلى اللبنانيين. لكن واللهِ: نريد أن نستدركَ المقتلة التي دخلنا بها.

نعرف أنّ عدد القتلى والجرحى من المقاتلين اللبنانيين قارب الخمسة آلاف، وربّما أكثر، وقد يصل إلى 10 أو 20 ألفاً، كما وعدتَ وقلتَ، حين تحدّثتَ عن التضحية بـ”ثلاثة أرباعنا”. لكن يمكن استدراك الخطأ.

كلمة واحدة، وتعرف أنّها ستجد آذاناً لدى السوريين. تسوية ربّما، أو هدنة. تراجع عن المشاركة في الحرب السورية، ومرابضة على الجرود وعلى الأراضي اللبنانية، واعتذار من السوريين، وستجد كلّ اللبنانيين معكَ إذا اعتدى أحدٌ علينا.

أو هل تظنّ أنّنا سنفرح إذا دخل الدواعش إلى بيوتنا وهتكوا حرماتنا؟ بينكَ وبين نفسكَ، هل تصدّق أنّنا خَوَنَة؟ أكاد أجزم أنّك تعرف صدق نوايانا، ومتأكّد من صحّة مرامينا، أو بعضها، إن لم نقل كلّها. وما يغضبكَ أنّ من حولكّ، من مناصرين وحزبيين، وحتّى قياديين، بدأوا يهمسون بما نصرخ به.

أنت تعرف أنّه ليس المرشد الإيراني من يشخّص مصلحتنا. هذا ضدّ الشريعة حتّى. نحن أهل هذه البلاد نشخّص مصلحتنا، ومصلحة أولادنا وأطفالنا. وإن كان على المال فلا أحد يموت من الجوع. وأنتَ لم تستشر أحداً. المرشد شخّص مصلحة نظامه وبلاده وأرسل أبناءنا إلى سورية، على حساب مصلحة بلادكَ ومصلحتكَ ومصلحة حزبكَ.

كاتب هذه السطور مستعدّ للمشاركة العسكرية في حماية لبنان إذا صرتَ لبنانياً. في قطعات الجيش والقوى الأمنية، وحتّى في مقاومة شعبية. لكن ليس لصالح الأسد، بل للدفاع، فعلا، عن لبنان. ومثلي الآلاف. لن يستطيع أحد أن يتسلّل من خلافاتنا. فالأوطان لا تُحمى بأعداد العسكر بل بالسياسة والمنطق وقوّة الحقّ.

نحن نعلم. نفهم أنّك خائف من استثمارنا في هزيمتكَ. ولا أحد يفكّر بالاستثمار في الدم. صدّق. لكنّ المنطق يقول إنّه لا بدّ من الاستثمار في مستقبل سوريا. ربّما أنت غاضب من الرئيس نبيه برّي. لكنّه يفكّر في سوريا الجديدة، ولا يريد أن يكون الشيعة كلّهم على خلاف دموي معها ومع شعبها. وأنتَ وحدكَ لا تردّ على أحد.

لا شيء يستأهل دموع الأطفال، لا في الجنوب ولا في البقاع ولا في سورية الحبيبة. أجلس على شرفة في ضاحية بيروت الجنوبية وأكتب إليكَ، وأكاد أرى المعارك قاب قوسين أو أدنى من هذه الشرفة. تماما كما بات الجولاني على مشارف القرداحة.

في إمكانكَ أن تخرجنا من المذبحة الآتية. في إمكانكَ أن تحفظ ثلاثة أرباعنا. فلا تضحّي بنا جميعاً من أجل مصلحة المرشد.

 

ماذا بعد تهديد نصرالله لـ"شيعة السفارة"!

29/05/2015

موقع تيار المستقبل

ضاق صدره من أقلامهم وأصواتهم فخوّنهم.. وتخوين الامين العام لـ"حزب الله"حسن نصرالله  لمن أسماهم "شيعة السفارة" مفاده وقوع الحرم عليهم،وكلام نصرالله بالنسبة لمحازبيه ومؤيديه وكل من يؤمن بولاية الفقيه هو بمثابة فتوى دينية تحلل هدر دم ال"خونة وعملاء وأغبياء".. وفق ما وصف زعيم "حزب الله" كل من خالف مساره، نصرالله توجه لهؤلاء بالقول: "لن نسكت بعد اليوم ولن نداري أحداً.. فمن يتكلم معنا سنقول له أنت خائن أكان كبيراً او صغيراً، مش فرقانة معنا".

كلام نصرالله الهب صفحات الصحف المحلية والعربية كما اشعل مواقع التواصل الاجتماعي من قبل "شيعة السفارة" بالاضافة الى اعداد هائلة من اللبنانيين الذين تعاطفوا معهم ليؤكدوا رفضهم لسياسة حزب الله وتهديده لكل من يخالفه الرأي ،خصوصا وان هؤلاء لا يملكون أي إمكانات سوى مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية والصحف والشاشات التي يعبرون من خلالها عن رفضهم لسياسات "حزب الله" .

الموقع الرسمي لتيار المستقبل – almustaqbal.org استطلع آراء بعض "شيعة السفارة"، وفق وصف نصر الله. فبالنسبة للأستاذة الجامعية الدكتورة منى فياض، فإن كلام نصرالله يدل على أنه "يتلمس وجود تغيير في بيئته، وهو يتوجه اليهم بالدرجة الاولى لأن الشيعة المستقلين لم يكن "حزب الله" يعيرهم الانتباه، بل على العكس كان يستخدمهم كغطاء للقول: "أنظروا الى ديمقراطيتنا كيف نسمح بتعدد الآراء، وأن هناك من يكتب ضدنا بطريقة شرسة ونحن نتحملهم".

وتشير الى أنهم "كانوا يحافظون على هذا المكوّن إنطلاقا من الحفاظ على خط الرجعة، أما هجمة نصرالله الآن فهي دليل على مأزقه والتململ داخل بيئته، وفيها رسائل عدة: الرسالة الأولى القول لباقي المكونات الشيعية إن هؤلاء عملاء حذار أن تكونوا مثلهم، وهم أغبياء فلا تنصتوا إليهم. والرسالة الثانية: هي لتخويف الشيعة بأن لا يحذو حذو هؤلاء".

وتسأل فياض: "أين هم شيعة السفارة؟.. فالسفارة الاميركية غيّرت وجهتها وتخلت عن الشيعة اللبنانيين، وأصبحت تدعم شيعة إيران، والدليل على ذلك التغطية على "حزب الله" وحذفه عن لائحة الارهاب. كما أنها تعطي إيران التي هي الداعم الاساسي لـ"حزب الله" " carte blanche"، وحتى الرئيس الأميركي باراك أوباما مساهم معهم بشكل أساسي بالحفاظ على بشار الاسد، وهو قلق ماذا سيفعل إذا سقط الاسد فجأة ".

تصنيف "شيعة السفارة" بـ"الخونة والعملاء والاغبياء" أمر خطير جدا، بحسب فياض، وتقول: "حتى وإن لم يقصد نصر الله هدر دم هؤلاء، إلاّ أن حوله أشخاص "ضعاف القلوب والعقول" نخاف منهم. وأنا أخاف من الخاسر فهم في سوريا وفي كل الاماكن الأخرى المتواجدين فيها على انحدار وتراجع، فالجيش المقهور عادة ما ينتقم ويأخذ بالثأر، ما قد يُشكّل بلحظة ما خطرا على هؤلاء الشيعة".

وترى فياض أن "نصرالله لا يُهاجم الشيعة فقط إنما كل اللبنانيين، لأن هؤلاء لا يتصرفون كشيعة بل كـ"لبنانيين أولا"، بالتالي هو يهدد جميع من يشبه "هذا المكون الشيعي"، لذا يجب أن يكون الرد من جميع اللبنانيين".

"نصر الله يكشف نفسه بكلامه" هذا ما تعتبره فياض، وتُذكّر بأن "حزب الله لديه ملف أمام المحكمة الدولية، وما قاله أمينه العام هو إدانة أخلاقية. فماذا سيقول عند تعرّض أي شخص للأذى بعد تهديدهم بهذه الطريقة". وتجزم فياض بأن "هذا الخطاب مأزوم ولا يعرف "حزب الله" ماذا يريد وما هي أولوياته ويُغيّر رأيه من أسبوع لآخر، كما أنه يعيش ارباكا شديدا".

كما تكشف فياض عن تعرضها لمضايقات غير مباشرة من قبل "حزب الله" على مستوى مهنتها، كسرقة بريدها الالكتروني أو إرسال "VIRUS" لتخريبه، كما أنها تعرضت للإساءات وتهديدات ضمنية من طلاب الحزب ما دفعها الى التوقف عن التدريس لثلاث سنوات في الجامعة اللبنانية، كذلك تم طردها من قبل عميد في الجامعة ومنعها من حضور المؤتمرات المتعلقة بطبيعة عملها، هذه هي طبيعة التصرفات الميليشوية".

موفق حرب

بدوره، يقول الصحافي والمحلل السياسي موفق حرب "إذا كان وصف نصر الله لـ"شيعة السفارة" صحيحاً، واذا كان هذا التوصيف يطال كل شخص لا يتفق مع "حزب الله" في موضوع سوريا والوضع الداخلي في لبنان ويطالب برحيل النظام السوري فقريبا "شيعة السفارة" سيكونون اكبر تكتل في لبنان".

ويرى أن "أن الاتهام بالتخوين هو نوع من العنف السياسي"، مشددا على أن "الاهم هو أن لا يتحول هذا التعنيف السياسي بالكلام والمبالغة الى تهديد وايذاء جسدي لكل من لا يتفق معهم فكريا".

ويضيف إن "اكثر شيء يخاف منه اللبنانيون هو أن يكون ذلك الكلام مقدمة الى ايذاء جسدي لكل من يختلف مع "حزب الله" سياسيا ".

نديم قطيش

أما الصحافي نديم قطيش فيؤكد انه مع "اعتزازه" بالمكون الثقافي الشيعي في تكوينه، فهو "يرفض حصره بهوية طائفية مغلقة"، ويقول: "ليأخذ نصرالله والسفارة حصتيهما من الشيعة "ويحلوا". انا لبناني".

ولدى سؤاله عن تعرّضه لأي مضايقات من "حزب الله"، يشدد على ان "مجرّد وجود "حزب الله" أمر يثير المضايقة. ومجرد أننا نعيش معه في البلد نفسه، مع كل هذه الكم من التطرّف والإنغلاق والتخوين والعسكريتاريا والأيديولوجيا، فهو لأمر مزعج".

وفيما إذا كان تعرّض لتهديدات من قبل "حزب الله"، يشير الى أنه من الطبيعي أن يكون قد تعرض لمضايقات وهذا الأمر ليس سرا، إلا أنه رفض الدخول بما أسماه "بطولات"، مشددا على أن "البلد كله تعرّض ويتعرّض لتهديد".

قطيش يؤكد أن "المسألة ليست مسألة أفرادا او أشخاصا تعرّضو لتخوين أو مضايقات أو إتهامات باطلة من "حزب الله "، بل هي مسألة بلد برمّته يتعرّض للكثير بسبب وجود هذا الحزب، لأنه لا يشبه لبنان ولا علاقة له به، لا بتكوينه الثقافي أو السياسي، ولا بإنتمائه لهذا البلد الذي هو بالنسبة له مجرّد مسرح عمليات".

ويوضح أنه لا يعرف من يقصد "حزب الله" بتسمية "شيعة السفارة"، إلا أنه يسأل في المقابل "أوليس شيعة السفارة الإيرانية بشيعة سفارة؟، إذا هم شيعة السفارة لا نحن".

