عبدالله الخوري لـ"اخبار اليوم": ارصدة المسيحيين استبيحت من قبل عون

تشبيه الجلجلة بكربلاء ليس الا سبيلا اضافيا لاسترضاء حـزب الله سياسيا

عون سوف يمضي قدماً في تقديم المزيد من القرابين السياسية لسوريا وحلفائها

امة الكفر واحدة بالنسبة للنظام السوري الذي لا يخلد ببساطة للذين قاوموه

 

الثلاثاء 5 كانون الثاني 2010

 

 (أ.ي.)- قال الناشط السياسي عبدالله قيصر الخوري ان ما ورد على لسان العماد ميشال عون من مقاربة بين ذكرى صلب السيد المسيح واستشهاد السيد الحسين بن علي وتشبيهه طريق الجلجلة بواقعة كربلاء والربط بين انتظار المسيحيين للمجيء الثاني وبين عودة المهدي المنتظر، ان كل هذا لا يعدو كونه سبيلاً اضافياً لاسترضاء حزب الله سياسياً.

 

واشار الخوري الى ان عون لم يرم من خلال مطالعته هذه الى تنوير الاجيال الصاعدة وجعلها تتعلق باهداب الدين بقدر ما اراد ان يسبغ قيماً مستجدة ومضافة الى القيم الاساسية والخلاصية الواردة في العقيدتين الاسلامية والمسيحية وهي بعيدة كل البعد عن الفقه الاسلامي والليتورجيا المسيحية.

 

وحسب الخوري فان قوة الاجتهاد وعميق التأمل اللذين اتحف بهما عون المجتمع اللبناني، والمغلفين ببالغ الهرطقة الكلامية التي تعرض عن دقة النص القرآني لدى المسلمين والثالوث الاقدس لدى المسيحيين لا يمكن ان يختصرا ببساطة غير مسؤولة القيم الدينية وان تشابهت بالالم احياناً والابعاد الانسانية احياناً اخرى.

 

واوضح الخوري ان ما ورد في "سورة النساء 156": وقولهم انّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم" لا يتطابق مع استشهاد الحسين، الا اذا استحصل عون على فتوى بتعديل النصوص، لا سمح الله.

 

ولفت الخوري الى ان جميع ارصدة المسيحيين استبيحت من قبل العماد وصحبه الكورس الصادح، وهو لم يدرك حتى اللحظة مما تسبب به لهم من حروبه العبثية ومن بعثرة مفاهيمهم الكيانية بفعل تحولاته الدونكيشوتية المرتكزة على الكسب والمصالح الذاتية، حتى انه وصلت به فنون التزحلق السياسي الى حد المساس بجوهر ايمانهم ومعتقداتهم.

 

ويعتقد الخوري جازماً بان العماد عون لن يقف عند حدود ما سبقت اليه الاشارة، لا بل فانه سوف يمضي قدماً في تقديم المزيد من القرابين السياسية لسوريا وحزب الله، لان طريق العودة عن غيه لم تعد متوفرة له، نظراً لولوجه نفق التنازلات.

 

ودعا الخوري عون الى التيقن من ان الذين سلفهم تضحياتنا وثباتنا كالنظام السوري واتباعه في الداخل اللبناني لم يحز يوماً على تقديرهم وتأييدهم له الا بقدر ما احدثه انضمامه الى صفوفهم من قسمة وضرر فادحين في الجسم السياسي المسيحي واللبناني.

 

وختم الخوري لافتاً نظر العماد عون الى ان امة الكفر واحدة بالنسبة الى النظام السوري الذي لا يخلد ببساطة الى الذين قاوموا في الماضي ولا يزالون حتى اللحظة احتلاله وتدخلاته المستمرة على الساحة اللبنانية حيث لا فرق عند السوريين بين وجه عون وصورة الدكتور سمير جعجع.

 

 

http://www.akhbaralyawm.com/news.asp?cat=0&d=&ne=6