اللواء عصام أبو جمره: "العمل في سبيل الوطن ليس وليد الساعة ولا ينتهي بساعة"

معرض "فكر تيار وطني حر" في عاليه يجمع بين الفن والتثقيف السياسي 

30 أيار 2006 

"الأفكار ليها أجنحة ما حدّش يقدر يمنعها تطير" لا يمكن ألا أن نفكر بهذا القول للمخرج المبدع من أصل لبناني يوسف شاهين في فيلمه "المصير" ونحن نزور معرض "فكّر تيار وطني حر" Think FPM الذي نظمته هيئة مدينة عاليه في عطلة نهاية الأسبوع الفائت، وذلك في مطعم "الكرمة" في عاريا. 

  من عنوانه الأول "فكّر برتقالياً" Think Orange إلى "فكّر تيار وطني حر" التزم المنظمون بكلمة "فكّر" وطلبوا من الراغبين أن يعرضوا عليهم أعمالاً فنية ضمن هذا الإطار. وكأن كلمة "فكّر" هي عصا سحرية فجّرت مواهب وطاقات عديدة، قدّمت أكثر من 110 أعمال فنية، عُرضت مجموعة في هذه الصالة التي اكتظت بالزائرين في اليومين المحددين للمعرض.

الأعمال الفنية

الأعمال الفنية جاءت ضمن لوحات ورسوم وصور فوتوغرافية وتصاميم غرافيك ديزاين ومجسّمات خشبية ومالتيميديا Multimedia وأعمال يدوية مختلفة. ومهما تكن وسيلة التعبير تقليدية أم حديثة التقنية، فكلها تعبّر عن أفكار خالجت في وقت ما صاحبها فأراد أن يطلعنا عليها، جاعلاً منا شركاء طوعيين لأفكاره.

في اللوحات الزيتية كما في الصور الفوتوغرافية أو المجسمات الخشبية، تصوير لواقع الحال في بلدنا ومجتمعنا. من الجلي أيضاً أن الأعمال المعروضة وليدة لأحاسيس قوية مثل الغضب والثورة والظلم والفقر والجوع والقهر والقرف. وفي الجهة المقابلة نرى عرضاً لصور فوتوغرافية عن الطبيعة اللبنانية الخلابة... الإنسان والحضارة مقابل الطبيعة... صراع ما بين التشاؤم والتفاؤل ولكن من التشاؤم السلبي اختار الفنانون أن ينتقلوا إلى التشاؤم الإيجابي أي الذي يتطلّع شوقاً إلى ما هو أفضل، دالين بأصبعهم إلى الخطأ حتى لا نعود ونقع فيه مجدداً، لنتفاداه ونحاربه من أجل حياة أفضل.

قالوا لهم "فكّر" ففكّروا وعرضوا، مولّدين لدى كل واحد منهم أفكاراً وآمالاً بغدٍ مزهر ومزدهر.

قالوا للزائرين "فكّر" ففكّروا وكتبوا على الدفتر الذهبي. لهو صحيح إذاً أن لكلمة "فكّر" فعلٌ من أفعال العصا السحرية!

الفنانون العارضون هم: أنطوان بشاره (تصوير فوتوغرافي)، ابراهيم حمدان (ومالتيميديا Multimedia )، مايا معاصري (تصميم غرافيك)، نظام سليمان (مجسمات خشبية)، فيليب صالح (تصوير فوتوغرافي)، رواد غطاس (رسم) سماح حكيم (تصميم غرافيك)، باسكال أمسيان (تصميم غرافيك)، أيلي حبيش (رسم) سهيلة الصايغ (أعمال يدوية).

ومن الأقوال التي دوّنت على هذا الدفتر، نذكر على سبيل المثال لا الحصر:

- رمزي كنج: "المقاومة الفكرية والثقافية أحياناً أشدّ نفعاً من العسكرية."

- ألان عون: نقلة نوعية تبرهن أنّ في التيار طاقات كبيرة كما في السياسة أيضاً في الثقافة والفن."

- أنطوان نصرالله: الفن والثقافة والعلوم تحرر الإنسان من التخلّف وتقرّبه من حضارة رائعة."

- مارينوس ابي خليل: "إذا أردنا أن نبني وطناً، لا يكفي أن نبنيه بالسياسة والصراعات الداخلية فيما بيننا فقط، لا بل يجب أن نعمل على تطوير العلم والخَلق والإبداع والخُلق، فنكون من الأشخاص الذين خطوا بنقل صورة للحضارة للعالم عن لبنان."

- سمير أبي نادر: "لوحة تحرر من الإقطاع العائلي والسياسي، جسّدها هذا المعرض".