ويشدد قطيش على أن "لبنان الذي نعرف، لبنان العقد الإجتماعي والمؤسسات والدولة والدستور، هذا اللبنان معرض  للتصفية بسبب وجود "حزب الله"، لذلك فإن مسألة الأفراد هي تحصيل حاصل. فلا يشتتوا انتباهنا بشتم فلان أو اتهام علان، فكل لبنان مهدد بما فيهم حلفاء "حزب الله"، ويختم بالقول: "حسن نصرالله ومحمد الجولاني "تكفيريان" وهما شبيهان ووجهان لعملة واحدة".

علي الامين

من جهته، يعتبر الصحافي علي الامين أن إطلاق الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله وصف "شيعة السفارة" على قسم من الشيعة، يأتي في سياق الموقف التهويلي على كل من يُعبّر عن موقف مختلف عن موقفه وخياره في القتال في سوريا وهو عبّر في الخطاب الاول تحديدا، الذي سُرّب الى الاعلام من دون أن ينفى مضمونه عن "أن كل من يختلف معنا في وجهتنا بسوريا هو خائن وعميل، ولن نسكت له ولن نسمح بصدور هذه الاصوات الى العلن".

"يبدو أن نصرالله لم يعد قادرا على تحمّل آراء تُعبِّر عن نفسها من خلال وسائل الاعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي وما الى ذلك"، بحسب الامين.

ويقول الامين "كما يبدو أن نصرالله يريد من خلال هذا الموقف أن يوجّه رسالة للذين يتحفّزون للتعبير عن اعتراضهم داخل "البيئة الشيعية"، فعبارة (شيعة السفارة) لم ترد على لسان نصرالله من قبل رغم أن المصطلح قديم، وهذا يدل على أنه يلمس وجود مناخ إعتراضي ينمو في "البيئة الشيعية"، لذا هو يحاول من خلال هذا التهديد والحديث عن الحرب الوجودية أن يلجم أي محاولة إعتراض أو إختلاف في وجهات النظر".

يضيف: "حتى بالنسبة الى المواقف التي قد يكون الرئيس نبيه بري قد عبّر عنها بمسألة رفضه الإنخراط بالحرب في سوريا كحركة "أمل"، يمكن القول أن هذا الموقف لم يعد مقبولا بالنسبة لنصرالله أو على الأقل المطلوب ممن يرفض الحرب في سوريا أن يصمت، بمعنى أنه لا يجب أن يخرج أي صوت من "الطائفة الشيعية" ضد تلك الحرب، خصوصا أن نصرالله اختصر توصيفه على الشيعة، ولا يعنيه على سبيل المثال أن يكون هناك أصوات سنية أو درزية أو مسيحية معارضة".

هذا يؤكد أن بُعد المعركة التي يخوضها نصرالله في مواجهة مجموعات المعارضة السورية على اختلافها وتنوعها تستند بشكل أساسي الى عصب مذهبي، وهذا ما كنا دائما نشير إليه ونحذر منه، بمعنى أن ما ذهب إليه "حزب الله" في سوريا سيؤدي الى  كوارث على لبنان وعلى الطائفة الشيعية، هذا ما كتبناه منذ سنوات وكررناه مرارا وتكرارا، نحن من أطلق عليهم نصرالله  وصف "شيعة السفارة".

ويشير الامين الى خطورة نعت نصرالله لـ"شيعة السفارة" بـ"الخونة والعملاء والاغبياء"، فهذا يعني أن "هؤلاء قد يكونوا في مرمى الخطر أو الاستهداف ونتمنى أن يكون هذا الكلام "زلة لسان" منه".

ويوضح الامين أن "هذا الكلام يتعارض مع فكرة أساسية، فنصر الله يدعو اللبنانيين الى تبني فكرة أن التكفيريين وتنظيم "داعش" لا يقبلون بالرأي الآخر، وهم يريدون أن يقتلوا السنة قبل الشيعة، لذا يفترض بمن يريد أن يقاتل هذه المجموعات التكفيرية أن يكون على الاقل مختلفا معها في النهج. بمعنى أن الاصوات الاعتراضية التي تُعبِّر عن نفسها بشكل سلمي وضمن القوانين المرعية في لبنان لا يمكن أن نصفها بـ"الخونة والعملاء"، لأن هذا المنطق هو منطق "الداعشي" والتكفيري، ونحن نربأ بالسيد حسن نصر الله أن يكون في هذا الموقف.

مصطفى فحص

الكاتب الصحافي والناشط السياسي مصطفى فحص يرفض التسويق لمصطلح "شيعة السفارة لأنه كلام يراد به التخوين وهو باطل"، ويؤكد أننا "شيعة الثورة السورية"، جازما بأن الشيعة الذين يتهمهم نصرالله بانتمائهم الى السفارة هم من ضمن نسيج وطني كامل من المجتمع اللبناني الذي يؤمن بحماية الرأي والتعددية والديموقراطية.

ويوضح ان "حزب الله" لجأ الى مكان يصوّب من خلاله على هؤلاء الشيعة الأحرار مستخدما مصطلحا يعود لويكيليكس، "ولو عاد الى هذه الوثائق لعرف من أسمتهم ويكيليكس بشيعة السفارة".

فحص يشدد على أن "أحدا من هؤلاء الشيعة الذين تحدّث عنهم "حزب الله" لم يزر السفارة، أو له صورة مماثلة لصورة ميشال عون على المتحف آنذاك، أو أن أحدا من هؤلاء الشيعة لم يكن من مجموعة العملاء التي اكتشفت".

ويقول: "السفارة لا تهتم بي ولا بمن هم مثلي لأننا لا نقدم معلومات أو تقارير، وليسأل نصرالله من يقوم بذلك".

ويتابع: "حزب الله يعتمد أسلوب التحريض ضد من يعترضه من الشيعة، ليضعه بمواجهة مع مجتمعه وبيئته، وهو بذلك يعمل على قطع الأرحام من خلال ما يلصق بخصومه من اتهامات ثم يروّج لها انطلاقا من رفضه الإعتراف بخصومه".

ويسأل "هل أصبح هؤلاء الأحرار والمستقلّين يشكلون ضغطا على حزب الله ليهاجمهم بهذا الشكل؟ وهل هذا يبين حجم المأزق الذي يقع فيه الحزب"، ليختم بالقول: "لا أستبعد أن يتعرّض أحد هؤلاء الأحرار في المستقبل الى مكروه".

علي الحسيني

وفي السياق، يقول الصحافي علي الحسيني: "الوصف سخيف ولا يستأهل الرد، لكن بما ان هذا الوصف صدر عن شخصية تمثل ما تمثله، فلا بد من الوقوف عنده والتأمل بتبعيات الكلام. وهنا نسأل انفسنا كشيعة احرار غير تابعين لأي سفارة: هل هي مجرد زلة لسان ام انه تهديد مبطن؟ ونسأل نصرالله الا يعطي هذا الكلام دفعا لكل من يريد الاصطياد بالماء العكر لقتل احد هؤلاء الذين تحدث عنهم؟ وإذا كان تهديد نصرالله جديا، نكون قد دخلنا في مرحلة جديدة من الاغتيالات عنوانها التخلص من "شيعة السفارة" حسب وصف نصرالله".

ويكشف الحسيني انه تعرض، في وقت سابق، لحملة تخوين من قبل اعلام "حزب الله"، الذي وصفه يومها بـ"العميل الشيعي المرتد" بسبب مقالة بعنوان "ماذا يفعل "حزب الله في الليل"، فنّد فيها طريقة توزيع سلاح "حزب الله" على حلفائه لخربطة الوضع في لبنان وزعزعته.

ويختم بالقول: "للمرة الاولى يضطر فيها نصرالله الى استعمال مصطلح "شيعة السفارة" علما انه في السابق كان يمر على اسمائهم مرور الكرام ولم يكن يعيرهم اي اهتمام، وهذا ان دل على شيء فإنه يدل على حجم المأزق الذي وضع نصرالله نفسه فيه وحزبه وطائفته من جراء التدخل في المعارك السورية".

 

هذا ما قدمه شيعة السفارة إلى الشيعة وإلى الوطن

 عماد قميحة/جنوبية/الجمعة، 29 مايو 2015  

 ما قدّمه شيعة السفارة للشيعة والوطن ليس أكثر من النصح لحزب الله والحرص على سلامة أهل الضاحية الجنوبية والخوف على تزايد الموت بينهم. لم يقدّموا لا عملاء ولا سفراء. 

انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح “شيعة السفارة” الذي يطلقه حزب الله على معارضي سياسته والمتصدّين لقرار دخوله بالحرب السورية والقتال إلى جانب بشار الاسد، حيث كان لهؤلاء رؤية مختلفة تماما عن ما حاول الحزب أن يسوقه لهم من أعذار قدّمها للجمهور اللبناني بشكل عام والشيعي منه بشكل خاص من أجل تبرير هذا التحول الكبير ليس فقط في الدور المناط ببندقية المقاومة وإنما تحول الوجدان الشيعي التاريخي القائم اساسا على الرفض لكل مظاهر الانظمة المستبدة والوقوف الى جانب المضطهدين والمظلومين في محاربتهم لجلاديهم وليس العكس، فهذه الثابة الشيعية التاريخية التي نسفها الحزب بسوريا لم ترق لهؤلاء الثلة من الشيعة ولم ينجروا مع البروبوغاندا الحزبية القائمة حتى اللحظة.

“شيعة السفارة” استطاعوا بالرغم من امكانياتهم شبه المعدومة واعدادهم القليلة أن يقولوا كلمتهم وأن يدافعوا عن قناعتهم وأن يحملوا أوجاعهم على اكفهم

صحيح أن أؤلئك القلة من الشيعة اللبنانيين قد لمع نجمهم وبأن دورهم هذه الأيام بعد أن هاجمهم (مشكورًا) الامين العام فصاروا محل متابعة ومحط انظار وسائل الاعلام والكتاب وحتى الناقمين من الجمهور الذي لا يكاد يخلوا يوما لا يتعرضون فيه لهم على صفحات التواصل او بوسائلهم الاعلامية او حتى بشكل مباشر.

والجدير ذكره في هذا السياق ان هذه الاصوات الشيعية لم تولد الآن ولم تكن نتاج قرار او ترجمة لرغبات اخرين كما يحاول اعلام الحزب ان يصور، ولا هم اناس اُسقطوا على اهلهم ومجتمعهم من الخارج او انهم يحملون في قلوبهم غل او ضغينة على ناسهم وحتى على حزب الله المختلفين معه، بل هي اصوات خرجت من بين احبائهم واقاربهم وجيرانهم، فكانت ولا زالت ومن اللحظات الاولى تحاول ان تلعب دور الناصح الامين للحزب اولا، ولأهلهم الشيعة ثانيا.

يسجّل لـ”شيعة السفارة” ابعاد شبح المذهبية عن حالة الصراع القائم الذي حاول طرفي الاقتتال رفع رايتها والتجييش تحتها

ولطالما اعتبروا أنفسهم بمحل الحريص والمدافع عن وطنهم في مقابل خيارات قالوا منذ البدايات أنها لن تجلب لنا ولوطننا إلا المآسي والويلات وبأنها (الخيارات) ستصل بنا إلى ما نحن عليه اليوم من حرائق مذهبية لن تبقي ولن تذر، وقد ظهرت للأسف صحة رؤيتهم.

