مقابلة من موقع 14 آذار مع عبدالله قيصر الخوري

 

احد مؤسسي "الوطني الحر" لموقعنا: لم يبق من جمهور "التيار" سوى الحلقة العائلية المتناحرة والشاخصة الى المكاسب والمغانم 

١٢ كانون الثاني ٢٠١٠

 

قال الناشط السياسي والمؤسس في التيار الوطني الحر عبدالله قيصر الخوري ان التيار الوطني قضى نحبه على اعتاب الترحال غير المتوازن للعماد ميشال عون ومن لا يزال يناصره في اصقاع التاريخ المستجد والمغاير لكل الاسس والمستلزمات الوطنية التي لاجلها انشيء التيار.

 

واعتبر الخوري في حديث لموقع "14 آذار" الإلكتروني ان التنكر والاعراض عن النسب والارومة المتجذرين في سائر القوى السيادية التي حمت مثلث قيم السيادة والحرية والاستقلال ورابطت سالفاً على مفاصل الخطر المتأتي من القوى الخارجية التي تربصت بلبنان منذ نشاته الدستورية الثانية عام 1943 ...ان كل هذا يؤشر بعين الريبة والاستهجان الى الذي عنون خطواته الاولى بهزهزة مسامير دمشق وها هو اليوم يؤمها مبشراً ببراءتها من دم الصديق طوال عقود احتلالها للبنان.

 

ورداً على سؤال عما آلت اليه اوضاع التيار الوطني الحر قال الخوري:ان التسمية استحالت اسماً على غير مسمى لانه لم يبق من جمهور التيار سوى الحلقة العائلية المتناحرة والمحاطة ببعض الانتظاريين والذين عيونهم شاخصة الى المكاسب والمغانم ولم يسلم من معالم الحرية التي كللت النضال الشريف للسنوات البيضاء المتعاقبة الا الشعارات المغايرة للمفاهيم الديمقراطية ناقلة القوة النضالية السابقة الى الحالة العونية المتزمتة والمتنفسة من رئة عون- باسيل فالبداية ديمقراطية والنهاية ستالينية.

 

وعن مبرر هذا الكلام الاتهامي للعماد عون اكد الخوري انه كان ممكناً معالجة الوضع التنظيمي المهتريء داخل الحالة العونية لو ان المشكلة وقفت عند حدود التنظيم.

 

ولفت الخوري الى انه وبعدما استفحلت الامور الى حد استدارة هذه الحالة ناحية اللامسموح في قاموس الضوابط الوطنية آخذة بجريرتها شريحة من المسيحيين انتزعت منها توكيلاً نيابياً في العامين 2005 و2009 وهي قد هتكت بمفاعيل الائتمان بغلواء نادرة مدبجة وثيقة تفاهم مع حزب الله لا تحمل في طياتها سوى عدم التوازن والتخلي عن مقومات سيادة الدولة لصالح هيمنة مفاعيل الدويلة وضرب مفاهيم التشاور انتصاراً لاحادية القرار مثلما حصل في تموز 2006 وقد وصلت عوارضها الى حد الاعتذار من سوريا.

 

وشدد الخوري على ان هذا الانجراف لم يقف عند حد المبادلة في السياسة لا بل فانه قطع اشواطاً في الاجتهاد الديني مبتدعاً مقاربات مستغربة وتشبيهات تتعارض مع المفاهيم الفقهية والخلاصية حيث لم يرم العماد عون من خلال مطالعته هذه الى تنوير الاجيال الصاعدة وجعلها تتعلق باهداب الدين بقدر ما اراد ان يسبغ قيماً مستجدة ومضافة الى القيم الاساسية والخلاصية الواردة في العقيدتين المسيحية والاسلامية وهي بعيدة كل البعد عن الفقه الاسلامي والليتورجيا المسيحية بلوغاً الى استرضاء حزب الله سياسياً.

 

وتابع الخوري بعدما اعاد السلاح تموضعه منتقلاً من ضرورات المقاومة ومستلزماتها الى الداخل بكامل مؤسساته الدستورية ومواقعه الاجرائية بتشكيلات فريدة من وسائل الهيمنة والسيطرة بدات باحتلال وسط بيروت واصابته بالشلل التام ومحاصرة السراي الحكومي وصولاً الى نسف تنائج الانتاخابات النيابية في العام الماضي وفرض نظام متأت من هيبة السلاح على حساب الدستور والقوانين والاعراف السياسية.