- د. بسام الهاشم: محاولتكم الأولى لبّت روح التيار الوطني الحر و"فكّر" بطريقة فنية كانت "ضربة معلّم".

اليوم الثاني للمعرض

كان لأعضاء ومناصري التيار موعدّ بالغ الأهمية في اليوم الثاني لمعرض "Think FPM" ألا وهو تكريم الفائزين بدورة موصلي أفكار التيار الوطني الحر.

وقد لبّى الدعوة كلّ من الوزير السابق اللواء الركن عصام أبو جمره، الدكتور بسام الهاشم مدير الدورة، الدكتور ناجي غاريوس، السيد أنطوان نصرا لله، المسؤول الإعلامي في التيار، والمهندس عماد مكرزل، منسق قضاء عاليه، ونخبة كبيرة من أعضاء التيار وأهالي بلدة وقضاء عاليه.

تخلل المناسبة كلمات لمنسق مدينة عاليه، فؤاد الرشماني الذي رحب بالحاضرين فشرح لهم عن معاني ومبادئ هذا المعرض، شاكراً كل من ساهم في تنظيم هذا المعرض الذي هو فكرة وتنفيذ لفارس شهيّب، عضو هيئة عاليه المحلية، والفنانين المشاركين ومصمم الغرافيك باسكال أمسيان الذي صمم الشعار والمجسم التكريمي للمناسبة. واستخلص آملاً أن يكون هذا المعرض الأول في لائحة طويلة يتكرّر سنوياً.

ثم تحدّث عماد مكرزل في كلمة شكر لمنظمي الحفل لمجهودهم الرائع والفريد من نوعه، قبل أن يعلن للجميع عن فوز اللائحة المدعومة من قبل التيار في انتخابات نقابة الأطباء بأكملها.

ثم تولى الكلام الوزير أبو جمره متوجهاً للفائزين بدورة موصلي الأفكار، قائلاً لهم:

"احتفالكم اليوم تتويج لدورة في التثقيف السياسي، انطلاقة جريئة وواعدة، نطلب أن تتابعوها في كل لبنان ليصبح تياركم الوطني الحر الأقوى والأفضل والأرفع مستوى حزبياً وسياسياً واجتماعياً. لأنه الأقوى والأصلب بأهدافه الوطنية النابعة من لبنان والتي تعمل لمصلحة لبنان وتركيز سيادته على مبادئ ديمقراطية رافضة للإقطاع العائلي والمالي والسياسي في صفوفه كما في خارجها.

ديمقراطية مبنية على العدالة والمساواة، على الكفاءة في الاختيار والمساءلة للتقدّم. ديمقراطية مبنية على محاسبة أعضاء الحزب مثل الآخرين. هذه المبادئ التي توحّد وتجمع وتؤهل لمعرفة الآخر وفهمه والتعامل معه مهما اختلف انتماؤه.

عليكم أنتم التقيّد بها ونشرها في المجتمع لتستطيعوا ونستطيع التغيير والإصلاح.

"أيها الأحباء،

أقول لكم هذا لأن التغيير والإصلاح اللذين نهدف إليهما ليسا بالأمر السهل. 

يقاومون، فالفاسدون كثر والعاطلون أكثر والمجرمون يعملون في الظلام ليستمروا إنهم.

ومن كان منزله من زجاج لا يستطيع مراشقة الآخرين بالحجارة. لذلك كان علينا وعليكم الجهد أكثر والثبات والحزم بجد وشفافية وتضحية أكثر، لكي نربح على هؤلاء الذين استباحوا الوطن ومقدراته والشعب وخيراته. ويريدون البقاء كأن شيئا لم يكن لقد حاربونا بالانتخابات ونجحنا، وحاربونا بالحكومة فعارضنا. ويحاربونا في الرئاسة وسنربح. 

إنهم يرفضون رئيساً جذوره عسكرية، إنهم معقّدون،، متناسين أنّ من كان شعاره الوفاء والشرف التضحية. أفضل من السماسرة والميليشياويين والزاحفين وتجار السياسة الفاسدين.

أيها الأحباء

سنبقى نعمل كما عملنا، فالعمل في سبيل الوطن ليس وليد الساعة ولا ينتهي بساعة.

ولا بد أن نصلح وإياكم بقيادة العماد ما أفسده الدهر".

أما الدكتور بسام الهاشم فتمنى لطلاب الدورة أن يلتزموا بالمهمة الموكلة إليهم ألا وهي توصيل مبادئ وأفكار التيار الوطني الحر، وهي الركيزة لبناء مجتمع ووطن فاضلين.

ثم جرت مراسم تسليم الجوائز على الطلاب الفائزين قبل أن يتم قطع قالب حلوى احتفاء بالمناسبة.