وفي هذا السياق فإنه يسجل لهؤلاء بأن كل ما تحملوه من اثقال ومضايقات وحملات تجني بسبب هذا التمايز وبسبب صحة ما كانوا يحذّرون منه فقد اثمرت جهودهم ولو بالحد الأدنى من ثمرات لا يجب التغاضي عنها وفي مقدمة هذه الحصائد الايجابية هو ابعاد شبح المذهبية عن حالة الصراع القائم الان والذي حاول طرفي الاقتتال رفع رايتها والتجييش تحتها فلم يعد باستطاعة احد الان القول ان الشيعة بقدهم وقديدهم هم مطورتون بما يقوم به بعضهم، بالخصوص إذا ما اضفنا إليهم شريحة واسعة جدا من الشيعة هم بعيدين كل البعد عن ما يحاول الحزب أخذهم اليه، الا انهم كانوا ولا يزال معظمهم لا يتجرؤون على الإفصاح بما في مكنوناتهم لاسباب ليست هي الآن موضع البحث.

في الختام فإن “شيعة السفارة” كما يُطلق عليهم اليوم قد استطاعوا بالرغم من امكانياتهم شبه المعدومة واعدادهم القليلة، قد استطاعوا ” بلحمهم الحي” أن يقولوا كلمتهم وأن يدافعوا عن قناعتهم وأن يحملوا أوجاعهم على اكفهم، ليثبتوا للعالم اجمع بان في الشيعة ايضا هناك رأي اخر، وهناك توجهات مختلفة يمكن ان تتلاقى على مساحات مشتركة ان مع الشعب السوري المنتفض (وهذا يمكن ان يشكل ضمانة للمرحلة القادمة)، او في الداخل اللبناني وهذا ما تفتقده مشهدية الوحدة الوطنية من اجل اكتمال الصورة – ومن هنا تلمسنا هذا التضامن الواسع من مختلف الشرائح اللبنانية معهم.

وأن هذين الامرين هما اكثر ما تحتاجهما الطائفية الشيعية في القادم من الأيام وهما ما يحتاجه لبنان والمنطقة من اجل الخروج من دوامة الموت الاسود وهذا ما يجب ان يعلمه الجمهور الشيعي قبل غيره.

 

تخوفا" من أن يكون اغتياله وقودا" لقيام دولة درزية .. جنبلاط اّثر الابتعاد ولعب دور الاطفائي من جديد

المحامي سهيل خداج/صوت الجبل

 لم يعد سرا على احد ان ما يحدث في منطقتنا العربية هذه الايام من احداث و حروب ما هي الا سايكس بيكو بلون جديد وان الاحداث الدائرة ولدت كيانات و رسمت حدودا جديدة ، ازالت الحدود التي وضعت سابقا ، وما هو المشروع الا مشروع هنري كسنجر القديم بنكهة جديدة ونسخة محدثة ، فاحداث 11 سبتمبر كانت ساعة الصفر لبدء التنفيذ ، فبعد افغانستان كان يجب اسقاط صدام حسين ولو عسكريا واحتلال العراق تحت حجة اسلحة الدمار الشامل  باعتباره الاضعف نتيجة العقوبات الدولية و الرئيسي الاقوى باعتباره حجر الدومينو الاول في الانظمة العربية المتشددة في الحكم تجاه شعبها .

بعد العراق ، كان لا بد من تغذية الصراع المذهبي الطائفي باعتباره وقود التقسيم والعامل الاساسي بعد ان اعتاد الشعب العربي على الخمول نتيجة القوة و القمع من انظمته الموالية للغرب ، فالدين افيون الشعوب و الفتنة المذهبية كفيلة بالوصول الى ما يبتغى ، فكان اغتيال الرئيس الحريري ولو باخراج سوري لتعزيز هذا الانقسام باعتباره الرجل السني الاول والاقوى والاكثر تأثيرا على الساحة العربية وابن المملكة المدلل .

بعد الاغتيال ، تعزز الانقسام العمودي في لبنان واخرج السوري و اتهم الجهاز الامني اللبناني السوري بالتعاون مع حزب الله بتنفيذ مخططات دمشق الاجرامية ، هنا برز دور النائب جنبلاط  كرأس حربة وعنصر اساسي في قوى 14 اذار بوجه الهيمنة و التسلط والاجرام السوري و الجماعات الحليفة له في لبنان و على راسها حزب الله .

مرة جديدة وقع جنبلاط في فخ المخططات الامريكية لتنفيذ هذا المشروع ، فبعد لقائه الشهير مع الرئيس الامريكي جورج بوش ، وعده الاخير بان الدبابات الامريكية ستدخل سوريا وتخلع رئيسها وعبارته الشهيرة I will crash his balls ، فكانت الخطابات الرنانة حيث قطع فيها النائب جنبلاط شعرة معاوية مع النظام السوري واستمرت اللهجة التصاعدية تجاه سوريا ومن جنبها حزب الله الى ان كانت السقطة الكبيرة في 7 ايار ، فحكومة  وليد جنبلاط  كما اسماها السيد حسن نصرالله انذاك اتخذت قرارات باستعادة هيبة الدولة وقطع شبكة اتصالات حزب الله و اقالة رئيس جهاز امن المطار العميد شقير ، فوقع البلد في المحظور ، فانفجر الصراع السني الشيعي بين تيار المستقبل و حلفاؤه ، وميليشيا حزب الله وحلفاؤه من جهة اخرى .

علم جنبلاط انه وقع في الفخ الامريكي بعد تصريح كوندوليزا رايس بان ما يحدث في لبنان اثناء احداث 7 و 11 ايار "شأن داخلي لبناني بحت ولا يستوجب اي تدخل عسكري " ، والوعود الامريكية و الفرنسية بارسال الاساطيل و القطع البحرية كانت مجرد اوهام .

تأكد جنبلاط من خيانة الغرب له ، فاهدى صديقه السفير الامريكي كتاب  يتحدث عن غدر الولايات المتحدة بحلفائها وقرر اعادة التموضع وتخليه عن ان يكون راس حربة في المنطقة والعمل مع الرئيس بري على اخماد و تهدئة الحرائق ولعب دور الاطفأجي الى ان كانت شهادته الشهر الفائت  امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ، عندها قرر جنبلاط الابتعاد عن الواجهة و تسليم نجله تيمور الزعامة الجنبلاطية في الجبل .

لكن هذا الابتعاد لم يكن لافساح المجال امام نجله تيمور فقط ، لكن لدواعي امنية وبناء لمعلومات زودته بها المخابرات الغربية الصديقة له بانه مستهدف اكثر من اي وقت مضى ، فالنظام السوري وحلفاؤه لن يوفروا جهدا ولا فرصة لاستهدافه ، وقوى اخرى تعمل على تعزيز التقسيم الذي اصبح امرا واقعا وكيانات جاهزة لاعلان استقلالها لاسيما الدولة الدرزية التي عارض قيامها من قبل الزعيم الدرزي كمال جنبلاط وعارضها من بعده النائب وليد جنبلاط والذي لا يترك فرصة والا ويحذر منها ويعبر عن مخاوفه من سايكس بيكو جديد وضعه في دائرة الاستهداف لتسريع تنفيذ هذا المشروع كما حصل مع والده الزعيم كمال جنبلاط حيث لصقت التهمة بالمسيحيين وما استتبعها من حرب في الجبل .

ادرك جنبلاط انه مستهدف ولم يعد له و لصديقه الرئيس بري اي دور خصوصا في التهدئة كون المرحلة المقبلة لا تحتاج مصلحين

ايقن جنبلاط ان باستهدافه تزال العقبة الرئيسية الرافضة للتقسيم و لقيام كانتون درزي مستقل فابتعد و سلم  نجله تيمور كي لا يكون وقود هذا الكيان الرافض له اساسا .

ايقن جنبلاط حقيقة المخاطر ، اثر الابتعاد  وقرر لعب دور الاطفائي من جديد

 

السويسري جوزيف بلاتر رئيسا لل"فيفا" لولاية خامسة بعد انسحاب الامير الاردني علي بن الحسين

الجمعة 29 أيار 2015 /وطنية - فاز السويسري جوزيف بلاتر برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لولاية خامسة على التوالي، بعد انسحاب منافسه الوحيد الامير الاردني علي بن الحسين قبل الجولة الثانية من تصويت الجمعية العمومية اليوم في زيوريخ. ولم يحصل اي من المرشحين للرئاسة على ثلثي اصوات الجمعية العمومية في الجولة الاولى من التصويت. ونال بلاتر (79 عاما) 133 صوتا في الجولة الاولى مقابل 73 صوتا للامير علي (39 عاما). واحتسب 206 اصوات صالحة من اصل 209 في الجمعية العمومية. وكان كل مرشح يحتاج الى ثلثي الاصوات للفوز بالانتخابات من الجولة الاولى، والا تحسم النتيجة في الجولة الثانية التي تتطلب الاغلبية المطلقة، اي نصف عدد الاصوات زائد واحدا، لكن الامير علي اتخذ قراره بالانسحاب قبل الجولة الثانية.

 

ملف التعينات: نقاش في شأن شامل روكز أو التمديد؟

خالد موسى/موقع 14 آذار/30 أيار/15

نجح مجلس الوزراء أمس الأول في تجاوز قطوع ملف التعيينات والوضع في عرسال، بعد طلب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ترحيل الملفات الى جلسة نهار الأثنين المقبل، بعد سلسلة من الإتصالات عشية الجلسة برعاية رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، على قاعدة أن لا مصلحة لأي فريق في انفجار الوضع الحكومي، وأيضاً على أساس ان هناك مشكلة في منطقة عرسال، تتعدى أبعادها حدود لبنان.

ولا يزال موضوع التعيينات العسكرية، الملف الأكثر تداولاً في الأروقة السياسية، وهو الملف الابرز الذي يطغى على مشاورات المسؤولين ولقاءاتهم وعلى الحوارات المعقدة بين الأقطاب في الداخل. وتبقى العثرة الوحيدة أمام إنجاز هذا الإستحقاق، هو عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية كونه رئيس المجلس الأعلى للدفاع والقائد الأول للقوى المسلحة اللبنانية. كما يتعثر إنجاز هذا الإستحقاق، في ظل إصرار رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على ترشيح الجنرال شامل روكز لقيادة الجيش، بدعم واضح من حليفه "حزب الله"، في الوقت الذي يعطلان فيه رئاسة جديدة. وتركزت أمس الوسائل الاعلامية على مناقشات حول امكانية تعيين روكز وأن ذلك جاء برضى جنبلاط. فما هي السيناريوات المطروحة لحل هذا الملف، وما هو موقف الحزب "التقدمي الإشتراكي" و"تيار المستقبل" من الملف؟!.

ترو: الحفاظ على المؤسسات

يعتبر عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب والوزير السابق علاء الدين ترو، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن "هناك مشاورات تجري بين جميع الكتل النيابية من أجل التوصل الى حل لهذا الملف"، داعياً الى "الحفاظ على المؤسسات الأمنية والعسكرية وعدم زجها في آتون الصراعات والتجاذبات السياسية والإعلامية، وحمايتها وصونها بصرف النظر من يكون مسؤول هذه المؤسسات أو من يدير هذه المؤسسات، وحل هذا الأمر يكون بالتشاور والحوار بين جميع القوى السياسية بعيداً عن التجاذبات الإعلامية".