 

واشار الخوري الى ان هذا الواقع يترافق مع محاولة لوضع اليد السورية مجدداً على المسارات السياسية كافة في لبنان والى ان العوائق التي وضعت امام تشكيل الحكومة لهي خير دليل على التدخل العملي المترافق مع بريق السلاح اضافة الى سيل من الاجتماعات والتجميعات الاصطناعية مثل مشهد الجاهلية الذي يذكرنا بانماط سابقة من الكودرة المؤيدة لسوريا والمفرطة بالمقومات الوطنية.

 

وقال الخوري: امام كل هذه التحديات التي تنذر بمزيد من التعرية الاجرائية للقرار اللبناني الداخلي والتي يقابلها اكتساء متزايد للقدرات التي تعرقله وتحد من مفاعيله فهل يعقل ان يتوج العماد عون رأس الهرم في كل ما يهدر مفاعيل السيادة الداخلية وانتظام المؤسسات والامثلة على ذلك تتأرجح بين استنباطه بدعة الثلث المعطل واستبساله في فرضها مروراً بتعطيل قيام المؤسسات الدستورية؟

وعن تقديره لشعور مؤيدي العماد عون امام كل ما سبقت اليه الاشارة اعرب الخوري عن خشيته من استمرار هؤلاء المؤيدين في انسياق غير مبرر لا يأخذ في الاعتبار سوى المواقف المناهضة لسائر القوى المسيحية السيادية الحية.

 

سئل عن صحة الكلام الذي يروج عن وجود تململ داخل التيار امام هذا المشهد وبعد الميل التام لدى العماد عون لتوريث التيار لصهره الوزير جبران باسيل مثلما يشاع بين العونيين فقال الخوري:من يخفى عليه واقع التململ في صفوف الحالة العونية منذ ما يربو على 5 سنوات؟ حيث تفتقد التراتبية والموقعية وآلية اخذ القرارات والضوابط والمحاسبة والبراعة في استدرار المصادر المالية والتهامها في دائرة لا تتعدى الذات والخاصة وهو ما اصبح متداولاً في صفوف الحالة العونية وبوتيرة تكم الانوف.

 

وعن تقديره لمسار الامور داخل التيار بعد الصرخة التي ارتفعت من قبل هذا القيادي وذاك ولا سيما اثر اختيار العماد عون لوزيرين من خارج صفوف التيار في الحكومة الحالية اكد الخوري ان ما يختزنه تاريخ التيار الوطني الحر من عزم على صون السيادة وتحصين القيم لهو كفيل بانتاج البراعم الوفية لهذا التاريخ مما يجعلها تنطق ولو متأخرة بالحق الذي يواجه الباطل المتحصن في الحالة العونية.

 

وعما اذا كان يرى ان المواقف المعترضة التي يعبر عنها نائب رئيس مجلس الوزراء السابق اللواء عصام ابو جمرا وعما اذا كان كل ذلك قد يؤسس لمسار يتيح ولادة هذه البراعم قال الخوري: اننا نأمل ان ينتقل اللواء ابو جمرا وما يحمله من رمزية طبعت تاريخ التيار من تفاصيل الاطر التنظيمية التي تستحيل ثانوية امام الدهاليز السياسية والانفاق المظلمة التي ولجها العماد عون وصحبه الى التصدي المباشر لهذه الالتواءات الكيانية والمفاسد الاجرائية حيث شق التغيير طريقه الى اختذال المباديء واضحى الاصلاح فارغاً من مضامينه.

 

وعما اذا كانت مؤثرات بعض التفلت من ضوابط 14 آذار سوف تختزل وهج ثورة الارز اكد الخوري انه ليس من السهل انتزاع ما اخذ بالشهادة والبسالة وان ذلك لن يترنح تحت وطأة الاستئثار والتهويل فارادة الوجود مربوطة بنبض الحضور.

 

المصدر : خاص موقع 14 آذار