القرار بيد الحكومة مجتمعة

وأوضح أن "هناك نقاشاً يجري بين مختلف الكتل النيابية لأنه موضوع حساس ومطروح على الساحة بقوة"، متمنياً أن "لا يحصل تجاذبات حول هذا الموضوع، ويترك القرار للحكومة اللبنانية بمعالجته حسب الآلية المناسبة، سواء تمديد أو تعيناً، والمهم أن يكون هناك توافق حول حماية الجيش الذي يؤمن الحماية للبلد وقوى الأمن الداخلي الذي يقوم بدور كبير في حماية أمن المواطنين والسهر على سلامتهم".

الحجار: نحن مع التداول لابعاد الفراغ

بدوره، يعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار، في حديث خاص لموقعنا، أن "تيار المستقبل منذ البداية هو مع التداول، في المواقع التنفيذية، وفي موضوع قوى الأمن الداخلي نحن مع التداول في هذا الموقع بمعنى أن يصار الى اتباع الآلية القانونية لملء هذا الموقع"، مشيراً الى أن "جميع الأقطاب السياسية في البلد اليوم أمام مشكلة كبيرة وهي غياب رئيس جديد للجمهورية، وهذا الغياب حول صلاحيات الرئيس الى مجلس الوزراء مجتمعاً".

خطورة انسحاب الفراغ

وأوضح أن "الآلية المتفق عليها ضمن مجلس الوزراء في مواقع الفئة الأولى يلزم ثلثي أعضاء المجلس للتصويت، هذا قانوناً ودستوراً، يضاف عليه ما تم التوافق عليه في المجلس في ظل غياب رئيس أن التعيين يجب أن يكون عليه إجماع أو شبه إجماع، خصوصاً في المواقع القيادية كما قيادة الجيش وتعيين مدراء عاميين جدد للأجهزة الأمنية"، لافتاً الى انه "بسبب دقة المرحلة التي نمر بها وبسبب دقة الموقع الذي نتحدث عنه، وفي ظل هذه الحرب التي تشنها الدولة بأجهزتها على الإرهاب والإرهابيين، وبسبب دقة الأحوال الأمنية، فإننا لا نريد بأي شكل من الأشكال أن تنتج هذه الآلية عند اللجوء إليها فراغاً في هذه المواقع".

التمديد أو التكليف

وأشار الى أن "ما أتوقعه هو أن الوزير المعني أي وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق سيلجأ الى تطبيق حرفية القانون في هذا الصدد، وفي حال لم يتم الموافقة في مجلس الوزراء على التعيين عندها لا بد من اللجوء الى خيار آخر وهو التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي الحالي اللواء إبراهيم بصبوص أو تكليف ضابط آخر مكانه"، داعياً الجنرال عون المعارض للتمديد الى "الإحتكام الى الدستور والقانون من جهة، ومن جهة أخرى أن يمنع إستمرار حالة الشلل التي تصيب البلد بسبب غياب رئيس الجمهورية وتعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خصوصاً وأنه من معطلي انتخاب الرئيس مع حليفه حزب الله، وبالتالي إن كان فعلاً يريد الحل الجذري فلينزل معنا نهار الإربعاء المقبل الى المجلس النيابي ولننتخب رئيس جديد للجمهورية وبالتالي كل هذه الأمور لن تعود مطروحة".

 

كرامة المجلس

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/29 أيار/15

أمضى الأستاذ نبيه بري ثلاثة وعشرين عاماً في رئاسة مجلس النواب اللبناني مدعوماً بثقة غالبية نيابية (90 صوتاً في دورتي ما بعد الوصاية السورية أي في انتخابات العامين 2005 و2009)، فيما جاء إلى الرئاسة في العام الـ2000 بـ 124 صوتاً وذلك في عهد المغفور له غازي كنعان، وحصل على 122 صوتاً في العام 1996، وعلى 105 أصوات في انتخابات 1992بعدما "قطع" النظام السوري ورقة الرئيس حسين الحسيني.

وطوال مُدد ولاياته سُجّل لظريف المجالس حرصه الدائم على إبقاء التواصل مع كل  الأفرقاء. ويسجّل له في كل آن مواقف ميثاقية مشرّفة. ويسجّل له تفوّقه في حفظ الأمثال الشعبية وإطلاقها. ويسجّل له براعة  في تمرير المراحل وتدوير الزوايا.

ويُسجل له بدعة تخصيص الرئاسة الثانية بقصر أسوة بالرئاستين الأولى والثالثة في سابقة ما عرفها أي نظام برلماني. ويُسجّل له أنه خاض الإنتخابات وفق أربعة قوانين إنتخابية في خمس دورات، ويسجّل له أنه لم يرد طلب بشار الأسد بالتمديد للعماد إميل لحود ولا اعترض على مشيئة أبيه بما خص التمديد لأبي جورج. ويسجّل للرئيس بري أنه لم يقل مرة واحدة في 23 عاماً "لا للتدخل السوري السافر في شؤون لبنان" ويُسجل له أن حركة المحرومين في عهده أصبحت حركة متنفّذين وأثرياء جدد.

ويسجّل للرئيس بري أنه أقفل المجلس في وجه حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وخرج من "تلامذته" النجباء مَن يصفها بالبتراء.

ويُسجل لدولة الرئيس نبيه بري أنه حال دون وصول مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي إلى البرلمان لمناقشته وإقراره، وهو ما يسهم في عدم كشف هوية المحرّضين والمنفّذين.

ويسجّل للرئيس بري سكوته على التهديدات التي تعرّض لها الزملاء النواب والرئيس  النائب رفيق الحريري بشكل خاص، وكأن الأمر لا يعنيه.

ويُسجل للرئيس بري أنه لم يوفد نائباً من قبله لتفقد عشرات النواب المهددين بالقتل والمحتمين في فندقين متجاورين، فيما كان نوابه يتحركون بحرية ويلبون دعوات السفارات ويبتسمون خلف قوالب الحلوى.

ويُسجل للرئيس بري رعايته تعطيل مفاعيل باريس 3 في كانون الثاني 2007.

ويُسجل للرئيس بري ومجلسه الكريم العجز التام عن مناقشة وإقرار أي موازنة في عشرة أعوام.

ويُسجل للرئيس بري عجز مجالسه المتعاقبة عن إقرار قانون انتخاب عصري وعجزه عن الإيفاء بالتزاماته ونجاحه في تمرير تمديدين.

ويسجل للرئيس بري حرصه على رفاهية النواب وصحتهم وعدم المس بامتيازاتهم.

ويسجل لرئيس البرلمان مشاركة حركته في أنشطة ميليشيوية في أيار الـ 2008 وتقاعسها في الحرب ضد التكفيريين إلى جانب الأخوة في حزب الله.

ويُسجّل للرئيس بري دعواته المتكررة لانتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للعماد إميل لحود ودور كتلته الرئيسي في تعطيل النصاب وبالتالي قطع الطريق على وصول رئيس جمهورية من صلب 14 آذار.

ويسجّل للرئيس بري عدم ممارسته أي ضغط على جلسائه في ديوانية الأربعاء لحثهم على  النزول إلى المجلس وممارسة دورهم الطبيعي في انتخاب رئيس للجمهورية.

وآخر ما سُجل ونقل عن لسان بديع زمان الوصل في الأندلس هذا القول البديع "ان للمجلس كرامة لا يجوز التفريط بها". إنها أعز ما نملك. في 23 سنة من حكم "الإستيذ" لا يزال مجلس النواب طاهراً ومحافظاً على عذريته وكرامته.

 

تداعيات في اتجاهين لحملة تعيين روكز حكومة تصريف أعمال قد تُرغم على التمديد

روزانا بومنصف/النهار/30 أيار 2015

تواجه المعضلة المتمثلة بالتصعيد العوني حول التعيينات الامنية والمقصود بها تعيين العميد شامل روكز صهر العماد ميشال عون قائدا للجيش مكان العماد جان قهوجي معطوفة على التصعيد في موضوع عرسال محاولة اخضاع الحكومة أو الافرقاء الآخرين المشاركين فيها للاجندة الخاصة بالافرقاء الدافعين في هذا الاتجاه تحت وطأة التهديد بفتح البلد على احتمالات خطرة. ومع ان تفجير الحكومة أو تحويلها الى حكومة تصريف اعمال لن يكون في مصلحة فريق 8 آذار الضاغط على هذا الصعيد انطلاقا من معادلة بسيطة هي ان حكومة تصريف الاعمال ستضطر الى التمديد قسرا ومجددا للعماد قهوجي كما حصل مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي لم تملك سوى خيار التمديد بعدما اصبحت حكومة تصريف اعمال، فان الضغط يرمي الى محاولة العماد عون تحقيق مطلبه والا ابقى البلد تحت وطأة التوتير المتواصل ان لم يكن اكثر. وواقع الامر ان هذا الاسلوب يترك تداعيات في اتجاهين: احدهما يرى اصحابه ان هناك تسليما علنيا وواقعيا باهلية العميد روكز لقيادة الجيش. وهذا الاقرار حصل على السنة قوى 14 آذار في غالبيتها على عكس ما هي الحال بالنسبة الى حلفاء الجنرال. الامر الذي لا يراه بعض السياسيين مانعا دون الذهاب الى تعيين روكز في قيادة الجيش انطلاقا من اهليته غير الخاضعة للنقاش وبناء على ان هذا الامر ينزع فتيل توتير اضافيا في الوضع. اما اذا لم يكن هناك توافق ضمني على روكز فليذهب مجلس الوزراء الى تعيين قائد جديد للجيش ما دام الجنرال يدفع الى تعيينات امنية في حين يمكن طرح اسماء اخرى. وبحسب اصحاب هذا الرأي فانه ليس ثمة مقايضة محتملة مع عون في شأن تعيين روكز أي ان يسلم بعدم انتخاب عون رئيسا أو الموافقة على ذلك لقاء تعيين روكز انطلاقا من ان كل المعطيات تستبعد اصلا أي فرصة لعون في الوصول الى سدة الرئاسة الاولى ولم تتبدل طبيعة هذه المعطيات. فكما ان فريق 8 آذار يدفع للاسباب الظاهرية اما بانتخاب عون أو الفراغ فان الافرقاء الآخرين في لبنان جاهروا أيضاً بتفضيلهم الفراغ على وصول عون. وتاليا لا جدوى من مقايضة غير صحيحة في المضمون كما في الشكل. ومن هذه الزاوية لا يرى اصحاب هذا الرأي مانعا في الذهاب الى تعيين قائد جديد للجيش من دون ان يخفي هؤلاء بان تجربة روكز في حال نجاحها في غضون السنتين المقبلتين، فانها قد تحمله الى سدة الرئاسة الاولى في حال بقي الموقع الرئاسي الاول شاغرا وفق ما يبدو أو يتخوف كثر من ذلك.

في مقابل هذا الرأي يسود رأي آخر يتمحور حوله افرقاء مسيحيون في شكل اساسي ولو ان العماد عون لا يقيم لهم وزنا كما يقيم وزنا لموافقة الرئيس سعد الحريري في موضوع قيادة الجيش كما في موضوع رئاسة الجمهورية علما ان المعطيات تفيد بان توافقه مع الحريري في العشاء الذي اقامه له الاخير في مناسبة عيد ميلاده استفز جهات اعترضت على تجاهل رأيها في حين ان لموافقتها اهمية في مجلس الوزراء. فاذا كان لا اعتراض اطلاقا على العميد روكز كشخص فان ثمة اعتراضات على واقع انه وفي ضوء الجهوية الحزبية التي طبع بها عون المطالبة بتعيينه فانه سيتم تسجيل سابقة ان يعين قائد للجيش ينتمي الى فريق سياسي، الامر الذي يمكن ان يؤثر على الجيش في محطات واستحقاقات خطيرة بحسب اصحاب هذا الرأي. اضف الى ذلك فان جهوية قائد الجيش قد تنعكس بحسب اصحاب هذا الرأي على المساعدات للجيش أو على الثقة به خصوصا ان المعركة التي تدار حول المنصب والتي تشبه معركة رئاسة الجمهورية تنذر بتسليط الضوء على جوانب لا يجدر بان ترد في تعيينات مماثلة علما ان الجيش وقيادته هما موقع رهانات كبيرة جدا في هذه المرحلة خصوصا من الخارج باعتبار ان الجيش بما يمثل هو نقطة تلاق كبيرة لمصالح اقليمية ودولية تتصل باستقرار لبنان. والمعركة الداخلية التي تجري على هذا الاساس لا تساعد في المبالغة التي تدفع الامور اليها هذا الاطار. ولا تقل اهمية الاسباب التي يوردها بعض السياسيين من بينها الالتفاف مسبقا على صلاحيات الرئيس العتيد للجمهورية من خلال تعيين قائد للجيش يفترض ان يكون للرئيس رأي اساسي في اختياره مع استغراب دفع التيار الوطني الحكومة للقيام بهذا التجاوز للصلاحيات الرئاسية فيما يشترط على مجلس النواب أيضاً وضع الاتفاق على قانون للانتخاب على جدول اعمال أي جلسة تشريعية محتملة ما يساهم في تقويض الصلاحيات الرئاسية أو اضعافها. ومن بينها أيضاً الاصرار على تقويض دور القائد الحالي للجيش بالاصرار على تعيين بديل منه قبل انتهاء ولايته الممددة في الخريف المقبل والاصرار على اعتباره غير شرعي كذلك من دون ايلاء أي اهتمام لمترتبات هذه المواقف على الجيش. وهناك اسباب اقل اهمية لكنها تجد طريقها الى المنطق المتداول ومن بينها في شكل اساسي عدم الرغبة في تلبية الرغبات والطموحات عبر الخضوع للضغوط باعتبار ان هذا الاسلوب بات هو القاعدة مع التعطيل المتواصل لتأليف الحكومات من اجل توزير اشخاص معينين وتعطيل مجلس النواب من اجل الوصول الى رئاسة الجمهورية ومن ثم تعطيل الحكومة من اجل تعيين قائد جديد للجيش.

 

فتيل عرسال نُزِع وبقيت التعيينات المخارج المطروحة قابلة للنقاش

خليل فليحان/النهار/30 أيار 2015

سيشهد الاثنين المقبل اتصالات متعلقة بالاستحقاق الرئاسي بعد وصول المسؤول الفاتيكاني الكاردينال دومينيك مومبرتي الى لبنان أمس من دون ان يحجب ذلك الموضوع الساخن المؤجل منذ ثلاثة اسابيع، وهو تعزيز وجود الجيش في عرسال لتوقيف مسلحي التنظيمات الارهابية وفق ما طالب به وزراء "حزب الله" يؤازرهم وزراء "التيار الوطني الحر" اضافة الى ملف تعيين القادة الامنيين. والمطالبة بدخول الجيش عرسال اقتضتها الانتشار الذي نفذه اللواء الثامن بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء الخميس الماضي، اضافة الى المداخلة التي وضعت النقاط على الحروف لوزير الداخلية نهاد المشنوق، مدعومة من وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، وقد دافع كلاهما عما يقوم به الجيش المنتشر من رأس بعلبك الى عرسال وهو يصد أي محاولة تسلل للمسلحين الارهابيين.

وأفاد مصدر ديبلوماسي "النهار" ان الكاردينال مومبرتي مطلع بالتفصيل على الوضع السياسي في لبنان من جميع جوانبه منذ كان وزيرا للخارجية، وسينقل رغبة الكرسي الرسولي الى المرشحين ميشال عون وسمير جعجع في انهاء التنافس بينهما على كرسي الرئاسة بعد مرور 371 يوما على الشغور، لأن استمرار هذه المنافسة سيضعف موقع الرئاسة الاولى التي للطائفة المارونية، وسيناقش معهما ومع زعماء آخرين سبل تقوية الوجود المسيحي في لبنان من الناحية السياسية. أما الاتصالات فستستمر في عطلة نهاية الاسبوع وقبل انعقاد مجلس الوزراء الاثنين لحل الموضوع الخلافي الذي يشدد عليه عون ويهدد باتخاذ مواقف تصيب التوازن الحكومي اذا لم يتم تعيين قائد للجيش. وأفاد مصدر يواكب حركة الاتصالات لتذليل عقدة التعيينات مع قرب تقاعد القادة الامنيين. ووفقا لما نقله المشنوق الى عون وسواه من المعنيين الذين التقاهم ان ثمة أسماء مرشحة لمركز قيادة قوى الامن الداخلي مع مرشحين لمجلس القيادة، واذا تمت الموافقة على السلة المتكاملة فسيوافق وزير الداخلية على اصدار تعيينات جديدة، ومتى حان موعد احالة المدير الحالي على التقاعد، يطرح المشنوق وجوب التمديد، ولن يقبل بتعيين الاكبر سنا من الضباط لأنه لا ينتمي الى الطائفة السنية، وبذلك تكون مدة التمديد لتاريخين، الاول حتى 23 ايلول موعد احالة قائد الجيش العماد جان قهوجي على التقاعد، وعندها تعالج قضية تعيين قائدين جديدين للمؤسستين، أو يمدد المشنوق للواء بصبوص ولقهوجي سنة كاملة. وتوقع أن تناقش مخارج المشنوق، وقد لا ترضي عون، فماذا سيحصل حينها؟ نُقل عن مقربين من الرابية ان أي قرار نهائي لم يتخذه عون في حال لم يعين قائد للجيش او لقوى الامن الداخلي نظرا الى دقة الظروف، ولأنه لم يقطع الامل من موافقة الرئيس سعد الحريري على ما طلبه منه النائب وليد جنبلاط لجهة القبول بتعيين شامل روكز قائدا للجيش. والسؤال: في حال الموافقة، هل يبقى الجنرال مرشحا لرئاسة الجمهورية او يوافق على رئيس تسوية؟ ودعا الى التروي في اتخاذ المواقف مما هو مطروح، مشددا على أهمية تحصين البلاد ضد التهديدات الارهابية، وإن لم يعد من الجائز المضي في الخلل بالاستقرار السياسي والمجازفة بالاستقرار الامني واقحام الجيش في معركة مع مسلحي "النصرة" و"داعش" قبل معرفة ما ينوون القيام به من جرود عرسال، وعلى الاخص بعد القرار الصارم بضبط الوضع.

 

إيران: جيش لبنان فساد وشلل

احمد عياش/النهار/30 أيار 2015

نشرت وكالتا الانباء الايرانيتان "فارس" و"أرنا" الرسميتان قبل أيام مقالا كتبه ماجد حاتمي لم يذيّل بعبارة "هذا المقال يعبّر عن رأي كاتبه". وقد حمل المقال العنوان الآتي: "لن تهزم "داعش" إلا بتعميم معادلة لبنان الذهبية". ويشرح المقال ما ورد في خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لمناسبة الذكرى الـ15 للتحرير وتأكيد نصرالله ضرورة تعميم المعادلة الذهبية اللبنانية "الجيش والمقاومة والشعب" معتبرا هذه المعادلة "وصفة سحرية... لعلاج الحالة المزرية التي تعيشها بلدان المنطقة". وقال أن ما "زاد من قوة المجموعات التكفيرية ضعف الجيوش العربية بسبب الفساد السياسي الذي شلّ حركتها كما هي الحال في لبنان...". هذه النظرة الايرانية الى الجيش اللبناني يلاقيها موقفان لنصرالله والعماد ميشال عون. فنصرالله قال "نحن نشكل ضماناً" أي "حزب الله". فيما سئل عون في آخر إطلالة تلفزيونية ألا يستطيع الجيش اللبناني وحده أن يقف في وجه المخاطر على الحدود الشرقية فأجاب: "لا، لا يستطيع. لماذا أحضروا له 3 مليارات من السلاح؟ قد يصل السلاح ولكن بعد أن تنتهي الحرب في الشرق الاوسط...".

كان واضحا في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء أن منطق نصرالله وعون حيال الجيش قد هزم، وهذا ما أوضحه وزير الداخلية نهاد المشنوق بوضوح عندما أكد أن الاجهزة الامنية الرسمية هي التي تحمي لبنان وليس "انتصارات" الحزب في القلمون. ولذلك يشهد لبنان اليوم بعد هزيمة هذا المنطق حول ماذا سيفعل الجيش، معركة لمن ستكون قيادة الجيش. إذا كان "حزب الله" هو "درة التاج" في المشروع الامبراطوري الايراني فإن هذه "الدرّة" ليست في أحسن أحوالها. فمواكب تشييع ضحايا الحزب في معارك سوريا لا تتوقف لا بل أن تشييع الضحايا يتم بالجملة. وتقول إحدى الشخصيات البقاعية البارزة أن ذوي أحد هؤلاء رفضوا تسمية ضحيتهم "شهيدا" وأصروا على تسميته "فقيدا" تعبيرا عن رفضهم لحرب "حزب الله" في سوريا وهذا أمر لم يكن مألوفا من قبل. وليس حال النظام في سوريا بأفضل من حال "حزب الله". إذ يتخوّف خبير روسي خلال اتصال بينه وبين صديقه اللبناني "من حصول تطورات مفاجئة في سوريا تؤدي الى سقوط الرئيس بشار"... من أجل فهم أكثر لما كتبه المعلّق الايراني يمكن متابعة تطورات العراق التي تخوض فيها الميليشيات الممولة إيرانيا الحرب ضد "داعش" تحت شعار "لبيك يا حسين"وهو أمر أوضحته المستشارة الاميركية السابقة للجيش في العراق إيما سكاي في حديث مع قناة "سي أن أن" التلفزيونية حيث قالت "لا يمكن الحصول على جيش وطني في الوقت الذي لا يتفق فيه السياسيون على هوية الدولة"... هل ينجو لبنان من النظرية الايرانية التي تقدّم الميليشيا على الجيش؟ تلك هي المسألة.

 

لهذا كسر "حزب الله" الحدود

سميح صعب/النهار/30 أيار 2015

بنى تنظيم "داعش" "دولته" على انقاض دولتي سوريا والعراق من الرمادي الى تدمر. وبنت "جبهة النصرة" "اماراتها" فوق الجغرافيا السورية ولا سيما منها المناطق الحدودية (مع لبنان والاردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل). ولكن في كلا الحالين كان كسر حدود سايكس- بيكو عاملاً حاسماً في تأمين مصادر القوة التي يتمتع بها التنظيمان الجهاديان. وفي المحور المقابل ، كان "حزب الله" اللبناني الجهة الوحيدة التي بادرت الى كسر الحدود من طريق الذهاب للقتال في سوريا وربما بعض العراق، بينما يكاد يغيب عامل كسر الحدود على مستوى حكومتي سوريا والعراق. وكان ذلك سبباً رئيسيا من الاسباب التي أدت الى اضعاف الحكومتين في المواجهة مع الجهاديين. ان مبدأ المواجهة الشاملة التي يخوضها الجهاديون في أرض العراق وسوريا، لن تردعها ألا مواجهة شاملة في المحور المقابل. وكما قفز الجهاديون فوق الحدود التي رسمت قبل مئة عام، يتعين على المحور المقابل القفز فوق هذه الحدود اذا كان يتوخى كسب المعركة الوجودية في مواجهة المشروع الجهادي الذي احسن استغلال قوة الجغرافيا السياسية للهلال الخصيب اكثر من الدول التي نشأت في مرحلة ما بعد الاستعمار واستمرأت الكيانية وسيلة لضمان بقائها في السلطة، فأضاعت فلسطين لمصلحة المشروع الصهيوني، وها هي الكيانات نفسها تتبدد امام عصف المشروع الجهادي. وكما ترك المشروع الصهيوني تأثيراته على كل ساحات سوريا الطبيعية من لبنان الى الاردن والشام والعراق، يفتك المشروع الجهادي بهذه الكيانات غير تارك أي مساحة للحياد. فالعراق وسوريا في قلب المعركة بينما الاردن يدعم الجهاديين وخصوصاً "جبهة النصرة" نزولاً عند رغبة دول الخليج العربية وتركيا، ولبنان لم يكن يوماً محايداً في هذا الصراع، جزء منه لا يخفي تعاطفه مع كل ما هو ضد النظام السوري حتى لو كان ينتمي الى المشروع الجهادي، وجزء يرى ان المشروع الجهادي يستهدفه اكثر مما يستهدف النظام السوري. ولا بد من التوقف هنا عند التطمينات التي اطلقها زعيم "جبهة النصرة" ابو محمد الجولاني في المقابلة التي اجرتها معه قناة "الجزيرة" قبل ايام، للولايات المتحدة الى ان تنظيمه لن ينفذ عمليات في الغرب انطلاقاً من سوريا، بينما كان الجولاني قاطعاً في تحذيراته لطوائف سورية أخرى لا تشاطره الافكار والمباديء ذاتها. ولا حاجة الى التذكير بما فعله "داعش" باقليات دينية وعرقية في الاراضي التي استولى عليها. وهكذا تخوض دول وطوائف معارك الوجود. وفي هذا النوع من المعارك لا بد من كسر الحدود في مواجهة هي الاقسى تعرفها المنطقة منذ اغتصاب اليهود فلسطين عام 1948.

 

لائحة شرف في مواجهة الجريمة الكبرى

 عقل العويط/النهار/30 أيار 2015

أيها الأحرار؛

القتلة، من كلّ جانب، يمعنون في إيصال الجريمة إلى الذروة، أو إلى القعر. الآن، هو وقت الوقوف الشجاع والذكيّ في وجه هذه الجريمة. فاستدرِجوها بحكمة، أو اذهبوا إليها، كما تفعل النبتة الصغيرة، في محنة العاصفة. صحن المواجهة، أو صحن "الثأر"، يؤكل على نار باردة، على ما يقول المثل الفرنسي. لا يُنتقَم من عاصفة الجريمة إلاّ بهذه الطريقة. كلّ مَن يؤمن بأنه معنيٌّ بهذه المواجهة، فليسجّلْ اسمه في لائحة، ستكون معتبَرةً في يومٍ من الأيام لائحة الشرف المطلقة.

المسألة لا تحتمل المراوغة والتسويف، ولا الانتظار حتى تنقشع غيوم المنطقة. أطمئنكم أن الغيوم لن تنقشع الآن، ولا في القريب، لأن الزمن "القيامي" طويلٌ بل طويلٌ جداً، والخراب لم تكتمل فصوله بعد في البلاد العربية. اذهبوا إلى السينما، لتشاهدوا كيف تكون أزمنة القيامات. في الكتب، في كتب الرؤيا، والشعر، كما في الروايات، نصوصٌ مذهلة تروي ما يمكن أن تعتبروه نسخةً طبق الأصل عما يجري في البلدان العربية والإسلامية. قد يكون ما يجري، الآن، أكثر إرهاباً و"إبداعاً" مما في الكتب والسينما والفنون كلّها على السواء. راقِبوا ما يجري في لبنان وسوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا وتونس... وفلسطين. إنها السينما القيامية، لكنها مصوَّرة على أرض الواقع، وملتقطَة بعينه، وبعدسته. إنها أيضاً الكتب القيامية، وفنون الموت القيامية، مكتوبةً بفجائع البشر والأمكنة. فليصدِّقْني اللبنانيون الواهمون. لم تعد المسألة مسألة رئيس للجمهورية، ولا مسألة مؤتمر تأسيسي، ولا مثالثات فحسب. إنها خصوصاً لهاثات المسعورين الجهنميين للالتحاق بمشهد الخراب الأخير. ما أكثر هؤلاء. وما أشد الاقتراب من هذا المشهد!

قد يسأل سائلٌ من القرّاء، ما "طبيعة" لائحة الشرف هذه، ومَن تضمّ؟ الجواب: إنها اللائحة التي يرفعها أصحاب الكرامات العقلية، وتضمّ جميع الذين لا يوافقون على ما يجرّنا إليه قادة الموت والغرائز والعصبيات، وأنفارهم.

لا أستثني أحداً، ولا جهة. سمّوا معي: نظام الملالي و"حزب الله"، اللذان يصادران الشيعة؛ النظام الخليجي الوهّابي؛ النظام التركي الإسلاموي؛ التكفيريون والظلاميون والإرهابيون الذين يسرقون السنّة، وهم جمهرات "داعش" و"النصرة" و"القاعدة" (و"الأخوان" أيضاً)؛ فلول النظام البعثي الأسدي؛ والأتباع اللبنانيون والسوريون والعراقيون واليمنيون والليبيون والتونسيون والمصريون والفلسطينيون. هل يجب أن أنسى الصهيونية التي تتحقق أهدافها تدريجاً من ضفاف الفرات إلى ضفاف النيل؟!

يقال في زمنٍ كهذا، إن أهل الحكمة والشجاعة الروحية ينكفئون أمام عاصفة الجريمة، وصعود آلهة الغرائز والطوائف والمذاهب للإشراف على المقتلة الأخيرة. هذا صحيحٌ، إذا استشهدنا بأمثلة كثيرة، غابرة وحديثة. ففي مثل هذه الحال، يتساقط كلّ شيء تقريباً. لا يبقى حجرٌ على حجر في بنية العقل، ولا في بنى الدول ومؤسساتها. ثمة صرخةٌ واحدة مسموعة، يهرع إليها زبانية الموت والتخلف والعماء والظلام والمال والتنطح، ليؤلفوا قطعاناً حاشدة، لا تُعرَف لها بداية ولا نهاية. هي صرخة الموت من طريق القتل الهمجي.

لكن الصحيح أيضاً، والمطلوب، هو اختراع سبل المواجهة الشجاعة والذكية، على أرض المواجهة، التي تمتد من هنا إلى آخر بقعة ظلامية استبدادية متخلفة في العالمَين العربي والإسلامي.

أيها الأحرار؛ نحن معنيون حضارياً وثقافياً ووجودياً بما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر وتونس وفلسطين، مثلما نحن معنيون بلبنان. لأهل الكرامات العقلية، الذين يرون أن الانكفاء هو عين الصوب، أقول: انكفئوا، لكنْ لاستدراج العاصفة إلى مواقعكم الحصينة. هناك، هناك فقط، يمكن ضربها في عقر نخاعها الشوكي. أطالب خصوصاً، المثقفين اللبنانيين والسوريين والعراقيين، لأنهم فضاؤنا الأقرب والأخطر، باستدراج عاصفة الجريمة، إلى الفخّ العقلي والواقعي، الذي يجب أن يوقعها في المصيدة.

في العدد الفائت من "الملحق"، كتبتُ أني لم أعد أريد رئيساً للجمهورية. ففي الجمهورية المحتلة من الداخل، لا معنى لوجود رئيس يدير الاحتلال ويخنع له! وفي الجمهورية التي يمعن أهلها في نحرها، كلٌّ على طريقته، لا يعود ثمة معنى لأيّ مطلب جزئي، وإن كان ملء الفراغ الرئاسي، وهو قلب الجمهورية. المواجهة الشجاعة والذكية هي الحلّ، وذلك باستدراج الجريمة إلى حيث لا يعود في إمكانها أن تواصل فعلها المشين. ثمة مواقع ملموسة كثيرة للمواجهة المتواصلة، الراهنة، والبعيدة الأمد؛ في مقدّمها، ودائماً، أرض لبنان وسوريا والعراق، وأحرارها. هنا أيضاً، على صفحات هذا المنبر، يمكنكم أن تجدوا موضعاً معنوياً وثقافياً مشرّفاً لهذه المواجهة. هذا أقوله للمثقفين الأحرار اللبنانيين، مثلما أقوله للسوريين والعراقيين خصوصاً، ولا بدّ من اليمنيين والمصريين والتونسيين والفلسطينيين وسواهم. هذا الهلال الشرقي الخصيب، هو موئل حضاراتنا المهددة بالانقراض. الانحطاطيون الإسلامويون، من ظلاميي السنّة والشيعة، مع فلول الأنظمة الديكتاتورية، وقوى الإرهاب والتكفير، ومن لفّ لفّهم من أتباع وزبانية وأقليات عرقية وإثنية ودينية، هؤلاء هم قوى الجريمة. ولا استثناء.

كلما سنحت لكم فرصة، أو موقعة، عليكم أن تستدرِجوا الجريمة إلى الفخّ. هذه هي طبيعة لائحة الشرف، ويجب أن تضمّ مَن ينضمّ إليها. ولا هوادة. ولتكن الضربة موجعة: هي لا تقتل إلاّ إذا وجّهتموها إلى عقر النخاع الشوكي. هكذا فقط يُثأر للشعوب والأوطان، ابتداءً بلبنان وسوريا والعراق، وهكذا فقط يُنتقَم من الجريمة. فاثأروا وانتقِموا... قبل فوات الأوان! أيها الأحرار؛ لبنان في خطر نهائي. شأنه شأن سوريا والعراق. فلسطين بالطبع وبالتأكيد. هذه البلدان الأربعة هي قلب الشرق الأدنى، وهي محور المواجهة الثقافية والوجودية الحقيقية. لا مجال للاختباء وراء أيّ حقيقةٍ أخرى. يهمّني أن أنهي هذه الافتتاحية بما قاله بول فاليري يوماً عن الجرائم، وعمّا يمكن أن ينطبق، احتمالاً، على بعض أهلنا، وفي مقدمهم بعض المثقفين والمناضلين الأحرار، من جرائم "سرية"، لا تبصر النور: "الأسباب" التي تجعل المرء يمتنع عن ارتكاب الجرائم مدعاة للخجل أكثر من الجرائم نفسها. التعب، اليأس، السكوت، التطنيش، الانتهاز، الهرب، التغافل، التعوّد، التواطؤ الساذج، أو الانضمام سرّاً وبالواسطة إلى قافلة الجريمة، قد تكون هي هذه "الأسباب". فلا تجعلوا منها سبباً موضوعياً إضافياً يساعد المجرمين السفلة على الإيغال في جريمتهم اللبنانية، السورية، العراقية، العربية، الإسلامية، الشرقية، هذه! لائحة الشرف تنتظر. المسألة لا تحتمل المراوغة والتسويف. أما الضربة ففي قعر النخاع الشوكي. فهي وحدها الضربة القاضية!

 

أتكون عرسال «بوسطة عين الرمانة» الجديدة؟

بول شاوول/المستقبل/30 أيار/15

الطريف «المُستطرف» انه منذ انخراط حزب ولاية الفقهاء في سوريا دفاعاً عن نظام بشار الأسد المتهاوي آنذاك تحت قوة الثورة السورية الشعبية، وبدلاً من ان يتقدم النظام في «نجاته» ها هو وبعد سنوات يتقلص جيشاً وشبيحة وأرضاً وميداناً، حتى لم يتبق من هيمنته سوى 20 بالمئة، ليسيطر «داعش» (صنيعه الفرانكشتاني) على 50 بالمئة، والباقي في أيدي الثوار.

والطريف «المستطرف» انه منذ دخول حزب بني فارس المعارك حتى اليوم، ازدادت قوة داعش، ثم استعاد الجيش الحر أخيراً جزءاً من حضوره، وكذلك «النصرة». دخل الحزب تحت راية «جهادية» مذهبية «حماية مقام السيدة زينب» فازدهر «داعش«. يا للمفارقة! والمعروف أن الحزب الذي لا يقهر (كجيش الصهاينة) وكذلك الجيش النظامي لم يحاربا «داعش» إلاّ اعلامياً. عقدا معه اتفاقيات نفطية وغاز وزوداه كل ما يلزم من الكهرباء وتوفير ما ينقصه. داعش التكفيري، الارهابي (نتذكر ظاهرة شاكر العبسي السورية في مخيم نهر البارد وامارته المهزومة) حيّده الحزب «التكفيري» والمذهبي من حساباته (وكأنه الحليف السري المُنتظَر) وركز على محاربة «الجيش الحر» (المدني، التعددي، الديموقراطي السيادي الوطني: هذا ما يقض مضاجع الحزب)، وما نمو «داعش» العجائبي، سوى تغذيته من قوى إيران ونظام الأسد. لكن وعلى امتداد الأيام والسنوات، توسّع داعش وتقلص الحزب وانهزم وانتصر داعش. وكلما انكمش النظام» سطعت» اعلامياً صُور سليماني والحرس الثوري لكن الاعلام لا يصنع انتصاراً ولا يديم «فوزاً» هشاً.

انكسرت صورة سليماني وتحطمت قوة الأسد واختفى دور الحزب وهو لاعب صغير بين اللاعبين الكبار. ميليشيا قروية بين قوى تطورت في ظل تغيير الموازين على الأرض: انسحب الحزب من دمشق (وكأنه وايران أخذا ينفضان أيديهما من النظام). من مدّه «الوهمي» وعنترياته وتلفيقاته الاعلامية إلى مرحلة «الجزر». كأن الحزب المهزوم في معاركه ضد الشعب السوري، وتواطئه في جرائم النظام (والقنابل العنقودية، الكلور، الكيماوي، البراميل المتفجرة، المجازر) ها هو يبحث حيث سبق أن اعلن انتصاره محتفلاً بنرجسياته وأمراضه وفساده عن «ترضية»، أو يتسول ويتوسل «ولو نصراً» هو شبيه الهزيمة في القلمون... وصولاً إلى عرسال اللبنانية، المتواجد فيها الجيش اللبناني. فعرسال في «عين» الحزب باتت في لا وعيه الطفولي، مثل «القصير» وبيروت 7 أيار وغزوة الجبل: أرضاً يجب أن تُسيب ليُصنع من حطامها وركامها ودمارها «تمثال» انتصاره الرملي (كل تماثيل نصر الحزب من رمال تزلق من بين الأصابع وتتلاشى أمام العيون والأفئدة المفجوعة».

[ الخلاص

إذاً عرسال هي «اللوتو» أو «الخلاص». وهذه العقلية الخرافية ليست جديدة. فبعد استدراج الحزب العدوَ الصهيوني في حرب تموز، الذي دمرّ وضرب ونسف ما يعادل بمليارات الدولارات وقتل وجرح نحو 3475 لبنانياً، وهجرّ مليوناً من أهل الجنوب، ها هو تغطية لنكساته (الانتصار يسجله التقدم على الأرض، وليس الصمود تحت الأنفاق) يعلن حرباً على اللبنانيين في 7 أيار يجتاح بيروت وينتصر على «الدكاكين المغلقة» وباعة اليانصيب والجرائد ومحلات الفراريج، والمقاهي الفارغة، والشوارع (هل هناك من يعلن انتصاراً على شارع فارغ ويكون طبيعياً؟)، والأزقة.

ولم ينس منافسته لشارون في غزوه بيروت، فاراد ان يتفوق عليه بإحراقه تلفزيون «المستقبل« و«جريدة المستقبل«، في حين أن شارون مرّ قرب جريدة «السفير« وبعض الدور الاعلامية ولم يمسها. (هذا انتصار إجرامي مبين على شارون السفاح! مبروك).

[ مهزوماً

إذاً، بعد حرب «لو كنت أدري» ونتائجها وهجومه على اللبنانيين، وتكفيرهم وتجريمهم وتخوينهم بهدف ارهابي لفرض شعار الانتصار وكمّ الأفواه. ها هو اليوم وبالسيناريو نفسه يعود من سوريا مهزوماً إلى القلمون، وقد أزهق بجنونه دماء آلاف الشباب اللبناني في معركة ليست معركتهم.... ليواجه من أسماهم «التكفيريين» و»الارهابيين». لكن القلمون الذي سبق ان احتفل الحزب بانتصاراته فيها، ها هو بعدما خسرها، يريد أن يكون انتصاره الوهمي، ذريعة لاحتلال عرسال (كما احتل بيروت) وتهجير أهلها، ونهب بيوتهم، وتدمير كل حجر (كما فعل في القصير). عرسال إذاً في بال إيران، التي هُزِمت في اليمن شر هزيمة، وفي العراق (هرب سليماني من الميدان ومعه حديدان)، وفي سوريا وفي البحرين... وهي طبعاً في بلبال الحزب الذي يحارب تحت إمرة ولاية فقيه الفقهاء!). وكلنا يتذكر ان عرسال تعرضت لأبشع أنواع التسفيه والتشويه وباتهامها بإيواء التكفيريين والارهابيين، وانها «مرتع» سُنيّ يُمّد معارضة النظام بالرجال والسلاح! (وكذلك ضد النظام السوري الارهابي يعني أنك تكفيري وارهابي!). ولم توفر بعض الأجهزة الأمنية اساليب المطاردة والتنكيل والاعتقالات بحق بعض أهالي عرسال باعتبار أن بعض هذه الأجهزة الأمنية «تدين» لحزب سليماني في أكثر من ولائها للناس. (انها فلول عهد اميل لحود. وآخر دليل على ذلك الحكم الهزلي المبكي على جريمة ميشال سماحة!). لكن مشكلة هذه الميليشيات الفارسية وجود الجيش اللبناني على مجمل أراضي عرسال. فعرسال بلدة لبنانية (من 40 ألفاً) وجرود القلمون أقرب إلى سوريا. التزم الجيش اللبناني مواجهة كل اعتداء آتٍ من الخارج. وهكذا فعل، وحال دون أي تسرب لمقاتلي «داعش» (هل يمكن ان تقر لنا يا سيد حسن بالعربي الفصيح، كيف حيدكم داعش، وهجم على النصرة والجيش الحر؟ كيف ظهر فجأة منذ اعلانكم بدء معركة القلمون: وكل ارهابي للإرهابي حليف!)؛ داعش يحارب مع «حزب الله« و«حزب الله« يتهم المعارضة اللبنانية بدعم «داعش«! يذكرنا ذلك بتصريح نتنياهو في بداية الثورة السورية «سقوط نظام الأسد كارثة على اسرائيل» فنتنياهو يدعم الأسد لكن هؤلاء «الممانعون» يتهمون 14 آذار بالعمالة لإسرائيل. رائع. يا دهاقنة النفاق!

[ قلب المؤامرة

عرسال إذاً في قلب مؤامرة «حزب الله«. وكما حاول هذا الحزب استخدام الجيش لمواجهة العشائر البعلبكية في الضاحية، ها هو يسعى إلى استخدام هذه العشائر ضد أهالي عرسال والجيش. وهذا الأخير أي الجيش يتعرض منذ مدة لهجوم اعلامي من وسائل الممانعة وحزب ولايتي. حملة شعواء على الجيش اتهمت بعضهم بأنه قصف تجمعات «المقاومة» (السابقة) واليوم يخيره السيد حسن بخطابه المطنطن بلغة الخسارة، امّا ستعلن أيها الجيش اللبناني حرباً على أهالي عرسال اللبنانية... « أو اننا لن نترك تكفيرياً واحداً في عرسال». انه تهديد للجيش بمواجهته مباشرة، وتهديد للبلدة اللبنانية الشمّاء بلبنانيتها وعروبتها، وتهديد بحرب مذهبية بين «شيعية» العشائر (وأقصد بعض مرتزقة هذه العشائر)، وسنية عرسال. ولا ننسى أن الحزب ذهب إلى دمشق بشعار مذهبي استفزازي سخيف، وها هو يعود إلى لبنان بشعار مذهبي استفزازي، يحمل تجديداً لإثارة الفتن (وهو حزب الفتن بامتياز). وتطمئننا القيادات بأن الجيش اللبناني الذي يحمي الحدود، ويمنع دواعش الحزب، من اختراق البلدة، وهو باق هناك. ميليشيا مذهبية جزئية شبيهة بتلك التي عرفنا في الحروب الماضية تهدد الجيش النظامي لأنه لا ينصاع لأوامرها المملاة من خامنئي. وقالها السيد حسن، لن نترك «تكفيرياً واحداً»، مهما قالوا، وحلّلوا، وشرحوا، يقصد هنا أكثرية اللبنانيين. عندما نفذ «حزب الله« إرادة «المستولي» فقيه الفقهاء، لإعلان الحرب على الشعب السوري وإرادته داخل سوريا (فتحول محتلاً أسوأ ربما من إسرائيل) فإنه لم يأخذ إذناً من أحد. ذهب بمحض إرادة إيرانية تعلو على كل النظام اللبناني والشعب والأحزاب والحكومة والبرلمان. ذهب وكما قال أحد «قادة الحزب» «نحن لا نحتاج لا إلى إجماع ولا إلى إذن من أحد». يعني أنهم هم الذين يأذنون للبنانيين بما يجب أن يفعلوه. لكنه عاد إلى لبنان، ليس فقط بلا إذن، ولا محاكمة ولا محاسبة وإنما أيضاً على الرغم من الشعب، ليورط الجيش بمعارك إيران. أما هذا الإصرار الدموي العنجهي والنبرة الاستعلائية (عاشو يا خيي!) فربما يخبئ كما عودنا الحزب أهدافاً أوسع، وأمكر، وأخطر.

[ الأهداف الباطنية

فهل أمرته إيران بتأمين خط ساحلي، يمر بحمص وقبلها عرسال، والقلمون، وربما (يضم بعض البقاع)، لمخطط تقسيمي؟ فبعدما فشل «الهلال الصهيوني» يسمونه خطأ هلالاً شيعياً، يبدو أن بني فارس، والنظام، يريدون أن يعوضوا، بدويلة علوية شيعية على الخط الساحلي المفتوح على البحر. ونظن أن هذا المخطط ليس سوى إعلان هزيمة مدوية لإيران والنظام وأداتهما الحزبية في لبنان. فبدلاً من الولاية «السورية» (الإيرانية)، انفجرت كل الحدود الداخلية، ولم يتبق لهؤلاء سوى فتات سوريا، التي تكاد لا تشكل «بلدية»، أو شبه مدينة.

لكن السؤال هل يمتد المخطط التقسيمي من سوريا الأسد وعراق المالكي و»الحشد الشعبي» الفارسي، إلى لبنان؟ أترى ذهب الحزب ليقسم سوريا، وعاد ليكرس حدود التقسيم، ويهدد «ضمناً» بإلحاق لبنان بمصائر الحزب الفاشلة؟

ربما، يمكن إدراج قطع «رأس الجمهورية» في هذا «الهاجس» باعتبار أن ممارسة السيد حسن نصرالله مهمة «المرشد» (وهو مُرشد مُرشَد). كأنها تمرين على إلغاء الجمهورية بالفراغ. وهذه الذهنية رافقت كل تاريخه في لبنان: من تعطيل مجلس النواب، إلى محاصرة الحكومة، إلى انقلاب القمصان السود، إلى عدوان 7 أيار... فإلى دوره في تعطيل القضاء اللبناني والمؤسسات: إفراغ الجمهورية اللبنانية لتعبئة الفراغ بهيمنته الإيرانية. فهل يكون لبنان تعويضاً للحزب من ضمن المعاهدة التي عقدها مع إسرائيل لوقف النار في مزارع شبعا، وهي شبيهة بمعاهدة نظام الأسد بإعطاء الجولان لإسرائيل مقابل بقاء النظام... والسيطرة على لبنان. أيكون لبنان التعويض عن هزائم الحزب في سوريا، واليمن، والبحرين.. والعراق؟ أتكون إسرائيل في جوهر هذه الصفقات المماثلة والمتماهية: نظام الأسد أراحهم من المقاومة الفلسطينية في لبنان، وها هو وإيران يريحان إسرائيل من الربيع العربي. أكثر: الثمن أغلى «وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم»: هل ثمّنت إسرائيل تحقيق إيران والنظام السوري تفكيك الأمة العربية، وتقسيمها دويلات مذهبية، لتبرر الكيان الصهيوني المذهبي، وتتمتع هي بكيان موحد إزاء كيانات عربية متناحرة تقوض فيها الدول لصالح الدويلات، والجمهوريات لصالح الانشقاقات، وتضرب العروبة لصالح الفارسية والصهيونية؟

[ المفتاح

أتراها عرسال مفتاحاً.. لتمدد هذا الخراب؟ بل هل يجعلها حزب الخراب بمثابة بوسطة عين الرمانة 1975، التي أدت إلى هذه الفوضى التقسيمية والكانتونية، وإلغاء لبنان من الخريطة؟ لكن ما زال عندنا الجيش الصامد بوحدته، وأكثرية الشعب اللبناني... وإرادته، وعندنا روح ثورة الأرز التي ما زالت تنفخ في نفوس اللبنانيين، مقابل تخثر الحزب وتساقطه حتى في بيئته المحضونة بالقوة والإرهاب، سقوط الرهان على تنكب الحزب هذا الخراب، من شأنه أن يحمي لبنان من مؤامرات إيران، ومن شأنه أن يعيد الحزب إلى حجمه الطبيعي. لكن السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير كأنه صوّب على هذه النقطة: فهناك الجيش موحداً، فلنضعه أمام خيارات عدة: إما حرب يعلنها على أهالي عرسال (وقد يهدد ذلك وحدته)، وإما حرب دفاع عنها في وجه ميليشيات العشائر الحزبية، وإما مواجهة في وجه مباشرة معنا... وتحتوي هذه الاختيارات على عناصر تخريب المؤسسة العسكرية، وتعطيل دورها، وشرذمتها، لتكتمل دائرة تقسيم لبنان، وضم بعضه إلى شريط الدويلة المذهبية التي يظن الأسد أنها ستحميه من المحاكمة، ومن الانهيار الكلي. (ومن قال إن بيئة بشار ما زالت مستعدة للانخراط في مخطط سلخها عن سوريا؟ ومن قال إن حتى تقسيم الجيش اللبناني سيكون لمصلحة الحزب؟ (إنها حسابات العقل الأمني لا السياسي). فالبيئة العلوية التي كبّدها النظام عشرات الآلاف من الضحايا خدمة لبقائه، لم تعد مستعدة لإكمال هذه الطريق التراجيدية، الانعزالية (وهنا حسابات فوقية خاطئة). فالبيئتان: الشيعية في لبنان، والعلوية في سوريا، فقدتا الثقة بقياداتها المذهبية، وبطغيانهم وبجنونهم وتحويلهم مجرد قرابين على مذابح إيران أو آل الأسد.

[ الصحوة العربية

يبقى أن الظروف العربية اليوم، وهذا مهم، باتت أفضل، من خلال هبوب عاصفة العروبة التي همدت طويلاً وسمحت لإيران بالتمدد وموافاة إسرائيل في مخططاتها. فالعرب اليوم يعيشون صحوة العروبة في مواجهة «الفارسية»، والزردشتية، والحلم «القومي» بواجهة مذهبية. وكأن الربيع العربي، على الرغم من كل ما تعرض له، نفخ بعض الأنظمة، وغسل غباراً على العيون، وها هو، شعبياً، ومؤسسات، يتوحد جيوشاً وسياسة واستراتيجية في معركته لاستعادة ما انتهكته إيران وعملاؤها.

وهذا عامل أساسي برز كالمعجزة. فالتاريخ لا يمشي بطرق مستقيمة، فهو يتعثر هنا، ويتقدم هناك، ويتقهقر هنالك... لكن ينبثق مفاجآت.

هذه المفاجأة برزت في هذه الصحوة، ومسلحة بوعي عميق بأسباب عجزها وسكوتها. وهذا لم ينتظره خامنئي ولا أوباما (الحليفان ولا كل الحلفاء مع إسرائيل)، ولا خططهما المشبوهة لضرب العروبة، والسنة، وحتى الأقليات!

على هذا الأساس، لن تكون معركة القلمون، سوى تفصيل صغير، في هذه المعركة الكبرى. أقصد أنها ستكون، ومهما تحقق فيها، بمثابة وداع لزمن «حزب الله«، وتكفيريي إيران، وإرهابيي النظام السوري!

المسائل يا سيد حسن لم تعد كما كانت. فالهزائم التي بدأت منذ دخولك سوريا... ستكمل إلى لبنان، واليمن، وسوريا، والبحرين!

إنها معركة وضع حد للجنون الفارسي!

 

استهداف السعودية

علي نون/المستقبل/30 أيار/15

الأهم من إحباط العملية الإرهابية الجديدة في الدمام، هو السياسة الشاملة التي تعتمدها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لإحباط الجماعات الإرهابية وأهدافها غير الحميدة وتفشيل مسعاها للمسّ بالأمن القومي لأهم دولة إسلامية على وجه الأرض.

الإجراءات الأمنية المضادة والاحترازية يمكن أن تحبط الإجرام الإرهابي في موضعه، لكنها على أهميتها القصوى والحاسمة، لا تلغي الإجراءات المتمّمة والموازية التي تضعها القيادة السعودية في مقدّم أجندتها المتصدّية لذلك التطرّف العَدَمي.

ومفترٍ وكيدي وأرعن، من لا يرى أو يقرّ بالحقيقة القائلة إن السعودية هي من أكثر الدول التي استُهدفت بالإرهاب الأسود المغلّف بالدين على مدى السنوات الماضية. لكنها من أول الدول التي تمكنت من مقاربة ذلك البلاء بطريقة قضت على معظم خلاياه ومكوّناته البشرية. وواكبت ذلك بتقديم الغالي والنفيس في سبيل تكسير منطقه ومنطلقاته الفكرية، ولم تعوّف وسيلة أو طريقة إلا واستخدمتها في موضعها وتحت سقف القانون والشرعية، من أجل إطلاق هجوم توعوي مضاد في مواجهة الانحطاطيين الذين أخذوا النصّ على هواهم وجعلوا من التكفير عدّة بيانهم وبلاغهم، والإجرام التام وسيلتهم الوحيدة لإيصال «رسالتهم».

لكن اللافت في أمر الحالة الإرهابية الراهنة، من القطيف إلى الدمام (مثلما كان الحال في أيام «القاعدة«) هو تزامنها مع تصاعد حدّة التوتر الإيراني بعد «عاصفة الحزم»، وتصاعد وتيرة التهديدات من قبل قيادات إيرانية، وبطريقة غير مسبوقة بصلافتها ومصطلحاتها إزاء المملكة وقيادتها.. بل الأغرب من ذلك، هو «الانطباع» الذي يتولّد لدى كل راءٍ ومراقب ومهتم من قريب أو بعيد، من أن تصعيد عمليات الإرهاب «الداعشي» (هذه المرة) يأتي كترجمة شبه حرفية للتهديدات الإيرانية! و»للتحليلات» التي نشرتها ماكينة الممانعة في الآونة الأخيرة تحديداً، والتي «قالت» و»توقعت» أن تصيب المملكة وأمنها القومي مخاطر «كيانية» استراتيجية نتيجة سياستها المضادة «لمسيرة التنوير« الايرانية الممتدة من انقلاب الحوثيين في اليمن على اليمن وأهل اليمن! إلى بشار الأسد وجرائمه في حق سوريا وأهل سوريا!

ذلك «التزامن» يبقى افتراضياً، بانتظار أن تقدم السلطات السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقطاعها الأمني الذي يقوده باقتدار وحِرَفية وشجاعة استثنائية ولي العهد السعودي، وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الأدلة التي تجعله واقعياً.. مثلما جرى سابقاً في تفجير الخبر في أواسط تسعينيات القرن الماضي، والذي قيل بداية إن «القاعدة» تقف خلفه، قبل أن يتبين شيء آخر، له صلة ما بالداخل الإيراني!

بمقدار ما يسمح لنا الحق الرقابي من بعيد بالقول، نقول إن المجتمع السعودي مثل غيره من المجتمعات المتنوعة، يعاني مشاكل متوارثة لا ينكرها أحد، لكن هذه لم تكن السبب الذي حرّك الإرهاب القاعدي السابق والداعشي الراهن.. ومعظم عمليات الإرهاب على مدى السنوات الماضية التي لم تقترب من المناطق الشرقية، تؤكد ذلك المعطى ميدانياً ودموياً. غير أن الركّ الراهن على الوتر المذهبي يعني أن الانحطاطيين يحاولون الصعود على درجات ذلك السلّم، ليس من أجل تفجير الفتنة في ذاتها، وإنما لمحاولة المسّ وبعمق شيطاني خالص، بالأمن القومي السعودي ولأهداف سياسية واضحة. والواضح في المقابل، أن قيادة المملكة تعاملت وتتعامل بذكاء وفطنة مع ذلك الإجرام الخبيث والمشبوه، ونجحت، سياسياً وإعلامياً وميدانياً، في تحويل المعطى المذهبي من سلّم فتنوي يصعد عليه كل من يريد شرًّا بالمملكة، إلى وضعية معاكسة تماماً. بحيث إن المقاربة الرسمية والشعبية لتفجيرَي القطيف والدمّام، كانت حيوية وسريعة وشفّافة وذات صدقية رفيعة المستوى، بل وصلت إلى مستويات غير مسبوقة: برّدت قلوب الحيارى والقلقين، وأكدت القياس الرسمي الذي لا يفرّق بين سعودي وآخر، ورسّخت المفهوم العام بأن الدولة قوية وحاضرة ومستعدة. وأول مظاهر قوتها هو كونها الخيار الوحيد والنهائي لكل سعودي.. في كل الحالات يصحّ الافتراض، بأن الإرهاب لم ينل سابقاً من السعودية ولم يعدّل في نهجها. وبديهي اليوم أن يكون الحال هو ذاته وأكثر.